Ibtissam Chengaou's Reviews > الخيمة
الخيمة
by
by
الخيمة هي مجموعة قصصية للروائي والقاص محمد شكري، تقع على 160 صفحة؛ مكونة من أربعة عشر قصة قصيرة. تم إصدار النسخة الأولى سنة 1985م؛ إلا أن هذه النسخة بعد أيام قليلة تمت مصادرتها وتجميعها من المكتبات، وأصبح الحصول على نسخة من الخيمة مستحيلا حينذاك، حتى سنة 2000 تم إصدار الطبعة الأولى أخيرا، وعموما التطبيع مع أدب شكري لم يحص إلا قبل سنوات قليلة من رحيله.
وكما حال جميع أعمال شكري الأدبية، تحتوي الخيمة على مجموعة قصص مغرقة في الواقعية، تدور احداثها بأسواق وشوارع وفنادق وحانات مدينة طنجة خصوصا وكذلك الرباط وأزرو وغيرها من المدن.
تناقش المجموعة العديد من القضايا الاجتماعية والظواهر الاجتماعية، ففي قصة "الرجال محظوظون" أزاح شكري الستار على نظرة المجتمع للأبناء غير شرعيين، التي تعبر عنها يامنة زوجة فريد بصوت المجتمع الذي يرفض الاعتراف بهم ويلصق بهم صفة "ابن زنى" ومما جاء على لسانها:《 إنك أحمق .لقد تزوجت رجلا أحمق، لا أفهمك. إنك داعر، لا تنس أنك لقيط. يصعد الضغط إلى رأسي. أفقد الإنسان الذي يكلمها في خيالي. وأضربها وأضربها حتى يغمى عليها...》[الرجال محظوظون، ص 5]؛ ففي هذه القصة يصف شكري المشاعر الداخلية للقيط ، الذي لم يختر أبواه، فمن منا اختار ابويه أو وطنه!. وأيضا علاقة الاباء بالابناء، حيث يظن الاباء أنهم قادرون على معرفة مصالح أبنائهم ويتجاهلون آراءهم، وهو ما يدفع الابناء إلى التمرد وأحيانا حتى مغادرة منزل العائلة دون رجعة، مما يجعلهم فيما بعد يسقطون في حفرة الجوع واللجوء إلى النصب والسرقة والعهر..؛ كي يصعدوا منها.
وفي قصة الأفواه الثلاثة، غاص شكري في أعماق العالم الليلي وأشخاصه؛ عالم السكر والعهر والبغايا والرغبات...
أما في "المستحيل"، فتقص قصة حبيبة هربت من الرباط إلى طنجة لتتزوج كاتبا فقيرا متشائما عشقته؛ لكن اسماعيل لا يحبها بل فقط 《يحترمها عندما تتكلم، لكنه لا يبالي بما تقول إنها فقط تعجبه لأنها تصغي إلى تذمره من الحياة وسوء حظه في هذه المدينة التي بدأت تضجره》[المستحيل، ص 61].
ويقص شكري في "نسيج العنكبوت"قصة علال السكران في يوم من أيام رمضان.
وفي "الليل والبحر" يحاول شكري وصف معاناة أنثى تحترف عهر؛ تنام مع البيض والزنوج بلا أحلام. كما يربط في الكثير من العبارات بين الألم والمعرفة؛ الألم والفقر، ويقول في إحدى الحوارات《إن الناس يتألمون لأن الله لا يتألم. هو لا يحزن لأنه يعرف كل شيء، أما نحن البشر فنتألم كثيرا من أجل أن نعرف القليل》[الليل والبحر، ص 89]
أما الخيمة التي عنون بها المجموعة القصصية، عرى فيها عن واقع أشخاص وعائلات يعانون من الفقر المدقع؛ قاطنين في الخيام، في الوقت نفسه حياتهم كلها سكر وصراع بين الأزواج. في هذه القصة بالخصوص يستعمل شكري حوارات من اللهجة المحلية الطنجاوية، وتدور أحداث هذه القصة في العديد من الأماكن؛ السوق البراني، طريق بوعبيد، الدرادب، مرقالة، مقبرة بوبانة، النصرانية...،و تتختم "الخيمة" بجملتين لخصتاها:《زمان اللي هواك هواه..واللي عراك عريه》 [الخيمة،ص138]
وباقي القصص تناولت عدة مواضيع لكن لاتختلف عن مواضيع القصص السالفة؛ من الحياة والفقر والبؤس التي تعتبر من المواضيع الأساسية التي يطرحها شكري في هذه المجموعة، وهنا لا يسعني إلا ذكر أحد الحوارات في قصة "أزرو":
《- ترى متى ينتهي البكاء على الخبز؟
- حتى يموت الفقراء أو يموت الأغنياء》[أزرو، ص 143]
كذلك في قصة "عائشة" حين قيل على لسان أحدهم《نحن الفقراء يسهل علينا دائما قتل بعضنا البعض》[عائشة: ص 153]
ولا يمكنني أن أغفل عن قصص الحب وعباراته الواردة في المجموعة؛ خصوصا في "نعل النبي"《هل تعرف الحب؟ أنت تتكلم عن الحب أكثر مما تحب، إن من يجهل الحب قد يجد سعادة في الحب أكثر مما يعرف حقيقة الحب. إن الحب ليس معرفة، إنه إحساس، إحساس...》[نعل النبي، ص 110]
اعتمد محمد شكري في هذه المجموعة القصصية على أسلوب تقطيع السرد حيث ينتقل من سارد لأخر حيث يكون السارد يروي قصة أحدهم وينتقل مباشرة إلى حدث آخر. ومباشرة بعدها يعود ليكمل الحدث السابق، وينتقل بين الماضي و الحاضر، وأيضا من حدث لأخر. والمجموعة كما جميع أعمال شكري لا تخلو من أسلوب الوصف الخشن الواقعي وهنا أستحضر أحدها في إحدى القصص《أسنانها المهدمة معظمها تحمل جمال قبحها هذا المساء》[عائشة: ص 156]، كما لا تخلو من العبارات والكلمات النابية، والكلمات العامية التي نسمعها في الشارع المغربي ونتعايش معها، وما شكري إلا صوت يتكلم بالنيابة عن العديد من الناس، أناس يعيشون في صمت وكتمان.
وفي الاخير، لا يمكنني إلا القول كما قال شكري على لسان أحد شخصياته في المجموعة :《العالم رقصة صاخبة يرقصها رجل وامرأة》[الأفواه الثلاثة: ص53].
وكما حال جميع أعمال شكري الأدبية، تحتوي الخيمة على مجموعة قصص مغرقة في الواقعية، تدور احداثها بأسواق وشوارع وفنادق وحانات مدينة طنجة خصوصا وكذلك الرباط وأزرو وغيرها من المدن.
تناقش المجموعة العديد من القضايا الاجتماعية والظواهر الاجتماعية، ففي قصة "الرجال محظوظون" أزاح شكري الستار على نظرة المجتمع للأبناء غير شرعيين، التي تعبر عنها يامنة زوجة فريد بصوت المجتمع الذي يرفض الاعتراف بهم ويلصق بهم صفة "ابن زنى" ومما جاء على لسانها:《 إنك أحمق .لقد تزوجت رجلا أحمق، لا أفهمك. إنك داعر، لا تنس أنك لقيط. يصعد الضغط إلى رأسي. أفقد الإنسان الذي يكلمها في خيالي. وأضربها وأضربها حتى يغمى عليها...》[الرجال محظوظون، ص 5]؛ ففي هذه القصة يصف شكري المشاعر الداخلية للقيط ، الذي لم يختر أبواه، فمن منا اختار ابويه أو وطنه!. وأيضا علاقة الاباء بالابناء، حيث يظن الاباء أنهم قادرون على معرفة مصالح أبنائهم ويتجاهلون آراءهم، وهو ما يدفع الابناء إلى التمرد وأحيانا حتى مغادرة منزل العائلة دون رجعة، مما يجعلهم فيما بعد يسقطون في حفرة الجوع واللجوء إلى النصب والسرقة والعهر..؛ كي يصعدوا منها.
وفي قصة الأفواه الثلاثة، غاص شكري في أعماق العالم الليلي وأشخاصه؛ عالم السكر والعهر والبغايا والرغبات...
أما في "المستحيل"، فتقص قصة حبيبة هربت من الرباط إلى طنجة لتتزوج كاتبا فقيرا متشائما عشقته؛ لكن اسماعيل لا يحبها بل فقط 《يحترمها عندما تتكلم، لكنه لا يبالي بما تقول إنها فقط تعجبه لأنها تصغي إلى تذمره من الحياة وسوء حظه في هذه المدينة التي بدأت تضجره》[المستحيل، ص 61].
ويقص شكري في "نسيج العنكبوت"قصة علال السكران في يوم من أيام رمضان.
وفي "الليل والبحر" يحاول شكري وصف معاناة أنثى تحترف عهر؛ تنام مع البيض والزنوج بلا أحلام. كما يربط في الكثير من العبارات بين الألم والمعرفة؛ الألم والفقر، ويقول في إحدى الحوارات《إن الناس يتألمون لأن الله لا يتألم. هو لا يحزن لأنه يعرف كل شيء، أما نحن البشر فنتألم كثيرا من أجل أن نعرف القليل》[الليل والبحر، ص 89]
أما الخيمة التي عنون بها المجموعة القصصية، عرى فيها عن واقع أشخاص وعائلات يعانون من الفقر المدقع؛ قاطنين في الخيام، في الوقت نفسه حياتهم كلها سكر وصراع بين الأزواج. في هذه القصة بالخصوص يستعمل شكري حوارات من اللهجة المحلية الطنجاوية، وتدور أحداث هذه القصة في العديد من الأماكن؛ السوق البراني، طريق بوعبيد، الدرادب، مرقالة، مقبرة بوبانة، النصرانية...،و تتختم "الخيمة" بجملتين لخصتاها:《زمان اللي هواك هواه..واللي عراك عريه》 [الخيمة،ص138]
وباقي القصص تناولت عدة مواضيع لكن لاتختلف عن مواضيع القصص السالفة؛ من الحياة والفقر والبؤس التي تعتبر من المواضيع الأساسية التي يطرحها شكري في هذه المجموعة، وهنا لا يسعني إلا ذكر أحد الحوارات في قصة "أزرو":
《- ترى متى ينتهي البكاء على الخبز؟
- حتى يموت الفقراء أو يموت الأغنياء》[أزرو، ص 143]
كذلك في قصة "عائشة" حين قيل على لسان أحدهم《نحن الفقراء يسهل علينا دائما قتل بعضنا البعض》[عائشة: ص 153]
ولا يمكنني أن أغفل عن قصص الحب وعباراته الواردة في المجموعة؛ خصوصا في "نعل النبي"《هل تعرف الحب؟ أنت تتكلم عن الحب أكثر مما تحب، إن من يجهل الحب قد يجد سعادة في الحب أكثر مما يعرف حقيقة الحب. إن الحب ليس معرفة، إنه إحساس، إحساس...》[نعل النبي، ص 110]
اعتمد محمد شكري في هذه المجموعة القصصية على أسلوب تقطيع السرد حيث ينتقل من سارد لأخر حيث يكون السارد يروي قصة أحدهم وينتقل مباشرة إلى حدث آخر. ومباشرة بعدها يعود ليكمل الحدث السابق، وينتقل بين الماضي و الحاضر، وأيضا من حدث لأخر. والمجموعة كما جميع أعمال شكري لا تخلو من أسلوب الوصف الخشن الواقعي وهنا أستحضر أحدها في إحدى القصص《أسنانها المهدمة معظمها تحمل جمال قبحها هذا المساء》[عائشة: ص 156]، كما لا تخلو من العبارات والكلمات النابية، والكلمات العامية التي نسمعها في الشارع المغربي ونتعايش معها، وما شكري إلا صوت يتكلم بالنيابة عن العديد من الناس، أناس يعيشون في صمت وكتمان.
وفي الاخير، لا يمكنني إلا القول كما قال شكري على لسان أحد شخصياته في المجموعة :《العالم رقصة صاخبة يرقصها رجل وامرأة》[الأفواه الثلاثة: ص53].
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
الخيمة.
Sign In »
Reading Progress
March 28, 2020
–
Started Reading
March 28, 2020
– Shelved
March 28, 2020
– Shelved as:
to-read
March 28, 2020
–
Finished Reading