1 PB
1 PB
1 PB
ISSN: 2508-9382
ISSN: 2508-9382 . 58 - 41 ص. )2020( .4 العدد.المجلة المغربية للجيومرفلوجيا
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
Résumé
Le littoral de Tahdart se situe au sud de la ville du Tanger sur la façade nord-ouest atlantique
du Maroc. Cette région est représentative d’un littoral caractérisé par des unités
morphologiques variées (plages sableuses, embouchures, falaises etc.…), Qui contrôlait la
création et le développement d'une variété de facteurs, y compris : le cadre géologique et
structural de l'arrière pays, les fluctuations climatiques au Quaternaire, le climat actuel et les
mécanismes morphodynamiques résultat de l'intervention humaine.
L’utilisation d'un ensemble d'instruments de mesure sur le terrain, en plus de systèmes
d'information géographique (SIG)et des outils d'analyse statistique, Permet d'évaluer le budget
sédimentaire et l'évolution de la dynamique morphologique de trait de cote depuis la
deuxième moitié du XXe.Ce qui nous a permis de suivre les indicateurs de vulnérabilité
environnementale au niveau dece littoral et de déterminer le rôle des interventions humaines
dans l'augmentation de leur intensité.
Abstract
Tahadartis a sandybeachlocated on the Atlantic interface (NorthernMorocco) and
isextendingbetween the outlet of the Oued Tahadart in the north and the outlet of the Oued
Ghrifa in the south, for an estimated distance of 7 km. Today, thiscoastalknowsvariousforms
of deterioration due to the increase in human interventions, whichmakesit a vulnerable area.
This studyseeksthroughthispaper to highlight the most important indicators of
environmentalfragility in this area and the role of human interventions in
exacerbatingtheirintensity. In order to achievethis contribution, weadopted spatial
modelingthroughgeographic information systems (GIS) whichofferpowerfultools for study
and analysis of thisphenomenon. This methodologyfocused on the treatment and analysis of
the meteorological images over a period of 51 years (1958 - 2009). The morphodynamic state
of the Tahadartsandybeachisconsidered an important issue for propercoastal management and
planning. This studyallowed the assessment of the evolutionarytendency of the coastline by
quantifyingitssedimentation in the medium term on the one hand, and the determination of
itsevolutionary trend in the long term on the other hand.
41
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
ملخص
يقع ساحل تهدارت على الواجهة األطلنتية ،ويمتد على مسافة تقدر بحوالي 7كلم ،انطالقا من مصب واد
تهدارت شماال إلى مصب واد غريفة جنوبا .وقد ظل هذا الساحل لعدة سنوات يشكل بيئة ساحلية
"عذراء" ،غير أن هذه الخاصية الطبيعية ،أصبحت اليوم مهددة بفعل التدخالت البشرية ،والذي يجعل هذا
المجال الساحلي عرضة ألشكال مختلفة من التدهور.
سمحت القياسات الميدانية للتطورات الفصلية للمقاطع الطبوغرافية ،إضافة إلى تحليل الصور الجويةبين
سنتي 1958و 2009بتقييم الحصيلة الرسابية للشاطئ على المدى المتوسط من جهة ،وتحديد نزعته
التطورية على المدى الطويل من جهة ثانية .وبالتالي رصد أهم مؤشرات الهشاشة البيئية بهذا المجال
ودور التدخالت البشرية وأعمال التهئية في مفاقمة حدتها.
الكلمات المفاتيح :التعرية ،شاطئ تهدارت ،خط الساحل ،الصور الجوية ،نظم المعلومات الجغرافية،
الهشاشة البيئية.
42
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
مقدمة
تشكل الشواطئ الرملية حوالي %34من السواحل العالمية((،)Hardisty.J,1994وإذا أخذنا في االعتبار
أن حوالي ٪ 70من هذه األخيرة آخذة في التراجع ،خالل العقود األخيرة (،)E.C.F. Bird )1985
فيمكننا إدراك الخطر الكبير الذي يهدد هذه البيئات المعقدة ( ،)Paskoff, 1998حيث أن نزعة اإلزالة
والتعرية الطبيعية تتسارع وثيرتها أكثر من أي وقت مضى خصوصا بفعل التدخالت البشرية وأعمال
التهيئة ،مما أدى إلى الزيادة من هشاشتها وخلق حاالت عدم التوازن البيئي.
لذا جاءت هذه الدراسة بهدف رصد الهشاشة البيئية بالشاطئ الرملي لمصب واد تهدارت،وذلك من خالل
تحديد نزعته التطورية على المدى المتوسط والطويل من جهة ،وإبراز دور مختلف أعمال التهيئة
والتدخالت البشرية في الزيادة من هشاشة هذا الوسط من جهة ثانية.
-1اإلطار الطبيعي للمنطقة
يقع شاطئ مصب واد تهدارت على ساحل المحيط األطلنتي بشمال غرب المغرب ،بين خطي عرض
' 35 30و' 35 40شماال وخطي طول 5 55و 6 01غربا .وينحصر محليا مابين شاطئ األقواس
شماال وشاطئ هوارة جنوبا (الشكل .)1
يتكون الظهير الخلفي للمنطقة من هضابضعيفة االرتفاع ،وهي تالل منخفضة تتراوح ارتفاعاتها ما بين
50م و 228م (تالل حواتة بني مديار ،تالل هوارة ،)...أما سافلة الواد فهي عبارة عن سهل غريني
منخفض طبوغرافيا ،تتخلله مجموعة من الضايات والمرجات ذات أحجام مختلفة وتجري به عدة أودية
كالمحرار وتهدارت وال حاشف وغريفة (الشكل .)1
43
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
أما مجال الشاطئ فيتراوح عرضه مابين 200م و400م ،بانحدار ضعيف ،ما بين %0.8و .%1يتكون
هذا الشاطئ من سحنة رملية دقيقة إلى متوسطة ،يتراوح وسيطها مابين 160و 400مكرون،تتراوح فيها
نسبة الكلسمابين %40و( %55محمد دحماني.))2014( ،كما يتشكل عند مصب واد تهدارت رمح
ساحلي ذو اتجاه ش ش غ – ج ج شـ ،تكون بفعل التيار البحري ذو االتجاه الشماليالشرقي .ويمتد وسط
الرمح الساحلي شريط كثيبي على طول 1000م وبارتفاع 7م ،قاعدته عبارة عن حصى يعود للمالحي
((،)1973) A. André et A. El Gharbaouiأما في اتجاه القارة ،فتظهر تراكمات كثيبية يبلغ
عرضها 125م في المتوسط ويصل ارتفاعها حوالي 6أمتار (الشكل .)2
الشكل :2مرفلوجية ومكونات شاطئ مصب واد تهدارت .المصدر( A.Boughaba(1991( :بتصرف)
تتميز الطبوغرافيا التحت-بحرية لشاطئ مصب واد تهدارت بانحدار ضعيف ،حيث ترسم خطوط تساوي
العمق توازيا مع خط الساحل ،وتتباعد عن بعضها البعض ،لنجد خط تساوي العمق -50عند 7كلمترات،
وخط تساوي العمق -100عند 15كلم في عرض البحر ،باستثناء خطوط تساوي العمق -10و -20
اللذان يتقاربان ويشكالن انحدار 2°وبعض النتوءات الصخرية عند خط تساوي العمق ( -15الشكل .)3
44
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
الشكل :3خريطة تساوي األعماق بالرصيف القاري لساحل تهدارت .المصدر )El Foughali, 1983 ( :بتصرف.
تعود الوحدات الصخرية التي تبرز على امتداد المجال الساحلي إلى أعمار مختلفة تمتد من الزمن الثاني
إلى الرباعي ،مع هيمنة التكونات الحديثة الهشة ،كما يبرز تأثير البنية والتكتونية الحديثة على رسم خط
الساحل من خالل التوجيه العام للوحدات البنيوية الذي يتخذ اتجاه شمال ـ جنوب ،وكذا من خالل سحنات
مختلف المستويات الستراتغرافية التي تحكمت في جيومرفلوجية الساحل ،حيث أن مواقع نشأة الخلجان
والشواطئ توافق البروزات الصلصالية في حين تشكلت السواحل الصخرية بالتكونات الحتية والكلسية
((.)1981) A. El Rharbaoui
مناخيا :يتراوح متوسط التساقطات بمنطقة تهدارت ما بين 670و 730ملم سنويا ،الشيئ الدي صنفها
ضمن المناطق الشبه رطبة ،أما أقصى معدل شهري للتساقطات فيسجل خالل شهر نونبر ( 140ملم) ،في
حين يعتبر شهري يوليوز وغشت األشد جفافا(أقل من 5ملم) .يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوي ،18°
أما المتوسط الشهري ألبرد شهر (يناير) فيقدر ب ،12°في حين أن المتوسط الشهري للشهر األشد
حرارة (يوليوز /غشت) فيصل إلى ( 25°الجدول .)1
الجدول :1متوسط الحرارة السنوي المسجل بمحطة قالية ()2003 / 1983
المتوسط dec nov oct sep ouat juil juin mai avr mar fev jan الشهور
16.2 12.8 14.3 17.5 20.6 24.4 24.1 18.9 15 13.3 12.7 10.9 10 الحرارة
الدنيا ()c°
20.3 15.2 17.8 22.1 25.6 27.3 26.7 23.8 20.2 18.8 17 15 14.3 الحرارة
القصوى
18.2 14 16 19.8 23.1 25.8 25.4 21.3 17.6 16 14.8 12.9 12.1 المتوسط
الحراري
المصدر( :وكالة الحوض المائي اللوكوس.))2004( ،
تهيمن الرياح الشرقية على المنطقة بنسبة %42.4تليها الرياح الشرقية الشمالية الشرقية بـنسبة 15.8ثم
الرياح الغربية بنسبة .%9.5وهي عموما ذات سرعة قوية إلى عنيفة ،ذلك أن %59منها تفوق سرعتها
5م/ثا ،في حين أن التي تقل سرعتها عن 2م/ثا ال تتجاوز ( %1.5معطيات محطة طنجة المطار).
45
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
وتسجل سرعتها القصوى خالل شهري مارس وأكتوبر ،في حين يعتبر شهر يونيو األكثر هدوءا ،وتسجل
استثناءاتبهبوب رياح عنيفة تفوق سرعتها 130كلم/س.
على مستوى الهيدروغرافيا القارية :يعد واد تهدارت أكبر مجرى مائي بالمنطقة ،يمتد حوضه النهري
على مساحة 1190كلم،2ويصرف الحوض النهري لتهدارت وادان رئيسيان هما :واد المحرار بالجزء
الشمالي وواد الحاشف بالجزء الجنوبي .أما الحوض النهري لواد غريفة بأقصى الجنوب فيغطي مساحة
أصغر مقارنة مع الحوض النهري لتهدارت ،ويمتد في جزئه األسفل (عند المصب) على مسافة 14كلم
راسما مجموعة من المنعطفات.
يقدر متوسط صبيب واد تهدارت ب 2.3م/³ثا ،أما واد المحرار فيسجل صبيبه تباينا وضحا من سنة إلى
أخرى إذ يتراوح ما بين 0.8و 11م/³ثا ،كما يصرف كل من واد المحرار وواد الحاشف على التوالي
حوالي 157و 200م ³من المياه سنويا (( .)LPEE(2001خالل الفترات الرطبة غالبا ما يتم تسجيل
صبيب مهم ناتج عن الفيض .هذا النظام السيلي مرتبط أساسا باالنحدار الشديد للتضاريس والتساقطات
ال مركزة زمنيا وهيمنة ركيزة صخرية ذات نفاذية ضعيفة ،مما يساهم في خلق نظام جريان قوي يل عب
دورا فعاال في نقل المواد الرسابية المنتجة في العالية نحو الساحل ،وخاصة خالل فترات إرخاء السدود.
على العكس من ذلك ،خالل الفترات الجافة يصبح الصبيب ضعيفا إلى منعدم أحيانا .أما المنقوالت الصلبة
التي تجرفها المياه بمجموع أحواض منطقة طنجة فتتراوح ما بين 800و 3100طن/كلم/²السنة (وكالة
الحوض المائي اللوكوس.))2004( ،
على مستوى هيدرودينامية الساحل:يغلب على ساحل المنطقة تردد عباب من القطاع ش غ –ج غ
( ،)%90بشكل متعامد تقريبا مع خط الساحل ،مع ترددات من درجة ثانية ذات اتجاه غرب -شمال
غربي الذي يمثل . %67من حيث علو العباب نجد %90من العباب المتردد ال يتحاوز علوه 2م ،حيث
تهيمن الفئة مابين 0.5و 1م بـ ،%43أما العباب الذي يفوق علوه 3م فال يشكل سوى .%5وتضاف
إلى العبابتيارات ،حيث نجد تيار ساحلي ذو اتجاه ج -غ ناشئ عن عباب القطاع غ ش غ ،ال تتجاوز
سرعته القصوى 0.5عقدة () ،(A. El Gharbaoui(1981وتيار ساحلي ثانوي ناتج عن عباب القطاع
الغربي ذو اتجاه ج -ش .أما التراقص فهو نصف يومي منتظم ،حيث عندما تنتشر موجة التراقص ينجم
عنها تيار المد نحو الشمال ،وتيار الجزر نحو الجنوب.كما تتسم هيدرودينامية المد والجزر بمدى تراقص
مهم نسبيا ،حيث يقدر بـ 1م خالل فترات تراقص المياه الميتة وبـ 3م خالل فترات تراقص المياه الحية.
46
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
باستعمال جهاز التاكيومتر اإللكتروني (الصورة ،)1من نوع ،TC 600 Leicaأجريت القياسات
الطبوغرافية الفصلية ضمن ستة مقاطع (الجدول 2والشكل ،)4غطت أربعة منها الضفة اليسرى لمصب
وادي تهدارت (المقاطع )13 - 12 – 11- 10بداية من القنطرة الواقعة على الطريق الوطني رقم 2
شماال صوب المصب جنوبا ،في حين غطى مقطعين آخرين ( 14و )15الضفة اليمنى ،حيث توجد
النهاية الجنوبية للرمح الساحلي.وذلك لقياس التغيرات الطبوغرافية المتعامدة مع الخط الحالي للساحل
وضبط االنتقال الرأسي للرمال ،إما انطالقا من عالية الشاطئ في اتجاه سافلته أو العكس ،وبالتالي ضبط
المواقع التي تتعرض للتعرية وتلك التي تعرف التسمين.
الجدول :2توطين المقاطع الطبوغرافية بشاطئ مصب تهدارت
طول المقطع (م) اإلحداثيات ()x,y رقم المقطع
y x
210 53650.465 44389.365 10
90 54424.712 44703.753 11
170 54981.058 44764.534 12
75 54215.526 44821.193 13
110 54101.703 44147.459 14
175 54351.797 44227.674 15
47
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
الشكل :4موقع المقاطع الطبوغرافية بشاطئ مصب واد تهدارت .المصدرGoogle Earth, (2019( :
تم تتبع تغيرات خط الساحل بشاطئ رأس الرمل على مسافة يقدر طولها بحوالي 6700م ،انطالقا من
المحطة الحرارية شماال إلى مصب وادي غريفة جنوبا ،وذلك باعتماد تحليل الصور (photo-
،)interprétationمن خالل مقارنة الصور الجوية المتاحة لتواريخ زمنية مختلفة ومتعددة تغطي الفترة
الممتدة مابين 1958و 2009باالعتماد على حدود الغطاء النباتي الكثيبي كمؤشر مرجعي لخط الساحل
(الشكل .)5
48
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
الشكل :5رسم تخطيطي لحدود العشب الكثيبي المعتمدكمؤشر مرجعي لخط الساحل
لقياس وتحليل تغيرات خط الساحل اعتمدنا على نظام المعلومات الجغرافي ( )SIGباستعمال اإلصدار
2.2.1من برنامج تحليل خط الساحل الرقمي ،)DSAS( Digital ShorelineAnalysis Systemالذي
تم تطويره من طرف((،)2001) E.R. Thieler et alحيث يرتكز على تنضيد خطوط الساحل المرسومة،
تم قياس التغيرات نسبة إلى الخط األساس ( )ligne de baseوفقا لمقاطع عرضية أنجزت بفارق منتظم
( 50م) .وقد تم تقدير تطور الساحل وتكميم معدالت تطوره الزمني باستخدام مؤشر التراجع
( )LinearRegressionلتقدير معدالت التطور طيلة الفترة الزمنية المدروسة باعتباره أفضل مؤشر لتقدير
النزعة التطورية للساحل على المدى الطويل.)(R. Dolan et al(1991) ; M.S. Fenster et al(1993
3ـ نتائج ومناقشة
3ـ -1التطورات المورفلوجية الفصلية لشاطئ مصب واد تهدارت
في إطار الدراسة التطورية للمرفلوجية الفصلية لهذا الشاطئ ،ومن أجل تتبع أشكال وفترات التسمين
واإلزالة ،عملنا على تحليل نتائج القياسات الفصلية للمقاطع الطبوغرافية ،والتي أبرزتتغيرات فصلية
واضحة على مستوى جميع المقاطع ،جاءت على النحو التالي:
49
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
على مستوى المقطع رقم ( 10الشكل )6الذي يقع جنوب الشاطئ ،فقد عرف خالل الفترة الممتدة ما بين
فصلي الربيع والصيف تعرية بعاليته ،حيث تم نقل جزء من موادها صوب وسط وسافلة المقطع ،اللذان
اكتسبا رصيدا رمليا مهما .أما خالل الفترة الممتدة بين فصلي الصيف والخريف ،فقد استعادت العالية
توازنها حيث شهدت إضافات رملية ،في حين سجل بالمهرقان األوسط واألسفل تعرية مهمة ،أفقدتهما
الكميات الرملية التي اكتسبها خالل الفترة السابقة .كما سجل المقطع أثناء الفترة الممتدة بين فصلي الخريف
والشتاء زيادات رملية ،همت بالخصوص العالية وجزء كبير من وسط المقطع ،أما السافلة فقد شهدت تعرية
أفقدتها جزءا من رصيدها الرملي المكتسب خالل الفترتين السابقتين.
عرف المقطع ،11خالل الفترة الممتدة بين فصلي الربيع والصيف تطورات متباينة (الشكل .)7ففي الوقت
الذي شهد فيه أقصى السافلة ومقدمة العالية التعرية ،فإن باقي أجزاء المقطع شهدت التسمين .أما خالل الفترة
الممتدة بين فصلي الصيف والخريف ،فقد تعرضت كل أجزاء المقطع للتعرية ،ماعدا أقصى السافلة ومقدمة
العالية التي عرفت التسمين ،وبالتالي تعويض الكميات الرملية المفقودة خالل المرحلة السابقة .وأثناء الفترة
الممتدة بينفصلي الخريف والشتاء فباستثناء مقدمة العالية ومقدمة الجزء األوسط التي عرفتا التسمين ،فقد
فقدت باقي أجزاء المقطع كميات رملية مهمة.
50
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
أما بخصوص المقطع رقم ( 13الشكل ،)9الذي يقع في شمال الشاطئ ،فقد عرف خالل الفترة الممتدة بين
فصلي الربيع والصيف ،تعرية شملت سافلته زادت من حدة الحافة الرملية الموجودة بهذا الجزء ،بينما
سجلت عاليته ووسطه ،زيادة تراوحت ما بين 45سم بالنسبة لوسط المقطع و 10سم بالنسبة للعالية .أما
خالل الفترة الممتدة بين فصلي الربيع والصيف ،فقد عرف المقطع تطورات متباينة ،حيث شهدت السافلة
إضافات مهمة قدرت بحوالي 1م ،مما أدى إلى التخفيف من حدة الحافة الرملية المالحظة سابقا ،في حين أن
وسط المقطع سجل تعرية فقد من خاللها 20سم من رصيده الرملي ،أما العالية فقد تميزت بنوع من
االستقرار.
وقد لوحظ أنه باستثناء سافلة المقطع التي سجلت خالل الفترة الممتدة بين فصلي الخريف والشتاء ،تعرية
عملت على التخفيف بشكل كبير من حدة الحافة الرملية المالحظة في الفترات السابقة ،فإن بقية أجزاء
المقطع (العالية والوسط) شهدت عمليات تسمين.
أما المقطع ( 14الشكل ،)10الذي يقع على مستوى الضفة اليمنى ،حيث توجد النهاية الجنوبية للرمح
الساحلي ،الذي يميز هذا الجزء من شاطئ تهدارت ،فقد شهد خالل الفترة الممتدة بين فصلي الربيع والصيف
إضافات رملية تراوحت ما بين 20و 80سم في جميع أجزاء المقطع ،باستثناء وسط المهرقان البيني الذي
عرف عملية تعرية أفقدته 20سم من رصيده الرملي صوب السافلة .أما خالل الفترة الممتدة بين فصلي
الصيف والخريف ،فقد ظلت العالية مستقرة ،في حين تعرضت مقدمة المهرقان البيني لتعرية مهمة فقد خاللها
51
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
كمية كبيرة من رصيده الرسابي ،تراوحت ما بين 20سم و 1م ،جزء منه تم نقله للجزء المتقدم من وسط
المقطع ،مما ساهم في إغناء رصيده الرملي واستعادة توازنه .بينما فقدت السافلة جزء من رمالها قدر بحوالي
40سم .كما سجلت خالل الفترة الممتدة بين فصلي الخريف والشتاء عملية تعرية في السافلة ووسط المهرقان
البيني ،في حين عرفت مقدمة العالية عملية تسمين ،اكتسبت خاللها رصيدا رسابيا قدر بحوالي 40سم.
سجل المقطع ( )15بدوره تطورات فصلية متباينة (الشكل ،)11فباستثناء أقصى السافلة التي شهدت
التعرية ،فإن باقي أجزاء المقطع سجلت خالل الفترة الممتدة بين فصلي الربيع والصيف عملية تسمين،
أكسبته رصيدا رمليا مهما تراوح بين 40و 60سم .أما خالل الفترة الممتدة بين فصلي الصيف والخريف فقد
استمرت عملية التسمين بالجزء المتقدم من المهرقان البيني واألسفل ،ذلك أن اإلضافات الرملية ترواحت
بين 40و 80سم ،في حين سجلت تعرية قوية بالعالية ( 1م) وبمقدمة المهرقان البيني ( 20سم) .بينما شهد
المقطع خالل الفترة الممتدة بين الخريف والشتاء تسمينا عم كل أجزاء المقطع ،وخاصة العالية ( 80سم)
ومقدمة المهرقان البيني ( 40سم) اللذان اكتسبا رصيدا رسابيا أعاد لهما التوازن المفقود جراء عملية التعرية
التي تعرضا لها خالل الفترة السابقة.
52
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
تبرز الألشكال 12و 13و 14أهم التطورات الفصلية التي سجلت على مستوى الحصيلة الرسابية للمقاطع
الطبوغرافية بشاطئ تهدارت طيلة فترة المتابعة ،حيث نميز بين ثالت فترات رئيسية:
ـ الفترة الممتدة ما بين فصلي الربيع والصيف (الشكل :)12شهدت الحصيلة الرسابية في الضفة اليسرى
لوادي تهدارت خالل هذه الفترة ارتفاعا واضحا ،تزداد أهميته من وسط الشاطئ ( 2.5م )³نحو الجنوب
( 31م )³والشمال ( 58م ،)³في حين سجل في الضفة اليمنى ،حيث النهاية الجنوبية للرمح الساحلي ،تناقصا
في كميات الرواسب الرملية بالمقطع 14قدرت بحوالي ( -10.6م ،)³في الوقت الذي شهد فيه المقطع 15
تزايدا بلغ ( 44.8م.)³
الشكل :12تطورات الحصيلة الرسابية خالل الفترة الممتدة بين فصلي الربيع والصيف
ـ الفترة الممتدة ما بين فصلي الصيف والخريف (الشكل :)13سجلت الضفة اليسرى لوادي تهدارت خالل
هذه الفترة ،تراجعا طفيفا للحصيلة الرسابية يتراوح ما بين و -14و -27م ،³شمل جميع المقاطع
الطبوغرافية ،باستثناء المقطع 13الذي عرف تزايدا طفيفا قدر بحوالي 18م .³أما في النهاية الجنوبية
للرمح الساحلي ،فقد شهدت الميزانية الرسابية ارتفاعا طفيفا ال يتجاوز 7م ³بالمقطع ،14في حين فقد
المقطع 15كميات كبيرة من المدخرات الرملية بلغت -78.6م.³
53
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
الشكل :13تطورات الحصيلة الرسابية خالل الفترة الممتدة بين فصلي الصيف والخريف
ـ الفترة الممتدة ما بين فصلي الخريف والشتاء (الشكل :)14تشير تغيرات الحصيلة الرسابية ،أن الضفة
اليسرى لشاطئ تهدارت عرفت خالل هذه الفترة ،انخفاضا في حجم الرواسب الرملية شمل كل المقاطع ولو
بكميات متباينة تجاوزت -50م ³بالطرف الشمالي ،في حين تراوحت ما بين -22و -0.87م ³بباقي
القطاعات .أما بالضفة اليمنى عند النهاية الجنوبية للرمح الساحلي ،فقد سجل توازن رسابي على مستوى
المقطع ،14في حين تلقى المقطع 15إضافات رملية مهمة فاقت 100م.³
الشكل :14تطورات الحصيلة الرسابية خالل الفترة الممتدة بين فصلي الخريف والشتاء
سجل الشاطئ طيلة فترة المتابعة تطورات فصلية متباينة (الشكل ،)15إذ تميزت الضفة اليسرى لواد
تهدارت بتغيرات غلب عليها طابع السلبية ،في حين اتسمت الضفة اليمنى عند الرمح الساحلي بنوع من
التوازن على مستوى المقطع ،14في الوقت الذي شهد فيه المقطع 15نزعة عامة نحو التسمين والتراكم.
54
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
الشكل :15الحصيلة العامة لتطورات الميزانية الرسابية طيلة فترة المتابعة بشاطئ مصب واد تهدارت
على طول 6.7كلم من الشريط الساحلي موضوع الدراسة ،سجل خط قدم الكثيب تراجعا بمعدل –7.23م
أي ما يعادل –0.14م/السنة طيلة الخمس عقود التي تفصل الصور الجوية لسنة 1958و ،2009علما أن
٪45.07من القياسات
سجلت قيما أقل من هامش الخطأ ( 10.90±م) ،وهي تتمركز باألساس في القطاع الجنوبي الممتد بين
مصب واد تهدارت ومصب واد غريفة ،الذي شهد تطورات ضعيفة جدا لم تتجاوز – 0.12م/السنة ،حيث
فقد الكثيب على مستوى جبهته البحرية مساحة إجمالية قدرت ب -21236م .²في حين تميز الجزء الشمالي
بقيم تفوق في غالبيتها هامش الخطأ ،مما يشير إلى أنه عرف تطورات أهم من الجزء الجنوبي .ونميز
بالجزء الشمالي بين قطاعين متباينين ،هما قطاع مصب تهدارت والنهاية الجنوبية للرمح الساحلي ،الذي
شهد تسمينا بمعدل +1.37م سنويا ،إذ قدرت المساحة التي شهدت التراكم بـ 21430م ،²والقطاع الواقع
شمال المصب الذي تميز بالتعرية بمعدل سنوي قدر ب -0.48م/السنة ،ذلك أن الكثيب فقد مساحة إجمالية
بلغت -32649م( ²الشكل .)16من خالل المراحل الثالثة موضوع الدراسة ،يتضح حدوث تراجع واضح
في ظاهرة التعرية بشاطئ تهدارت ونزعته نحو التسمين ،حيث أن معدل تراجع قدم الكثيب خالل المرحلة
األولى ( )1958-1973بلغ -0.99م/السنة ،لكن خالل المرحلة الثانية ( ،)1973-1997أصبحت نزعته
تراكمية حيث سجل معدل تراكم بلغ +0.64م/السنة ،وهو األمر الذي استمر خالل الفترة الثالثة (-1997
،)2009لكن بوثيرة أقل حيث قدر بمعدل +0.45م /سنويا ).
55
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
3ـ4ـ دور أعمال التهيئة والتدخالت البشرية في زيادة حدة الهشاشة الطبيعية بساحل تهدارت
استنادا إلى تطور نمط االستغالل الذي يشهده المجال الساحلي لتهدارت ،يبدو أن هذا المجال يشكل عنصرا
من عناصر الحياة االجتماعية واالقتصادية لساكنة المنطقة .فالخدمات الساحية واستغالل مقالع الرمال
والمملحات ،...هي بمثابة أنشطة ال يمكن القيام بها خارج إطار المجال الساحلي الذي ظل على الدوام ،محل
نمط من االستغالل يتوافق مع هذه الحاجيات الضرورية .بيد أن هذا المجال ،وبالنظر إلى ما يوفره من
ثروات بحرية وإمكانيات سياحية ...قد جذب اهتمام الدولة ،مثلما استقطب وافدين جدد جاؤوا كمستثمرين أو
عمال ...مما أدى إلى الرفع من الثقل الديمغرافي للساكنة حوله ،وبالتالي إلى إحداث ضغط متزايد على
موارده وعناصر منظومته البيئية .وإذا علمنا بأن المجال الساحلي لتهدارت يعتبر أصال وسطا عطوبا يعاني
من هشاشة بيئية ،فإن من شأن هذه التدخالت البشرية أن تضاعف من حدتها ،مما يستدعي الوقوف على
طبيعة تلك التدخالت وانعكاساتها على المنظومة البيئية الساحلية.
تتمثل أهم التدخالت البشرية ومختلف أعمال التهيئة ،سواء التي تمت بمختلف مكونات الشريط الساحلي أو
تلك التي شهدها الظهير الخلفي ،والتي كان لها تأثير على التطور المرفورسابي لساحل تهدارت فيما يلي:
3ـ4ـ1ـ تهيئة األحواض الساحلية وإنشاء السدود
من أجل ضمان تزويد الساكنة الحضرية بالماء الشروب ،وري األراضي الفالحية وتوليد الطاقة ،تم تشييد
سدين على روافد تهدارت ،هما سد 9أبريل سنة 1955على واد الحاشف وسد ابن بطوطة على واد
المحراحر سنة ،1977مما أدى إلى إحداث تغيير في نظام التبادالت الجانبية بين القارة والبحر ،حيث
تقلصت الحمولة النهرية والمنقوالت الرسابية عند مصب وادي تهدارت ،سواء تعلق األمر بالمنقوالت
الخشنة كالحصى والحصيم والرمال أو العوالق كاألوحال واألطيان ،مما أسهم في الحد من إمداد الشاطئ
56
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
المجلة المغربية للجيومرفلوجيا .العدد . )2020( .4ص ISSN: 2508-9382 . 58 - 41
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
بالرواسب الخشنة ومن تزويد عرض البحر والمناطق ذات التحريك الضعيف بالعوالق ،وبالتالي تزايد نشاط
التعرية واإلخالل بالتوازن الطبيعي لخط الساحلوتراجعه بشكل كبير على مستوى بعض القطاعات.
يضاف إلى ما سلف ،التدخل على مستوى المجاري المائية من خالل التغيير في مجراها العادي أو تهيئتها
الهيدرولوجية ،مما يقلل من إمكانية التمويل بالحمولة الصلبة.
3ـ -2-4استغالل مقالع الرمال
إن تدمير الكثبان الساحلية من أجل إقامة المشاريع العقارية أو استغالل الرمال والحصى في األودية وعلى
الشاطئ كمواد للبناء ،أسهم في اندثار الدخيرة الرسابية الالزمة لتوازن السواحل ; ))(R. Paskoff(1996
)) )M. Cesarccio et al(2004كما يؤدي العجز الرسابي إلى تخفيض مستوى الشاطئ مما يجعل قاعدة
الشريط الكثيبي أكثر عرضة لتأثير الفرشة التقدمية ((D.J. Sherman et )Jet de rive
))K.F. Nordstrom, (1985
إن استخراج الرمال بشكل مفرط بمنطقة تهدارت ،سواء من األودية ،أو الشواطئ والكثبان الرمليةتزايد
بشكل كبير خالل السنوات األخيرة ،مما أسهم في عملية تعرية وتآكل السواحل .وهذا يغير كثيرا من توازن
النظام الساحلي ،خاصة وأن توفير اإلمدادات الرملية وتغذية الشواطئ بشكل منتظم غير مؤمن في ظل تزايد
عدد السدود التي أنشأت على مستوى الحوض النهري لتهدارت.
3ـ -3-4تصليب وإزالة الكثيب الهامشي
شكل الشريط الساحلي الممتد بين أصيال وتهدارتموضوعا لمشاريع للتنمية السياحية ،والتيزادت وثيرتها
خالل السنوات األخيرة .وقد أدى هذا التطور إلى تنمية اقتصادية ،ولكن في نفس الوقت تسبب في حدوث
اضطراب على مستوى مرفودينامية الساحل ونظمه اإليكولوجية.
فقد أدى إلى ارتفاع حجم المساحات المستهلكة من طرف الفنادق والتوجه نحو التوسع األفقي للوحدات
الفندقية عبر متوالية زمنية ،إضافة إلى ارتفاع حجم مساحات المجمعات الفندقية في اتجاه خط الساحل .كما
مبان خصوصية من النوع الرفيع ،تتسم باتساع مساحتها .األمر
ٍ أضحى الشريط الساحلي يعرف حركة تشييد
الذي يعني تحولها من مساكن سياحية ثانوية إلى إقامات دائمة ورئيسة ،مما أدي إلى ما يمكن تسميته
بخوصصة الخط الساحلي وذلكبدرجة مفرطة ،.بحيث نتج عن هذا الوضع ،تزايدا متواصال لإلسمنت
المسلح وتصليب الكثيب الهامشي اصطناعيا وبالتالي ردمه وحجز احتياطي رملي مهم يلجأ إليه الشاطئ عند
الحاجة ،الشيء الذي عمل على تراجع الرصيد الرملي للمهرقان البيني خصوصا.
خاتمة
تكمن العناصر المحددة للتوازن البيئي لساحل تهدارت في غنى مكوناته الطبيعية ،سواء بالواجهة القارية أو
البحرية ،علما أن مصدر هذا الغنى يظل كامنا في عاليته الجبلية ،الضامنة لتوازناته ،لكونها تقوم بدور
أساسي في تزويد المنظومة الساحلية بالرواسب ،التي تشكل مقومات التوازن ،وفي واد تهدارت وروافده،
الذي يقومون بنقل المواد إلى الساحل ،حيث تعمل اآلليات النهرية والبحرية والريحية على توزيعها من أجل
خلق توازن لساحل تهدارت في إطار منظومة بيئية كبرى.
بيد أن العنصر البشري خالل العقود األخيرة ،بفعل ارتفاع أعداده وازدياد حاجاته وتطور آليات تدخالته
بالمجال الساحلي للمنطقة وظهيره الخلفي ،يوشك أن يخل بهذا التوازن الذي ما فتئ ينعم به هذا الوسط
االستثنائي .ونتيجة لذلك فقد أسهم في أسر جزء كبير من الرواسب التي تغذي الوسط الساحلي في العالية أو
بمناطق الربط ،من جراء إقامة مجموعة من السدود والتهيئة الهيدرولوجية ألغلب األحواض النهرية .هذا
إضافة إلى ضغطه المتزايد على الشاطئومكوناته الطبيعية ،جراء تزايد المنشآت السياحية واستفحال
استخراج الرمال ،الشئ الذي أوشك أن يضعف من مناعة هذا الوسط ويفاقم هشاشته.
57
Revue Marocaine de Géomorphologie. N°4. (2020). PP. 58- 41. ISSN: 2508-9382
ISSN: 2508-9382 . 58 - 41 ص. )2020( .4 العدد.المجلة المغربية للجيومرفلوجيا
http://revues.imist.ma/?journal=remageom
Bibliographie
مراجع بالعربية
تهدارت بين الهشاشة الطبيعية والتدخالت- مورفودينامية ساحل العرائش:)2014( محمد دحماني
، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة محمد الخامس، أطروحة لنيل الدكتوراة في الجغرافيا.البشرية
. صفحة407 .)الرباط (غير منشور
58