Adab Balaghah Arudh Term 1

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 214

‫عَزِيزِي الطَّالِبَ‪:‬‬

‫الرَّجَاءُ الِاحْ ِتفَاظُ بِهَذَا ا ْلكِتَابِ نَظِيفًا‪ ،‬وَالتَّعَامُلُ مَعَهُ بِصُو َرةٍ َحسَنَةٍ؛ احْتِرامًا لِمَا يَحْتَوِيهِ ِمنْ‬
‫آيَاتٍ ُقرْآنِيَّةٍ وَأَحَادِيثَ نَبَوِيَّةٍ َشرِيفَةٍ‪ ،‬وَبَعْدَ انْتِهَاءِ ا ْلعَامِ الدِّرَاسِيِّ احْ َتفِظْ بِهِ فِي َمكْتَبَ ِتكَ‪ ،‬أَوْ‬
‫مَكْتَبَةِ الْمَ ْعهَدِ‪.‬‬

‫بَيَانَاتُ الطَّالِبِ‬

‫ااِلسْـــ ُم‪...............................................:‬‬
‫ْال اج ْن اسيَّــــــــةُ‪..........................................:‬‬
‫ْال َم ْع َهــــــــــــدُ‪.................................... .....:‬‬
‫صــــــــــــلُ‪.........................................:‬‬ ‫ْالفَ ْ‬
‫ي‪........................................:‬‬ ‫ْالعَـا ُم الد َارا اس ُّ‬

‫‪1‬‬
‫مقأد أمةَا ْلكتأابَ َ‬

‫صحْ با اه أَجْ َمعاينَ ‪.‬‬ ‫علَى آ ال اه َو َ‬ ‫سيا ادنَا ُم َح َّمدٍ‪َ ،‬و َ‬ ‫علَى َ‬ ‫س ََل ُم َ‬ ‫ص ََلة ُ َوال َّ‬ ‫ب ْالعَالَ امينَ ‪َ ،‬وال َّ‬ ‫ْال َح ْمد ُ لل اه َر ا‬
‫أَوأَبـ َْعــدَ‪َ ،‬‬
‫ض َع‬ ‫الد َرا اسي ا ْال َج ادي اد أ َ ْن نَ َ‬ ‫ث ‪ -‬فاي َهذَا ْال َع اام ا‬ ‫ث الثَّانَ اوي ا اب َم َعا اه اد ْالبُعُو ا‬ ‫ف الثَّا ال ا‬ ‫ص ا‬ ‫ب ال َّ‬ ‫فَيَسُ ُّرنَا – أ َ ْبنَا َءنَا طُ ََّل َ‬
‫س ُهولَ اة‬ ‫ص ال الد َارا اسي ا ْاْل َ َّو ال‪َ ،‬وقَدْ ت َ َو َّخ ْينَا فاي اه قَد ًْرا مانَ ال ُّ‬ ‫وض" ال ْلفَ ْ‬ ‫غ اة َو ْالعَ ُر ا‬ ‫ب َو ْالبَ ََل َ‬ ‫"اْلَدَ ا‬ ‫اب ْ‬ ‫بَ ْينَ أ َ ْي اديكُ ْم اكت َ َ‬
‫احدَةا أ َ ْكث َ َر ام ْن شَا اهدٍ؛‬ ‫ال ْف َه اام‪ ،‬ذَا اك ارينَ ال ْل َم ْسأ َلَ اة ْال َو ا‬ ‫علَى ْ ا‬ ‫سا اعد ُ َ‬ ‫ش َوا اه اد َما يُنَ امي الذَّ ْوقَ َويُ َ‬ ‫ط َنا فاي اه امنَ ال َّ‬ ‫س ْ‬ ‫َو ْاليُ ْس ار‪َ ،‬و َب َ‬
‫شتا َها‪.‬‬ ‫وص َو ُمعَايَ َ‬ ‫ص ا‬ ‫ق النُّ ُ‬ ‫أ َ َم ًَل فاي ت َذَ ُّو ا‬
‫سا اني ا‪ ،‬فَ َما ت َحْ املُهُ افي‬ ‫ال ْن َ‬ ‫وك ْ ا‬ ‫سلُ ا‬ ‫ير ال ُّ‬ ‫ش اري ا‪َ ،‬وت َ ْغ اي ا‬ ‫اط ْال َب َ‬ ‫ش ا‬ ‫ارز افي تَ ْو اجي اه النَّ َ‬ ‫وص دَ ْور َب ا‬ ‫ص ا‬ ‫َولَ َّما َكانَ اللنُّ ُ‬
‫ص‬ ‫ت؛ َج َع ْلنَا امنَ النَّ ا‬ ‫ت َوالث َّقَافَا ا‬ ‫ت َو ْال ُم ْعت َقَدَا ا‬ ‫ض ْال َمفَا اه ايم َو ْال اقيَ ام َو ْال ُميُو ال َو ااِلتا َجا َها ا‬ ‫يخ بَ ْع ا‬ ‫امينا َها َك افيل ابتَ ْر اس ا‬ ‫ض ا‬ ‫َم َ‬
‫ف‬ ‫علَى ْالفَ ْه ام‪َ ،‬و َك ْش ا‬ ‫صى َ‬ ‫ض َوا ْست َ ْع َ‬ ‫غ ُم َ‬ ‫يح َما َ‬ ‫ض ا‬ ‫ان َما أ ُ ْب اه َم ام ْنهُ‪َ ،‬وت َ ْو ا‬ ‫ص فاي بَيَ ا‬ ‫ص ٍ‬ ‫َوحْ دَة ً كُ ْب َرى‪ ،‬يُ ْس اه ُم كُ ُّل ت َ َخ ُّ‬
‫اط ان ْال َج َما ال افي اه‪.‬‬ ‫َم َو ا‬
‫ضوع ٍ مانَ‬ ‫وض فاي كُ ال َم ْو ُ‬ ‫غ اة َو ْال َع ُر ا‬ ‫ص َو ْالبَ ََل َ‬ ‫صو ا‬ ‫ب َوالنُّ ُ‬ ‫ايم ْاْلَدَ ا‬ ‫َاب ابت َ ْقد ا‬‫ي ْال اكت ُ‬ ‫علَى َما تَقَد ََّم؛ عُنا َ‬ ‫ابنَا ًء َ‬
‫َ ْالبَ ََل اغيَّةَ‬ ‫ص نُقَ ادمُ لَََ ْال َج َوانا َ‬ ‫ص الَّذاي يُ َمثالُ َها‪َ ،‬و ام ْن اخ ََل ال النَّ ا‬ ‫الظا اه َرة َ ْاْلَدَبايَّةَ ث ُ َّم النَّ َّ‬ ‫عاتا‪ ،‬فَت َ ْق َرأ ُ َّ‬ ‫ضو َ‬ ‫ْال َم ْو ُ‬
‫ض َّمنَ ث َ ََلثَةَ‬ ‫ت ُمت َ َع اددَةٍ‪َ ،‬وسُ ابقَ ذَلاََ كُلُّه ُ اب َمدْ َخ ٍل ت َ َ‬ ‫ط ٍة َوتَد اْري َبا ٍ‬ ‫ارزَ ة َ‪َ ،‬وقَدْ طُ اع َم ذَلاََ ابأ َ ْن اش َ‬ ‫وضيَّةَ ْال َب ا‬ ‫َو ْال َع ُر ا‬
‫وم الث َّ ََلث َ اة ْال ُمقَدَّ َم اة‪.‬‬ ‫اخ ال ْالعُلُ ا‬ ‫ضوعٍ يُ َم اث ُل َمدْخ ًََل ام ْن َمدَ ا‬ ‫عاتٍ؛ كُ ُّل َم ْو ُ‬ ‫ضو َ‬ ‫َم ْو ُ‬
‫َاْلتي‪َ :‬‬ ‫علأىَالنحْ و ْ‬ ‫َو أح أَداتَ أ‬ ‫ث أ‬ ‫أوتأضأمنأ َا ْلكتأابَث أ أّل أ‬
‫ب‬‫س اة ْاْلَدَ ا‬ ‫عاتٍ‪َ ( :‬مدْخَل اإلَى د َارا َ‬ ‫ضو َ‬ ‫ت ث َ ََلثَةَ َم ْو ُ‬ ‫وضيَّة"‪َ ،‬ح َو ْ‬ ‫ع ُر ا‬ ‫اخ ُل أَدَ ابيَّة بَ ََل اغيَّة َ‬ ‫َالولأى‪َ " :‬مدَ ا‬ ‫ا ْل أوحْ دأة ْ‬
‫(ال ُج ْز ُء الثَّا اني) – ُم َرا َجعَةُ ْال اكت َابَ اة‬ ‫ص َري اْن ْال َم ْملُو اكي ا َو ْالعُثْ َما اني ا – َمدْخَل إالَى اع ْل ام ْال َمعَاناي ْ‬ ‫ْالعَ َرباي ا فاي ْالعَ ْ‬
‫وضيَّ اة‪َ ،‬ود ُُروس افي ْالقَا اف َي اة)‪.‬‬ ‫ْال َع ُر ا‬
‫ث‬ ‫َت ث َ ََل َ‬ ‫ض َّمن ْ‬
‫وضيَّة"‪َ ،‬وت َ َ‬ ‫ع ُر ا‬ ‫سة أ َدَ ابيَّة بَ ََل اغيَّة َ‬ ‫الش ْع ار ْال َم ْملُو اكي ا ‪ -‬اد َرا َ‬ ‫صوص امنَ ا‬ ‫ا ْل أوحْ دأة َالثانيأة‪"َ :‬نُ ُ‬
‫اء ْال َولَ اد‬ ‫اين ْال اح الي ا ‪ -‬فاي ارث َ ا‬ ‫ص افي ا الد ا‬ ‫يري ا – فاي ْال اح َك ام َو ْال َمدايحا ال َ‬ ‫ُوص ا‬ ‫اين ْالب ا‬ ‫ف الد ا‬ ‫ايح النَّبَ اوي ا الش ََر ا‬ ‫صائادَ (فاي ْال َمد ا‬ ‫قَ َ‬
‫ض َّمنَ اة فاي َها‪.‬‬ ‫وضيَّ اة ْال ُمت َ َ‬ ‫َ ْال َب ََل اغيَّ اة َو ْال َع ُر ا‬ ‫ض ال ْل َج َوانا ا‬ ‫ع ْر ٍ‬ ‫ص اريا)‪َ ،‬م َع َ‬ ‫اِلب اْن نُ َباتَةَ ْال ام ْ‬
‫عي اْن‪:‬‬ ‫ضو َ‬ ‫علَى َم ْو ُ‬ ‫ت َ‬ ‫سة أ َدَبايَّة بَ ََل اغيَّة"‪َ ،‬وا ْشت َ َملَ ْ‬ ‫صوص امنَ النَّثْ ار ْال َم ْملُو اكي ا ‪ -‬اد َرا َ‬ ‫ا ْل أوحْ دأة َالثالثأة‪"َ :‬نُ ُ‬
‫ض‬ ‫ُوطيا)‪َ ،‬وعُ ار َ‬ ‫سي ا‬ ‫اين ال ُّ‬ ‫الطاعُونايَّ اة ال َج ََل ال الد ا‬ ‫اين َمحْ ُمو ٍد ْال َحلَباي ا – َو امنَ ْال َمقَا َم اة َّ‬ ‫ب الد ا‬ ‫سالَةُ ت َ ْهنائ َ ٍة با َم ْولُو ٍد ال اش َها ا‬ ‫( ار َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ضوعٍ َج َوانابُهُ ا ْْلدَ ابيَّةُ َوال َب ََل اغيَّةُ‪َ .‬‬ ‫فاي كُ ال َم ْو ُ‬
‫ت ْال ُم ْخت َ الفَ اة‪َ ،‬م َع ث َ َراءٍ‬ ‫يميَّ اة َوالت َّد اْريبَا ا‬ ‫سائا ال الت َّ ْع ال ا‬ ‫ط اة َو ْال َو َ‬ ‫ت التَّعَلُّ ام‪َ ،‬و ْاْل َ ْن اش َ‬ ‫يجيَّا ا‬ ‫ير ام ان ا ْستا َراتا ا‬ ‫َاب با َكثا ٍ‬‫َود ُ اع َم ْال اكت ُ‬
‫افي ْال ُمحْ ت ََوى ْال اف ْك اريا‪.‬‬
‫ب‬ ‫اج اكت َا ٍ‬ ‫ع املُوا َمعًا ام ْن أَجْ ال اإ ْخ َر ا‬ ‫صينَ ؛ َ‬ ‫َص ا‬ ‫ساتاذَةا ْال ُمتَخ ا‬ ‫ف َو َرا َءهُ نُ ْخبَة امنَ ْاْل َ َ‬ ‫اض ُع يَ اق ُ‬ ‫َهذَا ْال ُج ْهد ُ ْال ُمت ََو ا‬
‫ض‪َ ،‬وت َ َكا ُم ال ْالعُلُ ا‬
‫وم‪.‬‬ ‫وح ْالعَ ْر ا‬ ‫ض ا‬ ‫ش ْك ٍل يَجْ َم ُع بَيْنَ َج َما ال الت َّ ْن اظ ايم‪َ ،‬و ُو ُ‬ ‫ام ٍل َو َو اظي افي ٍ فاي َ‬ ‫ُمت َ َك ا‬
‫‪2‬‬
‫ت ْاْل ُ ْخ َرى فَ َح ْسبُنَا أ َ َّنا اجْ ت َ َهدْنَا‪َ ،‬و َ‬
‫علَى الل اه‬ ‫َوإا ْن َكانَ فاي َهذَا ْالعَ َم ال ام ْن إا َجادَةٍ فَ َهذَا ت َْوفايق مانَ الل اه‪َ ،‬وإا ْن َكانَ ا‬
‫س ابي ال‪.‬‬ ‫قَ ْ‬
‫صد ُ ال َّ‬

‫َو ابالل اه الت َّ ْو اف ُ‬


‫يق‬

‫ْال ُم َؤ الفُونَ‬

‫‪3‬‬
‫قائمةَالمحتويات َ‬
‫الوحدة اْلولى‪ :‬أمدأاخلَأأدأبيةٌَبأ أّلغيةٌَعأروضيةٌَ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َالأدأبَا ْلعأ أربيَفيَا ْل َعأص أْريْنَا ْل أم ْملوكي أ‬
‫َوا ْلعثْ أماني‪َ .‬‬ ‫الموضوعَالول‪ َ:‬أم ْد أخلٌَإلأىَد أرا أ‬
‫سة ْ‬
‫الموضوعَالثاني‪ َ:‬أم ْد أخلٌَإلأىَع ْلمَا ْل أمعأانيَ(ا ْلج ْزءَالثاني)‪َ َ.‬‬
‫وسَفيَا ْلقأافيأة‪َ .‬‬ ‫الموضوعَالثالث‪َ:‬م أرا أجعأةَا ْلكتأابأةَا ْلعأروضية أ‬
‫‪َ،‬ودر ٌ‬

‫الوحدةَالثانية‪َ:‬نصوصَمنَالشعرَالمملوكيَ‬ ‫َ‬
‫"دراسةَأدبيةَبّلغيةَعروضية"‬
‫َ‬
‫الموضوعَالول‪َ:‬فيَا ْل أمديحَالن أبويَلش أَأرفَالدينَا ْلبوصيري‪َ .‬‬
‫َوا ْل أمديحَلصأفيَالدينَا ْلحلي‪َ .‬‬
‫الموضوعَالثاني‪َ:‬فيَا ْلحكأم أ‬
‫الموضوعَالثالث‪َ:‬فيَرثأاءَا ْل أولأدَِلبْنَن أباتأةأَا ْلمصْري‪َ .‬‬
‫َ‬
‫الوحدةَالثالثة‪َ:‬نصوصَمنَالنثرََ‬
‫المملوكي"دراسةَأدبيةَبّلغية"‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫سالأةَتأهْنئ أةَب أم ْولودَلشهأابَالدينَ أمحْ مودَا ْل أحلأبي‪َ .‬‬
‫الموضوعَالول‪َ:‬ر أ‬
‫الموضوعَالثاني‪َ:‬منأ َا ْل أمقأا أمةَالطاعونيةَلج أأّللَالدينَالسيوطي‪َ .‬‬
‫َ‬

‫‪4‬‬
‫ا ْل أوحْ دأة ْ‬
‫َالولأى َ‬
‫أمدأاخلََأأدأبيةٌَبأ أّلغيةٌَعأروضيةٌَ َ‬
‫محتوياتَالوحدة‪َ :‬‬
‫َالأدأبَا ْلعأ أربيَفيَاَْلعأص أْريْنَا ْل أم ْملوكي أ‬
‫َوا ْلعثْ أماني‪َ َََ.‬‬ ‫الموضوعَالول‪ َ:‬أم ْد أخلٌَإلأىَد أرا أ‬
‫سة ْ‬
‫الموضوعَالثاني‪ َ:‬أم ْد أخلٌَإلأىَع ْلمَا ْل أمعأانيَ(ا ْلج ْزءَالثاني)‪َ .‬‬
‫وسَفيَا ْلقأافيأة‪َ .‬‬ ‫الموضوعَالثالث‪َ:‬م أرا أجعأةَا ْلكتأابأةَا ْلعأروضية أ‬
‫‪َ،‬ودر ٌ‬
‫أهدافَدراسةَالوحدة‪َ :‬‬
‫عزيزيَالطالب‪َ ...‬‬
‫ذهَالوحدةَينبغيَأنَتكونَقادراَعلى‪َ :‬‬
‫ً‬ ‫بعدَدراسةَه‬
‫َتقسيمَالتاريخَالسياسيَللدولةَالمملوكيةَإلىَعصور‪َ،‬وتحديدَالسماتَالدبيةَالمميزةَلكلَ‬ ‫‪-2‬‬
‫عصر‪َََ.‬‬
‫َتحديدَالمقصودَبالمفاهيمَالدبيةَالمتعلقةَبالدبَفيَالعصرينَالمملوكيَوالعثماني‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫توضيحَالخصائصَالمميزةَلألدبَفيَالعصرينَالمملوكيَوالعثماني‪َ،‬والفنونَالدبيةَفيهما‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تمييزَالخصائصَالمختلفةَللفنونَالدبيةَفيَالعصرينَالمملوكيَوالعثماني‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اِلستشهادَلألغراضَالمختلفةَللفنونَالدبيةَفيَالعصرينَالمملوكيَوالعثماني‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تحديدَالعواملَالمؤثرةَفيَالدبَفيَالعصرينَالمملوكيَوالعثماني‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫اِلستشهادَللعواملَالمؤثرةَفيَالدبَفيَالعصرينَالمملوكيَوالعثمانيَبنماذجَمنَهذاَ‬ ‫‪-7‬‬
‫العصر‪.‬‬
‫الترجمةَلهمَأعّلمَالدبَالعربيَفيَالعصرينَالمملوكيَوالعثماني‪َ.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫تعريفَالمفاهيمَالمتعلقةَبعلمَالمعاني‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫استخراجَأمثلةَوشواهدَلألساليبَاإلنشائية‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫التعبيرَعنَالساليبَاإلنشائيةَبأسلوبكَالخاص‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫التحليلَالبّلغيَلنماذجَمنَالساليبَاإلنشائيةَفيَأغراضهاَالمختلفة‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫استخراجَأساليبَالقصرَمنَأمثلةَوشواهدَفصيحة‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫استخراجَجملَبينهاَفصلَمنَأمثلةَوشواهدَفصيحة‪َ،‬موضحاَالداعيَوالسرَالبّلغي‪.‬‬ ‫‪-24‬‬
‫استخراجَجملَبينهاَوصلَمنَأمثلةَوشواهدَفصيحة‪َ،‬موضحاَالداعيَوالسرَالبّلغي‪.‬‬ ‫‪-25‬‬
‫استخراجَاإليجازَمبيناَنوعهَمنَأمثلةَوشواهدَفصيحة‪َ،‬موضحاَسرهاَالبّلغي‪.‬‬ ‫‪-26‬‬
‫استخراجَصورَاإلطنابَمنَأمثلةَوشواهدَفصيحة‪َ،‬موضحاَسرهاَالبّلغي‪.‬‬ ‫‪-27‬‬
‫التمييزَبينَالمساواةَوغيرهاَفيَأمثلةَوشواهدَفصيحة‪َ .‬‬ ‫‪-28‬‬
‫َشرحَمفهومَالقافيةَوماَيرتبطَبهاَمنَأحكامَعروضية‪.‬‬ ‫‪-29‬‬
‫تقطيعَأبياتَشعريةَتنتميَلبعضَالبحورَالشعرية‪َ،‬وتحديدَنوعَقافيتها‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪5‬‬
‫َالأولَ َ‬
‫ا ْل أم ْوضوع ْ‬

‫َالأدأبَا ْلعأ أربيَفيَا ْلعأص أْريْنَا ْل أم ْملوكي أ‬


‫َوا ْلعثْ أمانيَ َ‬ ‫أم ْد أخلٌَإلأىَد أرا أ‬
‫سة ْ‬

‫أهدافَدراسةَالموضوع‪َ :‬‬

‫بعدَدراستيَلهذاَالموضوعَسوفَأكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫أحدد بداية ونهاية التقسيمات اْلدبية للعصرين المملوكي والعثماني‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أميزز بززين العصزور أو التقسززيمات اْلدبيززة فزي العصززرين المملززوكي والعثمزاني مززن حيززث‬ ‫‪-2‬‬
‫المَلمح والخصائص اْلدبية‪.‬‬
‫أفسر أوجه التشابه واِلختَلف بين التقسيمات اْلدبية في العصرين المملوكي والعثماني‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أوضزززح تزززأثير العوامزززل السياسزززية‪ ،‬واِلجتماعيزززة‪ ،‬والعلميزززة‪ ،‬فزززي اْلدب فزززي العصزززرين‬ ‫‪-4‬‬
‫المملوكي والعثماني‪.‬‬
‫أسززتنتأ أهززم الخصززائص اْلدبيززة للشززعر فززي العصززرين المملززوكي والعثمززاني مززن نمززاذج‬ ‫‪-5‬‬
‫شعرية متنوعة‪.‬‬
‫ممثَل لألغراض الشعرية التي استحدثت أو شاعت في العصر المملوكي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أبرر‬ ‫‪-6‬‬
‫أنسَ أبياتًا من الشعر في العصرين المملوكي والعثماني ْلغراضها الشعرية‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أترجم ْلشهر أعَلم الشعر في العصرين المملوكي والعثماني‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أسرد أهم الخصائص اْلدبية للنثر بأنواعه (الخطابة‪ -‬والكتابزة) فزي العصزرين المملزوكي‬ ‫‪-9‬‬
‫والعثماني‪.‬‬
‫أعدد أغراض النثر (الخطابة‪ -‬والكتابة) في العصر المملوكي‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫أحدد المقصود بالرسائل الوصفية‪ ،‬ونشأتها وأسباب ظهورها في العصر المملوكي‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫أقززارن بززين فنززون النثززر مززن حيززث خصائصززها‪ ،‬والعوامززل المززؤثرة فيهززا‪ ،‬فززي العصززرين‬ ‫‪-12‬‬
‫المملوكي والعثماني‪.‬‬
‫أكتَ قائمة بأهم أعَلم فنون النثر ‪ ،‬في العصرين المملوكي والعثماني‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫َ‬

‫‪6‬‬
‫َالأولَ َ‬
‫الد ْرس ْ‬
‫حيأاةَفيَالْعأصْرَا ْل أم ْملوك َ‬
‫يَ‬ ‫أم أّلمحَا ْل أَ‬
‫َ‬
‫اقرأَواستنتج‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ت أ ْمهيدٌ‪َ َ:‬‬
‫ي ولم ي ُْملَ َْ أبواه‪َ ،‬و َج ْمعُهُ َم َما اليَُ ‪ ،‬وفي التاريخ السَلمي أ ُ ْ‬
‫ط القَ اسم المماليَ‬ ‫المملوك‪ :‬هو العبد ُ الذي سُ اب َ‬
‫وكبار القادةا في دولة الخَلفة العباسية‬ ‫ُ‬ ‫اصطَل ًحا على "فئة من الرقيق اْلبيض"‪ ،‬كان الخلفا ُء والوِلة ُ‬
‫س اة البيضاء؛ ِلستخدامهم كفرق عسكرية خاصة؛ بهدف اِلعتماد عليهم في تدعيم‬ ‫النخَا َ‬
‫يشترونهم من أسواق ا‬
‫نفوذهم(‪.)1‬‬
‫المماليَ واستخدا ُمهم في العالم السَلمي إلى عهد الخليفة العباسي المأمون‪ ،‬ثم المعتصم‬ ‫ا‬ ‫ظهور‬
‫ُ‬ ‫ويرجع‬
‫فقد كان يشتريهم من وسط آسيا‪ ،‬ثم ت َ اب َع هُ كثير من الخلفاء واْلمراء لتقوية أنفسهم‪ ،‬فاستخدمهم الطولونيون ثم‬
‫ص ًة بعد وفاة السلطان صَلح الدين اْليوبي؛ بسبَ كثرة‬ ‫الخشيديون والفاطميون‪ ،‬واستكثر منهم اْليوبيون خا َّ‬
‫ي نفسه بالكثار منهم‪.‬‬ ‫الحروب بين خلفائه الذين كان ِل بدَّ لكل منهم أن يُقَ او َ‬
‫طا من اْلتراك والشراكسة والروم والروس وأقلية أخرى من البَلد اْلوربية‪ ،‬وكان‬ ‫كان المماليَُ خلي ً‬
‫لأليوبيين اليد الطولى في تجييش المماليَ واِلعتماد عليهم في بناء دولتهم وتحقيق النجازات واِلنتصارات‬
‫الكبرى‪ ،‬وقد استكثر الملَ الصالح نجم الدين أيوب من اقتناء المماليَ بصورة ِل مثيل لها من قبل‪َ ،‬و َرقَّى‬
‫أكابرهم إلى مناصَ المارة ‪ -‬قيادة الجند‪ ،‬فصار ذلَ نظا ًما ُمتَّبَ ًعا من بعده‪َ ،‬وا ْشت َ َه َر منهم فارس الدين‬
‫أقطاي‪ ،‬وعز الدين أيبَ‪ ،‬وسيف الدين قطز‪ ،‬وركن الدين بيبرس‪ ،‬وسيف الدين قَلوون‪ ،‬وارتقى بعض هؤِلء‬
‫فيما بعد إلى مرتبة السلطنة‪.‬‬
‫و قد عاون هؤِلء المماليَ وأمراؤهم في حروب مصر وفي قتال الصليبيين معاونة كبرى‪ ،‬ودفعوهم‬
‫عن الديار المصرية‪.‬‬
‫وبعد وفاة الملَ الصالح‪ ،‬جلس على عرشه ابنه المعظم توران شاه‪ ،‬ولكن وقع بينه وبين مماليَ أبيه‬
‫خَلف شديد أدى إلى قتله وإلى إقامة زوجة أبيه "شجر الدر" ملكة على البَلد‪.‬‬
‫وبعد قليل تزوجت "شجر الدر" أحد كبار المماليَ وهو اْلمير "عز الدين أيبَ"‪ ،‬وحكمت شجر الدر‬
‫بصورةٍ مباشرةٍ ورسمي ٍة ثَلثةَ أشهر؛ لكنها خلعت نفسها لزوجها "أيبَ" بعد أن بعث الخليفة العباسي‬
‫"المستعصم بالله" من بغداد كتابًا إلى مصر يُ ْن اك ُر فيه على اْلمراء تولية امرأةٍ عليهم‪ ،‬فأصبح أيبَ مل ًكا على‬
‫البَلد عام "‪648‬هـ"‪ ،‬وبهذا انتقل حكم مصر من اْليوبيين إلى مماليكهم‪.‬‬
‫وظلت سلطنة مصر في يد هؤِلء المماليَ حتى حكمها اْلتراك العثمانيون عام "‪923‬هـ"‪ ،‬وكانوا كلما‬
‫أميرا لوِلية السلطنة‪ ،‬وقد يكون هذا ابنًا‬ ‫خَل عرش البَلد من سلطانها ا ْشت ََو َر كبار اْلمراء واختاروا من بينهم ً‬
‫للسلطان السابق‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫نشاطَ‬
‫(ابحثَ–َواستنتجَ‪َ-‬وناقش)‬
‫َ‬
‫اقرأ َفي َكتاب َ(العصر َالمملوكي‪َ ،‬للدكتور َمفيد َالزيدي)‪َ ،‬وكتاب َ(في َالتاريخ َاليوبي َوالمملوكي‪َ،‬‬
‫للدكتورَأحمدَمختارَالعبادي)َحولَالمماليك‪َ،‬ثم‪َ :‬‬
‫‪ -‬استنتجَسببَتسميتهمَبهذاَاِلسم‪َ .‬‬
‫‪ -‬ناقشَزمّلءكَحولَالمقصودَبالمماليكَوفترةَظهورهمَوأسبابَتسميتهمَبهذاَاِلسم‪َ .‬‬
‫‪ -‬انقلَلكراستكَنتيجةَالنقاش‪.‬‬
‫َ‬

‫َ‬
‫َ‬

‫‪8‬‬
‫أوِل‪َ-‬الحياةَالسياسيةَفيَهذاَالعصر(‪َ :)1‬‬ ‫ًَ‬
‫س َم المؤرخون تاريخ الدولة المملوكية دولتين‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫قَ َّ‬
‫حْر الناي ال؛ إذ إن الملَ الصالح نجم الدين‬ ‫‪َ -2‬د ْأولأة َا ْل أم أماليك َا ْلبأحْ رية َ(‪784َ -َ 648‬هـ)‪ :‬نا ْسبَةً اإلَى بَ ا‬
‫أيوب لَ َّما أكثر من المماليَ‪ ،‬وضاقت بهم شوارع القاهرة وساحاتها‪ ،‬بنى لهم مساكنَ في قلعة الروضة على‬
‫حْريَّ َة"‪.‬‬ ‫نهر النيل‪ ،‬وأسكن فيها ما يزيد على ألف مملوك من الترك‪ ،‬وسماهم ْ‬
‫"ال َب ا‬
‫وأول س َلطينهم من الرجال عز الدين أيبَ الذي حكم في بداية اْلمر بمشاركة زوجته "شجر الدر"‪ ،‬ثم‬
‫انفرد عنها واستقل بالسلطة حتى عام ‪655‬هـ‪.‬‬
‫توالى على حكم هذه الدولة خمسة وعشرون سلطانًا كان آخرهم الملَ الصالح صَلح الدين أمير حاج‬
‫ابن السلطان الملَ اْلشرف شعبان القَلووني‪ ،‬الذي تولى عام ‪783‬هـ‪ ،‬ثم خلع بعد سنة وسبعة أشهر‪.‬‬
‫س ُّموا "بالبرجيين" ْلن السلطان قَلوون أسكنهم في‬ ‫‪َ -0‬د ْأولأة َا ْل أم أماليك َا ْلب ْرجية َ(‪903َ –َ 784‬هـ)‪َ :‬و ُ‬
‫أبراج القلعة‪ ،‬المركز الرئيس لقامته هو وحكومته‪.‬‬
‫توالى على حكم هذه الدولة أربعة وعشرون سلطا ًنا‪ ،‬فقد ابتدأت بالظاهر (سيف الدين برقوق) الذي حكم‬
‫في المرة اْلولى عام ‪784‬هـ‪ ،‬وفي المرة الثانية عام ‪792‬هـ‪ ،‬وانتهت بالسلطان اْلشرف (طومان باي) الذي‬
‫هزمه السلطان العثماني (سليم اْلول) في نهاية ذي الحجة عام ‪922‬هـ في معركة الريدانية بالقرب من‬
‫العباسية‪ ،‬ثم دخل العثمانيون القاهرة‪ ،‬وشنقوا السلطان (طومان باي) على باب زويلة في ربيع اْلول عام‬
‫‪923‬هـ‪ 1517 /‬م‪ ،‬وتنازل آخر خليفة عباسي بالقاهرة عن الخَلفة‪ ،‬وهو المتوكل على الله (الثالث)(‪ ،)2‬وبذلَ‬
‫أصبحت مصر إمارة تابعة للدولة العثمانية‪.‬‬
‫والفرق بين الدولتين (البحرية والبرجية) هو اختَلف الجنس؛ فإن أكثر سَلطين الدولة اْلولى من‬
‫اْلتراك‪ ،‬وأكثر سَلطين الدولة الثانية من الجركس (أو الشركس)‪ ،‬وفيما عدا ذلَ تتشابهان إلى حد كبير في‬
‫نظام الملَ ووظائف الدولة والدارة واختصاصاتها وطرق القضاء والتعليم وتكوين الجيش وفرض القطاع‪،‬‬
‫إلى غير ذلَ‪.‬‬
‫لقد استطاع ا لمماليَ تأمين الجبهة الداخلية من ثورات البدو والعربان في مصر‪ ،‬وتغلبوا على أبناء‬
‫البيت اْليوبي في الشام‪ ،‬كما واجهوا اْلخطار الخارجية بقضائهم على خطر التتار في المعركة التاريخية‬
‫(عين جالوت) بقيادة سيف الدين قطز عام ‪658‬هـ‪1261 /‬م‪ ،‬وقضائهم على إمارات الصليبيين في سواحل‬
‫ض َّم البَلد المصرية والشامية والحلبية‬ ‫الشام‪ ،‬وبإحيائهم الخَلفة السَلمية‪ ،‬فأسسوا مل ًكا ُزهَا َء ثَلثة قرون َ‬
‫والحجازية وغيرها‪ ،‬وكانت مصر محط اْلنظار‪ ،‬وقلعة اْلمن واْلمان‪ ،‬ونصير العرب والمسلمين‪ ،‬وكانت‬
‫ان‬
‫ط ا‬‫س ْل َ‬ ‫طانُ ْال َح اقي اق ُّ‬
‫ي فَ َكانَ الل ُّ‬ ‫س ْل َ‬
‫كبيرا‪ ،‬أ َ َّما ال ُّ‬
‫ً‬ ‫خاضعة اس ًما للخلفاء العباسيين‪ ،‬وكان نفوذهم الديني والروحي‬
‫ْال َم ْملُو اكيا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫َ(تدريب) َ‬
‫عزيزيَالطالب‪َ...‬استعنَبالجدولَالتاليَفيَالمقارنةَبينَدولتيَالمماليك‪َ :‬‬
‫عددَسّلطينهاَوأشهرهم َ سماتهاَالمميزةَلها َ‬ ‫بدايتهاَونهايتها َ‬ ‫دولتاَالمماليك َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫د ْأولأةَاَْل أم أماليكَا ْلبأحْ ريةَ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫د ْأولأةَا ْل أم أماليكَا ْلب ْرجيةَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬
‫َ‬

‫‪11‬‬
‫ثأانيًا‪َ-‬الحياةَاِلقتصادية‪َ :‬‬
‫ت طويل ًة‬ ‫ط ْر اديَّةً‪ ،‬فقد ازدهرت اْلخيرة ُ فترا ٍ‬ ‫لَ َّما كانت العَلقة بين اْلوضاع السياسية والحياة اِلقتصادية َ‬
‫في عهود السَلطين المماليَ اْلقوياء الذين َح َم ُوا البَلد ووفروا اْلمن واْلمان؛ فازدهرت الزراعة والصناعة‬
‫والتجارة‪ ،‬وكانت مدخوِلت الزراعة عصَ الحياة اِلقتصادية‪ ،‬وكان خَراجها الرافد الرئيس لخزانة الدولة‪،‬‬
‫ض على عائدات الصناعة والتجارة‪.‬‬ ‫إضافة إلى المكوس والضرائَ التي ت ُ ْف َر ُ‬
‫ان‪،‬‬‫َق الت ُّ َرعا َو ْال ُخ ْل َج ا‬
‫اهتم السَلطين بتطوير الزراعة‪ ،‬وزيادة مساحة اْلراضي الزراعية‪ ،‬فقاموا باش ا‬
‫وبناء الجسور‪ ،‬وتنوعت المحاصيل الزراعية بتنوع البيئات الجغرافية‪ ،‬والظروف ال ُمناخية‪ ،‬ومصادر المياه‪.‬‬
‫ص َر رخاء وازدهار‪ ،‬فقد مرت البَلد أحيانًا بأوقات عصيبة‬ ‫ع ْ‬‫ومع ذلَ لم يكن العصر المملوكي كُلُّهُ َ‬
‫اصيلُ‪،‬‬ ‫ت ْال َم َح ا‬ ‫ساد فيها القحط‪َ ،‬وقَ َّل هطول اْلمطار‪ ،‬وانخفض منسوب المياه في اْلنهار والترع‪ ،‬فَقَلَّ ا‬
‫وارتفعت اْلسعار‪ ،‬وانتشر الفقر‪ ،‬وفتكت المجاعة بالناس‪ ،‬وانتشرت اْلمراض واْلوبئة‪.‬‬
‫كما كانت الصناعة رافدًا من روافد اِلقتصاد في هذا العصر‪ ،‬وكانت فئة الصناع في المرتبة الثانية من‬
‫حيث العدد بعد فئة المزارعين‪ ،‬وقد اشتغلوا بعدد من الصناعات‪ ،‬منها‪ :‬الصناعات الحربية كصناعة المراكَ‬
‫والسفن وجميع أنواع اْلسلحة‪ ،‬والصناعات الغذائية‪ ،‬وصناعة المَلبس‪ ،‬وصناعة اْلثاث وأدوات الزينة‬
‫والزخارف وغيرها من التحف بما يتناسَ مع مظاهر حياة الرفاهية التي كانوا يعيشونها‪.‬‬
‫أما التجارة فقد نشطت في ظل اِلستقرار السياسي واِلزدهار الزراعي والصناعي‪ ،‬سواء التجارة‬
‫الداخلية بين مدن الشام ومصر‪ ،‬والتجارة الخارجية بين دولة المماليَ والدول اْلوربية‪ ،‬كذلَ لعَ الموقع‬
‫بارزا في التجارة العالمية‪ ،‬حيث كانت بضائع الشرق اْلدنى واْلقصى تأخذ‬ ‫ً‬ ‫دورا‬
‫الجغرافي لمصر والشام ً‬
‫طريقها إلى أوربا عبر موانئ مصر والشام؛ لذلَ اجتهد سَلطين المماليَ في تأمين طرق التجارة‪ ،‬حتى في‬
‫أثناء اِلحتَلل الصليبي لبعض مدن الشام‪ ،‬حيث عقدوا اِلتفاقات والمعاهدات التي تحمي حركة التجارة وتكفل‬
‫أمن التجار‪.‬‬
‫ومع اضطراب اْلوضاع في أواخر الدولة المملوكية كان ذلَ سببًا لكساد اْلسواق وانهيار النظام‬
‫اِلقتصادي‪ ،‬كما ساعد على ذلَ قيا ُم الحكومة بخفض قيمة العمَلت المتداولة في اْلسواق من أجل تحقيق‬
‫والضرائَ الباهظة التي فُرضت على التجار‪ ،‬مما أدى إلى رفع اْلسعار لتحصيل‬ ‫ُ‬ ‫مكاسَ عالية للسلطان‪،‬‬
‫الضرائَ‪ ،‬اْلمر الذي ساعد على كساد اْلسواق‪.‬‬
‫نشاط َ‬
‫(ابحثَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫ع ْد َإلىَمراجعكَالورقيةَأوَاإللكترونية‪َ،‬وابحثَعنَأهمَأسبابَضعفَدولةَالمماليك‪َ،‬وسقوطهاَعلىَ‬
‫يدَ السلطانَالعثمانيَ(سليمَالول)َفيَنهايةَذيَالحجةَعامَ‪900‬هـ‪َ،‬ودونهاَفيَالسطورَالتالية‪َ :‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................................... ..............‬‬
‫َ‬

‫ثأالثًا‪َ-‬الحياةَاِلجتماعية‪َ :‬‬
‫كانت الحالة اِلجتماعية في العصر المملوكي ذات مظاهر شتى‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -1‬انقسام المجتمع إلى سبع طبقات‪ ،‬هم‪ :‬أهل الدولة‪ ،‬وأهل اليسار من التجار وذوي الرفاهية‪،‬‬
‫ب)‪ ،‬وسكان القرى والريف‪ ،‬وهم أهل الزراعات‬ ‫ومتوسطو الحال من التجار ويقال لهم‪ :‬أصحاب ْال َب از (الثا َيا ا‬
‫والحرث‪ ،‬والفقراء وهم جل الفقهاء وطَلب العلم وكثير من اْلجناد‪ ،‬ثم أرباب الصنائع َو ْاْل ُ َج َرا ُء‪ ،‬ثم ذوو‬
‫سؤَّ ا ُل الذين يَ ُمدُّونَ أَكُفَّ ُه ْم يسألون الناس(‪.)1‬‬ ‫الحاجة والمسكنة‪ ،‬وهم ال ُّ‬
‫‪ -2‬ت ََرفُّ ُع المماليَ عن الشعَ وعدم اختَلطهم به حتى في أرقى طبقاته‪ ،‬ترى ذلَ في ابتعادهم عن‬
‫ميادين ثقافته الدينية واللغوية والكونية‪ ،‬إلى تعليم لهم خاص ِل يكاد يجاوز فنون الحرب وسياسة الملَ وما‬
‫يتصل بهما مما يرون فيه البقاء على اك َيانهم‪ ،‬وتراه في عدم الصهار إلى غيرهم‪ ،‬فنساؤهم من بنات جنسهم‬
‫سبَا َيا‪َ ،‬وقَ َّل أن تجد فيهم من خالف ذلَ إلى التزوج من بعض بنات الشعَ في أرقى الطبقات‪.‬‬ ‫َح َرائا َر أ َ ْو َ‬
‫سرا وعلنًا‪ ،‬وينتسبون إلى قوادهم وسَلطينهم؛ فمنهم‬ ‫ضا ًّ‬ ‫‪ -3‬انقسامهم أحزابًا وشيعا يعادي بعضهم بع ً‬
‫اْلشرفيون والظاهرون والمؤيدون ‪ ...‬إلى غير ذلَ‪.‬‬
‫‪ -4‬استئثار السَلطين والوزراء واْلمراء ومن لف لفهم بكثير من خيرات البَلد‪ ،‬كعائدات اْلراضي‬
‫الزراعية الموقوفة لهم‪ ،‬وعائدات التجارة التي كان يشتغل بها كثير منهم‪ ،‬إضافة إلى عائدات الخراج‬
‫والضرائَ‪ ،‬ومع ذلَ كانوا يقبلون الرشاوى والهدايا من الناس‪ ،‬وخاصة ممن كان يطمح في وِلية أو كتابة‪.‬‬
‫طابَ َع حياة المماليَ وعيشتهم في المناسبات والوِلئم وفي كل مظهر من‬ ‫‪ -5‬كان السراف والبذخ َ‬
‫سفَ اه‪.‬‬
‫مظاهر حياتهم‪ ،‬وقد يبلغ بهم البذخ َحدَّ ال َّ‬
‫‪ -6‬اهتمام السَلطين بإنشاء المساجد والمدارس‪ ،‬وإقامة اِلحتفاِلت الحاشدة عند افتتاحها‪ ،‬فاستمعوا‬
‫للدروس اْلولى التي ألقيت فيها ‪ ،‬بل تناظر بعضهم مع بعض اْلئمة والعلماء في أمور الدين وغيرها‪ ،‬من ذلَ‬
‫المجالس العلمية التي اشتهر بها السلطان اْلشرف الغوري‪.‬‬
‫‪ -7‬شدة عسف المماليَ بقبائل العرب في مصر وعرب العشائر بالشام؛ لما كان عليه هؤِلء وهؤِلء من‬
‫كثرة الغارة على المدن للسلَ والنهَ وتعكير صفو السَلم على اآلمنين من السكان‪ ،‬وكانوا إذا ظفروا‬
‫بالعابثين عادوا منهم بأسرى الرجال وسبايا النساء‪ ،‬وقتلوا بعضهم‪ ،‬ومثلوا بزعمائهم أشنع تمثيل‪ ،‬أو أبقوا‬
‫سونَهُ في الطعام والشراب على أيدي الجواري‬ ‫عليهم عبيدًا‪ ،‬واستخدموا السم للتخلص من المنافسين يَد ُ ُّ‬
‫والغلمان يشترونهم بالمال‪ ،‬ولعل ذلَ كان من أهم اْلسباب في خضوع المصريين لهم على قلتهم وعزلتهم‪.‬‬
‫‪ -8‬اشتغلت بعض النساء بالعلم وتصدرن للتدريس‪ ،‬مثل‪ :‬زينَ بنت الكمال (ت ‪741‬هـ) التي روت‬
‫كثيرا‪ ،‬وتزاحم عليها الطلبة‪ ،‬وقرأوا عليها الكتَ الكبار‪ .‬في حين اشتغلت كثيرات بالمغاني وضروب‬ ‫ً‬
‫َ بعض سَلطين المماليَ أولئَ النسوة وضايقوهن‪،‬‬ ‫المَلهي كالرقص‪ ،‬واحترفت فئات منهن ْال ابغَا َء‪ ،‬فَت َ َعقَّ َ‬
‫وإن تساهل آخرون معهن‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫نشاطَ َ‬
‫(تعاونَ –َولخص) َ‬
‫تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَتلخيصَأهمَسماتَالحياةَاِلجتماعيةَفيَالعصرَالمملوكيَثمَامألَالشكلَ‬
‫اْلتيَبالمعلوماتَالمرتبطةَبها‪َ :‬‬

‫سمات الحياة اِلجتماعية في العصر‬


‫المملوكي‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫َ‬
‫نشاط َ‬
‫(ابحثَ‪َ-‬وحدد) َ‬
‫عزيزيَالطالب‪َ ...َ :‬منَخّللَبحثكَفيَمراجعكَالورقيةَواإللكترونية‪َ،‬اجمعَمعلوماتَحولَمظاهرَ‬
‫الحياةَاِلجتماعيةَفيَالعصرَالمملوكي‪َ،‬ثمَحددَماَيأتي‪:‬‬
‫‪ -‬أثر َمكونات َالفصيل َالبشري َللمجتمع َفي َالعصر َالمملوكي َعلى َالحياة َاِلجتماعية َفي َمصرَ‬
‫والشام‪:‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪ -‬دِلئلَعلىَمكانةَالمرأةَفيَالعصرَالمملوكي‪َ :‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪َ ...................................... .....................................................................................‬‬
‫راب ًعا‪َ-‬الحياةَالعلمية‪َ :‬‬
‫كثيرا من العواصم‬ ‫ت ْال َح َر َكةُ ْال اع ْل اميَّةُ في القاهرة وغيرها من المدن المصرية‪ ،‬وامتدت حتى شملت ً‬ ‫نَ اش َ‬
‫ط ا‬
‫السَلمية كدمشق وحلَ‪ ،‬وكان لذلَ أسباب ونتائأ‪:‬‬
‫فمنَأسبابَالنشاطَالثقافيَوالعلميَفيَالعصرَالمملوكيَماَيأتي‪َ :‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -1‬وقوع كثير من البَلد السَلمية في يد التتار‪ :‬الذين كانوا متفرقين في صحراوات الصين حتى‬
‫َان وزحف بهم منذ عام ‪616‬هـ على أواسط آسيا َوغ َْر اب اي َها‪ ،‬فقتلوا ما ِل يحصى من‬ ‫يز خ ْ‬ ‫َو َّحدَهُ ْم َم الكُ ُه ْم َج ْن اك ْ‬
‫ُوِلكُو‪ ،‬فقتلوا آِلفًا‬ ‫المسلمين‪ ،‬ثم استمر زحفهم بعد جنكيز خان حتى احتلوا بغداد عام ‪656‬هـ بقيادة ملكهم ه َ‬
‫من أهلها وأعيانها‪ ،‬وأزالوا خَلفتها‪ ،‬فضعفت بذلَ شوكة المسلمين والعرب‪ ،‬فتطلعوا إلى حماة يدافعون عنهم‬
‫ويدفعون أعداءهم بعيدًا عن ديارهم‪ ،‬فلم يكن هناك أقوى من سَلطين المماليَ‪ ،‬الذين شعروا أن اْلقدار‬
‫حملتهم أمانة الدفاع عن تراث السَلم‪.‬‬
‫قتَل‪ ،‬وأمر هوِلكو بإلقاء جميع‬ ‫‪ -2‬قتل العلماء واْلدباء وإتَلف الكتَ‪ :‬فقد تتبع التتار علماء بغداد ً‬
‫الكتَ التي في دور الخلفاء في نهر دجلة‪ ،‬فأضاع بذلَ على الدين واللغة ذخائر ِل تعوض‪ ،‬وقد كان لهذه‬
‫الكوارث ردُّ فع ٍل شديد دعا علما َء اْلمة إلى النهوض لحياء هذا التراث العلمي وتجديده‪.‬‬
‫‪ -3‬هجرة العلماء‪ :‬لما اشتد عبث التتار في العراق فَ َّر كثير من العلماء من بطشهم‪ ،‬فلم يجدوا أمامهم‬
‫صدرا‪ ،‬فَ َوفَد ُوا إليهما‪ ،‬فوجدوا فيهما ترحيبًا وأمنًا‪ ،‬وقد أغرى ذلَ عُلَ َما َء اْلندلس بعد‬ ‫ً‬ ‫أرحَ من مصر والشام‬
‫سقوط الممالَ السَلمية هناك بيد النصارى السبان إلى الهجرة إلى هذين المصرين‪ ،‬واتخذوهما دار إقامة‪،‬‬
‫وتفاعلوا بالحركة العلمية فيهما‪ ،‬وأسهموا في إثراء المكتبة العربية بما ألفوا من مؤلفات‪ .‬وممن َوفَدَ إلى مصر‬
‫ابْنُ خ اَل َكانَ صاحَ (وفيات اْلعيان)‪ ،‬وابن مالَ صاحَ (اْللفية والتسهيل)‪ ،‬وابن تيميَّة صاحَ (مجموع‬
‫الفتاوى)‪ ،‬وابن خ َْلد ُونَ صاحَ (كتاب العبر ومقدمته الشهيرة)‪.‬‬
‫‪ -4‬لما استتَ أمر السلطنة للظاهر بيبرس (‪676 – 658‬هـ) رأى أن يقيم خَلفة عباسية ثانية بالديار‬
‫المصرية‪ ،‬فاستقدم أحد أمراء بني العباس وأثبت نسبه وبايعه بالخَلفة‪ ،‬ثم استمد هو منه السلطنة‪.‬‬
‫واستمرت الخَلفة قائمة بمصر موروثة في البيت العباسي حتى عام ‪923‬هـ؛ إذ زالت على يد‬
‫العثمانيين‪.‬‬
‫كبيرا‬
‫ً‬ ‫وهذه الخَلفة العباسية الثانية‪ ،‬وإن كانت هزيلة ضعيفةً بجانَ سلطان البَلد‪ ،‬تعد كسبًا أدبيًّا‬
‫ورمزا روحيًّا قويًّا اتجهت إليه قلوب المسلمين شرقًا وغربًا‪ ،‬وذلَ مما عاون على جعل القاهرة قلبًا‬ ‫ً‬ ‫لمصر‪،‬‬
‫ومركزا للعلوم واآلداب السَلمية‪ ،‬كما كان دافعًا لحكام مصر على تشجيع علماء الدين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫للعالم السَلمي‪،‬‬
‫‪ْ -5‬الغَي َْرة ُ الدينية عند الحكام دفعتهم إلى تعظيم العلماء ورعايتهم‪ ،‬واستشارتهم في أمورهم العليا‪ ،‬فقد‬
‫كانت سطوة علماء الدين حينذاك واسعة‪ ،‬ولهم منزلة كبيرة في نفوس العامة‪ ،‬هذه السطوة كانت أحد اْلسباب‬
‫السَلم‪،‬‬
‫ا‬ ‫الدين بْنَ عب اد‬
‫ا‬ ‫التي دعت الحكام إلى تعظيمهم‪ ،‬حتى إن السلطان الظاهر بيبرس كان يخشى الشيخ َّ‬
‫عز‬
‫ولما مات الشيخ قال الظ اهر‪" :‬ما استقر ملكي إِل اآلن"‪ .‬هذا التعظيم كان له أثر كبير في دفع العلماء إلى‬
‫النشاط العلمي النافع لَلحتفاظ بمكانتهم وجاههم‪.‬‬
‫‪ -6‬شعور العلماء بواجبهم‪ ،‬فقد بلغ بعضهم حد اِلجتهاد والقدرة على التجديد واِلبتكار في ميدانه‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫ي (ت ‪756‬هـ)‪ ،‬وابن‬ ‫اين السبك ُّ‬ ‫ق ْال اعي اد (ت ‪685‬هـ)‪ ،‬وتق ُّ‬
‫ي الد ا‬ ‫العز بْنُ عبد السَلم (ت ‪661‬هـ)‪َ ،‬وابْنُ دَ اقي ا‬ ‫ُّ‬
‫ي (ت‬ ‫ي (ت ‪911‬هـ)‪ ،‬وزكريا اْلنصار ُّ‬ ‫ي (ت ‪852‬هـ)‪ ،‬والسيوط ُّ‬ ‫تيميَّةَ (ت ‪728‬هـ)‪ ،‬وابنُ حجر العسقَلن ُّ‬
‫‪926‬هـ)‪.‬‬
‫ش َّم َر سَلطين المماليَ وأ مراؤهم وبعض أهل الفضل‬ ‫ُور التعليم ورصد اْلوقاف عليها‪ :‬وقد َ‬ ‫‪ -7‬إنشاء د ا‬
‫ُّور في المدن المصرية والشامية‪ ،‬وبلغ ما‬ ‫عن ساعد ْال اجدا‪ ،‬على مدى العصر‪ ،‬وأنشؤوا عددًا ضخ ًما من هذه الد ا‬
‫نحوا من أربعين مدرسة‪ ،‬ومن هذه المدارس‪ :‬المدرسة الظاهرية التي أسسها الملَ‬ ‫أنشؤوه في القاهرة وحدها ً‬
‫الظاهر بيبرس بالقاهرة عام ‪662‬هـ‪ ،‬والمدرسة المنصورية التي أنشأها المنصور قَلوون‪ ،‬والناصرية التي‬
‫‪14‬‬
‫أنشأها العادل كتبغا وأكملها الناصر محمد بن قَلوون‪ .‬وكانت اْلوقاف هي الوسيلة اْلساسية لضمان استمرار‬
‫صدَقَا ا‬
‫ت‪.‬‬ ‫فضَل عن بعض ْال اه َبا ا‬
‫ت َوال َّ‬ ‫ً‬ ‫ُور التعليم مفتوحة اْلبواب لشيوخها وطَلبها‪،‬‬
‫د ا‬
‫‪ -8‬إنشاء خزائن الكتَ‪ :‬ومن أشهر هذه الخزائن‪ :‬اخزَ انَةُ جامع الحاكم بأمر الله‪ ،‬زَ َّودَهُ بها اْلمير ركن‬
‫الدين بيبرس عام ‪713‬هـ‪َ ،‬و اخزَ انَةُ جامع المؤيد‪ ،‬زَ َّودَهُ بها منشئ الجامع‪ ،‬وهو الملَ المؤيد شيخ عام ‪819‬هـ‪.‬‬
‫ع َربًا‪ ،‬لكنهم يحكمون شعوبًا‬ ‫‪ -9‬اتاخَاذ ُ اللغة العربية لغة رسمية‪ :‬فسَلطين المماليَ وإن لم يكونوا َ‬
‫صةً د َ‬
‫ايوانَ‬ ‫عربية‪ ،‬وِل يمكن أن يتم التفاهم إِل بلغتهم‪ ،‬فاتخذوا العربية لغة رسمية في دواوين الدولة‪ ،‬خَا َّ‬
‫َاء‪ ،‬فكان ذلَ سببًا في رواج العربية‪ ،‬وفي رواج الفصحى داخل الدواوين‪ ،‬وسببًا في ظهور طبقات‬ ‫ْا‬
‫ال ْنش ا‬
‫ممتازة من رجال اللغة واْلدب والنشاء‪.‬‬
‫ومنَنتائجَهذاَالنشاطَالعلميَثّلثةَأمور‪َ :‬‬
‫‪ -1‬اتساع حركة التعليم وإقبال الشيوخ والطَلب على العلم والعمل بهمة ونشاط‪.‬‬
‫‪ -2‬كثرة العلماء في شتى الفنون‪ ،‬في القراءات والحديث واللغة والنحو واْلدب والتاريخ وغيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬انتعاش حركة التأليف‪ :‬فهذا العصر يمتاز بأنه عصر الموسوعات العلمية واْلدبية‪ ،‬ومن أشهر هذه‬
‫الموسوعات‪ :‬لسان العرب ِلبن منظور‪ ،‬ونهاية اْلرب في فنون اْلدب للنويري‪ ،‬ومسالَ اْلبصار في ممالَ‬
‫اْلمصار ِلبن فضل الله العمري‪ ،‬ومقدمة ابن خلدون‪ ،‬وحياة الحيوان للدميري‪ ،‬وصبح اْلعشى للقلقشندي‪.‬‬
‫نشاطَ َ‬
‫(اقرأَ‪َ-‬ولخص) َ‬
‫ازد أهار َا ْلح أأركأة َا ْلع ْلمية َالسابقةَفيَالعصرَالمملوكي‪َ،‬ثمَلخصهاَفيَالشكلَ‬
‫عزيزيَالطالب‪َ ...َ :‬اقرأَعواملَ ْ‬
‫التالي‪َ،‬ممثّلَلكلَمنهاَبمثالَأوَمثالين‪َ :‬‬

‫• ‪.......................................................................‬‬
‫• ‪......................................................................‬‬ ‫‪......‬‬
‫‪.......................................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.......................................................................‬‬ ‫•‬ ‫‪........‬‬
‫‪.......................................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.......................................................................‬‬ ‫•‬ ‫‪.......‬‬
‫‪.......................................................................‬‬ ‫•‬
‫‪.......................................................................‬‬ ‫•‬ ‫‪.......‬‬
‫• ‪...............................................................‬‬
‫• ‪...............................................................‬‬ ‫‪........‬‬

‫َ‬

‫‪15‬‬
‫الد ْرسَالثاني َ‬
‫الش ْعرَفيَا ْلعأصْرَا ْل أم ْملوكيَ َ‬
‫َ‬

‫أأو ًَِل‪َ-‬حأالَالش ْعر‪َ :‬‬

‫أكثر من اتجاهه إلى إحياء اآلداب؛ وذلَ لحاجة‬ ‫َ‬ ‫اتجه النشاط في عصر المماليَ إلى إحياء العلوم‬
‫العصر إلى العلم قبل اْلدب‪ ،‬وْلن دواعي اِلشتغال بالعلم كانت كثيرة‪ ،‬وأول ما يصاب من مظاهر اْلدب‪:‬‬
‫وتأثرا‪َ .‬‬ ‫ً‬ ‫سا‬‫الشعر؛ ْلنه أدقها وأكثرها إحسا ً‬
‫*َأسبابَضعفَالشعر‪َ :‬‬
‫‪ -1‬عد ُم تشجيع أكثر سَلطين المماليَ للشعراء؛ ْلنهم أعاج ُم عن العربية‪ ،‬فليسوا على استعدا ٍد فطري ٍ‬
‫الش ْع ار َح َّق قَد اْرها‪ ،‬كما أن المماليَ جنود‪ ،‬والجندية أقرب إلى‬ ‫لإلنصات إلى شعرائها وبذل العطايا لهم‪ ،‬أو قَد اْر ا‬
‫العمل منها إلى القول‪ ،‬فلم تجد الروح اْلدبية سبيلها ُم َعبَّدَة ً ُمذَلَّلَةً إلى نفوس أهلها‪.‬‬
‫انصراف الشعراء عن قول الشعر واشتغالهم بأعمال أخرى يرتزقون منها‪ ،‬فكان منهم ْال َج َّز ُ‬
‫ار‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫الجزار‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ي‪ ،‬يقول أبو الحسين‬ ‫ام ُّ‬‫اق َو ْال َك َّحا ُل َوالدَّهَّانُ َو ْال َح َّم ا‬ ‫َو ْال َو َّر ُ‬
‫َ‬ ‫ففففففففففففففاَوأ أ ْرفففففففففففففففض ْ‬
‫َاْلدأابأففففففففففففففا‬ ‫أ‬ ‫ارةأَ أمفففففففففاَعشْفففففففففـ َ *** َ ـففففففففففففففأَحأفا ً‬
‫ظ‬ ‫ففففففففف أَِلَأأشْفففففففففكرَا ْلجف أ‬
‫ففففففففز أ‬ ‫أ‬ ‫أك ْيف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫يَوبالشففففففففف ْعرَك ْنفففففففففأَأ أ ْرجفففففففففوَا ْلك أّل أبفففففففففا‬ ‫أ‬ ‫ففففففففن‬‫ف‬‫ـ‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫فففففففففففففـ‬‫ف‬‫ي‬ ‫ج‬ ‫ر‬
‫أ‬ ‫َت‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫فففففففففففففّل‬
‫ف‬ ‫ك‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫ت‬ ‫فففففففففففففار‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ص‬
‫أ‬ ‫فففففففففففففاَ‬
‫ف‬ ‫ه‬
‫أوَ أ‬
‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْي اش اه‪ ،‬فَقَالَ‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ظ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ؤْ‬‫ب‬ ‫عصره)‬ ‫في‬ ‫الشعراء‬ ‫(أمير‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫المصر‬ ‫باتة‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ابنُ‬ ‫وشكا‬
‫َ‬ ‫يَوففففففففيَبألأفففففففدي‬ ‫أفففففففارَفففففففففيَأأدأبففففففففيَإ ْنَلأففففففف ْمَيأنأففففففففلَْرتأبأففففففففا َ *** َ أوإن أمفففففففاَا ْلعأفففففففارَففففففففيَ أد ْهفففففففر أ‬ ‫أِلَع أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َو ْ‬
‫افتقأفففففففففففارَيأفففففففففففدَ‬ ‫فففففففففففر أوةَلأ ْفففففففففففف أ‬
‫ْ‬ ‫ع أجبأفففففففففا َ *** َ منفففففففففففيَلث أ‬ ‫ففففففففيَوذأاَحأظفففففففففيَفأيأفففففففففاَ أ‬
‫أ‬ ‫أهَفففففففففذأاَك أأّلمف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أسباب اللهو وفراغ البال التي تدفع‬ ‫عصر محنة واضطراب؛ ولذا قَلَّ ْ‬ ‫َ‬ ‫جملته‬ ‫في‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫أحيانًا بَلبل الشعر إلى التغريد‪.‬‬
‫‪ -4‬ظهور الزجل الذي زاحم الشعر الفصيح؛ لقربه إلى أفهام الناس‪.‬‬
‫َ‬

‫‪16‬‬
‫*َأسبابَنشاطَالشعرَعندَبعضَالشعراء‪َ :‬‬
‫ومع ما تَقَد ََّم لَ ْم َي ْخ ُل العصر من أسباب نشاط الشعر عند بعض الشعراء‪ ،‬فنبغوا وأجادوا‪ ،‬ومن هذه‬
‫اْلسباب ما يأتي‪:‬‬
‫ي للشعر َو َر ْغبَت ُ ُه ْم في نظمه؛ حبًّا فيه ِل طمعًا في المكافأة عليه‪ .‬وقد ظهرت روح النقد‬ ‫‪َ -1‬م ْيلُ ُه ُم ْال اف ْ‬
‫ط ار ُّ‬
‫ظهورا جليًّا‪ ،‬وأقبل الشعراء على تسجيل حوادث عصرهم بدافع فطري‪ ،‬كما‬ ‫ً‬ ‫اِلجتماعي في هذا العصر‬
‫ش َك ْوا حرمانهم وشظف عيشهم بدافع نفسي‪ ،‬فكان اش ْع ُرهُ ْم‬ ‫وصفوا أحوالهم الشخصية ومجالس مجونهم‪ ،‬أو َ‬
‫ب إلى الصدق‪ ،‬وأدنى إلى التعبير عن الحق‪.‬‬ ‫أ َ ْق َر َ‬
‫توافر ظروفٍ خاص ٍة لهم‪ ،‬ساعدتهم على الجادة‪ ،‬كالبيئة أو الوراثة‪ ،‬أو اِلنتقال واِلرتحال‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬التنافس بين شعراء مصر والشام‪ ،‬فلم يكن شاعر في أحد القطرين يَ ْن اظ ُم قصيدة طريفة‪ ،‬حتى يتناولها‬
‫شعراء القطر اآلخر بالنقد أو المعارضة‪.‬‬
‫‪ -4‬العَلقات الشخصية‪ :‬فقد انعقدت رابطة المودة بين كثير من أدباء العصر‪ ،‬فتهيأت لهم أغراض‬
‫فضَل عن المفاكهات‬ ‫ً‬ ‫متعددة‪ ،‬كالتهنئة والتعزية‪ ،‬والشوق والحنين‪ ،‬والمدح والعتاب‪ ،‬والشكر والشكوى‪،‬‬
‫والمَلغزات‪ .‬ومن ذلَ ما كان بين أبي الحسين الجزار والسراج الوراق‪ ،‬وبين ابن حجر العسقَلني والبدر‬
‫العيني‪ ،‬وبين صفي الدين الحلي وابن نُباتة المصري‪.‬‬
‫‪ -5‬الولوع بالبديع‪ :‬إذ كان َه ُّم كثير من الشعراء أن يقع خاطرهم على لفظ أو تركيَ ينبثق منه َم ْعنًى‬
‫َجدايد‪ ،‬مع المجانسة أو المقابلة أو التورية أو نحو ذلَ‪ ،‬فكان لذلَ أَث َ ُرهُ البالغ في إذكاء الروح الشعرية‬
‫والمنافسة اْلدبية َمعًا‪.‬‬
‫ت فرديَّةً‪ ،‬مثل ما كان من‬ ‫‪ -6‬تشجيع بعض السَلطين واْلمراء لبعض الشعراء‪ ،‬وقد كان يمثل ذلَ حاِل ٍ‬
‫عناية ورعاية الملَ المؤيد إسماعيل صاحَ حماة (المعروف بأبي الفداء) لصفي الدين الحلي وابن نُباتة‪ ،‬وما‬
‫كان من تقريَ الناصر حسن بن الناصر محمد بن قَلوون ِلبن نباتة وابن أبي حجلة المغربي‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫نشاطَ َ‬
‫(تعاونَ –َولخص) َ‬
‫تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَتلخيصَأهمَأسبابَنشاطَالشعرَعندَبعضَالشعراءَفيَالعصرَالمملوكي‪َ :‬‬
‫َ‬

‫• ‪.........................................................................‬‬
‫• ‪..........................................................................‬‬ ‫‪......‬‬

‫• ‪..........................................................................‬‬
‫‪.......................................................................... • ........‬‬

‫• ‪..........................................................................‬‬
‫‪.......................................................................... • .......‬‬

‫• ‪..........................................................................‬‬
‫‪.......................................................................... • .......‬‬

‫• ‪.................................................................‬‬
‫‪................................................................. • ........‬‬

‫ثأانيًا‪َ-‬أ أ أهمَأ أ ْ‬
‫غ أراضهَ‪َ :‬‬

‫ليس من السهل إحصا ُء اْلغراض التي تناولها الشعراء في عصر امتد ُزهَا َء ثَلثة قرون‪ ،‬وفي‬
‫مساحات شاسعة من اْلمصار والبلدان‪ ،‬فقد تناول هؤِلء اْلغراض نفسها التي عرفها الشعر القديم‪ ،‬وأضافوا‬
‫إليها كل ما َجدَّ في بيئاتهم واستلهمته قرائحهم من ت َ َج ا‬
‫ار اب اه ْم وخبراتهم‪ ،‬وسنسلط الضوء على أهم هذه‬
‫اْلغراض على نحو ما سيتجلى في السطور التالية‪:‬‬

‫‪َ-2‬ا ْل أمدْح‪َ :‬‬


‫راجت سوق المديح الذي يمجد البطولة والجهاد في سبيل الله‪ ،‬وتغنى الشعراء بانتصارات قادة‬
‫صفَاتا اه ُم ْال َح اميدَة َ َوأ َ ْع َمالَ ُه ُم ْالخ اَي َرة َ‪ ،‬من ذلَ قول الشهاب محمود في‬
‫المسلمين على الصليبيين والتتار‪َ ،‬و َخلَّد ُوا ا‬
‫كثيرا‪ ،‬وذلَ في جمادى‬
‫ً‬ ‫الظاهر ركن الدين بيبرس لما خاض الفرات وقتل من التتار مقتلة كبيرة وخل ًقا‬
‫اآلخرة سنة إحدى وسبعين وستمائة‪:‬‬

‫َال أ ْقفففففففففدأارَ َ‬
‫فففففففففرادكأ ْ‬
‫فففففففففوعَم أ‬
‫ط ْ‬ ‫ففففرَ أحيْففففثَشففففئْأأ َلأففففكأ َا ْلمهأففففيْمنَجأففففارَ َ *** َ أواحْ كففففففففف ْمَفأ أ‬
‫س ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪18‬‬
‫عفففففففففاديَثأفففففففففارَ َ‬ ‫أَال أ أ‬
‫لأفففففففف ْمَيأ ْبففففففففذأ َللففففففففدينَالففففففففذيَأ أ ْظه ْأرتأففففففففهَ َ *** َ يأفففففففففاَر ْكنأفففففففففهَع ْنفففففففففد ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َال أ ْن أهففففففففففففارَ َ‬
‫فففففففففففواكأ َتقلففففففففففففه ْ‬
‫أ‬ ‫حْفففففففففففراَسف‬
‫ً‬ ‫َرأ أ َ *** َ بأ‬ ‫َو أمف ْ‬
‫ففففففن أ‬ ‫ففففففرات أ‬ ‫ففففففواجَا ْلفف أ‬ ‫أح أملأتْفففففففكأ َأ أ ْمف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ط ْو أد أهفففففففا َ *** َ إذَْذأاكأ َإِلَ أجيْشفففففففففففففففففففففففكأ َا ْل أجفففففففففففففففففففففففرارَ َ‬ ‫أوتأقأطعأفففففففأْ َفأ أرقًف أ‬
‫ففففففاَولأففففففف ْمَيأفففففففكَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َو ْال أ ْطيأففففففففففففففارَ َ‬
‫سففففففففففففففاد أ‬ ‫َو ْاْل أ‬ ‫فففففففففففففرب أ‬
‫ْ‬ ‫فففففو أر َ *** َ أوالتف‬ ‫َوا ْلف أ‬
‫سففففففاعيكأ َا ْل أمعأاقففففففل أ‬ ‫شففففففك أأرتْ َ أم أ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قليَل منهم من كان يَ ْقد ُُر الشعر َح َّق قَد اْرها؛ ظهر‬ ‫أما سَلطين المماليَ وأمراؤهم‪ ،‬فبسبَ عجمتهم‪ ،‬وأن ً‬
‫فن المدح بدافع من العوامل الفردية والصَلت الشخصية‪ ،‬كما كان من ابن نُباتة تُجاه المؤيد صاحَ َح َماة َ‪،‬‬
‫ضا‪.‬‬‫َوتُجاه الناصر حسن ملَ مصر‪ ،‬وما كان من صفي الدين الحلي تُجاه المؤيد أي ً‬
‫عدَّد ُوا مناقبهم وصفاتا اه ْم‪،‬‬ ‫كذلَ حاز الوزراء والكتاب والعلماء واْلدباء إعجاب الشعراء‪ ،‬فامتدحوهم‪َ ،‬و َ‬
‫وإن كان هذا العجاب ِل يخلو أحيانًا من رجاء أو طمع في عطاء‪ ،‬فإنه يشتمل غالبًا على اْلحاسيس‬
‫ع َّز العطاء‪.‬‬‫والحَ الذي ِل ينقلَ كرهًا وهجا ًء إذا َ‬ ‫ا‬ ‫الصادقة‪،‬‬
‫وكانوا إذا مدحوا الملوك واْلمراء وصفوهم بالكرم والبذل‪ ،‬وبالشجاعة والفروسية‪ ،‬وبحسن التدبير‬
‫وكثيرا ما قَدَّ ُموا‬ ‫ً‬ ‫وصواب الرأي‪ ،‬وإذا مدحوا الوزراء والكتاب ذكروا اْلقَلم وثمار اْلفكار وصواب اآلراء‪.‬‬
‫المدح بالغزل أو وصف الخمر تروي ًحا للنفس‪ ،‬أو قَدَّ ُموا بالحكمة‪ ،‬أو خلطوه بالحماسة‪.‬‬
‫‪َ-0‬المديحَالنبوي‪َ :‬‬
‫أ َ ْولَى شعراء العصر المملوكي مقام النبوة عناية كبيرة في كتاباتهم الشعرية وغير الشعرية‪ ،‬فَغَنَّ ْوا‬
‫للرسول العربي وأشادوا بمعجزاته وعظم خلقه وسماحة دينه وسنته وسيرته‪ ،‬فلم يتركوا ناحية تتعلق به‬
‫وبفتوحات السَلم إِل تطرقوا إليها في شعرهم‪ ،‬وهم وإن لم يكونوا على درجة واحدة من الجودة الفنية‪ ،‬ولكن‬
‫الجميع كان يحرص على صدق القول وسَلمة التصوير‪.‬‬
‫ظا يرجع إلى جملة عوامل‪ ،‬منها أن هذا‬ ‫ولعل سر رواج المديح النبوي في هذا العصر روا ًجا ملحو ً‬
‫غي َْرةٍ دينية واسعة؛ بسبَ حروب الصليبيين والتتار وطمعهم في بَلد‬ ‫العصر كان عصر تعصَ إسَلمي َو َ‬
‫ص َر ظلم وإرهاق واستبداد من كثير من الحكام‪،‬‬ ‫ع ْ‬‫السَلم والقضاء على المسلمين‪ ،‬ومنها أن العصر كان َ‬
‫وأشرف ألوان التوسَلت ذكر النبي‬ ‫ُ‬ ‫فَلذ الشعَ ببث آِلمه وبالتوسَلت إلى الله سبحانه أن يكشف عنه الغمة‪،‬‬
‫الكريم والتشفع به إلى الله‪.‬‬
‫ويعد البوصيري (ت ‪696‬هـ) – رحمه الله – أشهر شعراء المديح النبوي في العصر المملوكي‪ ،‬بل‬
‫ي (ت‬ ‫في سائر العصور‪ ،‬ومن رجال المديح النبوي كذلَ الشاب الظريف (ت ‪688‬هـ) وصفي الدين ْال اح ال ُّ‬
‫ي (ت‬ ‫ي (ت ‪837‬هـ) وابن حجر العسقَلن ُّ‬ ‫ي (ت ‪768‬هـ) وابن اح َّجةَ ْال َح َم او ُّ‬ ‫‪751‬هـ) وابن نُباتة المصر ُّ‬
‫‪852‬هـ)‪.‬‬
‫تفصيَل في الوحدة الثانية – إن شاء الله –‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وسيأتي الحديث عن نموذج من هذا الغرض‬

‫‪َ-3‬ا ْلفأ ْخر‪َ :‬‬


‫قد ِل نجد حركة فخرية نشطة على غرار ما شاع في العصور السابقة وِل سيما في عصر بني أمية‪ ،‬وِل‬
‫ً‬
‫متخايَل كأبي الطيَ وأبي فراس ‪ ..‬لكننا لم نشعر بالتفاوت الكبير بين مفاخر الشعراء في‬ ‫فخورا‬
‫ً‬ ‫شاعرا‬
‫ً‬
‫العصر المملوكي ومفاخر القدامى‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫فَخ ََر الشعراء في ذلَ العصر بشعرهم وسحر بيانهم‪ ،‬ودفعتهم الحروب بين المماليَ وأعداء بَلدهم وما‬
‫اراتٍ‪ ،‬إلى وصف هذه الحروب وتسجيل ما دار فيها من الحوادث والوقائع‪ ،‬والفخر‬ ‫ص َ‬ ‫حازوا ام ان ا ْنتا َ‬
‫سا طريفًا على نسق‬ ‫بانتصارات المسلمين وهزائم اْلعداء‪ ،‬وخلط بعضهم الحماسة بالغزل‪ ،‬فكان غَزَ ًِل محم ً‬
‫غزل عنترة‪.‬‬
‫ومن الفخر الذاتي قول صفي الدين الحلي‪:‬‬
‫فففففففففوعأَقيأفففففففففادي َ‬
‫ط ْ‬ ‫طفففففففففارَ أ‬ ‫َال أ ْق أ‬ ‫ضَم ْلكفففففففي َ *** َ أوجأميففففففففف أع ْ‬ ‫َال أ ْر أ‬
‫سفففففففب ْ‬ ‫ففففففرتَأأحْ أ‬‫فأفففففففِذأاَسف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫فففففففففففّلدي َ‬ ‫َوا ْلففففففففففففب أّلدَبف‬ ‫أوإذأاَ أمففففففففففاَأأقأ ْمففففففففففأَفأالنففففففففففاسَأ أ ْهلففففففففففي َ *** َ أ أ ْينأ أمففففففففففففاَك ْنففففففففففففأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففففاَواجْ تهأفففففففففففادي َ‬
‫أ‬ ‫ار أه‬‫ط أ‬ ‫أمفففففففففففاَبأنأ ْيفففففففففففأَا ْلعأ ْليأفففففففففففا أءَإِلَبجفففففففففففدي َ *** َ أوركفففففففففففوبيَأ أ ْخ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففّلدي َ‬‫يَوج أ‬ ‫أففففففففنَ أم ْنصففففففففب أ‬ ‫ضفففففففففففففلي َ *** َ أوجففففففففدأاليَع ْ‬ ‫َوفأ ْ‬ ‫ط ْقفففففففففففففأ أ‬ ‫أوبلأ ْفظفففففففففففففيَإذأاَنأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أفففففففففففففوادي َ‬
‫أ‬ ‫ج‬‫يَو‬‫أ‬ ‫م‬ ‫ففففففففففففار‬ ‫ف‬‫ص‬‫أ‬ ‫يَو‬
‫أ‬ ‫ففففففففففففات‬‫ف‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫و‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ففففففففو‬
‫ْ‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫ففففففففيَو‬
‫أ‬ ‫ف‬‫س‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫يَب‬ ‫ففففففففر‬‫ف‬ ‫أ‬
‫خ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫ففففففففاَ‬‫ف‬‫م‬‫إن أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ا‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ع‬
‫ا َ َ ََ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ح‬ ‫ا‬‫م‬ ‫الر‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ا‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫ا‪:‬‬ ‫ه‬‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫التي‬ ‫ته‬ ‫قصيد‬ ‫في‬ ‫ا‬‫ض‬‫ً‬ ‫أي‬ ‫الحلي‬ ‫الدين‬ ‫صفي‬ ‫قول‬ ‫القبلي‬ ‫الفخر‬ ‫ومن‬
‫َمعَا الينَا)‪:‬‬
‫ْسَي ْؤذينأفففففا َ‬ ‫ففففالأذأ َ أمف ْ‬
‫ففففنَلأفففففي أ‬ ‫أففففففففرفًا َ *** َ أ أ ْنَنأ ْبتأفففففديَبف ْ‬ ‫ففففففففو ٌمَأأبأففففففففأْ َأ أ ْخ أّلقنأففففففففاَش أ‬ ‫إنففففففففاَلأقأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففرَ أم أواضففففففففينأا َ‬ ‫فففففففرَ أم أرابعنأففففففففا‪َ،‬ح ْمف ٌ‬ ‫ضف ٌ‬ ‫ٌَوقأائعنأفففففففففا َ *** َ خ ْ‬ ‫صفففففففففنأائعنأا‪َ،‬سفففففففففود أ‬ ‫بفففففففففيضٌ َ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َرأ أ ْينأففففففففاَا ْل أمنأايأففففففففاَفففففففففيَأ أ أمانينأففففففففا َ‬ ‫أَِلَيأ ْظ أهفففففرَا ْلعأجْ فففففزَمنفففففاَدونأ َنأ ْيفففففلَمنًفففففى َ *** َ أولأف ْ‬
‫فففففففو أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪َ-4‬الغزل‪َ :‬‬
‫لم تختلف طرائق شعراء العصر المملوكي عن سابقيهم من شعراء الغزل‪ ،‬فمنهم من زيَّن به صدر‬
‫صيدَة َ المدح كصفي الدين الحلي‪ ،‬ومنهم من غلَ شعر الغزل على باقي فنون شعره‬ ‫صةً قَ ا‬ ‫قصيدته‪ ،‬خَا َّ‬
‫كالشاب الظريف‪ ،‬ومنهم من خلط الغزل بوصف الخمر‪ ،‬كذلَ لم تختلف اتجاهات الشعراء عن سابقيهم؛‬
‫فمنهم من اتجه وجهة الغزل العفيف‪ ،‬ومنهم من اتجه إلى الغزل الحسي (الصريح)‪ ،‬وهناك من أغواه الغزل‬
‫بالغلمان فحذا حذو بعض شعراء العصر العباسي‪.‬‬
‫وقد دارت معظم معاني الغزل العفيف في فلَ الشوق والصبابة والحنين واللوعة واِلحتراق واِلستذكار‬
‫واِلستعبار والخوف من المصير المجهول واآلثار التي خلفها الحَ ‪ ...‬إلى غير ذلَ‪ ،‬ومن نماذج هذا اللون‬
‫قول ابن لقمان السعردي (ت ‪693‬هـ)‪:‬‬
‫فففففففو َا ْلمففففففففتأحأكمَ َ‬ ‫فففففرمَ َ *** َ أراضَب أمففففففففاَفأعأففففففففلأَا ْل أهف أ‬ ‫ْففففففَشفففففئْأأ َفأفففففِننيَبفففففكأ َم ْغ أ‬ ‫فففففنَ أكي أ‬ ‫ك ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شفففففاةَصأفففففبأابأتي َ *** َ بففففففففففكأ َفأففففففففففا ْلج أأوانحَبففففففففففا ْله أأو َتأففففففففففتأكألمَ َ‬ ‫أولأفففففئ ْنَ أكت أ ْمفففففأَعأفففففنَا ْلو أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففوَففففففيَا ْلففففففؤأادَم أخفففففيمَ َ‬ ‫ففففنَهف أ‬ ‫شفففففتأاَْ أمف ْ‬ ‫ع أجففففففبَأأننففففففي َ *** َ أ أ ْ‬ ‫َوأ أ ْ‬
‫فففففو أ‬ ‫فففففنَأ أ ْهف أ‬
‫شففففففتأاَْ أمف ْ‬ ‫أأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غففففففففففدأاَيأتأبأسفففففففففففمَ َ‬ ‫أففففففففففىَوجْ فففففففففففدًاَ أ‬
‫أ‬ ‫ّل َ *** َ أوإذأاَبأك‬ ‫عففففففنَا ْلمحففففففبَتأففففففدأل ًَ‬ ‫فففففنَيأصففففففدَ أ‬ ‫يأففففففاَ أمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪21‬‬
‫ضفففففففففرمَ َ‬ ‫فففففففففبَالفففففففففذيَأأحْ أر ْقتأفففففففففهَ َ *** َ فأ أحفففففففففذأارَمف ْ‬
‫ففففففففنَنأفففففففففارَبفففففففففهَتأت أ أ‬ ‫أ‬ ‫سففففففففف أك ْنتكأ َا ْلقأ ْل‬ ‫أأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫أما المعاني التي طرقها الغزل الحسي فَل تخرج عن مدار الجسد‪ :‬قامةً وبَش ََرة ً ولونًا ووج ًها بمخت ال ا‬
‫س من خَلله‪ .‬وهو نوعان‪ :‬حسي غير فاحش‪ ،‬وحسي‬ ‫تقاسيمه ومَلمحه‪َ ،‬و اف َع ًاِل تصدر عن الجسد أو ت ُ َم َ‬
‫ار ُ‬
‫فاحش‪.‬‬
‫ومن نماذج الغزل الحسي غير الفاحش قول صفي الدين الحلي‪:‬‬
‫ففففففوَْالنهفففففففودَذأ أوائ أبفففففففا َ *** َ فأ أج أع ْلفففففففففنأ َحأبففففففففففاتَا ْلقلفففففففففوبَ َذأ أوائ أبففففففففففا َ‬ ‫ففففففنَفأ ْ‬ ‫سفففففف أب ْلنأ َمف ْ‬ ‫أأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففودأَالليْفففففففلَم ْن أهفففففففاَشأفففففففائ أبا َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫نأ‬‫أر‬
‫ْ‬ ‫د‬ ‫ففففففا‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫غ‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫فففففع‬
‫ف‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫َأ‬ ‫فففففوه‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫ْح‬ ‫ب‬ ‫ففففف‬
‫ف‬ ‫َص‬ ‫ْ‬
‫فففففن‬ ‫ف‬‫َم‬ ‫نأ‬ ‫فففففو‬
‫أو أ ْ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫سففففففتبأ َالرشففففففدأَقففففففالأ‪َ:‬ك أأواكبأففففففا َ‬ ‫انأ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫عففففففففففاهنَالغبففففففففففيَك أأواعبًففففففففففا َ *** َ أولففففففوَا ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫بففففففففففيضٌ َ أد أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪َ-5‬الوصف‪َ :‬‬
‫كثيرا من ظواهر الطبيعة ‪ ،‬ومظاهر الحضارة‪ ،‬وأشياء حسية أخرى‪ ،‬من‬ ‫تناول الوصف في هذا العصر ً‬
‫ير اوجْ دَانَهُ‪.‬‬ ‫ف نظر الشاعر َوتُثا َ‬ ‫شأنها أ َ ْن ت َ ْست َْوقا َ‬
‫ي اْلرض ومناظر السماء وحدائق مصر وبساتين الشام وما تحتوي‬ ‫فأما ظواهر الطبيعة فوصفوا َم َرا ائ َ‬
‫عليه من جداو َل وأزهار وثمار وأطيار‪ ،‬ووصفوا النيل وفيضانه ووفاءه و ُخلجانه وزوارقه‪.‬‬
‫ض ًَل نهر النيل على أنهار الشام‪:‬‬ ‫َو ام ْن ذَلاََ قول برهان الدين القيراطي (ت ‪781‬هـ) ُمفَ ا‬
‫صففففففففففادرَ َ‬ ‫فففففففففاَوا ْل أم أ‬
‫أ‬ ‫فففففففففواردهَتأحْ لففففففففففوَلأنأف‬ ‫شفففففففطهَ َ *** َ أمف أ‬ ‫شفففففففطَ أ‬ ‫أخليلأفففففففيَبأحْ فففففففرَالنيفففففففل أَِلَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففوثأرهََبالنفففففففففففذْرَم ْن أهفففففففففففاَت أكفففففففففففاثرَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ك‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ْ‬
‫ففففففن‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ِل‬‫أ‬ ‫َو‬
‫أ‬ ‫م‬ ‫ففففف‬‫ف‬‫َالش‬ ‫فففففار‬
‫أ أ‬ ‫ف‬‫ه‬‫ن‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫َأ‬ ‫فففففكأ‬‫ف‬‫ن‬‫ْ‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َْ‬‫ع‬ ‫د‬
‫أ‬ ‫ففففف‬‫فأف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففىَال أ ْن أهففففففارَم ْن أهففففففاَالففففففد أوائرَ َ‬
‫ْ‬ ‫علأف‬
‫علأفففففأَْ َ *** َ تأففففففدورَ أ‬ ‫ظفففففاه أرةٌَ أ‬ ‫سفففففنَ أ‬ ‫لأفففففهَشفففففيأ ٌمَففففففيَا ْلح ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غففففففففففدأاَيأتأبأسفففففففففففمَ َ‬‫أففففففففففىَوجْ فففففففففففدًاَ أ‬
‫أ‬ ‫فففففففففّلحَكأأأن أهففففففففففا َ *** َ أوإذأاَبأك‬ ‫بجأانبففففففففففهَت ْمسففففففففففيَا ْلمف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وأما مظاهر الحضارة فقد كانت منها ال مدن والقصور والمدارس والمساجد وغيرها‪ ،‬وأما اْلشياء‬
‫الحسية فمنها اْلباريق والقناديل وغيرها‪.‬‬
‫ي (ت ‪711‬هـ) في وصف قنديل‪:‬‬ ‫ار ْال َحلَ اب ُّ‬ ‫يقول سراج الدين ْال َم َّح ُ‬
‫سفففففففتأائرهَ َ‬ ‫سفففففففبألأأْ َمنفففففففاَ أ‬ ‫ففففوتَبفففففهَ َ *** َ أوالل ْيفففففففلَقأفففففففدَْأ أ ْ‬ ‫سفففففنأ َبأ ْه أجفففففةَق ْنفففففديلَ أخلأف ْ‬ ‫يأفففففاَح ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ظفففففففففففاهرهَ َ‬ ‫اَو أ‬
‫ففففففففففور أ‬
‫ً‬ ‫ففففففففففراْأ َبأاطنففففففففففهَن‬ ‫أ‬ ‫ضفففففففففا أءَكأا ْلك ْأو أكفففففففففبَالفففففففففدريَمتقفففففففففدًا َ *** َ فأ‬ ‫َأ أ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففوَبأاصففففففرهَ َ‬ ‫َو ْه أ‬ ‫ف أ‬ ‫ففففففر ٌ‬
‫ط ْ‬ ‫سفففففففنًا َ *** َ كأأأن أمففففففاَالليْففففففلَ أ‬ ‫تأزيفففففففدهَظ ْل أمفففففففةَالل ْيفففففففلَا ْلبأهفففففففيمَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س َّماها (مصائد الشوارد) في سبعة وستين ومائة بيت‪ ،‬وقد كان خرج مع الملَ‬ ‫وِلبن نُباتة أرجوزة َ‬
‫اْلفضل صاحَ (حماة) في رياضة للصيد والقنص في واديها‪ ،‬فألهمته رحلته تلَ بهذه القصيدة‪ ،‬بدأ فيها‬
‫بوصف الرياض‪ ،‬وأزهارها وعُشبها ومياهها‪ ،‬ثم وصف البروز إلى الصيد والتضييق على الوحش‪ ،‬والغلمة‬
‫سا للفريسة‪ ،‬وهو بين هذا‬ ‫وما بأيديهم من اْلقواس‪ ،‬ومواقع اْلطيار‪ ،‬واْلفق وقت المغيَ‪ ،‬ويقظة الفتية تَلَ ُّم ً‬
‫وذاك يصف جياد الصيد وكَلبه وصقوره وما إلى ذلَ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪َ-6‬النقدَاِلجتماعي‪َ :‬‬
‫هذا الغرض من محاسن شعراء العصر‪ ،‬وهو دليل جرأتهم‪ ،‬على رغم ما كان يحيق بهم وبالشعَ‪.‬‬
‫ودليل على ما كانوا يعانون من آِلم‪ ،‬وبرهان على ثقوب بصرهم وسعة إدراكهم‪ .‬وكانت وجهة الناقدين‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬ولم يخشوا في سبيلها أن يتناولوا حاك ًما أو عال ًما أو قاضيًا أو فردًا أو طائفةً‪ .‬ومزجوا نقدهم‬
‫بشيئين‪ ،‬هما‪ :‬تسجيل الوقائع‪ ،‬والهجاء‪ .‬ويُ اعينُ هذا النقد على فهم حقيقة المجتمع المصري حينذاك‪.‬‬

‫اب الدواوين في با ْلبا َ‬


‫يس بالشرقية ويذكر عبثهم في أعمالهم‪:‬‬ ‫ومن نماذج هذا اللون قول البوصيري ينقد كُت َّ َ‬
‫ففففففففففففّلَأأمينأفففففففففففففا َ‬
‫ً‬ ‫فألأفففففففففففف ْمَأ أ أرَففففففففففففففيهم أ‬
‫َرجف‬ ‫فففففففففففففَا ْلم ْ‬
‫سفففففففففففففت أ ْخدأمينأا َ *** َ‬ ‫أ‬ ‫ط أوائف‬ ‫نأقأفففففففففففففدْتَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففففففففركأ َا ْليأقينأفففففففففففففففا َ‬
‫أ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫فففففففففففففففيَل‬‫ن‬ ‫ر‬‫أو ْ‬
‫ظ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ففففففففففاره ْمَمنفففففففففففيَشففففففففففففأاهًا َ *** َ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ب‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫أ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫ففففففففففذ‬ ‫ف‬‫خ‬ ‫فأ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففنَع ْمففففففريَسففففففنينأا َ‬ ‫َولأبثْففففففففففأَفففففففففففيه َْم َ *** َ‬
‫أمفففففف أعَالتجْ ريففففففبَم ْ‬ ‫ْ ْ أ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ت‬ ‫أففففففففففر‬‫ش‬ ‫أا‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫د‬‫ْ‬ ‫فففففففففف‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫فأ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫فففففففففّل‬ ‫فأف‬
‫فأكتفففففففففففابَالشففففففففففف أمالَهفففففففففففمَجأمي ًعفففففففففففا َ *** َ‬
‫صففففففففففح أبأْ َشفففففففففف أمالهمَا ْل أيمينأففففففففففا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ففففففففففرقواَالعيونففففففففففا َ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬
‫بهفففففففففف ْمَفكأففففففففففأنه ْمَ أ‬
‫أَو أمفففففففاَع أأرفنفففففففا َ *** َ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫ففففففرقواَالغفففففففّلل أ‬ ‫سف أ‬ ‫فأكففففففف ْمَ أ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َال أ ْنفففففففففففففدأرينأا َ‬
‫فففففففففففففور ْ‬
‫أ‬ ‫فففففففففو أِلَذأاكأ َ أمففففففففففاَلأبسففففففففففواَحأريف ً‬
‫أو أِلَشأفففففففففففففربواَخم‬
‫فففففففففرا َ *** َ‬ ‫أَولأف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪َ-7‬الرثاء‪َ :‬‬
‫حذا الشعراء فيه حذو أسَلفهم‪َ ،‬و َرثُوا من مات من الملوك والعلماء واْلدباء‪ ،‬وذكروا مناقبهم وتفجعوا‬
‫وكثيرا ما خاطبوا القبور‬
‫ً‬ ‫وأحر ما كان رثاؤهم إذا حركته عاطفة أو وشيجة صداقة ومودة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫لموتهم‪،‬‬
‫خيرا بسكانها‪.‬‬
‫ص ْوهَا ً‬
‫َ الرحمة واستو َ‬ ‫ص اي َ‬ ‫واستمطروا عليها الغيث َو َ‬
‫صا سماه‬ ‫ومن أبرز الشعراء الذين عُنُوا بهذا الفن صفي الدين الحلي؛ الذي أفرد له في ديوانه بابًا خا ًّ‬
‫ام ُع أ َ ْس َما َء‬
‫س اعيد ُ ْال َج ا‬ ‫"في مراثي اْلعيان وتعازي الخوان"‪ ،‬وابن نُباتة المصري‪ ،‬كما جمع كتاب‪َّ :‬‬
‫(الطا ال ُع ال َّ‬
‫ص اعيدا) ال ْألُدْفُ اوي ا (ت ‪748‬هـ) مرثيا ٍ‬
‫ت كثيرة ً لشعرا َء آخرين‪.‬‬ ‫نُ َجبَ ا‬
‫اء ال َّ‬
‫ً‬
‫تفصيَل في الوحدة الثانية – إن شاء الله –‪.‬‬ ‫وسيأتي الحديث عن نموذج من هذا الغرض‬

‫وهكذا تعددت وتنوعت أغراض الشعر في عصر المماليَ إلى حد بعيد‪ ،‬ولم تقتصر على ما سبق ذكره‪،‬‬
‫بل يضاف إليها التهاني والتعازي‪ ،‬واْللغاز واْلحاجي‪ ،‬والحنين والشوق‪ ،‬والعتاب والشكوى‪ ،‬والفكاهة‬
‫والمجون‪ ،‬ونظم العلوم والفنون‪ ،‬والزهد والتصوف‪ ،‬والنصائح والحكم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫نشاط َ‬
‫(فكرَ‪َ-‬ووازن) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪ ...‬أغراضَالشعرَفيَالعصرَالمم لوكيَهيَامتدادٌَلألغراضَالشعريةَفيَالعصورَالسابقة‪َ،‬‬
‫لكن َهناك َتطورات َحدثأ َفي َالموضوعات َالتقليدية‪َ ،‬كالمدح َوالهجاء َوالغزل َوالرثاء‪َ ،‬كما َجدتَ‬
‫موضوعات َفي َهذا َالعصر‪َ .‬وازن َ– َفي َحدود َمعلوماتك َ‪ َ -‬بين َأغراض َالشعر َفي َالعصرين َالتاليين‪َ:‬‬
‫(العصرَالعباسي‪َ،‬والعصرَالمملوكي)َداع ًماَذلكَبشواهدَمنَالشعر‪َ َ:‬‬
‫شواهدَمنَالشعر َ‬ ‫أغراضَالشعرَفيَ‬ ‫شواهدَمنَالشعر َ‬ ‫أغراضَالشعرَفيَ‬
‫العصرَالمملوكي َ‬ ‫العصرَالعباسي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪23‬‬
‫ثأالثًا‪َ-‬أ أ أهمَ أخصأائصهَ‪:‬‬

‫َو ْال أ أ‬
‫ساليب‪َ :‬‬ ‫َال أ ْلفأاظ أ‬
‫(‪َ)2‬م ْنَ أحيْث ْ‬

‫ص ار ْال َم ْملُو اكيا‪َ ،‬و ام ْن َها‪:‬‬


‫الش ْع ار َوأ َ َسا اليبا اه فاي ْالعَ ْ‬
‫اظ ا‬‫علَى أ َ ْلفَ ا‬ ‫ض َّ‬
‫الظ َوا اه ار َ‬ ‫غلَبَ ْ‬
‫ت بَ ْع ُ‬ ‫َ‬

‫واستخدام أيسر اْللفاظ واْلساليَ التي ِل تتأبى على فهم‬


‫َ‬ ‫‪َ-‬السهولأة‪ :‬وتعني البعدَ عن المستوى الجزل‪،‬‬
‫س ُه َل أسلوب بعض‬
‫أقرب إلى تمثيل أجيالهم‪ .‬ومع ذلَ َ‬
‫َ‬ ‫َ والمعق اد منها‪ ،‬فصار الشعرا ُء‬
‫وتجافي الغري ا‬
‫َ‬ ‫العامة‪،‬‬
‫الشعراء إلى حد الضعف‪َ ،‬و َج ُز َل أسلوب بعضهم إلى حد العودة إلى أساليَ الفحول‪.‬‬

‫‪َ -‬اصْط أناع َا ْل أبديع‪ :‬كان العصر عصر الزخرف والتمويه‪ ،‬فنضح ذلَ على أساليَ الشعر‪ ،‬وأصبحت‬
‫وتأثرا بظروفه ومَلبساته‪ .‬وأصبح َه ُّم كثير من‬ ‫ً‬ ‫اْللوان البديعية من أهم بدائعها؛ استجابةً لروح العصر‬
‫الشعراء إظهار تورية أو طباق أو مقابلة أو جناس أو براعة استهَلل أو تضمين أو اقتباس أو نحو ذلَ من‬
‫اْللوان‪ .‬وكانت عنايتهم بالبديع في مقدمة اْلسباب التي دفعتهم إلى الكثار من المقطوعات والموشحات‪ ،‬وإلى‬
‫كثيرا من أخبار هذه‬
‫ً‬ ‫المطارحات والمعارضات‪ ،‬بل إلى السرقات بعضهم من بعض‪ .‬وقد بسط ابن اح َّجةَ‬
‫ظهور فن (البديعيات)‪ ،‬بحيث يتضمن كُ ُّل بيت من‬ ‫َ‬ ‫السرقات في كتابه (خزانة اْلدب)‪ .‬كما كان نتيجةُ ذلَ‬
‫أبيات القصيدة البديعية لو ًنا من البديع على اْلقل‪َ ،‬و ام َّم ان ا ْشت َ َه َر اب َهذَا ْالفَ ان‪ :‬صفي الدين الحلي‪ ،‬وعز الدين‬
‫الموصلي‪ ،‬وتقي الدين بن اح َّجةَ الحموي‪ ،‬وعائشة الباعونية‪.‬‬

‫‪َ-‬الميلَإلىَالفكاهةَوالنكتة‪ :‬بَدَا هذا الميل واض ًحا في أساليَ الشعراء‪ ،‬واتخذوا أحيا ًنا التورية والتلميح‬
‫والجناس وسيلةً إلى ذلَ‪ .‬وبدت فكاهاتهم ونكتهم في جملة أغراض شعرية‪ ،‬منها‪ :‬الشكوى والنقد اِلجتماعي‬
‫ع َر ْفتَ أن الفكاهة والنكتة من أهم دعائم اْلسلوب الشعبي في مصر والشام‪ ،‬رأيتَ إلى أَي ا حد‬ ‫واْللغاز‪ ،‬وإذا َ‬
‫كان تجاوب شعراء العصر مع بني وطنهم‪ ،‬وإلى أَي ا َمد ًى كانوا متأثرين بهم حتى في دعائمهم اْلسلوبية‪.‬‬

‫‪َ -‬استعمالَالكلماتَا لعاميةَوالدخيلةَوالعباراتَوالمثالَالسوقية‪ :‬ولعل هذا يرجع إلى عدة أسباب‪،‬‬


‫منها‪ :‬أمية بعض شعراء العصر الذين وقعوا في هذا العيَ بدافع أميتهم‪ ،‬واندماج كثيرين في اْلوساط الشعبية‬
‫وتأثرهم بها‪ ،‬وجنوح بعضهم نحو التظرف باستعمال اللفظ الشائع‪.‬‬

‫‪َ -‬الضرورات َالشعرية َوالخروج َعن َاللغة‪ :‬والضرورات الشعرية وإن كانت ُم َبا َح ًة للشعراء‪ ،‬لكن‬
‫الكثار منها عيَ‪ ،‬وهو دليل على ضعف الشاعر‪ .‬وقد كثرت ضرورات الشعراء في العصر المملوكي اْل ُ اميَّ اة‬
‫بعضهم‪ ،‬أو شدة اتصالهم بأوساط العامة كما تقدم ذكره‪.‬‬

‫يَو ْال أ ْخيلأةَ‪َ :‬‬


‫َ(‪َ)0‬م ْنَ أحيْثَا ْل أمعأان أ‬
‫ص‪ ،‬ام ْن َها‪:‬‬ ‫الش ْع ار َوأ َ ْخيالَتا اه أ ُ ُمور َو َخ َ‬
‫صائا ُ‬ ‫علَى َمعَاناي ا‬ ‫غلَبَ ْ‬
‫ت َ‬ ‫َ‬

‫‪َ-‬ق ْربَالمعانيَووضوحهاَوسطحيتها‪َ،‬والبعد بها عن اِلتجاهات الفلسفية والتعمق إِل ما ندر‪.‬‬

‫المصور الواصف للبيئتين المصرية والشامية‪.‬‬


‫ا‬ ‫سعأةَالخيالَالشعري‬
‫‪ َ-‬أ‬

‫‪24‬‬
‫‪َ -‬ت أ ْرتيب َالمعاني َالجزئية َفي َالقصيدة َالواحدة َترتيباَطبعيًّا‪ ،‬وإن لم يخرج في جملته عن اْلوضاع‬
‫المأثورة‪.‬‬

‫‪َ-‬تأك أْرارَالمعانيَالقديمة‪ ،‬وندرة الخروج عنها‪ ،‬وِل سيما في بابي المدح والغزل‪ .‬وإن كان ذلَ ِل يمنع‬
‫من وجود معان وأخيلة مبتكرة‪ ،‬وبخاصة في مقطوعاتهم البديعية‪.‬‬

‫‪َ-‬ا ْل أميْلَإلىَالسرقاتَمنَالقديمَوالمعاصر‪َ .‬‬

‫‪َ-‬ا ْل أميْلَإلىَالتعميةَواإلبهامَأحيانًا‪ ،‬ويكثر ذلَ في اْللغاز واْلحاجي‪.‬‬

‫َال أ ْو أزان أ‬
‫َوا ْلقأ أوافي‪َ :‬‬ ‫(‪َ)3‬م ْنَ أحيْث ْ‬

‫عش ََر‪ ،‬ثم راج الموشح في هذا العصر؛ استطرافًا له‪،‬‬ ‫الستَّةَ َ‬
‫‪ -‬جرى الشعراء على النظم من البحور ا‬
‫َ‬
‫ي‪َ ،‬وأحْ َمد ُ‬ ‫ْ‬
‫اين الفَ َر ا‬
‫ض ُّ‬ ‫ي‪َ ،‬وبَد ُْر الد ا‬
‫ار ُّ‬ ‫ْ‬
‫الز َّجالاينَ في مصر‪َ :‬خلَف الغُبَ ا‬
‫وكذلَ ذاع الزجل وشاع‪ ،‬ومن أشهر َّ‬
‫ي (ت ‪725‬هـ)‪.‬‬ ‫ش اام‪ :‬أَحْ َمد ُ بْنُ عُثْ َمانَ ْاْل َ ْمش ا‬
‫َاط ُّ‬ ‫ي‪َ ،‬وفاي ال َّ‬
‫الد َّْر اوي اش ُّ‬
‫س َّم ْوهُ "اْلصمعياتا"؛ نسبةً إلى اْلصمعي راوية العرب في أشعارهم‪،‬‬ ‫ي َ‬‫‪ -‬نشأ في المغرب شعر عام ٌّ‬
‫س ُّمونَ هذا النوع من الشعر بالبدوي َو ْال َح ْو َرا اني ا والقيسي‪ ،‬وربما يُلَ احنُونَ فيه ألحانًا‬ ‫وأهل المشرق من العرب يُ َ‬
‫س ُّمونَ الغناء به باسم ْال َح ْو َرانايا؛ نا ْس َبةً اإ َلى َح ْو َرانَ‬
‫بسيطة ِل على طريقة الصناعة الموسيقية‪ ،‬ثم يُغَنُّونَ به‪َ ،‬ويُ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫من أطراف العراق والشام‪.‬‬

‫ان َو ْال َم َوا اليَّا‪.‬‬


‫ان َو َك ْ‬ ‫ان ْال ُم ْستَحْ دَث َ اة ْاْل ُ ْخ َرى‪ ،‬امثْلُ‪ْ :‬القُو َما َوالدُّو َب ْي ا‬
‫ت َو ْال َك ْ‬ ‫ش َع َرا ُء َكذَلاََ مانَ ْاْل َ ْوزَ ا‬ ‫‪ -‬نَ َ‬
‫ظ َم ال ُّ‬

‫ئ ْالقَي اْس َو َبان ْ‬


‫َت سُ َعاد ُ‬ ‫صائادَ ْال َم ْش ُه َ‬
‫ورة َ َك ُم َعلَّقَ اة ْ‬
‫ام ار ا‬ ‫صةً ْالقَ َ‬ ‫يس(‪ ،)2‬خَا َّ‬ ‫‪َ -‬ك َما أ َ ْكث َ ُروا امنَ الت َّ ْش اط ا‬
‫ير َوالت َّ ْخ ام ا‬
‫ئ ْالقَي اْس‪:‬‬ ‫ير ُمعَلَّقَ اة ْ‬
‫ام ار ا‬ ‫ش اط ا‬ ‫اين ْال اح الي ا فاي ت َ ْ‬
‫ص افي ا الد ا‬ ‫َ ب اْن ُز َهي ٍْر‪َ .‬و ام ْن ذَلاََ قَ ْو ُل َ‬‫ال َك ْع ا‬
‫َو أم ْنفففففزلَ َ‬ ‫ففففنَذ ْكف أ‬
‫ففففر َحأبيفففففب أ‬ ‫سفففىَفأقأفففالأَلفففي‪ َ *** َ :‬قفأفففففاَنأ ْبفففففكََمف ْ‬ ‫ط ْبلأَمو أ‬ ‫أرأ أ َفأ أرسفففيَإ ْ‬
‫سففف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ط ْعففففففف أمَالشفففففففعيرَ أكفففففففأأنني َ *** َ بسففففف ْقطَاللف أ‬
‫ففففو َبأففففف ْينأ َالفففففدخولَفأح ْأو أمفففففلَ َ‬ ‫بفففففففهَلأففففففف ْمَأأذْْ َ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ئ ْالقَي اْس‪.‬‬ ‫ر‬
‫ا ا‬ ‫ام‬
‫ْ‬ ‫ة‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ط‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ُو‬
‫ا َ َ‬ ‫ه‬ ‫ْن‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ي‬‫ْ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ز‬‫ُ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ع‬

‫‪25‬‬
‫نشاطَ َ‬
‫(تعاونَ –َولخص) َ‬
‫تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَتلخيصَأهمَخصائصَالشعرَفيَالعصرَالمملوكي‪َ :‬‬
‫َ‬
‫• ‪.........................................................................‬‬
‫• ‪..........................................................................‬‬ ‫‪......‬‬

‫• ‪..........................................................................‬‬
‫‪.......................................................................... • ........‬‬
‫• ‪..........................................................................‬‬
‫‪.......................................................................... • .......‬‬
‫• ‪..........................................................................‬‬
‫‪.......................................................................... • .......‬‬
‫• ‪.................................................................‬‬
‫• ‪.................................................................‬‬ ‫‪........‬‬

‫• ‪.................................................................‬‬
‫‪................................................................. • ........‬‬

‫• ‪.................................................................‬‬
‫‪................................................................. • ........‬‬

‫َ‬

‫‪26‬‬
‫الد ْرسَالثالثَ َ‬
‫النثْرَفيَالْعأصْرَا ْل أم ْملوكيَ َ‬
‫تناول أدباء العصر المملوكي ألوا ًنا كثيرة ً من النثر‪ ،‬منها‪ :‬الخطابة‪ ،‬والكتابة بأنواعها (الرسائل‪،‬‬
‫ت على‬ ‫والموازنات والمفاخرات‪ ،‬والقصص‪ ،‬والنقد‪ ،‬والمقامات)‪ ،‬حتى إنه يمكن القول‪ :‬إن اكفَّةَ النثر َر َج َح ْ‬
‫اكفَّ اة الشعر في هذا العصر‪ ،‬وربما كان ذلَ ْلول مرة في تاريخ اْلدب العربي‪ ،‬ولعل ذلَ يرجع إلى انصراف‬
‫اْلدباء إلى التأليف والعمل في ديوان النشاء‪ ،‬أو غيره من وظائف التدريس والقضاء‪ ،‬مما يوفر لهم حياة‬
‫كريمة‪.‬‬

‫وسنتناول بعض هذه اْللوان بشيء من التفصيل على النحو اآلتي‪:‬‬

‫أأو ًَِل‪َ-‬ا ْل أخ أ‬
‫طا أبةَ‬

‫‪:‬‬
‫ت دواعي الخطابة بصفة عامة في هذا العصر لجملة أسباب‪ ،‬أبرزها‪ :‬انطواء الشعَ العربي تحت‬ ‫قَلَّ ْ‬
‫حكم اْلعاجم وضياع حريته‪ ،‬وزوال الحزبية السياسية بين طوائفه‪.‬‬

‫ص ٍة في الدولة المملوكية اْلولى‬


‫ومع ذلَ ازدهرت بعض ألوان الخطابة العربية وانتشرت‪ ،‬وبخا َّ‬
‫(البحرية)‪ ،‬ومن ذلَ‪:‬‬

‫‪َ-2‬الخطبَالحربية‪ :‬كانت المعارك التي خاضها المسلمون في مواجهة التتار والصليبيين بمنزلة منابع‬
‫إلهام لقرائح الخطباء لتجود بالبيان الملهَ لعواطف الجيوش والقادة وتحفيزهم على التصدي لجموع‬
‫الصليبيين وإيقا ع الهزيمة بهم‪ .‬ومن ذلَ خطبة السلطان قطز في اْلمراء قبل الخروج إلى معركة (عين‬
‫ت ْال َما ال‪،‬‬ ‫َ فاي اه ْم‪" :‬يَا أ ُ َم َرا َء ْال ُم ْس ال امينَ ! لَكُ ْم زَ َمان ت َأْكُلُونَ أ َ ْم َوا َل بَ ْي ا‬‫ط َ‬ ‫جالوت)‪ ،‬لما طلبهم َوأَبَ ْوا كُلُّ ُه ْم َ‬
‫علَ ْي اه‪ ،‬فَ َخ َ‬
‫ص َح ْبناي‪َ ،‬و َم ْن لَ ْم يَ ْخت َْر ذَلاََ يَ ْر اج ْع إالَى بَ ْيتا اه؛ فَإ ا َّن اللهَ‬ ‫َار ْال اج َهادَ يَ ْ‬ ‫ارهُونَ ‪َ ،‬وأَنَا ُمت ََو اجه‪ ،‬فَ َم ان ْ‬
‫اخت َ‬ ‫َوأ َ ْنت ُ ْم ال ْلغَزَ اةا َك ا‬
‫ض‬ ‫اير َم َعهُ‪َ ،‬وا ْنفَ َّ‬ ‫علَى ْال َمس ا‬ ‫ب ْال ُمت َأ َ اخ ارينَ "(‪ ،)1‬فَ َوافَقُوا َج امي ًعا َ‬ ‫َطيئَةُ َح ار ايم ْال ُم ْس ال امينَ افي ارقَا ا‬ ‫علَ ْي اه‪َ ،‬وخ ا‬
‫ط الع َ‬ ‫ُم َّ‬
‫ْال َج ْم ُع‪.‬‬

‫وكذا خطبته في اْلمراء قبل المعركة مباشرة‪ ،‬وخطبة ابن تيميَّةَ في معركة (شقحَ) عام (‪712‬هـ)‪.‬‬

‫ت الخطابة السياسية في هذا العصر على نطاق ضيق‪ ،‬واقتصرت على‬


‫س ا‬
‫ور َ‬
‫‪َ -0‬الخطبَالسياسية‪ُ :‬م ا‬
‫خطَ المبايعات والوفود والوعظ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪َ-‬خطبَالمبايعات‪ :‬وهي الخطَ التي كانت ت ُ ْلقَى في حفَلت مبايعة الخلفاء أو السَلطين‪ ،‬وكانت كثيرة‬
‫الرواج والذيوع‪ ،‬كخطبة الخليفة أبي العباس أحمد الحاكم بأمر الله لما بايعه السلطان الظاهر بيبرس على‬
‫الخَلفة عام (‪661‬هـ)‪.‬‬

‫‪َ -‬خطب َالوفود‪ :‬وكانت تُلقى في اِلحتفال عند قدوم وفد من بلد آخر‪ ،‬ومن ذلَ ما ذكره ابْنُ ت َ ْغ اري‬
‫بَ ْرداي أن التتار في عام ‪ 698‬هـ أرسلوا إلى الناصر محمد بن قَلوون‪ ،‬كمال الدين بن بهاء الدين قاضي‬
‫الموصل وخطيبها‪ ،‬في وفد‪ ،‬فاحتفل الناصر بقدومهم َوزَ يَّنَ القصر لَي ًَْل وأوقد فيه الشموع‪ ،‬وقام القاضي كمال‬
‫(‪)1‬‬
‫ت في معنى الصلح واتفاق الكلمة‪.‬‬ ‫الدين وخطَ خطبة بليغة موجزة‪ ،‬وذكر آيا ٍ‬

‫‪َ-‬خطبَالوع ‪ :‬وهي خطَ وعظية ُم َو َّج َهة للحكام والعمال‪ ،‬كخطبة إسماعيل الواسطي خطيَ مكة لما‬
‫طانُ ‪ ،‬لَ اك ْن‬ ‫س ْل َ‬
‫عى يَ ْو َم ْال اقيَا َم اة باأَيُّ َها ال ُّ‬
‫طانُ ‪ ،‬إانَََّ لَ ْن تُدْ َ‬‫س ْل َ‬‫حضر الظاهر بيبرس الحأ‪ ،‬فقال في الخطبة‪" :‬أَيُّ َها ال ُّ‬
‫س َ‬
‫ط ُه ْم‬ ‫يرهُ ْم أَبًا‪َ ،‬وأ َ ْو َ‬ ‫عا َياكَ ‪ ،‬فَاجْ َع ْل َك اب َ‬ ‫ع ْن َر َ‬ ‫ع ْن نَ ْف اس اه اإ َِّل أ َ ْنتَ ‪ ،‬فَإانَََّ تُسْأ َ ُل َ‬
‫عى اباس اْمََ ‪َ ،‬وكُ ٌّل ام ْن ُه ْم َي ْو َم ائ ٍذ يُسْأ َ ُل َ‬
‫تُدْ َ‬
‫يرهُ ْم َولَدًا"(‪.)2‬‬ ‫أ َ ًخا‪َ ،‬و َ‬
‫ص اغ َ‬
‫‪َ -3‬الخطبَالدينية‪ :‬وهي خطَ ْال ُج َم اع واْلعياد‪ ،‬وقد ازدهر هذا اللون الخطابي في هذا العصر بسبَ‬
‫الحمية الدينية والغيرة السَلمية التي شهدها الشعَ من حكامه‪ ،‬وبسبَ ما تخلل العصر من حروب مع التَّت اَار‬
‫أ‪ ،‬وهما أعداء الدين والمسلمين‪ ،‬وبسبَ عناية السَلطين بإنشاء المساجد واختيار أفضل العلماء‬ ‫َو ْ ا‬
‫ال ْف َر ْن ا‬
‫وأشهرهم لوِلية الخطابة بها‪ .‬غير أن هذه الخطَ كانت في جملتها عامة الموضوع ِل تتناول أمور الدين‬
‫مفصَل‪ ،‬وقصاراها النصح والرشاد‪.‬‬‫ً‬ ‫تناوِل عميقًا‬ ‫ً‬

‫َ الختمات (التأبين)‬ ‫َ النكاح‪َ ،‬و ُخ َ‬


‫ط َ‬ ‫ت ُخ َ‬
‫ط َ‬ ‫‪َ-4‬الخطابةَاِلجتماعية‪ :‬وقد ازدهرت في هذا العصر َوش اَملَ ْ‬
‫َ المناسبات اِلجتماعية‪.‬‬ ‫بعد ختم القرآن على روح أحد اْلموات من اْلعيان‪َ ،‬و ُخ َ‬
‫ط َ‬
‫ي (ت‬ ‫ومن َأبرز َخطباء َهذا َالعصر‪ :‬العز بن عبد السَلم (ت ‪661‬هـ)‪ ،‬وابن ْال ُمنَيا ار السكندران ُّ‬
‫ق ْال اعي اد (ت‬
‫‪683‬هـ)‪ ،‬ومحيي الدين بن عبد الظاهر (ت ‪692‬هـ)‪ ،‬وابن بنت اْلعز (ت ‪695‬هـ)‪ ،‬وابن دَقاي ا‬
‫‪712‬هـ)‪ ،‬وتقي الدين بن تيميَّة (‪728‬هـ)‪ ،‬وبدر الدين بن جماعة (ت ‪733‬هـ)‪ ،‬والخطيَ القزويني (ت‬
‫‪739‬هـ)‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫شا ٌَ‬
‫طَ َ‬ ‫َنأ أَ‬
‫َودأو َْ‬
‫ن) َ‬ ‫(ا ْب أح ْث أ‬
‫عدَإلىَمراجعكَعلىَشبكةَاإلنترنأ‪َ،‬ثمَابحثَعنَخطبَالشيخَالعزَبنَعبدَالسّلمَفيَأثناءَ‬
‫َودأو ْن َإحد َالخطب َالتي َأعجبتك‪َ ،‬مبينًا َسبب َإعجابك َفيَ‬ ‫تحريض َالمسلمين َعلى َقتال َالتتار‪ ،‬أ‬
‫السطورَاْلتية‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫‪................................................................................... ............................................................... ..........‬‬
‫َ‬ ‫‪..................................................................................................................... .......................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................ ................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪...................................................................................................................................... ......................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................. ...............................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪....................................................................................................................................................... .....‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪.............................................................................................................. ..............................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪..................................................................... .......................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................... .............................‬‬
‫َ‬ ‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫َ‬

‫‪29‬‬
‫ثأانيًا‪َ-‬ا ْلكتأابأةَ‬
‫َ‬
‫‪:‬‬
‫سبأاب ْ‬
‫َازد أهار أها‪َ :‬‬ ‫أأ ْ‬

‫‪ -1‬ما اتسمت به الكتابة العربية في سابق أيامها من كفاية ومقدرة‪ ،‬وطول مزاولة ْلداء حاجات‬
‫الشعوب العربية في شتى شئونهم الحيوية‪ ،‬فكانت لسان الحضارة في الدولة العباسية وغيرها‪،‬‬
‫وكانت أداة العلم واْلدب فيها‪.‬‬
‫ف لغة الحكام (المماليَ) ‪ -‬وهي غير العربية ‪ -‬عن أن تنهض بهذه المسئولية الضخمة التي‬ ‫ض ْع ُ‬
‫‪َ -2‬‬
‫ً‬
‫فضَل عن الشعَ‪.‬‬ ‫تتطلبها منها الدولة‪،‬‬
‫‪ -3‬أن الكتابة العربية كانت وقتئذ الوسيلةَ َّ‬
‫الطبَ اعيَّةَ واْلداة الوحيدة التي بها يستطيع الحكام اْلعاجم أن‬
‫يتفاهموا مع شعوبهم العربية والسَلمية ومع من حولهم؛ ولهذا اتخذت اللغة الفصحى أداة للتعبير‬
‫في شتى شئون الدولة‪ ،‬فاتسع لها بذلَ مجال العمل والظهور‪.‬‬
‫أأ ْ‬
‫غ أراضهأا‪َ :‬‬

‫ال ْخ َوانايَّةُ‪َ ،‬و ْال َو ْ‬


‫ص افيَّةُ)‪ ،‬والموازنات‬ ‫ايوانايَّةُ‪َ ،‬و ْ ا‬
‫سائا ُل (الد َ‬ ‫شتَّى‪ ،‬ام ْن َها‪َّ :‬‬
‫الر َ‬ ‫ت ْال اكت َابَةُ اإلَى أ َ ْغ َر ٍ‬
‫اض َ‬ ‫تَن ََّو َ‬
‫ع ا‬
‫والمفاخرات‪ ،‬والقصص‪ ،‬والمقامات‪ .‬وسنوجز الحديث في هذه اْلغراض‪:‬‬

‫يوانية‪َ :‬‬
‫سائلَالد أ‬ ‫(‪َ)2‬الر أ‬
‫ي المماليَ سلطنة مصر ا ْست َ ْب َق ْوا ديوان النشاء‪ ،‬ووسعوا اختصاص رئيسه‪ ،‬حتى صار في بعض‬ ‫لَ َّما َو ال َ‬
‫وصاحَ الرأي اْلول في السلطنة بعد السلطان‪ ،‬وتقدم بذلَ‬
‫َ‬ ‫ص‬
‫السلطان الخا َّ‬
‫ا‬ ‫ومستشار‬
‫َ‬ ‫مدبر الدولة‬
‫َ‬ ‫اْليام هو‬
‫على مراتَ اْلمراء والوزراء‪ ،‬وسمي "كاتَ السر"‪.‬‬

‫(ال ُم َؤ الفُونَ َو ْال ُم َوقاعُونَ )‪َ ،‬وكُت َّ ُ‬


‫اب‬ ‫ت ْ‬ ‫كاتَ السر نوعان من موظفي الديوان‪ ،‬هما‪ :‬كُت َّ ُ‬
‫اب الدَّ ْس ا‬ ‫َ‬ ‫ويعاون‬
‫(الخ َّ‬
‫َطاطُونَ )‪.‬‬ ‫ج ْ‬ ‫الد ََّر ا‬
‫وقد بلغ عد د رؤساء الديوان عشرة في عهد المماليَ البحرية‪ ،‬في حين بلغ سبعة وعشرين على عهد‬
‫استقرارا في الدولة‬
‫ً‬ ‫المماليَ البرجية‪ ،‬مع تساوي مدتيهما في الحكم‪ ،‬مما يدل على أن الديوان كان أكثر‬
‫اْلولى‪ ،‬وأكثر اضطرابًا وقلقًا في الدولة الثانية‪.‬‬

‫سا ائ ُل الديوانية هي رسائل رسمية يكتبها منشئو الديوان ‪ -‬أي المؤلفون ‪ -‬في اْلمور العليا للدولة‪،‬‬‫والر َ‬
‫َّ‬
‫وهي متنوعة بحسَ أغراضها‪ ،‬فمن أشهرها‪( :‬الرسائل الملوكية)‪ :‬وهي التي تُكتَ على لسان السلطان إلى‬
‫أحد الملوك أو اْلمراء في أمر مهم؛ ردًّا على رسالة‪ ،‬أو ابتدا ًء بها‪( .‬العهود)‪ :‬والعهد رسالة من خليفة أو‬
‫سلطان إلى من اختاره لوِلية منصبه من بعده‪( .‬المبايعات)‪ :‬والمبايعة رسالة على لسان السلطان إلى الخليفة‬
‫يبايعه فيها بالخَلفة‪ ،‬أو على لسان الخليفة إلى السلطان يبايعه فيها بالسلطنة‪( .‬التقاليد)‪ :‬والتقليد "أمر تعيين"‬
‫يصدر إلى أحد موظفي الدولة الكبار يسند إليه الوظيفة‪ ،‬مثل رئيس ديوان النشاء أو قاضي قضاة الشافعية أو‬
‫الحنفية‪( .‬البشارات)‪ :‬والبشارة رسالة تُبَش ُار بمجيء السلطان من رحلة أو غزو‪ ،‬أو تُبَش ُار بانتصار الجيش أو‬
‫وفاء النيل أو نحو ذلَ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫سلُوكُ " للمقريزي‪ ،‬نماذ ُج كثيرة لرسائلَ‬
‫َاء" ِلبن اح َّجةَ الحموي‪ ،‬وكتاب "ال ُّ‬ ‫وفي كتاب "قَ ْه َوة ُ ْ ا‬
‫ال ْنش ا‬
‫ديواني ٍة مختلفةٍ‪.‬‬
‫َ‬

‫َاإل ْخ أوانية‪َ :‬‬


‫سائل ْ‬
‫(‪َ)0‬الر أ‬
‫وهي رسائ ُل يكتبها صديق إلى صديقه في مدح أو شكر أو تهنئة أو تعزية أو شوق أو عتاب أو شكوى‬
‫أو اعتذار أو مداعبة أو استدعاء أو مجون أو لغز أو نحو ذلَ مما يكون بين اْلصدقاء‪.‬‬

‫وكثيرا ما اتخذها بعض اْلدباء‬


‫ً‬ ‫كثيرا في هذا العصر َر َوا َج َها في العصر العباسي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫راجت هذه الرسائل‬
‫وسيلة للتسلية وتمرين القريحة دون أن يكون هناك دَاعٍ لذلَ‪ .‬وقد أ ُ الفَ ْ‬
‫ت كتَ كاملة تحمل الرسائل المتبادلة‬
‫سجْ ُع‬
‫اج اع" لصَلح الدين الصفدي‪ ،‬وكتاب " َ‬ ‫ائ َو ْال ُم َر ا‬
‫اج اع بَيْنَ ْالبَاد ا‬ ‫بين اْلدباء‪ ،‬امثْلُ‪ :‬كتاب "أ َ ْل َحانُ ال َّ‬
‫س َو ا‬
‫ق" ِلبن نُباتة‪.‬‬ ‫ْال ُم َ‬
‫ط َّو ا‬
‫َ‬

‫َوا ْل أمقأ أاِلتَا ْل أوصْفية‪َ :‬‬


‫سائل أ‬
‫(‪َ)3‬الر أ‬
‫منظرا أو حادثًا أو رحلةً أو حيوانًا أو أي شيء آخر‪ ،‬وتصفه وتُفَ ا‬
‫ص ُل نعوته المختلفة‬ ‫ً‬ ‫وهي التي تتناول‬
‫بروح أدبية ممتعة‪.‬‬

‫وقد امتألت كتَ اْلدب بهذا اللون الكتابي‪ ،‬وهو دليل على حسن امتزاج اْلدباء ببيئاتهم وعمق‬
‫كثيرا من هذه الرسائل‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫إحساسهم بمحتوياتها وحوادثها ودقة مَلحظاتهم عليها‪ .‬ومن الكتَ التي َح َو ْ‬
‫والمقاِلت‪" :‬ثمرات اْلوراق" ِلبن اح َّجةَ ْال َح َم اويا‪ ،‬وفيه وصف لبعض ا‬
‫الرحْ ََلتا‪َ ،‬و"نَساي ُم ال َّ‬
‫صبَا" ِلبن حبيَ‬
‫الحلبي (ت ‪779‬هـ)‪ ،‬وفيه وصف للطبيعة (السماء وزينتها‪ ،‬الشمس والقمر‪ ،‬السحاب والمطر‪ ،‬الليل‬
‫ووصف بعض المهن وغيرها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ووصف مجالس الشراب والغناء‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والنهار)‪،‬‬

‫َوا ْلمفأا أخ أرات‪َ :‬‬ ‫(‪َ)4‬ا ْلم أو أ‬


‫ازنأات أ‬
‫والموازنة أو المفاخر ة مقالة أو رسالة وصفية مزدوجة؛ ْلنها تصف شيئين في آن واحد‪ ،‬وتتكون من‬
‫مقاطع‪ ،‬في كل مقطع منها يتكلم أحد الشيئين عن نفسه فيصف محاسنه‪ ،‬ويتكلم عن زميله فيصف مساوئه‪،‬‬
‫فيرد عليه زميله في مقطع آخر‪ ... ،‬وهكذا‪ ،‬وتارة يدخل عنصر المغالطة‪ ،‬فيقلَ كل منهما محاسن زميله‬
‫مساوئ‪ ،‬ومساوئه هو محاسن‪ ،‬وهدف كل منهما الظفر بزميله‪.‬‬

‫ومن أبرع الموازنات في هذا العصر‪ :‬الموازنة بين السيف والقلم ِلبن نُباتة المصري‪ ،‬والموازنة بين‬
‫صبَا" موازنة بين فصول العام‪.‬‬
‫ضا للقلقشندي في كتابه "صبح اْلعشى"‪ ،‬وفي كتاب "نسيم ال َّ‬
‫السيف والقلم أي ً‬

‫(‪َ)5‬ا ْلقصأصَ‪َ :‬‬


‫وهي من أهم الفنون اْلدبية؛ ففيها المتعة‪ ،‬والنصيحة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬ودراسة أحوال الحياة وكشف‬
‫غوامضها‪.‬‬

‫وأغلَ الظن أن أدب القصة كانت له سوق في عصر المماليَ؛ لحاجة الشعَ إليه‪ ،‬فيتلهى به في أوقات‬
‫فراغه‪ ،‬ويجد فيه مترج ًما عن أحواله‪ ،‬أو متنفَّ ً‬
‫سا عن آِلمه‪ ،‬في ذلَ العصر الذي أرهقته فيه المظالم‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ص ار‪ :‬كتاب "طيف الخيال" ِلبن دانيال الموصلي (ت ‪711‬هـ)‪ ،‬وهو كتاب يحتوي‬ ‫ص َهذَا ْالعَ ْ‬ ‫َو ام ْن قا َ‬
‫ص ا‬
‫على ثَلث تمثيليات أو "بابات" على حد قوله‪ ،‬وكتاب "فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء" ِلبن عربشاه (ت‬
‫‪854‬هـ)‪ ،‬عالأ فيه قضايا النظام السياسي على ألسنة الحيوان والطير‪ ،‬وذلَ على شاكلة (كليلة ودمنة)‪.‬‬

‫(اقرأَووازن) َ‬
‫اقرأ َفي َشبكة َالمعلوماتَالدولية َحولَأنواعَالرسائل َفيَهذاَالعصر َووازن َبينها‪َ ،‬ثم َاكتب َفيَ‬
‫الجدولَاْلتيَنتيجةَالموازنة‪َ :‬‬
‫وجهَالموازنة َ‬ ‫أنواعَالرسائل َ‬
‫نماذجَلها َ‬ ‫أبرزَسماتها َ‬ ‫أغراضها‬ ‫تعريفها َ‬
‫‪َ ....................‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫‪َ ...................‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫‪َ ....................‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫‪َ ....................‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫‪َ ...................‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫‪َ ....................‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪32‬‬
‫شا ٌَ‬
‫طَ َ‬ ‫َنأ أَ‬
‫َودأو َْ‬
‫ن) َ‬ ‫(ا ْب أح ْث أ‬
‫عدَإلىَمراجعكَعلىَشبكةَاإلنترنأ‪َ،‬ثمَابحثَعنَكتابَ"فاكهةَالخلفاءَومفاكهةَالظرفاء"َ‬
‫ِلبنَعربشاه‪َ،‬ودأو ْنَإحد َالقصصَالتيَأعجبتك‪َ،‬مبينًاَسببَإعجابكَفيَالسطورَاْلتية‪َ :‬‬
‫أ‬
‫‪.......................................................................... ...........................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................... .................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬
‫‪.............................................................................................................................. .......‬‬
‫َ‬

‫(‪َ)6‬ا ْل أمقأا أمات‪َ :‬‬


‫اب والشعراء والعلماء‪ ،‬لكن القليل منهم من حافظ على‬‫كثرت المقامات في هذا العصر‪ ،‬وأقبل عليها ْالكُت َّ ُ‬
‫صورة المقامة المعروفة عند رائديها‪ ،‬والتي تقوم على أن يكون لها راوية وبطل‪ ،‬فَ َح َّل الكاتَ نفسه محل‬
‫البطل والراوي في بعض اْلحيان‪ ،‬وجاءت بعض المقامات على شكل المقالة واستهلت بالبسملة أو بالخطبة ثم‬
‫الموضوع‪ ،‬ولعل ذلَ يعود إلى طبيعة موضوعاتهم‪.‬‬

‫اب في هذا العصر بالمقامة أبواب الغزل والعشق ووصف الخمر ومجالس المنادمة‪ ،‬وأبواب‬ ‫ط َرقَ ْالكُت َّ ُ‬
‫َ‬
‫الفكاهة والمداعبة والمجون‪ ،‬وتسجيل الحوادث العامة وبيان خطرها‪ ،‬ووصف أخَلق الناس وعاداتهم‪،‬‬
‫والصراع بين اْلمراء والعلماء‪ ،‬وتصوير مناظر البيئة‪ ،‬وأبواب الشكوى والمدح‪ ،‬وأبواب النقد واللغة‪ ،‬إلى‬
‫غير ذلَ من ألوان‪.‬‬

‫والمقامة في هذا العصر أيسر عبارة‪ ،‬وأخف تكلفًا من المقامات في العصور السابقة‪ ،‬وكل ذلَ يدل على‬
‫الشخصية المستقلة المبتكرة التي كان يتمتع بها بعض الكتاب في هذا العصر‪.‬‬

‫ومن َكتاب َالمقامات‪ :‬الشاب الظريف (ت ‪688‬هـ)‪ ،‬وزين الدين بن الوردي (ت ‪749‬هـ)‪ ،‬وصفي‬
‫ي (ت ‪751‬هـ)‪ ،‬وصَلح الدين الصفدي (ت ‪764‬هـ)‪ ،‬وأحمد بن علي القلقشندي (ت ‪821‬هـ)‪،‬‬ ‫الدين ْال اح ال ُّ‬
‫وجَلل الدين السيوطي (ت ‪911‬هـ)‪.‬‬

‫أم ْعلو أمةٌَإثْ أرائي َة ٌ َ‬

‫‪33‬‬
‫َ‬

‫طٌَ َ‬
‫شا َ‬‫َنأ أَ‬
‫ن) َ‬ ‫ح َْ‬
‫ثَ أَو أدَوَ َْ‬ ‫(اَْب أَ‬
‫‪َ،‬و أَدوَ َْ‬
‫نَإحد َالمقاماتَالتيَ‬ ‫عدَإلىَمراجعكَعلىَشبكةَاإلنترنأ‪َ،‬ثمَابحثَعنَكتابَمقاماتَالسيوطي أَ‬
‫أعجبتك‪َ،‬مبينًاَالهدفَمنها‪َ،‬والشخصياتَالمتضمنةَفيها‪َ،‬فيَالسطورَاْلتية‪َ :‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................. ...........................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................... ...................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................. ...............................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................................................... .......................‬‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪34‬‬
‫أهمَسماتَالنثرَفيَالعصرَالمملوكي‪َ :‬‬

‫ي تبدأ الرسائل عادة ً بالبسملة ثم الحمدلة ثم الصَلة على الرسول ﷺ‪ ،‬ثم يتخلص‬ ‫من حيث البنا ُء الفن ُّ‬ ‫‪-1‬‬
‫الكاتَ من هذه المقدمات إلى موضوعه‪ ،‬ثم يختمها بكلمات موجزة تشبه التوقيعات‪ ،‬وتكون‬
‫منسجمة مع الموضوع‪.‬‬
‫شيوع الوصف‪ ،‬فقد تجلت النزعة الواصفة في مختلف إنتاج اْلدباء‪ ،‬ولو لم يكن الوصف هو‬ ‫‪-2‬‬
‫الموضوع الرئيس لهذا النتاج‪ ،‬وهذا دليل على توثَ الخيال عند اْلدباء‪.‬‬
‫الميل إلى الطالة‪ ،‬وهذه ظاهرة واضحة في اْلساليَ اْلدبية تعتمد على طول الوصف وكثرة‬ ‫‪-3‬‬
‫الترادف وتفصيل الجزئيات وتنويع اْلغراض غير الرئيسة في الرسالة‪.‬‬
‫الكثار من ألقاب التعظيم وعبارات التفخيم والدعاء‪ ،‬على العكس مما كانت عليه الحال أيام‬ ‫‪-4‬‬
‫الفاطميين واْليوبيين بمصر والشام‪ ،‬وما ذلَ إِل للتأثر بطبيعة العناصر اْلعجمية وإشباع النهم‬
‫التركي في هذا الباب‪.‬‬
‫مراعاة مصطلحات ديوان النشاء وبخاصة في رسائله‪ ،‬وترديد ألفاظ معينة‪ ،‬مثل‪( :‬يُقَبا ُل اْلرض –‬ ‫‪-5‬‬
‫المملوك يخدم – كتبها المملوك ‪ ،) ...‬ويكثر ذلَ في الخوانيات‪.‬‬
‫السراف في حشد فنون البديع من جناس وطباق ومقابلة وتورية وغير ذلَ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫الكثار من النصوص القرآنية والحديثية واْلمثال واْلشعار داخل الرسالة أو الخطبة‪ ،‬سواء على‬ ‫‪-7‬‬
‫سبيل اِلستشهاد أم على سبيل اِلقتباس والتضمين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫نشاط َ‬
‫(وازنَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫تناقشَمعَزمّلئكَفيَخصائصَالنثرَعندَكلَمنَأدباءَالندلس‪َ،‬وأدباءَالعصرَالمملوكي‪َ،‬ثمَوازنَ‬
‫بينهماَمستعينًاَبالجدولَالتالي‪َ :‬‬

‫عندَأدباءَالعصرَالمملوكي َ‬ ‫عندَأدباءَالندلسَ‬ ‫وجهَالموازنة َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫اللفاظَوالمعاني َ‬

‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫الساليب َ‬

‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫الخيال َ‬


‫َ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪36‬‬
‫الد ْرسَالرابعَ َ‬
‫ْالأدأب أ‬
‫َوبيئ أتهَفيَا ْلعأصْرَالْعثْ أمانيَ(‪2023َ–َ903‬هـ) َ‬
‫َ‬
‫َوحكْمَمص أْر‪َ َ:‬‬ ‫أأو ًَِل‪َ-‬ا ْلعثْ أمانيونأ أ‬
‫في الوقت الذي كانت فيه مصر في أواخر عصر المماليَ تعاني الظلم والرهاق وتموج بالفتن‪ ،‬كان‬
‫اْلتراك العثمانيون قد أسسوا ْلنفسهم مل ًكا وطيدًا في شبه جزيرة اْلناضول‪ ،‬وامتدت يدهم إلى جزء كبير من‬
‫مقرا لملكهم‪ ،‬وما زالت طموحاتهم تتكاثر حتى فتحوا بَلد‬
‫أوربا‪ ،‬وفتحوا القسطنطينية عام ‪857‬هـ‪ ،‬واتخذوها ًّ‬
‫الفرس‪ ،‬ثم بَدَا لهم أن يحكموا مصر‪ ،‬وكان ذلَ في عهد السلطان سليم اْلول‪ ،‬وتم لهم ذلَ في عام (‪923‬هـ‪/‬‬
‫ي عليه في معركة‬ ‫ض َ‬ ‫‪1517‬م)‪ .‬وكان المماليَ قد أ َ ْبدَ ْوا بسالة وشجاعة‪ ،‬وبخاصة السلطانُ الغور ُّ‬
‫ي الذي قُ ا‬
‫َ عام ‪922‬هـ‪ ،‬والسلطانُ طومان باي الذي شُناقَ على "باب زويلة" عام ‪923‬هـ‪،‬‬ ‫"مرج دابق" قُ ْر َ‬
‫ب َحلَ َ‬
‫ودخل السلطان سليم اْلول هذه البَلد‪ ،‬ولبث العثمانيون بمصر قُ َرابَةَ ثَلثة قرون حتى جاءت إليها الحملة‬
‫الفرنسية (‪1213‬هـ‪1798 /‬م)‪.‬‬

‫عهْدَا ْلعثْ أمانيينأ ‪َ َ:‬‬ ‫ثأان ًيا‪َ-‬حأالأةَمص أْرَفيَ أ‬


‫إظهار القوة وإخافةُ الناس وإخضاعهم لسلطانهم‪،‬‬‫ُ‬ ‫كان من أهم أهداف العثمانيين في البَلد التي دخلوها‬
‫تدبيرا نافعًا‪ ،‬وإحَلل اْلمن وإقامة العدل فيها؛‬
‫ً‬ ‫كثيرا بإصَلح مرافق البَلد الخاضعة‪ ،‬وتدبير شئونها‬ ‫ولم يُ ْعن َْوا ً‬
‫لذلَ كان ُحكمهم لمصر َو َب ًاِل عليها‪ ،‬وكان ُج ُّل همهم استنفادَ مال البَلد وخيراتها وحملها غنيمة باردة إلى‬
‫خزائنهم‪ .‬أضف إلى ذلَ ما كا ن يقوم به أعوانهم من مماليَ ووِلة ورؤساء جند من إنزال اْلذى والظلم‬
‫ت َم َو ااردُهَا‪ ،‬وتكاثرت فيها ضروب الفساد‪ ،‬وساد الجهل‪ ،‬وساءت‬ ‫ت ْالبا ََلد ُ ْالقَ ْهقَ َرى‪َ ،‬وا ْعتَلَّ ْ‬ ‫بالناس‪ ،‬فَ َر َجعَ ا‬
‫َ‪ ،‬وغاض َم اعينُ الرزق عن الطَلب والعلماء‪ ،‬فتضاءل‬ ‫ُور ْالكُت ُ ا‬
‫تد ُ‬ ‫ت ْال َمدَ اار ُ‬
‫س‪َ ،‬ونُ اه َب ْ‬ ‫الصحة العامة‪َ ،‬وأ ُ ْق افلَ ا‬
‫ض ُ‬
‫ط َّر كثير من الناس إلى‬ ‫عددهم‪ ،‬ولم يبق منهم إِل بَ اقيَّة بين الحياة والموت‪ ،‬تعيش بين جدران اْلزهر‪َ ،‬وا ْ‬
‫الهجرة إلى ديار أخرى‪.‬‬

‫ويمكن إجمال أبرز اْلحداث في اآلتي‪:‬‬

‫نَ َق َل السلطان سليم اْلول معه من القاهرة إلى القسطنطينية الخليفة المتوكل على الله العباسي‬ ‫‪-1‬‬
‫واستنزله عن الخَلفة‪ ،‬وبذلَ انتقلت إلى العثمانيين‪ ،‬وأصبحت القسطنطينية العاصمة الدينية‬
‫مركزا للعلوم السَلمية‪.‬‬‫ً‬ ‫للمسلمين‪ ،‬ومن ثم صارت‬
‫استولى العثمانيون على أموال البَلد وأوقافها وما كان موقوفًا منها على المساجد وعلمائها‬ ‫‪-2‬‬
‫وطَلبها‪.‬‬
‫ُور العلم بمصر عامرة ً بها‪ ،‬وأودعوها خزائن‬ ‫حملوا معهم آِلفًا من الكتَ التي كانت د ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫القسطنطينية‪ ،‬وفيها تاري ُخ مصر وأدبُها وجهود ُ أبنائها في نحو ثَلثة قرون‪.‬‬
‫صنَّاعها‪ ،‬وبذلَ حرموا مصر أه َّم دعائم العلم واْلدب‬ ‫كثيرا من علماء مصر و ُ‬ ‫نقلوا إلى عاصمتهم ً‬ ‫‪-4‬‬
‫والصناعة فيها‪.‬‬
‫ت محل‬ ‫جعلوا اللغة التركية تدريجيًّا اللغة الرسمية في الدواوين والمخاطبات السلطانية‪ ،‬فَ َحلَّ ْ‬ ‫‪-5‬‬
‫العربية‪ ،‬وأصبحت العربيةُ مقصورة ً على لغة التخاطَ وبعض المؤلفات العلمية واْلدبية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ثأالثًا‪َ-‬شأأْنَاللغأةَا ْلعأ أربيةَفيَا ْلعأصْرَا ْلعثْ أمانيَ‪َ َ:‬‬
‫كثيرا لغة العرب‪ ،‬فقد‬
‫ً‬ ‫كان حكم العثمانيين ضربة قاسية َو َّج َهتْ َها اْلقدار للعالم العربي‪ ،‬وتأثرت بها‬
‫أقصى اْلتراك اللغة العربية عن مكانها‪َ ،‬وأ َ َّخ ُروهَا عن منزلتها‪ ،‬وكان لقصاء اللغة العربية عن أعمال‬
‫الحكومة أَثَر في فتور العزائم‪ ،‬وضعف الهمم‪ ،‬وفي انعدام الحرص على تحصيل ملكتها‪ ،‬بل إن اللهجة‬
‫كبيرا‪ ،‬وكذا في ألسنة الشعوب العربية‪ ،‬وذاع كثير من اْللفاظ‬
‫ً‬ ‫تأثيرا‬
‫ً‬ ‫ت في ألسنة أهل مصر‬ ‫التركية أَث َّ َر ْ‬
‫التركية على اْلفواه‪ ،‬وخاصة ما كان يُعَبا ُر عن أمكنة‪ ،‬مثل‪( :‬أجزاخانة‪ ،‬سلخانة‪ ،‬كتبخانة)‪ ،‬أو عن حرف‬
‫وصناعات‪ ،‬مثل‪( :‬قهوجي‪ ،‬جزمجي‪ ،‬مكوجي) وغير ذلَ‪.‬‬

‫وفي هذا العصر أغلقت المدارس والمعاهد‪ ،‬وأصابت الحياة َ العلميةَ نكسة خطيرة؛ فقد انهارت الحالة‬
‫اِلقتصادية‪ ،‬واضطرب اْلمن‪ ،‬واستشرى الفساد‪ ،‬ونهَ بعض الوِلة اْلوقاف المحبوسة على العلم والعلماء‪،‬‬
‫فعجز الطَلب عن اِلنقطاع للتعلم‪ ،‬ولم يَ اج اد ْال ُمدَ ارسُونَ من التشجيع ما يحملهم على التفرغ والفادة‪ ،‬فتفرق‬
‫الطَلب‪ ،‬وانصرفوا عن أبواب العلم‪ ،‬وخمدت جذوة الحركة الثقافية‪ ،‬ولم يبق في مصر إِل منارة واحدة‬
‫تضيء عقول الناس وقلوبهم‪ ،‬وهي اْلزهر الشريف‪ ،‬ومع ذلَ فقد تناقص عدد طَلبه‪ ،‬وضعفت حلقاته‬
‫العلمية‪ ،‬ولكنه بقي مع ذلَ منارة ً هاديةً يحمل رسالته الروحية والثقافية‪ ،‬ويؤديها في قوة وعزم وتصميم‪.‬‬

‫كانت لغة التعليم هي العربية التي خالطها الدخيل‪ ،‬كما كانت لغة الكتَ المؤلفة ضعيفة سقيمة‪ ،‬يكثر فيها‬
‫الخطأ‪ ،‬وِل يستبين منها قصد المؤلف أو معناه‪.‬‬

‫وقد ذاع في هذا العصر التق ليد‪ ،‬وأقفل باب اِلجتهاد‪ ،‬وكثرت اْلساطير والخرافات والسحر‪ ،‬وكثر‬
‫التأليف في هذه الموضوعات‪ ،‬كما كثرت كتَ التمائم واْلحجبة‪ ،‬والكتَ الماجنة الخليعة‪.‬‬

‫صةً علما َء اْلزهر الشريف – يُتابعون السير في ميدان التأليف والنشاط‬


‫ومع ذلَ ظل العلماء – وخا َّ‬
‫العلمي‪ ،‬ولكن على َو ْه ٍن َو َ‬
‫ض ْعفٍ ‪ ،‬وكانت تآليفهم – على اْلكثر – تدور حول العلوم السَلمية والعربية أو‬
‫الكتابة في التاريخ‪.‬‬

‫وقد غلَ على مؤلفات هذا العصر ما يأتي‪:‬‬

‫قلة اِلبتكار والتجديد‪ ،‬واِلكتفاء بالشرح أو التلخيص للكتَ المشهورة‪ ،‬والمتون والشروح‬ ‫‪-1‬‬
‫المعروفة‪.‬‬
‫قلة التحري‪ ،‬وكثرة المبالغات‪ ،‬وكثرة اْلخطاء العروضية في كتابة الشعر‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ضعف أسلوب التأليف‪ ،‬وهبوطه إلى مستوى العامية‪ ،‬وأكثر ما يكون في مؤلفات التاريخ‪ ،‬مثل ما‬ ‫‪-3‬‬
‫كان من ْال َجبَ ْرتاي ا (ت ‪1237‬هـ‪1822 /‬م) في كتابه "عجائَ اآلثار في التراجم واْلخبار"‪.‬‬
‫س َّمى بعض‬
‫أكثر مؤلفات هذا العصر متون أو شروح أو حوا ٍش أو تقارير على الحواشي‪ ،‬وقد َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ي عصر المماليَ "عصر المجاميع‬ ‫الباحثين هذا العصر "عصر الشروح والحواشي"‪ ،‬كما سُ ام َ‬
‫والموسوعات"‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫َوا ْلمؤألفينأ ‪َ َ:‬‬‫شهأرَا ْلعلأ أماء أ‬ ‫أرابعًا‪َ-‬أ أ ْ‬
‫ي (ت‬ ‫نبغ في هذا العصر علماء ومؤلفون‪ ،‬كانت لهم شهرة علمية وأدبية واسعة‪ ،‬أبرزهم‪ْ :‬ال َمقَّ ار ُّ‬
‫َ)‪ ،‬وحاجي خليفة (ت ‪1167‬هـ) صاحَ‬ ‫الر اطي ا‬‫ص ان ْاْل َ ْندَلُ اس َّ‬ ‫َ ام ْن غُ ْ‬ ‫الطي ا‬ ‫‪1141‬هـ) صاحَ كتاب (نَ ْف ُح ا‬
‫"ري َْحانَةُ ْاْل َ البَّا َوزَ ْه َرة ُ‬ ‫ون)‪ ،‬والشهاب الخفاجي (ت ‪1169‬هـ) صاحَ َ‬ ‫َ َو ْالفُنُ ا‬ ‫امي ْالكُت ُ ا‬
‫س ا‬‫ون عَ ْن أ َ َ‬
‫الظنُ ا‬ ‫ف ُّ‬ ‫( َك ْش ُ‬
‫ْال َح َياةا الدُّ ْن َيا"‪ ،‬ويوسف البديعي الدمشقي (ت ‪1173‬هـ) صاحَ كتابي ( اه َبةُ ْاْلَي اَّام فاي َما َيت َ َعلَّ ُق ابأ َ ابي ت َ َّم ٍام)‪،‬‬
‫ب َولَُُّ لُبَا ا‬
‫ب‬ ‫"خزَ انَةُ ْاْلَدَ ا‬ ‫ع ْن َح ْيثايَّ اة ْال ُمتَنَباي)‪ ،‬وعبد القادر البغدادي (ت ‪1193‬هـ) صاحَ ا‬ ‫ص ْب ُح ْال ُم ْنباي َ‬ ‫(وال ُّ‬ ‫َ‬
‫عش ََر)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اي‬ ‫د‬ ‫ا‬‫ح‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ن‬
‫َْ ا ْ ا َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ان‬‫ي‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ا ا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ث‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫اْل‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫َل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫خ‬ ‫(‬ ‫صاحَ‬ ‫هـ)‬ ‫‪1111‬‬ ‫(ت‬ ‫الدمشقي‬ ‫والمحبي‬ ‫"‪،‬‬ ‫ب‬
‫ال َ ا َ َ ا‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ان‬ ‫س‬
‫ص ار)‪ ،‬والشيخ‬ ‫ان ْال َع ْ‬ ‫ص ار فاي َم َحا اس ان أ َ ْعيَ ا‬ ‫وعلي بن أحمد بن معصوم (ت ‪1119‬هـ) صاحَ كتاب (سُ ََلفَةُ ْال َع ْ‬
‫ان)‪ ،‬والسيد مرتضى الزبيدي (ت‬ ‫عبد الله الشبراوي شيخ اْلزهر (ت ‪1171‬هـ) صاحَ كتاب (عُ ْن َوانُ ْالبَ َي ا‬
‫صبَّان (ت ‪1216‬هـ)‬ ‫وس)‪ ،‬والشيخ محمد علي ال َّ‬ ‫وس ام ْن َج َوا اه ار ْالقَا ُم ا‬ ‫‪1215‬هـ) صاحَ معجم (ت َا ُج ْال َع ُر ا‬
‫ح ْاْل ُ ْش ُموناي ا اْل َ ْل افيَّ اة اب اْن َمالاٍَ )‪.‬‬‫علَى ش َْر ا‬ ‫َّان َ‬
‫صب ا‬ ‫(حا اشيَةُ ال َّ‬ ‫صاحَ َ‬

‫نشاطَ َ‬
‫(ابحثَو أدَوَ َْ‬
‫ن) َ‬ ‫أَ‬
‫َالأيام َفي أما َيأتأعألذ َبأأبي َتأمام" َ َليوسفَ‬
‫عد َإلى َمراجعك َعلى َشبكة َاإلنترنأ‪َ ،‬ثم َابحث َعن َكتاب َ"هبأة ْ‬
‫اَموجزاَتلخصَفيهَأهمَالقضاياَالتيَتناولهاَالكتاب‪َ.‬‬ ‫ً‬ ‫ثمَاكتبَتقرير‬
‫ً‬ ‫البديعيَالدمشقي‪َ،‬‬
‫َ‬
‫َ‬

‫سا‪َ-‬حأالَالش ْعر‪َ َ:‬‬ ‫أخام ً‬


‫الر ْغبَةُ فاي اه‪ ،‬ولم يجد الشعراء راعيًا لهم‪ ،‬يصلهم بعطائه‪ ،‬ويصلونه‬
‫ت َّ‬ ‫ت ْال اعنَايَةُ اب ا‬
‫الش ْع ار‪َ ،‬وقَلَّ ا‬ ‫ضعُفَ ا‬
‫‪َ -‬‬
‫بمدائحهم؛ لذلَ انتهى التكسَ بالشعر‪ ،‬وعاش الشعراء في فقر وشقاء ومحنة‪ ،‬واشتغل أكثرهم بالتأليف‪.‬‬

‫‪ -‬تقاصرت اه َم ُم الشعراء عن اْلغراض الحيوية‪ ،‬ووقفوا عند أغراض الغزل الصناعي والمجون‬
‫والعبث والمديح النبوي والتاريخ الشعري‪ ،‬هذا إلى قليل من الوصف والحنين والهجاء والرثاء واِلعتذار‪.‬‬

‫‪ -‬كثرت في هذا العصر الزخارف اللفظية والمحسنات البديعية المتكلفة‪ ،‬وعجز الشعراء عن اْلسلوب‬
‫جْزا بَ اينًا‪.‬‬
‫ع ً‬ ‫السهل وعن شعر الطبع والموهبة َ‬
‫‪ -‬كانت أكثر المعاني تقليدية ليس لشعراء هذا العصر فضل في تركيبها وِل في ابتكارها‪ ،‬وكثرت‬
‫أثرا من آثار‬
‫سرقات الشعراء بعضهم من بعض‪ ،‬وإن كانت ُوجدت لدى بعض الشعراء معان جديدة‪ ،‬كانت ً‬
‫اِلمتزاج بين الثقافات‪.‬‬

‫‪ -‬كانت اْلخيلة محدودة قريبة‪ِ ،‬ل تعتمد إِل على التشبيه والمجاز المتكلفين‪.‬‬

‫وهكذا ضعف الشعر في هذا العصر‪ ،‬وأصبح ركيَ اْلسلوب‪ ،‬سخيف المعاني‪ ،‬كثير اْلغَلط‪ ،‬ضعيف‬
‫اْلغراض‪ ،‬وكانَمنَأسبابَضعفهَماَيأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬كان الحكام ت ُ ْر ًكا متعصبين لنشر لغتهم‪ ،‬وجاهلين باللغة العربية‪ ،‬مما جعلهم يُبعدون الشعراء عن‬
‫مجالسهم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -2‬انتشار الجهل؛ لغَلق معاهد العلم وعدم العناية بالثقافة‪.‬‬
‫‪ -3‬كثرة الظلم واِلستبداد‪ ،‬فَشُ اغ َل الناس بأنفسهم عن اْلدب والشعر‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف المواهَ والملكات بتأثير النكبات التي أحاطت بالثقافة العربية‪.‬‬
‫‪ -5‬فقدان روح التشجيع للشعراء واْلدباء‪ ،‬واْلدب ِل يزدهر إِل إذا وجد من يعمل لنعاشه‪ ،‬ويشجع‬
‫على خدمته‪.‬‬
‫ومنَنماذجَالشعر‪ :‬قول الشهاب الخفاجي يتشوق إلى مصر‪:‬‬
‫فففففففففففر ْونأ َحأنينففففففففففففي َ‬
‫أ‬ ‫َوجْ فففففففففففدٌَقأفففففففففففدي ٌَم َ *** َ أوحأنينففففففففففففيَ أك أمففففففففففففاَتأف‬
‫ففففففففففر أ‬
‫صف أ‬ ‫َوجْ فففففففففففديَبم ْ‬
‫إن أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أففففففففنَفك أْرتفففففففففيَفأفأاضأففففففففأْ َعيفففففففففوني َ‬‫ففففففزلَْففففففففيَ أخ أيفففففففال أيَالنيفففففففلَحأتفففففففى َ *** َ أزادأَع ْ‬ ‫لأففففففف ْمَ أيف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وقول اْلمير َم ْن َجََ ا ْل َج ْر َكساي ا (ت ‪1181‬هـ) ُمتَغ اَز ًِل‪:‬‬
‫سفففففففففففففنَففففففففففففففيَ أخد ْيفففففففففففففهَ أجفففففففففففففارَ َ‬ ‫ءَا ْلح ْ‬ ‫شفففففففففففففففكوَالظ أمفففففففففففففففاَأأبأفففففففففففففففد أ‬
‫ًاَو أمفففففففففففففففا َ *** َ‬ ‫أأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففففففففففففففاري َ‬ ‫ْ‬
‫ففففففففففففففففنَيأ أ‬ ‫أأدْريَيأمينفففففففففففففففففيَمف‬ ‫َِل َ *** َ‬ ‫ْففففففففففففففففففففففرانأ أَ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ح‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ففففففففففففففففففففففه‬‫وَب‬ ‫فففففففففففففففففففففد‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫أأ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إِلَالت أخلفففففففففففففففففففففففففففففففففذأ َبالنفأففففففففففففففففففففففففففففففففففارَ َ‬ ‫ريفففففففففففففففففففففففف ٌمَأأبأففففففففففففففففففففففففأْ َأ أ ْخ أّلقففففففففففففففففففففففففهَ َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َاخت أيففففففففففففففففاري َ‬ ‫َوقأففففففففففففففف أع ْ‬
‫أ أ أ‬ ‫ر‬ ‫فففففففففففففففو‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫ون‬ ‫د‬ ‫َْ‬
‫فففففففففففففففففففففن َ *** َ‬ ‫علأ ْيففففففففففففففففففففففهَمف‬
‫َو أَ‬‫أ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ففففففففففففففففففففف‬
‫ف‬ ‫ش‬ ‫فأ أ‬
‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وقول الشيخ عبد الله الشبراوي ُمت ََو اس ًَل بالنبي ﷺ‪:‬‬
‫َاإل أخففففففففففاءَ َ‬ ‫َوا ْنقأ أ‬
‫طفففففففففف أع ْ‬ ‫أوجأففففففففففلَا ْل أخ ْطففففففففففب أ‬ ‫*** َ‬ ‫ضففففففففاءَ َ‬ ‫فففففففيَا ْلفأ أ‬
‫ضففففففففاْأ َبف أ‬ ‫أرسففففففففولأَاللففففففففهَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أرفيفففففففففففففف ٌعَ أمففففففففففففففاَلر ْف أعتففففففففففففففهَاَْنت أهففففففففففففففاءَ َ‬ ‫*** َ‬ ‫فففففففففاَرسففففففففففولأَاللفففففففففهَ أجففففففففففا ٌَه َ‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫فففففففففكأ‬‫أاه‬
‫ج‬ ‫أو‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوالز أمفففففففففففانَلأفففففففففففهَاعْتفففففففففففدأاءَ َ‬ ‫بجأاهفففففففففففكأ أ‬ ‫*** َ‬ ‫ير َ‬ ‫سفففففففففففففتأج ٌَ‬‫أرسفففففففففففففولأَاللفففففففففففففهَإنفففففففففففففيَم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫ففففففففففففففففزاءَ َ‬ ‫ففففففففففففففففوَأ أ ْمَ أجف‬
‫ٌ‬ ‫أو أمففففففففففففففففاَأأدْريَأ أ أ‬
‫ع ْفف‬ ‫*** َ‬ ‫ففففففففنَذنفففففففففوبي َ‬ ‫شفففففففففديدٌَمف ْ‬ ‫ففففففففيَو أجفففففففففلٌَ أ‬
‫أ‬ ‫أوبف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففففبَالشففففففففففففقأاءَ َ‬
‫أ‬ ‫ضففففففففففففاَ أ‬
‫غلأف‬ ‫فففففففففففنَبا ْلقأ أ‬
‫ْ‬ ‫أولأك‬ ‫*** َ‬ ‫أفففففففففنَعنأفففففففففادَ َ‬
‫أو أمفففففففففاَكأانأفففففففففأْ َذنفففففففففوبيَع ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوالسففففففففففف أخاءَ َ‬ ‫أوم ْنفففففففففففكأ َا ْلجفففففففففففودَي ْع أهفففففففففففد أ‬ ‫*** َ‬ ‫ظنفففففففففففيَفيفففففففففففكأ َيأفففففففففففاَ أ‬
‫طفففففففففففهأَجأميففففففففففف ٌَل َ‬ ‫أو أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫‪41‬‬
‫نشاطَ َ‬
‫(تعاونَ –َولخص) َ‬
‫تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَتلخيصَأهمَأسبابَضعفَالشعرَفيَالعصرَالعثماني‪َ :‬‬

‫أسباب ضعف الشعر في العصر العثماني‪:‬‬

‫َ‬
‫سا‪َ-‬حأالَالنثْر‪َ َ:‬‬
‫ساد ً‬
‫أ‬
‫‪ -‬في العصر العثماني أ ُ ْغ القَ ديوان النشاء‪ ،‬وسادت التركية والعامية‪ ،‬وذهَ مجد العربية وعظمتها‪،‬‬
‫َوأَث َّ َر كل ذلَ في الكتابة الفنية فأورثها ضع ًفا ووهنًا‪ ،‬وأصبحت مجرد ألفاظ ِل يكاد يُفهم منها معنى‪ ،‬وِل‬
‫وتأثرا بلغة الحاكمين‪.‬‬
‫ً‬ ‫تستبين منها فكرة‪ ،‬واستعمل الكتاب اْللفاظ التركية تظرفًا‬

‫مصورا مشاعر الكاتَ‬


‫ً‬ ‫ع َجزَ ْالكُتَّ ُ‬
‫اب أن يُنشئوا أدبًا نابعًا من أعماق النفس‪،‬‬ ‫سائادَ‪َ ،‬و َ‬
‫‪ -‬أصبح التقليد هو ال َّ‬
‫ب يُنشئون نماذج قيمة مختلفة من الرسائل؛ ليكتبها من يريد هذا‬ ‫َو اوجدانه وعواطفه‪ ،‬وأخذ بعض ْالكُتَّا ا‬
‫الموضوع أو ذاك‪ ،‬ومن ذلَ‪ :‬كتاب "بديع النشاء والصفات والمكاتبات والمراسَلت" المعروف بـ "إنشاء‬
‫مرعي" للشيخ مرعي بن يوسف ْال َك ْر امي ا (ت ‪1133‬هـ)‪ ،‬وكتاب "إنشاء العطار" للشيخ حسن العطار شيخ‬
‫اْلزهر (ت ‪1251‬هـ)‪ ،‬وهما يجمعان ألوانًا من الرسائل في الشوق والشكوى والتهنئة والتعزية والعتاب‬
‫ش َّك َل مصدر خطر على الكتابة الفنية البليغة‪.‬‬‫والوصف والمدح وغيرها‪ ،‬وقد تداولهما الناس‪ ،‬مما َ‬
‫ت ْال اعنَا َيةُ‬
‫‪ -‬بقيت الخطابة المنبرية في هذا العصر لضرورتها الدينية‪ ،‬وضاقت موضوعاتها‪َ ،‬وقَلَّ ا‬
‫بإعدادها‪ ،‬بل باستظهارها وحفظها‪ ،‬ومن ثم كانت تستعار من دواوينَ أ ُ اعد ْ‬
‫َّت لذلَ‪ ،‬وتتلى على المنبر‪.‬‬

‫‪ -‬أصبحت موضوعات الكتابة محدودة؛ فقد أغلق ديوان النشاء‪ ،‬وصارت المكاتبات الرسمية بالتركية‪،‬‬
‫واقتصرت الكتابة على الرسائل الخوانية‪ ،‬وعلى الرسائل اْلدبية‪ ،‬والمقامات‪ ،‬والتأليف في الموضوعات‬
‫التاريخية والعلمية‪.‬‬

‫‪ -‬تَعَث َّ َر أسلوب الكتابة في الركاكة‪ ،‬والحرص على المبالغة‪ ،‬وعلى البديع َو ْال ُحلَى اللفظية المتكلفة من‬
‫تورية وجناس واقتباس‪ ،‬وخلت الكتابة من المعاني اللطيفة والخيال البديع‪.‬‬

‫ويمكنَأنَنوجزَأسبابَضعفَالكتابةَفيماَيأتي‪َ :‬‬

‫‪ -1‬إغَلق ديوان النشاء‪.‬‬


‫‪ -2‬جعل التركية اللغة الرسمية‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -3‬عدم تشجيع الوِلة من اْلتراك للكتاب واْلدباء؛ لجهلهم باْلدب وبالعربية‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف الثقافة وركود القرائح واْلذهان‪.‬‬
‫‪ -5‬اهتمام الكتاب بالمحسنات البديعية اللفظية اهتما ًما بال ًغا‪.‬‬
‫ومن َنماذج َالكتابة‪ :‬ما كتبه أبو الوفاء بن عمر بن عبد الوهاب الحلبي (ت ‪1171‬هـ) إلى الشهاب‬
‫ت‬‫املاينَ اس ًّرا َو َج ْه ًرا‪َ ،‬وأ ُ ْف اع َم ْ‬
‫ار ْال َك ا‬
‫ت أَس َْر ُ‬
‫اح ْ‬ ‫اء اب ْش ًرا‪َ ،‬و ْ‬
‫ارت َ َ‬ ‫ت أ َ ْف ائدَة ُ ْالعُلَ َم ا‬‫طفَ َح ْ‬ ‫الخفاجي‪ ،‬يمدحه من رسالة‪" :‬لَقَدْ َ‬
‫اض التَّحْ اقي ا‬
‫ق‬ ‫ت اريَ ُ‬ ‫ض َّر ْ‬ ‫ُوم َم ان ْ‬
‫اخ َ‬ ‫ور‪ ،‬ابي ُْم ان قُد ا‬ ‫س ُر ا‬ ‫ضا ائ ُل ابأَجْ نا َح اة ال ُّ‬‫ت ْالفَ َ‬ ‫ار ا‬ ‫ط َ‬‫ُور‪َ ،‬و َ‬‫صد ا‬ ‫ُور ال ُّ‬
‫صد ُ‬ ‫س َّرةا ُ‬ ‫امنَ ْال َم َ‬
‫َ أ َ ْق ََل ام اه"(‪.)1‬‬ ‫س َحائا ا‬‫ق ام ْن َ‬ ‫ار التَّدْقاي ا‬ ‫ام اه‪َ ،‬وغ اَرقَ ْ‬
‫ت با َح ُ‬ ‫باأ َ ْقدَ ا‬

‫ق؛ فَ افي اه أ َ َّن‬ ‫"و َهذَا َك ََلم َِل يَحْ ت َا ُج إالَى ت َ ْع الي ٍ‬
‫َويُعَ ال ُق الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي على هذا الكَلم بقوله‪َ :‬‬
‫َف َو ْال ُم َبالَغَ اة‬‫سخ ا‬ ‫غ ْي ار ذَلاََ امنَ اللَّ ْغ او َوال َّ‬
‫ضا‪ ،‬اإلَى َ‬ ‫ير‪َ ،‬و افي اه أ َ َّن اللتَّحْ اقي ا‬
‫ق ار َيا ً‬ ‫ار ت َ ْغ َر ُق‪َ ،‬و افي اه أ َ َّن ْالفَ َ‬
‫ضا ائ َل ت اَط ُ‬ ‫ْال اب َح َ‬
‫غ اة"(‪.)2‬‬ ‫ف ْالبَ ََل َ‬‫الذ ْه ان َوت َ َكلُّ ا‬
‫َو َك اد ا‬

‫نشاطَ َ‬
‫(ابحثَ–َواستنتج) َ‬
‫عزيزيَالطالب‪...‬غلبَعلىَأسلوبَالكتابةَالعربيةَفيَالعصرَالعثمانيَالركاكة‪َ،‬والحرصَعلىَ‬
‫المبالغة‪َ،‬وعلىَالبديعَوا ْلحلأىَاللفظيةَالم تكلفةَمنَتوريةَوجناسَواقتباس‪َ،‬وخلأَالكتابةَمنَ‬
‫أ‬
‫المعانيَاللطيفةَوالخيالَالبديع؛ َ فيَضوءَذلكَابحثَفيَمراجعَالدبَاإللكترونيةَأوَالورقيةَ‬
‫فيَهذاَالعصر‪َ.‬ثمَحللَبعضَكتاباتَالدباءَفيَهذاَالعصر‪َ،‬مدلّلَعلىَالعبارةَالسابقةَبنماذجَ‬
‫منها‪َ َ.‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪42‬‬
‫َ‬
‫تدريباتَ‬
‫َ‬
‫‪:‬‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬
‫س‪َ:2‬أكملَماَيأتي‪َ :‬‬
‫‪ -‬أح أك أمَالمماليكَمصرَق أرابأةأ‪َ...............‬عام‪.‬‬
‫‪ -‬بعدَوفاةَ‪َ.............‬تزوجأَزوجتهَ"شجرَالدر"َأحدَكبارَالمماليك‪َ،‬وهوَالميرَ‪............‬‬
‫‪ -‬ابتدأتَدولةَالمماليكَالبرجيةَبـَ‪َ....................‬وانتهأَبـَ‪.....................‬‬
‫‪ -‬لماَماتَ‪َ......................‬قالَالظاهرَبيبرس‪"َ:‬ماَاستقرَملكيَإِلَاْلن"‪.‬‬
‫‪ -‬صاحبَ"لسانَالعرب"َهوَ‪َ،.............‬وصاحبَ"نهايةَالربَفيَفنونَالدب"َهوَ‪............‬‬
‫ً‬
‫يعدَغرضَالنقدَاِلجتماعيَدليّلَعلىَ‪....................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬نش أَفيَالمغربَشعرَعاميَسموهَ‪........................‬‬
‫‪ -‬منَأبرزَخطباءَالعصرَالمملوكيَ‪َ.................‬و‪َ...................‬و‪....................‬‬
‫َ‬

‫س‪ َ:0‬أمرََالحكمَالمملوكيَبعهدينَمختلفين‪َ،‬لكلَمنهماَظروفه‪َ،‬وضحَأثرَذلكَفيَالدبَشعرهَونثره‪.‬‬
‫‪.............................................................................................................. .......................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................................................ .............‬‬
‫‪........................................................................................................ .................‬‬

‫س‪َ:3‬تميزَالعهدَ المملوكيَبالنشاطَالثقافيَوالعلمي‪َ،‬اكتبَثّلثةَمنَالعواملَالمؤديةَلذلك‪َ .‬‬


‫‪.....................................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................ .....................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫س‪َ:4‬عددَعواملَضعفَالشعرَع ندَبعضَالشعراءَفيَالعصرَالمملوكي‪َ،‬وعواملَازدهارهَعندَآخرين‪َ .‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................... ...............................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫س‪َ:5‬عددَعواملَضعفَالشعرَوالنثرَفيَالعصرَالعثماني‪َ .‬‬

‫‪.................................................................................................................................... .‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪43‬‬
‫س‪َ:6‬حللَأبياتأ َصفيَالدينَالحليَالتاليةأَالتيَيفتخرَفيهاَبذاته‪َ،‬ثمَاستشهدَمنهاَببعضَخصائصَالشعرَ‬
‫المملوكيَبصفةَعامة‪َ،‬وخصائصَفنَالفخرَبصفةَخاصة‪َ :‬‬

‫فففففففففوعأَقيأفففففففففادي َ‬
‫ط ْ‬ ‫طفففففففففارَ أ‬ ‫َال أ ْق أ‬
‫ضَم ْلكفففففففي َ *** َ أوجأميففففففففف أع ْ‬ ‫َال أ ْر أ‬
‫سفففففففب ْ‬ ‫ففففففرتَأأحْ أ‬
‫فأفففففففِذأاَسف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫فففففففففففّلدي َ‬ ‫َوا ْلففففففففففففب أّلدَبف‬‫أوإذأاَ أمففففففففففاَأأقأ ْمففففففففففأَفأالنففففففففففاسَأ أ ْهلففففففففففي َ *** َ أ أ ْينأ أمففففففففففففاَك ْنففففففففففففأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففففاَواجْ تهأفففففففففففادي َ‬
‫أ‬ ‫ار أه‬‫ط أ‬‫أمفففففففففففاَبأنأ ْيفففففففففففأَا ْلعأ ْليأفففففففففففا أءَإِلَبجفففففففففففدي َ *** َ أوركفففففففففففوبيَأ أ ْخ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يَوج أ‬
‫ففففففففّلدي َ‬ ‫أففففففففنَ أم ْنصففففففففب أ‬‫ضفففففففففففففلي َ *** َ أوجففففففففدأاليَع ْ‬ ‫َوفأ ْ‬ ‫أوبلأ ْفظفففففففففففففيَإذأاَنأ أ‬
‫ط ْقفففففففففففففأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أفففففففففففففوادي َ‬
‫أ‬ ‫يَوج‬
‫صفففففففففففففارم أ‬ ‫يَو أ‬ ‫ففففففففومي َ *** َ أوقأنأفففففففففففففات أ‬ ‫إن أمفففففففففاَ أم ْف أخفففففففففريَبنأ ْفسفففففففففيَ أوقأف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪.............................................................. .......................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................... ...........................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫س‪َ:7‬لخصَأهمَالخصائصَالدبيةَلكلَمنَالشعرَوالنثرَفيَالعصرينَالمملوكيَوالعثماني‪َ .‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................... ...........................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪...................................................................................................... ...............................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫س‪َ:8‬حددَالغراضَالشعريةَالتيَشاعأَوراجأَفيَالعصرَالمملوكي‪َ،‬معَذكرَالسباب‪َ .‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪...................................................................................... ...............................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................. ...................................‬‬

‫‪44‬‬
‫س‪َ:9‬أذكرَأشهرَأعّلمَالشعرَوالنثرَفيَالعصرينَالمملوكيَوالعثماني‪َ .‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................... ..........................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................... ..............................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................... ..................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪............................................................................................................... ......................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................................... ..........‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫َ‬

‫‪45‬‬
‫الموضوعَالثانيَ(البّلغة) َ‬
‫مدخلَإلىَعلمَالمعانيَ(الجزءَالثاني) َ‬
‫أهدافَدراسةَالموضوع‪:‬‬
‫بعدَدراستيَلهذاَالموضوعَسوفَأكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫َأشرحَالمقصودَبمفهومَاإلنشاءَبّلغيًّا‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أصنفَاإلنشاءَوفذَالغرضَمنه‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫أعددَأساليبَاإلنشاءَالطلبيَ(أمر‪َ-‬نهيَ‪َ-‬تمنََ‪َ-‬استفهام‪.)............َ-‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أحددَالمقصودَبمفهومَاِلستفهامَبّلغيًّا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أذكرَبعضَالمعانيَالمجازيةَلّلستفهام‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أحددَالمقصودَبمفهومَالمرََبّلغيًّا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أذكرَبعضَالمعانيَالمجازيةَلألمر‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أحددَالمقصودَبمفهومَالنهيَبّلغيًّا‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أذكرَبعضَالمعانيَالمجازيةَللنهي‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أحددَالمقصودَبمفهومَأسلوبَالتمنيَبّلغيًّا‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫ًَ‬
‫ذكرَبعضَالدواتَالمستخدمةَفيَالتمنيَمجازاَ(هل‪َ-‬لو)‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪-22‬‬
‫أحددَالمقصودَبمفهومَأسلوبَالقصرَبّلغيًّا‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫أحددَأركانَأسلوبَالقصر‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫أعددَالساليبَالتيَيمكنَتحقيذَالقصرَمنَخّللها‪.‬‬ ‫‪-24‬‬
‫أصنفَالقصرَباعتبارَالطرفين‪.‬‬ ‫‪-25‬‬
‫أشرحَالفائدةَالبّلغيةَلسلوبَالقصر‪.‬‬ ‫‪-26‬‬
‫أحددَالمقصودَبمفهومَالفصلَوالوصلَبّلغيًّا‪.‬‬ ‫‪-27‬‬
‫أحددَدواعيَالفصلَبينَالجمل‪.‬‬ ‫‪-28‬‬
‫أعددَمواضعَالوصلَبينَالجمل‪.‬‬ ‫‪-29‬‬
‫أحددَالمقصودَبمفهومَاإليجازَبّلغيًّا‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫أبينَأنواعَاإليجاز‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫أحددَمفهومَاإلطناب‪.‬‬ ‫‪-00‬‬
‫أبينَأنواعَاإلطناب‪.‬‬ ‫‪-03‬‬
‫أتعرفَمفهومَالمساواة‪.‬‬ ‫‪-04‬‬
‫أفرَْبينَأساليبَاإلنشاءَالطلبيَفيَأمثلةَفصيحةَمقدمةَلي‪.‬‬ ‫‪-05‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَالمرَمنَأمثلةَفصيحة‪.‬‬ ‫‪-06‬‬

‫‪46‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَالنهيَمنَأمثلةَفصيحة‪.‬‬ ‫‪-07‬‬
‫أستنتجَالغراضَالبّلغيةَلدواتَالتمنيَالمجازيةَ(هل‪َ-‬لو)‪.‬‬ ‫‪-08‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَاِلستفهامَمنَأمثلةَفصيحة‪.‬‬ ‫‪-09‬‬
‫أستخدمَأساليبَالقصرَفيَأمثلةَمنَإنشائي‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫ّلَبينهاَفصلَمنَأمثلةَفصيحة‪َ،‬موض ًحاَالداعيَوالسرَالبّلغي‪.‬‬ ‫أستخرجَج أم ًَ‬ ‫‪-32‬‬
‫ّلَبينهاَوصلَمنَأمثلةَفصيحة‪َ،‬موض ًحاَالداعيَوالسرَالبّلغي‪.‬‬ ‫أستخرجَج أم ًَ‬ ‫‪-30‬‬
‫أستخرجَاإليجازَمبينًاَنوعهَمنَأمثلةَتقأدمَلي‪َ،‬موض ًحاَسرهاَالبّلغي‪.‬‬ ‫‪-33‬‬
‫أستخرجَصورَاإلطنابَمنَأمثلةَتَقأدمََلي‪َ،‬موض ًحاَسرهاَالبّلغي‪.‬‬ ‫‪-34‬‬
‫أميزَبينَالمساواةَوغيرهاَفيَأمثلةَتقأدمََلي‪.‬‬ ‫‪-35‬‬

‫َ‬
‫َ‬

‫‪47‬‬
‫مدخلَإلىَعلمَالمعانيَ(الجزءَالثاني) َ‬
‫َ عزيزيَالطالبَ‪َ...‬‬
‫َ‬

‫‪ -‬أطيعوا الله ما استطعتم‪.‬‬ ‫‪ -‬أرسل الله الرسل هداية للناس‪.‬‬

‫لو نظرنا للمثالين السابقين نجد الجملة اْلولى تحمل معنى يحتمل الصدق والكذب في ذاته‪ ،‬وهو ما‬
‫خبرا‪ ،‬أما الجملة الثانية فهي تدل على الطلَ وِل تحمل معنى يحتمل الصدق والكذب في ذاته‪.‬‬
‫يسمى ً‬
‫وعليه؛ فالكَلم إ َّما خبر أو إنشاء‪ ،‬والكَلم الخبري ِل بدَّ فيه من إسناد‪ ،‬وهو ما يُعرف بـ "السناد‬
‫والجار والمجرور‪،‬‬
‫ا‬ ‫الخبري"‪ ،‬و"السناد" يقتضي مسندًا‪ ،‬ومسندًا إليه‪ ،‬والمسند قد يكون له متعلقات‪ ،‬كالحا ال‬
‫والظرف‪ ،‬والمفعول فيه‪ ،‬والمفعول معه‪ ،‬وبه‪ ،‬وْلجله‪ ،‬وهذه اْلبواب قد عرضناها في العام الماضي في‬
‫الجزء اْلول من علم المعاني‪ ،‬وبقية اْلبواب سيتم تناولها في هذا العام إن شاء الله تعالى‪.‬‬

‫وقبل المضي قُد ًما في الحديث عن موضوعات الجزء الثاني من علم المعاني‪ ،‬نحَ أن نتذكر الفرق‬
‫بين مفهوم الخبر والنشاء‪.‬‬
‫الفرَْبينَالسلوبَالخبريَوالسلوبَاإلنشائي‬

‫َأ أوَ ًَِل‪َ:‬تعريفَالخبر‪َ ََ:‬‬


‫أن المتكلم عندما يخبرنا بأمر ما نستطيع َّ‬
‫أن‬ ‫الخبر‪ :‬هو "قول يحتمل الصدق والكذب لذاته"‪ ،‬بمعنى َّ‬
‫نحكم على كَلمه بالصدق أو الكذب‪ ،‬فنحكم بالصدق على كَلمه‪ ،‬إذا طابق كَلمه الواقع‪ ،‬ونحكم بالكذب على‬
‫كَلمه‪ ،‬إذا لم يطابق الواقع؛ فقولنا‪( :‬نجح محمد) خبر؛ ْلنَّه يحتمل الصدق والكذب‪ ،‬فإذا ظهرت النتيجة ود اُونَ‬
‫اسم محمد في ِلئحة الناجحين‪ ،‬فالخبر صادق‪ ،‬وإذا ظهرت النتيجة وخلت قائمة الناجحين من اسمه‪ ،‬فالخبر‬
‫كاذ ب‪ ،‬وعلى ذلَ فالحكم على الخبر بالصدق أو الكذب مشروط بمطابقة الواقع أو عدم المطابقة‪َ .‬‬

‫هذا هو الخبر؛ فما المقصود بالنشاء؟‬

‫ثانيًا‪َ:‬تعريفَاإلنشاء‪َ :‬‬
‫النشاء لغة‪ :‬اليجاد والبداع‪ ،‬واصطَل ًحا‪ :‬قول ِل يحتمل صدقًا وِل كذبًا ‪ ...‬أتدري لماذا؟ ْلنه لزيس لزه‬
‫نسززبة خارجيززة فززي الواقززع‪ ،‬وذلززَ كاِلسززتفهام‪ ،‬واْلمززر‪ ،‬والنهززي‪ ،‬والتمنززي‪ ،‬والنززداء‪ ،‬والتعجززَ‪ ،‬والمززدح والززذم‪،‬‬
‫والقسم‪ ،‬والترجي ‪ ...‬إلخ‪َ .‬‬
‫لعلَ تَلحظ – عزيزي الطالَ ‪ -‬أن ما ذُكر من اْلساليَ النشائية ِل يمكن لنا أن نصفها بالصدق أو‬
‫مثَل ‪ -‬أن تقول لزميلَ عندما يسألَ‪ :‬هل حضر المعلم؟ أن تقول له‪ :‬صدقتَ ‪ ،‬أو تقول له‪:‬‬ ‫الكذب‪ ،‬فَل يعقل ‪ً -‬‬
‫كذبتَ ‪ ،‬فتحكم عليه بالصدق أو الكذب؛ وذلَ لعدم وجود نسبة في الواقع الخارجي ا تطابقه أو ِل تطابقه‪ ،‬ومثال‬
‫ضا‪ :‬قولَ متمنيًا‪ :‬ليت الشباب يعود يو ًما‪ ،‬فَل يمكن لنا أن نحكم على كَلمَ بالصدق أو الكذب‪ ،‬وبذلَ‬ ‫ذلَ أي ً‬
‫أن النشاء هو‪ :‬قول ِل يحتمل صدقًا أو كذبًا‪.‬‬ ‫يتأكد لَ َّ‬

‫‪48‬‬
‫نشاط َ‬
‫(تعاون‪َ-‬وأجب) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَاستخراجَالساليبَالخبريةَواإلنشائيةَمنَاْلياتَالتاليفة‪َ،‬‬
‫ثمَاكتبَأمثلةَمنَعندكَعلىَغرارهاََ‪َ .‬‬
‫المثال َ‬ ‫الساليبَالخبرية َ الساليبَاإلنشائية َ‬ ‫اآليات َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قالَتعالىَعلىَلسانَسيدناَلقمانَِلبنه‪َ:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲙ ﲚﲛ ﲜﲝﲞﲟ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﲩﲪ ﲫﲬﲭ ﲮﲯ ﲰﲱ ﲲ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﲳ ﲴ ﲵﲶ ﲷﲸﲹ َ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﲺ ﲻﲼﲽﲾﲿ ﳀﳁ ﳂ ﳃ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬‫ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊﳋﳌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﳍ ﳎﳏﳐ ﳑﳒﳓﳔﳕ ﳖﳗ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬

‫َ‬‫ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜﳝﳞ ﳟﳠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﳡ ﳢ ﳣ ﳤﱠ[لقمان‪َ–َ26َ:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ََ ‪]29‬‬

‫‪49‬‬
‫أقسامَاإلنشاء‪:‬‬

‫َ‬
‫ينقسم أسلوب النشاء إلى قسمين‪:‬‬

‫الول‪َ:‬إنشاءَطلبي‪:‬‬
‫وهو ما يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطلَ‪ ،‬ويشمل أسلوب اِلستفهام واْلمر والنهي والنداء‬
‫والتمني؛ بمعنى أنَ عندما تستفهم عن شيء تطلَ الفهم‪ ،‬وعندما تأمر بشيء تطلَ الفعل‪ ،‬وعندما تنهى عن‬
‫شيء تطلَ الكف عن الفعل‪ ،‬وعندما تنادي على أحد تطلَ الحضور منه‪ ،‬وعندما تتمنى تطلَ حصول شيء‬
‫محبَ إلى النفس‪.‬‬

‫الثاني‪َ:‬إنشاءَغيرَطلبي‪:‬‬
‫وهو ما ِل يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطلَ‪ ،‬ويدخل فيه أسلوب التعجَ‪ ،‬والمدح‪ ،‬والذم‪،‬‬
‫والقسم‪ ،‬والترجي‪ ،‬غير َّ‬
‫أن عناية البَلغيين باْلساليَ النشائية الطلبية تفوق عنايتهم باْلساليَ النشائية غير‬
‫الطلبية‪ ،‬ولذا سنقتصر في دراستنا على اْلساليَ النشائية الطلبية‪.‬‬

‫ومن هنا نخلص إلى أن‪:‬‬

‫الكالم العربي‬
‫نوعان‬

‫الثاني‪ :‬اإلنشاء‬ ‫األول‪ :‬الخبر‬

‫هو ما ال يحتمل الصدق أو الكذب‬ ‫هو ما يحتمل الصدق والكذب لذاته‬

‫غير طلبي‪ ،‬وهو‪ :‬ما ال يستدعي‬ ‫طلبي‪ ،‬وهو‪ :‬ما يطلب به شيء غير‬
‫مطلوبًا غير حاصل وقت الطلب‪.‬‬ ‫حاصل وقت الطلب‪.‬‬

‫أنواعه‪ :‬األمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬واالستفهام‪،‬‬


‫أنواعه‪ :‬صيغ المدح والذم‪ ،‬والتعجب‪.‬‬
‫والنداء‪ ،‬والتمني‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫السايبَاإلنشائيةَالطلبية‪َ:‬‬

‫ً‬
‫أوِل‪ :‬اِلستفهام‪:‬‬

‫اِلستفهام أسلوب من اْلساليَ النشائية‪ ،‬وله أدواته‪ ،‬التي من بينها الهمزة‪َ ،‬و َم ْن‪ ،‬وما‪،‬‬
‫وهل‪ ،‬ومتى‪ ،‬وأين‪ ،‬وأيان‪ ،‬وكم‪ ،‬وكيف‪ ،‬وأي‪.‬‬

‫قرر البَلغيون‪ :‬هو طلَ حصول الفهم‪ ،‬وهذا المطلوب قد يكون مفردًا وقد‬
‫اِلستفهام كما َّ‬
‫تصورا‪ ،‬وطلَ إدراك النسبة يسمى‬
‫ً‬ ‫يكون نسبة‪ ،‬والفرق بينهما أن طلَ إدراك المفرد يسمى‬
‫تصديقًا‪.‬‬

‫التصور‪ :‬هو طلَ تعيين أحد أجزاء الجملة‪ ،‬كالمسند والمسند إليه والمفعول به أو فيه أو‬
‫ْلجله أو الحال ‪ ...‬نحو قولنا في طلَ تصور المسند‪ :‬أكرمتَ زيدًا أم أهنته؟‪ ،‬وقولنا في طلَ‬
‫ي؟‪ ،‬وقولنا في طلَ تصور المفعول‪ :‬أمحمدًا أكرمتَ أم‬ ‫تصور المسند إليه‪ :‬أمحمد ناجح أم عل ٌّ‬
‫عليًّا؟‪ ،‬وهكذا يلي الهمزة َ المسئو ُل عنه‪ ،‬وتكون الجابة بتعيين المسئول عنه‪.‬‬

‫وفي هذه الحال يسمى المذكور بعد "أم" اب ْال ُم َعا اد ال‪َ ،‬وت ُ َ‬
‫س َّمى "أم" هذه متصلة‪.‬‬

‫التصديذ‪ :‬وهو طلَ إدراك النسبة الخارجية‪ ،‬وهي إثبات نسبة المسند إلى المسند إليه‪،‬‬
‫إيجابًا أو سلبًا‪ ،‬نحو قولنا‪ :‬أجاء محمد؟ فالسؤال هنا ليس عن ذات المجيء أو ذات "محمد" وإنما‬
‫عن نسبة المجيء إلى محمد‪ ،‬وهل هي محققة في الخارج باليجاب فتكون الجابة "نعم" أو‬
‫بالسلَ فتكون الجابة "ِل"‪.‬‬

‫ونستنتأ من ذلَ أن "الهمزة" قد يليها "الفعل" ويراد بها التصور‪ ،‬وقد يليها الفعل ويراد‬
‫النقيض كانت الهمزة‬
‫َ‬ ‫بها التصديق‪َ ،‬و ْال ُمعَ َّو ُل على ذلَ هو ما بعد "أم"؛ فإن كان المعادل هو‬
‫غير النقيض كانت لطلَ التصور‪.‬‬‫لطلَ التصديق‪ ،‬وإن كانت َ‬

‫َ(تدريب) َ‬
‫عزيزيَالطالب‪َ...‬مثلَلماَيأتي‪َ :‬‬
‫‪ -2‬أسلوبَاستفهامَيفيدَالتصور‪)..............................................(َََ.‬‬
‫‪ -0‬أسلوبَاستفهامَيفيدَالتصديذ‪َ )..............................................(ََ.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اْلمر‬
‫اْلمر‪ :‬هو طلَ الفعل على جهة اِلستعَلء‪ ،‬وله صور أرب ُع‪:‬‬

‫‪ ‬فعل اْلمر الصريح‪ ،‬نحو‪ :‬اكتَ الدرس‪ ،‬واشرب اللبن‪ ،‬واذهَ للمعهد‪.‬‬

‫المضارع المجزوم بَلم اْلمر‪ ،‬نحو‪ :‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱥﱦ ﱧﱨﱩﱠ (‪.)1‬‬

‫اسم فعل اْلمر‪ ،‬نحو‪ :‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱞﱟﱠ ﱠ (‪)2‬؛ أي‪ :‬الزموا أنفسكم‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫(و اب ْال َوا الدَ ْي انﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲍﲎﲏﱠ (‪)1‬؛‬
‫المصدر النائَ عن فعل اْلمر‪ ،‬نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫أي أحسنوا‪.‬‬
‫(تدريَ) َ‬
‫عزيزيَالطالب‪َ...‬ضعَعّلمةَ(‪َ)‬تحأَصيغةَالمرَالمناسبةَلكلَمثالَمنَالمثلةَالتالية‪َ :‬‬
‫المصدرَ‬ ‫اسمَفعلَ‬ ‫المضارعَ‬ ‫فعلَالمرَ‬ ‫اْلمثلة َ‬
‫النائبَعنَ‬ ‫المر َ‬ ‫المجزومَ‬ ‫الصريح َ‬
‫فعلَالمر َ‬ ‫بّلمَالمر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ََﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲟﲠ ﲡ ﲢﲣﲤ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪)0‬‬
‫َ‬‫ﲥﱠ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠ ( ‪َ )3‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ﱡﭐ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﱻ ﱼﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄﲅ ﲆﲇ ﲈ ﲉ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬‫ﲊ ﲋ ﲌﲍ ﲎ ﲏ ﲐﲑ ﲒ ﲓ ﲔ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﱠ (‪َ )4‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قالَصلىَاللهَعليهَوسلم‪َ :‬عنَع أم أر َبنَأأبيَسلأ أمةَرضيَاللهَ َ‬


‫عنهما َ َقأالأ‪َ :‬قأا أل َلي َرسول َالله َﷺ‪ َ :‬أ‬
‫سم َالله‪َ ،‬وك ْل َبيأمينكأ ‪َ،‬‬
‫وكلَْمماَيأليكأ " َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قالَالشاعر‪َ َ:‬‬
‫فِنَصبركَقاتلـهَْ َ‬
‫أ‬ ‫دَ‬‫َ‬ ‫**‬ ‫َ‬ ‫الحسو‬ ‫َ‬ ‫كيد‬ ‫َعلىَ‬ ‫اصب ْر‬

‫ثالث ًا‪ :‬النهي‬

‫النهي‪ :‬هو طلَ الكف عن الفعل‪ ،‬وله صيغة واحدة‪ ،‬وهي‪ِ :‬ل تفعل‪ ،‬واْلمثلة كثيرة؛ ومنها‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐﳆﳇ ﳈﳉ ﳊﳋﳌﳍ ﳎﳏﳐ ﳑﳒﳓ ﳔﳕﳖﳗ ﱠ لقمان‪18:‬‬
‫رابعًا‪ :‬النداء‬

‫النداء‪ :‬هو طلَ القبال بأداة من اْلدوات اآلتية‪( :‬الهمزة‪ ،‬ويا‪ ،‬وأيا‪ ،‬وأي‪ ،‬وهيا)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫سا‪ :‬التمني‬
‫خام ً‬

‫التمني‪ :‬هو طلَ شيء محبَ إلى النفس غير موثوق بحصوله‪ ،‬ومن ثم عرفه ابن يعقوب‬
‫بقوله‪" :‬طلَ حصول الشيء بشرط المحبة ونفي َّ‬
‫الط َما اع َي اة في ذلَ الشيء" (‪.)1‬‬
‫ونفي َّ‬
‫الط َما اعيَ اة إما ِلستحالة اْلمر المتمنَّى في ذاته أو لفوات وقته "إن كان ممكنًا"‪ ،‬وفي‬
‫كلتا الحالتين يكون اْلمر المتمنَّى غير موثوق بحصوله‪ ،‬وتكون اْلداة المناسبة له "ليت"‪،‬‬
‫والتعبير بها يكون على ظاهره‪ ،‬ويأتي التمني بأدوات غير "ليت"‪.‬‬

‫الدواتَالتيَتفيدَالتمنيَغيرَ"ليأ"‪َ :‬‬

‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬هناك أدوات تفيد التنمي غير "ليت"‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬التمنيَبـَ"لو"‪:‬‬

‫ضا على َّ‬


‫أن هناك‬ ‫أن "ليت" هي اْلداة الموضوعة للتمني‪ ،‬كما اتفقوا أي ً‬ ‫اتفق البَلغيون على َّ‬
‫بعض اْلدوات التي تفيد معنى التمني‪ ،‬ومن بين هذه اْلدوات "لو" يقول الخطيَ القزوينزي‪" :‬وقزد‬
‫يزداد اْلمر المتمنَّى بعدًا واستحالة فيعدل عنها إلى "لو""(‪.)2‬‬

‫غيزززر أن هزززذا العزززدول ِل يُخزززرج اْلمزززر المتمنَّزززى عزززن اسزززتحالته وعزززدم الوثزززوق بحصزززوله‪ ،‬بزززل‬
‫َي ازيززززد ُ اْلمززززر المتم َّنززززى اسززززتحال ًة وبعززززدًا‪ ،‬ومززززن ذلززززَ قولززززه تعززززالى‪ :‬ﱡﭐﲜﲝﲞﲟﲠ ﲡ‬
‫ﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫ ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲ‬
‫(‪)3‬‬
‫ﲳﲴﲵ ﱠ‬
‫يقول الزمخشري في تفسير هذه اآلية‪"" :‬لو" في معنى "التمني"؛ ولذلَ أجيزَ بالفزاء الزذي‬
‫يجاب به التمني‪ ،‬كأنه قيل‪" :‬لَ ْيتَ لَنَا َك َّرة ً فَنَت َبَ َّرأ َ ام ْن ُه ْم"(‪.)4‬‬

‫وكذلَ قوله سبحانه وتعزالى‪ :‬ﱡﭐﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﱠ(‪ ،)5‬فزـ ""لزو" فزي‬

‫مثل هذا الموضع في معنى التمني‪ ،‬كأنه قيل‪ :‬لَ ْيتَ لَنَا َك َّرة ً؛ وذلَ لما بين معنى "لزو" و"ليزت" مزن‬
‫التَلقي في التقدير"(‪.)6‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -2‬التمني بـ "هل"‪:‬‬

‫ينزل المتكلم اْلمر المتمنى منزلة الممكن‪ ،‬ويتمثل ذلَ في أساليَ التمني الواردة بأدوات‬ ‫قد ا‬
‫اِلستفهام‪ ،‬ومن ثم علل البَلغيون سبَ العدول عن "ليت" إلى "هل" قائلين‪" :‬والسزر فزي العزدول‬
‫عن "ليت" التي هي اْلصل فاي التمني إلى "هل"‪ ...‬إبراز المتمنَّى في صورة المستفهم عنزه الزذي‬
‫ِل َج ْز َم بانتفائه؛ لظهار كمال العناية به حتزى ِل يسزتطاع التيزان بزه إِل فزي صزورة الممكزن الزذي‬
‫يطمع في وقوعزه‪ ،‬ووجزه كونزه مزن اِلعتبزار المناسزَ للمقزام أن أصزل التمنزي إظهزار الرغبزة فزي‬
‫استقباِل؛ إما لمجرد اِلعتذار واِلستعطاف؛ ليزرحم المتمنازي‪ ،‬وإمزا لمجزرد موافقزة‬ ‫ً‬ ‫ضيًّا أو‬ ‫الفائت ُم ا‬
‫الخاطر والترويح عن النفس ‪ ...‬فإذا اقتضى المقام اْلبلغيزة ْلحزد هزذين الزوجهين ً‬
‫مزثَل‪ ،‬عُز اد َل عزن‬
‫زارا لزيزادة كمززال العنايزة‪ ،‬أمززا مقزام اْلبلغيززة لَلسززتعطاف‬
‫أصزل التمناززي إلزى صززورة اِلسزتفهام؛ إظهز ً‬
‫فززألن تخيلهززا أن المتمنَّززى ممكززن أشززدُّ تروي ًحززا مززن‬
‫َّ‬ ‫فظززاهر ‪ ...‬وأمززا مقامهززا للتززرويح عززن الززنفس‬
‫خَلفه"(‪.)1‬‬

‫مثال التمني بـ "هل"‪:‬‬

‫قال تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪﱫﱠ (‪)2‬؛‬


‫فقوله ـ ج َّل شأنه ـ‪" :‬فَ َهل لَّنَا امن شُفَعَاء فَيَ ْشفَعُواْ لَنَا أ َ ْو نُ َردُّ فَنَ ْع َم َل َ‬
‫غي َْر الَّذاي كُنَّا نَ ْع َملُ" يفيد معنى‬
‫عا إلى الدنيا‪ ،‬فَأ َ ْنزَ لُوا اْلمر المعلوم لديهم وهو عدم وجود‬ ‫التمني؛ أي‪ :‬ليت لنا من شفعاء‪ ،‬أو رجو ً‬
‫الشفيع والرد إلى الدنيا منزلة الممكن المستفهم عنه‪ ،‬ومن ثم طلبوا حصوله في الذهن‪.‬‬

‫‪ -3‬التمني بـ "لعل"‪:‬‬

‫اْلصل في "لعل" أنها موضوعة لفادة معنى "الترجي"‪ ،‬وقد فرق البَلغيون بين‬
‫"الترجي" و"التمني" بأمور‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -1‬اْلمر المتمنَّى يكون محببًا إلى النفس‪ ،‬والترجي قد يكون وقد ِل يكون‪.‬‬
‫الترجي فإنه َ‬
‫طلََ مع توقع وطمع‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ط َما اع َيةَ فيه‪ ،‬بخَلف‬
‫‪ -2‬التمني طلَ ما ِل َ‬

‫‪ -3‬التمني يكون في اْلمر المستحيل‪ ،‬والترجي يكون في الممكن حدوثه‪.‬‬

‫‪ -4‬التمني من اْلساليَ النشائية الطلبية‪ ،‬والترجي من اْلساليَ النشائية غير الطلبية‪.‬‬

‫وبالمثال يتضح الفرق بين التمني والترجي‪:‬‬

‫عندما يقول الطالَ متمنيا‪ :‬ليتني أطير في الهواء كالعصفور‪ ،‬فالطيران شيء محبَ إلى‬
‫النفس ولكنه مستحيل‪ ،‬وِل يطمع الطالَ في تحققه‪ ،‬أما عندما يقول الطالَ مترجيا‪ :‬لعلي‬
‫أحأ هذا العام‪ ،‬فالحأ شيء محبَ إلى النفس وليس مستحيَل‪ ،‬وإنما يطمع الطالَ ويرجو‬
‫حصوله‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫سؤالَوجواب‬

‫قد تسأل ‪ -‬عزيزي الطالَ ‪ -‬كيف أتوصل إلى إفادة "لعل" لمعنى التمني؟‬

‫والجواب‪َّ ...‬‬
‫أن المضارع ينصَُّ في جواب التمني بـ‪" :‬أن" مضمرة بعد "الفزاء" أو "الزواو" علزى‬

‫نحززززززززززو ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩ ﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱ‬

‫‪ ،73‬وقولززه‪:‬ﭐﱡﭐﳣﳤﳥﳦﳧﳨ ﳩﳪﳫﳬﳭﳮ‬ ‫ﲲ ﲳﲴ ﱠ النسززاء‪:‬‬


‫ﳯﳰﳱﳲﳳ ﱠ اْلنعزززام‪ ،27 :‬وِل ينصزززَ المضزززارع فزززي جزززواب "الترجزززي"؛ ولزززذلَ‬

‫تززأولوا قززراءة النصززَ فززي قولززه تعززالى‪ :‬ﭐﱡﭐﱧﱨ ﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰ‬

‫(‪)1‬‬
‫ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﲁ ﱠ‬
‫ت معنى "ليت"‪ ،‬والتقدير‪ :‬ليتني أبلغ اْلسباب‪ ،‬والسزر البَلغزي وراء العزدول‬ ‫على أن "لعل" أ ُ ْش اربَ ْ‬
‫من التمني بـ "ليت" إلى التمني بـ "لعل" هوَإبرازَالمرَالمتمنىَفيَصفورةَالممكفن الزذي يُرجزى‬
‫ت لنزا نفسزية فرعزون الزذي يزرى كزل شزيء ممكنًزا‪ ،‬تلبي ً‬
‫سزا علزى‬ ‫ص َّزو َر ْ‬
‫حصوله‪ ،‬وهذه نكتة بَلغيزة َ‬
‫ملئه‪ ،‬وكأنه يريد أن يقول لهم‪ :‬إنه ِل يعرف المستحيل‪.‬‬
‫(تدريَ) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬استخرجَالمعنىَالبّلغيَلكلَمنَ"لو"َو"هل"َو"لعل"َفيَالمثلةَاْلتية‪َ :‬‬
‫ثمَاكتبَمثأ ًاِلَمشاب ًهاَمنَعندك َ‬
‫المثال َ‬ ‫المعنىَ‬ ‫اْلمثلة َ‬
‫البّلغيَ‬
‫المراد َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﲫ ﲬ ﲭ ﲮﱠ(‪َ )0‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟ ﱠﱡ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﱢ ﱣﱤ ﱥ ﱦﱧ ﱨ ﱩﱪﱫ ﱠ(‪َ )3‬‬‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪55‬‬
‫ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱴ ﱵ ﱶﱷ ﱸﱹ ﱺ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﱻ ﱼ ﱽﱾ ﱿﲀ ﲁﲂﱠ(‪َ )2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬

‫رشفات من رحيق البيان القرآني‪:‬‬

‫عزيزي الطالَ‪ ...‬في سياق سورة اْلعراف‪ :‬ﱡﭐ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ‬

‫ﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜ ﱝﱞﱟ ﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨ‬

‫ِل ت َأ ْ اوي َلهُ) (فَ َهل لَّنَا امن‬ ‫ﱩ ﱪﱫ ﱠ اْلعراف ‪53 :‬يتكرر اِلستفهام بـ "هل" (ه َْل َين ُ‬
‫ظ ُرونَ اإ َّ‬

‫َّ‬
‫وينزل المعلوم منزلة المجهول فاي كَل‬ ‫شُفَعَاء فَيَ ْشفَعُواْ لَنَا أ َ ْو نُ َردُّ فَنَ ْع َم َل َ‬
‫غي َْر الَّذاي كُنَّا نَ ْع َملُ)‬
‫اِلستفهامين؛ إذ المعنى فاي اِلستفهام اْلول على النفي والنكار‪ ،‬والتقدير‪ :‬ما ينتظرون إِل تأويله‪،‬‬
‫فأنزلهم فاي صورة من ينتظر وقوعه‪ ،‬وفي الحقيقة هم ليسوا كذلَ؛ ْلنهم جاحدون وقوعه‪،‬‬
‫والمعنى ‪ -‬كما يقول ابن عاشور ‪ -‬على اِلستعارة التهكمية؛ حيث شبه حال تمهلهم إلى الوقت‬
‫الذي سيحل عليهم ما أوعدهم به القرآن بحال المنتظرين (‪.)2‬‬

‫أما اِلستفهام افي الثاني "فَ َهل لَّنَا امن شُفَ َعاء فَ َي ْشفَعُواْ لَنَا أ َ ْو نُ َردُّ فَنَ ْع َم َل َ‬
‫غي َْر الَّذاي كُنَّا نَ ْع َملُ"‬
‫عا إلى الدنيا‪ ،‬فأنزلوا اْلمر المعلوم لديهم ‪-‬‬
‫فيفيد معنى التمني‪ ،‬أي ليت لنا من شفعاء‪ ،‬أو رجو ً‬
‫وهو عدم وجود الشفيع والرد إلى الدنيا ‪ -‬منزلة المجهول‪ ،‬ومن ثم طلبوا حصوله افي الذهن‪.‬‬

‫ق المعلوم مساق المجهول‪ ،‬غير أن العدول من اِلستفهام‬


‫س ْو ا‬
‫وعلى ذلَ فكَلهما من قبيل َ‬
‫نص عليه اللغويون(‪ ،)3‬فإدراكه سهل ميسور‪ ،‬أما سوق المعلوم مساق‬
‫َّ‬ ‫إلى النفي بـ "هل"‬
‫المجهول لغرض التمناي فيحتاج فاي إدراكه إلى محاورة السياق واستنطاق اْللفاظ‪ ،‬حتى ت َ اش َ‬
‫ي‬
‫بمعانيها‪ ،‬وتكشف الستر عن مكنونها‪ ،‬ثم معاودة النظر وإطالته مرة تلو اْلخرى‪ ،‬وِل يكون ذلَ‬
‫ق المعلوم مساق غيره في كَلم المشركين‪" :‬فَ َهل لَّنَا امن‬ ‫س ْو ا‬
‫إِل بإبصار القيمة البَلغية وراء َ‬
‫شُفَ َعاء فَيَ ْشفَعُواْ لَنَا أ َ ْو نُ َردُّ فَنَ ْع َم َل َ‬
‫غي َْر الَّذاي ُك َّنا نَ ْع َملُ"‪ ،‬وذلَ حيث عاينوا مشاهد يوم القيامة ماثلة‬
‫ت ُرسُ ُل َر ابنَا اب ْال َح ا‬
‫ق" فتأكد‬ ‫أن ما جاءت به الرسل حق‪" :‬قَدْ َجا َء ْ‬
‫أمام أعينهم‪ ،‬وأقروا على أنفسهم َّ‬

‫‪56‬‬
‫لهم أنهم هلكى‪ ،‬وأنهم فاي العذاب غرقى‪ ،‬فاستبدَّ بهم الشعور باليأس وخيبة اْلمل‪ ،‬فَل سبيل غير‬
‫ً‬
‫تنزيَل للمعلوم منزلة المستفهم‬ ‫اْلماني يبثون من خَللها شكواهم‪ ،‬فعمدوا إلى أسلوب التمني؛‬
‫عنه؛ تلبية لحاجتهم النفسية واستجابة لخواطرها وتروي ًحا عنها؛ لما في اِلستفهام من المحاورة‬
‫سا بقبول ُمت َ َمنَّاهُ‪ ،‬فهو‬ ‫التي خففت من همومها وأحزانها؛ وذلَ َّ‬
‫ْلن اِلستفهام يعطي المتمناي إحسا ً‬
‫عادة ً ما يُسبق بتلطف في الطلَ في مثل هذه السياقات؛ وهذا التلطف تارة يكون بالقرار أو‬

‫اِلعتراف‪ ،‬كما هو واضح من قولهم فاي هذا السياق‪:‬ﭐﱡ ﳋﳌ ﳍﳎ ﳏ ﱠاْلعراف‪،43:‬‬

‫ي إبراهيم وغافر‪:‬ﭐﱡﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﱠ‪ ،‬غافر‪ ،47:‬وقولهم‪:‬ﱡﭐ ﱸ ﱹ ﱠﭐ‬


‫وقولهم افي سياقَ ْ‬

‫غافر‪.11:‬‬

‫والمتأمل للناظم القرآني ا يجد السياق قد تناغم لبراز هذه الحالة النفسية التي رأت البعيد قريبًا‬
‫إقرارا‬
‫ً‬ ‫وأن ما تتمناه لم يزل افي حيز المكان‪ ،‬فعمدت إلى المبادرة باِلعتراف؛‬ ‫والمحال ممك ًنا‪َّ ،‬‬
‫بالجناية التي ارتكبوها‪ ،‬وتمهيدًا لَلستعطاف‪ ،‬وكأن هذا اِلستعطاف مصوغ لهم فاي اِلستجابة‬
‫إلى متمنَّاهم من وجود شفيع أو الرجوع إلى الدنيا‪ ،‬وفي تقديم الجار والمجرور استدعاء فاي‬
‫الجابة وتلطف افي الطلَ‪ ،‬وتكراره في قولهم‪" :‬فيشفعوا لنا" لدفع توهم غير المراد حتى ِل يظ َّن‬
‫أن أمر الشفاعة ليس لهم‪ ،‬وزيدت "من" التي ِل تزاد فاي اِلستفهام الحقيقي تنبي ًها على‬ ‫السامع َّ‬
‫تأكيد متمنَّاهم‪ ،‬ومن ث َّم كان فاي العدول عن مقتضى الظاهر ما يؤكد قيمة هذا الفن البَلغية فاي‬
‫الكشف عن بواعث النفس ودوافعها‪.‬‬

‫القصر‬

‫لغة‪ :‬الحبس‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱊ ﱋﱌ ﱍ ﱎ ﱠ الرحمن‪72:‬؛ أي‪ :‬محبوسات‪ ،‬بمعنى‬


‫أن الحور العين ِل يتعدى نظرهن إلى غير أزواجهن‪.‬‬

‫اصطَل ًحا‪ :‬تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص‪.‬‬

‫شرح التعريف‪:‬‬

‫عزيزي الطالَ‪ ... :‬المراد بالتخصيص‪ :‬أي تخصيص الصفة بالموصوف ِل تتعداه إلى‬
‫غيره‪ ،‬أو تخصيص َ الموصوف بالصفة ِل يتعداها إلى غيرها‪ ،‬والمراد بالشيء اْلول‪ :‬هو‬
‫المقصور‪ ،‬والمراد بالشيء الثاني‪ :‬ال مقصور عليه‪ ،‬والمراد بطريق مخصوص‪ :‬هي الطرق التي‬
‫اتفق عليها البَلغيون‪ ،‬وهي‪( :‬العطف‪ ،‬والنفي واِلستثناء‪ ،‬وإنما‪ ،‬وتقديم ما حقه التأخير)‪.‬‬

‫مثال توضيحي لقصر الصفة على الموصوف‪:‬‬

‫الغيَ إِل اللهُ‪ ،‬يكون الغرض من الكَلم قصر (علم الغيَ) على الله ِل‬
‫َ‬ ‫عندما نقول‪ِ :‬ل يعلم‬
‫يتعداه إلى غيره‪ ،‬عندما نقول‪ :‬ما شاعر إِل شوقي‪ ،‬يكون الغرض من الكَلم تخصيص صفة‬

‫‪57‬‬
‫قصرا‬
‫ً‬ ‫الشاعرية على شوقي ِل تتعداه إلى غيره ‪ ...‬فيكون هذا من قصر الصفة على الموصوف‪،‬‬
‫وقصرا ادعائيًّا في المثال الثاني‪.‬‬
‫ً‬ ‫حقيقيًّا في المثال اْلول‪،‬‬

‫مثال توضيحي لقصر الموصوف على الصفة‪:‬‬

‫عندما يقول الحق تبارك وتعالى‪( :‬وما محمد إِل رسول) يكون القصد من النظم القرآني‬
‫قصر النبي ‪ ‬على صفة الرسالة ِل يتعداها إلى صفة (الخلود) في الدنيا‪ ،‬وذلَ بعدما شاع خبر‬
‫مقتل النبي ‪ ‬في غزوة أحد‪ ،‬وسمع الصحابة الكرام خبر مقتل النبي ‪ ،‬وهم ِل ينكرون رسالة‬
‫محمد ‪ ‬حقيقةً حتى يؤكد لهم الخبر‪ ،‬وإنَّما المعنى على تنزيل غير المنكر منزلة المنكر‪ ،‬حتى إ َّن‬
‫منهم من ظهر في صورة من اعتقد أنه ِل يموت‪ ،‬وظهر عليهم من عَلمات التردد ما راعاه النظم‬
‫القرآني في معالجة هذا اِلعتقاد‪ ،‬وهو أن النبي ‪ ‬بشر‪ ،‬يجري عليه ما يجري علي البشر‪ ،‬وأن‬
‫اْلرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين‪ ،‬ومن يكمل اآليات الكريمة يبصر ذلَ‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱴ‬

‫ﱵﱶﱷﱸ ﱹﱺ ﱻﱼﱽ ﱾﱿﲀ ﲁﱠ (‪.)1‬‬

‫نشاط‬
‫(فكر وعبر) َ‬
‫عزيزيَالطالب‪ َ...‬عبرَعنَمشاعركَتجاهَوالدكَووالدتكَبأسلوبينَيفيدان َالقصر؛َأحدهماَمنَ‬
‫قصرَالصفةَعلىَالموصوف‪َ،‬والثانيَمنَقصرَالموصوفَعلىَالصفة‪َ .‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................... .......‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................... ...........................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫َ‬

‫‪58‬‬
‫أقسامَالقصر‪:‬‬

‫‪:‬‬
‫ًَ‬
‫أوِل‪َ:‬ينقسمَالقصرَباعتبارَغرضَالمتكلمَإلىَقسمين‪َ :‬‬

‫اختص فيه المقصور بالمقصور عليه بحيث ِل يتعداه إلى‬


‫َّ‬ ‫أحدهما‪ :‬القصر الحقيقي‪ :‬وهو ما‬
‫أصَل‪ ،‬أو بمعنى آخر‪ :‬ثبوته له على وجه الخصوص‪ ،‬ونفيه عن غيره على وجه العموم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫غيره‬
‫عا ًء‪ ،‬فمثال الحقيقي التحقيقي قوله تعالى‪ :‬ﭐﱡﱒ ﱓ ﱔ‬
‫سواء أكان ذلَ حقيقة أم ا اد َ‬

‫قصرا حقيقيًّا لمطابقته للواقع‪ ،‬وتحقيقيًّا لكون‬


‫ً‬ ‫ﱕ ﱖ ﱠ الفاتحة‪ 5:‬فقصر العبادة على الله‬
‫النفي فيه عا ًّما‪ ،‬ومثال الحقيقي اِل ادعائي ا‪ :‬قولنا‪ :‬ما شاعر إِل شوقي‪ ،‬حيث قصرنا صفة الشاعرية‬
‫على شوقي ونفيناها عما عداه نفيًا عا ًّما على سبيل المبالغة واِل ادعاء‪ ،‬وكأن غيره ِل يعتد بشعره‬
‫في نظر القائل‪.‬‬

‫ص فيه المقصور بالمقصور عليه بحيث ِل يتعداه إلى‬ ‫اآلخر‪ :‬القصر الضافي‪ :‬وهو ما ْ‬
‫اخت َ َّ‬
‫آخر معين‪ ،‬ومن‬ ‫باعتبار َ‬
‫ٍ‬ ‫غيره باعتبار شيئًا آخر معي ًنا‪ ،‬أو بتعبير آخر‪ :‬هو ما كان النفي فيه‬
‫الشواهد القرآنية في ذلَ‪ :‬ما أخبر به النظم القرآني عن رسول الله ‪ ‬لما أشيع خبر مقتله في‬
‫غزوة أحد في قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ(‪ ،)1‬فمن المعلوم أن الرسول ‪ ‬يجمع صفات‬
‫أخرى من القيام والقعود والجلوس والتكلم واْلكل والشرب والطول والقصر‪ ...‬لكن مقصود النظم‬
‫القرآني في قصره ‪ ‬على الرسالة لم ينظر إلى تلَ الصفات‪ ،‬وإنما راعى صفات أخرى من‬
‫جنسها ظن الصحابة أنه متصف بها باعتباره نبيًّا‪ ،‬وهي الخلود في الدنيا وعدم الفناء‪ ،‬فصحح‬
‫نظرا لهول الموقف ‪ -‬قاصرا النبي ‪ ‬على الرسالة ِل‬ ‫ً‬ ‫النظم القرآني ما دار با َخلَ اد الصحابة؛‬
‫(‪)2‬‬
‫باعتبار آخر معين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫يتعدها إلى غيرها‪،‬‬

‫َ‬

‫‪59‬‬
‫ثانيًَا‪َ:‬ينقسمَالقصرَباعتبارَحالَالمخاطبَإلىَثّلثةَأنواع‪َ :‬‬

‫‪ -1‬قصر الفراد‪ :‬ويخاطَ به من يعتقد اِلشتراك في الحكم‪.‬‬

‫‪ -2‬قصر القلَ‪ :‬ويخاطَ به من يعتقد عكس ما يعتقده المتكلم‪.‬‬

‫‪ -3‬قصر التعيين‪ :‬ويخاطَ به من هو متردد في الحكم‪.‬‬

‫مثال توضيحي على ما سبق‪ :‬ما شوقي إِل شاعر‪.‬‬

‫هذا المثال من قصر الموصوف على الصفة‪ ،‬ويصلح أن يكون امث َ ًاِل على اْلقسام الثَلثة‬
‫السابقة‪ ،‬وبيان ذلَ‪:‬‬

‫إذا كان المخاطَ يعتقد أن "شوقي" جمع بين الشاعرية والكتابة والتأليف‪ ،‬فأنت ت َ ْق ُ‬
‫ص ُر‬
‫شوقي على الشاعرية فقط‪ ،‬فيكون كَلمَ من باب قصر الفراد‪.‬‬

‫وتعين له‬
‫ا‬ ‫شاعرا أو كاتبًا‪ ،‬فأنت تزيل هذا التردد‬
‫ً‬ ‫وإذا كان المخاطَ مترددًا بين كون شوقي‬
‫صفة واحدة‪ ،‬فتقصر شوقي على الشاعرية فقط‪ ،‬فيكون كَلمَ من باب قصر التعيين‪.‬‬

‫أما إذا كان المخاطَ معتقدًا عكس ما تقول‪ ،‬ويجزم بقصر شوقي على صفة الكتابة‪ ،‬فأنت‬
‫تقلَ له هذا المعتقد‪ ،‬فتقصر شوقي على صفة الشاعرية دون صفة الكتابة‪ ،‬فيكون كَلمَ من باب‬
‫تماما ‪ ...‬أريت عزيزي الطالَ َّ‬
‫أن المثال قد يكون‬ ‫ً‬ ‫قصر القلَ؛ ْلنَ تقلَ اعتقاد المخاطَ‬
‫واحدًا‪ ،‬وإنما اِلختَلف في حال المخاطَ‪.‬‬

‫مثال توضيحي آخر‪ :‬ما شاعر إِل شوقي‪.‬‬

‫ضا ‪ -‬أن يكون امث َ ًاِل على‬


‫هذا المثال من باب قصر الصفة على الموصوف‪ ،‬ويصلح – أي ً‬
‫اْلقسام السابقة‪:‬‬

‫إذا كان المخاطَ يعتقد اِلشتراك بين خالد وعمرو وشوقي في صفة الشاعرية‪ ،‬فأنت تفرد‬
‫ي قصر‬ ‫س ام َ‬
‫له واحدا من بين هؤِلء الموصوفين‪ ،‬وهو "شوقي" دون خالد وعمرو‪ ،‬ومن هنا ُ‬
‫إفراد‪.‬‬

‫وإذا كان المخاطَ مترددًا بين خالد وشوقي‪ ،‬فأنت تزيل عنه هذا التردد في الموصوفين‪،‬‬
‫ي قصر تعيين‪.‬‬ ‫َوت َ ْق ُ‬
‫ص ُر الشاعرية على شوقي دون خالد‪ ،‬ولذلَ سُ ام َ‬
‫ص ُر الشاعرية على خالد دون شوقي‪ ،‬فأنت‬‫أما إذا كان المخاطَ يعتقد عكس ما تقول‪َ ،‬ويَ ْق ُ‬
‫ي قصر قلَ‪.‬‬‫س ام َ‬
‫ص ُر الشاعرية على شوقي‪ ،‬ولذلَ ُ‬ ‫تماما‪َ ،‬وت َ ْق ُ‬
‫تقلَ له معتقده ً‬
‫نخلص َمن َهذاَ‪َ -‬عزيزي َالطالب َ‪َ -‬إلى أن أقسام القصر الضافي يكون النظر فيها إلى‬
‫حال المخاطَ من حيث اِلشتراك أو التردد أو القلَ‪ ،‬وأن امث َ ًاِل واحدًا يصلح أن تجعله شاهدًا‬
‫على اْلقسام الثَلثة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫نشاط‬
‫(تعاون واستنتأ) َ‬
‫عزيزيَالطالب‪ َ...‬تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَتحديدَالمقصورَوالمقصورَعليهَفيَاْليةَ‬
‫الكريمةَالتالية‪َ،‬ثمَوجهَهذهَاْليةَ بماَيتفذَمعَأقسامَالقصرَباعتبارَحالَالمخاطبَ(اشتراكًاَ‬
‫وتعيينًا‪َ،‬وقلبًا)‪ََََََ.‬قالَتعالى‪:‬ﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓ ﱔﱕﱖﱗ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫ﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧ ﱨﱩﱪ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲ ﱳﱴﱵﱶ ﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱠ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫النساء‪272 :‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................. .....‬‬
‫ثالَث ًا‪َ:‬ينقسمَالقصرَباعتبارَطرفيهَ(المقصورَوالمقصورَعليه)َإلى‪َ :‬‬

‫‪ -1‬قصر صفة على موصوف‪ :‬نحو قولنا‪ِ( :‬ل يعلم الغيَ إِل الله)‪ ،‬حيث قصر صفة "العلم"‬
‫قصرا حقيقيًّا تحقيقيًّا‪.‬‬
‫ً‬ ‫على الله‪،‬‬

‫‪ -2‬قصززززززر موصززززززوف علززززززى صززززززفة‪ :‬نحززززززو قولززززززه تعززززززالى‪ :‬ﱡﭐﱣﱤ ﱥﱦﱠﭐ ‪ ،‬آل‬
‫آل‬

‫عمززززران‪144 :‬حيززززث قصززززر سززززيدنا محمززززدًا ‪ ‬علززززى صززززفة الرسززززالة‪ِ ،‬ل يتعززززداها إلززززى‬
‫غيرها‪.‬‬
‫ومنَهناَي‬

‫أقسام القصر‬

‫باعتبار‬
‫باعتبار حال‬
‫باعتبار طرفيه‬ ‫غرض‬
‫المخاطب‬
‫قصر‬ ‫قصر صفة‬ ‫المتكلم‬
‫قصر‬ ‫قصر‬ ‫قصر‬
‫موصوف‬ ‫على‬ ‫قصر قلب‬ ‫قصر إفراد‬
‫تعيين‬ ‫إضافي‬ ‫حقيقي‬
‫على صفة‬ ‫موصوف‬

‫مكنناَ‪َ-‬عزيزيَالطالبَ‪ َ-‬أنَنلخصَأقسامَالقصرَفيَالشكلَالتالي‪َ:‬‬

‫‪61‬‬
‫الوصلَوالفصل‬
‫‪:‬‬
‫الوصل‪ :‬هو عطف بعض الجمل على بعزض بزالواو‪ ،‬والفصزل‪ :‬تزرك ذلزَ العطزف(‪ ،)2‬ولكزل‬
‫منهمززا مواضززعه وأسززراره البَلغيززة‪ ،‬فالفصززل بززين الجمززل مرجعززه اِلتصززال إلززى الغايززة‪ ،‬وهززو مززا‬
‫يُعرف بكمال اِلتصال وما شابهه ‪ ...‬أو اِلنفصال إلى الغاية‪ ،‬وهو ما يُعرف بكمزال اِلنقطزاع ومزا‬
‫شابهه‪ ،‬وغير ذلَ يوجَ الوصل‪.‬‬

‫سببَالوصلَإلى‪َ :‬‬
‫وقدَ أَر أج أعَالبّلغيونَ أَ‬

‫‪ -1‬كمال اِلنقطاع مع اليهام‪ ،‬ويتحقق ذلَ بأن يكون بين الجملتين كمال انقطاع‪ ،‬ويوهم الفصل‬
‫خَلف المراد ‪ ،‬ويتحقق ذلَ بأن تختلف الجملتان خبرا وإنشاء‪ ،‬ولكن يوهم الفصل خَلف‬
‫المراد‪ ،‬ومثال ذلَ إذا اقترن أسلوب النفي مع أسلوب الدعاء‪ ،‬فقد روي عن سيدنا أبي بكر‪-‬‬
‫رضي الله عنه‪ -‬أنه قال للبائع‪ :‬أتبيع هذا الثوب؟‪ ،‬فقال البائع" ِل يرحمَ الله‪ ،‬أي ‪ِ :‬ل أبيعه‬
‫يرحمَ الله‪ ،‬فقال له سيدنا أبو بكر‪ :‬قل " ِل‪ ،‬ويرحمَ الله‪ ...‬وإنما وجهه سيدنا أبو بكر إلى‬
‫الوصل بين جملة النفي والدعاء؛ حتى ِل يظن أحد أنه يدعو عليه‪.‬‬

‫‪ -3‬التوسط بين الكمالين مع عدم وجود مانع من الوصل‪ :‬ويتحقق ذلَ في ثماني صور‬
‫سوف نكتفي منها بصورتين‪:‬‬

‫الصورة اْلولى‪ :‬أن تتفق الجملتان في الخبرية لفظا ومعنى‪ ،‬ومن ذلَ قوله تعزالى‪ :‬ﱡﭐﱺﱻﱼ‬
‫ﱽﱾﱿ ﲀﲁﲂﲃﱠ اِلنفطار‪ ،14 – 13 :‬حيزث اتفقزت الجملزة اْلولزى" إن اْلبزرار لفزي‬
‫نعززيم" مززع الجملززة الثانيززة " وإن الفجززار لفززي جحززيم" فززي الخبريززة لفظززا ومعنززى ممززا جز َّزوز الوصززل‬
‫بينهما‪.‬‬
‫الصززورة الثانيززة‪ :‬أن تتفززق الجملتززان فززي النشززائية لفظززا ومعنززى‪ ،‬ومززن ذلززَ قولززه تعززالى‪ " :‬كلززوا‬
‫واشربوا وِل تسرفوا" حيث اتفقت جملة" كلوا واشزربوا" مزع جملزة " وِل تسزرفوا " فزي النشزائية‬
‫لفظا ومعنى‪ ،‬فاْلولى فعل أمر‪ ،‬والثانية نهي‪.‬‬

‫‪ – 3‬قصد التشريَ في الحكم العرابي‪ ،‬ويتحقق ذلَ بأن يكون للجملة اْلولى حكم إعرابي‪،‬‬
‫وأريد تشريَ الجملة الثانية فيه ‪ ،‬ويتحقق ذلَ بصور عدة منها أن تكون الجملة الثانية خبر‬
‫المبتدأ‪ ،‬ومن ذلَ قوله تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱠ البقرة ‪245‬؛ حيث‬
‫وصلت جملة " ويبسط على جملة" والله يقبض بقصد التشريَ في الحكم العرابي‪.‬‬

‫َوأماَمواضعَالفصلَفهي‪َ :‬‬

‫‪َ–َ2‬كمالَاِلتصالََََََََََ‪َ0‬ـَكمالَاِلنقطاعَبّلَإيهام َ‬

‫‪َ–َ3‬شبهَكمالَاِلتصالَََََ‪َ–َ4‬شبهَكمالَاِلنقطاع َ‬

‫أوِل‪ :‬كمال اِلتصال‪ :‬والمراد بكمال اِلتصال أن تتحد الجملتان اتحادا تاما‪ ،‬ويتحقق ذلَ بثَلثة‬
‫صور‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫الصززورة اْلولززى‪ :‬أن تكززون الجملززة الثانيززة مؤكززدة لألولززى تأكي زدًا لفظيًّ زا أو معنويًّ زا؛ فمثززال التأكيززد‬
‫اللفظززي قولزززه تعززالى‪:‬ﭐﱡﭐﲊﲋﲌﲍﲎ ﱠ الطزززارق‪ ،17 :‬حيززث فصزززلت الجملزززة‬
‫الثانيززة" أمهلززم رويززدا" عززن الجملززة اْلولززى" فمهززل الكززافرين" وذلززَ لكونهززا بمثابززة التأكيززد اللفظززي‬
‫لألولززى‪ ،‬ومثززال التأكيززد المعنززوي قولززه تعززالى‪ :‬مززا هززذا بشززرا إن هززذا إِل ملززَ كززريم" حيززث فصززلت‬
‫جملة" إن هذا إِل ملَ كريم" عن جملة" ما هذا بشرا" لما بينهما من كمال اِلتصزال؛ حيزث أكزدت‬
‫الجملة الثانية مضمون الجملة اْلولى‪.‬‬
‫بدِل من اْلولى‪ ،‬سواء أكانت بدل كل من كل‪ ،‬أم بدل‬ ‫الصورة الثانية‪ :‬أن تكون الجملة الثانية ً‬
‫بعض من كل‪ ،‬أم بدل اشتمال ‪ ،‬فمثال أن تكون الجملة الثانية بمثابة بدل الكل من‬
‫اْلولى قوله تعالى‪ " :‬ﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ‬

‫حيث أبدلت جملة قالوا الثانية من‬ ‫[المؤمنون ‪]82 - 81‬‬ ‫ﲏﲐﲑ ﲒ ﲓﱠ‬
‫جملة قالوا اْلولى بدل كل من كل؛ لما اشتملت عليه من مزيد تفصيل للقول‬
‫اْلول‪ ،‬ومثال بدل البعض من الكل قوله تعالى‪:‬ﭐﱡﭐ ﳇ ﳈ ﳉﳊ ﳋ‬

‫حيث فصل بين الجملة‬ ‫ﳑ ﳒ ﳓ ﱠ الشعراء ‪133- 132‬‬ ‫ﳌﳍﳎﳏﳐ‬


‫الثانية" أمدكم بأنعام‪ "...‬والجملة اْلولى " أمدكم بما تعلمون" لما بينهما من كمال‬
‫اتصال؛ حيث نزلت الثانية من اْلولى منزلة بدل بعض من كل؛ فما اشتملت عليه‬
‫الثانية من النعم هو بعض مما يعلمونه‪ ،‬ومثال بدل اِلشتمال قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲌ‬

‫ﲍ ﲎﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ‬

‫ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠيس ‪ ، 21 ،21‬حيث فصلت جملة " اتبعوا الثانية " عن جملة‬


‫اتبعوا" اْلولى؛ وذلَ لما بينهما من كمال اِلتصال‪ ،‬حيث نزلت الثانية من اْلولى‬
‫منزلة بدل اِلشتمال؛ فهي أبين وأشمل وأدل على المقصود وهو اتباع المرسلين‪.‬‬

‫الصورة الثالثة‪ :‬أن تكون الجملة الثانية بيانًا لألولى؛ ومن ذلَ قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲇ ﲈ‬

‫‪ ،‬حيث‬ ‫ﲒ ﲓ ﲔ ﱠ طه ‪121‬‬ ‫ﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑ‬


‫فصلت الجملة الثانية" قال يا آدم‪ "..‬عن الجملة اْلولى" فوسوس" لكون الثانية‬
‫بمنزلة عطف البيان من اْلولى؛ حيث جاءت مبينة وموضحة للوسوسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون بين الجملتين كمال انقطاع بَل إيهام‪ :‬ومن ثم ِل يصح الوصل بينهما لعدم وجود‬
‫مناسبة بينهما‪ ،‬ويتصور ذلَ في صورتين‪:‬‬
‫الصورة اْلولى‪ :‬أن تختلف الجملتان خبرا وإنشاء؛ بأن تكون إحداهما خبرية لفظا ومعنى أو‬
‫معنى فقط‪ ،‬وتكون الثانية إنشائية لفظا ومعنى أو معنى فقط‪ ،‬فمثال اختَلفهما لفظا ومعنى قول‬
‫الشاعر‪:‬‬

‫ِل تسأل المرء عن خَلئقه*** في وجهه شاهد من الخبر‬

‫‪63‬‬
‫حيث فصلت الجملة الثانية " في وجهه شاهد من الخبر عن الجملة اْلولى" ِل تسأل المرء‪ ...‬عن‬
‫الجملة الثانية (في وجهه شاهد‪ ،)...‬ومن المَلحظ اختَلف الجملتين فاْلولى إنشائية ‪ -‬لفظا‬
‫ومعنى‪ -‬لكونها تفيد النهي‪ ،‬والثانية خبرية لفظا ومعنى‪ ...‬مثال اختَلفهما معنى فقط قولنا‪ " :‬مات‬
‫محمد‪ ،‬رحمه الله"‪ ،‬حيث فصلت الجملة الثانية" رحمه الله" عن الجملة اْلولى" مات محمد"‬
‫لكون اْلولى خبرية لفظا ومعنى‪ ،‬والثانية خبرية لفظا إنشائية في المعنى؛ إذ التقدير" ارحمه يا‬
‫الله"‬

‫الصورة الثانية‪ :‬أن تتفق الجملتان خبرا وإنشاء لكن ِل مناسبة بينهما في المعنى نحو قولنا‪:‬‬
‫خرجت من داري البرتقال فاكهة شتوية؛ حيث ِل مناسبة بين الخروج من الدار وكون البرتقال‬
‫فاكهة شتوية‪ ،‬ومن ذلَ أيضا‪ :‬خرجت من داري أبدع ما قيل في الشعر كذا‪ ،‬حيث ِل مناسبة بين‬
‫الخروج من الدار وإبداع ما قيل في الشعر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكون بين الجملتين شبه كمال انقطاع‪ :‬وهو أن يكون عطف الجملة الثانية على الجملة‬
‫اْلولى موهما لعطفها على غيرها‪ ،‬ويتصور ذلَ بأن تكون جملة مسبوقة بجملتين يصح عطفها‬
‫على اْلولى لوجود المناسبة بينهما‪ ،‬وِل يصح عطفها على الثانية لفساد المعنى‪ ،‬ومن ثم يترك‬
‫العطف لدفع توهم غير المراد‪ ،‬ومثال ذلَ قول الشاعر‪:‬‬

‫وتظن سلمى أنني أبغي بها بدِل *** أراها في الظَلم تهيم‬

‫حيث فصلت جملة" أراها في الظَلم تهيم" عن جملة " تظن سلمى" لئَل يتوهم أن جملة" أراها‬
‫في الظَلم تهيم" معطوفة على " أبغي بها بدِل" فيفسد المعنى‪ ،‬وتصير الجملة الثالثة(أراها في‬
‫الظَلم تهيم) من مظنونات سلمى‪ ،‬فيكون التقدير‪ :‬وتظن سلمى أنني أبغي بها بدِل و أراها في‬
‫الظَلم تهيم" وليس هذا مقصد الشاعر‪ ،‬وإنما مقصد الشاعر بقوله‪ :‬أراها في الظَلم تهيم" أنها‬
‫أخطأت في ظنها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أن يكون بين الجملتين شبه كمال اتصال‪ :‬ويتحقق شبه كمال اِلتصال بأن تكون الجملة‬
‫الثانية بمثابة جواب نشأ عن الجملة اْلولى‪ ،‬ومن ذلَ قوله تعالى‪:‬ﭐﱡﭐ ﱂﱃﱄﱅﱆ ﱇ ﱈ‬

‫ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱠ يوسفَ‪53‬؛َحيث أثارت الجملة اْلولى سؤاِل؛ وكأن سائَل‬


‫س ْل َ َّم َ‬
‫ارة‬ ‫سأل عقَ قوله" َو َما أُبَ ار ُ‬
‫ئ نَ ْف اسي" لم؟ فكانت الجملة الثانية بمثابة الجواب" اإ َّن النَّ ْف َ‬
‫وء" ومن المعلوم أنه ِل يوصل بين السؤال وجوابه‪.‬‬ ‫س ا‬
‫باال ُّ‬

‫خامسا‪ :‬التوسط بين الكماليين مع قيام المانع من الوصل‪ :‬ويتحقق ذلَ في جملتين ِل يوجد بينهما‬
‫سبَ من أسباب الفصل ‪ ،‬ولكن للجملة اْلولى حكم ِل يصح إشراك الثانية فيه‪ ،‬ومن ذلَ قوله‬
‫تعالى‪ :‬ﱡﭐﲪ ﲫ ﲬ ﲭﲮ ﲯﲰﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﲻ‬

‫ﲼﲽ ﲾ ﲿﳀ ﳁ ﳂﱠالبقرةَ‪،25َ-24‬حيث فصل بين جملة" الله يستهزئ‬


‫بهم" وجملة قالوا الواقعة جوابا لشرط" قالوا إنا معكم" لما يلزم عن الوصل من فساد المعنى؛‬

‫‪64‬‬
‫فيكون التقدير‪ :‬أن الله يستهزئ بهم وقت خلوهم إلى شياطينهم‪ ،‬وهذا غير مراد‪ ،‬وإنما المراد أن‬
‫الله يستهزئ بهم في وقت‪ ،‬سواء خلوا إلى شياطينهم أم ِل‪.‬‬

‫(تدريَ) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬
‫َ‪َ-2‬عرفَالوصلَوالفصل‪َ،‬ثمَبينَمواضعَكلَمنهماَبِيجاز‪َ .‬‬
‫‪ َ-0‬يتمثلَكمالَاِلتصالَفيَثّلثَصور‪َ،‬وضحهاَمعَالتمثيلَمنَالقصائدَالمقررةَعليك‪َ .‬‬
‫َ‬

‫اليجاز وأنواعه‪:‬‬

‫اليجاز‪َ :‬هو ال تعبير عن المعاني الكثيرة بألفاظ قليلة‪ ،‬فإن كانت قلة اْللفاظ مرجعها إلى‬
‫ي إيجاز قصر‪.‬‬ ‫ُ‬
‫اليجاز إيجازَ حذف‪ ،‬وإن كان بدون حذف سُ ام َ‬ ‫ي‬‫حذف بعضها سُ ام َ‬
‫ً‬
‫أوِل‪ :‬إيجاز الحذف‪:‬‬

‫هو عرض المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة مع وجود حذف في العبارة‪ ،‬واْلمثلة على ذلَ‬
‫كثيرة‪ ،‬ومنه ا حذف جزء من الكلمة‪ ،‬وحذف كلمة‪ ،‬وحذف جملة‪ ،‬وحذف أكثر من جملة‪.‬‬

‫ومن الشواهد القرآنية على حذف جزء من الكلمة‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ونادوا يا مال ليقض علينا‬
‫ربَ" على قراءة عبد الله بن مسعود‪ ،‬حيث حذف الحرف اْلخير من " مالَ" اختصارا للتنبيه‬
‫على عظم ما فيه من الهم والغم؛ حيث قد خارت وضعفت قوتهم‪.‬‬

‫وأما حذف الكلمة فعلى التفصيل اآلتي‪:‬‬

‫هذه الكلمة قد تكون المسند‪ ،‬وقد تكون المسند إليه‪ ،‬وقد تكون الصفة‪ ،‬وقد تكون الموصوف‪،‬‬
‫وقد تكون المضاف‪ ،‬وقد تكون المضاف إليه ‪ ...‬وغير ذلَ من مشتمَلت الجملة كالظروف‬
‫والمفعوِلت والشرط وجوابه ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫ومن الشواهد على حذف المسند‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱣﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ ؛ التوبة‪3‬‬


‫أي‪ :‬ورسوله كذلَ‪ ،‬فحذف المسند "كذلَ"‪.‬‬

‫ومن الشواهد على حذف المسند إليه‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ البقرة‪،18‬التقدير‪" :‬هم"‬
‫صم بكم عمي‪.‬‬

‫ومن الشواهد على حذف الصفة‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ‬

‫ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ الكهف‪ ،79:‬حيث حذفت صفة‬


‫الملَ‪ ،‬والتقدير‪" :‬ملَ ظالم"‪ ،‬وكذلَ حذفت صفة السفينة‪ ،‬والتقدير‪" :‬سفينة سليمة"‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ومن الشواهد على حذف الموصوف‪ :‬قول الحجاج‪:‬‬
‫َو أ‬
‫طففففففففّلَعََالثَنأَايأففففففففا َ *** َ ‪َ ....................................‬‬ ‫َأ أنأففففففففاَا ْبففففففففنََ أجفففففففف أَ‬
‫ّل أَ‬
‫َ‬
‫أي‪ :‬أنا ابن رجل َج ََل‪.‬‬

‫ومن الشواهد على حذف المضاف‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲊ ﲋ ﱠ‪ ،‬يوسف‪ 82:‬والتقدير‪:‬‬

‫واسأل أهل القرية‪ ،‬وقوله‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱠ المائدة‪3:‬؛ أي‪ :‬تناول الميتة؛ وقد علل ذلَ‬
‫الخطيَ في قوله‪ْ" :‬لن الحكم الشرعي إنما يتعلق باْلفعال دون اْلجرام"‪ ،‬ومثله قوله تعالى‪:‬‬
‫ﱡﭐﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﱠ النساء‪161:‬والتقدير‪ :‬تناول طيبات‪ ،‬فحذف المضاف في ٍ‬
‫كل‬
‫كما ترى‪.‬‬

‫ومن الشواهد على حذف المضاف إليه‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ ؛‬


‫السراء‪ 84:‬التقدير‪ :‬كل إنسان يعمل على شاكلته‪.‬‬

‫ومن الشواهد على حذف المفعول‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ‬

‫ﱕﱖﱠ؛ القصص‪ 23:‬حيث حذف مفعول "يسقون"‪.‬‬

‫ومن الشواهد على حذف جملة‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﱠ اْلنفال‪8:‬؛‬

‫التقدير‪ :‬فعل ما فعل ليحق الحق ويبطل الباطل‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬ﱡﭐ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ‬

‫ﱴ ﱠ؛ البقرة‪61:‬التقدير‪ :‬فضرب بها فانفجرت‪.‬‬

‫ومن الشواهد على حذف أكثر من جملة‪ ،‬قوله تعالى في قصة يوسف عليه السَلم‪ :‬ﱡﭐ ﱋ‬

‫ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ ﱕﱖ ﱠ (يوسف‪)45 :‬؛ التقدير‪ :‬فأرسلوني إلى‬


‫يوسف؛ ْلستعبره الرؤيا‪ ،‬فأرسلوه إليه فأتاه‪ ،‬وقال له‪ :‬يا يوسف ‪...‬‬

‫(تدريَ) َ‬
‫عزيزيَالطالب‪َ...‬استخرجَصورَاإليجازَبالحذفَمنَاْلياتَالتالية‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ََ‬ ‫ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶﱷ ﱸ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﱹ ﱺ ﱻﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪66‬‬
‫َ‬ ‫ﲊ ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﲏﲐ ﲑ ﲒ ﲓﲔ ﲕ ﲖﲗ ﲘ ﲙ ﲚ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫ﲛ ﲜﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﲸ ﲹﲺ ﲻ ﲼ ﲽﲾ ﲿ ﳀﳁ ﳂ ﳃ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈﳉ ﳊ ﳋﳌﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒﳓ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﳔﳕ ﳖﳗ ﳘﱠﭐيوسف من ‪َ 63-54‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ثانيًا‪ :‬إيجاز ْال اق َ‬


‫ص ار‪:‬‬

‫هو عرض المعاني ال كثيرة في ألفاظ قليلة مع عدم وجود حذف‪ ،‬ومن الشواهد القرآنية في‬
‫ذلَ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱠ (‪ ،)1‬وقوله تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲣ ﲤ‬

‫ﲥ ﲦ ﲧ ﲨﱠ (‪ ،)2‬فكما يقول الخطيَ القزويني في شأن هذه اآلية‪ :‬فإنه ِل حذف‬


‫أن النسان إذا علم أنَّه متى قَت َل قُتال كان ذلَ‬
‫ْلن المراد به َّ‬
‫أن معناه كثير يزيد على لفظه؛ َّ‬‫فيه مع َّ‬
‫داعيًا له قويًّا إلى أن ِل يُ ْق اد َم على القتل‪ ،‬فارتفع بالقتل الذي هو قصاص كثير من قتل الناس‬
‫بعضهم لبعض‪ ،‬فكان ارتفاع القتل حياة ً لهم"(‪.)3‬‬

‫نشاط َ‬
‫(تعاون‪ -‬واستنتأ) َ‬
‫عز يزي َالطالب َ‪َ ...‬تعاون َمع َأفراد َمجموعتك َفي َالبحث َعن َبعض َالحاديث َالنبوية َالتيَ‬
‫تشتملَعلىَاإليجازَفيماَتدرسَمنَأحاديث‪َ،‬ثمَاستشهدَمنهاَبماَيفيدَإيجازَالقصر‪َ،‬مدونًاَماَ‬
‫توصلأَإليهَفيَكراسةَالنشاط‪َ .‬‬

‫الطناب‪ ،‬وصوره‪:‬‬

‫الطناب‪ :‬هو أن يزاد في الكَلم على أصل المعنى المراد؛ لفائدة‪ ،‬ويحصل بأوجه"(‪ ،)4‬ومن أوجه‬
‫الطناب وصوره‪:‬‬

‫‪ -1‬اليضاح بعد اليهام‪ :‬بمعنى أن يأتي المعنى بصورتين مختلفتين؛ مرة على سبيل البهام‬
‫واْلخرى على سبيل اليضاح‪ ،‬فيتمكن في النفس أيما تمكن‪ ،‬فإن المعنى إذا جاء على‬
‫أوِل تشوقت النفس إلى معرفته على سبيل اليضاح‪ ،‬ومن ذلَ قوله تعالى‪:‬‬‫سبيل البهام ً‬

‫‪67‬‬
‫ﱡﭐ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﱠ الحجر‪ ،66:‬حيث جاء‬
‫مفسرا في قوله‪" :‬أن دابر هؤِلء مقطوع مصبحين"‪،‬‬
‫ً‬ ‫المعنى مبه ًما في قوله‪( :‬اْلمر)‪ ،‬ثم‬
‫وتعظيما‪.‬‬
‫ً‬ ‫فازداد "اْلمر" تفخي ًما‬

‫‪ -2‬ذكر الخاص بعد العام‪ :‬وفي ذلَ تنبيه على فضل الخاص؛ وكأنه ليس من جنس العام‪،‬‬
‫ومن ذلَ قوله تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱠ ؛‬
‫البقرة‪238 :‬ففي اآلية إطناب اقتضاه المقام؛ تشري ًفا وتعظي ًما لشأن صَلة العصر‪ ،‬فمن‬
‫أن الصَلة الوسطى من عموم الصَلة‪ ،‬ولكن النظم القرآني ذكرها بعد العام‬ ‫المعلوم َّ‬
‫ضا‪ :‬قوله تعالى‪:‬ﱡﭐ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ‬
‫تكري ًما وتشريفًا لها‪ ،‬ومن ذلَ أي ً‬

‫ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﱠالبقرة‪ ،98:‬فمن المعلوم أن‬


‫عدَ َل عن المساواة في اللفظ‬
‫جبريل وميكال من جنس المَلئكة‪ ،‬ولكن النظم القرآني َ‬
‫والمعنى إلى زيادة في اللفظ والمعنى؛ لبيان منزلة جبريل وميكال؛ فذكرهما مرتين‪ ،‬مرة‬
‫في سياق العام‪ ،‬ومرة على سبيل الخصوص‪.‬‬

‫‪ -3‬ذكر العام بعد الخاص‪ :‬ومن ذلَ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ‬

‫ﳘ ﳙﳚ ﱠ [نوح‪]28 :‬؛ فَخ َّ‬


‫َص نوح – عليه السَلم – نفسه بطلَ المغفرة‬
‫من ربه‪ ،‬وأتبعه بطلَ المغفرة لوالديه‪ ،‬وأتبع ذلَ بطلَ المغفرة لكل من دخل بيته‬
‫وأخيرا قال‪:‬‬
‫ً‬ ‫مؤمنًا‪ ،‬فع َّمم‪ ،‬ومعلوم أنه ممن دخل بيته مؤمنًا‪ ،‬فأدخل نفسه في العموم‪،‬‬
‫عا لهم سابقًا يدخلون في عموم المؤمنين أو في‬
‫"وللمؤمنين والمؤمنات"‪ ،‬ومعلوم أن من د َ‬
‫عموم المؤمنات‪ ،‬فكأنه ش اَملَ ُه ْم بالدعاء اْلخير‪ ،‬فأفاد هذا التعمي ُم بعد التخصيص تأكيدَ‬
‫وتكريرهُ لمن ذُكروا سابقًا‪.‬‬
‫َ‬ ‫الدعاء‬

‫‪ -4‬التكرار‪ :‬ومن ذلَ قوله‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﱠ التكاثر‪ ،4- 3:‬وقوله‪:‬ﭐ‬

‫ﱡﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ‬

‫ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﱠ غافر‪ ،39-38:‬فتكرار العبارة من باب‬


‫الطناب لفائدة‪ ،‬هذه الفائدة قد تكون تأكيد النذار كما في اآلية اْلولى‪ ،‬وقد تكون الرغبةَ‬
‫وتلقي الخبر بالقبول كما في اآلية الثانية؛ حيث كرر فيها لفظ "يا‬
‫في نفي تهمة التقصير ا‬
‫قوم" مرتين‪.‬‬

‫‪ -5‬التذييل‪ :‬وهو تعقيَ الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها لغرض التوكيد‪ ،‬ومن ذلَ‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ ‪ ،‬سبأ‪ 17:‬وقوله‪ :‬ﱡﭐ ﲉ‬

‫ﲊ ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ السراء ‪ ،81:‬فقد اشتملت الجملة اْلخيرة‬

‫‪68‬‬
‫"إن الباطل كا ن زهوقا" على معنى الجملة اْلولى "وزهق الباطل"‪ ،‬والغرض من‬
‫الطناب هنا هو زيادة التأكيد‪.‬‬

‫اقرأَوناقش َ‬
‫َ‬ ‫اقفففرأَقولفففهَتعفففالى‪َ:‬طفففه‪28:‬ﱡﭐ ﱮ ﱯﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ﱹ ﱺ ﱻ ﱠﭐ ‪،‬ثمَتنفاقشَأنفأَمفعَزمّلئفكَففيَسفرَاإلطنفابَففيَاْليفةَالكريمفة‪َ،‬ودونَ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫نتائجَالمناقشةَفيَكراسةَالنشاط‪َ .‬‬

‫َتخيلَوعبر َ‬ ‫َ‬
‫تمثلَموقفًاَتكونَفيهَمعَشخصَعزيز‪َ،‬وعبرَلهَعنَشعوركَتجاهه‪َ،‬مستخد ًماَأسلوبَ‬
‫اإلطناب‪.‬‬

‫المساواة‪:‬‬

‫وهي أن تكون اْللفاظ على قدر المعاني‪ِ ،‬ل زيادة فيها وِل نقصان‪ ،‬بمعنى أن المساواة‬
‫منزلة بين اليجاز والطناب‪ ،‬ومن ذلَ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿﲀ ﲁ‬

‫ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ‪ ،‬وقوله‪ :‬ﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰﲱ ﲲ ﲳﲴﲵﲶﲷ ﲸﲹ ﲺ ﲻ ﱠ‬


‫العنكبوت ‪62 :‬‬

‫‪69‬‬
‫تدريبات‬

‫س‪َ:2‬عرفَالمصطلحاتَالبّلغيةَالتاليةَمعَالتمثيل‪َ َ:‬‬

‫(اِلستفهام – التصور – التصديق‪ -‬القصر‪ -‬الفصل‪ -‬الوصل‪ -‬اليجاز‪ -‬الطناب‪ -‬المساواة)‪.‬‬

‫س‪َ:0‬استخرجَالجملَالخبريةَواإلنشائيةَفيماَيأتي‪َ :‬‬

‫ْي اللهُ عنه ‪ -‬قالَ‪ :‬قال رسو ُل الل اه ‪« :‬‬


‫ع ْن أبي هُريرة َ ‪ -‬رض َ‬
‫‪َ -‬‬

‫»‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬


‫‪ -‬قال أبو نُ َو ٍ‬
‫اس‪:‬‬

‫ففففففففر َ إلأففففففففىَآثأفففففففففارَ أمففففففففاَ أ‬


‫صفففففففففنأ أعَا ْل أمليفففففففففكَ َ‬ ‫َوا ْنظ َْ‬ ‫َال أ ْرض أ‬ ‫تأأأمففففففففلَْفففففففففيَنأبأففففففففات ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففيَالفففففففففذ أهبَالسفففففففففبيكَ َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫َه‬ ‫ففففففففار‬
‫ف‬ ‫ص‬
‫أ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫فففففففففاتٌَ‬
‫ف‬ ‫ص‬
‫أ‬ ‫أاخ‬‫ش‬ ‫َ‬ ‫ْن‬ ‫ي‬ ‫ففففففففف‬
‫ف‬ ‫ج‬
‫أ‬ ‫َل‬ ‫ْ‬
‫فففففففففن‬
‫ف‬ ‫َم‬ ‫فففففففففونٌ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شفففففففففريكَ َ‬ ‫ْسَلأفففففففففهَ أ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫فففففففف‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬‫فففففففف‬
‫ف‬ ‫َالل‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ففففففففأ‬ ‫ف‬‫ب‬ ‫َ‬ ‫أاتٌَ‬
‫د‬ ‫أففففففففاه‬‫ش‬‫َ‬ ‫فففففففد‬‫ف‬‫ج‬‫أ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ب‬
‫أ‬ ‫َالز‬ ‫فففففففب‬ ‫ف‬‫ص‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫فففففففىَ‬‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‪َ:3‬حولَالخبارَاْلتيةَإلىَإنشاء‪َ،‬مستوفيًاَجميعَأنواعه‪َ :‬‬

‫نوعه َ‬ ‫تحويله َ‬ ‫المثال َ‬ ‫مَ‬


‫اِلختبار سهل يسير‪.‬‬ ‫‪َ2‬‬
‫المسافر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الصديق‬ ‫عاد‬ ‫‪َ0‬‬
‫مضرب اْلمثال‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اْلمن في بَلدنا‬ ‫‪َ3‬‬
‫الجو أيام الربيع جميل‪.‬‬ ‫‪َ4‬‬
‫أدعو الطالَ الكسول أن يجتهد في‬ ‫‪َ5‬‬
‫دراسته‪.‬‬
‫َ‬
‫س‪َ: 4‬استعملَالكلماتَاْلتيةَفيَجملَمنَإنشائك‪َ،‬وحددَنوعَاإلنشاءَفيَكلَجملة‪َ :‬‬
‫(ليأ‪َ-‬هل‪َِ-‬لمَالمر‪َِ-‬لَالناهية) َ‬
‫َ‬
‫نوعَاإلنشاء َ‬ ‫فيَجملة َ‬ ‫الكلمة َ‬ ‫مَ‬
‫‪َ2‬‬
‫‪َ0‬‬
‫‪َ3‬‬
‫‪َ4‬‬
‫س‪َ:5‬بينَصيغَاإلنشاءَفيماَيأتي‪َ :‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -1‬قال الله تعالى‪ :‬ﱡﭐﲰﲱ ﲲﲳﲴﲵ ﲶﱠ سورة الكهف‪42 :‬‬

‫‪ -2‬قال الله تعالى‪:‬ﭐﱡﭐﲕﲖﲗﲘﲙ ﲚﲛ ﱠ سورة الشعراء‪221 :‬‬

‫‪ -3‬قال الله تعالى‪ :‬ﱡﭐﱯﱰﱱﱲ ﱳﱴ ﱵﱶﱷ ﱸ ﱹﱺ ﱠسورة‬


‫محمد‪33 :‬‬

‫‪ -4‬قزززززززززال اللزززززززززه تعزززززززززالى‪ :‬ﱡﭐﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ ﲽﲾﲿﳀﳁ‬

‫ﳂﱠﭐسورة الحجر‪88:‬‬

‫‪ -5‬قال رسول الله ﷺ ْلبي موسى اْلشعري ومعاذ بن جبل ‪ ‬حين بعثهما إلى اليمن‪( :‬ادْعُ َوا‬
‫تعسرا) رواه مسلم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ويسرا وِل‬
‫َ‬ ‫تنفرا‪،‬‬
‫الناس‪ ،‬وبشارا وِل َ‬
‫س‪َ: 6‬حددَالمقصورَوالمقصورَعليهَفيَالشواهدَالتالية‪َ،‬وبينَنوعَالقصرَباعتبارَطرفيه‪َ .‬‬

‫‪ -1‬قال الله تعالى‪ :‬ﱡﭐﲍﲎ ﲏ ﲐﲑ ﱠ سورة التغابن‪.15 :‬‬

‫‪ -2‬قال الله تعالى‪ :‬ﱡﭐﲡ ﲢﲣﲤﲥﲦﲧ ﲨﲩ ﲪ ﲫﱠسورة المائدة‪75 :‬‬

‫‪ -3‬قال الله تعالى‪ :‬ﱡﭐﲸ ﲹﲺ ﲻﲼ ﲽ ﲾﲿﳀﱠسورة اْلنعام‪59 :‬‬

‫‪ -4‬قال رسول الله ﷺ‪( :‬إنما بعثت ْلتمم مكارم اْلخَلق) رواه أحمد‪.‬‬

‫‪ -5‬قال رسول الله ﷺ‪( :‬إن الله طيَ ِل يقبل إِل طيبًا) رواه مسلم‬

‫س‪َ:7‬بينَمواضعَإيجازَالحذفَفيماَيأتيَوقيمتهاَالبّلغية‪َ :‬‬

‫‪ -1‬قال الله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱕ ﱖﱗ ﱠسورة يونس‪71 :‬‬

‫‪ -2‬قال الشاعر‪:‬‬

‫َوا ْلعيونأفففففففففففا َ‬
‫فففففففففففب أ‬
‫أ‬ ‫إذأاَ أمففففففففففاَا ْلغأانيأففففففففففاتَبأف أ‬
‫فففففففففر ْزنأ َيأ ْو ًمففففففففففا َ أو أزججْ فففففففففففنأ َا ْلح أأواج‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‪َ:8‬بينَأساليبَاإلطنابَوقيمتهاَالجماليةَفيَالنصوصَاْلتية‪َ :‬‬

‫‪ -1‬قال الله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱑﱒﱓﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱘﱠسورة النسان‪.8 :‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -2‬قال الله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲥ ﲦﲧﲨﲩ ﲪﲫ ﲬﲭﲮﲯ ﲰﲱ ﲲﲳﲴ‬

‫ﲵﲶﲾ ﱠسورة آل عمران‪.36 :‬‬

‫‪ -3‬قال الله تعالى‪ :‬ﱡﭐﳄﳅ ﳆ ﳇﳈﱠ(النحل‪.)26 :‬‬

‫س‪ َ:9‬ماَالفرَْبينَاإلطنابَواإليجاز؟َوأيهماَمنَالبّلغة؟ َ‬

‫‪.................................................................................. ....................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................ ......................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................. .........................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪72‬‬
‫الموضوعَالثالث‬
‫وسَفيَا ْلقأافيأةََ‬ ‫م أرا أجعأةَا ْلكتأابأةَا ْلعأروضية أ‬
‫‪َ،‬ودر ٌ‬
‫أهدافَدراسةَالموضوع‪:‬‬
‫بعدَدراستيَلهذاَالموضوعَسوفَأكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬أكتبَعروضَيًّاَماَيقدَمَليَمنَأبيات‪.‬‬
‫‪ -0‬أحدَدَالتفعيلةَالتيَيؤسسَعليهاَالبيأَالشعري‪.‬‬
‫‪ -3‬أفرَْبينَبحورَالتفعيلةَالواحدةَوالبحورَذواتَالتفعيّلتَالمتنوعة‪.‬‬
‫‪ -4‬أحددَالوحداتَالموسيقيةَلبحرَالشعرَذواتَالتفعيلةَالمتنوعة‪ََ.‬‬
‫‪ -5‬أزنَعروضَيًّاَأبياَت ًاَشعريةَتنتميَللبحورَذواتَالتفعيلةَالمختلفةَوأحددَتفعيّلتهاَ‬
‫وأبحرها‪.‬‬
‫‪ -6‬أحددَحروفَالقافيةَوألقابها‪َ.‬‬
‫‪ -7‬أوضحَالشروطَالتيَتحكمَأحرفَالقافية‪َ.‬‬
‫‪ -8‬أحددَأنواعَالقافيةَمنَحيثَاإلطّلَْوالتقييد‪.‬‬
‫‪ -9‬أحددَأنواعَالقافيةَمنَحيثَحركاتها‪.‬‬
‫‪ -22‬أتذوَْأثرَالقافيةَفيَالترنمَبالشعرَ‪َ.‬‬

‫َ‬

‫‪73‬‬
‫وسَفيَا ْلقأافيأةَ َ‬ ‫م أرا أجعأةَا ْلكتأابأةَا ْلعأروضية أ‬
‫‪َ،‬ودر ٌ‬
‫ً‬
‫أوِل‪َ:‬مراجعةَالكتابةَالعروضيةََ َ‬
‫اقرأَواستنتج‬
‫َ‬

‫سبق أن درستَ أن للشعر كتابةً تخصه عند تقطيع بي ٍ‬


‫ت منه ورسم أجزائه‪ ،‬وأن هذه الكتابة‬
‫غير الشعر عند‬‫ُ‬ ‫ُكتَ بها‬ ‫تُس َّمى‪( :‬الكتابة العروضية)‪ ،‬وأنه ِل ي ُ‬
‫ُقاس عليها(‪ ،)1‬فَل يجوز أن ي َ‬
‫تقطيعه‪.‬‬

‫وتقوم الكتابة العروضية على قاعدة عامة هي‪ :‬ماَينطذَيكتب‪َ،‬وماَِلَينطذَِلَيكتبَ‪ ،‬وهذه‬


‫القاعدة تستلزم عدة أمور‪ ،‬منها‪( :‬فَ الدغام‪ ،‬وكتابة التنوين نونًا ساكنة‪ ،‬وإثبات اْللف المحذوفة‬
‫ولكن)‪ ،‬وحذف همزة الوصل إذا لم‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫(لكن‪،‬‬ ‫في بعض أسماء الشارة‪ ،‬وإثبات اْللف المحذوفة في‬
‫مد ساكن في آخر البيت‪ ،‬وإثبات اْللف في اسم الجَللة‪ ،‬وإشباع الضمير‬ ‫طق بها‪ ،‬وإثبات حرف ٍ‬ ‫يُن َ‬
‫واوا‪ ،‬نحو‪ :‬لهو)‪ ،‬وغير ذلَ من أمور تجَ‬ ‫أحيانًا‪ ،‬بحيث نجلَ بعده يا ًء‪ ،‬نحو‪ :‬بهي‪ ،‬أو ً‬
‫مراعاتها عند الكتابة العروضية‪ ،‬وكلها تندرج تحت القاعدة العامة‪( :‬ما َينطذ َيكتب‪َ ،‬وما َِلَ‬
‫ينطذَِلَيكتبَ)‪.‬‬

‫ومن تمام الفائدة أن نكتَ بيتًا من الشعر كتابة اصطَلحية‪ ،‬ثم نعيدَ كتابته كتابة عروضية‪،‬‬
‫مع بيان الفرق بينهما‪.‬‬

‫قال المام شرف الدين البوصيري ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬في مطلع قصيدته (الهمزية)‪:‬‬

‫اولأتْهأفففففففاَ أ‬
‫سففففففف أماءَ َ‬ ‫ط أ‬ ‫َال أ ْنبيأفففففففففففاءَ َ يأفففففففاَ أ‬
‫سففففففف أما ًءَ أمفففففففاَ أ‬ ‫فففففففففففَت أ ْرقأفففففففففففىَرقيفففففففففففكأ ْ‬
‫أ‬ ‫أك ْيف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وعند كتابة هذا البيت كتابةً عروضية يكون على النحو اآلتي‪:‬‬

‫اولأففففأْ َ أهففففاَ أ‬
‫سفففف أماءو‪َ .‬‬ ‫ط أ‬ ‫أك ْيفأت أ ْرقأفففففففففففففففىَرق ْييأ أكفففففففففففففففلَْأ أ ْنبيأفففففففففففففففاءو َ يأفففاَ أ‬
‫سفففف أما أء ْنَ أمففففاَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولعلكَِلحظأأ َأنَالكتابةَالعروضيةَتختلفَعنَالكتابةَاِلصطّلحيةَفيَعدةَأمور‪َ َ:‬‬

‫اْلول‪َ :‬ج ْع ُل الياء المشددة في قوله‪( :‬رقيََّ) ياءين‪ ،‬إحداهما ساكنة واْلخرى متحركة‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬حذ ف همزة الوصل من (اْلنبياء)؛ ْلنها تسقط في أثناء الكَلم‪.‬‬

‫الوقف‬
‫ُ‬ ‫الثالث‪ :‬إثبات واو ساكنة في آخر الشطر اْلول؛ ْلنه ينتهي بالهمزة المضمومة‪ ،‬وِل يجوز‬
‫على متحرك‪ ،‬فأُشبعت الضمة ً‬
‫واوا‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬إبدال التنوين نو ًنا ساكنة في قوله‪( :‬يا سما ًء)‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪1‬الخامس‪ :‬إثبات واو سا كنة في آخر الشطر الثاني؛ ْلنه ينتهي بالهمزة المضمومة‪ ،‬وِل يجوز‬
‫الوقف على متحرك‪ ،‬فأُشبعت الضمة ً‬
‫واوا‪.‬‬ ‫ُ‬

‫نشاط َ‬
‫(ناقشَواستنتج) َ‬
‫عزيزي َالطالب‪َ ...‬ناقش َزمّلءك َفي َالمقولة َالعروضية َالمشهورة‪"َ :‬ما َينطذ َيكتب‪َ ،‬وما َِلَ‬
‫ينطذَِلَيكتب"‪َ.‬موض ًحاَماَتقولَبأمثلةَمماَقرأتَمنَالشعر َ‬
‫َ‬
‫ثان ًيا‪َ:‬مراجعةَتقطيعَالبياتَووزنها‪َ .‬‬

‫شعرا إِل إذا‬


‫ً‬ ‫أن درستَ َّ‬
‫أن الشعر يمتاز عن النثر بالوزن والقافية؛ فَل يكون الكَلمُ‬ ‫سبق ْ‬
‫أن معنى كوناه موزونًا‪ :‬أن تكونَ أجزاؤُه متساويةً في عد اد حروفاها‬‫كان موزونًا مقفى‪ ،‬وعرفت َّ‬
‫لدارس التمييز بين اْلجزاء المتساوية وغير المتساوية إِل بـ‬
‫ُ‬ ‫المتحرك اة والساكن اة‪ ،‬وِل يستطيع ا‬
‫(التقطيع)‪.‬‬

‫ط َع) بمعنى ( َج َّزأ َ)‪ ،‬أي‪ :‬جعل الشيء أجزا ًء‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫و(التقطيع) في اللغة‪ :‬مصدر الفعل (قَ َّ‬
‫ض أ ُ َم ًما"(‪)2‬؛ أي‪َّ :‬‬
‫فرقناهم‬ ‫ط ْعنَاهُ ْم فاي ْاْل َ ْر ا‬
‫ط ًعا‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪َ " :‬وقَ َّ‬
‫اللحم‪ ،‬أي‪ :‬جعله قا َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫قطع زيد‬
‫في اْلرض‪.‬‬

‫وفي اصطَلح العروضيين‪" :‬تجزئة البيت بمقدار من التفاعيل التي يُوزَ ن بها‪ ،‬مع معرفة‬
‫كونه من أ َي ا اْلبحر بوج ٍه إجماليٍ"(‪.)3‬‬

‫والمقصود من هذا التعريف أن تقطيع البيت من الشعر معناه‪ :‬تقسيمه إلى أجزاء متساوية‪،‬‬
‫تسمى تفعيَلت‪.‬‬

‫ي بين أجزاء كل بيت منها‪ ،‬فالبيت اْلول يتكون من‬ ‫ونسوق لَ ثَلثة أبيات لترى التسا او َ‬
‫أربعة أجزاء‪ ،‬والثاني يتكون من ستة أجزاء‪ ،‬والثالث يتكون من ثمانية أجزاء‪.‬‬

‫البيأَالولَقولَالشاعر‪َ َ:‬‬
‫رقأيفففففففففففففففففففففةَتأي أمفففففففففففففففففففففأْ َقأ ْلبففففففففففففففففففففففي َ فأ أواكأبففففففففففففففففففففداَمففففففففففففففففففففنأ َا ْلحففففففففففففففففففففبَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الكتابةَالعروضية‪َ َ:‬‬
‫تكون كتابة هذا البيت كتابة عروضية بمراعاة القاعدة العامة‪( :‬ما يُنطق يُ ْكتَ‪ ،‬وما ِل‬
‫يُنطق ِل يُكتَ) على النحو اآلتي‪:‬‬

‫فففففففففففففيَ أي أمففففففففففففففأْ َقأ ْلبففففففففففففففي َ فأ أواكأبففففففففففففففففففففففففففففففدأاَمنأ ْلحبْبففففففففففففففففففففففففففففففي َ‬


‫ْ‬ ‫رقأ ْي أيففففففففففففففةَتأف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تقطيعَالبيأَووزنه‪َ :‬‬
‫نستطيع تقطيع هذا البيت ووزنه على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأ َ‬
‫‪//‬ه ‪///‬ه َ‬ ‫علَت ُ ْن َ‬
‫ُمفَا َ‬ ‫يَ‬ ‫رقأ ْييأةَت أ َْ‬
‫‪//‬ه ‪/‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫ع ْلت ُ ْن)(‪َ )1‬‬ ‫ُمفَا َ‬ ‫يأ أمأْ َقأ ْلبي َ‬
‫الحركات‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأ َ‬
‫‪//‬ه ‪///‬ه َ‬ ‫علَت ُ ْن َ‬‫ُمفَا َ‬ ‫فأ أواكأبدأا َ‬
‫َ ْ ُ ْ (‪)2‬‬
‫‪//‬ه ‪/‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫علتن) َ‬ ‫ُمفا َ‬ ‫منأ ْلحبْبي َ‬
‫وبالنظر إلى هذه اْلجزاء نجدها أربعة أجزاء متساوية في كل شطر جزآن‪ ،‬فالشطر اْلول‪:‬‬
‫ع ْلت ُ ْن)‪ ،‬وهذه التفعيلة هي تفعيلة البحر الوافر‬ ‫ع ْلت ُ ْن)‪ ،‬والشطر الثاني ( ُمفَا َ‬
‫علَت ُ ْن ‪ُ -‬مفَا َ‬ ‫علَت ُ ْن ‪ُ -‬مفَا َ‬
‫( ُمفَا َ‬
‫المجزوء‪ ،‬ومن هنا ننسَ البيت إلى هذا البحر‪ ،‬فتقول‪ :‬البيت من البحر الوافر المجزوء(‪.)3‬‬

‫البيأَالثانيَقولَالشاعر‪َ َ:‬‬
‫أأحْسفففففففنَبدجْ لفففففففةأَوالفففففففدجأىَمت أ أ‬
‫صفففففففوبَ َ وا ْلبأففففففدْرَفففففففيَأفففففففذَالسفففففف أماءَمغأففففففربَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الكتابةَالعروضية‪َ َ:‬‬
‫تكون كتابة هذا البيت كتابة عروضية بمراعاة القاعدة العامة‪( :‬ما يُنطق يُ ْكتَ‪ ،‬وما ِل‬
‫يُنطق ِل يُكتَ) على النحو اآلتي‪:‬‬

‫سففففففففففماَءمغأ ْرربففففففففففو َ‬
‫س أ‬‫فففففففففووبو َ أو ْل أبففففففففففدْرفيَأفق َْ‬
‫صف ْ‬ ‫أحْسفففففففففف ْنبدجْ َلأتأف أ‬
‫فففففففففودْدجأىَمت أ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تقطيعَالبيأَووزنه‪َ :‬‬
‫نشاط َ‬
‫(تعاونَ –َوأكمل) َ‬
‫تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَإكمالَتقطيعَالبيأَالسابذ‪َ :‬‬
‫الحركات‬ ‫الوزن‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأ َ‬
‫ُ ْ (‪)4‬‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه َ‬ ‫( ُمتْفَا اعلن) َ‬ ‫أحْس ْنبدجَْ َ‬
‫ََ‬ ‫ُمت َفَا اعلُ ْن َ‬ ‫لأت أ أودْد أجى َ‬
‫‪///‬ه ‪//‬ه َ‬ ‫َ‬ ‫متأص ْأووبو َ‬
‫الحركات‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأ َ‬
‫ُ ْ (‪)5‬‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه َ‬ ‫( ُمتْفَا اعلن) َ‬ ‫أو ْل أبدْرفي َ‬
‫َ‬ ‫ُمتَفَا اعلُ ْن َ‬ ‫سما َ‬‫س أ‬ ‫أ فق ْ‬
‫‪///‬ه ‪//‬ه َ‬ ‫َ‬ ‫ءمغأ ْرربو َ‬
‫وبالنظر إلى هذه اْلجزاء نجدها ستة أجزاء متساوية في كل شطر ثَلثة أجزاء‪ ،‬فالشطر‬
‫اْلول‪ُ ( :‬متْ َفا اعلُ ْن ‪ُ -‬متَفَا اعلُ ْن ‪ُ -‬متَفَا اعلُ ْن)‪ ،‬والشطر الثاني ( ُمتْفَا اعلُ ْن ‪ُ -‬متَفَا اعلُ ْن ‪ُ -‬متَفَا اعلُ ْن)‪ ،‬وهذه‬

‫ه‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ه‬

‫‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫التفعيلة هي تفعيلة البحر الكامل‪ ،‬ومن هنا ننسَ البيت إلى هذا البحر‪ ،‬فتقول‪ :‬البيت من البحر‬
‫الكامل التام‪.‬‬

‫البيأَالثالثَقولَالشاعر‪َ:‬‬

‫َر ْوبأففففففففففىَنيأا أمففففففففففا َ‬ ‫فأأأمففففففففففاَتأمففففففففففي ٌمَتأمففففففففففيمَبْففففففففففنَمففففففففففرَ َ فأأ أَْلفأففففففففففاهمَا ْلقأف ْ‬


‫فففففففففوم أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الكتابةَالعروضية‪َ َ:‬‬

‫تكون كتابة هذا البيت كتابة عروضية بمراعاة القاعدة العامة‪( :‬ما يُنطق يُ ْكتَ‪ ،‬وما ِل‬
‫يُنطق ِل يُكتَ) على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ن َ فأأ أ ْلفأففففففففففاَهم ْلقأف ْ‬


‫فففففففففوَم أر ْوبأففففففففففىَنيأا أمففففففففففا َ‬ ‫ففففففففرر َْ‬ ‫َفأأ أ ْم أمفففففففففاَتأمفففففففففيم ْنَتأميمف ْ‬
‫ففففففففبَنمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تقطيعَالبيأَووزنه‪َ :‬‬

‫نشاط َ‬
‫(تعاونَ –َوأكمل) َ‬
‫تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَإكمالَتقطيعَالبيأَالسابذ‪َ :‬‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فَعُول ْن َ‬ ‫فأأ أ ْم أما َ‬
‫‪//‬ه ‪/‬هَ َ‬ ‫َ‬ ‫نَ‬ ‫تأميم َْ‬
‫َ‬ ‫فَعُولُ ْن َ‬ ‫بَ‬ ‫تأميم َْ‬
‫‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫نم ْرر َْ‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأ َ‬
‫‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫َ‬ ‫فأأ أ ْلفأا َ‬
‫َ‬ ‫فَعُولُ ْن َ‬ ‫هم ْلقأ َْو َ‬
‫‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫َ‬ ‫م أر ْوبأى َ‬
‫فَعُولُ ْن َ‬ ‫نيأا أما َ‬
‫وبالنظر إلى هذه اْلجزاء نجدها ثمانية أجزاء متساوية في كل شطر أربعة أجزاء‪ ،‬فالشطر‬
‫اْلول‪( :‬فَعُولُ ْن ‪ -‬فَعُولُ ْن ‪ -‬فَعُولُ ْن ‪ -‬فَعُولُ ْن)‪ ،‬والشطر الثاني (فَعُولُ ْن ‪ -‬فَعُولُ ْن ‪ -‬فَعُولُ ْن ‪ -‬فَعُولُ ْن)‪،‬‬
‫وهذه التفعيلة هي تفعيلة البحر المتقارب‪ ،‬ومن هنا ننسَ البيت إلى هذا البحر‪ ،‬فتقول‪ :‬البيت من‬
‫البحر المتقارب التام‪.‬‬

‫ثالثًا‪َ:‬نسبةَالبياتَإلىَالبحورَذواتَالتفعيّلتَالمختلفة‪َ َ.‬‬
‫بحور الشعر على ثَلثة أضرب(‪:)1‬‬
‫اْلول‪ :‬بحور تأتي على تفعلية واحدة مكررة(‪.)2‬‬

‫‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الثاني‪ :‬بحران يأتيان على تفعيلتين مكررتين(‪.)1‬‬
‫الثالث‪ :‬بحور تأتي على تفعيَلت مختلفة‪.‬‬
‫وقد سبق أن درستَ الضربين اْلول والثاني‪ ،‬وآن لَ أن تدرس الضرب الثالث الذي يتألف‬
‫من تفعيَلت مختلفة‪ ،‬وأن تعرف أن هذا الضرب ينحصر في سبعة أبحر هي‪( :‬الخفيف‪ ،‬والمديد‪،‬‬
‫والمنسرح‪ ،‬والمضارع‪ ،‬والسريع‪ ،‬والمقتضَ‪ ،‬والمجتث)‪ ،‬وك ُّل ٍ‬
‫بحر من هذه اْلبحر السبعة‬
‫يتكون من تفعيَلت مختلفة(‪.)2‬‬

‫ً‬
‫أوِل‪َ:‬بحرَالخفيف‪َ َ:‬‬
‫يأتي بحر الخفيف تا ًّما ومجزو ًءا(‪ ،)3‬فإن كان تا ًّما َّ‬
‫تكون من ست تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫فففففففنَفأففففففففاع أّلت ْنَ َ‬ ‫ن َ فأففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬


‫سففففففففت أ ْفعَلف ْ‬ ‫ففففففففنَفأفففففففففاع أّلت َْ‬ ‫فأفففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سفففففففففت أ ْفعَلف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تكون من أربع تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫وإن كان مجزو ًءا َّ‬
‫ْ‬
‫فففففففففففففففففنَ َ‬ ‫ففففففففففففففففففن َ فأففففففففففففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سففففففففففففففففففت أ ْفعَلف‬ ‫َْ‬ ‫فأفففففففففففففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سفففففففففففففففففففت أ ْفعَلف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ثان ًيا‪َ:‬بحرَالمديد‪َ َ:‬‬

‫اْلصل في البحر المديد أن تكون تفعيَلته ثماني تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫نَفأففففففاعل َْ‬
‫ن َ‬ ‫ن َ فأففففففاع أّلت ْنَفأففففففاعل ْنَفأففففففاع أّلت َْ‬
‫نَفأفففففففاعل َْ‬
‫فأفففففففاع أّلت ْنَفأفففففففاعل ْنَفأفففففففاع أّلت َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولكنه ِل يُ ْست َ ْع َم ُل إِل مجزو ًءا‪ُ ،‬م َك َّونًا من ست تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ن َ فأففففففففففففففاع أّلت ْنَفأففففففففففففففاعل ْنَفأففففففففففففففاع أّلتَ ْنَ َ‬


‫فأفففففففففففففففاع أّلت ْنَفأفففففففففففففففاعل ْنَفأفففففففففففففففاع أّلت َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ثالثًا‪َ:‬بحرَالمنسرح‪َ َ:‬‬

‫يُسْتعمل بحر المنسرح تا ًّما ومنهو ًكا(‪ ،)4‬فإن كان تا ًّما كانت تفعيَلته ستَّ تفعيَلت هكذا‪:‬‬

‫سففففففففففت أ ْفعل ْنَ َ‬


‫سففففففففففت أ ْفعل ْنَ أم ْفعففففففففففوِلتَم ْ‬ ‫سفففففففففففت أ ْفعل َْ‬
‫ن َ م ْ‬ ‫سفففففففففففت أ ْفعل ْنَ أم ْفعفففففففففففوِلتَم ْ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وإن كان منهو ًكا ُحذافت منه أربع تفعيَلت‪ ،‬وبقيت اثنتان‪:‬‬

‫َ‬ ‫سفففففففففففففففففففففففففففففت أ ْفعل ْنَ أم ْفعفففففففففففففففففففففففففففففوِلتَ َ‬


‫م ْ‬
‫َ‬
‫راب ًعا‪َ:‬بحرَالمضارع‪َ َ:‬‬

‫‪4‬‬

‫‪78‬‬
‫اْلصل في بحر المضارع أن تكون تفعيَلته ستَّ تفعيَلت هكذا‪:‬‬

‫ن َ أمفأفففففففففاعيل ْنَفأفففففففففاعَِلتف ْ‬
‫ففففففففنَ أمفأفففففففففاعيل ْنَ َ‬ ‫أمفأفففففففففاعيل ْنَفأفففففففففاعَِلت ْ‬
‫فففففففففنَ أمفأفففففففففاعيل َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولكنه ِل يُ ْست َ ْع َم ُل إِل مجزو ًءا‪ُ ،‬م َك َّونًا من أربع تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ْ‬
‫ففففففففففففففففففنَ َ‬‫فففففففففففففففففففن َ أمفأفففففففففففففففففففاعيل ْنَفأفففففففففففففففففففاعَِلتف‬
‫َْ‬ ‫أمفأففففففففففففففففففففاعيل ْنَفأففففففففففففففففففففاعَِلتف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سا‪َ:‬بحرَالسريع‪َ َ:‬‬ ‫خام ً‬
‫ومشطورا(‪ ،)1‬فإن كان تا ًّما تكون من ا‬
‫ست تفعيَلت على النحو‬ ‫ً‬ ‫تاما‬
‫يُستعمل بحر السريع ًّ‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫سففففففففففت أ ْفعَل ْنَ أم ْفعففففففففففوِلتَ َ‬


‫سففففففففففت أ ْفعل ْنَم ْ‬
‫سفففففففففففت أ ْفعل ْنَ أم ْفعفففففففففففوِلتَ َ م ْ‬
‫سفففففففففففت أ ْفعل ْنَم ْ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تكون من ثَلث تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫مشطورا َّ‬ ‫ً‬ ‫وإن كان‬

‫نَ أم ْفعفففففففففففوِلتَ َ‬
‫سفففففففففففت أ ْفعل َْ‬ ‫سفففففففففففت أ ْفعل َْ‬
‫ن َم ْ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫سا‪َ:‬بحرَالمقتضب‪َ َ:‬‬
‫ساد ً‬
‫اْلصل في بحر المقتضَ أن تكون تفعيَلته ست تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫سففففففففففت أ ْفعل َْ‬


‫ن َ‬ ‫سففففففففففت أ ْفعل ْنَم ْ‬
‫ن َ أَم ْفعففففففففففوِلتَم ْ‬
‫سفففففففففففت أ ْفعل َْ‬
‫سفففففففففففت أ ْفعل ْنَم ْ‬
‫أم ْفعفففففففففففوِلتَم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولكنه ِل يُ ْست َ ْع َم ُل إِل مجزو ًءا‪ُ ،‬م َك َّونًا من أربع تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫سفففففففففففففففففففففففففففت أ ْفعل ْنَ َ‬


‫ن َ أم ْفعفففففففففففففففففففففففففففوِلتَم ْ‬
‫سفففففففففففففففففففففففففففففت أ ْفعل َْ‬
‫أم ْفعفففففففففففففففففففففففففففففوِلتَم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سابعًا‪َ:‬بحرَالمجتث‪َ َ:‬‬

‫اْلصل في البحر المجتث أن تكون تفعيَلته ست تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫فففففففنَفأففففففففاع أّلت ْنَفأففففففففاع أّلت ْنَ َ‬


‫سففففففففت أ ْفعَلف ْ‬ ‫ففففففففنَ أففففففففففاع أّلت ْنَ أففففففففففاع أّلت َْ‬
‫ن َ م ْ‬ ‫سفففففففففت أ ْفعَلف ْ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولكنه ِل يُ ْست َ ْع َم ُل إِل مجزو ًءا‪ُ ،‬م َك َّونًا من أربع تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫فففففففففففففففففنَفأففففففففففففففففففاع أّلت ْنَ َ‬


‫ْ‬ ‫سففففففففففففففففففت أ ْفعَلف‬ ‫ففففففففففففففففففنَفأفففففففففففففففففففاع أّلت َْ‬
‫ن َ م ْ‬ ‫ْ‬ ‫سفففففففففففففففففففت أ ْفعَلف‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫نشاط َ‬
‫(ابحث‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫ابحث َفي َمراجعك َاإللكترونية َعن َالبحر َذوات َالتفعيلة َالواحدة َالمكررة‪َ ،‬ثم َحدد َأسماءهاَ‬
‫وتفعيّلتها‪َ .‬‬

‫‪79‬‬
‫تفعيلته َ‬ ‫البحرَالعروضي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫منَضوابطَالبحورَالسابقة‪َ َ:‬‬
‫ص المتقدمين والمتأخرين على وضع ضوابط لبحور الشعر ت ُ َي اس ُر على‬ ‫سبق أن درستَ اح ْر َ‬
‫طالَ العروض حفظ تفعيَلتها ونسبة كل بيت إلى بحره‪ ،‬وقد تعددت صور هذه الضوابط؛ فمنها‬
‫ما يُذْ َك ُر فيه اسمُ البحر وعدد تفعيَلته في الشطر الواحد‪ ،‬ومنها ما ي ُذكر فيه اسمُ البحر مع بيان‬
‫وزنه وأعاريضه وأضربه‪ ،‬ومنها ما يُذكر فيه البحر وآية من القرآن الكريم جاءت على وزنه‪.‬‬

‫كما سبق أن درستَ ضوابط البحور التي تأتي على تفعيلة واحدة‪ ،‬والبحرين اللذين يأتيان‬
‫على تفعيلتين مكررتين‪ ،‬ونذكر لَ ‪ -‬هنا ‪ -‬ضوابط بعض البحور التي تأتي على تفعيَلت مختلفة‪.‬‬

‫ضابطَبحرَالخفيف‪َ َ:‬‬

‫فففففففنَفأففففففففاع أّلت ْنَ َ‬


‫سففففففففت أ ْفعَلف ْ‬ ‫يأفففففففففففاَ أخفيفًفففففففففففاَأ أ ْل أحفففففففففففاظك ْمَفأاتكفففففففففففاتٌَ َ فأففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففي الشطر اْلول كلمة (يا خفيفًا) إشارة إلى أنه ضابط بحر (الخفيف)‪ ،‬واشتمل الشطر‬
‫الثاني على التفعيَلت التي تتكرر في هذا البحر‪ ،‬وهي (فَا اع ََلت ُ ْن ُم ْست َ ْف اع لُ ْن فَا اع ََلت ُ ْن)؛ إذ ترد فيه‬
‫ستَّ مرات إن كان تا ًّما‪.‬‬

‫ضابطَبحرَالمديد‪َ َ:‬‬

‫يأففففففففففاَ أمديففففففففففدًاَأأعْينففففففففففيَشأاخصأففففففففففاتٌَ َ فأففففففففففففففاع أّلت ْنَفأففففففففففففففاعل ْنَفأففففففففففففففاع أّلت ْنَ َ‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫ففي الشطر اْلول كلمة (يَا َمدايدًا) إشارة إلى أنه ضابط بحر (المديد)‪ ،‬واشتمل الشطر الثاني‬
‫على التفعيَلت التي تتكرر في هذا البحر‪ ،‬وهي (فَا اع ََلت ُ ْن فَا اعلُ ْن فَا اع ََلت ُ ْن)‪.‬‬

‫ضابطَبحرَالمضارع‪َ َ:‬‬

‫ْ‬
‫ففففففففففففففففففنَ َ‬‫عنأاَسفففففففففففففففففففماتٌَ َ أمفأفففففففففففففففففففاعيل ْنَفأفففففففففففففففففففاع أَِلتف‬
‫ففففففففففففففففففر ْ‬
‫أ‬ ‫أألأففففففففففففففففففف ْمَت أ ْ‬
‫ضف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففي الشطر اْلول كلمة (تَض َْر ْعنَا) إشارة إلى أنه ضابط بحر (المضارع)‪ ،‬واشتمل الشطر‬
‫الثاني على تفعيَلته‪ ،‬وقد عرفتَ مما سبق أن اْلصل في هذا البحر أن تكون تفعيَلته ست‬
‫تفعيَلت‪:‬‬

‫ن َ أمفأفففففففففاعيل ْنَفأفففففففففاعَِلتف ْ‬
‫ففففففففنَ أمفأفففففففففاعيل ْنَ َ‬ ‫أمفأفففففففففاعيل ْنَفأفففففففففاعَِلت ْ‬
‫فففففففففنَ أمفأفففففففففاعيل َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولكنه ِل يُ ْست َ ْع َم ُل إِل مجزو ًءا‪ُ ،‬م َك َّونًا من أربع تفعيَلت‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫ْ‬
‫ففففففففففففففففففنَ َ‬‫فففففففففففففففففففن َ أمفأفففففففففففففففففففاعيل ْنَفأفففففففففففففففففففاعَِلتف‬
‫َْ‬ ‫أمفأففففففففففففففففففففاعيل ْنَفأففففففففففففففففففففاعَِلتف‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫نشاط َ‬
‫(ابحث‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫ابحثَفيَمراج عكَاإللكترونيةَعنَضوابطَالبحرَذواتَالتفعيلةَالواحدةَالمكررة‪َ،‬ثمَدونهاَفيَ‬
‫الجدولَالتالي‪َ .‬‬
‫ضابطه َ‬ ‫البحرَالعروضي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬

‫‪81‬‬
‫رابعًا‪َ:‬أحرفَالقافية‪َ َ:‬‬

‫سبق أن درستَ أن العلماء اختلفوا في تعريف القافية باعتبارها جز ًءا من بيت الشعر على‬
‫أقوا ٍل أ َ َ‬
‫ص ُّح َها قو ُل الخليل‪ ،‬وهو أنها‪ " :‬الحروف َالتي َتبدأ َمن َمتحرك َقبل َساكنين َفي َآخرَ‬
‫البيأ"(‪.)1‬‬

‫فإذا أردتَ أن تُحدد قافية بي ٍ‬


‫ت ما فقَ اط ْع شطره الثاني تقطي ًعا عروضيًّا‪ ،‬ثم "اعرف آخر‬
‫ساكن فيه‪ ،‬ثم اعرف الساكن الذي قبله‪ ،‬والمتحرك قبل هذا الساكن‪ ،‬وبذلَ تكون قد عرفت‬
‫القافية"(‪.)2‬‬

‫فإذا أردنا أن نحدد القافية من قول الشاعر‪:‬‬

‫أَ‬
‫فففففففففففففاِل َ‬‫علأففففففففففففيَ أهففففففففففففدأاكأ َا ْل أمليففففففففففففكَ َ فأففففففففففففففِنَلكففففففففففففففلَ أمقأففففففففففففففامَ أمقأف‬
‫تأحأفففففففففففن ْنَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فإننا نبدأ بتقطيع الشطر الثاني بعد كتابته عروضيًّا على النحو اآلتي‪:‬‬

‫أ‬ ‫‪ َ ..................................................‬فأففففففففففففِ ْننأ َلك ْلففففففففففففلَ أمقأففففففففففففام ْنَ أمقأف‬


‫فففففففففففاِلَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫التفعيلةَالولى‪(َ:‬فَإ ا ْننَ ) على وزن (فَعُولُ)(‪ ،)3‬ورمزها ‪//‬ه ‪َ َ./‬‬

‫التفعيلةَالثانية‪ (َ:‬الكُ ْل ال) على وزن (فَعُولُ)(‪ ،)4‬ورمزها ‪//‬ه ‪َ ./‬‬

‫ام ْن) على وزن (فَعُولُ ْن)‪ ،‬ورمزها ‪//‬ه ‪/‬ه‪َ َ.‬‬
‫التفعيلةَالثالثة‪َ ( :‬مقَ ا‬
‫التفعيلةَالرابعة‪َ (َ:‬مقَ َاِل) على وزن (فَعُولُ ْن)‪ ،‬ورمزها ‪//‬ه ‪/‬ه‪َ َ.‬‬

‫وحرف اْللف الثاني الذي جاء‬


‫ُ‬ ‫حرف اْللف‬
‫ُ‬ ‫آخر ساكنين في البيت هما‬‫أن َ‬ ‫لعلَ ِلحظت َّ‬
‫من إشباعا الفتحة‪ ،‬والمتحرك الذي قبل الساكن اْلول هو (القاف)‪ ،‬فقافية هذا البيت هي (قاِل)‪،‬‬
‫وهي بعض كلمة (مقاِل)‪ ،‬فالقافية ‪ -‬هنا ‪ -‬بعض كلمة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫نشاط َ‬
‫(ابحث‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫ابحثَفيَمراجعكَاإللكترونيةَعنَاختّلفاتَالعلماءَفيَتعريفَالقافيةَالعروضية‪َ،‬ثمَدأو ْنهأاَفيَ‬
‫السطرَالتالية‪َ .‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................... ................................................ .............‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................... .................................‬‬
‫َ‬
‫تذكرَأن‪ََ:‬‬
‫وبعض كلمة‪ ،‬وتكون كلمتين‪ ،‬وهذه‬
‫َ‬ ‫بعض كلمة‪ ،‬وتكون كلمةً‪ ،‬وتكون كلمةً‬
‫َ‬ ‫القافية تكون‬
‫سا‪ ،‬هو أن تكون القافية كلمتين‬ ‫بعض المحدثين قس ًما خام ً‬
‫ُ‬ ‫هي اْلقسام اْلربعة المشهورة‪ ،‬وقد زاد‬
‫وبعض كلمة‪ ،‬ومثل لها بقول الشاعر من مشطور الرجز‪:‬‬

‫ففففففففرَالفففففففففدينأََاإللفففففففففهََفأ أجبأفففففففففر َ َ‬
‫قففففففففف َْدَ أجبأف أَ‬
‫(‪َ)1‬‬ ‫َ‬
‫فالقافية هي (ِلهُ فجبر)‪ ،‬وكأنه عدَّ الفاء كلمة ‪.‬‬

‫ي‪ ،‬والوصل‪ ،‬والخروج‪ ،‬والردف‪ ،‬والتأسيس‪ ،‬والدخيل)‪،‬‬ ‫وأحرف القافية ستة هي‪( :‬الرو ُّ‬
‫و(الروي) هو أهم هذه اْلحرف الستة؛ إذ ِل تخلو منه قصيدة‪.‬‬

‫وهذه معاني اْلحرف الستة‪:‬‬

‫أأو ًَِل‪َ-‬الرويَ‪َ :‬‬

‫َ‬ ‫الحرف الذي ت ُ ْبنَى عليه القصيدة ويتكرر بت َ ْك َر اار أَبْياتها‪ ،‬وقد ت ُ ْن َ‬
‫س ُ‬ ‫ُ‬ ‫حرف الروي ا(‪ )2‬هو‪:‬‬
‫القصيدة إليه‪ ،‬فيقال‪ :‬قصيدة ِلمية‪ ،‬إذا كان حرف الَلم هو الروي‪ ،‬ويقال‪ :‬قصيدة دالية‪ ،‬إذا كان‬
‫حرف الدال هو الروي‪ ،‬وِل تخلو منه قافية‪ ،‬وقد تخلو من بقية الحروف‪.‬‬

‫وحرف الروي ا يكون ساك ًنا ويكون متحر ًكا بإحدى الحركات الثَلث (الضمة والفتحة‬
‫ُ‬
‫والكسرة)‪ ،‬فمثال الروي الساكن‪ :‬قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫صفففففففففففائ ٌرَللفففففففففففز أوا ْلَ َ‬


‫عفففففففففففيْشَ أ‬ ‫ففففففففففففففففففرأًَ أ‬
‫عيْشفففففففففففففففففففهَ َ كفففففففففففلَ أ‬ ‫أ‬ ‫أِلَيأغفففففففففففففففففففرن ْ‬
‫َامف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ومثال الروي المتحرك بالضمة‪ :‬قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫سففففففففففاكنٌَ َ أوا ْلقأ ْلفففففففففبَمنفففففففففيَجأاهفففففففففدٌَ أمجْ هفففففففففودَ َ‬ ‫ا ْلقأ ْلففففففففففبََم ْن أهففففففففففاَم ْ‬
‫سففففففففففتأريحٌَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ومثال الروي المتحرك بالفتحة‪ :‬قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫فففففففففففففففارا َ‬
‫أ‬ ‫ربَنأفففففففففففففففففففارَبفففففففففففففففففففأَأ أ ْرمق أهفففففففففففففففففففا َ ت أ ْقضففففففففففففففففمَا ْله ْنففففففففففففففففدي أ‬
‫َوا ْلغأف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ومثال الروي المتحرك بالكسرة‪ :‬قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫سفففففففففففففففففففففففففففففاتٌ َموحشفففففففففففففففففففففففففففففاتٌَ َ مثْففففففففففففففففففففلَآيأففففففففففففففففففففاتَالزبففففففففففففففففففففورَ َ‬


‫دأار أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت بعده حرف‪ ،‬وإن كان متحر ًكا وجَ أن‬ ‫ي إذا كان ساكنًا لم يأ ا‬ ‫َّ‬ ‫الرو‬ ‫أن‬ ‫ِلحظتَ‬ ‫ولعلَ‬
‫يكون بعده حرف من جنس حركته‪ ،‬فيكون بعد الضمة واو‪ ،‬وبعد الفتحة ألف‪ ،‬وبعد الكسرة ياء‪.‬‬
‫ص ًَل‪ ،‬كما‬
‫ي يُس َّمى َو ْ‬ ‫وقد يكون بعد حرف الروي هاء ساكنة أو متحركة‪ ،‬والحرف الذي يلي الرو َّ‬
‫سيأتي‪.‬‬

‫ثانيًا‪َ-‬الوصل‪َ :‬‬

‫حرف َم ٍد ينشأ عن إشباع حركة الرويا‪ ،‬أو هاء تلي الروي‪ ،‬فحروف‬
‫ُ‬ ‫حرف الوصل هو‪:‬‬
‫المد ثَلثة (اْللف والواو والياء)‪ ،‬والهاء إما ساكنة وإما متحركة بإحدى الحركات الثَلث‪،‬‬
‫ص َل من ذلَ أن الوصل على سبعة أوجه‪:‬‬‫فتح َّ‬
‫ي مفتو ًحا‪.‬‬
‫الول‪َ:‬ألف ناشئة عن إشباع الفتحة إذا كان الرو ُّ‬
‫مكسورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫الثاني‪َ:‬ياء ناشئة عن إشباع الكسرة إذا كان الرو ُّ‬
‫ي مضمو ًما‪.‬‬
‫الثالث‪َ:‬واو ناشئة عن إشباع الضمة إذا كان الرو ُّ‬
‫الرابع‪َ:‬هاء ساكنة‪.‬‬
‫الخامس‪َ:‬هاء مفتوحة(‪.)1‬‬
‫السادس‪َ:‬هاء مضمومة(‪.)2‬‬
‫السابع‪َ:‬هاء مكسورة(‪.)3‬‬
‫فمثال الوصل باْللف‪( :‬انتسا َبا) في قول الشاعر‪:‬‬

‫أففففففاو ْزتَقأفففففففدْري َ ب أمففففففففففدْحكأ َبأ ْيففففففففففدأَأأنَلف أ‬


‫فففففففففيَا ْنت أ‬
‫سففففففففففابأا َ‬ ‫أبأففففففاَالز ْهففففففراءَقأفففففففدَْج أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حرف َم ٍد نشأ عن إشباع فتحة الباء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ي هو (الباء)‪ ،‬و(اْللف) وصل؛ ْلنه‬ ‫فالرو ُّ‬
‫ومثال الوصل بالواو‪( :‬جميلُ) في قول الشاعر‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫ففؤمَع ْرضففهَ َ فأكفففففففففففففففلَردأاءَيأ ْرتأديفففففففففففففففهَجأميفففففففففففففففلَ َ‬ ‫إذأاَا ْل أم ْ‬
‫ففرءَلأفف ْمَيأفف ْدنأ ْ‬
‫سَمففنأ َالل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مد نشأ عن إشباع ضمة الَلم‪.‬‬ ‫حرف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ي هو (الَلم)‪ ،‬و(الواو) وصل؛ ْلنه‬ ‫فالرو ُّ‬
‫(الناس) في قول الشاعر‪:‬‬
‫ا‬ ‫ومثال الوصل بالياء‪:‬‬

‫ففففرَلأففففف ْمَي ْعففففف أَد ْمَج أأوازيأفففففهَ َ أِلَيأففففذْ أهبَالعف ْ‬


‫فففرفَبأفففف ْينأ َاللففففه أ‬
‫َوالنففففاسَ َ‬ ‫ففففنَيأ ْفعأفففففلَالخ ْيف أ‬
‫أم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مد نشأ عن إشباع كسرة السين‪.‬‬ ‫حرف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ي هو (السين)‪ ،‬و(الياء) وصل؛ ْلنه‬ ‫فالرو ُّ‬
‫ومثال الوصل بالهاء الساكنة‪( :‬كاهلُهْ) في قول الشاعر‪:‬‬
‫َ‬ ‫اركًففففففا َ شأففففففديدًاَبأأحْ نأففففففاءَا ْلخ أّلفففففففةَكأاهلفففففف َه‬
‫ْ (‪)2‬‬
‫أرأأيْففففففأَا ْل أوليففففففدأَ ْبففففففنأ َا ْليأزيففففففدَمبأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي هو (الَلم)‪ ،‬و(الهاء الساكنة) وصل‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫فالرو‬
‫ومثال الوصل بالهاء المفتوحة‪( :‬يوافقها) في قول الشاعر‪:‬‬
‫فففففففففنَفأفففففففففرَم ْ‬
‫فففففففففنَ أمنيتفففففففففهَ َ فففففففففففيَ أب ْعففففففففففضَغراتففففففففففهَي أوافقهأففففففففففا َ‬ ‫يوشفففففففففكَ أم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي هو (القاف)‪ ،‬و(الهاء المفتوحة) وصل‪ ،‬و(اْللف) خروج‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫فالرو‬
‫ومثال الوصل بالهاء المضمومة‪( :‬عُ َّودُهُ) في قول الشاعر‪:‬‬

‫ضففففففففففففففففففنأاكأ َ أجفأفففففففففففففففففففاهَ أم ْرقأفففففففففففففففففففدهَ َ أوبأ أكفففففففففففففففففففاه أ‬


‫َو أرحففففففففففففففففففف أمَعفففففففففففففففففففودهَ َ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي هو (الدال)‪ ،‬و(الهاء المضمومة) وصل‪ ،‬وقد نشأ عن إشباعها حرف مد هو‬ ‫فالرو ُّ‬
‫(الواو)‪ ،‬ويسمى هذا الحرف (خرو ًجا)‪.‬‬
‫ومثال الوصل بالهاء المكسورة‪( :‬نَ ْع ال اه) في قول الشاعر‪:‬‬
‫فففففراكَنأ ْعلففففففهَ َ‬ ‫فففففوتَأ أ ْدنأففففففىَمف ْ‬
‫فففففنَشف أ‬ ‫َامففففففففرأَمصأففففففففبحٌَفففففففففيَأ أ ْهلففففففففهَ َ أوا ْل أمف ْ‬
‫كففففففففل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حرف مد هو (الياء)‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ي هو (الَلم)‪ ،‬و(الهاء المكسورة) وصل‪ ،‬وقد نشأ عن إشباعها‬ ‫فالرو ُّ‬
‫ويسمى هذا الحرف (خرو ًجا)‪.‬‬
‫ثالثًا‪َ-‬الخروج‪َ :‬‬
‫سبق القول بأن الوصل قد يكون بالهاء الساكنة أو الهاء المتحركة‪ ،‬وبأنه إذا كان بالهاء‬
‫المتحركة فإنه ينشأ عن حركتها حرف ٍ‬
‫مد (ألف‪ ،‬أو واو‪ ،‬أو ياء)‪ ،‬ويُس َّمى هذا الحرف (خرو ًجا)‪،‬‬
‫حرف لين ينشأ عن إشباع حركة هاء الوصل‪ ،‬ويكون ألفًا إذا كانت ها ُء الوصل‬ ‫ُ‬ ‫فالخروج‪:‬‬
‫واوا إذا كانت هاء الوصل مضمومة‪ ،‬ويكون يا ًء إذا كانت هاء الوصل مكسورةً‪،‬‬
‫مفتوحة‪ ،‬ويكون ً‬
‫وقد تقدمت أمثلته‪.‬‬

‫راب ًعا‪َ-‬الردف‪َ :‬‬


‫الردف‪ :‬حرف ٍ‬
‫مد أو لين يقع قبل الروي‪ ،‬ويكون ألفا وواوا ويا ًء‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫فمثال الردف باْللف قول الشاعر‪:‬‬
‫عفأففففففأْ َآثأففففففارهَم ْنففففففذَأ أ ْز أمفففففففانَ َ‬
‫َوع ْرفأففففانَ َ أو أربْففففففعَ أ‬ ‫قفأففففاَنأ ْبففففكَمف ْ‬
‫فففنَذ ْكف أ‬
‫فففر َحأبيففففب أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي هو (النون)‪ ،‬والردف هو (اْللف) التي قبل الروي‪ ،‬وهي حرف مدٍ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫فالرو‬
‫ومثال الردف بالواو قول الشاعر‪:‬‬
‫سففففففلولَ َ‬ ‫ضففففففففاءَبففففففففهَ َ مهأنففففففدٌَمف ْ‬
‫فففففنَسففففففيوفَاللففففففهَ أم ْ‬ ‫ست أ أ‬
‫فففففففورَي ْ‬
‫ٌ‬ ‫إنَالرسففففففففولأَ ألنف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حرف ٍ‬
‫مد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وهي‬ ‫الروي‪،‬‬ ‫قبل‬ ‫التي‬ ‫(الواو)‬ ‫هو‬ ‫والردف‬ ‫(الَلم)‪،‬‬ ‫هو‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫فالرو‬
‫ومن الردف بالواو ‪ -‬أيضا ‪ -‬قول الشاعر‪:‬‬
‫شفففففففففففمَثأف ْ‬
‫ففففففففففوبي َ‬ ‫ففففففففففيَويأ أ‬
‫أ‬ ‫َرأْسف‬
‫شفففففففففففم أ‬
‫غ ْيبأففففففففةَ َ يأ أ‬ ‫ك ْنففففففففأَإذأاَ أمففففففففاَجئْتففففففففهَمف ْ‬
‫فففففففنَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي هو (الباء)‪ ،‬والردف هو (الواو) التي قبل الروي‪ ،‬وهي حرف لين؛ ْلنها ساكنة بعد‬ ‫فالرو ُّ‬
‫فتح‪.‬‬
‫ومثال الردف بالياء قو ُل الشاعر‪:‬‬
‫سفففففففففففففففففائلَاللفففففففففففففففففه أَِلَيأخيفففففففففففففففففبَ َ‬ ‫سفففففففففففأألَالنف‬
‫ففففففففففاسَيأحْ رمفففففففففففوهَ َ أو أ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ففففففففففنَيأ ْ‬
‫أمف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حرف مدٍ‪.‬‬‫ُ‬ ‫ي هو (الباء)‪ ،‬والردف هو (الياء) التي قبل الروي‪ ،‬وهي‬ ‫فالرو ُّ‬
‫سا‪َ:‬التأسيس َ‬ ‫خام ً‬
‫التأسيس‪ :‬هو اْللف التي يكون بينها وبين الروي ا حرف متحرك‪ ،‬كاْللف من كلمة (زاخر)‬
‫في قول سيدنا حسان بن ثابت ‪ -‬رضي الله عنه ‪:-‬‬
‫ففففنَيأجفففففودَ أكفأفففففيْضَبأحْ فففففر أ‬
‫َزاخفففففرَ َ‬ ‫صفففففففففبأةَآدأمَ َ يأفففففاَ أمف ْ‬ ‫أ أ ْنفففففففففأأ َالنبفففففففففي أ‬
‫َوخ ْيفففففففففرَع ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فالتأسيس هو اْللف من (زاخر)؛ ْلن بينها وبين الروي حرفا متحركا‪.‬‬
‫َ‬
‫سا‪َ:‬الدخيل‬ ‫ساد ً‬
‫الدخيل‪ :‬هو الحرف المتحرك الذي يفصل ألف التأسيس عن الروي‪ ،‬والدخيل في البيت‬
‫ا لسابق هو حرف (الخاء)؛ ْلنه هو الذي فصل بين ألف التأسيس والروي الذي هو (الراء)‪.‬‬
‫وبعد أن عرفت أحرف القافية الستة ننبهَ إلى أن هذه اْلحرف الستة ِل يمكن اجتماعها في‬
‫بيت واحد؛ ْلن (الردف)‪ ،‬و(التأسيس) ِل يجتمعان‪ ،‬فالقصيدة "إذا كانت مؤسسة فَل ردف فيها‪،‬‬
‫وإن كانت مردوفة فَل تأسيس فيها"(‪.)1‬‬
‫وقد تبين لَ مما سبق أن حرف الروي ا هو الحرف الذي ت ُ ْبنَى عليه القصيدة‪ ،‬وأن اْلحرف‬
‫الخمسة الباقية على ضربين‪:‬‬
‫أحدهما‪َ:‬ما يقع بعد الروي‪ ،‬وهو (الوصل) و(الخروج)‪.‬‬
‫واْلخر‪َ:‬ما يقع قبل الروي‪ ،‬وهو (الردف) و(التأسيس) و(الخروج)‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫(تدريب) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬تعاونَمعَزمّلئكَفيَتعيينَالروي َوالوصل َوالخروج َفيَالبياتَاْلتية‪َ،‬‬
‫مستعينًاَبالمجابَعنه‪َ،‬معَالعلمَبأنهَِلَيلزمَأنَتجتمعَالحرفَالثّلثةَفيَكلَبيأ‪َ .‬‬
‫علأفففففىَقأفففففدْرَالكفففففرامَا ْل أم أكفففففارمََ َ‬ ‫فففزائمَ َ وتأفففففأْتيَ أ‬ ‫علففففىَقأففففدْرَأهففففلَالعففففزمَتففففأتيَال أعف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففففففففيسَإلأففففففففففففففففىَضففففففففففففففففدهََ َ‬
‫أ‬ ‫ف‬‫اَق‬‫أ‬ ‫ذ‬ ‫َإ‬ ‫ِل‬
‫َ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فففففففففففففففه‬
‫ف‬ ‫اح‬ ‫د‬ ‫َم‬ ‫فففففففففففففففر‬‫ف‬‫ْث‬‫ك‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫َِل‬ ‫ء‬ ‫فففففففففففففففي‬
‫ْ‬ ‫ف‬ ‫والش‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففوادرَتأحْ مفففففففيَصأففففففف ْف أوهَأ أ ْنَي أكففففففففد أراَ َ‬ ‫ففففنَلأفففففهَ َ بأ أ‬ ‫ففففرَففففففيَح ْلفففففمَإذأاَلأففففف ْمَيأكف ْ‬ ‫أو أِلَ أخ ْيف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضَأ أ ْبقأفففففففففففففففففففففففلَإ ْبقأالأهأفففففففففففففففففففففففاَ َ‬‫َو ْدقأ أهفففففففففففففاَ َ أو أِلَأ أ ْر أ‬
‫َو أدقأفففففففففففففأْ أ‬‫ففففففففففففّلَم ْزنأفففففففففففففةٌ أ‬
‫أ‬ ‫فأف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صففففففففففع أرَ أخففففففففففدهَ َ أمشأفففففففف ْينأاَإلأيْففففففففهََبالسففففففففيوفَنعأاتبفففففففف َْهَ َ‬ ‫إذأاَا ْل أملفففففففففكَا ْلجأبففففففففففارَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففففففففففففَللبفففففففففففففففففففينَيفففففففففففففففففففرددَهَ َ‬
‫ٌ‬ ‫رقفففففففففففففففففففدَالسفففففففففففففففففففمَارََوأرقفففففففففففففففففففهََ َ أسف‬
‫َ‬ ‫َ َ‬

‫الخروج َ‬ ‫الوصل َ‬ ‫الروي َ‬ ‫رقمَالبيأ َ‬


‫ِل يوجد‬ ‫الواو‬ ‫الميم‬ ‫الول َ‬
‫الثاني َ‬
‫الثالث َ‬
‫الرابع َ‬
‫الهاء الساكنة‬ ‫الباء‬ ‫الخامس َ‬
‫الواو الناشئة عن إشباع هاء الوصل المضمومة‬ ‫السادس َ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪87‬‬
‫سا‪َ:‬القافيةَمنَحيثَاإلطّلَْوالتقييد‪َ :‬‬
‫خام ً‬
‫عرفتَ مما سبق أن أهم أحرف القافية هو حرف الرويا؛ إذ ِل يخلو بيت منه‪ ،‬وأنه يكون‬
‫ساكنًا ومتحر ًكا‪.‬‬

‫فإن كان حرف الروي ا ساكنًا فالقافية مقيدة‪.‬‬

‫وإن كان حرف الروي ا متحر ًكا بإحدى الحركات الثَلث (الضمة والفتحة والكسرة) فالقافية‬
‫مطلقة‪.‬‬

‫وقد سبق أن ذكرنا لَ أمثلةً للروي ا الساكن والمتحرك‪ ،‬ودونَ أمثلةً أخرى غير ما سبق‪.‬‬

‫فمثال الروي الساكن‪ :‬قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫ففففففنَنأظف ْ‬
‫ففففففرَ َ‬ ‫سفففففففنهأاَ أمف ْ‬ ‫سفففففففففففا أءَإذأاَ أمفففففففففففاَبأفففففففففففدأتَْ َ أوي ْب أهفففففففأَمف ْ‬
‫ففففففنَح ْ‬ ‫تأفففففففففففزينَالن أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ومثال الروي المتحرك بالضمة‪ :‬قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫شففففففففففف ْيئ ًاَفأ أد ْ‬


‫عفففففففففففهَ َ أو أجفففففففففففاو ْزهَإلأفففففففففففىَ أمفففففففففففاَت أ ْ‬
‫سفففففففففففتأطيعَ َ‬ ‫إذأاَلأففففففففففف ْمَت أ ْ‬
‫سفففففففففففتأط ْعَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ومثال الروي المتحرك بالفتحة‪ :‬قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫َو أِلَك أّلبأفففففففففففا َ‬ ‫فففففففنَن أم ْيففففففففرَ َ فأف أ‬


‫ففففففففففّلَ أك ْعبًفففففففففففاَبألأ ْغفففففففففففأأ أ‬ ‫فَإنففففففففكأ َم ْ‬ ‫فأغفففففففضَالط ْ‬
‫فففففففر أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ومثال الروي المتحرك بالكسرة‪ :‬قو ُل الشاعر‪:‬‬

‫سفففففففففففففففا(م) َ أءةأَأ أ ْكثأففففففففففففففففففففففففففرواَا ْل أح أ‬


‫سففففففففففففففففففففففففففنأاتَ َ‬ ‫أوإذأاَهفففففففففففففففمَذأكأفففففففففففففففرواَاإل أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولكل من القافية المقيدة والمطلقة أنواع‪ ،‬وهذا بيانها‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫أأو ًِل‪َ:‬أنواعَالقافيةَالمقيدة‪َ َ:‬‬

‫القافية المقيدة ثَلثة أنواع‪ :‬مقيدة مجردة‪ ،‬ومقيدة مردوفة‪ ،‬ومقيدة مؤسسة‪.‬‬

‫‪ -1‬القافية المقيدة المجردة‪ :‬هي القافية الساكنُ رويُّها والخالية من الردف والتأسيس(‪ ،)1‬نحو قول‬
‫الشاعر‪:‬‬

‫أفففففففففففففففففففوابيَشأفففففففففففففففففففغأ أل ْكَ َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬ ‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففراَفأاد ًحفففففففففففففففففففففففففففففففففففا َ ع‬
‫أفففففففففففففففففففنَج‬ ‫ً‬ ‫إنَأ أ ْمف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فالقافية مقيدة لسكون رويها‪ ،‬ومجردة من الردف؛ لعدم وجود حرف مد أو لين قبل الروي‪،‬‬
‫ومجردة من التأسيس؛ لعدم وجود ألف بينها وبين الروي حرف‪.‬‬

‫‪ – 2‬القافية المقيدة المردوفة‪ :‬هي القافية الساكن رويُّها والمسبوق بألف‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫صفففففففففففائ ٌرَللفففففففففففز أوا ْلَ َ‬
‫عفففففففففففيْشَ أ‬
‫عيْشفففففففففففففففففهَ َ كفففففففففففلَ أ‬ ‫أِلَيأغفففففففففففففففففرن ْ‬
‫َامفففففففففففففففففر ًءاَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فالقافية مقيدة؛ لسكون رويها‪ ،‬ومردوفة؛ لوجود حرف اْللف قبل الروي‪ ،‬وهو حرف مدٍ‪.‬‬

‫‪ – 3‬القافية المقيدة المؤسسة‪ :‬هي القافية الساكن رويُّها والمسبوق بحرفٍ قبله ألف‪ ،‬نحو قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ايَففففففففففيَا ْلعشفففففففففاَْ أ‬
‫غففففففففففاد ْرَ َ‬ ‫علأففففففففففىَالسفففففففففف ْل أوانَقأففففففففففاد َْر َ أوس أ‬
‫فففففففففو أ‬ ‫أ‬
‫غيْففففففففففريَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فالقافية مقيدة؛ لسكون رويها‪ ،‬ومؤسسة؛ لوجود ألف بينها وبين الروي حرف متحرك‪.‬‬

‫ثانيًا‪َ:‬أنواعَالقافيةَالمطلقة‪َ َ:‬‬

‫القافية المطلقة ستة أنواع‪:‬‬

‫مطلقة مجردة موصولة بحرف المد‪ ،‬ومطلقة مجردة موصولة بحرف الهاء‪ ،‬ومطلقة‬
‫مردوفة موصولة بحرف المد‪ ،‬ومطلقة مردوفة موصولة بحرف الهاء‪ ،‬ومطلقة مؤسسة موصولة‬
‫بحرف المد‪ ،‬ومطلقة مؤسسة موصولة بحرف الهاء‪ .‬وقبل تفصيل هذا الجمال نذكر أبناءنا‬
‫الطَلب بأمرين‪:‬‬

‫أحدهما‪ :‬أن المراد بالقافية المجردة القافيةُ التي خلت من الردف والتأسيس‪ ،‬وقد عرفتَ المراد‬
‫منهما‪.‬‬

‫حرف ال َم اد الذي ينشأ عن إشباع حركة الرويا‪ ،‬أو الها ُء التي تلي‬
‫ُ‬ ‫واْلخر‪ :‬أن المراد بالوصل‬
‫الروي‪.‬‬

‫‪ – 1‬القافية المطلقة المجردة الموصولة بحرف المد‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬

‫ففففففىَوتأجأمفففففففلَ َ‬
‫أ‬ ‫سف‬‫ففففففكَأ أ ً‬ ‫علأففففففيَ أمطففففففيه َْم َ يأقولفففففففونأ أ‬
‫‪َِ:‬لَتأهْلف ْ‬ ‫وقوفًففففففاَب أهففففففاَ أ‬
‫صففففففحْ بيَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بالمد (الياء) التي نشأت عن‬ ‫ا‬ ‫فالقافية مطلقة؛ ْلن رويَّها (الَلم) متحرك بالكسرة‪ ،‬موصولة‬
‫إشباع الكسرة‪ُ ،‬مجردَة من الردف والتأسيس‪.‬‬

‫‪ -2‬القافية المطلقة المجردة الموصولة بحرف الهاء‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬

‫فففففراكَنأ ْعلففففففهَ َ‬ ‫فففففوتَأ أ ْدنأففففففىَمف ْ‬


‫فففففنَشف أ‬ ‫َامففففففففرأَمصأففففففففبحٌَفففففففففيَأ أ ْهلففففففففهَ َ أوا ْل أمف ْ‬
‫كففففففففل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فالقافية مطلقة؛ ْلن رويَّها (الَلم) متحرك بالكسرة‪ ،‬موصولة بحرف الهاء‪ُ ،‬مجردَة من‬
‫الردف والتأسيس‪.‬‬

‫‪ -3‬المطلقة المردوفة الموصولة بحرف المد‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬

‫فففففففّلمَم ْنففففففففكأ َنأصففففففففيبَ َ‬


‫سف أ‬ ‫ففففففزمَع ْنفففففففدأكأ َ أم ْنفففففففز ٌَل َ أوللففففففففدين أ‬
‫َو ْاإل ْ‬ ‫أ أ ْنفففففففأأ ْ‬
‫َامفففففففرعٌَل ْل أحف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فالقافية مطلقة؛ ْلن رويَّها (الباء) متحرك بالضمة‪ ،‬موصولة بالمد (الواو) التي نشأت عن‬
‫إشباع ضمة (الباء)‪ ،‬مردوفة؛ لوجود حرف مد قبل الروي‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -4‬المطلقة المردوفة الموصولة بحرف الهاء‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫عفأفففففففففأَالفففففففففديأارَ أمحألهأفففففففففاَفأمقأامهأفففففففففا َ بمنًفففففففففىَتأأأبفففففففففدأَ أ‬
‫غ ْولهأفففففففففاَفأرجأامهأفففففففففا َ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فالقافية مطلقة؛ ْلن رويَّها (الميم) متحرك بالضمة‪ ،‬موصولة بالهاء‪ ،‬مردوفة؛ لوجود حرف‬
‫مد قبل الروي(‪.)1‬‬

‫‪ -5‬المطلقة المؤسسة الموصولة بحرف المد‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬

‫كلينففففففففيَل أهففففففففمَيأففففففففاَأ أم ْي أمففففففففةأَنأاصففففففففبَ َ أولأ ْيففففففففلَأقأاسففففففففيهَبأطففففففففيءَا ْلك أأواكففففففففبَ َ‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫فالقافية مطلقة؛ ْلن رويَّها (الباء) متحرك بالكسرة‪ ،‬موصولة بالمد (الياء) التي نشأت عن‬
‫إشباع كسرة (الباء)‪ ،‬مؤسسة؛ لوجود ألف بينها وبين الروي حرف‪.‬‬

‫‪ -6‬المطلقة المؤسسة الموصولة بحرف الهاء‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬


‫َال أ ْو أ‬
‫طفففففانَفأاللفففففهَنأاصفففففر ْهَ َ‬ ‫َرائفففففدأَع ْأزمفففففهَ َ إلأفففففىَر ْفعأفففففة ْ‬
‫ص أ‬ ‫َاإل ْخف أ‬
‫ففففّل أ‬ ‫ففففنَيأجْ عأفففففل ْ‬
‫أو أمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فالقافية مطلقة؛ ْلن رويَّها (الراء) متحرك بالضمة‪ ،‬موصولة بالهاء‪ ،‬مؤسسة؛ لوجود ألف‬
‫بينها وبين الروي حرف‪.‬‬

‫(تدريب) َ‬
‫عزيزي َالطالب َ‪َ ...‬تعاون َمع َزمّلئك َفي َاستخراج َالقوافي َالمطلقة َوالمقيدة َفيما َيأتي‪َ ،‬معَ‬
‫بيانَنوعَكلَمنهاَ‪َ .‬‬
‫ٌ‬
‫فففففففففففففففففففوابهَ ْمَ َ أودأاركأ َ أمأْهولأفففففففففففففففففففففففةَعأفففففففففففففففففففففففام أر َْهَ َ‬
‫أ‬ ‫فأبأابفففففففففففففففففففكأ َأ أ ْلفففففففففففففففففففيأنَأ أ ْبف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طفففففففرَالسف أ‬
‫ففففففّلمََ َ‬ ‫علأ ْيفففففففكأ َ أيفففففففاَ أم أ‬
‫ْسَ أ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫فففففف‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫و‬‫أ‬ ‫َ‬ ‫أفففففففففاَ‬
‫ه‬ ‫ي‬
‫ٌ ْ‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫فففففففففر‬ ‫أ‬
‫ط‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫ففففففففاَ‬ ‫ف‬‫َي‬ ‫َاللفففففففففه‬ ‫م‬ ‫أ‬
‫ففففففففّل‬ ‫ف‬‫س‬‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففكَِلبففففففففنٌ َفففففففففيَالصففففففففيْفَتأففففففففام َْرَ َ‬ ‫أ‬ ‫فففففففففففففففيَو أزع ْأمففففففففففففففففأأ َأ ْنــففففففففففففففففـَ َ نأف‬
‫أ‬ ‫ف‬‫ن‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫أ‬
‫أو أ ْ‬
‫ر‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوصففففففففحأاح ْهَ َ‬ ‫فففففففنَأأقأاصففففففففيهَسفففففففف ْقمه أ‬ ‫َواحفففففففففففدٌَيأت أ أّلقأفففففففففففىَ َ مف ْ‬ ‫طفففففففففففنَا ْلعف ْ‬
‫ففففففففففرب أ‬ ‫أو أ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬

‫نوعها َ‬ ‫القافيةَ(مطلقةَ‪َ-‬مقيدة) َ‬ ‫رقمَالبيأ َ‬


‫الول َ‬
‫الثاني َ‬
‫الثالث َ‬
‫الرابع َ‬
‫َ‬

‫سا‪َ:‬القافيةَمنَحيثَحركاتها‪َ :‬‬
‫ساد ً‬

‫‪91‬‬
‫سبق أن درست أن أص َّح تعريف للقافية هو قول الخليل بأن القافية هي‪" :‬الحروفَالتيَتبدأَ‬
‫منَمتحركَقبلَساكنينَفيَآخرَالبيأ"‪.‬‬

‫ومعنى هذا التعريف أن القافية ِل بدَّ أن تشتمل على ساكنين‪ ،‬وقد تَت َ َّب َع العروضيون ما جاء‬
‫عن العرب فوجدوا أن الساكنين إما أن يتصَل‪ ،‬وإما أن يفصل بينها حرف متحرك واحد‪ ،‬وإما أن‬
‫يفصل بينهما حرفان متحركان‪ ،‬وإما أن يفصل بينهما ثَلثة أحرف متحركة‪ ،‬وإما أن يفصل‬
‫بينهما أربعة أحرف متحركة‪.‬‬

‫فهذه خمسة أنواع للقافية من حيث الحركات التي تفصل بين سا اكنَ ْي َها‪ ،‬ولكل نوعٍ من هذه‬
‫اْلنواع الخمسة اسم ذكره العروضيون‪.‬‬

‫الول‪َ:‬ا ْلمت أ أرادفَ‪ :‬ك ُّل قافي ٍة التقى ساكناها‪ ،‬ولم يُ ْف َ‬


‫صل بينهما بفاصل‪ ،‬نحو‪ :‬قول الشاعر‪:‬‬

‫صفففففففففففائ ٌرَللفففففففففففز أوا ْلَ َ‬


‫عفففففففففففيْشَ أ‬
‫عيْشفففففففففففففففففهَ َ كفففففففففففلَ أ‬
‫فففففففففففففففففر ًءاَ أ‬
‫أ‬ ‫أِلَ أيغفففففففففففففففففرن ْ‬
‫َام‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال) ‪/‬ه ه‪ ،‬وقد التقى فيها الحرفان الساكنان‪ ،‬وهما‪ :‬اْللف والَلم‪.‬‬ ‫(و ْ‬‫َ‬ ‫البيت‬ ‫في‬ ‫فالقافية‬

‫الثاني‪َ:‬ا ْلمت أ أواترَ‪ :‬ك ُّل قافي ٍة فَ َ‬


‫ص َل بين ساكنيها حرف واحد متحرك‪ ،‬نحو‪ :‬قول الشاعر‪:‬‬

‫غففففففففففةأَذوَبأيأففففففففففانَ َ إذأاَلأفففففففففففف ْمَيأتخففففففففففففذْكأ َلأففففففففففففهَكتأابأففففففففففففا َ‬


‫فَالبأ أّل أ‬
‫فففففففففر أ‬
‫عف أ‬ ‫فأ أمففففففففففاَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َل بين سا اكنَيْها حرف واحد متحرك هو (الباء)‪.‬‬ ‫فالقافية في البيت (ت َابا) ‪/‬ه ‪/‬ه‪ ،‬وقد فَ َ‬

‫الثالث‪َ:‬ا ْلمتأدأاركَ‪ :‬ك ُّل قافي ٍة فَ َ‬


‫ص َل بين ساكنيها حرفان متحركان متواليان‪ ،‬نحو‪ :‬قول الشاعر‪:‬‬

‫طتيَإذأاَلأففففففففف ْمَأ ْظلأفففففففففمَ َ‬


‫ففففففففمحٌَم أخفففففففففالأ أ‬
‫سف ْ‬ ‫أ‬ ‫أأثْنففففففففيَ أ‬
‫علأففففففففيَبَ أمففففففففاَعأل ْمففففففففأَفأففففففففِنني َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ساكنَ ْي َها حرفان متحركان متواليان‪ ،‬هما‬ ‫ص َل بين ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫‪//‬‬ ‫ه‬ ‫‪/‬‬ ‫)‬‫م‬‫ا‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ظ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫(أ‬ ‫البيت‬ ‫في‬ ‫فالقافية‬
‫(الَلم)‪ ،‬و(الميم)‪.‬‬

‫ص َل بين ساكنيها ثَلثةُ أحرف متحركة‪ ،‬نحو‪ :‬قول الشاعر‪:‬‬


‫الرابع‪َ:‬ا ْلمت أ أراكبَ‪ :‬ك ُّل قافي ٍة فَ َ‬
‫فففففففففففففففففففعَ َ‬
‫ْ‬ ‫فففففففففففففففففففاَوأ أ أ‬
‫ضف‬ ‫أ‬ ‫ع َ أأخففففففففففففففففففففبَفي أهف‬ ‫يأفففففففففففففففاَلأ ْيتأنفففففففففففففففيَفي أهفففففففففففففففاَ أجفففففففففففففففذأ َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َل بين سا اكنَ ْي َها ثَلثة أحرف متحركة‪ ،‬هي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫‪///‬‬ ‫ه‬‫‪/‬‬ ‫)‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َا‬‫ه‬ ‫(‬ ‫البيت‬ ‫في‬ ‫فالقافية‬
‫(الواو)‪ ،‬و(الهمزة)‪ ،‬و(الضاد)‪.‬‬

‫ص َل بين ساكنيها أربعةُ أحرف متحركة‪ ،‬نحو‪ :‬قول الشاعر‪:‬‬


‫الخامس‪َ:‬ا ْلمتأكأاوسَ‪ :‬ك ُّل قافي ٍة فَ َ‬
‫أزلفففففففأََْبفففففففهَإلأفففففففىَا ْلحأضفففففففيضَقأدأمففففففف َْه َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َل بين ساكنيها أربعة أحرف متحركة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫‪////‬‬ ‫ه‬‫‪/‬‬ ‫ْ)‬
‫ه‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫يض‬
‫ا‬ ‫(ض‬
‫ا‬ ‫البيت‬ ‫في‬ ‫فالقافية‬ ‫َ‬
‫هي (الضاد الثانية)‪ ،‬و(القاف)‪ ،‬و(الدال)‪ ،‬و(الميم)‪.‬‬ ‫َ‬
‫َ‬

‫‪91‬‬
‫نشاط َ‬
‫(ابحثَواستنتج) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬ابحثَفيَمراجعكَالعروضيةَاإللكترونيةَأوَالورقيةَبمكتبةَالمعهد؛َ‬
‫لجمعَمعلوماتَحولَماَيأتي‪َ :‬‬
‫‪ -‬الحروفَالتيَتصلحَلنَتكونَرويًّا‪َ .‬‬
‫‪ -‬أثرَالقافيةَفيَالمعنىَوالعاطفةَالمقصودة‪.‬‬
‫‪.................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................... ........................‬‬
‫‪.................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................... ......................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................‬‬
‫‪َ .................................................................................................................‬‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪92‬‬
‫تدريباتَ‬
‫َ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪ ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪:‬‬
‫س‪َ:2‬عرفَالمصطلحاتَاْلتية‪َ َ:‬‬
‫(الوزن ـــ التقطيع ــ القافية المطلقة ــ القافية المقيدة)‪.‬‬

‫س‪َ:0‬اكتبَالبياتَاْلتيةَكتابةًَعروضية‪َ،‬ثمَقط ْع أه أ‬
‫اَوز ْن أها‪َ :‬‬
‫ففففففففففففففففففنَأمَع ْأمفففففففففففففففففففروَم ْقففففففففففففففففففففرَ َ‬
‫ْ‬ ‫أقففففففففففففففدَْ أهففففففففففففففاجأَ أق ْلبففففففففففففففيَ أم ْنففففففففففففففزلَ َ *** َ مف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففبَ أيزيففففففففففدكأ َع ْنففففففففففدأهنَ أخ أبف ًَ‬
‫فففففففففاِلَ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬‫س‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ففففففففففففففه‬‫ن‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ففففففففففففففن‬‫ه‬ ‫أم‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ففففففففففففففكأ‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫أو‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫د‬
‫أ‬ ‫اَ‬ ‫أ‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫أو‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففنَ أميفففففففف َْه َ‬
‫ىَومف ْ‬ ‫ْأ أ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ففففففف‬
‫ف‬ ‫َس‬ ‫ْ‬
‫فففففففن‬
‫ف‬ ‫َم‬ ‫فففففففأْ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫أ‬
‫خ‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫أار‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ففففففففم‬ ‫ف‬ ‫س‬
‫أ ْ‬ ‫ىَر‬ ‫فففففففف‬‫ف‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫ففففففففاَ‬
‫ف‬ ‫ج‬
‫أ‬ ‫و‬ ‫َع‬ ‫ففففففففي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫أ‬
‫خ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‪َ:3‬قطعَالبياتَاْلتيةَوز ْنهاَوانسبْهاَإلىَبحورها‪َ :‬‬
‫سففففففففففف أعىَإلأ ْيفففففففففففهَا ْلوففففففففففففودَ َ‬ ‫أكفففففف ْمَ أكففففففريمَأ أ ْز أر َبففففففهَالففففففد ْهرَ أي ْو ًمففففففا َ *** َ أولأئفففففففففففيمَت أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففففففففففيَأ أ ْمرنأفففففففففففففففففففا َ‬
‫َ‬ ‫ففففففففففففر َ *** أمَع ْأمفففففففففففففففففففروَفف‬
‫أ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ت‬ ‫اَ‬ ‫أ‬ ‫ذ‬ ‫ففففففففففففا‬
‫ف‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫يَ‬‫ر‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫فففففففففففف‬
‫ف‬ ‫َش‬ ‫ْففففففففففففأأ‬
‫ي‬ ‫لأ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففففرارَ َ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ْسَفي أهفففففففففففففاَلمقفففففففففففففيمَقف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫أاراَنحْ ففففففففففففففففنَفي أهففففففففففففففففاَلففففففففففففففففدأارَ َ *** َ لفففففففففففففي أ‬ ‫إنَد ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففففففففرك ْمَ َ *** َ أمهففففففففففففففففففففدأَا ْلحففففففففففففففففففففبَعففففففففففففففففففففذْ أرك َْم َ‬
‫أ‬ ‫إ ْنَشأففففففففففففففففكأاَا ْلقأ ْلفففففففففففففففففبَ أهجْ ف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‪َ:4‬بينَأحرفَالقافيةَفيَكلَبيأَمنَالبياتَاْلتية‪َ،‬مستعيناَبالمجابَعنه‪َ :‬‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففاَال أ أوانفففففففففففففففففففففففففففففففسَ َ‬
‫ْ‬ ‫ارقأتْ أهف‬‫فأ أَ‬ ‫الطلففففففففففففففففففففففففففففففولَالففففففففففففففففففففففففففففففد أوارسَ َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اَوعَ ْنففففف أَدَاللففففففهََمََْنهأفففففـاَال أَم ْخفففففف أَرجَ َ‬ ‫َذأ َْرعًففففف أَ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ففففف‬‫ف‬‫أ‬ ‫ت‬ ‫أَولأففففففرَبَََنأازَلأففففففةََيأَضففففففيذََبَ أهففففففاَاَْل َفأ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففيراَي أمانيأفففففا َ‬ ‫ففففر َقبْلفففففيَأأسف ًَ‬ ‫كفففففأ أ ْنَلأففففف ْمَتأف أ‬ ‫شففففففففمي َةٌ َ *** َ‬ ‫شفففففففف ْي أخةٌَع ْب أ‬
‫ضففففففففحأكَمنففففففففيَ أ‬ ‫وت أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يَاَْل َقألأففففففف َْم َ‬
‫ويأََْبرَيفففففففكأََففففففففيَالسفففففففرََبأففففففف َْر أَ‬ ‫شففففففففففف َةأَعَ ْنففففففففففف أدََاللَقأفففففففففففا َ *** َ‬ ‫يَرَيفففففففففففكأََاَْلبأَ أَ‬
‫شا أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففففففففففنَلأففففففففففففففففففف ْمَي أمفففففففففففففففففففارسَ َ‬
‫ْ‬ ‫بَ أك أمف‬ ‫أ‬ ‫سَا ْلخطفففففففففو(م) َ *** َ‬ ‫فففففففففار أ‬
‫أ‬ ‫ْسَ أم ْ‬
‫فففففففففنَ أم‬ ‫لأفففففففففي أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففففيَبأ ْعففففففففففضَغراتففففففففففهَي أوافقهأففففففففففا َ‬ ‫ففففففففنَ أمنيتفففففففففهَ َ ***‬‫ففففففففنَفأفففففففففرَمف ْ‬ ‫يوشفففففففففكَ أمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ظلأففففففففف َْم َ‬‫شفففففففففاب ْهَأأبأفففففففففهَفأ أمفففففففففاَ أ‬ ‫أو أمف ْ‬
‫ففففففففنَي أ‬ ‫عففففففففديَفففففففففيَا ْل أكف أ‬
‫فففففففر َْم َ *** َ‬ ‫بأأبففففففففه ْ‬
‫َاقتأفففففففف أد َ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪93‬‬
‫أسماءَأحرفَالقافيةَالتيَفيه َ‬ ‫رقمَالبيأ َ‬

‫ي‪ ،‬والواو الناشئة عن إشباع ضمة السين هي الوصل‪ ،‬واْللف‬


‫السين المضمومة هي الرو ُّ‬
‫هي التأسيس‪ ،‬والنون التي بعد ألف التأسيس هي الدخيل‪ .‬وليس في البيت اردْف وِل‬ ‫الول َ‬
‫خروج‪.‬‬

‫الثاني َ‬

‫الثالث َ‬

‫المي ُم الساكنة هي الروي‪ ،‬وليس في البيت وصل وِل خروج وِل ردف وِل تأسيس وِل‬
‫الرابع َ‬
‫دخيل‪.‬‬

‫الخامس َ‬

‫السادس َ‬

‫السابع َ‬

‫س‪َ:5‬استخرجَالقوافيَالمطلقةَوالمقيدةَفيماَيأتي‪َ،‬معَبيانَنوعَكلَمنها‪َ :‬‬
‫عفففففففففا َ‬‫فففففففففَم ْنفففففففففكَا ْل أودأا أ‬
‫ٌ‬ ‫قفففففففففيَقأ ْبففففففففلأَالتفأففففففففرَْيأففففففففاَضففففففففبأاعأا َ *** َ أو أِلَيأفففففففففكَ أم ْوقف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْنفففففففهَبفففففففا ْلحلمَ َ‬ ‫سفففففففل ْواَ أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ْ ٌ أ ٌ أ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫فففففففا‬ ‫ي‬ ‫َن‬ ‫م‬ ‫فففففففو‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫فففففه‬
‫َ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫أقي‬‫ح‬ ‫اَ‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫فففففد‬
‫ف‬ ‫فففففيَال‬ ‫ف‬‫َف‬ ‫ك‬ ‫ْر‬‫د‬ ‫ففففف‬
‫ف‬ ‫َي‬ ‫فففففف‬
‫أ‬ ‫ف‬‫ي‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫أو‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صفففففففففففففففففففب أْركأ َقأاتلففففففففففففففففففف َْه َ‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ففففففففففففففففففِ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫فففففففففو‬ ‫أس‬ ‫ح‬‫ل‬‫ْ‬ ‫َا‬ ‫أفففففففففض‬ ‫ض‬ ‫م‬‫أ‬ ‫فففففففففىَ‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ْفففففففففب‬ ‫ص‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫َوعيففففف َد َ‬ ‫ْ‬
‫ففففواَأذ َمفففففن أ‬‫ً‬ ‫أ‬ ‫شف ْ‬ ‫ْ‬
‫ٌَولففففف ْمَيأخ أ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬
‫صفففففففانواَ أجفففففففّللأَالعلفففففففمَلففففففف ْمَيغفففففففره ْمَ َ *** َ أوعفففففد أ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‪َ:6‬استخرجَالقافيةَمنَالبياتَاْلتية‪َ،‬ثمَبينَنوعهاَمنَحيثَحركاتها‪َ :‬‬
‫ْسَلأففففففففهَففففففففيَودهففففففففنَنأصففففففففيبَ َ‬ ‫َرأْسفففففهَ َ *** َ فألأفففففففي أ‬ ‫ففففاب أ‬
‫شف أ‬ ‫ففففرءَأ أ ْوَ أ‬ ‫إذأاَقأفففففلَ أمفففففالَا ْل أمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففف َْل َ‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫فففففن‬‫فففففىَم‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫أ‬
‫أ حْ‬ ‫أ‬ ‫َو‬ ‫فففففر‬‫َم‬ ‫ْ‬
‫فففففن‬ ‫ف‬ ‫َم‬ ‫فففففر‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ففففففففف‬‫ف‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫فففففففففاس‬‫ف‬‫ب‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫د‬
‫أ‬ ‫فففففففففا‬‫ف‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫فففففففففنأ‬‫ف‬‫ب‬‫إ ْ‬
‫َا‬ ‫ن‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ْ ***‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففنَتأمفففففي َْم َ‬
‫فففففراَم ْ‬
‫َوع ْأم ً‬ ‫َزيْفففففد أ‬ ‫علأفففففففففىَ أمفففففففففاَ أخيلأفففففففففأَْ َ *** َ أ‬
‫سففففف ْعدأَ ْبفففففنأ أ‬ ‫إنفففففففففاَذأ أم َْمنأفففففففففاَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عففففففاَأأي أهففففففاَالرجففففففلَ َ‬ ‫َودأا ً‬ ‫فففففففففل َ *** َ أو أهففففففلَْتطيففففففذ أ‬ ‫فففففففففبَم ْرتأحف َ‬ ‫فففففففففرةأَإنَالر ْكف أ‬ ‫أودعَْه أر ْيف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َاإللأفففففففففهَفأ أجبأف َْ‬
‫ففففففففر َ‬ ‫ففففففففرَالفففففففففدينأ ْ‬ ‫قأفففففففففدَْ أجبأف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪94‬‬
‫ا ْل أوحْ دأةَالثانيأةَ َ‬
‫سةٌَأأدأبيةٌَبأ أّلغيةٌَعأروضي َةٌ َ‬
‫وصَم أنَالشَ ْعرَا ْل أم ْملوكيَد أرا أ‬
‫نص ٌ‬
‫محتوياتَالوحدة‪َ :‬‬
‫الموضوعَالول‪َ:‬فيَا ْل أمديحَالنبأويَلش أأرفَالدينَا ْلبوصيري‪َ َ.‬‬

‫َوا ْل أمديحَلصأفيَالدينَا ْلحليَ‪َ .‬‬


‫الموضوعَالثاني‪َ:‬فيَالحكأم أ‬
‫الموضوعَالثالث‪َ:‬فيَرثاءَالولدَِلبنَنباتةَالمصري‪َ .‬‬
‫أهدافَدراسةَالوحدة‪َ :‬‬
‫عزيزيَالطالب‪َ ....:‬‬
‫بعدَدراسةَهذهَالوحدةَينبغيَأنَتكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫تقرأَالنصوصَالدبيةَقراءةَصحيحة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تحددَمعانيَمفرداتَالنصوصَالدبيةَالمعجميةَوالسياقية‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫تحللَالنصوصَالدبيةَإلىَمجموعةَمنَالفكارَالمكونةَلها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تتذوَْجمالياتَاللف َوالمعنىَبالنصوصَالدبية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تفرَْبينَأساليبَاإلنشاءَالطلبيَفيَنصوصَمقروءة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تستخرجَالمعانيَالمجازيةَلساليبَاإلنشاءَالطلبيَمنَنصوصَمقروءة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫تستخدمَالمعانيَالمجازيةَلساليبَاإلنشاءَالطلبيَفيَإنتاجَلغويَشفهيَوكتابي‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫تستخرجَأساليبَالقصرَمنَنصوصَمقروءة‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫تستخدمَأساليبَالقصرَفيَإنتاجَلغويَشفهيَوكتابي‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫ّلَبينهاَفصلَفيماَتدرسَمنَنصوص‪َ،‬موض ًحاَالداعيَوالسرَالبّلغي‪.‬‬ ‫تستخرجَج أم ًَ‬ ‫‪-22‬‬
‫ّلَبينهاَوصلَفيماَتدرسَمنَنصوص‪َ،‬موض ًحاَالداعيَوالسرَالبّلغي‪.‬‬ ‫تستخرجَج أم ًَ‬ ‫‪-22‬‬
‫تستخرجَاإليجازَمبينًاَنوعهَفيماَتدرسَمنَنصوص‪َ،‬موض ًحاَسرهاَالبّلغي‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫تستخرجَصورَاإلطنابَفيماَتدرسَمنَنصوص‪َ،‬موض ًحاَسرهاَالبّلغي‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫تميزَبينَالمساواةَوغيرهاَفيماَتدرسَمنَنصوص‪.‬‬ ‫‪-24‬‬
‫تحددَبحرَالنص‪َ،‬وتفعيّلته‪َ،‬معَمعرفةَكيفيةَتقطيعه‪َ.‬‬ ‫‪-25‬‬
‫تحددَنوعَالقافيةَوماَيرتبطَبهاَمنَأحكامَعروضية‪.‬‬ ‫‪-26‬‬
‫تكتبَمقلدًاَفيَالمعنىَبعضَأبياتَالقصائدَالتيَتدرسها‪.‬‬ ‫‪-27‬‬
‫تكتبَعلىَمثالَأحدَجوانبَالجمالَفيماَتدرسَمنَأبيات‪َ .‬‬ ‫‪-28‬‬
‫َ‬

‫‪95‬‬
‫الموضوعَالول َ‬
‫فيَا ْل أمديحَالنبأويَلش أأرفَالدينَا ْلبوصيريَ َ‬
‫أهدافَدراسةَالموضوع‪َ :‬‬
‫بعدَدراستيَلهذاَالموضوعَسوفَأكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫اَموجزا‪َ.‬‬ ‫أعرفَلش أأرفَالدينَا ْلبوصيريََتعريفً‬ ‫‪-2‬‬
‫أقرأَالنصَالشعريَقراءةَمعبرة‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫َ أعبرَعنَالمعانيَالمتضمنةَفيَالنصَبتنويعَطبقةَصوتي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أحددَالمعنىَالمعجميَللمفرداتَالواردةَبالنص‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أوضحَالمعنىَالسياقيَللمفرداتَبالنصَوالدلةَالدالةَعلىَالمعنىَالمقصود‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أحددَالفكرةَالعامةَللنص‪َ.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أستخرجَالفكارَالرئيسةَالمتضمنةَبالنص‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أوضحَالعّلقةَبينَالفكارَالرئيسةَبالنص‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أحكمَعلىَمنطقيةَالفكارَالواردةَفيَالنص‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أوضحَالصورَالبيانيةَفيَالنصَ(تشبيه‪َ-‬مجاز‪َ-‬كناية)َوأثرهاَعلىَالمعنى‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫أوضحَاإليحاءاتَالجماليةَلأللفاظَبالنص‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫أوضحَأثرَعاطفةَالديبَفيَاختيارَاللفاظَوالقافية‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫ً‬
‫اَموجزاَبأسلوبي‪.‬‬ ‫نثر‬
‫أنثرَالنصَ ً‬ ‫‪-23‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَاِلستفهامَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-24‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَالنداءَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-25‬‬
‫أستخرجَأساليبَالقصرَ‪َ،‬وطرقهَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-26‬‬
‫أحددَالبحرَالذيَجاءَعليهَالنص‪.‬‬ ‫‪-27‬‬
‫أحددَالتفعيّلتَالتيَجاءَعليهاَالنص‪.‬‬ ‫‪-28‬‬
‫أحددَنوعَالقافيةَالتيَجاءَعليهاَالنص‪.‬‬ ‫‪-29‬‬
‫أحددَنوعَالقافيةَالتيَجاءَعليهاَالنصَمنَحيثَحركاتها‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫أحددَأحرفَالقافيةَفيَالنص‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪96‬‬
‫َالأولَ َ‬
‫النص ْ‬
‫فيَا ْل أمديحَالنبأويَلش أأرفَالدينَا ْلبوصيريَ(تَ‪696‬هـ) َ‬
‫‪َ:‬الأدأبَ َ‬
‫أأو ًِل ْ‬
‫ا ْل أمدأائحَالنبأويةَفيَش ْعرَا ْلبَوصيريَ َ‬
‫الغرض الذي كان له‬
‫ُ‬ ‫أكثر أغراض الشعر في ديوان البوصيري‪ ،‬وهو‬
‫ي َ‬ ‫يُعَدُّ المدي ُح النبو ُّ‬
‫القريض رد ًحا من‬
‫َ‬ ‫مغمورا رغم نظمه‬
‫ً‬ ‫اْلكبر في إبرازه على بساط الشهرة بعد أن كان‬
‫ُ‬ ‫الدور‬
‫ُ‬
‫الزمن‪.‬‬

‫وقد بلغ عدد القصائد التي أنشأها في مدح المصطفى أ َ ْر َب َع َ‬


‫ع ْش َرة َ قَ ا‬
‫صيدَةً‪ ،‬منها المطولة التي‬
‫قسم نظمه قبل‬
‫تزيد على خمسين وأربعمائة بيت‪ ،‬ومنها القصيرة‪ ،‬وهذه القصائد على ثَلثة أقسام‪ٍ :‬‬
‫وقسم نظمه بعد أداء الفريضة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وقسم نظمه في أثناء فريضة الحأ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫أداء فريضة الحأ‪،‬‬
‫ومن أهم قصائده التي نظمها قبل الحأ قصيدتُهُ التي عارض بها كعَ بن زهير‪ ،‬وسماها‬
‫َت سُعَادْ"‪َ ،‬و َم ْ‬
‫طلَعُ َها‪:‬‬ ‫ض اة بَان ْ‬ ‫"ذ ُ ْخ ُر ْال َمعَادْ‪ ،‬فاي ُمعَ َ‬
‫ار َ‬
‫ففففنَكفففففلََ أمفففففاَقأفففففد ْمأأََ أم ْ‬
‫سفففففئولَ‬ ‫عف َْ‬ ‫أوأ أ ْنفففففأأََ أ‬ ‫***‬ ‫إلأفففففففىَ أمتأفففففففىَأ أ ْنفففففففأأ َباللفففففففذاتَ أم ْ‬
‫شفففففففغولَ‬

‫ع ْقفففففففدَع ْأزمفففففففكأ َبالت ْ‬


‫سفففففففويفَ أمحْ لفففففففولَ‬ ‫أو أ‬ ‫***‬ ‫غفففففدًا‬ ‫ففففومَت أرجفففففيَأ أ ْنَتأتف أ‬
‫ففففوبَ أ‬ ‫ففففففيَكفففففلَيأف ْ‬
‫ولما صحت عزيمته على السفر ووصل إلى المدينة المنورة ووقف أمام الضريح النبوي‪،‬‬
‫أنشد قصيدة ً مطلعها‪:‬‬
‫َويؤأنفففففففففففبَ‬ ‫ففففففففففّلَي أعنففففففففففففَنأ ْف أ‬
‫سفففففففففففه أ‬ ‫أخجف ً‬ ‫***‬ ‫أوافأفففففففففاكأ َبالفففففففففذ ْنبَا ْل أعظفففففففففيمَا ْلمفففففففففذْنبَ‬

‫ذوَشأففففففففَْي أبةَع ْأو أراتهأففففففففاَ أمففففففففاَت ْخضأففففففففبَ‬ ‫***‬ ‫لفففففففففف أم أَِلَ أيشففففففففففوبَدمو أ‬
‫عففففففففففهَبد أمائففففففففففهَ‬

‫َو أي ْل أعففففبَ‬
‫أمففففاَكأففففانأ َفففففيَالففففد ْن أياَ أيخففففوض أ‬ ‫***‬ ‫اَولأف ْ‬
‫فففففففو أِلَ أجهْلففففففففهَ‬ ‫لأع أبففففففففأْ َبففففففففهَالففففففففد ْن أي أ‬
‫ثم نظم قصيدته‪:‬‬
‫ففففففففففففففاَوالفففففففففففففففذنوبَ‬
‫أ‬ ‫أوت ْغتأفأفففففففففففففففرَا ْل أخ أ‬
‫طايأف‬ ‫***‬ ‫ب أمففففففففدْحَا ْلمصْفففففففف أ‬
‫طفأىَتأحْ يأففففففففاَا ْلقلففففففففوبَ‬

‫علأفففففففففففيَحفففففففففففوبَ‬
‫ْسَ أ‬ ‫أوأ أ ْلقأفففففففففففاه أ‬
‫َولأفففففففففففي أ‬ ‫***‬ ‫سففففففففففعيدًا‬ ‫أوأ أ ْرجففففففففففوَأ أ ْنَأأعف‬
‫فففففففففيشَبففففففففففهََ أ‬
‫أ‬
‫أمحأاسففففففففففنه‪َ،‬فأقيففففففففففلأَلأففففففففففه‪َ:‬ا ْلحأبيففففففففففبَ‬ ‫***‬ ‫َال أ ْو أ‬
‫صفففففففففففافَتأمفففففففففففأَْ‬ ‫نأبفففففففففففيَكأامفففففففففففل ْ‬

‫ولما عاد من الديار الحجازية‪ ،‬واستقر في القاهرة‪ ،‬نظم قصيدة طويلة سماها "أم القرى‪ ،‬في‬
‫مدح خير الورى"‪ ،‬تزيد على خمسين وأربعمائة بيت‪ ،‬وهي المعروفة بالهمزية‪ ،‬مطلعها‪:‬‬
‫اولأتْ أهففففففففاَ أ‬
‫سفففففففف أماءَ‬ ‫ط أ‬‫سفففففففف أما ًءَ أمففففففففاَ أ‬
‫يأففففففففاَ أ‬ ‫***‬ ‫َال أ ْنبيأفففففففففففاءَ‬
‫فففففففففففَت أ ْرقأفففففففففففىَرقيفففففففففففكأ ْ‬
‫أ‬ ‫أك ْيف‬
‫وقد حازت الهمزية إعجاب اْلدباء‪ ،‬فأقبل بعضهم على شرحها‪.‬‬
‫كما نظم قصيدته "الكواكَ الدرية‪ ،‬في مدح خير البرية" في نحو ستين ومائة بيت‪ ،‬وهي‬
‫المعروفة بالبردة‪ ،‬مطلعها‪:‬‬

‫‪97‬‬
‫ففففنَم ْقلأفففففةَبفففففدأمَ‬ ‫أم أزجْ فففففأأ َد ْأمعًفففففاَ أجف أ‬
‫ففففر َمف ْ‬ ‫***‬ ‫سففففففففلأ َم‬
‫فففففففرانَبففففففففذيَ أ‬ ‫أأمف ْ‬
‫فففففففنَتأففففففففذأكرَجيف أ‬
‫ولع َّل البوصيري َكنَاهَا بالبردة ِلشتمالها على مناقَ الرسول ﷺ‪ ،‬فيكون قد قصد المعنى‬
‫أكثر‪ ،‬أو لعله أراد أن تكون له قصيدة تحمل اسم قصيدة "كعَ"‪ ،‬وذلَ من باب‬ ‫َ‬ ‫ي ِل‬ ‫المجاز َّ‬
‫التبرك‪.‬‬
‫وللبردة اسم آخر هو "البُرأة"؛ ْلن البوصيري – كما يزعمون – برئ بها من علته‪.‬‬
‫كما سُميت بقصيدة الشدائد؛ ْلنها – في زعمهم – تُقرأ لتفريأ الشدائد‪ ،‬وتيسير كُ ال أمر‬
‫عسير‪ .‬وهي قصيدة ازدادت شهرتها حتى صار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن‪.‬‬
‫لقد كان للهمزية وللبردة أَث َ ُرهُ َما ْالبَا ال ُغ في اْلدب العربي؛ إذ ا ْشت َ َه َرت َا بين الخاصة والعامة‪،‬‬
‫وتشطيرا وشر ًحا وتعليقًا‪ ،‬ولم تنل قصيدة في مديح الرسول ﷺ‬ ‫ً‬ ‫سا‬
‫وأقبل الشعراء عليهما تخمي ً‬
‫ُح ْ‬
‫ظ َوة َ هاتين القصيدتين ومكانت َهما‪.‬‬
‫وقد امتا ز البوصيري في مدائحه النبوية بقوة اْلسلوب‪ ،‬وحسن الصياغة‪ ،‬وجودة المعاني‪،‬‬
‫وجمال التشبيهات‪ ،‬وروعة الصور‪.‬‬

‫نشاط‬
‫(ابحث‪َ-‬واستنتج)‬
‫ابحث في مراجعَ اللكترونية عن شعر البوصيري في مدح النبيﷺ‪ ،‬ثم اختر منه قصيدة أعجبتَ‪،‬‬
‫مبينًا سبَ إعجابَ‪ ،‬ودونه في اْلسطر التالية‪:‬‬
‫‪........................................................................... ................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................. .........................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................... ..................................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪................................................ ...........................................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬

‫‪98‬‬
‫ثأانيًا‪َ:‬النصوصَ َ‬
‫الت ْعريفَبالشاعرَ‪:‬‬
‫َ‬
‫صنهاجي‪ ،‬أبو عبد الله شرف الدين‪،‬‬
‫نسبه‪َ :‬هو محمد بن سعيد بن حماد بن محسن ال َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الدَِّلصي المولد‪ ،‬المغربي اْلصل‪ ،‬البوصيري المنشأ‪.‬‬

‫كان أبوه من ناحية "بوصير"‪ ،‬وأمه من ناحية "دَِلص"‪ ،‬وهما تابعتان لمحافظة بني سويف‬
‫حاليًّا‪ ،‬فر َّكَ لنفسه منهما نسبًا وقال‪ :‬الدِلصيري‪َ ،‬وا ْشت َ َه َر بالبوصيري‪.‬‬

‫مولدهَوحياته‪ُ :‬ولد أول شوال سنة سبع أو ثمان أو عشر وستمائة‪ ،‬وحفظ القرآن في قريته‪،‬‬
‫ثم جاء إلى القاهرة‪ ،‬فدرس العلوم الدينية‪ ،‬وشيئًا من علوم اللغة كالنحو والصرف والعروض‪،‬‬
‫كما درس اْلدب‪ ،‬وجانبًا من التاريخ السَلمي‪ ،‬وبخاصة السيرة النبوية‪.‬‬

‫ثم أقبل على التصوف‪ ،‬فدرس آدابه وأسراره‪ ،‬وقد تلقى ذلَ عن أبي العباس المرسي‪ ،‬الذي‬
‫خلف أبا الحسن الشاذلي في طريقته‪ ،‬وكان بين الب وصيري وشيخه عَلقة حَ‪ ،‬وقد تأثر‬
‫البوصيري بهذه التربية‪ ،‬وظهر أثر ذلَ في شعره واض ًحا‪.‬‬

‫عُرضت عليه وظيفة الحسبة‪ ،‬وهذه الوظيفة ِل تسند إِل لمن ألم بمبادئ الفقه‪ .‬ثم اشتغل كاتبًا‬
‫في بلبيس‪ ،‬وكان يجيد فن الخط‪.‬‬

‫كان متبر ًما بكثرة أوِلده‪ ،‬فتمنى لو كانت زوجته عقي ًما‪ ،‬أو أنه كان خاد ًما في منزل‪ ،‬وهو‬
‫في ذلَ ِل يلوم نفسه وِل يحملها شيئًا من التبعة‪ ،‬بل يلقي كل اللوم على زوجته‪ .‬فهذه الحياة‬
‫عا للبوصيري‪،‬‬ ‫القاسية التي عانى فيها الفقر والشيخوخة‪ ،‬وما صحبها من أسقام‪ ،‬كانت موضو ً‬
‫ليستدر عطف ممدوحيه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يعرض له في مدائحه؛‬

‫وفاته‪ :‬وكانت وفاته بالسكندرية سنة ست وتسعين أو سبع وتسعين وستمائة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫منأا أ‬
‫سبأةَالنصَ‪:‬‬
‫َ‬

‫لما عاد البوصيري من رحلته بأرض الحجاز نظم عدة قصائد في مديح رسول الله ﷺ‪،‬‬
‫كانت هذه الهمزية إحداها‪ ،‬وقد سماها "أم القرى‪ ،‬في مدح خير الورى"؛ تشبي ًها لها بمكة‪ ،‬بجامع‬
‫أنها حوت بطريق التصريح أو اليماء ما في أكثر المدائح النبوية‪ ،‬وهي قصيدة تزيد على خمسين‬
‫وأربعمائة بيت‪ ،‬وقد اكتفينا لَ منها بمطلعها‪.‬‬
‫استمعَللنص‪:‬‬

‫ش ْك َوى َو َوفَاء)‪ ،‬من قبل معلمَ‪.‬‬


‫عزيزي الطالَ‪ ...‬استمع إلى قصيدة ابن زيدون‪َ ( ،‬‬
‫اقرأَالنصَقراءةَمعبرة‪:‬‬

‫ي قَ ا‬
‫صيدَة ُ (أم‬ ‫الش ْع اريَّ اة الَّتاي ا ْست َ َمعْتَ إالَ ْي َها‪َ ،‬و اه َ‬ ‫َ‪ ...‬أ َ اعدْ قا َرا َءة َ ْال َم ْقطُو َ‬
‫ع اة ا‬ ‫يزي َّ‬
‫الطا ال َ‬ ‫ع از ا‬
‫َ‬
‫يف)‪:‬‬ ‫ْ‬
‫(منَ ال َخ اف ا‬
‫ا‬ ‫(‪)1‬‬ ‫َّ‬
‫القرى‪ ،‬في مدح خير الورى) لشرف الدين البوصيري‪َ ،‬والتاي يَقُو ُل فاي َها‬

‫اء َ‬
‫سفففففففف أم َ‬ ‫اولأتْ أهففففففففاَ أ‬ ‫ط أ‬ ‫سفففففففف أما ًءَ أمففففففففاَ أ‬ ‫أيففففففففاَ أ‬ ‫َال أ ْنب أيفففففففففففاءَ َ *** َ‬ ‫فففففففففففَت أ ْرقأفففففففففففىَرقيفففففففففففكأ ْ‬ ‫أ‬ ‫أك ْيف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففففففففنأاءَ َ‬‫ْ أ أ‬ ‫َو‬ ‫م‬ ‫فففففففففف‬
‫ف‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫و‬‫َد‬ ‫ففففففففففكأ‬ ‫ف‬‫ن‬‫ْ‬ ‫اَم‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫فففففففففف‬ ‫ف‬‫س‬‫ل أ‬‫أَ‬ ‫َوقأففففففدَْ أحففففففا َ *** َ‬ ‫أ‬ ‫كأ‬ ‫أ‬
‫فففففّل‬‫ف‬‫فففففيَع‬ ‫ف‬‫َف‬ ‫وكأ‬ ‫فففففاو‬ ‫ف‬ ‫لأف ْ أ‬
‫س‬ ‫َي‬ ‫م‬ ‫ففففف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫سَك أمفففففففففففاَ أمثفففففففففففلأَالنجفففففففففففو أمَال أمفففففففففففاءَ َ‬ ‫أ‬ ‫كأ‬ ‫أ‬
‫إن أمفففففففففففففاَ أمثلفففففففففففففواَصففففففففففففففات َللنفففففففففففففا َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففففواءَ َ‬
‫أ‬ ‫ضف‬ ‫َال أ ْ‬ ‫ففففففففففففوئكأ ْ‬
‫ْ‬ ‫ضف‬ ‫ْ‬
‫ففففففففففففنَ أ‬ ‫عف‬
‫درَإِلَ أ‬ ‫ضفففففلَفأ أمفففففاَتأصْفففففـ َ *** َ‬ ‫صفففففبأاحَكفففففلَفأ ْ‬ ‫أ أ ْنفففففأأ َم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففففففففففففف أماءَ َ‬ ‫َال أ ْ‬ ‫َوم ْن أهففففففففففففففففاَْل أد أم ْ‬ ‫ـففففففففففففففففب أ‬ ‫عفففففففالأمَا ْلغأ ْيفففففففـَ َ *** َ‬ ‫لأفففففففكأ َذأاتَا ْلعلفففففففومَمف ْ‬
‫ففففففنَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َو ْاْلبأفففففففففففففففففاءَ َ‬ ‫َالمهأفففففففففففففففففات أ‬ ‫رَلأفففففففففففففففففكأ ْ‬ ‫أفففففونَت ْختأفففففا َ *** َ‬ ‫فففففزلَْففففففيَضأففففف أمائرَا ْلك ْ‬ ‫لأففففف ْمَت أ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َال أ ْنبيأفففففففففففاءَ َ‬ ‫ففففففففففرتْ َقأ ْو أم أهفففففففففففاَبفففففففففففكأ ْ‬ ‫بأ َشف أ‬ ‫سفففففففلَإِلَ َ *** َ‬ ‫ففففففرةٌَمفففففففنأ َالر ْ‬ ‫ضفففففففأْ َفأتْف أ‬ ‫أمفففففففاَ أم أ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫ع ْليأفففففففففففففاءَ َ‬ ‫ع ْليأفففففففففففففاءَبأ ْعففففففففففففف أد أهاَ أ‬ ‫بفففففففففففففكأ َ أ‬ ‫سففففففففففمَو َ *** َ‬ ‫َوت أ ْ‬‫تأتأبأفففففففففا أهىَبففففففففففكأ َا ْلعصففففففففففور أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففففنَ أكفففففففففففففريمَآبأفففففففففففففاعهَك أر أمفففففففففففففاءَ َ‬ ‫ْ‬ ‫مف‬ ‫أوبأففففففففففففدأاَل ْلوجففففففففففففودَم ْنففففففففففففكأ َكأففففففففففففري ٌَم َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففففففففو أزاءَ َ‬
‫ْ‬ ‫قألففففففففففففففف أدتْهأاَنجو أمهأفففففففففففففففاَا ْل أجف‬ ‫فففففففففففّلَبحف أ‬
‫فففففففففففّلهَ َ *** َ‬ ‫أ‬ ‫فففففففففففبَتأحْسففففففففففففبَا ْلع‬
‫ٌ‬ ‫نأ أ‬
‫س‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صففففففففففف أماءَ َ‬ ‫أ أ ْنفففففففففففأأ َفيفففففففففففهَا ْليأتَي أمفففففففففففةَا ْل أع ْ‬ ‫َوفأ أخففففففففففففارَ َ *** َ‬ ‫أ‬ ‫أد‬ ‫د‬ ‫ْ‬
‫ففففففففففففؤ‬‫َس‬ ‫ففففففففففففد‬‫ق‬‫ْ‬ ‫اَع‬ ‫أ‬ ‫ذ‬ ‫ففففففففففف‬ ‫ف‬ ‫أب‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غففففففففففففراءَ َ‬ ‫ع ْنففففففففففففهَلأ ْيلأففففففففففففةٌَ أ‬ ‫سفففففففففففففأ أرتْ َ أ‬ ‫أأ ْ‬ ‫ففففففففمسَم ْنففففففففكأ َمضففففففففي ٌَء َ *** َ‬ ‫ْ‬ ‫أالش‬ ‫ك‬ ‫ففففففففاَ‬ ‫ي‬
‫أو ًّ‬
‫ح‬
‫أ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ازد أهفففففففففففاءَ َ‬ ‫َو ْ‬ ‫أ‬ ‫ففففففففففه‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬
‫ٌ أْ‬ ‫َب‬ ‫ور‬ ‫ففففففففففر‬ ‫َس‬ ‫ـففففففففففن‬ ‫لأ ْيلأففففففففةَا ْل أم ْولففففففففدَالففففففففذيَكأففففففففانأ َللديففففففففـ َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ىَوحأفففففففففذَال أهنففففففففففاءَ َ‬ ‫صففففففففففط َف أ‬ ‫ولفففففففففدأَالم ْ‬ ‫فففففففر َاله أأواتفففففففففَأنَقفففففففف َْد َ ***‬ ‫شف أ‬ ‫أوت أوالفففففففأْ َب ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬

‫‪111‬‬
‫أمعأانيَا ْلم ْف أردأاتََ أوالت أراكيبَ‪:‬‬
‫َ‬

‫أاَو ْفذأَالسيأاَْ َ‬ ‫ا ْلم أرادَبه أ‬ ‫ا ْلكأل أمة‪َ/‬الت ْركيبَ َ‬


‫ما غالبتها في الطول واِلرتفاع‬ ‫اولأتْهأا َ‬‫ط أ‬ ‫أماَ أ‬
‫حجز ومنع‬ ‫حأا أَل َ‬
‫ضوء عظيم ظاهر‪ ،‬والمراد‪ :‬علوم القرآن المحيطة بعلوم اْلولين‬ ‫سنًا َ‬ ‫أ‬
‫واآلخرين وغيرها التي اختصه الله بها‪ ،‬وكذا جما ُل الصورة‬
‫ار ْف َعة‬ ‫سنأا ٌَء َ‬ ‫أ‬
‫ص َّو ُروا‬ ‫َ‬ ‫أمثلوا َ‬
‫مستوراته الخفية من اْلصَلب واْلرحام‬ ‫ض أمائرَا ْلك ْأونَ َ‬ ‫أ‬
‫زَ َمن خَا ٍل‪ ،‬وأصل الفترة‪ :‬ما بين موت الرسول وبعثة الرسول الذي‬ ‫فأتْ أر َةٌ َ‬
‫يليه‪ ،‬كما بين عيسى ونبينا عليهما الصَلة والسَلم‪ ،‬والمشهور أنها نحو‬
‫ستمائة سنة‬
‫آدم إلى يوم القيامة وما بعده‬ ‫اْلزمنة الطويلة من لدن َ‬ ‫ا ْلعصورَ َ‬
‫تعلو وترتفع‬ ‫سمو َ‬ ‫تأ ْ‬
‫مؤنث أعلى‬ ‫ع ْليأاءَ َ‬
‫أ‬
‫سالم من نقص الجاهلية‬ ‫كأري ٌَم َ‬
‫سالمون من سفاح الجاهلية ونقصهم‬ ‫ك أر أماءَ َ‬
‫جمع اح ْليَ ٍة‬ ‫حلأى َ‬
‫اسم لبرج في السماء‪ ،‬ونجومها‪ :‬ما حواليها من النجوم التي تسمى‪:‬‬ ‫الجوزاء َ‬
‫نطاق الجوزاء‪ ،‬وقُبة الجوزاء‬
‫السيادة‬ ‫الس ْؤدأدَ َ‬
‫التي ِل شبيه لها في حسنها‬ ‫ا ْليأتي أمةَ َ‬
‫المحفوظة والممنوعة أو البيضاء‬ ‫ص أماءَ َ‬ ‫ا ْلعأ ْ‬
‫َوجْ ه‬ ‫م أحيًّا َ‬
‫ت أو أضاءت‬ ‫ض ْ‬ ‫ت َوا ْنقَ َ‬ ‫ا ْن َح َ‬
‫س َر ْ‬ ‫سفأ أرتَْ َ‬ ‫أأ ْ‬
‫بيضاء بظهور نوره فيها‬ ‫غراءَ َ‬ ‫أ‬
‫الذي دام‬ ‫الذيَكأانأَ َ‬
‫افتخار‬ ‫ازد أهاءَ َ‬ ‫ْ‬
‫جمع هاتف‪ ،‬وهو ما يُسمع صوته وِل يُرى شخصه‬ ‫أه أواتفَ َ‬
‫ثَبَتَ الفرح والسرور‬ ‫حأذَا ْل أهنأاءَ َ‬
‫نشاط َ‬
‫(ابحث‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫منَخّللَالسياْ‪َ،‬أوَبالبحثَفيَأحدَمعاجمكَالورقيةَأوَاإللكترونية‪َ،‬تعرفَمعانيَالمفرداتَ‬
‫والتراكيبَالتاليةَثمَاستخدمهاَفيَجملَمنَإنشائك‪َ :‬‬
‫الجملة‬ ‫المعنى‬ ‫تأت أ أبا أهى َ‬
‫بأدأا َ‬
‫ا ْلع ْقدَ َ‬
‫ت أ أوالأأَْ َ‬
‫َ‬
‫‪111‬‬
‫ا ْل أم ْعنأىَا ْلعأام‪:‬‬
‫َ‬

‫افتتح البوصيري قصيدته بذكر أوصافه ﷺ التي ارتقى فيها إلى غاية لم يبلغها غيره؛ ولذلَ‬
‫كان جميع ما بعده من المدح إلى آخر القصيدة كالشرح والبيان لما تضمنه هذا المطلع‪.‬‬

‫فيقول ‪ :‬على أي حالة ترقى اْلنبياء رقيَ؟! ِل يكون ذلَ وِل كان‪ .‬فلم يرتق أحد رقيَ‬
‫الحسي ليلة المعراج إلى السماء‪ ،‬ثم إلى سدرة المنتهى‪ ،‬ثم إلى حيث شاء العلي اْلعلى‪ ،‬مما لم‬
‫يصل إليه ملَ مقرب وِل نبي مرسل‪ ،‬وِل رقيَ المعنوي حيث كنت تنتقل من كل صفة كاملة‬
‫وأعظم‪ ،‬وهكذا إلى ما ِل غاية له‪ .‬فالشاعر ينفي‬
‫َ‬ ‫آخر أكم َل‬
‫وخلق عظيم إلى صفة أخرى وخلق َ‬
‫أن يرتقي أحد من اْلنبياء والرسل إلى ما ارتقى إليه سيد اْلنبياء ﷺ‪ ،‬ويتعجَ ممن يشكَ في‬
‫ذلَ‪.‬‬

‫والمقصود بالسماء (اْلولى) في البيت رسول الله ﷺ‪ ،‬وبالسماء (الثانية) بقية اْلنبياء؛ أي‬
‫إنه أعلى قد ًرا ومنزلة‪ ،‬وإن كانت درجاتُهم كلُّها ومراتبُهم وصفاتُهم بأسرها أرف َع الدرجات وأكملَ‬
‫المراتَ وأج َّل الصفات‪.‬‬

‫ثم أكد في البيت الثاني نفي المطاولة بنفي المساواة؛ لمانع منعهم عن اللحوق به‪ ،‬وهو ما‬
‫َص به من ذلَ النور وتلَ الرفعة‪ ،‬اللذين لم يصل أحد إلى أدنى مبادئ أوصافها فَض ًَْل عن‬
‫اخت َّ‬‫ْ‬
‫كماله‪.‬‬

‫وفي البيت الثالث يحتمل عود الضمير في قوله‪َ " :‬مثَّلُوا" إلى اْلنبياء أو الواصفين لشمائله ﷺ‪،‬‬
‫فعلى اْلول يكون المعنى‪ :‬إن ما شاركهم فيه من الصفات – وإن كملت – لم يصل ْلدناها‬
‫غيرهم؛ ْلنها فيه بلغت من الكمال ما لم يبلغه مخلوق‪ ،‬فهي فيه حقيقة كالنجوم الحقيقية المرئية‬
‫من غير حائل‪ ،‬وفيهم كصور النجوم التي ترى في الماء دون حقيقتها‪ ،‬وشتان ما بينهما!‬

‫وعلى الثاني يكون المعنى‪ :‬إن الواصفين وإن أكثروا اْلوصاف وتفننوا في إيرادها على‬
‫أبلغ أنواع البَلغة وأكمل قوانين الفصاحة‪ .‬فغاية ما وصلوا إليه أن أدركوا لوائح منها‪ ،‬وعجزوا‬
‫عن إدراك شيء من حقائقها‪ ،‬كما أن غاية من يرى النجوم في الماء أنه يدرك مبادئ أوصافها‪،‬‬
‫ويعجز عن إدراك حقائقها‪.‬‬

‫تقريرا فأخبر أن كماِلت غيره المشبهة باْلضواء مستمدة من كماله الذي هو‬
‫ً‬ ‫ثم زاد المعنى‬
‫الضوء اْلعلى‪ ،‬وإن تأخر وجوده عن وجود اْلنبياء؛ ْلن نور نبوته متقدم عليهم‪ ،‬بل على جميع‬
‫المخلوقات‪.‬‬

‫ولما كان الله قد ميز آدم – عليه السَلم – على المَلئكة بالعلوم التي علمها له وكانت سببًا‬
‫ْلمرهم بالسجود والخضوع له؛ فلئَل يتوهم أحد أن هذه المرتبة الباهرة لم تحصل لنبينا ﷺ؛ إذ قد‬
‫يوجد في المفضول م ا ليس في الفاضل‪ ،‬فرد ذلَ التوهم ببيان أن آدم لم يحصل له من العلوم إِل‬
‫مجرد العلم بأسمائها‪ ،‬وأن الحاصل لنبينا ﷺ هو العلم بحقائقها ومسمياتها‪ ،‬وِل ريَ أن العلم بهذا‬
‫أعلى وأجل من العلم بمجرد أسمائها‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ولما ذكر شرف ذاته وترقيه ﷺ بما يبهر العقول‪ ،‬انتقل إلى ذكر شرف نسبه كذلَ‪ ،‬فلم يكن‬
‫في أمهاته من لدن حواء إلى أمه آمنة‪ ،‬وِل في آبائه من لدن آدم إلى أبيه عبد الله إِل من هو‬
‫مصطفًى مختار‪.‬‬

‫اي فيه ذكرك إِل َب َّ‬


‫ش َر الرسل الذين أتوا بعد‬ ‫ثم يقول‪ :‬إنه ما مضى زمن خَا ٍل من الرسل نُس َ‬
‫تلَ الفترة أقوامهم بقرب بعثتَ‪.‬‬

‫لقد كانت تفتخر بَ اْلزمنة الطويلة من لدن آدم‪ ،‬وكل عصر يفتخر على العصر الذي قبله‬
‫بقرب مبعثَ‪ ،‬حتى برزت إلى هذا العالم ودعوت الخلق إلى الله تعالى‪ .‬وفي قول البوصيري‪:‬‬
‫"وتسمو‪ ...‬إلخ" من المدح ما ِل يخفى عظيم وقعه؛ ْلنه جعل تلَ المراتَ هي التي تسمو وترتفع‬
‫ً‬
‫كامَل قبلها‪.‬‬ ‫به‪ ،‬وتتشرف به وِل يتشرف هو بها؛ ْلنه كان‬

‫لقد ظهر رسول الله ﷺ لهذا العالم سال ًما من كل صفة نقص‪ ،‬جام ًعا لكل صفة كمال‪ ،‬كما‬
‫كان من أصل أب وأم كريم سالم من نقص الجاهلية‪ ،‬ومن نسَ ليس أطهر وِل أجل منه في‬
‫اْلنساب‪ .‬ومن كمال هذا النسَ أن كل واحد من أولئَ اآلباء الكرام قد ارتفع في زمانه حتى‬
‫صار كأنه النجم في الشرف وعلو المرتبة حتى يظن الظان أنه نجم من نجوم الجوزاء‪ ،‬وأن ذلَ‬
‫النسَ متناسَ كتناسَ العقد وكاستدارة نجوم الجوزاء‪ ،‬وأن مجموع هذا النسَ كالعقد الثمين‬
‫جدًّا الذي تُقَلَّدُهُ عنق تلَ المراتَ العلية‪.‬‬

‫َّت معَ آباؤك‪ ،‬كانوا قَلدة منتظمة من جواهر ثمينة لها‬ ‫حبذا نسبَ الذي إذا ذ ُكرت َوعُد ْ‬
‫السيادة والفخار على جميع الجواهر‪ ،‬وكنت أنت أعظمها وأنفسها وأعَلها‪ ،‬بحيث تكون أنت‬
‫واسطت َها العديمة النظير‪ ،‬والمخصوصة من الرعاية والحفظ والمنع بما لم يوجد لغيرها‪.‬‬

‫ولما تم مدح كمال نسبه أخذ في مدح ذاته‪ ،‬فذكر أنه وجهه ﷺ مضيء قد انحسرت عنه ليلة‬
‫عظيمة بيضاء بظهور نوره فيها وعقبها‪ .‬هذه الليلة الغراء هي ليلة وِلدتَ يا رسول الله وأنت‬
‫أشرف مولود‪ ،‬فألجل ذلَ سر الدين وأهله باليوم الذي برزت فيه إلى هذا الوجود على الوجه‬
‫وافتخرا وتاهَا به على سائر اْلديان واْليام‪ .‬ولما ولد رسول الله ﷺ تتابعت بشرى الناس‬
‫َ‬ ‫اْلكمل‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫في بعض مناطق مكة كالحجون وأبي قبيس بمولده‪ ،‬مما هو مذكور في كتَ السيرة النبوية ‪،‬‬
‫َوثَبَتَ الفرح والسرور لكل الخَلئق به ﷺ‪.‬‬

‫نشاط‬
‫(حلل‪َ-‬واستنتج)‬
‫عزيزي َالطالب َ‪َ ...‬ينقسم َالنص َالسابذ َمن َقصيدة َالبوصيري َإلى َعدة َمقاطع‪َ ،‬ضع َفكرةَ‬
‫مناسبةَلكلَمقطعَمنَالمقاطعَالتالية‪ََ،‬مستعينًاَبالجدولَالتالي‪َ :‬‬
‫الفكرة َ‬ ‫المقطع َ‬
‫‪َ 5-2‬‬
‫‪َ 22-6‬‬
‫‪َ 24-20‬‬

‫‪113‬‬
‫َ‬
‫علأىَا ْلقأصيدأة‪:‬‬
‫ت أ ْعليذٌَعأامَ أ‬
‫َ‬

‫ألفاظ القصيدة واضحة وسهلة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫دارت معاني اْلبيات على مدح ذاته ﷺ ومدح نسبه الشريف‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اعتمد الشاعر في هذه اْلبيات على اْلسلوب الخبري؛ لتقرير المعاني‪ ،‬ولم يظهر‬ ‫‪-3‬‬
‫اْلسلوب النشائي إِل في البيت اْلول‪.‬‬
‫بنى الشاعر أبياته هذه على الخطاب المباشر لرسول الله دِللة على حضوره في فكره‬ ‫‪-4‬‬
‫وتعلق قلبه به‪ ،‬فكأنه ماثل أمام عينيه ِل يغيَ عنهما‪.‬‬
‫يظهر في النص صدق الشعور وعمق اليمان؛ ْلنه مدح لخير الخلق ﷺ وبيان للخير‬ ‫‪-5‬‬
‫الذي جاء به وح َّل معه‪.‬‬
‫صبَا ُح – أ َ ْنتَ فاي اه ْاليَتاي َمةُ ْالعَ ْ‬
‫ص َما ُء – َو ُم َحيًّا‬ ‫ت التشبيهاتُ (أ َ ْنتَ ام ْ‬ ‫كثرت في اْلبيا ا‬ ‫‪-6‬‬
‫ور)؛ ليرسم صورة فنية لخصال‬ ‫ص ُ‬‫س َما ًء – تَت َ َباهَى ابََ ْالعُ ُ‬ ‫َكال َّ‬
‫ش ْم اس)‪ ،‬واِلستعاراتُ ( َيا َ‬
‫رسول الله ﷺ‪ ،‬يسعى من خَللها إلى تقريَ المعاني وتقويتها‪.‬‬
‫اليقاع البطيء لبحر الخفيف يتيح اِلستغراق الوصفي والتأمل ال اوجداني والحركة‬ ‫‪-7‬‬
‫اِلنفعالية الخاشعة التي يَزيدها ألف المد قبل الهمزة في قافية اْلبيات‪.‬‬
‫َ‬

‫نشاط َ‬
‫(حللَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عزيزي َالطالب َ‪َ ...‬من َالخصائص َالفنية َلبياتَالبوصيري َالسابقة‪َ ،‬جمال َتشبيهاته َوروعةَ‬
‫تصويره‪َ.‬فيَضوءَذلك‪َ .‬‬
‫‪َ-2‬استشهدَببعضَتشبيهاتهَفيَالقصيدة‪َ،‬محددًاَالمشبه‪َ،‬والمشبهَبه‪َ،‬ووجهَالشبه‪َ :‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪َ........................................................................................ ..............................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪َ ..................................................................... .................................................‬‬
‫‪ َ-0‬استشهدَبصورتينَمنَالصورَالشعريةَفيَالقصيدة‪َ :‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪َ ......................................................................................................................‬‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪114‬‬
‫تدريباتَ‬ ‫َ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ َ....‬‬

‫أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫عرف بالبوصيري؛ من حيث نسبه ومولده‪ ،‬وشاعريته‪ ،‬ثم حدد المناسبة التي قيلت فيها هذه‬‫س‪ :1‬ا‬
‫القصيدة‪.‬‬

‫س‪ :2‬حدد من خَلل سياق القصيدة معاني المفردات والتراكيَ التالية‪ ،‬ثم ضعها في جملة من‬
‫إنشائَ‪:‬‬

‫الجملة َ‬ ‫معناهاَالسياقي َ‬ ‫الكلمة َ‬

‫سنًاَََ َ‬ ‫أ‬
‫ْ‬
‫ض أمائرَالك ْأونَََ َ‬ ‫أ‬
‫كأري ٌمََ َ‬
‫ا ْليأتي أمةَََ َ‬
‫ص أماءَ َ‬‫ا ْل أع ْ‬
‫س‪ :3‬يظهر في اْلبيات السابقة صدق الشعور وعمق اليمان‪ ،‬استشهد من القصيدة ببعض‬
‫اْلبيات التي تعبر عن هذه العاطفة‪.‬‬

‫‪............................................................ ..........................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................... .................‬‬

‫س‪ :4‬وضح كيف صور الشاعر كمال نسَ النبي ﷺ في البيتين رقمي (‪ ،)11-11‬ولماذا كان‬
‫موفقًا حين اختار نجوم الجوزاء؟‬

‫‪....................................................................... ...............................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................... ..................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪115‬‬
‫س‪ :5‬حدد بعض الصفات التي مدح بها البوصيري رسول الله ﷺ‪ ،‬والكلمات الدالة عليها من‬
‫القصيدة‪ ،‬ودونها في الجدول التالي‪.‬‬

‫الكلماتَالدالةَعليها َ‬ ‫صفاتَالنبيَﷺ فيَالقصيدة َ‬


‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫س‪ :6‬اعتمدت معظم أبيات القصيدة السابقة على اْلسلوب الخبري‪ ،‬استشهد من القصيدة ببعض‬
‫هذه اْلساليَ‪ ،‬مبينًا الغرض البَلغي منها‪.‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫س‪ :7‬اقترح عنوانًا آخر للقصيدة السابقة‪.‬‬

‫‪.................................................................................... .................................‬‬

‫ً‬
‫موجزا بأسلوبَ‪.‬‬ ‫نثرا‬
‫س‪ :8‬انثر قصيدة البوصيري السابقة ً‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪ :9‬من خَلل قراءتَ للقصيدة استنتأ منها خصائص شعر المدح في العصر المملوكي‪ ،‬ودونها‬
‫في اْلسطر التالية‪.‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................ ......................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫َ‬

‫‪116‬‬
‫ثالثًا‪َ:‬التحليلَالبّلغيَلقصيدةَش أأرفَالدينَا ْلبوصيريَ َ‬

‫عزيزيَالطالب‪...‬اقرأَواستنتج‬
‫َ‬
‫البوصيري قصيدته باْلسلوب النشائي (اِلستفهام) في الشطر اْلول‪ ،‬والنداء في‬ ‫استفتح ‪:‬‬
‫الشطر الثاني‪ ،‬ولم يعبر الشاعر بالمعنى الذي أراده في جملة خبرية بأن يقول‪ِ" :‬ل ترقى رقيَ‬
‫اْلنبياء"‪ ،‬وآثر أن يسته ل قصيدته باْلسلوب النشائي؛ ْلنه يمتاز بالحث‪ ،‬وإثارة الذهن‪ ،‬وتنشيط‬
‫العقل‪ ،‬وتحريَ المخاطَ‪ ،‬بخَلف اْلساليَ الخبرية التي تقوم على السرد والحكاية‪.‬‬
‫فقوله‪ :‬كيفَترقىَرقيكَالنبياءَ‪.....‬‬
‫اشتمل على أسلوب استفهام‪ ،‬واِلستفهام فزي اللغزة‪ :‬طلزَ الفهزم‪ .‬واصزطَل ًحا‪ :‬طلزَ حصزول‬
‫صورة الشيء المسزتفهم عنزه فزي ذهزن المسزتفهم بزأدوات مخصوصزة(‪ ،)1‬ويكزون مزن سزائل جاهزل‬
‫لمسئول عالم‪ ،‬وقد يخرج أسلوب اِلستفهام عن أصل وضعه‪ ،‬فيستفهم به عن الشزيء مزع العلزم بزه‬
‫ْلغراض تستفاد من سياق الحديث ودِللة الكَلم‪.‬‬
‫فمن تعريف اِلستفهام يتبين لنا أن أركانه التي يقوم عليها هزو سزائل جاهزل‪ ،‬ومسزئول عزالم؛‬
‫أي شيء مجهول يستدعي جوابًا‪ ،‬فما كان معلو ًما ِل يستفهم عنه‪ ،‬ومزا ِل يسزتدعي جوابًزا ِل يكزون‬
‫استفها ًما‪ ،‬وأداة‪.‬‬
‫منَهناَنسفتنتجَ–َعزيفزيَالطالفبَ‪ -‬أن اْلسزلوب قزد يزأتي فزي صزورة اِلسزتفهام‪ ،‬ولكزن ِل‬
‫يطلززَ بززه الفهززم‪ ،‬وإنمززا يطلززَ بززه غززرض آخززر غيززر طلززَ الفهززم‪ ،‬وهززذه اْلغززراض التززي يفيززدها‬
‫اِلستفهام هي محل نظر البَلغيين‪ ،‬وموضع عنايتهم‪ ،‬وهي كثيزرة ِل يمكزن حصزرها؛ ْلنهزا تتعزدد‬
‫بتعدد السياق‪ ،‬والسياقات ِل تحصى‪ ،‬بل يمكن أن يفيد اِلستفهام الواحد في السياق الواحد أكثر من‬
‫غرض بَلغي‪.‬‬
‫وأداة اِلستفهام فزي قزول الشزاعر‪( :‬كيزف ترقزى رقيزَ اْلنبيزاء) هزي (كيزف) ويسزأل بهزا عزن‬
‫الحال‪ ،‬وهي لطلَ التصور؛ أي تعيين أحد أجزاء الجملة‪ ،‬ويكزون الجزواب عنهزا بتعيزين المسزتفهم‬
‫عنه‪.‬‬
‫واِلستفهام في قوله‪ :‬كيف ترقى رقيَ اْلنبياء‪ ،‬ليس المراد به طلَ الفهزم‪ ،‬وإنمزا أفزاد معنزى‬
‫النفي؛ أي ِل يرقى رقيَ اْلنبيزاء‪ ،‬وممزا يؤكزد معنزى نفزي رقزي جميزع اْلنبيزاء لرقيزه‪ ،‬وانفزراده ﷺ‬
‫بتمام الكمال والرفعة قوله‪( :‬يا سماء ما طاولتها سماء)‪.‬‬
‫و(ِل يرقى رقيَ اْلنبياء) حقيقة مقررة‪ ،‬وأمر معلوم‪ِ ،‬ل يسأل عنه‪ ،‬ولكن فرق كبير بين أن‬
‫تقول‪( :‬كيف ترقى رقيَ اْلنبياء) بأسلوب اِلستفهام‪ ،‬وأن تأتي بزه فزي أسزلوب النفزي الصزريح "ِل‬
‫ترقى رقيَ اْلنبياء"‪ ،‬ففي اِلستفهام تحريَ للذهن‪ ،‬وتنبيه للعقل‪ ،‬وحزث علزى التأمزل والنظزر؛ لزذا‬
‫أثرا‪ ،‬وأقوى تحري ًكا للنفس من النفي الصريح‪.‬‬ ‫كان اِلستفهام أبلغ ً‬
‫والمعنى الذي أراده الشاعر هو نفي أن يرتقي أحزد مزن البشزر فزي مقامزات الشزرف والفضزل‬
‫إلى مقام رسزول اللزه ﷺ ‪ ،‬فزأتى بزذروة سزنام المعنزى؛ إذ نفزى ذلزَ عزن اْلنبيزاء بمزا لهزم مزن شزرف‬
‫نبوتهم‪ ،‬وعلو درجتهم‪ ،‬فلهم ‪ -‬عليهم السَلم ‪ -‬أرفع المراتَ‪ ،‬وأعلى الدرجات‪ ،‬وأشرف الصفات‪،‬‬
‫ومع كل هذا لم يلحقوا به ﷺ‪ ،‬فلحوق غيرهم من البشر به ﷺ مقطوع بانتفائه‪.‬‬

‫)‬

‫‪117‬‬
‫ويتضمن معنى التعجَ‪ ،‬والتعجَ من المعاني التي يفيدها أسلوب اِلستفهام‪ ،‬فقول الشزاعر‪:‬‬
‫(كيف ترقى رقيَ اْلنبياء) يحمل معنى التعجَ‪ ،‬ومدار التعجَ على قوله‪( :‬يزا سزماء مزا طاولتهزا‬
‫سماء)‪ ،‬فكونه ﷺ سماء مرتفعة ِل تطاولها سماء‪ ،‬وهو أمزر مقزرر معلزوم يقتضزي التعجزَ مزن أن‬
‫يظن أن يرقى رقي رسول الله ﷺ أحد من اْلنبياء‪.‬‬
‫ويحمل اِلستفهام معنى اِلستبعاد‪ ،‬وهو من المعاني البَلغيزة التزي يفيزدها اِلسزتفهام‪ ،‬ومعنزاه‬
‫عد الشيء بعيدًا؛ فالشزاعر يسزتبعد أن يرقزى أحزد رقيزه ﷺ؛ ْلنزه المتفزرد بكمزال الخزَلل‪ ،‬وشزريف‬
‫الصززفات ﷺ واِلسززتبعاد نشززأ مززن أنهززم ‪ -‬علززيهم السززَلم ‪ِ -‬ل يسززاوونه ﷺ فززي مقامززه‪ ،‬ومززع دِللززة‬
‫اِلستفهام على معنى اِلستبعاد‪ ،‬فإنه يحمل معنى التعظيم لرسول الله ﷺ‪ ،‬تأمزل قولزه‪ :‬يزا سزماء مزا‬
‫ثزان فزي الوجزود يماثلزه فزي حقيقتزه ومقامزه‪،‬‬ ‫طاولتها سماء؛ أي ِل ناظرتها سماء‪ ،‬فهو ﷺ لزيس لزه ٍ‬
‫والتعبير باِلستفهام فيه لفت وتذكير بمقام رسول الله ﷺ‪.‬‬
‫وأتىَالشاعرَبأ سلوبَإنشائيَفيَالشطرَالثاني‪َ،‬وهوَالنداءَفيَقوله‪َ :‬‬
‫*** َ يفففففاَسففففففماءَمففففففاَطاولتهففففففاَسففففففماء َ‬ ‫‪َ ...........................‬‬
‫تقزديرا(‪ ،)1‬وهزدف المنزادي أن‬ ‫ظزا أو‬ ‫َ‬
‫(أدعزو) لف ً‬ ‫َوالنداء هو‪ :‬طلَ القبال بحرف نائَ مناب‬
‫ً‬
‫يقبل عليه من يناديه‪ ،‬ويصغي إلزى مزا يقولزه لزه‪ ،‬ولزه أدوات موضزوعة للقريزَ‪ ،‬وهزي‪( :‬الهمززة‪،‬‬
‫وأي)‪ ،‬وأدوات موضوعة للبعيد‪ ،‬وهي (يا‪ ،‬وآ‪ ،‬وآي‪ ،‬وأيا‪ ،‬وهيا‪ ،‬ووا)‪.‬‬
‫وإذا كان النداء هو طلَ القبال فإنزه يكزون للقريزَ الزذي يسزمع المنزادي‪ ،‬ولمزن يصزح منزه‬
‫القبال‪ ،‬ولكزن العزرب توسزعوا فنزادوا البعيزد‪ ،‬وغيزر العاقزل مزن سزماء وأرض‪ ،‬وطيزر‪ ،‬ووحزش‪،‬‬
‫وغير ذلَ‪ ،‬وندا ء هذه اْلمور ِل يكون الغرض منه طلَ القبال‪ ،‬وإنما يراد به أغراض أخرى‪.‬‬
‫والشاعر هنا نادى على رسزول اللزه ﷺ بزـ (يزا) الموضزوعة لنزداء البعيزد؛ لإلشزارة إلزى علزو‬
‫درجته ﷺ وبُعد منزلته‪ ،‬وعلو مكانته‪ ،‬التي ِل تلحق‪ ،‬فنززل بعزد منزلتزه ﷺ منزلزة البعزد المكزاني‪،‬‬
‫وفي ذلَ من التعظيم لرسول الله ﷺ ما فيزه‪ ،‬وممزا يؤكزد علزو مكانتزه ﷺ تسزميته سزماء باسزتعارة‬
‫هذا اِلسم له‪ ،‬فكما أن السماء مرفوعة فوق اْلرض‪ ،‬فهو ﷺ السقف المرفوع على جميع اْلنام‪.‬‬
‫ونداء الشاعر بـ (يا) الموضوعة لنداء البعيد أفرغ فيه الشاعر كل أحاسيسه ومشاعره تجزاه‬
‫رسول الله ﷺ‪ ،‬فهو يراه بعيدًا ِل يطاوله أحد من الوجود في علوه‪.‬‬
‫استخدامَالسلوبَالخبريَفيَباقيَأبياتَالقصيدة‪َ :‬‬
‫بعد استفتاح الشاعر القصيدة باْلسلوب النشائي لثارة اِلنتباه‪ ،‬وإيقاظ الحس‪ ،‬بنى قصيدته‬
‫على اْلسلوب الخبزري الزذي يقزوم علزى السزرد والحكايزة‪ ،‬وهزذا يناسزَ موضزوع قصزيدته (مزدح‬
‫رسول الله ﷺ )‪ ،‬وقزد اسزتدعته طبيعزة انفعالزه بالمعزاني التزي يخبزر عنهزا‪ ،‬وقزوة إحساسزه بهزا إلزى‬
‫توكيد هذه المعاني بأسلوب القصر‪ ،‬وقد جاء ذلَ في أكثر من موضع‪.‬‬
‫ففي قوله‪ :‬إن أماَ أمثلواَصفأاتكأ َللناَ‪َ...‬سَ أك أماَ أمثلأَالنجو أمَا ْل أماءَ‬
‫أراد أن يؤكد على معنى أنه لن يصل أحد من الواصفين إلى إدراك حقيقة كمزال رسزول اللزه‬
‫ﷺ؛ ْلن صفات رسول الله ﷺ ِل يزدركها أحزد مزن البشزر‪ ،‬وِل يصزل إلزى غايتهزا مهمزا أوتزي مزن‬
‫علم‪ ،‬وإنما يصلون إلى بعض مبادئها‪ ،‬كما أن غاية الماء تمثيل النجوم ِل اِلشتمال على حقيقتهزا‪،‬‬
‫فمززن يززرى النجززوم فززي المززاء يززدرك مبززادئ أوصززافها‪ ،‬ويعجززز عززن إدراك حقائقهززا‪ ،‬وأراد تقريززر‬

‫)‬

‫‪118‬‬
‫المعنززى فصززاغه فززي أسززلوب القصززر‪ ،‬وزاد تقريززر المعنززى‪ ،‬وبززالغ فيززه بنفززي الوقززوف علززى حقيقززة‬
‫صفاته عن اْلنبياء ‪ -‬علزيهم السزَلم ‪ -‬فمزع كمزالهم وعلمهزم‪ ،‬إِل أنهزم ِل يسزتطيعون الوصزول إلزى‬
‫عاجزا عن إدراك حقيقته ﷺ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حقيقة كماله ﷺ فيكون ‪ -‬على ذلَ ‪ -‬غيرهم من البشر‬
‫فقصززر حززال رسززل اللززه ‪ -‬علززيهم السززَلم ‪ -‬مززن رسززول اللززه ﷺ علززى تصززوير صززفاته للنززاس‪،‬‬
‫والتحدث عزن عظزيم شزمائله دون أن يصزلوا لتصزوير حقيقتهزا؛ لعزدم إحزاطتهم بهزا‪ ،‬كمزا أن المزاء‬
‫يعكس صورة النجوم‪ ،‬وِل تتجلى فيه حقيقتها‪ ،‬وهو معنى جليل بليغ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫والقصفرَهفو‪" :‬تخصزيص شزيء بشزيء بطريزق مخصزوص" ؛ أي‪ :‬إثبزات الحكزم للمزذكور‬
‫ونفيه عما عداه‪" ،‬تخصيص شيء" الشيء اْلول هو المقصزور‪ ،‬والثزاني "بشزيء" هزو المقصزور‬
‫عليه‪ ،‬والطريق المخصوص هو أدوات القصر‪.‬‬
‫وطريززق القصززر (إنمززا)‪ ،‬والمقصززور عليززه معهززا هززو المززؤخر‪ ،‬و(إنمززا) تسززتعمل فززي اْلمززور‬
‫الهادئة المعلومة التي ِل يشَ فيها المخاطَ وِل يرتاب‪ ،‬واستخدامها هنزا أضزفى علزى البيزت قزوة‬
‫وبَلغة؛ إذ إن الشاعر يقرر بأن ذلَ أمر معلوم ِل يشَ فيه أحد‪.‬‬
‫ض أواءَ َ‬‫َال أ ْ‬
‫ضلَفأ أماَتأصْـَ‪َ...‬درَإِلَع ْأنَض ْأوئكأ ْ‬ ‫صبأاحَكلَفأ ْ‬ ‫وقوله‪َ:‬أ أ ْنأأ َم ْ‬
‫يخبر أنه ﷺ المصباح المضيء في الظَلم لكل الكون؛ أي مصدر كل الكمزاِلت‪ ،‬فالمصزباح‬
‫استعارة للفضل والكمال‪ ،‬فما يظهر فزي الكزون نزور وضزياء إِل وضزوء رسزول اللزه ﷺ مصزدره‪،‬‬
‫فهزو ﷺ المخصزوص بأنززه يصزدر عزن الضززوء الزذي أكرمزه اللززه بزه أضزواء الوجززود كلزه؛ فجميززع‬
‫الضوء مصدره نوره ﷺ‪ ،‬قصر صدور اْلضواء على صزدورها عزن ضزوئه ﷺ ِل يتجزاوزه إلزى‬
‫غيره من المصادر‪ ،‬وقد جاء الشاعر بهذا الحكم فزي أسزلوب القصزر‪ ،‬وطريقزه النفزي واِلسزتثناء‪،‬‬
‫واْلصل في هذا الطريق أن يستخدم فيما ينكره المخاطَ ويدفعه‪ ،‬أو فيما يشَ فيه ويرتاب‪ ،‬وقزد‬
‫يخرج عن هذا اْلصل فيستعمل في اْلمر المعلوم الذي ِل ينكر ِلعتبارات بَلغيزة مناسزبة‪ ،‬وهنزا‬
‫ِل نقول‪ :‬إ ن الشاعر يخاطَ من ينكر هذا اْلمزر‪ ،‬وإنمزا مزرد اسزتعمال النفزي واِلسزتثناء هزو حزال‬
‫المزتكلم‪ ،‬ومزدى انفعالزه بزالخبر‪ ،‬فزألقى الخبزر كمزا أحسزه‪ ،‬وانفعلزت بزه نفسزه‪ ،‬دون نظزر إلزى حزال‬
‫المخاطَ‪.‬‬
‫س أماءَ َ‬ ‫أ‬ ‫وقوله‪َ:‬لأكأ َذأاتَا ْلعلومَم ْنَعأالأمَا ْلغأيْـَ‪َ...‬ـب أ‬
‫َوم ْنهأاَْل أد أم ْ‬
‫َال ْ‬
‫يخبر أنه ﷺ أحاط بذوات المعلومات من عالم الغيَ عل ًمزا بجميزع كلياتهزا وجزئياتهزا‪ ،‬جملزة‬
‫وتفصيَل‪ ،‬لم يغَ شيء منها عنه ﷺ‪ ،‬وعلمه بها مقصور عليه دون غيره‪ ،‬ومنها؛ أي من عزوالم‬ ‫ً‬
‫الغيَ آلدم اْلسماء دون المسميات‪ ،‬وجاء بالحكم في أسزلوب القصزر‪ ،‬وطريقزه التقزديم؛ أي تقزديم‬
‫ما حقه التأخير؛ تقديم الخبر على المبتدأ‪ ،‬ودِللة التقديم على القصر دِللة تذوقية تفهم مزن فحزوى‬
‫الكَلم‪ِ ،‬ل دِللة وضعية كالنفي واِلسزتثناء‪ ،‬و(إنمزا)‪ ،‬والعطزف بزـ (ِل‪ ،‬وبزل‪ ،‬ولكزن)‪ ،‬والمقصزور‬
‫عليه هو المقدم؛ أي قصر ذوات العلوم على رسول الله ﷺ‪ ،‬قصر صفة على موصوف‪.‬‬
‫َال أ ْنبيأاءَ َ‬
‫سلَإِلَ‪َ...‬بأش أرتْ َقأ ْو أمهأاَبكأ ْ‬ ‫وقوله‪ َ:‬أماَ أمضأأْ َفأتْ أرةٌَمنأ َالر ْ‬
‫دليَل آخزر مزن دِلئزل كمزال شزرفه ﷺ‪ ،‬وهزو أنزه مزذكور علزى ألسزنة اْلنبيزاء‪،‬‬ ‫يسوق الشاعر ً‬
‫ي الززمن علزى‬ ‫حتى إنه ما مضى زمزن خَزا ٍل مزن الرسزل نسزي فيزه ذكزره ﷺ‪ ،‬قصزر الشزاعر ُم ا‬
‫ضز َّ‬
‫البشارة به ﷺ‪ ،‬ونفى ُخلُ َّو الزمن من ذكره ﷺ‪ ،‬وهو من قصر الصفة على الموصوف‪.‬‬

‫)‬

‫‪119‬‬
‫عزيزيَالطالب‪ :‬وقفتَ في هذه القصيدة مزع أسزلوب القصزر‪ ،‬وقزد جزاء القصزر بطزرق ثَلثزة‬
‫مختلفة‪ ،‬وهي‪( :‬النفي واِلستثناء‪ ،‬وإنما‪ ،‬والتقديم)‪ ،‬وهناك طريزق آخزر وهزو (العطزف بزَل‪ ،‬وبزل‪،‬‬
‫ولكزن)‪ ،‬ومثززال القصززر عزن طريززق العطززف بزـ (لكززن)‪ :‬قولززه تعزالى‪ " :‬أمففاَ أكففانأ َمحأمفدٌَأأبأففاَأ أ أحففدَمف ْ‬
‫فنَ‬
‫َو أخات أ أمَالنبيينأ " [اْلحزاب‪ ،]41 :‬قصزر رسزول اللزه ﷺ علزى الرسزالة‪،‬‬ ‫َولأك ْن أ‬
‫َرسولأَالله أ‬ ‫رجأالك ْم أ‬
‫وختم النبوة ِل يتجاوزها إلى أبوة زيد‪ ،‬قصزر موصزوف علزى صزفة‪ ،‬وطريقزه العطزف بزـ (لكزن)‪،‬‬
‫والمقصور عليه مع (لكن) هو الواقع بعدها‪.‬‬
‫ومثال القصزر بطريزق العطزف بزـ (ِل) قولنزا‪"َ:‬زيفدَشفاعرَِلَكاتفب" قصزر موصزوف علزى‬
‫صفة‪ ،‬فالمقصور عليه مع العطف بـ (ِل) هو المقابل لما بعدها‪.‬‬
‫ومثال القصر بطريق العطف بـ (بل)‪ :‬قولنا‪" :‬ماَجاءَزيدَبلَعمرو"؛ قصر المجزيء علزى‬
‫عمرو‪ ،‬ونفيه عن زيد‪ ،‬قصر صفة على موصوف‪ ،‬فالمقصور عليزه مزع طريزق العطزف بزـ (بزل)‬
‫هو ما بعدها‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫اقرأَوتعاونَواستنتج َ‬
‫أعد قراءة القصيدة السابقة وتعاون وزمَلءك في تحديد اْلساليَ الخبرية والنشائية فزي قصزيدة المزام‬
‫البوصيري التي درستها‪ ،‬وبيان السر في استخدامها‪ ،‬ثم امأل الجدول اآلتي بها‪.‬‬
‫سرَاستخدامه َ‬ ‫السلوبَاِلنشائي َ‬ ‫سرَاستخدامه َ‬ ‫السلوبَالخبري َ‬

‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪111‬‬
‫تدريبات‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪َ:2‬عرفَالخبر‪َ،‬موض ًحاَالفرَْبينهَوبينَاإلنشاء‪َ،‬معَالتمثيل‪َ .‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................‬‬

‫س‪ َ:0‬حددَالمقصورَوالمقصورَعليهَفيَالشواهدَالتالية‪َ،‬وبينَطريذَالقصرَفيَكلَمنها‪:‬‬

‫المقصور عليه َ طريق القصر َ‬ ‫المقصور َ‬ ‫اْلمثلة َ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضلَفأ أماَتأصْـَ‪َ َ...‬‬ ‫ص أباحَكلَفأ ْ‬ ‫أ أ ْنأأ َم ْ‬
‫ض أواءَ‬‫َال أ ْ‬ ‫َََََََََََََََََدرَإِلَع ْأنَض ْأوئكأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سلَإِلَ‪َ ...‬‬‫أماَ أمضأأْ َفأتْ أرةٌَمنأ َالرَ ْ‬
‫َال أ ْنبيأاءَ‬
‫ََََََََََََََََََبأش أرتْ َقأ ْو أمهأاَبكأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قولنا‪"َ:‬ماَجاءَزيدَبلَعمرو"‪َ .‬‬
‫س‪َ:3‬اسففتخرجَمفففنَقصفففيدةَ البوصفففيريَالسفففابقةَغرضففينَمفففنَأغفففراضَالسفففلوبَاإلنشفففائي‪َ،‬‬
‫ودونهماَعلىَالسطرَالتالية‪َ َ:‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪َ-4‬قففارنَبفففين‪َ:‬قصفففيدةَ البوصفففيريَالسفففابقة‪َ،‬وقفففولَحسفففانَبفففنَثابفففأ‪َ،‬مفففنَحيفففثَاللففففاظ‪َ،‬‬
‫والساليبَاإلنشائيةَوالخبريةَالمستخدمة‪َ َ:‬‬

‫نَنأفأففففففف أعَا ْلفففففففبأ أَ‬


‫ّلءَ َ‬ ‫يأقفففففففولَاَْل أحفففففففذَإ َْ‬ ‫ع ْبفففف ًَداَََ َ*** َ‬ ‫‪ َ-2‬أوقفففالأَاللفففهَ‪َ:‬قأففف َْدَأأ َْر أ‬
‫سفففَْلأَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شففففففاءَ َ‬‫أفق ْلففففففت َْم‪ َ:‬أمففففففاَنجيففففففبََ أو أمففففففاَنأ أ‬ ‫صفففففدقَوهَََ َ*** َ‬ ‫ففففومَيَ أ‬ ‫َو أقف َْ‬‫شفففففه َْدتَبفففففه أ‬ ‫‪ َ-0‬أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سَ ألففففففهَكفأففففففاءَ َ‬ ‫أورَوحَالقفففففف َْدسَ ألففففففَْي أ‬ ‫‪ َ-3‬أوجَْبرَيفففففففلٌَأأمفففففففينَاللفففففففهَفَينأفففففففاَ َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َََ َ‬
‫فففففففبَ أهف أ‬
‫فففففففواءَ َ‬ ‫فَنأخف ٌَ‬ ‫فأأ أ ْنففففففففأأََم أجففففففففو ٌَ‬ ‫انَعأنففففففيََََ َ*** َ‬ ‫ففففففغَأأبأففففففاَسفففففف َْفيأَ أ‬
‫‪َ-4‬أأ أَِلَأأَْبل َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أَوع ْنفففففففدأَاللفففففففهَففففففففيَ َذأاكأ َاَْل أجف أَ‬
‫ففففففزاءَ َ‬ ‫ع ْنففففهََََ َ*** َ‬ ‫ففففوتأ َم أحمفففف ًَداَفأأ أ أجبْففففأَ أ‬
‫‪ َ-5‬أه أج َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شفففففففففففرك أَماَل أخَْيرك أمفففففففففففاَاَْلفففففففففففف أَداءَ َ‬‫فأ أ‬ ‫سفففففأأ َلأفففففهَبكف َْ‬
‫ففففففءََََ َ*** َ‬ ‫َولأ ْ‬‫‪َ-6‬أأتأ َْهجفففففوه أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ينَاللففففففففهَشففففففففي أمتهَاَْل أوفأففففففففاءَ َ‬ ‫أأمفففففففف أ‬ ‫فففففراَ أحنَيفًففففففاَََ َ*** َ‬
‫ار ًكففففففاَبأف ًَّ‬ ‫‪ َ-7‬أه أجف َْ‬
‫فففففوتأ َمبأَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪112‬‬
‫اء َ‬
‫ففففففففففو َ‬
‫سف أَ‬ ‫َويأَْنصفففففففففففرهَ أ‬
‫وَرسفففولأَاللفففهَمفففَْنك َْم َ *** َ أَويأ َْمدأحفففففففففففه أ‬ ‫‪َ-8‬فأ أمف َْ‬
‫ففنَيأ َْهجففف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففرضَم أحمففففففففدَمففففففففَْنكمَو أقففففففففاءَ َ‬ ‫َوع َْرضفففففيَََ َ*** َ لعف َْ‬ ‫‪َ-9‬فأفففففِنَأأبففففف أ‬
‫يَو أَوالفففففدأه أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يَِلَتكأفففففففففففدرهَالفففففففففففدَ أَِلءَ َ‬
‫ع ْيفففف أبَفَيففففهََََ َ*** َ أوبأحْ فففففففففففرَ أَ‬ ‫صففففار ٌم أَ‬
‫َِلَ أ‬ ‫سففففانَيَ أ‬ ‫‪َ-22‬ل أ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪113‬‬
‫راب ًعا‪َ:‬التحليلَالعروضيَلقصيدةَالبوصيري َ‬
‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬سبق أن درستَ أن بحر الخفيف يأتي تا ًّما ومجزو ًءا‪ ،‬فإن كان مجزو ًءا‬
‫كانت تفعيَلته أربع تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ْ‬ ‫سففففففففففففففففففففت أ ْفعََلف‬


‫فففففففففففففففففففنَ َ‬ ‫فففففففففففففففففففن َ *** َ فأففففففففففففففففففففاع أّلت َْ‬
‫ن َم ْ‬ ‫َْ‬ ‫فأفففففففففففففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سففففففففففففففففففففت أ ْفعَلف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وإن كان تا ًّما كانت تفعيَلته استَّ تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ففففففففنَفأفففففففففاع أّلت ْنَ َ‬ ‫ن َ *** َ فأفففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬


‫سفففففففففت أ ْفعَلف ْ‬ ‫ففففففففنَفأفففففففففاع أّلت َْ‬ ‫فأفففففففففاع أّلت ْنَمَ ْ‬
‫سفففففففففت أ ْفعَلف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وللبحرَالخفيفَالتامَثّلثَصور(‪َ َ:)2‬‬

‫الولى‪َ:‬أن تكون العروض صحيحة والضرب صحي ًحا‪ ،‬فتكون التفعيَلت‪:‬‬

‫ففففففففنَفأفففففففففاع أَ‬
‫ّلت ْنَ َ‬ ‫ن َ *** َ فأفففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سفففففففففت أ ْفعَلف ْ‬ ‫ففففففففنَفأفففففففففاع أّلت َْ‬ ‫فأفففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سفففففففففت أ ْفعَلف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الثانية‪َ:‬أن تكون العروض صحيحة والضرب محذوفًا‪ ،‬والحذف هو‪ :‬حذف السبَ الخفيف من‬
‫آخر التفعيلة‪ ،‬فتصير فيه (فاعَلتن) إلى (فاعَل)‪ ،‬ثم تحول إلى (فاعلن)‪ ،‬فتكون التفعيَلت‪:‬‬

‫ففففففففففنَفأففففففففففاعلَن َ‬
‫ْ‬ ‫ن َ *** َ فأففففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سففففففففففت أ ْفعَل‬ ‫ففففففففنَفأفففففففففاع أّلت َْ‬ ‫فأفففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سفففففففففت أ ْفعَلف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الثالثة‪َ:‬أن تكون العروض محذوفة‪ ،‬والضرب محذوفًا‪ ،‬فتصير فيه (فاعَلتن) إلى (فاعَل)‪ ،‬ثم‬
‫تحول إلى (فاعلن)‪ ،‬فتكون التفعيَلت‪:‬‬

‫ففففففففففنَفأففففففففففاعلَ ْنَ َ‬
‫ْ‬ ‫ن َ *** َ فأففففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سففففففففففت أ ْفعَل‬ ‫ففففففففففنَفأففففففففففاعلَ َْ‬
‫ْ‬ ‫فأففففففففففاع أّلت ْنَم ْ‬
‫سففففففففففت أ ْفعَل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اقرأَوطبذ‬
‫عزيزي َالطالب َ‪ ...‬نكتفي ‪ -‬هنا ‪ -‬بدراسة الصورة اْلولى التي يكون فيها العروض‬
‫والضرب صحيحين‪ ،‬وعلى هذه الصورة جاءت قصيدة البوصيري (في المديح النبوي)‪.‬‬

‫فإذا أردتَ أن تُقَ اط َع البيتَ اْلول من أبيات القصيدة‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬

‫اء َ‬ ‫اولأتْ أهففففففففاَ أ‬


‫سفففففففف أم َ‬ ‫ط أ‬ ‫َال أ ْنبيأفففففففففففاءَ َ *** َ يأففففففففاَ أ‬
‫سفففففففف أما ًءَ أمففففففففاَ أ‬ ‫فففففففففففَت أ ْرقأفففففففففففىَرقيفففففففففففكأ ْ‬
‫أ‬ ‫أك ْيف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وجدتَ تقطيعه ووزنه على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الحركات‬ ‫الوزن‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأَ‬
‫‪/‬ه ‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫فأاع أّلت َْ‬
‫ن‬ ‫ْفَت أ ْرقأى َ‬
‫أكي أ‬
‫‪//‬ه‪/ /‬ه َ‬ ‫(مت أ ْفعَل ْن)(‪َ )0‬‬ ‫ْ‬
‫رقيكأ َاَلـ َ‬
‫‪/‬ه ‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬‫فأاع أّلت َْ‬ ‫أ أ ْنبيأاءَ َ‬

‫‪114‬‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأَ َ‬
‫‪/‬ه ‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬‫فأاع أّلتَ َْ‬ ‫س أما ًَء َ‬‫يأاَ أ‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه‪/ /‬ه‬ ‫ست أ ْفعَلن َ‬‫م ْ‬ ‫اولأأَْ َ‬‫ط أ‬ ‫أماَ أ‬
‫‪/‬ه ‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬‫فأاع أّلت َْ‬ ‫س أماءَ َ‬ ‫أهاَ أ‬
‫ولعلَ ِلحظتَ أن التفعيلة اْلخيرة من الشطر اْلول ‪ -‬وهي العروض ‪ -‬لم يلحقها تغيير‪،‬‬
‫وكذلَ التفعيلة اْلخيرة من الشطر الثاني‪ ،‬وهي الضرب‪ ،‬ومن هنا نقول‪ :‬إن البيت عروضه‬
‫صحيحة وضربه صحيح‪.‬‬
‫تدريَ َ‬
‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬تعاون مع زمَلئَ في كتابة البيت التالي كتابة عروضية ثم قَ اطعْه َو از ْنه‪ ،‬مبينًا‬
‫حال عروضه وضربه‪َ :‬‬
‫أ‬
‫َال ْنبيأففففففففففاءَ َ‬ ‫أ‬
‫فففففففففرتْ َق ْو أمهأففففففففففاَبففففففففففكأ ْ‬ ‫أمففففففاَ أمضأففففففأْ َفأتْ أ‬
‫ففففففرةٌَمففففففنأ َالر ْ‬
‫سففففففلَإِلَ َ *** َ بأشف أ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأَ َ‬

‫العروض‪َ :‬‬
‫والضرب‪َ :‬‬
‫َّ‬
‫عزيزي َالطالب َ‪َ ...‬لو أنَ عمدت إلى بقية أبيات القصيدة فقط ْعت َها ووزنتها بالوزن‬
‫بعض اْلضرب‪ ،‬ولكنها‬
‫َ‬ ‫ت تلحق بعض اْلعاريض‪ ،‬وأخرى تلحق‬ ‫العروضي لوجدْتَ تغييرا ٍ‬
‫تغييرات غير ِلزمة‪ ،‬فَل تُخرج القصيدة عن وصف عروضها وضربها بالصحة‪َ .‬‬

‫ومن التغييرات التي لحقت العروض والضرب معا الخبْنُ ‪ ،‬وهو حذف الثاني الساكن‪ ،‬وبه‬
‫تصير التفعيلة (فَ اع ََلتُن)‪ ،‬وقد لحق العروض والضرب معًا في البيت الثاني‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬

‫سفففففففففففنأاءََ َ‬
‫َو أ‬ ‫َوقأففففدَْ أحففففاَ(م) َ *** َ لأَ أ‬
‫سفففففففففففنًاَم ْنفففففففففففكأ َدونأهففففففففففف ْم أ‬ ‫لأفففف ْمَي أ‬
‫سففففاووكأ َفففففيَعف أ‬
‫فففّلكأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فتقطيع هذا البيت يكون على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأَ َ‬


‫‪/‬ه ‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬‫فأاع أّلت َْ‬ ‫ساوَو َ‬‫لأ ْمَي أ‬
‫‪//‬ه‪/ /‬ه َ‬ ‫(مت أ ْفعَلن) َ‬
‫ْ (‪)2‬‬
‫كأ َفيَع أَ‬
‫ّل َ‬
‫‪///‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأع أّلت َْ‬ ‫َوقأدَْحأا َ‬
‫كأ أ‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأَ َ‬
‫‪///‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأع أّلت َْ‬ ‫نَ‬‫سنًاَم َْ‬
‫لأَ أ‬

‫‪115‬‬
‫‪//‬ه‪/ /‬ه‬ ‫مت أ ْفعَل َْ‬
‫نَ‬ ‫كأ َدو أنه َْم َ‬
‫‪///‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأع أّلت َْ‬ ‫سنأاءَ َ‬ ‫أو أ‬
‫فالعروض والضرب قد ُحذف منهما الثاني الساكن‪ ،‬فصارت التفعيلة (فَ اع ََلت ُ ْن) بَدَ ًِل من‬
‫(فاعَلت ُ ْن)‪ ،‬وحذف الثاني الساكن يُسمى‪ :‬خب ًنا‪ ،‬ولكنه تغيير ُ‬
‫غير ِلزم‪.‬‬

‫ومن التغييرات التي لحقت الضرب وحده‪ :‬التشعيث‪ ،‬وهو حذف أول الوتد المجموع‪ ،‬وبه‬
‫تصير التفعيلة (فَ َاِلت ُ ْن)‪ ،‬وقد وقع في أبيات متعددة من أبيات القصيدة‪ ،‬منها قول الشاعر‪:‬‬

‫إن أمففففففففففاَ أمثلففففففففففواَصفففففففففففأاتكأ َللنففففففففففاَ(م) َ *** َ سَ أك أمفففففففففففاَ أمثفففففففففففلأَالنجفففففففففففو أمَا ْل أمفففففففففففاءَ َ‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫تقطيعَالبيأَووزنه‪َ َ:‬‬

‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأَ َ‬


‫‪/‬ه ‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬‫فاع أّلت َْ‬ ‫أ‬ ‫ثَ‬ ‫إن أماَ أَم َْ‬
‫‪//‬ه‪/ /‬ه َ‬ ‫(مت أ ْفعَلن) َ‬
‫ْ (‪)2‬‬
‫َث ألواَصفأا َ‬
‫‪///‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأع أّلت َْ‬ ‫تكأ َللنا َ‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأَ َ‬
‫‪///‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأعَ أّلت َْ‬ ‫ثَ‬‫سَ أك أماَ أَم َْ‬
‫‪//‬ه‪/ /‬ه‬ ‫نَ‬‫مت أ ْفعَل َْ‬ ‫َث ألأَالنجوَ َ‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأ أاِلت َْ‬ ‫أمَا ْل أماءَ َ‬
‫فالتفعيلة اْلخيرة من الشطر اْلول ‪ -‬وهي العروض ‪ -‬دخلها الخبن‪ ،‬وهو تغيير غير ِلزم‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬العروض صحيحة‪.‬‬

‫والتفعيلة اْلخيرة من الشطر الثاني ‪ -‬وهي الضرب ‪ -‬دخلها التشعيث‪ ،‬وهو علة جارية‬
‫مجرى الزحاف في عدم اللزوم‪ ،‬فيقال‪ :‬الضرب صحيح‪.‬‬

‫ومن هنا نقول‪ :‬إن قصيدة (في المديح النبوي) للبوصيري من بحر الخفيف التام‪ ،‬عروضها‬
‫صحيحة وضربها صحيح‪.‬‬

‫نشاط َ‬
‫(ابحث واكتَ) َ‬
‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬ارجع إلى كتَ العروض بمكتبة المعهد‪ ،‬واستعن بشبكة المعلومات الدولية‬
‫(النترنت) في كتابة تقرير موجز عن الصور المختلفة لبحر الخفيف التام والمجزوء‪َ .‬‬
‫َ‬
‫القافيةَفيَقصيدةَالبوصيريَ(فيَالمديحَالنبوي)‪َ َ.‬‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬تذكر‪َ:‬‬

‫‪ ‬أن أص َّح اْلقوال في تعريف القافية هو قول الخليل ‪ -‬رحمه الله ‪ ،-‬وهو أنها‪" :‬الحروف‬
‫التي تبدأ من متحرك قبل ساكنين في آخر البيت"‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ ‬أن القافية قد تكون بعض كلمة‪ ،‬وقد تكون كلمة‪ ،‬وقد تكون كلمة وبعض كلمة‪ ،‬وقد تكون‬
‫كلمتين‪.‬‬
‫‪ ‬أنه ِل يلزم أن تكون قوافي القصيدة كلها من نوع واحد‪ ،‬فقد تكون القافية في بي ٍ‬
‫ت من‬
‫بعض كلمة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫َ‬ ‫أبيات القصيدة كلمةً‪ ،‬وقد تكون في بيت آخر‬
‫وفي ضوء ما سبق قَ اطع الشطر الثاني من البيت اْلول‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬

‫اولأتْ أهففففففففاَ أ‬
‫سفففففففف أماءَ َ‬ ‫ط أ‬ ‫َال أ ْنبيأفففففففففففاءَ َ *** َ يأففففففففاَ أ‬
‫سفففففففف أما ًءَ أمففففففففاَ أ‬ ‫فففففففففففَت أ ْرقأفففففففففففىَرقيفففففففففففكأ ْ‬
‫أ‬ ‫أك ْيف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َجدْهُ على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأَ َ‬


‫‪/‬ه ‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬‫فأاع أّلت َْ‬ ‫س أما ًَء َ‬‫يأاَ أ‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه‪/ /‬ه‬ ‫ست أ ْفعَلن َ‬
‫م ْ‬ ‫اولأأَْ َ‬‫ط أ‬ ‫أَماَ أ‬
‫‪/‬ه ‪//‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬‫فأاع أّلت َْ‬ ‫س أماءَ َ‬ ‫أهاَ أ‬
‫ولو أردتَ أن ت ُعَيانَ القافية في هذا البيت‪ ،‬وهي‪ :‬الحروف التي تبدأ من متحرك قبل ساكنين‬
‫س َما ًء) كلمة برأسها‪،‬‬
‫س َما ًء)‪ ،‬وِل يخفى عليَ أن ( َ‬ ‫في آخر البيت لوجدتَ قافية هذا البيت هي ( َ‬
‫فالقافية في هذا البيت كلمة‪.‬‬

‫وتأمل تقطيع الشطر الثاني من البيت الثاني‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬

‫سفففففففففففنأاءَ َ‬
‫َو أ‬ ‫َوقأففففدَْ أحففففاَ(م) َ *** َ لأَ أ‬
‫سفففففففففففنًاَم ْنفففففففففففكأ َدونأهففففففففففف ْم أ‬ ‫لأفففف ْمَي أ‬
‫سففففاووكأ َفففففيَعف أ‬
‫فففّلكأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َجدْهُ على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأَ َ‬


‫‪///‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأع أَ‬
‫ّلت َْ‬ ‫سنًاَم َْ‬
‫نَ‬ ‫لأَ أ‬
‫‪//‬ه‪/ /‬ه‬ ‫نَ‬‫مت أ ْفعَل َْ‬ ‫كأ َدونأه َْم َ‬
‫‪///‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأع أّلت َْ‬ ‫سنأاءَ َ‬ ‫أو أ‬
‫فقافية هذا البيت هي (نَا ُء)‪ ،‬وِل يخفى عليَ أنها جزء من كلمة (سنا ُء)‪ ،‬فالقافية في هذا‬
‫بعض كلمة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫البيت‬

‫القافيةَفيَقصيدةَالبوصيريَمنَحيثَحركاتها‪َ َ:‬‬

‫والحرف الذي ت ُ ْبنَى عليه‬


‫ُ‬ ‫عُرفت هذه القصيدة بـ (الهمزية)؛ ْلنها بُنيت على حرف الهمزة‪،‬‬
‫ي‪ ،‬وهو ‪ -‬هنا ‪ -‬متحرك بالضمة‪ ،‬فالقافية مطلقة‪ ،‬وقد عرفتَ‬ ‫القصيدة وتُنسَ إليه هو حرف الرو ُّ‬
‫فيما سبق أن القافية المطلقة هي التي يكون رويها متحر ًكا بإحدى الحركات الثَلث (الضمة‬
‫والفتحة والكسرة)‪َ .‬‬

‫كما عرفتَ أن القافية المطلقة خمسة أنواع من حيث الحركات التي تفصل بين سا اكنَ ْي َها؛ ْلن‬
‫ص ََل‪ ،‬وإما أن يفصل بينهما حرف متحرك واحد‪ ،‬وإما أن يفصل بينهما حرفان‬ ‫السا اكنَيْن إما أن يَتَّ ا‬
‫متحركان‪ ،‬وإما أن يفصل بينهما ثَلثة أحرف متحركة‪ ،‬وإما أن يفصل بينهما أربعة أحرف‬
‫متحركة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ي هذا النوعُ بـ (المترادف)‪.‬‬
‫فإن كان الساكنان متصلين سُ ام َ‬
‫ي هذا النوع بـ (المتواتر)‪.‬‬ ‫وإن فَ َ‬
‫ص َل بينهما حرف متحرك واحد سُ ام َ‬
‫ي هذا النوع بـ (المتدارك)‪.‬‬
‫وإن فصل بينهما حرفان متحركان سُ ام َ‬
‫ي هذا النوع بـ (المتراكَ)‪.‬‬
‫وإن فصل بينهما ثَلثة أحرف متحركة سُ ام َ‬
‫ي هذا النوع بـ (المتكاوس)‪.‬‬
‫وإن فصل بينهما أربعة أحرف متحركة سُ ام َ‬
‫سا اكنَ ْي َها‬
‫والقافية في قصيدة البوصيري من النوع الثاني (المتواتر)؛ ْلن الذي يفصل بين َ‬
‫حرف متحرك واحد‪.‬‬

‫أحرفَالقافيةَفيَالقصيدة‪َ َ:‬‬

‫ْف‪،‬‬
‫الرد ُ‬
‫ي‪ ،‬والوصل‪ ،‬والخروج‪َ ،‬و ا‬
‫أحرف القافية ‪ -‬كما عرفتَ – ستة‪ ،‬هي‪( :‬الرو ُّ‬
‫والتأسيس‪ ،‬والدخيل)‪.‬‬

‫الحرف الذي ت ُ ْبنَى عليه القصيدة ويتكرر بت َ ْك َر اار أَبْياتها‪َ .‬‬


‫ُ‬ ‫فالروي‪:‬‬
‫ُّ‬
‫حرف َم ٍد ينشأ عن إشباع حركة الرويا‪ ،‬أو هاء تلي الروي‪َ .‬‬
‫ُ‬ ‫والوصل‪:‬‬

‫ص ًَل‪َ .‬‬ ‫حرف ٍ‬


‫مد ينشأ عن إشباع حركة الهاء المتحركة إن كانت َو ْ‬ ‫ُ‬ ‫والخروج‪:‬‬

‫ين يقع قبل الروي‪َ .‬‬ ‫ْف‪ :‬حرف ٍ‬


‫مد أو ال ٍ‬ ‫الرد ُ‬
‫َو ا‬
‫والتأسيس‪ :‬اْللف التي يكون بينها وبين الروي ا حرف متحرك‪َ .‬‬

‫والدخيل‪ :‬الحرف المتحرك الذي يفصل ألف التأسيس عن الروي‪.‬‬

‫وفي قصيدة البوصيري التي معنا ثَلثة أحرف من أحرف القافية هي (الروي‪ ،‬والوصل‪،‬‬
‫والردف)‪.‬‬

‫ي هو حرف الهمزة الذي بُنيت القصيدة عليه ونُسبت إليه‪.‬‬


‫فالرو ُّ‬
‫والوصل هو حرف الواو الذي نشأ عن إشباع حركة الهمزة المضمومة‪.‬‬
‫والردف هو حرف اْللف الذي سبق الروي في جميع أبيات القصيدة‪.‬‬
‫وتسمى القافية في هذه القصيدة بـ (القافية المطلقة المردوفة الموصولة بحرف المد)‪،‬‬
‫فالقافية مطلقة؛ ْلن رويَّها (الهمزة) متحرك بالضمة‪ ،‬موصولة بالمد (الواو) التي نشأت عن‬
‫إشباع ضمة (الباء)‪ ،‬مردوفة؛ لوجود حرف مد قبل الروي‪.‬‬

‫نشاطَ(‪)4‬‬

‫اكتَ خمسة أبيات من أبيات القصيدة وقطع الشطر الثاني من كل بيت‪ ،‬مبي ًنا نوع القافية في‬
‫كل منها‪ ،‬مع بيان أحرفها‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫(تدريب) َ‬
‫تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَتقطيعَالشطرَالثانيَمنَالبياتَالتالية‪َ،‬مبينًاَنوعَالقافيةَفيَكلَمنها‪َ،‬‬
‫َو ْاْل أبفففففففففففففففففففاءَ َ‬
‫َالم أهفففففففففففففففففففات أ‬ ‫ضففففف أمائرَا ْل أكف ْ‬
‫رَلأفففففففففففففففففففكأ ْ‬
‫ففففونَت ْختأفففففا َ‬ ‫*** َ‬ ‫لأففففف ْمَتأففففف أزلَْففففففيَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َال أ ْنبيأفففففففففففففاءَ َ‬
‫ففففففففففففرتْ َقأ ْو أم أهفففففففففففففاَبفففففففففففففكأ ْ‬
‫سفففففففلَإِلَ َ *** َ‬
‫أ‬ ‫ففففففرةٌَمفففففففنأ َالر ْ‬
‫ف‬‫ش‬ ‫بأ‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ففففففأْ‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ض‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫ففففففاَ‬
‫ف‬ ‫أم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْليأففففففففففففففاءَ َ‬‫ع ْليأففففففففففففففاءَبأ ْعفففففففففففففف أد أهاَ أ‬ ‫َتأتأبأفففففففففا أهىَبفففففففففكأ َا ْلعصفففففففففور أ‬
‫َوت أ ْ‬
‫بففففففففففففففكأ َ أ‬
‫سفففففففففمو َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫معَبيانَأحرفها‪َ :‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫َ‬
‫ََ‬

‫‪119‬‬
‫تدريباتَ‬
‫َ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪َ:2‬عرفَالمصطلحاتَالعروضيةَالتالية‪َ :‬‬

‫ي‪ ،‬والوصل‪ ،‬والخروج‪ ،‬والردف‪ ،‬والتأسيس‪ ،‬والدخيل)‪.‬‬


‫(الرو ُّ‬
‫س‪َ:0‬اقرأَأبياتَالبوصيريَالتالية‪َ،‬ثمَأجب‪َ َ:‬‬

‫اء َ‬ ‫َال أ ْ‬
‫ضففففففففففففف أو َ‬ ‫ففففففففففففوئكأ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ففففففففففففنَ أ‬
‫ضف‬ ‫عف‬
‫صففففـ َ *** َ درَإِلَ أ‬ ‫ضفففلَفأ أمففففاَت أ ْ‬ ‫صفففف أباحَكففففلَفأ ْ‬ ‫‪َ-2‬أ أ ْنفففأأ َم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففففففففففففف أماءَ َ‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫َال‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫د‬
‫أ‬ ‫فففففففففففففففاَْل‬‫ف‬‫ه‬‫أ أ‬‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬‫َو‬ ‫فففففففففففففففب‬
‫ف‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ففففـ‬‫ف‬‫ي‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫غ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ففففا‬‫ف‬‫ع‬‫أ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ففففن‬
‫ف‬ ‫َم‬ ‫ففففوم‬‫ف‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫ات‬‫أ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ففففكأ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫َ‬‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬اكتَ البيتين السابقين كتابة عروضية‪:‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................... ..‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬قطع البيتين السابقين‪ ،‬وحدد تفعيَلتهما‪.‬‬


‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬انسَ البيتين السابقين إلى بحرهما‪ ،‬وحدد نوع عروضهما وضربهما‪.‬‬


‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬بَيا ْن ما دخل التفعيَل ا‬


‫ت من تغيير غير ِلزم‪.‬‬
‫‪.................................................. ....................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪َ ......................................................................................................................‬‬

‫س‪َ:3‬اقرأَأبياتَالبوصيريَالتالية‪َ،‬ثمَأجب‪َ َ:‬‬
‫ْ‬
‫ففففففففففففنَ أكفففففففففففففريمَآ أبفففففففففففففاعهَك أر أمفففففففففففففاءَ َ‬ ‫َ *** َ مف‬ ‫أو أبففففففففففففدأاَل ْلوجففففففففففففودَم ْنففففففففففففكأ َكأففففففففففففري ٌمَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففففففففو أزاءَ َ‬
‫ْ‬ ‫ف‬‫ج‬‫أ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫أفففففففففففففففاَا‬
‫ه‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫و‬‫ج‬ ‫أاَن‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫د‬
‫أ‬ ‫ففففففففففففففف‬‫ل‬ ‫َ *** َ قأ‬ ‫فففففففففففّلَبحف أ‬
‫فففففففففففّلهَ‬ ‫أ‬ ‫فففففففففففبَتأحْسففففففففففففبَا ْلع‬
‫ٌ‬ ‫نأ أ‬
‫س‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صففففففففففف أماءَ َ‬‫َ *** َ أ أ ْنفففففففففففأأ َفيفففففففففففهَا ْليأتي أمفففففففففففةَا ْلعأ ْ‬ ‫َوفأ أخففففففففففففارَ‬ ‫ْ‬
‫ففففففففففففؤدأد أ‬ ‫حأبففففففففففففذأاَع ْقففففففففففففدَس‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪121‬‬
‫غففففففففففففراءَ َ‬ ‫ع ْنففففففففففففهَلأ ْيلأففففففففففففةٌَ أ‬ ‫ففففففففمسَم ْنففففففففكأ َمضففففففففي ٌَء َ *** َ أ أ ْ‬
‫سفففففففففففففأ أرتْ َ أ‬ ‫أوم أحيًّففففففففاَكأالش ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ازد أهفففففففففففاءَ َ‬ ‫َو ْ‬
‫ورَبيأ ْومففففففففففه أ‬ ‫لأ ْيلأففففففففةَا ْل أم ْولففففففففدَالففففففففذيَكأففففففففانأ َللديففففففففـ َ *** َ ـففففففففففنَسففففففففففر ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ىَوحأفففففففففذَا ْل أهنأففففففففففاءَ َ‬ ‫طفأ أ‬ ‫صفففففففففف أ‬‫نَقأفففففففف َْد َ *** ولفففففففففدأَا ْلم ْ‬ ‫فففففففر َا ْله أأواتفففففففففَأ أ َْ‬
‫شف أ‬ ‫أوت أ أوالأفففففففأْ َب ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي من كل بيت منها َو از ْنهُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ا‬ ‫ا‬‫َّ‬ ‫ث‬‫ال‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫َّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ط‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫‪-‬‬
‫ا‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................ ..............................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪َ .....................................................................................................................‬‬
‫‪ -‬حدد قافية كل بيت مبينًا نوعها وأحرفها‪.‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................. .........................‬‬
‫‪............................................................................................. .........................‬‬
‫‪............................................................................................. .........................‬‬
‫‪............................................................................................. .........................‬‬
‫‪............................................................................................. .........................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪121‬‬
‫الموضوعَالثاني َ‬
‫َوا ْل أمديحَلصأفيَالدينَا ْلحليَ َ‬
‫فيَا ْلحكأم أ‬
‫أهدافَدراسةَالموضوع‪َ :‬‬
‫بعدَدراستيَلهذاَالموضوعَسوفَأكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫اَموجزا‪.‬‬ ‫فَبصأفيَالدينَا ْلحليََتعريفً‬
‫عرَ أَ‬
‫أ أَ‬ ‫‪-2‬‬
‫أقرأَالنصَالشعريَقراءةَمعبرة‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫أنغمَ صوتيَأثناءَقراءةَالنصَبطريقةَتوضحَالمعانيَالمتضمنةَفيه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أحددَالمعنىَالمعجميَللمفرداتَالواردةَبالنص‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أوضحَالمعنىَالسياقيَللمفرداتَبالنص‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أحددَالفكرةَالعامةَللنص‪َ.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أستخرجَالفكارَالرئيسةَالمتضمنةَبالنص‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أوضحَالعّلقةَبينَالفكارَالرئيسةَبالنص‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أحكمَعلىَمنطقيةَاللفاظَالواردةَفيَالنصَالشعري‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أوضحَالصورَالبيانيةَفيَالنصَ(التشبيه‪َ-‬المجاز‪َ-‬الكناية)َوأثرهاَعلىَالمعنى‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫أوضحَاإليحاءاتَالجماليةَلأللفاظَبالنص‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫أوضحَأثرَعاطفةَالديبَفيَاختيارَاللفاظَوالقافية‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫ً‬
‫اَموجزاَبأسلوبي‪.‬‬ ‫نثر‬
‫أنثرَالنصَ ً‬ ‫‪-23‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَالمرَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-24‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَالنهيَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-25‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَالنداءَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-26‬‬
‫أستخرجَأساليبَالقصرَوطرقهَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-27‬‬
‫أحددَالبحرَالذيَجاءَعليهَالنص‪.‬‬ ‫‪-28‬‬
‫أحددَالتفعيّلتَالتيَجاءَعليهاَالنص‪.‬‬ ‫‪-29‬‬
‫أحددَنوعَالقافيةَالتيَجاءَعليهاَالنص‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫أحددَنوعَالقافيةَالتيَجاءَعليهاَالنصَمنَحيثَاإلطّلَْوالتقييد‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫أحددَنوعَالقافيةَالتيَجاءَعليهاَالنصَمنَحيثَحركاتها‪.‬‬ ‫‪-00‬‬
‫أحددَالضرورةَالشعريةَفيَالنص‪.‬‬ ‫‪-03‬‬

‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪122‬‬
‫النصَالثاني‬
‫َوا ْل أمديحَلصأفيَالدَينَا ْلحليَ(تَ‪752‬هـ) َ‬
‫فيَالحكأم أ‬
‫‪َ:‬الأدأبَ َ‬
‫أأو ًِل ْ‬
‫أمدْحَالس أّلطينَفيَش ْعرَصأفيَالدينَا ْلحليَ َ‬
‫عب ََّر‬
‫اْلطهار‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ي ﷺ وآ َل بيته‬ ‫في ديوان صفي الدين قصائد ُ طوال ومقطوعات مدح فيها النب َّ‬
‫اس أَيًّا‬
‫ايوانَهُ َمدْ َح أ َ َح ٍد مانَ النَّ ا‬
‫ض امنَ د َ‬‫فيها عن حبه ووِلئه للرسول ﷺ وآله‪ ،‬ولم يكن يريد أ َ ْن يُ َ‬
‫ايح النَّباي ا َو ْاآل ال"‪ ،‬فعاهد نفسه‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫"و َِل أَت َ َ‬
‫ح إا َِّل ال َما أ اعدُّهُ زَ ادًا الل َمآ ال‪ ،‬فاي َمد ا‬
‫صدَّى امنَ ال َمدَائا ا‬ ‫َكانَ ‪ ،‬فَقَالَ‪َ :‬‬
‫"أ َ َِّل َي ْمدَ َح َك اري ًما َو اإ ْن َجلَّ"؛ ولهذا قال‪:‬‬

‫شففففريَإذَْ أكففففانأ َ أمجْ ففففد أ‬


‫يَمفففف ْنهمََ َ‬ ‫فففو َ أم ْع أ‬ ‫َالأنأففففففامَت أ أرفعًففففففا َ *** َ سف أ‬ ‫فففففنَ أمففففففدْح ْ‬
‫عف َْ‬ ‫أوأأع أْر ْ‬
‫ضففففففأَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففيْنَ(‪َ)2‬م أوريًفففففا َ *** َ إذأاَ أكفففففففانأ َ أمففففففف ْدحٌَفأالنسفففففففيبَا ْلمقأفففففففدم" َ‬ ‫ففففولَا ْبفففففنَا ْلح أ‬
‫أوق ْلففففأَ أكقأف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أجبره على طرق باب المدح‪ ،‬فحين ترك‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫حدث‬ ‫حتى‬ ‫بعهده‬ ‫ًّا‬ ‫ي‬‫وف‬ ‫بيمينه‬ ‫ا‬‫بار‬
‫ًّ‬ ‫كذلَ‬ ‫وظل‬
‫ارداينَ )‪ َ،‬ولقي ما لقي من حفاوة وتكريم ورعاية‬ ‫العراق والتجأ إلى حمى الملوك ْاْل ُ ْرت ُ اق ايينَ في ( َم ا‬
‫وتعظيم‪َ ،‬و َجدَ لزا ًما عليه أن يَ ُردَّ جميلهم بجمي ٍل مثله‪ ،‬فلم يَ َر أحسن من أن يقول فيهم الشعر الرائع‬
‫والقصيد الجليل‪ ،‬فمدح (الملَ المنصور نجم الدين غازي بن أ ُ ْرتُقَ ) وابنه (الملَ الصالح شمس‬
‫الدين صالح)‪ .‬بل لقد كان يغالي أحيانًا فيصرح بأنه وقف شعره على الملَ المنصور فحسَ‪،‬‬
‫ولن يمدح سواه أحدًا‪ ،‬استمع إليه وهو يختتم إحدى قصائده فيه‪:‬‬

‫فففففففيَكلففففففففهَ َ *** َ ممففففففففاَأحففففففففلَبففففففففهَ أو أمففففففففاَأأنأففففففففاَعأاقففففففففدَ َ‬ ‫علأ ْيففففففففكأ َلأ ْفظف أ‬ ‫َْوقأ ْفففففففففأَ أ‬
‫أولأقأففففففففد أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففرتَفأففففففففففِننيَلأففففففففففكأ َحأامففففففففففدَ َ‬
‫ح َ *** َ أوإذأاَنأث أ ْ‬ ‫ظ ْمففففففففأَفأففففففففِننيَلأففففففففكأ َ أمففففففففاد ٌَ‬ ‫فأففففففففِذأاَنأ أ‬
‫" َ‬ ‫َ‬
‫الدين يخبره أنه لم يمدحه إِل لكونه ا ْبنًا‬ ‫َ‬ ‫شمس‬ ‫الصالح‬ ‫الملَ‬ ‫فيها‬ ‫يمدح‬ ‫له‬ ‫قصيدة‬ ‫وفي‬
‫َ‬ ‫للمنصور‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ففففففففففنَبأ ْعففففففففففدهَ َ‬‫ففففففففففزفَلمفففففففففف ْنعمَم‬
‫أ‬ ‫أفففففرائسَفك أْرتفففففي َ *** َ أأنَِلَت‬ ‫أولأقأفففففدَْعأهفففففدْتَإلأفففففىَع أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضففففففعأةٌَمف ْ‬
‫فففففنَ أمجْ ففففففدهَ َ‬ ‫اَو أمجْ ففففففدكأ َبأ ْ‬ ‫فففففرفً أ‬
‫شف أ‬ ‫أ‬ ‫صففففففففلهَ َ *** َ‬ ‫فففففففوَأ أ ْ‬
‫فففففففرعَالففففففففذيَهف أ‬ ‫لأكنففففففففكأ َا ْلفأف ْ‬
‫" َ‬ ‫َ‬
‫صفففففففففيهَمف ْ‬
‫فففففففنَبأ ْعففففففففدهَ َ‬ ‫‪َ،‬و أ‬‫‪َ،‬و أوصفففففففففففيهَ َ *** َ ففَفففففففيَأ أ ْمففففففففره أ‬ ‫أونأجيفففففففففففهَففففففففففففيَسفففففففففففره أ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫فمن أجل ذلَ مدح (الصالح) بعد أبيه (المنصور)‪ ،‬وقد آلى على نفسه "أِل يُ َع اززَ مدحهما‬
‫َ‬
‫بثالث"‪َ ،‬و َر َجا أِل يُضطر من جديد إلى الحنث في هذه ْاْل َ اليَّ اة فيمد َح غيرهما‪ .‬وظل على ذلَ حتى‬
‫جاء مصر سنة (‪726‬هـ) والتقى بالملَ (الناصر محمد بن قَلوون)‪ ،‬فأحسن مقابلته‪ ،‬وأكرم‬
‫الس ََْل ام‪،‬‬ ‫اء َح َّج اة ْ ا‬ ‫ض ا‬ ‫ي ابقَ َ‬ ‫علَ َّ‬‫اين‪" :‬فَلَ َّما َم َّن اللهُ َ‬ ‫ي الد ا‬ ‫ضا‪ ،‬يَقُو ُل َ‬
‫ص اف ُّ‬ ‫وفادته‪ ،‬واضطره إلى مدحه أي ً‬
‫ص اريَّ اة‪َ ،‬وأ َ اه ْلتُ ابا ْل ُمثُو ال فاي‬ ‫ار ْال ام ْ‬ ‫ف با ََلداي إالَى ا‬
‫الديَ ا‬ ‫ف باي خ َْو ُ‬ ‫س ََل ُم‪ ،‬قَذَ َ‬ ‫علَ ْي اه ال َّ‬
‫ارةا قَب اْر النَّباي ا َ‬ ‫َو ازيَ َ‬
‫ال ْن َع اام َما فَا َجأَناي ا ْبتادَا ًء َولَ ْم أ َ ْم ال َْ لَهُ َخ َب ًرا‪،‬‬ ‫اص اريَّ اة‪َ ،‬وش اَملَناي امنَ ْ ا‬ ‫ش اريفَ اة ْال َم ال اكيَّ اة النَّ ا‬
‫ْال َحض َْر اة ال َّ‬

‫‪123‬‬
‫ين‪ ،‬أ َ ْولَى ام ْن‬‫ير تا ْلََ ْاليَ ام ا‬ ‫ق‪َ ،‬و َرأَيْتُ كُ ْف َرانَ َها َك ْالعُقُو ا‬
‫ق‪َ .‬وإا َّن ت َ ْك اف َ‬ ‫أ َ ْلزَ َمتْناي ْال ُم ُرو َءة ُ با ُم َكافَأَةا تا ْلََ ْال ُحقُو ا‬
‫اب لَ ْفظُهُ َو َم َعاناي اه‪َ ."...‬و ام ْن َمد اْح اه فاي اه قَ ْولُهُ‪:‬‬ ‫ط َ‬ ‫ظ ْمتُ فاي َم َعا الي اه‪َ ،‬ما َ‬ ‫ان أ َ ْنعُ ام ْال ُم ْن اع امينَ ‪ ،‬فَنَ َ‬
‫كُ ْف َر ا‬
‫فففففففففيَ أه ْيبأفففففففففةً أ‬
‫َو أم أواهبأفففففففففا َ‬ ‫أ‬ ‫فففففففففألْتأ َ أ‬
‫عيْن‬ ‫ففففففففففةً َ *** َ أو أم أ‬ ‫أ أ ْولأ ْيتأنففففففففففيَقأبْففففففففففلأَا ْل أمففففففففففديحَعنأايأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففاَوم أخاطبأفففففففففا َ‬
‫أ‬ ‫َْرأ أ ْوا َ *** َ مثْلفففففففففيَلمثْلفففففففففكأ َ أخاطبً‬ ‫‪َ،‬وقأففففد أ‬‫فففيَالأنأففففام أ‬
‫ْ‬ ‫أوَ أرفأ ْعففففأأ َقأففففدْر أَ‬
‫يَفف‬
‫" َ‬ ‫َ‬
‫ي با َه اذ اه ْاليَ ام ا‬
‫ين فا ْع ًَل‪َ ،‬ولَ ْم يَ ْمد َ ْح‬ ‫ث الَّذاي َِل َرابا َع لَهُ‪َ َ ،‬وبَ َّر ال َّ‬
‫ص اف ُّ‬ ‫علَى أ َ ْن يَكُونَ الثَّا ال َ‬‫َوقَدْ َمد َ َحهُ َ‬
‫َ‬ ‫َرا اب ًعا‪.‬‬
‫َ‬
‫صادرا عن طبع سليم‪ ،‬ونية صادقة‪ ،‬وشعور عميق‪ ،‬لم‬ ‫ً‬ ‫ح صفي الدين لهؤِلء الثَلثة‬ ‫كان َمدْ ُ‬
‫يكن فيه مماْلة أو ُمراءاة‪ ،‬وِل كذب أو نفاق‪ ،‬يقول للملَ الصالح‪:‬‬

‫شففففففهْدهَ َ‬ ‫صففففففابأهَفففففففيَ أ‬
‫ضففففففمرَ أ‬ ‫ايَي ْ‬ ‫أفففففففنَودأادَ أخفففففففالصَ َ *** َ أوسف أ‬
‫فففففو أ‬ ‫أمفففففففدْحيَل أمجْفففففففدكأ َع ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ففففففففففنَو ْردهَ َ‬ ‫عف‬‫ففففففففففرَأنأفففففففففففزهَغلتفففففففففففيَ أ‬
‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫حْ‬ ‫ب‬
‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫فففففففففففففه‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫َل‬ ‫ء‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫أ‬
‫فففففففففففففز‬‫ف‬‫ج‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫فففففففففففففه‬‫ف‬‫َب‬ ‫وم‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫َأ‬ ‫أ‬
‫َِل‬ ‫ْ‬ ‫ذ‬ ‫إ‬
‫" َ‬ ‫َ‬
‫فففففففبَا ْلغنأففففففففىَمف ْ‬
‫فففففففنَ أكففففففففدهَ َ‬ ‫ْ أ‬ ‫ف‬‫س‬‫ك‬‫أ‬ ‫فففففففاَ‬‫ف‬‫ع‬ ‫ق‬ ‫و‬
‫َ أ ً‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫أة‬
‫َ‬ ‫ع‬‫ففففففا‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ض‬ ‫َب‬ ‫يض‬
‫أ‬ ‫ففففففر‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫أَا‬
‫ل‬ ‫فففففف‬‫ف‬‫ع‬
‫أ‬ ‫ج‬
‫أ‬ ‫يَ‬ ‫ففففففذ‬ ‫ف‬‫أال‬‫ك‬ ‫َ‬ ‫أِل‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫ولم يفارق صفي الدين اْلسلوب القديم في كثير من مدائحه؛ فهي تبدأ بالغزل أو النسيَ‪ ،‬أو‬
‫َ‬
‫ت الكرم‬ ‫صفَا ا‬ ‫ذكر الخمر‪ ،‬أو وصف الطبيعة‪ ،‬ثم ينتقل إلى المدح فيضفي على الممدوح ا‬
‫والشجاعة والدفاع عن حمى السَلم َوالتُّقَى والورع والتدين ومخافة الله‪ ،‬ويختم مدائحه في‬
‫مفتخرا بشعره ُم ْعت ًَّزا اب اه‪ ،‬أو يختمها بالتهنئة (كتهنئته بعيد النحر َمث َ ًَل)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الغالَ‬

‫َ‬ ‫نشاط‬
‫(ابحثَ‪َ-‬ووازن)‬
‫ْ‬
‫ابحث في مراجعَ اللكترونية عن بعض قصائد صأفي َالدين َالحليَ في المدح‪ ،‬ثم اعقد موازنة بين‬
‫بناء هذه القصائد‪َ،‬وبناء بعض قصائد الشعر الجاهلي‪ .‬ثم دَ اون ذلَ في كراسة اْلنشطة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ثأانيًا‪َ:‬النصوصَ َ‬

‫َ‬
‫الت ْعريفَبالشاعر‪:‬‬
‫َ‬

‫نسبه‪َ ،‬ومولده‪َ :‬هو عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم‪ ،‬صفي الدين الطائي‬
‫ْ‬
‫الحلي‪ُ ،‬و الدَ مدينة ال احلَّ اة (بين الكوفة وبغداد) في شهر َر اب ٍ‬
‫يع ْاآل اخ ار سنة سبع وسبعين وستمائة‪،‬‬
‫وبها نشأ(‪.)1‬‬

‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫حياتهَالعلميةَوالدبية‪ :‬أ َ َحََّ الشعر وهو صبي لم يتجاوز السابعة من عمره‪ ،‬وحفظ‬
‫ظ َم الشعر وهو لم يدرك معنى الشوق ولم يعرف دَ َوا اعيَهُ بَ ْعد ُ‪َ .‬و َكانَ اشي اعيًّا‪،‬‬ ‫من شعر الفحول‪ ،‬ثم نَ َ‬
‫ْس َهذَا ْاْل َ ْم ُر فاي ْال احلَّ اة بادْ اعيًّا‪.‬‬
‫َولَي َ‬
‫ارداينَ " ومدح حكامها‪ ،‬وورد إلى "مصر" مرتين‪ ،‬وكان‬ ‫"م ا‬
‫اشتغل بالتجارة‪ ،‬فسافر إلى َ‬
‫ارداينَ "‪َ ،‬ويُ َع ار ُج على "بغداد"‪.‬‬
‫يتردد إلى "حلَ‪ ،‬وحماة‪ ،‬ودمشق"‪ ،‬ويعود إلى " َم ا‬
‫ح ْال َم ال اَ‬
‫ور فاي َمدَائا ا‬ ‫شعر كبير جمعه بنفسه في مصر‪ ،‬وله ديوان "د َُر ُر النُّ ُح ا‬ ‫ٍ‬ ‫له ديوانُ‬
‫ظ َم فيه تس ًعا وعشرين قصيدة ُم َرت َّ َبةً قوافيها على اْللفباء‬ ‫ُ‬
‫صائاد ُ ْاْل ْرت ُ اقيَّاتُ " نَ َ‬‫"القَ َ‬ ‫ور" أَ او ْ‬ ‫ص ا‬ ‫ْال َم ْن ُ‬
‫التزم فيها أن تتألف كل واحدة منها من ‪ 29‬بيتًا‪ ،‬وأن يبدأ ك ُّل بيت منها بالحرف المبنية عليه‬
‫"ال َكافايَةُ ْالبَداي اعيَّةُ فاي ْال َمدَائاحا النَّبَ اويَّ اة" امنَ ‪145‬‬ ‫س َّماهَا ْ‬ ‫القافيةُ‪ .‬وله "بديعية" في مدح الرسول ﷺ َ‬
‫مثاِل شاهدًا لنوع‬ ‫عا من أنواع البديع‪ ،‬وجعل كل بيت ً‬ ‫َب ْيتًا من بحر البسيط‪ ،‬تشتمل على ‪ 151‬نو ً‬
‫ون‪،‬‬‫لش ْع ار ْال َم ْل ُح ا‬
‫صهُ ال ا‬ ‫ص َ‬ ‫ص ْالغَا الي" َخ َّ‬ ‫اط ُل ْال َحا الي َو ْال ُم َر َّخ ُ‬ ‫منها أو نوعين أو ثَلثة‪ .‬وله كتاب ْ‬
‫"ال َع ا‬
‫ون‪.‬‬‫ض ال َه اذ اه ْالفُنُ ا‬ ‫ان َو ْالقُو َما ‪َ ...‬وه َُو أ َ َه ُّم اكت َا ٍ‬
‫ب قَد ٍ‬
‫ايم تَعَ َّر َ‬ ‫ان َو َك ْ‬ ‫الز َج ال َو ْال َم َوا اليَّا َو ْال َك ْ‬
‫امثْلُ‪َّ :‬‬

‫وفاته‪ :‬توفي ببغداد‪ ،‬ودفن فيها‪ ،‬سنة خمسين وسبعمائة‪.‬‬


‫ََ‬

‫‪125‬‬
‫ابحثَواقرأَولخص َ‬
‫ابحث َفي َشبكة َالمعلومات َالدولية َعن َترجمة َللشاعر َصفي َالدين َالحلي‪َ ،‬واقرأها َجيدًا‪َ،‬‬
‫ولخصَسيرتهَالذاتية‪.‬‬

‫َ‬

‫َمنأا أ‬
‫سبأةَالنصَ‪:‬‬

‫الدين أبا المكارم‬


‫ا‬ ‫شمس‬
‫َ‬ ‫اين ْال اح ال ُّ‬
‫ي السلطانَ الملََ الصال َح‬ ‫ي الد ا‬
‫ص اف ُّ‬
‫ض فيها َ‬‫هذه القصيدة يُ َح ار ُ‬
‫المنصور ‪ -‬على اتاقاء المغول‪ ،‬والهجوم عليهم عند اختَلفهم واضطراب‬ ‫ا‬ ‫الملَ‬
‫ا‬ ‫السلطان‬
‫ا‬ ‫ابنَ‬
‫أحوالهم‪َ ،‬ويُ َه انئُهُ اب اعي اد النَّ ا‬
‫حْر‪.‬‬
‫استمعَللنص‪:‬‬

‫ش ْك َوى َو َوفَاء)‪ ،‬من قبل معلمَ‪.‬‬


‫عزيزي الطالَ‪ ...‬استمع إلى قصيدة ابن زيدون ( َ‬
‫اقرأَالنصَقراءةَمعبرة‪:‬‬

‫صيدَة ُ (فاي‬ ‫الش ْع اريَّ اة الَّتاي ا ْست َ َمعْتَ اإلَ ْي َها‪َ ،‬و اه َ‬
‫ي قَ ا‬ ‫َ‪ ...‬أ َ اعدْ قا َرا َءة َ ْال َم ْقطُو َ‬
‫ع اة ا‬ ‫يزي َّ‬
‫الطا ال َ‬ ‫ع از ا‬ ‫َ‬
‫ايط)‪:‬‬ ‫ايح) لصفي الدين الحلي‪َ ،‬والَّتاي يَقُو ُل فاي َها (مانَ ْالبَس ا‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫ْال اح َك ام َو ْال َمد ا‬
‫ففففففنَقأفففففففد أمَا ْل أحفففففففذأ أرا َ‬ ‫ففففففّلَ أمف ْ‬ ‫أو أِلَيأنأفففففففالَا ْلعف أ‬ ‫ففراَ َ *** َ‬
‫طف أ‬ ‫ففنَلأفف ْمَيأ ْركأففبَا ْل أخ أ‬ ‫أِلَيأ ْمتأطففيَا ْل أمجْففدأَ أمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففرا َ‬
‫طف أ‬ ‫ففاَو أ‬ ‫ففنَإد أْراك أهف أ‬ ‫ففى‪َ،‬ولأففف ْمَيأ ْقفففضَمف ْ‬ ‫أ‬ ‫ضف‬ ‫قأ أ‬ ‫ففففففّلَتأعأفففففففبَ َ *** َ‬ ‫ففففففواَبف أ‬ ‫ع ْفف ً‬ ‫ففففففّلَ أ‬ ‫ففففففنَأ أ أرادأَا ْلعف أ‬ ‫أو أمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففر أرا َ‬ ‫ففنَلأففف ْمَيأحْ مفففلَالضف أ‬ ‫أِلَيأجْ تأنفففيَالن ْفففف أعَ أمف ْ‬ ‫فففففففنَنأحْ ففففففففلَي أمنعففففففففهَ َ *** َ‬ ‫أِلَبففففففففدَللشففففففففهْدَمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففنَصأفففففففففبأ أرا َ‬ ‫أو أِلَتأفففففففففتمَا ْلمنأفففففففففىَإِلَل أم ْ‬ ‫ففففففففؤلَإِلَبأ ْعفففففففففدأَم ْؤل أمفففففففففةَ َ *** َ‬ ‫أِلَي ْبلأفففففففففغَالسف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فَالصففففد أأرا َ‬ ‫فففربَا ْلففففو ْردأَحأتففففىَيأ ْعففففر أ‬ ‫أِلَيأ ْقف أ‬ ‫ظ أمفففأَ َ *** َ‬ ‫ففنَ أ‬ ‫ففوَ أمفففاتأ َمف ْ‬ ‫ففنَلأف ْ‬ ‫ففزمَالنفففاسَ أمف ْ‬ ‫أوأأحْ ف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففرا َ‬
‫أ‬ ‫ف‬‫ب‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َم‬ ‫ْر‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫غ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ففففففا‬‫ف‬‫أاَب‬ ‫د‬ ‫فففففف‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫غ‬ ‫اَ‬ ‫ففففففر‬
‫ْ ً‬ ‫ف‬‫م‬ ‫أ‬ ‫َأ‬ ‫ففففففاه‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫ففففرتَْ َ *** َ‬‫أ‬ ‫ف‬‫ظ‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫اَ‬ ‫أ‬ ‫ذ‬ ‫َإ‬ ‫ْ‬
‫ففففن‬‫ف‬‫م‬‫أ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ففففّل‬ ‫ف‬‫ق‬‫ْ‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ففففاس‬ ‫ف‬‫َالن‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫ففففز‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أو‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففرا َ‬
‫أ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ث‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َإ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫َالفففففففر‬ ‫فففففففار‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫‪َ:‬ع‬ ‫فففففففال‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫َي‬ ‫ِل‬ ‫أ‬ ‫أو‬ ‫ففففرتَْ َ *** َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َإ‬ ‫ففففل‬‫ف‬ ‫جْ‬ ‫َالر‬ ‫ففففار‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ث‬ ‫‪َ:‬ع‬ ‫ففففال‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ق‬ ‫َْي‬ ‫د‬ ‫فففف‬‫ف‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫فأ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صففففف ْف ًوا‪ َ،‬أو أجفففففا أءَإلأ ْيفففففهَا ْل أخ ْطفففففبَم ْعتأفففففذ أرا َ‬ ‫أ‬ ‫ففففففاْل أراءَدأا أمَلأفففففففهَ َ *** َ‬ ‫ْشَبف ْ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫فففففف‬ ‫ف‬‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬
‫أ أ‬ ‫َا‬ ‫ففففففر‬
‫ف‬ ‫أب‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ففففففن‬ ‫أم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫سفففففتذنبَالقفففففد أأرا َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫يَِلَيأ ْ‬‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫أمفففففنَأخطفففففأَالفففففرأ أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫يأهفففونَبفففالرأيَ أمففففاَيأجْفففريَالقضأفففاءَبففففهَ َ *** َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شفففففففففك أأرا َ‬ ‫أو أِلَيأليفففففففففذَا ْل أوفأفففففففففاَإِلَل أمف ْ‬
‫ففففففففنَ أ‬ ‫َ‬ ‫فففففففه‬
‫َ‬ ‫ف‬‫ن‬ ‫اط‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫فففففففيَ‬ ‫ف‬ ‫َف‬ ‫ِل‬ ‫َإ‬ ‫فففففففم‬ ‫ف‬ ‫أِلَيأحْسففففففففنَا ْلح ْ‬
‫ل‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طفففففففاعأَالفففففففد ْهرَ أمفففففففاَأ أ أم أ‬
‫فففففففرا َ‬ ‫خ أّللفففففففه‪َ،‬فأأ أ أ‬
‫***‬ ‫َ‬ ‫أَْ‬ ‫شفففففففففرفأ‬ ‫أ‬ ‫ففففففففىَ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫ففففففففّلَإِلَفأ‬ ‫أو أِلَيأنأفففففففففالَا ْلعف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففرا َ‬ ‫َوا ْنت أ أ‬
‫شف أ‬ ‫َال أ ْرض أ‬ ‫ففرَأ أ ْهفففل ْ‬ ‫ففو َذ ْكف أ‬ ‫طف أ‬ ‫ففراَ أ‬ ‫ذ ْكف ً‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ففففففففففه‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫يأأأي أهفففففففففففاَا ْل أملفففففففففففكَا ْلبأفففففففففففانيَلد ْأولأ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪126‬‬
‫ففففففرا َ‬
‫س أ‬ ‫سففففففأأ َفأا ْن أك أ‬ ‫صففففففاةَ أجففففففدكأ َ َذأاكأ َالد ْ‬ ‫أح أ‬ ‫سفففأٌ ‪َ،‬فقفففدَْصأففف أدعأأَْ َ ***‬
‫أأ‬ ‫كأانأفففأْ َعفففدأاكأ َلأهأفففاَ أد ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غففففد أأرا َ‬ ‫فففرفَالففففد ْهرَإ ْنَ أ‬ ‫صف ْ‬ ‫شففففاكأ َ أ‬ ‫ظففففلَيأ ْخ أ‬ ‫يأ أ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ْ‬ ‫ففف‬‫ف‬‫ه‬ ‫َب‬ ‫اب‬ ‫طَا ْلعأففففذأ‬ ‫فففو أ‬‫ْ‬ ‫ف‬ ‫س‬
‫أ‬ ‫واَ‬ ‫أر‬ ‫د‬ ‫ففف‬ ‫ف‬‫غ‬‫فففاوق ْعَإذأاَ أ‬ ‫ْ‬ ‫فأف‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عفففففبَقأفففففدَْنصف أ‬
‫ففففرا َ‬ ‫ضفففففلَالر ْ‬ ‫إنَالنبفففففيَبفأ ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫فففرَب أخففففذْ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬‫ص‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫فففوبَا ْلعفففف أد َت ْ‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫ل‬ ‫َق‬ ‫فففب‬
‫ْ‬ ‫ف‬‫ع‬‫أ‬ ‫ار‬
‫ْ‬ ‫أو‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففنَيأ ْومفففففه أَِلَيأ ْعفففففرفَا ْل أكفففففد أأرا َ‬ ‫فأفففففا ْلبأحْ رَمف ْ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫فففففففففر ً‬
‫ة‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ط‬ ‫سففففففففففاَم أ‬ ‫ً‬ ‫أو أِلَت أكففففففففففد ْرَبَهفففففففففف ْمَ أن ْ‬
‫ف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أأنَالتفففففففففأأن أيَففففففففففيه ْمَيأ ْعقفففففففففبَالظفأف أ‬
‫ففففففففرا َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫فففوا‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫أل‬‫ع‬ ‫فففاَ‬ ‫ف‬‫م‬ ‫أ‬ ‫‪َ،‬و‬ ‫أ‬ ‫فففز‬ ‫ف‬ ‫أجْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫فففن‬ ‫ف‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫فففكأ‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ن‬‫ظنففففواَتأأ أ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففرا َ‬‫أ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ك‬ ‫َْ‬ ‫د‬ ‫فففف‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ففففىَ‬ ‫ف‬‫م‬‫أ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َالن‬ ‫ففففر‬
‫أ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ففففن‬ ‫ف‬‫م‬‫لأ ْ أ أ‬
‫‪َ،‬و‬ ‫م‬ ‫فففف‬‫ف‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ففففوا‬ ‫ف‬‫ف‬ ‫ر‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ع‬ ‫ففففاَا‬ ‫م‬ ‫َو‬
‫أ أ‬ ‫ً‬
‫ففففّل‬ ‫ف‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ج‬
‫أ‬ ‫اَ‬ ‫ففففو‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫غ‬ ‫ب‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫‪َ،‬‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫فففف‬ ‫س‬
‫أ‬ ‫حْ‬ ‫أأ‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففؤتأم أرا َ‬ ‫ففففرشَمف ْ‬ ‫أ ْ‬ ‫ف‬‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫ب‬ ‫ففففر‬
‫أ‬ ‫ف‬‫َل‬ ‫ففففل‬ ‫ف‬‫ص‬ ‫أ‬ ‫َْو‬
‫أ‬ ‫ل‬ ‫فففف‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫أو‬ ‫َ‬ ‫فففه‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫َب‬ ‫فففح‬ ‫ف‬‫ض‬‫أ‬ ‫أىَو‬
‫أ‬ ‫ح‬ ‫ففف‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ض‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫اَال‬ ‫أ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫كأ‬ ‫فففد‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫َْب‬ ‫د‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫ففف‬ ‫ف‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫أو‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أففففففرا َ‬
‫أ‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َْ‬
‫د‬ ‫فففففف‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ففففففام‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫أل‬ ‫َل‬ ‫كأ‬ ‫ْففففففر‬ ‫ي‬ ‫غ‬‫أ‬ ‫َ‬ ‫أففففففانأ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫وا‬ ‫ح‬ ‫فففرَعففففدأاكأ َ أفب ْاإل ْن أعففففامَ أمففففاَا ْنصأفففف أ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ف‬‫ح‬‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫أو‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫أمعأانيَا ْلم ْف أردأاتََ أوالت أراكيب‪:‬‬
‫َ‬

‫أاَو ْفذأَالسيأاَْ َ‬ ‫ا ْلم أرادَبه أ‬ ‫ا ْلكأل أمة‪َ/‬الت ْركيبَ َ‬


‫ي‪ :‬دَا َّبةً‬ ‫َيجْ َعلُهُ َم اط َّيةً؛ أ َ ْ‬ ‫يأ ْمتأطيَا ْل أمجْ أَد َ‬
‫بَل كلفة وتعَ وِل مزاحمة‬ ‫ع ْف ًوا َ‬‫أ‬
‫كل حاجة كان لصاحبها فيها همة وعناية‬ ‫طرَ َ‬ ‫ا ْل أو أ‬
‫ُ‬
‫التأنيث‬ ‫الغالَ عليه‬
‫َ‬ ‫س ُل افي ش َْم اع َها‪ ،‬والعسل يُذكر ويُؤنث‪َّ ،‬‬
‫لكن‬ ‫ْال َع َ‬ ‫الشهْدَ َ‬
‫يحميه‬ ‫ي أمنعهَ َ‬
‫يتحصل على‬ ‫يأجْ تأني َ‬
‫المطلوب‬ ‫الس ْؤلَ َ‬
‫جمع ُم ْن َيةٍ‪ ،‬وهي ما يتمناه النسان وتتوجه إليه إرادته‬ ‫ا ْلمنأى َ‬
‫أعقلهم وأضبطهم لألمور‬ ‫أأحْ أزمَالناسَ َ‬
‫الشراف على الشيء‬ ‫ا ْلو ْردَ َ‬
‫الرجوع واِلنصراف‬ ‫الصدأرَ َ‬
‫ظا‬ ‫ُمت َّ اع ً‬ ‫م ْعتأب ًرا َ‬
‫ط‬‫سقُو ُ‬ ‫ْال َكب ُْو َوال ُّ‬ ‫ا ْلعثأارَ َ‬
‫سهُ‬‫ئ نَ ْف َ‬ ‫َ اإلَ ْي اه اليُ َب ار َ‬ ‫َ الذَّ ْن َ‬
‫يَ ْنسُ ُ‬ ‫ستأذْنبَا ْلقأد أأرا َ‬ ‫يأ ْ‬
‫أعداؤك‬ ‫عدأاكأَ َ‬
‫بالفارسية‪ :‬اليد‪ ،‬واستعملها المتأخرون بمعنى الديوان‪ ،‬ومجلس الوزارة‪،‬‬ ‫سأَ َ‬ ‫الد ْ‬
‫والرئاسة‬
‫ظ َمتََُ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬ ‫جأدكأَ َ‬
‫َ‬
‫أ ْن از ْل‬ ‫أ أ ْوق َْع َ‬
‫َصيبُهُ أ َ ْو اشدَّتُهُ‬ ‫ن ا‬ ‫س ْوطَا ْلعأذأابَ َ‬ ‫أ‬
‫َحدَثانُهُ َون ََوائابُهُ‬ ‫َ‬ ‫ص ْأرفَالد ْهرَ َ‬
‫أ َ ْف از ْ‬
‫ع‬ ‫أب َ‬
‫ا ْرع َْ‬
‫ص ْف او‬
‫يض ال َّ‬ ‫نَ اق ُ‬ ‫ا ْل أكدأرَ َ‬
‫‪127‬‬
‫عةُ َو ْال َما ُل‬
‫الدَّ َ‬ ‫الن ْع أمى َ‬
‫صا ُل ْال َخي اْر اإلَى الغَي اْر‪َ ،‬و ابفَتْ اح َها‪ :‬ا ْ ال اب ُل َوالبَقَ ُر َوالغَنَ ُم‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اب َكس اْر ْال َه ْمزَ اة‪ :‬اإي َ‬ ‫ْاإل ْنعأامَ َ‬
‫َ‬

‫نشاط َ‬
‫(ابحث‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫منَخّللَالسياْ‪َ،‬أوَبالبحثَفيَأحدَمعاجمكَالورقيةَأوَاإللكترونية‪َ،‬تعرفَمعانيَالمفرداتَ‬
‫والتراكيبَالتالية‪َ،‬ثمَاكتبَج أم ًّلَمنَعندكَتعبرَعنَمعناها‪َ :‬‬

‫الجملة َ‬ ‫المعنى َ‬ ‫ا ْل أحذأرَ َ‬


‫ا ْل أخ ْطبَ َ‬
‫التأأني َ‬
‫الظفأرَ َ‬
‫َ‬
‫ا ْل أم ْعنأىَا ْلعأام‪:‬‬
‫َ‬

‫هذه القصيدة مزيأ من الحماسة َو ْال اح َك ام والمدح‪ ،‬قصد فيها صفي الدين تحريض الملَ‬
‫الصالح على المغول‪ ،‬فهي بمنزلة إنذار حربي‪ ،‬يستنهض الهمم ويحرض على الوثوب‪ ،‬ويدفع‬
‫اْلمة كلها دف ًعا إلى قتال قوم اغتصبوها حقها وساموها الخسف‪ ،‬وجعل مطلعها أحد عشر بيت ًا من‬
‫الحكمة‪.‬‬

‫بأن طريق المجد يكثر فيه الصعاب والعقبات‪ ،‬ومن لم يغامر ويقتحم‬ ‫يخبر صفي الدين َّ‬
‫ص َل إلى المجد ولن يبلغ غايته التي يريدها‪ ،‬كذلَ َم ْن طلَ العَل دون‬
‫اْلهوال وخاف وتردد فلن يَ ا‬
‫تعَ فسيموت قبل أن يص َل إلى غايته أو يحققَ مطلوبه‪ .‬ومن ثم كان على المرء أن يتحمل‬
‫ت نحله من أجل‬ ‫المصاعَ في سبيل تحقيق مراده‪ ،‬مثل صاحَ النحل الذي يتحمل لَ َ‬
‫س َعا ا‬
‫الحصول على العسل؛ فكل تحقيق نفع يسبقه معاناة ضرر‪ ،‬وهذا المعنى سبقه إليه أبو الطيَ‬
‫المتنبي‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫أو أِلَبفففففدَدونأ َالشفففففهْدََمف ْ‬


‫ففففنَإبأفففففرَالنحْ فففففلَ َ‬ ‫صف ًَ‬ ‫تريففففففففدينأ َل ْقيأففففففففانأ َا ْل أمعأففففففففال أ‬
‫فففففففة َ ***‬ ‫يَرخي أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إن كل غاية وهدف دونها آِلم ومشقات‪ ،‬والذي يصبر عليها ويتحمل مرارتها هو الذي‬
‫يُ َح اق ُق أ َ َمانايَّهُ‪.‬‬

‫ف كيف يخرج منه أ َ َّو ًِل‪ ،‬مثل الذي َي ارد ُ‬ ‫وأعقل الناس هو من ِل يُ ْق اد ُم على أمر إِل إذا َ‬
‫ع َر َ‬
‫الماء للشرب والسقي عليه أن يعرف طريق العودة واِلنصراف قبل أ َ ْن يَ اردَ‪ ،‬كذلَ أعقل الناس‬
‫من يتعظ بغيره‪ ،‬ويستفيد من تجاربهم حتى ِل يُ َك ار َر أخطاءهم‪.‬‬

‫إا َّن قَد َ َم النسان إذا زلت يستطيع أن يستكمل مسيرة حياته‪ ،‬لكن لسانه إذا زل ورأيه إذا‬
‫أخطأ‪ ،‬فالناس لن تغفر له ولن تنسى له ذلَ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫وإن الذي يزن اْلمور بحكمة ويُحكم التدبير سيسعد في حياته‪ ،‬ويطيَ عيشه‪ ،‬ولن تضره‬
‫المحن والمصائَ‪ ،‬بل تأتيه معتذرة وِل تؤرقه‪ .‬وهذا الرأي والتدبير والحكمة يخفف على النفس‬
‫ما يجري به القضاء‪ ،‬وأما من أخطأ الرأي فعليه أ َ َِّل ي ُْل اق َ‬
‫ي بالَلئمة على القدر‪.‬‬

‫إن الحلم والصفح ِل يحسن إِل مع م ن يستحق‪ ،‬والوفاء ِل يجمل إِل مع الشاكرين المقدرين‬
‫ضا أبو الطيَ‪:‬‬
‫لحسن الصنيع‪ ،‬والمعترفين بالجميل‪ ،‬وقد سبقه في هذا المعنى أي ً‬

‫َ‬ ‫ضففعَالس فيْفَفففيَ أم ْوضففعَالن ف أد‬ ‫ضففعَالنف أد َفففيَ أم ْوضففعَالسفيْفَبففا ْلع أَ‬
‫ّل َ *** مضففرَك أأو ْ‬ ‫أو أو ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولن يصل إلى معالي اْلمور إِل رجل كريم اْلخَلق‪ ،‬شريف الخصال‪ ،‬فإذا بلغ تلَ المنزلة‬
‫يءٍ َحتَّى الدَّ ْه ُر‪ ،‬وكأن كل عناصر الطبيعة من زمان ومكان وغيرهما تكون في‬ ‫أطاع أ َ ْم َرهُ ُك ُّل َ‬
‫ش ْ‬
‫خدمة أصحاب الشرف والمروءة‪.‬‬
‫ي الدين الملََ الصال َح نداء تعظيم‪ ،‬ويحمد له ْ‬
‫أن جعل لدولته ذك ًرا يسير في‬ ‫ص اف ُّ‬
‫ثم ينادي َ‬
‫العالمين‪ ،‬بل غلَ وأخفى ذكر أهل اْلرض أجمعين‪ ،‬ويقول له‪ :‬إن أعداءك كانت لهم سلطة‬
‫ورئاسة‪ ،‬لكنَ حطمتها بعظمتَ ومجدك‪.‬‬

‫ويحضه على أن يُنزل بأعدائه شديد العذاب لغدرهم‪ ،‬حتى إنه من شدته تخشاه نوائَ الدهر‬
‫إن غدرت‪ ،‬وهذا على سبيل المبالغة‪ ،‬فإن هو فعل انخلعت قلوبهم فيخذلون قبل لقائه‪ ،‬وإن كان‬
‫بينهم وبينه مسيرة شهر‪ ،‬وهذا الرعَ اختص الله به نبيه ﷺ وأمته من بعده‪ ،‬فقال ﷺ‪َ :‬‬
‫"ونُ ا‬
‫ص ْرتُ‬
‫َ"(‪.)1‬‬
‫الر ْع ا‬
‫با ُّ‬
‫وعليه أِل يكدر صفو نفسه بما يفعلونه‪ ،‬فإن البحر ِل يؤثر فيه شيء من الخبث وإن كثر‪.‬‬

‫ً‬
‫عجزا‪ ،‬وما علموا أن ذلَ من‬ ‫غر هؤِلء اْلعدا َء حل ُمَ عليهم وإمهالَُ إياهم‪ ،‬فظنوه‬ ‫لقد َّ‬
‫ضي إلى النصر وتحقيق المراد‪.‬‬ ‫حسن السياسة والتدبير‪ْ ،‬ال ُم ْف ا‬
‫إنهم قابلوا إحسانَ بالبغي والفساد ونكران المعروف‪َ ،‬و َم ْن جحد النعمة والحسان إليه فقد‬
‫بلغ الغاية في الكفر والجحود‪.‬‬

‫ثم يختم صفي الدين قصيدته بتوجيه التهنئة إلى الملَ الصالح بمناسبة عيد اْلضحى‪،‬‬
‫ويذكره بأمر الله‪ :‬ﱡﭐ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱠ ْ‬
‫[ال َك ْوثَر‪ ،]2 :‬فالصَلة أ َ َّو ًِل ثم النحر‪ ،‬لكنه إذا كان‬
‫الناس ينشغلون في هذا الوقت بنحر أنعامهم وأضاحياهم فعليه أن ينشغل بنحر أعدائه الذين لم‬
‫ينصلحوا بالمعروف ولم يؤثر فيهم الحسان شيئًا‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫نشاط َ‬
‫(حللَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عزيزي َالطالب َ‪َ ...‬تضمن َكل َقول َمنَالقوال َالتاليةَ أمعأان أي َإنسانية َرائعة‪َ ،‬برزت َبجّلء َفيَ‬
‫أبياتَصفيَالدينَالسابقة‪َ،‬هاتَمنَأبياتَالقصيدةَماَيؤيدَهذهَالمعاني‪َ :‬‬
‫ماَيؤيدهاَمنَالقصيدةَالسابقة َ‬ ‫القوال َ‬
‫فيَالشعر‪َ :‬‬
‫غ ْيرََأ أ ْهلـهَ*** َ‬ ‫وفَفـيَ أ‬ ‫أو أَمنْ َيأجْ عألَال أم ْعر أ‬
‫َوي أَْنـدأمَ َ‬
‫ْ أ‬‫ه‬‫ي‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ًّ‬ ‫أ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬‫ه‬ ‫د‬ ‫أم‬
‫ْ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ـــنْ‬ ‫ََََََََََََََََََََيأك‬
‫وفيَالشعرَأيضًا‪َ :‬‬
‫بقدرََالكدََتكتسبََالمعالي*** َ‬
‫ََََََََََََََََََََََََومنَطلبَالعّلَسهرَالليالي َ‬
‫وفيَالثر‪َِ:‬لَي ْغنيَال أحذأرَعنَالقدر‪َ .‬‬

‫علأىَا ْلقأصيدأة‪:‬‬
‫ت أ ْعليذٌَعأامَ أ‬

‫‪ -1‬تميز ت القصيدة بوضوح اْللفاظ؛ ْلن الحكمة والمدح يقتضيان ذلَ؛ ذلَ بأن الشاعر يريد‬
‫الخلود لتجربته‪.‬‬
‫‪ -2‬تدور المعاني في أبيات الحكمة حول معنيين رئيسين‪ :‬تحمل المشاق في سبيل المعالي‪،‬‬
‫وحسن الرأي والتدبير‪ ،‬وفي أبيات المدح حول معنى التحريض على اْلعداء الذين قابلوا‬
‫الحسان بالساءة‪.‬‬
‫ير المعاني َوت َثْبايتا َها فاي َن ْف اس‬ ‫َ ْال َخبَ ار َّي اة الت َ ْق ار ا‬ ‫علَى ْاْل َ َ‬
‫سا الي ا‬ ‫شا اع ُر في أبيات الحكمة َ‬ ‫‪ -3‬ا ْعت َ َمدَ ال َّ‬
‫ال ْنشَائاي ا (النداء‬ ‫المتلقي‪ ،‬وفي أبيات المدح جمع َبيْنَ ْاْل ُ ْسلُو َبي اْن‪ْ :‬ال َخ َب اري ا الت َ ْق ار ا‬
‫ير ْال َم َعاناي‪َ ،‬و ْ ا‬
‫َاع ار‪.‬‬‫ارةا ْال َمش ا‬‫واْلمر والنهي) ا الث َ َ‬
‫‪ -4‬تجلت في النص ثقافة الشاعر السَلمية واْلدبية‪ ،‬فتأثر بالقرآن وبالحديث النبوي الشريف‪،‬‬
‫ي‪.‬‬‫صةً ْال ُمتَن اَب َ‬
‫وبأشعار من سبقوه خَا َّ‬
‫‪ -5‬غلبت على صور الشاعر اِلستعارات المكنية‪ ،‬مثل‪( :‬يمتطي المجد – يركَ الخطرا – ينال‬
‫العَل – يجتني النفع – جاء إليه الخطَ – فأطاع الدهر ما أمرا ‪)...‬؛ حيث صور اْلشياء‬
‫المعنوية في صورة أشياء مادية محسوسة‪ ،‬مما يقربها إلى الذهن ويسهل إدراكها‪.‬‬
‫شا اع ُر في‬ ‫ايط‪َ ،‬وه َُو بَحْر ي ََُلئا ُم الحكمة الَّتاي أفرغها ال َّ‬ ‫حْر ْالبَس ا‬ ‫صيدَتا اه بَ َ‬ ‫شا اع ُر ال َق ا‬
‫َار ال َّ‬ ‫اخت َ‬ ‫‪ْ -6‬‬
‫قصيدته‪ ،‬ويَلئم تحضيض الملَ وتحريضه على اْلعداء‪.‬‬
‫نشاط َ‬
‫(ناقشَ‪َ-‬وحللَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫ظاَواضحةَمحكمة‪َ،‬فهلَتجدَذلكَمّلئ ًماَلموضوعه؟َ‬ ‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬تخيرَصفيَالدينَألفا ً‬
‫ولماذا؟َناقشَمعلمكَوزمّلءكَفيَذلك‪َ،‬ثمَدونَإجابتكَهنا‪َ :‬‬
‫‪.................................................................... ............................................. .....‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................ ......................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................. ...................‬‬

‫‪131‬‬
‫َ‬
‫استشهدَبصورتينَمنَالصورَالشعريةَفيَالقصيدة‪َ :‬‬
‫‪................................................................................................................. .....‬‬
‫‪..................................................... .................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪َ ................................................................................................... ...................‬‬
‫َ‬

‫تدريباتَ‬
‫َ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫عرف بصفي الدين الحلي؛ من حيث نسبه ومولده‪ ،‬وشاعريته‪ ،‬ثم حدد المناسبة التي قيلت‬ ‫س‪ :1‬ا‬
‫فيها هذه القصيدة‪.‬‬

‫س‪ : 2‬ينقسم النص السابق من قصيدة صفي الدين إلى عدة مقاطع‪ ،‬ضع فكرة مناسبة لكل مقطع‬
‫من المقاطع التالية مستعينًا بالجدول التالي‪:‬‬

‫الفكرة َ‬ ‫المقطع َ‬
‫‪َ 5-2‬‬
‫‪َ 22-6‬‬
‫‪َ 02-20‬‬
‫س‪ :3‬تظهر في اْلبيات السابقة عاطفة النصح والرشاد‪ ،‬استشهد من القصيدة ببعض اْلبيات‬
‫التي تعبر عن هذه العاطفة‪.‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬

‫س‪ :4‬أبيات (صفي الدين) السابقة تعبر عن بعض آرائه وتجاربه‪ ،‬هل تتفق مع هذه اآلراء أو ِل؟‬
‫اذكر رأيَ مع التعليل‪.‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................................... ...............‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................. ...................................‬‬

‫س‪ :5‬حدد الشاعر في القصيدة السابقة بعض الصفات التي يجَ التحلي بها‪ ،‬وفي المقابل عرض‬
‫بعض الصفات التي يجَ التخلي عنها‪ ،‬اذكر هذه الصفات‪ ،‬ثم حدد اْلبياتَ التي وردت‬
‫فيها‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪............................................................................................................. .........‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................... .............................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫َ ْال َخبَ اريَّ اة‪ ،‬بينما في أبيات المدح جمع َبيْنَ‬ ‫علَى ا ْْل َ َ‬
‫سا الي ا‬ ‫شا اع ُر في أبيات الحكمة َ‬ ‫س‪ :6‬ا ْعت َ َمدَ ال َّ‬
‫ال ْنشَا ائيا‪ .‬استشهد من القصيدة ببعض هذه اْلساليَ‪ ،‬مبينًا الغرض‬ ‫ْاْل ُ ْسلُو َبي اْن‪ْ :‬ال َخ َب اريا‪َ ،‬و ْ ا‬
‫البَلغي منها‪.‬‬
‫‪...................................... ................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪ :7‬اقترح عنوانًا آخر للقصيدة السابقة‪.‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪ :8‬من خَلل قراءتَ للقصيدة السابقة استنتأ بعض الخصائص اْلدبية للشاعر صفي الدين‬
‫الحلي‪ ،‬ودونها في اْلسطر التالية‪.‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................................... ...........‬‬
‫ً‬
‫موجزا بأسلوبَ‪.‬‬ ‫سا ابقَةَ ً‬
‫نثرا‬ ‫س‪ :9‬انثر قصيدة َ صفي الدين ال َّ‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪132‬‬
‫ثالثًا‪َ:‬التحليلَالبّلغيَلقصيدةَصفيَالدينَا ْلحليَ َ‬
‫اقرأَواستنتج‬

‫‪:‬‬ ‫َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪ ...‬القصيدة فزي المزدح والحكزم‪ ،‬وشزأن هزذه المعزاني أن يكزون قائلهزا مزنفعَلً‬
‫بها‪ ،‬قد امتألت بها نفسه‪ ،‬وفاض بها ضميره‪ ،‬يريد أن يقررها في النفوس‪ ،‬فهو ينقلها لنا بما يبزرز‬
‫قوة ال خبر واستقراره في نفسه؛ لذا صاغ أغلَ حكم القصزيدة فزي أسزلوب القصزر‪ ،‬والقصزر توكيزد‬
‫على توكيد‪ ،‬وأتى به في أعلى طرق القصر من حيث التوكيد‪ ،‬وهو طريق النفي واِلستثناء‪.‬‬
‫ففي قوله‪:‬‬
‫صفففففففبأ أرا َ‬ ‫فففففففؤلَإِلَبأ ْعفففففففدأَم ْؤل أمفففففففةَ َ *** َ أو أِلَتأفففففففتمَا ْلمنأفففففففىَإِلَل أمف َْ‬
‫ففففففنَ أ‬ ‫أِلَي ْبلأفففففففغَالس ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫زاق‪ ،‬والززذي يصززبر‬ ‫المززراد إثبززات أن بلززوغ اآلمززال واْلمززاني ا يكززون بعززد مكابززدة‪ ،‬وتحمززل للمشز ا‬
‫عليها ويتحمزل مشزقتها هزو الزذي يبلزغ أملزه‪ ،‬ويحقزق أمانيَّزهُ‪ ،‬فجزاء هزذا الحكزم فزي أسزلوب القصزر‪،‬‬
‫ص َر صفة علزى موصزوف‪ ،‬وطريزق‬ ‫ص َر بلوغ السؤل على من يتحمل المشاق ونفاه عن غيره‪ ،‬قَ ْ‬ ‫فَقَ َ‬
‫القصر النفي واِلستثناء‪ ،‬وهو قصر حقيقي تحقيقي؛ أي إن اللزه ِل يُبَ الز ُغ أحزدًا آمالزه وأمانيَّزهُ إِل مزن‬
‫تحمل المشاق وكابد في سبيل تحقيقها دون غيره ممن تراخى وتكاسل‪.‬‬
‫ثم قصر الشاعر في الشطر الثاني حصول المنى على من صبر دون غيره قصر صفة على‬
‫قصرا حقيقيًّا تحقيقيًّا‪ ،‬والقصر الحقيقي التحقيقي‪ :‬ما كان المنفي فيه عا ًّمزا يتنزاول كزل مزا‬ ‫ً‬ ‫موصوف‬
‫عززدا المقصززور مززن حيززث واقززع الحززال وحقيقززة اْلمززر‪ ،‬فالمقصززور وهززو حصززول المنززى يخززتص‬
‫بالمقصور عليه‪ ،‬وهو من صبر‪ِ ،‬ل يتعداه إلى غيره في واقع اْلمر وحقيقة الحال‪.‬‬
‫وفي قوله‪:‬‬
‫أِلَ أيحْسففففففنَا ْلحَ ْلففففففمَإِلَفففففففيَ أم أواطنففففففهَ َ *** َ أو أِلَ أيليففففففذَا ْل أوفأففففففاَإِلَل أم ْ‬
‫ففففففنَشأففففففك أأرا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قصر الشاعر حسن الحلم على َمواطنه‪ ،‬التي هي الحلم مع القدرة على رد اعتزداء المعتزدي‪،‬‬
‫وأِل يكون المسلم في موقف ضعف ينتقص فيه من كرامته‪ ،‬ويمتهن فيه شخصزه‪ ،‬وهزو مزن قصزر‬
‫قصزرا حقيقيًّزا تحقيقيًّزا‪ ،‬وغرضزه التأكيزد علزى عززة المسزلم واتخزاذه موقفًزا‬ ‫ً‬ ‫الصفة على الموصزوف‬
‫رد اِلعتززداء إن انتهكززت حرماتززه‪ ،‬أو انتقصززت‬ ‫يليزق بززه‪ ،‬فززيحلم حززين يكززون الحلززم مززع القززدرة علززى ا‬
‫كرامته‪.‬‬
‫المقزدرين لصزنيع المعزروف دون غيزرهم‪ ،‬قصزر صزفة علزى‬ ‫ا‬ ‫ثم قصر الوفاء علزى الشزاكرين‬
‫موصوف‪.‬‬
‫وفي قوله‪:‬‬
‫طفففففاعأَالفففففد ْهرَ أمفففففاَأ أ أم أ‬
‫فففففرا َ‬ ‫فففففففّلَإِلَفأتًفففففففىَشأفففففففرفأأَْ َ *** َ خ أّللفففففه‪َ،‬فأأ أ أ‬
‫أو أِلَيأنأفففففففالَا ْلع أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قصر الشزاعر إدراك العزَل علزى الفتزى شزريف الصزفات‪ ،‬كزريم الطبزاع دون غيزره مزن لئزام‬
‫الطباع‪ ،‬قصر صفة على موصوف‪ ،‬وغرض الشاعر التأكيد على التحلي بكزريم الخزَلل لمزن أراد‬
‫الوصول إلى معالي اْلمور‪.‬‬
‫وطريق القصر في اْلبيات السابقة النفي واِلستثناء‪ ،‬وأتى الشاعر بهذه المعزاني عزن طريزق‬
‫ق مزا هزي مقزررة فزي نفسزه‪ ،‬فزأراد أن يقررهزا‬ ‫القصر بالنفي واِلستثناء؛ لتكون صزياغتها علزى َو ْفز ا‬
‫كذلَ في النفوس‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ت الشاعر بهذه المعاني عن طريق قصرها بزـ (إنمزا) علزى نحزو‪ :‬إنمزا يُ ْبلَز ُغ السزؤل بعزد‬ ‫ولم يأ ا‬
‫مؤلمة‪ ،‬إنما تتم المنى لمن صبرا‪ ،‬إنما يحسن الوفاء فزي مواطنزه‪ ،‬إنمزا يليزق الوفزا لمزن شزكر‪ ،‬إنمزا‬
‫ينال العَل فتى شرفت خَلله؛ ْلن (إنما) تستعمل فيما يعلمه المخاطزَ وِل ينكزره‪ ،‬فهزي أداة هادئزة‬
‫يستعملها المتكلم فزي المعزاني الواضزحة التزي ِل ينكرهزا أحزد أو يجهلهزا‪ ،‬وهزذه المعزاني حكزم ثابتزة‬
‫خالدة تتوارثها اْلجيال‪ ،‬وفيهم من يعتقد خزَلف ذلزَ‪ ،‬فزأراد أن يزيزد فزي تأكيزد هزذه المعزاني؛ فلزذا‬
‫أتى بالنفي واِلستثناء‪.‬‬
‫والشاعر بهذه اْلبيات يوجه المجتمع إلى قيم عالية يزدهر بها‪ ،‬حزين ينشزط أبنزاؤه‪َ ،‬و َي اجزدُّونَ‬
‫في تحصيل غاياتهم‪ ،‬وِل يركنون إلزى الكسزل والتراخزي والعجلزة‪ ،‬بزل يصزبرون فزي سزبيل تحقيزق‬
‫ذلَ‪ ،‬كما يربي فيهم قيم العزة بوضع الحلم في مواطنه‪ ،‬ويغرس فيهم علو الهمة‪ ،‬وسزمو الوسزيلة؛‬
‫شرف الصفات‪ ،‬وكر ُم الطبع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إذ يبين لهم أن إدراك العَل ِل يكون بالجد فقط‪ ،‬وإنما يصحَ ذلَ‬
‫ثم ا نتقل الشاعر من الحكم إلى المدح‪ ،‬فكثرت عنده اْلساليَ النشائية؛ لما فيهزا مزن الثزارة‬
‫والحث‪ ،‬وتنشيط العقل‪ ،‬وتحريَ المخاطَ‪.‬‬
‫ففي قوله‪:‬‬
‫شف أفرا َ‬ ‫َال أ ْرض أ‬
‫َوا ْنت أ أ‬ ‫طف أفو َذ ْكف أفرَأ أ ْهففل ْ‬
‫يأأأي أهفففففففففاَا ْل أملفففففففففكَا ْلبأفففففففففانيَلد ْأولأتفففففففففهَ َ *** َ ذ ْكف ًفراَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اشتمل البيت على أسلوب النداء في قوله‪( :‬يأيها الملَ) واستخدم في النزداء (يزا) الموضزوعة‬
‫لنداء البعيد؛ لإلشعار بعلزو منزلزة الملزَ‪ ،‬والغزرض مزن هزذا النزداء إيقزاظ الزنفس‪ ،‬وتنبيههزا‪ ،‬ولفزت‬
‫سزا يقظزة‪ ،‬فتقزع‬ ‫اْلذهان لما يأتي بعد النداء‪ ،‬فإذا تنبهت النفس للنداء جاء مزا بعزد النزداء فصزادف نف ً‬
‫المعاني منها موقع الصابة فتتمكن‪.‬‬
‫وفي قوله‪:‬‬
‫غفففد أأرا َ‬ ‫ففرفَالفففد ْهرَإ ْنَ أ‬ ‫صف ْ‬‫شفففاكأ َ أ‬‫ظففلَيأ ْخ أ‬ ‫طَا ْلعأفففذأابَبهففف َْم َ *** َ يأ أ‬ ‫ففو أ‬
‫سف ْ‬ ‫غفففدأرواَ أ‬ ‫ففاوق ْعَإذأاَ أ‬ ‫فأف ْ‬
‫َ‬ ‫أففرَب أخ ْ‬ ‫َ‬
‫عففففبَقأففففدَْنصف أ‬
‫فففرا َ‬ ‫ضففففلَالر ْ‬ ‫ففذلهمَ َ *** َ إنَالنبففففيَبفأ ْ‬ ‫ففوبَا ْلعفف أد َت ْنص ْ‬ ‫أففبَقل أ‬ ‫ارع َْ‬ ‫أو ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اشتمل البيتان على أسلوب إنشائي‪ ،‬وهو أسلوب (اْلمزر)‪ ،‬واْلمزر هزو‪" :‬طلزَ حصزول فعزل‬
‫على وجه اِلستعَلء"(‪ ،)1‬وله صيغ منهزا‪ :‬فعزل اْلمزر‪ ،‬وحتزى يكزون اْلمزر علزى حقيقتزه ِل بزدَّ مزن‬
‫تحقق تعريف اْلمر في اْلسلوب‪ ،‬بزأن يكزون اْلمزر مزن جهزة عليزا آمزرة‪ ،‬إلزى جهزة دنيزا مزأمورة‪،‬‬
‫على جهة اِلستعَلء‪ ،‬على سبيل التكليزف واللززام‪ ،‬فزإن اختزل شزيء مزن هزذه اْلمزور فزي أسزلوب‬
‫اْلمر بأن كان من جهة دنيا إلى جهة عليا‪ ،‬أو جهة مساوية‪ ،‬أو على غير سبيل اللزام والتكليزف‪،‬‬
‫خرج اْلمر عن معناه الحقيقي إلى معنى مجازي‪ ،‬وكل اْلوامر التي أتى بها الشاعر خرجزت عزن‬
‫المعنى الحقيقي لألمر إلزى معنزى بَلغزي؛ إذ إن الشزاعر لزيس جهزة عليزا آمزرة للملزَ‪ ،‬حتزى يُلزمزه‬
‫بأمره‪ ،‬وإنما الغرض من هذه اْلوامر النصح والرشاد‪.‬‬
‫أمزرا حقيقيًّزا‪ ،‬وإنمزا اْلمزر‬ ‫وقد خرج اْلمر هنا إلى النصح والرشاد‪ ،‬فالشاعر ِل يأمر الملَ ً‬
‫ب با اهز ْم) يتضزمن نصزيحة ِل علزى وجزه اللززام والتكليزف‪،‬‬ ‫ط ْالعَزذَا ا‬ ‫س ْزو َ‬
‫زاوقا ْع اإذَا غَزدَ ُروا َ‬ ‫في قوله‪( :‬فَ ْ‬
‫غدَ َرا) بأنه بإيقزاع سزوط‬ ‫ف الدَّ ْه ار إا ْن َ‬‫ص ْر ُ‬ ‫ويقرن اْلمر بعلته في البيت اْلول بقوله‪( :‬يَ َ‬
‫ظ ُّل يَ ْخشَاكَ َ‬
‫العذاب بهم يظل يخشاه الجميع‪ ،‬وهذا التعليل يحث الشاعر على اِلمتثال لألمر‪.‬‬

‫)‬

‫‪134‬‬
‫ص ْزر ابخَزذْ ال اه ُم) للنصزح والرشزاد‪ ،‬ويتكزئ فزي‬ ‫وب ْال اعدَى ت ُ ْن َ‬ ‫عَْ قُلُ َ‬ ‫ار َ‬‫وكذا اْلمر في قوله‪َ ( :‬و ْ‬
‫يرة َ شَز ْه ٍر)(‪،)1‬‬ ‫َ َمساز َ‬‫الرعْز ا‬ ‫صز ْرتُ اب ُّ‬ ‫نصحه لتعليل هذا اْلمر باِلقتباس من حديث رسول اللزه ﷺ‪( :‬نُ ا‬
‫ص َرا)‪.‬‬‫َ قَدْ نُ ا‬‫الر ْع ا‬
‫ض ال ُّ‬ ‫فيقول‪ ( :‬اإ َّن النَّبا َّ‬
‫ي بافَ ْ‬
‫وفي قوله‪:‬‬
‫ففؤتأم أرا َ‬ ‫ففرشَمف ْ‬ ‫ففربَا ْلعأف ْ‬‫صفففلَلف أ‬ ‫َْو أ‬
‫ضفففحَبفففهَ َ *** َ أوصفففل أ‬ ‫أىَو أ‬‫ضفففح أ‬ ‫سفففعأدَْبعيفففدكأ َذأاَا ْل أ ْ‬ ‫أوا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غيْففففركأ َل ْألأ ْن أعففففامَقأففففدَْنأح أ‬
‫أففففرا َ‬ ‫صفففلأحوا َ *** َ إ ْنَكأففففانأ َ أ‬ ‫ففرَعفففدأاكأ َفأب ْاإل ْن أعفففامَ أمفففاَا ْن أ‬‫أوا ْن أحف َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ْ‬
‫زل ‪...‬‬ ‫ح بزه ‪َ ...‬و ا‬ ‫ض ا‬ ‫اشتمل البيتان على أكثر من أسلوب أمر في قوله‪( :‬واسعد بعيدك ‪ ...‬و َ‬
‫زل ‪ ...‬وانحززر عززداك)‪ ،‬واْلمززر اْلخيززر‪( :‬وانحززر عززداك) اقتززرن اْلمززر فيززه بجملززة تعليليزة هززي‬ ‫صز ا‬
‫و َ‬
‫(فبالنعززام مززا انصززلحوا ‪ ...‬إن كززان غيززرك لألنعززام قززد نحز َزرا) مززن شززأن هززذه الجملززة أن تدفعززه إلززى‬
‫اِللتزام بهذا النصح‪ ،‬والعمل به‪.‬‬
‫ولززم يززأت الشززاعر بهززذه اْلوامززر فززي أسززلوب خبززري علززى نحززو‪( :‬أنصززحَ بكززذا وكززذا) لشززدة‬
‫حرص الشاعر على إبراز هذه النصائح حتى كأنها مطلوبة مرغوبة مأمور بها‪ ،‬فيبادر الملزَ إلزى‬
‫القيام بها‪.‬‬
‫ونوع بين اْلساليَ النشائية فانتقل بزالكَلم إلزى سزاحة النهزي يطوعزه لمزا يريزد التعبيزر عنزه‬
‫من المعزاني‪ ،‬والنهزي هزو‪" :‬طلزَ الكزف عزن الفعزل علزى جهزة اِلسزتعَلء"(‪ ،)2‬واللززام‪ ،‬وصزيغته‬
‫واحدة هي المضارع المقرون بـ (ِل) الناهية‪.‬‬
‫وفي قوله‪:‬‬
‫ففففففففرةًَ َ *** َ فأفففا ْلبأحْ رَمف ْ‬
‫ففنَ أي ْومفففه أَِلَ أي ْعفففرفَا ْل أكفففد أأرا َ‬ ‫طهف أ‬ ‫سففففففففاَم أ‬
‫أو أِلَتكأففففففففد ْرَبهفففففففف ْمَنأ ْف ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سزا مطهزرة)‪ ،‬وقزد خزرج النهزي عزن معنزاه‬ ‫اشتمل البيت على أسلوب النهي (وِل تكزدر بهزم نف ً‬
‫الحقيقي إلى إفادة معنى آخر‪ ،‬وهو النصح والرشاد؛ ْلنه ليس من جهة عليزا ناهيزة إلزى جهزة دنيزا‬
‫منهيزة‪ ،‬وِل يززراد بززه اللزززام والتكليززف‪ ،‬وإنمززا الغزرض مززن النهززي هززو توجيززه المخاطززَ‪ ،‬ونصززحه‬
‫وإرشزاده‪ ،‬فالشززاعر ينصززح الملززَ بززأِل يكززدر بهززم نفسزه‪ ،‬وعلززل للنهززي بمززا يجعززل لززه محز ًّزَل مقبز ً‬
‫زوِل‪،‬‬
‫ف ْال َكدَ َرا)‪.‬‬ ‫فيسارع الملَ إلى تنفيذه بقوله‪( :‬فَ ْالبَ ُ‬
‫حْر ام ْن يَ ْو ام اه َِل يَ ْع ار ُ‬
‫وعدل الشاعر عن استخدام اْلسلوب الخبزري ا بزأن يقزول‪( :‬أنصزحَ بعزدم تكزدير نفسزَ) إلزى‬
‫اْلسلوب النشائي؛ لبيان الرغبة المؤكدة من الشاعر في امتثال الملَ لهذا النهي‪.‬‬
‫وتوالي اْلوامر والنواهي يتفق مع غرض الشاعر الذي يرمي إليه؛ وهو نصح الملَ‪ ،‬وحثه‬
‫على إتيان هذه المعاني‪.‬‬
‫وقفتَ ‪ -‬عزيزي الطالَ ‪ -‬مع عدد من اْلساليَ النشائية في هزذه القصزيدة‪ ،‬وهزي‪( :‬اْلمزر‪،‬‬
‫والنهي‪ ،‬والنداء)‪ ،‬وقد سبق لَ أن وقفت في القصيدة السابقة مع أسلوب (اِلستفهام)‪ ،‬وسنلتقي فزي‬
‫القصيدة اآلتية مع أسلوب آخر من اْلساليَ النشائية‪ ،‬وهو (التمني)‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪135‬‬
‫اقرأَواستخرج َ‬
‫اقرأَالقصيدةَمرةَأخر ‪َ،‬واستخرجَأساليبَالمرَوالنهفيَوالنفداء‪َ،‬ثفمَاكتفبَمفاَتفدلَعليفهَهفذهَ‬
‫الساليب‪َ،‬محددًاَالسبب‪َ .‬‬
‫َ‬

‫‪136‬‬
‫تدريباتَ‬

‫‪:‬‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪َ:2‬عرفَالقصر‪َ،‬موض ًحاَأنواعه‪َ،‬معَالتمثيل‪َ .‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪ َ :0‬حدد َالمقصور َوالمقصور َعليه َفي َالشواهد َالتالية‪َ ،‬وبين َنوعه َوالغرض َمنه َفي َكلَ‬
‫منها‪:‬‬

‫الغرض‬ ‫نوعه َ‬ ‫المقصور‬ ‫المقصور َ‬ ‫اْلمثلة َ‬


‫منه َ‬ ‫عليه َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أِلَي ْبلأغَالس ْؤلَإِلَبأ ْعدأَم ْؤل أمة‪َ َ...‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صبأ أرا‬‫نَ أ‬ ‫ََََََََََ أو أِلَتأتمَا ْلمنأىَإِلَل أم َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أِلَيأحْسنَا ْلح ْلمَإِلَفيَ أم أواطنه‪َ ...‬‬
‫شك أأرا‬‫ََََََََََ أو أِلَيأليذَا ْل أوفأاَإِلَل أم ْنَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أو أِلَيأنأالَا ْلع أّلَإِلَفأت ًىَشأرفأأَْ‪َ ...‬‬
‫هرَ أماَأ أ أم أرا َ‬ ‫طاعأَالد ْ‬‫َََََََََخ أّلله‪َ،‬فأأ أ أ‬
‫س‪َ :3‬استخرج َمن َقصيدة َصفي َالدين َالسابقة َغرضين َمن َأغراض َالسلوب َاإلنشائي‪َ،‬‬
‫ودونهماَعلىَالسطرَالتالية‪َ َ:‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫سففاَم أ‬
‫طهف أفر َةًَ‪َ،)....‬أمَ‬ ‫س‪َ:4‬فففيَرأيففك‪َ:‬أيَالسففلوبينَأبلففغ؛َقففولَصفففيَالففدين‪ ( :‬أو أِلَت أكففد ْرَبه ف ْمَنأ ْف ً‬
‫قولنا‪(َ:‬أنصحكَبعدمَتكديرَنفسك‪)...‬؟َولماذا؟َ‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪َ:5‬وازنَبفين‪َ:‬قصففيدةَ صفففيَالففدينَالسففابقة‪َ،‬وقففولَأبففيَالسففودَالففدعلي‪َ،‬مففنَحيففثَاللفففاظ‪َ،‬‬
‫والساليبَاإلنشائيةَوالخبريةَالمستخدمة‪َ َ:‬‬

‫َوخصفففففففففففومَ َ‬ ‫فأففففففففففا ْلقأ ْومَأ أ ْ‬


‫عفففففففففففدأا ٌءَلأففففففففففه أ‬ ‫سفففففف ْعيأهَ َ *** َ‬‫سففففففدواَا ْلفأتأففففففىَإذَْلأفففففف ْمَيأنأففففففالواَ أ‬‫‪ َ-2‬أح أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫نأفففففففففففد ٌَمَ أوغفففففففففففبََبأعففففففففففف أَدَذاكأََ أوخفففففففففففيمَ َ‬ ‫سفففففففففففيهَفأِنهففففففففففا َ *** َ‬ ‫‪َ-0‬فففففففففففاتركَمَ أجففففففففففاراةأَال أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ظلففففففومَ َ‬ ‫فففففففيَمثففففففلَمففففففاَتففففففأتيَفأأأنففففففأأ َ أ‬ ‫‪ َ-3‬أوإذاَعتبففففففففأأََعألففففففففىَالسفففففففففيهَ أول ْمتأففففففففهَ َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أهففففففففففّلَلنأ ْفسففففففففففـكَ أكففففففففففانأ َذأاَالت ْعلففففففففففيمَ َ‬ ‫فففففففففرهَ َ *** َ‬
‫أ‬ ‫ف‬‫ي‬‫ْ‬ ‫أ‬
‫غ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫فففففففففـل‬‫ف‬‫ع‬
‫أ‬ ‫م‬‫ل‬‫ْ‬ ‫فففففففففـلَا‬‫ف‬‫فففففففففاَالرج‬
‫ف‬ ‫يأيه‬ ‫َ‬‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪137‬‬
‫سففففففففـقيمَ‬ ‫َوأ أ ْنففففففففأأ َ أ‬
‫َوذيَالض فنأى َ *** َ أك ْي أمففففففففاَيأصففففففففحَبففففففففه أ‬ ‫‪َ-5‬تأصفففَالففد أوا أَءَلففذيَالس فقأام أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫أراكأََتصْفففففففففلحََبالرشأــفففففففففـادََعقولأنأففففففففففاََ َ*** َ أأبأَففففففففدًاَ أوأأنففففففففأأََمففففففففنَالرشففففففففادََعأقففففففففيمَ‬ ‫‪ َ-6‬أو أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫علأيففففففففففكأ َإذاَفأعألففففففففففأَعأظففففففففففيمَ‬ ‫فففففففففارَ أ‬
‫ٌ‬ ‫فففففففأتيَمثلأففففففففهَ َ *** َ عف‬
‫أ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ت‬ ‫َو‬
‫أ‬ ‫فففففففذ‬
‫ف‬ ‫ل‬ ‫فففففففنَخ‬‫ف‬‫ع‬‫أ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ففففففف‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ِلَ‬‫َ‬‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫‪َ-8‬ابفففففففدأَبنأفسفففففففكأََفأا ْن أههأفففففففاَعأفففففففنَغيهفففففففا َ *** َ فأففففففففِذاَانت أ أهففففففففأَعأنففففففففهََفأأأنففففففففأأََحأكففففففففيمَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫‪َ-9‬فأهنففففففاكأََيقبأففففففلَمففففففاَ أوعأظففففففأأََ أويقتأففففففد َ *** َ بفففففففففففالعلمََمنفففففففففففكأََ أويأنفأفففففففففففعََالتأعلفففففففففففيمَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪138‬‬
‫رابعًا‪َ:‬التحليلَالعروضيَلقصيدةَصفيَالدينَا ْلحليَ َ‬

‫اقرأَواستنتج‬

‫يُعدُّ ‪(:‬بحر البسيط) أحد أبحر ثَلثة كثر استعمالها في الشعر العربي(‪ ،)1‬كما يُعد ُّ أحد بحرين‬
‫يتكونان من تفعيلتين مكررتين(‪ ،)2‬هما‪ُ ( :‬م ْست َ ْف اعلُ ْن)‪ ،‬ورمزها ‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه‪ ،‬و(فَا اعلُ ْن)‪ ،‬ورمزها ‪/‬ه‬
‫وتاما؛ فإن كان مجزو ًءا كانت تفعيَلته ستَّ تفعيَلت على النحو‬ ‫ًّ‬ ‫‪//‬ه‪ ،‬ويأتي هذا البحر مجزو ًءا‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫سففففففففففففففت أ ْفعل ْنَفأففففففففففففففاعل ْنَم ْ‬


‫سففففففففففففففت أ ْفعل ْنَ َ‬ ‫سففففففففففففففت أ ْفعل ْنَفأففففففففففففففاعل ْنَم ْ‬
‫سففففففففففففففت أ ْفعل َْ‬
‫ن َ *** َ م ْ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫َ وإن كان تا ًّما كانت تفعيَلته ثماني تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬
‫َ‬
‫ن َ‬‫سففففففت أ ْفعل ْنَفأففففففاعل َْ‬
‫سففففففت أ ْفعل ْنَفأففففففاعل ْنَم ْ‬ ‫ن َ *** َ م ْ‬‫سففففففت أ ْفعل ْنَفأففففففاعل َْ‬
‫سففففففت أ ْفعل ْنَفأففففففاعل ْنَم ْ‬ ‫مَ ْ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫َ هذا على اْلصل‪ ،‬ولكن اِلستعمال العربي قد جرى على أن تكون عروض بحر البسيط‬
‫ُحذف الثاني الساكن‪ ،‬فتصير التفعيلة (فَ اعلُ ْن) بدِل من (فَا اعلُ ْن)‪ ،‬ولهذه‬ ‫التام مخبونة دائ ًما‪ ،‬بحيث ي ُ‬ ‫َ‬
‫العروض المخبونة ضربان‪:‬‬ ‫َ‬

‫أحدهما‪ :‬ضرب مقطوع‪ ،‬والقط ُع هو‪ :‬حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله‪ ،‬فتصير‬
‫اع ْل)(‪ )3‬بَدَ ًِل من (فَا اعلُ ْن)‪ .‬واآلخر‪ :‬ضرب مخبون مثلها‪.‬‬
‫التفعيلة اْلخيرة (فَ ا‬
‫وبنا ًء على ما تقدم تدرك أن تفعيَلت بحر البسيط التام تأتي على صورتين(‪:)4‬‬

‫الصورةَالولى‪َ َ:‬‬

‫سفففففففت أ ْفعل ْنَفأاعففففففف ْلَ َ‬‫سفففففففت أ ْفعل ْنَفأفففففففاعل ْنَم ْ‬ ‫سفففففففت أ ْفعل ْنَفأعلف َْ‬
‫ففففففن َ *** َ م ْ‬ ‫سفففففففت أ ْفعل ْنَفأفففففففاعل ْنَم ْ‬‫م ْ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫الصورةَالثانية‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫سفففففففت أ ْفعل ْنَفأعلف َْ‬
‫ففففففن َ‬ ‫سفففففففت أ ْفعل ْنَفأفففففففاعل ْنَم ْ‬ ‫سفففففففت أ ْفعل ْنَفأعلف َْ‬
‫ففففففن َ *** َ م ْ‬ ‫سفففففففت أ ْفعل ْنَفأفففففففاعل ْنَم ْ‬‫مَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ وقصيدة صفي الدين الحلي (في المديح والحكم) من بحر البسيط التام ذي العروض‬
‫المخبونة والضرب المخبون‪.‬‬
‫اقرأَوطبذ‬

‫‪:‬‬

‫‪139‬‬
‫وفي ضوء ما سبق نُقَ اط ُع البيتَ اْلول من أبيات القصيدة‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬

‫ففففففنَقأفففففففد أمَا ْل أحفففففففذأ أرا َ‬ ‫ففرا َ *** َ أو أِلَيأنأفففففففالَا ْلعف أ‬


‫ففففففّلَ أمف ْ‬ ‫طف أ‬‫ففنَلأفف َْمَيأ ْركأففبَا ْل أخ أ‬
‫أِلَيأ ْمتأطففيَا ْل أمجْففدأَ أمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ فيكون تقطيعه ووزنه على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأَ َ‬


‫‪/‬هَ‪/‬هَ‪//‬ه َ‬ ‫نَ‬‫سَت أ ْفعل َْ‬ ‫م ْ‬ ‫أِلَيأ ْمتأطيَاَْلــ َ‬
‫‪/‬هَ‪//‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأاعل َْ‬ ‫نَ‬ ‫أمجْ دأَ أم َْ‬
‫‪/‬هَ‪/‬هَ‪//‬ه َ‬ ‫نَ‬‫ست أ ْفعل َْ‬‫م ْ‬ ‫لأ َْمَ أي ْركأبَاَْلــ َ‬
‫‪///‬ه َ‬ ‫(فأعل ْن)َبالخبن‪َ،‬وهوَحذفَالثانيَ‬ ‫ط أرا َ‬‫أخ أ‬
‫الساكن‪َ .‬‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأَ َ‬
‫‪//‬ه ‪//‬ه َ‬ ‫(مت أ ْفعل ْن)َبالخبن‪َ،‬وهوَحذفَ‬ ‫أو أِلَ أينأا َ‬
‫الثانيَالساكن‪َ .‬‬
‫‪/‬هَ‪//‬ه َ‬ ‫نَ‬ ‫فأاعل َْ‬ ‫لَا ْلع أَ‬
‫ّل َ‬
‫‪/‬هَ‪/‬هَ‪//‬ه َ‬ ‫نَ‬‫ست أ ْفعل َْ‬ ‫م ْ‬ ‫أم ْنَقأد أمَاَْلــ َ‬
‫‪///‬ه َ‬ ‫(فأعل ْن)َبالخبن‪َ،‬وهوَحذفَالثانيَ‬ ‫أحذأ أرا َ‬
‫الساكن‪َ .‬‬
‫ولو أنَ ‪ -‬عزيزي الطالَ ‪ -‬تتبعتَ أبياتَ القصيدة‪ ،‬من أولها إلى آخرها‪ ،‬لوجدتَ هذه‬
‫اْلبياتَ جميعًا مخبونة العروض والضرب‪ ،‬بحيث تكون أعاريضها على وزن (فَ اعلُ ْن)‪ ،‬ورمزها‬
‫ضا ‪ -‬على وزن (فَ اعلُ ْن)‪ ،‬ورمزها ‪///‬ه‪.‬‬‫‪///‬ه‪ ،‬وضروبها ‪ -‬أي ً‬

‫ومنَهناَنقول‪ :‬إن قصيدة صفي الدين الحلي (في المديح والحكم) من بحر البسيط َالتام‪،‬‬
‫وعروضه مخبونة وضربه مخبون‪.‬‬

‫نشاط َ‬
‫(تعاون‪َ-‬وقطع) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬تعاونَمعَأفراد َ مجموعتكَفيَكتابةَثّلثةَأبياتَمنَالقصيدةَالسابقةَكتابةَ‬
‫عروضية‪َ،‬ثمَقطعهاَوز ْنهأا‪َ،‬وحددَماَحدثَفيَعروضهاَوضربهاَمنَتغيير‪َ َ.‬‬
‫أ‬
‫َ‬

‫القافيةَفيَقصيدةَصفيَالدينَالحليَ(فيَالمديحَوالحكم)‪.‬‬

‫ي‪ " :‬الحروفَالتيَتبدأَمنَمتحركَقبلَساكنينَفيَآخرَالبيأ"‪ ،‬وأنها‬‫تَذَ َّك ْر أ َ َّن ْال َقافايَ َة اه َ‬


‫( تكون بعض كلمة‪ ،‬وتكون كلمة‪ ،‬وتكون كلمة وبعض كلمة‪ ،‬وتكون كلمتين)‪.‬‬

‫وفي ضوء ما سبق نستطيع أن نُعَيانَ القافية في كل بيت من أبيات القصيدة‪ ،‬كما نستطيع أن‬
‫نحدد صورتها‪ ،‬فالبيت اْلول َمث َ ًَل‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬

‫ففففففنَقأفففففففد أمَا ْل أحفففففففذأ أرا َ‬ ‫ففرا َ *** َ أو أِلَيأنأفففففففالَا ْلعف أ‬


‫ففففففّلَ أمف ْ‬ ‫طف أ‬‫ففنَلأفف َْمَيأَ ْركأففبَا ْل أخ أ‬
‫أِلَيأ ْمتأطففيَا ْل أمجْففدأَ أمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬

‫‪141‬‬
‫قطعْتَ الشطر الثاني من البيت وجدْتَ أن آخر‬ ‫القافية فيه هي قوله‪َ ( :‬م ْل َحذَ َرا)؛ ْلنَ إن َّ‬
‫ساكن فيه هو حرف (اْللف) الناشئ عن إشباع حركة (الراء)‪ ،‬وأن الساكن الذي قبله هو حرف‬ ‫ٍ‬
‫الَلم‪ ،‬وأن المتحرك الذي قبله هو حرف (الميم)‪ ،‬ولما كانت القافية هي‪" :‬الحروف التي تبدأ من‬
‫متحرك قبل ساكنين في آخر البيت" كانت قافية هذا البيت تبدأ بالميم المتحركة وتنتهي باْللف‬
‫الساكنة‪ .‬وِل يخفى عليَ أن الميم المتحركة َب ْعض من كلمة (قَد ََّم)‪ ،‬وأن ْ‬
‫(ال َحذَ َرا) كلمة برأسها‪،‬‬
‫فالقافية ‪ -‬هنا ‪ -‬كلمة وبعض كلمة‪.‬‬

‫وإذا أردت أن تُعَيانَ القافية في قول الشاعر‪:‬‬

‫ففففففففؤلَإِلَبأ ْعفففففففففدأَم ْؤل أمفففففففففةَ َ *** َ أو أِلَتأفففففففففتمَا ْلمنأفففففففففىَإِلَل أم ْ‬


‫فففففففففنَصأفففففففففبأ أرا َ‬ ‫أِلَي ْبلأفففففففففغَالسف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صبَ َرا)؛ ْلن الساكن اْلخير هو حرف (اْللف)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قو‬ ‫فيه‬ ‫القافية‬ ‫وجدتَ‬ ‫َ‬
‫والساكن الذي قبله هو حرف (النون)‪ ،‬والمتحرك الذي قبله هو حرف (الميم)‪ ،‬فالقافية ‪ -‬في هذا‬
‫ص َب َرا) ‪ -‬كما تعلم ‪ -‬كلمتان‪،‬‬ ‫ص َب َرا)‪ ،‬و( َم ْن َ‬ ‫البيت ‪ -‬تبدأ بالميم من ( َم ْن)‪ ،‬وتنتهي باْللف من ( َ‬
‫فالقافية في هذا البيت كلمتان‪.‬‬

‫نشاط َ‬
‫(تعاون‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عزيزي َالطالب َ‪َ ...‬تعاون َمع َأفراد َمجموعتك َفي َتعيين َالقافية َفي َالبيات َاْلتية‪َ ،‬مبيناًَ‬
‫صورتها‪َ َ.‬‬
‫فففففرا َ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬
‫فففففراَغففففففدأاَبففففففالغيْرَم ْعتبف أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ع ْينففففففاهَأ ْمف ً‬ ‫فففففرتَْ َ *** َ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫عقفففففّلَ أمفففففنَإذاَنظ أ‬ ‫ْ‬ ‫فففففزرَالنفففففاسَ أ‬‫غ أ‬ ‫أوأ أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عثأف أ‬
‫فففففففرا َ‬ ‫نَ أ‬ ‫فففففرتَْ َ *** َ أو أَِلَيقأفففففففالَ‪َ:‬عثأفففففففارََالفففففففرأْيََإ َْ‬
‫عثأف أ‬‫فأَقأففففففدَْيقأففففففال‪َ:‬عثأففففففارَالرجْ ففففففلَإ ْنَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففتأذْنبَا ْلقأفففففد أأرا َ‬ ‫طفففففأأَالفففففرأ أْ‬
‫ي أَِلَيأ ْ‬ ‫يأَهفففونَبفففالرأْيَ أمففففاَيأجْفففريَا ْلقأضأفففاءَبففففهَ َ *** َ أمف ْ‬
‫ففففنَأ أ ْخ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬

‫أحرفَالقافيةَفيَالقصيدة‪َ َ:‬‬
‫والردف‪،‬‬
‫ا‬ ‫سبق أ َ ْن دَ َرسْتَ أن أحرف القافية ستة‪ ،‬هي‪( :‬الروي‪ ،‬والوصل‪ ،‬والخروج‪،‬‬
‫والتأسيس‪ ،‬والدخيل)‪.‬‬

‫ي والوصل)‪،‬‬
‫وليس في القصيدة التي بين أيدينا إِل حرفان من أحرف القافية هما (الرو ُّ‬
‫ئ عن إشباع فتحة الراء‪.‬‬ ‫(اْللف) الناش ُ‬
‫ا‬ ‫حرف‬
‫ُ‬ ‫فالروي هو حرف (الراء)‪ ،‬والوصل هو‬

‫القافيةَفيَالقصيدةَمنَحيثَاإلطّلَْوالتقييد‪َ َ:‬‬
‫تذكر َأن َالقافية المقيدة هي التي يكون َر اويُّ َها ساك ًنا‪ ،‬وأن القافية المطلقة هي التي يكون‬
‫َر اويُّ َها متحر ًكا بإحدى الحركات الثَلث (الضمة والفتحة والكسرة)‪.‬‬

‫(الرا َء) حرف‬


‫الر اوي ا فيها َّ‬
‫والقافية في قصيدة صفي الدين الحلي قافية مطلقة؛ ْلن حرف َّ‬
‫متحرك بالفتحة‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫وقد سبق أن درستَ أن القافية المطلقة ستة أنواع‪( :‬مطلقة مجردة موصولة بحرف المد‪،‬‬
‫ومطلقة مجردة موصولة بحرف الهاء‪ ،‬ومطلقة مردوفة موصولة بحرف المد‪ ،‬ومطلقة مردوفة‬
‫موصولة بحرف الهاء‪ ،‬ومطلقة مؤسسة موصولة بحرف المد‪ ،‬ومطلقة مؤسسة موصولة بحرف‬
‫الهاء)(‪.)1‬‬

‫وإذا نظرتَ في قصيدة صفي الدين الحلي وجدتَ أنها مطلقة مجردة موصولة بحرف مد‪.‬‬

‫بالمد (اْللف) التي نشأت عن‬


‫ا‬ ‫فالقافية مطلقة؛ ْلن رويَّها (الراء) متحرك بالفتحة‪ ،‬موصولة‬
‫الردف والتأسيس؛ ْلنها خالية عن حرف مد أو لين يقع قبل الروي‪،‬‬ ‫إشباع الكسرة‪ُ ،‬م َج َّردَة من ا‬
‫كما أنها خالية عن ألف يكون بينها وبين الروي حرف‪.‬‬

‫القافيةَفيَالقصيدةَمنَحيثَح أأركأاتهأا‪َ َ:‬‬

‫ع َر ْفتَ مما سبق أن القافية ِل بد َّ أن تشتمل على ساكنين‪ ،‬وأن هذين الساكنين إما أن يتصَل‪،‬‬
‫َ‬
‫وإما أن يفصل بينهما حرف متحرك واحد‪ ،‬وإما أن يفصل بينهما حرفان متحركان‪ ،‬وإما أن‬
‫يفصل بينهما ثَلثة أحرف متحركة‪ ،‬وإما أن يفصل بينهما أربعة أحرف متحركة‪ .‬وقد وضع‬
‫العروضيون اس ًما لكل نوع من هذه اْلنواع الخمسة‪.‬‬

‫وقطعْتَ شطره الثاني‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫صدْتَ إلى أَي ا بيت من أبيات القصيدة التي بين أيدينا‪،‬‬
‫ولو أنَ قَ َ‬
‫ع يُس َّمى‪:‬‬ ‫وعيَّ ْنتَ قافيته؛ لوجدتَ أن الذي يفصل بين َ‬
‫سا اكنَ ْي َها ثَلثة أحرف متحركة‪ ،‬وهذا النو ُ‬
‫(المتراكَ)‪.‬‬

‫ونضع بين يديَ بيتًا من أبيات القصيدة‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬

‫غيْففففففركأ َل ْألأ ْنعأففففففامَقأففففففدَْنأح أ‬


‫أففففففرا َ‬ ‫فففرَعففففدأاكأ َفأب ْاإل ْنعأففففامَ أمففففاَا ْنصأففففلأحوا َ *** َ إ ْنَكأففففففانأ َ أ‬
‫أوا ْن أحف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ فالقافية في هذا البيت هي (قَدْ نَ َح َرا)‪ ،‬والساكن اْلول فيها هو (الدال) من (قد)‪ ،‬والساكن‬
‫الثاني هو ألف الشباع‪ ،‬وبينهما ثَلثة أحرف متحركة هي‪( :‬النون‪ ،‬والحاء‪ ،‬والراء)‪.‬‬

‫َ‬

‫‪142‬‬
‫الضرورةَالشعريةَفيَالقصيدة‪َ :‬‬

‫ت َأ َ َّم ْل قو َل الشاعر‪:‬‬
‫فففرفَالففففد ْهرَإ ْنَ أ‬
‫غففففد أأرا َ‬ ‫صف ْ‬ ‫طَا ْلعأففففذأابَبهفففف َْم َ *** َ يأ أ‬
‫ظففففلَيأ ْخ أ‬
‫شففففاكأ َ أ‬ ‫فففو أ‬
‫سف ْ‬ ‫فففاوق ْعَإذأاَ أ‬
‫غففففدأرواَ أ‬ ‫فأف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تجدْه قد بدأ بفعل أمر مسبوق بالفاء‪ ،‬وفعل اْلمر هو (أَ ْوقا ْع) وماضيه (أ َ ْوقَ َع) الرباعي(‪،)1‬‬
‫َ‬
‫فحق فعل اْلمر ‪ -‬هنا ‪ -‬أن يكون مبدو ًءا بهمزة قطع‪ ،‬ولكن الشاعر خالف هذه القاعدة ولجأ إلى‬ ‫ُّ‬
‫ظا على استقامة الوزن؛ إذ إنه لو قطع الهمزة ِلنكسر الوزن‪ ،‬وكل‬ ‫َج ْع ال الهمزة همزة َ وص ٍل؛ حفا ً‬
‫ما يقع في الشعر من مخالفات للحفاظ على استقامة الوزن يُس َّمى بـ (الضرورات الشعرية)‪.‬‬

‫وفي تعريف الضرورة الشعرية قوِلن مشهوران‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫أم‬ ‫أحدهما‪َ:‬ما وقع في الشعر مما ِل يجوز وقوعه في النثر‪ ،‬سواء أكان للشاعر عنه مندوحة‬
‫ِل‪ ،‬وهذا مذهَ الجمهور‪.‬‬

‫واْلخر‪ َ:‬ما وقع في الشعر مما ِل يجوز وقوعه في النثر وليس للشاعر عنه مندوحة‪ ،‬وهذا مذهَ‬
‫ابن مالَ ‪ -‬رحمه الله ‪.)3(-‬‬

‫أنواعَالضرورات‪َ َ:‬‬

‫أنواع الضرورات الشعرية ثَلثة‪( :‬ضرورات الزيادة‪ ،‬وضرورات الحذف‪ ،‬وضرورات‬


‫بعض هذه الضرورات بإيجاز يقتضيه المقام‪:‬‬
‫َ‬ ‫التغيير)‪ .‬وإليَ‬

‫َ‬

‫‪143‬‬
‫َأ أو ًِل‪َ:‬منَضروراتَالزيادة‪َ َ:‬‬

‫من ضرورات الزيادة تنوين اِلسم الممنوع من الصرف في نحو قول الشاعر‪:‬‬

‫ففففففففواعي ٌ أ‬
‫َوت أ ْفصفففففففففيلَ َ‬ ‫طففففففاكأ َنأافلأففففففةأَا ْلففففففـ َ *** َ قف ْ‬
‫ففففففففرآنَفي أهفففففففففاَ أمف أ‬ ‫فففففّلَ أهففففففدأاكأ َالففففففذيَأ أ ْ‬
‫ع أ‬ ‫أم ْهف ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ فاْلصل في ( َم َوا اعيظ) أِل ينون؛ ْلنه اسم ممنوع من الصرف لصيغة منتهى الجموع‪ ،‬ولو‬
‫ت ََركَ الشاعر تنوينه لما استقام الوزن‪ ،‬فلجأ إلى تنوينه‪ ،‬والتنوين زيادة‪.‬‬

‫ثانيًا‪َ:‬منَضروراتَالحذف‪َ َ:‬‬

‫من ضرورات الحذف قصر اِلسم الممدود في نحو قول الشاعر‪:‬‬


‫اَوإ ْنَ أ‬
‫طالأَالس أف ْرَ َ‬ ‫ص ْنعأ أ‬
‫ِلَبدَم ْنَ أ‬

‫فاْلصل في (صنعا) أن يكون اس ًما ممدودًا (صنعاء)‪ ،‬ولو جاء الشاعر به على أصله لما‬
‫مقصورا بحذف الهمزة من آخره‪.‬‬
‫ً‬ ‫استقام الوزن‪ ،‬فجعل اِلسم الممدود‬

‫ثالثًا‪َ:‬منَضروراتَالتغيير‪َ َ:‬‬

‫من ضرورات التغيير فَُّ الدغام في نحو قول الشاعر‪:‬‬

‫َالأجْ لألَ َ‬
‫ا ْلح ْأمدَللهَا ْلعألي ْ‬

‫فاْلصل (اْل َ َج ال)‪ ،‬ولو جاء على اْلصل ِلنكسر الوزن‪ ،‬فغيره الشاعر بإدغام الحرفين‪.‬‬

‫ولعلَ تتساءل عن الضرورة في قول الشاعر‪:‬‬


‫فففرفَالففففد ْهرَإ ْنَ أ‬
‫غففففد أأرا َ‬ ‫صف ْ‬ ‫طَا ْلعأففففذأابَبهفففف َْم َ *** َ يأ أ‬
‫ظففففلَيأ ْخ أ‬
‫شففففاكأ َ أ‬ ‫فففو أ‬
‫سف ْ‬ ‫فففاوق ْعَإذأاَ أ‬
‫غففففدأرواَ أ‬ ‫فأف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ من أي ا اْلنواع الثَلثة؟ ونجيبَ بأنها من النوع الثالث (ضرورات التغيير)‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وفي القصيدة التي معنا ضرورة أخرى في قول الشاعر‪:‬‬

‫‪َ،‬و أمففففاَعألمففففوا َ *** َ أأنَالتفففففففففأأن أيَففففففففففيه ْمَيأ ْعقفففففففففبَالظفأف أ‬


‫ففففففففرا َ‬ ‫عف ْ‬
‫فففنَعأجْ ففففز أ‬ ‫ظنففففواَتأأأنيففففكأ َ أ‬‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ فقوله‪( :‬ت َأَنايََ ) اسم منقوص مضاف إلى ضمير الخطاب‪ ،‬وهو مفعول به منصوب‪ ،‬فاْلصل‬
‫أن تظهر عليه عَلمة العراب(‪ ،)1‬فيُقال‪( :‬ت َأ َ انيَََ )‪ ،‬ولو ظهرت الفتحة لما استقام الوزن‪ ،‬وتعد‬
‫هذه الضرورة من ضرورات الحذف‪.‬‬
‫نشاط َ‬
‫(تعاونَ –َوأكمل) َ‬
‫تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَتعيينَموضعَالضرورةَالشعرية‪َ،‬ونأ ْوعهأاَفيَالبياتَالتالية‪َ :‬‬
‫أ‬

‫‪144‬‬
‫َوقأففففففديمَ َ‬ ‫فففففنَ أحففففففادث أ‬‫فأهففففففمَ أمثأففففففلَالنففففففاسَالففففففذيَيأ ْعرفونأففففففهَ َ *** َ أوأ أ ْهففففففلَا ْل أوفأففففففاَمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َو أِلَغنأفففففففففففاءَ َ‬
‫فففففففففففرَيأفففففففففففدوم أ‬
‫ٌ‬ ‫فففففففففففّلَفأ ْق‬
‫أ‬ ‫غنأففففففففففاكأ َعأنففففففففففي َ *** َ فأ‬ ‫سففففففففففي ْغنينيَالففففففففففذيَأ أ ْ‬ ‫َأ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طففففففرَالسف أ‬
‫فففففّلمَ َ‬ ‫علأ ْيففففففكأ َيأففففففاَ أم أ‬
‫ْسَ أ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ففففف‬‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫و‬‫أ‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ففففففففا‬‫ف‬‫ه‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ففففففففر‬
‫ٌ‬ ‫ف‬‫ط‬‫أ‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫ففففففففاَ‬‫ف‬‫ي‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ففففففففه‬ ‫ف‬‫َالل‬ ‫م‬ ‫أ‬
‫ففففففففّل‬ ‫ف‬‫س‬‫َأ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فنَج ْمففلَ َ‬ ‫فيَومف ْ‬
‫أ‬ ‫ف‬‫ن‬ ‫َم‬ ‫ر‬‫ه‬‫ْ‬ ‫فد‬
‫ف‬ ‫َال‬ ‫ان‬ ‫أ‬ ‫ث‬ ‫د‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ح‬
‫أ‬ ‫فىَ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫فففففففففففف‬ ‫َش‬ ‫ففففففففففففنأ‬‫س‬‫أ‬ ‫حْ‬‫أ‬ ‫َأ‬ ‫ْن‬ ‫ي‬ ‫فففففففففففف‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫َإ‬ ‫ر‬‫أ أ أِلَ أ‬
‫أ‬ ‫َأ‬ ‫أ‬
‫َِل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬ ‫ت أَْنففففففيَيأفففففدأاهاَال أح أ‬
‫َ‬

‫أ‬
‫ففففيَالفففففد أراهيمَتنقفففففادَالصفففففيأاريفَ َ‬ ‫أ‬
‫صففففففاَففففففيَكفففففلَهففففففاج أرةَ َ *** َ نفف أ‬‫أ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫نوعها َ‬ ‫الضرورةَوموضعها َ‬ ‫رقمَالبيأَ َ‬ ‫َ‬
‫حذف‬ ‫مقصورا‪ ،‬وأصله المد (الوفاء) ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اِلسم‬ ‫جاء‬ ‫حيث‬ ‫(الوفا)‬ ‫كلمة‬ ‫‪َ2‬‬
‫‪.............‬‬ ‫كلمة ( اغناء) حيث جاء اِلسم ممدودًا‪ ،‬وأصله القصر ( اغ ًنى)‪.‬‬ ‫‪َ0‬‬
‫(يا مطر) اْلولى‪ ،‬حيث جاء المنادى المفرد العلم منونًا‪ ،‬وأصله ‪.............‬‬ ‫‪َ3‬‬
‫مطر) من غير تنوين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫البناء على الضم (يا‬
‫(إثنين) حيث قطع همزة الوصل‪ ،‬واْلصل (اثنين) بهمزة وصل ‪.............‬‬ ‫‪َ4‬‬
‫سماعية‪.‬‬
‫زيادة‬ ‫(الدراهيم) و(الصياريف) حيث أشبع حركة الحرف المكسور في‬ ‫‪َ5‬‬
‫الكلمتين‪ ،‬فجيء بالياء‪.‬‬

‫نشاط َ‬
‫(ابحث–َواستنتج) َ‬
‫عزيزيَالطالب‪...‬ابحثَفيَكتبَالعروضَالورقيةَأوَاإللكترونيةَعلىَشبكةَاإلنترنأ‪َ،‬ثمَاكتبَ‬
‫كلمةَموجزةَعنَ(بحرَالبسيط)‪َ،‬وتفعيّلته‪َ .‬‬

‫تدريبات‬
‫َ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪َ:2‬عرفَالمصطلحاتَالعروضيةَالتالية‪َ :‬‬

‫(الخبن‪ -‬القطع‪ -‬الروي‪ -‬القافية المقيدة‪ -‬القافية المطلقة‪ -‬الضرورة الشعرية)‪.‬‬

‫س‪َ:0‬اقرأَأبياتأ َصفيَالدينَالتال أيةأَثمَأجب‪َ َ:‬‬

‫فففرا َ‬
‫طف أ‬‫فففاَو أ‬ ‫ضففففى‪ َ،‬أولأفففف ْمَيأ ْقففففضَمف ْ‬
‫فففنَإد أْراك أهف أ‬ ‫فففففففب َ *** َ قأ أ‬ ‫فففففففواَب أ‬
‫فففففففّلَتأعأف َ‬ ‫ع ْف ً‬ ‫فففففففنَأ أ أرادأَا ْلع أ‬
‫فففففففّلَ أ‬ ‫أو أم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففر أرا َ‬ ‫ففففففففنَنأحْ فففففففففلَي أمنعفففففففففهَ َ *** َ أِلَيأجْ تأنففففيَالن ْففففف أعَ أمف ْ‬
‫فففنَلأفففف ْمَيأحْ مففففلَالضف أ‬ ‫أِلَبفففففففففدَللشفففففففففهْدَمف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ َ-‬اكتبَالبيتينَالسابقينَكتابةَعروضية‪َ :‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪145‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪ َ-‬قطعَالبيتينَالسابقين‪َ،‬وحددَتفعيّلتهما‪َ .‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬حددَمنَالبيتينَالسابقينَالتفعيّلتَالتيَلحقهاَالتغيير‪َ،‬والتفعيّلتَالتيَسلمأَمنه‪َ َ.‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................ ......‬‬

‫‪َ-‬انسبَالبيتينَالسابقينَإلىَبحرهما‪َ،‬وحددَنوعَعروضهماَوضربهما‪َ .‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................................... .‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬

‫س‪َ:3‬عينَالقافيةَفيَالبياتَاْلتية‪َ،‬مبيناَصورتها‪َ َ:‬‬

‫شفففففففففك أأرا َ‬ ‫أو أِلَيأليفففففففففذَا ْل أوفأفففففففففاَإِلَل أمف ْ‬


‫ففففففففنَ أ‬ ‫أِلَيأحْسفففففففففنَا ْلح ْلفففففففففمَإِلَففففففففففيَ أم أواطنفففففففففهَ َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففؤتأم أرا َ‬
‫ففففرشَمف ْ‬ ‫ففففربَا ْلعأف ْ‬
‫صفففففلَلف أ‬ ‫َْو أ‬
‫أوصفففففل أ‬ ‫أىَو أ‬
‫ضفففففحَبفففففهَ َ *** َ‬ ‫ضفففففح أ‬ ‫اَال أ ْ‬‫سفففففعأدَْبعيفففففدكأ َذأ ْ‬‫أوا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غيْففففففركأ َل ْألأ ْنعأففففففامَقأففففففدَْنأح أ‬
‫أففففففرا َ‬ ‫صفففففلأحوا َ *** َ إ ْنَكأففففففانأ َ أ‬ ‫ففففرَعفففففدأاكأ َفأب َْ‬
‫اإل ْنعأفففففامَ أمفففففاَا ْن أ‬ ‫أوا ْن أحف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪ َ:4‬فيَالبياتَاْلتيةَضروراتَشعرية؛َاذكرَموضعَكلَمنهاَمعَبيانَنوعها‪َ َ:‬‬

‫َو أِل أ‬
‫َواغفففففففففففففلَ َ‬ ‫سففففففففففتأحْ قبَ َ *** َ إثْ ًمففففففففففففاَمفففففففففففففنأ َاللفففففففففففففه أ‬‫فففففففففرَم ْ‬
‫غ ْيف أ‬ ‫فففففففففر ْبَ أ‬
‫شف أ‬ ‫فففففففففففا ْليأ ْو أمَأ أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َال أ أواقفففففففففي َ‬
‫َْوقأتْفففففففففكأ ْ‬ ‫َوقأالأفففففففففففأَْ َ *** َ يأفففففففففاَ أ‬
‫عفففففففففديًّاَلأقأفففففففففد أ‬ ‫صفففففففففففد أْر أهاَإلأفففففففففففي أ‬
‫ففففففففففربأأْ َ أ‬
‫ضف أ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َزاخفففففرَ َ‬ ‫فففففنَيأجفففففودَ أكفأفففففيْضَبأحْفففففر أ‬ ‫َوخيْففففففففففرَعصْففففففففففبأةَآدأمَ َ *** َ يأفففففاَ أم ْ‬ ‫أ أ ْنففففففففففأأ َالنبففففففففففي أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................ ..........‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪146‬‬
‫اَْل أَم َْوضَوعََالثالثَ َ‬
‫فيَرَثأاءَا ْل أولأدَِلبْنَنبأاتأةأَا ْلمصْريَ َ‬
‫أهدافَدراسةَالموضوع‪َ :‬‬
‫بعدَدراستيَلهذاَالموضوعَسوفَأكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫اَموجزا‪.‬‬ ‫فَبابْنَنبأاتأةأَا ْلمصْريَتعريفً‬
‫أعر أَ‬ ‫‪-2‬‬
‫أقرأَالنصَالشعريَقراءةَمعبرة‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫أعبرَعنَالمعانيَالواردةَفيَالنصَباستخدامَطبقاتَصوتيَالمختلفة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أعبرََبجسديَ عنَالمعانيَالمتضمنةَفيَالنصَبحركاتَمناسبة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أحددَالمعنىَالمعجميَللمفرداتَالواردةَبالنص‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أوضحَالمعنىَالسياقيَللمفرداتَبالنص‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أحددَالفكرةَالعامةَللنص‪َ.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أستخرجَالفكارَالرئيسةَالمتضمنةَبالنص‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أوضحَالعّلقةَبينَالفكارَالرئيسةَبالنص‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أبينَالتسلسلَالذيَاتبعهَالشاعرَفيَعرضَالفكارَبالنص‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫أ حددَالمجالَالذيَينتميَإليهَالنصَمنَخّللَالفكارَالتيَوردتَفيه‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫أوضحَالصورَالبيانيةَفيَالنصَ(التشبيه‪َ-‬المجاز‪َ-‬الكناية)َوأثرهاَعلىَالمعنى‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫أوضحَاإليحاءاتَالجماليةَلأللفاظَبالنص‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫أوضحَأثرعاطفةَالديبَفيَاختيارَاللفاظَوالقافية‪.‬‬ ‫‪-24‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَالتمنيَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-25‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَالنداءَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-26‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَالمرَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-27‬‬
‫أستخرجَالمعانيَالمجازيةَلسلوبَاِلستفهامَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-28‬‬
‫أستخرجَمواضعَالتعبيرَبالخبرَموضعَاإلنشاءَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-29‬‬
‫أستخرجَمواضعَالتعبيرَباإلنشاءَموضعَالخبرَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫أستخرجَأساليبَالقصر‪َ،‬وطرقهَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫أحددَالبحرَالذيَجاءَعليهَالنص‪.‬‬ ‫‪-00‬‬
‫أحددَالتفعيّلتَالتيَجاءَعليهاَالنص‪.‬‬ ‫‪-03‬‬
‫أحددَنوعَالقافيةَالتيَجاءَعليهاَالنص‪.‬‬ ‫‪-04‬‬
‫أحددَنوعَالقافيةَالتيَجاءَعليهاَالنصَمنَحيثَاإلطّلَْوالتقييد‪.‬‬ ‫‪-05‬‬
‫أحددَنوعَالقافيةَالتيَجاءَعليهاَالنصَمنَحيثَحركاتها‪.‬‬ ‫‪-06‬‬
‫أحددَأحرفَالقافيةَفيَالنص‪.‬‬ ‫‪-07‬‬
‫أحددَالضرورةَالشعريةَفيَالنص‪.‬‬ ‫‪-08‬‬
‫َ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫َ‬

‫َ‬

‫‪147‬‬
‫النصَالثالثَ َ‬

‫فيَرثأاءَا ْل أولأدَِلبْنَنبأاتأةأَا ْلمصْريَ(تَ‪768‬هـ) َ‬

‫‪َ:‬الأدأبَ َ‬
‫أأو ًِل ْ‬

‫الرثأاءَفيَش ْعرَابْنَنبأات أ َةأ َ‬

‫ضا مه ًّما في شعر ابن نُباتة؛ لما له من أثر في نفسه الشاعرة‪ ،‬وْلنه يعبر عن‬
‫يعدُّ الرثاء غر ً‬
‫واآلخر‪ :‬ارثاء‬
‫ا‬ ‫الرثاء عنده إلى اتجاهين؛ اْلول‪ :‬ارثاء خاص‪،‬‬‫دواخله المتألمة‪ ،‬ويمكن تقسيم شعر ا‬
‫عام‪.‬‬

‫أأو ًَِل‪َ-‬الرثأاءَا ْل أخاص‪:‬‬

‫ويتض َّمن ارثَا َء اْلبناء‪ ،‬والزوجة‪ ،‬والجارية‪.‬‬

‫ب ما لم ي َُج ار ْبهُ غيره في أبنائه من‬


‫وج َّر َ‬ ‫رثأاء َأ أ ْب أنائه‪َ:‬عانى ابنُ نُباتة فقد اْلبناء َ‬
‫غير َم َّرةٍ‪َ ،‬‬
‫ش له ولد‪ ،‬فَدَفَنَ – فيما أظن – قريبًا‬ ‫الفقد المستمر والحزن المتزايد‪ ،‬فقد ذكر الصفدي أنه "لم َي اع ْ‬
‫سا أو ستًّا أو سبعًا يتوفاه الله تعالى‪ ،‬فيجد لذلَ اآلِلم‬ ‫من ستة عشر ولدًا كلهم إذا ترعرع وبلغ خم ً‬
‫المبرحة‪َ ،‬ويَ ْرثاي اه ْم باْلشعار الرائقة الرقيقة"(‪)1‬؛ بل منهم من مات قبل أن يبلغ عا ًما‪َ .‬‬ ‫ا‬
‫جاء رثاء ابن نباتة ْلبنائه في سبعة نصوص ما بين قصيدة تصل إلى (‪ )57‬بيتًا‪ ،‬وما بين‬
‫النصيَ اْلوفى‪ ،‬ومن ذلَ قوله فيه‪:‬‬
‫َ‬ ‫الرحيم‬
‫ا‬ ‫نتفة في بيتين‪ ،‬نال فيها ولدُهُ عبد ُ‬

‫سفففف أم ْعَبكأففففا أءَا ْلففففو ْرَْفففففيَ‬ ‫تأبْكيفففففففكأ َرقفففففففةَلأ ْفظفففففففيَففففففففيَ أمهأارق أهفففففففا َ *** َ يأففففاَغصْففففنَفأا ْ‬
‫ففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففففو أرَََِْ َ‬
‫أ‬ ‫ا ْلف‬ ‫َ‬
‫ْ أ (‪)0‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬
‫ن َ *** َ بأَ أكففففأْ َلففففكأ َالعأففففيْنَبأ ْعففففدأَال أمففففاءَبففففالعألذَ َ‬ ‫َوإ َْ‬ ‫أو أمففففففاَأ أوفيففففففكأ َيأففففففاَ أ‬
‫عبْففففففدأَالففففففرحيم أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َز ْوجأته‪ :‬وقد رثاها بقصيدة بلغت ثمانية عشرَ بيتًا ليس فيها حرارة اِلنفعال التي في‬ ‫رثأاء أ‬
‫رثاء أبنائه‪ ،‬وكأنه يؤدي واجبًا أو تقليدًا اجتماعيًّا من غيرَ انفعال‪ ،‬ومما قاله فيها‪:‬‬

‫ففففففومَا ْل أح ْ‬
‫شفففففففرَيأففففففف ْومَالتغأفففففففابنََ َ‬ ‫فففففو أمَفأ ْقففففففدكَإنففففففهَ َ *** َ أ‬
‫علأفففففففيَلأيأف ْ‬ ‫إلأففففففىَاللففففففهَأ أ ْ‬
‫شففففففكوَيأف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رثأاء َجأاريأته‪ :‬ويبدو أنه كان لها مكانة في حياته‪ ،‬فقد رثاها بقصيدتين ظهرت فيهما‬
‫الحرارة المفتقدة في رثاء الزوجة‪ ،‬قال في إحداهما‪:‬‬

‫ففففمسَضففففف ًحىَع ْنفففففدأَالفففففز أوالَنأففففف أدبْتهأاَ َ‬


‫شف ْ‬‫َو ْقت أهففففا َ *** َ ل أ‬
‫فففزنَ أفا ْل أو ْقففففأ أ‬ ‫أأقي أمففففاَفففففر أ‬
‫وضَا ْلحف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عيْنفففففففيَلقأ ْلبفففففففيَنأقأ ْلتهأفففففففا َ‬ ‫فففففيَوففففففيَا ْلقأ ْلفففففبَش ْأخصفففففهأا َ *** َ كأفففففففأأن أيَم ْ‬
‫فففففففنَ أ‬ ‫أ‬ ‫لغأائبأفففففةَعأن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وهو رثاء يقترب من الغزل‪ ،‬وربما كان موت جاريته بعد موت زوجته‪ ،‬فلم يبق له غيرها‪،‬‬
‫َ‬
‫لذلَ جاد رثاؤه لها‪ ،‬ولم يخش غضبة زوجته!‬
‫َ‬

‫‪148‬‬
‫ثأانيًا‪َ-‬الرثأاءَا ْلعأام‪َ :‬‬

‫صاحَ ( َح َماةَ) بقصيدتين‪ ،‬فَض ًَْل عن المقطوعات‬


‫َ‬ ‫رثى ابن نُباتةَ الملََ المؤيدَ (ت ‪732‬هـ)‬
‫الكثيرة وبعض اْلبيات التي كان يذكرها عندما يمدح ولده اْلفضل‪ ،‬وامتازت َم َرا اثي اه بصدق‬
‫ض َعةٍ‪َ ،‬وأ َ َ‬
‫ع َّزهُ بَ ْعدَ َمذَلَّةٍ‪ ،‬وجعل منه اْلديَ اْلكبر وشاعر المشرق‪ ،‬بعد‬ ‫العاطفة؛ ْلنه َرفَ َعهُ بعد َ‬
‫أن كان مغمور الذكر والشاعرية‪ ،‬ومما قاله فيه‪:‬‬

‫غ أواديفففففففهَ َ‬‫غفففففففدأتْ َعأنففففففاَ أ‬ ‫ْفففففففَ أ‬


‫سفففففففففي َ *** َ ل ْلغأيْففففففثَ أكي أ‬ ‫نأعأفففففففىَا ْلمؤأيففففففففدأَنأاعيففففففففهَفأيأففففففففاَأ أ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صفففففففففبأاحَع ْنفففففففففدأَر ْعيأتفففففففففهَ َ *** َ أأظفففففففففنَأأنَصأفففففففففبأاحأَا ْل أحشْفففففففففرَثأانيفففففففففهَ َ‬ ‫عتأفففففففففاَل أ‬‫اَر ْو أ‬
‫أو أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففتأحأالأَلنأ ْظمفففففيَففففففيَ أم أراثيفففففهَ َ‬ ‫سفففففففف أرتأاهَلنأ ْظمففففففففيَفففففففففيَ أمدأائحففففففففهَ َ *** َ أكي أ‬
‫ْففففففَا ْ‬ ‫أواَ أح ْ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففففنَ أمفففففففاَبالفففففففدرَأأبْكيفففففففهَ َ‬ ‫ففففنَكألمففففي َ *** َ أوَا ْلبأحْ فففففففرَأأحْ أ‬ ‫فففيَوم ْ‬‫ففففنَ أج ْفنف أ‬ ‫أأبْكيففففهَبالففففدرَم ْ‬
‫َ‬ ‫َ كما رثى عددًا من القضاة والعلماء ْ‬
‫الشهاب محمود (ت ‪725‬هـ)‪ ،‬وقاضي‬ ‫ُ‬ ‫والكُتَّا ا‬
‫ب‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫َ‬
‫ي (ت ‪756‬هـ)‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫السبك ُّ‬ ‫ي الدين‬
‫ي (ت ‪739‬هـ)‪ ،‬وتق ُّ‬ ‫الدين القزوين ُّ‬ ‫القضاةا جَل ُل‬
‫ا َ‬ ‫ا‬
‫ع في ارثَائا اه؛ ففيه الذاتية‪ ،‬وفيه التفكر‪ ،‬وفيه ذكر أوصاف‬ ‫ويمكن القول‪ :‬إن ابن نباتة ن ََّو َ‬
‫ص ْنعَةُ َو ْال ُمبَالَغَةُ‪.‬‬
‫ارةُ‪ ،‬وغلبت على بعضه اآلخر ال َّ‬ ‫الصد ُْق َو ْال َح َر َ‬ ‫الفقيد‪ ،‬كما توافر لبعضه ا‬

‫‪149‬‬
‫نشاط َ‬
‫(ابحثَ–َواستنتج) َ‬
‫أ‬
‫عزيزيَالطالب َ‪َ...‬ابحثَفيَمراجعكَاإللكترونيةَعنَشعرَابنَنبأات أ َة َفيَالرثاء‪َ،‬ثمَاخترَمنهَ‬
‫اَسببَإعجابك‪َ،‬ودأو ْنهَفيَالسطرَالتالية‪َ :‬‬
‫أ‬ ‫قصيدةَأعجبتك‪َ،‬مبينً‬
‫‪.................................................................................. ....................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.............................................................. ........................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪........................................... .......................................................................... .‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................................... .‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................... ...........................................‬‬
‫‪...................................................................................................... ................‬‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪151‬‬
‫ثأانيًا‪َ:‬النصوصَ َ‬

‫َ‬
‫الت ْعريفَبالشاعر‪:‬‬
‫َ‬

‫نسبه‪َ :‬ه َُو محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري‪ ،‬أبو بكـر جمال‬
‫ارقاينَ ( اس ْل َوانَ َحا اليًّا فاي ت ُ ْر اكيَا)‪،‬‬ ‫الدين بن نُباتة‪ .‬يرجع نسبه إلى قبيلة ُجذَ َ‬
‫ام العربية‪ ،‬وأصله من َميَّافَ ا‬
‫ومولده ووفاته في القاهرة(‪.)1‬‬

‫مولدهَوحياته‪ُ :‬و الد في شهر ربيع اْلول سنة ‪686‬هـ في عهد السلطان المنصور قَلوون‪،‬‬
‫وتلقى العلم عن شيوخ عصره‪ ،‬منهم‪ :‬والده شمس الدين بن نباتة المحدث‪ ،‬والعَلمة المحدث ابن‬
‫ق العيدا‪ ،‬والشاعر سراج الدين الوراق‪ ،‬والكاتَ البليغ محيي الدين بن عبد الظاهر وغيرهم‪.‬‬
‫دقي ا‬
‫عمل في باكورة شبابه في التعليم‪ ،‬وافتتح ُكتَّابًا للصغار‪ ،‬لكن عمله لم يَعُدْ عليه بما يكفيه‪،‬‬
‫فأخذ يرتزق بشعره‪ ،‬ويمدح أعيان عصره‪ ،‬وخاصة آ َل فضل الله‪ ،‬منهم بدر الدين بن فضل الله‪.‬‬

‫غادر مصر إلى الشام سنة (‪716‬هـ) ليلتحق بأبيه طلبًا للرزق‪ ،‬وتردد إلى بَلط الملَ‬
‫المؤيد في حماة‪ ،‬وأكثر مدحه‪ ،‬وبعد وفاته مدح ابنه الملَ اْلفضل‪ ،‬لكنه ترك اْلفضل عندما‬
‫ناظرا لكنيسة القيامة‪.‬‬
‫ً‬ ‫تزهد‪ ،‬فانتقل إلى القدس الشريف‬

‫مَعْلُو َم ٌة ِإثْرَائِيَّةٌ‬
‫ب‪َ:‬‬
‫عأزيزيَالطال أ‬

‫َ‬
‫أقام بدمشق مدة تقارب الخمسين سنة‪ ،‬وتردد إلى حماة وحلَ‪ ،‬وكان ُمت َ َع ال ًَل‪ِ ،‬ل يزال يشكو حاله‬
‫وقلة ما بيده وكثرة عياله‪ ،‬وكان أبوه ينفق كل ما يحصله على أوِلد ولده جمال الدين بن نباتة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫عيَّنَهُ في ديوان النشاء‪ ،‬فلم‬
‫عاد إلى مصر سنة (‪761‬هـ) بطلَ من السلطان حسن‪ ،‬الذي َ‬
‫يستطع مباشرة عمله فيه لكبر سنه وضعفه‪ ،‬فأعفاه السلطان وأجرى عليه راتبه‪ .‬اشتد به المرض‪،‬‬
‫فتوفي سنة (‪768‬هـ) عن عمر جاوز الثمانين‪.‬‬

‫ترك ابن نباتة تراثًا أدبيًّا ضخ ًما‪ ،‬منه‪ :‬ديوان شعره‪ ،‬مطلع الفوائد ومجمع الفرائد‪ ،‬سرح‬
‫العيون في شرح رسالة ابن زيدون‪ ،‬المفاخرة بين السيف والقلم (رسالة)‪ ،‬المفاخرة بين الورد‬
‫والنرجس (رسالة)‪.‬‬

‫منأا أ‬
‫سبأةَالنصَ‪:‬‬

‫ص ارحْ بااس اْم‬ ‫صغارا‪ ،‬وهذه القصيدة في ارث َ ا‬


‫اء أحدهم‪ ،‬لكنه لم يُ َ‬ ‫ً‬ ‫كان للشاعر أوِلد كُثُر يموتون‬
‫َولَ اد اه َهذَا فاي َها‪.‬‬
‫استمعَللنص‪:‬‬
‫َ‬

‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬استمع إلى قصيدة ابن نباتة‪ ،‬في رثاء ولده‪ ،‬من قا َب ال معلمَ‪.‬‬

‫اقرأَالنصَقراءةَمعبرة‪:‬‬

‫صيدَة ُ (فاي‬ ‫الش ْع اريَّ اة الَّتاي ا ْست َ َمعْتَ إالَ ْي َها‪َ ،‬و اه َ‬
‫ي قَ ا‬ ‫ع اة ا‬ ‫َ ‪ ...‬أ َ اعدْ قا َرا َءة َ ْال َم ْقطُو َ‬ ‫يزي َّ‬
‫الطا ال َ‬ ‫ع از ا‬‫َ‬
‫(منَ الْ َك ا‬
‫ام ال)‪:‬‬ ‫ا‬ ‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬
‫ص اريا‪َ ،‬والَّتاي َيقُو ُل فاي َها‬ ‫اء ْال َولَدا) اِلب اْن نُ َباتَةَ ْال ام ْ‬
‫ارث َ ا‬

‫طفففففففففارَ َ‬‫َو ْال أ ْو أ‬ ‫طفففففففففان أ‬ ‫َال أ ْو أ‬‫ش ْ‬ ‫أيففففففففاَمفففففففففوح أ‬ ‫فففففففففيَجأفففففففففاري َ *** َ‬


‫أ‬ ‫‪ -2‬اللفففففففففهَجأفففففففففاركأ َإنَد ْأمع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫علأ ْيفففففففففكأ َا ْلعأفففففففففيْنَب ْال أ ْنهأفففففففففارَ َ‬ ‫فأاضأفففففففففأْ َ أ‬ ‫ففففففرابَحأديقأفففففففةًَ َ *** َ‬‫سففففففف أكَْنأأ َمفففففففنأ َالتف أ‬ ‫‪َ-0‬لأمفففففففاَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوم ْهجأتفففففيَففففففيَالنفففففارَ َ‬ ‫فففففرفَا ْلجنأفففففان أ‬ ‫غ أ‬ ‫يَوحأالففففكأ َأ أ ْنففففأأ َفففففي َ *** َ‬ ‫شففففتانأ َ أمففففاَ أحففففال أ‬ ‫‪ َ-3‬أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففففففال أ ْو أزارَ َ‬
‫ْ‬ ‫يَوثأق ْلففففففففففففففأََبف‬ ‫سففففففففففففففبأ ْقتأن أ‬ ‫فأ أ‬ ‫فففر َ *** َ‬ ‫‪ َ-4‬أخففففَالنجأفففاَبفففكأ َيأففففاَبنأفففيَإلأفففىَالسف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضفففففففف أمارَ َ‬ ‫حأتففففففففىَنأففففففففدو أمَ أمعًففففففففاَإلأففففففففىَم ْ‬ ‫فففابَبففففيَ َ *** َ‬ ‫‪َ-5‬لأ ْيففففأأ َالففففر أد َإذَْلأفففف ْمَيأفففف أدعْكأ َأ أ أهف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صفففففففففدأارَ َ‬ ‫َاإل ْ‬ ‫ففففففففب ْ‬
‫حأتففففففففىَحأسفففففففففبْأَع أأواق أ‬ ‫ضفففففففاَا ْل أجفففففففاريَت أ أمهفففففففلأَو ْردهَ َ *** َ‬ ‫‪َ-6‬لأ ْيفففففففأأ َا ْلقأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طفففففففففارَ َ‬ ‫ففففففففر َا ْل أج ْففففففففففنأ َب ْاإل ْم أ‬
‫غف أ‬ ‫ففففففففىَوأ أ ْ‬
‫أ‬ ‫أوَلف‬ ‫‪ َ-7‬أمفففففففاَك ْنفففففففأأ َإِلَمثْففففففففلأَلأ ْمحأفففففففةَبأففففففففارَْ َ *** َ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫فففففففىَال أ ْو أكففففففففارَ َ‬
‫ْ‬ ‫أوأأحففففففففنَ أمففففففففاَحأنففففففففأْ َإ ألف‬ ‫‪َ-8‬أأبْكيفففففففكأ َ أمفففففففاَبأ أكفففففففأَا ْل أح أمفففففففامَ أهفففففففديلأهأا َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضفففففففففارَ َ‬ ‫ير أهفففففففففاَبن أ‬ ‫أ‬ ‫ظ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ففففففففون‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ففففففففيَا‬ ‫ف‬ ‫ْك‬ ‫ب‬ ‫تأ‬ ‫َوإن أمففففففففففا َ *** َ‬‫أ‬ ‫وع‬ ‫م‬‫فففففففففد‬‫ف‬‫َال‬ ‫فففففففففر‬
‫ف‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫حْ‬ ‫م‬‫فففففففففيَب‬ ‫ف‬ ‫ْك‬‫ب‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫َ‬‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْففففففرَصففففففغأارَ َ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫غ‬ ‫َ‬ ‫ات‬ ‫ففففففر‬
‫أ أ‬ ‫س‬ ‫ح‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫ففففففه‬ ‫َب‬ ‫فففففأْ‬‫ف‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫أا‬ ‫ك‬ ‫َورب أمفففففففا َ *** َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫‪َ:‬إ‬ ‫ففففففأ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‪َ،‬ق‬ ‫َ‬
‫ير‬‫ً‬ ‫ففففففغ‬
‫ف‬ ‫ص‬
‫أ‬ ‫واَ‬ ‫ففففففال‬‫أ‬ ‫ق‬ ‫َ‬‫‪-‬‬ ‫‪22‬‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪152‬‬
‫بَ أم أ‬
‫ففففففففزارَ َ‬ ‫ففففففففر أ‬
‫َوق ْ‬ ‫يأففففففففاَب ْعففففففففدأَمجْ ت أ أمففففففففع أ‬ ‫ففففربَ أم ْط أر ًحفففففا َ *** َ‬ ‫ففففاَوح أمفففففاهَأ أ ْقف أ‬ ‫‪َ-22‬نأفففففائيَاللقأف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففففففففاعأةَ ْاإل ْقتأفففففففففففارَ َ‬ ‫فأفففففففففففا ْنفأ ْعَأأبأفففففففففففاكأ َب أ‬ ‫ففففر َ *** َ‬ ‫‪َ-20‬أأبنأفففففيَإنفففففيَقأفففففدَْ أكنأ ْزتفففففكأ َففففففيَالثف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫علأفففففففففىَآثأفففففففففارَ َ‬ ‫طلأفففففففففلَ أ‬ ‫ففففففففوقأ ْفنأ َمف ْ‬
‫ففففففففنَ أ‬ ‫فأف أ‬ ‫أففففففواد ٌَ‬
‫ث َ *** َ‬ ‫علأففففففيَح أ‬ ‫أَوقأفأففففففأْ َ أ‬ ‫‪َ-23‬أأبنأففففففيَقأففففففد أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عففففففففففينَالسففففففففففمارَ َ‬ ‫اَونأا أمففففففففففأْ َأ أ ْ‬ ‫سففففففففففه ًأر أ‬ ‫أ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ففففففاظ‬ ‫َوادعًففففففاَفألأقأففففففدَْتأقأففففففرحأَنأ‬ ‫أ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫فففففف‬ ‫‪ -24‬نأ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سفففففففففف أمارَ َ‬ ‫ثَبففففففففففالنجْ مَفففففففففففيَم ْ‬ ‫متأشأففففففففففب ٌ‬ ‫َ‬ ‫ففففه‬
‫َ‬ ‫ف‬‫م‬ ‫ظأ‬
‫ّل‬ ‫أىَو أكفففففأأنَذأ ْيفففففلأَ أ‬ ‫أ‬ ‫ج‬ ‫ففففد‬ ‫ف‬ ‫ففففىَال‬ ‫ف‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫‪ -25‬أ أ‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففوارَ َ‬
‫أ‬ ‫ف‬‫غ‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫فففففففففىَأ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫َإ‬ ‫فففففففففاد‬‫ف‬‫ج‬‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫َأ‬ ‫نأ‬‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ففففففففف‬‫ب‬
‫أ‬ ‫فففففففففاَ‬ ‫أم‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ان‬ ‫أففففو‬
‫أ‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ففففأ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫د‬
‫أ‬ ‫َْ‬‫د‬ ‫فففف‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫َو‬
‫أ‬ ‫ففففاة‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ح‬‫أ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫ْففففف‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ك‬ ‫‪-‬‬ ‫‪26‬‬
‫***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففرارَ َ‬
‫أ‬ ‫ف‬‫َف‬ ‫فففففففففينأ‬
‫ف‬ ‫َح‬ ‫تأ‬ ‫أ‬
‫ِل‬ ‫َو‬
‫أ أ‬ ‫ار‬ ‫فففففففففر‬ ‫ف‬‫ف‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫فففففففففنأ‬ ‫ف‬ ‫أ أ ْي‬ ‫َ‬
‫ْ ***‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ففففففففال‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫َأ‬ ‫أْ‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ففففففففد‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ينأ‬ ‫ففففففففذ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫َْل‬ ‫ل‬ ‫فففففففف‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫‪-‬‬ ‫‪27‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عففففففففذأارَ َ‬ ‫فففففففنَأ أ ْ‬‫أولأففففففففئ ْنَ أبففففففففدأاَج أأزعففففففففيَفأ أعف ْ‬ ‫َ‬
‫ٌ ***‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫ففففب‬ ‫ف‬‫ص‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ىَم‬ ‫فففف‬‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ففففيَال‬ ‫ف‬‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ر‬
‫أْ‬ ‫ب‬ ‫فففف‬ ‫ف‬‫ص‬‫أ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ففففئ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪28‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أففففففففففوارَ َ‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ففففففففففوم‬ ‫ج‬ ‫َالن‬ ‫ففففففففففنأ‬ ‫َم‬ ‫ْففففففففففكأ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫أن‬
‫ك‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫أو‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬ ‫فففففف‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫فففففام‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫غ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫فففففنأ‬ ‫ف‬ ‫َم‬ ‫فففففكأ‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫تْ‬ ‫أر‬ ‫د‬ ‫‪-‬‬ ‫‪29‬‬
‫أ‬ ‫ٌ ***‬ ‫أأ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففففففيَوأدأاريَ َ‬ ‫أ‬
‫لأكفففففففففففففنَأغفففففففففففففالطَم ْهجأتف‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫اكأ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اكأ‬ ‫أ‬ ‫‪ -02‬ت ْ‬ ‫أ‬
‫أ‬ ‫سَذ َبنفففففففافعي َ ***‬ ‫َولففففففف ْي أ‬ ‫فففففففر أ‬ ‫سفففففففقيَث أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪153‬‬
‫َ‬
‫أمعأانيَا ْلم ْف أردأاتََ أوالت أراكيب‪:‬‬
‫َ‬

‫أاَو ْفذأَالسيأاَْ َ‬ ‫ا ْلم أرادَبه أ‬ ‫ا ْلكأل أمة‪َ/‬الت ْركيبَ َ‬


‫شا‪ ،‬وذهَ عنه الناس‬ ‫يقال‪ :‬أوحش المنزل من أهله؛ أي‪ :‬صار وح ً‬ ‫َال أ ْو أ‬
‫طانَ َ‬ ‫موحش ْ‬
‫واحدها الوطر‪ ،‬وهو كل حاجة كان لصاحبها فيها همة وعناية‬ ‫طارَ َ‬ ‫ْال أ ْو أ‬
‫الرو ُح‪ ،‬أو دم القلَ‪ ،‬وِل بقاء للنفس بعدما تراق مهجتها‬ ‫ُّ‬ ‫ا ْلم ْه أجةَ َ‬
‫ساره‬
‫مقصور الناجاء‪ ،‬وهو مصدر ناجى مناجاة وناجاء؛ أي‪َّ :‬‬ ‫النجأا َ‬
‫سير عامة الليل‬ ‫الس أر َ‬
‫دعاني‬ ‫ابَبي َ‬ ‫أ أ أه أ‬
‫المكان تتسابق فيه الخيل‬ ‫ض أمارَ َ‬ ‫ا ْلم ْ‬
‫الشراف على الشيء‬ ‫ا ْلو ْردَ َ‬
‫الرجوع واِلنصراف‬ ‫صدأارَ َ‬ ‫ْاإل ْ‬
‫صوتُ الحمام‪ ،‬أو فر ُخها‬ ‫ا ْلهأديلَ َ‬
‫جمع ْال َو ْك ار‪ ،‬وهو عش الطائر وإن لم يكن فيه‬ ‫ْال أ ْوكأارَ َ‬
‫الجوهر الخالص‬ ‫النضأارَ َ‬
‫إا َّن هُنَا با َم ْعنَى‪ :‬نَعَ ْم‬ ‫ق ْلأ‪َ:‬إنَ َ‬
‫يَ ْعناي قَب َْرهُ‬ ‫ح أماهَ َ‬
‫ط َر َحه ُ‬ ‫اسم مكان من َ‬ ‫ا ْل أم ْط أرحَ َ‬
‫يق فاي النَّفَقَ اة‬ ‫الض ُ‬ ‫ا‬ ‫ْاإل ْقتأارَ َ‬
‫علَتْهُ القروح والجراحات‬ ‫َ‬ ‫تأقأرحأَ َ‬
‫موضع بصري‬ ‫نأاظري َ‬
‫ام ُر‬
‫س ا‬
‫الجماعة من الحي َي ْس ُم ُرونَ ليَل‪ ،‬واحدها‪ :‬ال َّ‬ ‫السمارَ َ‬
‫قمرا‬
‫سواد الليل مع غيم وأن ِل ترى نج ًما وِل ً‬ ‫الدجأى َ‬
‫ار الَّتاي فاي ُمقَد اَّم ال َّ‬
‫صد اْر‬ ‫ص ُ‬ ‫ضلُوعُ ْال اق َ‬
‫ال ُّ‬ ‫ا ْلج أأوانحَ َ‬
‫غلُ َ‬
‫ظ‬ ‫واحده نَجْ د‪ ،‬وهو ما أشرف من اْلرض وارتفع واستوى َو َ‬ ‫أ أ ْنجأا ٌَد َ‬
‫واحده غور‪ ،‬وهو المطمئن من اْلرض‬ ‫ار َ‬‫غ أو ٌَ‬ ‫أأ ْ‬
‫اسم جمع‪ ،‬بمعنى الذين‬ ‫ْاللأى َ‬
‫حمل النفس على الصبر‬ ‫التصأبرَ َ‬
‫جعلتَ في َكنَ اف َها وحفظها‬ ‫تأكأنفأتْكأَ َ‬
‫َ‬

‫نشاط َ‬
‫(ابحثَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫منَخّللَالسياْ‪َ،‬أوَبالبحثَفيَأحدَمعاجمكَالورقيةَأوَاإللكترونية‪َ،‬تعرفَمعانيَالمفرداتَ‬
‫التالية‪َ،‬ثمَضعهاَفيَجملةَمنَعندكَتوضحَمعناها‪َ :‬‬
‫الجملة َ‬ ‫المعنى َ‬ ‫الكلمة َ‬
‫الر أد َ‬
‫نأائي َ‬
‫الث أر َ َ‬
‫التشأبثَ َ‬

‫‪154‬‬
‫ا ْل أم ْعنأىَا ْلعأام‪:‬‬

‫بدأ ابن نُباتة قصيدته بمخاطبة فقيده الصغير بقوله‪( :‬الله جارك)‪ ،‬ومن كان في جوار الله‬
‫ف عليه‪ ،‬وهي براعة استهَلل تد ُّل على مراده من القصيدة‪ ،‬ومع يقين الشاعر َّ‬
‫بأن الله‬ ‫فَل خ َْو َ‬
‫جار ولده‪ ،‬إِل أنه بكى عليه‪( :‬إن دمعي جاري)‪ ،‬والبكاء على الميت رحمة ما لم يُصحَ بنياحة‬ ‫ُ‬
‫أو تسخط‪.‬‬

‫لقد برع الشاعر في البيت اْلول في جمع الجناس إلى التورية بكلمة (جاري)‪ ،‬فالذي يتبادر‬
‫إلى الذهن أنها من الجوار وهو يريد الجريان‪ ،‬والبراعة هنا تكمن في أن الكلمة تصلح للمعنيين؛‬
‫فدمعه يوصف بالجريان لغزارته‪ ،‬ويوصف بالجوار لمَلزمته‪.‬‬

‫اإ َّن الحال التي كان عليها الشاعر لم تسمح له بالتفكير في بناء قصيدته والتقديم لها‪ ،‬فبدأ‬
‫بالرثاء مباشرة‪ ،‬وبمخا طبة ولده الراحل من أول القصيدة إلى نهايتها؛ ليوضح حاله بعد فقده‪،‬‬
‫فالولد اختار جوار ربه وسكن حديقة يانعة‪ ،‬ونجا من آثام الدنيا وشرورها‪ ،‬أما الوالد فظل في‬
‫جوار اْلحزان‪ ،‬تفتَ به الوحشة‪ ،‬ويحرق اْللم مهجته‪ ،‬وتثقل الذنوب كاهله‪.‬‬

‫وقد جاء في البيت الثاني حسن التعليل لفيضان دموعه‪ ،‬فجعله بسبَ سكنى ابنه لحديقة‪،‬‬
‫وهذا من التعليل البَلغي الذي استدعاه التشبيه‪ ،‬فعندما شبه قبر ابنه بحديقة‪ ،‬جعل ذلَ سببًا‬
‫لغزارة دمعه حتى يسقي هذه الحديقة‪.‬‬

‫ويتمنى ابن نباتة أمنيتين؛ اْلولى‪ :‬أن يموت مع ولده‪ ،‬واْلخرى‪ :‬أن يتمهل الموت في قبض‬
‫روح ابن ه‪ِ ،‬ل أن يفاجئه بفقده؛ فما أن ظهر حتى اختفى وتركه فريسة اْلحزان‪ .‬وهذا اْلمر جعله‬
‫المعزين والمصبارين‪ ،‬فإذا‬
‫ا‬ ‫ض عن‬‫دائما‪ ،‬ويذرف الدم بدل الدموع‪َ ،‬ويُ ْع ار ُ‬
‫حارا ً‬ ‫يبكي ولده بكا ًء ًّ‬
‫صغيرا فإن الحزن عليه كبير‪ .‬وورود البكاء بصيغة الفعل المضارع (أبكيَ – أبكي)‬ ‫ً‬ ‫كان قد فقده‬
‫يَ ْرسُ ُم حالة من حزن الوالد المتجدد‪.‬‬

‫وشاعرنا كثير الزيارة لقبر ولده‪ ،‬فهو وإن كان بعيدًا بجسمه وحواسه فإن قبره قريَ ليس‬
‫ببعيد‪ ،‬وقد أخذ هذا المعنى من قول ابن الرومي في رثاء ولده‪:‬‬

‫علَى بُ ْع اد‬ ‫علَى قُ ْر ٍ‬


‫ب قَ اريبًا َ‬ ‫ارهُ ‪ ...‬بَ اعيدًا َ‬ ‫عناي فَأ َ ْ‬
‫ض َحى َمزَ ُ‬ ‫الردَى َ‬ ‫َ‬
‫ط َواهُ َّ‬

‫وهنا ينادي الوالد ُ َو َلدَهُ مستعي ًنا (بالهمزة) التي تُستعمل لنداء القريَ؛ لقرب ابنه من نفسه‪،‬‬
‫بل هو قطعة منه‪ ،‬وهو نداء يفيد التحبيَ والحنو والتعطف‪ ،‬وفيه إظهار لعاطفة جياشة ت ُ َجاهَ ابنه‪،‬‬
‫فهو يقرر أنه هو الذي وضع ابنه بيديه في التراب‪ ،‬وكان يؤمل لو َك اب َر الولد وشَََّ وساعد أباه في‬
‫أوقات الضيق والقتار التي كثرت وبلغت باْلسرة مبلغًا عظي ًما‪ .‬وتكرار النداء يستحضر المرث َّ‬
‫ي‪،‬‬
‫للمكرر‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ويجذب انتباه المتلقي‬

‫ثم يبرز الشاعر أثر فراق الولد عليه‪ ،‬ففي الوقت الذي نام فيه أبناء الحي الساهرون‬
‫ً‬
‫طويَل عليه‪ ،‬وكأنه‬ ‫ع ْينَا اب اْن نباتة وتقرحت من السهر في هذا الليل الذي صار‬
‫السامرون‪ ،‬اعتلت َ‬
‫ُمثَبَّت في مسمار‪ ،‬فكأنه ِل يسري‪ .‬وقد أخذ الشاعر هذه الصورة من قول امرئ القيس‪:‬‬

‫َار ْالفَتْ ال شُد ْ‬


‫َّت ابيَذْب اُل‬ ‫فَيَا لَََ ام ْن لَ ْي ٍل َكأ َ َّن نُ ُجو َمهُ *** ابكُ ال ُمغ ا‬

‫‪155‬‬
‫لكن امرأ القيس كان أكثر توفيقًا في هذه الصورة من ابن نباتة؛ فاْلول صور الليل ُمثَبَّتًا في‬
‫علَّقَ الثاني ذيل ظَلمه في مسمار‪ ،‬وما هذا المسمار الذي يستطيع أن‬ ‫( َيذْبُلَ) َوه َُو َج َبل‪ ،‬في حين َ‬
‫يثبت ذيل الظَلم؟!‬

‫ثم يستخدم في البيتين التاليين اِلستفهام التعجبي في قوله‪( :‬كيف الحياة؟) و(أين الفرار؟)‪،‬‬
‫ضعَةً منه في كل مرتفع من‬ ‫فيقرر في اْلول أن الحياة لم تعد لها قيمة بعد أن دفن فا ْلذَة كبده وبَ ْ‬
‫اْلرض ومنخفض‪ ،‬ويقرر في الثاني أنه ِل فرار من المصير الذي لقيه ولد ُه وك ُّل السابقين‬
‫اْلولين‪.‬‬

‫صب ُْر أ َ او ْال َجزَ عُ‪ ،‬فإن صبر ففي السابقين‬


‫وأمام هذا القدر المحتوم ليس أمام الشاعر إِل ال َّ‬
‫ع فعنده أسبابه ومعاذيره‪.‬‬ ‫دافع إلى حمل نفسه على ذلَ‪ ،‬وإن َج از َ‬
‫ثم ختم قصيدته بالدعاء لسقيا قبر ولده‪ ،‬وهو يعلم َّ‬
‫أن ذلَ لن يفيد الوالد في شيء ولن يَ ُرد َّ‬
‫عليه ولده‪ ،‬لكنه يغالط نفسه ويخادعها بأن السقيا تنفع ولده؛ ْلن هذا مطلوب مهجته‪.‬‬

‫مَعْلُو َم ٌة ِإثْرَائِيَّةٌ‬
‫ب‪َ :‬‬
‫عأزيزي َالطال أ‬

‫َ‬

‫نشاط َ‬
‫(حللَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬تضمنَكلَقولَمنَالقوالَالتاليةَمعانيَإنسانيةَرائعة‪َ،‬برزتَبجّلءَفيَ‬
‫أبياتَابنَنباتةَالسابقة‪َ،‬هاتَمنَأبياتَالقصيدةَماَيؤيدَهذهَالمعاني‪َ :‬‬
‫ماَيؤيدهاَمنَالقصيدةَالسابقة َ‬ ‫القوال َ‬
‫فيَالشعر‪َ :‬‬
‫ضحأىَ أم أزارهَ***َ َ‬ ‫ط أواهَالر أد َعأنيَفأأ أ ْ‬‫أ‬
‫علأىَب ْعدَ َ‬‫علأىَق ْربَقأري ًباَ أ‬
‫ََََََََََََََََََََََ أبعيدًاَ أ‬
‫وفيَالشعرَأيضًا‪َ :‬‬
‫فأيأاَلأكأ َم ْنَلأيْلَكأأأنَنجو أمهَ*** َ‬
‫ََََََََََََََََََََََََبكلَمغأارَا ْلفأتْلَشدتْ َبيأذْبلَ َ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪156‬‬
‫َ‬
‫علأَىَا ْلقأصيدأةَ‪:‬‬
‫ت أ ْعليذٌَعأامَ أ‬
‫َ‬

‫استدعى الشاعر ألفاظ البكاء في اْلبيات المذكورة وفي باقي أبيات النص (دمعي جاري‬ ‫‪-1‬‬
‫– فاضت العين باْلنهار – أغرى الجفن بالمطار – أبكيَ – أبكي بمحمر الدموع –‬
‫تقرح ناظري‪ ،)...‬وكأنه يبحث عن المفردات والتراكيَ التي تساعده‬ ‫تبكي العيون – َّ‬
‫على إتمام رسم صورته الذاتية‪.‬‬
‫ساتَهُ َوت ُ َؤ اكدُهَا‪.‬‬‫ي) الَّتاي تُث َ ابتُ َمأ ْ َ‬ ‫َ‪ ،‬امثْلُ‪( :‬أ َ ْب اكي ‪ -‬أَبُ َن َّ‬ ‫سا الي ا‬ ‫اظ َو ْاْل َ َ‬ ‫ض ْاْل َ ْلفَ ا‬ ‫هُنَاكَ ت َ ْك َرار البَ ْع ا‬ ‫‪-2‬‬
‫اء‪،‬‬ ‫ال ْنشَائايَّ اة (النادَ ا‬ ‫َ ْا‬ ‫سا الي ا‬ ‫ير َمعَاناي اه‪َ ،‬وبَيْنَ ْاْل َ َ‬ ‫َ ْال َخبَ اريَّ اة الت َ ْق ار ا‬ ‫سا الي ا‬ ‫شا اع ُر بَيْنَ ْاْل َ َ‬ ‫ع ال َّ‬ ‫ن ََّو َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ار اة ْال َمشَا اع ار‪.‬‬ ‫ااِل ْس ات ْف َه اام‪ْ ،‬اْل َ ْم ار) ا الث َ َ‬
‫تدر ًجا منطقيًّا؛ فبدأ بالبكاء والتفجع‪ ،‬واشتكى مما آل إليه حاله بعد فقد‬ ‫تدرج في رثائه ُّ‬ ‫َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫أوِلده‪ ،‬ثم أظهر العزاء والموعظة من الموت‪ ،‬واختتم بالدعاء بالسقيا لقبر ولده‪.‬‬
‫اعتمد في بعض معانيه على محفوظاته من الشعر القديم‪ ،‬وكانت ثقافته السَلمية‬ ‫‪-5‬‬
‫حاضرة في ذهنه عند نظم قصيدته‪.‬‬
‫ظا اهر‪.‬‬ ‫الصد ُْق فاي َها َ‬ ‫شا اع ار َح ازينَة‪َ ،‬و ا‬ ‫اطفَةُ ال َّ‬ ‫ع ا‬ ‫َ‬ ‫‪-6‬‬
‫صيدَ اة‬ ‫ْ‬
‫َ َج َّو القَ ا‬ ‫ار اه ذَلاََ ؛ اليُنَا اس َ‬ ‫ام ال‪َ ،‬وقَدْ ُوفاقَ فاي ا ْختا َي ا‬ ‫ْ‬
‫حْر ال َك ا‬ ‫علَى َب ا‬ ‫صيدَتَهُ َ‬ ‫شا اع ُر قَ ا‬ ‫ظ َم ال َّ‬ ‫نَ َ‬ ‫‪-7‬‬
‫ت َرنَّ ٍة قَ اويَّ ٍة ت ُ ْس اهمُ فاي‬ ‫ْال َح ازينَ ‪ ،‬والحالةَ النفسيةَ التي يعيشها؛ فَ ُه َو بَحْر ذُو أ َ ْنغ ٍَام ُمو اسي اقيَّ ٍة ذَا ا‬
‫ش ْك ٍل َج اليٍ‪.‬‬ ‫ار َم َعا اني َها اب َ‬ ‫س ْم اع َّيةَ ام ْن َها‪َ ،‬و اإ ْ‬
‫ظ َه ا‬ ‫صةً ال َّ‬ ‫الش ْع ار َّي اة‪ ،‬خَا َّ‬ ‫ور اة ا‬ ‫ص َ‬ ‫دَع اْم ال ُّ‬
‫ص ْوت‬ ‫سا َل ارقَّةً َو اخفَّةَ َح َر َكةٍ‪َ ،‬و َ‬ ‫صيدَتا اه‪َ ،‬وه َُو َح ْرف يُ افيد ُ ااِل ْستا ْر َ‬ ‫اء َر اويًّا القَ ا‬ ‫الر ا‬ ‫ف َّ‬ ‫َج َع َل َح ْر َ‬ ‫‪-8‬‬
‫َ‪.‬‬ ‫ت النَّ احي ا‬ ‫ص ْو ا‬ ‫اء َو َ‬ ‫علَى إاب َْر ااز ت َ َك ُّر ار ْالبُ َك ا‬ ‫ي ُم َك َّرر أ َ ْكثَ ُر قُد َْرة ً َ‬ ‫َج ْه َو ار ٌّ‬
‫غي اْر ْال ُمت َ َكلَّفَ اة‪ ،‬امثْ ُل الطبأاَْ فاي‪( :‬الجنان‪ /‬النار –‬ ‫ت ْال َبداي اعيَّ اة َ‬ ‫شا اع ُر امنَ ْال ُم َح اسنَا ا‬ ‫أ َ ْكث َ َر ال َّ‬ ‫‪-9‬‬
‫س َه ًرا – أنجاد‪ /‬أغوار – صبرت‪/‬‬ ‫اورده‪ /‬الصدار – نائي‪ /‬أقرب ‪ -‬قُرب‪ /‬بُعد – نَ ْم‪َ /‬‬
‫اري ‪-‬‬ ‫اركَ ‪َ /‬ج ا‬ ‫ق بَيْنَ حاله قبل الفقد وحاله بعده‪ ،‬أوا ْلجنأاسَ فاي ( َج ُ‬ ‫ار ْالفَ ْر ا‬ ‫جزعي) ا ال ْ‬
‫ظ َه ا‬
‫ي فاي ْال َك ََل ام‪ ،‬إلى جانَ براعة َاِلستهّللَ‬ ‫ار) ام َّما لَهُ تَأْثاير ُمو اسي اق ٌّ‬ ‫ط ا‬‫ان‪ْ /‬اْل َ ْو َ‬ ‫ط ا‬ ‫ْاْل َ ْو َ‬
‫والتوريةَوحسنَالتعليل‪.‬‬
‫نشاط َ‬
‫(تعاونَ –َوحللَ‪َ-‬وتذوْ) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬استدعىَالشاعرَبعضَألفاظَالبكاءَليعبرَبهاَعنَمعاناتهَالذاتيةَفيَفقدانَالولد‪َ،‬‬
‫َال أ ْبيأاتأ َقراءة َصامتة‪َ ،‬ثم َتعاون َمع َزمّلئك َفي َتحديد َالكلمات َوالجمل َالتي َعبرت َعن َهذهَ‬
‫اقرأ ْ‬
‫المعاناه‪َ،‬ثمَقرر‪َ:‬هلَتر َأنَتغأيرَبعضَالكلماتَأوَالعبارات؟َوحددَالسبب‪َ،‬مستعينًاَبالجدولَالتالي‪َ .‬‬
‫َ‬
‫وجهَالتغييرَالذيَتراه َ‬ ‫الكلماتَأوَالعباراتَالدالةَ‬ ‫حالةَالمعاناة َ‬
‫عليها َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪157‬‬
‫تدريباتَ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ....‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫‪َ،‬وشأاعريَته‪َ،‬ثمَحددَالمناسبةَالتيَ‬
‫َو أم ْولده أ‬ ‫س‪َ:2‬عرفَبابنَنباتةَالمصري؛َمنَحيثَنأ أ‬
‫سبه أ‬
‫قيلأَفيهاَهذهَالقصيدة‪َ .‬‬

‫س‪َ: 0‬ينقسمَالنصَالسابذَمنَقصيدةَابنَنباتةَإلىَعدةَمقاطع‪َ،‬ضعَفكرةَمناسبةَلكلَمقطعَ‬
‫منَالمقاطعَالتاليةَمستعينًاَبالجدولَالتالي‪َ :‬‬

‫الفكرة َ‬ ‫المقطع َ‬
‫‪َ 6-2‬‬
‫‪َ 22-7‬‬
‫‪َ 29-20‬‬
‫‪َ 02‬‬
‫س‪َ :3‬تظهر َفي َالبيات َالسابقة َعاطفة َالحزن َا لشديد‪َ ،‬استشهد َمن َالقصيدة َببعض َالبياتَ‬
‫التيَتعبرَعنَهذهَالعاطفة‪َ .‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪َ:4‬أجادَابن َنباتةَفيَاستخدامَا ْلمحأسنأات َا ْلبأديعية َغأيْر َا ْلمتأكألفأةَ‪َ،‬هاتَمن َالقصيدةَماَيؤيدَ‬


‫ذلك‪َ َ.‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫علأىَبأحْ ر َا ْلكأامل‪َ،‬فهلَتجدَذلكَمّلئ ًماَلموضوعه؟َولماذا؟َوضحَ‬ ‫ظ أم َالشاعرَ َقأصي أدتأه َ أ‬


‫س‪َ:5‬نأ أ‬
‫ذلك‪َ .‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫ساليب َا ْل أخبأريةَ‪َ،‬والساليبَاإلنشائية‪َ .‬استشهدَمنَ‬ ‫س‪َ:6‬نوع َالشاعر َفيَأبياتهَالسابقةَبين َ ْال أ أ‬
‫القصيدةَببعضَهذهَالساليب‪َ،‬مبينًاَالغرضَالبّلغيَمنها‪.‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫س‪َ:7‬اقترحَعنوانًاَآخرَللقصيدةَالسابقة‪َ .‬‬
‫‪............................................................................... .....................................‬‬

‫س‪َ:8‬منَخّل لَقراءتكَللقصيدةَالسابقةَاستنتجَبعضَالخصائصَالدبيةَللشاعرَابنَنباتة‪َ،‬‬
‫ودونهاَفيَالسطرَالتالية‪َ .‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪158‬‬
‫َ‬

‫ً‬
‫اَموجزاَبأسلوبك‪َ .‬‬ ‫‪َ:‬انثرَقصيدةَابنَنباتةَالسابقةَنثر‬
‫ً‬ ‫س‪9‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫َ‬

‫‪159‬‬
‫ثالثًا‪َ:‬التحليلَالبّلغيَلقصيدةَابْنَنبأاتأةأَا ْلمصْريَ َ‬
‫اقرأَواستنتج‬

‫‪:‬‬
‫ع‬
‫ارتبط بموضوع القصيدة ‪ -‬وهو رثاء ابن نباتزة لولزده ‪ -‬وسزيطرة حالزة الحززن عليزه‪ ،‬شزيو ُ‬
‫النداء لولده؛ ليسلي نفسه بالنداء عليه‪ ،‬فيجعله أمامه يخاطبزه ويناديزه‪ ،‬وشزيوع التمنزي‪ ،‬فهزو يتمنزى‬
‫أِل يكون قد تم عليه هذا القضاء‪.‬‬
‫النداء‪َ :‬‬
‫استهل الشاعر قصيدته بالنداء في قوله‪:‬‬
‫َو ْال أ ْو أ‬
‫طففففففارَ َ‬ ‫َال أ ْو أ‬
‫طففففففان أ‬ ‫ش ْ‬ ‫ففففففيَجأففففففاري َ *** َ أيففففففاَمففففففوحَ أ‬ ‫اللففففففهَجأففففففاركأ َإنَد ْأمع أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وكذا في قوله‪:‬‬
‫ففففففففففال أ ْو أزارَ َ‬
‫ْ‬ ‫يَوثأق ْلفففففففففففأَبف‬ ‫أخفففَالن أجففاَبففكأ َيأففاَبنأففيَإلأففىَالسف أفر َ *** َ فأ أ‬
‫سفففففففففففبأ ْقتأن أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وقوله‪:‬‬
‫بَ أم أ‬
‫ففففففزارَ َ‬ ‫فففففر أ‬
‫َوقف ْ‬‫ففربَ أم ْط أر ًحفففا َ *** َ يأففففففاَب ْعففففففدأَمجْ ت أ أمففففففع أ‬ ‫ففاَوح أمفففاهَأ أ ْقف أ‬
‫نأفففائيَاللقأف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وآثر الشاعر النداء بـ (يا) الموضوعة لنداء البعيد؛ لبعزد ولزده فزي عزالم الغيزَ‪ ،‬وخلزو مكانزه‬
‫منه‪ ،‬وغيابه عن نظر والده‪ ،‬والغرض من النداء التحسر والتفجع على ولده الذي رحل‪ ،‬فأصبحت‬
‫اْلوطان بعده موحشة‪ ،‬فوراء هذا النداء تكمن آِلم الشاعر وأحزانه‪.‬‬
‫وكما نادى باْلداة الموضوعة لنداء البعيد‪ ،‬نادى باْلداة الموضوعة لنداء القريَ‪ ،‬وذلزَ فزي‬
‫قوله‪:‬‬
‫َاإل ْقتأففففففففارَ َ‬
‫سففففففففاعأة ْ‬ ‫فففر َ *** َ فأففففففففا ْنفأ ْعَأأبأففففففففاكأ َب أ‬‫أأبنأفففيَإنفففيَقأفففدَْ أكنأ ْزتفففكأ َففففيَالث أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫علأفففففففىَآثأفففففففارَ َ‬ ‫طلأفففففففلَ أ‬ ‫ففففففوقأ ْفنأ َمف ْ‬
‫ففففففنَ أ‬ ‫ث َ *** َ فأف أ‬ ‫علأفففففيَ أحف أ‬
‫ففففواد ٌَ‬ ‫أأبنأفففففيَقأفففففد أ‬
‫أَوقأفأفففففأْ َ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تنززيَل للبعيزد منزلزة‬ ‫ً‬ ‫ي) بزـ (الهمززة) الموضزوعة لنزداء القريزَ‬ ‫ينادي الشاعر على ولزده (أ َبُنَز َّ‬
‫القريَ؛ لإلشارة إلى تعلق قلَ الشاعر بولده‪ ،‬وما يُ اكنُّزهُ لزه مزن حزَ‪ ،‬وأنزه ِل يغيزَ عزن خزاطره‪،‬‬
‫وِل ينسززاه فكززره‪ ،‬وِل يبززرح عينززه‪ ،‬فلحضززوره فززي قلبززه‪ ،‬واسززتقراره فززي فززؤاده‪ ،‬صززار منززه بمنزلززة‬
‫الحاضر المشاهد أمامه‪ ،‬فهو يخاطبه‪.‬‬
‫واستخدم الشاعر النزداء لمزا لزه مزن أثزر واضزح فزي التعبيزر‪ ،‬فهزو أداة للتعبيزر عمزا تمزوج بزه‬
‫الززنفس‪ ،‬ومززا يخالطهززا مززن مشززاعر وأحاسززيس‪ ،‬وكززرر النززداء ليفززرغ مززا فززي نفسززه مززن مشززاعر‬
‫وأحاسيس‪.‬‬
‫التمني‪َ :‬‬
‫اسزتخدم الشزاعر أسزلوبًا آخزر مزن اْلسززاليَ النشزائية‪ ،‬وهزو التمنزي‪ ،‬وحقيقزة التمنزي‪" :‬طلززَ‬
‫مسزتحيَل‪ ،‬أو لكونزه بعيزد المنزال ِل يطمزع فزي‬ ‫ً‬ ‫الشيء المحبوب الذي ِل يرجى حصزوله؛ إمزا لكزون‬
‫نيله"‪ ،‬واْلداة الموضوعة له هي‪( :‬ليت)‪.‬‬
‫فقوله‪:‬‬
‫لأ ْيففأأ َالففر أد َإذَْلأ ف ْمَ أي ف أدعْكأ َأ أ أهف أ‬
‫فابَبففي َ *** َ حأتففففففىَنأففففففدو أمَ أم ًعففففففاَإلأففففففىَم ْ‬
‫ضفففففف أمارَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪161‬‬
‫يتمنى الشاعر في البيت اْلول أن لو دعاه الموت حين دعا ولزده‪ ،‬فيموتزان معًزا‪ ،‬وهزذه أمنيَّزة‬
‫مستحيلة يتمناها الشاعر‪ ،‬وِل يمكن تحقيقها‪ ،‬فالموت بأجل مقدَّر‪ ،‬والشاعر يعلزم ذلزَ‪ ،‬ولكنزه يعبزر‬
‫بهذا اْلسلوب عن مشاعر الحسرة التي امتلكت عليه نفسه‪ ،‬ومقزدار مزا يعانيزه مزن فقزده ولزده حتزى‬
‫تمنى أن يكون معه‪ ،‬فالحياة بعده‪ ،‬ليست حيا‪ ،‬بل الموت أسعد للشاعر منها‪.‬‬
‫وقوله‪:‬‬
‫صففففففدأارَ َ‬ ‫ضففففاَا ْل أجففففاريَت أ أمهففففلأَو ْردهَ َ *** َ حأتففففففىَحأسففففففبْأَع أأواقف أ‬
‫فففففب ْ‬
‫َاإل ْ‬ ‫لأ ْيففففأأََا ْلقأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يتمنى الشزاعر فزي البيزت الثزاني أن لزو تمهزل المزوت فزي أخزذ ولزده‪ِ ،‬ل أن يفاجئزه بفقزده‪ ،‬وهزي‬
‫أمنيزززززة محببزززززة‪ ،‬ولكنهزززززا مسزززززتحيلة‪ ،‬قزززززال تعزززززالى‪:‬ﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕ‬

‫ﲖﲗﲘﲙﲚﱠ[اْلعززززراف‪ ،]34 :‬ولكززززن الشززززاعر يعبززززر بهززززا عززززن مشززززاعره‬


‫وأحاسيسه واضطراب فكره ت ُجاه موت ولده‪ ،‬حتى أفقده صوابه‪.‬‬
‫المر‪َ :‬‬
‫يقول الشاعر‪:‬‬
‫عفففففففيَنَالسفففففففمارَ َ‬ ‫اَونأا أمفففففففأْ َأ أ ْ‬
‫سفففففففه ًأر أ‬ ‫عفففففاَفألأقأفففففدَْتأقأفففففرحأَنأفففففاظري َ *** َ أ‬ ‫َواد ً‬ ‫نأففففف ْم أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من اْلساليَ النشائية التي اعتمد عليها الشاعر أسلوب (اْلمر)‪ ،‬وقد خرج اْلمر من معنزاه‬
‫الحقيقي إ لى معنى آخر‪ ،‬وهو الكرام وتصوير ما يكنه في نفسه لولده من حَ‪ ،‬وما يتمنزاه لزه مزن‬
‫نوم وادع‪.‬‬
‫اِلستفهام‪َ :‬‬
‫يقول الشاعر‪:‬‬
‫فففففففوارَ َ‬
‫غ أ‬ ‫ففوانحي َ *** َ أمفففففففاَبأفففففففيْنأََأ أ ْنجأفففففففادََإلأفففففففىَأ أ ْ‬ ‫َوقأفففدَْ أدفأ ْنفففأَ أجف أ‬ ‫فففَا ْل أحيأفففاة أ‬
‫أك ْيف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فاِلستفهام في قوله‪( :‬كيف الحياة ‪...‬؟) خرج من معنزاه إلزى معنزى التعجزَ‪ ،‬ومزدار التعجزَ‬
‫قائم على قوله‪( :‬وقد دفنت جوانحي)؛ إذ كيف يحيا مع كونه قد دفن جوانحه! إن ذلَ أمزر يقتضزي‬
‫شعورا بالدهشة والغرابة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التعجَ‪ ،‬ويحمل‬
‫كما يحمل اِلسزتفهام معنزى التحسزر والتزألم‪ ،‬فالشزاعر يتحسزر ويتفجزع لمزوت ولزده‪ ،‬وقزد لجزأ‬
‫الشاعر إلى أسلوب اِلستفهام لما يمتاز به من الحث والثارة؛ ليجعل السامع يشاركه حزنه وألمه‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫َو أِلتأ َحفففففففينأ َفف أ‬
‫ففففففرارَ َ‬ ‫ففففففرار أ‬‫قففففففففلَْللففففففففذينأ َتأقأففففففففد أمأْ َأ أ ْمثأففففففففاله َْم َ *** َ أ أ ْيفففففففنأ َا ْلفف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف اِلسزتفهام فزي قولزه‪( :‬أيززن الفزرار) يفيزد تحسززر الشزاعر وتألمزه علززى فزراق ولزده‪ ،‬واسززتبعاده‬
‫فرار أحد من هذا المصير المحتوم‪ ،‬وأكد معنى اِلستبعاد بقوله‪" :‬وِلت حين فرار"‪.‬‬
‫أسلوبَالقصر‪َ :‬‬
‫وأتى الشاعر بأسلوب القصر في قوله‪:‬‬
‫فففففر َا ْل أج ْفففففففنأ َب ْاإل ْم أ‬
‫طففففففارَ َ‬ ‫غف أ‬ ‫فففففىَوأ أ ْ‬
‫أ‬ ‫أمفففففاَك ْنفففففأأََإِلَمثْفففففلأَلأ ْم أحفففففةَبأفففففارَْ َ *** َ أولف‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪161‬‬
‫حيززث قصززر مززدة مكززث ولززده فززي الحيززاة علززى كونهززا مثززل لمحززة بززارق‪ ،‬قصززر صززفة علززى‬
‫موصوف‪ ،‬وطريق القصر النفي واِلستثناء‪ ،‬وآثر هذا الطريق؛ ليؤكد به هذا المعنزى‪ ،‬وهزو قصزر‬
‫حياة ولده‪ ،‬واختطاف الموت له‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫َوإن أمفففففففا َ *** َ تأبْكففففففيَا ْلعيففففففونَنأظ أ‬
‫ير أهففففففاَبنضأففففففارَ َ‬ ‫أأبْكفففففففيَبمَحْ أمفففففففرَالفففففففدموع أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫في قوله‪( :‬وإنمزا تبكزي العيزون نظيرهزا بنضزار) قصزر بكزاء عينزه علزى ولزده علزى الجزوهر‬
‫الخالص‪ ،‬ونفى أن يكون غير ذلَ‪ ،‬قصر صفة على موصوف‪ ،‬وهزو قصزر حقيقزي غيزر تحقيقزي؛‬
‫ً‬
‫عزيززا‪ ،‬قصزر‬ ‫ْلنه مبني على المبالغة؛ إذ إن العيون تبكي دمعًا‪ ،‬ولكزن لمزا كانزت مزن تبكيزه عينزه‬
‫بكاء عينزه علزى أعزز المعزادن وأنفسزها؛ ليناسزَ ذلزَ مقزام مزن يبكيزه‪ ،‬وهزذا أمزر يدفعزه المخاطزَ‬
‫وينكره‪ ،‬فكان ظاهر الحال أن يعبر عنه الشاعر بزالنفي واِلسزتثناء‪ِ ،‬ل بزـ (إنمزا) التزي تسزتعمل مزع‬
‫اْلمززور المعلومززة التززي ِل تنكززر‪ ،‬ولكززن الشززاعر آثززر التعبيززر بهززا؛ لإلشززعار بززأن هززذا مززن اْلمززور‬
‫المعلومة التي ِل ينكرها أحد‪.‬‬
‫التعبيرَبالخبرَموضعَاإلنشاء‪َ :‬‬
‫درسزززت ‪ -‬عزيززززي الطالزززَ ‪ -‬اْلسزززاليَ النشزززائية‪ ،‬وقزززد يعبزززر بزززالخبر موضزززع اْلسزززاليَ‬
‫النشائية‪ ،‬وذلَ يكون ْلغراض بَلغية يكشف عنها السياق‪ ،‬ومما جاء من ذلَ قول الشاعر‪:‬‬
‫َو ْال أ ْو أ‬
‫طففففففارَ َ‬ ‫َال أ ْو أ‬
‫طففففففان أ‬ ‫ش ْ‬ ‫اللففففففهَجأففففففاركأ َإنَد ْأمع أ‬
‫ففففففيَجأففففففاري َ *** َ يأففففففاَمففففففوح أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وقوله‪:‬‬
‫علأ ْيففففكأ َمففففنأ َا ْلغأ أمففففامَ أم أراضفففف ٌَع َ *** َ أوتأكأنفأتْففففففففكأ َمففففففففنأ َالنجففففففففومَ أجف أ‬
‫فففففففوارَ َ‬ ‫دأرتْ َ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففيَوأدأاري َ‬
‫أ‬ ‫غفففففففففالطَم ْهجأت‬ ‫ْسَذأاكأ َبنأففففافعي َ *** َ لأك ْ‬
‫فففففففففنَأَ أ‬ ‫َولأففففي أ‬ ‫سففففقيَثأف أ‬
‫فففراكأ أ‬ ‫تأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فقوله‪( :‬الله جارك‪ ،‬درت عليَ‪...‬وتكنفتَ‪...‬تسقي ثراك) هي أسزاليَ إنشزائية أصزلها الزدعاء‬
‫بهذه اْلمور لولزده‪ ،‬وعزدل عزن الزدعاء إلزى اْلسزلوب الخبزري؛ لظهزار الحزرص علزى المطلزوب؛‬
‫فالمتكلم إذا تفاعلت نفسه‪ ،‬واشتدت رغبته في أمر‪ ،‬خرج من نفسه كأنزه واقزع حاصزل‪ ،‬وأن اْلمزر‬
‫المدعو به قد حصل وتحقق‪.‬‬
‫التعبيرَباإلنشاءَموضعَالخبر‪َ :‬‬
‫وقد يعبر بالنشاء عن الخبر‪ ،‬وذلَ ْلغراض بَلغية متعددة يكشف عنها السياق‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ـ إظهار العناية واِلهتمام بالمأمور به‪ ،‬والحزرص علزى تحقيقزه‪ ،‬ومزن ذلزَ قولزه تعزالى‪:‬ﭐﱡﭐﱣ‬

‫ﱤﱥﱦﱧ ﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﲊﱠالبقزززززززرة‪187:‬فهزززززززذه جملزززززززة‬


‫"وكُلُزوا‬
‫إنشائية عزدل بهزا عزن اْلسزلوب الخبزري‪ ،‬وأصزلها‪ :‬أبحزت لكزم اْلكزل والشزرب إلزى اْلمزر َ‬
‫َوا ْش َربُوا"؛ لبراز العناية واِلهتمام باْلكل والشرب‪ ،‬والحث علزى تنزاول السزحور حتزى كأنزه أمزر‬
‫مطلوب مرغوب فيه‪.‬‬
‫وقفت ‪ -‬عزيزي الطالَ ‪ -‬مع أكثر من أسلوب إنشائي‪ ،‬وهي‪( :‬اِلستفهام‪ ،‬والتمني‪ ،‬والنداء‪،‬‬
‫واْلمززر) أراد الشززاعر بهززذه اْلسززاليَ النشززائية إثززارة المشززاعر‪ ،‬وإظهززار مززا تمززوج بززه نفسززه مززن‬
‫أحاسيس‪ ،‬ثم عبر في آخر القصيدة بالخبر موضع النشاء‪ ،‬وهذا التنويع مما يجذب السامع‪ ،‬ويثيزر‬
‫مشاعره‪ ،‬ويحرك اوجْ دَانه‪ ،‬والمتكلم البليغ هو الذي يعرف المواطن التزي تحتزاج إلزى إثزارة الزذهن‪،‬‬
‫‪162‬‬
‫وتحريززَ المخاطززَ‪ ،‬فيسززتخدم اْلسززاليَ النشززائية‪ ،‬ويعززرف المززواطن التززي تحتززاج إلززى اْلسززاليَ‬
‫الخبريززة فيززأتي بهززا‪ ،‬ولززو أن الشززاعر اسززتخدم اْلسززاليَ النشززائية فززي سززياق يقتضززي اْلسزززلوب‬
‫الخبززري‪ ،‬أو اْلسززلوب الخبززري فززي سززياق يقتضززي اْلسززاليَ النشززائية‪ ،‬يكززون قززد خززرج عززن حززد‬
‫البَلغة‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫تدريباتَ‬

‫‪:‬‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪َ:2‬عرفَالقصر‪َ،‬موض ًحاَأنواعه‪َ،‬معَالتمثيل‪َ .‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.........................................‬‬

‫س‪ َ:0‬حددَالمقصورَوالمقصورَعليهَفيَالشواهدَالتالية‪َ،‬وبينَنوعهَوالغرضَمنهَفيَكلَ‬
‫منها‪:‬‬

‫الغرضَمنه َ‬ ‫المقصور َ المقصورَعليه َ نوعه َ‬ ‫المثلة َ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أماَك ْنأأََإِلَمثْلأَلأ ْمحأةَبأارْ‪َ َ...‬‬
‫طارَ‬ ‫ىَوأ أ ْ‬
‫غ أر َا ْل أج ْفنأ َب ْاإل ْم أ‬ ‫ََََََََ أول أ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوإن أما‪َ ...‬‬ ‫أأبْكيَبمحْ أمرَالدموع أ‬
‫ير أهاَبنضأارَ‬ ‫َََََََََتأبْكيَا ْلعيونَنأظ أ‬
‫س‪َ:3‬حددَالسلوبَاإلنشائيَفيَالشواهدَالتالية‪َ،‬وبينَالغرضَالبّلغيَفيَكلَمنها‪:‬‬

‫الغرضَمنه َ‬ ‫السلوبَاإلنشائي َ‬ ‫المثلة َ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوقأدَْ أدفأ ْنأَج أأوانحي‪َ َ...‬‬ ‫ْفَا ْل أحيأاة أ‬
‫أكي أ‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬
‫َََََََََََََََََََ أماَبأيْنأََأنجأادََإلىَأغ أوارَ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوادعًاَفألأقأدَْتأقأرحأَنأاظري‪َ ...‬‬ ‫نأ ْم أ‬
‫أ‬
‫اَونأا أمأْ َأعْينَالسمارَ‬ ‫ََََََََََََ أَو أِلَ أ‬
‫سه ًأر أ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ابَبي‪َ ...‬‬ ‫لأيْأأ َالر أد َإذَْلأ ْمَيأ أدعْكأ َأ أه أ‬
‫أ‬
‫ض أمارَ َ‬ ‫َََََََََََََََحأتىَنأدو أمَ أم ًعاَإلأىَم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اللهَجأاركأ َإنَد ْأمع أيَجأاريَفأ أدع ْأوا‪َ ...‬‬
‫طارَ َ‬ ‫َو ْال أ ْو أ‬
‫طان أ‬ ‫َال أ ْو أ‬‫ش ْ‬‫َََََََََََََيأاَموح أ‬

‫س‪َ:4‬عأب أرَالشاعرَفيَبعفضَأبيفاتَالقصفيدةَالسفابقةَبفالخبرَموضفعَاإلنشفاءَلغفراضَبّلغيفةَ‬
‫تفهمَمنَسياَْالكّلم‪َ،‬فيَضوءَذلكَحددَالغراضَالبّلغيةَفيَالبيتينَالتاليين‪َ َ:‬‬

‫علأ ْيففففكأ َمففففنأ َا ْلغأ أمففففامَ أم أراضفففف ٌَع َ *** َ أوتأكأنفأتْففففففففكأ َمففففففففنأ َالنجففففففففومَ أجف أ‬
‫فففففففوارَ َ‬ ‫دأرتْ َ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففيَوأدأاري َ‬
‫أ‬ ‫غفففففففففالطَم ْهجأت‬ ‫ْسَذأاكأ َبنأففففافعي َ *** َ لأك ْ‬
‫فففففففففنَأ أ‬ ‫َولأففففي أ‬ ‫سففففقيَثأف أ‬
‫فففراكأ أ‬ ‫تأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪164‬‬
‫س‪َ:5‬قارنَبين‪َ:‬قصيدةَ ابنَنباتةَالسابقة‪َ،‬وقفولَأبفيَذعيفبَالهفذليَاْلتفي‪َ،‬مفنَحيفثَاللففاظ‪َ،‬‬
‫والساليبَاإلنشائيةَوالخبريةَالمستخدمة‪َ َ:‬‬

‫فففنَيأجْ ف أ‬
‫فففزعَ َ‬ ‫ْسَبَم ْعتففففبَ أمف ْ‬ ‫أوالفففد ْهرَلأففففي أ‬ ‫َو أريْب أهففففاَتأتأ أوجففففعَ َ *** َ‬ ‫فففنَا ْل أمنففففون أ‬ ‫‪َ-2‬أأمف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َومثْفففففلَ أمالفففففكأ َيأ ْن أففففففعَ َ‬ ‫م ْنفففففذَا ْبتأفففففذأ ْلأأ أ‬ ‫شففاحبًا َ *** َ‬ ‫سففمكأ َ أ‬ ‫‪َ-0‬قأالأففأْ َأ أم ْي أمففةَ أمففاَلج ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضففففففف أجعَ َ‬ ‫إِلَأأقأفففففففضَ أ‬
‫ع أل ْيفففففففكأ َذأاكأ َا ْل أم ْ‬ ‫ضففف أجعًا َ *** َ‬ ‫‪َ-3‬أأ ْمَ أمفففاَل أج ْنبفففكأ أَِلَي أّلئفففمَ أم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففنَا ْلففففففب أّلدَفأ أودعففففففوا َ‬ ‫أأ ْو أد َبأنففففففيَمف أ‬ ‫يَأأنففففهَ َ *** َ‬ ‫‪َ-4‬فأأ أ أجبْت أهففففاَأأ ْنَ أمففففاَلج ْ‬
‫سففففم أَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففر ًة أَِلَت ْقلففففففففعَ َ‬
‫ع ْبف أ‬ ‫َو أ‬ ‫بأ ْعففففففففدأَالر أقففففففففاد أ‬ ‫فففر ًةَ َ *** َ‬
‫سف أ‬ ‫َوأأ ْع أقبففففونيَ أح ْ‬ ‫‪َ-5‬أأ ْو أد َبأنففففي أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففففرعَ َ‬
‫صف أ‬ ‫واولكففففففففلَ أج ْنففففففففبَ أم ْ‬ ‫أفتخرم أ‬ ‫ففواهمَ َ *** َ‬ ‫َوأأ ْعنأقففواَل أه أ‬ ‫ففوي أ‬ ‫سفف أبقواَ أه أ‬ ‫‪ َ-6‬أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سففففففففتأتْ أبعَ َ‬ ‫أ‬
‫فففففففيَِلحففففففففذٌَم ْ‬ ‫أوإ أخففففففففالَأأنف‬ ‫فففرتََ أب ْعففففدأهمَب أعففففيْشَنأاصففففبَ َ *** َ‬ ‫‪ َ-7‬أفغأ أبف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فأففففففففِذأاَا ْل أمنيففففففففةَأأ ْقبألأففففففففأْ أَِلَتفففففففف ْدفأعَ َ‬ ‫ع ف ْنهمَ َ *** َ‬ ‫صففأَبففأ أ ْنَأدأاف ف أعَ أ‬ ‫‪ َ-8‬أولأقأ فدَْ أح أر ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أأ ْلفأ ْيفففففففففأأ َكفففففففففلَتأمي أمفففففففففة أَ‬
‫َِلَتأ ْنفأفففففففففعَ َ‬ ‫ار أهفففففا َ *** َ‬ ‫شفففففبأأْ َأأ ْظفأ أ‬
‫‪ َ-9‬أوإذأاَا ْل أمنيفففففةَأأ ْن أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬

‫‪165‬‬
‫رابعًا‪َ:‬التحليلَالعروضيَلقصيدةَابنَنباتةَالمصري َ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪ ...‬سبق أن درستَ أن بحر الكامل أحد ُ اْلبحر الثَلثة التي كثر دورانها في‬
‫الشعر العربي(‪ ،)1‬وأن التفعيلة التي يأتي عليها هي ( ُمتَفَا اعلُ ْن)‪ ،‬ورمزها ‪///‬ه ‪//‬ه‪ ،‬وأنه يأتي‬
‫وتاما‪ ،‬فإن كان مجزو ًءا كانت تفعيَلته أربع تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫مجزو ًءا ًّ‬
‫ن َ *** َ متأفأفففففففففففففففففففففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففففففففففففففففففففاعل ْنَ َ‬ ‫نَمتأفأففففففففففففففففففففففففففففففاعل َْ‬
‫َمتأفأففففففففففففففففففففففففففففففاعل َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وإن كان تا ًّما كانت تفعيَلته ستَّ تفعيَلت على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ن َ *** َ متأفأفففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففاعَل ْنَمتأفأفففففففففففففاعل ْنَ َ‬ ‫متأفأفففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففاعل َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خمس صور‪:‬‬ ‫َ‬ ‫التام‬ ‫الكامل‬ ‫لبحر‬ ‫أن‬ ‫س‬
‫ْتَ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬
‫أن‬ ‫سبق‬ ‫صورَالبحرَالكاملَالتام‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن تكون عروضه صحيحة وأن يكون الضرب صحي ًحا‪ ،‬فتكون تفعيَلته‪:‬‬
‫ن َ *** َ متأفأفففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففاعل ْنَ َ‬
‫مت أ أففففففففففففففاعل ْنَمت أ أففففففففففففففاعل ْنَمت أ أففففففففففففففاعل َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عا(‪ ،)2‬فتكون تفعيَلته‪:‬‬ ‫الثانية‪َ:‬أن تكون عروضه صحيحة‪ ،‬وأن يكون الضرب مقطو ً‬
‫ن َ *** َ متأفأففففففففففففففاعل ْنَمتأفأففففففففففففففاعل ْنَمتأفأاعفففففففففففففف ْلَ َ‬
‫متأفأفففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففاعل َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مضمرا(‪ ،)3‬فتكون تفعيَلته‪:‬‬ ‫ً‬ ‫الثالثة‪َ:‬أن تكون العروض صحيحة‪ ،‬وأن يكون الضرب أحذَّ‬

‫َ‬ ‫(‪)4‬‬
‫ن َ *** َ متأفأففففففففففففففاعل ْنَمتأفأففففففففففففففاعل ْنَمَتْفأففففففففففففففا‬
‫متأفأفففففففففففففاعل ْنَمَت أفأفففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففاعل َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الرابعة‪َ:‬أن تكون العروض حذَّا َء‪ ،‬ويكون الضرب أ َحذَّ(‪ ،)5‬فتكون تفعيَلته‪:‬‬
‫مت أ أفففففففففففففففففاعل ْنَمت أ أففففففففففففففففففاعل ْنَمت أ أففففففففففففففففففا َ *** َ متأفأففففففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففففففاعل ْنَمتأفأفففففففففففففففففا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الضرب أحذَّ مضمرا(‪ ،)6‬فتكون تفعيَلته‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الخامسة‪َ:‬أن تكون العروض حذَّاء ويكون‬
‫َ‬ ‫(‪)7‬‬
‫متأفأففففففففففففففففاعل ْنَمتأفأففففففففففففففففاعل ْنَمتأفأففففففففففففففففا َ *** َ متأفأففففففففففففففاعل ْنَمتأفأففففففففففففففاعل ْنَمَتْفأففففففففففففففا‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪166‬‬
‫نشاط‬
‫(تعاون – وتذوق)‬
‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬تعاون مع زمَلئَ في جمع أبيات شعرية تنتمي لبحر الكامل‪ ،‬ثم زنها مع‬
‫زمَلئَ‪ ،‬وحاول أن تتذوق موسيقاها بتنغيمها معًا‪.‬‬

‫اقرأَوطبذ‬

‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬قصيدة ابن نُباتة المصري في رثاء ولده من بحر الكامل ذي العروض‬
‫الصحيحة والضرب المقطوع‪.‬‬

‫وفي ضوء ما سبق نُقَ اط ُع البيتَ الثاني من أبيات القصيدة‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬

‫ففففففةً َ *** َ فأاضأفففففففففأْ َ أَ‬


‫علأ ْيففففففففففكأ َا ْلعأفففففففففيْنَب ْال أ ْن أهففففففففففارَ َ‬ ‫ففففففرابَحأديقأف َ‬
‫سففففففف أك ْنأأ َمفففففففنأ َالتف أ‬
‫لأمفففففففاَ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فيكون تقطيعه ووزنه على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الحركات‬ ‫الوزن‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأَ‬


‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه‬ ‫ن‪ ،‬واْلصل ( ُمتَفَا اعلُ ْن) فدخله الضمار‪ ،‬وهزو‬ ‫مَتْفأاعل َْ‬ ‫س أكَْنـ‬
‫لأَماَ أ‬
‫(‪)1‬‬
‫تسكين الثاني المتحرك َ‬
‫‪///‬ه ‪//‬ه‬ ‫متأفأاعلن‬ ‫تأ َمنأ َالت أرا‬
‫‪///‬ه ‪//‬ه‬ ‫متأفأاعلن‬ ‫بَحأديقأ َةً‬
‫الحركات‬ ‫الوزن‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأَ‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه‬ ‫ن‪ ،‬واْلصل ( ُمتَفَا اعلُ ْن) فدخله الضمار‪ ،‬وهزو‬ ‫مَتْفأاعل َْ‬ ‫علأَْيـ‬ ‫فأاضأأْ َ أ‬
‫تسكين الثاني المتحرك‪َ .‬‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه‬ ‫ن واْلصل ( ُمتَفَزا اعلُ ْن) فدخلزه الضزمار‪ ،‬وهزو‬ ‫مَتْفأاعل َْ‬ ‫كأ َا ْلعأيْنَباَلْـ‬
‫تسكين الثاني المتحرك‪َ .‬‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪/‬ه‬ ‫مَتْفأاع َْل‪ ،‬واْلصل ( ُمتَفَزا اعلُ ْن) فدخلزه الضزمار‪ ،‬وهزو‬ ‫أ أ ْنهأارَ‬
‫تسزكين الثززاني المتحزرك‪ ،‬ودخلززه القطزع‪ ،‬وهززو حززذف‬
‫آخزززر الوتزززد المجمزززوع وتسزززكين مزززا قبلزززه‪ ،‬فالضزززرب‬
‫مقطوع‪.‬‬
‫الضمار ‪-‬‬ ‫ولعلك تتساءل‪ :‬ال َم لَ ْم نَقُ ْل‪ :‬إن الضرب مضمر مقطوع للذي ِلحظناه من أن‬
‫ضا ‪-‬؟‬ ‫وهو تسكين الثاني المتحرك ‪ -‬قد دخل الضرب ‪ -‬أي ً‬

‫غير ِلزم‪ ،‬ويد ُّل على عدم لزومه أن هذا‬


‫ُ‬ ‫الضمار في الضرب تغيير‬
‫َ‬ ‫والجواب‪َ :‬أن‬
‫غير مطرد في أبيات القصيدة‪ ،‬واقرأ البيت التاسع‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬
‫الضمار ُ‬
‫ير أهفففففففففاَبن أ‬
‫ضفففففففففارَ َ‬ ‫أأبْكففففففففففيَبمحْ أمففففففففففرَالففففففففففدموع أ‬
‫َوإن أمففففففففففا َ *** َ تأبْكفففففففففيَا ْلعيفففففففففونَنأظ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تجدْ تقطي َع شطره الثاني ووزنه على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪167‬‬
‫(تدريب) َ‬
‫تعاونَمعَأفرادَمجموعتكَفيَإكمالَتقطيعَالشطرَالثانيَمنَالبيأَالسابذ‪َ :‬‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأ َ‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه‬ ‫‪َ ...................‬‬ ‫تأبْكيَا ْلعيو َ‬
‫‪................‬‬ ‫متأفأاعلن َ‬ ‫نَنأظ أ‬
‫ير أها َ‬
‫‪///‬ه ‪/‬ه‬ ‫متأفأاع َْل َ‬ ‫بنضأارَ َ‬
‫فقد تبين لَ أن الضرب قد دخله القطع فقط‪ ،‬مما يدل على أن الضمار الذي وقع في أبيات‬
‫أخرى إضمار غير ِلزم‪.‬‬

‫ولو أنَ ‪ -‬عزيزي الطالَ ‪ -‬تتبعتَ أبيات القصيدة‪ ،‬من البيت الثاني إلى البيت اْلخير‬
‫لوجدتَ هذه اْلبيات جميعًا صحيحة العروض مقطوعة الضرب‪ ،‬بحيث تكون أعاريضها على‬
‫وزن ( ُمتَفَا اعلُ ْن)‪ ،‬وتكون أضربُها على وزن ( ُمت َ َفا اع ْل)‪ ،‬وقد يدخله الضمار ولكنه ‪ -‬كما عرفت ‪-‬‬
‫غير ِلزم‪.‬‬ ‫إضمار ُ‬
‫التصريعَفيَمطلعَالقصيدة‪َ َ:‬‬

‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬لعلَ تتساءل‪ :‬لماذا استثنينا البيتَ اْلول من أبيات القصيدة‪ ،‬فلم نحكم‬
‫ضهُ صحيحة وضربَهُ مقطوع‪ ،‬كما حكمنا على بقية أبياتها؟‬ ‫عليه بأن عرو َ‬
‫ووزَ ْنت َه لوجدتَ بينه وبين بقية أبيات القصيدة اختَلفًا‪،‬‬ ‫والجواب‪َ:‬أنَ لو قَ َّ‬
‫طعْتَ البيتَ اْلو َل َ‬
‫وها هو البيت وتقطيعه ووزنه‪:‬‬
‫َو ْال أ ْو أ‬
‫طفففففففففارَ َ‬ ‫َال أ ْو أ‬
‫طفففففففففان أ‬ ‫ش ْ‬‫ففففففففففيَ أجفففففففففففارَ َ *** َ يأفففففففففاَمفففففففففوح أ‬
‫أ‬ ‫اللفففففففففففهَ أجفففففففففففاركأ َإنَد ْأمعف‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالولَمنَالبيأَ َ‬


‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه َ‬ ‫ن‪ ،‬واْلصل ( ُمتَفَا اعلُ ْن) فدخله‬ ‫مَتْفأاعل َْ‬ ‫اللهَجأا َ‬
‫الضمار‪ ،‬وهو تسكين الثاني‬
‫المتحرك(‪َ )1‬‬
‫َ‬ ‫‪///‬ه ‪//‬ه‬ ‫متأفأاعلَن َ‬ ‫رَكأ َإنَ أد َْم َ‬
‫‪///‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫ُ‬
‫متأفاع َْل‪ ،‬واْلصل ( ُمتَفَا اعل ْن) فدخله‬ ‫أ‬ ‫ع أيَجأارَ َ‬
‫القطع‪ ،‬وهو حذف آخر الوتد المجموع‬
‫وتسكين ما قبله‪ ،‬فالعروض مقطوعة َ‬
‫الحركات َ‬ ‫الوزن َ‬ ‫الشطرَالثانيَمنَالبيأَ َ‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه َ‬ ‫متْفأاعلن‪ ،‬واْلصل ( ُمتَفَا اعلُ ْن) فدخله‬ ‫شَا ْلـ َ‬ ‫يأاَموح أَ‬
‫الضمار‪ ،‬وهو تسكين الثاني المتحرك َ‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪//‬ه َ‬ ‫متْفأاعلن‪ ،‬واْلصل ( ُمتَفَا اعلُ ْن) فدخله‬ ‫َواَْلـ َ‬ ‫طان أ‬ ‫َأ أ ْو أ‬
‫الضمار‪ ،‬وهو تسكين الثاني المتحرك َ‬
‫‪/‬ه ‪/‬ه ‪/‬ه َ‬ ‫متْفأاعفففف َْل‪ ،‬واْلصززززل ( ُمتَفَززززا اعلُ ْن) فدخلززززه‬ ‫طارَ َ‬ ‫أ أ ْو أ‬

‫‪168‬‬
‫الضمار‪ ،‬وهو تسزكين الثزاني المتحزرك‪،‬‬
‫ودخلزززه القطزززع‪ ،‬وهزززو حزززذف آخزززر الوتزززد‬
‫المجمزززوع وتسزززكين مزززا قبلزززه‪ ،‬فالضزززرب‬
‫مقطوع‪َ َ.‬‬
‫وبالنظر إلى ما سبق يتبين لَ أن التفعيلة اْلخيرة من الشطر اْلول (العروض) قد دخلها‬
‫القطع‪ ،‬كما أن التفعيلة اْلخيرة من الشطر الثاني (الضرب) قد دخلها القطع كذلَ‪ ،‬وهو ‪ -‬كما‬
‫سبق أن عرفتَ ‪ :-‬حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله‪ ،‬فتصير التفعيلة ( ُمتَفَا اع ْل)(‪ )1‬بَد َ ًِل‬
‫من ( ُمت َفَا اعلُ ْن)‪.‬‬

‫ومعنى هذا أن العروض والضرب قد اتف َقا في البيت اْلول‪ ،‬ولم يختل َفا فيه‪ ،‬كما اختل َفا في‬
‫بقية أبيات القصيدة؛ والسبَ في ذلَ أن البيت اْلول قد يدخله التصريع‪ ،‬والمراد بـ (التصريع)‪:‬‬
‫تغييرَعروضَالبيأَعماَتستحقهَلإللحاَْبضربه‪.‬‬

‫ت في البيت‬ ‫غيا َر ْ‬
‫وحق العروض في القصيدة التي بين أيدينا أن تكون صحيحة‪ ،‬ولكنها ُ‬ ‫ُّ‬
‫ت عروضه الت ُ َوا افقَ‬ ‫بأن دخلها القطع‪ ،‬فصارت ( ُمتَفَا اع ْل)؛ لتلحق بالضرب‪ .‬وكل بيت ت َغَ َّي َر ْ‬ ‫اْلول ْ‬
‫عا‪.‬‬
‫صر ً‬
‫ي‪ُ :‬م َّ‬
‫ضربه سُ ام َ‬
‫(تدريب) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬تعاونَمعَزمّلئك فيَتقطيعَ البيأَالسادسَوالسابعَمنَقصيدةَابنَنباتةَالسابقة‪َ،‬‬
‫مبينًاَماَدخلَالتفعيّلتَمنَتغييرَِلزمَوتغيير غير ِلزم‪َ .‬‬
‫َ‬
‫القافيةَفيَقصيدةَابنَنباتةَ(فيَرثاءَالولد)‪َ :‬‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬نضع بين يديَ البيت اْلول من أبيات القصيدة؛ لندرس من خَلله ما سبق‬
‫أن درسته من أمور حول القافية‪َ .‬‬

‫يقول الشاعر‪:‬‬
‫َو ْال أ ْو أ‬
‫طفففففففففففارَ َ‬ ‫َال أ ْو أ‬
‫طفففففففففففان أ‬ ‫ش ْ‬‫ففففففففففيَ أجفففففففففففارَ َ *** َ يأفففففففففففاَمفففففففففففوح أ‬
‫أ‬ ‫اللفففففففففففهَ أجفففففففففففاركأ َإنَد ْأمعف‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪169‬‬
‫أأو ًِل‪َ:‬تعيينَالقافيةَفيَالبيأ‪َ َ:‬‬

‫ساكن فيه هو حرف (الياء) الناشئ عن‬


‫ٍ‬ ‫إذا قَ َّ‬
‫طعْتَ الشطر الثاني من البيت وجدت أن آخر‬
‫إشباع كسرة (الراء)‪ ،‬وأن الساكن الذي قبله هو حرف (اْللف)‪ ،‬وأن المتحرك الذي قبله هو‬
‫حرف (الطاء)‪.‬‬

‫ولما كانت القافية هي‪" :‬الحروف التي تبدأ من متحرك قبل ساكنين في آخر البيت" كانت‬
‫اري)‪ ،‬وِل يخفى عليَ أن هذه‬ ‫قافية هذا البيت تبدأ بالطاء المتحركة وتنتهي بالياء الساكنة ( َ‬
‫ط ا‬
‫القافية بعضَكلمة‪َ َ.‬‬

‫ثانيًا‪َ:‬أحرفَالقافيةَفيَالبيأ‪َ َ:‬‬

‫ي‪ ،‬والوصل‪ ،‬والردف)‪.‬‬


‫اشتمل هذا البيت على ثَلثة أحرف من أحرف القافية‪ ،‬هي‪( :‬الرو ُّ‬
‫فالروي‪ :‬هو حرف الراء الذي بُنيت القصيدة عليه وتكرر بتكرار أبياتها‪.‬‬

‫والوصل‪ :‬هو حرف الياء الذي نشأ عن إشباع كسرة الروي‪.‬‬

‫والردف‪ :‬هو ألف المد الذي وقع قبل الروي‪.‬‬


‫ا‬
‫ثالثًا‪َ:‬القافيةَفيَالبيأَمنَحيثَاإلطّلَْوالتقييد‪َ َ:‬‬

‫القافية في قصيدة ابن نُباتة قافية مطلقة مردوفة موصولة بحرف المد‪.‬‬

‫فالقافية مطلقة؛ ْلن حرف الروي فيها (الراء) حرف متحرك بالكسرة‪ ،‬موصولة بالمد‬
‫(الياء) التي نشأت عن إشباع كسرة (الراء)‪ ،‬مردوفة لوجود حرف مد قبل الرويا‪.‬‬

‫راب ًعا‪َ:‬القافيةَفيَالبيأَمنَحيثَحركاتها‪َ َ:‬‬

‫اري)‪ ،‬والساكنان فيها هما اْللف والياء‪ ،‬وبينهما حزرف‬ ‫قلنا‪ :‬إن القافية في هذا البيت هي ( َ‬
‫ط ا‬
‫متحرك واحد‪ ،‬وهذا النوع يُس َّمى‪( :‬المتواتر)‪ ،‬وهزو‪ :‬كزل قافيزة فَ َ‬
‫صز َل بزين سزا اكنَ ْي َها حزرف متحزرك‬
‫واحد‪.‬‬

‫(تدريب) َ‬
‫عزيزيَالطالب َ‪َ...‬اخترَخمسةَأبياتَمنَأبياتَالقصيدة‪َ،‬ثمَتعاونَمعَزمّلئك فيَتعيين َالقافيةَفيَ‬
‫كلَبيأ‪َ،‬مبينًاَأحرفهاَونوعهاَمنَحيثَاإلطّلَْوالتقييد‪َ،‬ومنَحيثَحركاتها‪َ .‬‬
‫َ‬

‫َ‬

‫َ‬

‫َ‬

‫‪171‬‬
‫الضرورةَالشعريةَفيَقصيدةَابنَنباتة‪َ:‬‬

‫ظا على سَلمة‬ ‫سبق أن درست أن الشاعر يلجأ ‪ -‬أحيانا ‪ -‬إلى مخالفة بعض القواعد؛ حفا ً‬
‫عرفت هذه المخالفة بـ‬ ‫س َّوغُ للشاعر دون غيره‪ ،‬وقد ُ‬‫الوزن واستقامته‪ ،‬وأن هذه المخالفة ت ُ َ‬
‫(الضرورةَالشعرية)(‪.)1‬‬

‫وفي قصيدة ابن نباتة التي بين أيدينا ستُّ ضرورات في خمسة أبيات(‪ ،)2‬هي‪:‬‬

‫البيأَالول‪َ َ:‬‬

‫ففففففففففففففال أ ْو أزارَ َ‬
‫ْ‬ ‫يَوثأق ْلفففففففففففففففأَبف‬ ‫فففر َ *** َ فأ أ‬
‫سفففففففففففففففبأ ْقتأن أ‬ ‫أخفففففَالن أجففففاَبففففكأ َيأففففاَبنأففففيَإلأففففىَالسف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فاْلصل في (النجا) أن يكون اس ًما ممدودا (النجاء)‪ ،‬ولو جاء الشاعر به على أصله ِلنكسر‬
‫وزن البيت‪ ،‬فجعل اِلسم الممدود مقصورا بحذف الهمزة من آخره‪.‬‬

‫البيأَالثاني‪َ َ:‬‬
‫صفففففففففدأارَ َ‬ ‫ضفففففففاَا ْل أجفففففففاريَت أ أمهفففففففلأَو ْردهََ َ *** َ حأتففففففففىَحأسفففففففففبْأَع أأواقف أ‬
‫ففففففففب ْ‬
‫َاإل ْ‬ ‫لأ ْيفففففففأأ َا ْلقأ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫في هذا البيت ضرورتان‪:‬‬

‫الولى‪ :‬في قوله‪( :‬القضا)‪ ،‬فاْلصل أن يكون اس ًما ممدودًا (القضاء)‪ ،‬وقد قصره الشاعر بحذف‬
‫الهمزة من آخره‪َ َ .‬‬

‫الثانية‪َ:‬في قوله‪( :‬الجاري)‪ ،‬فاْلصل فيه أن تظهر على آخره عَلمة النصَ؛ ْلنه اسم منقوص‪،‬‬
‫الشاعر الفتحة؛ ليستقيم الوزن‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وقد حذف‬

‫البيأَالثالث‪َ َ:‬‬
‫بَ أم أ‬
‫ففففففففزارَ َ‬ ‫ففففففففر أ‬
‫َوق ْ‬ ‫فففففاَوح أمففففففاهَأ أ ْقف أ‬
‫فففففربَ أم ْط أر ًحففففففا َ *** َ يأففففففففاَب ْعففففففففدأَمجْ ت أ أمففففففففع أ‬ ‫نأففففففائيَاللقأف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فاْلصل في (اللقا) أن يكون اس ًما ممدودا (اللقاء)‪ ،‬ولو جاء الشاعر به على أصله ِلنكسر‬
‫مقصورا بحذف الهمزة من آخره‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وزن البيت‪ ،‬فجعل اِلسم الممدود‬

‫ت الثَلث اة المتقدم اة كلَّها من ضرورات‬


‫ت اْلرب َع في اْلبيا ا‬ ‫ولعلَ ِلحظت أن الضرورا ا‬
‫ي)‪.‬‬
‫ار َ‬ ‫(اللقَا)‪ ،‬وحذفت الحركة من ْ‬
‫(ال َج ا‬ ‫ضا)‪َ ،‬و ا‬ ‫الحذف؛ إذ ُحذف الحرف من (النا َجا)‪َ ،‬و ْ‬
‫(القَ َ‬
‫البيأَالرابع‪َ َ:‬‬
‫علأفففففففففىَآثأفففففففففارَ َ‬ ‫ففففففففوقأ ْفنأ َمف ْ‬
‫ففففففففنَ أ‬
‫طلأفففففففففلَ أ‬ ‫ثََ َ *** َ فأف أ‬ ‫علأففففففففيَ أحف أ‬
‫فففففففواد ٌ‬ ‫أأبنأففففففففيَقأففففففففد أ‬
‫أَوقأفأففففففففأْ َ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فاْلصل في (حوادث) أِل يُنون؛ ْلنه اسم ممنوع من الصرف لصيغة منتهى الجموع‪ ،‬وقد‬
‫ن ََّونَه الشاعر؛ ليستقيم الوزن‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫البيأَالخامس‪َ َ:‬‬
‫ار َ‬ ‫ع ألَ ْيففففففففكأ َمففففففففنأ َا ْل أغ أمففففففففامَ أم أراضفففففففف ٌَع َ *** َ أوتأكأنفأتْففففففففففكأ َمففففففففففنأ َالنجففففففففففومَج‬
‫أففففففففففو َ‬
‫أ‬ ‫دأرتْ َ أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فاْلصل في (مراضع) أِل يُنون؛ ْلنه اسم ممنوع من الصرف لصيغة منتهى الجموع‪ ،‬وقد ن ََّونَه‬
‫الشاعر؛ ليستقيم الوزن‪ .‬والضرورة في هذين البيتين من ضرورات الزيادة‪.‬‬
‫نشاط َ‬
‫(ابحثَواستنتج) َ‬
‫عزيزيَالطالب َ‪ َ...‬ارجعَإلىَكتابَ(ماَيجوزَللشاعرَفيَالضرورة)َللقزازَالقيرواني‪َ،‬واستخرجَمنهَ‬
‫أبيات ًاَفيهاَضروراتَالحذفَوالزيادةَوالتغيير‪َ .‬‬
‫َ‬

‫‪.‬‬
‫تدريباتَ‬
‫َ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪َ:2‬عرفَالمصطلحاتَالعروضيةَالتالية‪َ :‬‬

‫(الردف‪ -‬الوصل‪ -‬الروي‪ -‬القافية المقيدة‪ -‬القافية المطلقة‪ -‬الضرورة الشعرية)‪.‬‬

‫الردف‪.............................................................................................................:‬‬
‫الوصل‪...........................................................................................................:‬‬
‫الروي‪.............................................................................................................:‬‬
‫القافية المقيدة‪................................................................................ .....................:‬‬
‫القافية المطلقة‪....................................................................................................:‬‬
‫الضرورة الشعرية‪..............................................................................................:‬‬

‫س‪َ:0‬اقرأَأبياتأ َابنَنباتةَالتاليةأَثمَأجب‪َ َ:‬‬

‫ار َ‬
‫فففففففففو َ‬
‫غف أ‬ ‫أمفففففففففاَ أبففففففففف ْينأ َأ أ ْن أجففففففففففادَإلأفففففففففىَأ أ ْ‬ ‫َوقأفففففففدَْ أدفأ ْنفففففففأَج أ‬ ‫ْففففففففَا ْل أح أيفففففففاة أ‬
‫أكي أ‬
‫أفففففففوانحي َ ***‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فففففففففرارَ َ‬
‫أ‬ ‫ف‬‫َف‬ ‫فففففففففينأ‬
‫ف‬ ‫َح‬ ‫تأ‬ ‫أ‬
‫ِل‬ ‫َو‬
‫أ أ‬ ‫ار‬ ‫فففففففففر‬‫ف‬‫ف‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َا‬ ‫فففففففففنأ‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ْ *** ْ‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬‫م‬ ‫ه‬ ‫ففففففففففففال‬
‫ف‬‫أ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫َأ‬ ‫أْ‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫ففففففففففففد‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ق‬‫أ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ينأ‬ ‫ففففففففففففذ‬
‫ف‬ ‫ل‬ ‫َْل‬
‫ل‬ ‫فففففففففففف‬‫قف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬
‫صففففففففب ٌَر َ *** أولففففففففئنَبأففففففففدأاَجأزعففففففففيَفعأففففففففنَأعففففففففذارَ َ‬ ‫فألفففففففئنَصأفففففففبأ ْرتَفففففففففيَاللفففففففىَمَت أ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪َ-‬اكتبَالبياتأ َالسابقةأَكتابةَعروضية‪َ :‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪172‬‬
‫‪َ-‬قطعَالبياتَالسابقة‪َ،‬وحددَتفعيّلتها‪َ .‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪ -‬حفففددَمفففنَالبيفففاتَالسفففابقةَالتفعفففيّلتَالتفففيَلحقهفففاَالتغييفففر‪َ،‬والتفعفففيّلتَالتفففيَسفففلمأَمنفففه‪َ.‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪َ-‬انسبَالبياتأ َالسابقةأَإلىَبحرها‪َ،‬وحددَنوعَعروضهاَوضربها‪َ .‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫س‪َ :3‬عين َالقافية َفي َكل َبيأ َمن َالبيات َاْلتية‪َ ،‬مبينًا َأحرفها‪َ ،‬ونوعها َمن َحيث َاإلطّلَْ‬
‫والتقييد‪َ،‬ومنَحيثَحركاتها‪َ :‬‬

‫فففففرَصففففففغأارَ َ‬ ‫ففففففراتَ أ‬
‫غ ْيف أ‬ ‫س أ‬ ‫كأانأففففففأْ َبففففففهَا ْل أح أ‬ ‫َورب أمففففففففا َ *** َ‬ ‫يرا‪َ،‬ق ْلففففففففأ‪َ:‬إن أ‬ ‫قأففففففففالواَصأففففففففغ ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بَ أم أ‬
‫ففففففففزارَ َ‬ ‫ففففففففر أ‬
‫َوق ْ‬ ‫يأففففففففاَب ْعففففففففدأَمجْ ت أ أمففففففففع أ‬ ‫فففففاَوح أمففففففاهَأ أ ْقف أ‬
‫فففففربَ أم ْط أر ًحففففففا َ *** َ‬ ‫نأففففففائيَاللقأف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َاإل ْقتأفففففففففففارَ َ‬ ‫فأفففففففففففا ْنفأ ْعَأأبأفففففففففففاكأ َب أ‬
‫سفففففففففففاعأة ْ‬ ‫أأبنأففففففيَإنففففففيَقأففففففدَْ أكنأ ْزتففففففكأ َفففففففيَالثف أ‬
‫فففففر َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫س‪ َ:4‬فيَالبياتَاْلتيةَضروراتَشعرية؛َاذكرَموضعَكلَمنهاَمعَبيانَنوعها‪َ َ:‬‬
‫فففففففففاَِلقأفففففففففأْ َلأبفففففففففونَ أبنفففففففففيَز أيفففففففففادَ َ‬
‫أ‬ ‫ب أم‬ ‫أألأفففففففففففف ْمَ أيأْتيففففففففففففكأ أ‬
‫َو ْال أ ْن أبففففففففففففاءَت أ ْنمففففففففففففي َ *** َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ففففففيءَت أ أبف أَ‬
‫ففففففاِل(‪َ )1‬‬ ‫شف ْ‬ ‫إذأاَ أمفففففففاَخ ْففففففففأأ َمف ْ‬
‫ففففففنَ أ‬ ‫سفففففففففكأ َكفففففففففلَنأ ْففففففففففسَ َ *** َ‬ ‫محأمفففففففففدَت أ ْففففففففففدَنأ ْف أ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َو أرحْ أمفففففففففففةَاللفففففففففففهَالسفففففففففففّلمَ َ‬
‫عأل ْيفففففففففففك أ‬ ‫ففففففففففنَذأاتَعف ْ‬
‫ففففففففففرَْ َ *** َ‬ ‫ْ‬ ‫أ أ أِلَيأفففففففففففاَنأ ْخلأفففففففففففةًَمف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫نوعها َ‬ ‫موضعَالضرورة َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬

‫‪173‬‬
‫ا ْل أوحْ دأةَالثالثأةَ‬
‫سةٌَأأدأبيةٌَبأ أّلغيةٌَ َ‬
‫نصوصٌ َم أنَالنثْرَا ْل أم ْملوكيَد أَرا أ‬
‫محتوياتَالوحدة‪َ :‬‬
‫سالأةَتأهْنئ أةَب أم ْولودَلشهأابَالدينَ أمحْ مودَا ْل أحلأبي‪َ .‬‬
‫الموضوعَالول‪َ:‬ر أ‬
‫الموضوعَالثاني‪َ:‬منأ َا ْل أمقأا أمةَالطاعونيةَلج أأّللَالدينَالسيوطي‪َ .‬‬

‫أهدافَدراسةَالوحدة‪َ :‬‬
‫عزيزيَالطالب‪َ ....َ:‬‬

‫بعدَدراسةَهذهَالوحدةَينبغيَأنَتكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫تقرأَالنصوصَالدبيةَقراءةَصحيحة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تبينَمعانيَمفرداتَالنصوصَالدبيةَالمعجميةَوالسياقية‪.‬‬
‫أ‬ ‫‪-0‬‬
‫تحللَالنصوصَالدبيةَإلىَمجموعةَمنَالفكارَالمكونةَلها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تتذوَْجمالياتَاللف َوالمعنىَبالنصوصَالدبية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تكتسبَمهاراتَاِلستماعَللنثرََبفنونهَالمختلفة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تكتسبَمهاراتَالتحدث‪َ،‬والكتابةَالدبية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫تستخرجَمواضعَالفصلَوالوصلَمنَنصوصَنثريةَمقروءةَومسموعة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫َتستخرجَمواضعَاإليجازَمنَنصوصَنثريةَمقروءةَومسموعة‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫تستخرجَمواضعَاإلطنابَمنَنصوصَنثريةَمقروءةَومسموعة‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫تستخرجَمواضعَالمساواةَمنَنصوصَنثريةَمقروءةَومسموعة‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫َ‬

‫‪174‬‬
‫اَْل أَم َْوضَوعََ ْالأولَ َ‬
‫سالأةَتأهْنئأةَب أم ْولودَلش أهابَالدينَ أمحْ مودَا ْل أحلأبيَ َ‬
‫ر أ‬
‫أهدافَدراسةَالموضوع‪َ :‬‬
‫بعدَدراستيَلهذاَالموضوعَسوفَأكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫اَموجزا‪.‬‬ ‫فَبش أهابَالدينَالْ أحلأبيَتعريفً‬
‫عرَ أَ‬
‫أ أَ‬ ‫‪-2‬‬
‫أقرأَالرسالةَقراءةَمعبرة‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫ْ‬
‫يَوفقًاَللمعنىَالمقصود‪.‬‬
‫ص ْوت أ‬‫أوضحَمعانيَالنصَالنثريَبتنغيمَطبقاتَ أ‬ ‫‪-3‬‬
‫أعبرََبجسديَعنَالمعانيَالمتضمنةَفيَالرسالةَبحركاتَمناسبة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أحددَالمعنىَالمعجميَللمفرداتَالواردةَبالرسالة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أوضحَالمعنىَالسياقيَللمفرداتَبالرسالة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أحددَالفكرةَالعامةَللرسالة‪َ.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أستخرجَالفكارَالرئيسةَالمتضمنةَبالرسالة‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أستنبطَبعضَالقيمَالمتضمنةَبالرسالة‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أستخرجَمواضعَالفصلَوالوصلَمنَالنص‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫أحددَالسرَالبّلغيَللفصلَوالوصلَمنَسياَْالنص‪.‬‬ ‫‪-22‬‬

‫‪175‬‬
‫َالأولَ َ‬
‫النص ْ‬

‫سالأةَتأهْنئ أةَب أم ْولودَلشهأابَالدينَ أمحْ مودَا ْل أحلأبيَ(‪705‬هـ) َ‬


‫ر أ‬
‫‪َ:‬الأدأبَ‬
‫أأو ًِل ْ‬
‫سائلَالتهأاني‬
‫أر أ‬
‫َ‬

‫هذا النوع من الرسائل يعبر عن العَلقات بين اْلصدقاء واْلحباب‪ ،‬ويتجلى فيه التعبير عن‬
‫معاني المودة والخاء واِلمتنان؛ فالحياة اِلجتماعية مليئة بالمناسبات‪.‬‬
‫كما تظهر فيه مقادير أفهام الكتَّاب‪ ،‬ومنازلهم من الصناعة‪ ،‬ومواقعهم من البَلغة؛ لما في‬
‫التهنئة البليغة من الفصاح باقَدْر النعمة‪ ،‬والبانة عن موقع الموهبة‪ ،‬وتضاعُف السرور بالعطية‪.‬‬
‫ويجَ على الكاتَ أن يراعي فيها مرتبة المكتوب إليه والمكتوب عنه في الرسالة الَلئقة‬
‫بهما‪.‬‬
‫وعلى ذلَ؛ فرسائل التهاني ليست حرة ذاتية؛ لذلَ سميت بالخوانية شبه الرسمية‪ ،‬فهي‬
‫وزيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أميرا أو‬‫تراعي البعد اِلجتماعي بين الكاتَ والمخاطَ‪ ،‬فقد يكون المخاطَ ً‬
‫وقد تنوعت رسائل التهاني بحسَ المناسبات واْلغراض‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْهنائَةُ بالوِليات (تهنئة بوزارة‪ ،‬أو إمارة‪ ،‬أو حجابة‪ ،‬أو قضاء‪ ،‬أو بوِلية ديوان)‪.‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْه انئَةُ بعطايا السلطان‪ ،‬أو برضاه بعد غضبه‪.‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْهنائَةُ بالعود من الحأ‪.‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْهنائَةُ بالقدوم من السفر‪.‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْهنائَةُ بالشهور والمواسم واْلعياد‪.‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْهنائَةُ بالزواج‪.‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْهنائَةُ باْلوِلد‪.‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْه انئَةُ بالشفاء من المرض والعافية من السقم‪.‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْهنائَةُ بقرب المزار‪.‬‬
‫‪ -‬الت َّ ْهنائَةُ بنزول المنازل المستجدة‪.‬‬
‫‪ -‬نوادر التهاني (كتهنئ اة الذمي بإسَلمه – الت َّ ْهنائ َ اة بالمرض – الت َّ ْهنائ َ اة بالصرف عن الوِلية‬
‫– وتهنئ اة َم ْن تزوجت أ ُ ُّمهُ بزواجها)‪.‬‬

‫نشاط َ‬
‫(ابحثَواستنتج) َ‬
‫عزيزي َالطالب َ‪َ ...‬ارجع َإلى َكتاب َ(صبح َالعشى َفي َصناعة َاإلنشا) َللقلقشندي‪َ ،‬واستخرج َمنهَ‬
‫نوادرَالتهاني‪َ،‬وبينَأصنافها‪َ،‬وأشهرَكتابها‪َ،‬واستنتجَأبرزَسماتها‪َ .‬‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪176‬‬
‫َثأانيًا‪َ:‬النصوصَ َ‬
‫ت أ ْرَ أج أمةَا ْلم ْرسلَ‪:‬‬

‫اين أَبُو الثَّن ا‬


‫َاء‬ ‫اب الد ا‬ ‫س ْل َمانَ ‪ -‬ب اْن فَ ْهدٍ‪ ،‬اش َه ُ‬ ‫سلَ ْي َمانَ – َو اقيلَ‪َ :‬‬ ‫سبهَ َ أو أم ْولده‪ :‬ه َُو َمحْ ُمود ُ ْب ُن ُ‬ ‫نأ أ‬
‫سنَةَ أ َ ْربَ ٍع َوأ َ ْربَ اعينَ َو استا امائَةٍ‪َ .‬‬ ‫ش ْعبَانَ َ‬ ‫ي‪ُ .‬و الدَ اب اد َم ْشقَ فاي َ‬ ‫الد َم ْش اق ُّ‬
‫ي ا‬ ‫ْال َحلَ اب ُّ‬
‫ي بتربيته والده؛ فقد كان فقي ًها حنبليًّا‪ ،‬فحفظ محمود القرآنَ صبيًّا‪ ،‬وأخذ‬ ‫َوآثأاره‪ :‬عُنا َ‬ ‫أحيأاته أ‬
‫ير‬ ‫ت الفقهاء الحنابلة والعلماء المختلفين‪ ،‬امثْ ُل اب اْن َمالاٍَ فاي النَّحْ او‪َ ،‬واب اْن َّ‬
‫الظ اه ا‬ ‫يختلف إلى َحلَقَا ا‬
‫ب‪ ،‬وبرع في الكتابة حتى فاق اْلقران‪ ،‬فَعُ اينَ في ديوان النشاء بدمشق‪ ،‬ثم نقله‬ ‫ال ْر اب الي ا فاي ْاْلَدَ ا‬ ‫ْا‬
‫ص َر لَ َّما توفي القاضي محيي الدين بنُ عبد الظاهر‪ ،‬وتقدم‬ ‫وس إلى ام ْ‬ ‫س ْلعُ ا‬ ‫شمس الدين بنُ ال َّ‬ ‫ُ‬ ‫الوزير‬
‫ببَلغته وبديع كتابته وإنشائه وسكونه وتواضعه‪ ،‬وأقام بالديار المصرية إلى أن توفي القاضي‬
‫شرف الدين بنُ فضل الله‪ ،‬فعاد إلى دمشق وولي كتابة السر‪ ،‬وأقام على المنصَ ثمانية أعوام‪.‬‬ ‫ُ‬
‫له من التصانيف‪" :‬مقامة العشاق"‪ ،‬و"منازل اْلحباب"‪ ،‬و"حسن التوسل في صناعة‬
‫وم َو ْال َم ْنث ُ َ‬
‫ور‪.‬‬ ‫الترسل"‪ ،‬و"أهنى المنائح في أسنى المدائح"‪ ،‬وكان ممن أتقن ْالفَنَّي اْن‪ْ :‬ال َم ْنظُ َ‬
‫أوفأاته‪ :‬توفي ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬في شعبان سنة خمس وعشرين وسبعمائة‪ ،‬وكان محبًّا‬
‫ْلهل الخير والصالحين‪ ،‬مواظبًا على النوافل والتَلوة واْلدعية‪ ،‬يستحضر ذلَ‪ ،‬ويذكر الموت‬
‫دائ ًما‪ ،‬وعنده خوف من الله تعالى وعليه سكينة كبيرة ووقار(‪.)1‬‬
‫ط اويلَةٍ‪ ،‬أ َ َّولُ َها‪:‬‬
‫صيدَةٍ َ‬ ‫ي باقَ ا‬‫صفَ اد ُّ‬‫َولَ َّما َماتَ َرثَاهُ ال َّ‬
‫يَففففففففيَالسففففففف ْل أو َب أم ْعفففففففدودَ َ‬ ‫فففو َب أمحْ ففففدودَ َ *** َ أو أِلَففففففففؤأاد أ‬ ‫فففيَفففففيَا ْل أب ْلف أ‬ ‫فففزنَقأ ْلبف أ‬ ‫أمففففاَحف ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫علأفففففى َ *** َ أأبففففففيَالثنأففففففاءَشففففففهأابَالففففففدينَ أمحْ مففففففودَ َ‬ ‫ففففر ًءاَ أيبْكفففففيَالفففففد أما أءَ أ‬ ‫َامف أ‬ ‫فأف أ‬
‫ففففّلَتأفففففذم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫سالأة‪:‬‬ ‫سبأةَالر أ‬ ‫منأا أ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫عو لهما‪.‬‬ ‫سالَ ٍة يُ َه اني اه افي َها َو َيدْ ُ‬
‫اب َمحْ ُمود اب ار َ‬ ‫الش َه ُ‬ ‫ث اإلَ ْي اه ا‬‫اء بمولود‪ ،‬فَ َب َع َ‬ ‫ُر ازقَ أ َ َحد ُ ْاْل ُ َم َر ا‬
‫ََ‬

‫‪177‬‬
‫سالأ َة‬
‫نأصَالر أ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫سففففففففففففففعأادَ َ *** َ أوَنففففففففففاذََأ ْمفففففففففرََففففففففففيَالعففففففففف أد َبنففففففففففادَ‬ ‫ْ‬
‫سففففففففففففففعأافََ أواإل ْ‬ ‫ْ‬
‫هنئْففففففففففففففأأََباإل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫فففففففيَالز أمففففففففانََمهأنففففففففَأ ً َ *** َ أووقيففففففففففأأََشأففففففففففرََشأفففففففففف أماتأةََا ْلحسففففففففففادَ‬ ‫أوبأقيففففففففأأََ أمففففففففاَبأقف أَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ففففففواََْففففففففيَ ْالأجْ يأفففففففادَ‬ ‫ففففففنَجفففففففودهََ ْال أ ْطف أ‬ ‫ضفففففحأىَلأنأففففففا َ *** َ مفَ َْ‬ ‫يأفففففاَ أمالفففففكأََالففففففرََْالفففففذيَأ أ ْ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫فففففمرََصففففففعأادَ‬ ‫سففففففطوَببففففففيضَََظبًففففففاَ أوسف ْ‬ ‫ضفففففففرَ َ *** َ يأ َ ْ‬ ‫عفففففففيْشَ أهنفففففففيََأ أ ْخ أ‬ ‫خلفففففففدْتأََففففففففيَ أ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫فففففففففففففففففففففففاإل ْخ أوانََ أو ْال أ ْو أِلدَ‬
‫ْ‬ ‫ففففففففرا‪ َ *** َ :‬مَت ْعفففففففففففففففففففففففأأََب‬ ‫ً‬ ‫ش‬ ‫ب‬
‫أ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ففففففففان‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫الز‬ ‫َ‬ ‫ففففففففكأَ‬ ‫ب‬
‫أ‬ ‫اط‬ ‫أ‬
‫خ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ففففففففى‬ ‫أت‬
‫ح‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫شدَّ لَه ُ اب َولَ اد اه ال َّ‬
‫س اعي اد‬ ‫ع ْرفًا ونَ ْش ًرا‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ا‬ ‫ف‬
‫ا‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ل‬
‫ا‬ ‫اب‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫ى‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫ر‬‫َّ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ٍ‬ ‫و‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫َ‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫د‬ ‫ج‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ا ْ‬ ‫َ‬
‫اء‬‫س َم ا‬ ‫َ‬
‫ارهَا لدَ ْي اه أس َْرى‪َ ،‬و َرفَ َع دَ َر َجتَهُ إالى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص ََ‬ ‫َ‬
‫ب َوأ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وم عَ ان القلو ا‬ ‫ْ‬
‫س َّرى با اه ال ُه ُم َ‬ ‫الط ْلعَ اة أ ْز ًرا َوأس ًْرا‪َ ،‬و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫س ْب َحانَ الَّذاي اب َع ْب اد اه أَس َْرى‪.‬‬ ‫ْال َم َعا الي اليُقَالَ ‪ُ :‬‬
‫َ الَّذاي‬ ‫ْال َم ْملُوكُ يَ ْخد ُ ُم ْال َم ْولَى َويُ َه اني اه َويَ ْشكُ ُرهُ‪َ ،‬وي ْ‬
‫س َب ا‬ ‫ص َل لَهُ امنَ ااِل ْبتا َه ا‬
‫اج الل َّ‬ ‫علَى َما َح َ‬ ‫ُط العُهُ َ‬
‫ون ْالغُ َّرةا الَّذاي َجا َء‬ ‫ور َم ْي ُم ا‬ ‫ار ْالبَد اْر‪َ ،‬وظُ ُه ُ‬ ‫سافا ار بَ ْل إا ْسفَ ُ‬ ‫ص َل با اه قُد ُومُ ْال ُم َ‬ ‫يُ ْن اهي اه َويَذْكُ ُرهُ‪َ ،‬وه َُو أَنَّهُ ات َّ َ‬
‫يَ‪ ،‬فُ ََلن‪ ،‬أ َ ْبقَاهُ اللهُ ت َ َعالَى ال َيحْ َيا‬ ‫يز ْال ُم َوفَّ ُق النَّ اج ُ‬ ‫وف الدَّ ْه ار‪َ ،‬وه َُو ْال َولَد ُ ْال َع از ُ‬ ‫ص ُر ا‬ ‫ان ام ْن ُ‬ ‫اْل َ ْه ال اه ابأ َ َم ٍ‬
‫سنَاهُ‪،‬‬ ‫سنَا َءهُ َو َ‬ ‫ف َ‬ ‫ع َ‬ ‫ضا َ‬ ‫ام اع َّزهُ َوعُ ََلهُ‪َ ،‬وأ َ ْعلَى نَجْ َمهُ َو َخلَّدَ ش ََرفَهُ َوبَ َهاهُ‪َ ،‬و َ‬ ‫ورا َمحْ ُمودًا‪َ ،‬وأَدَ َ‬ ‫َم ْشكُ ً‬
‫ض َح‬ ‫اج‪َ ،‬وات َّ َ‬ ‫ور َو ااِل ْبتا َه ا‬ ‫س ُر ا‬ ‫سعَادَةا فاي أَباي اه‪ ،‬فَسُ َّر َوا ْبت َ َه َأ با َه اذها النا ْع َم اة غَايَةَ ال ُّ‬ ‫َوأ َ َرانَا ام ْنهُ َما أ َ َرانَا امنَ ال َّ‬
‫ط او َل لَه ُ عُ ُم ًرا‪،‬‬ ‫سأ َ َل اللهَ ت َ َعالَى أ َ ْن يُ َ‬ ‫اج‪َ ،‬و َ‬ ‫ق َو ام ْن َه ٍ‬ ‫ط اري ٍ‬ ‫ان ْال َم ْولَى َو ُحس اْن َولَ اد اه كُ ُّل َ‬ ‫س ا‬ ‫لَهُ فاي شُ ْك ار اإحْ َ‬
‫َاء‬‫س ََل َمةٍ‪َ ،‬ويَجْ عَ ََل فاي فَن ا‬ ‫ص َّح ٍة َو َ‬ ‫ع اة فاي ا‬ ‫اض الدَّ َ‬ ‫َويَجْ عَلَهُ ا ال ْسعَا اد َوا ال اد اه َوإا ْسعَافا اه ذ ُ ْخ ًرا‪ ،‬اليَ ْرتَعَا فاي اريَ ا‬
‫ض َع لَ ُه َما اللَّ َيا الي‬ ‫عا ال َيةً َو َِل ت ُ َرا ُم‪َ ،‬وت َْخ َ‬ ‫س َعادَ اة دَ َر َجةً َِل ت اَري ُم َ‬ ‫ار إاقَا َمةٍ‪َ ،‬و َي ْبلُغَا امنَ ال َّ‬ ‫ْالعُ ََل لَ ُه َما دَ َ‬
‫ُورهَا‪،‬‬ ‫صد ا‬ ‫عا َء ْاْلَي اَّام لَ ُه َما ام ْن ُ‬ ‫ط َعنَاهُ َما ابأ َ اسنَّتا َها‪َ ،‬ويَ ْف َه َما د ُ َ‬ ‫وف َويَ ْ‬ ‫ص ُر ا‬ ‫َو ْاْلَيَّا ُم‪َ ،‬ويَ ْرشُقَاه َُما اب اس َه اام ال ُّ‬
‫سائا ار أ َ ْه ال اه َو ُم احباي اه‪:‬‬ ‫َاطبَةً اْلَباي اه‪َ ،‬و ُم ْن اشدَة ً ال َ‬ ‫َويَ ْس َمعَاهُ ام ْن أ َ ْل اسنَتا َها‪ُ ،‬مخ ا‬
‫َ‬ ‫(‪)1‬‬
‫فففففففففر َنأجْ لأففففففففففكأََ أهففففففففففذأاَ أجففففففففففدا‬
‫أمفففففففففففدََلأفففففففففففكأََاللفففففففففففهََا ْل أح أيفففففففففففاةأََ أمفففففففففففدا َ *** َ حأتففففففففففىَتأف أ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫‪178‬‬
‫َ أمعأانيَا ْلم ْف أردأاتََ أوالت أراكيب‪:‬‬

‫أاَو ْفذأَالسيأاَْ َ‬ ‫ا ْلم أرادَبه أ‬ ‫ا ْلكأل أمة‪َ/‬الت ْركيبَ َ‬


‫فَ ارحْتَ با اه‬ ‫هنئْأأ َبهَ َ‬
‫ضا ُء ْال َحا َج اة‬ ‫عانَةُ َوقَ َ‬ ‫ال َ‬ ‫ْا‬ ‫سعأافَ َ‬ ‫ْاإل ْ‬
‫ْ‬
‫سا اع اد ْاآلخ اَر‪ :‬اإذَا َماشَاهُ‬ ‫علَى َ‬ ‫الر ُج ال َيدَهُ َ‬ ‫ْع َّ‬ ‫ي َمأ ُخوذَة ام ْن َوض ا‬ ‫عانَةُ‪َ ،‬و اه َ‬ ‫ْا‬
‫ال َ‬ ‫ْاإل ْ‬
‫س أعادَ َ‬
‫فاي َحا َجتا اه‬
‫ان ا ْل َكس َْر اة افي‬ ‫ص ُل أ َ ال اف اه ْال َو َاو؛ ال َم َك ا‬ ‫اء َو اإ ْن َكانَ أ َ ْ‬ ‫ََ اب ْال َي ا‬‫ْاْل َ ْعدَا ُء‪ ،‬وتَ ُُ ْكت ُ‬ ‫ا ْلع أد َ‬
‫أ َ َّو ال اه‬
‫صيبَ ٍة ت َ ْن از ُل با َم ْن يُعَاداي اه‬ ‫فَ َر ُح ْالعَد اُو با ُم ا‬ ‫الش أماتأةَ َ‬
‫ط ْو ُق الْ َح َم اام‬ ‫ق‪ ،‬أ َ ْو ه َُو َ‬ ‫ط ْوق‪َ ،‬وه َُو َحبْل يُجْ َع ُل فاي ْالعُنُ ا‬ ‫احدُهَا َ‬ ‫َو ا‬ ‫ْال أ ْط أواَْ َ‬
‫احدُهَا اجيد‪َ ،‬وه َُو ْالعُنُ ُق‬ ‫َو ا‬ ‫ْالأجْ أيادَ َ‬
‫ش‬ ‫يَ ْق َه ُر َويَب اْط ُ‬ ‫سطو َ‬ ‫يأ ْ‬
‫ط َرفا اه‬‫ْف فاي َ‬ ‫سي ا‬ ‫ي َحدُّ ال َّ‬ ‫احدُهَا ظُبَة‪َ ،‬و اه َ‬ ‫َو ا‬ ‫ظبًا َ‬
‫َ‬
‫(الر ْم ُح) ت َ ْنبُتُ ُم ْست َ او َيةً َِل يُحْ ت َا ُج اإلَى أ ْن تُقَ َّو َم‬ ‫ي القَنَاة ُ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ص ْعدَة‪َ ،‬و اه َ‬ ‫احدُهَا َ‬ ‫َو ا‬ ‫ص أعا ٌَد َ‬
‫ط ايبًا‬ ‫َج َعلَهُ َ‬ ‫اب َ‬ ‫ط أَ‬ ‫أأ أ‬
‫الرائا َحةُ َّ‬
‫الطيابَةُ‬ ‫ف‪َّ :‬‬ ‫وف‪َ ،‬و ْالعَ ْر ُ‬ ‫ف‪ْ :‬ال َم ْع ُر ُ‬ ‫ْالعُ ْر ُ‬ ‫ا ْلع ْرفَ َ‬
‫الظ ْه ُر‪َ ،‬و ْالقُ َّوة ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْال أ ْزرَ َ‬
‫ام خ َْل اق اه‬ ‫قَ َّوى اإحْ َك َ‬ ‫س أرهَ َ‬ ‫شأدَاللهَأ أ ْ‬
‫أَزَ الَ َها‬ ‫سر َبهَا ْلهمو أَم َ‬ ‫أ‬
‫ار لَي ًَْل‬
‫اض با َم ْعنَى‪َ :‬س َ‬ ‫ير‪َ ،‬والثَّانايَةُ‪ :‬فا ْعل َم ٍ‬ ‫ْاْلُولَى‪َ :‬ج ْم ُع أ َ اس ٍ‬ ‫س أر َ‬ ‫أ‬
‫أ ْ‬
‫ضا َءة ً َِل يُشََُّ فاي اه‬ ‫ضا َء اإ َ‬ ‫أَ َ‬ ‫سفأَ أرَا ْلبأدْرَ َ‬ ‫أأ ْ‬
‫الط ْل َع اة‬ ‫اركُ َّ‬ ‫ُم َب َ‬ ‫أميْمونَا ْلغرةَ َ‬
‫صائابُهُ َو َح َوا ادثُهُ‬ ‫َم َ‬ ‫صروفَالد ْهرَ َ‬
‫ُر ْمح‬ ‫سنأانٌَ َ‬
‫ت ال َحا َج اة اإلَ ْي اه‬ ‫ْ‬ ‫ظا ال َو ْق ا‬ ‫َمحْ فُو ً‬ ‫ذ ْخ ًرا َ‬
‫غدًا‬‫يع َر َ‬ ‫الربا ا‬
‫ب فاي َّ‬ ‫ش ْر ُ‬ ‫الرتْ ُع‪ْ :‬اْل َ ْك ُل َوال ُّ‬ ‫اليَ ْنعَ َما‪َ ،‬و َّ‬ ‫ليأ ْرتأعأا َ‬
‫سعَةُ ْالعَي اْش‬ ‫الرا َحةُ َو َ‬ ‫َّ‬ ‫الدعأةَ َ‬
‫ص ُل اإلَ ْي َها‬ ‫َِل تَب َْر ُح َو َِل يُو َ‬ ‫َو أِلَت أرامَ َ‬ ‫أِلَتأريم أ‬
‫َي ْر ام َياهُ َما‬ ‫أي ْرشقأاه أما َ‬
‫ا ْل أم ْعنأىَا ْل َعأامََللرسالة‬
‫هذه الرسالةُ نموذج لرسائل التهاني في العصر المملوكي ا بعث بها شهاب الدين محمود إلى‬
‫اء يُهنائه وقد ُر ازقَ با َولَدٍ‪.‬‬‫أ َ َح اد ْاْل ُ َم َر ا‬
‫الكاتَ رسالته بأبيات من الشعر يَسوق فيها التهنئة لذلَ اْلمير بهذا المولود ‪ -‬وكاتبنا‬ ‫ُ‬ ‫يبدأ‬
‫من أكبر شعراء ذلَ العصر ‪ -‬وكأنه يريد أن يبرهن على براعته الشعرية من جهة؛ فهو قادر‬
‫شعرا ونَثْ ًرا؛ فالمعنى ِل يتأبَّى عليه في الحالين‪ ،‬ومن جه ٍة أخرى كأنه ي ا‬
‫ُوجز‬ ‫ً‬ ‫صوغ المعنى‬ ‫على َ‬
‫ظا لمن أرادَ الحفظ‪.‬‬ ‫شعرا؛ ليكون أسه َل احف ً‬ ‫ً‬ ‫المعنى‬
‫كل أحواله‪ْ ،‬‬
‫وأن‬ ‫قضاء ما يريد في ا‬ ‫ا‬ ‫أن ي ُْرزَ قَ العانة على‬‫في هذه اْلبيات يدعو للوالد ْ‬
‫أن يَمتدَّ عمره امتداد بقاء الزمان‪ْ ،‬‬
‫وأن يَ اقيَهُ الله شماتة اْلعداء‪.‬‬ ‫ضى ُمرادُه في أعدائه‪ ،‬ويدعو ْ‬ ‫يُ ْق َ‬

‫‪179‬‬
‫فالناس عبيد له‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الكاتَ أن ذلَ اْلمير – الوالد ‪َ -‬جواد‪ ،‬بلغ من ال ُجو اد أ َ ْن َملَََ ا‬
‫الر َّق؛‬ ‫ُ‬ ‫ويبيان‬
‫ص َبحوا أَس َْرى ذلَ ال ُجودا‪ ،‬وأَص َبح ذلَ اْلَس ُْر ُم ََل از ًما لهم‬ ‫أن النَّاس أ ْ‬ ‫وكر ُمه فاقَ ال َحد َّ لدرجة َّ‬
‫ق أَجْ يادَ ال َحمام‪.‬‬‫طوا ا‬ ‫ُم ََلزَ مةَ اْل َ ْ‬
‫ح حتى‬ ‫والر ْم ا‬
‫ْف ُّ‬ ‫صول ويَ ُجول بال َّسي ا‬ ‫عيش َهنايءٍ ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ويعود َم َّرة ً أ ُ ْخرى يدعو له بالخلود في‬
‫ويدعو له بالتمتُّع بالخوان واْلوِلد!!‬ ‫َ‬ ‫أن يُهنائه الدَّ ْه ُر ويُ َبش َاره‬ ‫يحدث ما ِل يتخيله العقلُ‪ ،‬وهو ْ‬ ‫َ‬
‫العام؛ فهو في أغلبه دعاء للوالد‬ ‫ثم يأتي النَّثْر بعد هذه اْلبيات‪ ،‬وهو ِل يخرج عن مضمونها ا‬
‫والمولود‪.‬‬
‫منشورا بين‬ ‫ً‬ ‫سرة ً وبُ ْش َرى‪ ،‬وأ َ ْن يَجعل معروفه‬ ‫أن يَ َهبَه الله في كل يوم َم َّ‬ ‫فمن الدعاء للوالد‪ْ :‬‬
‫وأن يرفع درجته إلى أعلى اع الياينَ‪.‬‬ ‫ع ْونًا له على الشدائد‪ْ ،‬‬ ‫وأن يكونَ َولَدُهُ َ‬ ‫مشهورا‪ْ ،‬‬ ‫ً‬ ‫الناس‬
‫ش َرف‪،‬‬ ‫عزيزا عاليًا يبلغ منت َهى ال َّ‬ ‫ً‬ ‫مشكورا محمودًا‬ ‫ً‬ ‫ومن الدعاء للولد‪ :‬أن يكون ُم َوفَّقًا ن اَجيبًا‬
‫ع ْونًا ْلبيه‪.‬‬ ‫وأن ي اُطي َل الله في عمره‪ ،‬ويكون َ‬ ‫س ْعدًا ْل ْهل زمانه كما كان أبوه‪ْ ،‬‬ ‫وأن يكون َ‬ ‫ْ‬
‫س ََل َمةٍ‪ ،‬وأ َ ْن يَ َ‬
‫ظ َّل‬ ‫ص َّح ٍة َو َ‬‫ع اة والنَّ اع ايم فاي ا‬
‫اض الدَّ َ‬ ‫أن يَ ْرتَعَا فاي اريَ ا‬ ‫وفي النهاية يدعو لهما ْ‬
‫صير الزمان تاب ًعا لهما‬ ‫س َعادَةا دَ َر َجةً َِل ينالُها أ َ َحد‪ ،‬حتَّى َي ا‬ ‫شاْنُهما في ار ْفع ٍة وعُلُ ٍو‪ ،‬وأ َ ْن َي ْبلُغَا مانَ ال َّ‬ ‫َ‬
‫بأن يَ ُمدَّ الله‬ ‫ط َّر اْليام إلى أن ت ُس اْم َع الوالد من الدعاء ما يسره؛ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫خاضعًا‪َ ،‬ويَتَغَ َّلبَا على حوادثه‪ ،‬فَت ُ ْ‬
‫في عمره حتى يرى أحفاد ولده‪.‬‬
‫سالأةَ‪:‬‬
‫علأىَالر أ‬
‫ت أ ْعليذٌَعأامَ أ‬

‫نشاط َ‬
‫(حلل‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عزيزي َالطالب َ‪َ ...‬تذكر َأن َالفكر َالفرعية َعبارة َعن َألفاظ َموجزة َتدل َكل َمنها َعلىَ‬
‫مضمونَف ْق أرةَمنَف ْق أراتَالموضوعَ(الرسالة)‪َ،‬وتوضحَالفكرةَالعامةَللموضوعَوتدعمه‪َ َ.‬‬
‫وقدَتضمنأَرسالةَشهابَالدينَالحلبيَ(السابقة)َعدةَفكرَفرعية‪َ،‬تعاونَمعَزمّلئكَفيَ‬
‫تحديدَهذهَالفكرَالفرعية‪َ،‬ودأو ْنهأاَعلىَالسطرَالتالية‪َ :‬‬
‫أ‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................... .................‬‬
‫‪َ ......................................................................................................................‬‬

‫‪ -1‬بنى الكاتَ رسالته على الجمل الد عائية للمرسل إليه ولمولوده‪ ،‬كما في المطلع وصلَ‬
‫الرسالة والخاتمة‪ ،‬وعبر فيها عن المرسل إليه بضمير المخاطَ تارةً‪ ،‬وبضمير الغائَ‬
‫تارة أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬تتميز هذه الجمل الدعائية بحسن اختيارها ومناسبتها للموضوع‪ ،‬وهو ما يعرف ببراعة‬
‫اِلستهَلل‪.‬‬
‫‪ -3‬افتتح الكاتَ رسالته بالشعر‪ ،‬وختم ها بالشعر‪ ،‬وهي من الخصائص الفنية في رسائله‪،‬‬
‫وِل غرابة في ذلَ؛ فقد كان يجيد الشعر والنثر م ًعا‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫ص الكاتَ على اِلقتباس من القرآن الكريم‪ ،‬كما في قوله‪ :‬سُ ْب َحانَ الَّذاي باعَ ْب ادها‬
‫‪َ -4‬ح َر َ‬
‫أَس َْرى‪ ،‬وهي من قول الله تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ [السراء‪ ،]1 :‬وقد‬
‫ض َّمنَ ْال َك ََل ُم‬ ‫عرف الشهاب محمود اِلقتباس في كتابه "حسن التوسل" بقوله‪" :‬أ َ ْن يُ َ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫علَ ْي اه؛ الل اعل ام اب اه"‪.‬‬ ‫ث َو َِل يُنَبَّهَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫آن أ او ال َحداي ا‬ ‫ْ‬
‫ش ْيئًا امنَ القُ ْر ا‬ ‫َ‬
‫س ْهلَة‪.‬‬‫اض َحة َو َ‬ ‫سالَ اة َو ا‬ ‫الر َ‬ ‫‪ -5‬أ َ ْلفَاظُ ا‬
‫َ‬ ‫سززا الي ا‬ ‫علَززى ْاْل َ َ‬ ‫ظززا ْ ا‬
‫ال ْنشَززائايَّ اة َم ْعنًززى‪َ ،‬و َ‬ ‫َ ا ْل َخبَ اريَّ ز اة لَ ْف ً‬‫سززا الي ا‬ ‫علَززى ْاْل َ َ‬ ‫سززالَتَهُ َ‬ ‫‪ -6‬بَنَززى ْال َكاتا ُ‬
‫ززَ ار َ‬
‫ظا َو َم ْعنًى‪.‬‬ ‫ْال َخ َب اريَّ اة لَ ْف ً‬
‫ززر ْال ُمت َ َكلَّفَززز اة‪ ،‬امثْزززلُ‪ :‬ا ْلجنأفففاسَ فازززي قَ ْو الززز اه‪:‬‬ ‫ت ْالبَداي اعيَّززز اة َ‬
‫غ ْيز ا‬ ‫سزززالَتا اه امزززنَ ْال ُم َح اسزززنَا ا‬
‫ززر فازززي ار َ‬ ‫‪ -7‬أ َ ْكثَز َ‬
‫عز ْزرف – أ َ ْز َرا‪ /‬أ َ ْسز َزرا – أ َ ْسز َزرى‪ /‬أ َ ْسز َزرى‪)...‬‬ ‫ال ْسزعَاد – نَفَزاذ‪ /‬نَفَززاد – عُز ْزرف‪َ /‬‬ ‫(ال ْسزعَاف‪ ْ /‬ا‬ ‫ْا‬
‫ص ْزوتا‪َ ،‬و امثْز ُلَ‬ ‫زن تَشَزابُ ٍه فازي ْال َزو ْز ان َوال َّ‬ ‫اظ ال َما َب ْينَ َها ام ْ‬ ‫ص ْوتايًّا َبيْنَ ْاْل َ ْلفَ ا‬‫طى ا ْن اس َجا ًما َ‬ ‫ام َّما أ َ ْع َ‬
‫(ويَ ْش زكُ ُره‪َ /‬ويَ زذْكُ ُره – ْالبَ زدْر‪ /‬ال زدَّ ْهر – َمحْ ُمززودَا‪َ /‬م ْس زعُودَا – َوعُز َزَله‪/‬‬ ‫السففجْعَ فاززي قَ ْو ال ز اه‪َ :‬‬
‫ب اإلَيْز اه ْاْلُذُنُ ‪،‬‬ ‫س َوت ْ‬
‫َط َزر ُ‬ ‫يزر الزنَّ ْف َ‬
‫ث نَ ْغ ًما يُ اث ُ‬ ‫سنَاه – َو ااِل ْب ات َهاج‪َ /‬و ام ْن َهاج‪ )...‬ام َّما أَحْ دَ َ‬ ‫َو َب َهاه‪َ /‬و َ‬
‫ومثْ ُل الطبأاَْ فاي‪ ( :‬ابيض‪ /‬سُ ْمر ‪ْ -‬ال َم ْملُوك – ْال َم ْولَى)‪.‬‬ ‫ا‬

‫‪ ‬اقرأ وافهم واكتَ‬


‫‪ ‬ا قرأ الرسالة السابقة وحاول أن تصل للمعاني المهمة فيها‪ ،‬ثم اكتَ رسالة‬
‫لصديق تهنئه فيها بمولود له‪ ،‬مستشهدًا من نص الرسالة بعبارات يمكن أن‬
‫تضمنها فيها‪.‬‬
‫‪ ‬تبادل رسالتَ مع الزمَلء َوتَلَ َّق آراءهم فيما كتبت‪ ،‬واكتَ رأيَ فيما كتبوا‬
‫من حيث‪:‬‬
‫سبَت ُ َها‪.‬‬ ‫‪ ‬ادقَّةُ المعاني َو ُمنَا َ‬
‫يرهُ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪َ ‬ج َما ُل اْلسلوب َوت َأ اث ُ‬

‫‪181‬‬
‫نشاط َ‬
‫(ابحثَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عد َإلى َمراجعك َاإللكترونية َعلى َشبكة َاإلنترنأ‪َ ،‬ثم َابحث َعن َإحد َرسائل َصّلحَ‬
‫الدين َالصفدي ‪َ ،‬ثم َحللها َووازن َبينها َوبين َرسالة َشهاب َالدين َالحلبي َالسابقة‪َ ،‬ثم َاخترَ‬
‫أحد َالخيارات َالتالية َوضعها َأمام َالسمة َالتي َيمكن َإثباتها َلنصي َشهاب َالدين َالحلبيَ‬
‫وصّلحَالدينَالصفديَمعًا‪َ،‬أوَلحدهماَدونَاْلخر‪َ،‬فيماَيأتي‪َ َ:‬‬
‫(كّلهماَ‪َ-‬شهابَالدينَالحلبيَ–َصّلحَالدينَالصفدي) َ‬
‫جزالةَاللفاظَمعَسهولتها‪َ ََََََََََََََََََََََََََََََ)................................(ََََََََََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عدمَاللجوءَإلىَغريبَاللغة‪َ َََََََََََََََََََ)................................(ََََََََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫الوضوحَوالسّلسةَفيَالفكار‪َ ََََََََََََََََ)................................(َََََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ظهورَأثرَالثقافة‪َ ََََََََََََََََََََ)................................(ََََََََََََََََََََََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اإليجازَفيَأداءَالفكرة‪َ ََََََََََََََََََََََ)..................... ............(َََََََََََََََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫التأثرَبألفاظَالقرآنَالكريمَومعانيه‪َََََََََََََََََََََََََََََََََََ ََََََ).................................(َََََََََََََ.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫التأثرَبأحاديثَالنبيَﷺ‪َ َََََََََََََََََََََََََََ).................................( َََََََََََََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫التأثرَبأقوالَالصحابةَرضوانَاللهَعليهم‪َ َََََََََََََ).................................(َََََ.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫الميلَإلىَالحكمةَوضربَالمثل‪َ َََََََََََََََََََ).................................(َََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫سهولةَالسلوبَوعدمَاللجوءَإلىَالصنعة‪َ َََ).................................(ََ.‬‬ ‫‪-22‬‬

‫‪182‬‬
‫تدريباتَ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪َ:2‬حددَمنَخّللَسياَْالرسالةَالسابقةَالمرادَبالمفرداتَوالتراكيبَالتالية‪َ :‬‬

‫المرادَبهاَوفذَالسياْ َ‬ ‫المفرداتَوالتراكيب َ‬

‫ا ْلع أد ََََ َ‬

‫ْالأجْ يأادَ َ‬

‫سنأانٌَ َ‬

‫الدعأةَ َ‬

‫َ أميْمونَا ْلغرةَ َ‬

‫‪‬‬‫س‪َ: 0‬ماَالمناسبةَالتيَقيلأَفيهاَالرسالةَالسابقة؟َوماَالغرضَمنها؟‬
‫‪‬‬
‫‪.........................................................................................‬‬

‫‪َ .........................................................................................‬‬

‫س‪َ: 3‬حددَمنَخّللَرسالةَشهابَالدينَالحلبي‪َ،‬خصائصَأسلوبَفنَكتابةَالرسالةَفيَالعصرَ‬
‫المملوكي‪َ،‬مستشهدًاَعلىَذلكَببعضَالعبارات‪َ ََ:‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................................... ...........‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪َ :4‬اعتمدت َالرسالة َالسابقة َفي َ أغلبها َعلى َالدعاء َللوالد َوالمولود‪َ ،‬لخص َأهم َهذهَ‬
‫الدعية‪َ َ.‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪..................................... .................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪َ : 5‬تأثر َالشهاب َمحمود َفي َرسالته َببعض َألفاظ َالقرآن َالكريم‪َ ،‬دلل َعلى َذلك َمن َنصَ‬
‫الرسالة‪َ .‬‬

‫‪183‬‬
‫‪....................................................................................................... ...............‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................... ...................................‬‬

‫‪‬‬ ‫س‪َ:6‬اقترحَعنوانًاَآخرَللرسالة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪‬‬ ‫ً‬
‫اَموجزاَبأسلوبك‪َ.‬‬ ‫ءةَمعبرة‪َ،‬ثمَعبرَعنهاَتعبير‬
‫ً‬ ‫س‪َ:7‬اقرأَالرسالةَالسابقةَقرا‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫َ‬

‫‪184‬‬
‫ثالثًا‪َ:‬التحليلَالبّلغيَلَر أ‬
‫سالأةََشهأابَالدينَ أمحْ مودَا ْل أحلأبيَ َ‬
‫َ‬
‫تطبيذَلبابَالفصلَوالوصل‬
‫َ‬
‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬أ َ اعد قراءة الرسالة مرة أخرى وتدبَّر طريقة بناء الجمل فيها‪ ،‬ستجد أن‬
‫الرق‪ ،‬يسطو‬ ‫بعض جملها قد فصلت عن سابقتها ولم تعطف عليها من مثل قول الكاتَ‪" :‬يا مالَ ا‬
‫ببيض ظبًا‪ ،‬جدَّد الله في كل يوم له مسرة‪ ،‬المملوك يخدم المولى"‪ ،‬وبعضها قد ُوصلت بما قبلها‬
‫ساد‪ ،‬وظهور ميمون‬ ‫فعُطفت عليها‪ ،‬مثل قوله‪" :‬وبقيت ما بقي الزمان‪ ،‬ووقيت شر شماتة الح َّ‬
‫الغرة" ‪ ...‬إلى غير ذلَ‪.‬‬
‫َّ‬
‫لكنَ إذا دققت النظر ستجد أن بعض هذه الجمل لها محل من العراب أو معطوفة على ما‬
‫له محل من العراب‪ ،‬وبعضها ِل محل لها من العراب‪ ،‬وقد علمت في دراستَ لموضوع‬
‫غرض المتكلم‬
‫ُ‬ ‫(الفصل والوصل) أن الجمل المعطوفة على أخرى لها محل من العراب يكون‬
‫خبرا‬
‫من العطف إشراكَ الثانية لألولى في الحكم العرابي الذي وجَ لألولى‪ ،‬فإذا كانت اْلولى ً‬
‫خبرا كاْلولى‪ ،‬وإذا كانت اْلولى‬ ‫فتصير ً‬
‫ُ‬ ‫كان الغرض من عطف الثانية عليها إشرا َكها في الحكم‬
‫فتصير نعتًا مثلها ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫نعتًا يكون الغرض من عطف الثانية عليها إشرا َكها في الحكم‬

‫فاْلمر مع الجمل التي لها محل من العراب أنها تعامل معاملة المفرد‪ ،‬فكما أن المفرد‬
‫تعطف على أخرى لها محل من‬ ‫ُ‬ ‫يعطف على المفرد فيأخذ ُ حكمه العراب َّ‬
‫ي؛ كذلَ الجملة‬ ‫ُ‬
‫العراب فتأخذ ُ حكمها العرابي‪ ،‬أما إذا كانت الجملة اْلولى ِل محل لها من العراب ثم تلتها‬
‫سر الفصل أو الوصل‪.‬‬‫جملة أخرى فُصلت عنها أو ُوصلت بها؛ فهنا يكمن السؤال عن ا‬
‫ْلن مواقع العراب كما يقول شيخنا الدكتور محمد أبو موسى‪" :‬وصف دقيق للعَلقة بين‬
‫خبرا أو ً‬
‫حاِل‬ ‫المفردات والجمل‪ ،‬ونحن حين نقول‪ :‬إن هذا المفرد أو هذه الجملة وقعت وصفًا أو ً‬
‫فنحن نبين العَلقة أو المناسبة أو الرابطة التي تربطها بجارتها‪ ،‬أما الجمل التي ِل محل لها من‬
‫العراب فليس بينها تلَ المشابَ العرابية‪ ،‬وإنما يجري أمر فصلها ووصلها على ما درسناه في‬
‫باب الفصل والوصل"(‪.)1‬‬

‫التفريذَبينَالجملَالتيَلهاَمحلَمنَاإلعراب‪َ،‬والتيَليسَلهاَمحلَمنَاإلعرابَفيَالرسالة‪:‬‬

‫لذلَ أريد منَ ‪ -‬عزيزي الطالَ ‪ -‬قبل أن أحدثَ عن مواطن الفصل والوصل في الرسالة‬
‫‪ -‬أن نتدرب م ًعا على التفريق بين الجمل التي لها محل من العراب والجمل التي ِل محل لها من‬
‫العراب؛ ْلن ذلَ هو اْلساس الذي سنبني عليه تطبيقنا لمواطن الفصل والوصل في الرسالة‪.‬‬

‫فإليَ هذا النموذ َج الذي جمعتُ لَ فيه بعض الجمل الواردة في الرسالة وبيَّنت لَ ما له‬
‫محل من العراب وما ليس له محل منه‪:‬‬

‫‪185‬‬
‫ملحوظات َ‬ ‫محلهاَمنَ‬ ‫الجملة َ‬ ‫مَ‬
‫اإلعراب َ‬
‫ابتدائية (أي واقعة في ابتداء كَلم)‬ ‫ليس لها محل‬ ‫ال ْسعَا اد‬‫اف َو ْ ا‬‫ال ْسعَ ا‬ ‫هُنائْتَ اب ْ ا‬ ‫‪َ2‬‬
‫ْلنها معطوفة على ما ليس لها‬ ‫ليس لها محل‬ ‫الز َمانُ ُم َهنَّأ ً‬
‫ي َّ‬‫َوبَقايتَ َما بَ اق َ‬ ‫‪َ0‬‬
‫محل‪ ،‬وهي جملة (هُنائْتَ )‬
‫ْلنها معطوفة على ما ليس لها‬ ‫ليس لها محل‬ ‫ش َمات َ اة ْال ُح َّ‬
‫سا اد‬ ‫َو ُوقايتَ ش ََّر َ‬ ‫‪َ3‬‬
‫(وبَقايتَ )‬
‫محل‪ ،‬وهي جملة َ‬
‫استئنافية‬ ‫ليس لها محل‬ ‫ض َحى لَنَا‬ ‫ق الَّذاي أ َ ْ‬ ‫الر ا‬‫َيا َمالاََ ا‬ ‫‪َ4‬‬
‫في محل جر نعت لـ (عيش)‬ ‫لها محل‬ ‫يض ظُبًا‬ ‫يَ ْسطُو بابا ا‬ ‫‪َ5‬‬
‫في محل نصَ مفعول به‬ ‫لها محل‬ ‫ان َو ْاْل َ ْو َِل اد‬ ‫ال ْخ َو ا‬‫ُمتاعْتَ اب ْ ا‬ ‫‪َ6‬‬
‫ابتدائية‬ ‫ليس لها محل‬ ‫س َّرة ً‬ ‫َجدَّدَ اللهُ فاي كُ ال َي ْو ٍم لَه ُ َم َ‬ ‫‪َ7‬‬
‫معطوفة على ما ليس لها محل‬ ‫ليس لها محل‬ ‫ع ْرفًا ونَ ْش ًرا‬ ‫اب العُ ْرفا اه َ‬ ‫ط َ‬ ‫َوأ َ َ‬ ‫‪َ8‬‬
‫معطوفة على ما ليس لها محل‬ ‫ليس لها محل‬ ‫الط ْلعَ اة‬
‫س اعي اد َّ‬ ‫شدَّ لَهُ با َولَ اد اه ال َّ‬‫َو َ‬ ‫‪َ9‬‬
‫َ‬
‫أ ْز ًرا َوأس ًْرا‬ ‫َ‬
‫معطوفة على ما ليس لها محل‬ ‫ليس لها محل‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ع ان القُلُو ا‬ ‫وم َ‬ ‫س َّرى اب اه ْال ُه ُم َ‬ ‫َو َ‬ ‫‪َ 22‬‬
‫معطوفة على ما ليس لها محل‬ ‫ليس لها محل‬ ‫ارهَا لَدَ ْي اه أَس َْرى‬ ‫ص َ‬ ‫َوأ َ َ‬ ‫‪َ 22‬‬
‫معطوفة على ما ليس لها محل‬ ‫ليس لها محل‬ ‫اء‬
‫س َم ا‬ ‫َو َرفَ َع دَ َر َجتَهُ إالَى َ‬ ‫‪َ 20‬‬
‫ْال َمعَا الي‬
‫في محل نصَ مفعول به مقول‬ ‫لها محل‬ ‫سُ ْب َحانَ الَّذاي اب َع ْب اد اه أَس َْرى‬ ‫‪َ 23‬‬
‫القول‬
‫في محل رفع خبر (المملوك)‬ ‫لها محل‬ ‫َي ْخد ُ ُم ْال َم ْولَى‬ ‫‪َ 24‬‬
‫ْلنها معطوفة على جملة الخبر‬ ‫لها محل‬ ‫َويُ َهناي اه‬ ‫‪َ 25‬‬
‫السابقة‬

‫واآلن أريد منَ ‪ -‬أيها الطالَ النابه‪ ،‬مستعي ًنا بمعلمَ الكريم ‪ -‬أن تطباق هذا اْلمر على‬
‫التفريق بين الجمل التي لها محل من العراب فظهرت عَلقتها‬ ‫ُ‬ ‫بقية الرسالة؛ ليتمكن في ذهنَ‬
‫والتروي في فهم الرابطة‬
‫ا‬ ‫بما قبلها‪ ،‬وبين الجمل التي ِل محل لها من العراب فتحتاج إلى التفكر‬
‫بينها وبين سابقتها على ما تعلمناه في درس الفصل والوصل‪.‬‬

‫نشاط َ‬
‫(تعاونَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬راجعَماَدرستهَفيَبابَالفصلَوالوصل‪َ،‬ثمَتعاونَمعَزمّلئكَفيَتعيينَ‬
‫الجملَالتيَلهاَمحلَمنَاإلعراب‪َ،‬والجملَالتيَليسَلهاَمحلَمنَاإلعراب‪َ،‬غيرَماَسبذَذكرهَ‬
‫فيَالرسالةَالسابقة‪َ،‬مدونًاَماَتوصلتمَإليهَفيَكراسةَالنشاط‪َ َ.‬‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬هياَبناَننتقلَاْلنَإلىَمدارسةَتلكَالرسالةَوتدبرهاَِلستخراجَبعضَ‬
‫مواطنَالفصلَوالوصلَفيهاَوبيانَالسرارَالكامنةَفيَذلك‪َ .‬‬

‫َ‬

‫‪186‬‬
‫الموضعَالول‪َ َ:‬‬

‫سففففففففففففففعأادََ َ *** َ أونأفأففففففففاذََأ أ ْمففففففففرََففففففففففيَا ْلعفففففففف أد َبنأفأفففففففففادَ َ‬


‫سففففففففففففففعأافََ أو ْاإل ْ‬ ‫هنئْففففففففففففففأأََب ْاإل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شفففففففففف أماتأةََا ْلحسففففففففففادَ َ‬ ‫فففففففيَالز أمففففففففانََمهأنففففففففَأ ً َ *** َ أووقيففففففففففأأََ أ‬
‫شففففففففففرََ أ‬ ‫أوبأقيففففففففأأََ أمففففففففاَبأقف أَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الز َمانُ ُم َهنَّأ ً) جاءت هذه الجملة معطوفة على جملة‪( :‬هُنائْتَ‬ ‫ي َّ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫ا‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ا‬‫م‬‫َ‬ ‫ايتَ‬ ‫ق‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫(‬ ‫قوله‪:‬‬
‫ال ْسعَا اد) وهي جملة ابتدائية ‪ -‬كما قلنا ‪ِ -‬ل محل لها من العراب‪ ،‬فأي رابطة أو‬ ‫اف َو ْ ا‬
‫ال ْسعَ ا‬ ‫با ْ ا‬
‫ت هذا العطف أو الوصل ما دام ليس هناك رابطة إعرابية تربطهما؟‬ ‫ص َّح َح ْ‬ ‫صلة بينهما َ‬ ‫ا‬
‫الذي أجاز الوصل هنا هو ‪ -‬ما يسميه علماؤنا ‪ -‬التوسط بين الكمالين مع وجود المناسبة‬
‫اف‬
‫ال ْس َع ا‬ ‫بينهما‪ ،‬حيث اتفقت الجملتان في أنهما خبريتان لف ً‬
‫ظا إنشائيتان معنى؛ ْلن قوله‪( :‬هُنائْتَ اب ْ ا‬
‫خبرا إِل أنها في المعنى دعاء له وطلَ‪ ،‬وكذلَ قوله‪َ ( :‬وبَقايتَ َما‬ ‫ال ْسعَا اد) وإن كانت في اللفظ ً‬‫َو ْ ا‬
‫الز َمانُ ُم َهنَّأ ً) خبر في اللفظ إنشاء في المعنى؛ ْلنها دعاء له بأن يبقى ما بقي الزمان مهنَّأً‪.‬‬
‫ي َّ‬ ‫َب اق َ‬
‫ولعلَ ِلحظت عزيزي الطالَ ‪ ...‬ذلَ اِلبتداء الحسن الذي بدأ به الكاتَ رسالته حين‬
‫قال‪( :‬هنئت بالسعاف والسعاد)؛ حيث بدأ رسالته بما يسعد ويبشر القارئ من جهة‪ ،‬وبما يدل‬
‫على غرض الرسالة ومضمونها من جهة أخرى‪ ،‬وهذا من البَلغة في الصميم‪ ،‬فالعرب كانت‬
‫لهم عناية باختيار مفتتح كَلمهم ومبتدئه‪ ،‬واهتم به سادتنا البَلغيون وأفردوا له لونًا في علم‬
‫أعذب لف ً‬
‫ظا وأحسنَ سب ًكا وأص َّح معنى؛‬ ‫َ‬ ‫س َّم ْوهُ (حسن اِلبتداء)‪ ،‬واشترطوا فيه أن يكون‬ ‫البديع َ‬
‫ْلنه أو ُل ما يقرع السمع‪ ،‬فإن كان كذلَ أقبل السامع على الكَلم ووعاه‪ ،‬وجعلوا أحسن‬
‫س َّم ْوهُ (براعة اِلستهَلل)(‪.)1‬‬
‫اِلبتداءات ما ناسَ المقصود َو َ‬
‫الموضعَالثاني‪َ َ:‬‬

‫شفففففففففف أماتأةََا ْلحسففففففففففادَ َ‬ ‫فففففففيَالز أمففففففففانََمهأنففففففففَأ ً َ *** َ أووقيففففففففففأأََ أ‬


‫شففففففففففرََ أ‬ ‫أوبأقيففففففففأأََ أمففففففففاَبأقف أَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سا اد) وصلها شبيه بالوصل في الموضع اْلول؛ حيث‬ ‫ش َمات َ اة ْال ُح َّ‬
‫جملة‪َ ( :‬و ُوقايتَ ش ََّر َ‬
‫الز َمانُ ُم َهنَّأ ً)؛‬
‫ي َّ‬ ‫عطفت هذه الجملة على سابقتها التي ِل محل لها من العراب ( َوبَقايتَ َما بَ اق َ‬
‫للسبَ السابق نفسه‪ ،‬وهو التوسط بين الكمالين مع عدم المانع من العطف؛ حيث اتفقت الجملتان‬
‫ظا والنشائيَّة معنى‪ ،‬فكلتاهما بمعنى الدعاء؛ أي‪( :‬اللهم اق اه ش ََّر شماتة الحساد)‬ ‫في الخبرية لف ً‬
‫(اللهم أ َ ْب اق اه ما بقي الزمان مهنَّأً)‪.‬‬

‫الكاتَ يستعمل اللفظ الدال على الخبر في كَلم يدعو الله به‪ ،‬وكان‬
‫َ‬ ‫ولكن ما الذي جعل‬
‫اْلصل أن يعبر بأسلوب اْلمر الذي هو إنشاء؟ السر في ذلَ‪ :‬هو إظهار الحرص الشديد على أن‬
‫يستجيَ الله دعاءه ويحققَهُ له‪ ،‬فإذا اشتدت رغبة الداعي في تحقق دعواه صاغه في صورة‬
‫الماضي بَدَ ًِل من اْلمر‪ ،‬وهذا مثل قولَ‪" :‬مات فَلن رحمه الله"‪ ،‬فاْلصل أن تقول‪ :‬مات فَلن‬
‫ص ْغتَ كَلمَ في صورة فعل اْلمر الذي‬ ‫اللهم ارحمه‪ ،‬ولكنَ لشدة حرصَ على قبول الدعاء ُ‬
‫استبشارا بأن َي ْق َب َل الله دعاءك ويحققه لَ‪.‬‬
‫ً‬ ‫تحقق حدوثه‬

‫‪187‬‬
‫الموضعَالثالث‪َ :‬‬

‫ففففففواََْفففففففيَ ْالأجْ يأفففففففادَ َ‬


‫ففففففنَجففففففودهََ ْال أ ْط أ‬ ‫يأفففففاَ أمالفففففكأََالففففففرََْالفففففذيَأ أ ْ‬
‫ضفففففحأىَلأنأففففففا َ *** َ م َْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ْل َها بها‪ ،‬فلم يعطفها‬ ‫ض َحى لَنَا) فصلها عن سابقتها ولم يَ ا‬ ‫ق الَّذاي أ َ ْ‬ ‫ا‬ ‫الر‬
‫ا‬ ‫اََ‬ ‫ل‬‫ا‬‫م‬‫َ‬ ‫ا‬‫ي‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫جملة‪:‬‬
‫بالواو عليها؛ لكمال اِلنقطاع بينهما بَل إيهام؛ ْلنه استأنف بهذه الجملة معنى جديدًا وكَل ًما آخر‬
‫بغرض آخر‪ ،‬فالشاعر أراد أن يقطع هذه الجملة عن سابقتها؛ ْلنها تحمل معنى جديدًا أحَ أن‬
‫وطوقهم‬ ‫َّ‬ ‫يُسمع هذا المعنى منه ويحفظ عنه‪ ،‬وهو وصف اْلمير بأنه ملَ رقاب الناس بجوده‪،‬‬
‫بكرمه‪ ،‬حتى أصبحوا رقيقًا عنده عبيدًا له‪ ،‬فاستأنف لهذا المعنى كَل ًما جديدًا وفصله عن سابقه؛‬
‫حتى يتنبه له السامع ويقع في قلبه وقوع الكَلم المبتدأ الجديد؛ ْلن السمع لكل بداية أوعى وأفه ُم‪.‬‬

‫انعدام الرابطة‬
‫َ‬ ‫وعلماؤنا – رضوان الله عليهم ‪ِ -‬ل يقصدون بقولهم‪ :‬كما ُل اِلنقطاع ‪-‬‬
‫بين الجمل وتقطيع كل الصَلت والروابط بينها‪ ،‬ولكنهم يقصدون تنوع اْلغراض الخاصة بين‬
‫الجملتين‪ ،‬فاْلولى لها معنى خاص خَلف الثانية‪ ،‬ولكن ما زالت المناسبة العامة بين الجمل‬
‫قائمةً‪ ،‬فكل الرسالة تهنئة لألمير ودعاء للوالد والمولود‪.‬‬

‫الموضعَالرابع‪:‬‬

‫ع ْر ًفا ونَ ْش ًرا‪َ ،‬وشَدَّ َله ُ اب َولَ اد اه‬


‫اب لاعُ ْرفا اه َ‬
‫ط َ‬ ‫س َّرة ً َوبُ ْش َرى‪َ ،‬وأ َ َ‬
‫قوله‪َ " :‬جدَّدَ اللهُ فاي ُك ال َي ْو ٍم َلهُ َم َ‬
‫ارهَا لَدَ ْي اه أَس َْرى‪َ ،‬و َرفَ َع دَ َر َجتَهُ اإلَى‬ ‫ص َ‬ ‫ب َوأ َ َ‬ ‫ع ان ْالقُلُو ا‬ ‫س َّرى اب اه ْال ُه ُم َ‬
‫وم َ‬ ‫الط ْل َع اة أ َ ْز ًرا َوأَس ًْرا‪َ ،‬و َ‬
‫س اعي اد َّ‬
‫ال َّ‬
‫اء ْال َمعَا الي اليُقَالَ ‪ :‬سُ ْب َحانَ الَّذاي باعَ ْب اد اه أَس َْرى"‪.‬‬
‫س َم ا‬‫َ‬
‫يضم هذا الموضع أربع جمل متتابعة موصولة ببعضها لسبَ واحد‪ ،‬وهو (التوسط بين‬
‫الكمالين مع عدم المانع من العطف)‪ ،‬وهي قوله‪:‬‬

‫ع ْرفًا ونَ ْش ًرا‪.‬‬ ‫اب العُ ْرفا اه َ‬ ‫ط َ‬ ‫َوأ َ َ‬ ‫‪.1‬‬


‫الط ْلعَ اة أ َ ْز ًرا َوأَس ًْرا‪.‬‬
‫س اعي اد َّ‬‫شدَّ لَهُ با َولَ اد اه ال َّ‬‫َو َ‬ ‫‪.2‬‬
‫ارهَا لَدَ ْي اه أَس َْرى‪.‬‬‫ص َ‬‫ب َوأ َ َ‬ ‫ع ان ْالقُلُو ا‬ ‫س َّرى اب اه ْال ُه ُم َ‬
‫وم َ‬ ‫َو َ‬ ‫‪.3‬‬
‫اء ْال َمعَا الي‪.‬‬ ‫س َم ا‬‫َو َرفَ َع دَ َر َجتَهُ إالَى َ‬ ‫‪.4‬‬

‫أخبارا في‬
‫ً‬ ‫ظا النشائية معنى؛ ْلنها وإن كانت‬ ‫حيث جاءت هذه الجمل متفقة في الخبرية لف ً‬
‫سرى‪ ،‬رفع) إِل أنها إنشاء في المعنى؛ ْلنها كلَّها‬ ‫اللفظ الظاهر فكلها أفعال ماضية (أطاب‪ ،‬شد‪َّ ،‬‬
‫س ار‪ ،‬اللهم ارفع)‪ ،‬مع وجود‬ ‫بمعنى اْلمر المراد به الدعاء؛ أي‪ :‬اللهم أطَ‪ ،‬اللهم شدَّ‪ ،‬اللهم َ‬
‫س اوغُ العطف؛ وهي اِلتحاد في الفاعل‪ ،‬فالفاعل في كل تلَ الجمل هو الضمير‬ ‫المناسبة التي ت ُ َ‬
‫المستتر العائد على اسم الجَللة (الله) المذكور في الجملة اْلولى من الفقرة‪ ،‬وهي قوله‪َ " :‬جدَّدَ‬
‫اللهُ فاي كُ ال يَ ْو ٍم لَهُ َم َ‬
‫س َّرة ً َوبُ ْش َرى"‪.‬‬

‫أما قوله‪" :‬سبحان الذي بعبده أسرى" فلها محل من العراب ُم ْع ارب عن عَلقتها بما‬
‫قبلها؛ ْلنها في محل نصَ مقول القول‪ ،‬أي هي الجملة التي ينطق بها القائل حين يرى سمو قدر‬
‫الممدوح وارتفاع مكانته‪.‬‬

‫الموضعَالخامس‪َ :‬‬

‫‪188‬‬
‫قوله‪ْ " :‬ال َم ْملُوكُ يَ ْخد ُ ُم ْال َم ْولَى َويُ َهناي اه َويَ ْشكُ ُرهُ‪َ ،‬وي ْ‬
‫ص َل لَه ُ مانَ ااِل ْبتا َه ا‬
‫اج‬ ‫علَى َما َح َ‬
‫ُط العُه ُ َ‬
‫َ الَّذاي يُ ْن اهي اه َو َيذْكُ ُر ُه"‪َ .‬‬
‫س َب ا‬
‫الل َّ‬

‫"ال َم ْم ُلوكُ َي ْخد ُ ُم ْال َم ْو َلى" عن الكَلم السابق؛ لكمال اِلنقطاع بينهما؛ ْلنه‬
‫فصل جملة ْ‬
‫استأنف بهذه الجملة كَل ًما جديدًا‪ ،‬ولو وصلها لكانت من مقول القول السابق‪ ،‬وهو غير مراد‪ ،‬فهو‬
‫ِل يريد تشريكها في الحكم السابق ولكن يريد أن يستأنف كَل ًما جديدًا يحمل معنى جديدًا‪ ،‬ففصل‬
‫الكَلم لكمال اِلنقطاع‪.‬‬

‫أما قوله بعده‪:‬‬

‫‪َ .1‬ويُ َهناي اه‪.‬‬


‫‪َ .2‬ويَ ْشكُ ُرهُ‪.‬‬
‫َ الَّذاي يُ ْن اهي اه َو َيذْكُ ُرهُ‪.‬‬ ‫‪َ .3‬وي ْ‬
‫س َب ا‬ ‫ص َل لَهُ مانَ ااِل ْب ات َه ا‬
‫اج الل َّ‬ ‫علَى َما َح َ‬
‫ُط العُهُ َ‬
‫فهي جمل معطوفة على جملة الخبر‪" :‬يَ ْخد ُ ُم ا ْل َم ْولَى"‪ ،‬وما دامت معطوفةً على الخبر الذي‬
‫له محل من العراب فيكون غرضه من العطف أو الوصل هنا هو قصدَ التشريَ في الحكم‬
‫العرابي‪ ،‬أي إا َّن كل هذه الجمل تشارك الخبر في حكمه‪ ،‬فكلها أخبار عن المبتدأ (المملوك)‪،‬‬
‫فيكون غرضه أن يُخبر عن (المملوك) بكل هذه اْلخبار أنه (يخدم المولى) (ويهنيه) (ويشكره)‬
‫(وي ْ‬
‫ص َل لَهُ امنَ ااِل ْبتا َه ا‬
‫اج)‪.‬‬ ‫علَى َما َح َ‬
‫ُط العُهُ َ‬ ‫َ‬
‫الموضعَالسادس‪َ :‬‬

‫ع ََلهُ‪َ ،‬وأ َ ْعلَى نَجْ َمه ُ َو َخلَّد َ ش ََرفَه ُ‬‫ام اع َّزهُ َو ُ‬ ‫ورا َمحْ ُمودًا‪َ ،‬وأَدَ َ‬‫قوله‪" :‬أ َ ْبقَاهُ اللهُ ت َ َعالَى ال َيحْ َيا َم ْشكُ ً‬
‫س َعادَةا فاي أ َ ابي اه"‪ ،‬هذه الفقرة كلها جاءت‬ ‫سنَاهُ‪َ ،‬وأ َ َرانَا ام ْنهُ َما أ َ َرانَا امنَ ال َّ‬ ‫سنَا َءهُ َو َ‬
‫ف َ‬ ‫ع َ‬ ‫ضا َ‬ ‫َوبَ َهاهُ‪َ ،‬و َ‬
‫سافا ار ‪ ....‬فَسُ َّر‬ ‫ص َل با اه قُد ُومُ ْال ُم َ‬
‫معترضة للدعاء للمولود بين سياق متصل‪ ،‬فأصل المعنى‪( :‬أَنَّهُ ات َّ َ‬
‫اج)‪.‬‬
‫ور َو ااِل ْبتا َه ا‬ ‫س ُر ا‬‫َوا ْبت َ َه َأ اب َه اذ اه النا ْع َم اة غَا َيةَ ال ُّ‬

‫ت استَّ جمل‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ض َّم ْ‬


‫وهذه الفقرة المعترضة َ‬
‫ورا َمحْ ُمودًا‪.‬‬ ‫‪ .1‬أ َ ْبقَاهُ اللهُ ت َ َعا َلى ال َيحْ َيا َم ْشكُ ً‬
‫ام اع َّزهُ َوعُ ََلهُ‪.‬‬‫‪َ .2‬وأَدَ َ‬
‫‪َ .3‬وأ َ ْعلَى نَجْ َمهُ‪.‬‬
‫‪َ .4‬و َخلَّدَ ش ََرفَهُ َوبَ َهاهُ‪.‬‬
‫سنَاهُ‪.‬‬
‫سنَا َءهُ َو َ‬‫ف َ‬ ‫ع َ‬‫ضا َ‬‫‪َ .5‬و َ‬
‫س َعادَ اة افي أ َ ابي اه‪.‬‬
‫‪َ .6‬وأ َ َرانَا ام ْنهُ َما أ َ َرانَا امنَ ال َّ‬

‫خبرا‬
‫ً‬ ‫الجملة اْلولى مفصولة عن سابقتها لكمال اِلنقطاع بينهما؛ ِلختَلف الجملتين‬
‫خبرا في اللفظ فمعناها النشاء؛ أي (اللهم‬
‫وإنشاء معنى فقط؛ ْلن جملة (أبقاه الله) وإن كانت ً‬
‫أبقه)‪ .‬وبقية الجمل معطوفة على بعضها؛ للتوسط بين الكمالين مع عدم المانع من العطف‪ ،‬ومع‬
‫وجود المناسبة المسوغة لهذا العطف‪ ،‬وهي اِلتحاد في المسند إليه‪.‬‬

‫َ‬

‫‪189‬‬
‫الموضعَالسابع‪َ :‬‬

‫ان‬‫س ا‬ ‫ش ْك ار إاحْ َ‬ ‫ض َح لَهُ فاي ُ‬ ‫اج‪َ ،‬وات َّ َ‬ ‫ور َو ااِل ْبتا َه ا‬


‫س ُر ا‬ ‫س َّر َوا ْبت َ َه َأ با َه اذ اه النا ْع َم اة غَايَةَ ال ُّ‬
‫قوله‪" :‬فَ ُ‬
‫ع ُم ًرا‪َ ،‬و َيجْ َعلَهُ ا ال ْس َعا اد َوا ال اد اه‬ ‫سأ َ َل اللهَ ت َ َعالَى أ َ ْن يُ َ‬
‫ط او َل لَه ُ ُ‬ ‫اج‪َ ،‬و َ‬ ‫ق َو ام ْن َه ٍ‬ ‫ط اري ٍ‬‫ْال َم ْولَى َو ُحس اْن َولَ اد اه كُ ُّل َ‬
‫َو اإ ْس َعافا اه ذ ُ ْخ ًرا"‪َ .‬‬

‫ض َّم ْ‬
‫ت أربع جمل‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫هذه الفقرة َ‬

‫اج‪.‬‬
‫ور َو ااِل ْبتا َه ا‬ ‫س ُر ا‬‫َوا ْبت َ َه َأ با َه اذ اه النا ْع َم اة غَايَةَ ال ُّ‬ ‫‪.1‬‬
‫ق َو ام ْن َه ٍ‬
‫اج‪.‬‬ ‫ان ْال َم ْولَى َو ُحس اْن َولَ اد اه كُ ُّل َ‬
‫ط اري ٍ‬ ‫س ا‬ ‫ض َح لَهُ افي شُ ْك ار اإحْ َ‬ ‫َوات َّ َ‬ ‫‪.2‬‬
‫ط او َل لَهُ عُ ُم ًرا‪.‬‬ ‫سأ َ َل اللهَ ت َ َعالَى أ َ ْن يُ َ‬ ‫َو َ‬ ‫‪.3‬‬
‫َويَجْ َعلَهُ ا ال ْس َعا اد َوا ال اد اه َو اإ ْس َعافا اه ذ ُ ْخ ًرا‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ظا ومعنى‬‫أما الجملة اْلولى‪ :‬فموصولة بما قبلها ( َفسُ َّر)؛ ِلتفاق الجملتين في الخبرية لف ً‬
‫س امي اه البَلغيون التوسط بين الكمالين مع‬
‫مع اِلتحاد في المسند إليه والتماثل في المسند‪ ،‬وهو ما ي ُ َ‬
‫عدم المانع من العطف‪.‬‬

‫وكذلَ الجملة الثانية والثالثة ُوصلت كل واحدة بما قبلها للسبَ نفسه‪ ،‬وهو التوسط بين‬
‫الكمالين؛ ِلتافاق الجمل في الخبرية لف ً‬
‫ظا ومعنى مع اتحاد المسند إليه‪.‬‬
‫"و َيجْ َعلَهُ ا ال ْس َعا اد َوا ال اد اه َو اإ ْس َعا اف اه ذ ُ ْخ ًرا" فمعطوفة على جملة (أ َ ْن يُ َ‬
‫ط او َل‬ ‫أما الجملة الرابعة َ‬
‫ثان (لسأل)‪ ،‬فيكون‬ ‫لَهُ عُ ُم ًرا)‪ ،‬وهي جملة لها محل من العراب في محل نصَ مفعول به ٍ‬
‫عطفها عليها من باب التشريَ في الحكم العرابي‪ ،‬أي أراد أن يُ ْع اطيَ َها المفعولية الواقعة على‬
‫ذخرا‪.‬‬
‫الجملة اْلولى لتكون من جملة ما سأل اللهَ تعالى به أن يجعله لسعاد والده وإسعافه ً‬

‫‪191‬‬
‫ملخصَماَسبذ‬

‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬بعد أن انتهينا من التنقيَ عن بعض مواطن الفصل والوصل في‬
‫ص ما قلناه ونجمع النظير إلى نظيره‪:‬‬
‫نلخ ْ‬
‫الرسالة‪ ،‬هيا بنا ا‬

‫ً‬
‫أوِل‪َ:‬مواضعَالفصلَفيَالرسالة‪َ :‬‬

‫سببَفصلها َ‬ ‫الجملة َ‬ ‫مَ‬


‫َك َما ُل ااِل ْن اق َ‬
‫طاعا اب ََل اإي َه ٍام‬ ‫ض َحى لَنَا‬ ‫َ‬
‫ق الَّذاي أ ْ‬ ‫الر ا‬
‫يَا َمالاََ ا‬ ‫‪َ2‬‬
‫طاعا اب ََل اإي َه ٍام‬‫َك َما ُل ااِل ْن اق َ‬ ‫ْال َم ْملُوكُ َي ْخد ُ ُم ْال َم ْولَى‬ ‫‪َ0‬‬
‫طاعا با ََل إاي َه ٍام‬ ‫َك َما ُل ااِل ْن اق َ‬ ‫ورا َمحْ ُمودًا‬‫أ َ ْبقَاهُ اللهُ تَعَا َلى اليَحْ يَا َم ْشكُ ً‬ ‫‪َ3‬‬

‫ثانيًا‪َ:‬مواضعَالوصلَفيَالرسالة‪َ :‬‬

‫سببَوصلها َ‬ ‫الجملة َ‬ ‫مَ‬


‫سبَ اة‬‫سطُ بَيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫الز َمانُ ُم َهنَّأ ً‬ ‫ي َّ‬ ‫َوبَقايتَ َما بَ اق َ‬ ‫‪َ2‬‬
‫سبَ اة‬ ‫ْ‬
‫سط بَيْنَ ال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ال ُمنَا َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫سا اد‬ ‫ْ‬
‫ش َمات َ اة ال ُح َّ‬ ‫َو ُوقايتَ ش ََّر َ‬ ‫‪َ0‬‬
‫س َب اة‬ ‫سطُ َبيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫ع ْرفًا ونَ ْش ًرا‬ ‫اب العُ ْر اف اه َ‬ ‫ط َ‬ ‫َوأ َ َ‬ ‫‪َ3‬‬
‫سبَ اة‬ ‫سطُ بَيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫الط ْلعَ اة أ َ ْز ًرا َوأَس ًْرا‬ ‫س اعي اد َّ‬ ‫شدَّ لَهُ با َولَ اد اه ال َّ‬
‫َو َ‬ ‫‪َ4‬‬
‫سبَ اة‬ ‫سطُ بَيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫ع ان القُلو ا‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وم َ‬ ‫ْ‬
‫س َّرى اب اه ال ُه ُم َ‬ ‫َو َ‬ ‫‪َ5‬‬
‫س َب اة‬ ‫سطُ َبيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫اء ْال َم َعا الي‬ ‫س َم ا‬ ‫َو َرفَ َع دَ َر َجتَهُ اإلَى َ‬ ‫‪َ6‬‬
‫الع َْرا ابي ا‬‫يَ افي ْال ُح ْك ام ْ ا‬ ‫صد ُ الت َّ ْش ار ا‬ ‫قَ ْ‬ ‫َويُ َه اني اه‬ ‫‪َ7‬‬
‫الع َْراباي ا‬ ‫يَ فاي ْال ُح ْك ام ْ ا‬ ‫صد ُ الت َّ ْش ار ا‬ ‫قَ ْ‬ ‫َويَ ْشكُ ُرهُ‬ ‫‪َ8‬‬
‫يَ فاي ْال ُح ْك ام ْ ا‬ ‫َوي ْ‬
‫الع َْرا ابي ا‬ ‫صد ُ الت َّ ْش ار ا‬ ‫قَ ْ‬ ‫ص َل لَهُ امنَ ااِل ْبتا َه ا‬
‫اج‬ ‫علَى َما َح َ‬ ‫ُط العُهُ َ‬ ‫‪َ9‬‬
‫س َب اة‬ ‫سطُ َبيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫ع ََلهُ‬‫ام اع َّزهُ َو ُ‬ ‫َوأَدَ َ‬ ‫‪َ 22‬‬
‫سبَ اة‬ ‫سطُ بَيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫َوأ َ ْعلَى نَجْ َمهُ‬ ‫‪َ 22‬‬
‫سبَ اة‬ ‫سطُ بَيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫َو َخلَّدَ ش ََرفَهُ َوبَ َهاهُ‬ ‫‪َ 20‬‬
‫سبَ اة‬ ‫سطُ بَيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫سنَاهُ‬ ‫سنَا َءهُ َو َ‬ ‫ف َ‬ ‫ع َ‬ ‫ضا َ‬ ‫َو َ‬ ‫‪َ 23‬‬
‫س َب اة‬ ‫سطُ َبيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫س َعادَ اة افي أ َ ابي اه‬ ‫َوأ َ َرانَا ام ْنهُ َما أ َ َرانَا امنَ ال َّ‬ ‫‪َ 24‬‬
‫سبَ اة‬ ‫سطُ بَيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫َوا ْبت َ َه َأ با َه اذ اه النا ْع َم اة‬ ‫‪َ 25‬‬
‫سبَ اة‬ ‫سطُ بَيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫ْ‬
‫ان ال َم ْولَى‬ ‫س ا‬ ‫ض َح لَهُ فاي شُ ْك ار اإحْ َ‬ ‫َوات َّ َ‬ ‫‪َ 26‬‬
‫س َب اة‬ ‫سطُ َبيْنَ ْال َك َمالَي اْن َم َع ُو ُجو اد ْال ُمنَا َ‬ ‫الت َّ َو ُّ‬ ‫ط او َل لَهُ عُ ُم ًرا‬ ‫سأ َ َل اللهَ ت َ َعالَى أ َ ْن يُ َ‬ ‫َو َ‬ ‫‪َ 27‬‬
‫الع َْراباي ا‬ ‫يَ فاي ْال ُح ْك ام ْ ا‬‫صد ُ الت َّ ْش ار ا‬ ‫قَ ْ‬ ‫َويَجْ عَلَهُ ا ال ْسعَا اد َوا ال اد اه َوإا ْسعَافا اه ذ ُ ْخ ًرا‬ ‫‪َ 28‬‬ ‫َ‬

‫نشاط َ‬
‫(تعاون‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬تعاونَم عَزمّلئكَفيَتعيينَمواطنَالفصلَوالوصل‪َ،‬غيرَماَسبذَذكرهَفيَ‬
‫الرسالةَالسابقة‪َ،‬مدونًاَماَتوصلتمَإليهَفيَكراسةَالنشاط‪َ َ.‬‬

‫َ‬

‫‪191‬‬
‫نشاط‬
‫( اقرأ وفكر واكتَ)‬ ‫َ‬

‫َ‬

‫عزيزي الطالَ ‪ ...‬اقرأ الرسالة السابقة قراءة متأنية‪ ،‬وحدد المعاني التي تضمنتها‪ ،‬وحاول‬
‫أن تتعرف كيف قَد ََّم شهاب الدين الحلبي التهنئة بالمولود ْلحد أمراء الدولة‪ ،‬في ثوب من‬
‫اْلساليَ الخبرية الممتعة‪ ،‬والحكم والقيم النبيلة‪ ،‬ثم اكتَ رسالة إلى أحد أقاربَ‪ ،‬تُقَ اد ُم له فيها‬
‫التهنئة بمولوده الجديد‪ ،‬مستفيدًا من الصور والمعاني واْلفكار الواردة في رسالة شهاب الدين‬
‫السابقة‪ ،‬ومراعيًا الخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الدُّ َ‬
‫عا َء للوالد والمولود‪.‬‬
‫‪ -‬ت َْز ايينَ الرسالة بآيات من القرآن والسنة واِلقتباس من معانيهما‪.‬‬
‫ص َر الجمل وتوازنها‪.‬‬
‫‪ -‬قا َ‬

‫َ‬ ‫َ‬

‫‪192‬‬
‫َ‬
‫تدريباتَ‬
‫َ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ َ...‬‬

‫أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪َ:2‬حددَالمقصودَبالوصلَوالفصل‪َ،‬معَالتمثيل‪َ .‬‬

‫‪........................................................................ ..............................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................... ..................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪َ: 0‬استخرجَمنَالرسالةَالسابقةَأربعَجملَلهاَمحلَمنَاإلعراب‪َ،‬وأخر َليسَلهاَمحلَ‬


‫اب‪َ،‬ودأو ْنهأاَبالجدولَالتالي‪َ .‬‬
‫أ‬ ‫منَاإلعر‬

‫السببَفيَذلك َ‬ ‫الجملَالتيَلهاَمحلَمنَاإلعراب َ‬ ‫مَ‬


‫‪َ2‬‬
‫‪َ0‬‬
‫‪َ3‬‬
‫‪َ4‬‬
‫السببَفيَذلك‬ ‫الجملَالتيَليسَلهاَمحلَمنَاإلعراب‬ ‫مَ‬
‫‪َ2‬‬
‫‪َ0‬‬
‫‪َ3‬‬
‫‪َ4‬‬
‫َ‬

‫س‪َ : 3‬استخرج َمن َالرسالة َالسابقة َثّلثة َمواضع َمن َمواضع َالوصل‪َ ،‬وثّلثة َأخر َمنَ‬
‫مواضعَالفصل‪َ،‬معَذكرَأسبابَالوصلَوالفصل‪َ،‬ثمَدأونْهأاَبالجدولَالتالي‪َ .‬‬

‫سببَوصلها َ‬ ‫منَمواضعَالوصلَبالرسالة َ‬ ‫مَ‬


‫‪َ2‬‬
‫‪َ0‬‬
‫‪َ3‬‬
‫‪َ4‬‬
‫سببَفصلها‬ ‫منَمواضعَالفصلَبالرسالة‬ ‫مَ‬
‫‪َ2‬‬
‫‪َ0‬‬
‫‪َ3‬‬
‫َ‬
‫‪193‬‬
‫الموضوعَالثاني َ‬
‫م أنَا ْل أمقأا أمةَالطاعونيةَل أج أّللَالدينَالسيوطيَ َ‬
‫أهدافَدراسةَالموضوع‪:‬‬
‫بعدَدراستيَلهذاَالموضوعَسوفَأكونَقادراَعلىَأن‪َ :‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫اَموجزا‪َ.‬‬ ‫فَب أج أّللَالدينَالسيوطيََتعريفً‬
‫عرَ أَ‬
‫أ أَ‬ ‫‪-2‬‬
‫أقرأَالمقامةَقراءةَمعبرةَعماَتضمنتهَمنَ أمعأانَ‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫أحددَالمعنىَالمعجميَللمفرداتَالواردةَبالمقامة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أستنتجَالمعنىَالسياقيَللمفرداتَبالمقامة‪َ.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أحددَالفكرةَالعامةَللمقامة‪َ.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أستخرجَالفكارَالرئيسةَالمتضمنةَبالمقامة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أستنبطَبعضَالقيمَالمتضمنةَبالمقامة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أستنبطَمنَالمقامةَمواضعَاإليجازََبالحذف‪َ،‬وأحللها‪َ.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أستنبطَمنَالمقامةَمواضعَاإلطناب‪َ،‬وأحللها‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫َأستنبطَمنَالمقامةَمواضعَالمساواة‪َ،‬وأحللها‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫َ‬

‫‪194‬‬
‫النصََالثاني َ‬

‫منأ َا ْل أمقأا أمةَالطاعونيةَلج أأّللَالدينَالسيوطيَ(‪922‬هـ) َ‬


‫ً‬
‫أوِل‪َ:‬الدب َ‬
‫َ أمقأا أماتَالسيوطَيَ‬
‫َ‬
‫نحوا ولغةً‪ ،‬وأدبًا وتاري ًخا‪،‬‬
‫كبيرا؛ فقد حوت ً‬ ‫ً‬ ‫ع السيوطي في موضوعات مقاماته تنوي ًعا‬ ‫ن ََّو َ‬
‫وتفسيرا وحديثًا‪ ،‬وسيرة ذاتيَّةً‪ ،‬ونقدًا ووص ًفا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وطبًّا وفق ًها‪،‬‬
‫َاز من الموضوعات القريبة لنفس السيوطي‪ ،‬فكتَ مقامته‬ ‫اجي ا َو ْاْل َ ْلغ ا‬
‫لقد كان موضوع ْاْل َ َح ا‬
‫"اْلسيوطية" في اْللغاز النحوية‪ ،‬ومقامته "المكية" في اْللغاز الفقهية‪.‬‬
‫ََ مقامته "قمع ال ُمعارض في نُصرة ابن الفارض"‪ ،‬فذكر أنه من الفقهاء‬ ‫وفي التصوف َكت َ‬
‫العلماء‪ ،‬والشع راء المطبوعين‪ ،‬وما أشكل من شعره يحتاج إلى تأويل‪ .‬ومع ذلَ حمل بشدة في‬
‫أكثر من موضع من مقاماته على أدعياء التصوف في عصره الذين راموا الشهرة‪َ ،‬وادَّ َ‬
‫ع ْوا ما‬
‫ليس لهم به من علم‪ ،‬واتخذوا من اسم التصوف مطية يركبونها لتحقيق مآربهم‪.‬‬
‫اص ْال َوضَّاعاينَ ال ْل َحدايثا‪ ،‬الذين يروون‬ ‫اش" ْالقُ َّ‬
‫ص َ‬ ‫علَى ْالقَ َّ‬
‫ش ا‬ ‫اش َ‬ ‫كما حارب في مقامته ْ‬
‫"ال َفت َّ ُ‬
‫القص ذريعةً ال ْلكُدْ َي اة‪ ،‬ويجتمع في مجالس وعظهم‬ ‫َّ‬ ‫ويوجهون العامة والسوقة‪ ،‬ويتخذون‬ ‫ا‬ ‫اْلباطيل‪،‬‬
‫الرجال والنساء‪.‬‬
‫وناقش قضية السرقات التأليفية في مقاماته "الفارق بين المصناف والسارق"‪ ،‬و"الكاوي في‬
‫تاريخ السخاوي"‪ ،‬و"ساحَ سيف على صاحَ حيف"‪.‬‬
‫وتناول النقد السياسي في مقاماته "الرياحين"‪ ،‬و"المسكية"‪ ،‬و"الياقوتية"‪ ،‬ليس بطريقة‬
‫تقريرية مباشرة‪ ،‬ولكن بطريقة رمزية‪.‬‬
‫وتضمنت "المقامة اللؤلؤية في اِلعتذار عن ترك الفتيا والتدريس‪ ،‬و"مقامة اِلستنصار‬
‫بالواحد القهار" جوانَ من سيرته الذاتية‪.‬‬
‫كما أفرد للوصف أربع مقامات‪ ،‬هي‪" :‬مقامة بلبل الروضة"‪" ،‬التفاحية"‪ ،‬الفستقية"‪،‬‬
‫"الزمردية" ‪ ...‬إلى غير ذلَ من الموضوعات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫هذا التنوع في الموضوعات يعود إلى عدة أسباب‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫أن السيوطي سار في أغلَ مقاماته على خطة المقالة‪ ،‬مما أعطاه حرية في تناول‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫الموضوعات المختلفة‪ ،‬وجعله في اح ٍل من التقيد بشخصية البطل والراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬أن مقاماتا اه ارتبطت بمناسبات وظواهر‪ ،‬وهذه المناسبات متجددة غير محدودة‪ ،‬فالسيوطي لم‬
‫صا وعَل ًجا لظواهر تفشت‬ ‫يكن غائبًا عن عصره ومجتمعه في مقاماته‪ ،‬فجاء بعضها تشخي ً‬
‫في ذلَ العصر‪.‬‬
‫‪ -3‬ثقافته الموسوعية‪ ،‬وباعه الطويل في كثير من الفنون‪ ،‬وخبرته الوثيقة بالمصادر‪ ،‬وذكاؤه‬
‫صبَةً يستمد منها عند الحاجة‪.‬‬ ‫الحاد‪ ،‬وسعة محفوظه‪ ،‬كل ذلَ وفر له مادة اخ ْ‬

‫‪195‬‬
‫‪ -4‬مواقف السيوطي من سَلطين المماليَ والخليفة العباسي وعلماء عصره‪ ،‬واعتبار نفسه‬
‫المجدد للد ين على رأس المائة التاسعة‪ ،‬وشجاعته اْلدبية‪ ،‬وحساسيته الزائدة‪.‬‬
‫وحافزا له على طرح‬ ‫ً‬ ‫هذه اْلسباب كانت باعثًا للسيوطي على التنويع في مقاماته‪،‬‬
‫موضوعات جديدة لم تَد ُْر فاي َخلَ اد َم ْن َ‬
‫سبَقَهُ من المقاميين‪.‬‬
‫أن له أهدافًا من وراء إنشائها‪ ،‬أهمها‪ :‬التدلي ُل على‬ ‫والمتأمل في مقامات السيوطي يدرك َّ‬
‫وإظهار اِلقتدار – النقد – الصَلح اِلجتماعي – َردُّ مطاعن خصومه وتبرئة نفسه مما‬ ‫ُ‬ ‫البراعة‬
‫ي به‪.‬‬
‫ُر ام َ‬
‫لقد جدَّد السيوطي في مقاماته‪ ،‬ومن أبرز مظاهر هذا التجديد‪:‬‬
‫ي من قبل‪ ،‬مثل‪ :‬النقد‬ ‫ت جديدة ً لم يطرقها مقام ٌّ‬ ‫‪ -1‬جدد في موضوعاتها‪ ،‬إذ تناول موضوعا ٍ‬
‫التاريخي‪ ،‬السرقات التأليفية‪ ،‬السيرة الذاتية‪.‬‬
‫‪ -2‬جدَّد في أهدافها‪ ،‬فبعد أن انحصرت أهداف أغلَ المقاميين في إثبات المقدرة أو التعليم أو‬
‫الوعظ‪ ،‬نجد أن السيوطي هدف في مقاماته إلى النقد‪ :‬نقد الحكم والقضاء والعلماء والعامة‬
‫المتصوفة‪ ،‬كما هدف إلى تصوير عصره وبيئته‪ ،‬وإلى الصَلح اِلجتماعي‪.‬‬
‫وشعرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬جدَّد في الطريقة التعليمية حيث حشد في بعض مقاماته حديثًا وفق ًها وطبًّا‬
‫حوارا بين الرياحين والزهور‪ ،‬فإذا هي تنطق وتتحدث‪ ،‬وتتحرك وتعمل‪ ،‬مما يدل على‬ ‫ً‬ ‫‪ -4‬أقام‬
‫خيال صاف ولطف في الدراك‪.‬‬
‫‪ -5‬أدرك السيوطي العََلقة بين اْلديَ والوسط الذي يعيش فيه‪ ،‬فجاءت مقاماته صورة واضحة‬
‫لشخصه وبيئته وعصره‪.‬‬

‫نشاط َ‬

‫(ابحثَ‪َ-‬واستنتج) َ‬

‫ابحثَفيَمراجعَالنقدَاإللكترونيةَعنَرأيَالنقادَفيَمكانةَالسيوطيَالدبية‪َ،‬والسبابَالكامنةَ‬
‫وراء َتفوقه َفي َمجال َالنثر َعامة‪َ ،‬وفن َالمقامات َخاصة‪َ ،‬ثم َدأو ْن َما َاستنتجته َفي َكراسةَ‬
‫النشاط‪َ .‬‬

‫َ‬

‫‪196‬‬
‫ثأانيًا‪َ:‬النصوصَ‬
‫ت أ ْر أج أمةَالسيوطيَ‪:‬‬
‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫نسبه ‪ :‬ه َُو جَلل الدين عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر‬
‫عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصَلح أيوب بن ناصر‬
‫الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيري اْلسيوطي(‪.)2‬‬
‫كان جده اْلعلى (همام الدين) من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطريق‪َ ،‬و َم ْن دونه كانوا من‬
‫ي ْال اح ْسبَةَ بها‪ ،‬ومنهم من كان‬ ‫ي ْال ُح ْك َم ببلده‪ ،‬ومنهم من َو ال َ‬‫أهل الوجاهة والرياسة؛ فمنهم من َو ال َ‬
‫تاجرا‪ ،‬ومنهم من كان ذا مال‪ ،‬قال السيوطي‪ :‬وِل أعرف منهم َم ْن َخدَ َم العلم َح َّق الخدمة إِل‬ ‫ً‬
‫والدي‪.‬‬
‫ُو الدَ أبوه في أ َ ْسيُوطَ في صعيد مصر سنة ست أو سبع وثمانمائة‪ ،‬ثم قدم إلى القاهرة سنة‬
‫ن اَيفٍ وعشرين وثمانمائة‪ ،‬وسمع "صحيح مسلم" على الحافظ ابن حجر العسقَلني‪.‬‬
‫مولدهَوحياته‪َ :‬و ُو الدَ جَلل الدين في القاهرة سنة تسع وأربعين وثمانمائة‪ ،‬ونشأ يتي ًما بعد‬
‫وفاة والده سنة خمس وخمسين وثمانمائة‪ ،‬وكان كمال الدين بن الهمام وصيًّا عليه‪ ،‬فتعهده‬
‫بالرعاية والتعليم‪.‬‬
‫َ السيوطي ذكا ًء َم َّكنَهُ من حفظ القرآن وهو دون ثماني سنين‪ ،‬ثم حفظ ً‬
‫كثيرا من المتون‬ ‫ُو اه َ‬
‫والكتَ في الفقه والنحو واللغة وغيرها من الفنون‪ ،‬ودرس على كثير من علماء مصر والشام‬
‫والحجاز‪.‬‬
‫من أشهر شيوخه‪ :‬شهاب الدين الشارمساحي‪ ،‬وعلم الدين البُلقيني‪ ،‬وشرف الدين ال ُمناوي‪،‬‬
‫ومحيي الدين الكافيجي‪.‬‬
‫أجيز السيوطي بالتدريس في مستهل سنة ‪866‬هـ‪ ،‬وتصدى لإلفتاء من سنة ‪871‬هـ‪ ،‬وفي‬
‫ي تدريس الحديث في المدرسة الشيخونية‪ ،‬ووصل إلى رتبة اِلجتهاد سنة‬ ‫سنة ‪877‬هـ َو ال َ‬
‫‪888‬هـ‪ ،‬وفي سنة ‪891‬هـ تم تعيينه في مشيخة الخانقاه البيبرسية‪ ،‬ثم اشتد خَلفه مع السخاوي‬
‫وابن الكركي وغيرهما‪ ،‬فازداد خصومه‪.‬‬
‫وفي سنة ‪912‬هـ عهد إليه الخليفة المتوكل على الله عبد العزيز بوظيفة قاضي القضاة‪،‬‬
‫فَش ََّق ذلَ على القضاة‪ ،‬وكادت تكون فتنة كبيرة‪ ،‬فَ َر َج َع الخليفة عن ذلَ‪.‬‬
‫ثم ثار صوفية الخانقاه البيبرسية في سنة ‪913‬هـ على شيخهم جَلل الدين السيوطي‪،‬‬
‫وحملوه بأثوابه ورموه في الفسقية وكادوا يقتلونه‪ ،‬ثم اختفى السيوطي في سنة ‪916‬هـ عندما‬
‫تطلبه السلطان العادل طومان باي ليفتَ به‪ ،‬وظل مختفيًا مدة سلطنة طومان باي (وهي مائة‬
‫يوم)‪.‬‬
‫صبَ ٍة مليئة بالنشاط العلمي والمناصَ العلمية‪.‬‬ ‫توفي السيوطي سنة ‪911‬هـ‪ ،‬بعد حياة اخ ْ‬

‫‪197‬‬
‫ضيَّة في شرح‬‫ومن أبرز مؤلفاته‪ :‬التقان في علوم القرآن‪ ،‬واْلشباه والنظائر‪ ،‬والبهجة ْال َم ْر ا‬
‫اْللفية‪ ،‬وتدري َ الراوي في شرح تقريَ النواوي‪ ،‬وجمع الجوامع (الجامع الكبير) وشرحه (همع‬
‫الهوامع)‪ ،‬وحسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة‪ ،‬والدر المنثور في التفسير بالمأثور‪،‬‬
‫والديباج على صحيح مسلم بن الحجاج‪ ،‬ولباب النقول في أسباب النزول‪ ،‬والمزهر في علوم‬
‫اللغة‪ ،‬والمقامات‪.‬‬

‫سبأةَا ْل أمقأا أمة‪:‬‬


‫منأا أ‬
‫َ‬
‫شه دت مصر عبر تاريخها الطويل عددًا من الحوادث والكوارث واْلوبئة واْلزمات‪ ،‬كان‬
‫سبع وتسعين وثمانمائة من الهجرة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أحدَها هذا الطاعو ُن الذي َح َّل بالديار المصرية في أول سن اة‬
‫فكتَ السيوطي مقامته هذه‪ ،‬واص ًفا أحوال الناس بعد حلوله‪ ،‬وبعد رفعه‪.‬‬
‫عب ََّر به كل من الطبيَ والمقرئ والمحدث والفقيه واْلصولي‬ ‫وفيها ذكر السيوطي ما َ‬
‫س َّمى الت َّ ْو اجيهَ ‪ -‬حين‬
‫والنحوي والصرفي والبليغ بألفاظه ومصطلحاته التي يستعملها في فنه – َويُ َ‬
‫نزول الوباء وبعد أن رفعه الله‪.‬‬
‫وهي مقامة طويلة اخترنا لَ شيئًا منها‪.‬‬
‫ََ‬

‫‪198‬‬
‫نأصَا ْل أمقأا أمة‪:‬‬
‫الر احي ام‬
‫الرحْ َم ان َّ‬
‫باس اْم الل اه َّ‬

‫[الرحْ َمن‪،]27 ،26 :‬لَ َّما َكانَ افي أ َ َّو ال‬ ‫ﱡﭐﱥﱦﱧﱨﱩﱪ ﱫﱬﱭﱮﱯ ﱰﱠ َّ‬
‫وم‪،‬‬ ‫الر ا‬ ‫الطاعُونَ قَ اد ا ْنتَش ََر فاي با ََل اد ُّ‬ ‫ار باأ َ َّن َّ‬ ‫ع ان ْاْل َ ْخيَ ا‬ ‫ار َ‬‫ت ْاْل َ ْخبَ ُ‬ ‫سب ٍْع َوتا ْسعاينَ َوث َ َمانا امائَةٍ‪َ ،‬و َردَ ا‬ ‫سنَ اة َ‬ ‫َ‬
‫سنَ ًة َل ْم‬ ‫ع ْش َرة َ َ‬‫س َ‬ ‫ون نَحْ ُو خ َْم َ‬ ‫َّ‬
‫وم‪َ ،‬و َكانَ اللطاعُ ا‬ ‫ص اريَّ َة َو َي ُر َ‬ ‫ْ‬
‫اميَّ َة َوال ام ْ‬ ‫ش ا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صدَ اد أ ْن َيط ُرقَ ال اب ََلدَ ال َّ‬ ‫َ‬
‫َوأنَّهُ اب َ‬
‫صو ال اه إالَى ْالبا ََل اد ْال َحلَبايَّ اة‬ ‫ط َري اْن‪ ،‬ث ُ َّم َجا َء ْال َخبَ ُر با ُو ُ‬ ‫ص َري اْن‪َ ،‬و َِل أَنَا َخ ار َكابَهُ با َهذَي اْن ْالقُ ْ‬ ‫ط ُر ْق َهذَي اْن ْال ام ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ص َر‪ ،‬فَتَنَقَّ َل فاي‬ ‫علَ ْي اه ُم ْ ا‬
‫ال ْ‬ ‫وم اه َ‬‫ف هُ ُج ا‬ ‫ص َر‪َ ،‬وت َ َح َّملُوا ام ْن خ َْو ا‬ ‫اس باد ُ ُخو ال اه ام ْ‬ ‫ف النَّ ُ‬ ‫ش ْه َري اْن‪ ،‬فَأ َ ْر َج َ‬ ‫بَ ْعدَ َ‬
‫ع ْن د ُ ُخو ال اه‬ ‫ض‪ ،‬فَفَاتَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سنَنا اه ال ُم ْعت َا اد بَ ْل أ ْبدَلَهُ اب َن ْق ٍ‬ ‫علَى َ‬ ‫ض‪َ ،‬ولَ ْم يَس ْار َ‬ ‫اميَّ اة د ُونَ بَ ْع ٍ‬
‫ش ا‬ ‫ْ‬
‫ض ال اب ََل اد ال َّ‬ ‫بَ ْع ا‬
‫ضى َو ْقتُ طُ ُروقا اه َوأ َ َوانُهُ‪.‬‬ ‫ص َر إابَّانُهُ‪َ ،‬و َم َ‬ ‫ام ْ‬

‫الر ْملَةَ َو َِل غ ََّزة َ‪ ،‬فَ َه َّز أ َ ْهلَ َها‬


‫ْس َو َِل َّ‬ ‫طيَا قَ ْفزَ ةً‪َ ،‬ولَ ْم يَدْ ُخ ال ْالقُد َ‬ ‫ث ُ َّم َو َردَ ْال َخبَ ُر ابأَنَّهُ قَفَزَ إا َلى قَ ْ‬
‫الر َّزةا‪ ،‬ث ُ َّم َمشَى َحتَّى دَ َخ َل ْالخَا ْن َكا ْه فَزَ ْلزَ َل أ َ ْهلَ َها‪َ ،‬واجْ ت َّ‬
‫َث‬ ‫ه ََّزةً‪َ ،‬و َب َرزَ لَ ُه ْم بَ ْرزَ ةً‪َ ،‬وأَدْ َخلَ ُه ْم تَحْتَ َّ‬
‫ف‬ ‫عدَد ُ ْال َم ْوت َى فاي َها كُ َّل يَ ْو ٍم ث َ ََلث َ امائَةٍ‪َ ،‬وه َُو فاي اخ ََل ال ذَلاََ يَتَخ َّ‬
‫َط ُ‬ ‫صلَ َها‪َ ،‬وأ َ َخذَهَا فائَةً بَ ْعدَ فائَةٍ‪َ ،‬وبَلَ َغ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ت لَهُ‬ ‫اس بَيْنَ ُمثْبا ٍ‬ ‫ظا اه ٍر َوخَافٍ ‪َ ،‬والنَّ ُ‬ ‫ْث إانَّهُ بَيْنَ َ‬ ‫يَل‪ ،‬با َحي ُ‬ ‫ط ْرقًا َج ام ً‬ ‫ط ُرقُ ُه ْم َ‬ ‫يَل‪َ ،‬ويَ ْ‬ ‫فاي ْالقَا اه َرةا قَ ال ً‬
‫الط ْع ُن َب ْعد َ‬‫ظ َه َر َّ‬ ‫ش َب َكةَ‪ ،‬فَ َ‬
‫اس ال َّ‬ ‫علَى النَّ ا‬‫ف ُج َمادَى ْاْلُولَى أ َ َخذ َ افي ْال َح َر َك اة‪َ ،‬وطَ َر َح َ‬ ‫ص َ‬ ‫َونَافٍ ‪ ،‬فَلَ َّما ا ْنت َ َ‬
‫َخفَائا اه‪َ ،‬وشُ اه َر با َوفَائا اه با َوا او اه َوفَائا اه‪.‬‬

‫حْرا َو َب ًّرا‪َ ،‬و َك ْم أ َ ْخلَى‬ ‫اس بَ ً‬ ‫اث فاي النَّ ا‬ ‫ع َ‬ ‫َف َل َّما ا ْست َ َه َّل ُج َمادَى ْاآل اخ َرة ُ َه َج َم ْال َهجْ َم َة ْال ُكب َْرى‪َ ،‬و َ‬
‫ت بَيْنَ كُ ال إا ْلفَي اْن‪َ ،‬وبَلَ َغ‬ ‫ص ًرا‪َ ،‬و َم َأل َ قَب ًْرا‪ ،‬فَأ َ َخذ َ ْالبَناينَ َو ْالبَنَاتا‪َ ،‬و ْال افتْيَانَ َوا ْلفَتَيَاتا‪َ ،‬و َج َم َع فاي ْال َم ْو ا‬ ‫قَ ْ‬
‫ض ْعفَي اْن‪.‬‬ ‫ض ْعفٍ أ َ ْو ا‬ ‫عدَد ُ ْال َم ْوت َى افي كُ ال َي ْو ٍم أ َ ْز َيدَ ام ْن أ َ ْلفَي اْن‪َ ،‬و اقيلَ‪ :‬أ َ ْكث َ ُر ام ْن ذَلاََ اب ا‬
‫َ‬
‫س‪َ ،‬و ام ْن َج َوا اه َر َج َو ٍار ُخنَّ ٍس‪َ ،‬كأَنَّ ُه َّن ْال َج َو ااري‬ ‫ع َرائا َ‬ ‫ت َ‬ ‫س‪َ ،‬و ام ْن بَنَا ٍ‬‫فَ َك ْم أ َ َخذَ ام ْن بَناينَ نَفَائا َ‬
‫ت لَ ُه ُم‬
‫س َعادَةُ‪َ ،‬و اسيقَ ْ‬ ‫ت لَ ُه ُم ال َّ‬ ‫َ َرا اس َخةُ قَدَ ٍم‪َ ،‬‬
‫س َبقَ ْ‬ ‫َ َوالت َّ ْهذاي ا‬‫ع ابي ٍد َو َخد َ ٍم‪ ،‬لَ ُه ْم فاي التَّأْداي ا‬
‫س‪َ ،‬و ام ْن َ‬ ‫ْالكُنَّ ُ‬
‫سا ام ْن‬‫سقَتْ ُه ْم اع ْندَ ْالغ َْرغ ََرةا َكأ ْ ً‬
‫سعَادَةٍ َ‬‫ضا ُء ْال َمحْ تُو ُم‪َ ،‬و َ‬‫ش َهادَةٍ َجا َء با َها ْالقَ َ‬‫ش َهادَةُ؟! فَأ َ ْك ار ْم با َها ام ْن َ‬ ‫ال َّ‬
‫ق َم ْخت ُ ٍ‬
‫وم!‬ ‫َر احي ٍ‬
‫ث ُ َّم قَالَ‪:‬‬

‫ع ْن‬‫ب إا ْن كُ ْنت ُ ْم ت َ ْس َمعُونَ ‪َ ،‬و َِل ت َ ْغفُلُوا َ‬ ‫علَى ُحس اْن ْال اخت اَام‪َ ،‬واتَّقُوا اللهَ يَا أُو الي ْاْل َ ْلبَا ا‬ ‫فَ ْال َح ْمد ُ لل اه َ‬
‫ي فُ ْس َحة لَكُ ْم لَ َعلَّكُ ْم تَذَ َّك ُرونَ‬ ‫ع اة الل اه اإ ْن كُ ْنت ُ ْم افي َمثُو َب ات اه ت ْ‬
‫َط َمعُونَ ‪َ ،‬و َِل تَغُ َّرنَّكُ ُم ْال ُم ْهلَةُ؛ فَإانَّ َما اه َ‬ ‫طا َ‬ ‫َ‬
‫ام ار الل اه َو َرسُو ال اه ﷺ يَت َّ ابعُونَ ‪،‬‬ ‫آخ ُركُ ْم ابأ َ َّو الكُ ْم فَطُوبَى القَ ْو ٍم يَ ْفقَ ُهونَ َو َيعُونَ ‪َ ،‬و اْل َ َو ا‬
‫سيَ ْل َح ُق ا‬
‫َوت َ ْنت َ افعُونَ ‪َ ،‬و َ‬
‫(‪)1‬‬ ‫ﱡﭐﲆﲇ ﲈﲉ ﲊﲋﲌﲍ ﲎ ﲏ ﱠ ْ‬
‫[القَ َ‬
‫صص‪]88 :‬‬

‫‪199‬‬
‫أمعأانيَا ْلم ْف أردأاتََ أوالت أراكيب‪:‬‬
‫َ‬

‫أاَو ْفذأَالسيأاَْ َ‬ ‫ا ْلم أرادَبه أ‬ ‫ا ْلكأل أمة‪َ/‬الت ْركيبَ َ‬


‫بَلد واسعة‪ ،‬مشارقهم وشمالهم الترك والروس والخزر‪ ،‬وجنوبهم الشزام‬ ‫بّلدَالروم َ‬
‫الرقَّزةُ والشزامات كلهزا‬
‫والسكندرية‪ ،‬ومغاربهم البحر واْلنزدلس‪ ،‬وكانزت َّ‬
‫طا اك َيزةُ دار ملكهزم إلزى أن نفزاهم‬ ‫تعد في حدودهم أيام اْلكاسرة‪ ،‬وكانت أ َ ْن َ‬
‫المسلمون إلى أقصى بَلدهم ‪.‬‬
‫يجيء ليَل‬ ‫يطرْ َ‬
‫أبركها‪ ،‬وهو هنا مجاز عن النزول والقامة‬ ‫أناخَركابه َ‬
‫يس والروم وديار بكر وبريزة العزراق‪،‬‬ ‫أوسع الشام بَلدًا‪ ،‬متصلة ببَلد اس َ‬ ‫البّلدَالحلبية َ‬
‫وأعمالها على ثَلثة أقسام‪:‬‬
‫القسم اْلول‪ :‬ما هو داخل في حدود بَلد الممالَ الشامية‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬بَلد اْلرمن‪.‬‬
‫القسم الثالث‪:‬البَلد المجاورة للفرات من شرقيه من بَلد الجزيرة الواقعة‬
‫بين الفرات ودجلة‪.‬‬
‫خاضوا في أخبار الفتن ونحوها من اْلخبزار السزيئة‪ ،‬وهزم الزذين يولزدون‬ ‫أرجفَالناس َ‬
‫اْلخبار الكاذبة التي يكون معها اضطراب في الناس‪.‬‬
‫الثم والعقوبة أو العهد الثقيل‬ ‫اإلصر َ‬
‫َّ‬
‫الط اريقَةُ‬ ‫السنأنَ َ‬
‫َو ْقتُهُ َو احينُهُ الَّذاي َيكُونُ افي اه‬ ‫إبانهَ َ‬
‫قرية في طريزق مصزر وسزط الرمزل قزرب الفَ َر َمزا (الفرمزا‪ :‬إحزدى المزدن‬ ‫قأ ْطيأا َ‬
‫الززثَلث لمنطقززة بورسززعيد القديمززة)‪ ،‬وهززذه القريززة انززدثرت ولززم يبززق إِل‬
‫أطَللهززا فززي الطريززق بززين القنطززرة والعززريش فززي الجنززوب الشززرقي مززن‬
‫محطة الرمانة‪ ،‬وعلى بعد عشرة كيلو مترات منها‪.‬‬
‫ثَلث مدن اب افلَس ا‬
‫ْطينَ‬ ‫غزةَ َ‬ ‫َو أ‬‫َوالر ْملأة أ‬ ‫ا ْلقدْس أ‬
‫ْال َحدايدَة ُ الَّ اتي يُدْ َخ ُل افي َها ْالقُ ْف ُل‬ ‫الرزةَ َ‬
‫مدينززة تابعززة لمحافظززة القليوبيززة بمصززر‪ ،‬وهززي فززي اْلصززل دار للصززوفية‬ ‫ا ْل أخا ْنكأا َْه َ‬
‫أنشأها الملَ الناصر محمد بن قَلوون‪ ،‬ثم بنى بجوارها مسزجدًا وبيوتًزا‪،‬‬
‫الناس حولها حتى صارت بلدة كبيرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ع َّم َر‬
‫َو َ‬
‫أخذ بغير رفق‪ ،‬أو أفسد‬ ‫ع أَ‬
‫أاث َ‬
‫الذي تألفه‬ ‫ْاإل ْلفَ َ‬
‫جمع خانسة‪ ،‬وهي التي تخنس؛ أي‪ :‬تختفي‬ ‫سَ‬ ‫خن ٌَ‬
‫سهُ‪ ،‬وهو البيزت الزذي يتخزذه‬ ‫ْي‪ :‬إذا دخل اكنَا َ‬ ‫َّ‬
‫َس الظب ُ‬ ‫جمع كانسة‪ ،‬يقال‪َ :‬كن َ‬ ‫سَ‬ ‫كن ٌَ‬
‫للمبيزت‪ ،‬وهزي أوصززاف مجازيزة ُوصززفت بهزا الكواكزَ؛ ْلنهززا تكزون فززي‬
‫النهار مختفية عن اْلنظار‪ ،‬فشُبهت بالوحشية المختفية في شجر ونحوه‪.‬‬
‫بمعنى البراعة واِلستكثار منه‬ ‫لهمَفيَالتأديبَ‬
‫والتهذيبَراسخةَقأدأمَ َ‬
‫اسم للخمر الصافية الطيبة‬ ‫الرحيذ َ‬
‫المسدود إناؤه‬ ‫المختوم َ‬
‫النظار وعدم العجلة‬ ‫ا ْلم ْهلأةَ َ‬

‫‪211‬‬
‫نشاط َ‬
‫(ابحثَ‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫منَخّللَالسياْ‪َ،‬أوَبالبحثَفيَأحدَمعاجمكَالورقيةَأوَاإللكترونية‪َ،‬تعرفَمعانيَالمفرداتَ‬
‫والتراكيبَالتالية‪َ :‬‬
‫يروم َ‬
‫اجْ تأثَ َ‬
‫الغرغرة َ‬
‫ََ‬
‫المثوبة َ‬

‫‪211‬‬
‫َ ا ْل أم ْعنأىَا ْلعأام‪:‬‬

‫ع َّز‬ ‫ُ‬
‫الخالق َ‬ ‫ي بهذا الخبر الثابت‪ ،‬وهو أن ك َّل شيء إلى زَ وا ٍل وفَناءٍ ‪ ،‬وِل يَ ْبقَى إِل‬ ‫بدأ السيوط ُّ‬
‫و َجلَّ‪ ،‬واستَدَ َّل على ذلَ بالقرآن الكريم الذي ِل يأتيه الباط ُل من بين يديه وِل من خلفه تنزيل من‬
‫ث روح الصبر في‬ ‫سلَفًا من جهة‪ ،‬ولبَ ا‬ ‫حكيم حميدٍ؛ وذلَ للتأكيد على الحقيقة ال ُمشار إليها َ‬
‫ع َّم هانَ ‪ ،‬وهذا من براعة‬ ‫َ إذا َ‬ ‫َط ُ‬‫وللرضا بقضاء الله وقَدَ اره من جه ٍة أخرى؛ فالخ ْ‬ ‫طباين‪ ،‬ا‬ ‫المخا َ‬
‫اِلستهَلل‪.‬‬
‫ف تاريخ وقوع الطاعون ببَلد الروم وانتشاره بها‪ ،‬وأنه في طريقه للبَلد الشامية‬ ‫المؤل ُ‬‫ا‬ ‫وبَيَّن‬
‫ط َريْن خمس عشرة سنةً‪.‬‬ ‫أن غاب عن هذين القُ ْ‬ ‫والمصريَّة‪ ،‬بعد ْ‬
‫س َببًا في‬ ‫كبير من بَلد الشام (حلَ)؛ فكان ذلَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫أن الوباء َح َّل بعد شهرين بجزءٍ‬ ‫ثم ذَ َك َر َّ‬
‫اْلخبار بينهم أن الطاعون‬ ‫ُ‬ ‫ب وال َه ام والغَ ام بين أهل مصر الذين شاعت‬ ‫وقوع الخوف والفَزَ ع وال َك ْر ا‬
‫طفُه بعباده؛ فلم‬ ‫الغيَ اإ َِّل اللهُ؛ فكان لُ ْ‬
‫َ‬ ‫سيدخل مصر ِل َمحالةَ كما دخل بَلدَ الشام‪ ،‬لكن ِل يعلم‬
‫َجاوزَ ها إلى غيرها من البَلد‪.‬‬ ‫أرض مصر في بداياته‪ ،‬بل ت َ‬ ‫َ‬ ‫يَدخل الوبا ُء‬
‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫ظ َّل الوبا ُء يتن َّقل في البَلد ويفتَ بأهل بعض البَلد ب اشدَّةٍ ويفتَ بأهل بعضها اآلخر‬ ‫و َ‬
‫أَقَلَّ‪ ،‬حتى دخل بعض المدن المصرية (الخانكاه) فكان الخطَ فيها شديدًا‪ ،‬أما أهل القاهرة فكانوا‬
‫قليَل‪ ،‬حتى إن الناس فيها كانوا في اختَلفٍ من‬ ‫تعرضوا للفَتَْ من الوباء ً‬ ‫في هذه ال ُمدة من الذين َّ‬
‫أمره؛ فهناك من يقول بوقوع الوباء‪ ،‬وهناك من ينفي وقوعه!!‬
‫فلما انتصف شهر جمادى اْلولى من سنة سبع وتسعين وثمانمائة اشتدَّ الوبا ُء‪ ،‬وحين بدأ‬
‫ط َوتُهُ‪ ،‬وهَجم هَجْ مت َه الكُب َْرى على الناس بَ ًّرا‬ ‫س ْ‬ ‫ْ‬
‫وظهرت َ‬ ‫شهر جمادى اآلخرة ازدادت اشدَّتُه‪،‬‬
‫أن َهلَََ كثير من الناس ما بين بنين وبنات وفاتيان وفتيات ورجال‬ ‫وبحرا‪ ،‬وكان من نتيجة ذلَ ْ‬ ‫ً‬
‫ونساء‪ ،‬وبلغ عدد الموتى في اليوم أكثر من ألفين‪ ،‬وقيل‪ :‬بل أربعة آِلف أو ستة آِلف‪ ،‬حتى إن‬
‫الناظر يرى نصف أهل القاهرة أو أكثر قد هلَ بسبَ ذلَ الوباء!!‬
‫ت لهم‬ ‫س َبقَ ْ‬‫ض ْوا في هذا الوباء من الذين َ‬ ‫ويرى الكاتَ ‪ -‬بثقافته السَلمية ‪ -‬أن هؤِلء الذين قَ َ‬
‫ش اهيد ‪ -‬وكأنه بذا يُخ اَفف على‬ ‫جْر ال َّ‬‫أي‪ :‬لهم أ َ ُ‬
‫ش ْرع شُهداء – ْ‬ ‫سعادةُ؛ فهم في نظر ال َّ‬ ‫ال ُح ْسنَى وال َّ‬
‫الرضا بقضائه‬ ‫بالرضا؛ لينالوا جزاء الله على ذلَ ا‬ ‫صيبة‪ ،‬ويدعوهم ِلستقبالها ا‬ ‫الناس َو ْق َع ال ُم ا‬
‫وقدره!!‬
‫اس بت َ ْق َوى‬ ‫ويذكر النَّ َ‬
‫ا‬ ‫الختام‪،‬‬
‫ثم يختم الكاتَ َمقا َمت َه بهذا الختام الذي يحمد الله فيه على ُحسْن ا‬
‫الله‪ ،‬وينصحهم بعدم الغَ ْفلة عن طاعته حتى ينالوا ثَوابَه‪ ،‬كما ينصحهم بعدم اِلغترار بطول اْلمل‬
‫في الحياة الدنيا؛ فإنما يُ َمدُّ لإلنسان في حياته ليتذكر ويرجع‪ ،‬وإِل فالك ُّل إلى زوا ٍل‪ ،‬وسيَلحق‬
‫صص‪:‬‬ ‫باْلول‪ ...‬ثم يُنهي بهذه اآلية‪:‬ﱡﲆ ﲇﲈﲉﲊﲋﲌ ﲍﲎ ﲏﱠ ْ‬
‫[ال َق َ‬ ‫َّ‬ ‫اآلخ ُر‬
‫ا‬
‫صد ََّر بها مقامته‪ ،‬وهذا من ُحسْن الختام؛ ِلنسجامه مع الموضوع‬ ‫‪ ،]88‬وهي تأكيد لآلية التي َ‬
‫س ْلسُ ٍل منطقي ٍ ِل ت ُ ْخ اطئه العين‬
‫آخره بأوله في ت َ َ‬
‫فالنص وحدة واحدة متكاملة مرتبط ُ‬
‫ُّ‬ ‫تمام اِلنسجام‪،‬‬
‫َ‬
‫وِل اْلذن‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫تدريب َ‬
‫(حلل‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عزيزي َالطالب َ‪َ ...‬تضمنأ َمقامة َالسيوطي َالسابقة َعدة َفكر َفرعية‪َ ،‬تعاون َمع َزمّلئك َفيَ‬
‫تحديدها‪َ،‬ودأو ْنهأاَعلىَالسطرَالتالية‪َ :‬‬
‫أ‬
‫‪.............................................................. ........................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................... ............................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫علأىَا ْل أمقأا أمةَ‪:‬‬


‫ت أ ْعليذٌَعأامَ أ‬

‫تعد هذه المقامة وثيقة تاريخية تؤرخ لمرض الطاعون الذي َح َّل بالديار المصرية‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وآلثاره السلبية والنفسية‪.‬‬
‫بدأ السيوطي مقامته باِلقتباس من القرآن الكريم‪ ،‬واآلية المذكورة تدل على مراده من‬ ‫‪-2‬‬
‫عةَ اِلستهَلل أ َ ْو ُحسْنَ اِلبتداء‪ ،‬وكذلَ ختمها بآية قرآنية‪،‬‬ ‫س َّمى َب َرا َ‬ ‫المقامة‪ ،‬وهو ما يُ َ‬
‫وهي ظاهرة مهمة بالنسبة إليه‪ ،‬وقد ألَّف رسالة بعنوان‪" :‬رفع الباس وكشف اِللتباس‬
‫في ضرب المثل من القرآن واِلقتباس"‪.‬‬
‫اتسمت لغة المقامة بالوضوح وعدم التعقيد‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اختفى البطل والرواية من هذه المقامة؛ ْلنه سار فيها على خطة المقالة كما سبق‪ ،‬وإن‬ ‫‪-4‬‬
‫ت أخرى له‪.‬‬ ‫ظ َه َرا في مقاما ٍ‬ ‫كانَا َ‬
‫اختفت ْالكُدْ َيةُ من المقامة؛ ولعل ذلَ راجع إلى أن البطل في المقامات التي ورد بها قد‬ ‫‪-5‬‬
‫علَى‬‫ُوس‪َ ،‬ويَجْ فُو َ‬ ‫الطاؤ ا‬ ‫اب ْال َحيَا‪ ،‬يَ ْزهُو ام ْن ُخيَ ََلئا اه ُزهَا َء َّ‬ ‫اب ْالبَ َها‪َ ،‬وتَقَنَّ َع اج ْل َب َ‬ ‫تَدَ َّر َج ثايَ َ‬
‫ض ُح ْال ُم ْش اك ََلتا‪،‬‬ ‫وس‪َ ،‬و َما الَُ از َم اام النَّ ْ‬
‫ظ ام َوالنَّثْ ار‪ ،‬فَاتا ُح الْ ُم ْق اف ََلتا‪َ ،‬و ُم َو ا‬ ‫قُ َرنَائا اه َجفَا َء ْالعَ ُر ا‬
‫وجي ا بطل مقامات الحريري‪،‬‬ ‫س ُر ا‬ ‫ت(‪ ،)1‬فهو مختلف عن أبي زيد ال َّ‬ ‫ض ََل ا‬ ‫ص اح ُح ْال ُم ْع ا‬
‫َو ُم َ‬
‫وكذلَ هاش ُم بن القاسم راويةُ مقامات السيوطي مختلف عن الحارث بن َه َّم ٍام راوي اة‬
‫مقامات الحريري؛ فاْلول يبحث عن الفوائد العلمية‪ ،‬في حين يبحث الثاني عن المال‪.‬‬
‫ثر من السجع والجناس بصفة خاصة‪.‬‬ ‫مال السيوطي إلى اْلسلوب البديعي‪ ،‬فأك َ‬ ‫‪-6‬‬

‫نشاطَ(ابحث‪َ-‬واستنتج) َ‬
‫عدَإلىَمراجعكَاإللكترونيةَعلىَشبكةَاإلنترنأ‪َ،‬ثمَابحثَعنَإحد َمقاماتَالحريري‪َ،‬ثمَحللهاَ‬
‫ووازنَبينهاَوبينَمقامةَالسيوطيَ السابقة‪َ،‬ثمَاخترَأحدَالخياراتَالتاليةَوضعهاَأمامَالسمةَالتيَ‬
‫يمكنَإثباتهاَلمقامةَالحريريَوالسيوطيَمعًا‪َ،‬أوَلحدهماَدونَاْلخر‪َ،‬فيماَيلي‪َ َََََََََََََََََََََََََََ:‬‬
‫ََ(كّلهما‪َ-‬الحريري‪َ-‬السيوطي) َ‬
‫‪ -2‬عدمَاللجوءَإلىَغريبَاللغة‪َ َََََََََََََََََََ)................................(َََََََََََََََََََََ.‬‬
‫‪ -0‬الوضوحَوالسّلسةَفيَالفكار‪َ ََََََََََََََََ)................................(ََََََََََََََََََ.‬‬
‫‪ -3‬سهولةَالسلوبَوعدمَاللجوءَإلىَالصنعة‪َََ)................................(َََََ.‬‬

‫‪213‬‬
‫التأثرَبألفاظَومعانيَالقرآنَالكريم‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ)................................( َََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫َالتأثرَبأحاديثَالنبيَﷺ‪َ )................................(ََََََََََََََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ظهورَالحدثَفيَالمقامةَبوضوح‪َ ََََََََََََََََََََََ)................................(ََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ظهورَالشخصياتَالساسيةَوالثانوية‪َ َََََََََََََ)................................(َََََََََََ.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ظهورَبطلَالمقامة‪َ َََََََََََََََََََ)................................(َََََََََََََََََََََََََََََََََََ.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫‪214‬‬
‫تدريباتَ‬
‫َ‬

‫َََعزيزيَالطالبَ‪َ...‬أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪ َ:2‬حددَمنَخّللَسياَْالمقامةَالسابقةَالمرادَبالمفرداتَوالتراكيبَالتالية‪َ :‬‬

‫المرادَبهاَوفذَالسياْ َ‬ ‫المفرداتَوالتراكيب َ‬

‫أناخَركابهََ َ‬

‫اإلصر َ‬

‫قأ ْطيأاََ َ‬

‫ا ْل أخا ْنكأاهَََْ َ‬

‫الرحيذ َ‬

‫‪‬‬‫س‪َ:0‬ماَال مناسبةَالتيَقيلأَفيهاَالمقامة؟َوماَالغرضَمنها؟‬
‫‪‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪....................................................................... ..............................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬

‫س‪َ:3‬حددَمنَخّللَمقامةَالسيوط يَالسابقة‪َ،‬خصائصَأسلوبَفنَكتابةَالمقامةَفيَالعصرَ‬
‫المملوكي‪َ،‬مستشهدًاَعلىَذلكَببعضَالعبارات‪َ ََ:‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................... .................................................................‬‬

‫س‪َ : 4‬مال َالسيوطي َفي َمقامته َالسابقة َإلى َالسلوب َالبديعي‪َ ،‬فأكثر َمن َالسجع َوالجناسَ‬
‫بصفةَخاصة‪َ،‬دللَعلىَذلكَمنَنصَالمقامة‪َ .‬‬

‫‪.................................................................................................................... ..‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................ ......................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫س‪َ : 5‬تأثر َالسيوطي َفي َمقامته َالسابقة َببعض َألفاظ َالقرآن َالكريم‪َ ،‬دلل َعلى َذلك َمن َنصَ‬
‫المقامة‪َ .‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪215‬‬
‫‪‬‬‫س‪َ:6‬اقترحَعنوانًاَآخرَللمقامة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪............................................... .......................................................................‬‬

‫‪‬‬ ‫ً‬
‫اَموجزاَبأسلوبك‪َ.‬‬ ‫‪َ:‬اقرأَالمقامةَالسابقةَقراءةَمعبرة‪َ،‬ثمَعبرَعنهاَتعبير‬
‫ً‬ ‫س‪7‬‬
‫‪‬‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫َ‬

‫‪216‬‬
‫ثالثًا‪َ:‬التحليلَالبّلغيَلل أمقأا أمةَالطاعونيةَللسيوطيَ َ‬
‫َ‬
‫اإليجازَواإلطنابَوالمساواة‬
‫َ‬
‫عزيزيَالطالبَ‪َ...‬عرفأَأنَالمعانيَفيَالعربيةَيعبرَعنهاَبأحدَطرائذَثّلثة‪َ َ:‬‬
‫‪ .1‬اليجاز‪ :‬وهو عرض المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة مع البانة‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬
‫معاني كثيرة ً دون أن يكون في تركيبها‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬إيجاز قا َ‬
‫ص ٍر‪ :‬وهو أن تتضمن العبارة القليلة‬
‫لفظ محذوف‪.‬‬
‫معاني كثيرة ً بحذف شيء من تركيبها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬إيجاز حذف‪ :‬وهو أن تتضمن العبارة القليلة‬
‫‪ .2‬الطناب‪ :‬وهو عرض المعاني في عبارة زائدة بحيث تُحقق الزيادة ُ فائدة‪.‬‬
‫‪ .3‬المساواة‪ :‬وهو أن تُعرض المعاني بألفاظٍ ُمساوي ٍة لها ِل زائدةٍ عن أصل المعنى وِل ناقصةٍ‪.‬‬

‫َ‬ ‫طبذَواستنتج‬

‫بقي لنا اآلن ‪ -‬عزيزي الطالَ ‪ -‬أن نتدرب على التمييز بين تلَ الطرائق واْلساليَ فيما‬
‫لعَلمة عصره المام السيوطي‪،‬‬ ‫يكتبه الكتَّاب واْلدباء‪ ،‬لذا سنتدارس م ًعا تلَ المقامة البديعة َّ‬
‫نستنطقها ونستخرج منها بعض اْلساليَ التي أوجزها الكاتَ‪ ،‬وبعضها التي أطالها وأطنبها‪،‬‬
‫وتلَ التي جاءت ألفاظها على قدر معانيها مساوية لها‪.‬‬

‫ً‬
‫أوِل‪َ:‬منَمواضعَاإليجازَبالحذفَفيَالمقامة‪َ :‬‬

‫‪ .2‬اإليجازَبحذفَالمفعولَبه‪َ:‬‬

‫وم"؛ حيث إن اْلصل أن‬ ‫ص ار َّيةَ َو َي ُر َ‬ ‫ام َّيةَ َو ْال ام ْ‬ ‫ط ُرقَ ْال اب ََلدَ ال َّ‬
‫ش ا‬ ‫صدَ اد أ َ ْن َي ْ‬
‫ومنه قوله‪َ " :‬وأ َ َّنهُ اب َ‬ ‫‪‬‬
‫يذكر مفعول يروم فيقول‪( :‬يرومها)‪ ،‬ولكنه حذفه لإليجاز واِلختصار؛ ْلن حذف ما يدل‬
‫عليه غيره تصفية للعبارة وتخفيف لها من الترهل والثقل‪.‬‬
‫(يتخطف الناس)‪ ،‬فحذف‬ ‫َّ‬ ‫يَل"؛ أي‬ ‫ف فاي ْالقَا اه َرةا قَ ال ً‬ ‫ومنه قوله‪َ " :‬وه َُو فاي اخ ََل ال ذَلاََ يَتَخ َّ‬
‫َط ُ‬ ‫‪‬‬
‫واختصارا؛ ْلنه معلوم للسامع والقارئ أن الطاعون إنما يتخطف‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إيجازا‬ ‫المفعول به‬
‫الناس ويقتلهم‪.‬‬
‫ب إا ْن كُ ْنت ُ ْم ت َ ْس َمعُونَ "؛ أي تسمعون قولي أو نصحي أو‬ ‫وقوله‪َ " :‬واتَّقُوا اللهَ َيا أُو الي ْاْل َ ْل َبا ا‬ ‫‪‬‬
‫واختصارا‪ ،‬وللدِللة على أن تقوى الله وامتثال‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إيجازا‬ ‫تذكيري‪ ،‬ولكنه حذف المفعول‬
‫وأحق باِلستماع‬ ‫ُّ‬ ‫أوجَ‬
‫ُ‬ ‫أوامره إن كانت واجبة دو ًما فهي بعد ما ح َّل بالناس من مصيبة‬
‫ونذيرا مجرد السماع‪ ،‬أي سماع قوله‬ ‫ً‬ ‫للناصحين بها والداعين إليها‪ ،‬فيكفي بالناس هاديًا‬
‫وما َح َّل بالناس من مصيبة عظيمة تخطفت اْلرواح وأخلت الدور والقصور من أهلها‪،‬‬
‫ومألت القبور بخيرة البنين والبنات‪.‬‬
‫إيجازا من قوله‪ :‬يَ ْفقَ ُهونَ‬
‫ً‬ ‫وكذلَ قوله‪" :‬فَطُوبَى القَ ْو ٍم يَ ْفقَ ُهونَ َويَعُونَ "‪ ،‬حذف المفعول‬ ‫‪‬‬
‫عز وج َّل من‬ ‫َو َيعُونَ ؛ للدِللة على التعميم‪ ،‬أي لو فقه الناس ووعوا لعلموا مراد الله َّ‬
‫اِلبتَلء‪ ،‬ولهداهم ذلَ إلى اتباع أوامره واجتناب نواهيه‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫‪ .0‬اإليجازَبحذفَالمضافَإليهَفيَقوله‪َ:‬‬
‫اميَّ اة د ُونَ بأ ْعضَ)‪.‬‬ ‫ش ا‬ ‫أ‪( .‬فتنقَّل في بعض ْالبا ََل اد ال َّ‬
‫سنَنا اه ْال ُم ْعت َا اد بَ ْل أ َ ْبدَلَهُ بنأ ْقض)‪َ.‬‬
‫علَى َ‬‫(ولَ ْم يَس ْار َ‬ ‫ب‪َ .‬‬
‫عدَد ُ ْال َم ْوت َى افي َها كُ َّل َي ْو ٍمَث أ أّلثأمائ أةَ)‪.‬‬
‫(و َبلَ َغ َ‬
‫ج‪َ .‬‬
‫إيجازا في هذه الجمل‪ ،‬وتقدير المحذوف (دون بعضها)‪( ،‬بنقض‬ ‫ً‬ ‫فحذف المضاف إليه‬
‫نفس)‪.‬‬
‫عهد)‪( ،‬ثَلثمائة ٍ‬

‫ثانيًا‪َ:‬منَمواضعَاإلطنابَفيَالمقامة‪َ :‬‬

‫ص ًرا‪َ ،‬و َم َأل َ قَب ًْرا‪ ،‬فَأ َ َخذَ ْالبَناينَ َو ْالبَنَاتا‪،‬‬ ‫اس بَحْ ًرا َو َب ًّرا‪َ ،‬و َك ْم أ َ ْخلَى قَ ْ‬ ‫اث فاي النَّ ا‬ ‫ع َ‬ ‫قوله‪َ " :‬و َ‬
‫عدَد ُ ْال َم ْوت َى فاي كُ ال يَ ْو ٍم أ َ ْزيَدَ ام ْن أ َ ْلفَي اْن‪،‬‬ ‫ت بَيْنَ كُ ال إا ْلفَي اْن‪َ ،‬وبَلَ َغ َ‬‫َو ْال افتْ َيانَ َو ْالفَتَيَاتا‪َ ،‬و َج َم َع فاي ْال َم ْو ا‬
‫س‪َ ،‬و ام ْن‬ ‫ع َرائا َ‬
‫ت َ‬ ‫س‪َ ،‬و ام ْن بَنَا ٍ‬ ‫ض ْعفَي اْن‪ .‬فَكَ ْم أ َ َخذَ ام ْن بَناينَ نَفَائا َ‬ ‫ض ْعفٍ أ َ ْو ا‬ ‫َوقايلَ‪ :‬أ َ ْكث َ ُر ام ْن ذَلاََ اب ا‬
‫َ َرا اس َخةُ‬ ‫َ َوالت َّ ْهذاي ا‬ ‫عباي ٍد َو َخدَ ٍم‪ ،‬لَ ُه ْم فاي التَّأْداي ا‬‫س‪َ ،‬و ام ْن َ‬ ‫َج َوا اه َر َج َو ٍار ُخنَّ ٍس‪َ ،‬كأَنَّ ُه َّن ْال َج َو ااري ْالكُنَّ ُ‬
‫قَدَ ٍم"‪.‬‬

‫اث فاي النَّ ا‬


‫اس بَحْ ًرا‬ ‫ع َ‬‫"و َ‬
‫فهذه الفقرة مثال واضح لإلطناب بذكر الخاص بعد العام؛ فإن قوله‪َ :‬‬
‫َو َب ًّرا" عا ٌّم يشمل كل ما ذكره بعد ُ من صور الفساد التي فعلها الطاعون في الناس‪ ،‬فمن إفساده‬
‫ت ‪ ".......‬إلى آخر‬ ‫ت والفتيانَ والفتيا ا‬
‫القصور من أهلها‪ ،‬ومأل القبور‪ ،‬وأخذ البنينَ والبنا ا‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫أن أخلى‬
‫ما قال من صور الفساد‪.‬‬

‫ثالثًا‪َ:‬منَمواضعَالمساواةَفيَالمقامة‪َ :‬‬

‫صدَ اد أ َ ْن‬
‫وم‪َ ،‬وأَنَّهُ اب َ‬ ‫ار ابأ َ َّن َّ‬
‫الطاعُونَ قَ اد ا ْنتَش ََر فاي اب ََل اد ُّ‬
‫الر ا‬ ‫ع ان ْاْل َ ْخ َي ا‬ ‫ت ْاْل َ ْخ َب ُ‬
‫ار َ‬ ‫قوله‪َ " :‬و َردَ ا‬
‫سنَةً لَ ْم يَ ْ‬
‫ط ُر ْق َهذَ ْي ان‬ ‫ع ْش َرة َ َ‬
‫س َ‬ ‫ون نَحْ ُو خ َْم َ‬ ‫وم‪َ ،‬و َكانَ ال َّ‬
‫لطاعُ ا‬ ‫اميَّةَ َو ْال ام ْ‬
‫ص اريَّةَ َويَ ُر َ‬ ‫ش ا‬ ‫يَ ْ‬
‫ط ُرقَ ْالبا ََلدَ ال َّ‬
‫ص َري اْن"‪.‬‬ ‫ْال ام ْ‬

‫هذه العبارة مثال واضح للمساواة ِل تجد في ألفاظها حذفًا وِل زيادة عن أصل المعنى؛‬
‫إِل ما كان من زيادة كلمة واحدة هي قوله‪" :‬ويروم"؛ ْلنها مرادفة لقوله (يطرق) المذكورةا في‬
‫آخر الجملة (يروم) مع آخر الجملة السابقة‬
‫ليتناسَ ُ‬
‫َ‬ ‫أول جملتها‪ ،‬ولكنه أتى بها للسجع فقط؛‬
‫سا ونغ ًما موسيقيًّا يُطرب السامع ويُعجبه‪َ .‬‬ ‫(الروم)‪ ،‬في َ‬
‫ُحدث بذلَ جر ً‬

‫‪218‬‬
‫نشاط‬
‫(اقرأَوفكرَواكتب)‬

‫عزيزي الطالَ‪ :‬اقرأ المقامة السابقة قراءة متأنية‪ ،‬وحدد المعاني التي تضمنتها‪ ،‬وحاول أن‬
‫تتعرف كيف وصف السيوطي أحوال الناس بعد حلول الطاعون وبعد رفعه‪ ،‬في ثوب من‬
‫اْلساليَ الخبرية الممتعة‪ ،‬واْلسلوب القصصي الرائع‪ ،‬ثم اكتَ مقامة تصف فيها أحوال الناس‬
‫بعد حلول فيروس كورونا (كوفيد ‪ )19 -‬في بلدك‪ ،‬مستفيدًا من الصور والمعاني واْلفكار الواردة‬
‫في مقامة السيوطي السابقة‪ ،‬ومراعيًا الخصائص التالية‪:‬‬

‫واِلقتباس من معانيهما‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ت َْز ايينَ المقامة بآيات من القرآن والسنة‬
‫ص َر الجمل َوت ََو ُازنَ َها‪َ َ.‬‬
‫‪ -‬قا َ‬

‫َ‬

‫‪219‬‬
‫تدريباتَ‬

‫عزيزيَالطالبَ‪َ ...‬‬

‫أجبَعنَالسئلةَالتالية‪َ :‬‬

‫س‪َ:2‬حددَالمقصودَبكلَمنَ(اإليجاز‪َ-‬واإلطناب‪َ-‬والمساواة)‪َ .‬‬

‫اإليجاز‪................................................................................ ............................:‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫اإلطناب‪.......................................................................................................... .:‬‬
‫‪َ............................................................................... .......................................‬‬
‫المساواة‪.......................................................................................................... :‬‬
‫‪....................................................... ...............................................................‬‬

‫س‪َ:0‬استخرجَمنَالمقامةَالسابقةَبعضَمواضعَ(اإليجاز‪َ -‬واإلطناب‪َ -‬والمساوة)‪َ،‬معَبيانَ‬


‫الصورَالتيَجاءتَعليها‪َ .‬‬

‫‪............................................................................... .......................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................... .......................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................... .......................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................... .......................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................... .......................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪211‬‬
‫فهْرسَا ْل أم ْوضوعأاتَ َ‬
‫َ‬

‫أر ْقمَالص ْفحأةَ َ‬ ‫ا ْل أم ْوضوعَ َ‬


‫‪2‬‬ ‫َ‬
‫مقأد أمةَا ْلكتأابَ َ‬
‫َ‬

‫‪5‬‬ ‫َ‬
‫الولأَى‪ َ:‬أمدأاخلََأأدأبيةٌَ أب أّلغيةٌَعأروضيةٌَ َ‬ ‫اَْل أَوحَْ أدَةََ َْ‬
‫ََ‬
‫‪6‬‬ ‫ص َري اْن ْال َم ْملُو اكي ا‬ ‫ب ْالعَ َرباي ا فاي ْالعَ ْ‬ ‫س اة ْاْلَدَ ا‬ ‫ال أوَلَ‪َ :‬مدْخَل إالَى د َارا َ‬ ‫اَْل أَم َْوضَوعَ َ َْ‬
‫َو ْالعُثْ َماناي ا‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ص ار ْال َم ْملُو اكي ا‪.‬‬ ‫س ْاْل َ َّولُ‪َ :‬م ََل ام ُح ْال َحيَاةا فاي ْالعَ ْ‬ ‫الد َّْر ُ‬
‫‪16‬‬ ‫ص ار ْال َم ْملُو اكي ا‪.‬‬
‫الش ْع ُر فاي ْالعَ ْ‬ ‫س الثَّاناي‪ :‬ا‬ ‫الد َّْر ُ‬
‫‪27‬‬ ‫ص ار ْال َم ْملُ ا‬
‫وكي ا‪.‬‬ ‫ث‪ :‬ال َّنثْ ُر فاي ْال َع ْ‬ ‫س الثَّا ال ُ‬ ‫الد َّْر ُ‬
‫‪27‬‬ ‫طا َبةُ‬ ‫أ َ َّو ًِل‪ْ -‬ال َخ َ‬
‫‪31‬‬ ‫ثَا انيًا‪ْ -‬ال اكت َا َبةُ‬
‫‪37‬‬ ‫ص ار ْالعُثْ َماناي ا‪.‬‬‫ب َوبايئَتُهُ فاي ْالعَ ْ‬ ‫الرابا ُع‪ْ :‬اْلَدَ ُ‬ ‫س َّ‬ ‫الد َّْر ُ‬
‫‪46‬‬ ‫َا أَْل أَم َْوضَوعََالثَانَي‪ :‬مدخل إلى اع ْل ام ْال َمعَاناي (الجزء الثاني)‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفرق بين اْلسلوب الخبري واْلسلوب النشائي‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫اْلساليَ النشائية الطلبية‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫القصر‬
‫‪62‬‬ ‫الوصل والفصل‬
‫‪72 -65‬‬ ‫اليجاز والطناب والمساواة‬
‫‪73‬‬ ‫وضيَّ اة‪َ ،‬ود ُُروس فاي ْالقَافايَ اة‪َ .‬‬ ‫َا أَْل أَم َْوضَوعََالثَالث‪ُ :‬م َرا َجعَةُ ْال اكت َابَ اة ْالعَ ُر ا‬
‫‪74‬‬ ‫أ َ َّو ًِل‪ -‬مراجعة الكتابة العروضية‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫ثَانايًا‪ -‬مراجعة تقطيع اْلبيات ووزنها‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫ثَا الثًا‪ -‬نسبة اْلبيات إلى البحور ذوات التفعيَلت المختلفة‪.‬‬
‫‪82‬‬ ‫َرا اب ًعا ‪ -‬أحرف القافية‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫سا‪ -‬القافية من حيث الطَلق والتقييد‪.‬‬ ‫َام ً‬
‫خ ا‬
‫‪91‬‬ ‫سا‪ -‬القافية من حيث حركاتها‪.‬‬ ‫سا اد ً‬ ‫َ‬
‫‪95‬‬ ‫ّلغَيففف َةٌَ‬
‫سففف َةٌََأ أ أَدبَيففف َةٌَبَأ أَ‬
‫ا ْل أوحْ فففدأةَالثانيأفففةَ‪َ:‬نصفففوصٌ َمفففنأ َالشففف ْعرَا ْل أم ْملفففوكيََ"دَ أَرا أ‬
‫عرَوضَيَ َةٌ" َ‬ ‫أَ‬
‫‪96‬‬ ‫ال أوَلَ‪ :‬في المديح النبوي لشرف الدين البوصيري‪.‬‬ ‫اَْل أَم َْوضَوعََ َْ‬
‫‪97‬‬ ‫يري ا‪.‬‬
‫ُوص ا‬‫أأو ًَِل‪ْ َ-‬الأدأب‪ْ :‬ال َمدَائا ُح النَّبَ اويَّةُ فاي اش ْع ار ْالب ا‬
‫‪99‬‬ ‫ثأانيًا‪َ-‬النصوص‪َ:‬في المديح النبوي لشرف الدين البوصيري‪َ .‬‬

‫‪211‬‬
‫‪117‬‬ ‫ثأالثًا‪َ-‬التَحَْلَيلََاَْلبأَ أَّلغَيَ ل ْلقأصيدأةَ‪َ .‬‬
‫‪114‬‬ ‫أرابعًا‪َ-‬التحْ ليلَا ْلعأروضيََل ْلقأصيدأةَ َ‬
‫‪122‬‬ ‫اين ْال اح الي ا‪َ .‬‬
‫ص افي ا الد ا‬
‫ايح ال َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اَْل أَم َْوضَوعََالثاني‪ :‬فاي ال اح َك ام َوال َمد ا‬
‫‪123‬‬ ‫اين ْال اح الي ا‪َ .‬‬
‫ص افي ا الد ا‬‫ين فاي اش ْع ار َ‬ ‫س ََل اط ا‬ ‫ح ال َّ‬ ‫أأو ًَِل‪ْ َ-‬الأدأب‪َ :‬مدْ ُ‬
‫‪125‬‬ ‫اين ْال اح الي ا‪.‬‬
‫ص افي ا الد ا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ثأان ًيا‪َ-‬النصوص‪ :‬افي ال اح َك ام َوال َمد ا‬
‫ايح ال َ‬
‫‪133‬‬ ‫ّلغَيََل ْلقأصيدأةَ‪َ .‬‬ ‫ثأالثًا‪َ-‬التَحَْلَيلََاَْلبأَ أَ‬
‫‪139‬‬ ‫أرابعًا‪ََ-‬ا ألتحْ ليلَا ْلعأروضيَل ْلقأصيدأةَ‪َ .‬‬
‫‪147‬‬ ‫ص اري ا‪َ َ.‬‬ ‫اء ْال َولَ اد اِلب اْن نُبَاتَةَ ْال ام ْ‬
‫اَْل أَم َْوضَوعََالثالث‪ :‬فاي ارث َ ا‬
‫‪148‬‬ ‫أأو ًَِل‪ْ َ-‬الأدأب‪ :‬الرثاء في شعر ابن نباتة‪َ .‬‬
‫‪151‬‬ ‫اء ْال َولَ اد اِلب اْن نُبَاتَةَ ْال ام ْ‬
‫ص اري ا‪.‬‬ ‫ثأانيًا‪َ-‬النصوص‪ :‬فاي ارث َ ا‬
‫‪161‬‬ ‫ّلغَيََل ْل أقصيدأةَ‪َ .‬‬ ‫ثأالَثًا‪َ-‬التَحَْلَيلََاَْلأَب أَ‬
‫‪166‬‬ ‫أرابعًا‪َ-‬التحْ ليلَا ْلعأروضيَل ْلقأصيدأةَ‪َ .‬‬
‫‪174‬‬ ‫ّلغَيَ َةٌ"‪َ .‬‬
‫س َةٌََأ أ أَدبَيَ َةٌَبأَ أَ‬
‫ا ْل أوحْ دأةَالثالَث أةَ‪َ:‬نصوصٌ َمنأ َالنثْرَا ْل أم ْملوكيََ"دَ أَرا أَ‬
‫‪175‬‬ ‫اين َمحْ ُمو ٍد ْال َحلَباي ا‪َ .‬‬ ‫اَْل أَم َْوضَوعََ ْالأول‪ :‬ار َسالَةُ ت َ ْهنائ َ ٍة با َم ْولُو ٍد ال اش َها ا‬
‫ب الد ا‬
‫‪176‬‬ ‫أأو ًَِل‪ْ َ-‬الأدأب‪ :‬رسائل التهاني‪.‬‬
‫‪177‬‬ ‫ثأانيًا‪َ-‬النصوص‪ :‬رسالة للشهاب محمود في التهنئة بالمولود‪.‬‬
‫‪185‬‬ ‫ّلغَيََللرسالة‪َ .‬‬ ‫ثأالثًا‪َ-‬التَحَْلَيلََاَْلبأَ أَ‬
‫‪194‬‬ ‫ُوطي ا‪َ .‬‬ ‫سي ا‬ ‫اين ال ُّ‬‫عو انيَّ اة ال َج ََل ال الد ا‬ ‫اَْل أَم َْوضَوعََالثاني‪ :‬امنَ ْال َمقَا َم اة َّ‬
‫الطا ُ‬
‫‪195‬‬ ‫أأو ًَِل‪ْ َ-‬الأدأب‪َ:‬مقامات السيوطي‪َ .‬‬
‫‪197‬‬ ‫ثأانيًا‪َ-‬النصوص‪ :‬من المقامة الطاعونية للسيوطي‪.‬‬
‫‪217‬‬ ‫ثأالثًا‪َ-‬التَحَْلَيلََاَْلبأَ أَ‬
‫ّلغَيََل ْل أمقأا أمةَ‪َ .‬‬
‫‪211‬‬ ‫فهْرسَا ْل أم ْوضوعأاتَ‪َ :‬‬

‫‪212‬‬

You might also like