Hoda Marmar's Reviews > شمس بيضاء باردة
شمس بيضاء باردة
by
by
Hoda Marmar's review
bookshelves: arabic, own
Apr 22, 2019
bookshelves: arabic, own
Read 2 times. Last read February 14, 2024 to February 17, 2024.
4.5
"وعلى أمل أن يمضي زمن آخر، سلكت طريقًا أطول من الطريق المختصرة إلى الغرفة."
أوَليس هذا حال الانسان المعاصر، خاصّةً في مجتمعاتنا؟ تتعثّر أحلامه بواقعٍ جاحدٍ يتنكّر لانسانيّته، فيلاحق آمالًا واهيةً ويتوهّم أنّ الزمن الأغبر قد يغدو غابرًا.
"هل ثمّة فارق بالنسبة إلى هذه المسرحيّة المهزلة: أيّ دور أؤدّيه فيها؟"
تقول كفى الزعبي بأنها استوحت فكرة الرواية من قصّة شابٍ قطن غرفةً بلا نافذةٍ بعد خلوّها إثر وفاة عجوزٍ كان يسكنها واكتُشفت جثّته عندما بدأ يغزوها العفن. حينها قرّرت نسج حكايةٍ حول أسباب اضطرار الشاب للعيش في هكذا غرفة، وما قد ينتج عن ذلك. لكنّ روايتها ليست بتلك البساطة، إذ شرّحت الكاتبة المجتمع وعاداته في الريف والمدينة، وأوضاع الشباب، ومشكلة الذكوريّة والاستبداد، إضافةً إلى ثيمات الهويّة والظلم والذنب واليأس والعائلة والصداقة والموت.
"أيّ مجد ستحظى به السماء من عقابنا؟ أيّ مجد؟"
صاغت هذا الاختبار الأدبيّ على الأصعدة النفسيّة والفلسفيّة بلُغةٍ جميلةٍ وسردٍ سلسٍ متقطّعٍ على مدى 14 يومًا من المذكّرات حيث تتداخل الأحلام بالذكريات وبالأزمنة، لتصل بالقارىء إلى متاهةٍ عبثيّةٍ تُذهل الوجدان والمنطق وتسأل بعدميّة: ما معنى حياةٍ يُكبّلها الجنون من كلّ صوب؟ هل يجدر التكيّف مع الجنون في الخارج كيلا يتشرّبه باطن الانسان؟ هل من سبيلٍ للخلاص غير الموت؟
"فجأة، اكتشفتُ أنّ العالم ضيّق وصغير، بحجم غرفة ليس لها نافذة، ولا مفرّ منه إلّا إلى الموت."
هذه الرواية من أروع ما قرأت، ومع أنّه تخلّلها بعض التكرار، إلّا أنّ الأمر لم يزعجني كون الكاتبة عبّرت بصدقٍ وبمنهجيّةٍ عن أفكار ومشاعر وتساؤلاتٍ وقضايا تهمّني وتمسّني. هي تجربة مؤلمة عشتها على مدى 318 صفحة وثلاث ليالٍ.
"- هل تنقذك القراءة؟..
- لا، يا عزيزتي، لكنّني أبحث فيها عن أناس يشبهونني، لعلّي أقاوم عزلتي؛ أبحث عن مصائر أبطال يشبهونني، لعلّي ألمح شكل مصيري."
أبدعت الكاتبة في تبسيط المفاهيم الفلسفيّة وحياكتها في نسيج الرواية بسلاسةٍ ودون تكلّف. تابعتُ باهتمامٍ وترقّبٍ تردّي حالة الراوي النفسيّة وتطوّر بوحه خلال النهارات والليالي. سعدتُ باستخدامها ضمير المتكلّم لأنّ ذلك أضاف بعض الحميميّة وقرّب المسافة مع القارىء كي يتماهى مع صوت الراوي. - كم أحببت تعلّق الراوي بالكتب والقراءة!- وأعجبني اختيارها ثلاث مصائر مختلفة للراوي وصديقَيه بدل الاكتفاء بالإشارة إلى معاناتهم. فهي بهذا استغلّت بدهاءٍ كلّ إمكانات شخصيّاتها حدّ التطرّف، لتصرخ على الورق أن انتبهوا إلى أين تقود البلاد شبابنا، إلى أين تقود غدنا! فهل ثمّة من يسمع؟
"حدّقتُ في العدم، وأنا أرمق حلمًا بعيدًا يسقط من أعالي روحي مدوّيًا، ويركد في أعماقها خاملًا وعليلًا، كما لو أنّ طلقة صيّاد ماهر قنصته."
"وعلى أمل أن يمضي زمن آخر، سلكت طريقًا أطول من الطريق المختصرة إلى الغرفة."
أوَليس هذا حال الانسان المعاصر، خاصّةً في مجتمعاتنا؟ تتعثّر أحلامه بواقعٍ جاحدٍ يتنكّر لانسانيّته، فيلاحق آمالًا واهيةً ويتوهّم أنّ الزمن الأغبر قد يغدو غابرًا.
"هل ثمّة فارق بالنسبة إلى هذه المسرحيّة المهزلة: أيّ دور أؤدّيه فيها؟"
تقول كفى الزعبي بأنها استوحت فكرة الرواية من قصّة شابٍ قطن غرفةً بلا نافذةٍ بعد خلوّها إثر وفاة عجوزٍ كان يسكنها واكتُشفت جثّته عندما بدأ يغزوها العفن. حينها قرّرت نسج حكايةٍ حول أسباب اضطرار الشاب للعيش في هكذا غرفة، وما قد ينتج عن ذلك. لكنّ روايتها ليست بتلك البساطة، إذ شرّحت الكاتبة المجتمع وعاداته في الريف والمدينة، وأوضاع الشباب، ومشكلة الذكوريّة والاستبداد، إضافةً إلى ثيمات الهويّة والظلم والذنب واليأس والعائلة والصداقة والموت.
"أيّ مجد ستحظى به السماء من عقابنا؟ أيّ مجد؟"
صاغت هذا الاختبار الأدبيّ على الأصعدة النفسيّة والفلسفيّة بلُغةٍ جميلةٍ وسردٍ سلسٍ متقطّعٍ على مدى 14 يومًا من المذكّرات حيث تتداخل الأحلام بالذكريات وبالأزمنة، لتصل بالقارىء إلى متاهةٍ عبثيّةٍ تُذهل الوجدان والمنطق وتسأل بعدميّة: ما معنى حياةٍ يُكبّلها الجنون من كلّ صوب؟ هل يجدر التكيّف مع الجنون في الخارج كيلا يتشرّبه باطن الانسان؟ هل من سبيلٍ للخلاص غير الموت؟
"فجأة، اكتشفتُ أنّ العالم ضيّق وصغير، بحجم غرفة ليس لها نافذة، ولا مفرّ منه إلّا إلى الموت."
هذه الرواية من أروع ما قرأت، ومع أنّه تخلّلها بعض التكرار، إلّا أنّ الأمر لم يزعجني كون الكاتبة عبّرت بصدقٍ وبمنهجيّةٍ عن أفكار ومشاعر وتساؤلاتٍ وقضايا تهمّني وتمسّني. هي تجربة مؤلمة عشتها على مدى 318 صفحة وثلاث ليالٍ.
"- هل تنقذك القراءة؟..
- لا، يا عزيزتي، لكنّني أبحث فيها عن أناس يشبهونني، لعلّي أقاوم عزلتي؛ أبحث عن مصائر أبطال يشبهونني، لعلّي ألمح شكل مصيري."
أبدعت الكاتبة في تبسيط المفاهيم الفلسفيّة وحياكتها في نسيج الرواية بسلاسةٍ ودون تكلّف. تابعتُ باهتمامٍ وترقّبٍ تردّي حالة الراوي النفسيّة وتطوّر بوحه خلال النهارات والليالي. سعدتُ باستخدامها ضمير المتكلّم لأنّ ذلك أضاف بعض الحميميّة وقرّب المسافة مع القارىء كي يتماهى مع صوت الراوي. - كم أحببت تعلّق الراوي بالكتب والقراءة!- وأعجبني اختيارها ثلاث مصائر مختلفة للراوي وصديقَيه بدل الاكتفاء بالإشارة إلى معاناتهم. فهي بهذا استغلّت بدهاءٍ كلّ إمكانات شخصيّاتها حدّ التطرّف، لتصرخ على الورق أن انتبهوا إلى أين تقود البلاد شبابنا، إلى أين تقود غدنا! فهل ثمّة من يسمع؟
"حدّقتُ في العدم، وأنا أرمق حلمًا بعيدًا يسقط من أعالي روحي مدوّيًا، ويركد في أعماقها خاملًا وعليلًا، كما لو أنّ طلقة صيّاد ماهر قنصته."
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
شمس بيضاء باردة.
Sign In »