What do you think?
Rate this book
632 pages, Paperback
First published June 1, 2014
لا يوجد أجر. هذه سخرة.لم أحب بخيت منديل و لم أكرهه و لكني تألمت له و تعاطفت معه و وددت لو كانت حياته أفضل و لكن في تلك الحالة ما كانت عقدة الرواية قد اكتملت و ما كان لها مكان على رفوف المكتبات إلا لأنها سطرت لنا هذا الألم و حفظت لنا أرشيف الدموع لنراها تسقط طازجة على الصفحات و تنساب بين السطور.
ماذا يعني هذا؟
يعني سخرة. تعمل مقابل لا شيء.
ظن فرج الله يخدعه فسأل أحد الضباط.
قال له الخواجة:
أنت تعمل لبلدك. هل تطلب من بلدك نقودا؟
لم يفهم ماذا تعني بلده و لماذا لا يطلب منها نقودا. و لكنه فهم أن فرج الله لم يخدعه.
ما أغربهم هؤلاء النصارى. طيبون لكن مثواهم النار.يتتبع حمّور زيادة خطوات الشيطان في الرواية جنبا إلى جنب مع حفيف أجنحة الملائكة. ببساطه شديدة يتتبع خطو الإنسان من العبودية إلى الحرية و من الطهر إلى الخطيئة و من كل شأن يتقلب فيه ليصبح بين طرفة عين و انتباهتها في شأن أخر كحاله كل يوم.
و بياضهم القبيح. حرمهم الله جمال اللون و منحهم طيبة القلب.
بخيت منديل ما عاد يذم البياض. قبل أن تغزوه كان يتعجب كيف شوه الله هؤلاء الناس. أجسادهم مسلوخة تكسوها حمرة. أعينهم كقطط خبيثة. و رائحتهم نحاس صديء.
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبيالحياة حلوة شهية لولا أن الشيطان لوثها بالخطيئة.
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ
فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ
وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ
ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني
دين المحبة ثقيل. دين المحبة قيد. لكنه تعلم أن الحرية في إخلاص المرء لقيده.من يظنها قصة حب أو رواية للتاريخ فقد جانبه الصواب. هي رواية الإنسان في كل عصر و مصر. لا شأن لها بزمان أو مكان.
يدللها من اليوم الأول. كبحر الإسكندرية. و هي تخيفه كالنهر. يوجعه في الليل صمتها. يؤلمه في الليل اشتياقها. يتبدل كوجه السماء مع زوال الشمس. يخفت مرحه. حلاوة روحه تبهت حتى غدا شفافا.ما الحب و الكراهية إلا مثل الكفر و الإيمان ضدان لا يفترقان أبدا
كيف يعيش الإنسان أعواما ينتظر وهما؟!رسالة يستدعيها حمّور من الماضي ربما لخجله من قبح الحاضر و ان تماثل في المعنى مع ما سبقه من تاريخ قديم و حديث لكن ما بالنا لا نكاد نعِ ما حدث و يحدث كل يوم؟!
قال له سبت جود الكريم:
إنه الإيمان يا صديقي.
لكن ما بال رسالة الله تنشر الموت؟! في عهد التركية كان مؤمنا مظلوما .. و حين شرح الله قلبه للمهدية صار ظالما شاكا. أين الحق؟ لو كان التقى بخيت قبل عشرة سنوات لقتله بلا لحظة تردد. بخيت منديل مجرم. قاتل. هو ممن يقع عليه أمر الله عز و جل بالقطع من خلاف أن يكونوا عبرة للخارجين. لكن سنوات الدم لطخت كل شيء. ما عاد الحق واضحا.
إن كنا على الحق فكيف ظلمنا و قتلنا ثم هزمنا؟ إن كنا على الباطل فكيف نكون أكثر عبادة و خشية لله؟
"لاتحب .. كى تخرج سالماً .. لا لك .. ولا عليك "
" يامهدى الله إنّ عشق الفانى أورثنى الحسرات
لاترانى إلا عبداً أسوداً لايستحق أن تعشقه المتمدينة البيضاء .
يامهدى الله ماذا حلّ بنا ؟
يامهدى الله ماذا حلّ بى ؟
أنا درويشها "
" بخيت منديل لايشبه هذه المدينة. فى حالة طباعة بعض هذه المذكرات فى كتاب ،لابد أن يذكر الكتاب بخيت منديل . فهو مختلف . نموذج سيدهش القارئ الغربى أن يطّلع عليه . إن سيرته فى المحبة جديرة أن يكتب عنها الأدب الغربى . عاشق من مسرحيات شكسبير سقط سهواً إلى هذه البلاد الوحشية . لولا أنه أسود ... لولا أنه عبد من الدراويش "
فى اللحظة التى يدرك فيها الإنسان كل شئ يعلم إنها لحظة الموت ، كتلك الرؤى الغيبية التى تجتاح الغريق وهو يلفظ مع النهر أنفاسه . فى لحظة الموت ، الحقيقة ، لاتعود هناك أى أوهام ، ولا تشوش عليك الأمنيات .. إنك ترى كل شئ كما هو ، لا كما تتمناه "
" لقد عشت حيوا�� كثيرة ياحواء ، أكثر مما أتحمله . ربما ما عشت طويلاً ، لكنى عشت كثيراً . وماوجدت حياة أحلى من التى كانت أنتِ . فقط لو كنتى أحببتنى .. لكنى لا ألومك . لقد تعلمت فى حياة عشتها إن الحب كالقدر ، لاتملك من أمره شيئاً "