BookHunter M ُH َM َD's Reviews > شوق الدرويش

شوق الدرويش by حمور زيادة
Rate this book
Clear rating

by
15385951
's review

liked it
bookshelves: literature


في البداية سلاما على السودان الذي لم يبرح ثورته منذ سمي سودانا مهما تعاقب عليه عجما وعربانا.
لا يوجد أجر. هذه سخرة.
ماذا يعني هذا؟
يعني سخرة. تعمل مقابل لا شيء.
ظن فرج الله يخدعه فسأل أحد الضباط.
قال له الخواجة:
أنت تعمل لبلدك. هل تطلب من بلدك نقودا؟
لم يفهم ماذا تعني بلده و لماذا لا يطلب منها نقودا. و لكنه فهم أن فرج الله لم يخدعه.
لم أحب بخيت منديل و لم أكرهه و لكني تألمت له و تعاطفت معه و وددت لو كانت حياته أفضل و لكن في تلك الحالة ما كانت عقدة الرواية قد اكتملت و ما كان لها مكان على رفوف المكتبات إلا لأنها سطرت لنا هذا الألم و حفظت لنا أرشيف الدموع لنراها تسقط طازجة على الصفحات و تنساب بين السطور.
ما أغربهم هؤلاء النصارى. طيبون لكن مثواهم النار.
و بياضهم القبيح. حرمهم الله جمال اللون و منحهم طيبة القلب.
بخيت منديل ما عاد يذم البياض. قبل أن تغزوه كان يتعجب كيف شوه الله هؤلاء الناس. أجسادهم مسلوخة تكسوها حمرة. أعينهم كقطط خبيثة. و رائحتهم نحاس صديء.
يتتبع حمّور زيادة خطوات الشيطان في الرواية جنبا إلى جنب مع حفيف أجنحة الملائكة. ببساطه شديدة يتتبع خطو الإنسان من العبودية إلى الحرية و من الطهر إلى الخطيئة و من كل شأن يتقلب فيه ليصبح بين طرفة عين و انتباهتها في شأن أخر كحاله كل يوم.

ثيودورا و هروبها من خطيئة القُبلة الأولى إلى التبشير بكلمة الرب و بخيت منديل الساعي إلى ملكوت الحب و إبراهيم الشواك الذي تحالف مع كل شيطان و ملاك لكي يعيش كإنسان فيه كل تناقضات الحياة و الحسن الجريفاوي الذي وهب حياته لله أو ظن أنه كذلك و كأنه الصورة الإسلامية من ثيودورا المغدور بها و مريسيلة التي أدركت معنى الدنيا و سعت في خرابها كما ينبغي لكل ذي عقل أن يفعل فاكتفت بالنعيم المقيم الذي يمكن أن تلمسه بأيديها و تعُد دنانيرها عدا عاجلا غير آجل كما تتصور.

كلهم وقع في شرك الحياة و كلهم ظن نفسه الملاك المخلص أو المهدي المنتظر أو النبي عيسى إلا مريسيلة البطلة المستترة للرواية و الناجية الوحيدة من الفتن.
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ
فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ
وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ
ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني
الحياة حلوة شهية لولا أن الشيطان لوثها بالخطيئة.
في الواقع نحن ننسب كل الشرور و الآثام إلى الشيطان و هو منها بريء. على الأقل هو فقط يقوم بعمله على أكمل وجه. أيها الشيطان .. ما قصّرت. نحن من نملك الفعل و نحن من نفعل ثم نتنصل من فعلتنا كذلك الذي استهوته الشياطين و عاث في الأرض فسادا يقتّل الناس و يقطّع الأوصال بظن الحب و الحب منه بريء.
دين المحبة ثقيل. دين المحبة قيد. لكنه تعلم أن الحرية في إخلاص المرء لقيده.
من يظنها قصة حب أو رواية للتاريخ فقد جانبه الصواب. هي رواية الإنسان في كل عصر و مصر. لا شأن لها بزمان أو مكان.
يدللها من اليوم الأول. كبحر الإسكندرية. و هي تخيفه كالنهر. يوجعه في الليل صمتها. يؤلمه في الليل اشتياقها. يتبدل كوجه السماء مع زوال الشمس. يخفت مرحه. حلاوة روحه تبهت حتى غدا شفافا.
ما الحب و الكراهية إلا مثل الكفر و الإيمان ضدان لا يفترقان أبدا
كيف يعيش الإنسان أعواما ينتظر وهما؟!
قال له سبت جود الكريم:
إنه الإيمان يا صديقي.
رسالة يستدعيها حمّور من الماضي ربما لخجله من قبح الحاضر و ان تماثل في المعنى مع ما سبقه من تاريخ قديم و حديث لكن ما بالنا لا نكاد نعِ ما حدث و يحدث كل يوم؟!
لكن ما بال رسالة الله تنشر الموت؟! في عهد التركية كان مؤمنا مظلوما .. و حين شرح الله قلبه للمهدية صار ظالما شاكا. أين الحق؟ لو كان التقى بخيت قبل عشرة سنوات لقتله بلا لحظة تردد. بخيت منديل مجرم. قاتل. هو ممن يقع عليه أمر الله عز و جل بالقطع من خلاف أن يكونوا عبرة للخارجين. لكن سنوات الدم لطخت كل شيء. ما عاد الحق واضحا.
إن كنا على الحق فكيف ظلمنا و قتلنا ثم هزمنا؟ إن كنا على الباطل فكيف نكون أكثر عبادة و خشية لله؟
132 likes · flag

Sign into Goodreads to see if any of your friends have read شوق الدرويش.
Sign In »

Reading Progress

February 24, 2018 – Shelved
April 1, 2019 – Started Reading
April 2, 2019 –
page 63
9.97%
April 7, 2019 –
page 129
20.41%
April 8, 2019 –
page 211
33.39%
April 9, 2019 –
page 330
52.22%
April 9, 2019 –
page 374
59.18%
April 10, 2019 – Finished Reading

Comments Showing 1-10 of 10 (10 new)

dateDown arrow    newest »

فايز غازي Fayez Ghazi مراجعة ممتازة يا صديقي، والإسقاطات لذوي الألباب..


BookHunter M  ُH  َM  َD Fayez Ghazi wrote: "مراجعة ممتازة يا صديقي، والإسقاطات لذوي الألباب.."

حمور زيادة إسلوبه جميل و الرواية جات في وقتها
طابت أوقاتك يا صديقي


message 3: by Mahmoud (new) - added it

Mahmoud Elnaeem تحية لك صديقي ..
ثورة حتى نزلزل عرش الطغيان . سننتصر
تسقط_بس#


BookHunter M  ُH  َM  َD Mahmoud wrote: "تحية لك صديقي ..
ثورة حتى نزلزل عرش الطغيان . سننتصر
تسقط_بس#"


كلي ثقة في ذلك طبعا فالشعوب لا يمكن هزيمتها أبدا و الشعب السوداني يستطيع أن يفعل الكثير #تسقط_بس


message 5: by Rahma.Mrk (new)

Rahma.Mrk لقد قرأت في وقت مناسب جدا اظن .بسبب لجواء في سودان.


BookHunter M  ُH  َM  َD Krankenschwester wrote: "لقد قرأت في وقت مناسب جدا اظن .بسبب لجواء في سودان."

بالتأكيد أنا محظوظ في هذا رغم عدم علمي بموضوع الرواية قبل القراءة
#لم_تسقط_بعد
#سقطت_أول_سقطت_تاني_تسقط_تالت و رابع و عاشر و ستنتصر السودان


أمل الأصيل قرات هذه الرواية منذ عدة سنوات ومازلت اتذكر أحداثها. حمور زيادة أسلوبه جميل وطريقة العرض رائعة. ومراجعتك لها متميزة كالعادة. تحياتي


BookHunter M  ُH  َM  َD أمل wrote: "قرات هذه الرواية منذ عدة سنوات ومازلت اتذكر أحداثها. حمور زيادة أسلوبه جميل وطريقة العرض رائعة. ومراجعتك لها متميزة كالعادة. تحياتي"

فعلا من الكتاب المتميزين جدا. كنت قرأت له الكونج و عجبتني بس حسيت انها لم تبرز وجه السودان من خلال القرية اللي في الرواية و بعض الأصدقاء رشحولي شوق الدرويش


message 9: by وفاء (new)

وفاء اصيل رائع


BookHunter M  ُH  َM  َD وفاء wrote: "رائع"

شكرا وفاء
تشجيعك هو الأروع


back to top