مذكرة سويسي هالة
مذكرة سويسي هالة
مذكرة سويسي هالة
ﻣﺬﻛﺮة ﺑﻌﻨﻮان:
اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻷﺻﻐﺮ ﻛﺘﻘﻨﯿﺔ ﺣﺪﯾﺜﺔ ﻟﺘﻔﻌﯿﻞ وﺗﻄﻮﯾﺮ
اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺼﻐﺮة
-ﻋﺮض ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ اﻟﺴﻮدان واﻟﺠﺰاﺋﺮ-
ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ
ﺗﺨﺼﺺ " إدارة ﻣﺎﻟﻴﺔ "
إﺷﺮاف: إﻋ ـ ـ ــﺪاد اﻟﻄﻠﺒﺔ:
اﻷﺳﺘﺎذ)ة( :ﻛﺎﻓﻲ ﻓﺮﯾﺪة ʉɽ ȷ -ؠ ۜܣȓɦȆɸ
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
اﻟﺼﻔﺔ ȄݍݨȓɐɭȆ ȑ ɜɦɼɯ ȷ Ȅכ ȰȆȗȷ
Ȇȸ ʋǾȲ ȄםȄȵ ՌɟȳݍݨȄȯ ȍɏ ʎՌɐ ɭȆݍݰȓՌɨʊɭɖ ɽ ɀ ɦȄɽ ȉɍ ʊɘ د .ﻣﺤﺒﻮب ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﻣﺸﺮﻓﺎ وﻣﻘﺮرا ȄםȄȵ ՌɟȳݍݨȄȯ ȍɏ ʎՌɐ ɭȆݍݰȓՌɨʊɭɖ ɽ ɀ ɦȄɽ ȉɍ ʊɘ دȒȯʈȳɗʏࢭȆɠ.
ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ȄםȄȵ ՌɟȳݍݨȄȯ ȍɏ ʎՌɐ ɭȆݍݰȓՌɨʊɭɖ ɽ ɀ ɦȄɽ ȉɍ ʊɘ أ .وﺷﺎش ﻓﺆاد
Ȅȓɳȸ ɦȄݍݨ2020/2019ȓʊɐɭȆ
:ʝ ʳƄƆ
ȈȄʨʺʱƅ§ أﻻ وﻫﻲƓƅŕʴƅ§ŕʻʱƁÃƓžÀŕʺʱƍƛ§ÃřŬ§
±ʙƅŕǼƑʻŸśƓʱƅ§ŶॽŲ §ʨʺƅ§ ʦƍ£ʧƈʙţ§Ãʘ ʴॼƅ§§ʚƍşƅŕŸǽ
ﻛﻔﺎءﺗﻪª ŕॼŝƙ ʛ§ʤƊ ƌǼ ƓƅÃʙƅ§ ÀŕʺʱƍƜƅ řʳॽʱƊ ʥ ƅ°Ã §ʙʽŠ §ʨʺƊ ©
ʛʽŦƗ§ ª §ʨʻʶƅ§ ﻓﻲʛʽŦƗ§§ʚƍ¼ʛŷʘ ʽţʛżŰ Ɨ§
¡§
ʛƂ ﻟﻠﻔȈȄʨʺʱƅ§ ﺧﻼل إﺗﺎﺣﺔʧƈ §ʚƍÃ ،©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§ ʛȄʨʢśÃ řॽʺʻśÃ řƅŕʢॼƅ§Ã ʛƂſƅ§ řʴžŕȞƈ ﻓﻲƌʱʽƅŕŸžÃ
Ɯ ʺŷ ʦƍ£ ʧƈ ÁÃʛʰʱŸǽ ʧƔʚƅ§ ȈŦʙƅ§ ȑ ¯ÃʙʴƈÃ
ÀʙƂś řॽƆȄʨʺś ª ŕʶŬʕƈ ©ʙŷ ¡ŕʷƊŐǼʦƅŕŸƅ§ دولƌʱʳƎʱƊ§ § ﻣﺎʚƍà ،ƌœ
ƑƆŷµ ʛʴƅ§ÃŕƎʡŕʷƊ ©
±ÃʛʽŬÁŕʺŲ à ©
ʛżʸ ƈª ŕʶŬʕƈ¡ŕʷƊ¥ ﺧﻼلʧƈʥƅ°ÃŕƎœ
Ɯ ʺŸƅ ʛżŰ Ɨ§ ȈȄʨʺʱƅ§ ª ŕƈʙŦ
.ʛœ
ʜ§ʳƅ§Ã Á§¯ʨʶƅ§ƓʱƅïʧƈȈ ؗƌॽƅ¥ƑŸʶśŕƈ§ʚƍà ŕƍʛȄʨʢśȈŠ£ʧƈ ŕƎž§ʙƍ£ȘʽƂʴś
ȘʽƂʴśƓžřʺƍŕʶʺƅ§ إﻟﻰƑŸʶǽʛœ
ʜ§ʳƅ§ÃÁ§¯ʨʶƅ§ʧƈȈ ؗƓž ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅإﻟﻰ أن اřŬ§
±ʙƅ§ʗ ʸ ƆŦʙƁÃ
Ɠƅŕʺƅ§ʦŷʙƅ§ƌʺǽʙƂś¿ƜŦʧƈʥ ƅ° و،¯ŕʸ ʱƁƛ§ƑƆŷ©ʙœ
ŕſƅŕǼ¯ʨŸśª ŕƈʙŦʧƈƌƈʙƂǽ ŕƈ¿Ɯ Ŧʧƈřǽ¯ŕʸ ʱƁƛ§řॽʺʻʱƅ§
µ ʛž©¯ŕȄ²Ãřƅŕʢॼƅ§ª ƛʙŸƈʟ ॽƆƂśÃʛŬƗ§ ¿ʨŦ¯ ʧʽʶʴśÃ ©¯ŕȄ²Ãª ŕŷŕʢƂƅ§Ȇ ƆʱʵƈƓž řȄ±ŕʺʲʱŬƛ§ŶȄ±ŕʷʺƆƅ
ª ŕţʛʱƂʺƅ§ʧƈřŷʨʺʳƈƑƅ¥ʘ ʴॼƅ§ȈŰ ʨśŕʺƄ .ƓŷŕʺʱŠƛ§Ã ȑ ¯ŕʸ ʱƁƛ§ Ȑʨʱʶʺƅ§ ʧʽʶʴś ƓžƋ±Ãʙƅ§
ʛʤƊ §ʚƍ و،ȈʺŸƅ§
řॽʺʻʱƅ§ řॽƆʺŷ ʙž§Ã± ʦƍ£ ʧƈʛʰʱŸǽŕƍʛȄʨʢś ﻷن،©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƆƅ ƓƆȄʨʺʱƅ§ Ȇ Ƃʶƅ§ ©¯ŕȄ² ©
±ÃʛŲ ŕƎʺƍ£ʧƈÁŕƄ
.řƅŕʢॼƅ§Ã ʛƂſƅ§ƓʱƆȞʷƈ ﻓﻲ ﺣﻞřʺƍŕʶʺƆƅřॽɺŕʺʱŠƛ§Ã řǽ¯ŕʸ ʱƁƛ§
.ʛœ
ʜ§ʳƅ§Á§¯ʨʶƅ§řॽɺŕʺʱŠ§Ãřǽ
¯ŕʸ ʱƁ§řॽʺʻś©
ʛżʸ ƈª ŕʶŬʕƈʛżŰ §ȈȄʨʺś :ŗॻšœ
ʯŽʸƃ¦©œ
ʸƄؒ ƃ¦
Abstract:
This research deals with one of the most important topics related to study and
concern at the present time, namely, microfinance. the latter has known in recent years
good growth as a result of international interest and due to the proof of its efficiency and
effectiveness in combating poverty and unemployment and the development of small
enterprises, by making financing available to the poor and low-income people who are
among their most important customers. For this reason, countries of the world have
pursued it by establishing several financing institutions that provide microfinance
services to their clients, by establishing mini-institutions and ensuring the progress of
their activities and making sure to achieve their goals in order to develop them, and this is
what Sudan and Algeria seek.
This study concluded that microfinance in both Sudan and Algeria seeks to
contribute to achieving economic development through the services it provides which
benefit the economy by providing financial support for investment projects in various
sectors, increasing and improving household incomes, reducing unemployment rates and
increasing job opportunities. This is due to its role in improving the economic and social
level. In addition, The research reached a set of proposals, the most important of which is
the need to increase the financing ceiling for micro-enterprises, because their
development is considered one of the most important tributaries of the economic and
social development process to contribute to solving the problems of poverty and
unemployment.
Key words: microfinance, micro-enterprises, economic and social development, Sudan,
Algeria.
الى اول من تلفظ لساني باسمها فنبض قلبي ،الى التي اعطتني االمل الذي اعيش له و التي وهبت حياتها
لي وامرت ان تكمل رسالتها في الحياة فأنارت لنا السبيل وكانت لنا المثل االعلى ،الى ينبوع العطاء التى لو
اهديتها حياتي كاملتا لن اوفيهاحقها امي حبيبتي وغاليتي حفضها هللا واطال بعمرها.
الى الذي سعى وشقى من اجل ان انعم بالراحة والهناءالى الدي لم يبخل عليا بشيء يوما وكان وراء
كل خطوة خطيتها في حياتي الى الذي رباني على المبادئ والصدق واالخالص أبي العزيز حفضه
هللا واطال بعمره.
الى من حبهم يجري في عروقي ويلهج بذكراهم فؤادي الى بلسم روحي وانس عمري وسر سعادتي
وسندي أخواتي الغاليات و الحبيبة رحمة
الى رفيق دربي الى من وقف الى جاني ودعمني حسين شك ار وتقدي ار
الى من سرنا سويا ونحن نشق الطريق معاً نحو النجاح و االبداع الى من تكافلنا يداً بيد ونحن
نقطف زهرة تعلمنا الى صديقاتي وزميالتي
والى كل من اعانني في القيام بهذا العمل والى جدي رحمة هللا عليه الذي تمنيت ان يشاركني
الى كل من حملته ذاكرتي ولم تحمله مذكرتي الى كل هؤالئي فرحتي في اتمام هدا العمل
اهدي ثمرة هذا الجهد المتواضع.
ʙƒʗƀʯƃ¦ÂʙȜʵ ƃ¦
ŕʻʽʰƊƑƆŷÀƜʶƅ§Ã©Ɯʸ ƅ§ÃƌƆʹ žÃƌʺॽɻƊƑƆŷŕॼʽʡŕؗ±ŕॼƈ§ʙʺţĺ ʙʺʴƅ§
ʦƆŬÃƌॽƆŷDz ﷴ ﺻﻠﻰ
řॼʽʢƅ§řʺƆؔ ƅŕǼƑʱţ
ʙƔʦǽʙƂʱŗŕʻʽƆŷȈʵॼśʦƅƓʱƅ§©ʙȄʛžƓžŕ© ؗ
±ʨʱ ؗʙƅ§ÀŕƂʺƅ§§ʚƍƓžʛ ؗʚƅŕǼʟ Ŧ§Ã
ŕʸ ƊƑƆŷÃŕʻƅÁʨŸƅ§
ŕƎśŕƎʽŠʨśÃŕƎʴœ
ŕʻƅŕƈʙƁȑ ʚƅ§ÁŕʴȄʛƅ§ʨŗ½Ã±ŕž°ŕʱŬƜƅÀʛ§ʱţƛ§ÃʛȞʷƅ§ȈȄʜʳǼÀʙƂʱƊŕʺƄ
ŕʻśʚśŕŬ§Ȉؔ ƅÃÁʨŸƅ§ʙƔ
~ج~
قائمة الجداول
~ح~
قائمة الجداول
94 توزيع المؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب طبيعة ()13-3
النشاط (السداسي االول)2018
95 المشاريع االستثمارية المعلنة خالل السداسي األول لسنة 2018م ()14-3
96 القروض الممنوحة من طرف الوكالة الوطنية لتسير القرض المصغر حسب ()15-3
نوع التمويل ()2018/6/30
96 عدد القروض الممنوحة من طرف الوكالة حسب قطاع النشاط وجنس ()16-3
المستفيد (مند إنشاء الوكالة إلى غاية )28/02/2017
97 حصيلة الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب )30/06/2018(ANSEJ ()17-3
98 حصيلة الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة()30/06/2018 ()18-3
~خ~
قائمة االختصارات
~~د
©œ
Ȃʦʯʲʸƃ¦² ʙƌż
ŗʲŽʶ ƃ¦ Ȏʦʯʲʸƃ¦
أ řȄʜʽƆʳƊƛ§ÃřॽȃʛŸƅ§řżƆƅŕǼʟ ʵƆƈ
ب ¡§ʙƍƙ§
ت ʛƔʙƂʱƅ§ÃʛȞʷƅ§
ج ¿ŕȞŮƗ§řʺœ
ŕƁ
خ- ح ¿Ã§ʙʳƅ§řʺœ
ŕƁ
د ª ±§ŕʸ ʱŦƛ§řʺœ
ŕƁ
ز-ذ ª ŕȄʨʱʴʺƅ§³ ʛƎž
1 ŗƆʗƀƆ
37-9 ŗȂʙʢƈŗƈ°œ
ƀƆʙźŮ ƕ¦ȆȂʦʸʯƃ¦ :¾Âƕ¦Ȇʶ Žƃ¦
11 ʙźŮ ƕ¦ȆȂʦʸʯƃ¦¾ʦš¿œ
ŵȆŤʗƆ :¾Âƕ¦ʖ ʲॺʸƃ¦
11 ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§ʛȄʨʢśÃ ©ōʷƊ :اﻷولʖ Ɔʢʺƅ§
14 ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§ÀʨƎſƈ :ƓƊŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
18 ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§ʟ œ
ŕʸ Ŧ :ʘ ƅŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
18 ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƆƅřǽ¯ŕʸ ʱƁƛ§ÃřॽɺŕʺʱŠƛ§řॽʺƍƗ§:ŶǼʛ§ƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
21 Ɗřœ
ƈʦȜƆÂʙźŮ ƕ¦ȆȂʦʸʯƃ¦¸ ¦ʦƈ¢Â¥ ®œ
ॺƆ :Ƒƈœ
ʰƃ¦ʖ ʲॺʸƃ¦
21 ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƆƅřॽŬŕŬƗ§ȏ ¯ŕॼʺƅ§:¿ÃƗ§ʖ Ɔʢʺƅ§
23 ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§¹§ʨƊ£:ƓƊŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
24 ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§ª ŕƊʨȞƈ :ʘ ƅŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
25 ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§¡Ɯʺŷ :ŶǼʛ§ƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
26 ŗॻʸʹʯƃ¦Ȗ ʻƀʲřƑżƉ°Â®ÂŗॻƆƚŪ Ɨ¦ƊźॻŮ ʙźŮ ƕ¦ȆȂʦʸʯƃ¦ :ʖ ƃœ
ʰƃ¦ʖ ʲॺʸƃ¦
26 ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§¹ ŕʢƂƅŕƎʱʽʺƍ£ÃƓƈƜŬƙ§ȈȄʨʺʱƅ§źॽŰ :اﻷولʘ ʴॼʺƅ§
31 řॽɺŕʺʱŠƛ§Ãřǽ¯ŕʸ ʱƁƛ§řॽʺʻʱƅ§ȘʽƂʴśƓžʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§±Ã¯ :ƓƊŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
34 ƌţŕʳƊȈƈ§ʨŷà ʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§ƌŠ§ʨśƓʱƅ§ª ŕॼʁŸƅ§:ʘ ƅŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
68-38 ʴŪʓʸƄƃȏʙʢʹƃ¦ȆʻŮ ŋʯƃ¦ :Ƒƈœ
¨ʙźʶ ʸƃ¦©œ ʰƃ¦Ȇʶ Žƃ¦
40 ¨ʙźʶ ʸƃ¦ŗʴ Ūʓʸƃ¦ŗॻʀœ
Ɔ :¾Âƕ¦ʖ ʲॺʸƃ¦
~~ذ
©œ
Ȃʦʯʲʸƃ¦² ʙƌż
40 ŕƎſȄʛŸśʛʽƔŕŸƈé
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§ʅ ȄʛŸśʙƔʙʴśª ŕȃʨŸŰ :¿ÃƗ§ʘ ʴॼʺƅ§
42 ©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§ÀʨƎſƈ :ƓƊŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
47 ©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§ʟ œ
ŕʸ Ŧ :ʘ ƅŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
49 ©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§řॽʺƍ£:ŶǼʛ§ƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
50 œ
ƌƄȂʦʸř°®œ
ʶ Ɔ¨ʙźʶ ʸƃ¦©œ
ʴŪʓʸƃ¦ œ
ʵ ƈ¤» ¦ʗƋ¢ÂŴż¦Â®:ﻧﻲœ
ʰƃ¦ʖ ʲॺʸƃ¦
50 ©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§¡ ŕʷƊ¥¼§ʙƍ£ÃŶž§Ã¯ :¿ÃƗ§ʖ Ɔʢʺƅ§
52 ©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§ª ŕſॽʻʸ ś :ﻧﻲŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
56 ©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§ȈȄʨʺśȈƄŕʷƈñ¯ŕʸ ƈ :ʘ ƅŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
60 ©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§¨ ʨʽŷÃŕǽʜ§ƈ :ŶǼʛ§ƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
61 ƑżƉ°Â®Âœ
ƋʙȂʦʠřʔ ʻƃœ
Ū ¢ :ʙźŮ ƕ¦ȆȂʦʸʯƃ¦Â¨ʙźʶ ʸƃ¦©œ
ʴ Ūʓʸƃ¦ :ʖ ƃœ
ʰƃ¦ʖ ʲॺʸƃ¦
ŗȂʦʸʹʯƃ¦» ¦ʗƋƕ¦Ȗ ʻƀʲř
61 ©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§ȈʷžÃ ŕʳƊȈƈ§ʨŷ :¿ÃƗ§ʖ Ɔʢʺƅ§
63 ©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§ʛȄʨʢśʖ ʽƅŕŬ£:ƓƊŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
64 ȘʽƂʴśƓžƋ±Ã¯Ã©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅŕǼʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§řƁƜŷ :ʘ ƅŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
řȄʨʺʻʱƅ§¼§ʙƍƗ§
103-69 ʙȂʦʠʯƃʙźŮ ƕ¦ȆȂʦʸʯƃ¦¾œ
ʱƆƑżʥʻʯȁʙʱřµ ʙŵ :ʖ ƃœ
ʰƃ¦Ȇʶ Žƃ¦
¨ʙźʶ ʸƃ¦©œ
ʴ Ūʓʸƃ¦
71 Ƒż¨ʙźʶ ʸƃ¦©œ
ʴ Ūʓʸƃ¦ʙȂʦʠřÂȆʻŶŽʯƃʙźŮ ƕ¦ȆȂʦʸʯƃ¦ŗȁʙʱř :¾Âƕ¦ʖ ʲॺʸƃ¦
ŗƃÂʘʮʸƃ¦®ʦƌʱƃ¦ʤƋ¦ÂÀ¦®ʦʴ ƃ¦
71 ƋʨƈʙƂƈÃÁ§¯ʨʶƅ§ƓžʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§ÀʨƎſƈ :¿ÃƗ§ʖ Ɔʢʺƅ§
75 ƓƊ§¯ʨʶƅ§¯ŕʸ ʱƁƛ§řॽʺʻśȘʽƂʴśƓžŕƍ±Ã¯Ãřǽ¯ŕʸ ʱƁƛ§řŬŕॽʶƅ§:ƓƊŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
79 Ɠž©
ʛżʸ ʺƅ§ª ŕʶŬʕʺƅ§ʛȄʨʢśÃȈʽŸſśƓžƋ±Ã¯ÃʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§:ʘ ƅŕʲƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
Á§¯ʨʶƅ§
80 Á§¯ʨʶƅ§ƓžʛżŰ Ɨ§ȈȄʨʺʱƅ§¿ŕʳƈƓžřƅÃʚʰʺƅ§¯ʨƎʳƅ§ʦƍ£:ŶǼʛ§ƅ§ʖ Ɔʢʺƅ§
83 ©œ
ʴ Ūʓʸƃ¦ œ
ʵƈȀÂʙźŮ ƕ¦ȆȂʦʸʯƃ¦¾œ
ʱƆƑżŗȂʙőʚ¦ ʱƃ¦ŗȁʙʱʯƃ¦ :Ƒƈœ
ʰƃ¦ʖ ʲॺʸƃ¦
œ
ƋʙȂʦʠř¨ʙźʶ ʸƃ¦
~~ر
©œ
Ȃʦʯʲʸƃ¦² ʙƌż
~~ز
مقدمة
مقدمة
يعتبر التمويل مشكلة رئيسية للمؤسسات المصغرة عبر مختلف دول العالم بالرغم من انتشار العديد
من مؤسسات ومصارف التمويل فيها ،وازدادت هذه المشكلة أكثر تعقيدًا عندما أصبحت المؤسسات
المصغرة تحتل أولويات دول العالم وخاصة الدول النامية منها ألنها تحتل مكانة هامة ،باإلضافة إلى
الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المؤسسات في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية لهذه الدول ،لذلك يرى
االقتصاديون أنه من أجل تطوير هذه المؤسسات يجب تطوير نظام مالي فعال ووضع خطط واستراتجيات
لتقديم مجموعة من الخدمات المالية لهذا النوع من المؤسسات.
ومن بين أهم هذه االستراتجيات التي عرفت نمو جيدًا في السنوات األخيرة في كل أنحاء العالم نجد
التمويل األصغر ،الذي عرف نجاحا كبي ار خاصة بعد نجاح تجربة محمد يونس وبنك غراميين "بنغالديش"
تبين أنه يشكل أداة لمكافحة اإلقصاء االجتماعي واالقتصادي ،وذلك من خالل الخدمات التي يقدمها
ألصحاب الدخل المنخفض والراغبين في إقامة مشروعات مصغرة وصغيرة وال يملكون ضمانات وبيانات
مالية التي تفرضها مؤسسات التمويل الرسمية (المصاريف ،المؤسسات المالية المتخصصة) من جهة،
ومن جهة أخرى السعي للوصول إلى المناطق المعزولة التي تحتوي على أفقر الفقراء ،فمعظم الدراسات
تؤكد أنه ال يمكن استئصال الفقر إال بالمعالجة الجذرية لمسبباته ،وحجر األساس لمعالجة الفقر هو تمكين
المجتمعات الفقيرة من االعتماد على نفسها ،وهذا بتبني منهجية تطوير االعتماد على الذات وطرح فكرة
تمكين الفقراء من توسيع خياراتهم بتوفير قدرات ومهارات وموارد مالية لهم .على هذا األساس فقد أصبح
التمويل األصغر يمثل طرحا ويحتل األولوية المتقدمة على أجندة اقتصاديات الدول النامية ،لما تمثله من
حل ضروري لإلسهام في حل مشكلتي البطالة والفقر اللتان تعاني منهما هذه الدول.
وعليه فقد عرفت برامج التمويل األصغر استخداما متزايدا في السنوات األخيرة ،وذلك راجع لالهتمام الدولي
بهذه البرامج التي أثبتت كفاءتها وفعاليتها في مكافحة الفقر والبطالة في مختلف الدول ،وهذا من خالل
إتاحة التمويل للفقراء ومحدودي الدخل الذين يعتبرون من أهم عمالئها ،وهذا ما انتهجته الدول النامية
كالجزائر والسودان اللتين قامتا بإنشاء عدة مؤسسات تمويلية تقدم خدمات التمويل األصغر لعمالئها الذين
أثبتوا جدارتهم وقدرتهم على استرداد هذه القروض من خالل إنشاء مؤسسات مصغرة التي تساهم في
التوظيف والزيادة في اإلنتاج خاصة في الدولة السودانية التي أصبحت تجربتها من أهم التجارب الرائدة في
هذا المجال على غرار الدولة الجزائرية التي تسعى جاهدة لالستفادة من التجارب الرائدة في مجال التمويل
المتناهي الصغر.
~~2
مقدمة
~~3
مقدمة
قلة األعمال التي تناولت الدور الذي يلعبه التمويل األصغر في تفعيل وتطوير المؤسسات المصغرة؛
المساهمة في إثراء المكتبة الجامعية بموضوع عن المؤسسات المصغرة التي أصبحت من أهم الحلول
المطروحة أمام خريجي الجامعات لتجنب أزمة البطالة.
ج -أهداف الدراسة:
يمكن تلخيص أهداف الدراسة في النقاط التالية:
نشر مختلف المفاهيم التي تتعلق بموضوع المؤسسات المصغرة والتمويل األصغر على حد السواء؛
إبراز دور التمويل األصغر وفاعليته في مكافحة الفقر ومحاربة البطالة وذلك عن طريق إنشاء
مؤسسات مصغرة وخاصة في المناطق الريفية؛
عرض بعض تجارب الدول في مجال التمويل األصغر لالستفادة منها؛
إظهار واقع التمويل األصغر في الجزائر ودوره في تمويل المؤسسات المصغرة وتطويرها.
ح -أهمية الدراسة:
تكمن أهمية هذه الدراسة في عدة جوانب ،كونها أوال تسلط الضوء على قطاع ساد االعتقاد بأهميته
ودوره الحيوي واعتباره كقاطرة للتنمية أال وهو المؤسسات المصغرة ،والتي تكمن أهميتها في القدرة على
اإلسهام الفعال في عملية التنمية وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية ،ومن ناحية أخرى فإن هذا
البحث يتناول أيضا تقنية من أكثر التقنيات التي تم ابتكارها في السنوات األخيرة لتقديم الدعم والتمويل
للمؤسسات المصغرة أال وهي التمويل األصغر ،والتي تعتبر األكثر فاعلية ونجاحا في تسريع تنفيذ برامج
التنمية االقتصادية وخاصة التكنولوجية وخلق فرص عمل جديدة ،والتي تم االستعانة بها في الكثير من
دول العالم .كما يستمد الموضوع أهميته كونه يخص مجاال اقتصاديا ساد االعتقاد بأهميته البالغة سواء
كان ذلك بالنسبة للتنمية االقتصادية أو المميزات االجتماعية التي توفرها.
خ -حدود الدراسة :تتجسد حدود دراستنا في ما يلي:
من أجل اإلجابة على اإلشكالية المطروحة واإللمام بمختلف جوانب الموضوع ،تم تحديد اإلطار
المكاني والزماني كالتالي:
الحدود المكانية :تقتضي اإلجابة على اإلشكالية المقدمة التقيد ببعد مكاني ،حيث وقعت الدراسة
على كل من السودان والجزائر.
الحدود الزمنية :غطت الدراسة الفترة الزمنية الممتدة من سنة 2006إلى غاية 2018بالسنة للسودان،
أما الجزائر فقد غطت الدراسة الفترة الزمنية الممتدة من سنة 2004إلى غاية سنة ،2018وقد تم التركيز
في اإلحصائيات على السنتين األخيرتين.
~~4
مقدمة
~~5
مقدمة
نظ ار لمساهمتها الكبيرة في زيادة النمو االقتصادي وهذا راجع إلى الخصائص المميزة لها من مرونة
والقدرة على التجديد والتطوير واإلبداع ،باإلضافة إلى قدرتها الكبيرة على مقاومة االضطرابات والصمود
في أوقات األزمات االقتصادية ،وقد توصلت إلى أنه يجب على الحكومة توفير المناخ المناسب
للمؤسسات المصغرة السيما التمويل المناسب وبشروط معقولة وتخفيف اإلجراءات اإلدارية في إنشاء هذه
المؤسسات وتفعيل الحكومة على الرقابة لمحاربة الفساد اإلداري.
الدراسة الثالثة :موساوي محمد شريف ،أوالد علي محمد ،التمويل اإلسالمي األصغر كآلية بديلة
لتمويل المؤسسات المصغرة -دراسة تجربة اليمن والسودان -مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر ميدان
علوم اقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ،جامعة احمد دراية ،ادرار ،سنة .2018-2017
وقد انطلقت هذه الدراسة من اإلشكالية التالية :ما مدى مساهمة التمويل اإلسالمي األصغر كآلية تمويلية
بديلة في تمويل المؤسسات المصغرة؟ وهي دراسة تهدف إلى معرفة واقع التمويل اإلسالمي األصغر في
اليمن والسودان وتوضيح أهم التحديات التي تواجه التمويل اإلسالمي األصغر في تمويله للمؤسسات
المصغرة ،وقد توصلت الدراسة إلى أن التمويل اإلسالمي األصغر يساهم بشكل كبير في تمويل
المؤسسات المصغرة والفئات الفقيرة من خالل الدخول معهم بالمشاركة أو المضاربة أو باقي الصيغ
األخرى وبذلك يكون تكامل ما بين البنك والمؤسسات المصغرة األمر الذي يؤدي إلى التقليل من الفقر
وتخفيض معدالت البطالة ،كما توصي هذه الدراسة بتنويع صيغ التمويل والعمل على الوصول إلى اشد
الناس فق ار خاصة في المناطق الريفية والنائية وتبسيط المعامالت تبعا لمؤهالتهم وقدراتهم.
الدراسة الرابعة :محنان صبرينة ،تطوير دور مؤسسات التمويل المصغر في تنمية المشروعات
الفردية والعائلية -دراسة مقارنة بين تجربة االندونيسية والجزائرية -أطروحة مقدمة ضمن متطلبات
نيل شهادة الدكتوراه الطور الثالث في العلوم االقتصادية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف- 2017 ،1
.2018
انطلقت هذه الدراسة من اإلشكالية التالية :كيف يمكن تطوير دور مؤسسات التمويل األصغر في تنمية
المشاريع الفردية والعائلية؟ ،حيث هدفت الباحثة من خالل الدراسة إلى تحديد األهمية الفردية والعائلية
وتوضيح منتجات التمويل المصغر في محاربة الفقر ،وتوضيح نقاط قوتها وضعفها .كما توصلت الدراسة
إلى مجموعة من ا لنتائج أهمها أن المشاريع الفردية والعائلية تمثل الوسيلة الفعالة لمحاربة الفقر ،وتوفير
دخل يتميز بالثبات النسبي واالستمرار ألصحاب الحرف والنساء الماكثات في البيت ،وجاء التمويل
األصغر من أ جل دعم تطور المشاريع الفردية والعائلية وخاصة للفئة المستبعدة من النظام المالي التقليدي
مما يسمح بمحاربة الفقر وتنمية االقتصاد ،وتوصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من التوصيات أهمها دعم
~~6
مقدمة
عملية التسويق منتوجات المشاريع الفردية والعائلية الممولة من طرف مؤسسات التمويل األصغر ،عبر
مجموعة من اإلجراءات والمبادرات بهدف تشجيعها وتحفيزها ،ولعل أهم إجراء هو اإلعفاء الضريبي على
منتجاتها ،مما يدعمها ويساهم في رفع معدالت اقتنائها من طرف المستهلكين ،ويضفي عليها طابع
تنافسي.
الدراسة الخامسةMona edlbi, Firas saad-Aldeen, Oversight of Microfinance :
– Institutions, Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies
Economic and Legal Sciences Series Vol. (37) No. (4), 2015/7/13
انطلقت هذه الدراسة من اإلشكالية التالية :تعاظم دور صناعة التمويل األصغر في اآلونة األخيرة نتيجة
ألهميتها وانتشارها ،مما يقضي الوقوف على ماهيتها وآلية ضبطها ورقابتها لتحقق النتائج المرجوة
منها .حيث هدفت الدراسة إلى بيان طبيعة التمويل األصغر واشكال مؤسساته كنشاط مالي حديث
النشأة قائم على مساندة الفقراء وأصحاب الدخول المتدنية .كما توصلت الدراسة إلى أن التمويل
األصغر ليس منحة أو تبرع للفقراء وانما يعني إقامة المؤسسات المالية المحلية الدائمة التي يمكنها
جذب الودائع المحلية ومن ثم إعادة تحويلها إلى قروض باإلضافة إلى خدمات مالية أخرى .كما توصي
هذه الدراسة بضرورة مراعاة شخص العميل ومراعاة قدراته عند منحة القرض ،فالتمويل األصغر ال
يناسب عديمي الدخل ويتميز بقروضه الصغيرة قصيرة األجل ،وضرورة إيجاد أنواع أخرى من الوسائل
لألفراد الذين ال دخل لهم أو ليس لديهم القدرات على الحصول على القروض.
ر -صعوبات الدراسة:
ال يخلو أي بحث علمي من مجموعة من الصعوبات والعراقيل أثناء انجازه ،فبالنسبة إلى دراستنا هذه
فقد واجهتنا العديد من الصعوبات أهمها:
عدم توفر المراجع المتعلقة بالموضوع في مكتبة المركز الجامعي-ميلة -وصعوبة الحصول عليها
من باقي الجامعات؛
تأخر إنجاز البحث بسبب الوضع الحالي الذي يمر به العالم بشكل عام والجزائر بشكل خاص
والمتعلق بجائحة COVID_19؛
صعوبة الحصول على المعلومات والمعطيات اإلحصائية بشكل دقيق وكذا تضاربها ،إذ نجدها
تختلف من مرجع إلى آخر؛
وجود اختالف في اإلحصائيات المتعلقة بالتجربة الجزائرية.
~~7
مقدمة
~~8
الفصل األول :التمويل
األصغر :مقاربة نظرية
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
تمهيد:
یعتبر التمویل مشكلة رئیسیة للمشروعات المصغرة والصغیرة بالرغم من توفر عدد كبیر من المصارف
والمؤسسات المالیة المتخصصة ،لذلك وجب تطویر نظام مالي سلیم وفعال لتوفیر مجموعة كبیرة من الخدمات
المالیة لنجاح واستمرار هذه المشروعات ،فهناك قناعة لدى أصحابها بعدم قدرتهم على الحصول على التمویل
الالزم إلقامة مشروعاتهم وعدم قدرتهم على تقدیم الضمانات والبیانات المالیة التي تشترطها الجهات المقرضة.
لقد ظهر التمویل األصغر ولعب دو ار كبیر في إنشاء مثل هذه المشاریع وتحقیق التنمیة االجتماعیة
واالقتصادیة للعدید من البلدان ،إذ یساهم في تقلیل الفقر وزیادة الدخل لألسر ذات الدخل المحدود ،األمن
االقتصادي ،وبناء األصول والحد من الضعف المالي ،من خالل السیاسات المتجهة من طرف البنوك المركزیة
والمؤسسات الدولیة ،حیث اعتبرت سنة 2005السنة الدولیة للتمویل األصغر من طرف الجمعیة العامة لألمم
المتحدة ،نظ ار للنجاح الذي حققه التمویل األصغر فهو بمثابة أداة قویة للتطور االقتصادي.
ونظ ار لألهمیة البالغة الذي یتمتع بها التمویل األصغر خاصة في اآلونة األخیرة ،حاولنا من خالل هذا
الفصل تسلیط الضوء والتعرف على أهم النقاط المتعلقة بالتمویل األصغر مقسمین هذا الفصل إلى ثالثة مباحث
كالتالي:
~ ~ 10
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
شمال دكا .لم ینتظر محمد یونس انتهاء التجربة وأنشئ رسمیا في 2أكتوبر 1983م "جرامین بنك" بنك مستقل
خاص مملوك حالیا من طرف مقترضیه بنسبة %94معظمهم من النساء و %6الباقیة مملوكة من طرف الدولة
البنغالیة ،بنك انطلق من الواقع المعاش ولیس من النظریات االقتصادیة الجاهزة .
وقد خصص هذا البنك إلقراض أفقر الفقراء من دون طلب ضمانات ،أسست مبادئه على نقیض البنوك
التجاریة الكالسیكیة ،لقد حرر محمد یونس القرض من عبودیة الضمان فحق الحصول على قرض من حقوق
اإلنسان حسب رأیه ،فمن أقل من 15ألف مقترض سنة 1980بلغ عدد أعضاء البنوك في شهر فبرایر2007
سبعة ملیون عضو موزعین على ملیون و 107ألف مجموعة و 124ألف مركز ،أما فروع البنك فبلغ عددها
1
2381فرع تغطي أكثر من 75الف قریة بنغالیة .
وتشير بعض الدراسات إلى أن جمیع البلدان المتقدمة قد كان لها تجاربها الخاصة مع التمویل األصغر ،ومن
أشهر تلك التجارب في أوربا التجربتان االیرلندیة واأللمانیة ،ففي عام 1720منح أول قرض للفقراء في ایرلندا
نتیجة للزیادة المتصاعدة للفقر في أوربا ،ولقد أشارت األرقام إلى حصول ما یعادل % 20من األسر اإلیرلندیة
على قروض صغیرة بحلول سنة .1843أما ألمانیا فقد عرفت تجربتین في القرن التاسع عشر ،إحداهما في
الریف بقیادة رجل یدعى ،Friedrich-Wilhelm Reiffeisenوالثانیة في المدن بقیادة ،Schulze-Delitzch
2
وتشیر الدراسات إلى أن الجهاز المصرفي المعروف بالبنوك الشاملة یرجع في أصله إلى التمویل األصغر.
ثانيا :تطور التمويل األصغر
لقد أدى نجاح تجربة محمد یونس إلى انطالق الحملة العالمیة للقضاء على الفقر في قمة القروض متناهیة
الصغر بواشنطن سنة 1997م ،ونجحت تلك القمة في الحصول على دعم من عدید دول العالم ،ومنذ ذلك
الوقت تزاید االهتمام بآلیة القروض متناهیة الصغر ،حتى أضحى الهدف الرئیسي بالنسبة لألمم المتحدة في
مجال القرض متناهي الصغر هو تخفیض أعداد الفقراء إلى النصف بحلول عام 2015م ،ویختصر الجدول
3
التالي المراحل المختلفة لتطور التمویل األصغر.
-1محمد الفاتح عبد الوهاب العتیبي ،التعاونيات وسيلة مثلى الستغالل التمويل األصغر في التنمية ومكافحة الفقر ،الحوار المتمدن ،العدد ،2464
،2008/11/13ص.57:
-2أمین قسول ،متطلبات تفعيل خدمات التمويل المصغر في البنوك اإلسالمية –دراسة تجارب دولية ،أطروحة دكتوراه ،كلیة العلوم االقتصادیة وعلوم
التسییر ،جامعة حسیبة بن بوعلي –الشلف ،2016 ،ص .06
-3بركان أنیسة ،ا لتجارب األسيوية الرائدة في مجال التمويل األصغر ،عوامل النجاح وسبل التكرار ،مجلة االقتصاد والتنمیة البشریة ،المجلد ،8العدد ،01
جامعة البلیدة ،2ص.101:
~ ~ 12
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
~ ~ 13
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
نالحظ من خالل الجدول الثاني أن األرقام تشیر إلى أن التمویل األصغر متغلغل بدرجة مرتفعة في آسیا نظ ار
لوجود عدد كبیر من المقترضین ،باإلضافة إلى احتاللها المركز الثاني بعد إفریقیا الصحراء في عدد المدخرین
المتطوعین ،أما من حیث حجم القروض والودائع فآسیا تعد ضمن أدنى المستویات نظ ار الرتفاع عدد السكان في
هذه الدول وانخفاض الدخل الفردي بها.
واعتمادا على ما سبق یمكن توزیع التمویل األصغر الذي بلغت قیمته 11.69ملیار حول العالم في الجدول
التالي:
الجدول رقم( :)3-1انتشار التمويل األصغر في العالم
دول أخرى شرق آسیا الشرق األوسط أمریكا إفریقیا ارویا الشرقیة جنوب المناطق
وشمال إفریقیا لالتینیة الصحراء واسیا الوسطى أسیا
1.09 0.85 0.87 1.63 1.64 2.45 3.16 القيمة
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على ،عالیا عبد الحمید عارف ،إدارة القروض متناهية الصغر ،المجلة العربیة لإلدارة،
المجلد ،29العدد ،1یونیو .2009
-1على محمد سعود ،میثم صاحب عجام ،التمويل الدولي ،دار مكتبة الكندى لنشر والتوزیع ،الطبعة ،1عمان ،األردن ،2014 ،ص.23:
-2حریرة فاطمة الزهراء ،تمويل المؤسسات المصغرة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،مذكرة لنیل شهادة الماستر ،تخصص مالیة وبنوك،
المركز الجامعي میلة ،2013 ،ص.3:
~ ~ 14
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
األصغر التمويل
المصدر :عبد الوهاب لطفي ،أساسیات التمویل األصغر ،مساعدة من الشعب األمریكي 26 - 25 ،أبریل.2013
كما یقصد بالتمویل األصغر مجموعة البرامج التي تركز على تقدیم مجموعة متنوعة من الخدمات المالیة،
ولیس خدمات اإلقراض فقط لألفراد الذین لیس لهم القدرة على الحصول على تلك الخدمات من المؤسسات
المالیة الرسمیة ،القادرین في الوقت نفسه على بدء مشروعات استثماریة مدرة للدخل ،بمعنى أنه یأتي لمعالجة
-1بركان أنیسة ،التجارب األسيوية الرائدة في مجال التمويل األصغر ،مجلة االقتصاد والتنمیة البشریة ،المجلد ،8العدد ،01جامعة البلیدة ،2ص.100 :
~ ~ 15
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
مشكلة الفقر والبطالة إضافة إلى معالجة مشكلة اإلقصاء االقتصادي واالجتماعي الذي یعانیه الكثیر من األفراد
1
ذوي الدخل المتدني والمخاطرة المرتفعة من وجهة نظر المؤسسات المالیة الرسمیة.
وهناك من یشیر إلى مصطلح التمویل األصغر على أنه ":توفیر الخدمات المالیة ،وهي في المقام األول االئتمان
واألوعیة االدخاریة والتحویالت المالیة التي تقدمها المؤسسات المالیة الرسمیة ،وذلك بهدف التغلب على احد
المعوقات الرئیسیة التي یواجهها الفقراء في دول العالم ،أال وهي ندرة الفرص للحصول على قروض وعلى
2
الخدمات المصرفیة األخرى والتي تقدم من خالل النظم المصرفیة الرسمیة .
.2.2مفهوم التمويل األصغر لدى بعض المنظمات الدولية
التعريف األول :جاء تعریف منظمة العمل الدولية ) (ILOللتمويل األصغر على أنه ":هو توفیر الخدمات
المالیة بصورة مستدامة لصغار المبادرین أو األشخاص ذوي الدخول المنخفضة من الذین لیس لدیهم إمكانیة
3
الحصول على خدمات مالیة تجاریة".
التعريف الثاني :صندوق األمم المتحدة للتنمية لتنمية رأس المال للتمويل األصغر) :(UNCDFعرفه على أنه:
4
"هو تقدیم خدمات مالیة مثل االئتمان واالدخار والتحویالت النقدیة والتأمین للفقراء ولذوي الدخل المنخفض".
التعريف الثالث :ذهبت المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء CGAPإلى تعریف التمویل األصغر على أنه
تقدیم الخدمات المالیة ومنها التوفیر والقروض ووسائل الدفع للفئات منخفضة الدخل من السكان على غرار
الحرفیین وصغار التجار والمزارعین وحتى الموظفین .ویشمل كذلك تقدیم الخدمات المصرفیة لألفراد المستبعدین
5
من النظام المالي ،إلى جانب توفیر التمویل للمنشآت الصغرى.
ومما سبق یمكننا القول أن التمویل األصغر یعتبر أحد اآللیات المبتكرة لتمویل المؤسسات المصغرة والحد من
الفقر بتوفیر خدمات مالیة رسمیة للفقراء وذوي الدخل المنخفض بسبب ظروفهم االقتصادیة المتدنیة ،حیث یساهم
ویساعد في زیادة الدخل وتحسین األوضاع االجتماعیة واالقتصادیة.
-1مساح وفاء ،شیوطي حكیم ،التمويل اإلسالمي المصغر بين السياسات المنتهجة وواقع الممارسة-دراسة تجربة الجزائر والسودان ،-مجلة اإلدارة
والتنمیة للبحوث والدراسات ،العدد ،13جامعة البلیدة ،2جوان ،2018ص.148 :
-2عائشة دخوش ،صفیة بن حمیدوش ،التمويل األصغر كبديل عن البنوك في تمويل المؤسسات الصغيرة ،مذكرة مقدمة لنیل شهادة الماستر في العلوم
االقتصادیة ،تخصص مالیة وبنوك ،جامعة محمد بوضیاف ،مسیلة ، 2018،ص9:
عصام عبدالوهاب ،كمال الدین محمد عثمان البشیر ،دور التمويل األصغر في تطوير المشروعات الصغيرة :تجربة مصرف االدخار والتنمیة االجتماعیة، 3
،2015 ،SSRNص7:
-4عصام عبد الوهاب ،كمال الدین محمد عثمان البشیر ،دور التمويل األصغر في تطوير المشروعات الصغيرة :تجربة مصرف االدخار والتنمية
االجتماعية ،2015 ،ص ،07 :متاح على الرابط ،https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=2586540تاریخ االطالع
/02جوان .2020
5
-مساح وفاء ،شیوطي حكیم ،مرجع سابق ،ص.149 :
~ ~ 16
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
- 1بلقاسم قندوز ،الدور التنموي للقروض المصغرة الممنوحة للحرفيين دراسة فقهية اقتصادية ،مذكرة ماستر ،تخصص معامالت مالیة معاصرة ،شعبة
العلوم اإلسالمیة ،جامعة الشهید حمة لخضر ،الوادي ،2015 ،ص.23:
-2البنك الدولي ،دليل التنظيم واإلشراف للتمويل األصغر ،المجموعة االستثماریة لمساعدة الفقراء ،نیویورك ،2012 ،ص.5:
-3المرجع نفسه ،ص.4:
~ ~ 17
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
-1عمران عبد الحكیم ،غزي محمد العربي ،مرجع سبق ذكره ،ص.3 :
~ ~ 18
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
في الدول النامیة یعتمد أسلوب التمویل األصغر على مساعدة الفقراء ،أما في الدول المتقدمة التي تتمیز
بسهولة الوصول إلى الخدمات المصرفیة ،فالتمویل األصغر یعبر عن سیاسة اجتماعیة كاملة تهدف إلى
تصحیح التقصیر في سوق العمل لفئة مستهدفة من السكان.
ومنه تكمن األهمیة في استطاعة التمویل األصغر في مساعدة المجتمعات المحلیة على زیادة وتنمیة
مشاریعهم ،وبالتالي الحد من نسبة تأثیرهم بالصدمات الخارجیة وبذلك یمكن اعتباره وسیلة فعالة تمكن الفقراء
1
على االعتماد على أنفسهم.
إن الدخل الذي یدر من أحد المشاریع ال یساعد فقط على تطور هذا المشروع بحد ذاته بل یساعد أیضا
على تنویع مصادر الدخل بأكملها بما ینعكس على أمور أخرى حیویة.
كما أن للتمویل األصغر أهمیة كبیرة تتمثل في كونه یول د لدى المرأة العاملة مع مؤسسات التمویل ثقة بالنفس
2
وقدرة على التفاعل مع المجتمع ویحقق لها االستقالل المالي.
ویمكن توضیح األهمیة االجتماعیة للتمویل األصغر في الشكل التالي:
-1بوعراب رابح ،التمويل األصغر ودوره في تشغيل في الجزائر خالل الفترة ،2005،2006مجلة دراسات في االقتصاد والتجاریة والمالیة ،المجلد،6
العدد ،1جامعة الجزائر ،2017 ،3ص.159:
-2بوهرین فتحیة ،دراسة مقومات نجاح التمويل األصغر دراسة تجارب رائدة ،مجلة اقتصاد المال واألعمال ،المجلد ،3العدد ،2جامعة الشهید حمة لخضر
الوادي ،الجزائر ،دیسمبر ،2018ص.150:
~ ~ 19
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
المصدر :قماش نجیب ،التمويل المصغر كأداة لترقية المقاولة المصغرة ،مذكرة ماجستیر ،كلیة العلوم االقتصادیة وعلوم التسییر،
البلیدة ،2008 ،ص.40:
كما تكمن أهمیة التمویل األصغر من الناحیة االقتصادیة على تحقیق مایلي:
فييي أنييه یعمييل علييى تحفیييز االقتصييادیات المحلیيية ميين خييالل خلييق الطلييب المتنييوع علييى مجموعيية كبی يرة ميين
السلع والخدمات خاصة ما یتعلق منها بخدمات التغذیة والتعلیم والصحة؛
فييي أنييه یييوفر مجموعيية متنوعيية ميين الخييدمات المالیيية للفق يراء ومنخفضييي الييدخل المسييتبعدین فييي كثیيير ميين
األحیان من األنظمة المالیة الرسمیة ،وهو ما یساعدهم على بدء مشروعات مصغرة وصغیرة مدرة للدخل؛
في أن الهیئات والمؤسسات التي قامت بتنفیذ برامج تقدیم خدمات التمویل البالغ الصغر قد حققت من خالل
تلك البرامج أرباحا إلى جانب تحقیق أهدافها االجتماعیة؛
األهمیية اإلسييتراتیجیة المسيتمدة ميين المشيروعات المصييغرة والصييغیرة فيي حييد ذاتهيا ،علييى اعتبيار أنهييا بمثابيية
األداة المحركة للنمو االقتصادي ،والمصدر الرئیسي في توفیر مناصب العمل ،وتحقیيق مسيتویات هامية مين
الكفاءة اإلستخدامیة للموارد المتاحة ؛ وفي هذا الصدد الحظت لجنة الجوع المنبثقة عن هیئة األميم المتحيدة
أن توفیر التمویل المناسب لمنظومة المشروعات المتناهیة الصغر في مختلف الدول النامیة یؤدي إلى زیادة
المسيتویات المعیشيیة للفقيراء ،ویرفيع ميين معيدالت األميين الغيذائي ویضيمن فييي الوقيت نفسييه التطيور المسييتدام
~ ~ 20
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
لالقتصادیات الوطنیة .1كما الحظت الباحثة بمدرسة لندن لالقتصاد كاثرین شاو ) (Catherine Chawما
یلييي":إن تركیييز التمویييل علييى فئيية بعینهييا فييي المجتمييع یييؤدي إلييى عييدم اسييتخدام الطاقييات والم يوارد المتاحيية
للمجتم ييع،وأن الوس ييیلة الوحی ييدة الس ييتخدام ه ييذه الطاق ييات والمي يوارد ه ييو تش ييجیع إقام يية المش ييروعات الص ييغیرة
والمتناهیة الصغر والتي تؤدي إلى الزیادة في اإلنتاج والعمالة وعدالة توزیع الدخل".2
المبحث الثاني :مبادئ وأنواع التمويل األصغر ومكوناته
قامت المجموعة االستشاریة لمساعدة الفقراء ) (CGAPمع أعضائها المتبرعین الثمانیة والعشرون بتطویر
المبادئ األساسیة للتمویل متناهي الصغر ثم قامت مجموعة الثماني بقبول هذه المبادئ في اجتماعها في والیة
جورجیا في ،2004كما أنه هناك عدة أنواع للتمویل متناهي الصغر ،إال أنه هنالك عدة معیقات أو عراقیل
یواجهها التمویل األصغر.
المطلب األول :المبادئ األساسية للتمويل المصغر
ضمن المبادرات الكبرى التي تسعى إلى تحقیق األهداف اإلنمائیة لأللفیة جاء تأسیس المجموعة
االستشاریة لمساعدة الفقراء ،وهي عبارة عن اتحاد من جهات مانحة متعددة مكرسة للنهوض بالتمویل األصغر
یتألف من 31هیئة تنمویة عامة وخاصة تعمل سویا لتوسیع نطاق حصول الفقراء على الخدمات المالیة ،التي
3
یشار إلیها بمصطلح التمویل األصغر .وهذه المبادئ هي:
.1الفقراء ال يحتاجون إلى القروض بل إلى مجموعة متنوعة من الخدمات المالية :یحتاج الفقراء،
مثلهم مثل اآلخرین إلى مجموعة متنوعة من الخدمات المالیة المالئمة والمرنة بأسعار معقولة .وال یحتاج الفقراء
إلى القروض فقط بل أیضا إلى االدخار والتحویالت النقدیة كل حسب أوضاعه.
.2التمويل بالغ الصغر يعتبر أداة قوية لمكافحة الفقر :لحصول على الخدمات المالیة بشكل مستمر یمكن
الفقراء من زیادة الدخل وتكوین األصول وتخفیض فرص تعرضهم إلى الصدمات الخارجیة ،ویدفعهم لالستثمار
في تحسین تغذیتهم وأوضاعهم وصحة وتعلیم أبنائهم.
.3التمويل بالغ الصغر يعني بناء أنظمة مالية تقدم خدمات للفقراء :لتحقیق إمكانات التمویل المصغر
الكاملة في الوصول إلى عدد كبیر من الفقراء یحب أن یصبح جزء ال یتج أز من القطاع المالي؛
.4االستمرارية المالية ضرورية للوصول إلى عدد كبير من الفقراء :قابلیة االستمرار هي قدرة مؤسسات
التمویل المصغر على تغطیة جمیع تكالیفها ،وهي الطریقة الوحیدة التي تجعل من الممكن استمرار عمل هذه
عبد الحمید عبد المطلب ،اقتصاديات تمويل المشروعات الصغيرة ،الدار الجامعیة ،اإلسكندریة ،2009 ،ص.185 : 1
المؤسسات واستمرار تقدیم الخدمات المالیة للفقراء للوصول إلى حجم وأثر أبعد بكثیر مما یمكن أن تموله
الهیئات المانحة،
.5التمويل بالغ الصغر معني بإنشاء مؤسسات مالية محلية دائمة :إن تمویل الفقراء یتطلب مؤسسات
مالیة محلیة تقدم خدماتها على أساس مستمر ،تحتاج هذه المؤسسات إلى استقطاب التوفیر المحلي وتقدیمه على
شكل قروض وخدمات أخرى .وعندما تتطور هذه المؤسسات وأسواق رأس المال ،یقل االعتماد على تمویل
المتبرعین والحكومات بما في ذلك بنوك التنمیة.
-6أسقف أسعار الفائدة يمكن أن تضر قدرة الفقراء على الحصول على الخدمات المالية :عادة ما تضع
الحكومات أسقفا منخفضة ألسعار الفائدة لتسمح بزیادة قدرة حصول الفقراء على قروض ،لكن بهذا لن تستطیع
مؤسسات التمویل المصغر تغطیة تكالیفها وستتوقف عن اإلقراض على المدى الطویل ،وفي الوقت عینه ال
یجب أن تمرر هذه المؤسسات عدم كفاءة عملیاتها إلى المتعاملین معها في شكل أسعار فائدة أعلى بكثیر مما
یجب؛
-7دور الحكومة هو التسهيل وليس جهة التقديم المباشر للخدمات المالية :من أهم إجراءات التسهیل أن یتم
الحفاظ على استقرار االقتصاد الكلي ولعدم م ازحمة مؤسسات التمویل المصغر ببرامج إقراض مدعومة وتحسین
فرص الوصول إلى األسواق والوصول على خدمات البنیة التحتیة؛
ال وليس مزاحما لرأس المال من القطاع الخاص :یجب -8الدعم من الجهات المانحة يجب أن يكون مكم ا
على الجهات المانحة أن تساعد على خلق مؤسسات تمویل مصغر محلیة قابلة لالستمرار بمواردها الخاصة،
وأن یكون دعم الجهات المانحة مؤقتا ولن تخطط للخروج منذ البدایة؛
-9نقص القدرات المؤسسية والبشرية يعد من أهم المعوقات :یجب أن تركز معظم االستثمارات في قطاع
التمویل المصغر على بناء القدرات على جمیع المستویات ،بدء من مؤسسات التمویل المصغر إلى جهات
اإلشراف والرقابة ،وصوال إلى هیئات التنمیة المحلیة الحكومیة والجهات المانحة؛
-10أهمية الشفافية المالية والشفافية في أنشطة الوصول إلى المتعاملين :حیث تحتاج كل األطراف ذات
الصلة إلى الحصول على معلومات دقیقة وموحدة لألداء المالي واالجتماعي لمؤسسات التمویل األصغر بهدف
إجراء المقارنات وتقییم المخاطر والعائد منها.
~ ~ 22
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
-1لطفي عبد الوهاب ،أساسيات التمويل األصغر ،دورة تدریبیة ،مصر ،من26/25افریل ،2013ص.12:
~ ~ 23
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
-1دانیال س ،هاردي وبول هولدن وفاسیلي برو كوبنكو ،مؤسسات التمويل األصغر والسياسة العامة ،ورقة عمل صندوق النقد الدولي ،سبتمبر،2002
ص.7:
-2محمد مصطفى غانم ،واقع التمويل األصغر اإلسالمي وأفاق تطوره في فلسطين ،دراسة تطبیقیة على قطاع غزة ،رسالة ماجستیر في المحاسبة والتمویل،
الجامعة اإلسالمیة ،2010 ،ص19:
-3بوهرین فتیحة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص.151-150 :
~ ~ 24
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
.5البنوك الزراعية واالئتمانية التابعة للدولة :تصل إلى القطاعات التي ال تخدمها البنوك التجاریة وهي
مملوكة للدولة ،وتركز على القروض أكثر من المدخرات.
.6بنوك التوفير البريدية :یتطلب وجودها شبكة واسعة النطاق من مكاتب البرید تغطي المناطق الریفیة ونظاما
یعمل بكفاءة لنقل الوثائق والمعلومات ،تقتصر خدماتها على المدخرات والمدفوعات أو التحویالت.
.7بنوك التوفير غير البريدية :تشمل هذه الفئة كال من المؤسسات العامة والخاصة وهي تركز على المدخرات
ترك از كبیرا ،لكن معظم أموالها توجه إلى قروض استثماریة ضخمة بدال من قروض صغیرة لألفراد.
ثانيا :مصادر التمويل األصغر
لكي تصل المؤسسات الغیر مصرفیة أو المصرفیة العاملة في مجال التمویل األصغر للحجم المناسب
وبالتالي إلى المزید من األعضاء المنتسبین ،یجب أن یكون لهذه المؤسسات القابلیة لالستمرار والقدرة على
الوصول إلى مصادر المالیة التجاریة والتي تشمل تحفیز المدخرات واالقتارضات من البنوك ومن أسواق رأس
1
المال المحلیة والعالمیة وتتضح من خالل:
تعبئة المدخرات :وتعني تجمیع المدخرات في مؤسسات التوسط المالي ( المصارف وأسواق األوراق
المالیة ....الخ) حتى یكون لها دور في حركة االقتصاد.
االستدامة :وتعني استم ارریة المؤسسة ذاتیا بتولید مواردها المتاحة لتحقیق إرادات تغطي المصروفات،
وتحقق فوائض تشكل أرباحا متناهیة سنویا وهذا یعني استدامة المالیة السنویة.
محفظة التمويل :تعني الموارد المتاحة التي خصصتها المؤسسات المالیة المعنیة للتوظیف في
مشروعات اقتصادیة مختلفة بهدف تحقیق إرادات مجزیة توفر االستم ارریة للمؤسسة المعنیة.
االدخار واالكتناز :االدخار عبارة عن حشد الموارد من الجمهور من الوسائط المالیة كجزء من الدورة
االقتصادیة ،أما االكتناز فهو حجب هذه الموارد من الدخول في حركة االقتصاد بواسطة الوسائط
المالیة ،وهللا تعالى مقت االكتناز المالي الذي یتداول لمصلحة المجتمع.
المطلب الرابع :عمالء التمويل األصغر
إن محمد یونس یحذر من الغموض في المفاهیم ،ومن التعریفات الفضفاضة للفقراء الذین تستهدفهم برامج
التمویل األصغر ،ألن ذلك سیؤدي إلى الحد من فعالیة هذه البرامج في الحد من الفقر ،ویقول یونس بوضوح" :
إذا تم الجمع بین الفقراء وغیر الفقراء في إطار برنامج واحد ،فإن غیر الفقراء سیقومون دائما بقیادة الفقراء،
-1المعرفة ،التمويل متناهي الصغر ،ص ،9 :المتاح على الموقع https://www.marefa.org/index.php? :تاریخ التصفح ،2020/4/20،الساعة
.14:25
~ ~ 25
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
ولكي یكون نظام التقدیم فعاال ،یجب تصمیمه وتشغیله حص ار للفقراء ،ویتطلب ذلك تعریفا دقیقا لمن هم الفقراء،
1
وال مجال لغموض المفاهیم".
فمن هم الفقراء؟ وكیف یمكن تحدیدهم؟ وهل خطوط الفقر كافیة لتحدید عمالء التمویل األصغر؟ وماذا
بخصوص الناس الذین یقعون فوق خط الفقر مباشرة ،لكنهم ال یستطیعون التعامل مع المؤسسات المالیة
الرسمیة؛ هل یمكن اعتبارهم عمالء محتملین لمؤسسات التمویل األصغر؟ أثبتت الممارسات العملیة لمؤسسات
التمویل األصغر خالل العقود الماضیة أن عمالءها هم غالبا الفقراء والقریبون من خط الفقر المعرضون للفقر،
والذین لدیهم مصدر دخل ثابت نسبیا ،والقادرون على العمل ،ولكن غیر القادرین على الوصول إلى المؤسسات
المالیة الرسمیة ،وهم غالبا ممن یعملون لحسابهم الخاص ومن منازلهم .وفي المناطق الریفیة هم عادة من
صغار المزارعین أو ممن یقومون بأعمال تدر دخال متواضعا مثل تربیة الدواجن ،أما في المناطق الحضریة،
2
فتتسم أنشطتهم بالتنوع مثل بیع المأكوالت السریعة والباعة على أرصفة الطرقات وعمال الحرف الیدویة.
المبحث الثالث :التمويل األصغر :صيغه اإلسالمية ودوره في تحقيق التنمية
من خالل ما یشهده مجال التمویل األصغر من دخول المزید من المستثمرین الجدد ومقدمي الخدمات
المالیة ،فقد أصبحوا یمثلون مجموعة متنوعة من المنظمات منها المنظمات الغیر حكومیة والمؤسسات المالیة
الغیر بنكیة والتي تمثل دو ار فعال في تحقیق التنمیة االقتصادیة واالجتماعیة في مختلف دول العالم ،كما أن
هناك أهمیة كبیرة لصیغ التمویل اإلسالمي في نجاح وانتشار هذا القطاع.
المطلب األول :صيغ التمويل اإلسالمي وأهميتها لقطاع التمويل األصغر
لدى صیغ التمویل اإلسالمي أهمیة كبیرة لقطاع التمویل األصغر فهي تعتبر كبدیل تمویلي جدید أمامه.
أوال :صيغ التمويل اإلسالمي
تعددت وتنوعت صیغ التمویل اإلسالمي ،حیث قمنا بتقسیمها إلى ما یلي:
.1صيغ التمويل القائمة على المشاركة في عائد االستثمار :تعتبر صیغ التمویل القائمة على المشاركة في
عائد االستثمار من أكثر األسالیب تمی از عن خصوصیة التمویل اإلسالمي إذ تستبدل عالقة الدائن بالمدین
بعالقة أخرى تعتمد على االشتراك في حمل المخاطر من ربح وخسارة ،واقتسام العوائد طبقا لقاعدة "الغنم
3
بالغرم" وفي ما یلي أهم هذه الصیغ:
-Aneel Karnani, The Bottom of the Pyramid Strategy for Reducing Poverty: A Failed Promise, DESA Working Paper
1
No. 80, United Nations, Department of Economic and Social Affairs, August 2009, p 12.
-2بیزل هانس ،االبتكار في التمويل األصغر :النظر إلى ما وراء فقر الدخل ،البوابة العربیة للتمویل األصغر ،2009 ،ص.03 :
-3بلخشعي هواریة ،أهمية صيغ التمويل اإلسالمي في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة ماستر في العلوم االقتصادیة ،تخصص بنوك ومالیة
دولیة ،المركز الجامعي بلحاج بوشعیب ،عین تیموشنت ،2017 ،ص ص.54 ،46:
~ ~ 26
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
التمويل بالمرابحة :تتم المرابحة خالل أجل قصیر ،إذ یمكن أن تتم في بضعة أیام إذا كان الشراء داخلیا،
وخالل بضعة شهور كحد أقصى إذا كان الشراء خارجیا ،وتعتبر أهم أسالیب التمویل قصیر األجل التي
تطبقها البنوك اإلسالمیة على اإلطالق والمرابحة فیها ربح مضمون في أجل قصیر ،ویرى البعض اآلخر
أن البیع بالمرابحة لألمر بالشراء یجعل البنوك اإلسالمیة تواجه مخاطر تسدیده .وینقسم بیع المرابحة إلى
قسمین :
-بيع بالمرابحة العادية :وهي تكون بین طرفین.
-بيع المرابحة المقترنة بالوعد :وهي التي تتكون من ثالثة ا
أطرف "البائع ،المشتري البنك باعتباره تاج ار
وسیطا بین البائع األول والمشتري.
التمويل بالمشاركة :یمكن القول أن صیغ المشاركة وما یتفرع عنها من صور تطبیقیة (خاصة المشاركة
المتناقصة) أسلوبا تمویلیا ناجحا للمؤسسات المصغرة ،الصغیرة والمتوسطة نظ ار لما یمتاز به هذا األسلوب
من قلة التكلفة بحیث ال یشكل أي عبئ مادي على كاهل أصحاب هذه المؤسسات ،فالمشاركات بین
المصرف وأصحاب المؤسسات المصغرة ،الصغیرة والمتوسطة توفر وقوف المصرف إلى جانبها وتأخذ
المشاركة شكلین هما:
-المشاركة الدائمة :اشتراك البنك في مشروع معین بهدف الربح دون أن یتم تحدید أجل معین النتهاء هذه
الشركة.
-المشاركة المتناقصة :هي اشتراك البنك اإلسالمي في مشروع معین بهدف الربح مع تحدید أجل أو طریقة
إلنهاء مشاركة المصرف في هذا المشروع مستقبال.
التمويل بالمضاربة :إن نموذج المضاربة له سلبیات بالنسبة للمؤسسة الصغیرة والمتوسطة وتتمثل في عدم
التأكد من الربح كما أن معظم أصحاب المؤسسات المصغرة ،الصغیرة والمتوسطة ال یملكون الدفاتر
المحاسبیة أي ال یملكون حسابات واضحة مما یعیق عملیة توزیع األرباح بین األطراف في هده الحالة ،كما
أن البنك ال یمكنه مراقبة صاحب المؤسسة أثناء العمل ألن من شروط المضاربة عدم تدخل صاحب المال،
وهذا باإلضافة إلى أن معظم البنوك اإلسالمیة ال تمول صیغة المضاربة إال ناد ار وذلك لألسباب المذكورة
سابقا ،لكن في حال تغلب على هذه الصعوبات یمكن االستفادة من هذه الصیغة بشكل كبیر.
وهناك نوعین للمضاربة من حیث التصرف:
-مضاربة مطلقة :وفیها یكون للمضارب مطلق التصرف في مال المضاربة.
-مضاربة مقيدة :وهي أن تقید صاحب المال المضارب بنشاط محدد أو سلعة محددة أو مكان محدد وهذا
النوع هو المطبق في المصارف اإلسالمیة الحالیة.
~ ~ 27
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
التمويل بالمزارعة :تعني المزارعة دفع األرض إلى من یزرعها والزرع بین طرفین.
المساقاة :تعتبر المساقاة نوعا متخصصا بین المشاركة والقطاع الزراعي بین طرفین:
-الطرف األول :یمثله المصرف اإلسالمي الذي یقوم بتمویل المشروعات میاه الشرب أو مشروعات الري
واستصالح األرضي ،لزراعتها وتطورها باستخدام التكنولوجیا.
-الطرف الثاني :یمثله صاحب البستان أو الشریك القائم علیه بالسقي وبخدمته حتى تنضج الثمار ،وقد یكون
الطرف الثاني طالب التمویل الذي یمتلك أرضا ویرغب في تطویرها وزراعتها باستعمال میاهها الجوفیة أو
نقل المیاه إلیها.
.2الصيغ القائمة على الدين التجاري :وتتمثل فیما یلي:
البيع األجل أو بالتقسيط :هو عقد یقضي بالسداد ثمن البیع على عدد محدود من الدفعات في تواریخ
معینة ،وتنتقل في حق ملكیة السلعة المباعة إلى العمیل ابتداء من توقیع العقد ودفع التقسیط األول ،تعتمد
البنوك اإلسالمیة إلى شراء التجهیزات والمواد وتبیعها للعمیل ألجل معلوم ،حسب عقد االتفاق وأجل األداء
ال یتعد بصفة عامة أربع سنوات ،إال بنسبة للبیع بالتقسیط الذي یمارسه البنك اإلسالمي للتنمیة ،حیث نجد
أن التسهیالت في األداء تصل إلى عشر سنوات ویمكن تمدیدها إلى اثنتي عشر سنة في حاالت الشراء
1
لمشروعات البنیة التحتیة.
البيع السلم :یعرف السلم المصرفي على أن دخول البنك اإلسالمي في عقد سلم بائعا أو مشتریا لكمیة
معلومة من السلع إلى أجل معلوم بثمن مدفوع نقدا ،فعند قیام البنك ببیع السلم فإنه یكون وسیطا فیه
(السلم) ال أكثر ،ألن غرض البنك لیس التجارة في حد ذاتها وانما الغرض منها تحقیق موارد مالیة للبنك،
یقوم البنك بالتعاقد مع مجموعة من المنتجین أو البائعین الذین یریدون تصریف منتجاتهم والذین هم بحاجة
للتمویل ،یبیع البنك كمیة محددة من منتجاتهم أو سلعهم ،وبتسلیم الثمن حاال مع تأجیل قبض السلع إلى
2
أجل معلوم.
التمويل باالستصناع :االستصناع المصرفي هو دخول البنك في وساطة بین المقاول (الصانع) والمستصنع
لتمویل صناعة سلع أو إنشاء أصل معین بمواصفات محددة وللتمویل باالستصناع عدة فوائد بالنسبة
للمشروع ذاته وللبنك وللمجتمع ونورد أهمها:
-1بن إبراهیم الغالي ،أبعاد القرار التمويلي واالستثماري في البنوك اإلسالمية ،الطبعة األولى ،دار النفاس للنشر والتوزیع ،األردن ،2011 ،ص77:
-2المرجع نفسه ،ص90:
~ ~ 28
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
-بالنسبة للمشروع :یمزج هذا النوع من التمویل بین عملیتین أساسیتین من التمویل وهي إما بیع وقرض
الحسن ،أو شراء مع قرض الحسن ،في كلتا الحالتین تبیین فوائد هذا النوع بأنها تساهم في التمویل
باإلضافة إلى حل مشاكل التسویق.
-بالنسبة للبنك اإلسالمي :باإلضافة إلى تحریك سیولته في تمویالت أقل خطورة ،فالبنك اإلسالمي یصبح
مرك از مهما للبیع والشراء ،له خبرة واسعة ومعرفة كثیرة یستفید في تقلیل الكلفة ورفع الجودة.
-بالنسبة للمجتمع :تقویة التجارة الداخلیة والخارجیة باإلضافة إلى تنمیة الصادرات وفتح أسواق جدیدة
1
للمنتجات المحلیة ،باإلضافة إلى حمایة المشاریع الصغیرة والمتوسطة.
التمويل باإلجارة :وتعرف اإلجارة على أنها عقد على المنافع بعوض ،وعلیه فإن أهم ما تتصف به عقود
التأجیر محلها منافع األشیاء ال األشیاء ذاتها ،وتتصف عقود اإلجارة في نوعین :
-تجارة األشخاص وهي ما یطلق علیه في المصطلحات الحدیثة عقود العمل.
-تجارة األعیان واألصول وهي على نوعین ،إجارة تشغیلیة وتتمیز بأنها محددة بأجل ویرد المأجور بعدها إلى
المالك أو یجدد العقد لمدة أخرى ،والنوع الثاني اإلجارة التمویلیة وتتمیز عن األولى في أن مدتها أطول
2
وتحمل وعد بنقل الملكیة في نهایة المدة إلى المستأجر.
.3صيغ قائمة على البر واإلحسان :وتتمثل في القرض الحسن والهبات والمنح باإلضافة إلى الزكاة والوقف.
القرض الحسن :عرفنا إن المصاریف اإلسالمیة ال تمنح المتعاملین معها قرضا بالمعنى الذي تقوم به
المصاریف التقلیدیة كما أنها ال تقوم بخصم الكمبیاالت كما هو الحال في المصاریف التقلیدیة ،وذلك ألنه
ال یجوز للمصرف تقاضي أیة زیادة عن المبالغ الممنوحة في هذه الحالة فأي قرض جر منفعة فهو ربا.
هناك عدة مصادر لتمویل صندوق القرض الحسن وتتمثل فیما یلي:
-یتم تمویل صندوق القرض الحسن من أموال المصرف الخاصة.
-األموال المودعة لدى المصرف على سبیل القرض (حسابات االئتمان).
-األموال المودعة من قبل الجمهور في صندوق القرض الحسن التي یقرضون المصرف بإقراضها للناس
قرضا حسنا.
صيغ قائمة على البر واإلحسان صيغ القائمة علي الدين صيغ القائمة على المشاركة
التجاري عائد االستثمار
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على بیزل هانس ،االبتكار في التمويل األصغر :النظر إلى ما وراء فقر الدخل ،البوابة العربیة للتمویل
األصغر 2009 ،وبلخشعي هواریة ،أهمية صيغ التمويل اإلسالمي في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة ماستر في العلوم
االقتصادیة ،تخصص بنوك ومالیة دولیة ،المركز الجامعي بلحاج بوشعیب ،عین تیموشنت 2017 ،وبن إبراهیم الغالي ،أبعاد القرار التمويلي
واالستثماري في البنوك اإلسالمية ،الطبعة األولى ،دار النفاس للنشر والتوزیع ،األردن 2011 ،وحسني عبد العزیز جرادات ،الصيغ اإلسالمي
لالستثمار في رأس المال العامل ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر والتوزیع ،عمان.2011،
~ ~ 30
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
للعمل تتمثل في القروض بفائدة وان اختلفت أشكاله وتعددت ،وفیما یلي اآلثار االیجابیة لصیغ التمویل اإلسالمي
1
على قطاع التمویل األصغر:
المشاركة هي صیغة تمویل نقدیة وغیر نقدیة للمشروع ،تقدم له التمویل الكافي دون تكلفة ،وتحقق له عائدا
یتمثل في جزء من الربح ،فهذه المیزات كلها تساعد المشروع الصغیر على الظهور إلى الوجود واالستمرار
إذا كان جدیا ،رغم مخاطرتها العالیة بالنسبة للبنك الممول؛
یعتبر أسلوب التمویل بالمرابحة أسلوبا مناسب للمشروعات المصغرة ،الصغیرة والمتوسطة ألنه یساعد على
الحصول على مختلف الموارد التي تحتاجها دون دفع فوري ،حیث أنها عادة ال تملك األموال الكافیة ،لذلك
یساعدها أسلوب المرابحة على دفع ما علیها على شكل أقساط مستقلة ،ویناسب هذا األسلوب أیضا ألنه
یحصل على عائد مع ضمان استرداد ماله وله أیضا أن یطلب ضمان طرف ثالث في حالة بیع المرابحة
لألمر الشراء؛
والمضاربة توفر للمشروع احتیاجاته المالیة بالكم المناسب وفي الوقت المناسب وتجنب التعرض لمشكالت
المستثمرین المنفردین في حالة المضاربة الخاصة ومشكالت تكالیف االقتراض العالیة في حالة المصاریف
الربویة؛
البیع بالتقسیط أسلوب تمویلي عیني یالئم المشروع الصغیر ألنه یدفع ثمنه على دفعات مستقلة ،كما
یضمن ملكیة اآلالت والتجهیزات والمواد األولیة مباشرة بعد توقیع العقد ودفع القسط األول؛
كما یمكن للمشروعات المصغرة ،الصغیرة والمتوسطة أن تمول عن طریق السلم سواء نقدا أو بالحصول
على اآلالت والمواد األولیة أو الحصول على خدمات مختلفة تساعده على عملیة اإلنتاج ،مقابل كمیة من
المنتجات للبائع (البنك) ،وهكذا فهو أسلوب تمویل مناسب للمشروع ألنه یضمن الحصول على التمویل
وعلى تسویق منتجاته.
المطلب الثاني :دور التمويل األصغر في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية
ل لتمویل األصغر دور مهم في تحقیق التنمیة االقتصادیة ،ویقصد بها تلك التغیرات التي تحدث في المجاالت
الثقافیة واالجتماعیة والسیاسیة والتكنولوجیة ،وكذلك في البنى والقوة الفاعلة في تحقیق النمو االقتصادي ،كما أن
ل لتمویل األصغر دور فعال في تحقیق التنمیة االجتماعیة وهي تعني انبثاق ونمو كل اإلمكانیات والطاقات
الكامنة في كیان معین سواء كان هذا الكیان فردا أو مجتمع ،بشكل كامل وشامل ومتوازن.
- 1سعیداني سمیرة ،التمويل اإلسالمي األصغر كمدخل لدعم التنمية المحلية ،مجلة الباحث االقتصادي ،العدد ،04جامعة برج بوعریریج ،جوان ،2017
ص.96 :
~ ~ 31
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
-1عالیة عبد الحمید عارف ،إدارة القروض متناهية الصغر ،اآلليات واألهداف والتحديات ،المجلة العربیة لإلدارة ،المجلد ،29العدد ،2009 ،01ص:
.167
-2موسى بن منصور ،توفیق براهیم شاوش ،دور التمويل األصغر في محاربة الفقر في المناطق الريفية ضمن اثر المالية اإلسالمية ،كلیة العلوم
االقتصادیة ،ورقة مقدمة إلى :الملتقى الدولي الثاني حول المالیة اإلسالمیة ،جامعة صفاقس ،تونس 29- 28- 27 ،جوان .2013
~ ~ 32
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
-تحقیق التنمیة المتوازنة والشاملة في المجتمع ،وذلك بتنویع مجاالت االستثمار وشمولها لقطاعات إنتاجیة
عدیدة ،إلى جانب انتشار المشروعات االستثماریة في أنحاء الدولة؛
-یساعد في توفیر مستلزمات العمل من آالت ومعدات وخامات للعمل حتى یتحولوا إلى طاقة إنتاجیة؛
-یساعد عل ى خلق فرص استثماریة لكثیر من الفقراء الدین لدیهم القدرة على االرتقاء بمستواهم المعیشي،
وكذا استحداث مصادر الدخل لدیهم؛
-یساعد على تشغیل المدخرات الشخصیة ألصحابها مما یشكل دعما لالقتصاد الوطني؛
-یسهم في تطویر المؤسسات المصغرة ،الصغیرة والمتوسطة وبالتالي الرفع في الناتج المحلي؛
-یسهم في التخفیف من وحدة التضخم من خالل توظیف األموال المعطلة واستخدامها في عملیة اإلنتاج
وتولید الدخل لألفراد.
ثانيا :دور التمويل األصغر في تحقيق التنمية االجتماعية.
أ .التمويل األصغر وأهداف األ لفية:
ال یتمثل التمویل األصغر وما یحدثه من أثر في مجرد الحصول على قروض تجاریة بل یتعدى األمر
ذلك ،فالفقراء ال یستفیدون من الخدمات المالیة فقط في مجرد االستثمار التجاري في مشروعاتهم الصغرى
للخروج من الفقر ،ولكن یستفیدون منها ألجل االستثمار في الرعایة الصحیة والتعلیم والتعامل مع الطوارئ
المنزلیة والوفاء باالحتیاجات النقدیة الكثیرة التي یواجهونها ،وتشیر الشواهد من المالیین من عمالء التمویل
األصغر حول العالم إلى أن الحصول على الخدمات المالیة یمكن الفقراء من زیادة دخولهم األسریة ،مما ینعكس
على تحسین التغذیة ونتائج الرعایة الصحیة مثل ارتفاع استخدام اللقاحات وارسال عدد كبیر من أبنائهم إلى
المدارس لفترات أطول.
ب .التمويل األصغر ودوره في الحد من الفقر:
یمكن للتمویل األصغر أن یسهم بشكل فعال في القضاء على الفقر المدقع والجوع ألنه یوفر مجموعة
متنوعة من الخدمات المالیة التي تلبي االحتیاجات المختلفة للفقراء ،حیث یمكن لكل خدمة أن تعمل على خلق
آثار إیجابیة وتحسین حیاة الفقراء ،وزیادة فرص التوظیف الذاتي من خالل زیادة فرص االستثمار وتحقیق العدالة
1
في توزیع الدخول ،وتوفیر خدمات مناسبة لهم وحمایة أموالهم.
2
كما یتمثل دور التمویل األصغر في تحقیق التنمیة االجتماعیة في النقاط التالیة:
- 1یاسین حریزي ،دور التمويل اإلسالمي األصغر في تحقيق التنمية المستدامة دراسة مقارنة ،مذكرة ماجستیر ،كلیة العلوم االقتصادیة وعلوم التسییر،
جامعة فرحات عباس ،سطیف ،2014 ،ص.53 :
- 2كمال منصوري ،الدور التمويلي لألوقاف النقدية نحو مؤسسات وقفية مانحة لتمويل المشروعات الصغيرة ،بحث مقدم لمؤتمر دبي الدولي لألوقاف
ودورها في دعم المشاریع الصغیرة والمتوسطة ،دبي17 /16 ،فیفري ،2010ص.11 :
~ ~ 33
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
1
.Mona edlbi, Firas saad-Aldeen, Oversight of Microfinance Institutions, Tishreen University Journal for Research
and Scientific Studies –Economic and Legal Sciences Series Vol. (37) No. (4), 2015/7/13, P,P:456,457.
~ ~ 34
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
.2المسائل الخاصة بمؤسسة التمويل نفسها :وهي مسائل تتعلق بالجهاز اإلداري الخاص بالمؤسسة وتكوینها
إذ تتمیز بما یلي:
االفتقار للخبرة في التعامل مع العمالء وضعف األسلوب الخاص في تقدیم النصح والمشورة؛
عدم توفر الخبرة الكافیة في دراسة جدوى المشروعات المقدمة؛
عدم القدرة على تحدید الخدمات المناسبة للعمالء الفقراء.
.3المسائل الخاصة بالمشروع الذي يرغب العميل بتمويله :تتمثل فیما یلي:
عدم قیام المقترض بإشهار المشروع قانونیا مما قد یقف مانعا في وجه تقدیم القرض المطلوب؛
عدم توفیر دراسة جدوى خاصة بالمشروع أو توفر الدراسة ولكنها تتضمن عدم فعالیة ونجاح المشروع؛
أن یكون المشروع بطبیعته فاشل فنیا أو إداریا بحیث یصعب على الشخص تنفیذه.
من خالل العرض السابق یتبین لنا ،أن هناك مجموعة من العوائق والتي من الضروري تفادیها أو السیطرة
علیها ،تحقیقا للغایة المرجوة من التمویل األصغر وذلك بنشر برامج نوعیة إلیصال فكرة التمویل إلى مختلف
أفراد المجتمع بالتوازي مع ضرورة ممارسة الرقابة التي تتناسب وطبیعة هدا النشاط.
ثانيا :عوامل نجاح التمويل األصغر
1
تتمثل عوامل نجاح التمویل األصغر في العناصر التالیة:
البحث عن المستفيدين والدقة في اختيارهم واالحتفاظ بهم :تسعى مؤسسات التمویل األصغر جاهدة
للبحث عن عمالئها وتتحرى الدقة المتناهیة في اختیارهم ،كما أن هذا االختیار ینطبق على عمالئها
الذین یتقدمون لها للحصول على التمویل ،حیث یجب أن یكونوا نشطاء اقتصادیا وجادین في التعامل
وقادرین على سداد القروض بانتظام.
مساعدة العميل في دراسة الجدوى :إن مؤسسات التمویل األصغر تساعد عمالئها في إعداد دراسة
الجدوى االقتصادیة للمشروع المراد تمویله.
ضرورة متابعة التقدم المحرز في األداء باستخدام مؤشرات مالية محددة بوضوح.
البناء المستمر للقرارات :مؤسسات التمویل األصغر تهتم بتدریب المستفیدین من خدماتها باستمرار،
بتمكینهم من جوانب المعرفة والمها ارت الالزمة والمطلوبة إلدارة مشروعاتهم وحساب تكالیف منتجاتهم
وقیاس مستوى أرباحهم وكیفیة تسویق تلك المنتجات.
-1كبیر صباح ،التمويل المصغر وانشاء المؤسسات المصغرة في الجزائر ،مذكرة ماستر ،كلیة العلوم االقتصادیة وعلوم التسییر ،جامعة باجي مختار،
عنابة ،2010 ،ص ص.29-28:
~ ~ 35
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
عدم التقليد في منح التمويل وتنوع المنتجات :یعني منح التمویل األصغر للمستفید حسب حاجته
ورغبته في مشروع معین ،ولیس حسب سیاسات البنك وسیاسة الدولة.
االنضباط من جانب العمالء وكذا المؤسسات :نجاح التمویل األصغر یتطلب انضباط العمالء وذلك
بالتسدید في المواعید المحددة ،كما یتطلب انضباط غیر مؤسسي عبر وجود ممارسات تؤدي إلى
االستدامة من جانب برامج التمویل األصغر.
التنفيذ األمثل لبرامج التمويل األصغر :تنفیذ التمویل األصغر على أفضل وجه عندما یتم تنفیذه على أنه
نشاط مهني قبل مصلحة قویة للتمویل األصغر تكرس نفسها لتحقیق االكتفاء الذاتي التشغیلي.
اإلصالحات القانونية والتنظيمية :تخلق حوافز للتمویل األصغر عن طریق توحید وتبسیط إجراءات
تسجیل المشاریع المصغرة والغاء سقوف الفائدة ،والتخفیف من متطلبات الضمان الغیر الرهني وتقلیل
تكلفة تسجیل الملكیة.
~ ~ 36
التمويل األصغر :مقاربة نظرية الفصل األول:
خالصة:
حاولنا في هذا الفصل تحدید أساسیات التمویل األصغر والتي تتضمن مفهوم وتطور التمویل األصغر،
وأهمیته البالغة في جمیع إنحاء العالم ،فهو یعتبر أداة فعالة لمكافحة الفقر ،ویوفر خدمات مالیة متماشیة مع
احتیاجات المواطنین الذین ال یمكنهم االستفادة من القروض البنكیة ،وخاصة األشخاص الذین هم بدون دخل أو
دخلهم منخفض ،ورغم التحدیات التي واجهت التمویل األصغر إال أنه عرف نمو متزاید في السنوات األخیرة لما
حققه من خلق وترقیة المؤسسات المصغرة والناشئة ،كما إن صیغ التمویل اإلسالمي هي األخرى ساهمت وبشكل
كبیر في نمو التمویل األصغر نظ ار لألهمیة التي تتمتع بها.
ومما سبق یمكننا أن نتوصل إلى نتیجة مفادها أن التمویل األصغر ظهر كتقنیة تمویلیة جدیدة لمعالجة الفقر
والبطالة والحد منها ،من خالل خلق مشاریع استثماریة وتوفیر خدمات مالیة للمؤسسات المصغرة والصغیرة مما
یؤدي إلى المساهمة في النمو االقتصادي وزیادة اإلنتاجیة ،وقد أدى نجاح التمویل األصغر إلى اهتمام الكثیر
من دول العالم به نظ ار للدور الكبیر والمهم الذي یلعبه.
~ ~ 37
الفصل الثاني :التأصيل
النظري للمؤسسات
المصغرة
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
تمهيد:
تعتبر المؤسسات االقتصادية النواة األساسية والمحور الرئيسي الذي يدور حوله أي اقتصاد ،وذلك
االقتصادية واالجتمايية المتعددة، من خالل الدور الحيوي التي تقوم به من أجل بلوغ وتحقيق األدهدا
وتعتبر المؤسسات المصغرة أحد أنواع المؤسسات االقتصادية التي شهدت في اآلونة األخيرة ادهتماما بالغا
من طر العديد من الدول سواء كانت متقدمة منها أو نامية ،ودهذا لما يتميز به دهذا النوع من المؤسسات
من خصائص ومميزات أدت بها إلى الوصول إلى نتائج ملموسة ،حيث أثبتت قدرتها في معالجة
المشكالت االقتصادية الرئيسية التي تواجه االقتصاديات المختلفة ،فضال ين كونها العمق اإلستراتيجي
للمؤسسات الكبيرة وكونها أيضا النواة الرئيسية لكثير من الشركات المتعددة الجنسيات ،وقد اكتسبت
المؤسسات المصغرة أدهمية بالغة في النشاط االقتصادي واالجتمايي جعلتها محط أنظار العديد من
المفكرين والباحثين االقتصاديين الذين أجمعوا يلى حيوية دهذا القطاع ودوره الفعال في تحقيق التنمية
الشاملة.
المؤسسات االقتصادية حاولنا من خالل دهذا الفصل ولكون المؤسسات المصغرة صنف من أصنا
يلى أدهم النقاط المتعلقة بها ،حيث قمنا بتقسيم دهذا الفصل إلى ثالثة مباحث يليها والوقو التعر
رئيسية كالتالي:
المبحث األول :ماهية المؤسسات المصغرة
المبحث الثاني :دوافع وأهداف إنشاء المؤسسات المصغرة ومصادر تمويلها
المبحث الثالث :المؤسسات المصغرة والتمويل األصغر :أساليب تطويرها ودوره في تحقيق األهداف
التنموية
~ ~ 39
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
-1حريد رامي ،البدائل التمويلية لإلقراض المالئمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،رسالة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم االقتصادية،
تخصص اقتصاديات النقود والبنوك واألسواق المالية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2015 ،ص ص.4-3 :
~ ~ 40
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
ضخمة إلقامة استثماراتها أو التوسيع فيها ،وتحتاج أيضا إلى يد ياملة مؤدهلة ومتخصصة ،األمر الذي ال
يطرح في المؤسسات التجارية والخدماتية يلى األقل بنفس الدرجة.
.2العوامل التقنية :يمثل العامل التقني في مستوى االندماج بين المؤسسات ،حيث كلما كانت المؤسسة
أكثر اندماجا ،كلما كانت يملية اإلنتاج أكثر توحيدا وتمرك از في مصنع واحد ،وبالتالي يتجه حجم
مجزة وموزية يلى يدد من المؤسسات فإن
أ المؤسسة إلى الكبر والتوسع ،بينما إذا كانت العملية اإلنتاجية
ذلك يؤدي إلى ظهور العديد من المؤسسات الصغيرة.
.3العوامل السياسية :يتمثل دهذا العامل في مدى ادهتمام الدولة بهذا القطاع واصدار القوانين
والتشريعات لتوجيه وترقية وتقديم مختلف المسايدات للنهوض بهذا القطاع ،من خالل رسم رؤية واضحة
للسياسات واالستراتيجيات التنموية.
ثانيا :معايير تحديد تعريف المؤسسات المصغرة
يخضع تعريف المؤسسات المصغرة ،الصغيرة والمتوسطة إلى جملة من المعايير والمؤشرات ،حيث
يختلف التعريف من دولة إلى أخرى ،ولتحديد تعريف شامل وموحد لهذا الصنف من المؤسسات يلجا
االحتكام إلى مجموية من المعايير وذلك لتوضيح الحدود الفاصلة بين المؤسسات المصغرة والصغيرة
وباقي المؤسسات األخرى حيث تتمثل دهذه المعايير في:
.1المعايير الكمية :ودهي معايير يتم من خاللها التفرقة بين أحجام المؤسسات من خالل السمات القابلة
1
للقياس ،وتتمثل في:
معيار العمالة :حسب دهذا المعيار ،فإن المقارنة تتم يلى ال عدد المطلق للعاملين ،دهذا المعيار دهو
الحد انتشار لسهولة استعماله وامكانية المقارنة بين الدول وتوفير البيانات ،لكن يؤخذ يليه اختال
ا األكثر
األقصى لعدد العمال ،وال يعكس الوضع الحقيقي لحجم المؤسسة فقد تحتاج المؤسسات إلى استثمارات
ضخمة ويدد محدود من العمال ،وبالتالي ايتباردها مصغرة أو صغيرة.
معيار رأس المال :ينطلق من فكرة أن حجم االستثمار يعكس نشاط المؤسسة ،فهو معيار أساسي في
العديد من الدول يتم من خالله التمييز بين المؤسسات الصغيرة والكبيرة ،بالرغم من أدهمية رأس المال
كمعيار إال أنه ال يصلح بمفرده لتعريف دهذه المؤسسات ألن قيمة النقود تختلف من دولة إلى أخرى ،ومن
فترة زمنية إلى أخرى بحسب معدالت التضخم وحالة االقتصاد بصفة يامة.
- 1ابتسام سالمي ،دور الثقافة المقاوالتية في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في يلوم التسيير ،تخصص
اقتصاد وتسيير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،جامعة البليدة ،2017 ،02ص.9 :
~ ~ 41
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
معيار قيمة المبيعات أو اإلنتاج :حسب دهذ ا المعيار تتسم المؤسسات المصغرة والصغيرة وحتى
ال متوسطة بصغر مبيعاتها من حيث الكمية والقيمة مقارنة بالمؤسسات الكبيرة ،لذلك ال يصلح استخدام دهذا
المعيار منفردا ألنه يحتاج تعديال مستم ار لتغيرات األسعار ومعدالت التضخم.
كما يستخدم معيار العمالة مع رأس المال والذي يسميه البعض بالمعيار الثنائي ،ودهذا األخير معتمد
من قبل العديد من الدول بما فيها الدول الصنايية.
.2المعايير النوعية :إن المعايير الكمية ال تكف وحددها إليطاء تعريف دقيق وشامل للمؤسسات
1
المصغرة ،لذا يتم اللجوء إلى معايير نويية أدهمها:
االستقاللية :ونعني باالستقاللية أن تكون المؤسسة مستقلة ين أي تكتل اقتصادي ،كما يجب أن
تكون استقاللية في اإلدارة والعمل دون تدخل دهيئات أخرى في يمل المؤسسة.
الملكية :تتميز المؤسسات المصغرة والصغيرة بالملكية الفردية ،وال تكون تابعة لفرع من فروع
الشركات الكبرى ،وفي بعض األحيان تكون ملكية يامة كمؤسسات الجمايات المحلية.
معيار حصيلتها في السوق :بالنظر إلى يالقة الحتمية التي تربط المؤسسة بالسوق كونه الهد
الذي تؤول إليه منتجاتها ،فالمؤسسات المصغرة أو الصغيرة أو المتوسطة تستحوذ يلى جزء قليل منه
يكس المؤسسات الكبيرة وذلك راجع لألسباب التالية :2
صفر حجم المؤسسة
قلة رأس المال
صغر حجم اإلنتاج
محلية النشاط.
المطلب الثاني :مفهوم المؤسسات المصغرة
المعايير المستخدمة ،فنجد يختلف تعريف المؤسسات المصغرة من دولة إلى أخرى ،وذلك الختال
كل دولة تفضل معيار يلى آخر ،فمثال بعض الدول تختار رأس المال وتفضل أخرى معيار يدد العمال،
كما يتم الجمع بين دهذين المعياريين في دول أخرى وذلك من أجل إيطاء تعريف شامل لهذه المؤسسات،
-1حجاوي احمد ،إشكالية تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وعالقتها بالتنمية المستدامة ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في العلوم
االقتصادية ،تخصص تحليل اقتصادي ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2011 ،ص.8 :
-2بوسهمين احمد ،الدور التنموي لالستثمار في المؤسسات المصغرة في الجزائر ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،المجلد ،26
العدد األول ،الجزائر ،2010 ،ص.208 :
~ ~ 42
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
ودهذا سبب يدم وجود تعريف موحد ودقيق في جميع دول العالم ،ويمكن تقديم بعض التعاريف المقدمة من
مختلف الدول والهيئات لهذا النوع من المؤسسات.
.1تعريف منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية :تعرفها يلى أنها كل المؤسسات والمشرويات التي
1
يعمل فيها من 4-1يمال ،أما المشروع الذي يعمل فيه من 19-5فهو مشروع صغير.
.2تعريف البنك الدولي :يعر المنشآت الصغيرة والمتوسطة باستخدام يدد العمال ،حيث يعرفها بأنها
تلك المنشآت التي توظف أقل من 50يامل ،ويصنف المشرويات التي يعمل بها أقل من 10يمال
بالمشرويات المتنادهية الصغر والتي بها ما بين 50-10يامل تعتبر مؤسسات صغيرة ،وما بين -50
2
100فهي مصنفة كمؤسسات متوسطة).
.3تعريف االتحاد األوربي للمؤسسات المصغرة :بتاريخ 03أفريل 1996وضع اإلتحاد األوربي
تعريف للمؤسسات المصغرة ،الصغيرة والمتوسطة والذي كان موضوع التوصية رقم CE/280/96لجميع
الدول األيضاء ،وقد ميز بين المؤسسات بالتركيز يلى معيار يدد العمال ،االستقاللية ،رقم األيمال
والحصيلة السنوية ،وبتاريخ 06ماي 2003ايتمد اإلتحاد األوربي تعريف جديد للمؤسسات يركز بموجب
التوصية رقم ،CE/361/2003يلى معيار الحجم وبأنها "مؤسسات مستقلة تأخذ أي شكل قانوني،
تمارس نشاطا اقتصاديا ،تشغل يلى األكثر 250شخصا ،ال يتجاوز رقم أيمالها 50مليون يورو أو
مجموع ميزانيتها 43مليون يورو" 3،كما دهو موضح في الجدول التالي:
جدول رقم ( :)1-2تعريف االتحاد األوربي للمؤسسات المصغرة ،الصغيرة والمتوسطة
درجة االستقاللية الحصيلة السنوية ()€ رقم األعمال السنوي ()€ حجم العمال المؤسسة
ال يمتلك رأسمالها أو حق التصويت أقل من 02مليون أقل من 02مليون من 01إلى 09 المؤسسة المصغرة
بمقدار %25فما أكثر من قبل
أقل من 10مليون أقل من 10مليون من 10إلى 49 المؤسسة الصغيرة
مؤسسة أو مجموعة مؤسسات
أقل من 43مليون أقل من 50مليون من 50إلى 249 المؤسسة المتوسطة
Source : Nadine Levratto, (2009) : Les PME définition, rôle économique et politiques publiques, 1 re
édition, Groupe De Boeck: Bruxelles, Belgique, P22.
- 1مصطفى طويطي ،ليدية وزاني ،تجربة التمويل األصغر في الجزائر ،مجلة الدراسات المالية والمحاسبية واإلدارية ،العدد ،7جامعة البويرة،
الجزائر ،جوان ،2017ص87 :
-2أبو بكر بوسالم ،وآخرون ،تشخيص العراقيل والتحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،ملتقى وطني حول إشكالية
استدامة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،جامعة الشهيد حمة لخضر ،الوادي 07/06 ،ديسمبر ،2017ص3 :
3
Nadine Levratto, (2009) : Les PME définition, rôle économique et politiques publiques, 1re édition, Groupe De
Boeck : Bruxelles, Belgique, P22.
~ ~ 43
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
دهذه المنظمة المؤسسات المصغرة ،الصغيرة والمتوسطة .4تعريف بلدان جنوب شرق آسيا :تعر
بااليتماد يلى معيار يدد العمال ،فالمؤسسات المصغرة من 1إلى 9يمال ،والصغيرة من 10إلى 49
1
يامال والمتوسطة من 50إلى 99يامال أما الكبيرة أكثر من .99
.5تعريف المؤسسات المصغرة في ماليزيا :تعتمد ماليزيا في تعريفها للمؤسسات المصغرة ،الصغيرة
والمتوسطة يلى معيارين اثنين ودهما يدد العاملين أو حجم المبيعات السنوية ،وبالتالي مؤسسة يتم
تصنيفها يلى أنها مؤسسة صغيرة ومتوسطة إذا استوفت يدد محدد من العاملين أو حجم المبيعات
السنوية كما دهو موضح في الجدول التالي:
جدول رقم ( :)2-2تعريف المؤسسات المصغرة ،الصغيرة والمتوسطة في ماليزيا
الزراعة األولية والخدمات (بما في ذلك تكنولوجيا التصنيع( بما في ذلك القائمة على الزراعة القطاع
المعلومات واالتصال) والصناعة المتصلة بالخدمات ) حجم
المؤسسة
يدد العمال أقل من5يمال يدد العمال أقل من5يمال مصغرة
أو حجم المبيعات أقل من 300.000رينجت ماليزي أو حجم المبيعات أقل من 300.000رينجت ماليزي
يدد العمال ما بين 5إلى أقل من 30يامل يدد العمال ما بين 5إلى أقل من 75يامل صغيرة
أو حجم المبيعات ما بين 300.00رينجت ماليزي وأقل أو حجم المبيعات ما بين 300.000رينجت ماليزي
من 3مليون رينجت ماليزي وأقل من 15مليون رينجت ماليزي
يدد العمال ما بين 30إلى75يامل يدد العمال ما بين 75إلى 200يامل متوسطة
أو حجم المبيعات ما بين 3مليون رينجت ماليزي إلى20 أو حجم المبيعات ما بين 15مليون رينجت ماليزي
مليون رينجت ماليزي إلى 50مليون رينجت ماليزي
Source: Department of Statistics, (2012/2013): SME annual report, Malaysia, P41.
.6تعريف المؤسسات المصغرة في مصر :يرفت الو ازرة المالية المصرية الصنايات المصغرة يلى أنها"
تلك الصنايات التي يتراوح يدد العمال فيها من 1إلى 4يامل" والصنايات الصغيرة تلك التي يعمل فيها
من" 5إلى 49يامل" أما الصنايات المتوسطة "تلك التي يعمل فيها من 10الى 99يامل" باختال
القطايات ،حيث يفرق التعريف بين قطايات (التصنيع والتشييد) و( قطايات الخدمات والتجارة) ،وذلك
2
وفقا لدراسة أصدرتها و ازرة المالية ويتضح ذلك في الجدول التالي:
-1دهالم سليمة ،هيئات الدعم والتمويل ودورها في تطويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم
االقتصادية ،تخصص اقتصاديات إدارة أيمال ،كلية العلوم االقتصادية ويلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2017 ،ص.28 :
-2مودع وردة ،آليات تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر ،تخصص مالية ونقود ،كلية العلوم
االقتصادية والتجارية ويلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2016ص.19 :
~ ~ 44
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
-1القانون التوجيهي رقم 01-18المؤرخ في 27رمضان 1422الموافق لـ 12ديسمبر ،2001المتعلق بترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،
الجريدة الرسمية (العدد ،)77الصادر بتاريخ 15ديسمبر ،2001الجزائر ،ص.05
~ ~ 45
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
-1يوسف قريشي ،سياسات تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم االقتصادية ويلوم
التسيير ،جامعة الجزائر ،2005-2004 ،ص.19 :
2
Tahar Memmi, Promotion et financement des micro entreprises, institut islamique de recherches et de
formation, Djedda, Arabie saoudite, 1998 , p29.
-3القانون التوجيهي رقم ،17- 02مرجع سبق ذكره ،ص5 :
~ ~ 46
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
الجدول رقم ( :)5 -2التعريف الجديد للمؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة في الجزائر
الحصيلة السنوية رقم األعمال عدد العمال المعايير
(الدينار) (دينار) نوع المؤسسة
ال يتجاوز20مليون اقل من 40مليون 9-1 المؤسسة الصغيرة جدا
ال يتجاوز 200مليون ال يتجاوز 400مليون 49 -10 المؤسسة الصغيرة
200مليون1-مليار 400مليون4-ماليير 250-50 المؤسسة المتوسطة
المصدر :من إيداد الطالبة ،بااليتماد يلى الجريدة الرسمية ،العدد ،2الصادر في 11يناير ،2017الجزائر ،ص.6:
من خالل الجدول ومقارنته للجدول السابق له يمكننا االستنتاج بعض الفوارق أولها فيما يخص تسمية
المؤسسات المصغرة التي كانت تسمى دهكذا حتى غاية صدور قانون سنة 2017والذي يقتضي تسميتها
المشرع الجزائري لم تختلف في كال المرسومين بالمؤسسات الصغيرة جدا ،المعايير المعتمدة من طر
والتي تتمثل في العمالة ورأس المال باإلضافة إلى الحصيلة السنوية ،كما نالحظ أن محتوى رقم األيمال
السنوي حدد فيه تغيير يخص نوع المؤسسات الثالث ،ودهذا قد يعود للتطور الحاصل في العالم وضرورة
مواكبة بالدنا لهذا من أجل توحيد المعايير مع دول العالم ،أما بخصوص الحصيلة السنوية فهناك اختال
جذري في محتوى دهذا المعيار بين المرسومين كما دهو موضح في الجدولين.
المطلب الثالث :خصائص المؤسسات المصغرة
تتميز المؤسسات المصغرة ين المؤسسات األخرى بمجموية من الخصائص تؤدهلها ألن تؤدي دو ار
دهاما ويمكن تلخيصها فيما يلي:
انخفاض رأس المال :تتميز المؤسسات المصغرة باالنخفاض النسبي في رأس المال ،وذلك سواء تعلق
األمر بفترة اإلنشاء أو أثناء التشغيل ،الشيء الذي جعلها من أدهم أشكال االستثمار المفضلة يند صغار
المستثمرين .وكذلك انخفاض تكلفة العمالة فهي تعتمد أساسا يلى تكنولوجيا بسيطة فهي ال تحتاج إلى
1
آالت معقدة أو مكان كبير.
المرونة العالية :حيث تتميز المؤسسات المصغرة بسهولة تكيف اإلنتاج حسب االحتياجات واألخذ
بعين االيتبار الرغبات المتجددة للفرد المستهلك وسرية تغيير اإلنتاج مراياة لسد احتياجات السوق.
حيث إن سوق المؤسسات المصغرة يكون محدود نسبيا والعالقة الشخصية بالعمالء تجعل من الممكن
يلى شخصياتهم واحتياجاتهم التفضيلية ،دهذا ما يؤدي بسرية االستجابة ألي تغير في دهذه التعر
االحتياجات مما يضمن التحديث المستمر يلى يكس المؤسسات الكبيرة التي تلجأ إلى الدراسة السوقية
- 1جبار محفوظ ،المؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة ومشاكل تمويلها ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،05جامعة بسكرة ،ديسمبر ،2003
ص.215 :
~ ~ 47
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
واتباع السياسات واالستراتجيات المناسبة ،إلى أن السوق في تغير مستمر ودهذا ما يتطلب استمرار في
البحوث ،ودهذا األمر جد مكلف خاصة مع اتساع نطاق السوق مما يؤدي بالمؤسسات الكبيرة إلى القيام
بأبحاثها يلى فترات متبايدة نسبيا ،وبالتالي تكون المؤسسات التي تتصف بصغر حجمها متابعة لكل
1
التطورات وبمرونة يالية.
االعتماد على التكنولوجيا البسيطة :يتم االيتماد في أغلب المؤسسات المصغرة يلى آالت وأدوات
تتميز بالبساطة والمستوى التكنولوجي المنخفض ،حيث أن اآلالت الحديثة تكون في الغالب بحاجة إلى
يمالة متخصصة ودهذا النوع من العمالة نجده في أغلب األحيان يفضل العمل في المؤسسات الكبيرة ،كما
أن التكنولوجيا الحديثة تتطلب مصادر تمويلية ،كبيرة الشيء الذي ال تستطيع المؤسسات المصغرة توفيره
نظ ار لضعف مصادر التمويل الموجهة إليها ،باإلضافة إلى أنه يتم االيتماد فيها يلى األيدي العاملة
2
بدرجة كبيرة.
سهولة التأسيس :سهولة تأسيس المؤسسات المصغرة نظ ار لضآلة رؤوس األموال المستثمرة فيها
بالنظر لبساطة حجم أصولها جعلها تعتمد في أغلب الحاالت يلى التمويل الذاتي المتأتي من المدخرات
3
في أغلبه.
الجمع بين اإلدارة والملكية :إن المؤسسات المصغرة في الغالب دهي منشات فردية أو يائلية أو شراكة
أشخاص ،ويسايد دهذا النوع من الملكية يلى استقطاب وابراز الخيرات والمهارات التنظيمية واإلدارة في
البيئة المحلية وتنميتها ،وان طابع الملكية في دهذه المؤسسات جعل مهام اإلدارة تسند إلى مالكها في أغلب
األحيان وذلك بسبب بساطة العمليات التي تقوم بها المؤسسة المصغرة فهي ال تتطلب مهارات يالية
إلدارتها.
صغر حجمها في الصناعة التي تنتمي إليها :تتميز دهذه المؤسسات بصغر حجمها في الصناية فهي
تكون في غالب األحيان في قطاع النسيج وتفصيل المالبس وفي قطاع الخشب ،األثاث ،الجلود ،وقد
تكون يلى شكل مقاولة من الباطن ال تستخدم تكنولوجيات يالية ،إال أن دهناك بعض الصنايات تتطلب
4
بعض المهندسين واإلطارات.
-1توفيق يبد الرحمان يوسف حسن ،إدارة األعمال التجارية الصغيرة ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،يمان ،2002 ،ص.26 :
-2المرجع نفسه ص.26 :
-3جاري فاتح ،بوكار يبد العزيز ،هيئات مراقبة وداعم المؤسسات الصغيرة المتوسطة في الجزائر ،الملتقى الوطني حول إشكالية استدامة
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،جامعة الشهيد حمة لخضر ،الوادي07/06 ،ديسمبر ،2017ص.3:
-4بلغاشم نورية ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في إحداث التنمية الشاملة في االقتصاد الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،تخصص
مالية نقود وتأمينات ،كلية العلوم االقتصادية ويلوم التسيير ،جامعة يبد الحميد ابن باديس ،مستغانم ،2015-2014 ،ص.11:
~ ~ 48
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
الملكية المحلية :يتميز دهذا النوع من المؤسسات كذلك بالتمركز أي محدود المساحة التي ينشط فيها،
ويكون في الغالب مرتبطا ارتباط مباشر بالمستهلك إذ تقوم بإنتاج سلع استهالكية ،إال أن دهناك يدد قليل
المقاولة من المؤسسات المصغرة تنشط في إنتاج سلع إنتاجية أو جزء من منتوج معين أي ما يعر
الباطنية ،لكن دهذا ال يمنع من وجود ورشات إلصالح المكنات تنتج أحيانا قطع الغيار بديلة لتلك القطع
المستوردة ،وخالصة القول إن ارتباطها المباشر بالمستهلك جعلها ذات طابع مركزي أو محلي ،ويادة ما
1
يكون مالكها من المجتمع المحلي.
االعتماد على الموارد الداخلية في التمويل :نظ ار لصغر حجمها من جهة ،ومن جهة أخرى لعدم وجود
الضمانات البنكية الكافية ويدم القدرة يلى تقديم ملفات مشاريع تخضع للشروط المطلوبة ،فيبقى التمويل
2
الذاتي المصدر األدهم في تمويلها أو القروض المقدمة من طر األصدقاء أو أفراد العائلة.
المطلب الرابع :أهمية المؤسسات المصغرة
للمؤسسات المصغرة مكانة مهمة في االقتصاد العالمي فهي تمثل الركيزة األساسية والمصدر الرئيسي
لألفكار الجديدة واالخترايات ،كما تسادهم بشكل كبير في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتمايية.
أوال :أهمية المؤسسات المصغرة في تحقيق التنمية االقتصادية
3
تسادهم المؤسسات المصغرة بشكل كبير في تحقيق التنمية االقتصادية من خالل:
المسادهمة في خلق مناصب شغل جديدة وبالتالي تخفيض معدالت البطالة؛
الزيادة في قيمة الناتج الداخلي الخام بنسبة كبيرة ألن المؤسسات المصغرة تمثل بنسبة كبيرة من
إجمالي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فمثال في الجزائر في سنة 2008كانت تمثل المؤسسات
المصغرة نسبة %70من إجمالي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وفي الضفة الغربية وغزة تمثل
%95من إجمالي المؤسسات؛
تحقيق نسبة مسادهمة في التصدير مما يخفض في قيمة الواردات وبالتالي محاولة تحقيق فائض
في الميزان التجاري.
خلق التكامل بين الصنايات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.
~ ~ 49
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
- 1دهيبة بوخادم ،جلطان ابتسام ،دور صندوق الزكاة في تمويل المؤسسات المصغرة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية،
المسيلة ،2018-2017،ص.14 : تخصص اقتصاد نقدي وبنكي ،جامعة محمد بوضيا
~ ~ 50
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
الجوانب مثل :توليد اإلنتاج ،الدخل ،وفرص العمل ،زيادة التراكم الرأسمالي ،وتعبئة المدخرات القومية،
خلق المهارات الفنية واإلدارية الالزمة لدفع يجلة التصنيع ،تحقيق زيادة التوازن اإلقليمي للتنمية،
المسادهمة بصنايات فريية ومغذية للمؤسسات الكبيرة ،توفير رافد دهام من روافد االبتكار واإلبداع والتمييز
التكنولوجي.
ودهذا ويرجع بعض االقتصاديين أسباب ارتفاع يدد المؤسسات المصغرة في العالم إلى األسباب
1
التالية:
ارتفاع حجم الخدمات بسب ثورة المعلومات واالتصال دهذا ما شجع يلى ظهور المؤسسات
المصغرة ذات الطابع الخدماتي؛
ارتفاع االبتكارات في مجال الخدمات الحديثة في األسواق المحلية والدولية؛
زيادة النمو السكاني ودهذا ما أدى إلى يدم قدرة الدولة يلى تلبية كل طلبات سوق العمل خاصة
بعد زيادة التوجه نحو اقتصاد السوق؛
ازدياد نشاط األيمال الخاصة بعد اتجاه العديد من الدول نحو خوصصة المؤسسات العمومية؛
المناخ االيجابي تجاه تشجيع المؤسسات المصغرة في االقتصاديات المختلفة؛
أدت العولمة إلى زيادة فرص التجارة العالمية؛
سهلت التجارة االلكترونية يملية إنشاء المؤسسات ،والقيام بالتصدير بتكاليف تعتبر زدهيدة مقارنة
بالتجارة التقليدية؛
ويمكن إضافة بعض العوامل التي ترجع أساسا ألسباب اجتمايية استمرار مؤسسة األسرة أو وراثة
المؤسسة لتحسين الوضع االجتمايي ،أو الرغبة في االنتماء لفئة معينة كفئة رجال األيمال وأصحاب
المؤسسات ،كما أن الدافع األساسي في الدول المتقدمة لخلق المؤسسات المصغرة دهو تعظيم األرباح
بالنسبة ألصحابها.
ثانيا :أهداف إنشاء المؤسسات المصغرة
2
تتمثل فيما يلي: دهناك مجموية من األدهدا
-1د .دهواري معراج ،طعيبة محمد سمير ،إشكالية تمويل المؤسسات المصغرة في الجزائر :دراسة في فعالية دور الوكالة الوطنية لدعم تشغيل
الشباب ،مراجعة اإلصالحات االقتصادية و التكامل في االقتصاد العالمي ،العدد ،2008 ،4ص.34 :
~ ~ 51
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
ترقية روح المبادرة الفردية والجمايية باستحداث أنشطة اقتصادية سلعية أو خدمية لم تكن من قبل،
وكدا أحياء أنشطة اقتصادية تم التخلي ينها ،ومثال ذلك ايتماد تنشيط الصنايات التقليدية المناولة
في قطاع الصناية قطاع البناء واألشغال العمومية....الخ؛
استحداث فرص يمل جديدة والتي من خاللها يمكن أن تتحقق االستجابة السريعة للمطالب
االجتمايية في مجال الشغل؛
يمكن أ ن تشكل أداة فعالة لتوطن األنشطة في المناطق النائية مما يجعلها أداة دهامة لترقية وتثمين
الثروة؛
تمكن فئات يديدة من المجتمع التي تمتلك األفكار االستثمارية الجيدة ولكنها ال تملك القدرة المالية
واإلرادة يلى تحويل دهذه األفكار إلى مشاريع واقعية؛
تشكل إحدى مصادر الدخل بالنسابة لمستحدثيها ومستخدميها ،كما تشكل مصاد ار إضافيا لتنمية
العائد المالي للدولة من خالل االقتطايات والضرائب المختلفة؛
تشكل إحدى وسائل اإلدماج للقطاع غير المنظم والعائلي.
المطلب الثاني :تصنيفات المؤسسات المصغرة
تنقسم المؤسسات المصغرة إلى يدة أشكال ،ودهذا بسبب تنوع المجاالت واألنشطة التي تعمل من
خاللها دهذه المؤسسات ،ويمكن تلخيص أدهم دهذه األشكال إلى ما يلي:
أوال :تصنيف المؤسسات المصغرة على أساس توجيهها
1
حسب دهذا التصنيف تأخذ المؤسسات المصغرة األشكال التالية:
.1المؤسسات العائلية :مثل دهذه المؤسسات يادة ما تكون مقر إقامتها المنزل ،وتستخدم األيدي ويتم
إنشائها بمسادهمة أفراد العائلة ،وتنتج في الغالب منتوجات تقليدية بكميات محدودة ،ودهذا في حالة بعض
البلدان مثل اليابان وسويسرا ،أو تنتج أجزاء من السلع لفائدة مصنع موجود في نفس المنطقة في إطار ما
يعر بالمقاولة الباطنية.
.2المؤسسات الحرفية :ودهي المؤسسات التي يتميز فيها اإلنتاج بالطابع اليدوي والجهد الفردي
والمهارات الفنية المكتسبة ،وتعتمد يلى قوة العمل أكثر من ايتماددها يلى قوة رأس المال ،وتمارس داخل
2
ورشات وغالبا ما يكون فيها يدد العمال أقل من 10يمال.
~ ~ 52
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
-1مروة كرارزية ،وسام يبران ،محددات منح القروض االستثمارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر
أكاديمي في العلوم االقتصادية ،تخصص التمويل المصرفي ،جامعة العربي التبسي ،تبسة ،2016 ،ص.10 :
-2مساني رشيدة ،وآخرون ،دور وفعالية اآلليات الداعمة لتمويل المؤسسات المصغرة في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في
العلوم االقتصادية ،تخصص التمويل المصرفي ،جامعة العربي التبسي ،تبسة ،2016 ،ص.21 :
~ ~ 53
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
-1شعيب أتشي ،واقع وافاق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر في ظل الشراكة االوروجزائرية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في
العلوم االقتصادية ،تخصص تحليل اقتصادي ،جامعة الجزائر ،2008 ،ص.32:
-2لعالي محمد ،ضويو محمد منير ،دور البنوك التجارية في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم
بالمسيلة ،2017 ،ص.15 : االقتصادية ،تخصص اقتصاديات البنوك والتمويل ،جامعة محمد بوضيا
~ ~ 54
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
.2مؤسسات الشركات :دهي مؤسسات تعود ملكيتها إلى شخصين أو أكثر ،يلتزم كل طر بتقديم حصة
1
من المال أو يمل لتقسيم ما قد ينشأ من أرباح أو خسارة في دهذه المؤسسة ودهي تنقسم إلى:
شركات األشخاص :دهذا النوع من الشركات يقوم يلى أساس يلى االيتبار الشخصي والثقة المتبادلة
2
المشاركة ،مما يكون له األثر االيجابي يلى نشاط المؤسسة ،ودهي تضم ثالثة أنواع : بين األط ار
شركة التضامن :دهي شركة أشخاص بحيث يملكها فرد أو أكثر وتسمى بشركة تضامن ألن
الشركاء يتضامنون أمام القانون فيكونون شخصا واحدا لمجابهة ا ا
لتزمات شراكتهم ويعتبر دهذا النوع من
الشركات دهو األكثر انتشا ار بين األيمال المتوسطة والصغيرة المصغرة ،وتتميز دهذه الشركات ببساطة
إجراءات التأسيس وتوفر رأس المال وفرض االقتراض ،دهذا باإلضافة إلى توفر المهارات والقدرات
اإلدارية والفنية.
شركة المحاصة :تعتمد في إنشائها يلى اتفاق كتابي بين اثنين أو أكثر من الشركاء للقيام بنشاط
اقتصادي خالل فترة زمنية مع ينة ومحدودة لتحقيق ربح معين يتم تقاسمه فيما بين الشركاء يلى االتفاق
ومع نهاية الغرض المراد من تأسيس دهذه الشركة ،فإن شركة المحاصة تنتهي معه ،ومن مميزاتها أنها
تعتبر شركة مستترة ليست لها حقوق وليس يليها واجبات وليس لها رأس المال وال أيوان وال شخصية
ايتبارية ،فنشاطها يتم بصفة شخصية.
التوصية البسيطة :دهي أيضا من شركات األشخاص تقوم يلى االيتبار الشخصي ،وال تختلف
ين شركة التضامن إال من ناحية واحدة وان دهذه الشركة تضم نويين من الشركاء ودهم متضامنون يسالون
ين ديون الشركة في أموالهم الخاصة ،وشركاء موصون ال يسالون إال في حدود حصصهم ،وفي دهذا
النوع من الشركات ال يجوز أن تكون حصة الشريك الموصي من يمل أو يقوم بمهمة اإلدارة أو يظهر
اسمه في ينوان الشركة ،وكذا يحقق لهم الحصول يلى أرباح ثابتة من الشركة سواء حققت الشركة ربحا
أو ال.
شركات األموال :وتمثلها شركة المسادهمة ،التي دهي شبيه للشركة ذات المسؤولية المحدودة في كل
شيء باستثناء رأس المال فيها يكون موزع يلى شكل أسهم وليس مبالغ مقطوية ،بحيث يمكن لكل شريك
تحديد قيمة مسادهمة في رأس مال الشركة حسب يدد وقيمة األسهم التي يمتلكها ولألسهم قيمتان :قيمة
-1مشري محمد ناصر ،دور المؤسسات المتوسطة والصغيرة في تحقيق التنمية المحلية المستدامة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير،
تخصص إستراتيجية المؤسسة للتنمية المستدامة ،كلية العلوم االقتصادية ويلوم تسيير والعلوم تجارية ،جامعة فرحات يباس ،سطيف- 2008،
،2011ص.17:
-2المرجع نفسه ،ص ص.18-17:
~ ~ 55
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
اسمية مدونة ،وقيمة سوقية أو حقيقية ،ويتحصل صاحب السهم يلى أرباح تتوزع بصفة دورية يلى
المسادهمين.
المطلب الثالث :مصادر ومشاكل تمويل المؤسسات المصغرة
تعتمد المشرويات المصغرة في األساس يلى موارددها الذاتية لتمويل أنشطتها االقتصادية ،فإذا لم تفي
بذلك اتجهت تلك المشرويات إلي غيردها ممن يملكون فائضا من األموال لسداد دهذا العجز ،فالشركات
تحتاج إلى أدوات التمويل طويل األجل لشراء اآلالت والمعدات وغيردها من األصول الثابتة ،وأدوات
التمويل قصير األجل ،ويلى الرغم من ذلك فإنها تتعرض إلى يدة مشاكل وادهما الحصول يلى القروض.
أوال :مصادر تمويل المؤسسات المصغرة:
من العوائق التي تواجه المؤسسات المصغرة دهي التمويل ،لذا يملت الدولة يلى توفير برامج الديم
1
المالي لرفع قدرة المنافسة واالستمرار.
.1التمويل الذاتي:
يعبر التمويل الذاتي ين استقاللية المؤسسة ين المسعدات الخارجية ،فهو العرض الداخلي للنقود المتولد
ين نشاط المؤسسة ويتمثل ذلك في األرباح المحتجزة أو الغير الموزية وأقساط االمتالك والمؤونات.
األرباح المحتجزة تعر يلى أنها األموال المتولدة من العمليات الجارية للمؤسسة أو من مصادر
يرضية دون اللجوء إلى مصادر خارجية للتمويل.
المؤسسة يتم ايدايه في حساب يديى األرباح الغير موزية تمثل الفائض المحقق من طر
معين. "احتياطي" لتحقيق دهد
أقساط االمتالك يبارة ين توزيع ثمن شراء أصل طويل المدى يلى العمر اإلنتاجي للمشروع
كاآلالت والمعدات.
المؤونات تستعمل احتياطات لمواجهة الصعوبات المالية التي تتعرض لها المؤسسة.
.2التمويل الخارجي:
المؤسسات المصغرة في حالة يدم قدرتها يلى التمويل الذاتي تلجأ إلى مصادر تمويلية خارجية
وتتفرع دهذه األخيرة إلى:
التمويل الخارجي المباشر :الشكل القانوني للمؤسسات المصغرة ممثل في شركة التضامن ،وشركة
ذات مسؤولية محدودة ،وشركة وحيدة األسهم ذات مسؤولية محدودة ويعتبر االئتمان التجاري
-1ليلى خواني ،بغداد شعيب ،األسس النظرية لهيكل تمويل المؤسسات ومصادر تمويلها -دراسة حالة هياكل دعم المؤسسات المصغرة في
الجزائر -مجلة المالية واألسواق ،جامعة تلمسان ،الجزائر ،ص ص66- 60 :
~ ~ 56
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
المصدر الوحيد لتمويلها .ويقوم االئتمان التجاري بتمويل الكثير من المؤسسات المصغرة التي تجد
صعوبة في الحصول يلى قروض مصرفية ذات تكلفة منخفضة ،ودهو تمويل قصير األجل يقدم
للمؤسسات أثر يملية الشراء دون قيمة مشترياتها خالل مدة زمنية قصيرة.
التمويل الخارجي الغير المباشر :المصدر األساسي للتمويل الخارجي للمؤسسات المصغرة دهي
قروض البنوك والتي تتفرع إلى:
قروض قصيرة األجل ،مدتها أقل من سنة وتستعمل لتمويل أنشطة االستغالل؛
قروض متوسطة األجل ،مدتها تتراوح من سنتين إلى خمس سنوات حتى سبع سنوات وتستعمل
لتمويل بعض العمليات الرأسمالية للمؤسسات؛
قروض طويلة األجل التي تتراوح مابين سبع ويشرون سنة وتمح االستثمارات طويلة األجل
كالعقارات.
.3التمويل الغير الرسمي:
دهو التمويل الذي يتم من خالل قنوات تعمل غالبا خارج إطار النظام القانوني الرسمي في الدولة،
وبعبارة أدق السوق الغير الرسمية للتمويل دهي في حقيقتها سوق ال ينظمها القانون ،ومصادردها دهي:
األسرة واألصدقاء في الغالب يكون دون فائدة أو فائدة منخفضة ،أو يكون يلى شكل مشاركة في
العائد بنسبة يتفق يليها؛
مدينو الردهونات يقدمون خدماتهم إلى من يملك أصول يينية مقابل سداد القرض خالل المدة المحددة
ويسترد األصل المردهون؛
المرابون يقدمون قروض بشروط كالفائدة المرتفعة؛
جمعيات تناوب االدخار واالئتمان تكون في شكل مجموية يسادهم كل يضو في إجمالي المبالغ
وتمنح إلى كل يضو مرة واحدة لتمويل مشرويه ،في دهذا النوع المقرض دهو المدخر وتكون القروض
بدون فائدة؛
إقراض التجار لزبائنهم بحيث يلتزم المنتج بيع إنتاجه كامال إلى التاجر بعد العملية اإلنتاجية واللجوء
إلى التمويل الغير رسمي يعود إلى مجموية من األسباب دهي يلى النحو التالي:
تفادي اإلجراءات اإلدارية التي تتسم بالبيروقراطية؛
ممارسة األنشطة بطريقة غير رسمية؛
وجود قدر كبير من المرونة في أداء العمل؛
تدنئة تكاليف المعامالت مثل تكلفة االلتزام ،ودفع الضرائب ،وغيردها.
~ ~ 57
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
موساوي محمد الشريف ،أوالد يلي محمد ،التمويل اإلسالمي األصغر كآلية بديلة لتمويل المؤسسات المصغرة-دراسة تجربة اليمن والسودان،- 1
مذكرة ماستر ،كلية العلوم االقتصادية ،التسيير والعلوم االقتصادية ،جامعة أدرار ،2018-2017 ،ص.21 :
~ ~ 58
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
-1جبار محفوظ ،المؤسسات المصغرة الصغيرة والمتوسطة ومشاكل تمويلها ،ورقة بحثية مقدمة في الدورة التدريبية الدولية( تمويل المشرويات
الصغيرة والمتوسطة وتطوير دوردها في االقتصادية المغاربية) ،المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،جامعة سطيف ،ماي ،2003ص.04:
~ ~ 59
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
تعقد وتعدد إجراءات الحصول يلى القروض جعل العديد من المشاريع تموت في المهد لعدم إقدام
أصحابها يلى االقتراض .كما إن يملية منح القروض تمر بالعديد من المراحل المملة والبيروقراطية،
الشيء الذي يجعل المستثمرين يحجمون ين اإلقدام لتجسيد مشاريعهم.
اشتراط ضمانات يقارية أو يينية يلى القروض قد ال تكون في متناول جميع المستثمرين .إذ تشترط
العديد من البنوك المانحة ضمانات يلى قروضها تتجاوز %15من المبلغ المقترض ،ويعتبر دهذا
إجحافا في حق المستثمر ويائقا كبي ار ألية مبادرة .كما تأخذ المعيقات إشكاال أخرى كفترة السداد وفترة
السماح وغيردها.
يدم تخصيص بنك لتمويل المؤسسات المصغرة دون غيردها ،يمكن دهذا اإلجراء من تحسين طرق
تمويلها ،متابعتها ومعرفة المشاكل ين قرب .فتخصص بنك لهذا النوع من الشركات يعتبر بمثابة
العناية بها لتلعب الدور المنوط بها.
ارتفاع معدالت الضرائب يلى رقم األيمال ،الدخل ،األرباح الصنايية والتجارية وغيردها ،مما جعل
أصحاب المؤسسات يحجمون ين ارتفاع مسادهمة أرباب العمل التوظيف أو يدم التصريح بكافة
العمال الموظفين لديهم.
ويليه دهناك العديد من المشاكل التمويلية تواجهها المؤسسات المصغرة ،سواء كانت نتيجة لسياسة
نقدية انكماشية ،السيما الحد من اإلقراض ،أو نتيجة لسياسة مالية صارمة ،السيما رفع الضرائب
وتعدددها ،أو بكل بساطة غياب إستراتجية واضحة لديم دهذا القطاع الحيوي ماليا.
المطلب الرابع :مزايا وعيوب المؤسسات المصغرة
أوال :مزايا المؤسسات المصغرة
1
تمتلك المؤسسات المصغرة العديد من المزايا تجعل المستثمر يقبل يليها نذكر منها:
انخفاض رأس المال لالزم إلنشائها :حيث أنها تحتاج إلى استثما ارت تضخمية مقارنة بالمؤسسات
الكبيرة إضافة إلى كون معدل دوران رأس المال كبير ،وفترة االسترداد قصيرة؛
تحتاج إلى معدالت وآالت بسيطة ومنخفضة التكلفة؛
تشارك بدور أساسي في تعبئة المدخرات وتشغيل العمالة الوطنية؛
تسايد في تنويع دهيكل اإلنتاج الصنايي؛
تغطي الفرصة لألغلبية في العمل الذاتي؛
سهولة دخولها وخروجها من السوق؛
~ ~ 60
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
توفير الشعور باالستقالل والحرية لصاحب المؤسسة إذ أبنه متخذ القرار فيها.
ثانيا :عيوب المؤسسات المصغرة
1
تتمثل ييوب المؤسسات المصغرة فيما يلي:
يدم توفر الخبرة اإلدارية الكافية؛
صعوبة الحصول يلى التمويل؛
المنافسة الشديدة؛
يدم القدرة يلى جذب العمالة المادهرة؛
ارتباط استم اررية المؤسسة بأصحابها ،إذ تنتهي بوفاة صحبها.
المبحث الثالث :المؤسسات المصغرة والتمويل األصغر :أساليب تطويرها ودوره
في تحقيق األهداف التنموية
النجاح درجات ،والحد األدنى للنجاح دهو أن تحقق المؤسسة يائدا وتواصل يملها وال تتوقف ،وال
يوجد حد أقصى للنجاح ،والمؤسسات المصغرة ليس محكوما يليها بان تبقى كذلك بل يمكنها أن تنمو
وتصبح كبيرة ،ولكن بالرغم من كل ذلك قد تقع في مشاكل مما تؤدي أحيانا إلى فشلها.
المطلب األول :عوامل نجاح وفشل المؤسسات المصغرة
أوال :عوامل النجاح
دهناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى نجاح المؤسسات المصغرة نوجزدها فيما يلي:
قرار الدراسة الفنية واالقتصادية الذي يتم بعد تبني الفكرة األولية في االستثمار واقامة المشروع
الصغير.
قرار نوع المشروع الذي يتوقف يلى دراسة العوامل الذاتية( تمويل مهارة فنية ومقاولة إدارية)
والعوامل البيئية ،حيث يعتبر دهذا القرار من خطر الق اررات يلى االستثمار في المشرويات الصغيرة،
ويعتمد دهذا القرار يلى معايير مثل معيار العائد ،معيار الربحية ومعيار فترة االسترداد.
التمويل الذي يبنى معظمه يلى اإلمكانيات المتاحة أي الذاتية ويلى التسهيالت المصرفية واالئتمانية
في المستقبل ،وتوجد ق اررات مالية يديدة تتداخل فيها يوامل البيئة مثل القرار اختيار مصادر
التمويل(داخلية ،خارجية) وأنواع التمويل كالتمويل قصر األجل والتمويل الطويل األجل ....الخ.
~ ~ 61
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
تحديد الحجم االقتصادي للمشروع الذي يتوقف يلى نتائج الدراسة االقتصادية للمشروع ،لكن يصعب
تحقيق ذلك في المشروع الصغير نتيجة لعدم إمكانية االستفادة من خصائص ومميزات تقسيم العمل
وتحقيق مبدأ التخصص واستخدام مستوى متطور من التقنية والتكنولوجيا الحديثة ،مما يحد من نمو
المشروع ويزيد من مشكالته اإلدارية.
استثمار الوقت يمكن أن يحقق وفر في معظم الحاالت في سايات يمل وتحقيق نتائج أفضل،
ولتحقيق ذلك يتوجب يلى صاحب المشروع أن يحسن إدارة الوقت كترتيب األولويات ووضع
السياسات واألساليب التي تسايد في توفير الوقت وتفويض السلطة.
اختيار موقع المشروع الذي يتوقف يلى تحليل السوق واختيار الموضع.
اختيار األسلوب التكنولوجي والتقنية التي يلى أساسه يتم تحديد طبيعة المشروع وانتمائه ألصحاب
1
قطايات األيمال االقتصادية.
التمايز ين المؤسسات األخرى وذ لك لوجود شيء تتميز به المؤسسة كوجود منتج مميز ،أو أسلوب
خاص في التسوق ،أو إضافة صفة خاصة إلى السلعة تجعلها أكثر إغراء.
ال تنافس في األسعار حيث إن المؤسسات المصغرة ال تستطيع إشباع حاجة السوق ولهذا ال يجب
أن تنافس يلى السعر ،وان كان من الضروري تخفيض األسعار فيجب أن يكون التخفيض ضئيال
لمجرد لفت االنتباه ،كما يجب أن ترفع األسعار كلما ارتفع سعر السوق محافظة يلى فرق ضئيل.
سرية دوران رأس المال تعوض المؤسسة المصغرة قلة رأسمالها بجعله يدور بسرية ،البيع نقدا وليس
بأجل.
توفر العمالة المتخصصة دهذا العنصر دهام جدا في المؤسسات المصغرة ألنها تميل إلى استخدام
ينصر البشري بشكل أكبر من ايتماددها يلى اآلالت ،وأن العمال يمثلون أدهم الموارد في المؤسسة.
متعارضة مع األخر مهارة التفاوض مع العمال ،الموردين ،العمالء والدائنين ،فكل طر له أدهدا
2
ودهذا يتطلب مهارات تفاوضية مرتفعة.
ثانيا :أسباب الفشل
دهناك يدت أسباب لفشل المؤسسات المصغرة في الجدول التالي:
-1بوشنافة احمد ،بوسهمين احمد ،متطلبات تأهيل وتفعيل إدارة المؤسسات الصغيرة في الجزائر ،الملتقى الدولي متطلبات تأدهيل المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،المركز الجامعي بشار ،يومي 17و 18افريل ،2006ص.800 :
-2حمدي الحناوي،تنظيم المشروعات الصغيرة ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،مصر ،2006 ،ص ،ص.206-205:
~ ~ 62
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
-1يماد أبو رضوان ،التحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة ،الملتقى الدولي :متطلبات تأدهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية،
مؤسسة إرادة للمحاسبة المملكة األردنية الهاشمية ،يومي 17و18افريل ،2006ص.632 :
~ ~ 63
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
إنشاء بنك معلومات ين المنشات الصغيرة ويكون يلى صلة وثيقة بالجهات ذات العالقة من
الحكومة ومؤسسات مالية؛
التنسيق مع الجامعات نحو إيداد الدراسات الموجهة نحو المنشآت الصغيرة وتشجيع طلبة الماجستير
الدكتوراه إليداد الرسائل الجامعية في دهذا الجانب؛
تأسيس دهيئة أو صندوق لضمان التمويل المقدم للمنشات المصغرة والصغيرو؛
إيجاد القنوات المناسبة النسياب التمويل مع تقليل حجم المخاطر لمصادر التمويل؛
وضع األسس التي يلى أساسها يقدم التمويل للمنشآت بحيث تهتم المصاريف بالجانب االقتصادي
للمشروع ويهتم الصندوق بالجانب التنموي واالجتمايي؛
استقطاب العون الخارجي بنقل التمويل والخبرات الخارجية ين طريق برامج تمويل من المؤسسات
المالية التي ترتبط بمصالح اقتصادية كبيرة مع القطايات التجارية الكبيرة ين طريق صناديق
متخصصة موجودة في تلك الدول.
المطلب الثالث :عالقة التمويل األصغر بالمؤسسات المصغرة ودوره في تحقيق األهداف التنموية
كثر الحديث في دهذه األيام ين التصدي لظادهرة الفقر يلى نطاق العالم ،من الطرق المقترحة في
كثير من الدول منح قروض مالية صغيرة الحجم لمسايدة الفقراء في إقامة مشاريع مدرة للدخل ين طريق
مصاريف متخصصة .كما اقترح أن تقوم دهذه المصاريف بخدمات التمويل للفقراء بطريقة غير تقليدية تأخذ
الفقراء وطريقة السداد مسألة القروض كقضية "اجتمايية وانسانية" تتم بطريقة ميسرة مع مراياة ظرو
قدرات وامكانيات الفقراء وتشجيع االدخار لدى دهذه الطبقات ودراسة المريحة ،إلى السعي الكتشا
المشرويات والقيام بكل ما دهو مطلوب إلنجاح المشرويات من تسويق وتدريب وتمويل.
أثبثت التجارب أن المنتجات التي تنتج بواسطة األسر الفقيرة ضعيفة العينات والتسويق وأن جزء كبير من
الفقراء ليس لديهم المهارة والخبرة الالزمتين لإلنتاج ،وأن التدريب قصير األجل من أجل منح التمويل يلجأ
إليه الفقراء وغيردهم من صغار المنتجين ليس لكسب المهارات بل للفوز بالتمويل .دهذا ال يعني أن كل
الفقراء غير جديرين بالتمويل ولكن دهذا األمر مبالغ فيه ألن نسبة الفقراء التي تملك المهارات والخبرة ولها
الرغبة في يمل مشروع إنتاجي أو خدمي يحمل صفة "تجاري " نسبة ضعيفة جدا في كل البلدان الفقيرة.
إن من أدهم أس باب الفقر األساسية يدم توفر المهارات والخبرات الالزمة لإلنتاج وتوفير دخل ثابت يند
كثير من الفقراء .حتى إذا تم تمويل كل الفقراء فإن المؤسسات التمويلية ال تضمن االستدامة ألن نسبة
اإلخفاق في السداد وتكلفة القروض ستكون كبيرة .كما أن الفقراء ال يتعاملون مع التمويل المؤسسي
اليومي يلى حاجياتهم األساسية. ويشكلون أ خطر شريحة لحاجتهم الماسة لهذه القروض في الصر
~ ~ 64
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
يمكن أن يقوم بكل احتياجات المشاريع من التمويل باإلضافة إلى أن دهناك خطأ شائع بأن المصر
والتدريب والتسويق ،حيث أثبتت التجارب أن المؤسسة الناجحة تعمل يلى مسايدة المشرويات المتنادهية
الصغر البد أن تتخصص في جانب واحد فالمصاريف ال تصلح للتدريب والتسويق .وان لجأت إلى طر
ثالث فإن ذلك ال يتم إال بدفع تكلفة دهذه الخدمات تجاريًا .وحتى ال تقتل مثل دهذه األفكار وحتى ال تتضرر
الشريحة المنتجة من الفقراء يجب التفكير فيها بعقل وليس بعواطف مراياة في ذلك التجارب العالمية
الفاشلة التي حاولت مسايدة الفقراء ين طريق القروض المؤسسية قبل التجارب الناجحة.
ال جدال في أدهمية المشرويات المتنادهية الصغر في معالجة الفقر بل في نويية وحزمة المسايدات تقدم
لهذا القطاع من تمويل وارشاد وتدريب وتسويق ،ونويية المؤسسات التي يجب أن تقدم دهذه المسايدات
وطريقة تقديمها ويائد تقديمها ،ألن إذا قام أي بنك بتقديم تمويل بشروط ميسرة فإن نهايته اإلفالس ال
محال .ودهنا يأتي دور التعاونيات "ذات التأسيس الجيد" في االستفادة من خدمات التمويل األصغر
والدخول في مشرويات صغيرة ومتوسطة ،وذلك ألنها تملك رأس المال الذي يقوي التمويل األصغر.1
تحقيق نتائج ملموسة في مكافحة الفقر اإلنمائية لأللفية الثالثة الجديدة بهد كما تم وضع أدهدا
وتحسين التغذية والتعليم والرياية الصحية ،المساواة بين الجنسين والمحافظة يلى البيئة ،ولمعرفة ما إذا
فقد قامت المجموية االستشارية لمسايدة كان التمويل األصغر سيكون أداة فعالة لتحقيق دهذه األدهدا
من خاللها معرفة مدى مسادهمة الخدمات المالية في الفقراء بايتماد يلى مجموية من الدراسات تهد
مكافحة الفقر ،وقد توصلت دهذه الدراسات أن توفر الخدمات المالية المقدمة لألسر الفقيرة يتمثل يامال
2
اإلنمائية لأللفية الجديدة. بالغ األدهمية لما له من أثر قوي في بلوغ أدهدا
ويليه سنتطرق إلى تقييم أثر التمويل األصغر في مجال القضاء يلى الفقر والنهوض بالتعليم ،وتحسب
3
الرياية الصحية بالنسبة للمرأة والطفل وتمكين المرأة فيما يلي:
.1دور التمويل األصغر في القضاء على الفقر المدقع:
قد سجلت العديد من الدراسات ازديادا في دخول يمالء مؤسسات التمويل األصغر وفي
ممتلكاتهم ،كما سجلت انخفاضا في معدالت تعرضهم لألزمات وفيما يلي نتائج بعض الدراسات:
تعد الب ارزيل دولة متوسطة الدخل وقوة يالمية صايدة ،ودهي من أكبر الدول التي تعاني من يدم
المساواة ،وفي السنوات األخيرة نجحت بشكل كبير في الحد من الفقر ويدم المساواة ،وفيما بين سنتين
~ ~ 65
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
2003و 2009نجحت سياسات الدولة في المسايدة يلى تجاوز مليون شخص خط الفقر وانخفاض
معدل الفقر من %35.8إلى ،%21.4وقد خفضت الب ارزيل أيضا من حدة التفاوتات فانخفض مؤشر
جينيى بنسبة %9بين يامي 2001و 2009ليصل إلى ادني مستوياته ،وكانت تجربة الب ارزيل من
خالل برنامج بولسيا فاميليا( منحة األسرة) حيث يقدم مسايدات مالية لألسر الفقيرة.
في الهند سايدت الجهود الحكومية لفتح حسابات بنكية في المناطق الريفية لتقليص معدالت الفقر
بنسبة ،%17حيث حسابات التوفير تجعل االدخار أيسر ومن ثم فالناس يدخرون أكثر ،فالنساء في
نيبال بعد أن أتيح لهن فتح حسابات بنكية بسيطة من زيادة إجمالي أصولهن بنسبة .%16
في دراسة للبنك الدولي في أوائل التسعينيات يلى ثالثة من أكبر البرامج في بنغالديش ،ودهي بنك
جرامين ،اللجنة البنغالية لتحقيق ارتقاء المناطق الريفية ،وبرنامج ،RD12وجد أن %5من العمالء كانوا
يتجاوزون خط الفقر المدقع كل يام بفضل قيامهم باإلقراض ومشاركتهم في برامج التمويل األصغر.
في دراسة بنك جرامين تم التوصل إلى شوادهد إحصائية فيما يتعلق بالرفادهية االقتصادية ،حيث ازدادت
دخول أيضاء بنك جرامين بنسبة %43ين دخول األفراد الغير أيضاء ،كما استطاع األيضاء
االيتماد بشكل كبير يلى المدخرات ويلى أموالهم الخاصة في مواجهة األزمات بدال من االقتراض.
.2دور التمويل األصغر في النهوض بالتعليم :تبين مختلف الدراسات إن بناء يمالء التمويل األصغر
يزيد احتمال ذدهابهم إلى المدرسة والبقاء فيها لمدة أطول ،كما تنخفض معدالت تسرب الطالب بصورة
اكبر ،وقد أجريت مجموية من الدراسات حول ذلك:
أطلقت مؤسسة أندا تمويل حملتها السنوية التي تخص قروض التعليم التي تخص العائالت الضعيفة
ومتوسطة الدخل بشروط ميسرة لمواجهة المصاريف البادهظة وتصل قيمة قرض التعليم إلى ألف دينار،
وذلك حسب قدرة طالب القرض يلى التسديد ،واتضح من خالل الدراسة التي قدمها مكتب الدراسات
الدولية سنة 2015إن نسبة االنقطاع ين الدراسة قد تقلصت بنسبة.%16
دراسة أجريت يلى قرية يعمل بها بنك جرامين االرتفاع الكبير في نسبة التعليم بين أبناء األسر
األيضاء مقارنة بين أبناء األسر الغير أيضاء ،حيث قام البنك بتأسيس برنامج المنح الدراسية كما
يركز يلى تشجيع تعليم اإلناث ،وقام البنك بتقديم 165264منحة دراسة.
.3دور التمويل األصغر في تحسين نتائج الرعاية الصحية للمرأة والطفل :تشير الدراسات إلى رغم قلتها
إلى حدوث أثر ايجابي وقوي فيما يتعلق بالنتائج الصحية بالنسبة للسيدات واألطفال في األسر
األيضاء في برنامج التمويل األصغر نذكر منها:
~ ~ 66
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
دراسة أيددها تقييم مشروع أثر خدمات المشرويات الصغرى التابعة للوكالة األمريكية للتنمية الدولية أن
يمالء برنامج Foccasللتمويل األصغر في اوغندا تلقوا تعليمات حول الرياية الصحية فيما يتعلق
بالرضاية الطبيعية والصحة والوقائية وتنظيم األسر قامو بممارسات تتعلق بالرياية الصحية أفضل
بكثير مقارنة بغير العمالء.
في الهند قامت 19مؤسسة من مؤسسات التمويل األصغر الهندية يمل استقصاء في 2012يفيد بأن
3.9مليون أسرة أمكنهم الوصول إلى برنامج صحي في .2011
.4دور التمويل األصغر في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة :حيث تشير بعض الدراسات
أن برامج التمويل األصغر في مناطق مختلفة سادهمت في ازددهار دور العمالء من السيدات في اتخاذ
الق اررات ،حيث ما دهو مالحظ حجم التمويل المقدم للنساء مقارنة بالرجال بايتباردهم األكثر يرضة
للفقر ،فنجد مثال في اليمن أنه أصبح يدد المستخدمين من التمويل األصغر سنة 2010دهو 60ألف
يميل تمثل النساء %70من إجمالي يدد العمالء ،وأيضا في العراق خصصت مؤسسة المستقبل
المشرق %25من قروضها للنساء ،كما في مصر نجد أن % 50من يمالء التمويل األصغر دهم
النساء.
~ ~ 67
التأصيل النظري للمؤسسات المصغرة الفصل الثاني:
خالصة:
لقد حاولنا في دهذا الفصل التطرق إلى مادهية المؤسسات المصغرة ،ومختلف تعاريفها وأدهميتها البالغة في
تحقيق التنمية االقتصادية واالجتمايية ،باإلضافة إلى خصائصها التي تسمح لها بلعب دو ار اقتصاديا
كبيرا ،إال أن دهذه الخصائص ضعيفة في نظر البنوك ،مما يصعب يليها الحصول يلى التمويل وقد يكون
مستحيل يلى الرغم من كثرة وتنوع مصادردها ،لكن تبقى تواجه يدة مشاكل تمويلية متعلقة بالمؤسسة في
حد ذاتها وبمصادر التمويل تحول دون تطوردها ونجاحها.
ومن أجل النهوض بهذا القطاع وانعاشه وزيادة االدهتمام به يمدت الدولة إلى إنشاء يدة دهيئات من
شأنها أ ن تزيل أو تخفف من دهذه العوائق التي تقف أمام تطور المؤسسات ،حيث أنه بإمكان دهذه
المؤسسات أن تنمو وتتطور مع مرور الوقت وتصبح كبيرة.
~ ~ 68
الفصل الثالث :عرض
تجربتين في مجال التمويل
األصغر لتطوير المؤسسات
المصغرة
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
تمهيد:
يعتبر التمويل األصغر بمثابة حل لمشكلة تمويل المشروعات المصغرة فهو يشير إلى مجموعة من
الخدمات المالية المتنوعة والمقدمة لألفراد الغير قادرين على الحصول على تلك الخدمات المالية من
المؤسسات التقليدية ،لذلك فقد عرف التمويل األصغر نموا جيدا في السنوات األخيرة في كل أنحاء العالم،
وذلك نتيجة لالهتمام الدولي به نظ ار إلثبات كفاءته وفعاليته في مكافحة الفقر والبطالة وتنمية وتطوير
المؤسسات المصغرة في مختلف الدول ،وهذا من خالل إتاحة التمويل للفقراء ومحدودي الدخل الذين
يعتبرون من أهم عمالئه ،وهذا ما انتهجته دول العالم والتي من بينها دولتي السودان والجزائر ،وذلك
بإنشاء عدة مؤسسات تمويلية تقدم خدمات التمويل األصغر لعمالئها ومحاولتها االستفادة من التجارب
العالمية الرائدة األخرى في هذا المجال ،وهذا من أجل المساهمة في خلق مناصب الشغل والزيادة في
اإلنتاج الوطني.
لذلك حاولنا في هذا الفصل عرض التجربة السودانية والجزائرية في مجال التمويل األصغر الذي يعتبر
كتقنية لتفعيل وتطوير المؤسسات المصغرة في كلتا الدولتين .لذلك ارتأينا تقسيم هذا الفصل إلى ثالثة
مباحث رئيسية كالتالي:
المبحث األول :تجربة التمويل األصغر لتفعيل وتطوير المؤسسات المصغرة في السودان وأهم الجهود
المبذولة
المبحث الثاني :التجربة الجزائرية في مجال التمويل األصغر وانشاء المؤسسات المصغرة وتطويرها
المبحث الثالث :تحديات التمويل األصغر والعوامل المساعدة على نجاحه في التجربتين
~ ~ 70
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
المبحث األول :تجربة التمويل األصغر لتفعيل وتطوير المؤسسات المصغرة في
السودان وأهم الجهود المبذولة
يعتبر التمويل األصغر آلية هامه لتخفيف حدة الفقر وتوفير فرص العمل وقد احتل مكانة في
اقتصاديات دول العالم منذ التسعينيات من القرن الماضي ،ولكنه ظهر في السودان بهذا المسمي وأخذ
موقعه كآلية اقتصادية بعد أن تبنتها الدولة في أواخر العام 2006م ،حيث اهتمت الدولة بالتنمية
االقتصادية واالجتماعية لشرائح المجتمع األقل حظا في االستفادة من الوسائط المالية في السابقة .وقد
أشار بنك السودان المركزي في سياساته النقدية والتمويلية إلي توظيف نسبه من موارد المصارف فيما
يعرف باألسر المنتجة والتي تدرجت من 5%في العام 2000م ثم 7%و 10 %إلي أن وصلت 12
%في العام 2007م ،وحينها ظهر مصطلح التمويل األصغر الذي لم يقتصر على التسليف ،بل أصبح
1
يعني حزمه من الخدمات المالية على رأسها االدخار.
بدأت فكرة تمويل صغار المنتجين في المصارف بواسطة البنك الزراعي السوداني في 1959م ،الذي
يعنى بصغار المزارعين ،وبنك االدخار السوداني في عام 1974م ،الذي يعنى بالمهنيين وصغار
المنتجين في الجزيرة ،وبنك الشعب التعاوني في السبعينيات وبنك فيصل اإلسالمي في الثمانينيات مع
الحرفيين في نطاق محدود.
المطلب األول :مفهوم التمويل األصغر في السودان ومقدموه
من خالل هدا المطلب سوف نتعرف على مفهوم التمويل األصغر في السودان ،وكذلك الجهات
القائمة عليه من مؤسسات وعمالء أي مقدمو التمويل األصغر.
أوال :مفهوم التمويل األصغر في السودان
كان هناك في السودان عدة تعاريف متداولة للتمويل األصغر ،وقد انطلقت مجمل هذه التعاريف
من زاوية الفئة المستفيدة أو الفئة المستهدفة من التمويل األصغر ،حيث أنه غالبا ما كان يتم ربط تعريف
التمويل األصغر باألسرة المنتجة أو با لحرفيين أو بالمرأة الريفية أو بالطلبة المتخرجين ،إال أنه وفي
السنوات األخيرة وجراء اهتمام الدولة السودانية بقطاع التمويل األصغر من خالل سياسات البنك المركزي
السوداني ،فقد تم السعي إلى توحيد المفاهيم المتعلقة بالتمويل األصغر ،حيث أصبح التعريف األكثر
شيوعا ل لتمويل األصغر بالسودان هو التعريف المرتبط بسقف التمويل ،والذي أصبحت تحدده السياسات
التمويلية لبنك السودان المركزي ،وفيما يلي أهم التعاريف الخاصة بالتمويل األصغر والواردة في سياسات
بنك السودان المركزي":يقصد به كل تسهيل مالي ممنوح للفقير نشاط اقتصاديا أو لمجموعة من الفقراء
-1الزين عمر الحادو ،محاضرة في التمويل األصغر وتحديات التطبيق ،بنك االدخار والتنمية االجتماعية ،الخرطوم،
.2010
~ ~ 71
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
النشطين اقتصاديا بحيث ال يتجاوز 20ألف جنيه سوداني للفرد وحسب ما يقرره البنك المركزي من وقت
إلى آخر وذلك لمساعدتهم في أي من اآلتي:1
إنشاء أو تطوير نشاط إنتاجي أو خدمي خاص بهم بهدف إدماجهم اقتصاديا؛
اقتناء أو بناء أو إصالح سكن خاص بهم أو تزويدهم بالخدمات الضرورية مثل الكهرباء والماء
الصالح لشرب؛
القيام بأي نشاط اقتصادي لتوليد الدخل أو توفير فرص عمل.
ثانيا :مقدمو التمويل األصغر في السودان
هنالك عدد من الجهات تقوم بتقديم التمويل األصغر للشرائح المستهدفة وتتمثل هذه الجهات في
القطاع المصرفي والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المحلي والصناديق االجتماعية
ومشروعات التنمية الريفية ،وفيما يلي تتناول هذه الجهات بالتفصيل كاآلتي:
.1القطاع المصرفي:
هنالك 37بنكا يعملون على مستوى القطر تماشيا مع إستراتيجية حكومة السودان الحالية والمسار
الدولي ،فإن النظام المصرفي يتكون من بنوك متخصصة وتجارية مملوكة للقطاع الخاص والعام ،البنوك
المتخصصة تستهدف قطاعات معينة كالتنمية االجتماعية والزراعية والثروة الحيوانية والتنمية الصناعية أو
2
مجموعات محدده كالزراع.
الجدول رقم( :)1-3المصاريف العامة في السودان بنهاية كل من عامي 2017و2018
2018 2017 المصاريف
5 5 )1المصاريف المتخصصة
1 1 مشتركة
4 4 حكومية
32 32 )2المصاريف التجارية
24 24 مشتركة
1 1 حكومية
7 7 أجنبية
37 37 اإلجمالي ()2(+)1
المصدر :بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التقرير السنوي الثامن والخمسون ،السودان ،2018 ،ص ،53
متاح على الرابط ، /http://www.mfu.gov.sd ،تاريخ التصفح .23/8/2020
-1فريدة كافي ،وآخرون ،التمويل األصغر كتقنية حديثة لتمويل المشروعات الصغيرة -التجربة السودانية ،-الملتقى الدولي األول :المقاوالتية
كركيزة أساسية لتحقيق التنويع االقتصادي خارج قطاع المحروقات ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،يومي 12/11
أكتوبر ،2017ص.11:
-2المرجع نفسه ،ص.12
~ ~ 72
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
كما أن االنتشار الجغرافي لفروع المصارف العاملة حسي الواليات بنهاية كل من عامي
2017و 2018كما يلي:
الجدول رقم ( :)2-3االنتشار الجغرافي لفروع المصارف العاملة بنهاية كل من عامي 2017
و2018
معدل التغير% التغير 2018 2017 البيان
3.3 11 347 336 والية الخرطوم
2.7 4 151 147 الواليات الوسطى (سنار،الجزيرة ،النيل األزرق والنيل األبيض)
1.1 1 90 89 الواليات الشرقية (القضارف ،كسال والبحر األحمر)
1.1 6 82 76 الواليات الشمالية (الشمالية ونهر النيل)
4,1- 3- 70 73 واليات كردفان (شمال ،جنوب وغرب كردفان)
7.0 4 61 57 واليات دارفور (شمال ،جنوب ،غرب ،وسط وشرق دارفور)
3.0 23 801 778 المجموع
المصدر :بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التقرير السنوي الثامن والخمسون ،السودان ،2018 ،ص،54
متاح على الرابط ، /http://www.mfu.gov.sd ،تاريخ التصفح .23/8/2020
يتضح من الجدول السابق ارتفاع عدد فروع المصارف العاملة في واليات السودان المختلفةً من
778بنهاية عام 2017إلى 801فرعا بنهاية عام 2018بمعدل ،%3.0ويعزى ذلك لسياسة بنك
السودان المركزي التي سمحت للمصارف بفتح فروع جديدة دون الرجوع إليه في إطار سياسة الشمول
المالي ،حيث تم افتتاح 11فرعا جديدا في والية الخرطوم 6 ،فروع في الواليات الشمالية ،و 4فروع في
كل من الواليات الوسطى وواليات دارفور ،وفرع في الواليات الشرقية.
بجانب البنوك (التجارية والمتخصصة) فإن االئتمان األصغر يتم تقديمه بواسطة عدد وأخر من المنظمات
غير الحكومية (محلية ودولية) مشروعات التنمية الريفية والصناديق االجتماعية الحكومية.
.2مؤسسات التمويل األصغر غير المصرفية في السودان:
تمارس عمليات التمويل األصغر في السودان عبر عدد من المؤسسات الرسمية وشبه رسمية
1
أهمها:
1 .2شركة التنمية الريفية :أنشئت هذه الشركة في عام 1980م تتكون من شركتين رئيسيتين هما:
الشركة القابضة ( شركة التنمية الريفية) حيث أنشئت هذه الشركة بمساهمة العديد من الجهات وهي
حكومة السودان بنسبة ،%40مؤسسة التنمية السودانية بنسبة ،%26.5خمسة بنوك بنسبة %6.7
لكل بنك وهي (بنك السودان ،بنك الوحدة ،البنك التجاري السوداني ،بنك الخرطوم والبنك السوداني
- 1مصطفى محمد مسند ،إستراتيجية إدارة مخاطر ال تمويل األصغر بالمصارف السودانية ،مركز البحوث والنشر واالستشارات ،أكاديمية السودان
للعلوم المصرفية والمالية ،الخرطوم ،ص ص.6-5:
~ ~ 73
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
الفرنسي) ،أما الشركة الثانية شركة التمويل فقد أنشئت في عام 1981م كذراع مالي لشركة القابضة
وتساهم عدة جهات في هذه الشركة وهي شركة التنمية الريفية( الشركة القابضة) بنسبة ،%40هيئة
الكمنولث (المملكة المتحدة) بنسبة ،%20الصندوق المركزي لتعاون االقتصادي فرنسا بنسبة%20
والوكالة البلجيكية لتعاون التنموي بنسبة ،%10ومن أهم أهداف شركة التنمية الريفية تطوير وتنمية
الريف السوداني ورفع مستوى المعيشة في الريف وذلك من خالل توفير التمويل المالي طويل األجل
والعون الفني للمشاريع المصغرة والصغيرة ومتوسطة الحجم ،وقد بلغ التمويل المقدم من طرف هذه
الشركة سنة2006م حوالي 964الف دوالر.
2 .2مؤسسة التنمية االجتماعية :هي مؤسسة حكومية تتبع لو ازرة الشؤون االجتماعية بوالية الخرطوم،
تم تأسيسها في عام 1997م هدفها تخفيف حدة الفقر ،يتبع لهذه المؤسسة برنامج األمل للتمويل
األصغر الذي أنشئ في عام 2006م وهو برنامج متخصص في التمويل األصغر يستهدف العمالء
النشطين اقتصاديا بوالية الخرطوم من خالل خطة تغطي الفترة 2010-2008تستهدف في نهايتها
20000عميل ،حيث بلغ عدد العمالء الذين تم الوصول إليهم من خالل عام 2008م حوالي
10500عميل ،وقد تم اختيار هذا البرنامج من خالل البنك السوداني المركزي لمشروع السودان
النموذجي للتمويل األصغر ،وتقدر حجم محفظته حتى نهاية الخطة بخمسين مليون دوالر مناصفة
بين بنك السودان المركزي وحكومة والية الخرطوم.
3 .2جمعية تطوير الحرف واألعمال الصغيرة بمدينة بورتسودان (والية البحر األحمر) :هذه الجمعية
غير حكومية سجلت في عام 2000م ،تعتمد في تمويلها على تدوير رأس المال الذي قدم لها من
( Agency for co-operation in Research and Development )ACORDوالذي يشكل
حوالي %60بينما تحصل على ال %40المتبقية من العون األوروبي ،وتقدم خالل كل عام حوالي
3200قرض بواقع 400الف دينار للمجموعة ،ولم يتجاوز تعثر تمويل هذه الجمعية خالل العام
2004م حوالي %3فقط العتمادها على خمس مكاتب تحصيل موزعة على والية البحر األحمر.
.3المنظمات شبه الرسمية األجنبية:
باإلضافة للمنظمات الرسمية يمارس التمويل األصغر من خالل عدد من المنظمات شبه الرسمية التي
تعمل في السودان ومن أهم هذه المنظمات منظمة أكسفورد لإلغاثة من المجاعة وهي منظمة
بريطانية غير حكومية تعرف اختصا ار ب OXFAMومنظمة ACCORDووكالة أد ار ADRA
وغيرها من المنظمات ،ولقد نجحت هذه المنظمات في الوصول إلى الفقراء عن طريق القروض
الصغيرة التي تتراوح ما بين 250دوالر و 500دوالر وتشترط أن يكون السداد بصورة شهرية أو
~ ~ 74
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
أسبوعية أو حسب حالة المشروع مستخدمة ضمانات أو إجراءات مرنة وسهلة تتناسب مع الشرائح
1
المستهدفة.
.4المنضمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المحلي
معظم االئتمان المحلي حتى اآلن قد تم بواسطة المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المحلي،
إن المنظمات الغير حكومية والمحلية تعمل على أساس مجتمعي تركز على عمليات ترتبط بالقواعد
بدال عن مؤسسات تمويل رسمية وهي تعمل مباشرة مع المجتمعات ومنظمات المجتمع المحلي.
وتنتهج أساليب مرنة في استخدام االئتمان كأداة لتخفيف الفقر ،ونسبة لتدفق الالجئين الريفيين
والنازحين إلى المناطق الحضرية لزيادة مستوى الفقر الحضري ،فإن غالبية المنظمات غير الحكومية
2
تعمل في قطاع غير رسمي بالمناطق الحضرية.
.5الصناديق االجتماعية
هناك عدد من الصناديق االجتماعية في السودان والتي تقدم الدعم للفقراء والمجموعات األقل دخال بما
في ذلك النساء وكبار السن والطلبة والخرجين وأصحاب المعاشات .وفي حين تستقطع المنح والدعم
حجما كبي ار من موارد الصناديق االجتماعية ،فان صندوقين هما صندوق أصحاب المعاشات الوطني
ومشروع تشغيل الخرجين هما ذوي خبرة في االقتراض متناهي الصغر ،هذان المشروعان بدأا في
أنشطتهما حول التمويل متناهي الصغر بين 1991و 2000تزامن مع شهود السودان لإلعالن
3
العلمي لألمن الغذائي والشروع في تنفيذ أنشطة التمويل متناهي الصغر المتجهة لصالح الفقراء.
.6المانحون الدوليون
بهدف تحسين المستوى المعيشي للمجتمعات الريفية في السودان والتي عانت من النزاعات والكوارث
الطبيعية ،يقوم العديد من المانحين الدوليين بتمويل مشروعات التنمية الريفية في السودان من خالل
إنشاء خدمات تمويل مصغر ريفي مستدام ضمن مشروعاتها ،ومن أبرز المانحين الدوليين منظمة
األمم المتحدة منظمة األمم المتحدة للتنمية الزراعية ،برنامج الغذاء العالمي والبنك اإلسالمي للتنمية.
المطلب الثاني :السياسة االقتصادية ودورها في تنمية االقتصاد السوداني
هدفت السياسات التي وضعتها الدولة السودانية للمساهمة في دفع عملية التنمية االقتصادية
واالجتماعية من خالل زيادة إسهام التمويل األصغر في الناتج المحلي اإلجمالي ،ورفع معدالت االدخار
بهدف تحقيق العدالة االجتماعية وتخفيض مستوى الفقر ،وذلك من خالل توفير فرص التوظيف والعمل
~ ~ 75
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
الحر ،وزرع روح المبادرة واالبتكار لزيادة الدخل لدى ذوي الدخل المحدود النشطين اقتصاديا . .ولتحقيق
هذه األهداف واصل بنك السودان المركزي سعيه في توفير المعينات الالزمة لتوظيف نسبة ال تقل عن
% 15من المحفظة التمويلية اإلجمالية لكل مصرف ،وفي ھذا اإلطار فقد تمثلت أھم مؤشرات األداء
1
الفعلي في اآلتي:
ارتفاع عدد مؤسسات التمويل األصغر من 38مؤسسة بنهاية عام 2017إلى 44مؤسسة بنهاية
عام 2018بنسبة زيادة بلغت .% 16
ارتفاع عدد عمالء التمويل األصغر بالمصارف والمؤسسات من 1.7مليون عميل بنهاية عام
2017إلى 2.07مليون عميل بنهاية عام 2018بنسبة زيادة .%22
ارتفاع حجم التمويل األصغر بالمصارف من 6,197مليون جنيه بنهاية ديسمبر من عام 2017م
إلى 8,797.54مليون جنيه بنهاية ديسمبر من عام 2018بنسبة زيادة بلغت .%42
ارتفاع حجم التمويل األصغر القائم بمؤسسات التمويل األصغر من 1,343.26مليون جنيه بنهاية
ديسمبر 2017م إلى 2,472.02مليون جنيه بنهاية ديسمبر 2018م بمعدل .%84
المؤشرات الكلية لالقتصاد السوداني: .1
الجدول أدناه يعرض أهم مؤشرات االقتصاد السوداني من سنة 2011إلى غاية سنة .2018
الجدول رقم( :)3-3مؤشرات االقتصاد السوداني خالل الفترة ()2018-2011
العجز الكلي لميزان العجز الكلي سعر الصرف معدل معدل معدل النمو الناتج السنة
المدفوعات للموازنة العامة جنبه/دوالر أمريكي التضخم البطالة المحلي اإلجمالي
بالمليون دوالر بالمليون جنبه
()644.5 ()9121.2 2.88 18.1 12.0 2.1 2011
()24.7 ()7653.4 4.40 17.0 14.8 2.4 2012
()17.6 ()6456.5 5.70 22.9 15.2 6.8 2013
()3.3 ()4425.1 6.04 25.7 19.8 7.0 2014
38.4 ()6976.4 7.50 12.6 21.6 4.3 2015
()18.7 ()10918 18.0 30.6 20.6 4.8 2016
()12.8 ()14314 32.0 55.6 19.5 4.5 2017
()25.2 ()37846 47.5 63.3 19,6 5.7 2018
المصدر :بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التقرير السنوي الثامن والخمسون ،السودان ،2018 ،متاح على
الرابط ، /http://www.mfu.gov.sd ،تاريخ التصفح.23/8/2020
-1بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التقرير السنوي الثامن والخمسون ،السودان ،2018 ،متاح على الرابط،
، /http://www.mfu.gov.sdتاريخ التصفح.23/8/2020
~ ~ 76
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
من خالل الجدول نالحظ إن هناك تغير من سنة 2011م إلى سنة 2018بالنسبة إلى معدل النمو
لناتج المحلي اإلجمالي هناك ارتفاع إلى غاية 2014م وذلك بسبب نمو بعض القطاعات ثم انخفض إلى
5.77سنة 2018م ،أما معدل البطالة فهو في ارتفاع مستمر الى غاية سنة 2017م و 2018م لحظنا
انخفاض طفيف وذلك يشير إلى تراجع فرص التوظيف ،أما فيما يخص معدل التضخم وكما نالحظ
استم ارريته في االرتفاع من 2011ب 18.1إلى غاية 2018م ب 63.3وذلك راجع إلى التوسع النقدي
وزيادة اإلنفاق العام ،كما نالحظ انخفاض مستمر لسعر صرف الجنيه خالل السنوات مقابل الدوالر
األمريكي وهذا راجع إلى فقدان الدولة للعملة الصعبة ،أما فيما يخص ميزان المدفوعات فقد سجل عجز
خالل السنوات من ( 2011الى )2018عدا 2015فقد سجل فائض ب38.4مليون دوالر.
التمويل األصغر ومساهمته في القطاعات االقتصادية .2
سوف نقوم في الجدول الموالي بعرض أهم القطاعات االقتصادية التي استفادت من هذا التمويل
وساهمت في التنمية االقتصادية.
الجدول رقم( :)4-3تطور نشاط التمويل متناهي الصغر وفقا لنوع النشاط
2018 سنة نهاية 2017 سنة نهاية النشاط
النسبة أرصدة التمويل النسبة عدد النسبة أرصدة التمويل النسبة عدد
% % المستفدين % % المستفدين
61.27 705788202 65.90 1833144 61.40 4372016916 67.14 1519536 تجاري
17.39 2008142365 13.81 383911 17.55 1249915519 13.33 301633 خدمي
13.93 1609240214 13.41 372987 13.60 968045037 12.25 277497 زراعي
7.41 8563040223 6.88 191456 7.45 530064201 7.28 164670 إنتاجي
100 11549474804 100 2781498 100 7120041673 100 2263336 اإلجمالي
المصدر:من إعداد الطالبة باالعتماد على
الهيئة العامة للرقابة المالية ،وحدة الرقابة على نشاط التمويل متناهي الصغر للجمعات والمؤسسات األهلية ،التقرير
السنوي لعامي 2016م2017/م المتاح على الموقع www.efsa.gov.egتاريخ التصفح .4/6/2020
شهدت نهاية 2018م نموا ملحوظا في القيمة اإلجمالية ألرصدة التمويل الممنوحة واعداد المستفيدين
مقارنة بنهاية 2017م كما يلي:
النشاط التجاري :جاء النشاط التجاري بالترتيب األول في نهاية عام 2018من حيث قيمة التمويل
وعدد المستفيدين وذلك بقيمة تمويل قدرتها 7.07مليار جنيه لعدد مستفيدين بلغ 1.8مليون مستفيد
مقارنة بنهاية عام 2017والذي بلغت فيه قيمة أرصدة التمويل 4.37مليار جنيه لعدد مستفيدين
بلغ نحو 1.5مليون مستفيد.
احتلت الحصة السوقية ألرصدة تمويل النشاط التجاري المركز األول بنسبة %61.27وكذا إعداد
المستفيدين بنسبة %65.90
~ ~ 77
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
بلغ معدل النمو %61.84في قيمة أرصدة التمويل %20.64في عدد المستفيدين.
النشاط الخدمي :جاء النشاط الخدمي بالترتيب الثاني في نهاية عام 2018من حيث قيمة تمويل
قدرتها 2مليار جنيه لعدد مستفيدين بلغ نحو 384ألف مستفيدا ،مقارنة بنهاية عام 2017والذي
بلغت فيه قيمة أرصدة التمويل 1.24مليار جنيه لعدد مستفيدين بلغ نحو 302ألف مستفيد.
احتلت الحصيلة السوقية ألرصدة تمويل النشاط الخدمي المركزي الثاني بنسبة ،%17.39وكذا
أعداد المستفيدين بنسبة .%13،71
بلغ معدل النمو %60.66في قيمة أرصدة التمويل ،و %27.28في عدد المستفيدين.
النشاط الزراعي :جاء النشاط الزراعي بالمرتب الثالث في نهاية عام 2018من حيث قيمة أرصدة
التمويل وعدد المستفيدين وذلك بقيمة تمويل قدرتها 1.60مليار جنيه لعدد مستفيدين بلغ نحو 373
ألف مستفيد ،مقارنة بنهاية عام 2017والذي بلغت فيه قيمة أرصدة التمويل 968.03مليون جنيه
لعدد مستفيدين بلغ نحو 277ألف مستفيد.
احتلت الحصة السوقية ألرصدة تمويل النشاط الزراعي المركز الثالث بنسبة ،%13.93وكذا إعداد
المستفيدين بنسبة .%13.24
بلغ معدل النمو %66.24في قيمة أرصدة التمويل ،و %34.41في عدد المستفيدين.
النشاط اإلنتاجي والحرفي :جاء النشاط اإلنتاجي و الحرفي بالترتيب الرابع في نهاية عام 2018
من حيث قيمة أرصدة التمويل وعدد المستفيدين وذلك بقيمة تمويل قدرتها 856.30مليون جنيه
لعدد مستفيدين بلغ نحو 191الف مستفيد ،مقارنة بنهاية عام 2017والذي بلغت فيه قيمة أرصدة
التمويل 530.06مليون جنيه لعدد مستفيدين بلغ نحو 165ألف مستفيد.
احتلت الحصيلة السوقية ألرصدة التمويل النشاط اإلنتاجي والحرفي المركز الرابع بنسبة،%8.41
وكذا إعداد المستخدمين بنسبة .%6.88
بلغ معدل النمو %61.55في قيمة أرصدة التمويل %16.27 ،في عدد المستفيدين.
.3الخطة اإلستراتجية لتطوير وتنمية قطاع التمويل األصغر في السودان 2017-2013
على الرغم من أن الرؤية اإلستراتجية لبنك السودان المركزي شكلت الخطوات األساسية والهامة لقيام
قطاع مستدام ومتين في السودان ،إال أنها كانت تحتاج إلى إستراتجية شاملة لكل الشركاء التعامل على
سد الثغرات وادخال كل شركاء القطاع في هده المرحلة ،نتيجة لذلك قام المجلس األعلى لتمويل األصغر
بتوجيه وحدة التمويل األصغر ببنك السودان المركزي بوضع إستراتجية قومية شاملة لتنمية وتطوير
القطاع .2017-2013
~ ~ 78
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
الجدول رقم( :)5-3النتائج المتوقعة من اإلستراتجية الشاملة لتنمية قطاع التمويل األصغر
2017-2013
المستهدف في 2017 2013 المؤشرات
3% 1% نسبة إسهام قطاع التمويل األصغر في الناتج القومي اإلجمالي
1500 494 عدد المستفدين (الزبائن) باأللف
24.6% 8.2% نسبة الممولين من الفقراء ( 18سنة فأكثر)
50% 30% نسبة تمويل العنصر النسائي
4 3 عدد المؤسسات المصرفية المتخصصة في التمويل األصغر
6% 3 المحافظ المتخصصة في التمويل األصغر
%15 - نسبة زيادة أصول الفقراء
%100 - نسبة زيادة موارد مؤسسات التمويل األصغر
%20 - نسبة زيادة عدد مؤسسات التمويل األصغر (على اقل تقدير)
%5 - نسبة تخفيض القطاع غير المنظم
المصدر :بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التمويل األصغر بالسودان الوضع الراهن والمستقبلي ،الخطة
اإلستراتيجية لتطوير وتنمية قطاع التمويل األصغر ،2017 -2013متاح على الرابط،/http://www.mfu.gov.sd ،
.5/6/2020 تاريخ التصفح
المطلب الثالث :التمويل األصغر ودوره في تفعيل وتطوير المؤسسات المصغرة في السودان
-1التمويل األصغر عبر المصارف:
استمرت جهود بنك السودان المركزي في تطبيق سياساته الرامية للوصول بنسبة التمويل األصغر
والتمويل ذو البعد االجتماعي إلى % 15من إجمالي المحفظة التمويلية لكل مصرف ،وذلك عبر التمويل
المباشر من المصارف لألفراد والمجموعات ،أو عبر التمويل بالجملة من المصارف لمؤسسات التمويل
األصغر المرخص لها.
جدول رقم ( :)6-3حجم التمويل األصغر الممنوح بواسطة المصارف في كل من عامي
2017و 2018
الوحدة :مليون جنيه
التغير % 2018 2017 البيان
48.3 181,080.3 122,111.5 إجمالي التمويل المصرفي
85.4 27,162.0 14,653.4 المستهدف حسب السياسة ()% 15
42.0 8,797.5 6,197.0 حجم التمويل األصغر والتمويل ذو البعد االجتماعي
4.9 5.1 نسبة التمويل األصغر من إجمالي التمويل ()%
المصدر :بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التقرير السنوي الثامن والخمسون ،السودان ،2018 ،ص،64 :
متاح على الرابط.23/8/2020 ، /http://www.mfu.gov.sd ،
~ ~ 79
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
يتضح من الجدول السابق ارتفاع حجم التمويل األصغر عبر المصارف من 6,197.0مليون
جنيه بنهاية عام 2017إلى 8,797.5مليون جنيه بنهاية عام 2018بمعدل . % 42.0كما يالحظ
انخفاض نسبة األداء الفعلي ،حيث بلغت %4.9من إجمالي التمويل المصرفي بنهاية عام 2018مقارنة
بنسبة %5.1بنهاية عام .2017
-2التمويل األصغر عبر مؤسسات التمويل األصغر:
ارتفع عدد مؤسسات التمويل األصغر من 38مؤسسة في عام 2017إلى 44مؤسسة في عام
،2018كما ارتفع إجمالي رصيد التمويل األصغر الممنوح بواسطة مؤسسات التمويل األصغر العاملة من
3,545.0مليون جنيه بنهاية عام 2017إلى 5,733.7مليون جنيه بنهاية عام 2018بمعدل .% 61.7
جدول رقم ( :)7-3مصادر تمويل مؤسسات التمويل األصغر خالل سنتي 2017و2018
الوحدة :مليون جنيه
التغير % المساهمة % 2018 المساهمة % 2017 المصدر
34 15.8 226 18.9 169 بنك السودان المركزي
43 21.6 308 24.2 216 صندوق اإلنماء العربي
98 48.7 696 39.5 352 المصارف
29 13.9 199 17.4 155 الشراكة مع بنك التنمية اإلسالمي -جدة
60 100.0 1430 100.0 892 اإلجمالي
المصدر :بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التقرير السنوي الثامن والخمسون ،السودان ،2018 ،ص،65:
متاح على الرابط.23/8/2020 ، /http://www.mfu.gov.sd ،
~ ~ 80
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
بلغ حجم التمويل بالجملة القائم من بنك السودان المركزي لمؤسسات ومصارف التمويل األصغر
مبلغ 733.52مليون جنيه بنهاية عام 2018م مقارنة بمبلغ 540مليون جنيه بنهاية عام 2017م
بنسبة زيادة ،%36كما ارتفعت المساهمات الرأسمالية للبنك المركزي في مؤسسات التمويل األصغر
من 42.5مليون جنيه في عام 2017م إلى 47.5مليون جنيه بنهاية عام 2018م بنسبة زيادة
.%12
تمويل الموسم الزراعي 2018 - 2019بإدخال التقانة عبر مؤسسات التمويل األصغر من موارد
بنك السودان المركزي وحساب الشراكة ( البنك اإلسالمي للتنمية جدة والصندوق العربي لإلنماء
االقتصادي واالجتماعي ) بمبلغ 52,9مليون جنيه بنهاية عام 2018م ،كما تمت الموافقة علي
المساهمة في محفظة دعم المحصوالت الزراعية بمبلغ 3مليون جنيه مع فروع المصارف بوالية
1
جنوب دارفور لتمويل الموسم الزراعي.
كما تم تكوين مجلس تنسيق التمويل األصغر والذي يضم وحدة التمويل األصغر والشركة السودانية لتنمية
التمويل األصغر ووكالة ضمان التمويل األصغر (تيسير) كجسم تنسيقي واشرافي .حيث قام المجلس
بمراجعة أداء تنفيذ الخطة اإلستراتيجية لتنمية وتطوير قطاع التمويل األصغر واصدار الئحة تنظيم عمل
مؤسسات التمويل األصغر لعام ،2016األمر الذي أتاح لهذه المؤسسات قبول الودائع بالمناطق الريفية
2
لتحقيق أهداف الشمول المالي ،فالجهود المبذولة شملت ما يلي:
برنامج الشراكة بين بنك السودان المركزي والبنك اإلسالمي للتنمية –جدة:
تم إنشاء 4مراكز لتنمية األعمال الصغرى ،و 5حاضنات أعمال تدريبية بجامعة السودان للعلوم
والتكنولوجيا لتدريب 3,300مستفيد في مجاالت اإلنتاج الحيواني وانتاج البرامج الحاسوبية والمنتجات
الجلدية وصناعة األثاثات وا لمالبس الجاهزة وربطهم بخدمات التمويل األصغر في المؤسسات ،وتمويل
10مؤسسات تمويل أصغر استهدفت 64,000مستفيد ،إضافة إلى تنفيذ برنامج بناء قدرات المشروعات
الصغرى والصغيرة باستخدام تقنية المعلومات في خمس واليات.
قرض الصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي:
تم استقطاب دعم خارجي من الصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي بمبلغ 50مليون
دوالر ،حيث تم تنفيذ المرحلة األولى من القرض بمبلغ 25مليون دوالر في مايو عام 2015لتمويل 15
مؤسسة تمويل أصغر ،والمرحلة الثانية بمبلغ 12.5مليون دوالر في أغسطس عام 2016لتمويل 6
مؤسسات تمويل أصغر ومحفظة الخريجين.
-1بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التقرير السنوي الثامن والخمسون ،السودان ،2018 ،ص ،65:متاح على الرابط،
، /http://www.mfu.gov.sdتاريخ التصفح 23/8/2020:
- 2د فريدة كافي ،وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.17-16:
~ ~ 81
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
~ ~ 82
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
- 1براهيم بلقلة ،وآخرون ،التمويل األصغر في الجزائر ...الواقع والمأمول دراسة حالة الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ،ANGMمجلة
شعاع للدراسات االقتصادية ،جامعة الشلف-الجزائر ،العدد الثالث ،مارس ،2018ص.134:
~ ~ 83
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
إالَّ َّ
أن المالحظ هو َّ
أن البرامج الثالثة تستخدم نفس أسلوب التنظيم والعمل ،في حين تتباين فيما بينها
بنوع الفئات التي تستهدفها وسقف القروض التي تمنحها ،وبما َّ
أن حجم القروض التي تمنحها كل من
الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشاب والصندوق الوطني للتأمين على البطالة يمكن أن يصل في كثير من
األحيان إلى 10ماليين دج .
حيث توفر هذه البرامج الدعم المالي والفني ألصحاب المشروعات المدرة للدخل ،منها قروض مدعومة
ومنخفضة الفائدة ،وامتيازات من خالل إعفاءات الضريبة ،إضافة إلى برامج تكوينية حول أساليب التسيير
المالي واإلداري للمشروعات .وهذه البرامج متباينة فيما بينها من ناحية حجم القروض المقدمة ،ومن حيث
طبيعة السكان المستفيدين ،وكذا األهداف التي تسعى إلى تحقيقها ،إلى أنها تستخدم نفس األساليب في
التنظيم .وتعتبر البنوك مشارك رئيسيا في هذه البرامج.
.2البنـوك :تخضع جميع البنوك العاملة في الجزائر لسلطة بنك الجزائر ،وتقوم 05بنو ك عمومية في
الوقت الراهن بالعمل في مجال التمويل األصغر من خالل عقد الشراكة الذي يجمعها مع الوكالة الوطنية
لتسيير القرض المصغر ،حيث تقوم هذه البنوك بمنح القروض الصغرى للمستفيدين الذين تلقوا إشعا اًر
بتلقي إعانات الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر.
أن هنالك بنكاً حكومي آخر هو بنك الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط ال يقوم
وتجدر اإلشارة إلى َّ
با لعمل مع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ولكنه يقوم بتوفير مجموعة واسعة من أدوات االدخار
لفئة محدودي الدخل ،وهو يقوم بذلك سواء من خالل شبكة فروعه الخاصة أو من خالل اتفاق الشراكة
الذي يجمعه مع مؤسسة البريد الجزائرية الستغالل شبكة فروعها في تقديم منتجاته.
كما بدأت بعض البنوك الجزائرية في السنوات األخيرة االهتمام بتمويل المشروعات المصغرة ،إما
مرغمة من طرف الحكومة أو بدافع مجاراة التغيرات التي تشهدها البيئة المصرفية التي تعمل بها في إطار
االتفاقيات المبرمة بينها وبين برامج الحكومة التي تهدف إلى تطوير وترقية منظومة المشروعات المصغرة
في الجزائر.
إال أن الصيغ واألساليب واجراءات التمويل المعمول بها ضمن هذه البرامج ال تتفق مع الممارسات
المعمول بها دوليا ضمن ما يعرف ببرامج التمويل األصغر.
وعلى الرغم من ذلك هنالك بعض التجارب الحديثة للبنوك الجزائرية التي حاولت تنفيذ برامج التمويل
األصغر وفق المبادئ المعمول بها دوليا ومنها:
أ .بنك البركة الجزائري :من أجل تسهيل األفراد على الحصول على التمويل الكافي لممارسة أنشطتهم،
تم تأسيس مع نهاية سنة 2008م مؤسسة الخدمات المالية بالتعاون مع بنك البركة الجزائري ،حيث
تقوم بدراسة مشا ريع الفقراء والحرفيين ،وبناء على تلك الدراسة ترسل مؤسسة الخدمات المالية طلبات
لبنك البركة لتقديم القروض المصغرة لتلك المشاريع.
~ ~ 84
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
ب .الصندوق الوطني للتعاون الفالحي :ضمن إستراتيجية مشروع التنمية الريفية للمناطق الجبلية ،تم
إبرام اتفاقية تعاون مع الصندوق الوطني للتعاون الفالحي ،من أجل تسهيل حصول سكان تلك
المناطق على التمويل الكافي لبدء مشروعاتهم االستثمارية.
صندوق الزكاة :صندوق الزكاة مؤسسة دينية اجتماعية تعمل تحت إشراف و ازرة الشؤون الدينية واألوقاف،
تم إنشاؤها سنة ، 2003وهو يعمل على تنظيم عملية جمع أموال الزكاة التي تتم على مستوى المساجد
وكذا من خالل الحسابات البريدية بشكل رئيسي ومن ثم القيام بتوزيعها على مستحقيها ،ويتشكل الصندوق
من ثالث مستويات تنظيمية تمكنه من الوصول إلى عمق المجتمع الجزائري هي اللجنة الوطنية على
المستوى الوطني ،اللجان الوالئية على المستوى الوالئي واللجان القاعدية على مستوى الدوائر .ويخصص
الصندوق نسبة من المبالغ التي يتم جمعها كحصيلة للزكاة لتقديمها كقروض حسنة تتراوح قيمتها ما بين
50ألف و 300ألف دينار جزائري لغرض تمويل المشاريع المصغرة للشباب ،وألجل ذلك قامت و ازرة
الشؤون الدينية واألوقاف باإلمضاء على اتفاق تعاون مع بنك البركة الجزائري ،وهو بنك خاص يعمل وفق
مبادئ الشريعة اإلسالمية ،ليكون وكي ً
ال تقنيًا لها في مجال استثمار أموال الزكاة.
.3المنظمات الغير حكومية
تلعب هذه المنظمات دو ار فعاال في مجال التمويل األصغر ،وقد بدأت بعض تلك المنظمات في
اآلونة األخيرة نحو التحول إلى مؤسسات مالية مستقلة مرخص لها بذلك وفقا للقوانين المصرفية المعمول
بها ،وتعتبر جمعية "تويزة الجزائرية" التي تأسست سنة 1989م ،هي جمعية معترف لها بخبرتها في مجال
التمويل األصغر خصوصا في واليات الشمال.
وعلى الرغم من وجود بعض العراقيل التي تعيق عمل جمعية تويزة الجزائرية ،إال أنها تحرص حاليا
1
على تطوير أساليب واجراءات عملها في نشاط مساعدة المقترضين.
فالمالحظ مما سبق هو عدم وجود إطار رقابي موحد يحكم عمل الجهات المقدمة للتمويل المصغر
في الجزائر ،حيث تخضع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر التي تعتبر الجهة المهيمنة على قطاع
التمويل األصغر في الجزائر لوصاية و ازرة التضامن الوطني ،في حين تخضع البنوك العمومية المتعاملة
أن صندوق الزكاة يعمل تحت إشراف و ازرة الشؤون الدينية
معها لسلطة واشراف بنك الجزائر ،كما نجد َّ
واألوقاف ،في حين يخضع وكيله التقني وهو بنك البركة الجزائري كباقي البنوك العمومية لسلطة بنك
الجزائر كذلك في حين َّ
أن الجمعيات غير الحكومية تخضع لوصاية و ازرة التضامن الوطني.
~ ~ 85
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
1
- ANGEM: Agence Nationale de Gestion du Micro Crédit.
-2موقع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ،تم اإلطالع عليه بتاريخ http://www.angem.dz 2020/05/12
~ ~ 86
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
الجدول رقم( :) 8-3أنماط التمويل المقدمة من طرف الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر
نسبة الفائدة سلفة الوكالة القرض المساهمة صنف المقاول قيمة المشروع
البنكي الشخصية
- %100 - %0 كل األصناف(شراء مواد ال تتجاوز
أولية) 100000دج
- %100 - %0 كل األصناف(شراء مواد ال تتجاوز
أولية) على مستوى واليات 250000دج
الجنوب
% 5من النسبة التجارية %29 %70 %1 كل األصناف (اقتناء عتاد
(مناطق خاصة ،الجنوب صغير ومادة أولية الزمة ال تتجاوز
والهضاب العليا) إلنشاء مؤسسة 1000000دج
%10من النسبة التجارية %29 %70 %1
(بقية المناطق)
المصدر :موقع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر http://www.angem.dzتم االطالع عليها بتاريخ
11/7/2020على الساعة 17:25
من خالل الجدول يتضح لنا أن الوكالة تقدم منح تمويل في شكل سلفيات صغيرة وبدون فوائد في
قرض ال يتجاوز 100000دج وقد يصل إلى 250000دج وتكون نسبة مساهمتها %100لكال
الحالتين ،إضافة إلى أنها تمنح قروض ال تتجاوز 1000000دج وفي هذه الحالة يكون التمويل ثالثي،
بين الوكالة والبنك والمستفيد ،وتكون في هذه الحالة نسبة مساهمة الوكالة %29والبنك %70
والمقاول %1مع احتساب نسبة الفوائد %5للمناطق( الخاصة ،الجنوب ،الهضاب العليا) و %10لباقي
المناطق.
ثانيا :الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب(ANSEJ ) 1
تم إنشاء الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب بموجب المرسوم التنفيذي 296/96المؤرخ في 08
سبتمبر ،1996ووضعت تحت سلطة رئيس الحكومة ،ويتولى الوزير المكلف بالتشغيل متابعة نشاطاتها،
وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،ولها فروع عديدة جهوية ومحلية ،هدفها الرئيسي هو
تشجيع إحداث أنشطة السلع والخدمات وتوسيعها من قبل الشباب ذوي المشاريع ،ولتحقيق ذلك تضطلع
2
الوكالة بالمهام اآلتية:
تدعيم وتقديم االستشارة ومرافقة الشباب ذوي المشاريع في إطار تطبيق مشاريعهم االستثمارية؛
1
-ANSEJ : Agence National de Soutien à l’Emploi des Jeunes.
- 2المرسوم التنفيذي رقم 296-96المؤرخ في 24ربيع الثاني عام 1417الموافق لـ 08سبتمبر ،1996المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لدعم
وتشغيل الشباب وتحديد قانونها األساسي ،الجريدة الرسمية (العدد ،)52الصادرة بتاريخ ،1996 /09/11الجزائر ،ص.12
~ ~ 87
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
تشــجيع كــل أشــكال األعمــال والتــدابير األخــرى الراميــة إلــى ترقيــة تشــغيل الشــباب الســيما مــن خــالل
التكوين والتشغيل والتوظيف؛
إعــالم الش ــباب ال ــذين تيرش ــح مشــاريعهم لالس ــتفادة م ــن ق ــروض البنــوك والمؤسس ــات المالي ــة ،بمختل ــف
اإلعانات واالمتيازات التي يمنحها الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب؛
تنظــيم دورات لتكــوين الشــباب ذوي المشــاريع لتجديــد معــارفهم فــي تقنيــات التســيير علــى أســاس ب ـرامج
خاصة يتم إعدادها مع الهياكل التكوينية؛
تطبــق كــل تــدبير مــن شــأنه أن يســمح بتعبئــة الم ـوارد الخارجيــة المخصصــة لتمويــل إحــداث نشــاطات
لصالح الشباب واستعمالها في اآلجال المحددة ،وفقا للتشريعات والتنظيمات المعمول بها.
اتخذ مجلس الوزراء ق اررات هامة تهدف إلى زيادة تثمين اآلليات التي تشجع الراغبين في إنشاء
نشاطات ومناصب شغل ألنفسهم بواسطة االستثمار المصغر ،حيث يستفيد أصحاب المشاريع في إطار
الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب من مجموعة من االمتيازات والتشجيعات وذلك وفق المرسوم التنفيذي
رقم 103-11المؤرخ في أول ربيع الثاني عام 1432الموافق لـ 06مارس ،2011الذي يعدل ويتمم
المرسوم التنفيذي رقم 290-03المؤرخ في 06سبتمبر سنة 2003الذي يحدد شروط اإلعانة المقدمة
1
للشباب ذوي المشاريع ومستواها ،حيث تنص مواده على:
-تخفيض إسهامهم الشخصي في تمويل االستثمار من %05إلى %1بالنسبة لالستثمارات التي ال
تتجاوز 5ماليين دج ومن %10إلى %2بالنسبة لالستثمارات التي تصل إلى 10ماليين دج.
-يتغير مبلغ القرض غير المكافئ بحسب كلفة استثمار اإلنشاء أو توسيع النشاط حيث يحدد حسب
المستويين ،المستوى األول %29من الكلفة اإلجمالية لالستثمار عندما يقل هذا االستثمار عن ()05
خمسة ماليين دينار أو يساويها ،أما في المستوى الثاني %28من الكلفة اإلجمالية لالستثمار عندما
يفوق هذا االستثمار ( )05ماليين دينار ويقل عن عشرة ( )10ماليين دينار أو يساويها.
-منح قرض إضافي بال فوائد بقيمة 500.000دج ،عند االقتضاء ،لتأجير محل يستغل في النشاط أو
لحيازة مركبة تتم تهيئتها في شكل ورشة في حالة النشاط المهني الممارس من قبل خريجي التكوين
المهني.
-منح قرض إضافي بدون فوائد بقيمة 1مليون دينار جزائري ،عند االقتضاء ،لتأجير محل يستغل
كعيادة طبية أو مكتب هندسة معمارية أو مكتب محاماة أو غيره ،الثنين على األقل من حملة الشهادات
الجامعية.
تعتمد الوكالة في إطار تقديم الدعم المالي للمؤسسات المصغرة على هيئتين ماليتين هما:
- 1المرسوم التنفيذي رقم 103- 11المؤرخ في أول ربيع الثاني 1432الموافق لـ 6مارس ،2011الذي يحدد شروط اإلعانة المقدمة للشباب
ذوي المشاريع ومستواها ،الجريدة الرسمية (العدد ،)14الصادرة بتاريخ ،2011/03/06الجزائر ،المواد ( ،)05 ،04 ،03ص ص.20-19
~ ~ 88
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
-1المرسوم التنفيذي رقم 295-96المؤرخ في 24ربيع الثاني عام 1417الموافق لـ 08سبتمبر ،1996مرجع سبق ذكره ،ص.10
- 2المرسوم التنفيذي رقم 200 -98المؤرخ في 14صفر عام 1419الموافق 09جوان ،1998المتضمن إحداث صندوق الكفالة المشتركة
لضمان أخطار القروض الممنوحة الشباب ذوي المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحديد قانونه األساسي ،الجريدة الرسمية (العدد ،)42الصادرة بتاريخ
،1998/06/14الجزائر ،ص.7
~ ~ 89
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
التمويل الثالثي:
تشمل هذه الصيغة من التمويل المساهمة الشخصية لصاحب المشروع والقرض بدون فائدة المقدم
من طرف الوكالة والقرض البنكي .ويتعلق هذا النوع من التمويل بمستويين:
.1المستوى األول:
القرض البنكي القرض بدون فائدة(الوكالة) المساهمة الشخصية مبلغ االستثمار
70% %29 %01 اليتجاوز5000000دج
المصدر :منشورات الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،الموقع االلكتروني.WWW.ANSEJ.ORG.DZ
.2المستوى الثاني:
القرض البنكي القرض بدون فائدة(الوكالة) المساهمة الشخصية مبلغ االستثمار
%70 %28 %02 يتراوح بين 5000001دج و
10000000دج
المصدر :منشورات الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،الموقع االلكتروني.WWW.ANSEJ.ORG.DZ
ثالثا :الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة(CNAC) 1
تم إنشاء الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 488-94المؤرخ
في 6جويلية 1994تطبيقا للقرار الوزاري 11-94المؤرخ في 11ماي ،1994والصندوق الوطني
للتأمين عن البطالة يعمل على الوقاية من الوقوع في البطالة ألسباب اقتصادية ومن أجل هذه الغاية
تأسس لتمكين المؤسسات من االستمرار االقتصادي أي أنها مساعدة للمؤسسات لمواجهة الصعوبات.
يتمتع الصندوق بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ويعتبر من أجهزة الدولة التي تساهم في إنشاء
2
المؤسسات المصغرة وتوفير مناصب شغل للتقليل من البطالة وأبرز مهامه تظهر في:
الحفاظ على الشغل وحماية األجراء الذين يفقدون منصب عملهم بصفة ال إرادية وألسباب اقتصادية؛
منح الصندوق الوطني لترقية الشغل الضمانات الضرورية للحصول على قروض لتمويل االستثمار؛
المساهمة في تركيب قروض خاصة مع المؤسسات المالية والموجهة إلى البطالين المترشحين
لالستفادة من التأمين على البطالة؛
المساهمة في تمويل األعمال التي تدخل في إطار القرض المصغر ،السيما عبر المساهمات المالية
لصندوق ضمان األخطار الناجمة عن القروض المصغرة.
ووفق المرسوم التنفيذي رقم 104-11المؤرخ في أول ربيع الثاني عام 1432الموافق 6مارس
سنة ،2011الذي يعدل ويتمم المرسوم التنفيذي رقم 02-04المؤرخ في 10ذي القعدة عام 1424
1
- CNAC: Caisse Nationale d’Assurance Chômage.
-2موقع الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة ،تم اإلطالع عليه بتاريخ www.cnac.dz ،20/07/2020
~ ~ 90
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
الموافق 3يناير ،2004تم تحديد شروط اإلعانات الممنوحة للبطالين ذوي المشاريع البالغين ما بين
ثالثين ( )30وخمسين ( )50سنة ومستوياتها.
كيفية التمويل :تتركز االستثمارات المنجزة في الميدان على أساس نمط تمويل ثالثي يشترك في كل
من صاحب المشروع والبنك والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة وفقا لما يلي:
الجدول رقم( :)9-3الهيكل المالي للتمويل الثالثي قبل التعديل 2011
القرض دون فائدة القرض البنكي المساهمة الشخصية قيمة االستثمار
%25 %70 %05 اقل أو يساوي 2000000دج
%20 %70 %10 مابين 2000000و5000000
المصدر :منشورات الصندوق الوطني للتامين عن البطالة ،الموقع االلكترونيwww.cnac.dz.
الجدول رقم( :)10-3الهيكل المالي للتمويل الثالثي بعد التعديل 2011
القرض البنكي القرض دون فائدة المساهمة الشخصية قيمة االستثمار
%29 %70 %01 اقل من 5000000
%28 %70 %02 من 5000001الى 10000000
المصدر :منشورات الصندوق الوطني للتامين عن البطالة ،الموقع االلكتروني www.cnac.dz
وألول مرة منحت القروض التالية:
منح قرض إضافي بال فوائد 500000دج عند االقتناء لتأجير محل يشغل في أنشطة مقيمة أو
لحيازة مركبة يتم تهيئتها في شكل ورشة في حالة النشاط المهني الممارس من قبل خريجي
التكوين المهني.
منح قرض إضافي بال فائدة بقيمة 1مليون دج عند االقتناء لتأجير محل يشغل كعيادة طبية أو
1
مكتب هندسة معمارية أو مكتب محاماة أو غيره الثنين على األقل لحاملي الشهادات الجامعية.
المطلب الثالث :واقع التمويل األصغر وانشاء المؤسسات المصغرة في الجزائر
استنادا إلى المؤشرات المتعلقة بتحديد عدد األسر الفقيرة التي تعاني من عدم تلبية احتياجاتها
المالية ،وبناء على وضعية المشروعات المصغرة النشطة في القطاع الرسمي والغير رسمي ،والتي يرتفع
عددها من فترة إلى أخرى بحيث تعاني من عدم القدرة على الوصول إلى مصادر تمويلية مناسبة لتساهم
في إنشاء المؤسسات المصغرة ،حيث هناك طلب كبير على خدمات التمويل األصغر في الجزائر،2
وسنوضح ذلك فيما يلي:
- 1رشيدة مساني ،نسرين بومنير ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.60-58 :
-2د.يوسف قرواط ،وآخرون ،دور التمويل بالغ الصغر في تمويل التنمية المستدامة -تمويل المؤسسات المصغرة والية المسيلة ،-األكاديمية
للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،العدد ،01جامعة محمد بوضياف ،المسيلة 29 ،نوفمبر ،2019ص.51:
~ ~ 91
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
~ ~ 92
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
جدول رقم ( :)12-3توزيع المؤسسات العمومية حسب طبيعة النشاط (السداسي األول من )2018
النسبة مناصب النسبة العدد المؤسسات المتوسطة المؤسسات الصغيرة المؤسسات المصغرة قطاع النشاط
% العمل % اإلجمالي مناصب العدد مناصب العمل العدد مناصب العدد
للمؤسسات العمل العمل
35.04 7734 28.63 75 7204 57 529 17 1 1 الصناعة
33.37 7366 24.81 65 6944 51 422 14 0 0 الخدمات
13.70 3025 36.64 96 1418 15 1500 60 107 21 الفالحة
16.93 3738 9.16 24 3694 23 44 1 0 0 واألشغال البناء
العمومية
0.95 210 0.76 2 168 1 42 1 0 0 مناجم
100 22073 100 262 19248 147 2537 93 108 22 المجموع
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على:
- Ministère de l’industrie et des Mines, (2018) : Bulletin d’information statistique de la PME (N 33), Algérie,
www.mdipi.gov.dz, Consulté le 20/08/2020.
يوضح الجدول السابق توزيع المؤسسات العمومية والتي تقدر بـ 262مؤسسة حسب قطاعات
النشاط حيث نجد أن اغلب المؤسسات المصغرة العمومية تنشط في قطاع الفالحة بـ 21مؤسسة تشغل
107عامل وهذا الهتمام الدولة بالقطاع الفالحي وتدعيمه ،ويليها قطاع الصناعة والنسب منعدمة في
باقي القطاعات ،ومثلها نجد المؤسسات الصغيرة اغلبها تنشط في قطاع الفالحة حوالي 60مؤسسة
توظف 1500عامل ،أما بالنسبة للمؤسسات المتوسطة العمومية فنجد أن أغلبها تنشط في قطاع الصناعة
حوالي 57مؤسسة توظف 7204عامل ،يليها قطاع الخدمات بـ 51مؤسسة ،وتعتبر 75مؤسسة من
إجمالي المؤسسات تنشط في قطاع الصناعة مؤشر ايجابي في توجه مؤسسات القطاع العمومي إال أنه ال
يزال عددها ضئيال.
~ ~ 93
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
جدول رقم ( :)13-3توزيع المؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب طبيعة النشاط
(السداسي االول)2018
النسبة العدد قطاع النشاط
0.629 6877 الفالحة
0.269 2936 المحروقات ،المناجم والخدمات المتصلة
16.696 182477 البناء واألشغال العمومية
8.942 97728 الصناعة
51.367 338201 الخدمات
22.096 241494 الحرف التقليدية
100 1092908 المجموع
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على:
Ministère de l’industrie et des Mines, (2018) : Bulletin d’information statistique de la PME
(N 33), Algérie, www.mdipi.gov.dz, Consulté le 20/08/2020.
حسب المعطيات الموضحة في الجدول أعاله الذي يوضح تطور المؤسسات الخاصة حسب
قطاعات النشاط إلى غاية نهاية السداسي األول من ،2018نالحظ أن قطاع الخدمات هو القطاع
المهيمن على باقي القطاعات حيث نجد 338201مؤسسة أي ما يمثل ،%51.367ثم يليه قطاع
الحرف التقليدية ب 241494مؤسسة بنسبة تفوق عن ،%22.096ثم يليه قطاع البناء واألشغال
العمومية الذي لم يتجاوز ، %16.696أما قطاع الصناعة الذي يحتل الصدارة من المؤسسات المصغرة
في اغلب الدول المتقدمة نجده في الجزائر يقدر بـأقل من %9من مجمل المؤسسات ،ويعود السبب في
هذا التوزيع القطاعي إلى أن قطاع الخدمات يحتل األولوية نظ ار ألنه ال يتطلب رؤوس أموال ضخمة وال
تقنيات عالية عند إنشاء المؤسسات المصغرة .أما قطاع الفالحة وقطاع المحروقات والخدمات المتصلة
جدا.
بها فيمثالن نسبة ضئيلة ً
ثالثا :المشاريع االستثمارية المصرح بها
من أجل معرفة المشاريع المصرح بها لمختلف المؤسسات ندرج الجدول الموالي.
~ ~ 94
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
~ ~ 95
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
جدول رقم ( :)15-3القروض الممنوحة من طرف الوكالة الوطنية لتسير القرض المصغر حسب نوع
التمويل ()2018/6/30
مناصب الشغل المنشأة عدد القروض الممنوحة نوع التمويل
1144881 763254 تمويل شراء المواد األولية
122508 81672 التمويل الثالثي (الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة والبنك وصاحب
المشروع )
1267389 844926 المجموع
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على:
- Ministère de l’industrie et des Mines, (2018) : Bulletin d’information statistique de la PME (N 33), Algérie,
www.mdipi.gov.dz, Consulté le 20/08/2020.
تقوم الوكالة بتقديم صيغتين للتمويل هما التمويل بهدف اقتناء المواد األولية والتمويل الثالثي بتدخل
البنك في تمويل المشروع مع مساهمة الوكالة وصاحب المشروع ،فحسب معطيات الجدول نجد أن العدد
اإلجمالي للقروض الممنوحة منذ نشأة الوكالة لغاية نهاية السداسي األول من 2018بلغ 844926
قرض ،حيث يحتل تمويل اقتناء المواد األولية الغالبية العظمى بنسبة %90.33من القروض الممنوحة
وبذلك يوفر حوالي 1144881منصب شغل ،أما التمويل الثالثي بمساهمة البنك فهو لم يتجاوز
%9.67حيث تم منح حوالي 81672قرض.
الجدول رقم( :)16-3عدد القروض الممنوحة من طرف الوكالة حسب قطاع النشاط وجنس المستفيد
(مند إنشاء الوكالة إلى غاية )28/02/2017
النشاط قطاع حسب الجنس حسب القروض
الصيد التجارة الصناعات الخدمات األشغال الصناعات الزراعة النساء الرجال الممنوحة
البحري الثقيلة العمومية الصغيرة
عدد القروض
783 3031 137193 164532 67179 303880 111564 491089 297073 الممنوحة
788162 788162 العدد اإلجمالي
%0.10 %0.38 %17.41 %20.88 %08.52 %38.56 %14.15 %62.31 %37.69 النسبة المئوية
المصدر :طارق مخلوفي ،سعيد بعزيز ،دور برامج التمويل متناهي الصغر في تمويل المشاريع المصغرة في الجزائر،
مجلة االقتصاد والقانون ،العدد ،01جامعة الجزائر ،3جوان ،2018ص .244
من خالل الجدول السابق نالحظ أن النساء هن األكثر حصة وطنيا من حيث االستفادة من القروض
الممنوحة بنسبة %62.31في المقابل %37.69للرجال ودلك بسب أن النساء أكثر اهتماما بقروض
شراء المواد األولية من األجل الحصول على مواد النسيج والخياطة.
كما نالحظ أيضا من خالل نفس الجدول أن مجموع القروض الممنوحة لصالح المشروعات المصغرة
من طرف الوكالة مند نشأتها إلى 2017تقدر ب 788162قرض ،موزعة على مختلف القطاعات،
~ ~ 96
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
حيث أن أكبر حصة تكون في قطاع الصناعات الصغيرة بنسبة %38.56ب 303880قرض ممنوح،
يليه قطاع الخدمات ب %20.88ما يعادل 164532قرض ،ويأتي في المرتبة الثالثة والرابعة قطاع
الصناعة التقليدية والزراعة بنسبة %17.41و %14.15ما يعادل 137193و 111564قرضا على
التوالي ،وبعدها يأتي قطاع األشغال العمومية ب%8.52ما يعادل 67179قرض ،وفي المرتبة األخيرة
يأتي قطاعي التجارة والصيد البحري بنسبة %0.38و %0.10على التوالي.
في الجزائر ANSEJ ثانيا :حصيلة الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب
ANSEJ الجدول الموالي يوضح حصيلة الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب
ANSEJ جدول رقم ( :)17-3حصيلة الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب
()30/06/2018
قيمة التمويل مناصب النسبة المشاريع قطاعات النشاط
(مليون دينار جزائري) الشغل الممولة
202177508536 130155 14.76 55232 الفالحة
109955451632 125799 11.43 42772 الصناعات التقليدية
نالحظ من خالل الجدول أعاله الذي يبين حصيلة برامج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب أن
قطاع الخدمات يحتل المركز األول بنسبة تكاد تصل إلى %30من مساهمات الوكالة في تمويل
المشاريع ،يليه نقل البضائع ب %15.10أي حوالي 56530مشروع ممول ،ثم تتبعه الزراعة حيث بلغ
عدد المشاريع الفالحية الممولة 55323مشروع بنسبة %14.76وذلك راجع إلى طبيعة اهتمامات
الوكالة المسخرة لدعم الشباب في إنشاء المؤسسات المصغرة ،في حين ال يتجاوز نصيب الصناعة
~ ~ 97
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
%6.84بمجموع 25586مشروع منذ بداية نشاطها ،األمر الذي يبين أن أغلب المشاريع الممولة منتسبة
للقطاعات الغير منتجة .وكما يظهر الجدول استحدثت الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب منذ نشأتها
إلى نهاية السداسي األول من 2018حوالي 892699منصب شغل ،وهو عدد معتبر لكن ال يكون هذا
المجهود كافيا ما دامت القطاعات اإلنتاجية في آخر الترتيب.
في الجزائر CNAC ثالثا :حصيلة الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة
جدول رقم( :)18-3حصيلة الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة
()30/06/2018
الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة قطاعات النشاط
CNAC
قيمة التمويل مناصب الشغل المشاريع الممولة
(مليون دينار جزائري)
78467.58 47525 19698 الفالحة
41074.92 33900 12938 الصناعات التقليدية
33221.10 26590 8295 البناء واألشغال العمومية
2339.22 1143 332 الري
50695.92 32590 11203 الصناعة
2434.61 2004 833 الصيانة
3093.10 1625 451 الصيد البحري
3858.72 2147 989 المهن الحرة
109171.43 64926 30714 الخدمات
118383.90 69666 45848 نقل البضائع
28851 18486 12192 نقل المسافرين
471591.51 300602 143493 المجموع
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على:
- Ministère de l’industrie et des Mines, (2018) : Bulletin d’information statistique de la PME (N 33), Algérie,
www.mdipi.gov.dz, Consulté le 20/08/2020.
ما يعرض الجدول يتضح أن الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة ساهم في تمويل أكثر من
143493مشروع يحتل فيها نقل البضائع األولوية بـ 45848مشروع ،يليه قطاع الخدمات بـ 30714
مشروع من المشاريع الممولة ،أما الصناعة فكانت متأخرة بـ 11203مشروع ممول األمر الذي يؤكد
توجه الصندوق لتمويل المؤسسات التابعة للقطاعات الغير منتجة .وساهمت المشاريع الممولة بتوفير
300602منصب شغل منذ نشأتها إلى ،30/06/2018ومنه نستنتج أن النتيجة المحققة منذ نشأت
الصندوق إلى غاية 30/06/2018في توفير مناصب الشغل تعد اقل من األهداف المؤمولة والمستوى
المطلوب.
~ ~ 98
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
المبحث الثالث :تحديات التمويل األصغر والعوامل المساعدة على نجاحه في
التجربتين
المطلب األول :تحديات تقديم التمويل األصغر في السودان
هناك عدت تحديات واجهت التمويل األصغر خالل عام 2018م وحالت دون تحقيق النسبة المستهدفة
1
تمثلت في األتي:
ضعف ربط أنظمة معلومات التمويل المستخدمة في مؤسسات التمويل األصغر بنظام الوكالة
وتوفير نوافذ وشاشات لتقارير المطلوبة من بنك السودان المركزي حيث بلغ عدد المؤسسات التي
توفر معلومات مالية بنظام وكالة ضمان التمويل األصغر ( الذي سيعتمد عليه البنك المركزي في
تقاريره) عدد 14مؤسسة فقط.
عدم وجود نظام إلدارة المعلومات الخاصة بالتمويل األصغر.
ضعف رؤوس أموال المؤسسات التي تقدم الخدمات وطبيعة هذه المؤسسات كمؤسسات حكومية
ومحدودية مؤسسات القطاع الخاص التي تقدم الخدمات.
البطء في خطوات تكييف الوضع القانوني لوكالة ضمان التمويل األصغر في نطاق الضمان كمظلة
ونطاق عملها لتقديم الضمان للمنشات الصغرى والصغيرة.
ضعف نسبة تنفيذ التمويل األصغر وانعدامه ببعض المصاريف التجارية مما يستوجب ضرورة البدء
في تنفيذ مقترح المحافظ اإللزامية لرفع نسبة االلتزام في هذه المصاريف وفقا لما هو مخطط له.
ضعف مساهمة مصاريف القطاع العام وضعف استهداف المناطق الريفية والقطاعات والفئات
والبرامج المتخصصة.
توفيق أوضاع الشركة السودانية لتنمية التمويل األصغر وتوسيع نطاق عملها لتشمل التمويل
األصغر.
بناء الق اررات اإلدارية والفنية للمؤسسات والمصاريف العاملة في تقديم خدمات التمويل األصغر
للمستخدمين واقامة بعض الورش في الحوكمة.
تصنيف مؤسسات وعمالء التمويل األصغر لتحقيق الجدارة االنتمائية لهذه المؤسسات والمنشآت.
توسيع نطاق التمويل األصغر ليشمل الصغير على األقل وربط منتجاتها بالشركات الكبرى ( الربط
األمامي والخلفي).
األصغر،التقرير السنوي الثامن والخمسون ،السودان ،2018 ،ص ، 67:متاح على الرابط، بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل 1
~ ~ 99
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
- 1صبرينة محنان ،تطوير دور مؤسسات التمويل المصغر في تنمية المشروعات الفردية والعائلية -دراسة مقارنة بين التجربة االندونيسية
والجزائرية ،-أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه الطور الثالث في العلوم االقتصادية ،جامعة فرحات عباس سطيف ،2018 ،1ص ص- 215:
.218
~ ~ 100
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
نتيجة لعدم وجود عدد كبير من مؤسسات التمويل المصغر التي تنشط في السوق الجزائري ،مما أدى
النعدام تنوع الخدمات المالية المقدمة وتالؤمها مع احتياجات كل الفئات الفقيرة ،في سوق تنعدم فيها
التنافسية؛
نقص الوعي بين المستفيدين على ضرورة استعمال القروض المصغرة في عملية اإلنتاج وعدم
استعمالها ألغراض غير التي منحت من أجلها ،وانها عبارة عن قرض وليست هبة من الحكومة
الجزائرية ،ووجب تسديدها في آجالها خاصة بين فئة الرجال .ونوضح أن عدم تسديد القرض
المصغر أو التأخير في عملية تسديدها يحد من قدرات الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر
وصندوق الزكاة لإلقراض ،ويحرم عدد من الفقراء والمشاريع العائلية والفردية من الحصول على
قروض مصغرة.
صعوبة تقديم التمويل المصغر من خالل المنظمات غير الحكومية ،يستمد األمر رقم 11-03من
تصنيف مؤسسات االئتمان " الهيئات غير الهادفة إلى الربح التي تمنح القروض من أموالها الخاصة
لبعض من أعضائها بشروط تفضيلية ،وذلك في إطار رسالتها ولمقاصد اجتماعية" ،ورغم أن هذا
الحكم يسمح للمنظمات الجزائرية الغير حكومية بالعمل دون الخضوع للرقابة المصرفية ،إال أنشطة
التمويل المصغر ال يمكن وصفها كغرض اجتماعي ،ويعني اشتراط أن تأتي أموال القروض
المنخفضة الفائدة ،وهذان األمران ( عدم االقت ارض وأسعار الفائدة المنخفضة) من شأنها أن يعمال
على تقييد أنشطة هذه المنظمات والحد من استدامتها وامكانات نموها مستقبال.
المطلب الثالث :العوامل المساعدة على نجاح التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة
بناء على الدراسة النظرية والخبرات العلمية وتسليط الضوء على تجربتي السودان والجزائر ،يمكن
1
استخالص الدروس المستفادة إلنجاح التمويل األصغر ممثلة في العوامل أو المقومات التالية:
.1البيئة التنظيمية :تمكينا لفئات المجتمع المستهدفة من هذه اآللية التمويلية الشاملة ينبغي توفير
بيئة تنظيمية مناسبة ومشجعة من خالل منح قنوات االتصال الفعال بين المؤسسة والمجتمع
المحلي وكذا المؤسسات ذات العالقة بكل الخدمات التمويلية ،بهدف توفير الشفافية األزمة آلليات
الحصول على قروض ومتابعة مشروعات المستفيدين ومساعدتهم في إعداد البيانات المالية،
فضال عن تسهيل جميع اإلجراءات المرتبطة بذلك واضفاء عليها طابع المرونة والوضوح،
خاصة في مجال إجراءات الحصول على التمويل والتعريف بقواعد ومبادئ اإلقراض والتسديد
وكيفية حساب األرباح واألقساط وغيرها من الخدمات التمويلية المرتفعة.
.2البيئة السياسية :ضرورة أن تحض المشروعات المعتمدة على التمويل األصغر وكذا مؤسسات
التمويل األصغر بمساعدة أعلى هرم للسلطة في الدول حتى تلقى الدعم واألحضان من قبل
~ ~ 101
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
مؤسسات التمويل الحكومية والخاصة ،سواء كانت مصرفية ،أو خدمية كما تشمل المساعدة
القضايا التالية:
الدعم المالي والفني من قبل الهيئات والمنضمات المالية واالجتماعية المحلية والدولية؛
اإلعالن والترويج للتمويل األصغر كوسيلة من وسائل الحد من البطالة والفقر ومن ثم تحقيق
التنمية االقتصادية.
إدخالها ضمن السياسة االقتصادية العامة للدولة بتوفير الشروط المالئمة والمشجعة مثل
التسهيالت االئتمانية ،تخفيض أسعار الفائدة ،اإلعفاءات الضريبة ،اإلعانات المادية والفنية.
تنظيم دورات تدريبية للفئات المستهدفة ،تكزن شاملة لجميع الجوانب المساعدة على إنجاح
مثل هذه المشاريع ،دروس تدعمية وتعليمية خاصة للمرأة ودورات تدريبية في إدارة المشاريع
والتعامل المالي ( االتصال بجميع المؤسسات ذات العالقة).
.3اإلطار القانوني :ينبغي توفر إطار قانوني واضح ومساند لخدمات التمويل األصغر سواء تعلق
بالمؤسسات الداعمة أو المشروعات المعنية (األنشطة والفئات المستهدفة).
.4االعتبارات المالية :يعتبر هذا الجانب ذات أهمية قصوى بالنظر إلى طبيعة وخصائص الفئات
المستهدفة من المجتمع ،حيث تنصرف هذه االعتبارات إلى محاولة الحفاظ على المزايا النسبية
التي توفرها مؤسسات التمويل األصغر والمؤسسات الداعمة لما مقارنة بالمؤسسات ذات الطابع
التجاري ،خاصة فيما يتعلق ب:
تكلفة الحصول على التمويل؛
درجة المخاطر؛
أسلوب سداد الدين؛
الضمانات.
سياسة .5االعتبارات البشرية :لتحقيق فعالية سياسة التمويل األصغر ينبغي أن تكون هناك
تستهدف الفئات المعني باألساس يؤدي إلى تمكنهم من تحقيق األهداف المستوحاة من برامج
التمويل األصغر وتحقيق التمكن االقتصادي لهم ،والذي ينعكس على تمكينهم اجتماعيا وسياسي
~ ~ 102
عرض تجربتين في مجال التمويل األصغر لتطوير المؤسسات المصغرة الفصل الثالث:
خالصة:
نستخلص من خالل دراستنا لتجربتي التمويل األصغر في السودان والجزائر ،أن كال البلدين قد
حقق نجاحا في هذا المجال ،إال أن الدولة السودانية قد حققت نجاح وتطور كبير في مجال التمويل
األصغر وهذا ما يتضح من خالل البرامج والمؤسسات المخصصة في هذا المجال ،وكذا األرقام المسجلة
في التقارير السنوية لعدد المستفيدين وحجم المبالغ المنفذة ،حيث ساهم في دعم وتنمية اإلنتاج الوطني
وتحسين القدرة الشرائية لدى الطبقة الفقيرة ومحدودي الدخل ،في حين أن الجزائر لم تحقق ما هو مرغوب
من الوصول إليه في هذا المجال ،وذلك بسبب حكر التمويل األصغر على المؤسسات التابعة للقطاع
العام فقط .ورغم هذا النجاح في كال الدولتين إال أن هناك تحديات تعيق تطور التمويل األصغر في كال
البلدين وباألخص الجزائر فالبد على الدولة و الجهات المعنية من تكثيف الجهود ومحاولة تطوير هذا
المجال بشكل أفضل.
~ ~ 103
الخاتمة
الخاتمة
يعتبر التمويل األصغر تقنية من أكثر التقنيات التي تم ابتكارها في السنوات األخيرة لتقديم الدعم
والتمويل للمؤسسات المصغرة ،والتي تعتبر األكثر فاعلية ونجاحا في تسريع تنفيذ برامج التنمية االقتصادية
وخاصة التكنولوجية وخلق فرص عمل جديدة وحل مشكالت الفقر والبطالة واإلقصاء االقتصادي
واالجتماعي التي تعاني منها الفئات الفقيرة والمحدودة الدخل ،والتي تم االستعانة بها في الكثير من الدول،
إذ ال يمكن ألي بلد أن يهمل تقنية التمويل األصغر خاصة بعد الدور الكبير الذي لعبه في زيادة النمو
االقتصادي والدفع بعجلة االقتصاد إلى األمام من خالل مساهمته ودعمه الكبير في إنشاء المؤسسات
المصغرة.
وعليه فقد أثبتت المؤسسات المصغرة نجاحها وقدرتها على حل العديد من المشاكل االقتصادية
واالجتماعية نتيجة للدعم المقدم من المؤسسات التمويلية التي تقدم خدمات التمويل األصغر ،وهذا ما دفع
بدول العالم إجماعا لالعتراف بأهمية المؤسسات المصغرة ودورها في التشجيع على خلق العمل الحر
واطالق المبادرات الفردية والطاقات الكامنة لدى الشباب.
وبالتالي فإن دعم المؤسسات المصغرة في كل من السودان والجزائر ال إال يكون بركائز جيدة لتجسيد
إستراتجية التنمية ،وعليه فقد أخد مفهوم التمويل األصغر حقه في دولة على حساب دولة أخرى ،حيث أنه
في السودان قامت السلطات السودانية بوضع استراتجيات للتمويل األصغر يتم تنفيذها من خالل وحدة
التمويل األصغر ببنك السودان المركزي ،تهدف هذه االستراتجيات إلى إدارة مخاطر التمويل األصغر من
خالل تشجيع التمويل االجتماعي وانشاء مصاريف متخصصة في التمويل األصغر ،غير أنه في الجزائر
على غرار الدولة السودانية فإن خدمات التمويل األصغر مقتصرة على القطاع العام وغياب تام للقطاع
الخاص ،فهو مزال يعتبر مسألة مطروحة كتقنية جديدة للتمويل من أجل تفعيل دور المؤسسات المصغرة
أكثر التي تسمح بإعطاء فرصة أكبر للشباب للنهوض باالقتصاد والحد من الفقر والبطالة.
وبعد عرض هذا البحث قمنا باختبار ثالثة فرضيات تمثل األجوبة األولية لألسئلة الفرعية التي يمثل
مجموع اإلجابات عليها الرد على سؤال اإلشكالية العامة لهذه الدراسة والمتمثل في:
هل يمكن للتمويل األصغر أن يكون التقنية التمويلية الحديثة لتفعيل المؤسسات المصغرة وتطويرها في
كل من السودان والجزائر؟
نتائج اختبار الفرضيات:
توصلنا إلى نتائج اختبار الفرضيات وهي كما يلي:
بالنسبة للفرضية األولى والتي مفادها أن التمويل األصغر يعمل على تقديم الدعم التمويلي الذي
يساعد على إنشاء وتفعيل المؤسسات المصغرة؛ فقد تحققت هذه الفرضية ،فقد تبين لنا أن التمويل األصغر
~ ~ 105
الخاتمة
يعتبر أداة ناجحة ووسيلة فاعلة لتوفير حياة كريمة للفقراء وهو الطريقة الوحيدة للوصول ألكبر عدد من
الفقراء ومنخفضي الدخل ،كما يقوم بتوفير التمويل الالزم للمؤسسات المصغرة من أجل مزاولة نشاطها ألن
التمويل يعتبر أكبر المشاكل التي تقف أمام نموها وتطورها.
بالنسبة للفرضية الثانية القائلة بأن المؤسسات المصغرة تعتبر محور رئيسي في مجال االقتصاد لما
لها من أهمية كبيرة في معالجة وحل المشاكل االقتصادية واالجتماعية وانعاش االقتصاد والتخفيض من
حدة البطالة؛ تعتبر الفرضية صحيحة ،وهذا سر اهتمام العديد من الدول بهذا النوع من المؤسسات لما
حققته من نتائج جد ايجابية في مجال التنمية االجتماعية واالقتصادية ومساهمتها في توفير مناصب
الشغل وتحقيق النمو االقتصادي.
أما بالنسبة للفرضية الثالثة والمتمثلة في أن التمويل األصغر يلعب في كل من السودان والجزائر دو ار
هاما ومحوريا في إنشاء وتطوير المؤسسات المصغرة وتدعيمها من أجل النهوض باالقتصاد الوطني .فقد
توصلت الدراسة بأن التمويل األصغر لعب دو ار مهما في إنشاء وتطوير المؤسسات المصغرة في كل من
السودان والجزائر وذلك من إخالل النتائج المتوصل إليها للنمو المتزايد للمؤسسات المصغرة سنويا في
مختلف القطاعات ،وبالتالي هذه الفرضية محققة.
النتائج المتوصل إليها:
مما سبق تم التوصل إلى جملة من النتائج ،نوجزها فيما يلي:
رغم تعدد تعاريف التمويل األصغر من مختلف المنظمات الدولية إال أنهم يتفقون في أن له أهمية
كبيرة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة في مختلف أنحاء العالم.
من الصعب بلوغ تعريف موحد ودقيق وشامل للمؤسسات المصغرة ،ويعود السبب في ذلك إلى تعدد
المصطلحات والتعابير الدالة عن مفهوم المؤسسات المصغرة وكذا التباين في درجة النمو االقتصادي
من دولة إلى أخرى واختالف طبيعة النشاط والفروع االقتصادية لهذه المؤسسات في الدولة نفسها ،إال
أنها قد أثبتت أهميتها في دعم التنمية ولها مكانة بارزة في النشاط االقتصادي..
يجد المستهدفين من خالل برامج التمويل األصغر صعوبات وتحديات في الحصول على التمويل
األصغر وذلك لقلة ثقافتهم المصرفية.
هناك اهتمام كبير من طرف الدولة السودانية بالمشروعات المصغرة في مختلف القطاعات ،من خالل
تشجيع إنشاء المشاريع وذلك بتخصيص نسبة %15من التمويل المصرفي.
تسعى السودان إلى نشر برامج التمويل األصغر ،وذلك بغرض تهيئة الموارد المالية والمصرفية بما
يدفع عجلة التنمية ويقلل من نسبة الفقر ويعزز دور القطاع الخاص.
~ ~ 106
الخاتمة
إن نجاح التمويل األصغر بأي بلد البد من توفير مقومات اقتصادية ،قانونية ،مالية ورقابية ،حيث
تتمثل المقومات القانونية في وضع تشريعات تنظم هذا النوع من التمويل ،مقومات مالية توفر الموارد
المالية الالزمة عن طريق دراسة جدوى المشاريع ،أما المقومات االقتصادية فتشتمل في توجيه التمويل
إلى مشاريع تعمل على تحسين التنمية االقتصادية ،وختاما المقومات الرقابية سواء تلك المتعلقة
بمؤسسات التمويل األصغر آو الحاصلين على التمويل األصغر لمقارنة األهداف بالنتائج وتحليل أين
يوجد الخلل وهو ما تعاني منه الجزائر.
التمويل األصغر في الجزائر حكر على مؤسسات تابعة للقطاع العام ،مع غياب كلي للقطاع الخاص
والجماعات والمنظمات غير حكومية.
بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها الحكومة السودانية والجزائرية في دعم وتطوير المؤسسات
المصغرة بهدف التنويع االقتصادي ،نجد أن أغلبية المشاريع التي استفادت من وسائل الدعم المالي
تابعة لقطاعات ال تحقق قيمة مضافة فعلية خاصة في الجزائر.
اقتراحات
على ضوء النتائج المتوصل عليها خرجنا بجملة من االقتراحات تتمثل فيما يلي:
زيادة السقف التمويلي لمشاريع التمويل األصغر ،ألن تطوير المؤسسات المصغرة من أهم روافد
عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية نظ ار لمساهمتها في حل مشاكل الفقر والبطالة.
العمل على إيجاد حلول نهائية للمشاكل التي تواجه المشروعات المصغرة وأهمها الرسوم الحكومية
الكبيرة التي تفرض عليها ،وذلك مراعاة لظروف هذه المشروعات والمستفيدين منها السيما وانها
تساهم مساهمة مباشرة في التنمية االقتصادية.
ضرورة عمل الحكومات على استحداث تشريعات إلعفاء المؤسسات المصغرة من الضرائب مساهمة
في إنجاحها ،وتطوير البيئة القانونية والتشريعية التي تالئم خصوصيتها وتستجيب لمتطلبات
واحتياجات تلك المؤسسات ،وكذا ضرورة التكامل الوثيق بين السياسات الحكومية وبرامج تنمية
المؤسسات المصغرة.
ضرورة خلق آليات تساعد أصحاب المؤسسات المصغرة على تسديد األقساط ،والعمل على تشجيع
إقامة المؤسسات المصغرة ونشر المعلومات التسويقية الالزمة لمساعدتهم على تسويق منتجاتهم
لضمان وصولها ألكثر عدد ممكن من المواطنين.
االهتمام بقطاع التمويل اإلسالمي األصغر وتثبيت أسسه ،وذلك لتفضيله عن التمويل األصغر
التقليدي من طرف طالبي التمويل في بلدان العالم اإلسالمي.
~ ~ 107
الخاتمة
ضرورة االستفادة من أهم التجارب العالمية الناجحة في التعامل مع التمويل األصغر وفي تطوير
آليات تنمية االستثمار في المؤسسات المصغرة.
آفاق الدراسة
في إطار دراستنا لموضوع التمويل األصغر كتقنية حديثة لتفعيل وتطوير المؤسسات المصغرة ،فإن
دراستنا هذه كانت عبارة عن جزء بسيط لموضوع يحمل الكثير من التعقيد ،لذلك يمكن اقتراح العديد من
المواضيع التي قد تكون مكملة لهذه الدراسة أي تزيد في إثرائها من الناحيتين النظرية والتطبيقية ،ويتمثل
أهمها فيما يلي:
دور التمويل األصغر في تحقيق التنمية االقتصادية في الدول العربية.
إستراتجية استخدام التمويل اإلسالمي األصغر لتحقيق التنمية المستدامة.
مدى نجاح آليات وبرامج التمويل األصغر في البلدان اإلسالمية.
التمويل اإلسالمي األصغر كآلية بديلة لتمويل المؤسسات المصغرة في الجزائر.
~ ~ 108
المراجع
المراجع
.1ابتسام سالمي ،دور الثقافة المقاوالتية في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة مقدمة لنيل
شهادة الماستر في علوم التسيير ،تخصص اقتصاد وتسيير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،جامعة البليدة
.2017 ،02
.2أمين قسول ،متطلبات تفعيل خدمات التمويل المصغر في البنوك اإلسالمية –دراسة تجارب دولية،
أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي –الشلف.2016 ،
.3بلخشعي هوارية ،أهمية صيغ التمويل اإلسالمي في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة ماستر
في العلوم االقتصادية ،تخصص بنوك ومالية دولية ،المركز الجامعي بلحاج بوشعيب ،عين تيموشنت،
.2017
.4بلغاشم نورية ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في إحداث التنمية الشاملة في االقتصاد الجزائري،
مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر ،تخصص مالية نقود وتأمينات ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
جامعة عبد الحميد ابن باديس ،مستغانم.2015-2014 ،
~ ~ 110
المراجع
.5بلقاسم قندوز ،الدور التنموي للقروض المصغرة الممنوحة للحرفيين دراسة فقهية اقتصادية ،مذكرة مقدمة
لنيل شهادة ماستر ،تخصص معامالت مالية معاصرة ،شعبة العلوم اإلسالمية ،جامعة الشهيد حمة
لخضر ،الوادي.2015 ،
.6بن عزة هشام ،التمويل األصغر اإلسالمي ودوره في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية مؤسسات
الزكاة واألوقاف نموذجا –دراسة حالة التجربة الجزائرية ،أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم االقتصادية ،التسيير
والعلوم التجارية ،جامعة تلمسان2018-2017 ،
.7بن علية نور الهدى ،جميات فلمة الزهراء ،مساهمة التمويل األصغر في إنشاء ودعم المؤسسات المصغرة
في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية ،تخصص إدارة مالية ،جامعة محمد
بوضياف بالمسيلة.2017 /2016 ،
.8حجاوي احمد ،إشكالية تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وعالقتها بالتنمية المستدامة ،مذكرة لنيل
شهادة ماجستير في العلوم االقتصادية ،تخصص تحليل اقتصادي ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان،
.2011
.9حريد رامي ،البدائل التمويلية لإلقراض المالئمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،رسالة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاديات النقود والبنوك واألسواق المالية ،جامعة محمد خيضر،
بسكرة.2015 ،
.10حريرة فاطمة الزهراء ،تمويل المؤسسات المصغرة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،مذكرة
لنيل شهادة الماستر ،تخصص مالية وبنوك ،المركز الجامعي ميلة.2013 ،
.11شعيب أتشي ،واقع وأفاق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر في ظل الشراكة االوروجزائرية،
مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في العلوم االقتصادية ،تخصص تحليل اقتصادي ،جامعة الجزائر،
.2008
.12صبرينة محنان ،تطوير دور مؤسسات التمويل المصغر في تنمية المشروعات الفردية والعائلية -دراسة
مقارنة بين التجربة االندونيسية والجزائرية ،-أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه طور الثالث في العلوم
االقتصادية ،جامعة فرحات عباس سطيف.2018 ،1
.13عائشة دخوش ،صفية بن حميدوش ،التمويل األصغر كبديل عن البنوك في تمويل المؤسسات الصغيرة،
مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية ،تخصص مالية وبنوك ،جامعة محمد بوضياف،
مسيلة.2018 ،
~ ~ 111
المراجع
.14قماش نجيب ،التمويل المصغر كأداة لترقية المقاولة المصغرة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،كلية
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،البليدة.2008 ،
.15كبير صباح ،التمويل المصغر وانشاء المؤسسات المصغرة في الجزائر ،مذكرة ماستر ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة باجي مختار ،عنابة.2010 ،
.16لعالي محمد ،ضويو محمد منير ،دور البنوك التجارية في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة ماستر في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاديات البنوك والتمويل ،جامعة محمد
بوضياف بالمسيلة.2017 ،
.17محمد مصطفى غانم ،واقع التمويل األصغر اإلسالمي وأفاق تطوره في فلسطين ،دراسة تطبيقية على
قطاع غزة ،رسالة ماجستير في المحاسبة والتمويل ،الجامعة اإلسالمية.2010 ،
.18مروة كرارزية ،وسام عبران ،محددات منح القروض االستثمارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في
الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم االقتصادية ،تخصص التمويل المصرفي،
جامعة العربي التبسي ،تبسة.2016 ،
.19مساني رشيدة ،وآخرون ،دور وفعالية اآلليات الداعمة لتمويل المؤسسات المصغرة في الجزائر ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم االقتصادية ،تخصص التمويل المصرفي ،جامعة العربي
التبسي ،تبسة.2016 ،
.20مشري محمد ناصر ،دور المؤسسات المتوسطة والصغيرة في تحقيق التنمية المحلية المستدامة ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص إستراتيجية المؤسسة للتنمية المستدامة ،كلية العلوم االقتصادية
وعلوم تسيير والعلوم تجارية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف.2008 ،
.21مودع وردة ،آليات تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر،
تخصص مالية ونقود ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة
.2016
.22موساوي محمد شريف ،أوالد على محمد ،التمويل اإلسالمي األصغر كآلية بديلة لتمويل المؤسسات
المصغرة ،مدكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم اقتصادية والتسيير والعوم التجارية ،تخصص اقتصاد
نقدي وبنكي ،جامعة أحمد دراية ،أدرار.2018 ،
.23هالم سليمة ،هيئات الدعم والتمويل ودورها في تطويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر،
أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاديات إدارة أعمال ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2017 ،
~ ~ 112
المراجع
.24هيبة بوخادم ،جلطان ابتسام ،دور صندوق الزكاة في تمويل المؤسسات المصغرة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماستر في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاد نقدي وبنكي ،جامعة محمد بوضياف المسيلة-2017،
.2018
.25ياسين حريزي ،دور التمويل اإلسالمي األصغر في تحقيق التنمية المستدامة دراسة مقارنة ،مذكرة
ماجستير ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف.2014 ،
.26يوسف قريشي ،سياسات تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2005-2004 ،
ت .الملتقيات والمؤتمرات
.1أبو بكر بوسالم ،وآخرون ،تشخيص العراقيل والتحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في
الجزائر ،ملتقى وطني حول إشكالية استدامة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،جامعة الشهيد حمة لخضر،
الوادي 07/06 ،ديسمبر.2017
.2أحمد بوشناقة ،احمد بوسهمين ،متطلبات تأهيل وتفعيل إدارة المؤسسات الصغيرة في الجزائر ،الملتقى
الدولي متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،المركز الجامعي بشار ،يومي
17و 18أفريل .2006
.3بسمة عولمي ،وآخرون ،دور المؤسسات المصغرة في القضاء على البطالة في الجزائر ،الملتقى الدولي
حول متطلبات ت أهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،إشراف مخبر العولمة واقتصاديات
شمال إفريقيا ،جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف ،الجزائر 18/17 ،افريل.2006
.4جاري فاتح ،بوكار عبد العزيز ،هيئات مراقبة وداعم المؤسسات الصغيرة المتوسطة في الجزائر ،الملتقى
الوطني حول إش كالية استدامة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،جامعة الشهيد حمة لخضر ،الوادي،
07/06ديسمبر .2017
.5جبار محفوظ ،المؤسسات المصغرة الصغيرة والمتوسطة ومشاكل تمويلها ،الدورة التدريبية الدولية( تمويل
المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصادية المغاربية) ،المعهد اإلسالمي للبحوث
والتدريب ،جامعة سطيف ،ماي .2003
.6عبد الرحمان بن عنتر وآخرون ،عوامل نجاح وفشل المشروعات الصغيرة في ظل التحديات المعاصرة،
الملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،جامعة أحمد بوقرة،
بومرداس17 ،و 18افريل .2006
~ ~ 113
المراجع
.7عبد الرحمان عبد القادر ،دور التمويل اإلسالمي األصغر في تنمية المؤسسات المصغرة ،األيام العلمية
الدولية الثانية حول المقاوالتية بعنوان آليات دعم ومساعدة إنشاء المؤسسات في الجزائر الفرص والعوائق،
كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر بسكرة 05/04/03 ،ماي .2011
.8عماد أبو رضوان ،التحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة ،الملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،مؤسسة إرادة للمحاسبة المملكة األردنية الهاشمية ،يومي
17و 18افريل .2006
.9فريدة كافي ،وآخرون ،التمويل األصغر كتقنية حديثة لتمويل المشروعات الصغيرة -التجربة السودانية،-
الملتقى الدولي األول حول المقاوالتية كركيزة أساسية لتحقيق التنويع االقتصادي خارج قطاع المحروقات،
كلية العلوم االقتصادية ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،يومي 12/11اكتوبر .2017
.10كمال منصوري ،الدور التمويلي لألوقاف النقدية نحو مؤسسات وقفية مانحة لتمويل المشروعات
الصغيرة ،مؤتمر دبي الدولي لألوقاف ودورها في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ،دبي 17 /16 ،فيفري
.2010
.11موسى بن منصور ،توفيق براهيم شاوش ،دور التمويل األصغر في محاربة الفقر في المناطق الريفية
ضمن اثر المالية اإلسالمية ،الملتقى الدولي الثاني حول المالية اإلسالمية ،جامعة صفاقس ،تونس- 27 ،
29-28جوان .2013
ث .المقاالت والمجالت
.1براهيم بلقلة ،وآخرون ،التمويل األصغر في الجزائر ...الواقع والمأمول دراسة حالة الوكالة الوطنية لتسيير
القرض المصغر ،ANGMمجلة شعاع للدراسات االقتصادية ،العدد الثالث ،جامعة الشلف-الجزائر ،مارس
.2018
.2بركان أنيسة ،التجارب األسيوية الرائدة في مجال التمويل األصغر ،عوامل النجاح وسبل التكرار ،مجلة
االقتصاد والتنمية البشرية ،المجلد ،8العدد ،01جامعة البليدة .2
.3بوسهمين أحمد ،الدور التنموي لالستثمار في المؤسسات المصغرة في الجزائر ،مجلة جامعة دمشق للعلوم
االقتصادية والقانونية ،المجلد ،26العدد .2010 ،1
.4بوعراب رابح ،التمويل األصغر ودوره في تشغيل في الجزائر خالل الفترة ،2005،2006مجلة دراسات
في االقتصاد والتجارية والمالية ،المجلد ،6العدد ،1جامعة الجزائر.2017 ،3
.5بوهرين فتحية ،دراسة مقومات نجاح التمويل األصغر دراسة تجارب رائدة ،مجلة اقتصاد المال واألعمال،
المجلد ،3العدد ،2جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ،الجزائر ،ديسمبر .2018
~ ~ 114
المراجع
.6جبار محفوظ ،المؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة ومشاكل تمويلها ،مجلة العلوم اإلنسانية،
العدد ،05جامعة بسكرة ،ديسمبر .2003
.7حمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي ،التعاونيات وسيلة مثلى الستغالل التمويل األصغر في التنمية ومكافحة
الفقر ،الحوار المتمدن ،العدد ،2464السودان.2008/11/13 ،
.8رشيد يوسفي و حياة بن حراة ،آليات التمويل المصغر الحتواء البطالة بين النظري والتطبيق حالة الجزائر،
مجلة االقتصاد والمناجمنت ،جامعة مستغانم ،العدد ،11نوفمبر .2012
.9سعيداني سميرة ،التمويل اإلسالمي األصغر كمدخل لدعم التنمية المحلية ،مجلة الباحث االقتصادي،
العدد ،04جامعة برج بوعريريج ،جوان .2017
.10طارق مخلوفي ،سعيد بعزيز ،دور المصاريف اإلسالمية في تمويل المشاريع المصغرة في الجزائر ،مجلة
دفاتر اقتصادية ،العدد ،01الجزائر.2019 ،
.11طارق مخلوفي ،سعيد بعزيز ،دور برامج التمويل متناهي الصغر في تمويل المشاريع المصغرة في
الجزائر ،مجلة االقتصاد والقانون ،العدد ،01جامعة الجزائر ،3جوان .2018
.12عالية عبد الحميد عارف ،إدارة القروض متناهية الصغر -اآلليات ،األهداف والتحديات ،المجلة العربية
لإلدارة ،المجلد ،29العدد ،1مصر ،يونيو .2009
عصام عبدالوهاب ،كمال الدين محمد عثمان البشير ،دور التمويل األصغر في تطوير المشروعات .13
الصغيرة :تجربة مصرف االدخار والتنمية االجتماعية.2015 ،
.14علي سايح جبور ،صفية يخلف ،متطلبات تفعيل التمويل اإلسالمي المصغر في بنك البركة الجزائري من
اجل تحقيق التنمية المستدامة ،مجلة االقتصاد والمالية ) ،)JEFالعدد ،2الجزائر.2019 ،
.15ليلى خواني ،بغداد شعيب ،األسس النظرية لهيكل تمويل المؤسسات ومصادر تمويلها -دراسة حالة
هياكل دعم المؤسسات المصغرة في الجزائر -مجلة المالية واألسواق ،جامعة تلمسان ،الجزائر.
.16مساح وفاء ،شيوطي حكيم ،التمويل اإلسالمي المصغر بين السياسات المنتهجة وواقع الممارسة-دراسة
تجربة الجزائر والسودان ،-مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات ،العدد ،13جامعة البليدة ،2جوان
.2018
.17مصطفى طويطي ،ليدية وزاني ،تجربة التمويل األصغر في الجزائر ،مجلة الدراسات المالية والمحاسبية
واإلدارية ،العدد ،7جامعة البويرة ،الجزائر ،جوان.2017
~ ~ 115
المراجع
.18هواري معراج ،طعيبة محمد سمير ،إشكالية تمويل المؤسسات المصغرة في الجزائر :دراسة في فعالية دور
الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،مجلة اإلصالحات االقتصادية واالندماج في االقتصاد العالمي،
العدد ،4قاعدة البيانات العربية الرقمية ،الجزائر.2008 ،
.19يوسف قرواط وآخرون ،دور التمويل بالغ الصغر في تمويل التنمية المستدامة -تمويل المؤسسات
المصغرة والية المسيلة ،-األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة،
العدد 29 ،01نوفمبر.2019
ج .التقارير والمنشورات:
.1البنك الدولي ،دليل التنظيم واإلشراف للتمويل األصغر ،المجموعة االستثمارية لمساعدة الفقراء ،نيويورك،
.2012
.2بنك السودان المركزي ،رؤية حول تنمية والتسع في قطاع التمويل متناهي الصغر في السودان ،بواسطة
يونيكونز لالستشارات المحدودة ،الخرطوم ،السودان ،يوليو .2006
.3البنك المركزي ،التقارير السنوية ،معد بواسطة منظمة العمل الدولية وفقا إلحصاءات صندوق النقد
الدولي.
.4بيزل هانس ،االبتكار في التمويل األصغر :النظر إلى ما وراء فقر الدخل ،البوابة العربية للتمويل األصغر،
.2009
.5دانيال س ،هاردي وبول هولدن وفاسيلي برو كوبنكو ،مؤسسات التمويل األصغر والسياسة العامة ،ورقة
عمل صندوق النقد الدولي ،سبتمبر.2002
.6الزين عمر الحادو ،محاضرة في التمويل األصغر وتحديات التطبيق ،بنك االدخار والتنمية االجتماعية،
الخرطوم.2010 ،
.7عبد هللا جابو عمر مصطفى ،التمويل األصغر ودوره في حفز مشاريع الشباب المنتجة تجربة المصاريف
السودانية فترة ( ،)2017-2010أكاديمية السودان للعلوم المصرفية والمالية ،الخرطوم ،السودان،
.2019
.8عبد الوهاب لطفي ،أساسيات التمويل األصغر ،مساعدة من الشعب األمريكي 26 - 25 ،أبريل .2013
.9لطفي عبد الوهاب ،أساسيات التمويل األصغر ،دورة تدريبية ،مصر ،من 26/25أفريل .2013
.10المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء ،المبادئ األساسية للتمويل بالغ الصغر ،البنك الدولي ،واشنطن،
.2004
~ ~ 116
المراجع
.11مصطفى محمد مسند ،إستراتيجية إدارة مخاطر التمويل األصغر بالمصارف السودانية ،مركز البحوث
والنشر واالستشارات ،أكاديمية السودان للعلوم المصرفية والمالية.
ح .الجريدة الرسمية
.1القانون التوجيهي رقم 01-18المؤرخ في 27رمضان 1422الموافق لـ 12ديسمبر ،2001المتعلق
بترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،الجريدة الرسمية (العدد ،)77الصادر بتاريخ 15ديسمبر ،2001
الجزائر.
.2المرسوم التنفيذي رقم 103-11المؤرخ في أول ربيع الثاني 1432الموافق لـ 6مارس ،2011الذي
يحدد شروط اإلعانة المقدمة للشباب ذوي المشاريع ومستواها ،الجريدة الرسمية (العدد ،)14المواد (،03
،)05 ،04الصادرة بتاريخ ،2011/03/06الجزائر.
.3المرسوم التنفيذي رقم 296-96المؤرخ في 24ربيع الثاني عام 1417الموافق لـ 08سبتمبر ،1996
المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب وتحديد قانونها األساسي ،الجريدة الرسمية (العدد
،)52الصادرة بتاريخ ،1996 /09/11الجزائر.
.4المرسوم التنفيذي رقم 200 -98المؤرخ في 14صفر عام 1419الموافق 09جوان ،1998المتضمن
إحداث صندوق الكفالة المشتركة لضمان أخطار القروض الممنوحة الشباب ذوي المشاريع الصغيرة
والمتوسطة وتحديد قانونه األساسي ،الجريدة الرسمية (العدد ،)42الصادرة بتاريخ ،1998/06/14
الجزائر.
خ .المواقع االلكترونية
.1بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التقرير السنوي الثامن والخمسون ،السودان ،2018 ،متاح
على الرابط/http://www.mfu.gov.sd ،
.2بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،التمويل األصغر بالسودان الوضع الراهن والمستقبلي،
الخطة اإلستراتيجية لتطوير وتنمية قطاع التمويل األصغر ،2017 -2013متاح على الرابط،
/http://www.mfu.gov.sd
.3بنك السودان المركزي ،وحدة التمويل األصغر ،الخطة اإلستراتجية لتطوير وتنمية قطاع التمويل األصغر
،2017-2013المتاح على الموقع /http://www.mfu.gov.sd
.4عصام عبد الوهاب ،كمال الدين محمد عثمان البشير ،دور التمويل األصغر في تطوير المشروعات
الرابط على متاح ،2015 االجتماعية، والتنمية االدخار مصرف تجربة الصغيرة:
https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=2586540
~ ~ 117
المراجع
متاح على الموقع، اتحاد المصارف العربية، مصرف االدخار والتنمية االجتماعية في السودان.5
https://uabonline.org
.https://www.marefa.org/index.php? : المتاح على الموقع، التمويل متناهي الصغر، المعرفة.6
WWW.ANSEJ.ORG.DZ الموقع االلكتروني.7
www.cnac.dz ، موقع الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة.8
http://www.angem.dz ، موقع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر.9
http://www.angem.dz موقع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر.10
وحدة الرقابة على نشاط التمويل متناهي الصغر للجمعات والمؤسسات، الهيئة العامة للرقابة المالية.11
www.efsa.gov.eg م المتاح على الموقع2017/م2016 التقرير السنوي لعامي،األهلية
www.mdipi.gov.dz : الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب المتاح على الموقع.12
المراجع باللغة األجنبية:ثانيا
1. Aneel Karnani, The Bottom of the Pyramid Strategy for Reducing Poverty: A Failed Promise,
DESA Working Paper No. 80, United Nations, Department of Economic and Social Affairs,
August 2009.
2. Bulletin d’information Statistique de la PME, N°33, 2018.
3. Department of Statistics, (2012/2013): SME annual report, Malaysia.
4. Mona edlbi, Firas saad-Aldeen, Oversight of Microfinance Institutions, Tishreen University
Journal for Research and Scientific Studies –Economic and Legal Sciences Series Vol. (37)
No. (4), 2015/7/13.
5. Nadine Levratto, Les PME définition, rôle économique et 04 politiques publiques, 1 re
édition, Groupe De Boeck : Bruxelles, Belgique, 2009.
6. Tahar Memmi, Promotion et financement des micro entreprises, institut islamique de
recherches et de formation, Djedda, Arabie saoudite, 1998 .
~ 118 ~
المالحق