Academia.eduAcademia.edu

المرنيسي.rtf

فيروس الحريم عند المرنيسي قراءة في كتاب هل أنتم محصنون ضد الحريم لفاطمة المرنيسي

فيروس‮ ‬الحريم‮ ‬عند‮ ‬المرنيسي قراءة‮ ‬في‮ ‬كتاب‮ ‬هل‮ ‬أنتم‮ ‬محصنون‮ ‬ضد‮ ‬الحريم لفاطمة‮ ‬المرنيسي ‮ د.فاطمة‮ ‬الحصي‮ رئيس‮ ‬تحرير‮ ‬مجلة‮ ‬هوامش‮ ‬ثقافات‮ ‬معاصرة تتساءل‮ ‬فاطمة‮ ‬المرنيسي‮ ‬في‮ ‬كتابها‮ " ‬هل‮ ‬أنتم‮ ‬محصنون‮ ‬ضد‮ ‬الحريم‮ ‬؟‮! " ‬حول‮ ‬أسباب‮ ‬رسم‮ ‬الفنانين‮ ‬الأوربيون‮ (‬أمثال‮ ‬إنغرو‮ ‬ودولاكروا‮ ‬وماتيس‮ ‬وبيكاسو‮ ) ‬لمحظيات‮ ‬،‮ ‬وعدم‮ ‬رسمهم‮ ‬لجواري‭ !! وترد‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬التساؤل‮ ‬بأنهم‮ ‬فعلوا‮ ‬ذلك‮ ‬لأن‮ ‬مخيلتهم‮ ‬كانت‮ ‬ملتهبة‮ ‬بفعل‮ ‬حريم‮ ‬السلاطين‮ ‬العثمانيين‮ ‬الذين‮ ‬بسطوا‮ ‬سيطرتهم‮ ‬على‮ ‬أوروبا‮ ‬وأرهبوا‮ ‬عواصمها‮ ‬منذ‮ ‬سقوط‮ ‬القسطنطينية‮ ‬عام‮ ‬1453حتى‮ ‬اوائل‮ ‬القرن‮ ‬العشرين‭ ‬. تهتم‮ ‬المرنيسي‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الكتاب‮ ‬بدراسة‮ ‬اسباب‮ ‬تعاسة‮ ‬الجيران‮ ‬الأوروبيين‮ ‬-كما‮ ‬تطلق‮ ‬عليهم‮ ‬-‮ ‬على‮ ‬الرغم‮ ‬من‮ ‬تمتعهم‮ ‬بالصحة‮ ‬الجيدة‮ ‬والثروة‮ ‬،‮ ‬وتُرجع‮ ‬هذه‮ ‬التعاسة‮ ‬الى‮ ‬كون‮ ‬رجالهم‮ ‬يحلمون‮ ‬دوما‮ ‬بالحريم‮ ‬دون‮ ‬الاعتراف‮ ‬بذلك‮ ‬علنا‮ ‬لأن‮ ‬القانون‮ ‬يمنعهم‭ ! ترى‮ ‬المرنيسي‮ ‬أن‮ ‬رجال‮ ‬العالم‮ ‬الغربي‮ ‬قد‮ ‬أصابهم‮ "‬فيروس‮ ‬الحريم‮ "‬،هذا‮ ‬الفيروس-‮ ‬الذي‮ ‬جعل‮ ‬العالم‮ ‬الغربي‮ ‬موبوء،‮ ‬يهاجم‮ ‬الدول‮ ‬التي‮ ‬تحررت‮ ‬فيها‮ ‬النساء‮ ‬بالتحصيل‮ ‬العلمي‮ ‬والنزول‮ ‬إلى‮ ‬سوق‮ ‬العمل‭ ! تسخر‮ ‬المرنيسي‮ ‬من‮ ‬رجال‮ ‬العالم‮ ‬الغربي‮ ‬وهى‮ ‬تصف‮ ‬-‮ ‬بدقة‮ ‬متناهية‮ ‬-‮ "‬فيروس‮ ‬الحريم‮ " ‬الذي‮ ‬أصاب‮ ‬أغنى‮ ‬دول‮ ‬العالم‮ ‬مفندة‮ ‬لرجال‮ ‬الغرب‮ ‬أساليب‮ ‬غواية‮ ‬النساء‮ ‬المتحررات‮ ‬باستخدام‮ ‬الثروة‮ ‬اللغوية‮ ‬والشعرية‮ ‬التي‮ ‬يمتلكها‮ ‬العرب‮ ‬فتصبح‮ ‬الحبيبة‮ ‬جارية‮ ‬بملء‮ ‬ارادتها‭ !! تقدم‮ ‬المرنيسي‮ ‬لنا‮ ‬نظرة‮ ‬تاريخية‮ ‬مبهرة‮ ‬-بالنسبة‮ ‬لي‮ ‬-‮ ‬حيث‮ ‬تعود‮ ‬الى‮ ‬القرن‮ ‬السابع‮ ‬عشر‮ ‬والثامن‮ ‬عشر‮ ‬والفرنسيون‮ ‬بالشوارع‮ ‬ثائرون‮ ‬يطالبون‮ ‬بالمساواة‮ ‬للجميع‮ ‬،‮ ‬وهى‮ ‬برؤيتها‮ ‬الساخرة‮ ‬تقول‮ ‬:‮"‬انتصرت‮ ‬المساواة‮ ‬هنا‮ ‬وهناك‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬محال‮ ‬اقتناء‮ ‬لوحات‮ ‬الحريم‮ "! ‬فالمواطنين‮ ‬الأثرياء‮ ‬فقط‮ ‬من‮ ‬كانوا‮ ‬قادرين‮ ‬على‮ ‬اقتناء‮ ‬لوحات‮ ‬الحريم‮ ‬او‮ ‬شراء‮ ‬المحظيات‮ ‬الرقيقات‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬ظل‮ ‬الفقراء‮ ‬يتكلون‮ ‬على‮ ‬مخيلتهم‭ ! اذن‮ ‬الفنانون‮ ‬الأوروبيون‮ ‬يصورون‮ ‬الحريم‮ ‬في‮ ‬لوحاتهم‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬زبائنهم‮ ‬من‮ ‬النخبة‮ ‬والبرجوازيون‮ ‬الأثرياء‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬تم‮ ‬استخدام‮ ‬آلة‮ ‬التصوير‮ ‬وتم‮ ‬التمازج‮ ‬مابين‮ ‬اللوحات‮ ‬وصورها‭ ‬. هكذا‮ ‬ببساطة‮ ‬وبإسلوب‮ ‬عفوي‮ ‬ساخر‮ ‬تصطحبنا‮ ‬فاطمة‮ ‬المرنيسي‮ ‬باحثة‮ ‬علم‮ ‬الاجتماع‮ ‬في‮ ‬رحلة‮ ‬الى‮ ‬القرن‮ ‬السابع‮ ‬عشر‮ ‬والقرن‮ ‬الثامن‮ ‬عشر‮ ‬لتخبرنا‮ ‬بلا‮ ‬تردد‮ ‬بأن‮ ‬فكرة‮ ‬الحريم‮ ‬هى‮ ‬فكرة‮ ‬متأصلة‮ ‬لدى‮ ‬الغرب‮ ‬وأن‮ ‬ما‮ ‬يقومون‮ ‬به‮ ‬الآن‮ ‬من‮ ‬محاولات‮ ‬للترفع‮ ‬عليها‮ ‬ماهو‮ ‬الا‮ ‬دور‮ ‬يلعبونه‮ ‬ولا‮ ‬يتقنونه‮ ‬لأنه‮ ‬يخالف‮ ‬رغباتهم‮ ‬الدفينة‮ ‬والحقيقية‭ !! تتخذ‮ ‬من‮ ‬الفنان‮ "‬ماتيس‮ " ‬مثل‮ ‬تطبق‮ ‬عليه‮ ‬وجهة‮ ‬نظرها‮ ‬تلك‮ ‬،‮ ‬الفنان‮ ‬ماتيس‮ ‬الذي‮ ‬أمضى‮ ‬حياته‮ ‬يرسم‮ ‬لأبناء‮ ‬بلده‮ "‬فرنسا‮"‬مواطنات‮ ‬ينتمين‮ ‬إلى‮ ‬الجمهورية‮ ‬الفرنسية‮ ‬متنكرات‮ ‬بزي‮ ‬زهرة‮ ‬الطنجاوية‮ ‬التى‮ ‬التقاها‮ ‬بالمغرب‮ ‬يوما‮ ‬،‮ ‬ورسم‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المحظيات‮ ‬بإعتبارها‮ ‬مثال‮ ‬للأنوثة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الأوضاع‮ ‬الممكنة‮ ‬وأحدث‮ ‬تأثيرا‮ ‬عميقا‮ ‬في‮ ‬المتخيل‮ ‬العام‮ ‬والذوق‮ ‬الرائج‮ ‬بهدف‮ ‬الربح،‮ ‬فكان‮ ‬يبيع‮ ‬العشرات‮ ‬من‮ ‬لوحات‮ ‬المحظيات‮ ‬في‮ ‬سوق‮ ‬الفن‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬كانت‮ ‬فيه‮ ‬نساء‮ ‬أوروبا‮ ‬يناضلن‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬حقوقهن‭ ! هكذا‮ ‬تتناول‮ ‬المرنيسي‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬التناقضات‮ ‬لدى‮ ‬الرجل‮ ‬الغربي‮ ‬من‮ ‬الناحية‮ ‬النفسية‮ ‬والإجتماعية‮ ‬والفكرية‮ ‬والتاريخية‮ ‬لتميز‮ ‬في‮ ‬النهاية‮ ‬بين‮ ‬مستويين‮ ‬من‮ ‬الحقيقة‮ ‬:الحقيقة‮ ‬التي‮ ‬تصنعها‮ ‬النساء‮ ‬تاريخيا‮ ‬متمثلة‮ ‬-‮ ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المثال‮ ‬-‮ ‬في‮ ‬حرص‮ ‬نساء‮ ‬تركيا‮ ‬على‮ ‬التعلم‮ ‬وتحقيق‮ ‬الذات‮ ‬فأصبحن‮ ‬محاميات‮ ‬وطيارات‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬1930‮ ‬وبين‮ ‬الاستيهام‮ ‬الذي‮ ‬يشكل‮ ‬جزء‮ ‬من‮ ‬واقع‮ ‬المواطن‮ ‬الفرنسي‮ ‬ماتيس‮ ‬عام‮ ‬1930-‮ ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المثال‮ ‬أيضا‮ ‬-‮ ‬وتمسكه‮ ‬بالمحظية‮ ‬التي‮ ‬في‮ ‬خياله‮ ‬،‮ ‬وتمضي‮ ‬المرنيسي‮ ‬في‮ ‬التتبع‮ ‬التاريخي‮ ‬للحركة‮ ‬النسوية‮ ‬في‮ ‬أوروبا‮ ‬وحصول‮ ‬المرأة‮ ‬على‮ ‬حق‮ ‬الملكية‮ ‬وحق‮ ‬الاقتراع‮ ‬بالتوازي‮ ‬مع‮ ‬حركة‮ ‬انتشار‮ ‬لوحات‮ ‬المحظيات‮ ‬بإلقاء‮ ‬الضوء‮ ‬على‮ ‬خطوات‮ ‬ماتيس‮ ‬في‮ ‬رسم‮ ‬لوحات‮ ‬المحظيات‮ ‬لتجسيد‮ ‬حجم‮ ‬التناقضات‮ ‬التي‮ ‬يتمتع‮ ‬بها‮ ‬الرجال‮ ‬الغربيين‮ ‬بإنبهارهم‮ ‬بالمحظيات‮ ‬وفي‮ ‬نفس‮ ‬الوقت‮ ‬سعيهم‮ ‬لتجاوز‮ ‬هذه‮ ‬الذهنية‮ ‬وتغييرها‭ ! وترى‮ ‬المرنيسي‮ ‬أنه‮ ‬على‮ ‬غرار‮ ‬ماتيس‮ ‬في‮ ‬العشرينات‮ ‬والثلاثينات‮ ‬لا‮ ‬يزال‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الرجال‮ ‬الغربيين‮ ‬يحتاجون‮ ‬الى‮ ‬المحظيات‮ ‬في‮ ‬عصرنا‮ ‬الحالي‭ ! كما‮ ‬تحرص‮ ‬المرنيسي‮ ‬على‮ ‬تتبع‮ ‬الحريم‮ ‬التركي‮ ‬لسلاطين‮ ‬السلالة‮ ‬العثمانية‮ ‬حيث‮ ‬ترى‮ ‬أنهم‮ ‬اثاروا‮ ‬استيهامات‮ ‬الأوروبيين‮ ‬على‮ ‬عكس‮ ‬ما‮ ‬رُوج‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬حريم‮ ‬هارون‮ ‬الرشيد‮ ‬هن‮ ‬اللواتي‮ ‬أثاروا‮ ‬استيهامات‮ ‬الأوروبيين‮ ‬،‮ ‬وذلك‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬تتبع‮ ‬تاريخي‮ ‬منذ‮ ‬فتح‮ ‬القسطنطينية‮ ‬أو‮ ‬بيزنطة‮ (‬التي‮ ‬تحولت‮ ‬فيما‮ ‬بعد‮ ‬الى‮ ‬اسطنبول‮ ) ‬على‮ ‬يد‮ ‬السلطان‮ ‬محمد‮ ‬الثاني‮ ‬عام‮ ‬1453‮ ‬وبلوغ‮ ‬الامبراطورية‮ ‬العثمانية‮ ‬مشارف‮ ‬أوروبا‭ ‬. ترى‮ ‬المرنيسي‮ ‬أن‮ ‬القدرة‮ ‬الاستيهامية‮ ‬لكلمة‮ ‬حريم‮ ‬تأتي‮ ‬من‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬الفتح‮ ‬العسكري‮ ‬واسترقاق‮ ‬النساء‮ ‬واستباحتهن‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬السلطان‮ ‬الغازي‮ ‬وهى‮ ‬تصرح‮ ‬في‮ ‬النهاية‮ ‬بأن‮ ‬العرب‮ ‬لم‮ ‬يكونوا‮ ‬آباء‮ ‬الحريم‮ ‬،‮ ‬وأن‮ ‬الإغريق‮ ‬والرومان‮ ‬سبقوهم‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال‮ ‬،‮ ‬بل‮ ‬وقبل‮ ‬ظهور‮ ‬الإسلام‮ ‬ب700‮ ‬عاما‮ ‬،‮ ‬وقتما‮ ‬كان‮ ‬الاغريق‮ ‬يمارسون‮ ‬الحَجْر‮ ‬على‮ ‬النساء‮ ‬وكان‮ ‬ممنوعا‮ ‬على‮ ‬النساء‮ ‬المحترمات‮ ‬الخروج‮ ‬للتسوق‮ ‬او‮ ‬التنزه‮ ‬بالأماكن‮ ‬العامة‮ ‬كالأسواق‮ ‬،‮ ‬وكان‮ ‬الفصل‮ ‬بين‮ ‬الجنسين‮ ‬باديا‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬تصميمات‮ ‬المنازل‮ ‬،هذا‮ ‬بالاضافة‮ ‬الى‮ ‬وجود‮ ‬الإماء‮ ‬أو‮ ‬الخليلات‮ ‬المتفرغات‮ ‬لمتعة‮ ‬السيد‮ ‬الجنسية‭ ‬... وتدلل‮ ‬المرنيسي‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬العرب‮ ‬قبل‮ ‬الاسلام‮ ‬كانوا‮ ‬يضاهون‮ ‬الاغريق‮ ‬عنصرية‮ ‬،‮ ‬ولكن‮ ‬بظهور‮ ‬الاسلام‮ ‬على‮ ‬أراضيهم‮ ‬تراجع‮ ‬كل‮ ‬ذلك‭ ‬.. بل‮ ‬أنها‮ ‬تؤكد‮ ‬على‮ ‬تكريس‮ ‬المؤرخين‮ ‬المسلمين‮ ‬منذ‮ ‬القرون‮ ‬الأولى‮ ‬لظهور‮ ‬الاسلام‮ ‬لمكانة‮ ‬المرأة‮ ‬البارزة‮ ‬،‮ ‬ومحاولتهن‮ ‬الدائمة‮ ‬لإنتزاع‮ ‬السلطة‮ ‬من‮ ‬الرجال‮ ‬مؤكده‮ ‬على‮ ‬اختلاف‮ ‬شهادتهم‮ ‬عن‮ ‬شهادات‮ ‬المؤرخين‮ ‬الأوروبيين‮ ‬مؤكده‮ ‬على‮ ‬كون‮ ‬الأتراك‮ ‬قد‮ ‬منحوا‮ ‬النساء‮ ‬مكانة‮ ‬بارزة‮ ‬في‮ ‬الساحة‮ ‬السياسية‮ ‬ذاكرة‮ ‬كيف‮ ‬عارض‮ ‬الخليفة‮ ‬العباسي‮ ‬المعتصم‮ ‬بالله‮ ‬تولي‮ ‬شجرة‮ ‬الدر‮ ‬عرش‮ ‬مصر‮ ‬عام‮ ‬1250..وهى‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬تبرز‮ ‬حجم‮ ‬التناقض‮ ‬ما‮ ‬بين‮ ‬الحقيقة‮ ‬التاريخية‮ ‬وبين‮ ‬اصرار‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬انغر‮ ‬في‮ ‬القرن‮ ‬التاسع‮ ‬عشر‮ ‬وماتيس‮ ‬في‮ ‬القرن‮ ‬العشرين‮ ‬على‮ ‬رسم‮ ‬محظيات‮ ‬تركيات‮ ‬مستسلمات‮ ‬ومسترخيات‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يذكرهن‮ ‬التاريخ‮ ‬الاسلامي‮ ‬كنساء‮ ‬تخطين‮ ‬حدود‮ ‬الحريم‮ ‬ومارسن‮ ‬السياسة‮ ‬أكثر‮ ‬مما‮ ‬سمحت‮ ‬به‮ ‬التقاليد‮ ‬آنذاك‭ ‬.. وتستعرض‮ ‬المرنيسي‮ ‬كيف‮ ‬تم‮ ‬اصلاح‮ ‬قاون‮ ‬الأحوال‮ ‬الشخصية‮ ‬بتركيا‮ ‬عام‮ ‬1923‮ ‬على‮ ‬يد‮ ‬كمال‮ ‬أتاتورك‮ ‬وحظره‮ ‬لتعدد‮ ‬الزوجات‮ ‬ومنحه‮ ‬النساء‮ ‬امتيازات‮ ‬كثيرة‮ ‬،وحصولهن‮ ‬على‮ ‬حق‮ ‬الإقتراع‮ ‬وتم‮ ‬انتخاب‮ ‬17امرأة‮ ‬في‮ ‬البرلمان‮ ‬وقام‮ ‬اتاتورك‮ ‬بتجنيدهن‮ ‬بالجيش‮ ‬التركي‮ ‬متساءلة‮ ‬حول‮ ‬القطيعة‮ ‬التي‮ ‬حدثت‮ ‬مابين‮ ‬التركية‮ ‬الحبيسة‮ ‬في‮ ‬دور‮ ‬المحظية‮ ‬التي‮ ‬رسمها‮ ‬ماتيس‮ ‬والحقيقة‮ ‬التاريخية‮ ‬حول‮ ‬تحرر‮ ‬المرأة‮ ‬آنذاك‮ ‬واسباب‮ ‬عدم‮ ‬قبوله‮ ‬لهذا‮ ‬التحرر‮ ‬والمساواة‮ ‬في‮ ‬الشرق‭! وتتخذ‮ ‬المرنيسي‮ ‬في‮ ‬نهاية‮ ‬كتابها‮ ‬من‮ ‬كاهن‮ ‬ألماني‮ ‬دعا‮ ‬الى‮ ‬تعدد‮ ‬الزوجات‮ (‬يوهان‮ ‬ليزر‮)‬في‮ ‬عام‮ ‬1674‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬كون‮ ‬الرجل‮ ‬الأوروبي‮ ‬لديه‮ ‬الرغبة‮ ‬بإمتلاك‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬النساء‮ ‬والحريم‮ ‬ولكن‮ ‬الخوف‮ ‬من‮ ‬الإسلام‮ ‬هو‮ ‬ما‮ ‬يقمعه‮ ‬،‮ ‬حيث‮ ‬أن‮ ‬ادانة‮ ‬تعدد‮ ‬الزوجات‮ ‬يعني‮ ‬رفض‮ ‬المسلم‭ ‬. وتنتهي‮ ‬المرنيسي‮ ‬بالحديث‮ ‬عن‮ ‬فيكتور‮ ‬هوجو‮ ‬وديوانه‮ ‬الشعري‮ ‬الذي‮ ‬يحمل‮ ‬عنوان‮ "‬الشرقيات‮ "‬1829‮ ‬وحديثه‮ ‬عن‮ ‬أن‮ ‬الشرق‮ ‬بالنسبة‮ ‬للعقول‮ ‬والمخيلات‮ ‬هو‮ ‬مثار‮ ‬اهتمام‭ ‬. اذن‮ ‬الشرق‮ ‬الخاضع‮ ‬للاستعمار‮ ‬جعل‮ ‬المستعمر‮ ‬مهووسا‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬استيهام‮ ‬الحريم‭ ! ولكن‮ ‬الصادم‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الكتاب‮ ‬هو‮ ‬تطرق‮ ‬المرنيسي‮ ‬لما‮ ‬أسمته‮ ‬بالخصي‮ ‬الأوروبي‮ ‬فقد‮ ‬فسرته‮ ‬بطريقة‮ ‬مختلفة‮ ‬حقا‮ ‬،‮ ‬فهى‮ ‬تقول‮ ‬أن‮ ‬المسيحية‮ ‬لا‮ ‬تعترف‮ ‬بالمتعة‮ ‬بل‮ ‬وتحض‮ ‬على‮ ‬تفاديها‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬الزواج‮ ‬،‮ ‬لذا‮ ‬فالجيران‮ ‬المسيحيين‮ ‬يواجهون‮ ‬مشكلة‮ ‬عويصة‮ ‬وهى‮ ‬أن‮ ‬الزوج‮ ‬عليه‮ ‬ان‮ ‬يضبط‮ ‬نفسه‮ ‬باستمرار‮ ‬ويعيش‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬الامتناع‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يتمتع‮ ‬المسلم‮ ‬بحقه‮ ‬في‮ ‬المتعة‮ ‬بلا‮ ‬قيود‮ ‬وتستشهد‮ ‬المرنيسي‮ ‬بكتابات‮ ‬تؤكد‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬الزواج‮ ‬المسيحي‮ ‬قد‮ ‬يؤدي‮ ‬الى‮ ‬اخصاء‮ ‬حقيقي‮ ‬للرجل.... وبذلك‮ ‬تكون‮ ‬المرنيسي‮ ‬قد‮ ‬أكدت‮ ‬من‮ ‬مراجع‮ ‬تاريخية‮ ‬وعلمية‮ ‬على‮ ‬كون‮ ‬فكرة‮ ‬الحريم‮ ‬ليست‮ ‬عربية‭ ‬.‭ ‬.. لقد‮ ‬كانت‮ ‬فاطمة‮ ‬المرنيسي‮ ‬تدافع‮ ‬عن‮ ‬الإسلام‮ ‬في‮ ‬متن‮ ‬كتاباتها‮ ‬وتمارس‮ ‬النقد‮ ‬المزدوج‮ ‬على‮ ‬المجتمعات‮ ‬الغربية‮ ‬والعربية‮ ‬في‮ ‬آن‮ ‬مثلها‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬مثل‮ ‬الجزائري‮ ‬محمد‮ ‬أركون‮ ‬الذي‮ ‬أبدى‮ ‬اعجابه‮ ‬بها‮ ‬في‮ ‬حديث‮ ‬خاص‮ ‬معي‮ ‬وفي‮ ‬معية‮ ‬د.سعيد‮ ‬اللاوندي‮ ‬ذات‮ ‬يوم‮ ‬باريسي‮ ‬. يبقى‮ ‬لدي‮ ‬تساؤل‮ ‬هو‮ ‬لماذا‮ ‬لم‮ ‬تصل‮ ‬أفكار‮ ‬المرنيسي‮ ‬في‮ ‬دفاعها‮ ‬هذا‮ ‬إلى‮ ‬العالم‮ ‬العربي‮ ‬كما‮ ‬ينبغي‮ ‬،ولماذا‮ ‬لم‮ ‬يصل‮ ‬الى‮ ‬مصر‮ ‬بصفة‮ ‬خاصة‮ ‬؟ ‮**********************************