|
التقت بعد انهيار الحواجز عائلات لم تجتمع منذ عقود من
الزمن (الجزيرة نت)
|
أحمد فياض-غزة
لم يقتصر انهيار الحدود المصرية مع غزة على تزود المحاصرين بالغذاء
والاحتياجات، بل شكل أيضا حلقة اتصال اجتماعية وإنسانية لكثير من الأسر
المصرية والفلسطينية التي فرقها الاحتلال الإسرائيلي بالحدود والجدران.
وتقول السيدة نادية أحمد -التي التقتها الجزيرة نت برفقة ابنتها وابنها
على الجانب الفلسطيني من مدينة رفح- إنها تعيش لحظات سعيدة وتاريخية
بعد تمكنها من القدوم إلى ذويها وأقربها في شمال قطاع غزة بعد غياب دام 20
عاما.
وأضافت والدموع تنهمر من عينيها فرحا وشوقا لذويها "خرجت من غزة لأعيش
مع زوجي المصري في مدينة العريش، وها أنا اليوم أعود برفقة أولادي إلى
غزة بعد طول فراق".
أما مدير شؤون العاملين في مستشفى مدينة الشيخ زويد المصرية عبد الفتاح
زقزوق فقد وصف قدومه إلى غزة برفقة عائلته وابنته العروس التي لم تلتق
بخطيبها الفلسطيني منذ ثمانية شهور بالفرحة التي لا تحدّها حدود. وأضاف
أن منبع سعادته هو أن ابنته ستتزوج في فلسطين، وسيكون بمقدوره الذهاب
إلى غزة التي يحبها ويحب أهلها كثيرا.
فرحة كبرى
وقال زقزوق في حديث للجزيرة نت إن الفرحة الكبرى غمرته عند قدومه إلى
غزة ومشاهدته الجدران الإسمنتية والحديدية تنهار أمام جموع المحاصرين
المتدفقين عبر الحدود باتجاه الأراضي المصرية.
وأعرب عن أمنيته في أن "تزول كل الحدود بين الشعبين المصري والفلسطيني
ويتم تسهيل مرور الشعبين بشكل أكثر تنظيما وتسهيلا". ودعا الطرفين
المصري والفلسطيني إلى المضي قدما في ترتيب المرور عبر الحدود وفق
الأسس القانونية، كي "لا يساء إلى سمعة مصر ورئيسها وحكومتها، وفي نفس
الوقت إراحة الشعب الفلسطيني وضمان حياة آمنة له".
|
عائلة زقزوق المصرية يتوسطهم خطيب ابنتهم الفلسطيني إياد
النجار (الجزيرة نت)
|
وأفاد زقزوق أنه لمس أثناء زيارته لذوي خطيب ابنته حجم المعاناة والضيق
الذي يعيشه أهل غزة، ولفت إلى أنه لاحظ انقطاع التيار الكهرباء عند
مدينة خان يونس طوال اليومين اللذين.
أما ابنته العروس نورة فأعربت عن سعادتها لاجتيازها الحدود نحو الأراضي
المصرية، وأشارت إلى أن مبعث سعادتها ليس فقط كونها خطيبة شاب فلسطيني
وإنما لوجودها على أرض فلسطين التي طالما آلمتها مشاهد القتل والمجازر
التي تقترفها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
يوم تاريخي
من جهته قال العريس إياد النجار الذي استقبل خطيبته وعائلتها في غزة،
إنه لم يكن يحلم في ظل التعقيدات الإسرائيلية والحصار أن يلتقي بخطيبته
لعقد قرانهما.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه بمجرد "قيام رجال المقاومة بفتح بعض
الفتحات في الجدار الحدودي فجر الأربعاء الماضي كنت ضمن أوائل
المتوجهين إلى مصر". وقال إنه عاد بخطيبته وذويها إلى غزة مع إشراقة
ذلك اليوم الذي وصفه بالتاريخي والمفصلي في حياته.
وحث العريس أهله على العمل على مساعدته والإسراع في تجهيز شقته وانتهاز
فرصة فتح الحدود لتأثيث بيت الزوجية في أسرع وقت كي يتمكن من عقد قرانه
على خطيبة قبل أن تغلق الحدود أو تستجد أي تغيرات سياسية تحول دون وصول
خطيبة مرة أخرى إلى غزة.
ربع قرن
|
نادية أحمد وأبناؤها يجتازون
الحدود من مصر باتجاه غزة (الجزيرة نت)
|
وفي قصة أخرى من قصص لمّ الشمل، قدم الحاج سويلم أبو
البريص برفقة عدد من أبنائه من منطقة بئر العبد القريبة من مدينة الشيخ
زويد المصرية لزيارة أخيه وأبنائه الذين فرقهم الاحتلال الإسرائيلي
وحال دون تواصلهم منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
وقال للجزيرة نت إن لقاء أولاده بعمهم وأبنائه لأول مرة في غزة كان
مؤثرا وأبكاه كثيرا، مشيرا إلى أنه كان يخشى أن يتوفاه الله دون أن
يلتقي أبناؤه بأبناء أخيه فيتشتت شمل العائلة بين مصر وغزة.
شارك بتعليقك