What do you think?
Rate this book
شمس بيضاء باردة
في صباه، كان بطل الرواية يجلس على عتبة باب غرفته الخارجيّ، ينظر إلى الفضاء والتلال البعيدة، يقتات على الكتب، ويتخيَّل أن لا شيء يُعيقه عن القفز خلف تلك التلال للبحث عن مغزى كلٍّ من الحياة والخلود، لكنَّه لا يصادف مع صديقيه أحمد ومازن، سوى الفقر والجوع والكوابيس... وحافَّة الجنون
318 pages, Paperback
First published January 1, 2018
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 106 reviews
June 10, 2023
- "شمس بيضاء باردة"، الرواية التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر2019، وهي تستحق ذلك على صعيد البناء الروائي الممتاز الذي قدمته "كفى الزعبي"، واللغة السلسة التي استخدمتها، والتركيب اللغوي الممتاز، والسرد المشوق في الكثير من الأحيان والوصف المعبر للمشاهد وتحويل الكثير من الأسئلة الفلسفية الى جمل سهلة القراءة والفهم.
- تنطلق الرواية من الريف، الريف كمكان وككناية عن العيش على هامش الحياة، وسط الجهل والتخلف، حيث يطالعنا بطل القصة "راعي" (اختيار الإسم اتى موفقاً) الذي تربى في بيئة يهمها المظهر العام والمحافظة على الصورة النمطية في اعين الآخرين حتى لو كانت هذه الصورة متكسرة ومنحطة من الداخل كما صورتها الكاتبة.
- "راعي" الذي يعيش في كبت عقلي واجتماعي، تقيده العادات الموروثة، ويحكمه اب "متدين" لا يفقه شيئاً سوى الجشع، يحاول ان يثور على هذا الواقع بواسطة الثقافة والكتب، لكنه يستجيب لغريزته مع بلهاء التجأت اليهم فيعاشرها وتحبل منه وتبدأ معاناته النفسية التي استطاعت الكاتبة وصفها بدقة وتفصيل مملين في بعض الأحيان.
- تنتقل القصة في جزءها الثاني الى المدينة و"احمد" صديق "راعي"، الذي يخسر زوجته التي ضحّت كثيراً من اجله لأنها تحبه وهو في المقابل لم يكن بإستطاعته تقديم الحياة المفترضة لها ولأولاده، وبعد معاناة طويلة تهجره... فينتحر! تعود الكاتبة لتربط بين زوجته و "راعي" في قصة عاطفية عبثية يتداخل فيها طيف "احمد" مع عقد "راعي" النفسية مع مشاعر الأرملة وماضيها ويبقى السرد متواصلاً حتى وصول "راعي" الى حافة الجنون التام، لتنهيها الكاتبة بقتامة سوداوية واقعية من دون اي نافذة او سبيل آخر!
- الكاتبة موسوعية بلا شك، فهي تأخذ ملحمة جلجامش من زمانها، وتنسج احداثاً تحاكيها في الزمن الحالي، معرجةً على جبران ونيتشة وميللر وكامو وشوبنهاور... ولا اعتقدها اختارت كتاب "النبي" بالصدفة! كما انها دمجت الفلسفة الوجودية بالعبثية المطلقة جاعلة من الوجود عبثاُ بعبث في المقدمات والنتائج، مستفدية من دراسة تحليلية لنفسية الشخصيات المتناقضة والمتصارعة من اول صفحة الى آخر صفح��.
- الكاتبة تكلمت بألسنة عديدة، فهي تارة تحدثنا بإسم الكافر، وتارة بإسم المؤمن وتارة بإسم المؤمن المزيّف، وطوراً بإسم السكير، لكنها تبدو حانقة على رجال الدين او على ممارساتهم، على الفهم الخاطئ لمفاهيم الحق والخير، هي تبدو حانقة على البيئات الجاهلة التي تتخذ من الدين سبباً لجهلها، ولذلك تراها تهاجم هذا التخلف في العديد من اماكن الرواية (ص23: ما دامت هناك حياة اخرى، وليس الموت سوى ممر اليها؟ لو كانوا على يقين تام بذلك، لما عانوا هذا الحزن كلّه، ولما كان الموت فجيعة، ولودعوا الموتى كما يودعون المسافرين، بألم اقل)، كما طرحت اسئلة وجودية (وأي مجد يبغيه الله من العقاب؟ اي مجد؟ حسناً، ها هو كتب علينا الحرب هنا، وسيكتب علينا الجحيم هناك).
- حسناً، بعد كل هذا ما المشكلة مع الرواية؟ انها شخصية "راعي" نفسه، فالكاتبة التي حاولت تصويره انه "مثقف" ويحاول تطوير حياته بالقراءة كبلته بالغريزة الأولى وجعلته يغتصب او يستجيب لعائشة فيضاجعها، ثم اتت بالنفس اللوامة التي دمرته نفسياً بشكل تام وجعلت من هذه الحادثة الجوهر في بناء شخصية "راعي"، ومن ثم استغلت هذه الحالة النفسية لتفسير الكسل والعبثية والتفاهة التي شكلت حياة "راعي"، فطوال الرواية لم استطع الإشفاق عليه بل كنت اراه معتوهاً وفاشلاً في العديد من الحالات وتافه في تعاطيه مع حياته وحياة من حوله، ولم اقتنع بأن حادثة الإغتصاب كانت سبب هذه الحياة التي عاشها، رغم تفهمي لرسالة الكاتبة ان هكذا حياة وتصرفات وتربية ستقودنا الى الجنون التام كمجتمع في وقت لاحق!...
- احترت بين النجمتين والثلاث، فمن جهة العمل ضخم ومتقن ومن جهة اخرى هناك تسطيح لدور العقل في شخصية البطل الناقصة، وكيلا اظلم العمل ككل، اعطيته ثلاث نجمات رغم اشمئزازي من "راعي"...
- تنطلق الرواية من الريف، الريف كمكان وككناية عن العيش على هامش الحياة، وسط الجهل والتخلف، حيث يطالعنا بطل القصة "راعي" (اختيار الإسم اتى موفقاً) الذي تربى في بيئة يهمها المظهر العام والمحافظة على الصورة النمطية في اعين الآخرين حتى لو كانت هذه الصورة متكسرة ومنحطة من الداخل كما صورتها الكاتبة.
- "راعي" الذي يعيش في كبت عقلي واجتماعي، تقيده العادات الموروثة، ويحكمه اب "متدين" لا يفقه شيئاً سوى الجشع، يحاول ان يثور على هذا الواقع بواسطة الثقافة والكتب، لكنه يستجيب لغريزته مع بلهاء التجأت اليهم فيعاشرها وتحبل منه وتبدأ معاناته النفسية التي استطاعت الكاتبة وصفها بدقة وتفصيل مملين في بعض الأحيان.
- تنتقل القصة في جزءها الثاني الى المدينة و"احمد" صديق "راعي"، الذي يخسر زوجته التي ضحّت كثيراً من اجله لأنها تحبه وهو في المقابل لم يكن بإستطاعته تقديم الحياة المفترضة لها ولأولاده، وبعد معاناة طويلة تهجره... فينتحر! تعود الكاتبة لتربط بين زوجته و "راعي" في قصة عاطفية عبثية يتداخل فيها طيف "احمد" مع عقد "راعي" النفسية مع مشاعر الأرملة وماضيها ويبقى السرد متواصلاً حتى وصول "راعي" الى حافة الجنون التام، لتنهيها الكاتبة بقتامة سوداوية واقعية من دون اي نافذة او سبيل آخر!
- الكاتبة موسوعية بلا شك، فهي تأخذ ملحمة جلجامش من زمانها، وتنسج احداثاً تحاكيها في الزمن الحالي، معرجةً على جبران ونيتشة وميللر وكامو وشوبنهاور... ولا اعتقدها اختارت كتاب "النبي" بالصدفة! كما انها دمجت الفلسفة الوجودية بالعبثية المطلقة جاعلة من الوجود عبثاُ بعبث في المقدمات والنتائج، مستفدية من دراسة تحليلية لنفسية الشخصيات المتناقضة والمتصارعة من اول صفحة الى آخر صفح��.
- الكاتبة تكلمت بألسنة عديدة، فهي تارة تحدثنا بإسم الكافر، وتارة بإسم المؤمن وتارة بإسم المؤمن المزيّف، وطوراً بإسم السكير، لكنها تبدو حانقة على رجال الدين او على ممارساتهم، على الفهم الخاطئ لمفاهيم الحق والخير، هي تبدو حانقة على البيئات الجاهلة التي تتخذ من الدين سبباً لجهلها، ولذلك تراها تهاجم هذا التخلف في العديد من اماكن الرواية (ص23: ما دامت هناك حياة اخرى، وليس الموت سوى ممر اليها؟ لو كانوا على يقين تام بذلك، لما عانوا هذا الحزن كلّه، ولما كان الموت فجيعة، ولودعوا الموتى كما يودعون المسافرين، بألم اقل)، كما طرحت اسئلة وجودية (وأي مجد يبغيه الله من العقاب؟ اي مجد؟ حسناً، ها هو كتب علينا الحرب هنا، وسيكتب علينا الجحيم هناك).
- حسناً، بعد كل هذا ما المشكلة مع الرواية؟ انها شخصية "راعي" نفسه، فالكاتبة التي حاولت تصويره انه "مثقف" ويحاول تطوير حياته بالقراءة كبلته بالغريزة الأولى وجعلته يغتصب او يستجيب لعائشة فيضاجعها، ثم اتت بالنفس اللوامة التي دمرته نفسياً بشكل تام وجعلت من هذه الحادثة الجوهر في بناء شخصية "راعي"، ومن ثم استغلت هذه الحالة النفسية لتفسير الكسل والعبثية والتفاهة التي شكلت حياة "راعي"، فطوال الرواية لم استطع الإشفاق عليه بل كنت اراه معتوهاً وفاشلاً في العديد من الحالات وتافه في تعاطيه مع حياته وحياة من حوله، ولم اقتنع بأن حادثة الإغتصاب كانت سبب هذه الحياة التي عاشها، رغم تفهمي لرسالة الكاتبة ان هكذا حياة وتصرفات وتربية ستقودنا الى الجنون التام كمجتمع في وقت لاحق!...
- احترت بين النجمتين والثلاث، فمن جهة العمل ضخم ومتقن ومن جهة اخرى هناك تسطيح لدور العقل في شخصية البطل الناقصة، وكيلا اظلم العمل ككل، اعطيته ثلاث نجمات رغم اشمئزازي من "راعي"...
November 30, 2023
تقييمي ٣.٥
- سريالية الحياة
-ماذا تعني هذه الكلمة؟
-تعني غرابة الحياة ولا واقعيتها ، الى درجة تبدو فيها أشبه بالخيال والحلم . ليس حلم اليقظة ، بل الحلم الذي نراه في نومنا "
عرفت بهذه الرواية مصادفة من مراجعة احدى الصديقات ورغم ان الاراء عنها ليست مشجعة بشكل كامل لكن كان التعبير عنها انها سودواوية اكثر ما جذبني وجعلنى ارغب في قرائتها. قد يكون سبب غريب للبعض لكن كل شخص منا هناك شئ يجذبه للقراءة وانا تجذبني هذه النوعية من الكتابات ربما لاني غالبا ما اجد بها شيئا يشبهني .مثلما قال راعي لصديقته صاحبة الحانة :
-هل تنقذك القراءة ؟
-لا ، يا عزيزتي، لكنني أبحث فيها عن أناس يشبهونني، لعلي أقاوم عزلتي ، أبحث عن مصائر أبطال يشبهونني ، لعل ألمح شكل مصيري
ايهما سيكون مصيري ياس ام مشكين؟؟ولنضم راعي ومعه أحمد الى القائمة!
" ما الذي حدث لي؟ أطرح من جديد السؤال ذاته ، ويبدو لي من جديد أن المشكلة تكمن في البدايات، تحديدا في أوهام البدايات، وفي تلك الهالة الغبية المحيطة بها ."
بدأت القراءة وسقف توقعاتي لها منخفض نوعا ما لكننى وجدت فيها ما أحتاجه بطل تائه ، ضائع ، سوداوي ، مظلم ، كسول ، عبثي ، يحمل لوم وصراع دائم مع نفسه .
حياة بائسة ، رغبة في الموت وكره للحياة . يحب الكتب ويفضلها على اى شئ آخر مهما تسببت له في مشاكل ، يبحث عنها وفيها عن مغزى للحياة ، عن كيف يحيا ، يبحث ويبحث لكن هل سيصل لشئ ؟؟ ام سيظل يحيا في صراع !! هل هناك جدوى من المعرفة؟ هل هناك نجاة فيها أم لا ليس هناك فرق، فالشخص الضائع سيظل ضائعا حتى ينتهي .
" باحثاً بين الكتب التي اشتريتها آنذاك ، عن كتاب يشرح لي من هو، وماهو الإنسان؟ من هو أنا؟ "
راعي أيضا في خلاف مع أبيه بسبب شكل حياته وقراءاته فهو بالنسبة لأبيه منذ صغره شخص غير طبيعي. بسبب القراءة في البداية و نوعية الكتب التي يقرأها والتي لم تعجب والده بجانب رؤيته ان الكتاب الوحيد الذي يستحق القراءة هو القرآن ، ثم تضاعف وتزايد الخلاف والفارق بينهم كلما تقدم راعي في العمر واختلف اسلوب حياته وافكاره عن والده .
" كنت أسمعه مستفزا من خلف باب غ��فتي المغلق، لا يكف عن الصراخ في وجه امي : ( هل ثمة ما يجيده ابنك يا امرأة سوى الكسل والقراءة؟ إنه أبله. أقسم بالله إنه أبله ومخبول .
لو أنه يقرأ شيئا مفيدا لما غضبت ، لكن الله وحده يعلم ماذا يقرأ في وحدته حتي يصبح في هذه الحال : كسولا وفاشلاً )"
راعي طوال الرواية وصديقه احمد كلاهما يسقط سقوط حر سريع للهاوية ، راعي يحمل قليل من الامل احيانا للنجاة من هذه الهوة . او بمعني أدق هو يقول ويظن ذلك أحيانا .
" ثمة إحساساً غمرني بأنني قد أنجو من هذه الهوة. هوتي أنا ... نذالتي أنا ... توحشي أنا .. وربما أقوى على التمرد على الحياة، بالحياة نفسها وليس بالموت .أريد أن أؤمن بأن في وسع الخير أن ينتصر"
رغم انى شعرت بالغيظ منه أحيانا عند إلقاءه باللوم على عائشة لما وصل اليه من حال ، فهو ليس ضحية لها ، بل كانت هى ضحيته . وربما كان كلاهما ضحية لأبيه لكنه ايضا ليس المسؤول الأول عن مأساة بطلنا فأنا لازلت أؤمن ان عقلنا وأفكارنا أحيانا ماتكون هى العدو الاول لنا قبل الآخرين.
"نحن ضحايا أنفسنا...الآخرون مجرد حجة"
بثينة العيسي
وبعدما فكرت بهذه الجملة اثناء قراءتى وجدت البطل يقولها رغم اني لم أكن اعنيها كما قالها لكنها أيضا شكل من اشكال كون مأساة الإنسان الكبري تكمن احيانا في عقله .
الرواية فيها سوداوية وحزن وبؤس وتساؤلات كتيير أوجعت رأسي وربما أسرعت قليلا في قرائتها رغبة منى في عدم التفكير لان رأسى ممتلئ بالكثير في الوقت الحالى و لان تركيزى الاكبر كان مع مشاعره سواء كانت تخصه او تخص صديقه أحمد والتى منها ما لمسنى بشكل خاص . وكنت أرغب في معرفة مصيره وكبف سيصل اليه ؟؟ وحدث ما توقعته .
" اللعنة تعرف طريقها إلي، أما أنا ، فلا أعرف طريقي إلى هذا العالم.أشعر بالعطش ،عطش غريب ، أشرب ، لكنني اظل عطشاً ."
أزمنة الرواية مربكة أحيانا ، فهو أحيانا في الحاضر واخرى في الماضى القريب او الماضى البعيد ، يحكى قصصه وحكاياته وأفكاره ومشاعره فتشعر بتخبطاته وصراعاته وهذيانه أحيانا واقترابه من الجنون. لن اقول أشفقت عليه لانى اكره شعور الشفقة هذا لكنى شعرت به وبتخبطه وصراعه .
" تُرى لو لم أقرأ كتبا، ولم أختلف عن أبي ، وبنيت في جوار بيته ، بيتاً صغيراً، وتزوجت فيه. ؟ .....
تُرى هل كان ثمة فارق؟ لعلي كنت الآن سعيدا! لا أدرى ما جدوى عذاباتي الآن بعد أن رفضت ذلك كله؟ هل ثمة فارق بالنسبة إلى هذه المسرحية المهزلة : أى دور أؤديه فيها"
نعم ،نفس التساؤل الابدى ، ماذا لو كنت قمت بذلك الشئ ؟ ماذا لو لم اتأخذ هذا القرار ؟ ماذا لو كنت لم أتعرف بهذا الشخص؟ ماذا لو كنت ابتعدت أو اقتربت؟ ماذا لو كنت استذكرت أكثر او قبلت بوظيفة ما ؟ ماذا لو لم أفعل مافعلت ؟ هل كانت حياتي ستصبح أفضل؟؟!!
" كل شئ يبدو شبيها بما نريد، لكنه ليس هو . هل نحن نحن ، ام نحن نشبهنا فقط؟"
الرواية جيدة ، واسلوب السرد والخوض في المشاعر والافكار والتخبطات كان رائع لكن بعد منتصفها بدأ شعور الملل يتسلل إلى قليلاً .
١٩/ ٢ / ٢٠٢٢
- سريالية الحياة
-ماذا تعني هذه الكلمة؟
-تعني غرابة الحياة ولا واقعيتها ، الى درجة تبدو فيها أشبه بالخيال والحلم . ليس حلم اليقظة ، بل الحلم الذي نراه في نومنا "
عرفت بهذه الرواية مصادفة من مراجعة احدى الصديقات ورغم ان الاراء عنها ليست مشجعة بشكل كامل لكن كان التعبير عنها انها سودواوية اكثر ما جذبني وجعلنى ارغب في قرائتها. قد يكون سبب غريب للبعض لكن كل شخص منا هناك شئ يجذبه للقراءة وانا تجذبني هذه النوعية من الكتابات ربما لاني غالبا ما اجد بها شيئا يشبهني .مثلما قال راعي لصديقته صاحبة الحانة :
-هل تنقذك القراءة ؟
-لا ، يا عزيزتي، لكنني أبحث فيها عن أناس يشبهونني، لعلي أقاوم عزلتي ، أبحث عن مصائر أبطال يشبهونني ، لعل ألمح شكل مصيري
ايهما سيكون مصيري ياس ام مشكين؟؟ولنضم راعي ومعه أحمد الى القائمة!
" ما الذي حدث لي؟ أطرح من جديد السؤال ذاته ، ويبدو لي من جديد أن المشكلة تكمن في البدايات، تحديدا في أوهام البدايات، وفي تلك الهالة الغبية المحيطة بها ."
بدأت القراءة وسقف توقعاتي لها منخفض نوعا ما لكننى وجدت فيها ما أحتاجه بطل تائه ، ضائع ، سوداوي ، مظلم ، كسول ، عبثي ، يحمل لوم وصراع دائم مع نفسه .
حياة بائسة ، رغبة في الموت وكره للحياة . يحب الكتب ويفضلها على اى شئ آخر مهما تسببت له في مشاكل ، يبحث عنها وفيها عن مغزى للحياة ، عن كيف يحيا ، يبحث ويبحث لكن هل سيصل لشئ ؟؟ ام سيظل يحيا في صراع !! هل هناك جدوى من المعرفة؟ هل هناك نجاة فيها أم لا ليس هناك فرق، فالشخص الضائع سيظل ضائعا حتى ينتهي .
" باحثاً بين الكتب التي اشتريتها آنذاك ، عن كتاب يشرح لي من هو، وماهو الإنسان؟ من هو أنا؟ "
"ما جدوى أسئلة المعرفة وأسئلة الفلسفة وأسئلة الفكر والسياسة ؟ما جدوى أسئلة العقل ، مادامت سعادة المرء الغريزية تزداد طرديا كلما ازداد جهله؟ وهل ثمة سؤال بحثته الفلسفة او بحثه الفكر او الأدب او أى صنف من صنوف المعرفة، اكبر من سؤال السعادة ؟ كل غايات الأسئلة الأخرى، كما يبدو لي ، هي للإجابة عن سؤال وحيد: كيف يغدو الإنسان في نهاية المطاف سعيدا ومتصالحا من وجوده. فما جدوى هذه الأسئلة مادام الجهل بها يوفر لنا هذه السعادة؟"
راعي أيضا في خلاف مع أبيه بسبب شكل حياته وقراءاته فهو بالنسبة لأبيه منذ صغره شخص غير طبيعي. بسبب القراءة في البداية و نوعية الكتب التي يقرأها والتي لم تعجب والده بجانب رؤيته ان الكتاب الوحيد الذي يستحق القراءة هو القرآن ، ثم تضاعف وتزايد الخلاف والفارق بينهم كلما تقدم راعي في العمر واختلف اسلوب حياته وافكاره عن والده .
" كنت أسمعه مستفزا من خلف باب غ��فتي المغلق، لا يكف عن الصراخ في وجه امي : ( هل ثمة ما يجيده ابنك يا امرأة سوى الكسل والقراءة؟ إنه أبله. أقسم بالله إنه أبله ومخبول .
لو أنه يقرأ شيئا مفيدا لما غضبت ، لكن الله وحده يعلم ماذا يقرأ في وحدته حتي يصبح في هذه الحال : كسولا وفاشلاً )"
راعي طوال الرواية وصديقه احمد كلاهما يسقط سقوط حر سريع للهاوية ، راعي يحمل قليل من الامل احيانا للنجاة من هذه الهوة . او بمعني أدق هو يقول ويظن ذلك أحيانا .
" ثمة إحساساً غمرني بأنني قد أنجو من هذه الهوة. هوتي أنا ... نذالتي أنا ... توحشي أنا .. وربما أقوى على التمرد على الحياة، بالحياة نفسها وليس بالموت .أريد أن أؤمن بأن في وسع الخير أن ينتصر"
رغم انى شعرت بالغيظ منه أحيانا عند إلقاءه باللوم على عائشة لما وصل اليه من حال ، فهو ليس ضحية لها ، بل كانت هى ضحيته . وربما كان كلاهما ضحية لأبيه لكنه ايضا ليس المسؤول الأول عن مأساة بطلنا فأنا لازلت أؤمن ان عقلنا وأفكارنا أحيانا ماتكون هى العدو الاول لنا قبل الآخرين.
"نحن ضحايا أنفسنا...الآخرون مجرد حجة"
بثينة العيسي
وبعدما فكرت بهذه الجملة اثناء قراءتى وجدت البطل يقولها رغم اني لم أكن اعنيها كما قالها لكنها أيضا شكل من اشكال كون مأساة الإنسان الكبري تكمن احيانا في عقله .
" مأساة الإنسان هي عقله، فبفضل ذكائه اكتشف الإنسان الشر ، وفاق بوحشيته كل الكائنات الأخرى. عقل يبرر الشر بمسوغات نكذب بها على أنفسنا كى تغدو الحقيقة قابلة للاحتمال.عقل يستثمر الغباء والبله .عقل يبتدع اوهاماً تنقذه من الموت والعدم . عقل يقتل الآخر في سبيل الوهم. عقل يمسح يديه من الدماء ثم يلقي على كتفه قماش قصيدة، يتغني فيها بإنسانيته "
الرواية فيها سوداوية وحزن وبؤس وتساؤلات كتيير أوجعت رأسي وربما أسرعت قليلا في قرائتها رغبة منى في عدم التفكير لان رأسى ممتلئ بالكثير في الوقت الحالى و لان تركيزى الاكبر كان مع مشاعره سواء كانت تخصه او تخص صديقه أحمد والتى منها ما لمسنى بشكل خاص . وكنت أرغب في معرفة مصيره وكبف سيصل اليه ؟؟ وحدث ما توقعته .
" اللعنة تعرف طريقها إلي، أما أنا ، فلا أعرف طريقي إلى هذا العالم.أشعر بالعطش ،عطش غريب ، أشرب ، لكنني اظل عطشاً ."
أزمنة الرواية مربكة أحيانا ، فهو أحيانا في الحاضر واخرى في الماضى القريب او الماضى البعيد ، يحكى قصصه وحكاياته وأفكاره ومشاعره فتشعر بتخبطاته وصراعاته وهذيانه أحيانا واقترابه من الجنون. لن اقول أشفقت عليه لانى اكره شعور الشفقة هذا لكنى شعرت به وبتخبطه وصراعه .
" تُرى لو لم أقرأ كتبا، ولم أختلف عن أبي ، وبنيت في جوار بيته ، بيتاً صغيراً، وتزوجت فيه. ؟ .....
تُرى هل كان ثمة فارق؟ لعلي كنت الآن سعيدا! لا أدرى ما جدوى عذاباتي الآن بعد أن رفضت ذلك كله؟ هل ثمة فارق بالنسبة إلى هذه المسرحية المهزلة : أى دور أؤديه فيها"
نعم ،نفس التساؤل الابدى ، ماذا لو كنت قمت بذلك الشئ ؟ ماذا لو لم اتأخذ هذا القرار ؟ ماذا لو كنت لم أتعرف بهذا الشخص؟ ماذا لو كنت ابتعدت أو اقتربت؟ ماذا لو كنت استذكرت أكثر او قبلت بوظيفة ما ؟ ماذا لو لم أفعل مافعلت ؟ هل كانت حياتي ستصبح أفضل؟؟!!
" كل شئ يبدو شبيها بما نريد، لكنه ليس هو . هل نحن نحن ، ام نحن نشبهنا فقط؟"
الرواية جيدة ، واسلوب السرد والخوض في المشاعر والافكار والتخبطات كان رائع لكن بعد منتصفها بدأ شعور الملل يتسلل إلى قليلاً .
١٩/ ٢ / ٢٠٢٢
Read
February 8, 2024لاشك أن طريقة الكلام عن الخالق سبحانة وتعالي لها أدآب في كل الأوقات والمواقف
حتي وان كانت في رواية فلا ينبغي التجرؤ عليها بلا حساب
تحت رأي أن الكلام جري علي لسان ملحدين أو سكاري أو مجانين
ثم ينطلق الحوار بما لا يليق وتفتح صفحات من سوء الادب مع الله.
February 13, 2019
القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية ٢٠١٩
نص بارع في سرد السوداوية في محاولة لتفكيك واقع الحال المشؤوم في مجتمع تخيم على أجواءه أعراف دينية مقنعة تبرر وسائل القمع وتسهل سلب الفقير والضعيف حقوقه ... مجتمع لا يعترف ب��يمة الثقافة للفرد ويفضل أن يجلد أوراق الكتب بأي شيئ عدا قراءتها... نظرة المجتمع الهازئة للمرأة وحال الفقر المستشري في طيات السرد تجعل من هذا النص تحفة فنية ابداعية تعالج المتواري وتفضح المستور وتتجرأ لفتح ملفات الوجودية ...لا عجب أن تمنع رواية " كفى الزعبي" في الأردن فالحقائق دائماً موجعة ولولا وجع الكلمات لما كان لهم ان يبالوا .
نص بارع في سرد السوداوية في محاولة لتفكيك واقع الحال المشؤوم في مجتمع تخيم على أجواءه أعراف دينية مقنعة تبرر وسائل القمع وتسهل سلب الفقير والضعيف حقوقه ... مجتمع لا يعترف ب��يمة الثقافة للفرد ويفضل أن يجلد أوراق الكتب بأي شيئ عدا قراءتها... نظرة المجتمع الهازئة للمرأة وحال الفقر المستشري في طيات السرد تجعل من هذا النص تحفة فنية ابداعية تعالج المتواري وتفضح المستور وتتجرأ لفتح ملفات الوجودية ...لا عجب أن تمنع رواية " كفى الزعبي" في الأردن فالحقائق دائماً موجعة ولولا وجع الكلمات لما كان لهم ان يبالوا .
November 24, 2019
ممنونٌ جدًّا للقائمة الطويلة لجائزة بوكر العربية كونها عرّفتني بشخصيّة أدبيّة اعتبرها من الطراز الرفيع، شخصيّة مُفكّرة وباحثة، شخصيّة لا تكتب لتملأ فراغ الصفحات أو لتزيد رقم العدّاد الذي يحسب أعمالها الأدبيّة فحسب..
كفى الزعبي الأردنية التي عاشت في روسيا، والتي بدورها فتحت عليها مساحات فكريّة وثقافيّة أخرى ما كانت لتكتسبها لولا أنّها عشات تجربة الغُربة حسب وصفها، كفى الزعبي التي تعشق الأدب والقراءة، كفى التي تعشق القراءة لماركيز وهنري ميلر وغيرهم الكثير، كفى العاشقة للرواية الروسيّة الكلاسيكيّة وعلى رأسها مؤلفات (دوستويفسكي) والتي عبّرت عنه بأنه (أهم من كتب الرواية) وهذا التأثر واضح جدًّا في عملها هذا،
هذا العمل الذي يأسرك منذ البداية، رغم أنّه ليس من النوع الذي يحوي شخصيّاتٍ عديدة أو علاقات متشعّبة كما نراها في أعمالٍ كثيرة أخرى، حاولت أن تكوّن مقارنة مع ملحمة جلجامش ولكن بشخصيّات عربيّة حديثة..
فمثلًا بطل الرواية شخصيّة محطّمة، حزينة، مهمّشة، فقيرة، يائسة، تُحدّق في العدم، ولا شيء يلوح في أفقه ويمنحه أملًا بالنجاة كما وصف نفسه بلسانه في الرواية..
شخصيّة غير مندمجة مع المجتمع المحيط بسبب بعض العوامل التي سبّبت ذلك، بداية من تسلّط أبيه الذي يمارسه عليه بسبب تمرّده الفكري، حتّى المجتمع التقليدي حوله، والذي ولّد لديه شعور بالنفور
شخصيّة تقطن في غرفة صغيرة لا تحوي جدرانها نافذة ليتسلل منها الضوء إلى الداخل، فتجده تارة ينظر إلى الجدار بعد دخوله إلى الغرفة ليلًا، وتارةً أخرى يحدّق في الجدار المقابل فور استقياظه من النوم أملًا في إيجاد النافذة المفقودة..
رواية تشرّبت الفلسفة حتى امتلأت ثناياها تسأل من خلالها عن معنى الحياة والموت والجدوى والعبث. بالتأكيد تستحق الوصول إلى الجائزة.. ولكنّي بشكلٍ شخصيّ لا يهمني حقيقة سواء وصلت أو حتى لم تصل.. ستظل هذه الرواية مقرّبة إلى قلبي لأنّها قد لامستني بشكلٍ مباشر، ونادرًا ما يؤثر عمل أدبيّ على شخصي بهذه القوّة.
1 فبراير | 2019
كفى الزعبي الأردنية التي عاشت في روسيا، والتي بدورها فتحت عليها مساحات فكريّة وثقافيّة أخرى ما كانت لتكتسبها لولا أنّها عشات تجربة الغُربة حسب وصفها، كفى الزعبي التي تعشق الأدب والقراءة، كفى التي تعشق القراءة لماركيز وهنري ميلر وغيرهم الكثير، كفى العاشقة للرواية الروسيّة الكلاسيكيّة وعلى رأسها مؤلفات (دوستويفسكي) والتي عبّرت عنه بأنه (أهم من كتب الرواية) وهذا التأثر واضح جدًّا في عملها هذا،
هذا العمل الذي يأسرك منذ البداية، رغم أنّه ليس من النوع الذي يحوي شخصيّاتٍ عديدة أو علاقات متشعّبة كما نراها في أعمالٍ كثيرة أخرى، حاولت أن تكوّن مقارنة مع ملحمة جلجامش ولكن بشخصيّات عربيّة حديثة..
فمثلًا بطل الرواية شخصيّة محطّمة، حزينة، مهمّشة، فقيرة، يائسة، تُحدّق في العدم، ولا شيء يلوح في أفقه ويمنحه أملًا بالنجاة كما وصف نفسه بلسانه في الرواية..
شخصيّة غير مندمجة مع المجتمع المحيط بسبب بعض العوامل التي سبّبت ذلك، بداية من تسلّط أبيه الذي يمارسه عليه بسبب تمرّده الفكري، حتّى المجتمع التقليدي حوله، والذي ولّد لديه شعور بالنفور
شخصيّة تقطن في غرفة صغيرة لا تحوي جدرانها نافذة ليتسلل منها الضوء إلى الداخل، فتجده تارة ينظر إلى الجدار بعد دخوله إلى الغرفة ليلًا، وتارةً أخرى يحدّق في الجدار المقابل فور استقياظه من النوم أملًا في إيجاد النافذة المفقودة..
رواية تشرّبت الفلسفة حتى امتلأت ثناياها تسأل من خلالها عن معنى الحياة والموت والجدوى والعبث. بالتأكيد تستحق الوصول إلى الجائزة.. ولكنّي بشكلٍ شخصيّ لا يهمني حقيقة سواء وصلت أو حتى لم تصل.. ستظل هذه الرواية مقرّبة إلى قلبي لأنّها قد لامستني بشكلٍ مباشر، ونادرًا ما يؤثر عمل أدبيّ على شخصي بهذه القوّة.
1 فبراير | 2019
August 18, 2019
هذه رواية البؤساء، المقهورين، الغلابى، الفقراء، من لا حول لهم ولا قوة، رواية الضمير الذي يغفو ثم يصحو، يموت ثم يحيا، رواية الضمير الآخر الغائب دائما، رواية البحث عن مخرج من هذه الحياة، رواية البحث عن الراحة أو الموت، رواية التحامل على النفس في محاولة للعيش بأقل الأضرار، رواية النوستالجيا، رواية التعلق في الماضي في كل خطوة نحو المستقبل.
رواية وددت لو أضيف في آخرها جملة واحدة: "راعي، هناك مكالمة هاتفية لك"، جملة بنظري كانت ستعطي الرواية حبة الفراولة فوق قالب الكعك، رواية تستحق أن تصل، وأن تقرأ.
May 5, 2023
أنا انتحب، انتحب من تلك الرواية، أكاد اجن. اهزمتنا الحياة والتجربة، أم اصطادنا الوهم ؟ الرواية مرعبة مؤلمة بتبعث الألم فيك، الماضي كل حاجة. ال رواية عن شاب في غرفة بلا نوافذ ينتحب، يعاني أزمات وجودية، محاصر في وحدته بصخب الماضي ومحمل بالخطايا، مثقف يعيش الحياة على هامش اللغة، جبان يخشي أن ينتحر، معذب شريد الروح والنفس، معدم يصارع عائشة وأحمد وزوجته وأمه وأبيه و العجوز والزمن ومازن والعمل ثم نفسه! نعم أكبر هم وأكبر مشكلة هي نفس الإنسان، نحن أعداء نفوسنا.. انها تراجيديا محاربة العالم والحياة. فتى كقماشة مهترئة . الرواية فكرتني بسنة صعبة وأني كنت بنادي الموت وأني معذب لكن جبان ، أخاف الموت، هزمتني التجربة أشعر بالوحدة ،معذب بالراحليين مطارد بصخب الماضي ، أبحث عن وحدة هادئة. عبثا لا يجدي. تذكرت قناة كسرتها وكسرت نفسي، عن شرنقة صنعتها ، وعن الميل للعذاب والألم، ثم تذكرت فتاة جارتنا انتحرت، ثم الولع بالموت والألم، وأسأل مثله : هل تسمع السماء الألم؟!
الرواية فيضان مشاعر كفيضان نوح وجلجامش، هي بتحاكي جلجامش وبتستخدمها، رواية كتبت بالدم والألم ، مستحيل تكون رواية اتكتب عادي بدون ألم صاحبها، بدون أن يتصور عذاب الكون شاخصا أمامه، بدون رغبة في البكاء، كم الألم هنا لا يمكن تحمل قراءته، ما بالك بالكتابة !! الرواية كتبت بالروح، اللعنا�� كلها هنا، صراع وجودي ورمزيات، نقد للنفس وللمجتمع والعقل والدين والوطن،رواية عن الإنسان والحياة. عيناك تحدقان في ، وأنا احدق في العدم. الرواية مؤلمة، يطارد البطل الأب وهجومه وعائشة التي لم يرحمها أحد، وروح أحمد ونفسه. البطل يحاكم نفسه يتعذب، يتذكر كل شيء وتتداخل الأزمنة، يرى الموتى، تماما كوصف كامو للوحدة في كاليجولا، يتعذب، مثقف يعاني، يهاجمها احيانا، يعيش بكسل ودون جرأة، ينتهي كتراجيديا المسرح، نهاية رمزية للحرب مع الحياة. رواية تصرخ في الذات بصراحة. تخبره بأنه سبب ألمه، فليس بريء. الملائكة فاتتنا. هنا فراشة تحوم حول خرابه. لغة خرافية، وكلمات من دم ودموع. الرواية هي ملحمة الحياة، رواية صعبة على النفس، ممتعة جميلة، لا أتحدث سوى عن الشعور، وما الرواية سوى لغة الروح. لا يوجد خلال سنواتي عمل من ذلك النوع صدقا، عمل ناقد عذب صادق كهذا، عمل نقدني جعلني أمر بالزمن وأعود للهجوم على نفسي على كل شيء، لنقد تروحي وتفكيري في حالي. رواية تحملنا مع أبطال وأرواح تهوى نحو القاع، نحو هوية الهاوية. نحو الوهم والخطيئة والألم. أشارت دلالات معاني عديدة ، وأرواح شريدة، خطايا وألم، وشمس في الخارج بيضاء باردة. بكتب كشمعة، لكن كما قال الغزوي، لصحبة نار، أم لعسل يذوب. بتحلل المشاعر والأفكار بفلسفة وقدرة خارقة.
كاتبة جميلة تستحق أن تخلد في تاريخ الأدب العالمي وأن تترجم لكل لغات الأرض بروايتها
في زاوية أخرى
خلف الظل
أركن هناك في غرفة بلا نوافذ
مثل روحي تمامًا
تنظرين في عيني و أنظر للعدم
عيناك تراني
وأنا مغشى البصر
تستشعرين قلقي وكذبي
وأنا لا أجيد السمع
لهمسك
من دوي المدافع
لا أسمع صرخات الطفل الباكي
لا أسمع من خفقان قلبي
حين سألتك عن اسمك
لا أعلم من الصخب أين قلبي
ولا أفهم كيف أسقط على رأسي
وأي شمس باردة تلك التي أشرقت
لتجمد أبدانًا تحجرت قلوبها
ويحجب الدوي ظنوننا .. أفكارنا.. كلماتنا
يوشك على الفتك بحياتنا
نمشي سعيًا نحو القمر
نريد أن نبكي مع المطر
وأن نفلت من صخب أرواحنا
والأموات الذين يتربصون بأحلامنا
من سيأتي ؟
فلما الأنتظار إن كان لا أحد هناك
غير ظل ودخان سيجارة
وسواد يكتنف قلوبنا
لما العيا والمرض؟
لما كل هذا القلق ؟
لما الخطئية تشبه ذلة لسان ؟
ولما الشرف قطعة قماش مثقوبة
نبحث عن ناسحها ؟!
لما الأمل شعاع أبيض يخترقنفوسنا
ولما الشغف لا فجوة
وبلا جسر للعبور
ولما الحقيقة مرة
ولما الشمس تذيب أرواحنا
بينما تقشعر أبداننا ؟!
(ليا مش للكاتبة)
في النهاية من أجمل الروايات في حياتي والأجمل من هذا النوع، رواية عالمية .
قريتها تاني يوم ٦/٥/٢٠٢٣وتاني في ظروف نفسية وحشة
الرواية فيضان مشاعر كفيضان نوح وجلجامش، هي بتحاكي جلجامش وبتستخدمها، رواية كتبت بالدم والألم ، مستحيل تكون رواية اتكتب عادي بدون ألم صاحبها، بدون أن يتصور عذاب الكون شاخصا أمامه، بدون رغبة في البكاء، كم الألم هنا لا يمكن تحمل قراءته، ما بالك بالكتابة !! الرواية كتبت بالروح، اللعنا�� كلها هنا، صراع وجودي ورمزيات، نقد للنفس وللمجتمع والعقل والدين والوطن،رواية عن الإنسان والحياة. عيناك تحدقان في ، وأنا احدق في العدم. الرواية مؤلمة، يطارد البطل الأب وهجومه وعائشة التي لم يرحمها أحد، وروح أحمد ونفسه. البطل يحاكم نفسه يتعذب، يتذكر كل شيء وتتداخل الأزمنة، يرى الموتى، تماما كوصف كامو للوحدة في كاليجولا، يتعذب، مثقف يعاني، يهاجمها احيانا، يعيش بكسل ودون جرأة، ينتهي كتراجيديا المسرح، نهاية رمزية للحرب مع الحياة. رواية تصرخ في الذات بصراحة. تخبره بأنه سبب ألمه، فليس بريء. الملائكة فاتتنا. هنا فراشة تحوم حول خرابه. لغة خرافية، وكلمات من دم ودموع. الرواية هي ملحمة الحياة، رواية صعبة على النفس، ممتعة جميلة، لا أتحدث سوى عن الشعور، وما الرواية سوى لغة الروح. لا يوجد خلال سنواتي عمل من ذلك النوع صدقا، عمل ناقد عذب صادق كهذا، عمل نقدني جعلني أمر بالزمن وأعود للهجوم على نفسي على كل شيء، لنقد تروحي وتفكيري في حالي. رواية تحملنا مع أبطال وأرواح تهوى نحو القاع، نحو هوية الهاوية. نحو الوهم والخطيئة والألم. أشارت دلالات معاني عديدة ، وأرواح شريدة، خطايا وألم، وشمس في الخارج بيضاء باردة. بكتب كشمعة، لكن كما قال الغزوي، لصحبة نار، أم لعسل يذوب. بتحلل المشاعر والأفكار بفلسفة وقدرة خارقة.
كاتبة جميلة تستحق أن تخلد في تاريخ الأدب العالمي وأن تترجم لكل لغات الأرض بروايتها
في زاوية أخرى
خلف الظل
أركن هناك في غرفة بلا نوافذ
مثل روحي تمامًا
تنظرين في عيني و أنظر للعدم
عيناك تراني
وأنا مغشى البصر
تستشعرين قلقي وكذبي
وأنا لا أجيد السمع
لهمسك
من دوي المدافع
لا أسمع صرخات الطفل الباكي
لا أسمع من خفقان قلبي
حين سألتك عن اسمك
لا أعلم من الصخب أين قلبي
ولا أفهم كيف أسقط على رأسي
وأي شمس باردة تلك التي أشرقت
لتجمد أبدانًا تحجرت قلوبها
ويحجب الدوي ظنوننا .. أفكارنا.. كلماتنا
يوشك على الفتك بحياتنا
نمشي سعيًا نحو القمر
نريد أن نبكي مع المطر
وأن نفلت من صخب أرواحنا
والأموات الذين يتربصون بأحلامنا
من سيأتي ؟
فلما الأنتظار إن كان لا أحد هناك
غير ظل ودخان سيجارة
وسواد يكتنف قلوبنا
لما العيا والمرض؟
لما كل هذا القلق ؟
لما الخطئية تشبه ذلة لسان ؟
ولما الشرف قطعة قماش مثقوبة
نبحث عن ناسحها ؟!
لما الأمل شعاع أبيض يخترقنفوسنا
ولما الشغف لا فجوة
وبلا جسر للعبور
ولما الحقيقة مرة
ولما الشمس تذيب أرواحنا
بينما تقشعر أبداننا ؟!
(ليا مش للكاتبة)
في النهاية من أجمل الروايات في حياتي والأجمل من هذا النوع، رواية عالمية .
قريتها تاني يوم ٦/٥/٢٠٢٣وتاني في ظروف نفسية وحشة
April 18, 2019
شمس بيضاء باردة.....كفى الزعبي
العمل دا نص أدبي جميل، لكنها مش رواية عظيمة، عمل بلغة جذلة وسلسة بتأملات نفسية عميقة، لكن فيها عوار روائي، الحبكة فيها ترهل واضح، ورسم الشخصيات ناقصة كثير، لكن في المطلق قراءتها لطيفة وتراكيب الجُمل جميل.
العمل دا نص أدبي جميل، لكنها مش رواية عظيمة، عمل بلغة جذلة وسلسة بتأملات نفسية عميقة، لكن فيها عوار روائي، الحبكة فيها ترهل واضح، ورسم الشخصيات ناقصة كثير، لكن في المطلق قراءتها لطيفة وتراكيب الجُمل جميل.
April 8, 2019
سيئة
مملة
جمل مكررة كثيرة
الكثير من الفلاش باك
فلس��ة مهترئة وسط بعض السطور
بها بعض الأفكار الجيدة المبتورة وأخرى سيئة.
الحبكة ضائعة..مجرد سرد وحديث ومشاعر ورؤى
البطل هو الراوي يحكي معاناته مع والده المتشدد دينيًا رغم أنه لم يجد غضاضة في أكل مال اليتيمة وبارك استغلالها جنسيا من قبل ابنه لأن هذه رجولة وذكورة!
الأب كاره الكتب ويريد حرقها والابن مسلوب الإرادة خائر القوى يدع مركب الحياة يقوده يمنة ويسارا.
ثم مغامرات أخرى للبطل راعي نرى فيها جنونه الخالص.
مع نهاية غريبة جاءت مبتورة وغير مفهومة أيضا..هلاوس الخمر ربما!
رواية أخرى مرشحة للبوكر خذلت توقعاتي.
أرهقتني نفسيا في الاستماع إليها ��ن شدة مللها وسخافتها وأخذت مني وقتا طويلا حتى أنهيها
مملة
جمل مكررة كثيرة
الكثير من الفلاش باك
فلس��ة مهترئة وسط بعض السطور
بها بعض الأفكار الجيدة المبتورة وأخرى سيئة.
الحبكة ضائعة..مجرد سرد وحديث ومشاعر ورؤى
البطل هو الراوي يحكي معاناته مع والده المتشدد دينيًا رغم أنه لم يجد غضاضة في أكل مال اليتيمة وبارك استغلالها جنسيا من قبل ابنه لأن هذه رجولة وذكورة!
الأب كاره الكتب ويريد حرقها والابن مسلوب الإرادة خائر القوى يدع مركب الحياة يقوده يمنة ويسارا.
ثم مغامرات أخرى للبطل راعي نرى فيها جنونه الخالص.
مع نهاية غريبة جاءت مبتورة وغير مفهومة أيضا..هلاوس الخمر ربما!
رواية أخرى مرشحة للبوكر خذلت توقعاتي.
أرهقتني نفسيا في الاستماع إليها ��ن شدة مللها وسخافتها وأخذت مني وقتا طويلا حتى أنهيها
June 21, 2020
رواية على حافة الجنون، هذيان عصيب، أفكار سوداوية تختلط مع عصب الرواية مع مشاهد عبثية وأفكار تقتحم العدم واللامبالاة، الرواية تشعرك بالكآبة وكأنها قد كتبت لأجل هذا الغرض، حتى الحوارات عدمية متشائمة كأنها تخرج من قمقم العبث المضجر..
بطل الرواية يعاني من الجوع والتشرد ، يعيش في غرفة بلا نوافذ، يتلصص من خلالها على العالم ، فيبدو كل شيء غارقاً في العدم متشكلاً على نحو لا يدعو لأي شكل من أشكال الخير، شخص ممسوس بالكتب والقراءة، فاشل حتى النخاع، تتمنى لو تقتله وهو يتحدث عن فشله، يلوم العالم، يلو�� الله على ما اقترفت يداه، لا يكف عن التذمر والشكوى، يعاني من نفسه فيحاول أن يقذف بمشاكله على الوجود، يحاول أن يختلق على الدوام مبررات لما يحدث له من فشل وتعنت في إصلاح ذاته، شخص كسول متماد في الكسل لا يحب سوى قراءة الكتب والتسكع وارتشاف الخمرة الرخيصة ، يقبع على الدوام في غرفته التي بلا نوافذ، يسمع صوت غناء لامرأة سمينة فيزعجه ذلك، لا يطيق أي شيء ، يحس بأن الكون يطبق على رأسه..
جرب الحب والخطيئة، الحب الخجول الجبان الذي قاده نحو الجنون والتفكير والإنتظارات الكثيرة، جرب أن يهرب من ماضيه ، فلحقها بخيانة فجة لا تتسم مع حياته السوداء ، جرب الفشل، جرب القراءة فوقع في أثم العبث واللامبالاة، جرب الحب فوقع في الخيانة، جرب اللذة فوقع في جريمة لم يكن يريدها، جرب كل شيء، ولم ينجح إلا في تراكم ذكريات بائسة لم يقو على حمالها في نهاية المطاف.
كان لديه شعور بأنه خُلق لغايات عظيمة، فإذا به يتهاوى فجأة فأصبح في عين نفسي مجرد حيوان آخر يسعى وراء ملذاته الخاصة وفلسفته العبثية وأفكاره المنحطة كسله المدقع، لم يرى أنه مختلف عن أي شخص آخر في الحياة ، كما تقول إيميلي نوثومب في إحدى رواياتها على لسان البطلة أنها قبل أن تجرب الحياة كانت تريد أن تصبح مثل إله، فإذا بها ترى نفسها أقل من حشرة حينما بدأت تخوض مع الخائضين وتنزل إلى وحل الوجود والواقع، يحدث هنا بالضبط ما قالته نوثومب عن خلع الأحلام بدفعة واحدة وتمزيق الوهم الذي كان يقنع به الحالمون أنفسهم، الحلم مثل كهف دافئ والواقع مثل غابة ثلجية يحيط بها الوحوش من كل مكان، في نهاية المطاف على الواحد أن يخرج من تلك الغابة ويغادر الكهف، البعض قد يتكيف والبعض الآخر قد يصيبه العمى، أما صاحبنا هنا فقد خرج زاحفاً متقوقعاً على ذاته يجر اذيال الهزيمة من قبل أن يبدأ ..
تزخر الرواية بمشاهد الهذيان والقفز فوق الوعي، منطقة حساسة تستعملها الكاتبة في ادخال حالة الضياع والجنون في حياة البطل، شبح العجوز الذي يتلصص في الغرفة في منتصف الليل، الغرفة التي بلا نوافذ وكأنها حياة صاحبنا الذين يعاني من السجن الداخلي، المرأة السمينة التي تصدح بالغناء، أحمد الذي ينهض من قبره ويتحول إلى أسئلة خفية ووخز للضمير، النص هنا جميل والهذيان حلو في بعض الأحيان، كأنك تريد أن تحل لغزاً، تصرخ الألغاز طوال الرواية للتحول إلى وحشية مجنونة تلتهم كل شيء في نهاية الأمر..
مشكلتي مع الرواية هي أحياناً السطحية والشكوى المبالغ فيها من كل شيء، أعلم أن الحياة قد تضيق على الواحد ولكن الشكوى واللطم طوال صفحات الرواية لا يقدم لي شيئاً أدبياً ، ولا يستحق مني سوى النفور ومحاولة القفز فوق النصوص لكي أتمكن من تحمل كمية الكآبة المهولة والسوداوية المتلاحقة، لا يوجد سوى فوضى كبير وتذمر وتذمر وتذمر والتحدث عن الذات الإلهية بشكل لا يليق وبطريقة سطحية تنم عن الجهل الفاضح بفلسفة عن فهم الدين والحياة والمشاكل الوجودية، كأنك أمام طفل يصرخ الوقت ويشتكي ويتذمر ويطلب الحصول على كل شيء من دون أن يفكر حتى في تقديم أي شيء في المقابل، وأيضاً النظرة للشخص المتدين وكأنه شخص متوحش كاره للحياة يكره الكتب والثقافة ويرتكب كل الموبقات ويعامل أبنه بقسوة ويتصرف تصرفات غريبة ، هذه النظرة الكلاسيكية للمتدينين، والتعميم المبالغ فيه في الخيال الإعلامي والأدبي عموماً، قد عفى عليه الزمن وصار بالنسبة لي شغل من لا شغل له وطريقة قبيحة لتسويق الرواية العربية الحديثة ..
محاولة سيئة لمحاكاة أسلوب عبدالرحمن منيف، قد يبدو الأسلوب متشابهاً وسلساً حتى واللغة جميلة، ولكنها لا تجاري ما كتبه منيف ولم يكن سوى محاولة مشوهة للاقتباس من عالم منيف وأفكاره وأسلوبه السردي..
تمنيت أن تكون الرواية أفضل من ذلك، اللغة جميلة والأسلوب سلس وبسيط، ولدى الكاتبة حس روائي وقصصي جيد وقدرة على الحكي بطريقة لا تبعث على الملل، إلا أن السوداوية كانت طاغية وجرعات الحزن واللامبالاة الكثيفة أفسدت الكثير من قيمة الرواية ..
بطل الرواية يعاني من الجوع والتشرد ، يعيش في غرفة بلا نوافذ، يتلصص من خلالها على العالم ، فيبدو كل شيء غارقاً في العدم متشكلاً على نحو لا يدعو لأي شكل من أشكال الخير، شخص ممسوس بالكتب والقراءة، فاشل حتى النخاع، تتمنى لو تقتله وهو يتحدث عن فشله، يلوم العالم، يلو�� الله على ما اقترفت يداه، لا يكف عن التذمر والشكوى، يعاني من نفسه فيحاول أن يقذف بمشاكله على الوجود، يحاول أن يختلق على الدوام مبررات لما يحدث له من فشل وتعنت في إصلاح ذاته، شخص كسول متماد في الكسل لا يحب سوى قراءة الكتب والتسكع وارتشاف الخمرة الرخيصة ، يقبع على الدوام في غرفته التي بلا نوافذ، يسمع صوت غناء لامرأة سمينة فيزعجه ذلك، لا يطيق أي شيء ، يحس بأن الكون يطبق على رأسه..
جرب الحب والخطيئة، الحب الخجول الجبان الذي قاده نحو الجنون والتفكير والإنتظارات الكثيرة، جرب أن يهرب من ماضيه ، فلحقها بخيانة فجة لا تتسم مع حياته السوداء ، جرب الفشل، جرب القراءة فوقع في أثم العبث واللامبالاة، جرب الحب فوقع في الخيانة، جرب اللذة فوقع في جريمة لم يكن يريدها، جرب كل شيء، ولم ينجح إلا في تراكم ذكريات بائسة لم يقو على حمالها في نهاية المطاف.
كان لديه شعور بأنه خُلق لغايات عظيمة، فإذا به يتهاوى فجأة فأصبح في عين نفسي مجرد حيوان آخر يسعى وراء ملذاته الخاصة وفلسفته العبثية وأفكاره المنحطة كسله المدقع، لم يرى أنه مختلف عن أي شخص آخر في الحياة ، كما تقول إيميلي نوثومب في إحدى رواياتها على لسان البطلة أنها قبل أن تجرب الحياة كانت تريد أن تصبح مثل إله، فإذا بها ترى نفسها أقل من حشرة حينما بدأت تخوض مع الخائضين وتنزل إلى وحل الوجود والواقع، يحدث هنا بالضبط ما قالته نوثومب عن خلع الأحلام بدفعة واحدة وتمزيق الوهم الذي كان يقنع به الحالمون أنفسهم، الحلم مثل كهف دافئ والواقع مثل غابة ثلجية يحيط بها الوحوش من كل مكان، في نهاية المطاف على الواحد أن يخرج من تلك الغابة ويغادر الكهف، البعض قد يتكيف والبعض الآخر قد يصيبه العمى، أما صاحبنا هنا فقد خرج زاحفاً متقوقعاً على ذاته يجر اذيال الهزيمة من قبل أن يبدأ ..
تزخر الرواية بمشاهد الهذيان والقفز فوق الوعي، منطقة حساسة تستعملها الكاتبة في ادخال حالة الضياع والجنون في حياة البطل، شبح العجوز الذي يتلصص في الغرفة في منتصف الليل، الغرفة التي بلا نوافذ وكأنها حياة صاحبنا الذين يعاني من السجن الداخلي، المرأة السمينة التي تصدح بالغناء، أحمد الذي ينهض من قبره ويتحول إلى أسئلة خفية ووخز للضمير، النص هنا جميل والهذيان حلو في بعض الأحيان، كأنك تريد أن تحل لغزاً، تصرخ الألغاز طوال الرواية للتحول إلى وحشية مجنونة تلتهم كل شيء في نهاية الأمر..
مشكلتي مع الرواية هي أحياناً السطحية والشكوى المبالغ فيها من كل شيء، أعلم أن الحياة قد تضيق على الواحد ولكن الشكوى واللطم طوال صفحات الرواية لا يقدم لي شيئاً أدبياً ، ولا يستحق مني سوى النفور ومحاولة القفز فوق النصوص لكي أتمكن من تحمل كمية الكآبة المهولة والسوداوية المتلاحقة، لا يوجد سوى فوضى كبير وتذمر وتذمر وتذمر والتحدث عن الذات الإلهية بشكل لا يليق وبطريقة سطحية تنم عن الجهل الفاضح بفلسفة عن فهم الدين والحياة والمشاكل الوجودية، كأنك أمام طفل يصرخ الوقت ويشتكي ويتذمر ويطلب الحصول على كل شيء من دون أن يفكر حتى في تقديم أي شيء في المقابل، وأيضاً النظرة للشخص المتدين وكأنه شخص متوحش كاره للحياة يكره الكتب والثقافة ويرتكب كل الموبقات ويعامل أبنه بقسوة ويتصرف تصرفات غريبة ، هذه النظرة الكلاسيكية للمتدينين، والتعميم المبالغ فيه في الخيال الإعلامي والأدبي عموماً، قد عفى عليه الزمن وصار بالنسبة لي شغل من لا شغل له وطريقة قبيحة لتسويق الرواية العربية الحديثة ..
محاولة سيئة لمحاكاة أسلوب عبدالرحمن منيف، قد يبدو الأسلوب متشابهاً وسلساً حتى واللغة جميلة، ولكنها لا تجاري ما كتبه منيف ولم يكن سوى محاولة مشوهة للاقتباس من عالم منيف وأفكاره وأسلوبه السردي..
تمنيت أن تكون الرواية أفضل من ذلك، اللغة جميلة والأسلوب سلس وبسيط، ولدى الكاتبة حس روائي وقصصي جيد وقدرة على الحكي بطريقة لا تبعث على الملل، إلا أن السوداوية كانت طاغية وجرعات الحزن واللامبالاة الكثيفة أفسدت الكثير من قيمة الرواية ..
January 17, 2019
رواية الألم والوحدة والهواجس والاكتئاب ، رواية غرفة بلا نافذة، رواية الصراع مع نفسك قبل الصراع مع الآخرين.
بطل الرواية يخوض أكثر من حرب في آن واحد، أكبر حروبه هي التي تكون مع ذاته، يريد الانتحار وفي نفس الوقت يخشى ذلك، يريد الحياة وفي نفس الوقت لا يحبها! رواية التناقضات الذاتية.
ذكرتني تلك الرواية بأغنية لفيروز "تعا ولا تجي"..
كل صفحة في تلك الرواية كانت بمثابة الألم بالنسبة لي، شعرت بالبطل، ربما أكثر منه!
نهاية الرواية أكثر ما آلمني، وربما تخوفت من المصير ذاته!
بطل الرواية يخوض أكثر من حرب في آن واحد، أكبر حروبه هي التي تكون مع ذاته، يريد الانتحار وفي نفس الوقت يخشى ذلك، يريد الحياة وفي نفس الوقت لا يحبها! رواية التناقضات الذاتية.
ذكرتني تلك الرواية بأغنية لفيروز "تعا ولا تجي"..
كل صفحة في تلك الرواية كانت بمثابة الألم بالنسبة لي، شعرت بالبطل، ربما أكثر منه!
نهاية الرواية أكثر ما آلمني، وربما تخوفت من المصير ذاته!
February 10, 2022
'متردّدة بين الثلاث نجمات إلى أربَع.
رواية سوداء، مُغرقَة في التفلسف، مشاهد متواترة لبطل الرواية منذ طفولته حتى إيداعه في مستشفى المجان��ن؛ رحلة كان فيها متمرّدا على كل ما حوله، يقرأ بِنَهمٍ، لكن الكتب لم تنقذه بل كانت جسرا بينه وبين الجنون، كان يبحث عن الحب والمعنى في كل ما هو غير متاح..
يسأل أسئلة فلسفية ويعالج كل المواقف بالتفلسف الذي يصعب على من حوله فهمه.
لا ينكر وجود الله لكنه في المقابل لا يؤمن به إيمانا كاملا (هذه النقطة قد لا تروق لبعض القرّاء).
كان مستسلما، يتلذذ بجُبنه، وكسله وعيشه على هامش الحياة.
الرواية في مجملها جيدة، لغتها جميلة، موضوعها مُستهلك لكن الكاتبة عالجته بطريقتها التي لم تُصادفني قبلا، كانت فريدة متفرّدة.
لم أقيمها بأكثر من ٣ نجمات أو ٤ لأنني شعرت ببعض الملل أثناء القراءة، كان هناك اسهاب وتمطيط أحيانا يبدو منفّرا..
رواية سوداء، مُغرقَة في التفلسف، مشاهد متواترة لبطل الرواية منذ طفولته حتى إيداعه في مستشفى المجان��ن؛ رحلة كان فيها متمرّدا على كل ما حوله، يقرأ بِنَهمٍ، لكن الكتب لم تنقذه بل كانت جسرا بينه وبين الجنون، كان يبحث عن الحب والمعنى في كل ما هو غير متاح..
يسأل أسئلة فلسفية ويعالج كل المواقف بالتفلسف الذي يصعب على من حوله فهمه.
لا ينكر وجود الله لكنه في المقابل لا يؤمن به إيمانا كاملا (هذه النقطة قد لا تروق لبعض القرّاء).
كان مستسلما، يتلذذ بجُبنه، وكسله وعيشه على هامش الحياة.
الرواية في مجملها جيدة، لغتها جميلة، موضوعها مُستهلك لكن الكاتبة عالجته بطريقتها التي لم تُصادفني قبلا، كانت فريدة متفرّدة.
لم أقيمها بأكثر من ٣ نجمات أو ٤ لأنني شعرت ببعض الملل أثناء القراءة، كان هناك اسهاب وتمطيط أحيانا يبدو منفّرا..
May 28, 2022
بدأت قراءة صفحات هذه الرواية عندما كانت في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2019. تحمست لها بسبب أن الشخصية الرئيسية تشبهني (شاب عربي، فقير، يقرأ الكتب...) بالإضافة لشعور الاغتراب والعلاقة المضطربة مع الأب. لكن لم انجح في قراءتها رغم انجذابي لموضوع الرواية ولغتها الجميلة وكان الأمر إيجابي في مصلحتي.
نوع الرواية: نفسية فلسفية.
البلد: الأردن
الملخص: شاب اسمه راعي يعيش في غرفة كئيية اختارها لأنها قريبة من المدرسة التي يعمل فيها ولأنها تناسب مصروفه. الشيء الذي حدث في الغرفة هو أنها كانت لمستأجر عجوز توفي في وحدة قاتلة ولم يعرف أحد خبر موته إلا بعد أن صدرت جثته رائحة التعفن.
أشعر أني متواصل مع شخصية راعي بسبب النقط المشتركة بيننا: الجنس واللغة والجيل وحب الكتب والشعور بعدم الإنتماء.. كما أني كنت سأعمل مثله في حالة بقيت في المغرب في التعليم، بعيداً عن أبي... كنت سأذهب للعمل في التعليم في ضواحي المدينة أو في قرية بعيدة وأقوم باستئجار مكان خاص بي وحدي. لكن حصلت على فيزا إيطاليا وتغيرت طريقي. وهكذا قرأتها في إيطاليا في ابريل وماي 2022 بشكل متقطع لنفس السبب وهو تعاطفي العميق مع شخصية راعي.
هناك شخصيات مختلفة وصفتها الكاتبة بشكل رائع لكن القاسم المشترك بينها هو البؤس والفقر والحرمان.
1- شخصية عائشة التي لديها تخلف عقلي مثيرة للاهتمام بسبب الطريقة التي يتكلم عنها راعي. وهي التي بدأ بها راعي قصته مع شعور الذنب ولوم الذات واظن أنها أكثر شخصية مؤثرة في الرواية على راعي.
ثم هناك شخصية الجارة والعجوز الذي توفي وحيداً في الغرفة والأب الغاضب على راعي لأنه يصرف ماله في شراء الكتب ولا يريد أن يتزوج.
هناك شخصية فتاة تدخن يراقبها راعي في المكتبة، ربما هو مغرم بها.
الشخصية الرئيسية: راعي الذي يسرد أحداث الرواية، حصل على استقلال مادي ومعنوي لكنه أسير تجارب وذكريات الماضي وشعور البؤس والحقد على الأب والادمان على شرب الكحول... جميعها أيضا جعلته لا يطور حياته ولا يستفيد من فرصة العمل والاستقلال في غرفة خاصة به من أجل الحصول على استقلال مادي والابتعاد عن العائلة جغرافيا ونفسيا.
الشخصيات الأخرى مختلفة لكن جميعها بائسة:
اللص، المتسول الفقير، صاحبة الحانة، الجارة الفضولية التي تحقق معه بالأسئلة، زميلة الجامعة التي تقرأ تحت الشجرة جبران خليل جبران، الأم الخاضعة الصابرة، الأب العنيف القاسي حارق الكتب، العجوز السكير، صاحبة الحانة المرحة التي تلقبه بالبدوي السريالي والصديق أحمد الفقير العاشق الذي انتحر.
ربما الشخصية الإيجابية الوحيدة هي زوجة أحمد التي كانت تركز في دراستها وتحاول مساعدة نفسها وتحمل مسؤولية أبناءها ودورها كأم.
راعي لم يعرف كيف يواجه مشاكل الماضي وأصبح مدمنة على الكحول وحتى قراءة الكتب لم تكن مصدر لأي تطور للذات إذ كان يقرأ للهروب من واقعه فقط.. كل تركيزه كان على العجوز الذي تعفنت جثته وفي غياب النافدة وشعور الذنب ولوم الذات.
أنها رواية البؤس والحرمان والفقر وحتى الأماكن لم تكن نظيفة وكان هناك استعمال للكلمات النابية. لكن بالرغم من ذلك استمتعت بها بسبب اللغة.
كفى الزعبي تكتب بشكل رائع وكأنها فنانة لغوية.
_____
في النهاية:
قرأت الرواية بعد بعض محاولات فاشلة لقراءتها وكانت فعلا في مصلحتي لأنها كانت تعطيني طاقة سلبية وتؤثر بشكل سلبي على وضعي النفسي. قرأتها في ظروف أفضل بكثير وأنا في إيطاليا أعيش في غرفة بها ثلاثة نوافد وفوقي رجل مسن لم يتوفى ولم يت��فن رغم أنه اختفى لفترة بسبب مشكل صحي لكن تأتي من أجله ممرضة وعاملين يساعدونه، عاد للمشي وقيادة السيارة..... وإذن كل تلك المشاعر والكآبة التي كنت أتوقعها أو انتحار راعي أو انتحاري كانت كلها جزء من وعي الماضي.
ربما سأعيد قراءة الرواية بسبب أني أريد فهم البعد النفسي أكثر والمحتوى الفلسفي وطبعا سأقرأ ملحمة جالجاميش قبل ذلك لأن هذا سوف يساعدني في فهمها بشكل أعمق.
هنيئا للكاتبة على هذه اللغة.
نوع الرواية: نفسية فلسفية.
البلد: الأردن
الملخص: شاب اسمه راعي يعيش في غرفة كئيية اختارها لأنها قريبة من المدرسة التي يعمل فيها ولأنها تناسب مصروفه. الشيء الذي حدث في الغرفة هو أنها كانت لمستأجر عجوز توفي في وحدة قاتلة ولم يعرف أحد خبر موته إلا بعد أن صدرت جثته رائحة التعفن.
أشعر أني متواصل مع شخصية راعي بسبب النقط المشتركة بيننا: الجنس واللغة والجيل وحب الكتب والشعور بعدم الإنتماء.. كما أني كنت سأعمل مثله في حالة بقيت في المغرب في التعليم، بعيداً عن أبي... كنت سأذهب للعمل في التعليم في ضواحي المدينة أو في قرية بعيدة وأقوم باستئجار مكان خاص بي وحدي. لكن حصلت على فيزا إيطاليا وتغيرت طريقي. وهكذا قرأتها في إيطاليا في ابريل وماي 2022 بشكل متقطع لنفس السبب وهو تعاطفي العميق مع شخصية راعي.
هناك شخصيات مختلفة وصفتها الكاتبة بشكل رائع لكن القاسم المشترك بينها هو البؤس والفقر والحرمان.
1- شخصية عائشة التي لديها تخلف عقلي مثيرة للاهتمام بسبب الطريقة التي يتكلم عنها راعي. وهي التي بدأ بها راعي قصته مع شعور الذنب ولوم الذات واظن أنها أكثر شخصية مؤثرة في الرواية على راعي.
ثم هناك شخصية الجارة والعجوز الذي توفي وحيداً في الغرفة والأب الغاضب على راعي لأنه يصرف ماله في شراء الكتب ولا يريد أن يتزوج.
هناك شخصية فتاة تدخن يراقبها راعي في المكتبة، ربما هو مغرم بها.
الشخصية الرئيسية: راعي الذي يسرد أحداث الرواية، حصل على استقلال مادي ومعنوي لكنه أسير تجارب وذكريات الماضي وشعور البؤس والحقد على الأب والادمان على شرب الكحول... جميعها أيضا جعلته لا يطور حياته ولا يستفيد من فرصة العمل والاستقلال في غرفة خاصة به من أجل الحصول على استقلال مادي والابتعاد عن العائلة جغرافيا ونفسيا.
الشخصيات الأخرى مختلفة لكن جميعها بائسة:
اللص، المتسول الفقير، صاحبة الحانة، الجارة الفضولية التي تحقق معه بالأسئلة، زميلة الجامعة التي تقرأ تحت الشجرة جبران خليل جبران، الأم الخاضعة الصابرة، الأب العنيف القاسي حارق الكتب، العجوز السكير، صاحبة الحانة المرحة التي تلقبه بالبدوي السريالي والصديق أحمد الفقير العاشق الذي انتحر.
ربما الشخصية الإيجابية الوحيدة هي زوجة أحمد التي كانت تركز في دراستها وتحاول مساعدة نفسها وتحمل مسؤولية أبناءها ودورها كأم.
راعي لم يعرف كيف يواجه مشاكل الماضي وأصبح مدمنة على الكحول وحتى قراءة الكتب لم تكن مصدر لأي تطور للذات إذ كان يقرأ للهروب من واقعه فقط.. كل تركيزه كان على العجوز الذي تعفنت جثته وفي غياب النافدة وشعور الذنب ولوم الذات.
أنها رواية البؤس والحرمان والفقر وحتى الأماكن لم تكن نظيفة وكان هناك استعمال للكلمات النابية. لكن بالرغم من ذلك استمتعت بها بسبب اللغة.
كفى الزعبي تكتب بشكل رائع وكأنها فنانة لغوية.
_____
في النهاية:
قرأت الرواية بعد بعض محاولات فاشلة لقراءتها وكانت فعلا في مصلحتي لأنها كانت تعطيني طاقة سلبية وتؤثر بشكل سلبي على وضعي النفسي. قرأتها في ظروف أفضل بكثير وأنا في إيطاليا أعيش في غرفة بها ثلاثة نوافد وفوقي رجل مسن لم يتوفى ولم يت��فن رغم أنه اختفى لفترة بسبب مشكل صحي لكن تأتي من أجله ممرضة وعاملين يساعدونه، عاد للمشي وقيادة السيارة..... وإذن كل تلك المشاعر والكآبة التي كنت أتوقعها أو انتحار راعي أو انتحاري كانت كلها جزء من وعي الماضي.
ربما سأعيد قراءة الرواية بسبب أني أريد فهم البعد النفسي أكثر والمحتوى الفلسفي وطبعا سأقرأ ملحمة جالجاميش قبل ذلك لأن هذا سوف يساعدني في فهمها بشكل أعمق.
هنيئا للكاتبة على هذه اللغة.
January 7, 2020
قراءة في رواية شمس بيضاء باردة للمهندسة كفى الزعبي
محمود فلاح المحادين
اخترت لقب مهندسة للتعريف بالكاتبة لأنها مارست فعل الهندسة المدنية طوال بناءها لهذه الرواية وهذا ما جعلني أسجل اعجابي بقسم الهندسة في جامعة سانت بطرسبرغ لتخريجه هذه المهندسة الفذّة التي تلعب مع الحروف كأنها حجار بناء أنى وضعتها جاءت في المكان المناسب...
الكاتبة من مواليد مدينة الرمثا عام 1965 ورغم انها مدينة أنسبائي إلا أن هذا لن يؤثر على حيادي في تحليل الرواية التي أرهقتني بصفحاتها التي تزيد عن ال300 على مدار أسبوع كامل قرأت خلاله بالتوازي عشرات الصفحات من كتب وعناوين أخرى لأستطيع اتمام هذه الرواية الثقيلة....للمؤلفة اربع روايات أخرى وهذه الرواية كانت على القائمة القصيرة لجائزة البوكر للعام 2019.
سأبدأ بالتدريج ولن أسارع للهجوم وسأحاول قدر المستطاع تقديم وجهة نظري بهدوء فعندما قرأت الصفحات الأولى قفزت أمام وجهي وبلمح البصر رواية ((سلطانة))لغالب هلسا واعتقدت انها ستكون نسخة عنها بالحديث عن الهجرة من القرية إلى المدينة ولكن الكاتبة كانت أذكى من ذلك بكثير فتجاوزت هذا الإطار إلى ما هو أبعد واوسع من ذلك بكثير ,وبهذا استطعت تقبل شخصية راعي بيأسها واحباطها وذلك لرغبتي بمعرفة مصيره وكيف سيواجه أسئلته الوجودية!
للصدفة المحضة كنت اقرأ في نفس الوقت رواية لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة لخالد خليفة فكان لا بد من طرح سؤال أثارته في أعماقي كلتا الروايتين:هل البؤس واحد؟هل للشقاء صور؟لماذا فشل راعي في إيجاد اجابات لأسئلته؟أما سؤالي الأهم فلماذا لم يجد راعي ولو شخصاً واحداً يستطيع وضع كتبه عنده لإنقاذها من بطش والده؟؟؟ومن هذا السؤال يتفرع سؤال آخر :لماذا تميزت علاقات راعي كلها بالتأزيم؟ربما كانت أصدق عبارة قيلت له هي العبارة التي وجهتها له أرملة أحمد عندما قالت له :انت عدو نفسك!
الكاتبة حملت البطل ما لا يطيق وحاولت أن تبث من خلاله أقسى وأشد أفكارها وعلى غفلة منها أفلتت الامور عن سيطرتها فسكنت البطل وباتت تقاتل بشراسة جميع آراء الشخصيات الثانوية الذين كانت تقطع عليهم الطريق كلما حاولوا اقناع راعي بان هناك أمل وبانه مخطئ وبأن أفكاره ستقتله!كان هذا الخطأ قاتلا وقد أصاب الرواية في خاصرتها خاصة عندما بدأ راعي بطرح تساؤلاته بطريقة فجة وبتجاوزات منعتني كقارئ من التعاطف معه فتلك الأحادية التي كان يمارسها أو تمارسها الكاتبة من خلاله عن طريق حوارات داخلية دون ان تطرح نقيضها ولو في مكان آخر في الرواية جعلت من الصعب الرأفة بحالة البطل حيث انه لم يقم بأي خطوة عملية لإنقاذ نفسه....
كان من الطبيعي أن تخلو الرواية من التشويق والإثارة بل ان أحداثها ورغم قلتها كانت تسير ببطئ شديد حيث ان البطل احتل المساحة الأكبر من خلال وقفاته المتكررة مع نفسه فهو يسأل نفسه عن كل شيء!عن وجوده,عن شهواته,عن قناعاته التي جعلته يعتقد بأنه لم يخلق لهذا الزمان أو المكان!يتوقف ليتذمر من كل شيء,ينتقد أبوه وأمه وعائشة ومازن وأحمد والمجتمع المتدين بطبعه وطلابه وزملائه بالعمل ومالكة الحانة ومازن وأحمد والمخبول الذي كان يقابله عند باب الحانة !حتى العجوز الميت لم ينجو من نقد راعي!انتهت الرواية دون ان نعرف ما الذي قد يسعد راعي ,ما الذي يبحث عنه؟؟حتى أرملة أحمد عندما حاولت ان تنقذه من بؤسه صب جام غضبه وبؤسه عليها وهو على علم مسبق بأنها تستطيع انتشاله من المستنقع الذي رضي ان يعيش فيه كل تلك الفترة الماضية!لقد استحق راعي ما حدث له,تيقنت من ذلك عندما بدأ يصف بطريقة مقرفة الكتاب الذي سيؤلفه عن العالم,لقد عانى راعي من عينيه!لقد كان الخلل فيهما !أخطأ في تقييم نفسه حتى ظن أنه مميز وغرق في كتبه بإنتظار أن يطرق التغيير باب غرفته التي بلا نافذة,ثم أخطأ في تقييم المجتمع فكان يسلم نفسه لأي محاولة لإنقاذه ولكنه للأسف أخطأ في اختيار الأشخاص الذين ألقاها أمامهم...
الغريب ان الكاتبة جعلت راعي ينتصر في كل الحوارات وأظهرت لنا أن أصدقاءه وكل من يدخل في حوار معه يلوذ بالنهاية بالصمت!ربما هذا ما جعل راعي يغتر بنفسه ويلوذ بالشراب ليهرب من هذا العالم الغبي!هل كان راعي نقياً من الداخل؟هل كان انسانا بسيطاً أثقلته الأسئلة؟لماذا لم تخلق الكاتبة شخصية واحدة تبتلع أوهام راعي وتجيبه على كل أسئلته؟لقد اصبت بالإحباط عندما ماتت عائشة فقد فوتت الكاتبة بموتها فرصة عظيمة لإذكاء النصوص والحوارات داخل بنية الرواية,الشيء الآخر الذي لفت انتباهي هو انعدام وجود الأطفال,كنا بحاجة وسط السوداوية والأحداث الكئيبة والدموية لطفل او طفلة يبعثون بأي رسائل لطيفة بين الحين و الآخر أو ربما يجيبون على أسئلة راعي ...
الزمان والمكان برغم محدوديتهما في الرواية إلا أن التشويش خالطهما قليلا فلو كان هناك تفاصيل أكثر في وصف المحافظات والمدن الأردنية لكان بإمكاننا الإحساس أكثر بتلك المشاعر التي تولدها بعض المدن لدى الأشخاص الحساسين الذين أفترض ان راعي كان واحداً منهم...كذلك الامر بالنسبة للزمان فلو تطرقت الكاتبة للأوضاع الإقتصادية عامة في الأردن في حقبة كتابة الرواية لإزداد الجمال جمالاً علماً أننا يمكننا القياس من مجموعة من المواقف لمعرفة تلك الأوضاع حتى اننا نستطيع إدراك القوة الشرائية للدينار حيث أن الطفل الذي أخذ العشرة دنانير من راعي ثم عاد بساندويشين وعلبة عصير قد أعاد لراعي ثمانية دنانير وبضعة قروش....
قد يهاجم البعض الكاتبة لجرأتها ولكن لا جرأة في وصف واقع فما ذكرته حدث ويحدث كل يوم في قرانا وبوادينا ومدننا ولكن عتبي على كاتبة بحجم كفى الزعبي أن تغفل عن طرح وجهة نظر على النقيض من وجهة نظرها فقد انتصر احباط ويأس راعي على جميع الآراء الأخرى ولم نرى ذلك الجانب المتفائل ولم نشاهد محاولات سرقة للفرح او اختلاس للأمل...الأوصاف الصارخة والعبارات المملوءة بالغل والنقمة جعلتني اترك الرواية أكثر من مرة لعدم تمكني من قراءتها دون أن استعين بملينات من كتب أخرى فيها شيء من المتعة والفرح.
محمود فلاح المحادين
اخترت لقب مهندسة للتعريف بالكاتبة لأنها مارست فعل الهندسة المدنية طوال بناءها لهذه الرواية وهذا ما جعلني أسجل اعجابي بقسم الهندسة في جامعة سانت بطرسبرغ لتخريجه هذه المهندسة الفذّة التي تلعب مع الحروف كأنها حجار بناء أنى وضعتها جاءت في المكان المناسب...
الكاتبة من مواليد مدينة الرمثا عام 1965 ورغم انها مدينة أنسبائي إلا أن هذا لن يؤثر على حيادي في تحليل الرواية التي أرهقتني بصفحاتها التي تزيد عن ال300 على مدار أسبوع كامل قرأت خلاله بالتوازي عشرات الصفحات من كتب وعناوين أخرى لأستطيع اتمام هذه الرواية الثقيلة....للمؤلفة اربع روايات أخرى وهذه الرواية كانت على القائمة القصيرة لجائزة البوكر للعام 2019.
سأبدأ بالتدريج ولن أسارع للهجوم وسأحاول قدر المستطاع تقديم وجهة نظري بهدوء فعندما قرأت الصفحات الأولى قفزت أمام وجهي وبلمح البصر رواية ((سلطانة))لغالب هلسا واعتقدت انها ستكون نسخة عنها بالحديث عن الهجرة من القرية إلى المدينة ولكن الكاتبة كانت أذكى من ذلك بكثير فتجاوزت هذا الإطار إلى ما هو أبعد واوسع من ذلك بكثير ,وبهذا استطعت تقبل شخصية راعي بيأسها واحباطها وذلك لرغبتي بمعرفة مصيره وكيف سيواجه أسئلته الوجودية!
للصدفة المحضة كنت اقرأ في نفس الوقت رواية لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة لخالد خليفة فكان لا بد من طرح سؤال أثارته في أعماقي كلتا الروايتين:هل البؤس واحد؟هل للشقاء صور؟لماذا فشل راعي في إيجاد اجابات لأسئلته؟أما سؤالي الأهم فلماذا لم يجد راعي ولو شخصاً واحداً يستطيع وضع كتبه عنده لإنقاذها من بطش والده؟؟؟ومن هذا السؤال يتفرع سؤال آخر :لماذا تميزت علاقات راعي كلها بالتأزيم؟ربما كانت أصدق عبارة قيلت له هي العبارة التي وجهتها له أرملة أحمد عندما قالت له :انت عدو نفسك!
الكاتبة حملت البطل ما لا يطيق وحاولت أن تبث من خلاله أقسى وأشد أفكارها وعلى غفلة منها أفلتت الامور عن سيطرتها فسكنت البطل وباتت تقاتل بشراسة جميع آراء الشخصيات الثانوية الذين كانت تقطع عليهم الطريق كلما حاولوا اقناع راعي بان هناك أمل وبانه مخطئ وبأن أفكاره ستقتله!كان هذا الخطأ قاتلا وقد أصاب الرواية في خاصرتها خاصة عندما بدأ راعي بطرح تساؤلاته بطريقة فجة وبتجاوزات منعتني كقارئ من التعاطف معه فتلك الأحادية التي كان يمارسها أو تمارسها الكاتبة من خلاله عن طريق حوارات داخلية دون ان تطرح نقيضها ولو في مكان آخر في الرواية جعلت من الصعب الرأفة بحالة البطل حيث انه لم يقم بأي خطوة عملية لإنقاذ نفسه....
كان من الطبيعي أن تخلو الرواية من التشويق والإثارة بل ان أحداثها ورغم قلتها كانت تسير ببطئ شديد حيث ان البطل احتل المساحة الأكبر من خلال وقفاته المتكررة مع نفسه فهو يسأل نفسه عن كل شيء!عن وجوده,عن شهواته,عن قناعاته التي جعلته يعتقد بأنه لم يخلق لهذا الزمان أو المكان!يتوقف ليتذمر من كل شيء,ينتقد أبوه وأمه وعائشة ومازن وأحمد والمجتمع المتدين بطبعه وطلابه وزملائه بالعمل ومالكة الحانة ومازن وأحمد والمخبول الذي كان يقابله عند باب الحانة !حتى العجوز الميت لم ينجو من نقد راعي!انتهت الرواية دون ان نعرف ما الذي قد يسعد راعي ,ما الذي يبحث عنه؟؟حتى أرملة أحمد عندما حاولت ان تنقذه من بؤسه صب جام غضبه وبؤسه عليها وهو على علم مسبق بأنها تستطيع انتشاله من المستنقع الذي رضي ان يعيش فيه كل تلك الفترة الماضية!لقد استحق راعي ما حدث له,تيقنت من ذلك عندما بدأ يصف بطريقة مقرفة الكتاب الذي سيؤلفه عن العالم,لقد عانى راعي من عينيه!لقد كان الخلل فيهما !أخطأ في تقييم نفسه حتى ظن أنه مميز وغرق في كتبه بإنتظار أن يطرق التغيير باب غرفته التي بلا نافذة,ثم أخطأ في تقييم المجتمع فكان يسلم نفسه لأي محاولة لإنقاذه ولكنه للأسف أخطأ في اختيار الأشخاص الذين ألقاها أمامهم...
الغريب ان الكاتبة جعلت راعي ينتصر في كل الحوارات وأظهرت لنا أن أصدقاءه وكل من يدخل في حوار معه يلوذ بالنهاية بالصمت!ربما هذا ما جعل راعي يغتر بنفسه ويلوذ بالشراب ليهرب من هذا العالم الغبي!هل كان راعي نقياً من الداخل؟هل كان انسانا بسيطاً أثقلته الأسئلة؟لماذا لم تخلق الكاتبة شخصية واحدة تبتلع أوهام راعي وتجيبه على كل أسئلته؟لقد اصبت بالإحباط عندما ماتت عائشة فقد فوتت الكاتبة بموتها فرصة عظيمة لإذكاء النصوص والحوارات داخل بنية الرواية,الشيء الآخر الذي لفت انتباهي هو انعدام وجود الأطفال,كنا بحاجة وسط السوداوية والأحداث الكئيبة والدموية لطفل او طفلة يبعثون بأي رسائل لطيفة بين الحين و الآخر أو ربما يجيبون على أسئلة راعي ...
الزمان والمكان برغم محدوديتهما في الرواية إلا أن التشويش خالطهما قليلا فلو كان هناك تفاصيل أكثر في وصف المحافظات والمدن الأردنية لكان بإمكاننا الإحساس أكثر بتلك المشاعر التي تولدها بعض المدن لدى الأشخاص الحساسين الذين أفترض ان راعي كان واحداً منهم...كذلك الامر بالنسبة للزمان فلو تطرقت الكاتبة للأوضاع الإقتصادية عامة في الأردن في حقبة كتابة الرواية لإزداد الجمال جمالاً علماً أننا يمكننا القياس من مجموعة من المواقف لمعرفة تلك الأوضاع حتى اننا نستطيع إدراك القوة الشرائية للدينار حيث أن الطفل الذي أخذ العشرة دنانير من راعي ثم عاد بساندويشين وعلبة عصير قد أعاد لراعي ثمانية دنانير وبضعة قروش....
قد يهاجم البعض الكاتبة لجرأتها ولكن لا جرأة في وصف واقع فما ذكرته حدث ويحدث كل يوم في قرانا وبوادينا ومدننا ولكن عتبي على كاتبة بحجم كفى الزعبي أن تغفل عن طرح وجهة نظر على النقيض من وجهة نظرها فقد انتصر احباط ويأس راعي على جميع الآراء الأخرى ولم نرى ذلك الجانب المتفائل ولم نشاهد محاولات سرقة للفرح او اختلاس للأمل...الأوصاف الصارخة والعبارات المملوءة بالغل والنقمة جعلتني اترك الرواية أكثر من مرة لعدم تمكني من قراءتها دون أن استعين بملينات من كتب أخرى فيها شيء من المتعة والفرح.
March 21, 2024
4.5
"وعلى أمل أن يمضي زمن آخر، سلكت طريقًا أطول من الطريق المختصرة إلى الغرفة."
أوَليس هذا حال الانسان المعاصر، خاصّةً في مجتمعاتنا؟ تتعثّر أحلامه بواقعٍ جاحدٍ يتنكّر لانسانيّته، فيلاحق آمالًا واهيةً ويتوهّم أنّ الزمن الأغبر قد يغدو غابرًا.
"هل ثمّة فارق بالنسبة إلى هذه المسرحيّة المهزلة: أيّ دور أؤدّيه فيها؟"
تقول كفى الزعبي بأنها استوحت فكرة الرواية من قصّة شابٍ قطن غرفةً بلا نافذةٍ بعد خلوّها إثر وفاة عجوزٍ كان يسكنها واكتُشفت جثّته عندما بدأ يغزوها العفن. حينها قرّرت نسج حكايةٍ حول أسباب اضطرار الشاب للعيش في هكذا غرفة، وما قد ينتج عن ذلك. لكنّ روايتها ليست بتلك البساطة، إذ شرّحت الكاتبة المجتمع وعاداته في الريف والمدينة، وأوضاع الشباب، ومشكلة الذكوريّة والاستبداد، إضافةً إلى ثيمات الهويّة والظلم والذنب واليأس والعائلة والصداقة والموت.
"أيّ مجد ستحظى به السماء من عقابنا؟ أيّ مجد؟"
صاغت هذا الاختبار الأدبيّ على الأصعدة النفسيّة والفلسفيّة بلُغةٍ جميلةٍ وسردٍ سلسٍ متقطّعٍ على مدى 14 يومًا من المذكّرات حيث تتداخل الأحلام بالذكريات وبالأزمنة، لتصل بالقارىء إلى متاهةٍ عبثيّةٍ تُذهل الوجدان والمنطق وتسأل بعدميّة: ما معنى حياةٍ يُكبّلها الجنون من كلّ صوب؟ هل يجدر التكيّف مع الجنون في الخارج كيلا يتشرّبه باطن الانسان؟ هل من سبيلٍ للخلاص غير الموت؟
"فجأة، اكتشفتُ أنّ العالم ضيّق وصغير، بحجم غرفة ليس لها نافذة، ولا مفرّ منه إلّا إلى الموت."
هذه الرواية من أروع ما قرأت، ومع أنّه تخلّلها بعض التكرار، إلّا أنّ الأمر لم يزعجني كون الكاتبة عبّرت بصدقٍ وبمنهجيّةٍ عن أفكار ومشاعر وتساؤلاتٍ وقضايا تهمّني وتمسّني. هي تجربة مؤلمة عشتها على مدى 318 صفحة وثلاث ليالٍ.
"- هل تنقذك القراءة؟..
- لا، يا عزيزتي، لكنّني أبحث فيها عن أناس يشبهونني، لعلّي أقاوم عزلتي؛ أبحث عن مصائر أبطال يشبهونني، لعلّي ألمح شكل مصيري."
أبدعت الكاتبة في تبسيط المفاهيم الفلسفيّة وحياكتها في نسيج الرواية بسلاسةٍ ودون تكلّف. تابعتُ باهتمامٍ وترقّبٍ تردّي حالة الراوي النفسيّة وتطوّر بوحه خلال النهارات والليالي. سعدتُ باستخدامها ضمير المتكلّم لأنّ ذلك أضاف بعض الحميميّة وقرّب المسافة مع القارىء كي يتماهى مع صوت الراوي. - كم أحببت تعلّق الراوي بالكتب والقراءة!- وأعجبني اختيارها ثلاث مصائر مختلفة للراوي وصديقَيه بدل الاكتفاء بالإشارة إلى معاناتهم. فهي بهذا استغلّت بدهاءٍ كلّ إمكانات شخصيّاتها حدّ التطرّف، لتصرخ على الورق أن انتبهوا إلى أين تقود البلاد شبابنا، إلى أين تقود غدنا! فهل ثمّة من يسمع؟
"حدّقتُ في العدم، وأنا أرمق حلمًا بعيدًا يسقط من أعالي روحي مدوّيًا، ويركد في أعماقها خاملًا وعليلًا، كما لو أنّ طلقة صيّاد ماهر قنصته."
"وعلى أمل أن يمضي زمن آخر، سلكت طريقًا أطول من الطريق المختصرة إلى الغرفة."
أوَليس هذا حال الانسان المعاصر، خاصّةً في مجتمعاتنا؟ تتعثّر أحلامه بواقعٍ جاحدٍ يتنكّر لانسانيّته، فيلاحق آمالًا واهيةً ويتوهّم أنّ الزمن الأغبر قد يغدو غابرًا.
"هل ثمّة فارق بالنسبة إلى هذه المسرحيّة المهزلة: أيّ دور أؤدّيه فيها؟"
تقول كفى الزعبي بأنها استوحت فكرة الرواية من قصّة شابٍ قطن غرفةً بلا نافذةٍ بعد خلوّها إثر وفاة عجوزٍ كان يسكنها واكتُشفت جثّته عندما بدأ يغزوها العفن. حينها قرّرت نسج حكايةٍ حول أسباب اضطرار الشاب للعيش في هكذا غرفة، وما قد ينتج عن ذلك. لكنّ روايتها ليست بتلك البساطة، إذ شرّحت الكاتبة المجتمع وعاداته في الريف والمدينة، وأوضاع الشباب، ومشكلة الذكوريّة والاستبداد، إضافةً إلى ثيمات الهويّة والظلم والذنب واليأس والعائلة والصداقة والموت.
"أيّ مجد ستحظى به السماء من عقابنا؟ أيّ مجد؟"
صاغت هذا الاختبار الأدبيّ على الأصعدة النفسيّة والفلسفيّة بلُغةٍ جميلةٍ وسردٍ سلسٍ متقطّعٍ على مدى 14 يومًا من المذكّرات حيث تتداخل الأحلام بالذكريات وبالأزمنة، لتصل بالقارىء إلى متاهةٍ عبثيّةٍ تُذهل الوجدان والمنطق وتسأل بعدميّة: ما معنى حياةٍ يُكبّلها الجنون من كلّ صوب؟ هل يجدر التكيّف مع الجنون في الخارج كيلا يتشرّبه باطن الانسان؟ هل من سبيلٍ للخلاص غير الموت؟
"فجأة، اكتشفتُ أنّ العالم ضيّق وصغير، بحجم غرفة ليس لها نافذة، ولا مفرّ منه إلّا إلى الموت."
هذه الرواية من أروع ما قرأت، ومع أنّه تخلّلها بعض التكرار، إلّا أنّ الأمر لم يزعجني كون الكاتبة عبّرت بصدقٍ وبمنهجيّةٍ عن أفكار ومشاعر وتساؤلاتٍ وقضايا تهمّني وتمسّني. هي تجربة مؤلمة عشتها على مدى 318 صفحة وثلاث ليالٍ.
"- هل تنقذك القراءة؟..
- لا، يا عزيزتي، لكنّني أبحث فيها عن أناس يشبهونني، لعلّي أقاوم عزلتي؛ أبحث عن مصائر أبطال يشبهونني، لعلّي ألمح شكل مصيري."
أبدعت الكاتبة في تبسيط المفاهيم الفلسفيّة وحياكتها في نسيج الرواية بسلاسةٍ ودون تكلّف. تابعتُ باهتمامٍ وترقّبٍ تردّي حالة الراوي النفسيّة وتطوّر بوحه خلال النهارات والليالي. سعدتُ باستخدامها ضمير المتكلّم لأنّ ذلك أضاف بعض الحميميّة وقرّب المسافة مع القارىء كي يتماهى مع صوت الراوي. - كم أحببت تعلّق الراوي بالكتب والقراءة!- وأعجبني اختيارها ثلاث مصائر مختلفة للراوي وصديقَيه بدل الاكتفاء بالإشارة إلى معاناتهم. فهي بهذا استغلّت بدهاءٍ كلّ إمكانات شخصيّاتها حدّ التطرّف، لتصرخ على الورق أن انتبهوا إلى أين تقود البلاد شبابنا، إلى أين تقود غدنا! فهل ثمّة من يسمع؟
"حدّقتُ في العدم، وأنا أرمق حلمًا بعيدًا يسقط من أعالي روحي مدوّيًا، ويركد في أعماقها خاملًا وعليلًا، كما لو أنّ طلقة صيّاد ماهر قنصته."
July 25, 2021
شمس بيضاء باردة لكفى الزعبي: تراجيديّة العبث
سليم بطّي
جريدة النهار
أُدرِجت رواية "شمس بيضاء باردة" للكاتبة والمُفكّرة الأردنية كفى الزعبي ( #دار_الآداب، 2018) ضمن القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية 2019 والتي تحاكي من خلالها قِصّة "راعي" ومأساته اليوميّة في حياةٍ حُشِر فيها عنوةً.
تبدو شخصيّات العمل مشغولةً في قيمة الوجود ومغزى الحياة ومصدر الألم والمعاناة، إذ تتقاطع يوميّاتهم ومصائرهم نهرًا يصبّ في حقيقة أوحديّة وهي: من هو الإنسان؟ ما هيّ الحياة؟ وما هو الموت؟
تتقن الزعبي في روايتها تمرير الأفكار والقناعات الدينيّة والفلسفيّة والسياسيّة لفئاتٍ عدّة في المجتمع، فتخاطبك تارةً بلسان الكافر، وتارةً أخرى بلسان السكّير أو العاشق، اليائس، المثقّف، الجاهل، المتديّن وإلى ما هنالك من حيواتٍ ليست بالغريبة عن حياتنا اليوميّة. المراهق الخائف والعجوز الميّت والشابّ اليائس. الجدران الصمّاء والقمر الوحيد والشوارع الصامتة. مشاهد بروليتاريّة مُحاكة بسرياليّة مُبهِرة.
لغة العمل سلسلة وتجيد التسلّل انسيابًا إلى مشاعر القارئ وسراديق خباياه لتلثّمه بمت��ة الانتظار إلى الحدث التالي... الوجع التالي والخيبة التالية، وهنا مكمن قوّة الرواية. فليس من السهل طرح تلك الأفكار الفلسفيّة والوجوديّة وتطويعها بلغةٍ لا يستثقلها المتلقّي.
تركّز الكاتبة في النصف الأوّل من الرواية على سيكولوجيّة الاغتصاب طارحةً المشكلة في أطار عَلاقة غير شرعيّة بين "راعي"، الشابّ الذي وُلِد وعاش في جلباب عائلةٍ محافظة مزنّرة بأبٍ متديّن لا يفقه شيئًا بالدين ووالدة تمثّل الأمّ التقليديّة القروية بأبشع صورها، وبين "عائشة"، يتيمة الأبوين التي تنتقل بعد وفاة والدتها للعيش في منزل "راعي" نظرًا لصلة القرابة بين والدتها ووالد "راعي" وطمع ا��والد (المتديّن) في ميراث "عائشة".
ترسم الزعبي في هذه الجزئيّة هرميّة روائيّة رأسها العادات البالية وقاعدتها النفاق المجتمعي والكبت الجنسي. فراعي هو مثالٌ من تربّى على مبدأ العيب والحرام وعذاب جهنّم دونما وعي، ما خلق منه كائنًا شظّاه الجهل حتّى بات متمرّدًا على كلّ شيء فقط ليتمتّع بما حُرِم وحُذِّر منه في طفولته ومراهقته ليجد نفسه متورّطًا في جنينٍ بدأ يتكوّر في رحمٍ لم يُسجّل باسمهِ وفق ورقةٍ شرعيّة.
إمّا في النصف الثاني من الرواية، فتنتقل الأحداث إلى "أحمد"، صديق "راعي" المقرّب الذي يتعرّف إليه في أثناء عمله مدرّسًا وتركه بلدته. "أحمد" هو صورة أخرى لهزيمة "راعي"، فأحلام الأخير الذي راودته جالسًا عند عتبة غرفته متأمّلًا غده المشرق استحالت سرابًا بعد تورّطه بعَلاقة غير شرعيّة فُضِحت بسرعة ضوئيّة لم يتوقّعها. أمّا "أحمد" فخيبته، أو خيباته، لم تتوقّف عند العوز المادّي، وكره والدته لزوجته وهجران الأخيرة له وتركها إيّاه معذبًا بين نار جوعه للزاد وبين عطشه إلى زوجته وإبنيه بعد مغادرتها جحيم منزل والديّ "أحمد" حيث كانوا يسكنون ليجد نفسه وحيدًا ولا نافلة له إلّا الموت.
الاغتصاب والانتحار الروحيّ والجسديّ هما ثيمة هذه الرواية المليئة بالأوجاع والانتظار والآمال البائسة المتعفّنة في صدورٍ تشهق الموت وتزفره. خيبات بالجملة ومصائر لا تتقاطع إلّا لتذكّر أبطال العمل بعبثيّة الوجود ولا جدواه.
سليم بطّي
جريدة النهار
أُدرِجت رواية "شمس بيضاء باردة" للكاتبة والمُفكّرة الأردنية كفى الزعبي ( #دار_الآداب، 2018) ضمن القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية 2019 والتي تحاكي من خلالها قِصّة "راعي" ومأساته اليوميّة في حياةٍ حُشِر فيها عنوةً.
تبدو شخصيّات العمل مشغولةً في قيمة الوجود ومغزى الحياة ومصدر الألم والمعاناة، إذ تتقاطع يوميّاتهم ومصائرهم نهرًا يصبّ في حقيقة أوحديّة وهي: من هو الإنسان؟ ما هيّ الحياة؟ وما هو الموت؟
تتقن الزعبي في روايتها تمرير الأفكار والقناعات الدينيّة والفلسفيّة والسياسيّة لفئاتٍ عدّة في المجتمع، فتخاطبك تارةً بلسان الكافر، وتارةً أخرى بلسان السكّير أو العاشق، اليائس، المثقّف، الجاهل، المتديّن وإلى ما هنالك من حيواتٍ ليست بالغريبة عن حياتنا اليوميّة. المراهق الخائف والعجوز الميّت والشابّ اليائس. الجدران الصمّاء والقمر الوحيد والشوارع الصامتة. مشاهد بروليتاريّة مُحاكة بسرياليّة مُبهِرة.
لغة العمل سلسلة وتجيد التسلّل انسيابًا إلى مشاعر القارئ وسراديق خباياه لتلثّمه بمت��ة الانتظار إلى الحدث التالي... الوجع التالي والخيبة التالية، وهنا مكمن قوّة الرواية. فليس من السهل طرح تلك الأفكار الفلسفيّة والوجوديّة وتطويعها بلغةٍ لا يستثقلها المتلقّي.
تركّز الكاتبة في النصف الأوّل من الرواية على سيكولوجيّة الاغتصاب طارحةً المشكلة في أطار عَلاقة غير شرعيّة بين "راعي"، الشابّ الذي وُلِد وعاش في جلباب عائلةٍ محافظة مزنّرة بأبٍ متديّن لا يفقه شيئًا بالدين ووالدة تمثّل الأمّ التقليديّة القروية بأبشع صورها، وبين "عائشة"، يتيمة الأبوين التي تنتقل بعد وفاة والدتها للعيش في منزل "راعي" نظرًا لصلة القرابة بين والدتها ووالد "راعي" وطمع ا��والد (المتديّن) في ميراث "عائشة".
ترسم الزعبي في هذه الجزئيّة هرميّة روائيّة رأسها العادات البالية وقاعدتها النفاق المجتمعي والكبت الجنسي. فراعي هو مثالٌ من تربّى على مبدأ العيب والحرام وعذاب جهنّم دونما وعي، ما خلق منه كائنًا شظّاه الجهل حتّى بات متمرّدًا على كلّ شيء فقط ليتمتّع بما حُرِم وحُذِّر منه في طفولته ومراهقته ليجد نفسه متورّطًا في جنينٍ بدأ يتكوّر في رحمٍ لم يُسجّل باسمهِ وفق ورقةٍ شرعيّة.
إمّا في النصف الثاني من الرواية، فتنتقل الأحداث إلى "أحمد"، صديق "راعي" المقرّب الذي يتعرّف إليه في أثناء عمله مدرّسًا وتركه بلدته. "أحمد" هو صورة أخرى لهزيمة "راعي"، فأحلام الأخير الذي راودته جالسًا عند عتبة غرفته متأمّلًا غده المشرق استحالت سرابًا بعد تورّطه بعَلاقة غير شرعيّة فُضِحت بسرعة ضوئيّة لم يتوقّعها. أمّا "أحمد" فخيبته، أو خيباته، لم تتوقّف عند العوز المادّي، وكره والدته لزوجته وهجران الأخيرة له وتركها إيّاه معذبًا بين نار جوعه للزاد وبين عطشه إلى زوجته وإبنيه بعد مغادرتها جحيم منزل والديّ "أحمد" حيث كانوا يسكنون ليجد نفسه وحيدًا ولا نافلة له إلّا الموت.
الاغتصاب والانتحار الروحيّ والجسديّ هما ثيمة هذه الرواية المليئة بالأوجاع والانتظار والآمال البائسة المتعفّنة في صدورٍ تشهق الموت وتزفره. خيبات بالجملة ومصائر لا تتقاطع إلّا لتذكّر أبطال العمل بعبثيّة الوجود ولا جدواه.
December 15, 2021
تغوط...حاد لاذع مر...كان يزعجني المرور البطىء للزمن...انتظار حدث ما لا يحدث...وعي متشائم للعالم لا ينفك ينخزني كسوسه دؤوبه....لا ادري ان كان هذا التشاؤوم فطريا...ام انه ناتج عن المأساويه التي طالما واجهتني بها الحياه...ان الحياه فقاعه وهم تنفقىء فجأه من دون سابق انذار...انا مريض...مريض جدا...اريد ان اشفى من الخوف و الانتظار...لقد فقدت اهتمامي بمعارك الارض و السماء على حد سواء و لم تعد تعنيني....اكتشفت انني اشد الناس انحطاطا...من انا ؟ ما انا؟ما الذي يحدث لي...كنت مررت في محن و الام اشد من هذه قسوه و نجوت...كيف نجوت...لا ادرى و لكن ذلك بالضبط ما يبعث لدي الامل في ان انجو هذه المره ايضا...ستنجو و ستبقى لماذا ...من اجل ماذا ابقى...لماذا لا انتحر الان...راقدا تحت ثقل هواء بلا هواء...يتعبني التفكير و يتعبني الصمت...لا اريد البقاء هنا...هنا حيث يتعفن الهواء من فرط سكونه...هنا حيث لا يزهر شيء سوى الاوهام و المخاوف...كذئب يعوي في وجه السماء المظلمه لا يشكو بل يحاكم...هذا الوجود...و يستجوبه و يحقق معه و يدينه بالم و عتاب حار...عتاب هذا الوجود على تستره على المعنى...معنى هذه العزله الماساويه التي نحياها...معنى الالم الخالص الذي يلتهب في وجداننا...كيف اكف عن السقوط...كيف اكف عن الانتظار....هذا العالم كله مزيف...يبدو لي اننا نعيش في بطن عالم تافه و نتعفن فيه...اننا ماده للعفن ليس الا...ما السر الذي يدفعنا للتمسك بهذه المهزله...كل شيء في هذا العالم يشوبه النقصان الا الالم انه الاحساس الوحيد المكتمل...انا هو ذلك المتشظي...ايها الموت لماذا لا تاتي؟انا مريض بالانتظار...مكوم كانقاض خرقه باليه...لا تكف عن الانتظار يا للمهزله...
هذه الروايه لها البوكر بامتياز حاد ...لغه سرديه متماسكه بقوه كاني اقرا كاتب متخصص بالادب الروسي ...كاني اقرا لكاتب من كتاب الوجوديه متماسكه و حتى اللحظات الاخيره التي شارف فيها حامل اثقالها... سيزيف- ها- راعي صخره الالم ...الم الحياه ...العبث و التيه...في صعوده المستمر و انكساراته الماحقه و تشوهاته و عذاباته...المتدفقه بلا نهايه... على وصوله لمشارف نهايته هو نفسه...اضحيه على مذبح الحياه ....اضحيه ابانا ابراهيم ...و كم مننا اضاحي ...عبثيه وجوديه ...محاكمه اخرى ...في معنى الوجود او الاوجود!
هذه الروايه لها البوكر بامتياز حاد ...لغه سرديه متماسكه بقوه كاني اقرا كاتب متخصص بالادب الروسي ...كاني اقرا لكاتب من كتاب الوجوديه متماسكه و حتى اللحظات الاخيره التي شارف فيها حامل اثقالها... سيزيف- ها- راعي صخره الالم ...الم الحياه ...العبث و التيه...في صعوده المستمر و انكساراته الماحقه و تشوهاته و عذاباته...المتدفقه بلا نهايه... على وصوله لمشارف نهايته هو نفسه...اضحيه على مذبح الحياه ....اضحيه ابانا ابراهيم ...و كم مننا اضاحي ...عبثيه وجوديه ...محاكمه اخرى ...في معنى الوجود او الاوجود!
February 9, 2019
تكفيها نجمة واحدة ...
لا أعتقد أنّ البطل انسان مختلف عن بقية الناس كما يدّعي.. وإنما هو انسان فاشل كما يقول عنه والده .. ول�� أدري لماذا يجب أن نقرأ قصة شخص فاشل لا يحاول أبداً التصدي للواقع الذي يعيشه بالمقاومة ومحاولة تغييره للأفضل...
هل لأنّه يقرأ الكتب هو انسان مختلف؟؟؟!!!
إنّ قراءة الكتب يجب أن تصقل شخصية الانسان وتزيده معرفة وعلم وقوة ، لا أن تجعل منه انسان مكتئب حزين كسول يعتمد على الآخرين ليقدموا إليه المأوى والطعام...
لا أدري كيف وصلت هذه الرواية إلى قائمة البوكر ؟؟؟
طبعاً لا أنصح بها وأعتقد أنها لم تقدم لي أي شيء وقد أكملتها مرغمة فمع كل صفحة أقول لنفسي ربما في الصفحة التالية سأغير رأيي لأنها وصلت للقائمة ولكن للأسف كانت مملة ...
لا أعتقد أنّ البطل انسان مختلف عن بقية الناس كما يدّعي.. وإنما هو انسان فاشل كما يقول عنه والده .. ول�� أدري لماذا يجب أن نقرأ قصة شخص فاشل لا يحاول أبداً التصدي للواقع الذي يعيشه بالمقاومة ومحاولة تغييره للأفضل...
هل لأنّه يقرأ الكتب هو انسان مختلف؟؟؟!!!
إنّ قراءة الكتب يجب أن تصقل شخصية الانسان وتزيده معرفة وعلم وقوة ، لا أن تجعل منه انسان مكتئب حزين كسول يعتمد على الآخرين ليقدموا إليه المأوى والطعام...
لا أدري كيف وصلت هذه الرواية إلى قائمة البوكر ؟؟؟
طبعاً لا أنصح بها وأعتقد أنها لم تقدم لي أي شيء وقد أكملتها مرغمة فمع كل صفحة أقول لنفسي ربما في الصفحة التالية سأغير رأيي لأنها وصلت للقائمة ولكن للأسف كانت مملة ...
February 17, 2019
خالفت توقعاتي، ومتعجب من وصولها للقائمة القصيرة لبوكر 2019
، تقدّم الروائية الأردنية كفى الزعبي تصورًا فلسفيًا مغايرًا للعالم وعلاقة الفرد البسيطة به، من خلال الاستعانة بالأساطير الإغريقية القديمة («جلجامش» و«سيزيف» تحديدًا) وذلك في حكاية بطل الرواية «راعي» الذي يجد نفسه مضطرًا لمواجهة عالمٍ لا يرغب في الحياة به، ولكنه ما يلبث أن يتورط في علاقات ومشكلات مع أشخاصٍ من هذا العالم، يحيلون حياته إلى جحيم.
من غرفةٍ ضيقةٍ بلا نوافذ تبدأ حكاية «راعي»، وخلال 14 يومًا وليلة يتواصل سرده ليومياته الخاصة، التي يعبّر فيها، وعبر استخدام تقنية «تيار الوعي»، عن كل ما يدور حوله، وهي التقنية الأنسب في حالة بطل الرواية المشتت الذي تحيطه الهواجس والخيالات والكوابيس، ويجد نفسه وحيدًا وكأن العالم كله ضده، حيث لا عائلة يحتمي بها ولاحبيبة ولا أصدقاء.
والده يتنكّر له ويرفضه، وأمه مستسلمة لذلك الوالد القوي الباطش، علاقاته كلها مبتورة. يتورط في علاقة جنسية بفتاةٍ قاصر جاءت إليهم لتحتمي من الناس فإذا بها تقع فريسة لجشع والده من جهة ونزواته الجنسية من جهة أخرى.
كأن لي أنا أخرى عمياء ومتوحشة، كشفت عن نفسها فجأة، وها أنا أرتعد خوفًا منها، خوفًا عميقًا، يرافقه دوي انهيارات مريعة لطمأنينتي الداخلية وثقتي بنفسي، كأنني اكتشفت فجأة أن هذه الطمأنينة والثقة بالنفس كانتا دومًا بمثابة عمودين يسندان كياني، من دون أن أنتبه إليهما أو أفكّر فيهما، مثلما لم أفكر في صلابة عظامي وأنا أمشي، فجأة بتُّ أمشي بقوامٍ رخو يرنو إلى السقوط في كل لحظة.
ها قد بت إنسانًا خائفًا. خاطبت نفسي: تمشي خائفًا، تنام خائفًا، تنتظر في الليل خائفًا من قدومها، ومن لا قدومها أيضًا. حين تدوي هذه الجملة في ذهني أنهض مذعورًا وأمشي بسرعةٍ هاربًا من طلقةٍ تلاحقني..
هكذا تدور الرواية كلها تقريبًا حول هذا البطل وصراعاته وأفكاره الشخصية، موقفه من أسرته ومن المجتمع، والمراوحة في ذلك بين الموقف الفلسفي الوجودي، والموقف العبثي السلبي فقط، رغم ذلك لا يبدو «راعي» غريبًا عن فكرة البطل المهزوم والمأزوم الذي يواجه المجتمع وأفكاره ومعتقداته بشكلٍ عام، والتي نجدها في عدد كبير من الروايات العربية بمعالجات وأبعاد مختلفة منذ «اللص والكلاب» لنجيب محفوظ مثلاً، مرورًا بـ«تلك الرائحة» لصنع إبراهيم وغيرها.
لكنه عند كفى الزعبي يحمل بعدًا آخر، ربما جاء بشكلٍ مباشر من أسطورة «سيزيف» الذي يحمل الصخرة إلى الجبل، وكلما سقطت منه عاد وحملها وصعد بها مرة أخرى. هنا لدى «راعي» الكتب هي تلك الصخرة، وهو يسعى للتخلص منها، لكنه يعود بها للبيت مرة أخرى.
تبدو شخصيات الرواية الأخرى على قدرٍ كبيرٍ من الهامشية والسطحية، لا أبعاد نفسية أو اجتماعية حقيقية لهم، ولا مبررات لأفعالهم ولا أدوارهم التي يقومون بها في الرواية. وعلى الرغم من حضورهم، وتأثيرهم على بطل الرواية وتحولات حكايته، إلا أن السرد يوحي بأن الصراعات والأفكار كلها تنشأ داخليًا لدى البطل في الأساس، فحتى أصدقاء البطل لا يقومون بأي دورٍ عدا الرد على أسئلته المتعلقة بالجدوى من الحياة والهدف من الفسلفة والدين والفن على نحوٍ موجز. بل إن صديقه أحمد الذي يمثل نموذجًا صالحًا وناجحًا يموت منتحرًا لأنه لم يستطع أن يوفر حياة كريمة لأسرته، ليبقى وكأنما يطارده.
إذا كانت الفلسفة والفنون والقصائد تقوى على مخاتلتنا وإسقاطنا في براثن الوهم، فإن الأديان تؤكد ما أقول على نحوٍ صارخ لا يبقي مجالاً للشك. ذلك بأنها تخاطب أجسادنا فقط، تغريها بالخلود، تغري أجسادنا ذاتها وليست أرواحنا ولا عقولنا.
فحينما نموت نصبح مضطرين إلى أن ننتظر زمنًا طويلاً حتى تدق الساعة فنبعث من جديد في أجسادنا، أما أرواحنا فتظل هائمة حتى تلك الساعة، فلا أهمية لها، لو كانت مهمة لارتقت إلى السماء فورًا ولاتخذت شكلاً ما، ليس بالضرورة أن يكون جسدًا لكن الأمر ليس كذلك … والغريب في الأمر أن العقل ذاته، الذي رسم صورة هذه الجنة، استثنى وهو يرسم هذه الصورة أي متعٍ تخصه أو تخص الروح، استثنى الفكر والفلسفة والفنون والجمال، استثنى كل متعةٍ تمامًا كأنه يعترف أنه كان مجرد خادم لهذا الجسد.
هكذا يحاور «راعي» أصدقاءه ويفرض عليهم وجهة نظره التي تبدو فلسفية في الحياة.
تلك الفلسفة التي تتجه به قسرًا إلى العدمية، بل وإلى حافة الجنون. والمفاجأة الأخرى التي يلقاها القارئ في نهاية الرواية، أن ذلك البطل حامل شعلة الثقافة الحريص على القراءة والكتب، الذي يسعى لمواجهة العالم ويتحدى سلطة أبيه وسيطرة مدير المدرسة التي يعمل بها، ينتهي به المطاف إلى الهذيان والجنون، بل ولا نعلم في الواقع من الذي نقل الرواية من بدايتها إذا كان الراوي الوحيد لها قد انتهى أمره على هذا النحو مجنونًا، يرصد في الليالي الأخيرة كيف أصبحت حياته عبارة عن هواجس وأحلام وخيالات، بل إنه يرصد كيف بدأ الناس يتعجبون من مظهره، ويبدو لنا أنه في طريقه إلى مصحةٍ عقلية.
كان من الممكن في اعتقادي أن تكون الرواية بالفعل ملحمة فردية لشخصٍ يحمل قيمًا وأفكارًا ومعتقدات خاصة به، استقاها من هذه الكتب التي يحملها ويهتم بها طوال الوقت، ويسعى جاهدًا لأن يبثها أو ينشرها بين تلاميذه وبين الناس، ولكن الرواية آثرت أن يجيء هذا البطل انهزاميًا مستسلمًا بلا دوافع واضحة أو مبررات غير رفض المجتمع، وهو الأمر الطبيعي مع شخصٍ يحمل أفكاره ومعتقداته، ولكنه بدلاً من أن يحارب أو يسعى للنجاة ولو بمفرده، انتهت به الحياة تلك النهاية ال��ريبة.
ربما قصدت كفى الزعبي أن تصور مأساة ذلك البطل في مواجهة المجتمع، ولكن جاء ذلك التصوير مبتورًا، لاسيما وأن «راعي» بدا وحده، يكرر جملاً وحالاتٍ بعينها بشكلٍ يدعو للملل والرثاء، لا يوجد تطور في بنية شخصيته أو شخصية الأبطال من حوله، الذين بدوا في النهاية كأشباحٍ يتردد معها صدى صوته ولا تكون قادرة على الإنجاز أو القيام بدورٍ حقيقي وفعال.
على إضاءات
https://www.ida2at.com/cool-white-sun...
، تقدّم الروائية الأردنية كفى الزعبي تصورًا فلسفيًا مغايرًا للعالم وعلاقة الفرد البسيطة به، من خلال الاستعانة بالأساطير الإغريقية القديمة («جلجامش» و«سيزيف» تحديدًا) وذلك في حكاية بطل الرواية «راعي» الذي يجد نفسه مضطرًا لمواجهة عالمٍ لا يرغب في الحياة به، ولكنه ما يلبث أن يتورط في علاقات ومشكلات مع أشخاصٍ من هذا العالم، يحيلون حياته إلى جحيم.
من غرفةٍ ضيقةٍ بلا نوافذ تبدأ حكاية «راعي»، وخلال 14 يومًا وليلة يتواصل سرده ليومياته الخاصة، التي يعبّر فيها، وعبر استخدام تقنية «تيار الوعي»، عن كل ما يدور حوله، وهي التقنية الأنسب في حالة بطل الرواية المشتت الذي تحيطه الهواجس والخيالات والكوابيس، ويجد نفسه وحيدًا وكأن العالم كله ضده، حيث لا عائلة يحتمي بها ولاحبيبة ولا أصدقاء.
والده يتنكّر له ويرفضه، وأمه مستسلمة لذلك الوالد القوي الباطش، علاقاته كلها مبتورة. يتورط في علاقة جنسية بفتاةٍ قاصر جاءت إليهم لتحتمي من الناس فإذا بها تقع فريسة لجشع والده من جهة ونزواته الجنسية من جهة أخرى.
كأن لي أنا أخرى عمياء ومتوحشة، كشفت عن نفسها فجأة، وها أنا أرتعد خوفًا منها، خوفًا عميقًا، يرافقه دوي انهيارات مريعة لطمأنينتي الداخلية وثقتي بنفسي، كأنني اكتشفت فجأة أن هذه الطمأنينة والثقة بالنفس كانتا دومًا بمثابة عمودين يسندان كياني، من دون أن أنتبه إليهما أو أفكّر فيهما، مثلما لم أفكر في صلابة عظامي وأنا أمشي، فجأة بتُّ أمشي بقوامٍ رخو يرنو إلى السقوط في كل لحظة.
ها قد بت إنسانًا خائفًا. خاطبت نفسي: تمشي خائفًا، تنام خائفًا، تنتظر في الليل خائفًا من قدومها، ومن لا قدومها أيضًا. حين تدوي هذه الجملة في ذهني أنهض مذعورًا وأمشي بسرعةٍ هاربًا من طلقةٍ تلاحقني..
هكذا تدور الرواية كلها تقريبًا حول هذا البطل وصراعاته وأفكاره الشخصية، موقفه من أسرته ومن المجتمع، والمراوحة في ذلك بين الموقف الفلسفي الوجودي، والموقف العبثي السلبي فقط، رغم ذلك لا يبدو «راعي» غريبًا عن فكرة البطل المهزوم والمأزوم الذي يواجه المجتمع وأفكاره ومعتقداته بشكلٍ عام، والتي نجدها في عدد كبير من الروايات العربية بمعالجات وأبعاد مختلفة منذ «اللص والكلاب» لنجيب محفوظ مثلاً، مرورًا بـ«تلك الرائحة» لصنع إبراهيم وغيرها.
لكنه عند كفى الزعبي يحمل بعدًا آخر، ربما جاء بشكلٍ مباشر من أسطورة «سيزيف» الذي يحمل الصخرة إلى الجبل، وكلما سقطت منه عاد وحملها وصعد بها مرة أخرى. هنا لدى «راعي» الكتب هي تلك الصخرة، وهو يسعى للتخلص منها، لكنه يعود بها للبيت مرة أخرى.
تبدو شخصيات الرواية الأخرى على قدرٍ كبيرٍ من الهامشية والسطحية، لا أبعاد نفسية أو اجتماعية حقيقية لهم، ولا مبررات لأفعالهم ولا أدوارهم التي يقومون بها في الرواية. وعلى الرغم من حضورهم، وتأثيرهم على بطل الرواية وتحولات حكايته، إلا أن السرد يوحي بأن الصراعات والأفكار كلها تنشأ داخليًا لدى البطل في الأساس، فحتى أصدقاء البطل لا يقومون بأي دورٍ عدا الرد على أسئلته المتعلقة بالجدوى من الحياة والهدف من الفسلفة والدين والفن على نحوٍ موجز. بل إن صديقه أحمد الذي يمثل نموذجًا صالحًا وناجحًا يموت منتحرًا لأنه لم يستطع أن يوفر حياة كريمة لأسرته، ليبقى وكأنما يطارده.
إذا كانت الفلسفة والفنون والقصائد تقوى على مخاتلتنا وإسقاطنا في براثن الوهم، فإن الأديان تؤكد ما أقول على نحوٍ صارخ لا يبقي مجالاً للشك. ذلك بأنها تخاطب أجسادنا فقط، تغريها بالخلود، تغري أجسادنا ذاتها وليست أرواحنا ولا عقولنا.
فحينما نموت نصبح مضطرين إلى أن ننتظر زمنًا طويلاً حتى تدق الساعة فنبعث من جديد في أجسادنا، أما أرواحنا فتظل هائمة حتى تلك الساعة، فلا أهمية لها، لو كانت مهمة لارتقت إلى السماء فورًا ولاتخذت شكلاً ما، ليس بالضرورة أن يكون جسدًا لكن الأمر ليس كذلك … والغريب في الأمر أن العقل ذاته، الذي رسم صورة هذه الجنة، استثنى وهو يرسم هذه الصورة أي متعٍ تخصه أو تخص الروح، استثنى الفكر والفلسفة والفنون والجمال، استثنى كل متعةٍ تمامًا كأنه يعترف أنه كان مجرد خادم لهذا الجسد.
هكذا يحاور «راعي» أصدقاءه ويفرض عليهم وجهة نظره التي تبدو فلسفية في الحياة.
تلك الفلسفة التي تتجه به قسرًا إلى العدمية، بل وإلى حافة الجنون. والمفاجأة الأخرى التي يلقاها القارئ في نهاية الرواية، أن ذلك البطل حامل شعلة الثقافة الحريص على القراءة والكتب، الذي يسعى لمواجهة العالم ويتحدى سلطة أبيه وسيطرة مدير المدرسة التي يعمل بها، ينتهي به المطاف إلى الهذيان والجنون، بل ولا نعلم في الواقع من الذي نقل الرواية من بدايتها إذا كان الراوي الوحيد لها قد انتهى أمره على هذا النحو مجنونًا، يرصد في الليالي الأخيرة كيف أصبحت حياته عبارة عن هواجس وأحلام وخيالات، بل إنه يرصد كيف بدأ الناس يتعجبون من مظهره، ويبدو لنا أنه في طريقه إلى مصحةٍ عقلية.
كان من الممكن في اعتقادي أن تكون الرواية بالفعل ملحمة فردية لشخصٍ يحمل قيمًا وأفكارًا ومعتقدات خاصة به، استقاها من هذه الكتب التي يحملها ويهتم بها طوال الوقت، ويسعى جاهدًا لأن يبثها أو ينشرها بين تلاميذه وبين الناس، ولكن الرواية آثرت أن يجيء هذا البطل انهزاميًا مستسلمًا بلا دوافع واضحة أو مبررات غير رفض المجتمع، وهو الأمر الطبيعي مع شخصٍ يحمل أفكاره ومعتقداته، ولكنه بدلاً من أن يحارب أو يسعى للنجاة ولو بمفرده، انتهت به الحياة تلك النهاية ال��ريبة.
ربما قصدت كفى الزعبي أن تصور مأساة ذلك البطل في مواجهة المجتمع، ولكن جاء ذلك التصوير مبتورًا، لاسيما وأن «راعي» بدا وحده، يكرر جملاً وحالاتٍ بعينها بشكلٍ يدعو للملل والرثاء، لا يوجد تطور في بنية شخصيته أو شخصية الأبطال من حوله، الذين بدوا في النهاية كأشباحٍ يتردد معها صدى صوته ولا تكون قادرة على الإنجاز أو القيام بدورٍ حقيقي وفعال.
على إضاءات
https://www.ida2at.com/cool-white-sun...
February 16, 2019
الله يسعد دينك أم الزعبي
صار فينا نحكي إنه عنّا أدب أردني
صار فينا نحكي إنه عنّا أدب أردني
April 14, 2020
هي رحلة متواصلة من الألم ، صيغت بكلمات
هي من البلاغة و العذوبة والرقة بمكان ..
هي من البلاغة و العذوبة والرقة بمكان ..
November 11, 2020
أخاف أن يطلع النهار من دون أن أعثر على ذريعة للأمل.. أي أمل
..
أن كل شيء في هذا العالم يشوبة النقصان إلا الألم، إنه الإحساس الوحيد المكتمل
..
رواية سببت عطب في نفسي
رواية أسرتني من أول صفحة
قوية جدا لغة وسرد وأسلوب
رواية عن الأخطاء التي لا تنسى
والمشاعر التي لا تنسى
عن جلد الذات عن جدوى الوجود
عن الوحدة والجنون والانتحار
عندما تكون القصة عادية ولكن الكاتبة مختلفة تصبح هذه الرواية بهذا الجمال
أول قراءة لكفى الزعبي ولن تكون الأخيرة
احترامي الكبير للكاتبة ومشاعرها ومقدرتها على تكوين هذا الشيء العظيم
أربع نجوم ولولا التطاول على الذات الإلهية لكانوا خمسة
..
أن كل شيء في هذا العالم يشوبة النقصان إلا الألم، إنه الإحساس الوحيد المكتمل
..
رواية سببت عطب في نفسي
رواية أسرتني من أول صفحة
قوية جدا لغة وسرد وأسلوب
رواية عن الأخطاء التي لا تنسى
والمشاعر التي لا تنسى
عن جلد الذات عن جدوى الوجود
عن الوحدة والجنون والانتحار
عندما تكون القصة عادية ولكن الكاتبة مختلفة تصبح هذه الرواية بهذا الجمال
أول قراءة لكفى الزعبي ولن تكون الأخيرة
احترامي الكبير للكاتبة ومشاعرها ومقدرتها على تكوين هذا الشيء العظيم
أربع نجوم ولولا التطاول على الذات الإلهية لكانوا خمسة
November 19, 2022
3.5
لما بلشت فيها كنت حاطة ببالي عمل خفيف يخفف ثقل هالأيام اللي مليانة انشغالات،ولكن ببداية الرواية حسيت بأنه جوها ككل سواء الجو العام الكئيب والسوداوي أو اللغة الموزونة ،والزمن المشوش واللي بمشي بمسارات تبعا لخلطة الذاكرة مع عقل ببحث عن الجدوى ،وبفكر بأسئلة عن الحياة والله والإنسان والمأساة والخير والشر وعن الكتب والمعرفة والعلاقات وغيرها.
أول فقرة قرأتها كنت بالباص متوجهة لغرفتي الجديدة والمؤقتة اللي استأجرتها ل٣ شهور ،فكان صدام غريب وشاق نوعا ما وأنا عم بقرأ عن حدا استأجر غرفة ومبلش الحكي ب اللعنات تعرف طريقها الي😂
قرأت هالعمل بعد رغي جميل في المكتبةعن الكتب وانذكرت الرواية اللي ما بعرف عنها أو عن كاتبتها اشي،بس بقدر أحكي اسا أنه الكاتبة الأردنية الجميلة كفى إنسانة عندها ثقافة كبيرة و بتعرف تكتب كويس وبقلم جريء جدا ويعني حابة أرجع أشوف قلمها بلون ثاني قريبا.
شخصية راعي غرابتها بالنسبة الي مش أفكاره ولا تساؤلاته ولا يأسه يمكن كله مبرر ومفهوم بس تصرفاته في المدرسة مع طلابه وحكيه مع المدير حسيت فيه نوع من التضخيم أو يمكن ما هضمته .
بحب فكرة أنه شوارع عمان اللي بمشي فيها أوقات كثيرة وساعات طويلة تصير تحمل قصص ناس ومشاهد من الرواية ،بحب تكبر الصورة اللي برسمها عن عمان اللي بالمناسبة اشتقتلها فانبسطت بالحكي عنها ،
الزعبي قدمتها بصورة حلوة وواقعية بعيدا عن التجميل الكاذب والصورة المثالية والنمطية عن سكانها.
لما بلشت فيها كنت حاطة ببالي عمل خفيف يخفف ثقل هالأيام اللي مليانة انشغالات،ولكن ببداية الرواية حسيت بأنه جوها ككل سواء الجو العام الكئيب والسوداوي أو اللغة الموزونة ،والزمن المشوش واللي بمشي بمسارات تبعا لخلطة الذاكرة مع عقل ببحث عن الجدوى ،وبفكر بأسئلة عن الحياة والله والإنسان والمأساة والخير والشر وعن الكتب والمعرفة والعلاقات وغيرها.
أول فقرة قرأتها كنت بالباص متوجهة لغرفتي الجديدة والمؤقتة اللي استأجرتها ل٣ شهور ،فكان صدام غريب وشاق نوعا ما وأنا عم بقرأ عن حدا استأجر غرفة ومبلش الحكي ب اللعنات تعرف طريقها الي😂
قرأت هالعمل بعد رغي جميل في المكتبةعن الكتب وانذكرت الرواية اللي ما بعرف عنها أو عن كاتبتها اشي،بس بقدر أحكي اسا أنه الكاتبة الأردنية الجميلة كفى إنسانة عندها ثقافة كبيرة و بتعرف تكتب كويس وبقلم جريء جدا ويعني حابة أرجع أشوف قلمها بلون ثاني قريبا.
شخصية راعي غرابتها بالنسبة الي مش أفكاره ولا تساؤلاته ولا يأسه يمكن كله مبرر ومفهوم بس تصرفاته في المدرسة مع طلابه وحكيه مع المدير حسيت فيه نوع من التضخيم أو يمكن ما هضمته .
بحب فكرة أنه شوارع عمان اللي بمشي فيها أوقات كثيرة وساعات طويلة تصير تحمل قصص ناس ومشاهد من الرواية ،بحب تكبر الصورة اللي برسمها عن عمان اللي بالمناسبة اشتقتلها فانبسطت بالحكي عنها ،
الزعبي قدمتها بصورة حلوة وواقعية بعيدا عن التجميل الكاذب والصورة المثالية والنمطية عن سكانها.
November 11, 2019
صدفةً بين رفوف مكتبة شومان ذاتها جذبني العنوان ، هي تلك القصص التي تأخذك بعيداً ، لغة رائعة و قوية ، سلسة ، عمّان في تضاريسها ، في كل ذاك البؤس ، و الأسئلة الفلسفية ، و الثنائية بين أهل المدينة و القرى ، بين تكرارية الحياة و استمراريتها ، استفزّتني طيلة قراءتي شخصية البطل ، ولكنّي لمحتُ أنّ الكاتبة أرادت ذلك لسببٍ ما .
مقتبسات جميلة ، ملامسة للواقع ، رواية غريبة و رائعة ، يشدّك شيءٌ ما فيها ، يقودك إلى أن تتأكد أن طريقه يؤول إلى الجنون الحتميّ .
مقتبسات جميلة ، ملامسة للواقع ، رواية غريبة و رائعة ، يشدّك شيءٌ ما فيها ، يقودك إلى أن تتأكد أن طريقه يؤول إلى الجنون الحتميّ .
August 9, 2020
قصة متعبة وتافهة.. وكرواية أُنتخبت لقائمة البوكر الطويلة، فهي مخيّبة للآمال – وعلامة سوداء أخرى في تلك القوائم التي من المفترض أن تكون مختارة على أسسٍ إبداعية تتوافق ومعايير الجمال الأدبي. بيدَ أنَّ عملية التقييم نفسها مرتبطة بفلسفات يجود بها النقّاد علينا فلا تستطع أن تحرر لها سبيلاً.. فمع أن البعض يقول أن قيمة العمل الأدبي مرتبطة بكونه يحتوي على "عمق البصيرة، الواقعية، الأصالة، الوحدة الشكلية، التعقيد الأخلاقي، نيل إعجاب الجميع، الإبتكار اللفظي، والرؤية التخيلية"، يرى البعض أن العمل لا يخرج للواقع سوى برؤيته متداولاً – فإنه حينها يأخذ حيّزه عبر النقد، ورواجاً عبر المداولة، وربما صيتاً في الأوساط. وهذا يُخرجه من دائرة أن يكون الحكم في مصلحته أو ضده – فالأهم هو الحكم.. هو الجائزة المثلى. ذكّرني هذا الكلام بتعليق أحد أصحاب قناة على اليوتيوب بعد أن علّقت عليه ناقداً محتوى فيديو له وبأنني إخترت (لا إعجاب) للمحتوى، بأنه لا يهمّه كثيراً لو أعجبت به أو لا.. فمجرد التعليق والضغط على واحد من الأزرار (إعجاب) أو (لا إعجاب) يكون قد فاز بمراده إذ يصله عدد المتفاعلين على الفيديو ولا يهم التفريق ما بينهما! إستفزني يومها ردّه.. ربما لأنه حقق مراده ولم أحقق مرادي.. فتاه تعليقي له بين أعداد المتفاعلين، ولم يصل مغزاه. ولكنه لربما شيء يعبّر عن الكثير من الأشياء التي حولنا.. كالروايات التي تشتهر على حساب روايات أخرى.. والكتّاب الذين يغذّون ويغزون مكتباتنا على حساب كتّاب آخرين.. وقد نكون شركاء في إشهار من لا يستحق.. و.... المهم أنني لم أرى في هذه الرواية أيّاً من المميزات التي قد يأتي به أي كاتب عادي آخر.. ولم تحمسني للتعرف على قلم الكاتبة
السرد مرهق وكثيراً ما كان مملاً فكل الإرهاصات جاءت خائبة
الشخصيات غير مرسومة بدقة وتخلو من أي توازن
السوداوية طاغية على الرواية ممّا جعلها رواية مختنقة غير قابلة على التنفّس
المبالغة في الوجودية أضافت زخماً إضافياً وصل حدّ اللامنطقية فأقصى الأطراف إلتقاءات النقائض
العبرة منتفية والتسلية مختفية والمتعة متأرجحة ما بين الإنتفاء والإختفاء
السرد مرهق وكثيراً ما كان مملاً فكل الإرهاصات جاءت خائبة
الشخصيات غير مرسومة بدقة وتخلو من أي توازن
السوداوية طاغية على الرواية ممّا جعلها رواية مختنقة غير قابلة على التنفّس
المبالغة في الوجودية أضافت زخماً إضافياً وصل حدّ اللامنطقية فأقصى الأطراف إلتقاءات النقائض
العبرة منتفية والتسلية مختفية والمتعة متأرجحة ما بين الإنتفاء والإختفاء
February 22, 2019
تروي قصه شاب اردني فقير ، مثقف، يشعر بالغربة عن بيئته الاجتماعية المحافظة. يعمل مدرسا في العاصمة عمان، يضطر لاستئجار غرفة بائسة بلا نافذة في إحدى أحياء عمان الفقيرة. وسرعان ما يكتشف أن سلفه في الغرفة هو رجل عجوز، كان يعمل بائعا لأوراق اليانصيب، ومات وتعفنت جثته في هذه الغرفة ولم يكتشفه الجيران إلا نتيجة للرائحة. تبدو هذه الغرفة للبطل رديفا معادلا لحياته: بلا نافذة، وتتفاقم فيها مشاكله المالية، وصراعاته النفسية، والفكرية وأسئلته الوجوديةمثقف، يشعر بالغربة عن بيئته الاجتماعية المحافظة. يعمل مدرسا في العاصمة عمان، يضطر لاستئجار غرفة بائسة بلا نافذة في إحدى أحياء عمان الفقيرة. وسرعان ما يكتشف أن سلفه في الغرفة هو رجل عجوز، كان يعمل بائعا لأوراق اليانصيب، ومات وتعفنت جثته في هذه الغرفة ولم يكتشفه الجيران إلا نتيجة للرائحة. تبدو هذه الغرفة للبطل رديفا معادلا لحياته: بلا نافذة، وتتفاقم فيها مشاكله المالية، وصراعاته النفسية، والفكرية وأسئلته الوجودية
February 21, 2024
عن الحياة في كل أشكالها، الوجود، الأسباب للعيش، وكثير من التساؤلات.
هذه الرواية طرحت الكثير من المواضيع الأخلاقية والفلسفية، بأسلوب كتابي رائع، ولغة جميلة ليست ب الصعبة أو البليغة بسّطت المفاهيم لدى القارئ.
رغم ذكر الكثير من المفكرين، كانت الرواية تعكس الوضع الإجتماعي العربي الصعب في تقبل الأفكار، الانفتاح على التنوع، والجرأة في التساؤل عن معنى الرب والخير والشر.
تخللها وصف رائع للأجواء الرمادية التي تعكس روح الشخصيات، مع سرد جميل رغم سوداوية الأحداث، وحوارات تأتي بالكثير من الفضول عن مصير الأفراد.
رواية مميزة وكم كنت سعيدا بقراءة رواية تعكس الأبعاد الفلسفية للحياة.
هذه الرواية طرحت الكثير من المواضيع الأخلاقية والفلسفية، بأسلوب كتابي رائع، ولغة جميلة ليست ب الصعبة أو البليغة بسّطت المفاهيم لدى القارئ.
رغم ذكر الكثير من المفكرين، كانت الرواية تعكس الوضع الإجتماعي العربي الصعب في تقبل الأفكار، الانفتاح على التنوع، والجرأة في التساؤل عن معنى الرب والخير والشر.
تخللها وصف رائع للأجواء الرمادية التي تعكس روح الشخصيات، مع سرد جميل رغم سوداوية الأحداث، وحوارات تأتي بالكثير من الفضول عن مصير الأفراد.
رواية مميزة وكم كنت سعيدا بقراءة رواية تعكس الأبعاد الفلسفية للحياة.
January 12, 2019
اللعنة تعرف طريقها إليَّ.
بدون إطالة تلك رواية من النوع الذي أعشقه، فيها من روح حمامة زوسكند ومن جوع هامسن و المدعو ك لعزيز.. أن تعيش غريباً حتى عن نفسك أن يدور في ذهنك أسئلة طوال الوقت أن تقرأ وتقرأ وتقرأ..
النجمة الناقصة الطويل المبالغ به كانت تكفي نص عدد الصفحات أو أكثر قليلا ولكن بهذا الشكل ينتابك بعض الملل أحيانا وتشعر بالتكرار.
February 17, 2019
نجمة واحدة للغة الكاتبة وتقنياتها العالية في الكتابة ... بالإضافة الى تصويرها لشوارع عمان الجميلة.
March 13, 2022
الألم و الألم ثم الألم هي مفردات هذا العمل الذي يستحضر عبثية الحياة بالنسبة لبطلها " راعي " .
Displaying 1 - 30 of 106 reviews