Tahani Shihab's Reviews > بوذا في العالم السفلي
بوذا في العالم السفلي
by
by
بوذا في العالم السفلي للكاتبة جولي أوتسوكا
"بعضهم تركوا اسما
لا يزال يذكر بثناء
وبعضهم الآخر لم يتركوا أي ذكرى
واختفوا كأنهم لم يعيشوا.
كأن لم يكونوا قطّ،
وكذا أبناؤهم من بعدهم”.
سفر الجامعة،8-9 ;
في 113 صفحة، استطاعت الكاتبة جولي أوتسوكا أمريكية من أصل ياباني أن تؤرخ عن حقبة منسية لمعاناة اليابانيين في أمريكا. كتبت الرواية بصيغة ضمير المتكلم “جمع المؤنث”؛ ليس في الرواية بطل أو بطلة، هناك فقط سرد للتاريخ من خلال صيغة المتكلمات اللواتي عانين الغربة والإذلال بخنوع على مدى أجيال.
تبدأ القصة من الباخرة التي أقلّت فتيات هاجرن هرباً من حياة البؤس في بلادهن إلى أمريكا لملاقاة أزواج لا يعرفونهم إلا من خلال صور أُرسلت لهن مع وعود برفاهية العيش، وإذا بهن يتفاجأن بأزواجهن الموعودين في أشكال على غير الصور الذي أُرسلت لهن، وأن أولئك الأزواج ليسوا أغنياء بل عمّال يابانيين بسطاء يعملون في مزارع القطن والخضروات.
تبدأ معاناتهن من أول يوم حطوا رحالهن في أمريكا مع أزواجهن الذين اِسْتَعْبَدُوهُمْ جنسيّاً وفي العمل المتواصل المرهق في الحقول والبيوت دون رحمة أو شفقة حيث كان أزواجهن يجبروهم على العمل كالإماء.
كانوا يستوردون هؤلاء الفتيات من اليابان لتوفير أيد عاملة مجانية، كنّ يعملن في الحقول من الصباح إلى المساء دون توقف حتى للأكل، حياة كلها بؤس وشقاء واستغلال واضطهاد.
يتعرضن لمضايقات من قبل المجتمع الأمريكي الذين كانوا يحرقون محاصيلهن الزراعية، أو يقومون بإضرام النار في قن الدجاج. مضايقات لا تعد ولا تحصى تكتبها وتعددها الكاتبة في الرواية. يبدأ النساء يتساءلن بينهم وبين أنفسهن وهم وسط هذا المجتمع العنصري عما إذا كنّ قد ارتكبن حماقة عند قدومهن للاستقرار بأرض كثيرة العنف شديدة العداء. البعض منهن اشتغلن في بيوت الأمريكان منهن من لقت معاملة حسنة ومنهن من تحرش بهن الرجال وهن خاضعات مستسلمات صامتات ومنهن من حملت سفاحاً ثم يتم طردهن من العمل عندما ينكشف أمرهن.
جيل بعد جيل وهم يعانون من الحمل والولادة المتكررة في ظروف بيئية صعبة مع العمل الدؤوب يومياً … أما أطفالهن الذين انسلخوا من بيئتهن الأصل دفعهم خزيهم من أهاليهم وتمسكهم باللهجة الأمريكية إلى تغيير أسمائهم من اليابانية إلى الأمريكية عن طريق التماهي مع المجتمع الأمريكي العنصري.
تشدّك الرواية لقراءتها فقد كتبت بأسلوب مُميّز لم تعهده من قبل، لكنك تُصدم بنهاية فصول الرواية عندما تتعقد وتتشابك الأحداث عندما تهجم اليابان على بيرل هاربر وما ترتب عن ذلك الهجوم من معاناة على اليابانيين المقيمين في أمريكا حيث قامت الحكومة الأمريكية بتهجير اليابانيين من بيوتهم وحقولهم وقراهم وأحيائهم السكنية إلى المجهول بتهمة التآمر والتخابر مع العدو ولم يعرف مصيرهم بعد ذلك.
رواية مؤلمة عندما يكون الأمل وهم، والحلم كابوس والغربة صمت وألم جاثم على الصدور.
“هل توجد قبيلة أشد همجية من الأمريكان؟”.
"بعضهم تركوا اسما
لا يزال يذكر بثناء
وبعضهم الآخر لم يتركوا أي ذكرى
واختفوا كأنهم لم يعيشوا.
كأن لم يكونوا قطّ،
وكذا أبناؤهم من بعدهم”.
سفر الجامعة،8-9 ;
في 113 صفحة، استطاعت الكاتبة جولي أوتسوكا أمريكية من أصل ياباني أن تؤرخ عن حقبة منسية لمعاناة اليابانيين في أمريكا. كتبت الرواية بصيغة ضمير المتكلم “جمع المؤنث”؛ ليس في الرواية بطل أو بطلة، هناك فقط سرد للتاريخ من خلال صيغة المتكلمات اللواتي عانين الغربة والإذلال بخنوع على مدى أجيال.
تبدأ القصة من الباخرة التي أقلّت فتيات هاجرن هرباً من حياة البؤس في بلادهن إلى أمريكا لملاقاة أزواج لا يعرفونهم إلا من خلال صور أُرسلت لهن مع وعود برفاهية العيش، وإذا بهن يتفاجأن بأزواجهن الموعودين في أشكال على غير الصور الذي أُرسلت لهن، وأن أولئك الأزواج ليسوا أغنياء بل عمّال يابانيين بسطاء يعملون في مزارع القطن والخضروات.
تبدأ معاناتهن من أول يوم حطوا رحالهن في أمريكا مع أزواجهن الذين اِسْتَعْبَدُوهُمْ جنسيّاً وفي العمل المتواصل المرهق في الحقول والبيوت دون رحمة أو شفقة حيث كان أزواجهن يجبروهم على العمل كالإماء.
كانوا يستوردون هؤلاء الفتيات من اليابان لتوفير أيد عاملة مجانية، كنّ يعملن في الحقول من الصباح إلى المساء دون توقف حتى للأكل، حياة كلها بؤس وشقاء واستغلال واضطهاد.
يتعرضن لمضايقات من قبل المجتمع الأمريكي الذين كانوا يحرقون محاصيلهن الزراعية، أو يقومون بإضرام النار في قن الدجاج. مضايقات لا تعد ولا تحصى تكتبها وتعددها الكاتبة في الرواية. يبدأ النساء يتساءلن بينهم وبين أنفسهن وهم وسط هذا المجتمع العنصري عما إذا كنّ قد ارتكبن حماقة عند قدومهن للاستقرار بأرض كثيرة العنف شديدة العداء. البعض منهن اشتغلن في بيوت الأمريكان منهن من لقت معاملة حسنة ومنهن من تحرش بهن الرجال وهن خاضعات مستسلمات صامتات ومنهن من حملت سفاحاً ثم يتم طردهن من العمل عندما ينكشف أمرهن.
جيل بعد جيل وهم يعانون من الحمل والولادة المتكررة في ظروف بيئية صعبة مع العمل الدؤوب يومياً … أما أطفالهن الذين انسلخوا من بيئتهن الأصل دفعهم خزيهم من أهاليهم وتمسكهم باللهجة الأمريكية إلى تغيير أسمائهم من اليابانية إلى الأمريكية عن طريق التماهي مع المجتمع الأمريكي العنصري.
تشدّك الرواية لقراءتها فقد كتبت بأسلوب مُميّز لم تعهده من قبل، لكنك تُصدم بنهاية فصول الرواية عندما تتعقد وتتشابك الأحداث عندما تهجم اليابان على بيرل هاربر وما ترتب عن ذلك الهجوم من معاناة على اليابانيين المقيمين في أمريكا حيث قامت الحكومة الأمريكية بتهجير اليابانيين من بيوتهم وحقولهم وقراهم وأحيائهم السكنية إلى المجهول بتهمة التآمر والتخابر مع العدو ولم يعرف مصيرهم بعد ذلك.
رواية مؤلمة عندما يكون الأمل وهم، والحلم كابوس والغربة صمت وألم جاثم على الصدور.
“هل توجد قبيلة أشد همجية من الأمريكان؟”.
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
بوذا في العالم السفلي.
Sign In »
Reading Progress
January 16, 2017
–
Started Reading
January 17, 2017
– Shelved
January 17, 2017
–
Finished Reading
Comments Showing 1-7 of 7 (7 new)
date
newest »
أحمد wrote: "مراجعة موجعة يا أستاذة تهاني رغم جمال كتابتها 🌹
قرأت عن معاناة اليابانيات بالفعل في هذه المرحلة من التاريخ، وهي تكمل على كل حال سلسلة الإساءة إلى المرأة على مستوى العالم أو التاريخ كونها الكائن ال..."
أتفق معك أستاذ حسام في جميع ما قلتهُ. أسعدني مرورك وإثرائك للموضوع 🌹 دمتَ متألقًا.
قرأت عن معاناة اليابانيات بالفعل في هذه المرحلة من التاريخ، وهي تكمل على كل حال سلسلة الإساءة إلى المرأة على مستوى العالم أو التاريخ كونها الكائن ال..."
أتفق معك أستاذ حسام في جميع ما قلتهُ. أسعدني مرورك وإثرائك للموضوع 🌹 دمتَ متألقًا.
Dalia wrote: "مراجعة مؤلمة وتؤكد ان الرواية موجعة وتميز الكاتبة فى ايصال مشاعرها اليكى"
شكرًا غاليتي داليا الجميلة 🌹
شكرًا غاليتي داليا الجميلة 🌹
Tahani wrote: "أحمد wrote: "مراجعة موجعة يا أستاذة تهاني رغم جمال كتابتها 🌹
قرأت عن معاناة اليابانيات بالفعل في هذه المرحلة من التاريخ، وهي تكمل على كل حال سلسلة الإساءة إلى المرأة على مستوى العالم أو التاريخ كو..."
أشكركِ على ردكِ الرقيق 🌹
ملحوظة... لست حُسامًا بل أحمد 😊
قرأت عن معاناة اليابانيات بالفعل في هذه المرحلة من التاريخ، وهي تكمل على كل حال سلسلة الإساءة إلى المرأة على مستوى العالم أو التاريخ كو..."
أشكركِ على ردكِ الرقيق 🌹
ملحوظة... لست حُسامًا بل أحمد 😊
أحمد wrote: "Tahani wrote: "أحمد wrote: "مراجعة موجعة يا أستاذة تهاني رغم جمال كتابتها 🌹
قرأت عن معاناة اليابانيات بالفعل في هذه المرحلة من التاريخ، وهي تكمل على كل حال سلسلة الإساءة إلى المرأة على مستوى العال..."
آسفة أستاذ أحمد، مش عارفة ليه اتلخبطت بالاسم، العتب على النظر من كثرة القراءة 📖
قرأت عن معاناة اليابانيات بالفعل في هذه المرحلة من التاريخ، وهي تكمل على كل حال سلسلة الإساءة إلى المرأة على مستوى العال..."
آسفة أستاذ أحمد، مش عارفة ليه اتلخبطت بالاسم، العتب على النظر من كثرة القراءة 📖
Tahani wrote: "أحمد wrote: "Tahani wrote: "أحمد wrote: "مراجعة موجعة يا أستاذة تهاني رغم جمال كتابتها 🌹
قرأت عن معاناة اليابانيات بالفعل في هذه المرحلة من التاريخ، وهي تكمل على كل حال سلسلة الإساءة إلى المرأة عل..."
لا داعي للاعتذار أستاذة تهاني، أنا فقط خشيت أن تظنينني شخصًا آخر ليس إلا😊
يُشرفني ردّكِ حتى ولو اعتبريتيني حُسامًا 🌹
قرأت عن معاناة اليابانيات بالفعل في هذه المرحلة من التاريخ، وهي تكمل على كل حال سلسلة الإساءة إلى المرأة عل..."
لا داعي للاعتذار أستاذة تهاني، أنا فقط خشيت أن تظنينني شخصًا آخر ليس إلا😊
يُشرفني ردّكِ حتى ولو اعتبريتيني حُسامًا 🌹
قرأت عن معاناة اليابانيات بالفعل في هذه المرحلة من التاريخ، وهي تكمل على كل حال سلسلة الإساءة إلى المرأة على مستوى العالم أو التاريخ كونها الكائن الأكثر تعرضًا للقهر في أي حرب أو مصيبة.
أرى أننا يجب علينا الفصل بين العسكريين وذوي السُطلة، وبين الشعب. سواء كانوا أمريكين أو يابانيين. إن الذي يعاني في أي حرب هو الإنسان العادي.. المواطن أو المغترب... الضعيف الذي لا يكون في نظر الجميع سوى رقم من آلاف الأرقام التي تُمثّل نسبة هامشية غير مؤثرة لم يكن ليشهد عليها التاريخ سوى بفضل أدب الرواية وبعض المؤرخين.
خالص ودّي
أحمد