لا يُمكن ممارسة فِعل القراءة في هذا العصر دون طرح أسئلة جوهريّة باتت ملحّة إلى درجة لابدّ معها من الإجابة عليها: هل القراءة حقًّا هي نشاط يُمارس في العزلة؟ وهل ما زال القارئ في حالة انتظار دائمة للنقّاد، من جهة، كي يكشفوا له عن جواهر الكتب وأسرارها، وللناشر من جهة أخرى كي يقدّم له أرقى آداب العالم؟
إن الدّور الذي باتت تلعبه منصّات التواصل الاجتماعي لا يمكن إغفال تأثيره على فِعل القراءة، واختيار العناوين، وتكوين صورة شاملة عن الكتب نفسها بوصفها مُنتَجًا مشاعًا للمهتمّين، خارج الصّرامة الأكاديميّة والأعمدة الصحفيّة، وفي معزل عن الآراء التي تأتي من خارج مجتمع القرّاء نفسه، الذي بات يشكّل عضلةً واحدة قويّة لها رأيها في الكتب التي ترفع من شأنها، وتلك التي تحطّ من قدرها.
يصوغ المؤلّف مصطلح "النّقد الافتراضي" في الكتاب ويطرحه للنقاش العام بين المهتمّين. ولا يكتفي بسَوق الأدلّة اليوميّة والأمثلة الباعثة على يقين ما يرمي إليه، بل إنّه يعثر في التراث الأدبيّ العربيّ على رمز يجذّر به الممارسة التي صاغ مصطلحها "إنّ لجوء كنفاني إلى الاختباء خلف قناع "فارس فارس" كان بسبب الحرية التي يمنحها له هذا القناع، حريّة الكتابة باللغة التي يختارها والأسلوب الذي يروق له، دون الخضوع إلى أيّ "فلتر" أو مساءلة، ممّا يؤهّله لأن يكون أعظم ناقدٍ افتراضي."
----
محمد حسن المرزوقي، من مواليد مدينة أبوظبي. حاصل على بكالوريوس العلوم التطبيقية من جامعة جيمس كوك في أستراليا. مهتمّ بالشّأن الثقافي والأدبي، ويكتب مقالات رأي منذ عام 2010 في صحيفة الإمارات اليوم، كما نشر كثيرًا من المقالات الثقافيّة والأدبيّة في صحف عربية وإلكترونية عدّة مثل الحياة و24. أسّس عددًا من نوادي وصالونات ومبادرات القراءة في دولة الإمارات، من بينها صالون الأدب الروسيّ، ونادي أصدقاء نوبل، ومشروع موزاييك. شارك كعضو في لجنة تحكيم جائزة الإمارات للرواية في دورتها الأولى.
هذا أول كتاب، وأتمنى ألا يكون الأخير، الذي أكتب حوله شيئًا في موقع قودريدز ولا أضع له نجومًا. ليس لأني لا أرغب في ذلك بل لأنني، وبكل بساطة، مؤلف الكتاب.
لا تصدقوا أي مؤلف حين يقول لكم بأنه لا يستطيع منح عمله خمس نجمات، لأنه متواضع ولا يزال يحبو في عالم الكتابة .. إلى آخر الكلام الكاذب. إنه لا يفعل ذلك حفظًا لماء وجهه فقط لا غير، مع أن هناك كتاب لا يتحرجون عن منح كتبهم خمس نجمات، ولو كان المؤلف (أيًا كان هذا المؤلف) يعتقد بأن كتابه لا يستحق تقييمًا مرتفعًا فذلك ليس بسبب تواضع شخصه بل بسبب تواضع عمله .. ومعرفته بذلك.
وصدّقوني حين يذمّ مؤلفٌ نفسه أمام الجميع فإنّه يثني عليها بينه وبين نفسه، وحين يتكلم مؤلف بتواضع عن نفسه أمام الآخرين فإنه يدعو الله في سريرته أن تتكلل مسيرته الأدبية بجائزة نوبل للآداب لأنها لا تليق إلا به، فلا تُصدّقوني حين أقول لكم بأنّني لا أكترث بما سيحلّ بكتابي وهو بين أيديكم، ولا أهتم برأيكم حوله، وما هو الانطباع الذي ستخرجون به بعد قراءة الكتاب.
نعم يهمني كل ذلك، ولا تصدقوني أو تصدقوا أي مؤلف يصرّح بعكس ذلك، وأتمنى أن يليق الكتاب بكم وأن يحقق مبيعات جيدة ويحصل على ثناء وتقدير من كافة أفراد قبيلة القراء، ولكن ما يهمني أكثر من ذلك كله أن أحصل على الرأي الحقيقي لقارئ الكتاب، سواء اتفق أو اختلف مع الأفكار المطروحة في الكتاب، فهي (أي الآراء) وحدها التي ستبقى معي في النهاية، وستظل تطل برأسها لتذكرني بها وبأصحابها إذا غامرت بتأليف كتاب جديد.
يقول الكاتب الساخر أحمد أميري في كتابه "اعترافات محرّر الأخبار" بأنه كان في بداياته عندما يدخل مكتبة ما ويجد كتابه مرميًا في رفّ خلفي، فإنه يلتقط نسخة منه ويتظاهر بأنه يقرأه وهو يسير باتجاه الأرفف الأمامية، ومن ثم، في لحظة خاطفة، يضع كتابه أمام الكتب المعروضة هناك مخفيًا بذلك الكتاب الأكثر مبيعًا، وهكذا يفعل، ذهابًا وإيابًا مع بقية النسخ، في احتيال واضح لبورصة الكتب وتزوير فاضح للواقع.
لا أعرف إن كان أميري يبالغ هنا، وهو أمر يفعله كل الكتاب الساخرين، ولكن أؤكد لكم بأنني لست من هذا النوع من المؤلفين، ليس لأنني لا أرغب في أن أرى كتابي في رف الكتب الأكثر مبيعًا، ولكن لأنني أؤمن بأن الأكثر مبيعًا لا يعني بالضرورة الأكثر جودة، كما ذكرت ذلك في كتابي، ولكن لأنني أخشى أن تلتقطني كاميرات الأمن ويتسرب الفيديو إلى ناقد افتراضي يفضحني ويحّول حياتي إلى جحيم.
ختامًا، أضع الكتاب بين أيديكم، وأترك لكم حرية التصرف فيه
ملاحظة: يتوفر الكتاب منذ اليوم في معرض أبوظبي للكتاب، وآمل أن يتوفر بعد المعرض في بقية الدول العربية.
عندما يكون عدد الناشرين وعدد الكتاب أكبر من عدد القرّاء هذا يعني أننا في حالة مزرية، والإشكالية الكبرى هو أن الناقد عاجز تماما عن خطاب الناس بلغتهم التي في الغالب باتت وسائل التواصل الاجتماعي تشكلها بينما هو منشغل أو حبيس نظرياته النقدية التي تشبة الإيدولوجيا.
يتعين على كل شيء أن يخضع لمحك النقد هكذا تكلم كانط.
(الثعلب يعرف الكثير من الأمور؛ أما القنفذ فيعرف أمرا واحدا كبيرا). هناك من لدية القدرة كي يجمع بين الثعلب والقنفذ. محمد حسن المرزوقي هذه الشخصية العجيبة أسس طريقا عبر مواقع التواصل لجعل الشباب يشغفون بالأدب وتحديدا بالرواية، فقد أزاح عن جيل الشباب منذ أن بدأ نشاطه تلك الصورة النمطية عن القارئ المعقد، ومن ثم بدأ ككاتب معاصر تبدو مقالاته وتغريداته ومقارباته الأدبية أقرب إلى توجهات جيل الشباب واهتماماتهم؛ عندها كان سهل عليه كي يوقعنا في حب الأدب الروسي وغيرها من آداب العالم. وعلى الصعيد الشخصي وعليّ أن أقر بأن الحظ قد حالفني حين جعل المرزوقي دوستوفيسكي -وبطريقة غير مباشرة- بالنسبة لي أشبه بالخبز اليومي، وأنه دس في مكتبتي الكثير من أشباح وشخصيات ماركيز وموراكامي وتولستوي وباموق وفيليب روث وغيرهم من كتاب العالم. وعلمني -بطريقة مباشرة ربما- أن أدس أنفي في تفاصيل الكتّاب الصغيرة، وكيف أتلصص عليهم من شبابيك بيوتهم، كيف يأكلون وكيف يحبون، وكيف يكون إخضعهم إلى نوع من التفكيك والتقشير، علمني كيف أقيس الأشياء بقياس قوة الكلمات، وحرضني على التساؤل وبأن الإجابات ليست سوى بؤس السؤال.
لكن أرجو ألا تظنوا أنني قرأت الكتاب وسط حالة من غياب القراءة النقدية متأثرا بالعلاقة الأخوية، فالكتاب أصلا كتب على أساس أن صاحبه يحمل قضية أدبية هامة باتت تأخذ شكلها وموقعها في الثقافة العربية المعاصرة، الأمر لا يحتمل إلا التشابك والتمازج معها.
أظن بأن الكتاب ظهر في وقت مناسب جدا خصيصا في ظل توافر الحالة الصحية التي نرفل بها في الإمارات. وهذه النوعية من الكتب ضرورية. الذي لا يُختلف عليه هو أن طبيعة بنية الثقافة العربية يغلب عليها عناصر الجمود والثبات وكثيرا ما تستريب من التغيير إلى أن تتأكد أن هذا التغيير قد يحقق أشياء إيجابية، ولكن باستمرار هناك خوف من الجديد الذي ليس موجودا بالقدر نفسه عند الثقافات الأخرى.
قسّم محمد حسن المرزوقي كتابه إلى قسمين، الأول خصصه للناقد والنقد التقليدي والثاني للناقد والنقد الإفتراضي. ويدعي محمد في بداية الكتاب أنه لم يشر قبله أحد حول مفهوم النقد الإفتراضي وهذا صحيح، فالثقافة العربية المعاصرة تنطوي على تيارين اثنين لا ثالث لهما، نقلي وعقلي. النقلي تيار يقلد فقط، لا يأتي بجديد، يحاكي ما سبقه دون أن يضيف نوعيا، سواء كان يقلد أسلافه أو يقلد أمم أخرى، المقلد دائما مقلدا مستهلاكا لا يضيف معرفيا، هو السائد بطبيعة الحال. أما التيار العقلي فهو التيار المنتج، لا يقلد ويفتح الآفاق يستنتج ويفكر، لكنه يعد هامشا في الثقافة العربية، لذلك يعد الكتاب محاولة للخروج بهذا التيار إلى الواجهة والتصدر وأعتقد بأن هذا الأمر يعد مشروعا كبيرا يحتاج إلى العشرات من نماذج المرزوقي. وإحيل حضراتكم تعزيزا لرؤية المرزوقي إلى الحوار الذي أجري مع الفيلسوفة شميم بلاك (أضواء على العولمة في الأدب).
إذن سيتبادر إلى الأذهان عندما ينظر إلى كلمة النقد بأن الكتاب تخصصي، وأنه تنظيري فحسب، والمتابع للكاتب يدرك تماما أنه بعيدا عن ذلك أعني عن التنظير. الحياة قصيرة ومعقدة للغاية وليس بإمكان القراء معرفة أصول النقد وما هي مدارسه وطرق مناهجه، فالنقد يحتاج إلى ثني الركب سنوات لكي يحيط المرء به كعلم قائم بذاته، وأحد أهم الأشياء التي يعاني منها القرّاء في الوفاء به هو رؤية الكيفية التي يعمل فيها حقل النقد مع الصورة القرائية أو المعرفية الشاملة؛ ثمة هوة يصعب ردمها بين الاختصاص المحدد المتمثّلة بالنقد والصورة القرائية الشاملة المتمثّلة بالقارئ العادي. وأصحاب النقد الأرستقراطي الذي أشار إليهم المؤلف يصعب عليهم إدراك ذلك بسبب سمة التعالي لأن الهم الذي يشغلهم هو إبهار القارئ وترهيب الكاتب عبر صطلحات جوفاء. المعذرة وقعت في فخ التنظير الممل على ما أظن. إن واحدا من أنبل أهداف الكاتب هو إنجاز أو ردم هذا الأمر بطريقة أفضل وبنفس روائي ممتع.
كتاب هكذا تكلم القارئ ينهي تقريرا يختصر على القارئ أوهام النقد التقليدي النقلي، وأظن بأن المؤلف سجتذب إليه تنانين النقد الذين من المفروض أنهم مجرد أساطير وخرافة.
هكذا تكلم القارئ: النقد الافتراضي ومشاغل أخرى من أصدق الكتب التي تناولت إشكاليات النقد في الأدب الحالي، بل يعد الأول -بالنسبة لي علي الأقل- في تناول ظاهرة النقد الافتراضي بهذا القرب والصراحة ربما لكونه قارئ وناقد افتراضي بالأساس.
ما الذي تنتظره ممن يخبرك إنه كلما حاول نفض الغبار عن ذاكرته ، لابد أن يكون الكتاب حاضراً في كل ذكرى تنسل منه ؟!... لابد من انك على موعد مع قارىء ، مثقف ، واع جاد ، يحاول جاهداً ردم الهوة التي للأسف تتسع يوماً بعد يوم في عالم الأدب بين اطرافها الكاتب، القارىء، والناقد... قد نأسف إننا لا نملك إلا اختلاق الأعذار والمسوغات الهزيلة للحالة النقدية في مجتمعاتنا اليوم ... حيث المحدودية وضيق التصور ازاء الاعمال الأدبية بتناولها بأدوات نقدية قديمة او مجاملات باهتة، كلمات رنانة جوفاء ، مصطلحات نقدية معقدة ينسحق المعنى تحت وطأة ثقل حروفها ، او حتى النقد السلبي للأعمال التي تستحق الوقوف عندها ورؤيتها بصورة اكثر عمقاً وتحليلاً.... اما عن هؤلاء الذين يدعون انهم كُتاباً وليسوا قُراءاً ..كما لو انك تقذف احدهم بتهمة دنيئة او صفة ذميمة ..لو تسمح لي ان اخبرهم بأن ديستويفسكي كان يقول " باستثناء القراءة ما كان لي مهرب آخر استطيع اللجوء اليه " لم يقل الكتابة ولو فعل لكان اكثر مصدقية لربما ... ولكنه كاتباً يدرك انه لابد وان يكون قارئاً فى المقام الأول... وأخيراً لقد وجدت لنا مُسمى فيما يخص آراءنا هاهنا بشأن الكتب التي نقرؤها ألا وهو " الناقد الافتراضي" ، وأتمنى أن نكون كذلك حقاً...
كان لدي صديق يعتبرني مثله الأعلى قرائياً .. لا يقطع كتاباً إلا بعد أخذ مشورتي .. ولا يكتري رواية إلا بعد فتوى صريحة بجواز دخولها بيوت القراء المخضرمين .. ولا يشتري ديواناً إلا بعد أن أمنح بركتي للشاعر وأشير له بيدي على طريقة الدايلاما ..
كان هناك شعور جميل بأنك تمثل (الجورو) لأحده�� فرأيك هو الفيصل والفرقان بين ما يجب أن نقرؤه وما يجب تركه للفئران
وذات ليلة أكثر سواداً من قلب كاتب لم تنفد طبعة روايته الأولى .. كنت أسير مع ذلك الصديق على شاطيء عبثي في مدينة نهرية عربية صدّرت أفضل وأسوأ الكتاب في آن معاً... سألني عن رأيي في (ألف عام من العزلة) لماركيز فأجبته بصدق تستجلبه أبخرة تلك المدينة الخضراء : الحقيقة أنني لم أقرؤها !!
ما الذي حدث بعد ذلك لا يهمك .. ولكن هل تذكر تلك النظرة التي رمقتك بها والدتك حين اعترفت لها بأنك تدخن سراً على سطح المنزل وأن البقايا التي تعثر عليها الخادمة لم تكن تخص لصاً وهمياً ... تلك النظرة التي لمحتها في عيني مطوع الفريج حين شكوت له قوة وسوسة شيطانك التي تقودك إلى التلصص على نوافذ الجيران ليلاً ... تلك النظرة في عيني (الأب) في كنيسة شرقية ما حين فكرت أن تجرب الإعتراف بأنك لست سوياً من باب المداعبة بين الحضارات
نظرة : لقد كنت مخدوعاً بك ! هي أقسى نوع من النظرات تمنحك إياه الحياة ممن كنت تنظر إلى أنهم ينظرون إليك بتبجيل !!
قاسية هي الحياة فعلاً .. خسرت صديقي الذي لم يعرف لحسن الحظ أنني لم اقرأ (الشيخ والبحر) أيضاً ..
ومنذ تلك الحادثة الصغيرة وأنا أتجنب الحقيقة في ذكر هواي القرائي إذا صح التعبير ..
بذكاء وبساطة في آن معاً .. يأخذنا (مرزوق) في رحلة تعبر عن أفكارنا كقراء ... يحمل لواء ربيع عربي ثقافي ... يقول لنا فيه : حطموا أصنام النقاد .. واحصلوا على جزء من الحرية ... ذاكراً جوانب لطيفة من تجربته التي لن نمدحها بأكثر مما يعرفه عنه الوسط الثقافي ... فلديه من النرجسية والثقة ما يغنيه عن مديحنا .. ولديه أيضاً شجاعة أن يطلب من الجميع أن يتشبثوا بحرياتهم القرائية .. لأنها متعة والمتعة تفقد قدسيتها حين تصبح موجهة ..
في الكثر من الأحيان تقع على قطعة أدبية مهترئة رغم لمعانها وتعرف أن كاتبها لا يقرأ ففاقد الشيء لا يعطيه، وهو أمر يمكن لأي قاريء تمييزه بسهولة .. وما أكثرهم في صحفنا ومنتدياتنا مع الأسف .. ولكن هناك دائماً ضوء في نهاية كل نفق ترمينا فيه الحياة .. فحين تقرأ في كتاب (هكذا تكلم القاريء) ومن الكثير من القصص والسرديات والأمثلة الموجودة فيه والتي تجعلك تنتقل منه إلى كتاب أو لقاء أو معلومة خارجية .. تشعر بحوارك مع شخص من قبيلة القراء التي يبدو بأنها لم تنقرض بعد ... وليس زائراً عبثياً يرغب في الإنضمام إليها دون أن يبذل جهده في شحذ سيفه أو شحذ عقله ..
الكتاب النقدي اللطيف لا يخلو من تجاديف (مرزوق) التقليدية ... ولكن ما الذي يمكن فعله معه !!! ههذا هو مرزوق ... خذه كله كما هو ... أو اتركه !!
===================
ملاحظة لأحدهم لا علاقة لها بالريفيو : أنا فعلاً أفضل بابا في العالم!
قراءة هذا الكتاب فرض عين على كل قارئ. .. منذ أن عثرت على هذا الكتاب وأنا أرغب في قراءته، خاصة وأن آراء القراء حوله إيجابية، وكل مرة أتركه وأقرأ غيره. حتى تفاجأت بأن "محمد المرزوقي" الذي أتابع تقييماته على الجودريدز وأُعجب بها هو نفسه كاتب هذا الكتاب! ومن هنا تحمست أكثر للكتاب وعجّلت بقراءته وحقيقة كان أفضل مما توقعت. .. كنت سأقول في البداية بأن هذا الكتاب يجب أن يقرأه كل مبتدئ في القراءة حتى لا يقع في فخ النقد لكن كلما توغلت فيه أكثر كان بداخلي صوت يقول لا بل يجب أن يقرأه كل قارئ!
أتحدث هنا عن نفسي أولاً، فقد كنت في بداية قراءتي أقع في فخ قراءة عمل شهير ذو تقييم عالي ولا يعجبني، فأقول لنفسي بأن العيب لدي وأنني لم أستوعب محتوى الكتاب أو الرواية جيداً، فلن أكون أفضل من فلان وفلان، ولا زلت أقع في هذا الفخ أحياناً ولكن بنسبة قليلة جداً مع العلم أني ما زلت أعتبر نفسي مبتدئة في القراءة. وقد وجدت أن تقريباً كل القراء أو أغلبهم على الأقل يمرون بهذا فيقول الكاتب: "أذكر أنّي، في فترة سابقة، كنت إذا وجدت أن انطباعي الذي شكلته حول كتاب ما يختلف عن رأى النقاد حوله أندفع إلى تخطئة نفسي فوراً، متأثراً بالهالة الثقافية التي كانت تحيط بهؤلاء النقاد .. لكنّي اكتشفت مع مزيدٍ من القراءة، أن النقد ليس ساحة يتصارع فيها الخطأ والصواب، بقدر ما هو مجال رحب لتبادل الآراء، ولا توجد فيه حصانة لرأى شخص لمجرد أنّه يسمي نفسه ناقداً." .. عندما بدأت في قراءة هذا الكتاب، شعرت بأنني أجلس مع صديق عزيز ونتحدث حول القراءة والكتب وتطبيقي المفضل "الجودريدز"
"إن الدخول لعالم الجودريدز يُشبه الجلوس في مقهى، قائمته عامرة بكل ما لذّ وطاب من كتب، تتناولها مع أصدقاء من كل أنحاء العالم، يُشاطرونك شغف القراءة، دون أن تفكروا في من سيدفع الفاتورة في نهاية الجلسة." .. أسلوب الكاتب بسيط وممتع ويعزز ذلك اللغة السهلة، فكل ما يحاول عمله هو إبداء رأيه حول أنواع النقد ولا يريد التحذلق كباقي الكتب التي تتحدث في مواضيع مشابهة. .. أكرر، هذا الكتاب رائع وأنصح به بشدة.
أشار علي أحد الأصدقاء ذات مرة بقراءة كتاب (عودة الألماني إلى رشده)، بعدما كال له أطناناً من المديح والإطراء رغم كونه لم يقرأ منه سوى فقرة الغلاف الخلفي، فموضوع الكتاب يصلح لأن يكون مشاركة طويلة في منتدى إلكتروني مهتم بالقصص الهامشية التي يظن أصحابها أنها محور هذا الكون، فمن يهتم بقصة "يواخيم" الألماني إن كان تاب من مثليته في لبنان بعد أن رأى فحولة المؤلف؟ قصة مهترئة جداً ولا أدري كيف تم نشرها في كتاب يستهلك الكثير من الخشب الأندونيسي وقد يفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم.
في ضوء هذا الوباء الكتابي الذي يتفشى في المكتبات والمعارض والطرقات، كان لابد أن يتوفر للقارئ في العالم الافتراضي وسيلة فعّالة للنقد لا تستطيع أن تكبحها أقلام المحررين في الجرائد الصفراء والمجلات الثقافية، فأطل علينا معرض الكتاب في هذه السنة بكتاب يتعرض للعوالم الافتراضية التي تمت حياكتها حول العالم الحقيقي، وهو كتاب الاستاذ محمد المرزوقي (هكذا تكلم القارئ: النقد الافتراضي ومشاغل أخرى)، ومع أن كتب النقد عادة تكون دسمة ومعقد ومملة ولغتها هي التشدق بالسجع والمطابقات والاستعارات دون تقديم جُمل مفهومة لعموم القراء، فإن المرزوقي اتبع الأسلوب "السواليفي" الذي اقتبس اسمه من د.عبدالله الغذامي، مُبيناً أن هدفه من ذلك هو كسر الرتابة المملة المحيطة بمثل هذه الأنواع من الكتابة.
النقد الافتراضي هو ظاهرة ثقافية نتيجة غياب النقد الموضوعي في مضمار ثورة المعلومات، فابتكر المؤلف هذا المصطلح ليشمل في كتابه الحديث عن أدب التغريدات والقصص التويترية والرواية التويترية والعديد من المواضيع التي تلامس أزمة القراءة في العالم الافتراضي العربي.
تطرق المرزوقي إلى موضوع وفاة الناقد، والذي تحدث فيه عن النقاد الذين يحسبون أن الغموض هو أحد ضرورات النقد وأدواته، متناسين أن وظيفة الناقد الحقيقي هو إضاءة معالم النص وإثرائه اجتماعياً وعلمياً وفكرياً، هذا المو��وع يعود بنا إلى بعض مبادئ المدرسة التأويلية "الهرمنيوطيقية" في المجال المعرفي الغربي، والتي اعتبرت كل قراءة للنص هي إساءة قراءة، فالمعرفة متطورة ومتغيرة وافتراضية في آن واحد، فنادت هي الأخرى بموت المؤلف عن طريق قلب الأسطوة للانفتاح على المستقبل في الكتابة كما يقول "رولان بارت"، فليس من الحكمة النظر إلى شخصية المؤلف أو تاريخه وذوقه عند تحليل النص، فاللغة حلت محل المؤلف، والكتابة هي امحاء حتمي للشخصية، ويتبع ذلك انتفاء القصدية وفتح باب تأويل النص بطريقة حرة، حيث أن النص فضاء متعدد المعاني، وتحل هنا سلطة القارئ الذي قد يمارس العنف على النص لإخضاعه وخلق انسجام عقلاني معه من أجل انتزاع معنى من كلماته حسب تعبير "هايدجر".
في العالم العربي، دعا عبدالله العروي إلى التخلص من أساطير العرب الثلاثة وهي تحجير اللغة وتقديس التراث وتمجيد الماضي، ويرى الحداثيون أن اللغة تتطور بتطور الوعي الإنساني في التاريخ، فيجب تحرير اللغة العربية من من القيود التي خُلقت حول النص الديني الذي صار لا يُفهم إلا من خلال هذه البروتوكولات.
لعل من أن أشد الظواهر التي حمل عليها المرزوقي هي ظاهرة الإسهال الروائي والتي فيها لكل دولة عربية نصيب بقدر ما تمتلك من مراحيض تختبئ خلف مسمى دور النشر حسب وصفه، فمشكلة كثير من الشباب أنهم لا يقرأون الروايات الجيدة ولا حتى السيئة ثم يريدون أن يكتبوا رواية، فويلٌ للقرّاء من كاتب لا يقرأ كما يقول علي الوردي.
سأتوقف الآن عن الحديث عن الكتاب حتى لا اقترف الجريمة الأدبية التي حذر منها المرزوقي في حديثه عن الكُتّاب الذين حولوا الكتابة عن الأدباء في ثقافتنا العربية إلى مجرد إطراء وإنشائيات تنتهي إلى تحويل الأدباء إلى كائنات أسطورية، تنتهي بتوثينهم في معابد ثقافتنا العربية على حد تعبير غادة السمان، فنحن من نسل النبي ص الذي عندما أراد أن يهدم أصنام قومه، بدأ بأكبرها كما يقول المرزوقي.
لكل قارئ سلطة على النص أو المادة التي يقرأها وهي سلطة لا يمكن أن يستهان بها من قبل الكاتب. فالقارئ كما يقول أمبرتو إيكو يصبح سجيناً لوعي المؤلف وبالتالي يشترك في إبداع النص.
في هذا العمل النقدي المغاير عن المعتاد، وبعيداً عن النقد الأدبي المعاصر، ونظريات القراءة والتلقي، والتأويل الأدبي وقضاياها، يثير المرزوقي الانتباه إلى متلقي النص، أي القارئ . في محاولة لإبراز دوره الفاعل و التفاعلي في عملية القراءة. بحسب الناقد "وولفجانج آيزر" تعد ذخيرة القارئ هي ما يعتد به وما يعول عليه . ومن وجهة نظر"ستانلي فيش" فإن القارئ هو من يصنع المعنى. لكل قارئ ذخيرة معرفية من التوقعات والأفكار، والمميزات والمواصفات الثقافية، والوعي الأدبي، و التجربة والخبرة الشخصية في القراءة، إضافة إلى سعة ومدى المخيلة . وهو يؤثر على الفهم أو حقيقة وواقعية النص، بمعنى آخر يخلق التفاعل الواعي واللاواعي بين القارئ والنص؛ بصفته بان ومشيد لمعنى أو معاني النصوص . كما يعد سبباً في اختلاف وتنوع الذائقة القرائية، و مايبنى عليه من أحكام للمادة المقروءة، فينم عنه تفاوت في المعنى. وهو سر جمال القراءة !
بعض مما أراد أن يوصله الكاتب في هذا العمل من وجهة نظري؛ هو أن القراءة فسحة حرية تنمو بين القارئ والنص، مع التنبيه بأن النقد بمختلف مدارسه غير مقيد للقارئ، كما يحرض على عدم الإذعان للإملاءات النقدية التي تروج لها بعض دور النشر أو المجلات الثقافية أو ما نقرأه في الصحف، وغيرها، حول أي عمل كان، حتى لا نغدو صيداً سهلاً و نقع في الفخ! وحدها القراءة هي الحكم ، اذ علينا كقراء أن نلغي كافة الافتراضات المعينة والمسبقة عنه، وكذا لا نستعجل التقييم والحكم حتى نقرأ ونستشعر النص/ العمل ونعيشه، بغض النظر عن هالة هذا العمل أو ما تركه من أثر أو صخب عبر الزمن. "فإن معنى النص هو حصيلة المضمون المعاصر في العصر الذي يقرأ فيه النص."
أشكر الكاتب على هذا العمل الجميل، وأتمنى له التوفيق في القادم من أعماله.
الكتاب بشكل عام لطيف وسلس ويخاطب القارئ دون تعقيدات أو فذلكات.
. . .
“الذين ينفخون البالونات لا يفعلون شيئًا سوى تعجيل لحظة انفجارها في وجوههم ووجوه من حولهم يومًا ما”.
“خلف كل كاتب عظيم، قارئ لا يقلّ عنه عظمة، ولا يمكن لأيّ كاتب أن يكون كاتبًا دون أن يكون قبل ذلك قارئًا”.
"لا تصدقوا أي كاتب يقول إنه لا يهتم لوجود جمهور يقرأ له ويعجب بما يكتبه، فالتواضع الأدبي كذبة سمجة، ومن يدّعي أنه يكتب لنفسه لا للآخرين فعليه كي يثبت مصداقيته أن يغلق باب غرفته عليه ويدوّن أفكاره على ورق ثم يمزقه أو يحرقه أو يلقيه في حوض الأسماك”.
يمكن وصف الكتاب بأنه "تأملات قارئ غاضب جدًا" من النقاد المتعنتين وفذلكتهم، ومحاولتهم ممارسة سلطة فجة على القارئ بسلبه الحق في التعبير عما يراه هو لا ما يرونه هم. لقد أتاحت وسائل التواصل للقراء "العاديين" منصات كثيرة للتعبير عن قراءاتهم، التي كثيرًا ما تكون عميقة، وبخاصة الغودريدز، الذي صار بحد ذاته سلطة يهاب جانبها، ومرجعية للقراء، في كثير من الأحيان، وإن كانت العلاقات الإنسانية قد تحولت نحو الافتراضية، فلم لا يكون النقد كذلك؟! كتاب لطيف خفيف، وأسلوبه مرح بلا فذلكة.
كتاب لطيف و خفيف ، ينم عن ذائقة عالية و نهم أدبي ، كُتب بأسلوب ممتع و مباشر تشعر من خلاله أنك برفقة صديق تتجاذبان أطراف الحديث عن واقع القراءة و الكتب و كيف تحول القارئ اليوم -بفعل منصات التواصل الاجتماعي- إلى ناقد انطباعي له أهميته و تأثيره .
استمتعتُ بما اقتبسه الكاتب من قصص و مواقف من حياة الكتّاب لتعزيز و إثراء آرائه .
كان الطرح واقعياً و منطقياً جداً ، فإن لم تجد نفسك - بمرحلة ما - بين صفحات هذا الكتاب ، فلربما عليك إعادة قراءته بمصداقية أكبر . 😉
كتابٌ صغير الحجم، جميلٌ ومسلٍّ. يمثّل الكتاب صوت قارئٍ يستعيد مكانته، ويردّ لنفسه اعتبارها، في قدرته على "نقد" الكتاب الذي يقرؤه وتقييمه. بعيدًا عن "سفسطة" النقّاد التقليدين، وهيمنتهم وتعاليهم، وبعدهم في كثير من الأحيان عن ذائقة القارئ ومتطلباته، ومراوحتهم "الأهوائية" ما بين مديح لغير أهله وذمّ ليس في مكانه، أوما بين أبوّةٍ قاسية مفرطة وأمومة حانية مفرّطة. بهذا المعنى؛ يكون الكتاب احتفاءً بموت الناقد، وصورةً من سيولة ما بعد الحداثة، و مثالاً آخر على هيمنة الانترنت وقنوات التواصل الاجتماعي ( أي غير الرسمية) على كامل المشهد. هل يُمثّل النقد الافتراضي البديل الأنسب والأدقّ لتقييم الأعمال الأدبية والفكرية؟ بالطبع، لا! لكنّه لم يدعّ ذلك. ولم يفرض رأيه منفردًا يومًا، على الرغم من أنّ مفهوم "حكمة الجموع" الإحصائي يدعم نتائجه على المستوى النظري والعملي.
خلال جلسة واحدة، استطعت أن أنهي قراءة كتاب متميز ذو أسلوب جميل، ثم بعدها جلست محتارة فيما يمكنني أن أكتب خاصة وأن كلمة " نقد" تدوي داخل رأسي. كيف سأستغلها وأكتب نقدا يليق بما قرأت، وكيف يمكنني تفادي النمادج التي طرحها؟ المرزوقي قال الكثير، لا بل قال كل شيء مهم بطريقة جذابة وصادقة. ربما سأعود لكتابة ريفيو مطول بعدما أقوم بطباعة الكتاب وهي عادة أقوم بها مع الكتب التي أصنفها ولأمر خاص ضمن الكتب التي تستحق أن تكون مرجعا لي يوما ما، لا أدري متى يأتي هذا اليوم بالضبط. حسنا، أقوم بطباعتها على آلتي الطابعة لأننا في الجزائر وفي المنطقة التي أقطنها للأسف لا تصلنا أغلب هذه النماذج من الكتب العربية. لقد تذكرت للتو أيضا أن أغلب الكتب المتوفرة هي عن الأدب الفرنسي المكتوبة طبعا باللغة الفرنسية، يا إلهي!
من أجمل المقالات أو المواضيع التي يمكن أن يطلّع عليها القارئ هي التي تتحدث عن التجارب القرائية. يجد القُرّاء في تلك المقالات تجاربًا تشترك مع تجاربهم المتنوعة سواء كانت معاناة أو سعادة، تكشف لهم عن أفكارًا جديدة في أنواع القراءة، أو اقتراحات مُختلفة في طريقة التعامل مع النصوص والكُتب والمكتبات. ولهذا يجد القارئ حميمية مع كُتبًا تتحدث عن القراءة مثلما تحدّث ألبريتو مانغويل وأنيس منصور والعقاد وغازي القصيبي وغيرهم.
وبديهي أن يشعر القارئ بانجذاب لمثل هذه الكُتب عندما يكتبها قارئ مثله. بعيدًا عن التحيزات المُختلفة التي يقوم بها البعض إما مجاملة أو عفوية أو عن قصد.
عبّر محمد المرزوقي في كتابه عن أفكار تدور في عقل الكثير من القُرّاء مثلي، ولعلّه توصّل قبلي إلى بعض الاستنتاجات التي فوجئت كون أحد خلص إليها أيضًا، وكأنني الشخص الوحيد الذي يُفكّر في مثل هذه الأفكار. دفعني ذلك إلى التفكير في أنه لابد أن هناك الكثير من القُرّاء الذين يُشاركونني نفس الأفكار والتي ناقش محمد بعضها في كتابه.
فكرة موت الناقد الأكاديمي فكرة ممتازة، وهي -كما أشار محمد- ليست بالجديدة وإنما مُتجدّدة تتغيّر بتغيّر الزمان وأدواته القياسية، والجميل أنه أضاف إليها الكثير من شخصيات النقدية المًستجدّة في عصرنا الحالي.
ورغم أن الكاتب انتقد كل شيء تقريبًا في العملية الأدبية من قارئ وكاتب وناقد، حتى بت لا أعرف أين المشاكل الحقيقية التي أستطيع تجنّبها كقارئ أو كاتب، إلا أن الكتاب جاء مُتناقضًا في بعض فصوله التي تهاجم أمرًا ما ثُم أتى بأحقية ممارسته في فصل آخر، ولكن من وجهة نظر أخرى ( وطبيعي أن تكون وجهة نظر الكاتب تكون مختلفة عن وجهة نظر القارئ).
قد تكون مشكلة الكتاب أنه ألقى الضوء على شريحة عريضة من الأمثلة في تحليلاته القصيرة، فظهرت متناقضة لعدم وضوح الحل المُفترض لبعض المعضلات التي تحدث عنها الكاتب. مثل مشكلة التنمّر في موقع جوود ريدز والتي أتت بشكل موجز أراه مُخلًا (هناك مقال ممتاز للكاتب أحمد خالد توفيق عن مشاكراته في موقع جوود رديز تجدونه في كتابه اللغز وراء السطور ). فافتراض الكاتب بأن الغالبية المُشاركة هي أغلبية مُثقّفة وأن المُشاركين المُتنمّرين قِلّة ما هو إلا تبسيط شديد غير واقعي للمشكلة، لأن المؤثرين في الرأي على الموقع كُثر ولهم مآرب غير نبيلة بالفعل. أما اتهامه بأن الكاتب هو السبب في وجود التنمّر والردود السخيفة أو الجارحة؛ هي نتيجة لأعماله السيئة، أراه مُناقضًا لرأي الكاتب في بداية الكتاب بإقراره بأن انتشار الكتب الرديئة الساحق في الأسواق (الأكثر مبيعًا ) يعود بسبب أن هناك فئة كبيرة من الجمهور يرغبون في هذا المحتوى الرديء.
نعم أتفق مع الكاتب في أنه من الطبيعي أن يكون هناك نسبة من القُراء في الموقع سيئون ومُتنمّرون، وهناك أيضًا مُروّجي للأدب الرخيص أو الرديء، تمامًا مثلما يوجد قُرّاء مُقفين مُخضرمين وقُرّاء آخرون بسيطون في قراءاتهم يتدرجون في خبراتهم من خلال التواصل الراقي والإطلاع على الآراء الجيدة المُحترمة. لكن النسبة الأعلى ليست الجيدة للأسف، وهذا ليس معناه أن الأمر سيء، بالعكس بل يجب أن يدفعنا ذلك كُقرّاء إلى مزيد من التواصل وإبداء الآراء الثقافية المُختلفة وتبادل الأفكار لزيادة الوعي الثقافي دون محاولة للتقليل من شأن الآخر سواء كان هذا الآخر قارئًا أو كاتبًا أو حتى ناقدًا.
هناك موقفين ذكرهما الكاتب يوضحان أهمية تبادل الآراء دون تصغير أو تقليل من الطرف الآخر. الموقف الأول هو مفارقة الكاتب الطريفة التي ذكرها عن كتاب فارس فارس لغسان كنفاني توضح كيف يُمكن أن يتشابه الأسلوب والذي ظنه الكاتب في أول الأمر مسروقًا من كتباته السابقة، والموقف الثاني هو هجومه الساخر على فكرة القصص التغريدية أو الروايات التويترية، والذي قام بالنهاية إلى تغيير رأيه عندما تواصل مع صديقيه اللذان نشرا هذين النوعين (رغم اعتراضي معه في فكرتهما) يوضح ذلك أن الأمر مُتغيّر بشكل دائم والذائقة أيضًا مُتغيرة، فإن كان الكاتب قد اتفق مع الرواية التويترية بسبب قوة تأثيرها ونزولًا على رغبة الجماهير القرائية، فلماذا لا يتفق مع بقية الكتب الرديئة التي تبيع ملايين من النسخ؟
أتابع مراجعات محمد المرزوقي منذ زمن طويل ففيها بالتأكيد ما يستخلصه القارئ منها، ويشعر في بعضها أنه ينتمي إليها أو أنها تنتمي إليه بشكل ما. لكنني وجدت أن هناك بعضًا من تلك المُراجعات جاء فيها ما انتقده في كتابه!
يبقى الكتاب ممتعًا ولطيفًا ويثير أفكارًا تدور في عقل الكثير من القُرّاء.
والشكر لمحمد المرزوقي كونه كان أكثرنا جُرأة ومثابرة بالعمل على كتابة الأفكار وصياغتها في شكل كتاب يظهر للعلن وكأنه وثيقة تُمثّل الكثير من القُرّاء الذين لا يستطيعون التعبير عما في صدورهم.
واختتم مراجعتي باقتباس له يقول فيه:
"النقد ليس ساحة يتصارع فيها الخطأ والصواب، بقدر ما هو مجال رحيب لتبادل الآراء، ولا توجد حصانة فيه لرأي شخص لمجرّد أنه يسمّي نفسه ناقدًا"
الكتاب في النصف الأول يتكلم عن حالة النقاد في الواقع العربي وأنواعهم وفي النصف الثاني يبدأ حديثه عن النقد الافتراضي الذي يمارسه أمثالي وأمثالكم علي منصات مثل Goodreads,,,,
- خاب ظني الصراحة في الكتاب لأني كنت منتظراً تأصيلاً أكبر للموضوع ولكني لا أُخفي إعجابي بهذا المصطلح "النقد الافتراضي" وبما فعله الكاتب من مقارنته بالنقد التقليدي الذي يمارسه النقاد وإن لم يشف غليلي صراحةً ما كتبه الكاتب في النهاية، وتمنيت أيضاً لو استفاض أكثر في وضع حجج المهاجمين للنقد الافتراضي و��لمدافعين عنه...ولكن ��شكره علي الاختيار الجيد للموضوع الذي يبدو أنه تفرد به....
- عامةً هو كتاب خفيف يمكنك الانتهاء منه في جلسة، ويعطيك تصوراً لا بأس به عن الواقع النقدي ويثير بعض التساؤلات في داخلك عن شرعية هذا "النقد الافتراضي"...... ~~~~~~~~~ أما عن رأيي في النقد الافتراضي الذي نمارسه كقراء علي موقع جودريدز فأنا أراه غاية في الأهمية - وإن لم يكن النقد علي المستوي المطلوب - فأنا كقاريء عندما أحاول كتابة مراجعة عن الكتاب فأنا أقوم بعملية إبداع إيجابية تساعدني علي تذوق ما قرأته وتحولني من قاريء أنتهي من الكتاب ثم أبدأ بما بعده دون رويّة إلي قاريء يبحث وينقد ويفكر -وإن أخطأ في استنتاجاته- فلا يخفي علي أي شخص الفرق بين أولي المراجعات التي كتبها هنا علي المنصة والمراجعات التي يكتبها حالياً وما اكتسبه من خبرة لا بأس بها في النقد والتفكير، فأنا شخصياً أتذكر أولي مراجعاتي عن الكتب وكم العناء الذي كنت أكابده حتي أكتب مراجعة وفي النهاية كنت أكتب علي سبيل المثال (هكذا يجب أن تكون الرواية!) ولم تكن إلا ثاني أو ثالث رواية أقرأها في حياتي D': ما أريد أن أقوله أنه لا غني عن الناقد الافتراضي لأنه كفانا عدم تحليل لما يدور حولنا وأمامنا وبداخلنا!...فإن لم نكن ننقد أو نحاول التفكير في ما نقرأ فمتي نمتلك إذن قدرة علي التفكير والتعبير؟ وبالنسبة لكون بعض المراجعات مضلّة وبها بعض الأخطاء والمفاهيم الغير منضبطة فهناك الصراحة هنا علي الموقع قراء رائعون للغاية يساعدونك في مسيرتك القرائية ويصلحون ما لديك من أخطاء فيرشدونك ويمارسون عليك النقد فيما قد كتبته من نقد ويناقشونك....وأنا قد استفدت كثيراً من هذا الموضوع.....
يعتبر هذا الكتاب أول عمل للصديق العزيز محمد حسن المرزوقي، والذي أتوقع له مستقبلاً حافلاً في مجال الكتابة. رغم أنه كان قاسياً بعض الشيء على النقاد الأكاديميين إلا أنني أتفق معه في أن "النقد الإفتراضي" سرق منهم الأضواء وسحب البساط من تحت أرجلهم. فعندما أتجول في مكتبة كينوكونيا دبي مول لا أستشير فطاحلة النقاد قبل أن أشتري كتاباً بل أكتب اسم الكتاب في تطبيق الغودريدز وأرى أراء بني عشيرتي (معشر القراء) وعلى إثر ذلك أختار إما ارجاع الكتاب للرف أو أخذه معي للكاشير. أخيراً أتمنى من المرزوقي أن يتحفنا في المرة القادمة برواية انتظرناها طويلاً.
هذا العمل لطيف ومكتوب بطريقة لذيذة عن الكتب ومؤلفيها وقرائها وناقديها. يسلط الضوء على ظاهرة انتشار الكتب، والتي لم يعد القارئ يجد متسعاً من الوقت لقراءتها. كما أنه يتعرض لظاهرة "التطبيل" لأعمال معينة، والتي يقع القارئ في فخها. حيث تنتشر العديد من المقالات التي تصف عملاً معيناً بأنه ممتاز، وأن على كل قارئ أن يقتنيه، ليتفاجئ القارئ بأن معظمه محض هراء.
يتناول الكاتب أيضاً المفهوم التقليدي للنقد بصورته الكلاسيكية، والتي تدفع ببعض النقاد أحياناً لاستخدام عبارات فخمة يشعر معها السامع أو القارئ أنها محض طلاسم وأنها فقط هالة يحيط بها الناقد نفسه ليعطي شعوراً بأنه المتمكن وحده من رؤية هذا العمل والقادر على الحديث عنه، وصولاً إلى الحديث عن الناقد الافتراضي الذي ظهر بظهور وسائل التواصل الاجتماعي. ضمن هذا الإطار، يمنح الكاتب في هذا العمل صوتاً للقارئ العادي أن يبدي رأيه، وألا يكون حكراً على فئة النقاد وحدها. حيث يتعرض للمواقع التي أتاحت هذه الفرصة للقراء مثل موقع جودريدز.
هذا الموقع الذي له محاسنه ومساوئه، (هنا أكتب رأيي أنا ) فأحيانا تمر بمراجعات لبعض الأشخاص، والتي تجد أن صاحبها فتح جلسة نميمة عن كتاب أو كاتب معين. تكون التعليقات جد ساذجة، وأحيانا جارحة. بالمقابل، هناك مراجعات مكتوبة بصورة لبقة، وتشجعني شخصياً لأن أبحث عن بعض الكتب لأفحص إذا كانت ستلقى اهتمامي وأقرؤها.
ومن القضايا التي ذكرها موضوع التقديس للأعمال التي تعتبر من الكلاسيكيات كأعمال دوستوفيسكي مثلا، أو جورج أوريل والتصور لدى الناس أن الجميع يجب أن يقرأها. وأيضا يتعرض لقضية التقديس لهذه الأعمال والتي إن خرج أصحابها من قبورهم لاستغربوا من التعصب هذا لأعمالهم. أعجبني جداً هذا الجزء، وأعجبني أنه هدم الهالة هذه حول الأعمال التي يصنفها العديد من الناس بأنها لا بد وأن تكون في بيت كل قارئ. فما يعجب غيري ليس بالضرورة أن يعجبني، والعكس صحيح. جداً كان مميز هذا الجانب الذي تطرق له الكاتب، كما وجعلني أضحك عندما استشهد بمارك توين عندما قال عن كبرياء وهوى والأعمال الروائية الأخرى لجين أوستن "أن المكتبة الجيدة هي تلك التي لا توجد فيها كتب لجين أوستن، حتى لو لم يكن فيها أي كتاب آخر. القراءة لجين أوستن مستحيلة تماما. أنه لأمر مؤسف حقاً أنهم سمحوا لها أن تموت ميتة طبيعية، فكل مرة أقرأ "كبرياء وهوى" تراودني الرغبة في نبش قبرها واقتلاع إحدى عظامها لأضربها بها على جمجمتها".
بالمجمل، هذا عمل لطيف، وأحببت الطريقة والروح المرحة للكاتب في تناول قضايا بهذا العمق.
تأخر القارئ كثيرا عن الكتابة؛ وجبتي الصباحية الفعلية لهذا اليوم كتاب هكذا تكلّم القارئ للقارئ محمد حسن المرزوقي قبل أن يكون كاتبا؛ أول يوم في معرض أبوظبي للكتاب توجهّت لدار كلمات الإماراتية كأول دار نشر لأقتني هذا الكتاب لأن القارئ كتبه بعد عدة تجارب قرائية وتواجده في العالم الإفتراضي؛ فكما ذكر المرزوقي بأنه حضّر هذا العمل خلال سنتين
كانت وجبتي دسمة في هذا الصباح لمدة تزيد عن أربعة ساعات مستمتعا بإلتهام الأوراق ومعاينة الكلمات والتركيز على العبارات والخوض في الأفكار التي وضعها لنا؛ غرّدت عن بعض مقتطفات الكتاب في تويتر ولكن نفسي كانت تحاربني كثيرا بأن لا أتوقف عن القراءة وأترك التغريدات؛ فأنا أناني لا أريد من أحد أن يستمتع بقراءة العبارات
كتاب هكذا تكلّم القارئ بتحدّث عن النقد الإفتراضي والذي أراه ضرب النقد الأكاديمي عرض الحائط فاليوم باتت السُلطة للقارئ والنقد الإفتراضي؛ اكتسح النقد الإفتراضي عالم الأدب من أوسع أبوابه في مواقع التواصل الإجتماعي
تحدّث الكاتب عن الكثير من المواضيع المهمة في عالم القراءة والكتابة والنقد والتحوّلات الكتابية والتعامل مع هذه الأمور بمتغيراتها؛ أخذني في رحلة جميلة ورائعة وممتعة ولم أكتفي وأقول في نفسي هل من مزيد، كنت أطمح للمزيد من هذه المادة الأدبية الدسمة على الرغم من صغر حجم الكتاب إلا أنه من الكتب النادرة التي أجدها في زمن السرعة؛ قد يكون هذا الكتاب مرجعا للكثير من الأمور؛ خصوصا أن الكاتب لم يعتمد على تجربته الشخصية فقط بل أحضر مواقف من الواقع ووضع الكثير من الأمثلة للكتّاب العالميين ووضع أمثلة للكتّاب المحليين وركّز على الكثير من الأمور المهمة في عالم الأدب والثقافة
إن كنت تبحث عن كتاب تود أن تقرأه وتستمتع به فلا تتردد بإقتناء هذا الكتاب وأقول للصديق محمد حسن المرزوقي ليتك تكلّمت منذ وقت طويل فأنت لا تعلم من هو بحاجة لكلامك
لا يمكن لعاقل أن يُنكر بأن هذا الوقت الذي نحيا به يختلف كلياً عن أي وقت مضى ، فكل شيء أصبح على مقربة منك " بكبسة زر " وكل شيء يركض من حولك متسارعاً متهافتاً لاندري إلى أين يتجه .
وهذا التطور السريع " المرهق للنفس " أثر على كل الأشياء وأعاد فك وتركيب العديد من الأسس القديمة للتوافق مع معطياته ، هذا ماحدث بالضبط في قضية " نقد الكتب " إذ إنتجت هذه التغيرات مساحة أوسع وأسهل أمام القارئ ليبدي بها رأيه فيصل به إلى الكاتب والناشر والقارئ المتوقع من بعده كذلك ، برأي بسيط بعيد عن كل التعقيدات السابقة. وعلينا أن تعترف بأن هذا الإتساع سبب ربكة لبعض المؤلفين لذا تجد أن الكثير منهم لا يتوانى عن تهميش دور هؤلاء القراء وبل وصلت بهم الأمور إلى حد السخرية والإستهزاء ، المتابع الجيد لهؤلاء المؤلفين يستطيع أن يرى حالة " انفصام الشخصية " التي يعانونها المتذبذبة بين رفض منهجية القراء والسخرية منهم وبين البحث عنهم وإهداء الكتب إليهم ! . 🤷🏻♀️
وهنا في "هكذا تكلم القارئ " أنصف المرزوقي قبيلة القراء إذ تحدث عّن الدور الذي يلعبه القراء عبر منصات التواصل الإجتماعي في نقد وتدوين أرائهم حول ما يقرأونه واصفاً ذلك بالنقد الإفتراضي والحق يقال أنها المرة الأولى التي يعرض لي بها هذا المصطلح " حتى هذه اللحظة " وبذلك يكون المرزوقي " خالق " هذا الوصف الجديد لحالة النقد تلك .
يتضح لك أيضاً خلال الكتاب نوع القراء الذي ينتمي له المرزوقي واسع الإطلاع دقيق الملاحظة المتمكن من قلمه وهذا ما يُثلج صدري كقارئة لأن الكاتب الحقيقي الواثق من قلمه لا تُرعبه كثرة القراء والنقاد ، بل تحفزه للمزيد ، كل التوفيق أتمناه لك أستاذ محمد ، أهديتنا كتاب أنصفتنا بع وفي الوقت ذاته تولى كتابك مهمة صفع البعض بدلاً عنا . 📚 . .
إلتهمت هذا الكتاب في جلسة واحدة كقطعة من الحلوى اللذيذة التي تترك مذاقاً فيه من ��للذة والنشوة ما يجعل نسيان طعمها مستحيلا.. استطاع الكاتب خوض غمار موضوع جاد وخطير على المستوى الثقافي والمعرفي والأدبي، بأسلوب رائع فيه من المشاغبة والفكاهة وسرعة البديهة، ما يحوّل القراءة الى متعة حقيقية تجمع الافادة الى الإثارة والجد الى الضحك…. لقد تناول الكاتب موضوع النقد الكلاسيكي وموضوع النقد" الافتراضي" من جوانب متعددة ، وأضاء على سقطات بعض النقاد في توثين الكاتب ، والفذلكة الكلامية والاستعلاء الفارغ واتباع اهواء دور النشر … وما يستتبع ذلك من ظلم واجحاف لبعض الكتاب ، ومبالغة في تقدير كتاب آخرين… كما أشار الى اهمية الخروج من عباءة النقد التقليدي للخروج الى فضاءات العوالم الافتراضية ، حيث يمارس القراء حق النقد بحرية وعفوية وعمق وتنوّع وبعد عن الرطانة ،مستعملا لغة بسيطة"لا تفوح منها رائحة الغرور والنرجسية والتعالي ال��عرفي". ولكن للأسف في بعض المواقع سقط الكاتب في أخطاء من انتقدهم. مثلا عندما تكلم عن زيارته للمعرض ورؤيته بعض الكتاب الشبان ومحاولة هروبه منهم حتى لا يضطر لشراء كتب سيرميها لاحقا في سلة المهملات ، ليكتشف انهم جاؤوا لشراء الكتب التي اوصى بها بمراجعاته!!!! اليس هو من انتقد النقاد الذين يكتبون عن كتبٍ لم يقرؤوها؟!!! للأسف خسر هذا الكتاب نجمة لأن الكاتب لم يسلم من متلازمة التعالي المرافقة للنجومية… في الختام ، بالنسبة لي كقارئة افتراضية، اجد ان هذا الكتاب يستحق الاقتناء ، وأوصي بقراءته لكل من ملّ من التنظير الجاف والمملّ، ويريد ان يقرأ كتابا متميزا وممتعا الى حد الثمالة.
حديث ممتع يترأسه أحد القراء النهمين الغيورين على ما يتعلق بها. عليك أن تبدأ بأول كلمة وفي ظرف ساعة قد تنتهي منه. ولكم تحب نفسي ما يُمتعها ويعلمها في آن بدلا من الحشو الذي يعتمده الكثير فيمل منه القارئ، مع شدة احترامي لعلمهم وكتبهم. لكن حقا أقدر كل من يكتب بطريقة مثيرة وذلك لندرته وقلته، والذي يقرأ مراجعات الأستاذ محمد المرزوقي لن يتفاجأ من طريقة حديثه. أخيرا أرشح الكتاب لكل: ١- محب للقراءة. ٢- ناقد تقليدي أو افتراضي. ٣- كاره لتدني مستوى كتاب اليوم، وباغض لكل دار نشر ساعدته، ولكل صديق شجعه، ولكل قارئ أشاد به.
بفضل هذا الكتاب دخلت إلى عالم النقد الافتراضي عن طريق Goodreads، عالم لم يكن غريبا عني ولكن كانت تنقصني الجرأة لاقتحامة، وبذلك أكون كقارئ قد فتحت نافذة على العالم من حولي، عالم واسع ورحب يشبع شغفي ، أهنأ محمد المرزوقي على هذا الكتاب وعلى مصطلع النقد الافتراضي لتكون علامة مسجلة بإسمة الكتاب بشكل عام لطيف وخفيف وقريب من قلب الشباب، واضح ويوصل المعلومة للقارئ بسهولة ويكشف سعة اطلاع الكاتب
رائع جداَ جداَ جداَ ..، اشكر السيد المرزوقي على هذا الكتاب الذي عبر عن معاناتي في عالم القراءة ، حكى أغلب المشاكل التي أواجهها وأتناقش فيها مع القراء الآخرين ، القداسة العمياء لبعض المؤلفين واعمالهم الكلاسيكية وهذا ما قلته يوم امس عن كتاب السيد طامي ، ليت هذا الكتاب ينتشر بين الكتاب أولا ثم القراء ثانيا ليرتفع الوعي ونحظى بشيء من السلام ونرتاح من بعض الكائنات التي ترى نفسها نخبة مثقفة تكتب الأدب !!! والضحايا نحن والورق المسكين المهدر في هرائهم ، اسلوب الكاتب جميل ومرح ، فعلا استمتعت بكل صفحة ... شكرا مجددا سيد مرزوقي
أسرّني خبر صدور الكتاب الأول لمحمد حسن المرزوقي وهو أحد طليعيّ القرّاء العرب على الغودريدز، الذين تصطدم بمراجعاتهم الأنيقة على مختلف الكتب، لكنّي لم أكن انتظر من هذا الكتاب الصغير كُلّ هذا الكمّ من المتعة! مكتوب بطريقة ساخرة ، أُحبّ أن ألقّبها بخفّة دم الأذكياء. يستخدم الكاتب مصطلح "النقد الافتراضي"؛وهو التسمية التي أطلقها على إبداء الآراء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ويخصّ بذلك عموم مراجعات الكتب من قبل القرّاء على كل من الغودريدز والتويتر، أو بصيغة أخرى ، ما أقوم بفعله الآن من خلال كتابتي لهذه الأسطر. إضافة إلى أهمية طرح هذه التسمية بحدّ ذاتها نظراً لدور الكلمات في ترسيخ المفاهيم، فإنّ المؤلف يشير إلى موت الناقد الكلاسيكي مدفوناً بأدواته السابقة، وانبثاق الناقد الحديث المتواضع والمباشر الذي لايحتاج لأكثر من جهاز محمول ذكي ورأي صادق ليسلخّ جلد أي كتاب وكاتبه معاً تبعاً لرأيه الشخصي، الذي لانستطيع أن نصنّفه برأي صائب أو خائب، بل هو رأي حرّ بالدرجة الأولى. ساعدني الكتاب لأتخطى مُعضلة شخصية، فطالما وجدت نفسي على مشارف النكتة السمجة، التي تشير لمراجعات الكتب بأنّها مهنة الناقد، فيحيطني السؤال الفارغ من الجدوى ذاته؛ لماذا أُسرف عناء كتابة مراجعات عن معظم الكتب التي أقرؤها؟ هل أنا - ويالهول النكتة - بناقد؟ الآن أستطيع الإجابة بثقة وهزلية ، نعم أنا "ناقد افتراضي" لأنني ببساطة قارئ معاصر.
November 5, 2019 بدأت قراءة هذا الكتاب وأنا أشعر بالارتياب بسبب كثرة المراجعات الإيجابية. في نفس الوقت، كنت متحمسًا له لأني شعرت أني سأقرأ عن كتاب يتكلم عني كقارئ ويمنح القراء الاعتراف والتقدير الذين يستحقونه
بمجرد أن قرأت عنوان الكتاب في بداية ماي 2019 تمنيت أن أقرأه من كل قلبي. ببساطة لأني قارئ شغوف ومراجع كُتب منذ فبراير 2012، تاريخ انضمامي للغودريدز. العنوان يعدنا بأن يعبر عن القراء وبأن يتكلم عن النقد في العالم الافتراضي ومشاغل أخرى وبالفعل هذا ما فعله بأسلوب ساخر وبلغة مباشرة وبمحتوى صادق
أكثر ما أعجبني: كان الكاتب يذكر المصادر بأمانة والجديد الذي لاحظته أنه يذكر أسماء الأشخاص مثل أحلام مستغانمي، نزار قباني، روان بن حسين... دون مشكل عندما يشير لهم أو يروي قصصًا عنهم أو يقارن. لكن ما لم أفهمه هو سبب عدم ذكره للكتاب غير المشهورين أو الذين لم يكن معجبًا بهم/ أو من روى عنهم قصص سلبية، ربما لأنه لم يرغب أن يثير خلاف أو يساهم في شهرتهم... ممم ممكن
رغم اختياري للشعبة الأدبية وتخصصي في الأدب الإيطالي بالجامعة ورغبتي القوية بالعمل في الكتابة والنشر، دائمًا أقول لنفسي أنني لست ناقد أدبي بل مدون/بوكتيوبر وعندما أحب أن أوضح أكثر أقول "مُراجع كتب" ومضامين هذا الكتاب تؤكد لي هذه الهوية التي أصف بها نفسي. من جهة أستطيع أن أنتقد الكتاب كما أريد دون اتباع أي منهج نقدي أو مدرسة فلسفية أو أدبية ومن جهة ثانية أستطيع أن أنتقد الكتاب بشكل ذاتي وبشكل موضوعي، على حسب مزاجي.... وكما قال الكاتب في الصفحة 71 "الحكم الأول والأخير، بالنسبة للناقد الافتراضي على رواية ما، هو مدى إعجابه بها من عدمه" ويكرر في الصفحة 72 عندما أشار للاقتباس الشهير الذي يقول أن مقدرا حبي لكتاب هو عندما أنهيه مع أمنية أن يكون مؤلف صديقًا لي "فالحكم الأول والأخير الذي يطلقه الناقد الافتراضي على الكتب وعلى أصدقاءه مبني على مدى حبه لها أو لهم"
إذن الأمر مفهوم، النقد الأدبي التقليدي / الأكاديمي هو نقد موضوعي له أدواته وآلياته أو قوانينه بينما النقد الأدبي الافتراضي/ الإلكتروني نقد ذاتي يعتمد على مدى استمتاع القارئ بما يقرأه.. فمثلًا قد تجد قارئ يكتب مراجعة سلبية عن بالزاك لمجرد أنه شعر بالملل بسبب الإطناب في الوصف وهذا ما يحدث أيضًا مع ميشيما وفي نفس الوقت قد تكتب قارئة عشرينية مراجعة طويلة مؤثرة تمدح حبيبي داعشي أو أحببتك أكثر مما ينبغي .. لهذا لا داعي للسخرية منهم فجميع المراجعات صادقة وذاتية
لمن يريد معرفة مضامين الكتاب بتلخيص: سأقول له أن الكتاب فيه 3 أشياء أساسية الاعتراف بقوة القراء ودورهم تعريف مفهوم النقد الافتراضي ومعاتبة النقد الأكاديمي
يشرح لنا محمد المرزوقي كيف أن تراجع دور الناقد الأكاديمي في عصر السوشل ميديا وبالتالي عملية نقد الكتب لم تعد نشاط أكاديمي أو عمل في الصحف والمجلات والمنابر الإعلامية ولكن أصبحت يمكن لأي قارئ أن يمارسه بحرية وهذا يفضل ديموقراطية العالم الافتراضي، وهذا أمر إيجابي لأن يواجه النفاق الثقافي وتبادل التصفيق والمقالات الكاذبة التسويقية. لكن الأجمل في الكتاب أنه تجاوز حديثه عن تراجع النقد الأكاديمي للحديث عن النقد الافتراضي كبديل موجود، أصبح يكتسح الساحة رغم الانتقادات والرفض
بخصوص التصميم والشكل، أستطيع أن أقول أن الكتاب احترافي. أما بنية الكتاب، كانت متقنة، إذ قسمه لمقالات بشكل منظم. زواج بين الأسلوب المقالي/ الإنشائي والأسلوب السردي، إذ كان يحكي لنا عن بعض قصصه الشخصية في موقع الغودريدز وفي معارض الكتب ومع أصدقاءه القراء مما جعل الكتاب ممتع وغير ممل ومن ناحية البنية: كانت بنية دائرية، بدأ كتابه بالحديث عن موت الناقد وختمه بكشف القاتل
سلبيات:
صفحة 9 هل الكاتب له هوس برقم واحد؟
صفحة105 شعرت أن الكاتب بحاجة للتواضع بالفعل ههه أمزح ولكن فعلا كلمات شحاذين مهينة لتصف بها كاتب يحاول التسويق لنفسه، لا يجب أن يقولها.. عبر عن رأيك بأنك غير مهتم بقراءة كتابه أو ليس الآن، أو مشغوووول ولكن أن تصف بشحاذ.. لا أتفق وحتى موضوع ذكر المال والمطاعم والمقاهي لاحظته ومؤخرا في تويتر دفع غرامة 150 درهم إمارتية
صفحة89 خطأ مطبعي في الإحصائية 25 not 67
صفحة 82 هناك اقتباس ذكوري للشاعر اللبناني أنسي الحاج، كان يجب حذفه خصوصًا أن اقتباس أومبرتو إيكو كان كافي ومفهوم كلامه بعيد عن الواقع لأنه يوجد فتيات يتبرجن في منازلهن دون الخروج للشارع أصلا Some of them are A-sexuals or Autosexuals for example! i'm not kidding :) أتمنى تعديل هذا الطبعات القادمة
+ هذا شخصي جدا مزاحه لم يضحكني ربما لأني كئيب وأحيانا شعرت أنه سوف يؤثر على جدية الكتاب وموضوعه
ـــــــــــــ هذا الكتاب يجب أن يقرأه أي بوكتوووووووووبر BOOKTUBER يجب أن يقرأه أي قارئ شغوف يقوم بنشر مراجعاته في حسابه وأتمنى أن يصبح مشهور في مجتمع البوكتيوب هذا الكتاب هو اعتراف بقوة القارئ وأهميته أتمنى أن يكتب كتاب آخر عن القراءة في عصر السوشل ميديا وأتمنى أن لا ينسى البوكتيوب فهو مؤثر بشكل أقوى من الغودريدز وتويتر والفيسبوك إنه عبارة عن مجتمع قراء في اليوتيوب يصورون فيديوهات عن الكتب ويقومون بمبادرات جماعية وأنشطة مختلفة في مختلف أشهر العام
May 4, 2018 فكرة الكتاب رائعة جدا يهمني موضوع مراجعات الكتب والفرق بينها وبين النقد الأكاديمي أتمنى أن يصل للمغرب
لا أتذكر أين قرأت العبارة السابقة،أو من هو قائلها، ولكنها ترفع الوزر عن القارئ،و تعطيه الضوء الأخضر كي "يلوك" النص ما شاء له أن يلوكه و أن يعلن للعالم ما إذا وجد مذاقه طيبا أم لا .ففي النهاية النص وُجد أولاً لكي يُلتهم من قبل القارئ كي يسكت جوع عقله ، والقراء مراتب سمح الناقد ال��كاديمي لنفسه أن يتبوأ أعلاها!.
يؤرخ محمد المرزوقي افتراضاً بداية موت الناقد في عام ٢٠٠٧، و هو العام الذي بدأت فيه ثورة الهواتف الذكية،والمنتديات الالكترونية،و مواقع التواصل الاجتماعي. هذه الوسائل جميعًا أعطت منبرا لمن لا منبر له كي يعرض أفكاره و آراءه الشخصية، وبالتالي امتد الأمر ليشمل تقييم الكتب ونقدها من قراء عاديين لا علم لهم بأصول النقد الأكاديمي.
الناقد الافتراضي هو سلطة يهابها الكاتب والناقد الأكاديمي معا، فهو من جهة يقوض تأثير الناقد الأكاديمي،و من جهة يعطي رأيه بشفافية وحيادية تامة الذي لا يأمن من جانبه الكاتب!
ينطلق محمد المرزوقي في تقصي أشكال النقد ،ويطلق عليها مسميات من عنده. أعجبني "النقد الوثني" و تمنيت لو أنه توسع في تناوله. و وضعني " النقد الهرم" ،الذي تناول الأدب التويتري، في حيرة .في هذه الحالة لم يتم إنصاف النقاد و لهم مبرراتهم - عدا المسمى- في رفض هذا اللون .
هذا الكتاب الذي يتطرق لنقد النقد ، يسوق فيه المرزوقي الكثير من الأمثلة والتجارب الذاتية تبعد عن الكتاب جفاف الطرح الذي تتسم به عادةً كتب النقد . هذا الكتاب نتاج " قارئ نجم" و الذي أتخيله في عالم موازي يقوم بدور يشبه ما كان يقوم به سقراط في الأزمنة القديمة،و لكن بنسخة محدثة : يجول في الطرقات والأماكن العامة و يجر خلفه عربة ملأى بالكتب ،يسمح لنفسه بسرقة بعض الوقت من المارة الذين يخمن أنهم غارقون في مستنقع البلادة و التفاهة .يستوقفهم لكي يمنحهم كتابا من عربته و يطفق يتكلم عنه بأسلوبه الساحر و المشوق .سينجح بلا شك في اجتذاب المزيد إلى قبيلة القراء .ستكبر القبيلة و ربما نتمكن يوما من السيطرة على العالم و نحقق السلام ، و و ...... يكفي أضغاث أحلام :)
كتاب سهل الهضم بسيط في كلماته وفي رسالته ولكنه سيعطيك قوة رهيبة بعد الانتهاء منه لتقول رأيك وبصراحة في أي كتاب ستقرأه مستقبلا وستجد أنك اكثر شجاعة وحكمة في إعطاء النجوم في القودريدز وانه اصبح من حقك ومن دون اي حرج ان تمنح اي رواية لم تعجبك نجمة واحدة ولو اجمع كل نقاد العالم المحترفين على إعطاءها خمسة نجوم وَكما ذكر الكاتب "من حقي ان اعبر عن عدم استساغتي لهذه الاعمال بالطريقه والكيفية التى ارغب "
كتاب (هكذا تكلّم القارىء.. النقد الافتراضي ومشاغل أخرى). محمد حسن المرزوقي. الناشر: روايات-الشارقة. الطبعة الأولى ٢٠١٨م. محمد المرزوقي من بلاد الإمارات الشقيقة، مهتم بالشأن الثقافي والأدبي، وكاتب مقالات في صحيفة (الإمارات اليوم)، ويكتب في غيرها أيضاً، وهو مؤسس لصالون الأدب الروسي في دولة الإمارات، ونادي أصدقاء نوبل، ومشروع موزاييك. يناقش في كتابه الجميل هذا، مقالات حول النقد بمختلف أنواعها، بما في ذلك الناقد الافتراضي، ويناقش كذلك بعض المواضيع المتعلقة بالقراءة والقُرّاء. الكتاب جميل جداً جداً، ومفيد، ولقد استمتعت واستفدت كثيراً من أفكار الكتاب ومواضيعه، واتفق اتفاقاً تاماً مع آرائه حول النقاد وتحوّل الناس عنهم إلى النقاد الافتراضيين. كتاب يستحق القراءة، بالفعل بعض الكتب لا تستطيع أن تقول عنها إلا أنها رائعة جداً ولا تستطيع أن تزيد على ذلك، كهذا الكتاب، لأنك لا تستطيع أن تلخص كل الأفكار الجميلة التي في هذا الكتاب في عدة سطور. نعيم الفارسي 27.06.2018