Araz Goran's Reviews > الكتب التي التهمت والدي

" ثمة عدة أماكن يمكن أن يتوه فيها المرء ، لكن لا يوجد مكان أكثر تعقيداً من مكتبة ، بل أن الكتاب الواحد يمكن أن يمثل مكاناً نضيع فيه ونتوه "
- بورخيس


هذا الكتاب لمن يريد أن تلتهمه الكتب ، لمن عاش مع الروايات أكثر مما عاش في الواقع ، الأشخاص الذين يهربون بالروايات من الواقع، ، لمن غرق في التفاصيل وحاور الشخصيات الرواية وخلق عالماً موازياً من أبطال الحكايات والأماكن الغربية التي لم نعشها إلا على صفحات الروايات، لمن شعر فعلاً أنه قد إلتهامه يوماً من قبل كتاب ..

لا يمكن أن ينجو الإنسان من القراءة، الإنسان هو الذي الذي يلتهم قراءة الكتب، تلتهمه الكتب يوماً، حينها يجب أن نبحث عنهم في بطون الكتب التي قرأوها ، في الأماكن التي عاشوها، مجابهة مصير الإبطال والشخصيات في تلك الروايات ..


من منا لم يشعر أنه قد غرق غرقاً في رواية ما، من لم يشعر أن الرواية قد ألتهمته وجعلته يعيش تفاصيلها وجنون كاتبها لأيام، وربما لا نجد أنفسنا قط خارج إطار رواية أو عقل كاتب ما أو مغامرة مازالت تشعرنا بالرهبة ..


" الكتاب هو فخ، المكتبة هي المتاهة "
غمرتني سعادة حقيقة وأنا أقرأ تلك العبارات، إن كنت سأُدفن يوماً، فلأدفن في كتاب ما ، فلأكن ضحية كتاب
سيبحث عني الجميع حينها بين صفحات الكتب ..


الرواية لا أقول أنها عبقرية ولكنها حملت الكثير من للدفء والحميمية لخيالات القاريء، حملت نبضات ومخاوف وهلاوس وخيالات وجنوناً بحيث أنه لا يمكن لقاريء ما أن يجعل نفسه خارج إطار هذه الرواية ..