Papers by Hatem Elgoharey
الهدف, 2024
نعرف أن الثقافة أداة وطريق المجتمعات للتغيير بالمعرفة من أجل التقدم عبر كل العصور، وفي الطريق ... more نعرف أن الثقافة أداة وطريق المجتمعات للتغيير بالمعرفة من أجل التقدم عبر كل العصور، وفي الطريق ذاته نجد الدكتور حاتم الجوهري نموذجا لمثقف موهوب ذكي وطموح، ترعرع في زمن الهزيمة (مواليد 1975 ورغم الظروف مضى حاملاً قلمه ووعيه بديلا تنظيرا ومقاومة حسب ظروف المرحلة) .
فقد عقدت ندوة بالقاهرة مساء 23/12/2024 في ذكرى عيد النصر حين هزمت مصر بقيادة جمال عبد الناصر العدوان الثلاثى البريطاني الفرنسي الصهيوني، لكتاب "الدبلوماسية الثقافية البديلة: إعادة تأسيس الثقافة العربية"، الصادر حديثا عن دار أروقة بالقاهرة في 323صفحة من القطع المتوسط، قدمه مؤلفه الكاتب والشاعر والمترجم الدكتور حاتم الجوهري الاستاذ المنتدب بالجامعات المصرية وعضو اتحاد الكتاب المصريين، كذلك السادة المشاركون في الندوة الذين رحبوا بالكاتب والكتاب وأثنوا على المجهود مع بعض الملاحظات (د.حيدر الجبوري الوزير المفوض بجامعة الدول العربية- د.خالد أبوالليل أستاذ الادب الشعبي ووكيل كلية الآداب بجامعة القاهرة- د. صلاح السروي أستاذ الدب الحديث والمقارن بجامعة حلوان- م. أحمد بهاء شعبان الكاتب وأمين عام الحزب الاشتراكي المصري مديرا للندوة).
آفاق التجديد, 2025
يتنزل كتاب الديبلوماسية الثقافية البديلة إعادة تأسيس الثقافة العربية للدكتور حاتم الجوهري، ... more يتنزل كتاب الديبلوماسية الثقافية البديلة إعادة تأسيس الثقافة العربية للدكتور حاتم الجوهري، الصادر عن مؤسسة أروقة بالقاهرة (في 323صفحة من القطع الموسط)، في ظرفية محلية إقليمية وعالمية متّسمة بالصراعات السياسية والازمات الاقتصادية والنزاعات المسلحة وصراع الهويّات وتطور تكنولوجي وتقني متسارع وتغيرات مناخية، وتصاعد الصراعات الجيوثقافية (الافروسنتريزم، المشروع الإيراني، الهيمنة التركية أـو العثمانية، الصهيونية). أفرزت مجتمعة واقعا جديدا وتحولات جذرية ومتسارعة (بل برزت مفاهيم جديدة وغير مسبوقة) ما يستوجب وقفة لمراجعات على جميع الأصعدة ومنها مراجعة المفاهيم الثقافية وبالتالي تصوراتها وسياساتها. يقدم المؤلف طرحا جديدا للديبلوماسية الثقافية في ظل هذه التحولات المتسارعة، أين باتت الثقافة أداة فعالة للقوة الناعمة تسهم في بناء جسور التواصل بين الشعوب وتعزيز التفاهم العالمي. ويطرح رؤية جديدة ومبتكرة تستهدف إعادة صياغة هذا المفهوم في السياق العربي، مع العمل على تجاوز النموذج الغربي للدبلوماسية الثقافية وإرساء نهج مغاير ينبثق من القيم والموروث الثقافي العربي. ومن خلال قراءة لهذا العمل، نورد بعض الملاحظات حول جانب من أهم الأفكار التي تضمنتها فصوله، مع تثمين الإضافة التي يقدمها، والإشارة إلى التحديات التي تواجه هذا المشروع الثقافي وتطبيق هذه الأفكار.
مجلة التجديد الثقافية, 2024
مقالة
الثقافة العربية وتجديد مشاريعها في لحظة عالمية متدافعة
مجلة التجديد الثقافية
العدد 23
ديس... more مقالة
الثقافة العربية وتجديد مشاريعها في لحظة عالمية متدافعة
مجلة التجديد الثقافية
العدد 23
ديسمبر 2024م
المعهد العالمي للتجديد العربي, 2024
الورقة المقدمة لفريق عمل المعهد العلمي للتجديد العربي لوضع استراتيجية ثقافية عامة للمعهد
مجلة الهدف, 2024
تسببت عملية "طوفان الأقصى" وحرب اليوم الواحد التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم 7أكتوبر ... more تسببت عملية "طوفان الأقصى" وحرب اليوم الواحد التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم 7أكتوبر 2023م، ومن بعدها الحرب الطويلة لجيش الاحتلال على غزة التي امتدت الآن لحوالي تسعة أشهر من القصف والحصار والتجويع والإرهاب واحتجاز المدنيين قسرا وتعذيبهم..، تسببت في صدمة لـ"الرواية الغربية" التي تقدم اليهودي في أدبياتها بصفته "الضحية" لثقافة الكراهية الأوربية المسماة بـ"معاداة السامية".
مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراقق, 2024
الافتتاحية الخاصة بكتاب أبحاث مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عال... more الافتتاحية الخاصة بكتاب أبحاث مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد
مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق, 2024
تتناول هذه الدراسة موضوع "الأنماط الحضارية" العالمية والأنماط الأولى للحضارة عموما، والفلسفة الحض... more تتناول هذه الدراسة موضوع "الأنماط الحضارية" العالمية والأنماط الأولى للحضارة عموما، والفلسفة الحضارية التاريخية المتراكمة وسجلها وعلاقتها بالجغرافيا وتضاريسها وظروفها خصوصا، وكذلك علاقتها بالموارد المائية وتوافرها، وعلاقتها بالتقاليد والعادات الجماعية/ القومية (الثقافة) التي ترتبط بالحضارة وتنشأُ حولها، مهتمة الدراسة بالبدائل الممكن طرحها للنمط الحضاري السائد في العالم حاليا أي فلسفة "الصدام الحضاري"، ومسألة هيمنة الحضارة الغربية "الليبرالية الديمقراطية" بعد تفكك بديلها الشيوعي السوفيتي القديم، والدور البديل المحتمل والممكن أن تقوم به الذات العربية بإرثها الحضاري العميق وأنماطه، وفي طبقاتها المتعددة والمتنوعة والكامنة (من خلال الحضارتين القديمتين المصرية والعراقية تحديدا)، وذلك بحثا عن تجاوز فلسفة "الصدام الحضاري" وتمثلاتها المرتبطة بفكرة الحضارة المطلقة الشمولية، والنظرية المطلقة التي خرج بها هيجل المثالي (الأب التاريخي لدولة الديمقراطية الليبرالية المسيحية الأمريكية الحالية)، والنظرية المطلقة التي عارضه وحاكاه بها تلميذه ماركس (دولة الحزب الواحد الشيوعية العلمانية التي تمثلت في الاتحاد السوفيتي قبل أن يتفكك).
لتكون مشكلة الدراسة هي عجز الظاهرة البشرية وروافدها عن طرح البديل الممكن، لنمط الصدام الحضاري ومركزية المسألة الأوربية القديمة ومتلازماتها الثقافية ونظرية الحضارة المطلقة، سواء في أشكالها وتمثلاتها القديمة أو الجديدة. وتتبدى إشكالية الدراسة في أن البدائل العالمية المطروحة حاليا تدور معظمها في فلك البديل الصيني الصاعد أو البديل الروسي الجديد، أو التحالف القائم بين كل منهما، بينما ترى الدراسة أن هذه إشكالية واضحة وليست حلا للمشكلة؛ لأن كلا من البديلين الصيني والروسي يعيد إنتاج المسألة الأوربية ومركزيتها القديمة/ الجديدة بشكل ما، فالصين تطرح نمطها الحضاري الجديد وحزبها الشيوعي الحاكم بوصفه انتصارا للشيوعية (نقيض الليبرالية القديم)، وروسيا تطرح مشروع "الأوراسية الجديدة" بوصفه نقيضا جديدا للقوى الأطلسية غرب أوربا (وتفجر التناقض في البعد الديني بين الأرثوذكسية الشرقية والبروتستانتية الغربية والسمات الخاصة بكل منهما وبوصفهما مركز العالم أيضا)، لذا تبدو الإشكالية أن البديلين كل منهما يعيد إنتاج المركزية الأوربية وخرافة الحضارة المطلقة بدرجة ما مرة أخرى.
رواق ميسلون, 2024
يتناول موضوع هذه الدراسة "حرب غزة" والتبعات والمسارات التي فجرتها عملية "طوفان الأقصى" العسكرية؛ ... more يتناول موضوع هذه الدراسة "حرب غزة" والتبعات والمسارات التي فجرتها عملية "طوفان الأقصى" العسكرية؛ والتي وقعت في يوم 7 أكتوبر 2023م وما صاحبها من أحداث أشعلت الصدام الواسع مجددا مع المشروع الصهيوني ودولة الاحتلال، وما كشفت عنه العملية من تصورات الاحتلال القائمة على فكرة الإزاحة الجيوثقافية للفلسطينيين، أي النفي الناعم لروايتهم الثقافية وإنكار حقهم التاريخي في فلسطين (بنفي وجود شعب فلسطيني تاريخيا كما صرح وزراء عدة في حكومة الاحتلال في أكثر من مناسبة( ))، والنفي الخشن الواقعي لوجودهم في جغرافيا فلسطين وأرضها مع السعي لطردهم، وتهجير سكان غزة إلى مصر وسكان الضفة إلى الأردن (وفق تصريحات متكررة لحكومة الاحتلال ورئيسها نتانياهو)، وأشعلت حرب غزة التي تلت عملية "طوفان الأقصى" مأزقا عربيا وإقليميا صعبا، حيث قفزت القضية الفلسطينية في وجه الجميع متمردة على تفاهمات الاتفاقيات الإبراهيمية، وصفقة القرن الأصلية التي طرحها ترامب والصفقة المعدلة التي استكملتها إدارة بايدن بعده، لتعود مشكلة فلسطين إلى الواجهة والبحث عن حلول ممكنة لها أو أسس ومنطلقات للحلول يمكن البناء عليها، لتكون هذه مشكلة الدراسة أيضا.
تتبدى مشكلة الدراسة في تعقد القضية الفلسطينية وتعقد الحلول المطروحة لها منذ قرار التقسيم عام 1947م، وحتى حرب غزة الدائرة منذ عملية 7 أكتوبر العسكرية 2023م، أما إشكالية الدراسة فتتجسد في تعارض الروايات الجيوثقافية بين أطراف الصراع، وتبني كل منهم سردية ثقافية خاصة به لجغرافيا فلسطين؛ حيث يتصارع الجميع على مساحة جغرافية واحدة ولكن وفق روايات ثقافية مختلفة ومتدافعة. فمن جهة تقف الرواية الصهيونية لدولة الاحتلال وخلفها الدعم الغربي بتصوراته الثقافية التاريخية في الصهيونية الماركسية، والصهيونية الليبرالية، والصهيونية الوجودية، ومن جهة أخرى تقف الرواية العربية التي أصبحت شديدة التمزق بين التصورات الأيديولوجية القديمة وبين تصورات صفقة القرن الجديدة، وبين أزمة النخبة العربية التي تبنى بعضها تصورات تروج للهزيمة الحضارية، وتبنى البعض الآخر الدعم العاطفي والعام قليل الحيلة قصير اليد، وبين قلة أخرى تحاول البحث عن رواية جديدة بعيدا عن أزمة التصورات التاريخية واستقطاباتها.
وفي هذا السياق الأخير ستختبر الدراسة فرضية تقوم على؛ أولوية استعادة ثوابت "الجغرافيا الثقافية العربية" المشتركة بعيدا عن تكسرات الأيديولوجيا القديمة المتعددة إرث القرن العشرين، التي هي لحد بعيد ليست سوى امتدادات للمتلازمات الثقافية المرتبطة بالمسألة الأوربية ومركزيتها التاريخية واستقطاباتها، وبعيدا عن تفاهمات صفقة القرن و"الصهيونية الإبراهيمية"، التي هي إحدى أشكال الاستلاب الناعم للحق العربي الفلسطيني باسم المشترك الديني الإبراهيمي السماوي.
حيث ستفترض الدراسة أن مشكلة الصراع هي مشكلة صراع جيوثقافي بالأساس، وباعتباره صراعا جيوثقافيا يقوم على حرب روايات بين راوية دولة الاحتلال وخلفها الحضارة الغربية وتصوراتها الجيوثقافية المتعددة، ورواية الفلسطينيين وخلفها رواية العرب وتصوراتهم الجيوثقافية، ستقدم الدراسة فرضية "استعادة الجغرافيا الثقافية" أولا، أي أنها من ضمن الأطروحات المتعددة لمقاربة القضية الفلسطينية وسبل حلها، ستطرح فرضية مقاربة "التأسيس الجيوثقافي" للحق الفلسطيني بوصفه قيمة ثقافية يتفق عليها الجميع، بعيدا عن مقاربات التيارات الأيديولوجية إرث القرن العشرين التي فجرت تناقضات المشكلة أكثر ولم تحلها، لتكون تلك المقاربة من وجهة نظر الدراسة حجر الزاوية الذي يمكن البناء عليه مستقبلا، والحل لمشكلة تعقد حلول القضية الفلسطينية وإشكاليتها التي فجرتها عملية طوفان الأقصى.
دار إضاءات, 2023
تتبع معظم فصول هذا الكتاب منهج "الدرس الثقافي/ الحضاري المقارن" في العموم وكل منها بطريقته الخاصة... more تتبع معظم فصول هذا الكتاب منهج "الدرس الثقافي/ الحضاري المقارن" في العموم وكل منها بطريقته الخاصة، وحقيقة في واقع الأمر لا يمكن تناول الظاهرة الحضارية غالبا إلا من وجهة نظر مقارنة تعتمد على التعدد والتنوع وقياس الأشياء نسبة إلى بعضها البعض، لا بمعزل عن بعضها البعض.. فمعظم فصول الكتاب تنظر في موضوعها بوجهة نظر تبحث في الظاهرة من خلال منهج مقارن بشكل ما، ساعية للوصول إلى مركز النسق الثقافي القيمي الذي يحكم محددات كل ظاهرة أو موضوعها واستشراف البديل المستقبلي الأمثل الممكن لها، وذلك سواء كان المنهج أو الدرس الثقافي/ الحضاري المقارن في البحث يأتي بين سياقين مختلفين أحدهما غربي والآخر شرقي (مثل الفصل الأول بالباب الأول عن الأصالة والمعاصرة)، أو المشتركات الفطرية والطبيعية التي تنشأ بين الجماعات الحضارية المختلفة وإمكانية توظيفها (الفصل الثاني بالباب الثاني عن الحكاية الشعبية وتشابهها الفطري عند الشعوب)، أو انتقال المفاهيم بين الجماعات الحضارية المختلفة وعوامل هذا الانتقال أو المثاقفة (الفصل الثالث بالباب الثالث عن انتقال النظريات الأدبية والمناهج النقدية). أو بين تصور ثقافي/ حضاري رائج بسبب الجغرافيا التاريخية وبحث التصورات الجغرافية الأخرى عن نفسها (الفصل الأول بالباب الثاني عن الحضارة الكوزموبوليتانية التاريخية والراهنة وفرص الحضارات غير الكوزموبوليتانية معها)، أو الجدل بين فكرتين وتوظيف كل منهما من أجل الصراع لترجيح التقارب أو العداء (الفصل الثاني بالباب الثاني عن الثقافة والحضارة بين الصدام أو الحوار)، أو النظر لنموذج حضاري وتوقع مآلته استشرافا لصعود نموذج حضاري آخر (الفصل الثالث بالباب الثاني ونموذج مالك بن نبي الاستشرافي). أو بين نسقين حاكمين متدافعين أحدهما هوياتي ثقافي والآخر واقعي نفعي (الفصل الأول بالباب الثالث عن الهوياتي والبرجماتي)، أو بين أنساق ثقافية متعددة وأثر كل منها على فكرة حاكمة (الفصل الثاني بالباب الثالث عن تنوع الثقافات وأثره في قدرتها على الحوار)، أو بين تصورين متنافسين ككل وعوامل ترجيح كل منهما والاحتمالات الخاصة بهما (الفصل الثالث بالباب الثالث عن الصدام أو الحوار الحضاري).
القدس العربي, 2023
حوار د. حاتم الحوهري لجريدة القدس العربي بتاريخ 2 نوفمبر 2023
القضية الفلسطينية, 2023
بيان مشروع المشترك الثقافي العربي لدعم القضية الفلسطينية
سيرة ذاتية, 2023
سيرة ذاتية عامة
دار إضاءات- مصر, 2023
نسخة كاملة من مقدمة كتاب "دفاعا عن القدس وهوية الذات العربية"، تشمل المنهج العلمي وفترة الدراسة ... more نسخة كاملة من مقدمة كتاب "دفاعا عن القدس وهوية الذات العربية"، تشمل المنهج العلمي وفترة الدراسة وبنية الأبواب والفصول، والظاهرة قيد البحث، والطرح البديل لمواجهتها..
الهدف, 2023
إذا كانت تمر هذه الأيام ذكري اغتيال غسان كنفاني في شهر يوليو من عام 1972م، فإن السؤال الملح الذي ... more إذا كانت تمر هذه الأيام ذكري اغتيال غسان كنفاني في شهر يوليو من عام 1972م، فإن السؤال الملح الذي يجب أن تنظر فيه المخيلة العربية، هو مأزق المقاومة الثقافية في القرن الحادي والعشرين وسبل الدفاع عن "مستودع الهوية" العربي ومكوناته، وفي القلب منها مدينة القدس وقضية فلسطين عموما في القرن الحادي والعشرين.
فالأمر أن العقدين الثاني والثالث من القرن الجديد شهدا ظهور "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي تمثل الجانب الثقافي والقوة الناعمة، لمشروع "صفقة القرن" التي طرحها دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، وإذا كان البعض يرى أن صفقة القرن بالشكل الذي طرحه ترامب قد فشلت، فإن "الاتفاقيات الإبراهيمة" لا يزال مشروعها قائما وتبنت تصوراته الثقافية بوضوح إدارة جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي.
وهو ما يطرح السؤال على الحاضنة الثقافية العربية والمنتمين لها، بحثا عن الخطاب الثقافي والاستراتيجية الثقافية الممكنة لمواجهة "الاتفاقيات الإبراهيمية" في المحافل الدولية، حيث يرى البعض أن واحدا من أبرز عيوب الثقافة العربية يكمن في محلية خطابها الثقافي، واعتماده على العاطفة والحماسة والصوت العالي، وكذلك افتقاده للثبات الانفالي والهدوء الحجاجي والمنطق الناجع، بما يجعله خطابا غير قادر على الصمود في المحكات الدولية وبروتوكولاتها المعتمدة.
مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق, 2023
دعوة لتقديم الملخصات لمؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد"... more دعوة لتقديم الملخصات لمؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد"..
المواعيد والاشتراطات البحثية والمشاركة:
- آخر موعد لاستقبال الملخصات 25 أغسطس 2023م، والرد عليها في خلال أسبوع بالتعديل أو القبول أو الرفض.
- يرسل الملخص في حدود 500:400 كلمة، يشمل لمحة عن المنهج والإشكاليات والفروض، والإشارة للمصادر المشتركة بين البلدين، مع التأكيد على دراسة الظاهرة للبلدين في المسارات التطبيقية والنظرية إذا تطلبت الدراسة ذلك، مصحوبا الملخص بسيرة ذاتية مختصرة (5 أسطر)، وبيانات التواصل.
- الموعد النهائي لاستلام الأبحاث المقبولة 25 نوفمبر 2023م، وترسل الأبحاث بعد مراجعتها وتدقيقها لغويا.
- ترسل الأبحاث المقبولة مصحوبة بعرض تقديمي (باور بوينت) لمدة من 7: 10 دقائق
- تراعى الضوابط العلمية في الأوراق المرسلة، وتكون الهوامش بطريقة آلية أسفل كل صفحة (يشترط أن تكون آلية وليس إدخالا يدويا)، مع قائمة مراجع ومصادر، ووجود مقدمة وخاتمة، مع ضرورة أن تشمل الأوراق البحثية ذات الصلة تناول المصادر المصرية والعراقية معا، كعتبة للمشترك الثقافي وفلسفته.
- تتبع طريقة التوثيق التالية للمراجع: اسم المؤلف، اسم الكتاب، دار النشر (اسم البلد)، رقم الطبعة، سنة النشر، رقم الصفحة.
- يتم استخدام نوع خط (Simplified Arabic) 16 بولد للعناوين الرئيسية، و14 للمتن و14 بولد للعناوين الفرعية.
- حجم الورقة البحثية يترواح بين 3500: 6000 كلمة، ولا يسمح بالاستثناءات إلا في حدود ضيقة.
- يعقد المؤتمر يوم الأربعاء 27 ديسمبر 2023م
- تكون المشاركة حضوريا، وعن بعد للمشاركين من خارج مصر.
- تنشر الأبحاث في كتاب محكم يرافق المؤتمر (المشاركة ونشر الأبحاث مجانا دون رسوم)، ويمنح الباحثون المشاركون في المؤتمر شهادة المشاركة (مجانا دون رسوم)
مجلة الهدف, 2023
رؤية نقدية للدرس الثقافي العربي للأدب الصهيوني
مقتطف من المقال
"وباعتباري من المتخصصين –بالأسا... more رؤية نقدية للدرس الثقافي العربي للأدب الصهيوني
مقتطف من المقال
"وباعتباري من المتخصصين –بالأساس- في مجال الدراسات العبرية تلقيت دراستي الأولى في أحد أقسامها بمصر، ظهر الصدام المبكر بيني وبين مقاربات "الدرس الثقافي" أو "النقد الثقافي" للأدب العبري أثناء مرحلة تمهيدي الماجستير في بدايات هذا القرن (عام 2004م)، فطبيعة الأمر أن يعتمد الدرس الثقافي عموما -والنقد الثقافي كذلك- على البحث عن منظومة القيم التي تحملها النصوص موضع البحث، وهذا لا مشكلة فيه، لكن تظهر المشكلة عند مرحلة إعمال فلسفة الدراسات الثقافية ومذهبها عن الانتصار للهوامش، خاصة عند تطبيق هذا الدرس الثقافي على الأدب العبري/ الصهيوني.
فحينما اهتممت بشكل مبكر بدراسة ما عرف بـ"اليسار الصهيوني" وإنتاجه الأدبي، كانت الصورة النمطية المستقرة عربيا عنه حينها -ومن خلال الدرس الثقافي- أنه أدب للاحتجاج والمعارضة داخل دولة الاحتلال "إسرائيل"، وأنه أدب مهمش يطالب بحقوق الفلسطينيين العرب! وهو الشيء الذي لم يقبله عقلي ولم أجده منطقيا ولم يقدم لي جُل من ناقشتهم أساتذة وباحثين دليلا حجاجيا حاسما يدعم هذه الصورة النمطية، سوى ثنائية المقارنة النسبية بين قيم المركز وقيم الهامش.
من ثم اخترت في أطروحتي للماجستير أن أعمل على أدب هذا التيار من خلال دراسة نظرية وتطبيقية (ديوان مدينة الحوت للشاعر يتسحاق لاؤور نشرات بعنوان: خرافة التقدمية في الأدب الصهيوني)، تبحث عن النسق القيمي والمضمون بداخله، أو ما أسماه البعض في حينه "دراسة في النقد الثقافي" حيث بدأ المفهوم ينتشر في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بعد ظهور كتاب الغذامي (النقد الثقافي).."
مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن, 2023
افتتاحية: لماذا فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات؟
(نحو تجاوز الجدل بين المتون والهوامش العربية... more افتتاحية: لماذا فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات؟
(نحو تجاوز الجدل بين المتون والهوامش العربية)
نبعت فكرة "مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية" من عدة روافد اجتمعت معا لتشكل مساره الممتد طوال ما يقرب عام كامل، كانت البداية على مستوى المبادرة نفسها مع دعوة سيادة المستشار/ عبد الرقيب منصور من السفارة اليمنية بالقاهرة في شهر مارس 2022م، وتحديدا يوم انعقاد مؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والآمال" بأن دعى هيئة المؤتمر للقيام بـ"دراسة حالة" للعلاقات المصرية اليمنية، والخروج بمؤتمر يدرس المشترك الثقافي بين مصر واليمن ويؤكد على الصلات التاريخية والعميقة بين البلدين، ويرصف الطريق لمستقبلها في ظل الحاضنة العربية الأوسع والمشتركة.
على مستوى محور المؤتمر الرئيس عن "المتون العربية" واختياره؛ فهو يعود إلى لحظة انتهاء المؤتمر الأول الذي طرحنا فيه منهج "الدرس الثقافي" للعلاقات العربية/ العربية، داعين للتأسيس لمجال علمي جديد وهو مجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة"( )، على أن يتحرك وفق فلسفة "المشترك الثقافي" العربي بديلا عن فلسفة "الانتصار للهوامش" التي طرحتها الدراسات الثقافية الغربية.. حيث كان الدرس الأول من المؤتمر أن أولى المشاكل التي خرجت لنا بها "دراسة الحالة" العربية؛ هي فكرة الصراع الوجودي الصفري الذي تم التأسيس له بين "المتون" والأفكار والأنساق الثقافية الرئيسة السائدة في البلدان العربية، وبين "الهوامش" أو ثقافات الحدود والأطراف والفرعيات والأقليات، هنا تبينت لي بوضوح واستقرت في ذهني فكرة المحور الجديد الذي سنعمل عليه في "مشروع المشترك الثقافي العربي"، لنحاول فض الاشتباك وتفكيك التناقضات التي تفجرت في "مستودع الهوية" العربي، ونسعى لتقديم فلسفة جديدة لإدارة هذا المستودع والتنوع الزخم الحاضر فيه لصالح الذات العربية، وليس ضدها كما فعلت الدراسات الثقافية الغربية وغذت صراعا وجوديا عبثيا بين متون الذات العربية وهوامشها.
مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن, 2023
تتناول هذه الدراسة موضوع "المتون العربية" بمعناه الذي هو عكس "الهوامش العربية"، أي الأفكار المركز... more تتناول هذه الدراسة موضوع "المتون العربية" بمعناه الذي هو عكس "الهوامش العربية"، أي الأفكار المركزية ومحركاتها ومعاييرها وأنساقها المتنوعة السائدة في الدول العربية، مهتمة بالعمل على راهنها ودراسة تاريخها سعيا للوصول إلى نمط مستقبلي جديد لاستعادة حيويتها وفعاليتها في القرن الحادي والعشرين، ومتجاوزة الأطروحات الثقافية التي تجاهلت المتن العربي والعمل عليه، والتي نشطت في نطاق "الهوامش العربية" الثقافية بصفتها بديلا عن الاهتمام بالمتون أو يأسا من المتون أو اختصاما لها أو انسحابا منها، وذلك بالإشارة إلى أن اللحظة التاريخية الحالية وتدافعاتها في القرن الحادي والعشرين لم تعد تحتمل ترف "التقييم الاتفاقي" المرتفع والمبالغ فيه ورد الفعل للدراسات الثقافية الغربية، لأطروحات "الهامش العربي" والتغافل المعرفي والعلمي السلبي عن "المتون العربية" السائدة -بدلا من رفدها نقدا وإصلاحا وطرحا للبدائل- وكأنها غير موجودة.
وتطرح الدراسة التساؤل الرئيس لها الذي هو، هل يمكن أن تقدم الذات العربية رؤى وفلسفات جديدة تصلح كمتن أو سردية حضارية كبرى تواجه بها العالم؟ وتتجاوز مشاريع التفكيك والفلسفات الفرعية التي صدرتها لنا الدراسات الثقافية غربية المنشأ عن الانتصار للهوامش وفلسفاتها، وباعتبار الهوامش قيمة ثقافية زائفة تقوم في نسختها العربية على الحدية والصراع الصفري والتفكيك للمتون أو تهميشها والتصور الجزئي للوجود والحياة؟ ومستكشفة الدراسة آفاق ما بعد الدراسات الثقافية غربية المنشأ وتجاوز متلازمة "الثنائيات الحدية"، التي تتمثل في: المتون والهوامش، العبد والسيد، الرجل والمرأة،...إلخ، وما الذي يمكن أن تقدمه الدراسات الثقافية العربية المقارنة ومجالها العلمي الجديد للعالم في لحظة تاريخية حرجة وشديدة التداخل.
من ثم ترصد الدراسة العامل المتغير الذي تعتبره المؤثر الرئيس والمتحكم في ظاهرة أو حالة المتون العربية الآن، وهو "مسألة تفجر التناقضات" في مستودع الهوية العربي في العموم، وفي الخصوص وعلى المستوى الثقافي صعود تأثير الدراسات الثقافية الغربية التي دعمت تفجير التناقضات وانتصرت لفلسفة الهوامش الحدية في مواجهة متونها وصنعت بينهما "صراعا وجوديا" زائفا وخلقت من أجله التناقضات، مانحة "تقييما اتفاقيا" مرتفعا ومصطنعا للهوامش العربية وأفكارها الصغيرة في مواجهة المتون العربية وأفكارها الكبيرة.
وتطرح الدراسة تصورها للنمط المستقبلي البديل الذي تقترحه وتقدمه كفرضية جديدة خاصة بها لرفد واقع المتون العربية، وهو مقاربة التدخل في الحالة العربية ومتونها ومجتمعاتها بفلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات"، أي "إدارة التنوع" الثقافي وتوظيفه العضوي و"تفكيك التناقضات" العربية وضبط تفاعلاتها وفق سياسات فاعلة وفعالة تبدأ بالتسكين والعلاج وصولا للتفكيك والتجاور والتعايش في حاضنة التنوع التي تفجرت، وفي الخصوص تؤكد الدراسة على مشروع ومجال "الدارسات الثقافية العربية المقارنة" ومذهب "الدرس الثقافي الحر" وفلسفته العامة التي تقوم على "المشترك الثقافي"، الذي يضبط النسق البشري القيمي وفق الانتصار لـ"المبادئ الإنسانية العليا" وليس وفق المتلازمات الثقافية للمسألة الأوربية وعُقدة الانتصار للهوامش وسياق الذات الأوربية/ الغربية.
وأهمية الدراسة تأتي من كونها تعالج نقطة شديدة الالتباس في الثقافية العربية، قد حصلت على "تقييم اتفاقي" مرتفع وزائف وغير حقيقي، وهي مركزية فلسفات الهامش العربي واعتباره متنا ومشروعا ثقافيا لدى البعض، وفي الوقت نفسه طرحها لتصور بديل في لحظة تاريخية شديدة الحساسية حيث يعيد العالم تقديم نفسه من خلال متون جديدة شرقا وغربا، بما يستوجب أن تقدم الذات العربية متنا خاصا بها بدلا من الذوبان في متون الآخرين، وتأتي الدراسة في مجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة" ووفق الإطار للعام لفلسفتها حول "المشترك الثقافي" وتطبيقاته ومذهبه، متبعة منهج "الدرس الثقافي الحر والمقارن والقيمي" الذي يقوم على الحرية في عدم انتصاره لمذهب الانتصار الأعمى والحدي/ الصفري للهوامش كما نشأ في الغرب، والمقارن يأتي لأنه يتحرك في نطاق الظواهر الإنسانية التي تمتد في أكثر من دولة عربية ويدرس حالة كل منها في ذاتها وفي اتصالها بعضها البعض، وهو قيمي لأنه في تناوله العام للظاهرة البشرية يسعى لضبطها وفق الانتصار لـ"القيم الإنسانية العليا"، التي تتجاوز الاستقطابات الحدية (رد الفعل للمسألة الأوربية) وتقوم على "الفرز الطبيعي" للجماعات البشرية و"الكتلة الجامعة" لمستودعات هويتها، وأن الثقافة أو "النسق القيمي الرافع" هو الذي يسبق الحضارة كتراكم تقني وعلمي ومدني، لتطرح الدراسة في تناولها لظاهرة المتون العربية الراهنة وتاريخها فلسفة جديدة للعمل تسميها "فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات"، كذلك تأتي الدراسة في سياق "دراسات ما بعد الاستقلال" التي تركز على جدل الذات العربية مع نفسها والنماذج المعرفية التي حكمتها في منذ مرحلة ما بعد الاستقلال عن الاحتلال القرن الماضي (وليس دراسات ما بعد الاستعمار عن جدل المستعمِر والمحَرَّر فقط)، وكذلك في آفاق "ما بعد المسألة الأوربية" وتجاوز المتلازمات الثقافية الخاصة بها.
وقد تكونت الدراسة من ثلاثة مباحث، المبحث الأول بعنوان: المدخل المفاهيمي وحواشيه بين الذات العربية ومتونها، وتكون من ستة عناصر هي: المتون العربية والسياق المعرفي العام للمفهوم- المتون العربية وحاضنة مذهب "الدرس الثقافي الحر" - تصور المتون العربية ومفهوم "الذات العربية المختارة"- المتون العربية ومفهوم "مستودع الهوية" ودوره- المتون العربية ومفهوم "الأيديولوجيا المضادة"- المتون العربية الجديدة بين مفهومي الثقافة والحضارة. المبحث الثاني بعنوان: المتون العربية بين التاريخي والراهن، ولقد تكون من ستة عناصر هي: ظهور فلسفات الهامش عند الذات العربية- أثر السياق الأوربي على الذات العربية وعلاقة المتون والهوامش- تاريخ المتون العربية وإرث الخروج على الذات العربية بالقرن العشرين- تفجير التناقضات وتمثلات الأزمة الثقافية للمتون العربية بالقرن العشرين - راهن المتون العربية واللحظة التاريخية في القرن الحادي والعشرين - المتون البديلة وتدافعها مع المتن العربي في القرن الحادي والعشرين. المبحث الثالث بعنوان: المتون العربية وفلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات، وتكون من ستة عناصر هي: فرضية "تفجير التناقضات/ المتون" عند التدافع/ التبدل الحضاري- "الكتلة الجغرافية" و"الجغرافيا الثقافية" منصة لاستعادة المتون- الفرضية البديلة وفلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" في المتون العربية - الدورات الثورية ومحاولة الذات العربية السابقة لاستعادة متنها- تمثلات فلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" داخليا - تمثلات فلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" خارجيا.
حروف الضاد, 2023
حوار د. حاتم الجوهري لمجلة حروف الضاد العدد السادس شتاء 2022-2023م مع الصحفية أ. زينب عيسى
Uploads
Papers by Hatem Elgoharey
فقد عقدت ندوة بالقاهرة مساء 23/12/2024 في ذكرى عيد النصر حين هزمت مصر بقيادة جمال عبد الناصر العدوان الثلاثى البريطاني الفرنسي الصهيوني، لكتاب "الدبلوماسية الثقافية البديلة: إعادة تأسيس الثقافة العربية"، الصادر حديثا عن دار أروقة بالقاهرة في 323صفحة من القطع المتوسط، قدمه مؤلفه الكاتب والشاعر والمترجم الدكتور حاتم الجوهري الاستاذ المنتدب بالجامعات المصرية وعضو اتحاد الكتاب المصريين، كذلك السادة المشاركون في الندوة الذين رحبوا بالكاتب والكتاب وأثنوا على المجهود مع بعض الملاحظات (د.حيدر الجبوري الوزير المفوض بجامعة الدول العربية- د.خالد أبوالليل أستاذ الادب الشعبي ووكيل كلية الآداب بجامعة القاهرة- د. صلاح السروي أستاذ الدب الحديث والمقارن بجامعة حلوان- م. أحمد بهاء شعبان الكاتب وأمين عام الحزب الاشتراكي المصري مديرا للندوة).
الثقافة العربية وتجديد مشاريعها في لحظة عالمية متدافعة
مجلة التجديد الثقافية
العدد 23
ديسمبر 2024م
لتكون مشكلة الدراسة هي عجز الظاهرة البشرية وروافدها عن طرح البديل الممكن، لنمط الصدام الحضاري ومركزية المسألة الأوربية القديمة ومتلازماتها الثقافية ونظرية الحضارة المطلقة، سواء في أشكالها وتمثلاتها القديمة أو الجديدة. وتتبدى إشكالية الدراسة في أن البدائل العالمية المطروحة حاليا تدور معظمها في فلك البديل الصيني الصاعد أو البديل الروسي الجديد، أو التحالف القائم بين كل منهما، بينما ترى الدراسة أن هذه إشكالية واضحة وليست حلا للمشكلة؛ لأن كلا من البديلين الصيني والروسي يعيد إنتاج المسألة الأوربية ومركزيتها القديمة/ الجديدة بشكل ما، فالصين تطرح نمطها الحضاري الجديد وحزبها الشيوعي الحاكم بوصفه انتصارا للشيوعية (نقيض الليبرالية القديم)، وروسيا تطرح مشروع "الأوراسية الجديدة" بوصفه نقيضا جديدا للقوى الأطلسية غرب أوربا (وتفجر التناقض في البعد الديني بين الأرثوذكسية الشرقية والبروتستانتية الغربية والسمات الخاصة بكل منهما وبوصفهما مركز العالم أيضا)، لذا تبدو الإشكالية أن البديلين كل منهما يعيد إنتاج المركزية الأوربية وخرافة الحضارة المطلقة بدرجة ما مرة أخرى.
تتبدى مشكلة الدراسة في تعقد القضية الفلسطينية وتعقد الحلول المطروحة لها منذ قرار التقسيم عام 1947م، وحتى حرب غزة الدائرة منذ عملية 7 أكتوبر العسكرية 2023م، أما إشكالية الدراسة فتتجسد في تعارض الروايات الجيوثقافية بين أطراف الصراع، وتبني كل منهم سردية ثقافية خاصة به لجغرافيا فلسطين؛ حيث يتصارع الجميع على مساحة جغرافية واحدة ولكن وفق روايات ثقافية مختلفة ومتدافعة. فمن جهة تقف الرواية الصهيونية لدولة الاحتلال وخلفها الدعم الغربي بتصوراته الثقافية التاريخية في الصهيونية الماركسية، والصهيونية الليبرالية، والصهيونية الوجودية، ومن جهة أخرى تقف الرواية العربية التي أصبحت شديدة التمزق بين التصورات الأيديولوجية القديمة وبين تصورات صفقة القرن الجديدة، وبين أزمة النخبة العربية التي تبنى بعضها تصورات تروج للهزيمة الحضارية، وتبنى البعض الآخر الدعم العاطفي والعام قليل الحيلة قصير اليد، وبين قلة أخرى تحاول البحث عن رواية جديدة بعيدا عن أزمة التصورات التاريخية واستقطاباتها.
وفي هذا السياق الأخير ستختبر الدراسة فرضية تقوم على؛ أولوية استعادة ثوابت "الجغرافيا الثقافية العربية" المشتركة بعيدا عن تكسرات الأيديولوجيا القديمة المتعددة إرث القرن العشرين، التي هي لحد بعيد ليست سوى امتدادات للمتلازمات الثقافية المرتبطة بالمسألة الأوربية ومركزيتها التاريخية واستقطاباتها، وبعيدا عن تفاهمات صفقة القرن و"الصهيونية الإبراهيمية"، التي هي إحدى أشكال الاستلاب الناعم للحق العربي الفلسطيني باسم المشترك الديني الإبراهيمي السماوي.
حيث ستفترض الدراسة أن مشكلة الصراع هي مشكلة صراع جيوثقافي بالأساس، وباعتباره صراعا جيوثقافيا يقوم على حرب روايات بين راوية دولة الاحتلال وخلفها الحضارة الغربية وتصوراتها الجيوثقافية المتعددة، ورواية الفلسطينيين وخلفها رواية العرب وتصوراتهم الجيوثقافية، ستقدم الدراسة فرضية "استعادة الجغرافيا الثقافية" أولا، أي أنها من ضمن الأطروحات المتعددة لمقاربة القضية الفلسطينية وسبل حلها، ستطرح فرضية مقاربة "التأسيس الجيوثقافي" للحق الفلسطيني بوصفه قيمة ثقافية يتفق عليها الجميع، بعيدا عن مقاربات التيارات الأيديولوجية إرث القرن العشرين التي فجرت تناقضات المشكلة أكثر ولم تحلها، لتكون تلك المقاربة من وجهة نظر الدراسة حجر الزاوية الذي يمكن البناء عليه مستقبلا، والحل لمشكلة تعقد حلول القضية الفلسطينية وإشكاليتها التي فجرتها عملية طوفان الأقصى.
فالأمر أن العقدين الثاني والثالث من القرن الجديد شهدا ظهور "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي تمثل الجانب الثقافي والقوة الناعمة، لمشروع "صفقة القرن" التي طرحها دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، وإذا كان البعض يرى أن صفقة القرن بالشكل الذي طرحه ترامب قد فشلت، فإن "الاتفاقيات الإبراهيمة" لا يزال مشروعها قائما وتبنت تصوراته الثقافية بوضوح إدارة جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي.
وهو ما يطرح السؤال على الحاضنة الثقافية العربية والمنتمين لها، بحثا عن الخطاب الثقافي والاستراتيجية الثقافية الممكنة لمواجهة "الاتفاقيات الإبراهيمية" في المحافل الدولية، حيث يرى البعض أن واحدا من أبرز عيوب الثقافة العربية يكمن في محلية خطابها الثقافي، واعتماده على العاطفة والحماسة والصوت العالي، وكذلك افتقاده للثبات الانفالي والهدوء الحجاجي والمنطق الناجع، بما يجعله خطابا غير قادر على الصمود في المحكات الدولية وبروتوكولاتها المعتمدة.
المواعيد والاشتراطات البحثية والمشاركة:
- آخر موعد لاستقبال الملخصات 25 أغسطس 2023م، والرد عليها في خلال أسبوع بالتعديل أو القبول أو الرفض.
- يرسل الملخص في حدود 500:400 كلمة، يشمل لمحة عن المنهج والإشكاليات والفروض، والإشارة للمصادر المشتركة بين البلدين، مع التأكيد على دراسة الظاهرة للبلدين في المسارات التطبيقية والنظرية إذا تطلبت الدراسة ذلك، مصحوبا الملخص بسيرة ذاتية مختصرة (5 أسطر)، وبيانات التواصل.
- الموعد النهائي لاستلام الأبحاث المقبولة 25 نوفمبر 2023م، وترسل الأبحاث بعد مراجعتها وتدقيقها لغويا.
- ترسل الأبحاث المقبولة مصحوبة بعرض تقديمي (باور بوينت) لمدة من 7: 10 دقائق
- تراعى الضوابط العلمية في الأوراق المرسلة، وتكون الهوامش بطريقة آلية أسفل كل صفحة (يشترط أن تكون آلية وليس إدخالا يدويا)، مع قائمة مراجع ومصادر، ووجود مقدمة وخاتمة، مع ضرورة أن تشمل الأوراق البحثية ذات الصلة تناول المصادر المصرية والعراقية معا، كعتبة للمشترك الثقافي وفلسفته.
- تتبع طريقة التوثيق التالية للمراجع: اسم المؤلف، اسم الكتاب، دار النشر (اسم البلد)، رقم الطبعة، سنة النشر، رقم الصفحة.
- يتم استخدام نوع خط (Simplified Arabic) 16 بولد للعناوين الرئيسية، و14 للمتن و14 بولد للعناوين الفرعية.
- حجم الورقة البحثية يترواح بين 3500: 6000 كلمة، ولا يسمح بالاستثناءات إلا في حدود ضيقة.
- يعقد المؤتمر يوم الأربعاء 27 ديسمبر 2023م
- تكون المشاركة حضوريا، وعن بعد للمشاركين من خارج مصر.
- تنشر الأبحاث في كتاب محكم يرافق المؤتمر (المشاركة ونشر الأبحاث مجانا دون رسوم)، ويمنح الباحثون المشاركون في المؤتمر شهادة المشاركة (مجانا دون رسوم)
مقتطف من المقال
"وباعتباري من المتخصصين –بالأساس- في مجال الدراسات العبرية تلقيت دراستي الأولى في أحد أقسامها بمصر، ظهر الصدام المبكر بيني وبين مقاربات "الدرس الثقافي" أو "النقد الثقافي" للأدب العبري أثناء مرحلة تمهيدي الماجستير في بدايات هذا القرن (عام 2004م)، فطبيعة الأمر أن يعتمد الدرس الثقافي عموما -والنقد الثقافي كذلك- على البحث عن منظومة القيم التي تحملها النصوص موضع البحث، وهذا لا مشكلة فيه، لكن تظهر المشكلة عند مرحلة إعمال فلسفة الدراسات الثقافية ومذهبها عن الانتصار للهوامش، خاصة عند تطبيق هذا الدرس الثقافي على الأدب العبري/ الصهيوني.
فحينما اهتممت بشكل مبكر بدراسة ما عرف بـ"اليسار الصهيوني" وإنتاجه الأدبي، كانت الصورة النمطية المستقرة عربيا عنه حينها -ومن خلال الدرس الثقافي- أنه أدب للاحتجاج والمعارضة داخل دولة الاحتلال "إسرائيل"، وأنه أدب مهمش يطالب بحقوق الفلسطينيين العرب! وهو الشيء الذي لم يقبله عقلي ولم أجده منطقيا ولم يقدم لي جُل من ناقشتهم أساتذة وباحثين دليلا حجاجيا حاسما يدعم هذه الصورة النمطية، سوى ثنائية المقارنة النسبية بين قيم المركز وقيم الهامش.
من ثم اخترت في أطروحتي للماجستير أن أعمل على أدب هذا التيار من خلال دراسة نظرية وتطبيقية (ديوان مدينة الحوت للشاعر يتسحاق لاؤور نشرات بعنوان: خرافة التقدمية في الأدب الصهيوني)، تبحث عن النسق القيمي والمضمون بداخله، أو ما أسماه البعض في حينه "دراسة في النقد الثقافي" حيث بدأ المفهوم ينتشر في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بعد ظهور كتاب الغذامي (النقد الثقافي).."
(نحو تجاوز الجدل بين المتون والهوامش العربية)
نبعت فكرة "مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية" من عدة روافد اجتمعت معا لتشكل مساره الممتد طوال ما يقرب عام كامل، كانت البداية على مستوى المبادرة نفسها مع دعوة سيادة المستشار/ عبد الرقيب منصور من السفارة اليمنية بالقاهرة في شهر مارس 2022م، وتحديدا يوم انعقاد مؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والآمال" بأن دعى هيئة المؤتمر للقيام بـ"دراسة حالة" للعلاقات المصرية اليمنية، والخروج بمؤتمر يدرس المشترك الثقافي بين مصر واليمن ويؤكد على الصلات التاريخية والعميقة بين البلدين، ويرصف الطريق لمستقبلها في ظل الحاضنة العربية الأوسع والمشتركة.
على مستوى محور المؤتمر الرئيس عن "المتون العربية" واختياره؛ فهو يعود إلى لحظة انتهاء المؤتمر الأول الذي طرحنا فيه منهج "الدرس الثقافي" للعلاقات العربية/ العربية، داعين للتأسيس لمجال علمي جديد وهو مجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة"( )، على أن يتحرك وفق فلسفة "المشترك الثقافي" العربي بديلا عن فلسفة "الانتصار للهوامش" التي طرحتها الدراسات الثقافية الغربية.. حيث كان الدرس الأول من المؤتمر أن أولى المشاكل التي خرجت لنا بها "دراسة الحالة" العربية؛ هي فكرة الصراع الوجودي الصفري الذي تم التأسيس له بين "المتون" والأفكار والأنساق الثقافية الرئيسة السائدة في البلدان العربية، وبين "الهوامش" أو ثقافات الحدود والأطراف والفرعيات والأقليات، هنا تبينت لي بوضوح واستقرت في ذهني فكرة المحور الجديد الذي سنعمل عليه في "مشروع المشترك الثقافي العربي"، لنحاول فض الاشتباك وتفكيك التناقضات التي تفجرت في "مستودع الهوية" العربي، ونسعى لتقديم فلسفة جديدة لإدارة هذا المستودع والتنوع الزخم الحاضر فيه لصالح الذات العربية، وليس ضدها كما فعلت الدراسات الثقافية الغربية وغذت صراعا وجوديا عبثيا بين متون الذات العربية وهوامشها.
وتطرح الدراسة التساؤل الرئيس لها الذي هو، هل يمكن أن تقدم الذات العربية رؤى وفلسفات جديدة تصلح كمتن أو سردية حضارية كبرى تواجه بها العالم؟ وتتجاوز مشاريع التفكيك والفلسفات الفرعية التي صدرتها لنا الدراسات الثقافية غربية المنشأ عن الانتصار للهوامش وفلسفاتها، وباعتبار الهوامش قيمة ثقافية زائفة تقوم في نسختها العربية على الحدية والصراع الصفري والتفكيك للمتون أو تهميشها والتصور الجزئي للوجود والحياة؟ ومستكشفة الدراسة آفاق ما بعد الدراسات الثقافية غربية المنشأ وتجاوز متلازمة "الثنائيات الحدية"، التي تتمثل في: المتون والهوامش، العبد والسيد، الرجل والمرأة،...إلخ، وما الذي يمكن أن تقدمه الدراسات الثقافية العربية المقارنة ومجالها العلمي الجديد للعالم في لحظة تاريخية حرجة وشديدة التداخل.
من ثم ترصد الدراسة العامل المتغير الذي تعتبره المؤثر الرئيس والمتحكم في ظاهرة أو حالة المتون العربية الآن، وهو "مسألة تفجر التناقضات" في مستودع الهوية العربي في العموم، وفي الخصوص وعلى المستوى الثقافي صعود تأثير الدراسات الثقافية الغربية التي دعمت تفجير التناقضات وانتصرت لفلسفة الهوامش الحدية في مواجهة متونها وصنعت بينهما "صراعا وجوديا" زائفا وخلقت من أجله التناقضات، مانحة "تقييما اتفاقيا" مرتفعا ومصطنعا للهوامش العربية وأفكارها الصغيرة في مواجهة المتون العربية وأفكارها الكبيرة.
وتطرح الدراسة تصورها للنمط المستقبلي البديل الذي تقترحه وتقدمه كفرضية جديدة خاصة بها لرفد واقع المتون العربية، وهو مقاربة التدخل في الحالة العربية ومتونها ومجتمعاتها بفلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات"، أي "إدارة التنوع" الثقافي وتوظيفه العضوي و"تفكيك التناقضات" العربية وضبط تفاعلاتها وفق سياسات فاعلة وفعالة تبدأ بالتسكين والعلاج وصولا للتفكيك والتجاور والتعايش في حاضنة التنوع التي تفجرت، وفي الخصوص تؤكد الدراسة على مشروع ومجال "الدارسات الثقافية العربية المقارنة" ومذهب "الدرس الثقافي الحر" وفلسفته العامة التي تقوم على "المشترك الثقافي"، الذي يضبط النسق البشري القيمي وفق الانتصار لـ"المبادئ الإنسانية العليا" وليس وفق المتلازمات الثقافية للمسألة الأوربية وعُقدة الانتصار للهوامش وسياق الذات الأوربية/ الغربية.
وأهمية الدراسة تأتي من كونها تعالج نقطة شديدة الالتباس في الثقافية العربية، قد حصلت على "تقييم اتفاقي" مرتفع وزائف وغير حقيقي، وهي مركزية فلسفات الهامش العربي واعتباره متنا ومشروعا ثقافيا لدى البعض، وفي الوقت نفسه طرحها لتصور بديل في لحظة تاريخية شديدة الحساسية حيث يعيد العالم تقديم نفسه من خلال متون جديدة شرقا وغربا، بما يستوجب أن تقدم الذات العربية متنا خاصا بها بدلا من الذوبان في متون الآخرين، وتأتي الدراسة في مجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة" ووفق الإطار للعام لفلسفتها حول "المشترك الثقافي" وتطبيقاته ومذهبه، متبعة منهج "الدرس الثقافي الحر والمقارن والقيمي" الذي يقوم على الحرية في عدم انتصاره لمذهب الانتصار الأعمى والحدي/ الصفري للهوامش كما نشأ في الغرب، والمقارن يأتي لأنه يتحرك في نطاق الظواهر الإنسانية التي تمتد في أكثر من دولة عربية ويدرس حالة كل منها في ذاتها وفي اتصالها بعضها البعض، وهو قيمي لأنه في تناوله العام للظاهرة البشرية يسعى لضبطها وفق الانتصار لـ"القيم الإنسانية العليا"، التي تتجاوز الاستقطابات الحدية (رد الفعل للمسألة الأوربية) وتقوم على "الفرز الطبيعي" للجماعات البشرية و"الكتلة الجامعة" لمستودعات هويتها، وأن الثقافة أو "النسق القيمي الرافع" هو الذي يسبق الحضارة كتراكم تقني وعلمي ومدني، لتطرح الدراسة في تناولها لظاهرة المتون العربية الراهنة وتاريخها فلسفة جديدة للعمل تسميها "فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات"، كذلك تأتي الدراسة في سياق "دراسات ما بعد الاستقلال" التي تركز على جدل الذات العربية مع نفسها والنماذج المعرفية التي حكمتها في منذ مرحلة ما بعد الاستقلال عن الاحتلال القرن الماضي (وليس دراسات ما بعد الاستعمار عن جدل المستعمِر والمحَرَّر فقط)، وكذلك في آفاق "ما بعد المسألة الأوربية" وتجاوز المتلازمات الثقافية الخاصة بها.
وقد تكونت الدراسة من ثلاثة مباحث، المبحث الأول بعنوان: المدخل المفاهيمي وحواشيه بين الذات العربية ومتونها، وتكون من ستة عناصر هي: المتون العربية والسياق المعرفي العام للمفهوم- المتون العربية وحاضنة مذهب "الدرس الثقافي الحر" - تصور المتون العربية ومفهوم "الذات العربية المختارة"- المتون العربية ومفهوم "مستودع الهوية" ودوره- المتون العربية ومفهوم "الأيديولوجيا المضادة"- المتون العربية الجديدة بين مفهومي الثقافة والحضارة. المبحث الثاني بعنوان: المتون العربية بين التاريخي والراهن، ولقد تكون من ستة عناصر هي: ظهور فلسفات الهامش عند الذات العربية- أثر السياق الأوربي على الذات العربية وعلاقة المتون والهوامش- تاريخ المتون العربية وإرث الخروج على الذات العربية بالقرن العشرين- تفجير التناقضات وتمثلات الأزمة الثقافية للمتون العربية بالقرن العشرين - راهن المتون العربية واللحظة التاريخية في القرن الحادي والعشرين - المتون البديلة وتدافعها مع المتن العربي في القرن الحادي والعشرين. المبحث الثالث بعنوان: المتون العربية وفلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات، وتكون من ستة عناصر هي: فرضية "تفجير التناقضات/ المتون" عند التدافع/ التبدل الحضاري- "الكتلة الجغرافية" و"الجغرافيا الثقافية" منصة لاستعادة المتون- الفرضية البديلة وفلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" في المتون العربية - الدورات الثورية ومحاولة الذات العربية السابقة لاستعادة متنها- تمثلات فلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" داخليا - تمثلات فلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" خارجيا.
فقد عقدت ندوة بالقاهرة مساء 23/12/2024 في ذكرى عيد النصر حين هزمت مصر بقيادة جمال عبد الناصر العدوان الثلاثى البريطاني الفرنسي الصهيوني، لكتاب "الدبلوماسية الثقافية البديلة: إعادة تأسيس الثقافة العربية"، الصادر حديثا عن دار أروقة بالقاهرة في 323صفحة من القطع المتوسط، قدمه مؤلفه الكاتب والشاعر والمترجم الدكتور حاتم الجوهري الاستاذ المنتدب بالجامعات المصرية وعضو اتحاد الكتاب المصريين، كذلك السادة المشاركون في الندوة الذين رحبوا بالكاتب والكتاب وأثنوا على المجهود مع بعض الملاحظات (د.حيدر الجبوري الوزير المفوض بجامعة الدول العربية- د.خالد أبوالليل أستاذ الادب الشعبي ووكيل كلية الآداب بجامعة القاهرة- د. صلاح السروي أستاذ الدب الحديث والمقارن بجامعة حلوان- م. أحمد بهاء شعبان الكاتب وأمين عام الحزب الاشتراكي المصري مديرا للندوة).
الثقافة العربية وتجديد مشاريعها في لحظة عالمية متدافعة
مجلة التجديد الثقافية
العدد 23
ديسمبر 2024م
لتكون مشكلة الدراسة هي عجز الظاهرة البشرية وروافدها عن طرح البديل الممكن، لنمط الصدام الحضاري ومركزية المسألة الأوربية القديمة ومتلازماتها الثقافية ونظرية الحضارة المطلقة، سواء في أشكالها وتمثلاتها القديمة أو الجديدة. وتتبدى إشكالية الدراسة في أن البدائل العالمية المطروحة حاليا تدور معظمها في فلك البديل الصيني الصاعد أو البديل الروسي الجديد، أو التحالف القائم بين كل منهما، بينما ترى الدراسة أن هذه إشكالية واضحة وليست حلا للمشكلة؛ لأن كلا من البديلين الصيني والروسي يعيد إنتاج المسألة الأوربية ومركزيتها القديمة/ الجديدة بشكل ما، فالصين تطرح نمطها الحضاري الجديد وحزبها الشيوعي الحاكم بوصفه انتصارا للشيوعية (نقيض الليبرالية القديم)، وروسيا تطرح مشروع "الأوراسية الجديدة" بوصفه نقيضا جديدا للقوى الأطلسية غرب أوربا (وتفجر التناقض في البعد الديني بين الأرثوذكسية الشرقية والبروتستانتية الغربية والسمات الخاصة بكل منهما وبوصفهما مركز العالم أيضا)، لذا تبدو الإشكالية أن البديلين كل منهما يعيد إنتاج المركزية الأوربية وخرافة الحضارة المطلقة بدرجة ما مرة أخرى.
تتبدى مشكلة الدراسة في تعقد القضية الفلسطينية وتعقد الحلول المطروحة لها منذ قرار التقسيم عام 1947م، وحتى حرب غزة الدائرة منذ عملية 7 أكتوبر العسكرية 2023م، أما إشكالية الدراسة فتتجسد في تعارض الروايات الجيوثقافية بين أطراف الصراع، وتبني كل منهم سردية ثقافية خاصة به لجغرافيا فلسطين؛ حيث يتصارع الجميع على مساحة جغرافية واحدة ولكن وفق روايات ثقافية مختلفة ومتدافعة. فمن جهة تقف الرواية الصهيونية لدولة الاحتلال وخلفها الدعم الغربي بتصوراته الثقافية التاريخية في الصهيونية الماركسية، والصهيونية الليبرالية، والصهيونية الوجودية، ومن جهة أخرى تقف الرواية العربية التي أصبحت شديدة التمزق بين التصورات الأيديولوجية القديمة وبين تصورات صفقة القرن الجديدة، وبين أزمة النخبة العربية التي تبنى بعضها تصورات تروج للهزيمة الحضارية، وتبنى البعض الآخر الدعم العاطفي والعام قليل الحيلة قصير اليد، وبين قلة أخرى تحاول البحث عن رواية جديدة بعيدا عن أزمة التصورات التاريخية واستقطاباتها.
وفي هذا السياق الأخير ستختبر الدراسة فرضية تقوم على؛ أولوية استعادة ثوابت "الجغرافيا الثقافية العربية" المشتركة بعيدا عن تكسرات الأيديولوجيا القديمة المتعددة إرث القرن العشرين، التي هي لحد بعيد ليست سوى امتدادات للمتلازمات الثقافية المرتبطة بالمسألة الأوربية ومركزيتها التاريخية واستقطاباتها، وبعيدا عن تفاهمات صفقة القرن و"الصهيونية الإبراهيمية"، التي هي إحدى أشكال الاستلاب الناعم للحق العربي الفلسطيني باسم المشترك الديني الإبراهيمي السماوي.
حيث ستفترض الدراسة أن مشكلة الصراع هي مشكلة صراع جيوثقافي بالأساس، وباعتباره صراعا جيوثقافيا يقوم على حرب روايات بين راوية دولة الاحتلال وخلفها الحضارة الغربية وتصوراتها الجيوثقافية المتعددة، ورواية الفلسطينيين وخلفها رواية العرب وتصوراتهم الجيوثقافية، ستقدم الدراسة فرضية "استعادة الجغرافيا الثقافية" أولا، أي أنها من ضمن الأطروحات المتعددة لمقاربة القضية الفلسطينية وسبل حلها، ستطرح فرضية مقاربة "التأسيس الجيوثقافي" للحق الفلسطيني بوصفه قيمة ثقافية يتفق عليها الجميع، بعيدا عن مقاربات التيارات الأيديولوجية إرث القرن العشرين التي فجرت تناقضات المشكلة أكثر ولم تحلها، لتكون تلك المقاربة من وجهة نظر الدراسة حجر الزاوية الذي يمكن البناء عليه مستقبلا، والحل لمشكلة تعقد حلول القضية الفلسطينية وإشكاليتها التي فجرتها عملية طوفان الأقصى.
فالأمر أن العقدين الثاني والثالث من القرن الجديد شهدا ظهور "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي تمثل الجانب الثقافي والقوة الناعمة، لمشروع "صفقة القرن" التي طرحها دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، وإذا كان البعض يرى أن صفقة القرن بالشكل الذي طرحه ترامب قد فشلت، فإن "الاتفاقيات الإبراهيمة" لا يزال مشروعها قائما وتبنت تصوراته الثقافية بوضوح إدارة جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي.
وهو ما يطرح السؤال على الحاضنة الثقافية العربية والمنتمين لها، بحثا عن الخطاب الثقافي والاستراتيجية الثقافية الممكنة لمواجهة "الاتفاقيات الإبراهيمية" في المحافل الدولية، حيث يرى البعض أن واحدا من أبرز عيوب الثقافة العربية يكمن في محلية خطابها الثقافي، واعتماده على العاطفة والحماسة والصوت العالي، وكذلك افتقاده للثبات الانفالي والهدوء الحجاجي والمنطق الناجع، بما يجعله خطابا غير قادر على الصمود في المحكات الدولية وبروتوكولاتها المعتمدة.
المواعيد والاشتراطات البحثية والمشاركة:
- آخر موعد لاستقبال الملخصات 25 أغسطس 2023م، والرد عليها في خلال أسبوع بالتعديل أو القبول أو الرفض.
- يرسل الملخص في حدود 500:400 كلمة، يشمل لمحة عن المنهج والإشكاليات والفروض، والإشارة للمصادر المشتركة بين البلدين، مع التأكيد على دراسة الظاهرة للبلدين في المسارات التطبيقية والنظرية إذا تطلبت الدراسة ذلك، مصحوبا الملخص بسيرة ذاتية مختصرة (5 أسطر)، وبيانات التواصل.
- الموعد النهائي لاستلام الأبحاث المقبولة 25 نوفمبر 2023م، وترسل الأبحاث بعد مراجعتها وتدقيقها لغويا.
- ترسل الأبحاث المقبولة مصحوبة بعرض تقديمي (باور بوينت) لمدة من 7: 10 دقائق
- تراعى الضوابط العلمية في الأوراق المرسلة، وتكون الهوامش بطريقة آلية أسفل كل صفحة (يشترط أن تكون آلية وليس إدخالا يدويا)، مع قائمة مراجع ومصادر، ووجود مقدمة وخاتمة، مع ضرورة أن تشمل الأوراق البحثية ذات الصلة تناول المصادر المصرية والعراقية معا، كعتبة للمشترك الثقافي وفلسفته.
- تتبع طريقة التوثيق التالية للمراجع: اسم المؤلف، اسم الكتاب، دار النشر (اسم البلد)، رقم الطبعة، سنة النشر، رقم الصفحة.
- يتم استخدام نوع خط (Simplified Arabic) 16 بولد للعناوين الرئيسية، و14 للمتن و14 بولد للعناوين الفرعية.
- حجم الورقة البحثية يترواح بين 3500: 6000 كلمة، ولا يسمح بالاستثناءات إلا في حدود ضيقة.
- يعقد المؤتمر يوم الأربعاء 27 ديسمبر 2023م
- تكون المشاركة حضوريا، وعن بعد للمشاركين من خارج مصر.
- تنشر الأبحاث في كتاب محكم يرافق المؤتمر (المشاركة ونشر الأبحاث مجانا دون رسوم)، ويمنح الباحثون المشاركون في المؤتمر شهادة المشاركة (مجانا دون رسوم)
مقتطف من المقال
"وباعتباري من المتخصصين –بالأساس- في مجال الدراسات العبرية تلقيت دراستي الأولى في أحد أقسامها بمصر، ظهر الصدام المبكر بيني وبين مقاربات "الدرس الثقافي" أو "النقد الثقافي" للأدب العبري أثناء مرحلة تمهيدي الماجستير في بدايات هذا القرن (عام 2004م)، فطبيعة الأمر أن يعتمد الدرس الثقافي عموما -والنقد الثقافي كذلك- على البحث عن منظومة القيم التي تحملها النصوص موضع البحث، وهذا لا مشكلة فيه، لكن تظهر المشكلة عند مرحلة إعمال فلسفة الدراسات الثقافية ومذهبها عن الانتصار للهوامش، خاصة عند تطبيق هذا الدرس الثقافي على الأدب العبري/ الصهيوني.
فحينما اهتممت بشكل مبكر بدراسة ما عرف بـ"اليسار الصهيوني" وإنتاجه الأدبي، كانت الصورة النمطية المستقرة عربيا عنه حينها -ومن خلال الدرس الثقافي- أنه أدب للاحتجاج والمعارضة داخل دولة الاحتلال "إسرائيل"، وأنه أدب مهمش يطالب بحقوق الفلسطينيين العرب! وهو الشيء الذي لم يقبله عقلي ولم أجده منطقيا ولم يقدم لي جُل من ناقشتهم أساتذة وباحثين دليلا حجاجيا حاسما يدعم هذه الصورة النمطية، سوى ثنائية المقارنة النسبية بين قيم المركز وقيم الهامش.
من ثم اخترت في أطروحتي للماجستير أن أعمل على أدب هذا التيار من خلال دراسة نظرية وتطبيقية (ديوان مدينة الحوت للشاعر يتسحاق لاؤور نشرات بعنوان: خرافة التقدمية في الأدب الصهيوني)، تبحث عن النسق القيمي والمضمون بداخله، أو ما أسماه البعض في حينه "دراسة في النقد الثقافي" حيث بدأ المفهوم ينتشر في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بعد ظهور كتاب الغذامي (النقد الثقافي).."
(نحو تجاوز الجدل بين المتون والهوامش العربية)
نبعت فكرة "مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية" من عدة روافد اجتمعت معا لتشكل مساره الممتد طوال ما يقرب عام كامل، كانت البداية على مستوى المبادرة نفسها مع دعوة سيادة المستشار/ عبد الرقيب منصور من السفارة اليمنية بالقاهرة في شهر مارس 2022م، وتحديدا يوم انعقاد مؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والآمال" بأن دعى هيئة المؤتمر للقيام بـ"دراسة حالة" للعلاقات المصرية اليمنية، والخروج بمؤتمر يدرس المشترك الثقافي بين مصر واليمن ويؤكد على الصلات التاريخية والعميقة بين البلدين، ويرصف الطريق لمستقبلها في ظل الحاضنة العربية الأوسع والمشتركة.
على مستوى محور المؤتمر الرئيس عن "المتون العربية" واختياره؛ فهو يعود إلى لحظة انتهاء المؤتمر الأول الذي طرحنا فيه منهج "الدرس الثقافي" للعلاقات العربية/ العربية، داعين للتأسيس لمجال علمي جديد وهو مجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة"( )، على أن يتحرك وفق فلسفة "المشترك الثقافي" العربي بديلا عن فلسفة "الانتصار للهوامش" التي طرحتها الدراسات الثقافية الغربية.. حيث كان الدرس الأول من المؤتمر أن أولى المشاكل التي خرجت لنا بها "دراسة الحالة" العربية؛ هي فكرة الصراع الوجودي الصفري الذي تم التأسيس له بين "المتون" والأفكار والأنساق الثقافية الرئيسة السائدة في البلدان العربية، وبين "الهوامش" أو ثقافات الحدود والأطراف والفرعيات والأقليات، هنا تبينت لي بوضوح واستقرت في ذهني فكرة المحور الجديد الذي سنعمل عليه في "مشروع المشترك الثقافي العربي"، لنحاول فض الاشتباك وتفكيك التناقضات التي تفجرت في "مستودع الهوية" العربي، ونسعى لتقديم فلسفة جديدة لإدارة هذا المستودع والتنوع الزخم الحاضر فيه لصالح الذات العربية، وليس ضدها كما فعلت الدراسات الثقافية الغربية وغذت صراعا وجوديا عبثيا بين متون الذات العربية وهوامشها.
وتطرح الدراسة التساؤل الرئيس لها الذي هو، هل يمكن أن تقدم الذات العربية رؤى وفلسفات جديدة تصلح كمتن أو سردية حضارية كبرى تواجه بها العالم؟ وتتجاوز مشاريع التفكيك والفلسفات الفرعية التي صدرتها لنا الدراسات الثقافية غربية المنشأ عن الانتصار للهوامش وفلسفاتها، وباعتبار الهوامش قيمة ثقافية زائفة تقوم في نسختها العربية على الحدية والصراع الصفري والتفكيك للمتون أو تهميشها والتصور الجزئي للوجود والحياة؟ ومستكشفة الدراسة آفاق ما بعد الدراسات الثقافية غربية المنشأ وتجاوز متلازمة "الثنائيات الحدية"، التي تتمثل في: المتون والهوامش، العبد والسيد، الرجل والمرأة،...إلخ، وما الذي يمكن أن تقدمه الدراسات الثقافية العربية المقارنة ومجالها العلمي الجديد للعالم في لحظة تاريخية حرجة وشديدة التداخل.
من ثم ترصد الدراسة العامل المتغير الذي تعتبره المؤثر الرئيس والمتحكم في ظاهرة أو حالة المتون العربية الآن، وهو "مسألة تفجر التناقضات" في مستودع الهوية العربي في العموم، وفي الخصوص وعلى المستوى الثقافي صعود تأثير الدراسات الثقافية الغربية التي دعمت تفجير التناقضات وانتصرت لفلسفة الهوامش الحدية في مواجهة متونها وصنعت بينهما "صراعا وجوديا" زائفا وخلقت من أجله التناقضات، مانحة "تقييما اتفاقيا" مرتفعا ومصطنعا للهوامش العربية وأفكارها الصغيرة في مواجهة المتون العربية وأفكارها الكبيرة.
وتطرح الدراسة تصورها للنمط المستقبلي البديل الذي تقترحه وتقدمه كفرضية جديدة خاصة بها لرفد واقع المتون العربية، وهو مقاربة التدخل في الحالة العربية ومتونها ومجتمعاتها بفلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات"، أي "إدارة التنوع" الثقافي وتوظيفه العضوي و"تفكيك التناقضات" العربية وضبط تفاعلاتها وفق سياسات فاعلة وفعالة تبدأ بالتسكين والعلاج وصولا للتفكيك والتجاور والتعايش في حاضنة التنوع التي تفجرت، وفي الخصوص تؤكد الدراسة على مشروع ومجال "الدارسات الثقافية العربية المقارنة" ومذهب "الدرس الثقافي الحر" وفلسفته العامة التي تقوم على "المشترك الثقافي"، الذي يضبط النسق البشري القيمي وفق الانتصار لـ"المبادئ الإنسانية العليا" وليس وفق المتلازمات الثقافية للمسألة الأوربية وعُقدة الانتصار للهوامش وسياق الذات الأوربية/ الغربية.
وأهمية الدراسة تأتي من كونها تعالج نقطة شديدة الالتباس في الثقافية العربية، قد حصلت على "تقييم اتفاقي" مرتفع وزائف وغير حقيقي، وهي مركزية فلسفات الهامش العربي واعتباره متنا ومشروعا ثقافيا لدى البعض، وفي الوقت نفسه طرحها لتصور بديل في لحظة تاريخية شديدة الحساسية حيث يعيد العالم تقديم نفسه من خلال متون جديدة شرقا وغربا، بما يستوجب أن تقدم الذات العربية متنا خاصا بها بدلا من الذوبان في متون الآخرين، وتأتي الدراسة في مجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة" ووفق الإطار للعام لفلسفتها حول "المشترك الثقافي" وتطبيقاته ومذهبه، متبعة منهج "الدرس الثقافي الحر والمقارن والقيمي" الذي يقوم على الحرية في عدم انتصاره لمذهب الانتصار الأعمى والحدي/ الصفري للهوامش كما نشأ في الغرب، والمقارن يأتي لأنه يتحرك في نطاق الظواهر الإنسانية التي تمتد في أكثر من دولة عربية ويدرس حالة كل منها في ذاتها وفي اتصالها بعضها البعض، وهو قيمي لأنه في تناوله العام للظاهرة البشرية يسعى لضبطها وفق الانتصار لـ"القيم الإنسانية العليا"، التي تتجاوز الاستقطابات الحدية (رد الفعل للمسألة الأوربية) وتقوم على "الفرز الطبيعي" للجماعات البشرية و"الكتلة الجامعة" لمستودعات هويتها، وأن الثقافة أو "النسق القيمي الرافع" هو الذي يسبق الحضارة كتراكم تقني وعلمي ومدني، لتطرح الدراسة في تناولها لظاهرة المتون العربية الراهنة وتاريخها فلسفة جديدة للعمل تسميها "فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات"، كذلك تأتي الدراسة في سياق "دراسات ما بعد الاستقلال" التي تركز على جدل الذات العربية مع نفسها والنماذج المعرفية التي حكمتها في منذ مرحلة ما بعد الاستقلال عن الاحتلال القرن الماضي (وليس دراسات ما بعد الاستعمار عن جدل المستعمِر والمحَرَّر فقط)، وكذلك في آفاق "ما بعد المسألة الأوربية" وتجاوز المتلازمات الثقافية الخاصة بها.
وقد تكونت الدراسة من ثلاثة مباحث، المبحث الأول بعنوان: المدخل المفاهيمي وحواشيه بين الذات العربية ومتونها، وتكون من ستة عناصر هي: المتون العربية والسياق المعرفي العام للمفهوم- المتون العربية وحاضنة مذهب "الدرس الثقافي الحر" - تصور المتون العربية ومفهوم "الذات العربية المختارة"- المتون العربية ومفهوم "مستودع الهوية" ودوره- المتون العربية ومفهوم "الأيديولوجيا المضادة"- المتون العربية الجديدة بين مفهومي الثقافة والحضارة. المبحث الثاني بعنوان: المتون العربية بين التاريخي والراهن، ولقد تكون من ستة عناصر هي: ظهور فلسفات الهامش عند الذات العربية- أثر السياق الأوربي على الذات العربية وعلاقة المتون والهوامش- تاريخ المتون العربية وإرث الخروج على الذات العربية بالقرن العشرين- تفجير التناقضات وتمثلات الأزمة الثقافية للمتون العربية بالقرن العشرين - راهن المتون العربية واللحظة التاريخية في القرن الحادي والعشرين - المتون البديلة وتدافعها مع المتن العربي في القرن الحادي والعشرين. المبحث الثالث بعنوان: المتون العربية وفلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات، وتكون من ستة عناصر هي: فرضية "تفجير التناقضات/ المتون" عند التدافع/ التبدل الحضاري- "الكتلة الجغرافية" و"الجغرافيا الثقافية" منصة لاستعادة المتون- الفرضية البديلة وفلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" في المتون العربية - الدورات الثورية ومحاولة الذات العربية السابقة لاستعادة متنها- تمثلات فلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" داخليا - تمثلات فلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" خارجيا.