يحوي هذا الكتاب تصور شامل للحضارة المصرية القديمة ونشأتها وأبرز مقومات هذه الحضارة هى الأخلاق أو الضمير، وقد أثبت بريستد أن ضمير الإنسانية بدأ فى التشكل فى مصر قبل أى بلد فى العالم ، وذلك منذ نحو 5000 عام. أما مترجم هذا الكتاب المذهل الدكتور سليم حسن عميد الأثريين المصريين – صدرت الترجمة سنة 1956 – فيقول فى تقديمه عن فجر الضمير إنه كتاب «يدلل على أن مصر أصل حضارة العالم ومهدها الأول ، بل فى مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير، فنشأ الضمير الإنسانى بمصر وترعرع، وبها تكونت الأخلاق النفسية، وقد أخذ الأستاذ بريستد يعالج تطور هذا الموضوع منذ أقدم العهود الإنسانية إلى أن انطفأ قبس الحضارة فى مصر حوالى عام 525 قبل الميلاد»ّ. يلاحظ بريستد بذكاء أن «الإنسان صار أول صانع للأشياء بين مخلوقات الكون كله قبل حلول عصر الجليد، والأرجح أن ذلك كان من مليون سنة.. وقد صار فى الوقت نفسه أول مخترع للأسلحة، وعلى ذلك بقى مليون سنة يحسّن هذه الآلات/ الأسلحة.. ولكنه من جهة أخرى لم يمض عليه إلا أقل من خمسة آلاف سنة منذ أن بدأ يشعر بقوة الضمير إلى درجة جعلته قوة اجتماعية فعالة». اتكأ بريستد فى كتابه البديع على فكرة مدهشة، وهى أن الإنسان ظل يصارع أخاه الإنسان، وكل القوى المادية – وحوش/ رياح/ أعاصير/ فيضانات إلى آخره – طوال مليون سنة طور خلالها أدواته، ومن ضمنها السلاح.. هذا السلاح كما يقول المؤلف بدأ «بالبلطة» وانتهى بالقنابل الذرية والقذائف المدمرة، فإذا كان الإنسان من مليون سنة يستطيع تحطيم رأس إنسان آخر بهذه «البلطة»، فإنه الآن يقدر أن يبيد الآلاف من البشر بقنبلة واحدة فى ثوان معدودات! أما الأخلاق ورقيها، فقد بدأت تتشكل منذ 5000 سنة فقط على ضفاف نهر النيل فى مصر.
James Henry Breasted was an American archaeologist, Egyptologist, and historian. After completing his PhD at the University of Berlin in 1894, he joined the faculty of the University of Chicago. In 1901 he became director of the Haskell Oriental Museum at the University of Chicago, where he continued to concentrate on Egypt. In 1905 Breasted was promoted to professor, and was the first chair in Egyptology and Oriental History in the United States. In 1919 he became the founder of the Oriental Institute at the University of Chicago. (wikipedia)
رحلة فى تاريخ الضمير الذى يرى بريستيد أنه سطع لأول مرة فى الحضارة المصرية القديمة.
سيدهشك تأثير الديانات الفرعونية بصورة كبيرة فى الديانات المعاصرة حتى أنك ترى الحديث ماثلا أمامك فى تصوير الأنبياء بأنهم كالإبن الواحد لأمهات شتى 01 الإنسان القديم قبل عصر الجليد ظل لأكثر من مليون سنة يخترع ويكتشف الأشياء التى كان بحاجة إليها ليستطيع الحياة ومواجهة الظروف القاسية، وعلى ذلك بقى مليون سنة يحسّن هذه الآلات ومنها الأسلحة.. لكنه من جهة أخرى لم يمض عليه إلا أقل من خمسة آلاف سنة منذ أن بدأ يشعر بقوة الضمير، ومعنى ذلك أن الإنسان ظل يصارع أخاه الإنسان، وكل القوى المادية – وحوش/ رياح/ أعاصير/ فيضانات إلى آخره – طوال مليون سنة طور خلالها أدواته، ومن ضمنها السلاح.. هذا السلاح كما يقول المؤلف بدأ «بالبلطة» ولم ينته بعد، فإذا كان الإنسان من مليون سنة يستطيع تحطيم رأس إنسان آخر بهذه «البلطة»، فإنه الآن يقدر أن يبيد الآلاف من البشر بقنبلة واحدة فى ثوان معدودات! أما الأخلاق ورقيها، فقد بدأت تتشكل منذ 5000 سنة فقط على ضفاف نهر النيل فى مصر 02 التوراة الحالية تضم اقتباسات من الأدب الفرعوني القديم .. وأن مزامير داوود أخذت الكثير من نشيد أخناتون ... كما ورد فى سفر الأمثال الكثير مما كتبه الحكيم المصري امينمنوبي في وصاياه . يقول أمينمنوبي:"لا تصاحب رجلاً حادّ الطبع ولا ترغب في محادثته" ويقول سفر الأمثال:"لا تستصحب غضوباً ومع رجل ساخط لا تجىء" ويقول أمينمنوبي : ( الكاتب الماهر في وظيفته سيجد نفسه اهلاً للعمل في رجال البلاط ) وفي سفر الأمثال ( أرأيت رجلاً مجتهداً في عمله أنه أمام الملوك يقف )
فجر الضمير كتاب لعالم الآثار و المؤرخ الأمريكي جيمس هنري بريستد وهو وواحد من أهم علماء الآثار والمصريات،له العديد من المؤلفات والاكتشافات الأثرية المصرية ويعتبر هذا الكتاب هو كتابه الأكثر شهرة على الإطلاق وقد قام بترجمته العالم الأثري سليم حسن صاحب موسوعة "مصر القديمة"..
الجزء الأول من الكتاب بيتكلم الكاتب بالتفصيل عن الحضارة المصرية القديمة ونشأتها وكيف قامت فيها أول دولة متحضرة كبيرة في وقت كانت فيه أوروبا ومعظم غربي آسيا لا تزال مسكونة بجماعات مشتتة من صيادي العصر الحجري ثم بدأ بتوضيح كيف بدأت المظاهر الحكومية والألهة المختلفة في الظهور وأثبت بالأدلة وترجمة الكثير من النقوش الفرعونية و البرديات مثل متون الأهرام و نصائح بتاح حتب إن ضمير الإنسانية والرقي الإجتماعي والخلقي انغرس ونمي في مصر على ضفاف النيل وقبل أي بلد آخر في العالم قبل ما يقرب من خمسة آلاف عام!
الجزء الأخير في الكتاب كان في مقارنة بين التوراة وبين أناشيد أخناتون و بتوضح تطابق نصوص عقيدة بني اسرائيل بالديانة المصرية القديمة بشكل كبير و تأثرها بالأدب الفرعوني...
الكتاب طبعاً مهم جداً ..يحتوي علي معلومات كتير وإن جاءت أحياناً مفصلة بزيادة... حجم الكتاب كبير وفي أجزاء كانت مملة شوية في قراءتها وهو يعتبر كتاب تاريخي ،إجتماعي أقرب إلي دراسة تحليلية مكتوبة بإسلوب قديم شوية و يمكن عشان كدة مكانش ممتع في قراءته أوي ولكنه طبعاً كتاب قيم جداً وفيه جهد مبذول من الكاتب غير عادي و بالتأكيد يستحق القراءة و ممكن يقرأ كذا مرة و علي مهل للأستفادة منه أكتر...
الكتاب تقيل و خد منى فترة طويلة جدا .. الكتاب حلو جدا على المستوى المصري كحضارة المصريين القدماء و رقيهم و اخلاقهم .. لكن كعادة اليهود في تزييف الوعى و دس السم في العسل .. هو رغى الرغي ده كله عشان يجي في الاخر و يقول كلمتين مفادهم ان التوراة و الادب العبرانى هي المصدر الوحيد للتاريخ و هى النور اللي نقل منه مجد حضارة المصريين القدماء للعالم الغربي ..
شعب ملوش حضارة لازم يسرقله و يتلزقله حضارة .. ده غير انه فرغ اليهودية من وحى الاله و ده شئ عجيب ..
"كما انبثق نور الأخلاق في ظُلمة لم تكن تعرف مثل هذا النور من قبل، فكذلك لا نشك في نمو ذلك النور حتى يضيء نواحي أخرى من الوجود لم تتحقق بعد في العصور التي لم يسبر غورها للآن، والتي إليها تتجه رؤيتنا المحدودة ولكنها لا تراها."
لطالما جذبني سحر الحضارة المصرية القديمة أكثر من غيرها، وأقف مشدوهة حين أشاهد صور آثارها الخالدة إلى الآن.. ونحن لم نكتشف من أسرار هذه الحضارة سوى أقل القليل.
يأخذنا برستيد في هذا الكتاب إلى واحدة من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية، الحضارة الفرعونية، فنسبر أغوار ماضيها السحيق، ونتتبّع تطوّر أساطيرها وصراع الآلهة، وفكرة الحياة الآخرة التي كانت من أهم الأفكار التي سيطرت على وجدان المصري القديم. ويعتقد المؤلف بأن الوعي الإنساني بالضمير وإدراك الأخلاق الاجتماعية على الحياة العامة بدأت في مصر القديمة.
يتحدث فيه المؤلف - وهو عالم مصريات أمريكي - عن فترة بزوغ الضمير والقيم الأخلاقية في المجتمع، وأن هذه النشأة لتلك القيم الأخلاقية، إنما كانت - بحسب رأي المؤلف - لدى قدماء المصريين الموغلين في القِدم
ونواة هذا الكتاب، هي فكرة تقول إن أصل نشأة الإنسان وعصوره الأولى كانت خالية من الضمير والقيم الأخلاقية واستمر ذلك مليون سنة أو يزيد، ثم منذ ما يقرب من 5000 عام نشأت تلك القيم، مع ترقي الإنسان وازدياد خبراته الاجتماعية وهي فكرة باطلة ليست بصحيحة، وهي نفسها قرينة لفكرة ترقي دين الإنسان من تعدد الآلهة إلى التوحيد مؤخراً .. وهو ما طرحه المؤلف أيضاً
والحق أن المصدر الرئيسي للأخلاق هو الدين، وأن الدين الذي كان عليه الإنسان الأول من لدن نبي الله آدم عليه السلام وبنيه، واستمر عشرة قرون، كان ديناً صحيحاً، قائماً على توحيد الله، ولا ريب أنه كان مشتملاً على قيم الأخلاق والضمير ثم بُدلت الأحوال وانحدر دين الإنسان - وليس ترقى - من التوحيد إلى التعدد، وانحدرت معه القيم والأخلاق ثم لم يزل العالم من بعد ذلك تأتي إليه الرسالات تترى، فنهوضٌ بالحق ثم كبوةٌ وردةٌ عنه، وهكذا لم يزل
تحدث المؤلف أيضاً عن تشابه بعض ما في دين المصريين القدماء، وما عند اليهود من نصوص .. ولا شك أن ما عند الناس - ولو كانوا على دين باطل - من حق، إنما يأتي من بقايا ما لديهم من تعاليم الأنبياء وغرائز الفطرة السوية، وإن اختلط ذلك بالأساطير والأباطيل والشركيات .. ولا شك أن مصدر الرسالات واحد، فيتشابه الحق مع مثيله
مع الإقرار الكامل بالتأثر الكبير الذي حدث في الديانة اليهودية - بل والنصرانية - بديانات وأساطير الوثنيين.. وهو ما أصاب فيه المؤلف
جنت الكتب الأبراهيمية(السماوية)بشكل غير مباشر (ولكن حاسم ومركزي) على الحضارات القديمة،فالقصص التي روتها عن تلك الحضارات تركز على مواقف الظلم والتكبر والجحود والإنحطاط الخلقي(وهذا مفهوم كون الرسل هم ثوار والثائر يخرج في عصور الأضمحلال ويركز على مظاهره)،كانت النتيجة هو وقوف أغلبية المتدينين موقفاً عدائياً وجاحداً من تلك الحضارات(من المفرح أن ذلك التوجه إلى أنحسار الأن)،أبرز الأمثلة على ذلك هو تعميم فرعون قصةموسى على الحضارة المصرية القديمة بكاملهاوأدانتها بكاملها والحط من قدرها الحضاري بكل تجلياته(ولا سيما السياسي والأخلاقي) بشكل عام بالمقارنة مع باقي الحضارات القديمة المعاصرة لها والتالية....هذا الكتاب ينصفها من ناحية ويقلب الطاولة على الأديان الإبراهيمية من ناحيةٍ أخرى.
فمن الدلائل التي عثرنا عليها أستطعنا(كما يشرح الكتاب بالتفصيل) رصد عملية نمو ونضج دينية في مصر القديمة،تقدمت تلك العملية بثبات نحو التحول من الدين الطبيعي المادي(واللذي بلغ قمته في بناء الأهرامات قبل ٥٠٠٠ عام) إلى الأفكار الروحانية الصرفة(لنتأمل تلك العبارة"أن فضيلة الرجل أحب إلى الإله من ثور،-أي قربان-الرجل الظالم")،ومن تقديس الحياة(ستسمى"الحياة الأولى"لاحقاً)إلى التطلع إلى حياة أخرى وخلود ما وراء الموت وهو ما كان في البداية حكراً على الملوك والسادة ثم أكتسب العوام هذا الحق بالتدريج،ومن التعددية الألهية وما يرافقها من التضارب والمحلية في الرؤية إلى التنظيم وترتيب مقامات الألهة مما مهد طريق القفزة الاخناتونية السابقة لعصرها:التوحيد....
تزامنت(أو بالأدق:تزاملت)عملية النضوج الدينية مع عملية نمو ونضوج أخلاقية شهدت هي الأخرى تدرج واضح،فقد توسع مجال ممارستها (أي المستفيدين منها)أفقياً من رعاية الأبوين والزوجة إلى الأقارب والجيران ثم إلى الناس في عمومهم،وتوسع مجال ألزامها(أي المطالبين بها)رأسياً من العوام إلى الموظفين فمعاوني الملك فالملك ذاته(وهو كما نلاحظ أتجاه صاعد عكس اللذي سار فيه الحق في"الحياة الأخرى")،وهو ما وصل في قمته إلى حد وضع وثيقة ثابتة بمجموعة من التعهدات يقدمها الوزير الأعظم للملك لدى ��ستلامه لوظيفته تضمنت حفظ العدل والنظام والحق والرحمة بالرعايا والاخلاص في العمل والتذكير بأن الألهة تراقبه(وهو أشبه ما يكون باليمين الدستوري المعاصر) ،وبخلاف عمليتي التوسع تلك نجد تطور نوعي في القانون الأخلاقي سبكه الواقع الأجتماعي والسياسي المصري،ولكي نقدر مدى ذلك التطور يكفي أن نعلم أن حمورابي البابلي في قوانينه الشهيرة(المسجلة قبل ١٠٠٠ عام من الميلاد) قد ركز على محاسبة الناس على حسب"مرتباتهم الأجتماعية"بينما النصائح الأخلاقية المسجلة في مصر وحتى من قبل هذا التاريخ بألف عام تشدد على المساواة بين الناس وتحذر من التمييز على أساس الثروة او الوظيفة او القربى!،وفي واقعة مؤثرة نجد أن قاضً في عصر الدولة القديمة حكم في قضية كان أحد أقاربه طرفاً فيها فمال عليه رغم أن الحق معه تجنباً لشبهة أن يتهم بين الناس بالمحاباة،المدهش أننا نجد بعد ٣٠٠٠ان أميراً ينصح ابنه بالعدل فيستشهد بتلك القصة ويحذره من أن يكون ظالماً مثل هذا القاضي!!! ونلاحظ أن للمقارنة مع الحضارة البابلية تحديداً مغزى هام،فهي المدنية الوحيدة التي تنافس(في الحقيقة تسبق) المدنية المصرية في القدم،كما أنها تنافسها في وفرة الأتصال بالعبرانيين،ومن تلك النقطة ننتقل للقضية الثانية:ما هو مصدر التعاليم الأخلاقية في التوراة؟! في واحد من أكثر فصول الكتاب اثارةً يقارن برستيد سفر الأمثال(الحاوي لعصب القانون الأخلاقي اليهودي)مع نصوص هيروغليفية سابقة عليها زمنياً تثبت بشكل قوي فرضية أن الأخلاق كما وردت في العهد القديم(والتي أتى القرآن كامتداد لها) كانت منتحلة بالكامل من التراث الأخلاقي المصري القديم،بل وأكثر من ذلك:أفكار التوحيد والأله المتعالي المحتجب والحياة الأخرى والحساب قد تكون كلها منتحلة من الحضارة المصرية ولاسيما من الديانة الاتونية(القفزة الأخيرة)!!!وأذا وحدنا ذلك التناول مع ما هو مرجح من كون الميثولوجيا التوراتية(وأبنها الأجمل منها:القصص القرآني) هي نقل وتطوير للميثولوجيات المحيطة جغرافياً والسابقة والمعاصرة زمنياً(خصوصا البابلية) يصبح التساؤل عن صوت الرحمن في الديانات الإبراهيمية والتشكك فيه حتمياً!علامات أستفهام كبرى تحتاج الأثارة والمناقشة الموسعة ولاسيما من هواة مقارنة الأديان المسيحيين والمسلمين بدلاً من مناقشاتهم(بالأدق:مناقراتهم) المستمرة هو المنطقية والصحة والأصالة. قراءتي الثانية للكتاب...واظنني سارجع لمطالعة بعض فصوله بشكل مستمر تحذير:قد يصيب القارئ بعض الملل في الفصول الاولى من الكتاب،لكنها تنقلب فيما بعد لأثارة ولذة عظيمتين.
فجر الضمير جيمس هنري بريستيد .......................... كثير من الكتب أقرأها وأخاف أن أكتب عنها؛ لأن كتابتي عنها حتما ستقلل من شأنها، ومن بين هذه الكتبهذا الكتاب المدهش والمثير. بدون مبالغة هذا الكتاب واحد من أفضل الكتب التي قرأتها في حياتي، وبالتاكيد سوف أعيد قراءته مجددا في أوقات أخري. يتحدث الكتاب _ كما يدل عنوانه _ عن فجر الضمير، عن فجر ومطلع الحس الأخلاقي لدي الإنسان في أول حضارة عرفته، ولدي أول إنسان سعي لإدراك العلاقة بين الإنسان وخالقه، والفروض التي يفرضها الخالق علي الإنسان المؤمن به. بخلاف الشائع لدينا من معلومات عن أن الديانات الساوية هي فقط من كان لديها بنيان أخلاقي قوي، وعقيدة واضحة المعالم، وإيمان راسخ بما وراء الطبيعة، فإن هذا الكتاب لا يترك مجالا للشك بأن هذه المعتقدات والأفكار خاطئة من أساسها، فالإيمان راسخ منذ الحضارات القديمة، والبنيان الأخلاقي كان له درجة عالية من الرقي قبل الإديان السماوية، والعقيدة لم تكن هلامية التكوين حسبما يتراءي للغالبية الآن، بل كان هناك إيمان قوي بالبعث والحياة الآخرة بعد الموت، مع اختلاف في التفاصيل بين كل دين ودين. من العدم بني ال��صريون القدماء حضارة لم تكن علي مثال سابق، ولم تكن هذه الحضارة مجرد انشاءات معمارية ومنجزات علمية فقط، بل إن هذه الانشاءات والمنجزات تعتبر أقل ما قدمه المصريون للحضارة، لكن هذه الحضارة تميزت في المقام الأول بأنها _ من بين كل الحضارات القديمة _ هي التي قدمت للعالم القديم فكرة الضمير والأخلاق. قدم الكتاب عرض تاريخي لظروف خاصة قادت الإنسان القديم للهبوط إلي أرض مصر والتجمع حول نهر النيل، ظروف قادت الإنسان إلي بناء وتكوين أول مجتمع كبير العدد احتاج معه إلي أن ينظم الصفوف بقوانين معروفة تحكم الجميع. في هذا المجتمع ظهرت أول نصوص تدل علي وجود الأخلاق والضمير الفردي والجماعي. قدم الباحث كذلك مقارنات دقيقة عن الأسباب التي أتاحت للمصريين فقط _ دون غيرهم من الشعوب _ تكوين أول دولة قومية في التاريخ. قارن الكتاب بين ما ظهر لدينا من آثار الضمير والأخلاق وما ظهر لدي حضارات بابل وآثار الأنبياء لدي بني اسرائيل، فكان ما ظهر في بابل أن القوانين وأحكام الأخلاق كانت تفرق بين الناس حسب مراتبهم الاجتماعية، لكن القوانين الأخلاقية المصرية لم تفرق بين الناس فالإله في مصر يقبل الصدق من الرجل التقي ولا يقبل ثور الغني الغير صادق، كما أن المقارنة بين نصوص من التوراة وما قدمه "اخناتون" في أناشيده تشير إلي أن التطابق بينهما يؤكد الأثر المصري في ديانات وأخلاق وعقائد بني اسرائيل الذين نقل عنهم العالم الغربي نظمه الأخلاقية والعقائدية، مما يؤكد الأثر المصري في الضمري العالمي والأخلاق العالمية. التأثير المصري في عقائد شعوب المنطقة، وسبق المصريون القدماء في وضع النظام الأخلاقي والعقائدي وبزوغ فجر الضميرالبشري علي أيديهم، جعل تأثيرهم العابر للحضارات والعصور يبقي حتي الآن في عقائد لازالت موروثة حتي الآن. النصوص المصرية القديمة التي استشهد بها الكاتب تعتبر دلالة قوية علي روعة ما وصل إليه المصري القديم من فكر راق وضمير يقظ، وباعتباره لم يسبق إلي ما وصل إليه _ بين الحضارات القديمة المعروفة في وقته _ فإن هذا الإنجاز العظيم هو فخر ما قدمته مصر للإنسانية جمعاء. الكتاب يستحق القراءة مرات ومرات وسأعود لقراءته مجددا.
يقول د. سليم حسن -طيب الله مثواه- في مقدمة الكتاب "أرجو أن يهتم كل مصري يحترم نفسه ويقدر منزلة بلاده بقراءة هذا الكتاب لعل في ذلك باعثاً لإحياء الماضي المجيد الذي لايزال العالم الغربي يرد مناهله ويسير على هداه منذ أقدم عهده حتى يومنا هذا دون أن يشعر أحمد منا بذلك حتى أبرزه الأستاذ برستد في فجر الضمير أو كما أسميه أصل مدنيات العالم"
الكتاب دسم جداً ويحتاج لتأني وتركيز لتحصيل الفائدة كاملة، سأرجئ قراءته لفرصة أفضل وظروف أنسب.
من أصعب الكتب التى يمكن أن تقرأها فى حياتك على الإطلاق , مكتظ بالمعلومات التاريخية الدقيقة عن مصر القديمة تحتاج إما إلى متخصصين أو محبين لقراءة تاريخ هذه الفترة بالتحديد
وهذا ما يجعلك تتوقف أمام كل فقرة وتعيد قرائتها مرة أخرى حتى تتمكن من مجاراة كل تلك المعلومات , وبالمناسبة أيضاً , هذا الكتاب لا يمكن ان يُقرأ لمرة واحدة بل لابد من أن يقرأ لأكثر من مرة
ولكن على أى حال , أستمتعت به كثيراً , وتعلمت العديد من المعلومات الجديدة عن مصر القديمة , وصحح الكتاب العديد من الأفكار المغلوطة لدى وأعتقد أنها لدى الكثير غيرى
كيف لهؤلاء الأجداد أن يبنوا حضارة من العدم , بناءات ضخمة بإمكانات ضعيفة , تشريح وطب وكمياء وفلك , وتوحيد وأخلاق وضمير كيف لقوم لم يعلموا شئ عن أى دين سماوى أن يقدسوا إله من إختراعهم ينسبون إليه الخير والنماء ؟! وحينما يخترعون إله ينسبونه إلى الشمس مصدر الدفئ والنيل مصدر الخير والنماء ؟! فيظهر رع وأتوم وأوزير وكيف يؤمن أناس لم ينزل إليهم أى نبى عن الحياة الأخرة والبعث بعد الموت ؟! وأن الألهة تحب الأخيار واما الأشرار فيذهبون للجحيم ؟!! فقرات النصوص المحفورة على المعابد فى الأقصر وأسوان أو فى متون الأهرام التى تتحدث عن مبادئ الأخلاق والحاكم الصالح والوزير الذى لابد أن يقيم العدل التى سبقت العهد القديم بألاف السنين من أين أخترعوها ؟! ��صائح بتاح حتب التى تصلح لكل عصر , كيف أستنتجوها وصاغوها بهذه الروعة ؟! أو ثورة فى التاريخ , والتى قادها إخناتون ضد كهنة أمون , وكيف لُقب توت عنخ امون بعد وفاة أخناتون بلقب الإله امون مرة أخرى مما شكل ردة على الثورة بعد وفاته ! أول مسرحية فى التاريخ كانت مدونه على الجدران " الفلاح الفصيح "
الكتاب أكثر من رائع , وأفضل ما يُعجبنى فيه أن الكاتب مؤرخ وباحث فى الأثار غير مصرى لذلك شهادته بأن مصر كانت أصل الضمير ثم صدرته للعالم عن طريق فلسطين " التى كان يسكنها الكنعانيين ثم أحتلها العبرانيين " لم تكن سوى شهادة حق غير مجروحة
هذه دراسة جيدة ولكنها قديمة بعض الشيء لتاريخ تطور الافكار الاخلاقية في مصر القديمة، ولذلك فالمضمون العام للدراسة صحيح وهو السبق الإنساني لتطور الأخلاق حول وادي النيل في مصر عند المقارنة بأمم أخرى متقدمة في الشرق، فخصوصية الحياة حول وادي النيل في عصر ما قبل التاريخ والتي مهدت للإنسان الفرصة الأولى للتوطن بمعنى الارتباط بمكان محدد والاستقرار الدائم فيه بعد حياة الانتقال، ثم اكتشاف الزراعة، وتكوين القرى، ثم توحيد ال��ولة؛ كل ذلك مهد لتكوين الأفكار الخلقية واستقرارها في المجتمع.
"لحد هنا وماشي"، لكن اسم الكتاب هو فجر الضمير، فإن الكاتب يعتبر أن الضمير وُلد مع بداية الكتابة عنه أي منذ 5000 سنة، وهذا ما يصرح به في الكتاب في أكثر من موضع. إلى أي مدى يمكننا أن نطمئن لهذه الفكرة ؟ وما الذي نقله الكاتب لكي يفيد هذا الرأي؟ لا شيء. فبلا شك نحن نعرف أن الإنسان استطاع أن يستخدم القوة في تلبية احتياجاته كاستخدامه للنار وصناعته للأسلحة قبل أن يملك القدرة على الحديث أو الكتابة عنها، فلماذا لا يكون الأمر كذلك مع الأخلاق؟ غير أن الفارق الوحيد أننا الآن نملك أدلة أثرية على استخدام النار وعلى صناعة الاسلحة، بينما لا نملك دليلا قبل عصر الكتابة على الأخلاق. لكن هذا طبيعي لأن تتبع أدلة من هذا النوع لن يكون بسهولة تتبع الأدلة المادية حول الأمور الأخرى. إن الإيمان بالفكرة ينشأ قبل القدرة على الحديث عنها، وإن تتبع أصل الأخلاق قد يحتاج إلى أكثر من اكتشاف النقوش والكتابات، بل قد لا يكون في مقدورنا تتبعها حتى نقول في يقين إن هذا هو أصل الأخلاق. لذلك فهذا البحث لا يتتبع فجر الأخلاق ولكن يتتبع الفجر الذي بدأت فيه الأخلاق تعمل كقوة اجتماعية.
والأدلة الأثرية المكتشفة تشير إلى أن أقدم أفكار خلقية ظهرت في كتابات عمرها حوالي 3000 عام قبل الميلاد، وتطور على أثر ذلك مفاهيم مثل الحق والعدالة، وبر الوالدين والإخوة على طول فترة نمو الحضارة المصرية حتى اضمحلالها في منتصف الألف الأخيرة قبل الميلاد. وعند المقارنة بحضارات أخرى عظيمة مزامنة كحضارة بابل وفقا لما جاء في الأدلة الأثرية لها نكتشف تقدما واضحا للمصريين في الفكر والثقافة والفن على نظرائها.
أما عن الحضارة العبرانية والتي نشأت حوالي القرن السادس قبل الميلاد، فيتتبع المؤلف تأثير التراث الخلقي المصري على التراث العبراني الذي حُفِظ ووصل إلينا في صورة التوراة، عن طريق مقارنة النصوص ليكشف درجة عالية من التأثر وصلت في بعض الأحيان إلى الاقتباس المباشر، كما في المقارنة بين أقوال الحكيم أمنيموبي المصري وسفر الأمثال العبراني مثلا. وعموما فإن آثار تأثر الحضارات الناشئة بالشام مثل الفينيقية والآشورية هو أسبق من نشأة الحضارة العبرانية والتي هي آخر هذه الحضارات ظهورا. ولكن يبدو أن المؤلف يركز على الحضارة العبرانية لأن تراثها وصل إلينا في صورة كتاب بينما ذلك لم يحدث في غيرها، كما أن هذا الكتاب تم اعتباره أساس الأخلاق الإجتماعية للإنسان، فالمؤلف هنا يتتبع أصول هذا الأساس.
بقي أن أقول إن المترجم سليم حسن يبدي في مقدمته ميولا قومية تجعلني أقلق بعض الشيء عن مدى مراعاة الدقة في ترجمته، إذ أن الموضوع عنده بالأساس بمثابة انتصار قومي لوطنه الذي هو مهد الأخلاق. فكم من كلمة وكم من تعبير تم تفضيله على غيره لكي يفيد قصد المترجم بدرجة أكبر؟ مع العلم بأن المترجم قام بتحريف الترجمة في موضعين أشار لهما في الهامش، معللا ذلك بأن الترجمة الدقيقة تخالف عقيدته... كذلك بحثت عن الأصل الانجليزي كي اعود إليه عند الحاجة فلم أجد، فمن يصل النص الاصلي للكتاب، فليصلني به!
عموما الكتاب جيد، لكن يجب مراعاة أنه قديم نسبيا، وكذلك فالكتاب يدرس تطور الأخلاق كقوة اجتماعية، لا ظهور الأخلاق كوجدان داخلي في الأنسان كما يبدو من اسمه.
لقد أخنرتُ هذا الكتاب لأني كنتُ أجهل الكثير عن الحضارة المصرية القديمة، فقد كان تركيزي يكاد يكون محصوراً في الهلال الخصيب -سوريا والعراق- وقد شجعني على قراءة هذا الكتاب اسم المؤلف الغني عن التعريف، ولكن للأسف فقد كان أصعب مما توقعت، أو هو -ربما- ينفع أكثر لأن يكون كتاباً لمرحلة متقدمة للمهتمين بالحضارة المصرية العظيمة.. رغم هذا فقد استفدت من الكتاب كثيراً، واعجبت جداً بالتطور الروحي الذي الذي شهدتهُ مصر في تاريخها العريق. ربما يعتقد الكثير من الناس أن الحضارة الفرعونية هي حضارة تكنلوجية -شيدت صروحاً خالدة من أهرامات ومعابد- إلا أن الجانب الروحي في هذهِ الحضارة لا يقل روعة وابداعاً فخيال الشعراء والحكماء كان متناسقاً مع مهارة المهندسين والبنائين لينتجوا حضارة غنية جداً في جانبيها الروحي والمادي فكان تأثيرها كبيراً على مسار الحضارة -من خلال تأثر العبرانيين بها.. بشكل عام الكتاب رائع، باستثناء: الملاحظة الأولى: أن كاتب مكتوب قبل اكتشاف الحضارة السومرية أو ما سبقها -سامراء، تل العبيد، ... فكانت المقارنة دائماً محصورة بين البابليين -وهم متأخرين تاريخياً- وبين المصريين. والأمر ذاته حول الكنعانيين فيبدو أن معلومات المؤلف كانت قليلة حوله.. الملاحظة الثانية: الترجمة السيئة، حيث تُذكر اسماء الأعلام بشكل يختلف عما هو شائع (زوستر بمعنى الزرادشتية) الملاحظة الثالثة: كان على المؤلف أن يكتب تمهيداً -تاريخي صرف- عن الحضارة المصرية كي يتمكن القارئ من المتابعة بشكل أفضل.. على أي حال، الكتاب مهم جداً للمهتمين بالتراث الشرقي القديم، وبالحضارة المصرية، وما وجدته من سلبيات لم يكن خللاً من المؤلف ، فهو بذل جهوداً كبيرة كما يتضح لمن يقرأ الكتاب.
انهيت قبل قليل قراءة كتاب "فجر الضمير" لجيمس برستيد . وهو من الكتب الجميلة والممتعة جدا في علم المصريات. تتبع فيه الكاتب كل ما يشير الى المبادئ الخلقية منذ بدايات الحضارة المصرية القديمة وخلال جميع مراحلها والاسر الفرعونية المتتابعة عبر الاف السنين وحتى انتقال اليهود الى فلسطين وانهيار الحضارة المصرية. يصحبك الكاتب في ثنايا هذا الكتاب الى جبانات الملوك المصريين وياخذك في رحلة لقراءة اشهر ما كتب في جدران تلك الاماكن الغائلة في القدم. لم يتعرض الكاتب للحضارات القديمة من المنظورالحضاري بح خصر دراسته في الجانب الاخلاقي وهو المقصود ب الضمير في هذا الكتاب. كتاب رائع ولكن فيه الكثير من الاسهاب في استقراء النصوص المصرية القديمة. لا اتصور احد مهتم بالعلوم المصرية لم يقرأ هذا الكتاب.
"وصايا موسى مكتوبة على ورقة بردي مصرية " تعبير رمزي استعير مفرداته من الكتاب نفسه .. واظنها احد اهم منجزات الكاتب التاريخية وهي أن الحضارة العبرانية تغذت من أطايب منجزات الحضارة المصرية خاصة الديني الادبي الثقافي .. وليس العكس .. رحلة الكتاب رائعة في مجملها .. ربما يصيبك الملل احيانا خاصة في الثلث الاول منها .. لكن استمر يا عزيزي .. سترى النور عما قريب .. واليك بعض كشوف المَسيرة _ اعتمادا على ما ورد في الكتاب_ * الشعب المصري عاطفي بطابعه اول من استخد كلمة قلب _وليس عقل _ لتدل على الفهم . كما كان شائعا استخدام التعبيرات المعنوية . * أول من ابتدع فكرة الحلولية او حلول الاله في كل شيء حيث ذكرت جملة ( الاله الذي فيك ) و (وحي الاله الذي في كل الناس ) * التجارة بالدين قديمة اوي يا جودعان شوفوا حتى بنص الكتاب " ولا غرابة اذا كان كهنة ذلك العصر وكتبته قد انتهزوا تلك الفرصة السانحة لابتزاز اموال الناس حبا في الكسب الذي ياتي اليهم بهذة الطريقة السهلة .. ولذلك ضاعفوا اخطار الاخرة اذ ذاك مضاعفة عظيمة ، وادعوا انهم كان بمقدورهم إنقاذ المتوفي لدى كل موقف حرج بالتعويذة الفعالة التي تنجيه من ذلك الخطر حتما ! *مصر كانت البلد الذي ولد فيه أول عصور الشخصيات العظيمة والذي كان نتاج التجاريب والحياة النظامية مدى ألف سنة من تاريخ البشر . * (ماعت) تُعد من أقدم التعابير المعنوية ذات المعاني المتعددة التي وصلت الينا من كلام بني البشر عبر الازمان الغابرة ورمزها الهيروغليفي (الريشة) .. كلمة واحدة حوت في ثناياها كل معاني السمو والرفعة في الحياة البشرية ..يمكن العبير عنها بالكلمات "الحق" .. "العدالة" .."الصدق" .. * من قديم الازل وفلسطين "كرة قدم دولية" بتعبير الكاتب
.....
" من حكم بتاح حتب" * إرع الحق وعامل الجميع بالعدالة. *لا تكونن متكبرا بسبب معرفتك ،فشاور الجاهل والعاقل لان نهاية العلم لا يمكن الوصول اليها وليس هناك عالم بلغ في فنه حد الكمال ، وان الكلام الحسن أكثر ��ختفاءاً من الحجر الاخضر الكريم ، ومع ذلك يوجد مع الاماء اللائي يعملن في إدارة حجر الطاحون. *إن المستمع هو الذي يحبه الاله أما الذي لايستمع فانه هو الذي يبغضه الاله ... إن ثروة المرء العظيمة هي عقله .
** إن صناعة الكلام أصعب من أي حرفة أخرى . * إذا كنت رجلا ناجحا فأسس لنفسك بيتاً واتخذ لنفسك زوجة تكون سيدة قلبك... ،، وأحب زوجتك كما يجب. ... ،، واجعل قلبها فرحا ما دمت حياً . * لا تكونن شرهاً في القسمة ،وانبذ الطمع حتى في حقك ،ولا تطمعن في مال اقاربك ..فإن الالتماس اللين يجدي أكثر من القوة ،، وان القليل الذي يؤخذ بالخداع يولد العداوة حتى عند صاحب الطبع اللين . * إن الذي إتخذ العدالة معيارا له وصار وفقاً لجادتها يكون ثابت المكانة .
... وختاما كخاتمة الكتاب " إن زبدة جميع الاشياء ،وما ترمي الحرية والتعليم والمخالطة والثورات الى تكوينه ومنحه ، هو الاخلاق ، كما ان غاية الطبيعة هي ان تصل بمليكها (الانسان) الى هذا التتويج (الاخلاق) .. إمرسون
سجل برستيد في كتابه "فجر الضمير" دهشته الكبرى لوجود مقياس أخلاقيّ وضعته الحضارة المصرية القديمة منذ آلاف السنوات، رآه أكثر صرامةً وسموًا مِن الوصايا العشر. في هذا المقياس الذي يعبر عن ضمائر الناس؛ ما يقسم به الأحياء من الحكام، وما يتلوه الموتى عند الحساب: "لم أترك أحدًا يتضور جوعًا.. لم أنطق كذبًا.. لم أضع سدًّا للمياه الجارية.. لم أرتكب القتل.. لم أسبب تعسًا لأي إنسان".
في العصر الحالي إننا نعيش مرحلةَ انقراض الضمير، وإن ما يلحق بنا مِن نكبات؛ سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، مَرَدُّه سقوط ضمائرنا وانسحاقها، بل وتبددها كالغبار الناعم في الهواء. قال إن الحكومة لا ذنب لها ولا يدّ فيما صرنا إليه؛ هي منّا ونحن منها؛ نسرق ونكذ�� ونرتشي، وتفعل هي المثل، نختلق مُسمَّيات خفيفة لطيفة لجرائمنا، وتفعل هي المثل، نبرر مصائبنا بما يرفع عنا الحرج، وتفعل هي المثل. السُلطة الحاكمة منا وفينا؛ لا يصح أن نلومَها، أو أن نلقي بأوزارنا علي أكتافها ونحمِّلها العبء. *** تذكرت قولًا شبيهًا، دافع به صديقٌ عن مؤسسة دينية عريقة، حين تورطت في مواقف لا تليق بها. ذكر الصديقُ أن المؤسسةَ جزءٌ مِن مُجتمَعٍ مريض، وبالتالي هي أيضًا مريضة؛ لا يجب علينا انتقادها، أو مُحاسبتها وفقًا لمعايير صارمة نقية، ولا يجوز عليها في ظل تعقد الظروف؛ إلا طلب الرحمة والمَغفرة. رددت حينها بأن الحكومة الرشيدة في أي مكان وزمان، وسواء كانت مُمَثلة في فردٍ أو كيان، لا تُعرَف باتباعها السائد مهما كان، ولا بانصياعها لمساوئ عصرها والانخراط فيها، بل مُهمتها أن تصلح الأحوال، وأن تؤسس نظامًا أكثر نبلًا وإنسانية، وأن ترسي مبادئ الحرية والمساواة والإنصاف؛ فإذا حققت فشلًا تلو الآخر، وفاقمت مِن سوء الحال؛ ما استحقت مكانتها، وما جازت لها الأعذار والمُبررات. يُملي عليها الضمير اليقظ في تلك اللحظة أن تُخليَ موضعها، وأن تُفسح الطريقَ لقيادة جديدة؛ فإذا عَجَز الضمير أو تنحَّى جانبًا، جاء دور الناس. *** بين تعريفات الضمير المتعددة، وتفسيرات الأفول المشين المتباينة، احتد فريقان؛ لا يكتفيان بعرض ما يعتقدان فيه، بل يسعيان لتتويجه صوابًا وحيدًا. لم يعد احتفاظ المُتقارعين كلٌّ بهدوئه وثباتِ انفعالاته أمرًا هينًا بسيطًا؛ حتى مع استبعاد التفصيلات التي قد تستفز مشاعر الغضب، والتركيز على المفاهيم العامة وكبريات العناوين. ليس الضمير بمادة للعِراك في الظروف العادية؛ لكنه قد يصبح كذلك حين يتسيد الأمزجةَ الاحتقانُ، وتضيق الصدور بتوافه الأشياء، ويغدو الجدلُ الفكريُّ ترفًا لا يتحمله المقهورون. لا أقل في هذه الحال مِن أن تتطاير الاتهامات، وتصل إلى التشكيك المُتبادل في سلامة الضمائر، ثم الإدانة بتطويعها حسب الاحتياج، أو بتسكينها وتخديرها ما لزم الأمر.
مع كُل ضربة جديدة؛ تضيق الأرض وتختنق الأنفاس. مع كُل خطوة تستهدف سحقَ الكتلة العظمى مِن البشر، وطردها لما بعد حدود الفقر المهين؛ تتكاثف الغيوم فوق الرؤوس، وتتراجع القدرة على المُقاوَمة، ولا يتبقى مُتسع لضمير سليم؛ أما الحكومة التي تشحذ عتادَها وتتمكن مِن أدواتِها، وتوَطّد دعائمَ حكمها،، فتعلن أنها إنما تحمي المُجتمع مِن شرور انهيار الأخلاق، وانعدام الضمائر. في أجواء مَحفوفة بالقلق مِن غدٍ لا قوت فيه ولا ماء، مُشبعة بالرَّوْع مِن فقدان أبسط مقومات الحياة؛ يبحث الناس عن برّ الأمان، ولا يتبع أغلبهم بطبيعة الحال ما يمليه الضمير؛ دون أن يكونوا بالضرورة أشقياءً أو بالفطرة مُذنبين.
what a journey .. بالرغم من ان الكتاب جليل قديم ذو رونق يليق به الا انه لا مانع من ان نقول انه يدغدغ قوميتك المصرية و يداعب غرورك قليلا حضارة طمست لمئات السنين منذ الغزو الفارسي عليها 525 ق.م و من يعلم اسم و كلمات جميع اجداده لكن لابد ان تترك جيناتهم بصمات في جسده و افضلته ورونقه الاجتماعي و عيوبه الخلقية لا شك يتناول الكتاب قصة " الماضي الجديد" ربما يظهر الينا ان التاريخ الفرعوني هو تلك البديهية و الاسطورة و الماضي الذي نتباهى به منذ الازل .. الا ان ذلك الماضي ظل مطموث لتفك عقده اخيرا مع الحملة الفرنسية لذلك فهو عام 1933 وقت نشر الكتاب كان لا ييزال ماضي جديد وشيق مازال يوجد الكثير لكشف اسراره و مدة نشر الكتاب ليست ببعيدة عن اكتشافات اثرية هامة ك "مقبرة توت عنخ امون" عام 1922 على يد هاورد كارتر لنقول ان الكتاب كتب في الوقت المناسب و بواسطة الكاتب المناسب قبل ان تتمسخ الحضارة المصرية بكونها مجد غابر و تكون كلمات مغلوطة في افواه الكثيرين ومثار صراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل و اقبل ان يتم الاتفات عنها بهذا الاستهتار. الكتاب لا يتناول الحضارة المصرة كـ "اثر عمراني " او "مجد هندسي " الكتاب يتناول الحضارة و ما تعنيه الحضارة من نهضة الاخلاق و الوعي البشري و ما نسميه نحن " الضمير " يطرح الكاتب ان الحضارة المصرية هي التي سطعت فيها شمس الضمير الانساني و الاخلاق البشرية منذ عصر الاهرامات و الدولة المنظمة و الوعي لاهمية الحفاظ على النظام الاجتماعي و احترام الدولة و التماسك السياسي و ما نتج عنه من التزام للمجتمع و الشعب و كم ان الدين تحول من مجرد تمل الملك للاله الى دين شعبي كامل الى صعود شمس الفردية و الشعور الذاتي بالضمير ونشوء ذلك الدافع داخل الانسان الذي يدفعه نحو الصواب ، يتناول الكتاب ايضا ماهية " الصواب " و كيف تغيرت مقاييسه . الكاتب ايضا يرى ان الحضارة المصرية و ان غابت سيرتها لم يغب اثرها فان كانت شعلة الاخلاق انتقلت الى يد الاديان الابراهيمية فانه درة تاج مجهود الحضارات السالفة فيلفت النظر الى التشابهات و النسخ بين " العهد القديم " و كتاب الموت ونصائح الحكماء المصريين موضحا ان باقى حضارات المنطقة لم تهتم بالاخلاق الفردية بقدر اهتمام الحضارة المصرية و ان بابل اهتمت بالتجارة و الدولة و افتقدت العدالة الاجتماعية التي وصلت اليها الحضارة المصرية موضحا كيف كانت من وصايا الوزراء ان يقيمو العدل بين كافة الشع وقوانين "حمورابي" و ما تحتويه من الاجحاف و الطبقية . ما يثير الحنق فعلا هي هوامش "سليم حسن" لا داعي من الاساس لارفاق الايات القرانية المتشابهة مع النصوص الفرعونية في هوامشك ، استخدمها الكتاب ليخلع عباءة التقديس عن الاديان و الايضاح انها مجرد نقطة تقدم ليحاول سليم حسن جعلها نقطة لصالح الاديان ؟ عبث ! و لا كان داعي ايضا للاستغفار من كلام الكاتب , ملحوظات بسييطة لكنها تدعو للأُفول .
الكاتب هو باحث أثري ومؤرخ ، لذا كان من الطبيعي أن يخرج العمل على جانب من التخصص العلمي قد يجد معه القارئ صعوبة في تتبع صفحاته ..
عن نشأة الديانة المصرية القديمة وتتطورها يدور هذا الكتاب ، والمؤلف ينطلق من فرضيات عدة في تناوله لظهور وتطور الحس الخلقي في مصر ، وأهم هذه الفرضيات .. ( أن ظهور الاخلاق هو أصل ظهور الاديان وليس العكس ) ( أن عوامل جغرافية وإجتماعية وسياسية تميزت به مصر القديمة مصر القديمة كان لها الفضل في أن تكون هي مهد الاخلاق ) ( أن تطور الفكر الخلقي والديني بمصر القديمة كان له تأثير كبير على ظهور الديانة اليهودية بعد ذلك ، ومن ثم إنتقال التفكير الاخلاقي والديني إلى شعوب العالم )
هكذا يحاول الكاتب ربط ظهور الاخلاق بظهور الدولة المصرية القديمة وشكل النظام الاجتماعي والسياسي الذي تطور بها ، ثم ومن خلال عملية تطور بطيئة استغرقت 3000 سنة للحس الخلقي بمصر القديمة ظهرت توحيد الالهة على يد أخناتون ، ثم ظهر العبرانيون ( بني إسرائيل ) الذين ظهرت معهم اليهودية ، وظهر بينهم المسيح بعد ذلك في فلسطين .
وقد إعتمد الكاتب على النصوص الهيروغريفية القديمة سواء من متون الاهرام أو من كتب الموتى ، أو من البرديات للدلالة على تطور الاخلاق في مصر القديمة ، وتسرب بعض هذه النصوص إلى المزامير والعهد القديم وأقوال السيد المسيح ، ورغم أن الكتاب معني بالدرجة الاولى بتطور الاخلاق في مصر ، إلا أن الكاتب ينتقل من عرض الفكر الخلقي عند المصري القديم ليعرض نصوص من العهد القديم ، وقد عبر عن هذه القضية بعبارات صريحة منها .. * لقد رأينا كيف وصل المصريون القدماء في تطوراتهم البطيئة إلى إيجادهم للإله الامين ، ونحن بدورنا حصلنا على إلهنا بالورلثة عن العبرانيين *لا يكاد يوجد عندنا شك في أن فكرة تصور جنة سماوية وهي الفكرة التي شاعت فيما بعد في العهد المسيحي يرجع أصلها لهذا الاعتقاد القديم المتوغل في القدم د نجد أن الاراء المصرية القديمة عن العالم السفلي وأبوابه الجهنمية وبحار اللهيب قد قامت بدورها في تصوير جهنم الحامية في الديانة المسيحية
بشكل عام يحتاج هذا الكتاب من القارئ لقدر من الصبر ودرجة من الاهتمام بالحضارة المصرية القديمة ، فالمؤلف يقتبس فقرات مترجمة من الهيرو��ريفية قد يتور القارئ في ألفاظها ، كما أن الكاتب ينتقل من فكرة لأخرى ومن عصر لأخر بصورة سريعة من خلال عبارات مركبة قد يشعر القارئ معها بالملل ، لكن في النهاية سيجد القارئ انه قد حصل من ( فجر الضمير ) على قدر من المعرفة يستحق الجهد الذي بذله في القراءة ، وسيشعر المصري بالكثير من الفخر وربما النرجسية ستجعل عبارة لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا ذات معنى وعلى درجة من الحقيقة !
نحن نظن أن شمس حضارتنا قد قاربت أن تبلغ غاية إرتفاعها , والحقيقة أننا مازلنا منها إلى الآن فى أوان الديك ووقت مطلع نجم الصباح ففى مجتمعنا الهمجى ما يزال نفوذ الأخلاق فى طفولته بكلمات إيمرسون هذه إفتتح جيمس هنرى البحث عن الحضارة المصرية والديانات القديمة فِ الشرق القديم إذا كان الكتاب يُقاس بكم المعلومات المكتسبة منه فهذا الكتاب لا يقل عن أى موسوعة فهو بحق مصدر هام للحضارة المصرية القديمة ويناقش المشاكل المصرية التى نرى منها الكثير لازال مستمراً إلى اليوم فمثلا :
ولا نزاع فى أن سيطرة ماعت بقيت فى جملتها المثل السامى فى نظر الحكماء ولكن الفساد فى الجهات الرسمية جعلت تحقيقه أمرا مستحيلاً شأنه فى ذلك شأن الفساد الذى لا يزال للآن العقبة القائمة فى وجه العدالة عند الحكومات الشرقية إلى أيامنا هذه ) لم أملك إلا الضحك عند قراءة هذه الجملة عايزين عدالة إجتماعية فور إيفر يعنى لم يترك برستيد شيئا عن الحضارة المصرية فى جميع الجوانب إلا وتحدث عنه حتى الحكماء أمثال بتاح حتب و إبور و أمينموبى وأورد مث=قارنة للأشياء المتشابهة بين أدب الحضارة المصرية و الأدب العبرانى وما يرى أنه موجود فى العهد القديم وكان موجوداً لدى الفراعنة أيضاً عند حديثه عن الديانات الفرعونية والأدب المصرى القديم ليبرز وجوه العظمة والرقى فيه لا تشتطيع أن تقرأ عن الحضارة الفرعونية ولا تشعر بالإنبهار ولكنك ستأسف فى النهاية لما وصل الحال إليه اليوم وتقول أحا يا بلد و إختص بالذكر الحكيم أمينموبى وقارن بين حكمه وسفر الأمثال فى التوراة وسفر التكوين وكذلك بعض المتون المصرية وأوجه الشبه بينهم والحكم المشتركة بصورة ستفاجئك كذلك قصة يوسف من الأدب العبرانى والصورة المصرية القديمة منها التى تشبهها وذُهلت للغاية عندما عرفت أنها مجرد رواية قديمة وعدم وجود ما يؤكد أنها حدثت بالفعل ويأتى بالذكر أيضا على العلاقة بين الحضارة المصرية والعبرانية والتأثير المتبادل وكيف أتت الديانة اليهودية وإلى ذلك لا أريد أن آتى بأجزاء من الكتاب لكى لا أفسد المعنى العام للكتاب و أضعه فى إطار معين لكن كل اللى أقدر أقوله إن الكتاب ده من أكتر الكتب اللى خدت وقت و إكتسبت منها معلومات :)
بحث في تاريخ الأخلاق و بزوغ الضمير الإنساني عن طريق تسيلط الضوء على تاريخ الشرق القديم وبخاصة مصر حيث يرى المؤلف انها مهد أول تحضُر عرفته البشرية.
الكتاب لعالم الآثار والمؤرخ الأمريكي جيمس هنري بريستد, أستاذ علم المصريات ومؤسس معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاجو وهو أول امريكي يتخصص في دراسة التاريخ الشرقي. و "فجر الضمير" هو آخر أعماله كتبه عام 1933م أ�� قبل وفاته بعامين.
يُقسّم بريستد التاريخ الإنساني إلى مرحلتين, "مرحلة المادة" وهي التي تمتد لحوالي مليون عام حين كان الإنسان يصارع الطبيعة من أجل البقاء, ثم الإنتقال العظيم الذي بدأ بنهاية العصر المطير, وجفاف غابات شمال أفريقيا وتحولها لصحاري قاحلة, ثم هجرة الإنسان القديم واستقراره حول ذلك الشريان المائي, واكتشاف الزراعة وتكوُّن أول مجتمع إنساني ومن ثم ظهور "مرحلة الأخلاق" التي تبلغ من العمر الآن لحوالي 5000 عام.
يرى بريستد أن مصر بتكوينها الجغرافي والمناخي جعل منها معمل مغلق نمت فيه الأخلاق وتطورت وسبق تطورها على أي مكان آخر سواء على ضفاف الفرات أو أوربا أو الشرق الأقصى وآسيا.
يستعرض الكتاب كيفية تطور الأخلاق وانتشار هذا التطور جغرافيا, بداية من أول نتاج حضاري قديم وصل إلينا كنقوش وكتابات جبانات النوبة, مرورا بظهور الآلهه القديمة ونشأة فكرة الاعتقاد في الحياة بعد الموت, والعقيدة الشمسية والأوزيرية, وعصر بناء الأهرام, وانهيار المذهب المادي وتطور دور الإلهه في حياة البشر وانتشار السحر, وعقيدة التوحيد عند اخناتون وسقوطها ثم ظهور نزعة التنسك الشخصي, ووصولا لعصر الأنبياء العبرانيين (حوالي 500 سنة ق.م).
وفي الفصل الأخير يحاول المؤلت تتبع تأثير الأدب المصري القديم في الأدب الفينيقي والبابلي والعبراني وبخاصة في سفر المزامير وأمثال سليمان, ومن ثَمَّ المسيحي وانتشاره في أوربا وسيطرته على جذور الحضارة الغربية المهيمنة على العالم الآن.
كم كانت مادة التاريخ في المدرسة مملة، وكم ظلمت هذه المنظومة التعليمية هذا الموضوع. كتاب ثقيل جدًا.. تعاركت معه لمدة طويلة، يحتوي الكتاب على معلومات تاريخية دقيقة تم عرضها بطريقة سلسلة فعلًا، رقي الأخلاق وتطورها وبحث مطول يفتش عن رحلة الإنسان وتحوله من حبه للقوة إلى ظهور العصر الأخلاقي. كتاب سلط الضوء على الحضارة المصرية، حيث شعر الإنسان هناك لأول مرة بنداء الضمير.
سيهز هذا الكتاب القارئ الواعي في مواضع عدّة، أفضل أن أبقيها مخفية للحفاظ على لذتها عند اكتشافها [بالضرورة وضع هذا الشكل ;) هنا].
على الرغم من أهمية الكتاب التاريخية بالنسبة لمصر والعالم العربي، إلا أن هذه الكتب مهملة في مادة التاريخ المدرسية، وتبقى القشور التي تتلف العقل، وتبقى المناداة بالماضي الذي لا ينفع المستقبل، هي ما تجعل مادة التاريخ في المدرسة مملة. جدًا.
المؤلف يسعى طوال صفحات الكتاب الى إثبات حقيقة واحدة : ان الحضارة الفرعونية سبقت "الأديان" و أن الديانات كلها اقتبست الوصايا و النصوص المقدسة و القيم العليا من الحضارة الفرعونية و يظهر ذلك في الالفاظ التي يستخدمها مثل "العبرانيين" و "عصر الأنبياء"
أما عن أسلوب الكتاب فهو الى حد ما ممل او غير شيق و المعلومات غير مرتبة فيتحدث مثلا عن متون الاهرام في الفصول الاولى بدون ذكر ماهية هذه الوثيقة ولا اين اكتشفت و لا متى ثم يأتي الحديث عنها عرضا في الفصول التالية
بالنسبة لي شخصيا الكتاب غير ممتع بالمرة و يجبر القارئ على تصديق "وجهة نظر" ان الحضارة الفرعونية سبقت الاديان و ايضا ان الاديان "سرقت" من الفراعنة نصوصها و ادبياتها !!!!!
فجر الضمير الكتاب تحدث عنه د\ يوسف الزيدان في فقره رحيق الكتب مع الإعلامي عمرو اديب يتحدث الكتاب عن فجر الضمير وفكره ظهوره في مصر من الاف سنين وهي من أوائل المجتمعات الذي ظهر فيها ويتحدث أيضا عن القوانين و العدل و العداله الاجتماعيه في مصر القديمه \ قرات منه تقريبا 200 صفحه وما كملته حلقه د\ يوسف زيدان كانت شامله و تم توضيح نقاط عديده من الكتاب في الحلقه
رحلة السيد بريستيد في الحضارة المصرية القديمة والتوغل في أعماقها لإثبات أن مهد الضمير والأخلاق قد نبع ونشأ وتطور خلال مراحل تلك الحضارة وقد يتصور البعض أن الأمر موثق وهو ما حاول الكاتب فعله ولكن لن نغض الطرف عن ملاحظة الكاتب في مقدمة الكتاب بأن دراسة الحضارة المصرية القديمة هي أشبه بالسير في صحراء شاسعة كل فترة يظهر لنا دليل ما وبعدها تعود الصحراء لتسيطر على المشهد وبعدها يظهر دليل آخر وعلى الباحث ربط تلك الأدلة كما يراها.
وهذا الأمر هو ما يضعنا أمام دراسة ليست وافية لأن منذ كتابتها وحتى الآن بالتأكيد قد ظهرت دلائل أخرى قد تؤكد أو تنفي ما ذكره الكاتب أو على الأقل تغير من طريقة الربط التي طرحها.
إجمالاً الكتاب مميز وبالتأكيد شيق ولكن قد يرى البعض وجود بعض الفصول ليست بالقدر الكافي من الأهمية والتي أحياناً تصيب القارئ بالملل.
استمتعت بذكر الكاتب لبعض المخطوطات والروايات واشكال الحياة المصرية القديمة ولم اشعر بذلك في أجزاء الربط بين الأديان ومظاهر الاخلاق في تلك الفتره لإحساسي أن الأمر مفتعل وليس بالقدر الكافي من الاقناع (وقد يختلف معي بعض القراء).
المجهود المبذول في هذا الكتاب يحترم جدا جدا واتمنى ان يقوم أحد ما من دارسي الحضارة المصرية القديمة بإعادة صياغة الفكرة مع الاكتشافات الحديثة سواء بتأكيد وجهة النظر أو ذكر وجهه نظر أخرى.
هذه دراسة جيدة ولكنها قديمة بعض الشيء لتاريخ تطور الافكار الاخلاقية في مصر القديمة، ولذلك فالمضمون العام للدراسة صحيح وهو السبق الإنساني لتطور الأخلاق حول وادي النيل في مصر عند المقارنة بأمم أخرى متقدمة في الشرق، فخصوصية الحياة حول وادي النيل في عصر ما قبل التاريخ والتي مهدت للإنسان الفرصة الأولى للتوطن بمعنى الارتباط بمكان محدد والاستقرار الدائم فيه بعد حياة الانتقال، ثم اكتشاف الزراعة، وتكوين القرى، ثم توحيد الدولة؛ كل ذلك مهد لتكوين الأفكار الخلقية واستقرارها في المجتمع.
"لحد هنا وماشي"، لكن اسم الكتاب هو فجر الضمير، فإن الكاتب يعتبر أن الضمير وُلد مع بداية الكتابة عنه أي منذ 5000 سنة، وهذا ما يصرح به في الكتاب في أكثر من موضع. إلى أي مدى يمكننا أن نطمئن لهذه الفكرة ؟ وما الذي نقله الكاتب لكي يفيد هذا الرأي؟ لا شيء. فبلا شك نحن نعرف أن الإنسان استطاع أن يستخدم القوة في تلبية احتياجاته كاستخدامه للنار وصناعته للأسلحة قبل أن يملك القدرة على الحديث أو الكتابة عنها، فلماذا لا يكون الأمر كذلك مع الأخلاق؟ غير أن الفارق الوحيد أننا الآن نملك أدلة أثرية على استخدام النار وعلى صناعة الاسلحة، بينما لا نملك دليلا قبل عصر الكتابة على الأخلاق. لكن هذا طبيعي لأن تتبع أدلة من هذا النوع لن يكون بسهولة تتبع الأدلة المادية حول الأمور الأخرى. إن الإيمان بالفكرة ينشأ قبل القدرة على الحديث عنها، وإن تتبع أصل الأخلاق قد يحتاج إلى أكثر من اكتشاف النقوش والكتابات، بل قد لا يكون في مقدورنا تتبعها حتى نقول في يقين إن هذا هو أصل الأخلاق. لذلك فهذا البحث لا يتتبع فجر الأخلاق ولكن يتتبع الفجر الذي بدأت فيه الأخلاق تعمل كقوة اجتماعية.
والأدلة الأثرية المكتشفة تشير إلى أن أقدم أفكار خلقية ظهرت في كتابات عمرها حوالي 3000 عام قبل الميلاد، وتطور على أثر ذلك مفاهيم مثل الحق والعدالة، وبر الوالدين والإخوة على طول فترة نمو الحضارة المصرية حتى اضمحلالها في منتصف الألف الأخيرة قبل الميلاد. وعند المقارنة بحضارات أخرى عظيمة مزامنة كحضارة بابل وفقا لما جاء في الأدلة الأثرية لها نكتشف تقدما واضحا للمصريين في الفكر والثقافة والفن على نظرائها.
أما عن الحضارة العبرانية والتي نشأت حوالي القرن السادس قبل الميلاد، فيتتبع المؤلف تأثير التراث الخلقي المصري على التراث العبراني الذي حُفِظ ووصل إلينا في صورة التوراة، عن طريق مقارنة النصوص ليكشف درجة عالية من التأثر وصلت في بعض الأحيان إلى الاقتباس المباشر، كما في المقارنة بين أقوال الحكيم أمنيموبي المصري وسفر الأمثال العبراني مثلا. وعموما فإن آثار تأثر الحضارات الناشئة بالشام مثل الفينيقية والآشورية هو أسبق من نشأة الحضارة العبرانية والتي هي آخر هذه الحضارات ظهورا. ولكن يبدو أن المؤلف يركز على الحضارة العبرانية لأن تراثها وصل إلينا في صورة كتاب بينما ذلك لم يحدث في غيرها، كما أن هذا الكتاب تم اعتباره أساس الأخلاق الإجتماعية للإنسان، فالمؤلف هنا يتتبع أصول هذا الأساس.
بقي أن أقول إن المترجم سليم حسن يبدي في مقدمته ميولا قومية تجعلني أقلق بعض الشيء عن مدى مراعاة الدقة في ترجمته، إذ أن الموضوع عنده بالأساس بمثابة انتصار قومي لوطنه الذي هو مهد الأخلاق. فكم من كلمة وكم من تعبير تم تفضيله على غيره لكي يفيد قصد المترجم بدرجة أكبر؟ مع العلم بأن المترجم قام بتحريف الترجمة في موضعين أشار لهما في الهامش، معللا ذلك بأن الترجمة الدقيقة تخالف عقيدته... كذلك بحثت عن الأصل الانجليزي كي اعود إليه عند الحاجة فلم أجد، فمن يصل النص الاصلي للكتاب، فليصلني به!
عموما الكتاب جيد، لكن يجب مراعاة أنه قديم نسبيا، وكذلك فالكتاب يدرس تطور الأخلاق كقوة اجتماعية، لا ظهور الأخلاق كوجدان داخلي في الأنسان كما يبدو من اسمه.
فجر الضمير الكتاب الاكثر شهرة ما بين كتب عالم الاثار والمصريات الامريكي جيمس هنري بريستد ....الكتاب تقيل ودسم ومليان معلومات ومش اي حد يقدر يقراة الا اذا كان متخصص او محب للتاريخ....ولازم تقف عند كل فقرة لقراءتها مرة واتنين لاستيعابها في البداية حطيت نفسي في تحدي اني اخلص الكتاب في خلال خمس ايام لكن فشلت فية وخلصت الكتاب بعد 25 يوم...... ومعتقدش ان اي ريفيو هيوفية حقة ابدا ان ابرز مقومات اي حضارة هو الضمي�� او الوازع الخلقي عند الانسان وفي هذا الكتاب استطاع بريستد ان يثبت ان الضمير الانساني ولد في مصر قبل باقي الدول الاخري يبدا الكتاب بفجر الانسان وبداية حياتة وهو محاولة البقاء علي قيد الحياة باستخدام احد اشهر الاساليب وهو يدة من اجل قتل الاخر والذي يحاول معاداتة دون ان يفكر في استخدام عقلة من اجل ردع الاخر فيقول بريستد " تطالعنا الصدف احيانا في بعض بقاع اوروبا بوجود اثرين متجاورين بصورة غريبة احدهما يمثل التاريخ القديم والاخر التاريخ الحديث اي اقدم عصر واحدث عصر في تاريخ البشرية "ونستطيع ان نجد البلطة وهي اقدم ما صنعة اجدادنا المتوحشين من الاسلحة والتي بها يستطيع ان يهشم جمجمة خصمة وهي تجاور الشظايا المسننة لقذائف الفولاذ والتي صنعها نسلة المتحضر من اجل ان ينسف عدوة وكأن التاريخ يكرر نفسة وياخذنا بريستد في رحلة عبر التاريخ المصري القديم والمعتقدات المصرية القديمة مثل الحياة بعد الموت وانتشار السحر والسحرة بالاضافة لعقيدة التوجيد ومرورا بعصر الاسرات القديمة وملوكها اخناتون وتوت عنخ امون وامنمحات الثالث بيبدا الكتاب بمحاولة الانسان فهم الكون وحيث انة لا توجد قوة اثرت في حياة الانسان مثل قوة "الدين " في البداية التاثير بسيط لكنة قوي واصبح الوازع الديني هو المسيطر الاول في كل حين فما يولدة الدين سواء من مخاوف عما بعد الموت او حتي من امال وكل هذا جعل الدين هو الشغل الشغل وهو رقم واحد في حياة الانسان والاراء القديمة عن الالة ليست الا تعبيرا عن افضل ما احس بة الانسان وتخيلة ممثلا في ارقي كائن تصورة
وحيث ان الشمس والنيل كانتا من اقدم الظواهر الطبيعية تاثيرا في حياة الانسان فاختار الانسان ان يجعل كلاهما الة فاختار للشمس الاسم رع والة الخضرة او النيل اوزير ثم يقودنا بريستد لرؤية متون الاهرام وهي مجموعة نصوص دينية كتبت باللغة المصرية القديمة او تعاويذ وادعية وصلوات بغرض حماية الفرعون ومساعدتة في حياتة الجديدة بعد الموت وبالطبع من شدة ثقة الناس في مثل هذة التعاويذ استغل الكهنة الامر كفرصة لا حد لها من اجل الكسب في استغلال واضح لسذاجة الانسان او احتياجة لصلوات الكهنة وقد ظهرت ايضا نصائح بتاح حتب والتي تصلح لكل عصر وايضا في حكم امينوبي المصري وهنا جدير بالذكر ان بريستد ابرز مدي التشابة بين هذة الحكم وبين سفر الامثال في العهد القديم اما عن بدايات الضمير فاعتقد يمكن تلخيصها في عنصران رئيسيان وهما ....(بحسب رأيي) الاول هو الاسرة فمعني الاسرة عند الانسان القديم كان عظيما ومؤثرا او بمعني ادق اهتمام الرجل باسرتة ولد عندة الدفع العاطفي لحماية الاسرة والابناء من اي مخاطر وولد بداخلة ضميرا يقظا يفرق بين الصواب والخطأ والثاني ان الوازع الداخلي عند الانسان نما في الاصل من المؤثرات الاجتماعية ثم زاد تطورة خلال قرون مضت في التفكير العميق وقد صار الانسان يعترف بانة تحفظ او امر من الالة نفسة او كما يقول بريستد "" صار الضمير هو صوت الالة دون ادني شك "" وختم بريستد الكتاب بملحق صور لملوك الاسرات واهم البرديات وبعض الهة المصريين القدماء اخيرا الكتاب ممتع ومشوق لكنة بالتاكيد ليس بالسهل الهين ويجب علي كل مصري قراءتة بل دراستة
الحضارة المصرية، بفخامتها وعزها مقدمة في هذا الكتاب بأدق التفاصيل. يركز الكاتب على الديانات المصرية وتاثيرها على تصرفات البشر آن ذاك، وان الاحساس بالضمير ظهر للمرة الأولى آنذاك. قدم التطر الزراعي والاقتصادي والمعاملات الاجتماعية عبر الزمن في تلك الفترة الفرعونية محددا الفترات حسب حكامها، وقام الكاتب بربط القيم في الديانات الفرعونية بما جاءت به الديانات السماوية، أي ان الكاتب هنا يسند كل ما هو على الكوكب من تطور للعقل الفرعوني، علما ان هذا خطأ، فهو تجاهل الحضارة البابلية التي تظاهي بقوة الحضارة الفرعونية في كل المجالات، دون ان ننسى كل الحضارات الاخرة التي ظهرت قبلهما وبعدهما. فالعملية عملية تكامل مترابط، لا انفصال تام بين الحضارات. الديانات السموية منزهة على أن تكون مشتقة من ديانات فرعونية او غيرها، فهي منزلة من عند الله سبحانه وتعالى خالق الكون، إذا فالاجر هو القول أن الديانات في الحضارات المختلفة مستنبطة من الديانات السموية بتحريفات عديدية. الضمير هو أساس الاخلاق، فالانسان كونه مؤمنا أو لا دينيا، يبقى الضمير يرشده لعمل الخير، صحيح أن الديانات خصوصا السماوية، تشمل العديد من القيم التي توجه الضمير إلى الطريق الصحيح، علما أن هنالك فئة يطلق عليها مؤمنين بالله ورسله لكن ضمائرهم ميتة وسعون للخراب. السؤال الذي يتكرر على ذهني مالشيء الذي يحي أو يميت الضمير حقا؟؟ وأن الضمير العربي من الحضيض الذي وصلت له الأمة؟؟ كتاب جميل، مثقف، يقراء بتحفظ.