Mohamed Abo-Elgheit's Reviews > فجر الضمير
فجر الضمير
by
by
هذه دراسة جيدة ولكنها قديمة بعض الشيء لتاريخ تطور الافكار الاخلاقية في مصر القديمة، ولذلك فالمضمون العام للدراسة صحيح وهو السبق الإنساني لتطور الأخلاق حول وادي النيل في مصر عند المقارنة بأمم أخرى متقدمة في الشرق، فخصوصية الحياة حول وادي النيل في عصر ما قبل التاريخ والتي مهدت للإنسان الفرصة الأولى للتوطن بمعنى الارتباط بمكان محدد والاستقرار الدائم فيه بعد حياة الانتقال، ثم اكتشاف الزراعة، وتكوين القرى، ثم توحيد الدولة؛ كل ذلك مهد لتكوين الأفكار الخلقية واستقرارها في المجتمع.
"لحد هنا وماشي"، لكن اسم الكتاب هو فجر الضمير، فإن الكاتب يعتبر أن الضمير وُلد مع بداية الكتابة عنه أي منذ 5000 سنة، وهذا ما يصرح به في الكتاب في أكثر من موضع. إلى أي مدى يمكننا أن نطمئن لهذه الفكرة ؟ وما الذي نقله الكاتب لكي يفيد هذا الرأي؟ لا شيء. فبلا شك نحن نعرف أن الإنسان استطاع أن يستخدم القوة في تلبية احتياجاته كاستخدامه للنار وصناعته للأسلحة قبل أن يملك القدرة على الحديث أو الكتابة عنها، فلماذا لا يكون الأمر كذلك مع الأخلاق؟ غير أن الفارق الوحيد أننا الآن نملك أدلة أثرية على استخدام النار وعلى صناعة الاسلحة، بينما لا نملك دليلا قبل عصر الكتابة على الأخلاق. لكن هذا طبيعي لأن تتبع أدلة من هذا النوع لن يكون بسهولة تتبع الأدلة المادية حول الأمور الأخرى. إن الإيمان بالفكرة ينشأ قبل القدرة على الحديث عنها، وإن تتبع أصل الأخلاق قد يحتاج إلى أكثر من اكتشاف النقوش والكتابات، بل قد لا يكون في مقدورنا تتبعها حتى نقول في يقين إن هذا هو أصل الأخلاق. لذلك فهذا البحث لا يتتبع فجر الأخلاق ولكن يتتبع الفجر الذي بدأت فيه الأخلاق تعمل كقوة اجتماعية.
والأدلة الأثرية المكتشفة تشير إلى أن أقدم أفكار خلقية ظهرت في كتابات عمرها حوالي 3000 عام قبل الميلاد، وتطور على أثر ذلك مفاهيم مثل الحق والعدالة، وبر الوالدين والإخوة على طول فترة نمو الحضارة المصرية حتى اضمحلالها في منتصف الألف الأخيرة قبل الميلاد. وعند المقارنة بحضارات أخرى عظيمة مزامنة كحضارة بابل وفقا لما جاء في الأدلة الأثرية لها نكتشف تقدما واضحا للمصريين في الفكر والثقافة والفن على نظرائها.
أما عن الحضارة العبرانية والتي نشأت حوالي القرن السادس قبل الميلاد، فيتتبع المؤلف تأثير التراث الخلقي المصري على التراث العبراني الذي حُفِظ ووصل إلينا في صورة التوراة، عن طريق مقارنة النصوص ليكشف درجة عالية من التأثر وصلت في بعض الأحيان إلى الاقتباس المباشر، كما في المقارنة بين أقوال الحكيم أمنيموبي المصري وسفر الأمثال العبراني مثلا. وعموما فإن آثار تأثر الحضارات الناشئة بالشام مثل الفينيقية والآشورية هو أسبق من نشأة الحضارة العبرانية والتي هي آخر هذه الحضارات ظهورا. ولكن يبدو أن المؤلف يركز على الحضارة العبرانية لأن تراثها وصل إلينا في صورة كتاب بينما ذلك لم يحدث في غيرها، كما أن هذا الكتاب تم اعتباره أساس الأخلاق الإجتماعية للإنسان، فالمؤلف هنا يتتبع أصول هذا الأساس.
بقي أن أقول إن المترجم سليم حسن يبدي في مقدمته ميولا قومية تجعلني أقلق بعض الشيء عن مدى مراعاة الدقة في ترجمته، إذ أن الموضوع عنده بالأساس بمثابة انتصار قومي لوطنه الذي هو مهد الأخلاق. فكم من كلمة وكم من تعبير تم تفضيله على غيره لكي يفيد قصد المترجم بدرجة أكبر؟ مع العلم بأن المترجم قام بتحريف الترجمة في موضعين أشار لهما في الهامش، معللا ذلك بأن الترجمة الدقيقة تخالف عقيدته... كذلك بحثت عن الأصل الانجليزي كي اعود إليه عند الحاجة فلم أجد، فمن يصل النص الاصلي للكتاب، فليصلني به!
عموما الكتاب جيد، لكن يجب مراعاة أنه قديم نسبيا، وكذلك فالكتاب يدرس تطور الأخلاق كقوة اجتماعية، لا ظهور الأخلاق كوجدان داخلي في الأنسان كما يبدو من اسمه.
"لحد هنا وماشي"، لكن اسم الكتاب هو فجر الضمير، فإن الكاتب يعتبر أن الضمير وُلد مع بداية الكتابة عنه أي منذ 5000 سنة، وهذا ما يصرح به في الكتاب في أكثر من موضع. إلى أي مدى يمكننا أن نطمئن لهذه الفكرة ؟ وما الذي نقله الكاتب لكي يفيد هذا الرأي؟ لا شيء. فبلا شك نحن نعرف أن الإنسان استطاع أن يستخدم القوة في تلبية احتياجاته كاستخدامه للنار وصناعته للأسلحة قبل أن يملك القدرة على الحديث أو الكتابة عنها، فلماذا لا يكون الأمر كذلك مع الأخلاق؟ غير أن الفارق الوحيد أننا الآن نملك أدلة أثرية على استخدام النار وعلى صناعة الاسلحة، بينما لا نملك دليلا قبل عصر الكتابة على الأخلاق. لكن هذا طبيعي لأن تتبع أدلة من هذا النوع لن يكون بسهولة تتبع الأدلة المادية حول الأمور الأخرى. إن الإيمان بالفكرة ينشأ قبل القدرة على الحديث عنها، وإن تتبع أصل الأخلاق قد يحتاج إلى أكثر من اكتشاف النقوش والكتابات، بل قد لا يكون في مقدورنا تتبعها حتى نقول في يقين إن هذا هو أصل الأخلاق. لذلك فهذا البحث لا يتتبع فجر الأخلاق ولكن يتتبع الفجر الذي بدأت فيه الأخلاق تعمل كقوة اجتماعية.
والأدلة الأثرية المكتشفة تشير إلى أن أقدم أفكار خلقية ظهرت في كتابات عمرها حوالي 3000 عام قبل الميلاد، وتطور على أثر ذلك مفاهيم مثل الحق والعدالة، وبر الوالدين والإخوة على طول فترة نمو الحضارة المصرية حتى اضمحلالها في منتصف الألف الأخيرة قبل الميلاد. وعند المقارنة بحضارات أخرى عظيمة مزامنة كحضارة بابل وفقا لما جاء في الأدلة الأثرية لها نكتشف تقدما واضحا للمصريين في الفكر والثقافة والفن على نظرائها.
أما عن الحضارة العبرانية والتي نشأت حوالي القرن السادس قبل الميلاد، فيتتبع المؤلف تأثير التراث الخلقي المصري على التراث العبراني الذي حُفِظ ووصل إلينا في صورة التوراة، عن طريق مقارنة النصوص ليكشف درجة عالية من التأثر وصلت في بعض الأحيان إلى الاقتباس المباشر، كما في المقارنة بين أقوال الحكيم أمنيموبي المصري وسفر الأمثال العبراني مثلا. وعموما فإن آثار تأثر الحضارات الناشئة بالشام مثل الفينيقية والآشورية هو أسبق من نشأة الحضارة العبرانية والتي هي آخر هذه الحضارات ظهورا. ولكن يبدو أن المؤلف يركز على الحضارة العبرانية لأن تراثها وصل إلينا في صورة كتاب بينما ذلك لم يحدث في غيرها، كما أن هذا الكتاب تم اعتباره أساس الأخلاق الإجتماعية للإنسان، فالمؤلف هنا يتتبع أصول هذا الأساس.
بقي أن أقول إن المترجم سليم حسن يبدي في مقدمته ميولا قومية تجعلني أقلق بعض الشيء عن مدى مراعاة الدقة في ترجمته، إذ أن الموضوع عنده بالأساس بمثابة انتصار قومي لوطنه الذي هو مهد الأخلاق. فكم من كلمة وكم من تعبير تم تفضيله على غيره لكي يفيد قصد المترجم بدرجة أكبر؟ مع العلم بأن المترجم قام بتحريف الترجمة في موضعين أشار لهما في الهامش، معللا ذلك بأن الترجمة الدقيقة تخالف عقيدته... كذلك بحثت عن الأصل الانجليزي كي اعود إليه عند الحاجة فلم أجد، فمن يصل النص الاصلي للكتاب، فليصلني به!
عموما الكتاب جيد، لكن يجب مراعاة أنه قديم نسبيا، وكذلك فالكتاب يدرس تطور الأخلاق كقوة اجتماعية، لا ظهور الأخلاق كوجدان داخلي في الأنسان كما يبدو من اسمه.
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
فجر الضمير.
Sign In »
Reading Progress
January 19, 2013
– Shelved
(Other Paperback Edition)
Started Reading
(Other Paperback Edition)
January 1, 2016
–
Finished Reading
(Other Paperback Edition)
January 15, 2016
– Shelved as:
2016
(Other Paperback Edition)
January 15, 2016
– Shelved as:
إنسانيات
(Other Paperback Edition)
January 15, 2016
– Shelved as:
فلسفة
(Other Paperback Edition)
January 15, 2016
– Shelved as:
دين
(Other Paperback Edition)
June 12, 2016
– Shelved as:
to-read
(Other Paperback Edition)
June 23, 2016
–
Started Reading
June 23, 2016
– Shelved
June 23, 2016
–
2.16%
"إنما هدف الكتاب أن يبين أن الأخلاق الإنسانية في مظهرها الإجتماعي لم تبدأ مع اليهودية، وأن اليهودية كانت مرحلة، وأنه كان لدى المصريين في حضارتهم أسس اخلاقية تسبق ما كان لدى اليهود زمنا وسموا. ماشي نشوف!"
page
10
June 26, 2016
–
87.5%
"العدالة الاجتماعية بين البابليين والمصريين: لم تكن المبادئ الخلقية من العناصر الأساسية في حياة البابليين، ففي قانون حمورابي وردت الجرائم مدرجة حسب الدرجات الاجتماعية للمذنبين. بينما كان حكماء المصريين يبدون دوما عدم اكتراثهم للفوارق الاجتماعية بين طبقات الناس، والواقع أن المنزلة الاجتماعية لم تعط للمصري أي مزية في نظر القانون، وكان هذا المبدأ من صلب دستور الدولة المصرية قديما. ص ٤٠٥ بتصرف"
page
406
July 3, 2016
–
Finished Reading