mai ahmd's Reviews > قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب
قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب
by
إن أردت أن تقرأ رواية بأسلوب مختلف ومبتكر فاقرأ لهذا الشهريار المجنون
لأول وهلة أعتقدت أنني سأقرأ قصة حب كأي القصص الدارجة
لم أكن أعتقد أن هذا الكاتب سيشدني لهذه الدرجة ولم تكن القصة هي السبب ولكن أسلوب الكاتب في السخرية والخروج عن المألوف لربما يصح هنا أن أعترف إنني لستُ من هواة الأدب الساخر ومع ذلك أجاد هذا الكاتب جري إلى منطقته الساخرة فكنت للحق أضحك من كل قلبي من طرافته ومن طريقة حواره مع القارىء فهذا الكاتب يحدثك أنت وبشكل مباشر ولا يوجد بينك وبينه أي حاجز كما وكأنني كنت أتخيل إنه يسمع ضحكاتي فيعجبه الأمر فيزيد من جرعات السخرية
حسنا الرواية إن جاز لنا أن نسميها كذلك إتخذت مسارين المسار الأول هو قصة الحب التي جمعت بين سارا ودارا وكيف يود الكاتب أن يطرحها وعلى الجانب الآخر يكتب الكاتب القصة كما تريدها الرقابة كما يمكن أن تصح لكي يسمح لها بالمرور والحصول على إجازة النشر من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران ، بل أن مقص الرقيب سيطال الكثير من السطور التي نرى فيها شهريار قد شطبها وفقا لما تقتضيه متطلبات النشر !
من خلال هذا الأسلوب الساخر الذي يبتدعه الكاتب نجد أنه لا يتوقف عن نقد الوضع الإجتماعي والسياسي في عهد ما قبل الثورة وحتى التحولات التي جاءت بها الثورة الخمينية وبما إن بطل الرواية عاشق للأدب وأول لقاء للحبيبين كان في مكتبة فلقد حفلت الرواية بالكثير من الإقتباسات والآراء والإستشهادات لكتاب شتى ليتضح لك مدى ثقافة الكاتب وعدم إنغلاقه على فكر أو ثقافة معينة ..
يمثل السيد بتروفتش مقص الرقيب ووجوده في الرواية يشير للتعقيدات التي يتعرض لها الكاتب الإيراني من أجل نشر كتاب وكيف تتدخل سلطة الدين وسلطة السياسة لحشر الفكر والأدب في زاوية ضيقة لا يمكن الخروج منها إلا بالإمتثال إن التحدي الذي يواجه الكاتب لم يكن متمثلا في الكتابة فقط بل إجتياز عقبة تبدو كتسلق جبل لذلك لا بد من المناورة واللف والدوران للوصول إلى القارىء وحقيقة لا يبدو الأمر سهلا !
وظف شهريار بعض الأساطير الإيرانية القديمة في لعبة السرد ويبدو أن القزم الأحدب الذي كان يظهر كآفة مخزية في الرواية له مغزى لم استطع التوصل له
كما إن ظهور أحد شخصياته الأهم في الرواية خارج المشهد الروائي معاتبا ومؤنبا للمؤلف في ظهور مسرحي كان خارجا عن المألوف
يبدو الكاتب متأثرا بهذا العتاب وكأنه فقد السيطرة على شخصياته هذا الأسلوب الرمزي يوحي بمدى الصعوبات والتحديات التي يواجها الكاتب تحت مقص الرقيب ولا أظن أن هناك أفضل من الأسلوب الساخر للوقوف على هذه القضية
رواية رائعة حقا
by
mai ahmd's review
bookshelves: روايات, أدب-فارسي
Jun 19, 2012
bookshelves: روايات, أدب-فارسي
Read 2 times. Last read June 19, 2012 to June 24, 2012.
إن أردت أن تقرأ رواية بأسلوب مختلف ومبتكر فاقرأ لهذا الشهريار المجنون
لأول وهلة أعتقدت أنني سأقرأ قصة حب كأي القصص الدارجة
لم أكن أعتقد أن هذا الكاتب سيشدني لهذه الدرجة ولم تكن القصة هي السبب ولكن أسلوب الكاتب في السخرية والخروج عن المألوف لربما يصح هنا أن أعترف إنني لستُ من هواة الأدب الساخر ومع ذلك أجاد هذا الكاتب جري إلى منطقته الساخرة فكنت للحق أضحك من كل قلبي من طرافته ومن طريقة حواره مع القارىء فهذا الكاتب يحدثك أنت وبشكل مباشر ولا يوجد بينك وبينه أي حاجز كما وكأنني كنت أتخيل إنه يسمع ضحكاتي فيعجبه الأمر فيزيد من جرعات السخرية
حسنا الرواية إن جاز لنا أن نسميها كذلك إتخذت مسارين المسار الأول هو قصة الحب التي جمعت بين سارا ودارا وكيف يود الكاتب أن يطرحها وعلى الجانب الآخر يكتب الكاتب القصة كما تريدها الرقابة كما يمكن أن تصح لكي يسمح لها بالمرور والحصول على إجازة النشر من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران ، بل أن مقص الرقيب سيطال الكثير من السطور التي نرى فيها شهريار قد شطبها وفقا لما تقتضيه متطلبات النشر !
من خلال هذا الأسلوب الساخر الذي يبتدعه الكاتب نجد أنه لا يتوقف عن نقد الوضع الإجتماعي والسياسي في عهد ما قبل الثورة وحتى التحولات التي جاءت بها الثورة الخمينية وبما إن بطل الرواية عاشق للأدب وأول لقاء للحبيبين كان في مكتبة فلقد حفلت الرواية بالكثير من الإقتباسات والآراء والإستشهادات لكتاب شتى ليتضح لك مدى ثقافة الكاتب وعدم إنغلاقه على فكر أو ثقافة معينة ..
يمثل السيد بتروفتش مقص الرقيب ووجوده في الرواية يشير للتعقيدات التي يتعرض لها الكاتب الإيراني من أجل نشر كتاب وكيف تتدخل سلطة الدين وسلطة السياسة لحشر الفكر والأدب في زاوية ضيقة لا يمكن الخروج منها إلا بالإمتثال إن التحدي الذي يواجه الكاتب لم يكن متمثلا في الكتابة فقط بل إجتياز عقبة تبدو كتسلق جبل لذلك لا بد من المناورة واللف والدوران للوصول إلى القارىء وحقيقة لا يبدو الأمر سهلا !
وظف شهريار بعض الأساطير الإيرانية القديمة في لعبة السرد ويبدو أن القزم الأحدب الذي كان يظهر كآفة مخزية في الرواية له مغزى لم استطع التوصل له
كما إن ظهور أحد شخصياته الأهم في الرواية خارج المشهد الروائي معاتبا ومؤنبا للمؤلف في ظهور مسرحي كان خارجا عن المألوف
يبدو الكاتب متأثرا بهذا العتاب وكأنه فقد السيطرة على شخصياته هذا الأسلوب الرمزي يوحي بمدى الصعوبات والتحديات التي يواجها الكاتب تحت مقص الرقيب ولا أظن أن هناك أفضل من الأسلوب الساخر للوقوف على هذه القضية
رواية رائعة حقا
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب.
Sign In »
Reading Progress
Comments Showing 1-7 of 7 (7 new)
date
newest »
message 1:
by
إبراهيم
(new)
-
rated it 4 stars
Jun 19, 2012 10:23AM
هتخليني أحطها ف اللستة يا مي، خاصة إنها متاحة الكتروني!!
reply
|
flag
الجودريدز ومتابعته تتعبني حقا
القائمة تسمن كل يوم
وبالكاد أنتهي من حرق السعرات المتراكمة
عقلي سوف يتخم بهذه الخيارات المتعددة ^^"
..
أتظنين اننا بحاجة إلى ريجيم بخصوص هذه السمنة ؟ :-p
القائمة تسمن كل يوم
وبالكاد أنتهي من حرق السعرات المتراكمة
عقلي سوف يتخم بهذه الخيارات المتعددة ^^"
..
أتظنين اننا بحاجة إلى ريجيم بخصوص هذه السمنة ؟ :-p
HalaH wrote: "الجودريدز ومتابعته تتعبني حقا
القائمة تسمن كل يوم
وبالكاد أنتهي من حرق السعرات المتراكمة
عقلي سوف يتخم بهذه الخيارات المتعددة ^^"
..
أتظنين اننا بحاجة إلى ريجيم بخصوص هذه السمنة ؟ :-p"
العزيزة هالة لكن يجب أن أنبهك أن الكاتب تجاوز بعض الخطوط الحمراء هناك بعض الألفاظ التي لا أظن إنها ستعجبك
القائمة تسمن كل يوم
وبالكاد أنتهي من حرق السعرات المتراكمة
عقلي سوف يتخم بهذه الخيارات المتعددة ^^"
..
أتظنين اننا بحاجة إلى ريجيم بخصوص هذه السمنة ؟ :-p"
العزيزة هالة لكن يجب أن أنبهك أن الكاتب تجاوز بعض الخطوط الحمراء هناك بعض الألفاظ التي لا أظن إنها ستعجبك