Jump to ratings and reviews
Rate this book

الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان

Rate this book
نبذة النيل والفرات:
تشكل الفلسفة المادية البنية الفكرية التحتية أو النموذج المعرفي الكامن للعديد من الفلسفات الحديثة: الماركسية والبرجماتية والداروينية، كما أنها تشكّل الإطار المرجعي الكامن لرؤيتنا للتاريخ والتقدم وللعلاقات الدولية. وقد ارتبطت الفلسفة المادية في عقول الكثيرين بالعقلانية والتقدم والتسامح.. الخ. وقد هيمنت هذه الفلسفة على النخب الثقافية والفكرية لزمن ليس بقصير.

هذا الكتاب يقدم نظرية نقدية لهذه الفلسفة، فيحلل نموذجها المعرفي المادي، ويدرس تجلياته النظرية والتاريخية المختلفة. فيقدم توضيحاً لماهية الفلسفة المادية وسرّ جاذبيتها، ثم يبين مواطن قصورها في تفسير ظاهرة الإنسان.

وهذه الدراسة، شأنها شأن معظم دراسات المؤلف الصادرة في الآونة الأخيرة، تستخدم النموذج المعرفي المادي في حدّ ذاته، ثم في تجلياته النظرية والتاريخية المختلفة. وبالتالي فالدراسة لا تأخذ خطاً مستقيماً تراكمياً، وإنما تأخذ شكل بؤرة (النموذج التحليلي)، تتفرع منها وتعود إليها كل الموضوعات.

هذا وتنقسم الدراسة في هذا الكتاب إلى ثمانية فصول: خصص الأول منها لتعريف الفلسفة المادية وسرّ جاذبيتها ومواطن قصورها، كما يعرض الفصل نفسه، في بدايته للظاهرة الإنسانية وسماتها الأساسية. ويقوم الفصل الثاني بتوضيع الفروق الأساسية بين الظاهرة والظاهرة الإنسانية وفشل الفلسفة المادية في تفسير ظاهرة الإنسان، بل ويذهب هذا الفصل إلى أن هذه الفلسفة تشكل هجوماً على الطبيعة البشرية.

ويتناول الفصل الثالث دراسة مفهوم العقل، فيبين أن العقل في حدّ ذاته مفهوم عائم غائم وأن المهم هو النموذج الكامن وراء العقل، وانطلاقاً من هذا التصور تحاول هذه الدراسة حصر أهمّ سمات العقل المادي، كما تحاول توضيح الفرق بين العقل الآداتي والعقل النقدي، وتناول الفصل الرابع معالجة بعض التجليات التاريخية للفلسفة المادية، فيبين أن العلمانية الشاملة والإمبريالية والداروينية هي كلها تجليات متنوعة للفلسفة المادية.

أما الفصل الخامس فيتناول الترشيد أو العلمنة بمعنى إعادة صياغة المجتمع والإنسان في الإطار المادي، وكيف أن هذا يؤدي في نهاية الأمر إلى تنميط الحياة ووهم التحكم الكامل فيها. والفصل السادس هو امتداد لهذا الفصل، فنهاية التاريخ هي، في واقع الأمر، النقطة التي يتخيّل البعض أنها النقطة التي يتم التحكم فيها في معظم جوانب الحياة، بحيث يصبح المجتمع كالآلة الرشيدة، يوتوبيا تكنولوجية. وقد ميزت الدراسة في الفصل الثاني بين المساواة والتسوية على المستوى النظري. والفصل السابع هو محاولة لتطبيق هذا المفهوم على ظاهرة العنصرية الغربية. والفصل الثامن والأخير يبين كيف أن الرؤية المادية هي رؤية إبادية في جوهرها، ويطبق الفصل هذا التصور على ظاهرة الإبادة لليهود، وغيرهم من الأقليات.

240 pages, Paperback

First published January 1, 2002

Loading interface...
Loading interface...

About the author

عبد الوهاب المسيري

108 books6,638 followers
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).

وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).

ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال

قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
496 (48%)
4 stars
331 (32%)
3 stars
123 (12%)
2 stars
39 (3%)
1 star
25 (2%)
Displaying 1 - 30 of 176 reviews
Profile Image for Araz Goran.
841 reviews4,467 followers
December 8, 2019
كتاب رائع ومهم جداً ومدهش في طرحه وأسلوبه.. من أجمل ما قرأت في الفلسفة ومن أكثرها موضوعية ودقة في شرح والتنبيه والنقد على الفلسفة المادية وعلاقتها بالوجود الإنساني وقيمها ومآلاتها وصداها على مرحلة مابعد الحداثة..


المسيري - رحمة الله عليه - أنجز وأوجز في هذا الكتاب وتوغل في عمق المذاهب والفلسفات المادية الحديثة لا من حيث المضمون الفلسفي فقط، بل حتى من خلال النتائج المترتبة عليها والتي كانت واضحة المعالم في القرن المنصرم وتعرية كل الأفكار والمذاهب سواء التي تعلن إلحادها الصريح أو المتسترة بثوب العلمانية والتي تسير بالإنسان نحو طريق إعادة إنتاجه بشكل مستمر كوسلية، لا كقيمة وغائية ومكانة خاصة في هذا الوجود ..


القراءة الأولى للمسيري وبداية موفقة جداً لي مع هذا المفكر الفريد ، رحمة على روحه رحمة واسعة..
Profile Image for تسنيم.
269 reviews347 followers
August 2, 2016
هذا الكتاب مهم ورائع ومبهر جداً ..
بالنسبة لي اول كتاب للمسيري
المعلومات الي فيه وتحليلها جميل جداً .. قراءتي للكتاب كانت بسبب تقديم المسيري لكتاب بيجوفيتش الإسلام بين الشرق والغرب!
ببساطة قمت بإغلاق الإسلام بين الشرق والغرب واستعارة كتاب المسيري من الجامعة والبداية به :)))
فاق كل تصوراتي! .. للأمانة أعلم أن المسيري فذ لكنه دهشني من قدرته العالية على التحليل بشكل بالنسبة لي كمبتدئة في بناء معارفي جميل
هو البداية فحسب والشيخ أحمد سالم كان اقترحه كذلك في قائمة الكتب المهتمة بهذا الموضوع .. هذا الكتاب هو بدايتي لما مثله
"الحداثة وما بعد الحداثة" .. للمسيري أيضا
الإسلام بين الشرق والغرب لبيجوفيتش
ثلاثية سيولة زيجومينت + الأخلاق في الحداثة السائلة
ولهم ما بعدهم :)))
اللهم ارض عن المسيري - طيب الله ثراه - !
من الكتب التي أعتز بها :)
Profile Image for Arakah Mushaweh.
97 reviews640 followers
April 3, 2013
حين بدأ شغفي بفكر المسيري في العام الماضي .. تمنيّت بصدق أن أحصل على كتاب الفلسفة
لعلمي أنه من أجود ما كتب المسيري " وما أجود ما كتب هذا الرجل " ..
لم يتوفر الكتاب على الانترنت أو في المكتبات بسهولة ..
فقط في لحظة ربانية .. أثناء تدريبي في مكتبة الجامعة حصلت على هذا الكتاب .. فاقتنيته ونسخته واحتفظت به إلى الأبد إن شاء الله :)
وكانت سعادتي كبيرة في إعادة قراءة الكتاب والتلذذ بقرائته على مهل كي أتشرّب الأفكار شيئاً فشيئ ..
خاصة وأن مشواري في كتاب " رحلة الفكرية " قد انتصف لكني توقفت عمداً كي أقرأ عدة مؤلفات للمسيري رحمه الله ثم أعود إلى الإطار العام الفكري
للرجل في كتاب " رحلتي الفكرية " ..
وإنتاج المسيري انتاج قد يصح أن نصفه بالدائري إذ ترى أن ثمة مصطلحات أساسية ومحاور تتكرر في طرحه رحمه الله .. في كل كتبه .. لأنها مركز تفكيره وبحثه
الانسان هو النقطة التي ينطلق منها المسيري دائماً .. وهي النقطة التي يعود إليها .. وفي هذا الكتاب دراسة شاملة ووافية لفلسفة تفكيك الإنسان عبر الحضارة المادية
التي سيطرت على هذا العالم .. ولم تستثني أحداً حتى الغربي الذي من المنطقي أن تخدمه .. لكن لأنها حضارة عدمية لم تتبنّى يوماً إلا آلية السوق والمصنع لم يكن في
وسعها إلا تتجاوزه كي تحقق مصالحها في لحظات وصفها المسيري بلحظات سنغافورية " الانسان الاقتصادي " / تايلاندية " الانسان الجسماني " / نازية " صهيونية "الانسان المادي" "
بالطبع المسيري يقوّض للأفكار الاشتراكية والعلمانية على وجه الخصوص العلمانية الشاملة التي لا تعترف إلا بمبدأ العالم الواحد وتلغي كل الثنائيات والخصوصيات ..
والفلسفة المادية هي إطار واسع وأصل الفلسفات العلمانية والالحادية والاشتراكية والليبرالية .. وأصل هذه الفلسفة المادية هو نزع القداسة عن الانسان وتسويته ومساواته بالطبيعة
والطبيعة هنا تساوي المادة تماماً ولا تختلف عنها إلا في المصطلح " مثلاً .. الانسان الطبيعي يساوي الانسان المادي وهكذا يصب القياس " ..
وهذا الكتاب دراسة للنموذج المعرفي المادي في الفلسفة المادية في تجلي تاريخي عبر الفلسفة الداروينية والنيتشوية "التي تؤسس للمعرفة العلمانية الامبريالية أي الرؤية العقلانية المادية للعالم
في إطار المرجعية الكامنة التي ترى أن مركز الكون كامن فيه غير مفارق أو متجاوز له وأن العالم بأس��ه مكون من مادة واحدة ليست لها قداسة ولا تحوي أية أسرار وفي حالة حركة دائمة لا تكترث
بالخصوصيات أو التفرّد أ المطلقات أو الثوابت ."
طبعاً الصهيونية " فكر إبادي " / النازية " فكر إبادي " / أفكار تترجم الرؤية الداروينية .. الدرواينية بدورها إطار للعلمانية الشاملة ..
طبعاً يعرّج الكاتب على نقطة مهمة وهي الترشيد في الإطار المادي .. أي إعادة صياغة الواقع المادي والانسان في ضوء المقولات المادية ..
العقل الأداتي المرتبط بالرؤية المادية وفي ضده العقل النقدي .. الرؤية العلمانية وماديتها ومساواتها للإنسان ببقية المخلوقات حتى الحيوانات .. أي سحق الجزء الذي يتمايز به الانسان على بقية المخلوقات
" الجزء المقدّس " أو النصف الرباني كما يطلق عليه بعض الفلاسفة ..
الكتاب أكثر من رائع .. وكل قارئ يتعرّض في قرائته للفلسفات الغربية بحاجة إلى أن يمر بالمسيري كي ينقّي فكره ويساعده في تصفية ما علق بقرائته من شوائب وأفكار
لا تتناسب معنا كمسلمين لن تخدمنا الرؤى المادية يوماً .. ولن تعترف ببشريتنا وإنسانيتنا ..
لأننا أخيراً بحاجة إلى علم وفكر وفلسفة تخدم الانسان الموجود بداخلنا أولاً ..
أنصحكم كثيراً باقتناء الكتاب ..
Profile Image for Mohammed.
502 reviews699 followers
June 28, 2018
هو الإنسان وليس سواه من يبحث عن مغزى لوجوده وعن نظام لحياته، وحده يسكنه ذلك الهاجس المزعج للتفكر في الأمور والبحث عن حلول وتغييرات، وياليته يرتاح بعد ذلك.

بينما توشك شمس التعصب الديني على الغروب، نجد أنفسنا على كوكب يحكمه العلم والمادة، لا يمكنك أن تجادل أحدًا في موضوع معين إلا ورفع في وجهك إحصائيات وجداول، وستسمع عبارات على من نوعية: "انا أصدق العلم" و "على عكس الدين، العلم لم يقدم للإنسانية إلا الخير". تبرز أهمية هذا الكتاب بنقده لفلسفة تكتسح الإعلام والتعليم ولا يجرؤ أحد على نقدها. في الحقيقة القليل منا فكر في أنها قد تكون غير صحيحة. شكلت فكرة نقد المادية أهمية شخصية لدي فقد لاحظت أن جزءًا كبيرا مني ينساق إليها دون وعي.

يتصدى المسيري للفلسفة المادية بمختلف تنويعاتها: الشيوعية والرأس المالية والليبرالية...إلخ. الهدف هو بيان أثرها السلبي على الأخلاقيات والروحانيات وتحويلها الإنسان إلى مجرد رقم في معادلة. وكما أن للدين استخدامات باطلة فللعلم أيضًا كذلك. من هذا المنطلق يسلط الكاتب الضوء على ممارسات النازية والصهيونية من حيث أنها مبنية على الداروينية. كما أن كثيراً من القوانين المجحفة بحق البشر مبنية على نظريات علمية وعلى مايسمى بالترشيد.

في البداية يخوض الكتاب بالقارئ معتركًا صعباً، حيث يورد العديد من المصطلحات المعقدة التي قد يجد القارئ غير المتبحر عسرًا في فهمها مثل: الغائية، السببية الصلبة، الكمونية، التفكيكية، الهيومانية...إلخ. ليس هذا موطن الصعوبة فحسب، بل الاستطراد في الكلام التجريدي دون ربطها بأمثلة من الواقع وإيراد وقائع مألوفة في الحياة السياسية والاجتماعية. يظل غياب التعريفات مفيداً للقارئ المتقصي الذي لايتواني عن مراجعة مصادر أخرى لتحقيق فهم أفضل.

بعد ذلك، يلين النص فيتحدث كثيراً عن وقائع تاريخية وأحداث معاصرة ليوضح التبعات السلبية واللاإنسانية للفلسفة المادية. استمتعت واستفدت أكثر في النصف الثاني من الكتاب.

من المهم مراجعة القيم السائدة في مجتمع ما وعصر ما. فليس كل رائج صوابًا، وليس كل مايتفق عليه الجميع صحيحًا. والأهم من ذلك هو أن لا تتخوف من أن تأخذ من كل تيار فكرة، ومن كل فلسفة نظرية، ليس عيبًا. العيب هو أخذ الشيء برمته أو رفضه بكل ماله وعليه.
Profile Image for Mohamed Samy.
208 reviews110 followers
December 22, 2020

قراءة اكثر من اربعة اشهر للكتاب رغم انه ليس صعبا ولكنى كنت اشاهد فيديوهات
للدكتور المسيرى رحمه الله والذى اعتبره كنزا كنت غافلا عنه.

بداية رغم التقلبات الفكرية التى مررت بها الا انى لم استسغ يوما العدمية والعبثية والصدفة او امكانية تفسير كل شيئ الى الفلسفات المادية.
كنت دائما اردد:


《أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ 》



نبدأ بملخص بسيط جدا جدا لافكار الكتاب :

هل الانسان متفرد بطبيعته البشرية ام مجرد عنصر مادى من عناصر الطبيعة؟
هل هناك مرجعية متجاوزة للطبيعة والمادة ام مجرد احادية مادية مسيطرة على الكون بما فيها الانسان؟

د عبد الوهاب المسيرى يشرح فى الكتاب مفهوم الفلسفة المادية والنظرة المادية للكون والانسان فى غياب المرجعية المتجاوزة والمتمثلة فى الإله وفى رأيى انه فندها تماما وفند اشكاليتها واخطاءها.

عن الانسان:
هو كائن قادر على تطوير منظومات اخلاقية غير نابعة من البرنامج الطبيعى المادى الذى يحكم جسده واحتياجاته المادية وغرائزه وهو قادر على الالتزام بها وخرقها وهو الكائن الوحيد الذى طور نسقا من المعانى الداخلية والرموز التى يدرك من خلالها الواقع.

يقول المسيرى بان هناك ادعاء لاصحاب النماذج التراكمية الآلية المادية بان هناك انسانية واحدة ترصد كما ترصد الظواهر الاخرى وبان الناس كيان واحد وانسانية واحدة خاضعة لبرنامج بيولوجى وراثى واحد عام وهو امر يتنافى مع العقل ومع التجربة الانسانية ومع احساسنا بتركيبتنا وتنوعنا الانسانى.

يتحدث المسيرى فى البداية عن المرجعية النهائية بشكليها : المتجاوزة والكامنة فالمرجعية النهائية هى المبدأ الواحد الذى نرد اليه كل الاشياء وهى المطلق المكتف بذاته و��لذى يتجاوز الافراد والاشياء والظواهر وهو الذى يمنح العالم تماسكه ونظامه ومعناه ويحدد حلاله وحرامه وهى اعلى مستويات التجريد.
• المرجعية المتجاوزة: فى النظم التوحيدية هى الإله ا��منزه عن الطبيعة والتاريخ الذى يحركهما ولا يحل فيهما ويجب ان تكون هذه المرجعية نقطة خارج عالم الطبيعة ومتجاوزة لها.
• المرجعية الكامنة : تكون كامنة فى العالم (الطبيعة او الانسان) وفى اطارها ينظر للعالم بانه يحتوى بداخله على ما يكفى لتفسيره دون حاجة للجوء الى اى شيى خارج النظام الطبيعى ففى اطار المرجعية الكامنة لا يوجد سوى جوهر واحد فى الكون مادة واحدة يتكون منها كل شيئ ومن هنا يشار الى المادية باعتبارها وحدة الوجود المادية.
وفى وحدة الوجود هناك الروحية والمادية
ويقارن المسيرى بينهم، فالاولى يحل فيها المبدأ الواحد وهو الإله يحل فى مخلوقاته ويمتزج بها ويتوحد معها بحيث لا يصير له وجود دونها ولا يصير لها وجود دونه، اما الثانية فالمبدأ الواحد هو قوانين الطبيعة او القوانين العلمية او المادية ولذا يسميها حلولية من دون اله.
وبرغم من الاختلاف الظاهر بين وحدة الوجود المادية والروحية فان بنيتهما واحدة يتسمان بالواحدية وبمحو الثنائيات والمقدرة على التجاوز.
ففى الواحدية المادية يتم الغاء الثنائيات( الخالق والمخلوق،الانسان والطبيعة، الخير والشر ،الاعلى والادنى)ويتم تطهيره تماما من المطلقات والقيم.

وفى هذا الاطار تصبح المعرفة مسألة تستند الى الحواس وحسب ويصبح العالم الطبيعى هو المصدر الوحيد والاساسى للمنظومات المعرفية والاخلاقية وترد الاخلاق الى الاعتبارات المادية (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية) .

ويستمر المسيرى فى شرح الاشكاليات فى تفسير الظاهرة الانسانية من المنظور المادى حيث يوضح بمصطلح العلم الطبيعى الذى يطلق على كل دراسة تتناول معطيات الواقع المادى بكلياته وجزئياته ووسيلة الدراسة هى منهج الملاحظة المباشرة والتجربة المتكررة والمتنوعة ويقارن د المسيرى هذا التعريف بتصرف الانسان بشكل غير منطقى من منظور البقاء والمنفعة المادية.

وفى الفصل الرابع بعنوان المادية والتاريخ
يصف المسيرى الفكر الغربى والمادى ورؤيته للتاريخ من المنظور المادي فالمنطلق العلمانى الاساسى الكامن هو وحده المطلق النهائى وهو وحده الثابت وما عداه متغير حيث ان قوانين الطبيعة او المادة فقط التى يستمد منها الانسان وحدها المعرفة والقيم الاخلاقية والجمالية.

وفى احد افضل اجزاء الكتاب بالنسبة لى ذكر المسيرى ثلاث لحظات علمانية شاملة نماذجية مختلفة وهى:
١-اللحظة السنغافورية ويظهر فيها الانسان الاقتصادى
ففى بلد صغير كسنغافورة بلا تاريخ او تقاليد حضارية او منظومات قيمية راسخة كان من السهل تحويل الانسان الى وحدة اقتصاد قادرة على الانتاج والاستهلاك والبيع والشراء وتصبح البلد كلها مجموعة من المحلات والسوبر ماركتات والفنادق والمصانع وينظر الناس الى انفسهم لا كبشر وانما وحدات انتاجية استهلاكية.
٢-اللحظة النازية والصهيونية ويظهر فيها الانسان الطبيعى المادى او الانسان كمادة محضة
وهى اهم اللحظات واكثرها مادية لانها تعبير مباشر عن الانسان المادى ،الانسان كمادة محضة وقوة امبريالية كاسحة فالمجتمع النازى كان يعد الانسان كائنا طبيعيا مرجعيته النهائية هى الطبيعة او المادة ومرجعيته الاخلاقية المادية هى ارادة القوة ولهذا نظر الى البشر جميعا باعتبارهم مادة استعمالية يمكن توظيفها ويقوم الاقوى والاصلح بهذه العملية لصالحه.
٣-اللحظة التايلاندية ويظهر فيها الانسان الجسمانى
ففى تايلاند وهى بلد اسيوى اصبح قطاع البغاء فيه من اهم مصادر الدخل القومى وتكون فيه لوبى قوى من ملوك البغاء والمخدرات واللحظة التايلاندية هى تعبير عن الانسان الجسمانى حيث يتحول الانسان تماما الى اداة للمتعة فى عصر ما بعد الحداثة والاستهلاكية العالمية.

فى الفصل الخامس بعنوان الترشيد والقفص الحديدى
حيث يتم الترشيد فى خطوتين: سحب الاشياء من عالم الانسان ووضعها فى عالم مستقل يسمى عالم الاشياء المادية وايضا سحب الانسان ذاته من عالم الانسان ووضعه هو الاخر فى عالم الاشياء.

يضرب المسيرى على الوتر الحساس ومفهوم الدولة المطلقة حيث قامت الدولة بتحديد حدودها بدقة وربطت اجزاء الوطن بشبكة مواصلات هائلة وهدمت المدن القديمة المؤسسة على اساس عشائرى وحرفى وعائلى واسست مدنا لها مركز تتفرع منه شوارع واسعة ثم تم توحيد اللغة والقوانين وترشيدها وتوحيد الرموز والمقاييس بل وتم اعادة كتابة التاريخ القومى ليعبر عن وحدة الذات القومية.. والحديث عن قيام الدولة بتحديد سلطتها المطلقة يطول وفى الكتاب شرح اوفى بكثير.

اصبح الانسان بعد كل هذا وظيفيا مجردا فى ضوء وظائفه واحتياجاته المادية وفى ضوء الوظائف التى يضطلع بها دون اى تجاوز لكل هذا، اصبح هذا الانسان هو المواطن القادر على اطاعة الاوامر التى تصدر له من السلطات، وهذا يذكرنى بما قاله قسطنطين جيورجيو فى رواية الساعة الخامسة والعشرون
"لقد اختزل الكائن البشرى في بعد واحد، من مجموع الأبعاد التى كان يتمتع بها،وهو البعد الاجتماعى، لقد تحول الى مواطن،وهذه الكلمة لم تعد مرادفة لمعنى :انسان"
وهذا ما قامت الانظمة الشمولية والنظريات والفلسفات المادية بتحقيقه ويذكر بعد ذلك د المسيرى عن ايدولوجيات ما بعد الحداثة وامبريالية عصر الاستهلاك والتى تعلن موت الانسان بعد موت الاله وتنكر وجود اى مركز وتنفى اى مرجعية من اى نوع فهى حرية كاملة وخضوع كامل لقانون لقانون الصدفة وهى منظومة فلسفية تطهرت تماما من الفلسفة والانسان والمطلقات.


فى الفصل السابع وهو فصل مهم عن العنصرية الغربية وتاريخ تطورها ففى عنصرية عصر التحديث والتفاوت حيث يتم الاصرار على ان البشر مختلفون بشكل جوهرى وان بعضهم قوى متفوق والآخر ضعيف متخلف ولكن هناك شكلا جديدا من العنصرية وهى عنصرية ما بعد الحداثة والسيولة الشاملة عنصرية التسوية بمعنى ان ثمة قانونا عاما يسرى على البشر فهم متساوون ولكن هذا القانون نفسه يسرى على الحيوانات والكائنات الطبيعية ومن ثم فان المساواة بين البشر تصل الى التسوية بين كل الكائنات فى جميع الوحوه فتسقط الانسانية المشتركة.

ختاما هذا ما يحدث الان وبضراوة ، اصبحت القيم سائلة تتغير بتغير المصلحة، اصبح فى كل مكان ما يسمى بالاقليات فاذا قمنا بتحليل الخطاب ما بعد الحداثى الخاص بالاقليات لاكتشفنا انه لا علاقة له بالتسامح او بقضية الحقوق وانما هو محاولة لهدم المعيارية الانسانية.

كل شيئ اصبح مباح ، انت حر تفعل ما بدا لك طالما تحت سلطة الدولة التى توغلت حتى وصلت الى بيتك، لا هوية للانسان.. مجرد مادة ، تحركه غريزته للجنس، لذة الاستهلاك، سلطة وسيطرة وقهر ، لا روح تسمو ولا نفس تطلب شيئا.
شذوذ ومخدرات ودعارة وتمركز حول الانثى واقليات فى كل مكان ولكل ايدولوجية توجد اقلية واصبح الانسان الفطرى غريب يصارع ما حوله مؤمنا بمركزية الله ومرجعية الاخلاق والقيم .


Profile Image for Ahmad Sakr.
380 reviews405 followers
December 24, 2017
الكتاب عميق وتقيل ومكثف جدًا.. وفيه حاول المسيري رحمه الله نقد الفلسفة المادية من كل الأوجه الممكنة تقريبا.. وأظنه قد نجح في ذلك بامتياز..
.
.
من أهم سمات فكر المسيري والتي قالها في أحد لقاءاته.. أنه يريد أن يصل الانسان إلى الله من خلال فهم الانسان لنفسه.. لذلك فهو يحاول أن يثبت احتياج الانسان إلى تقبل وجود قوة متجاوزة لعالم الطبيعة.. لا أن يتعامل مع الحياة كأنها كلها مادة وأن الكون لا خالق ولا مسير له.. وهذه واضح تمامًا في هذا الكتاب.. كذلك أثبت المسيري أن أغلب كوارث العصر الحديث أسبابها المرجعية الفكرية المادية مثل الداروينية الاجتماعية والتي هي المرجعية الاساسية للفكر الامبريالي الاستعماري الغربي والذي ادى الى احتلال العالم وإبادة عشرات الملايين من البشر بعشرات الطرق والافكار المختلفة
.
.
الكتاب جميل وانصح بقراءته بشدة ..ولكنه يحتاج إلى تركيز شديد ومراجعات أثناء قراءته..
Profile Image for هَنَـــاءْ.
342 reviews2,552 followers
April 19, 2017

هل الإنسان كائن مادي وحسب؟ هل هو جزء لا يتجزأ من هذا العالم المادي الطبيعي خاضع لقوانينه لا يملك منها فكاكاً، لا يختلف في سماته الأساسية عن الكائنات الأخرى؟ هذه أسئلة جوهرية تحدِّد رؤيتنا للكون ....


‫"فالأفراد ليسوا نسخاً متطابقة يمكن صبها في قوالب جاهزة وإخضاعها جميعاً للقوالب التفسيرية نفسها , فكل فرد وجود غير مكتمل , مشروع يتحقق في المستقبل ..."‬

‫"الإنسان قادر على إعادة صياغة ذاته وبيئته حسب وعيه الحر , وحسب ما يتوصل إليه من معرفة من خلال تجاربه."‬

‫"وفي بعض أشكال المادية لا توجد حدود للمعرفة , فكل ما هو موجود قابل لأن يعرف. أما التساؤلات الميتافيزيقية فهي ليست موجودة أو ليست موضوعاً للمعرفة."‬

‫"والمنظومات المعرفية والأخلاقية والجمالية التي تدعى المادية , ليس لها أساس مادي , فهي إفراز عقل إنساني يبحث عن الطمأنينة ويود أن يطبع الثبات على الواقع."‬

"إن الحياة النفسية الإنسانية لا يمكن دراستها من الخارج , كما أن الحقائق الطبيعية لا يمكن دراستها من الداخل , الأولى يمكن فهمها من خلال النفاذ النفسي , أما الثانية فيمكن شرحها من خلال دراسة العلاقة الموضوعية المادية."











Profile Image for Nouru-éddine.
1,306 reviews231 followers
August 15, 2024
::انطباع عام::
========
كتاب رائع رائع رائع بكل معنى الكلمة! يجمع بين بساطة التعبير وتخصص اللغة الرصينة التي يمتلكها المسيري وضبط المصطلحات بقدرة كبيرة، وفوق كل ذلك كل شيء كأنه في مكانه في ترتيب منطقي وعقلاني وهادئ جدًا. كل شيء في نقاط واضحة وم��تبة ومسلسلة. قد أوقع هذا النظام الكتاب في بعض التكرارية والإعادة والإزادة، لكن ذلك لم يضايقني على مدار الكتاب. كما جاء هذا الكتاب لي عن احتياج شديد بعد عدة قراءات لفلسفات مادية، خصوصًا بعد الانتهاء من كتاب الصفحة البيضاء لستيفن بنكر الذي تناول فيه قضية الماديين الذين يقولون بأن الغريزة لا وجود لها وأن الإنسان نتاج تجاربه الحسية فقط.
كتاب سأعود إليه مجددًا وكم أخذت من اقتباسات معلمة بالهايلايتس متنوعة الألوان غير الفواصل الملونة.
***
::في سطور::
=========
يقدم الكتاب نظرية نقدية حول الفلسفة المادية بمفهومها الشامل، فيعمل على تحليل نموذجها المعرفي المادي، ويقوم بدراسة التجليات النظرية والتاريخية المختلفة لها، ويقدم توضيحًا للفلسفة المادية وسرّ جاذبيتها بين معتنقيها، ثم يبين نقاط ضعفها في تفسير ظاهرة الإنسان المركبة. ينقسم الكتاب إلى ثمانية فصول يتحدث الفصل الأول حول تعريف الفلسفة المادية وسرّ جاذبيتها ومواطن قصورها، ويعرض الظاهرة الإنسانية وخصائصها الأساسية؛ أما الفصل الثاني يعمل على توضيح الفروق بين الظاهرة الفينومينولوجية والظاهرة الإنسانية، وعن فشل الفلسفة المادية في تفسير ظاهرة الإنسان، وفي الفصل الثالث يتناول دراسة مفهوم العقل، ويوضح أن العقل عبارة عن مفهوم عائم غائم وأن الأهم هو النموذج الكامن وراء العقل. في الفصل الرابع عمل المسيري على معالجة بعض التجليات التاريخية للفلسفة المادية، أما الفصل الخامس فعمل على إعادة صياغة المجتمع والإنسان في الإطار المادي، وأما الفصل السادس فهو عبارة عن امتداد لهذا الفصل الخامس، والفصل السابع هو محاولة لتطبيق هذا المفهوم على ظاهرة العنصرية الغربية، والفصل الثامن يبين الكاتب كيف أن الرؤية المادية هي عبارة عن رؤية إبادية في جوهرها.
***
::فهرس الكتاب::
==========
يحتوي الكتاب على ثمانية فصول وهي كالآتي:
الفصل الأول: الإنسان والمادة.
الفصل الثاني: إشكالية الطبيعي والإنساني.
الفصل الثالث: العقل والمادة.
الفصل الرابع: المادية في التاريخ.
الفصل الخامس: الترشيد والقفص الحديدي.
الفصل السادس: نهاية التاريخ.
الفصل السابع: العنصرية الغربية في عصر ما بعد الحداثة.
الفصل الثامن: المادية والإبادة.
***
::أزمة القيم::
=======
مع غياب الرؤية المطلقة في الثقافة الغربية أصبحت القيم مرتعًا لأطروحات لم تستطع الوقوف على أساس صلب يمكن من خلالها تعميم أفكارها، فالكل يسير في إطار نسبي، ولذلك فالحاجة ماسة إلى الاستناد على أساس مطلق يتناسب مع البشرية كلها، باختلاف عوارضها وصفاتها، يمكن جعله إطارًا مرجعيًا يخرج البشرية من أزماتها. وهذا لا يتسنى إلا من خلال خطاب إلهي مطلق، يحتاج إلى تنزيل على الواقع، وواقع يحتاج إلى ترشيد وتوجيه.
***
::اقتباسات::
========
"خلق العالم بالصدفة هو مجرد افتراض و تخمين وليس حقيقة علمية. ومن الاعتراضات المعروفة علي هذا الرأي أن تكون كائن كالإنسان من تلك الذرات مصادفة أكثر بعدًا من احتمال قرد يخبط علي آلة كاتبة فيخرج لنا قصيدة رائعة."

"ونحن نضع في مقابل الإنسان الطبيعي الإنسان/الإنسان، وهو إنسان غير طبيعي/مادي يحوي داخله عناصر (ربانية) متجاوزة لقوانين الحركة (التي تسري على الإنسان والحيوان) ومتجاوزة للنظام الطبيعي/المادي. هذه العناصر هي التي تشكل جوهر الإنسان والسمة الأساسية لإنسانيته وتفصله عن بقية الكائنات وتميِّزه بوصفه إنسانًا."

"الظاهرة الإنسانية مكونة من عدد غير محدود تقريبًا من العناصر التي تتميَّز بقدرٍ عالٍ من التركيب ويستحيل تفتيتها لأن العناصر مترابطة بشكل غير مفهوم لنا. وحينما يُفصَل الجزء عن الكل، فإن الكل يتغيَّر تمامًا ويفقد الجزء معناه. والظاهرة الإنسانية توجد داخل شبكة من علاقات متشابكة متداخلة بعضها غير ظاهر ولا يمكن ملاحظته."

"العقل المادي عقل عنصري غير قادر على إدراك الكليات (إلا الطبيعة/ المادة)، ولذا فهو يسقط مفهوم الإنسانية المشتركة، فهو مفهوم مرکب لا يمكن قياسه. وبدلا من ذلك، يتأرجح العقل بين قطبين متنافرين: عنصرية التفاوت، وعنصرية التسوية. فالعقل المادي قادر على رصد الاختلافات الجوهرية بين الناس، فيؤكد التفاوت بينهم، أو على النقيض من هذا هو قادر على أن يرصد البشر باعتبارهم كيانات بيولوجية وحسب، ومن ثم لا توجد أي اختلافات كيفية بين كل الأفراد وبين الإنسان والحيوان، فالإنسان شأنه شأن الحيوان، بمجموعة من الوظائف البيولوجية والكيميائية، وعدد من الغرائز والتفاعلات الحتمية، ولذا فإن العقل المادي لا يسوي بين كل البشر وحسب وإنما يسوي بين كل البشر والحيوانات."

"إن مشروع الدولة القومية المطلقة الترشيدي التحديثي مشروع متكامل ولذا كان لابد أن تصطدم بالدين، إذ لايمكن أن يتعايش داخل المجتمع مطلقان فهذا تحد للأحادية، ولذا لابد أن ينكمش أحد المطلقين ويُهمش أو يُلغی، خصوصا أن الدين يدور حول مطلق متجاوز غير طبيعي وغير مادي وغير رشيد بالمعنى المادي، ومن ثم فهو يتحدى المرجعية المادية – ومن هنا يتم تهميش الدين ليصبح شأنا خاصا، ولتظل الدولة هي المطلق الأوحد ومصدر القيمة، وحتى يدين المواطن لها وحدها بالولاء ويتلقى منها الأوامر لتحقيق مصلحتها العليا."

"والفكر الصهيوني، مثله مثل الفكر النازي، هو ترجمة للرؤية الداروينية، فالصهاينة قاموا بغزو فلسطين باسم حقوقهم اليهودية المطلقة التي تَجُبُ حقوق الآخرين، كما أنهم جاءوا إلى فلسطين ممثلين للحضارة الأوربية ويحملون عبء الرجل الأبيض. وهم، نظرًا لقوتهم العسكرية، يملكون مقدرة أعلى على البقاء. أي أنهم جاءوا من الغرب مسلحين بمدفعية أيديولوجية وعسكرية داروينية علمانية ثقيلة، وقاموا بتسوية الأمور من خلال الموقع الدارويني النيتشوي فذبحوا الفلسطينيين وهدموا قراهم واستولوا على أراضيهم، وهي أمور شرعية تمامًا من منظور دارويني علماني، بل وواجبة."

"ويظهر أن الفكر العلماني الشامل ليس فكرًا تفكيكيًا بطبيعته وحسب وإنما هو فكر تقويضي كذلك. وفكر إبادي."
*.*.*.*.*



Profile Image for عزام الشثري.
545 reviews661 followers
November 25, 2024
قلم عمّنا الدمنهوريّ اللذيذ يتجلّى مجدّدًا
ويضمّ الأفكار الغربيّة في إطار الفلسفة المادية
فيشرحها بطريقته المعتادة عمقًا وسهولةً وأُنسًا
.
تجده يسخر من إنسان الإنتاجيّة واللذّة والكفاءة
التي أنتجت اللحظة السنغافوريّة والتايلنديّة والنازية
حيث صار الإنسان مجرّد وحدة اقتصادية للناتج المحلّي
وصار تدريجيًّا لا شيء أقدس ولا أكرم من التسليع والبيع
فإن كان معيقًا لنموّ الموازنة العامّة للدولة يُتخلّص منه
سواءً بالتسخين كمحارق اليهود أو التبريد كدور المسنّين
وكلّها شديدة الانسجام مع الداروينيّة والرأسماليّة
.
قد تحملك قراءة الكتاب على التساؤل
هل نقد الفكر الغربي مجرّد رصد لآثار الكفر؟
مع بعض الإيحاء باستثنائيّة خطورة الكفر المعاصر
وكأن كفر الجاهليّة ساذج بريء غير متماسك فكريًّا
Profile Image for Mohamed.
887 reviews892 followers
September 17, 2020


ينطلق المسيري هنا والهدف الرئيسي له هو تقديم الأساس الفلسفي للمادية وكيف أن هدفها النهائي هو نزع كل مقدس من الإنسان وتحويله إلي شئ وتشيؤ الإنسان هنا له صور مختلفة فمنه تقديم صور نمطية عنه أو تقديمه باعتباره جزء غير مميز فى هذه الحياة وبالتالي يخضع للقوانين المادية البحتة ولا يجب هنا للإنسان أن يلتزم بأي شئ فلا قيد عليه سوي قوانين الطبيعة . تتغير المذاهب ولكن تظل كل المذاهب المادية تدور حول فلك الفلسفة المادية وتظل محاولة تفكيك الإنسان الي عناصر أولية بحيث يكون الانسان هنا ليس الا مجرد مجموع أجزاءه، أحياناً البيولوجية كما فى النسخة الماركسية بحيث يكون الإنسان حيوان اقتصادي تدور حياته حول مفاهيم الانتاج والقيم الاقتصادية المختلفة وتكون احتياجاته البيولوجية هي الحافز الأول والأخير له أو فى حالة الرأسمالية التي تدور حول الانسان الاقتصادي ولكنه يتدحرج بين هذا الساعي الي تراكم رأس المال وحركة السوق وما بين ذاك الانسان الذي يعيش ليستهلك وهنا يكون الانسان هو حيوان مستهلك.

يضع المسيري كل هذا فى مقابل القيم المتجاوزة للانسان والتي يوضحها الدين بأن الانسان متجاوز وأنه أكثر من مجرد مجموع أجزاءه وأن الاخلاق والجزء الروحي من الانسان يجعل من الانسان مميزاً وهو ليس حيواناً مفكراً. يضع المسيري العلم فى موضعه الصحيح فهو لابد من أن يخضع للقيم ولا يترك بدون رقابة متجاوزة فهنا قد يحدث أن العلم يصبح غاية فى حد ذاتها ويصبح التقدم العلمي واستخدام التقانة منفصلاً عن القيمة وهذا ما استخدمته النازية فى ادارة معسكرات الاعتقال مثلاً والتي بنيت وتمت ادارتها بشكل علمي دقيق ليمكن السماح للابادة الجماعية للفئات غير المرغوب فيها. وأتاحت الفرصة للعلماء الالمان لتجربة كل شئ علي الانسان وكانت النتيجة تلك التجارب الفظيعة التي خرجنا بها. والنازية كما هي الصهيونية عند المسيري انما هي لحظات نماذجية أي اللحظات التي يتجلي فيها النموذج الفلسفي للقيم المادية الغر��ية فى صورة مثالية وواضحة. مورست تلك الممارسات ضد شعوب مختلفة من قبل المستعمر الغربي لكن النازية شكلت تلك الأزمة لأنه للمرة الأولي تصبح الضحية داخل أوروبا مما شكل صدمة كبيرة كما مثلت استخدام الألمان للادوات العلمية وأحدث ما توصلت إليه تقنياتهم فرصة أكبر لاحداث فارق فى تحقيق أهداف النازية وذلك قبل أن تتحد ضدها بقية الدول الغربية حتي أزاحتها. كل هذا هو ناتج عن كون الممارسات ناتجة من الداروينية وتطبيقها علي البشر تحت مسمي الترشيد وادارة الموارد بكفاءة والتخلص من الأشخاص غير المنتجين وبدون أخلاق هنا تبدو المشكلة مجرد مشكلة تقنية فنية يجب حلها عن طريق ادارة عملية تخلص من تلك العناصر بكفاءة وهو ما حاولت النازية فعله بالفعل.

كتاب ممتع أخر للمسيري وفيه اوجه كثيرة لم أذكرها هنا ولكن قراءة الكتاب تولد الكثير من المعرفة الذاتية بتعبير المسيري وتوضح الكثير من الاشكالات الملتبسة حول مصطلحات مثل الغنوصية وتوضيح ان فى الفلسفة المادية فلا يوجد حدود للمعرفة الممكنة فكل ما هو موجود قابل لأن يعرف وأنه ليس هناك عالم غيبي وكل التساؤلات الميتافيزيقية الناتجة عن وجود مثل هكذا عالم فانها ليست موضوعات للمعرفة أو ليست موجودة من الأساس. ومحاولات بعض المنظومات المادية أن تضم فى أسسها بعض الأخلاق والمعايير الجمالية فإنما تقدم ديباجة ليس لديها أساس مادي وإنما هي مجرد بحث إنساني عن الطمأنينة فى خضم عالم يحكمه اطار فلسفي لا يوجد فيه ثبات علي الواقع فكل شئ قابل للتغيير لحظياً وأن ثقافة دعه يعمل دعه يمر تصبح كينونة الحياة المادية نفسها. فلا وقت لأي شئ عميق لأن الاستهلاك هو الهدف وتجربة الجديد وخوض المغامرات الصغيرة والابتعاد عن القضايا الكبري والعالم تسوده الحكايات الصغيرة ولا يمكن الاهتمام بقضايا أكبر من الشخص نفسه.
Profile Image for Kinda.
89 reviews194 followers
October 30, 2012

حسنا"

إنه ليس كتابا" سهلا" تقرأه و أنت مسترخيٍ, فهو يحتاج منك أن تحشد تركيزك وتتحلى بشيء من الصبر, فله جمالية متصاعدة و الفصل الأخير (المادية و الإبادة) يقدم لك الكثير من التفسيرات و الإجابات .
بعض ما ورد في هذا الكتاب ستجد المسيري يتحدث عنه في كتب أخرى من مثل الصهيونية و النازية ونهاية التاريخ
يعرض الكاتب فيه معالم الفلسفة المادية ويناقشها ويرى بأنها فشلت في تفسير ظاهرة الإنسان باعتباره ظاهرة مركبة


فيقول


" و المحاولة الوضعية السلوكية لوصف عالم الإنسان من خلال سلوكه البراني محكوم عليها بالفشل ومحكوم عليها بأن تظل سطحية تافهة, فهي بإصرارها على ضرورة الشرح البراني الموضوعي ستستبعد قضايا إنسانية أساسية مثل انشغال الإنسان بمصيره وتجربته في الكون و إحساسه بالاغتراب . ولكن هذا لا يعني أن السلوك الإنساني لا يخضع لأي سببية, وإنما يعني أن الرصد البراني لا يكفي, و المطلوب هو عملية تفسير من خلال الفهم العميق و التعاطف المستمر و الإدراك المبدع لتركيبة الدوافع الإنسانية و غموضها "



"تؤكد العقلانية المادية عناصر التجانس و التكرار و الكم و السببية و الآلية, و لذا فهي تتسم بمقدرة عالية نوعا" على رصد حركة الأشياء و دراستها, فالعقلانية المادية تتحرك في إطار الواحدية المادية التي تخضع لها الأشياء, أما الإنسان فهو ظاهرة تتجاوز حدود الواحدية المادية . ولذا فإن سلوكه, سواء في نبله أو ضعته, في بطولته أو خساسته, ليس ظاهرة مادية محضة, وانما ظاهرة مركبة لأقصى حد"



"و الفلسفات المادية تدور في إطار المرجعية المادية, ولذا فإنها ترسم صورة واحدية للإنسان, إما باعتباره شخصية صراعية دموية قادر على خرق كل الحدود و على إعلاء إرادته وتوظيف قوانين الحركة لحسابه, أو باعتباره شخصية قادرة على التكيف مع الواقع و الخضوع لقوانين الحركة . وهذه صورة مستقطبة غير حقيقية :
أ‌) فالصورة الأولى تفشل في رصد تلك الجوانب النبيلة في الإنسان مثل مقدرته على التضحية بنفسه من أجل وطنه أو من أجل أبيه و أمه, ومقدرته على ضبط نفسه من أجل مثل عليا.
ب‌) الصورة الثانية تؤكد أن الإنسان غير قادر على الثورة و التجاوز . وبالفعل, يلاحظ في العصر الحديث هيمنة نظم سياسية تسيطر عليها رؤى تكنوقراطية محافظة. ومع هذا, لم تنجح المادية تماما" في قمع الإنسان وتسويته بالأمر الواقع . فالإنسان لا يزال غير راضٍ, قلقا" إن لم يعبر عن قلقه عن نفسه من خلال الثورة الناضجة فهو يعبّر عن القلق نفسه بأشكال مرضية ."



" المادية تفشل في تفسير إصرار الإنسان على أن يجد معنى في الكون ومركزا" له, وحينما لا يجد معنى له فإنه لا يستمر في الإنتاج المادي مثل الحيوان الأعجم, وإنما يتفسخ و يصبح عدميا" ويتعاطى المخدرات وينتحر ويرتكب الجرائم دون سبب مادي واضح . و قضية المعنى تزداد حدة مع تزايد إشباع الجانب المادي في الإنسان, فكأن إنسانية الإنسان لصيقة بشيء آخر غير مادي "



ثم يقدم المسيري ترجمة للرؤية المادية في التاريخ ( الداروينية الاجتماعية) و( العلمانية الشاملة )و( الرؤية العلمانية الإمبريالية )
يقول



"و قد وُظفت الداروينية الاجتماعية في تبرير التفاوت بين الطبقات داخل المجتمع الواحد وفي الدفاع عن حق الدولة العلمانية المطلقة و في تبرير المشروع الإمبريالي الغربي على صعيد العالم بأسره . فالفقراء في المجتمعات الغربية و شعوب آسيا و افريقية ( الضعفاء على وجه العموم ) هم الذين أثبتوا أن مقدرتهم على البقاء ليست مرتفعة, و لذا فهم يستحقون الفناء أو على الأقل الخضوع للأثرياء و لشعوب أوربة الأقوى و الأصلح " ص99



ويرى المسيري أن الفلسفة الداروينية هي أكثر الفلسفات أثرا" على العصر الحديث , كما أنها بلورت الرؤية العلمانية للكون
يقول ص101عن رؤية الفلسفة الداروينية فيما يتعلق بالأخلاق مثلا



" الإنسان إن هو إلا جزء من هذه الطبيعة وهذه المادة, وقد صدر هو أيضا" عنهما من خلال عملية التطور, إذ لا يوجد سوى قانون طبيعي واحد يسري على الإنسان و الأشياء, فالوجود الإنساني نفسه يتحقق من خلال الآليات التي يتحقق من خلالها وجود كل الكائنات الأخرى, أي الصراع و القوة و التكيف . وهو وجود مؤقت, تماما" مثل مكانته في قمة سلم التطور, إذ إنه حتما" سيفقد مكانته هذه من خلال سلسلة التطور التي دفعت به إلى القمة . بل ويمكن القول بأن الامبيا من منظور تطوري صارم أكثر تمييزا" من الإنسان لأنها حققت البقاء لنفسها مدة أطول من الإنسان و الإنسان , شأنه شأن الأمبيا, لا يتمتع بأي حرية و لا يحمل أي أعباء أخلاقية, فالقوانين الأخلاقية هي مجرد تطور لأشكال من السلوك الحيواني الأقل تطورا" و الحرص الغريزي على البقاء البيولوجي . وهذا يعني أن القانون الأخلاقي, وكل القوانين, هي قوانين مؤقته نسبية, ترتبط بحلقة التطور التي أفرزتها , و لذا يتم الاحتفاظ بالقوانين ما دامت تخدم المرحلة . و من ثم فإن الأخلاق المطلقة تقف ضد التقدم العقلاني المادي, خصوصا" إذا كانت هذه الأخلاق الدينية تدعو إلى حماية الأضعف و الأقل مقدرة إلى الإشفاق عليه والعناية به . وهذا يعني أن كل الأمور نسبية تماما" و لا توجد أية مطلقات, ولذا يمكن القول بأن النظرية الدراوينية هي الاساس العلمي للفكر النسبي . وإذا كان التطور يتم أحيانا" عن طريق الصدفة, وتحدده الحوادث العارضة, فيمكن القول بأن النظرية الداروينية هي أيضا" أساس الفكر العبثي "


ويعرف العلمانية الشاملة ص105



"ليست مجرد فصل الدين أو الكهنوت أو هذه القيمة أو تلك عن الدولة أو عما يسمى الحياة العامة, و إنما هي فصل لكل القيم الدينية و الأخلاقية و الإنسانية المتجاوزة لقوانين الحركة و الحواس عن العالم, أي عن كل من الإنسان و الطبيعة باعتبارها فلسفة مادية ترد الواقع بأسره الإنسان و الطبيعة إلى مستوى واحد, ويصبح كله مجرد مادة محضة نافعة نسبية لا قداسة لها توظف وتسخر . والهدف من وجود الإنسان في الأرض هو زيادة معرفة قوانين الحركة و الطبيعة البشرية و الهيمنة عليها من خلال التقدم المستمر الذي لا ينتهي, ومن خلال تراكم المعرفة وسد كل الثغرات و قمع الآخر إلى أن يخضع كل شيء, الإنسان و الطبيعة لحكم العقل و قانون الأرقام وهو قانون يستمد مشروعيته من المعارف العلمية المادية , بحيث تحول الواقع بأسره طبيعة وبشرا" إلى جزء متكامل عضوي تنتظمه شبكة المصالح الاقتصادية و العلاقات المادية , فيصبح الواقع أشبه ما يكون بالسوق و المصنع, كل شيء فيه محسوب ومضبوط بعد استبعاد كل الاعتبارات غير المادية, مثل الغيبيات و المطلقات و الخصوصيات, ذلك لأن ما بداخله غيب أو أسرار, وكل ما هو فردي فريد لا يمكن قياسه أو التحكم فيه أو غزوه أو توظيفه أو حوسلته "


ويُفرد فصلا" لمناقشة الترشيد الذي اعتبره أهم آليات العلمنة الشاملة بمعنى إعادة صياغة الواقع المادي و الإنسان نفسه في ضوء المقولات المادية وهناك مصطلح القفص الحديدي
وهناك الكثير الكثير الذي قد يشد انتباهك
منذ فترة مر معي مصطلح التسوية فوجدت عند المسيري في هذا الكتاب تفسيرا" له والفرق بينه و بين المساواة
وهناك أيضا" الكثير من التنظير و التجريد أما رأي المسيري في التنظير


" لا يمكننا أن نفهم واقعنا المحلي و العالمي المعاصر, إلا من خلال أعلى درجات التنظير و التجريد, فمن يظل متصلا" بواقعه المباشر غير متجاوز له, لا يدركه في كليته وتركيبيته وخصوصيته, ومن لا ينظّر لنفسه حسب تجربته وحسب تفاعله مع واقعه سيُنظّر الآخرون له حسب مقولاتهم وتجربتهم و تحيزاتهم و أهوائهم . و لكن لا بد أن يكون التنظير على علاقة وثيقة بتفاصيل الواقع وحقائقه, ولا بد من اختبار النماذج النظرية التي ننحتها بالعودة للواقع لنرى مقدرتها التفسيرية, و إلا أصبح التنظير تمرينا" أكاديميا" خاليا" من الروح و المعنى "


قدمت لكم نبذة متواضعة جدا" عما ورد في الكتاب
الصراحة ليس سهلا" التحدث عن أمثال هذه الكتب
فلا أنكر أنه أصابني في أجزاء منه بالصداع .



Profile Image for شمس الدين.
Author 2 books285 followers
April 15, 2012
إستعراض كتاب : الفلسفة المادية و تفكيك الإنسان
للدكتور / عبد الوهاب المسيري ( رحمه الله )

مقدمة

يعتبر هذا الكتاب من الكتب الهامة جدًا – إن لم يكن أكثر كتب الدكتور أهم��ة في رأيي المتواضع – لأنه في هذا الكتاب , يشرح الأرضية الأساسية الفلسفية التي يتناولها في معظم كتبه , فهو يتحدث و يشرح فكرة واحدة و هي فكرة " الفلسفة المادية " و ما يستتبعها من مصطلحات , و تلك الفكرة لها صفات محددة تظهر في اشكال متعددة و مختلفة في حياتنا ... تجليات الفلسفة المادية في حياتنا لا تخطر علي بال , و قد نتصور أن فعل معين يفعل فقط هكذا , و لكن بالتدقيق نجد أن فيه ظل من ظلال الفلسفة المادية .

و تأتي أهمية هذا الكتاب في شيئين أساسيين هما :
* أنه يصف بدقة الفارق بيننا و بين الآخر , فكثيرًا نقع في تقليد الآخر لاننا لا ندري اساسًا ما هم و ما نحن و كيف نتمايز عنهم , و ان لم نعرف أنفسنا ضعنا في فلسفات و تفكير الآخرين .
*يعطي لنا موازين فكرية حياتية يمكن لنا بها أن نزن أي أمر يمر علينا ( مقالة , قصة , فيلم , أو حتي سلوك بشر في مجتمعنا ) , نعرف هل هذا الشئ او الفعل او القول له خلفيات مادية دون أن ندري أم هو يرجع للفلسفة الإنسانية التي تنظر للإنسان بمنظور مادي و روحي في آن واحد ( منظور متعدد الأبعاد و مركب ) .

عن الكتاب


يتكون الكتاب من ثمانية فصول , يشرح الفصل الأول : الإنسان و المادة و الفصل الثاني : إشكالية الطبيعي و الإنساني الأرضية و الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الكتاب , فهو يشرح أن الإنسان يتكون من جانب مادي ( مثله مثل الحيوان ) و جانب انساني , و هذا الجانب الإنساني الذي يتمايز به عن بقية المخلوقات الطبيعية /المادية يكون في 1- ان الإنسان لدية اخلاق و يعرف معني الجمال و الدين و الإجتماع ....و 2- أنه يطرح التساؤلات عن علل الخلق و الوجود الأولي ( لماذا خلقنا و وجدنا في تلك الحياة ) و بالتالي يبحث عن غرض وجده في الكون ... و3- هذا الإنسان قادر على التجاوز يعني أنه يتجاوز الأمر الواقع المفروض و يحلم بشئ مغاير له و يسعى لتحقيق هذا الحلم ( أعتقد ان أروع مثل موجود حاليًا يبين معني الحلم و تجتوز الواقع هي الثورة المصرية , فلم يكن احد يتوقع انها قد تتحقق , و لكن كل شخص شارك فيها كان لديه حلم و لو بسيط ... و قد تحقق و لو جزئيًا و أيضًا من أمثلة التجاوز في الأحلام هي الإنتفاضة الفلسطينية فصمود الفلسطينيين العزل أمام الكيان الصهيوني هو درب من الجنون من المنظور المادي ) كما ان الإنسان ه – صاحب ارادة حرية كما انه 6- لديه تاريخ يروى ( فالتاريخ هو فعل إنساني بإمتياز فهو تجسيد لحرية حركة الإنسان في الزمن و المكان كما انه 7- قادر علي تطوير منظومة أخلاقية غير نابعة من القانون المادي الذي يحكم جسده و إحتياجاته المادية و 8- كل فرد يتميز بالتفرد , صحيح ان هناك انسانية مشتركة ( فالجميع لديهم عينان و انف و اذنان ووجه ) و لكن ليس الجميع متشابه في القدرات العقلية ولا القدرات الإجتماعية و الحسية فقد يتربي طفلان توأم في نفس البيت و يكون لكل منهما سلوك مختلف تمامًا عن الآخر ... و هنا يظهر مصطلح الإنسانية المشتركة ( هو مصطلح انساني ينظر للانسان من جانبه الم��دي المشترك عند الجميع و يراعي ان هناك اختلافات و فروق فردية ) في مقابل مصطلح الإنسانية الواحدة ( و هو مصطلح مادي يري ان كل البشر وحدة واحدة يسري عليها نفس القانون في كل مكان و ان فشل هذا القانون في مكان ما فهو يرجع لخلل من طبقوه و ليس لان هناك عوامل آخري تتحكم في هذا الأمر )

و يستعرض الكتاب أيضًا سمات الطبيعة / المادة و يقول انها 1- بلا ثغرات ولا ثنائيات و ان كل شئ له تفسير داخل القانون المادي ولا نحتاج شئ من خارج القانون كي يشرح لما ما يحدث , كما ان تلك القوانين 2- لكل علة سبب , فهذا السبب يؤدي لنفس النتيجة في كل مكان ( الماء يغلي في كل الأماكن عند 100 درجة و التفاحة تسقط علي الأرض و لن ترتفع الي السماء في كل مكان ) و تلك القوانين 3- حتمية اي ستحدث أيا كان الأمر ( فالماء دائمًا يغلي و التفاحة دائمًا تسقط ) و يفترض ان 4- الطبيعة تتحرك بشكل تلقائي و ان تلك الحركة التلقائية 5- لا يوجد لها غاية او تجاوز من اي نوع .
ثم يتعرض الدكتور للمشاكل التي تواجه الفلسفة المادية , و ايضًا يشرح جاذبية الفلسفة المادية لتفسير الظواهر رغم المشاكل التي تواجه الفلسفة المادية
و في الفصل الثاني يقارن لنا بين الظاهرة الطبيعية و الظاهرة الإنسانية , و يقول أن الظاهرة المادية تهدف الي الوصول إلي تعميمات دون دراسة عميقة للظاهرة , كما يذهب البعض إلي ان هذا النموذج ( النموذج المادي ) هو النموذج الأمثل لدراسة العلوم الإنسانية مثل الأدب و الفلسفة و علم الإجتماع
ويرصد الدكتور حوالي 10 فوارق بين الظاهرة الانسانية و الظاهرة الطبيعية , ثم يتعرض لكلمتي الشرح , و التفسير و أن الأولي تنتمي للفلسفة المادية لانها تشرح ما تراه فقط امامها , اما الثانية فهي تنتمي للعالم الإنساني فهي تحاول البحث عن الاسباب و التعمق بها ولا تكتفي بالنظرة السطحية للأمر . ثم يتعرض الكاتب للماذا فشل النموذج المادي في تفسير الظاهرة الإنسانية , ثم يتناول موضوع هام جدًا أفرد له الفصل السابع كاملًا و هو المساواه و التسوية و كيف ان الأولي تنتمي لعصر الحداثة ( أي أن مرجعية تلك الكلمة هي الإنسان ) أما الثانية في هي تنتمي لعصر ما بعد الحداثة ( اي ان المرجعية للكلمة الثانية هي القانون الطبيعي و ليس الإنسان )

ننتهي في هذان الفصلان من الأرضية الأساسية التي ينبني عليها هذا الكتاب
ثم تظهر تجليات الفلسفة المادية في عدة موضوعات يتم تناولها , ففي الفصل الثالث العقل و المادة يتناول العقل من منظور الفلسفة المادية , و يري أن هناك نوعن من العقل ... العقل المادي ( الذاتي – الإجرائي – الغير متجاوز – الجزئي ) و العقل الأداتي ( الكلي – المتجاوز – النقدي – موضوعي ) و ينتقد د. المسيري العقل الأداتي بوضوح في عدة نقاط , فهو 1- محكوم بحيز التجربة المادية فقط ولا يمكنه تجاوزها , و هذا يؤدي بالعقل الي 2- ان يصبح جزء من الطبيعة المادية وليس الشيئ الذي يميز الإنسان عن الطبيعة و هذا العقل هو 3- عقل محايد يرصد الحقائق فقط و لكنه لا يمكنه صد الحقيقة او تكوين صورة كليه نقدية كما ان هذا العقل 4- عقل تكنوقراطي يقدس اللوائح و القوانين في حد ذاتها منفصلة عن القيمة و هذا العقل ايضا هو 5- عقل تافه لا يسأل الأسئلة الكلية و النهائية ... يهتم بالأمر الواقع فقط . كما انه 6- ينزع القداسة عن عن اي شئ و كل شئ بما في ذلك الإنسان . هذه بعض الانتقادات التي وجهها د.المسيري للعقل المادي .
في الفصل الرابع المادية في التاريخ , يستعرض د. المسيري الاساس للفلسفات المادية الموجودة في العالم الغربي اليوم , و هي الدارونية الإجتماعية , و هي تطبيق لنظرية عالم الحيوان الإنجليزي تشارليز دارون و تلك الفلسفة لها بعض السمات : القيمة الأساسية هي قيمة البقاء , و هو يكون من خلال الصراع ( الاقوي يفترس الأضعف و الأسمي يتطور مع الزمن و الأضعف ينقرض ) كما ان الضعيف يستحق ذلك لانه لم يثبت جدارة بالصراع فأستحق الفناء او ان يستخدم من قبل القوي , و ان كل من المنتصر و المنهزم يورث صفاته لأبناؤه و يصبح التفوق و الضعف وراثي و حتمي .

في الفصل الخامس : الترشيد و القفص الحديدي
و يقول ان هناك مصطلحان , الترشيد بالمعني التقليدي و هو هام جدًا فلا يجب ان يتعامل المرء مع الواقع بشكل ارتجالي لكن لابد ان يتعامل معه بشكل منظم منهجي وواضح الغاية و يتسم بمجموعة من المفاهيم و الأخلاق و ان الأعمال العظيمة لم تكن لتتم لولا هذا النوع من الترشيد
و لكن هناك ترشيد من نوع آخر ينتمي للمنطومة المابعد حداثية ( متحررة من اي قيمة ) و هذا النوع من الترشيد يوجه نحو اي هدف يحدده الإنسان , فيتم بالتدريج سحب الاشياء من عالم الانسان ووضعها في عالم الأشياء ( نزع القائية عن كل شئ ) ثم يتم سحب الإنسان نفسه من عالم الإنسان , و يستخدم الاعلام لاعادة تشكيل احلام الإنسان ليتبناها طواعية و يتخيل انه اختيار ذاتى حر , من نماذج ترشيد الانسان هي افران الغاز النازية ( فهي كانت تتصور ان اجناس معينة لا اهمية لها و بالتالي التخلص منها افضل شئ يمكن ان نفعله معها )
الفصل السادس يتناول اشكالية : نهاية التاريخ من منظور فرانسيس فوكوياما و من منظور صموئيل هنتنجتون . فالأول صاحب كتاب : نهاية التاريخ و هو يقول ان العالم بأسره قد وصل الي ما يشبه ان الإجماع الديمقراطي الليبرالي كنظام صالح للحكم بعد هزيمة الايديولوجيات المنافسة فلابد للناس جميعًا ان يصلوا الي تلك الصورة المثلي و بذلك لن يكون هناك تاريخ ( لا يوجد صراع لاننا وصلنا الي افضل صورة ) .
اما الثاني ( صموئيل هنتنجتون ) صاحب نظرية صدام الحضارات , فهو يقول ان الدولة القومية بشكلها الحالي قدر تراجع دورها و بدأ يظهر ما يسمة بالحضارات , فهو يقول ان الغرب لم يعد اللاعب الوحيد في الحلبة و لكن ظهرت حضارات آخري , و يقول ان الحضارات مختلفة من مكان لآخر بسبب التاريخ و اللغة و اهم شئ هو الدين , و هو يقسمم العالم للغرب و الآخر the west and the rest
و هنتنجتون يمجد من يتجه نحو الغرب مثل الكاتب الجامايكي الحاصل علي جائزة نوبل 2001 نايبول . و اوزال رئيس تركيا , و بطله الاكبر هو اتاتورك الذي محي تاريخ تركيا الإسلامية عاصمة الخلافة و أسس لتركيا العلمانية و كانت رمزية الغاء الحروف العربية و استخدام الحروف اللاتينية .
يؤمن هنتنجتون ان هذذا الصراع هو صراع مؤقت بين المنظومات العلمانية و المنظومات الأخرى و سيتم حسم الصراع في النهاية لصالح النموذج المادي
في الفصل السابع : عنصرية التفاوت و عنصرية التسوية
عنصرية التفاوت هي عنصرية تنتمي لعصر الحداثة فهي تؤمن بتفاوت الأجناس البشرية , فهناك اجناس ارقي و متفاوته عن اجناس ادني اخري , و هذه الأجناس من حقها ان تفعل ما تشاء بالاجناس الأدنى ( الانسان الاوروبي الابيض فعل ما في مسلمي الاندلس ثم استدار ليتوغل في العالم الجديد و اباد ملايين من سكان الامريكتان و استراليا ) و هذا ايضًا يظهر جليا في النموذج النازي و ما فعله بالأجناس التي تخيل انها ادنى منه .
اما عنصرية التسوية فهي عنصرية تنتمي لعصر ما بعد الحداثة , حيث لا مرجعية من الاساس , هذة العنصرية موجهه ضد الانسان بالأساس , فهى تنادي تلك العنصرية بأن تسوي بين البشر و بين كل الأشياء الأخري جمادات او حيوانات , فهي عنصرية تهدف الي الغاء المعيارية البشرية , و يصرون في تلك العنصرية علي الاستخدام الغير طبيعي لكلمة اقلية , فالمرأة اقلية و الاطفال اقلية و المسنون اقلية و المعاقين اقلية و الشواذ اقلية و البدينون اقلية , فلا توجد اغلبية ( صورة كليه ) من اي نوع بل جزئيات صغيرة متشظية في حالة صراع دائم مع بعضها البعض .
في الفصل الثامن و الأخير المادية و الإبادة , يتناول د. المسيري الإبادة كنموذج كامن في الحضارة الغربية , فهي ليست دخيلة عليه و لكنها متجذرة فيها , فبدء من افلاطون و كتابة الجمهورية الحقوق كانت للسادة فقط اما العبيد و المرأة فلا حقوق من اي نوع لهم , فكما أصلت الدارونية الإجتماعية لمبدأ ان الصراع هو لغة البقاء , فمن حق الاقوى ان يبيد الضعيف متي قرر ذلك , و يظهر ذلك جليا في الإبادات التي شهدها العالم من الغرب تجاه الآخرين ( الاسبان ضد المورسكيين في الاندلس , الاسبان ضد الهنود الحمر , الاوروبيين ضد الهنود الحمر , ابادة سكان استراليا الاصليين , المذابح التي اقامها قياصرة روسيا ضد الاتراك المغول المسلمين ( كان عددهم يقدر بنفس عدد سكان روسيا و لكنهم اليوم لا يتجاوزون نسبة ضئيلة ) و يظهر ايضا في اللحظة النازية النماذجية , و يتجلى اخيرًا في المذابح التي يقيمها الصهاينة لسكان فلسطين ( من تهجير و ابادة مباشرة و ما شابه ) .

*ربما اكون قد القيت الضوء علي العنواين التي احتواها الكتاب , و بالطبع اضطررت آسفة الي إغفال العديد من العناوين الهامة و الحيوية و التي تعطي للكتاب بعده و تشرح اكثر تلك الافكار بالأمثلة و التمعن اكثر في دراسة الظاهرة , و اتمني ان يدفعكم هذا الإستعراض السريع لإقتناء الكتاب و قراءته 



Profile Image for Tariq A.
232 reviews73 followers
October 11, 2010
تعتمد الفلسفة المادية على تفكيك كل الثنائيات وارجاعها للواحدية المادية
المسيري - رحمه الله - فكك الفكر التفكيكي نفسه وشرحه باسلوب جميل ، موضوعيّ تدليليّ يُظهر الاخطاء الفلسفة المادية
وانعدام المعايير في الحكم بين تصرفين ماديين
الفصل الأخير جديرٌ بالقراءة مراتٍ كثيرة
ففيه طرحٌ متوسع عن النازية وافكارها المادية الابادية ، تطرقت قليلا لفكرة أن الاعدام كان لجميع العناصر التي رآى النازييون انها اقل من ان تبقى حية ، وليس كما يصوره العالم تقصدا لليهود
فالاحصائيات والارقام تُثبت ان النازيين قتلوا الالمان الذين يصنفونهم بالعناصر اللا نافعة

240 صفحة تبتدى بالافكار الفلسفية العميقة ، تعطي التصور العميق للمادية وتوضحها للقارئ بشكل موضوعي ممتاز
فيها نقدٌ لجوانب الضعف الواضحة التي حاول بها المادييون تغطية العيوب
حتى يصل الى افكارهم الحديثة " مابعد الحداثة " ونهاية التاريخ ويصل الى المعايير المتخبطة بين سخطهم على الابادة النازيّة ، ومطالبتهم بابادة النازيين !!
ولا ينسى الابادة الامريكية في اليابان ، والقنابل الذرية التي سببت جحيما لم يعرف له التاريخ مثيلا

تطرق الكتاب في نهايته لمحاكمة النازيين من قبل الدول المادية
فكيف تؤمن الدول بالفكرة المادية ونسبية الاخلاق ، ثم تُحاكم النازيين بحجة الاخلاق الانسانية ؟
اليست النسبية الاخلاقية هذه تُتيح للألمان احقية اختيار فلسفتهم كما يرونها - اختاروا الداروينية - ؟
اليست الديموقراطية تُبيح اتخاذ القرار نتيجة اكثرية الاصوات دون اكتراث بالعواقب الاخلاقية ؟
فلماذا اذا يُحاكم النازييون رغم ان سياستهم الابادية النازية وصلت لمناصب الحكم بالتصويت الديموقراطي واغلبية الشارع ؟

ختاما
لايسعُ الواحد منا الا شكر ربه على نعمة الاسلام وافكاره النيّرة
والنظر بعين الشفقة على الماديين المتخبطين ، الذين يقولون بنسبيّة الاخلاق ثم ينفونها وجوديا !
Profile Image for منة عبد الفتاح .
251 reviews50 followers
July 17, 2024
5/5 بجدارة.
كعادة غزيري العلم ، اعتاد المسيري علي أن يحيد عن موضوع الكتاب أو الفصل ، و يتنقل من فكرة لاخري بسلاسه يسمح له بها فهمه العميق ، لكن اعادة ترتيب الافك��ر كانت عقبة لمبتديء مثلي ، ويبدو أن تدارك هذا الأمر هنا متعمدا ، فالكتاب منظم ، متدفق و الأفكار انسيابية و مشروحة و مرقمة كأوضح ما يكون ، و يعتبر الكتاب في رأيي الجوهرة -التي هي أفكاره و تحليلاته- بعد صقلها .
رحم الله المسيري و جعل علمه في ميزان حسناته.
Profile Image for Mohamed El-Mahallawy.
Author 1 book119 followers
May 3, 2022
جزى الله الرجل عنا خير الجزاء وعامله عز وجل بما هو أهل له ،وتجاوز عن زلاته وهن��ته وبارك ورضا بعمله وألحقنا به ..
Profile Image for Qassem Ahmad.
160 reviews29 followers
September 25, 2019
كتاب شديد جدا، بيوضح اشكاليات كتيرة
ان شاء الله هقرأه تاني
Profile Image for Wael Al-alwani.
42 reviews14 followers
October 1, 2011
كتاب عميق جدا ومن أهم وأفضل ما قرأت. لن تنصفه كلماتي هنا.. لعلي اخصص له تد��ينة مستقلة قريبا.
Profile Image for Abdulrahman Alhabashi.
115 reviews8 followers
June 28, 2020
هذه مراجعة متواضعة حد التواضع، لا تفي بحق موضوع الكتاب ولا بالكتاب. (أعني في طريقة تناوله للموضوع)
وأول ما يلفت الناظر فيه أنه كتاب كثيف، كثيف في مقاربته.. فهو لا يواري ولا يداري ولا يسرف في المقدمات ولكنه يدخل في صلب حديثه مباشرةً.
وهو كثيف في إخراجه.. فقد أتى في 206 صفحات، لكنها من القطع المتوسط وبالخط الصغير شيئا ما.

فأما أسلوب الكاتب فهو كما قلت صريح مباشر مواجه مكاشف، يكشف الفلسفة المادية وينزع عنها الهالة التي تحيط بأمثالها عادة من المواضيع الفكرية المعقدة. وإني لتحضرني كلمة Demystify بالإنجليزية فتسعفني في التعبير عما أريد.

وأما مواضيع الكتاب..
فهي في ثمانية فصول تنير بجملتها موقف الفلسفة المادية من الإنسان، وتفسيراتها لعلاقته بالطبيعة والأشياء.
وهاك نبذةً عن هاته الفصول كما فهمتها:

1. الإنسان والطبيعة: يقدم فيه المرحوم المسيري بتقسيمات الفلسفة المادية وتنظيراتها للإنسان ماهو.
ثم يورد في خلال ذلك آراءه عن التشابهات بين مذاهب الماديين، فيزيد الوضوح ويمعن في الـdemystification حتى تجد بعد ذلك مدرسة واحدة حقا ونظرة نهائية للإنسان تختفي عندها كل هذه الاختلافات الظاهرية بين الماديين.

2. إشكالية الطبيعي والإنساني: يبْسُطُ فيه الدكتور المسيري القول في علاقة الإنسان بالطبيعة عند الماديين. فيوضح خطر مذهبهم في "تطبيع الإنسان" أي مماهاته بالطبيعة البحتة الـnature ..
وكذلك يأتي الدكتور المسيري بجيش من هذه المصطلحات في هذا الفصل خاصة، ويفكك معانيها.. فيبعث فيك شعورا بالاطمئنان بفهمها وهو ما يورثه الكتاب في نفس قارئه منذ بداياته.. إذ يضع هذا الكم الكبير من إرث الفلسفة المادية وتأثيراتها في نظام فكري واحد لا تعارض جوهريا بين أجزائه .. إلا كما يكون بين أجزاء الجهاز التي تؤدي في النهاية إلى هدف واحد.

3. العقل والمادة: وفيه يعرض لك الفرق بين نوعين من العقل (أي من طرق التفكير) التي انتهجها الماديون، ويكشف تشابهاتها النهائية فلا اختلاف حقيقيا نهائيا بينهما إذ هما وسيلتان لغاية واحدة (العقل النقدي والعقل الأداتي).

4. المادية في التاريخ: وهو من أمتع فصول الكتاب وأوثقها ارتباطا بالمثقف العادي والقارئ العامي من أمثالي، ففيه يجد أثر الفلسفة المادية في المذاهب الاجتماعية والتاريخية كالداروينية الاجتماعية والإمبريالية "الاستعمارية". فهما وغيرهما يمتحان من بئر واحدة ويغرفان من منطق واحد.

5. الترشيد والقفص الحديدي: وفيه يوضح لنا الكاتب كيف تهدف الفلسفة المادية إلى إحكام قبضتها على الإنسان لتحوله إلى إنسان منتج مستهلك.. يسير حسب خطة مرسومة سلفا.
والأمر سيان في حالتي النظم القمعية والنظم الحرة فهاته الأخيرة تتوسل القوى الناعمة فتحول الإنسان إما إلى سلعة تشترى أو قوة تشتري.
وكذلك يصبح المرء في نظام هو أشبه بالقفص الحديدي ومن هنا اسم الفصل.

6. نهاية التاريخ: وفيه يقفنا الدكتور المسيري على مصطلح نهاية التاريخ الذي يعني تسوية كل الأمور وسيادة القوانين الطبيعية على كل شيء.
في هذه اللحظة تختفي التركيبية التاريخية والإنسانية معا وتلفي الإنسان مادة متسقة مع الطبيعة تخضع لقوانينه.

7. العنصرية الغربية في عصر ما بعد الحداثة: وهنا يعرض الدكتور المسيري رحمه الله تعالى طرفا من نظرة المؤرخين والمستعمرين الغربيين العنصرية في تفرقتهم بين الأعراق، وتبرير هذه التفرقة في زمن، ثم "تسويتها" جميعها في زمن بعد ذلك.
وقد راج مصطلح "التسوية" في الكتاب ليبين الكاتب كيف كانت العنصرية والتسوية _للمفارقة_ وجهين لذات العملة.

8. المادية والإبادة: وكانت خاتمة الكتاب مخيفة أذكرنا فيها رحمه الله شواهد التاريخ على ما كان للمادية من خطر أيِّ خطر .. وأثرٍ أيِّ أثر .. حتى غدت هذه الحضارة على درجة من المادية تَعْجَل بالبشرية نحو الفناء أو تكاد.. وهو النذير الذي أطلقه كتاب الغرب قبل الشرق على كل حال ومنهم ماكس فيبر.

خاتمة

الكتاب مفيد حقا! وإني ولله الحمد لَعَظيمُ السعادة أن قد وفقت لقراءته ، فهو:

يناولك نهايات هذه الفلسفة المدمرة في وضوح هو إلى العمق أقرب منه إلى الهجوم المذهبي المتعصب، ولولا أن الحياد عزيز على كل إنسان ..
لقلت بأن الكتاب توصل إلى نتائجه في حياد عظيم. فالحق أنه لم يشر إلى آية قرآنية عظيمة واحدة ولا إلى حديث نبوي شريف واحد..
وكذلك شرع الدكتور المسيري في خطته يرد على منطلقات الفلسفة المادية بنهاياتها..
ويجرد المسائل في يسر، لا يخلو من عسر تمليه قلة الحظ من درس أساسات العلم والإحاطة بألفاظه.. فالنزعة الجنينية، والعَوْدُ الأبدي، والنموذج التوليدي، والمرجعية الكامنة، والعالم المغلق، والفينو مونولوجية والسيولة الشاملة، والمنظومات الحلولية ووحدة الوجود والإنسان الشامل وغيرها..
كل أولئك ألفاظ كان سيضيق بها صدرك لولا أن المسيري رحمه الله نجح في تجنب ما يعيب بعض الكتاب العرب من حشر الألفاظ التخصصية حشرا يضيّع المعنى ويضيع الوجهةَ .. وجهةَ ��لكتاب.

وقد أمعن أحسن الله إليه في شرح بعض ما ساق من المصطلحات حتى أصبحت أقرب إلى الفهم منها إلى الغموض..
ولكنه شرح خفيف يدنو إلى العامي ويبتعد من الأكاديمي..
فأتت في ضمن السرد سهلة تؤدي بمجملها إلى فكرة المقطع الذي وردت فيه دونما تعتعة ولا إزعاج..

وهو أمر حقيق بالإعجاب، إذ ليس كل أكاديمي قادرا على ذلك.

رحمك الله يا دكتور المسيري، وثقل موازينك.
Profile Image for Mai Abdulwahab.
40 reviews18 followers
October 8, 2011
كتاب حقيقة عميق جداً من حيث مناقشة قضية النظرية المادية للإنسان وتفكيك الانسان من القيم والمعاير الأخلاقية والإنسانية ونزع القداسة عنه
ومن حيث مناقشة الأيدلوجيات العلمانية الشاملة مثل النازية والصهيونية والماركسية والداروينية

وتحدد النقاط التي يتم التقائهم فيها جميعاً

استمتعت كثيراً بقراءته حيث قام بإعطائي العديد من المفاهيم التي لم اكن اعلم حقيقتها الفعلية
Profile Image for فيصل الحبردي.
40 reviews4 followers
July 16, 2021
مراجعة: فيصل الحبردي، 10 أبريل 2021.

موضوع الكتاب الرئيسي كان (والذي من الواضح جداً أن الدكتور المسيري معجب فيه لأنه كرره كثير وبشكل ممل) هو: الواحدية المادية، ويقصد بالواحدية غياب الثنائيات (الخالق والمخلوق، الإنسان والطبيعة، الخير والشر.. إلخ) فأصبح لا يوجد شيء سوى الطبيعة أو المادة تتساوي فيها كل المخلوقات، أو كما يسميه: المطلق العلماني النهائي، هو يسمى المستوى هذا (القانون الطبيعي) -تتساوى فيه كل الكائنات-، والغريب أن هذا التعريف يتناقض تماماً مع كل من استخدم هذا القانون وأولهم شيشرون (فيلسوف عاش قبل الميلاد) مروراً بفلاسفة القانون الطبيعي لوك وهوبز وروسو.. شيشرون ولوك مؤمنين أساساً ويرون أن قانون الطبيعة هو القانون اللي تحكمنا الإلهة من خلاله، فكيف أصبح قانون مادي لا يعترف بالقيم والأخلاق وهو نفس القانون اللي من خلاله صاغوا هؤلاء الفلاسفة وطوروا فكرة حقوق الإنسان والتعاطف والتعاقد والحريات؟ واضح جداً أن المسيري متأثر بمدرسة فرانكفورت وماركوزه تحديداً وكتابه الإنسان ذو البعد الواحد، لكنه انتقائي في طرح هذه الأفكار بفصلها عن ظروفها وتعميمها على الواقع الغربي كاملاً بشكل يدعم وجهة نظر محددة.

طبعاً هو يرى أن النيتشوية والنازية هي ترجمة لأفكار داروين، وداروين المسكين بريء من ذلك، داروين يتكلم عن الانتخاب الطبيعي واستمرار (البقاء) الأصلح، ونيتشه وهتلر يقولون البقاء للأقوى، كان كعالم أحياء يحاول يفسر الظواهر البيولوجية المترابطة بين المخلوقات.. ماله علاقة لا بمادية ولا بمعادات الأديان وأصلاً مات وهو مؤمن، ولو علم أن نيتشه وهتلر بيحرفون فلسفته ويستخدمونها هالاستخدام كان ربما تراجع عنها.

الطامة الكبرى في الكتاب هي حين كتب المسيري يقول" الفلسفة الداروينية التطورية تشكل اللبنة الأساسية في الرؤية الغربية الحديثة للعالم!" والتي تنتهي بتربع الرجل الأبيض على قمة الهرم، ويصبح الرجل الأبيض هو مركز الكون! الفكر العرقي وأن الإنسان الأبيض هو آخر حلقات التطور، هي أفكار قال بها فلاسفة مثل جون ستيوارت ميل وغيرهم.. وتوجها هتلر بأديولوجيا تفوق العرق الآري، لكن تبقى هذه الأفكار شاذة ولا تمثل شيء في الواقع الغربي، مثل أفكار نيتشه وارسطو عن المرأة، لا يوجد نموذج واحد في الغرب يطبق ذلك. كيف تصبح الداروينية وسيادة الرجل الأبيض هي اللبنة الأساسية للرؤية الحديثة وهنا نرى الهنود يغزون البيت الأبيض، وصادق خان يصبح حاكم لندن، ونرى أوباما ذو الأصول الأفريقية يتربع على كرسي رئاسة أقوى دولة "غربية" بالعالم!! هذا من غير المهاجرين الذين يمثلون ربع سكان أوروبا! الأفكار الليبرالية هي من تمثل اللبنة الأساسية للرؤية الغربية، ونحن لسنا أغبياء نجهل ما يدور حولنا، نستطيع أن نرى في المناسبات الثقافية والرياضية شعارات نبذ العنصرية، الإعلام ينبذ العنصرية، الأفلام تقحم الملونين فيها لترسيخ فكرة التعددية، الأغاني تهاجم العنصرية، لاعبي كرة القدم يحملون شعارات تشجب العنصرية على قمصانهم. أين الرؤية التطورية العنصرية؟؟ حتى الذين يرون ذلك ممن يحملون أديولوجيا الـ "وايت سبرميسي" تفوق الرجل الأبيض، يعتبرون إرهابيون في نظر المؤسسات الغربية السياسية مثل حادثة مسجد كاريستشرتش في نيوزيلندا وإبادة الطلاب في النرويج، وكان الدافع من وراء أفعالهم ليس تطوري وإحساس بالتفوق، بل الدافع كان مقاومة لتكاثر المهاجرين والمسلمين خصوصاً وتضاءل وجودهم، فكانت أفعالهم العدائية تبيان وتشديد على موقفهم من ذلك. حين سلموا أنفسهم للسلطات، اعترفوا بذلك.

الإشكالية الثانية في الكتاب هي الهجوم على العلمانية وربطها بكل ماهو قبيح في العالم الغربي. لا مانع لدي في أن تنتقد العلمانية مثل باقي المفكرين، لكن أن تصف العلمانية أنها "منظومة مادية" ثم تدعي أن نتيجها الحتمية هي "علمنة الإنسان" الغربي هو محض ادعاءات، رغم أنه ضرب أمثله كثيرة في الغرب لكن كل الأمثلة ربطها بالأفكار الشاذة والأديولوجيات المتطر��ة، فأمثلته كانت الأديولوجيا النازية وهتلر (النازي العنصري الذي حاربوه الغرب أنفسهم كلهم)، والأفكار الشاذة هي بعض أفكار نيتشه (الفضيلة هي القوة والأخلاق من صنع الضعفاء إلخ)، وهي أفكار لا يتبناها الغرب مثل ما ذكرت في الجزء السابق في المراجعة.

وأساساً استخدام مصطلح "العلمانية" هكذا لا يشي بالكثير، هناك دول علمانية متدينة مثل تركيا، وعلمانية ديموقراطية مثل أغلب دول الغرب، وعلمانية دكتاتورية مثل روسيا، وعلمانية صلبة متطرفة مثل الصين. لكن العلمانية عند المسيري تعني (لا أخلاق لا قيم لا مشاعر لا إنسانية).

وإذا أردنا معرفة ماهي العلمانية، نستطيع ببساطة أن نبحث عن تاريخ نشوء هذا المصطلح، فالعلمانية ببساطة نشأت لمقاومة السلطة المستبدة ممثلة بالكنيسة للتحكم والتسلط على الشعب. فقامت هذه الحركة لعزل السلطة عن الدين -عكس التعريف الشائع أن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة، والواقع أنها تدعو إلى فصل الدولة عن الدين- وعدم التدخل في اعتقاداتهم وشعائرهم الدينية، مثل البروتستانت واليهود في أوروبا اللي كانت الكنيسة الكاثوليكية تتسلط عليهم ولا تسمح لهم بممارسة شعائرهم علانية على الأقل.

أما بالنسبة لـ "الإنسان العلماني" فلا يوجد شيء اسمه "إنسان علماني!" العلمانية هي نظام حكم لتنظيم شؤون الدولة والمجتمع، ماذا يعني بالضبط "إنسان علماني!!" لا أدري، لكن أظنه يقصد الإنسان المجرد من إنسانيته (لا أخلاق لا قيم ..إلخ)، وهذا وصف للإنسان السيكوباثي وليس الإنسان الغربي.

ومن الواضح جداً أن المسيري -حسب شرحه وضربه للأمثلة- أنه يخلط بين العلمانية والنفعية، لأن النفعية تتوائم تماماً مع الأفكار التي يتحدث عنها (الغاية تبرر الوسيلة، المصلحة والنتائج العملية مقدمة على كل القيم والأخلاق، حوسلة الإنسان.. إلخ).

الأمر الآخر، هو خلطه بين الإنسان الطبيعي والإنسان المادي، لأنه يستخدم عبارات مثل (الإنسان المادي/الطبيعي)، فهو يشبهها ببعض، وهذا غير صحيح، لأن الإنسان الطبيعي هو ببساطة الإنسان في حالة الطبيعة البعيد عن مظلة المجتمع المدني والدولة، وهذا حسب تعريف أبرز فلاسفة عصر التنوير مثل لوك وروسو وهوبز.. والإنسان المادي (حسب رأيي وعلى ما يبدو رأيه) هو الذي لا يهتم سوى بالمادة والمقابل (البراغماتي تقريباً)

وأخيراً استدلال المسيري رحمه الله بـ(قال أحد الباحثين، وحسب إحدى الدراسات، وقال أحدهم) هو أسلوب غير منهجي في تدعيم وجهات النظر ولا يليق بمفكر في مثل منزلته. ولا عجب أن الذين لديهم ميول فكرية إسلاموية مثل أحمد السيد والعجيري، يرون في المسيري المرجع الفكري الساحر.. شيطنة الغرب وتحميلهم أسباب تخلفنا عندهم حاجة شيقة ولذيذة مثل الحلاوة اللي تذوب في أفواه الأطفال.
Profile Image for منار أحمد.
94 reviews3 followers
September 5, 2024
افضل كتاب غير روائي حتى الآن
راىع رائع رائع يستحق المجهود المبذول لإنهائه
في بدايته كنت اعاني من نسيان المصطلحات وعدم فهمي لكثير من الجمل ولا ادري لما...
ولكن بعد إعادة قرآة الأجزاء غير المفهومه والمبهمه بدأت القرأه تسير بشكل أسرع واكثر متعه..
كتاب ثمين بالمعنى المادي... وسمين بالمعنى الدسم ...
ختام تحدي عام ٢٠٢٤ .. 🥳
Profile Image for Shababb mohammad.
11 reviews3 followers
July 20, 2012
رحمك الله رحمة واسعه يا المسيري ، كنت أتمنى حضوره أثناء الثورة المصرية ولكنه لم يكن غائباً بالفعل هو موجود فهو الإنسان المتجاوز الذي بذر بذوره وها هي الثمار تنضج متمثلة في ثورة 25 يناير ، رفع صوته بـ [ كفاية ] وانعكس المسار التاريخي لمصر ، لا ينفك هذا الرجل إلا أن يدهشك ويأسرك ، وبينما أنا "أقرأ كتاب الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان" يحضرني تقديمه لكتاب " اليهود انثروبولوجياً " لجمال حمدان فهو يقول عنه – أي الكتاب – إنها ليست للدراسة الأكاديمية ولا تهدف أن تُرص ضمن السيرة العلمية أو أن تؤهل الأكاديمي للترقية بل إنها تنطلق من هموم إنسانية حقيقية ومن لحظة معاناة وكشف ، نقطة البداية هي قلق وجودي عميق تريد الوصول إلى الحقيقة وتحويلها إلى عدل فكأنما أراد هنا أن يتحدث عن نفسه فهو يحضر ويتواجد إنه لا يضع فكرة وبجانبها فكرة إنه حاضر في كتابة وحاضر في الشارع بل يقدم نفسه لنا ويعرفنا على تجربته في كتابة " رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمار" ، وفي كتابة " العلمانية والحداثة والعولمة " يتحدث عن الانسان الغربي وكونه أنجز ما أنجزه ودمر ما دمره ولهذا يجب أن نتحاشى- يقصد العرب- المشكلات والأخطاء التي ارتكبت وأما إذا ارتكبت مرة أخرى فتلك مسألة جديرة المهرجين ، وعلى هذا الأساس ينطلق عبدالوهاب المسيري في كتابه " الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان" ليبين مساوئ اتخاذ الفلسفة المادية مرجعية وبني�� فكرية تحتية فهي لا تستطيع أن تفسر ظاهر الإنسان في إطار المادية فهو متعدد الأبعاد ومركب تستطيع أن تعرف الإنسان في إطاره الوظيفي والبيولوجي أو في إطار الإنتاج والاستهلاك ولكنها تضعف ولا يمكنها أن تفسر الإنسان في الجوانب الأخرى الجمالية ، الأخلاقية ، الروحية وليس هذا فقط في أنها لا تستطيع بل إنها هجمت على الطبيعة البشرية وأصبح البشر والأشياء هي مترادفات تخضع للقانون الطبيعي ، ويذهب النموذج المادي إلى أن يصل إلى التسوية – وهو هنا يقوم باستبدال مصطلح المساواة بالتسوية – أي تسوية الإنسان بالطبيعة أو المادة ويذوب الإنسان في الكون ليصل إلى مرحلة البهيمية ،ويتم أيضاً ترشيده وهو اصطلاح جديد للمسيري ويعني به إعادة صياغة الإنسان والمجتمع على هدى القوانين العلمية المادية الصارمة الكامنة في المادة حتى يتم توظيفه على أكمل وجه وتتصاعد عمليات الترشيد حتى يصبح المجتمع نسقاً آلياً نمطياً خاضعاً للحسابات الكمية ولا يشير إلى أي عنصر خارجه، وتحققت بشكل كامل في الإبادة النازية وأفصحت عن نفسها بشكل فاضح ، فتمت إبادة العجزة والأطفال والمعاقين لكي يتم المحافظة على العرق الراقي، أما من يمكن الاستفادة منه فلقد اصبح مادة استعمالية لتعظيم الانتاج .
الملفت لنظري أن المسيري مطلع على آخر ما توصلت له العلوم الطبيعية (الفيزياء) مثل النظرية الكمية ، ونظرية اللاتحديد او للايقين ، كما أنه ممن يصنع مصطلح ويضع له مفهوماً كـ [ التسوية ، الترشيد ] وكذلك في الفصل الأول يبين مصطلحين مهمين وتكاد تجدهما في كتبه وليس في كتابه هذا فقط وهما المرجعية النهائية المتجاوزة والمرجعية النهائية الكامنة فالأولى تكون "نقطة خارج عالم الطبيعة متجاوزه لها ( للطبيعة والتاريخ والإنسان ) ، هذه النقطة المتجاوزة في النظم التوحيدية هي الإله الواحد المنزه عن الطبيعة والتاريخ الذي يحركهما ولا يحل فيهما ووجوده هو ضمان أن المسافة التي تفصل الإنسان عن الطبيعة لن تختزل ولن تلغى".
أما الثانية فتكون " كامنة في العالم ( الطبيعة والإنسان ) وينظر للعالم باعتبار أنه يحوي داخله ما يكفي لتفسيره دون حاجة إلى اللجوء إلى أي شيء خارج النظام الطبيعي".
ولهذا فإنني انصح عند قراءة كتب المسيري البداية بهذا الكتاب.


54 reviews22 followers
March 23, 2014
قدم د. عبد الوهاب المسيري في هذا الكتاب دراسة نقدية تحليلة للفلسفة المادية ونموذجها المعرفي وتجلياته النظرية والتاريخية المختلفة ومن أهم ما يميز هذه الدراسة أنه يدرس ويفكك النموذج المادي التفكيكي للحضارة الغربية من داخله وفي هذه النقطة وبالإضافة إلى جزء كبير مما جاء في رحلة د.المسيري غير الذاتية غير الموضوعية رداً مناسباً على البعض ممن يقولون بأنه مجرد "مترجم" للغرب أو ناقل لمدرسة فرانكفورت وهذا ما يتضح عند قراءة هذين الكتابين على وجه الخصوص

وقد عرض المسيري رحمه الله دراسته هذه في ثمانية فصول
بدأها بالتساؤل عن العلاقة بين الإنسان والمادة ووضح رؤيته التركيبية الثنائية للطبيعة البشرية والمقصود بالفلسفة المادية والمادية القديمة والجديدة والرؤية الواحدية المادية
ثم أنتقل بعد ذلك لإشكالية الطبيعي والإنساني والفرق بين الظاهرة الطبيعية والإنسانية وفشل النموذج المادي في تفسير ظاهرة الإنسان وكيف أن رؤية هذا النموذج تُعد هجوماً على الطبيعة البشرية

وتناول في الفصل الثالث والرابع مفهوم العلاقة بين العقل والمادة والفروق الجوهرية بين العقل الأداتي والعقل النقدي، والمادية التاريخية والداروينية الإجتماعية والمطلق العلماني الشامل والرؤية المعرفية العلمانية الإمبريالية الشاملة
ثم ينتقل في الفصل الخامس والسادس لمفهومي الترشيد والقفص الحديدي ويوضح معالم ترشيد وعلمنة البنية المادية والإجتماعية ومن ثم ترشيد وعلمنة الإنسان


وفي الفصلين الأخيرين يقوم بدراسة العنصرية الغربية في عصر التحديت "الحداثة" وما بعد الحداثة
والإبادة وتفكيك الإنسان كإمكانية كامنة في الحضارة الغربية الحديثة وتحول هذه الإمكانية إلى حقيقة تاريخية
ثم يختتم دراسته بإشكالية انفصال القيمة والغائية الإنسانية عن العلم والتكنولوجيا

وقد حاولت أن أبين في شكل سريع وموجز أهم النقاط والموضوعات الرئيسية التي جاءت في الكتاب وهو من أهم وأعمق ما قرأت على الإطلاق ومن أكثر ما لفت إنتباهي في أسلوب دكتور المسيري هو كيفية تناوله وتحليله للأفكار والموضوعات وكيف أن ما قد يراه البعض من أبسط الأمور لا يمر عليه إلا من خلال أدق وأعمق التفسيرات

فرحمة الله على المسيري وليجازيه عنا أعظم الأجر ونعم الجزاء
Profile Image for عبدالله.
63 reviews37 followers
May 9, 2018
أتمنى لو كان لي أن أمسك بنجوم السماء كلها بأكفّ يدي لأرصفها بجانب هذه النجمات الخمسة القليلة.

كتاب يعجز لساني عن مدح كاتبه ��براعة تحليله وربطه، وعن هذه الدرر والمعلومات والآراء الثمينة والمحتوى المفيد جداً. وسيعجز بناني حتماً عن التأكيد بشكل كافٍ مهما كتبت عن مدى أهمية قراءته.

في تصوري واعتقادي القاصرين، أن هذا الكتاب يمثّل محطة هامّة وضرورية جداً لتصوّر واستعياب الفكر الغربي بشكل دقيق وعميق، إذ وكما هو مذكور في وصف الكتاب، تشكّل هذه الفلسفة النموذج المعرفي للعديد من الفلسفات الغربية الحديثة.

لا أدري حقيقةً ما الأمر الذي يمكنني فعله حتى أستطيع أن أجعل هذا الكتاب في قائمة كتبك التي تنوي قراءتها قريباً، حقاً لا أدري، ولا أعتقد أنني سبق وأن شعرت بمثل هذا مع كتاب آخر.

آخ يالمسيري آخ، كيف لك؟ من أين لك كل هذا الذكاء والعمق في التحليل وربط الخيوط..
نعم ربط الخيوط، اعتقد أن قراءتي لهذا الكتاب ساعدتني كثيراً لربط تلك الخيوط التي أخذت ترسم ملامح الفكر الغربي أمامي عيني بشكل يجعل الأمر جلياً وواضحاً إلى حد كبير.

بعد رحلة ليست بالقصيرة أمضيتها مع المسيري في محاضراته ودوراته المسجلة على اليوتيوب -والتي أنصح بها كثيراً-، ها قد ابتدأت رحلتي مع كتبه التي وكأن عيني صارت ترمقها بنظرة اشتياق وحماسة.

أسأل الله أن ينفعنا بما نقرأ، وأسأل الله أن يجزي هذا الرجل العظيم خير الجزاء على ما قدمه لنا من خيرٍ عظيم وأن يتغمّده بواسع فضله ورحمته.
Profile Image for Luna Hasani.
38 reviews22 followers
September 18, 2014
أول كتاب أقرأه لعبد الوهاب المسيري. الكتاب جميل ومقدمة جيدة لمن يريد معرفة المزيد عن الفلسفة المادية مع تحفظي على بعض النقاط منها نقد بعض التوجهات أو الفلسفات من دون دليل علمي وإنما بناء على النتائج وهذا لا يكفي. كذلك لم يوفر لي الكتاب نظرة بديلة شاملة للفلسفة المادية، فهو ينقضها ويبين عيوبها ويرفع الفلسفة الإنسانية في المرتبة ولكن من دون أي دليل مقنع أو مرجعية تدعم استنتاجاته. كذلك رأيت بعض التناقضات في نهاية الكتاب حيث ينقد الكاتب الفلسفة المادية في بعض النقاط ترى مثلها تماماً في الفلسفة الدينية التي يؤيدها ولكن بوجه آخر. تمنيت أن أجد أجوبة لبعض أسئلتي في الكتاب ومع ذلك فقد استمتعت به.
Profile Image for Ahmad Badghaish.
617 reviews187 followers
January 17, 2014
عظيم، حبيته جدًا .. الكتاب يتكلم عن نقد للحضارة الغربية الحالية، عميق وطرحه يحتاج تركيز صراحة، لكن ممتع وفي نفس الوقت ممكن يسبب ردة فعل تجاه الواقع
Profile Image for Hajar Alobaid.
421 reviews23 followers
October 1, 2014

من أفضل ما قرأت في نقد الحضارة الغربيّة.
Profile Image for Ahmad Asmar.
10 reviews8 followers
May 3, 2014
كتاب مركز جدا و واضح الافكار و قوي الربط و المنطق. فيه شئ من الصعوبة لمن لم يقرأ للمسيري من قبل (انصح بقراءة رحلتي الفكرية قبله) فيه تكرار لبعض الافكار و بكن بشكل قليل جدا. مجددا، كتاب يتسم بالحياد و انصح قراءته بشدة.
Profile Image for Ahmed  Elgawly.
45 reviews4 followers
March 2, 2013
هى الدنيا نورت اوى فجاة كده ليه
ايه الاسلوب والفهم والبساطة والتعقيد ده
قريت فلسفة كتير بس اول مرة افهم فلسفة كده !!
نظرتك وفهمك للدنيا واللى بيحصل فيها هاتتقلب بنسبة كبيرة جدا بعد الكتاب ده
احنا كنا محتاجيين المسيرى اوى
وانا مفتقده جدا بجد
Profile Image for George Isac.
1 review2 followers
Read
August 3, 2013
من اهم كتابات المسيري ... كتاب عميق يتناول موضوع فلسفي غير بسيط "الفلسفة المادية" ، لذا فهو يحتاج لتركيز كبير عند التعامل مع صفحاته ، ربما ستحتاج لإعادته أكثر من مره فهو سيفتح امامك مجالات كثيرة للتساؤل والبحث ... وبصدق سيضنيك تتبعها ... أنهيت قرائته على موعد بتكرارها في القريب.
Displaying 1 - 30 of 176 reviews

Join the discussion

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.