Mohamed Shady's Reviews > The Rise and Fall of the Third Reich: A History of Nazi Germany

كان هتلر واثقًا أن الرايخ الثالث سيبقى لألف عام، لكنه لم يستمر لأكثر من ١٢ سنة، ولم يستمر بعد موت مؤسسه لأكثر من أسبوع واحد.
الحقيقة أنه كان من الممكن أن يستمر لأقل من ذلك بكثير، لو لم يكن الحلفاء بهذه السذاجة، ولو لم تكن بريطانيا، وعلى رأسها رئيس وزرائها، راغبين بشدة في منع حدوث حرب عالمية جديدة، خاصةً وأن العالم لم يتعافَ بعد من حربه الأولى.
وصل هتلر إلى حكم ألمانيا في عام ١٩٣٣، وبدأ على الفور في خطته لفرض السيطرة على أوروبا، ولاستعادة الأراضي الألمانية، وللانتقام من الحلفاء الذين أذلوه وأذلوا دولته في معاهدة فرساي.
منذ ذلك الوقت، أي وصول هتلر للحكم، وحتى اندلاع الحرب في عام ١٩٣٩، كان من الممكن إيقاف هتلر ورفيقه موسوليني أكثر من مرة. كان من الممكن إيقاف موسوليني، كبداية، حين قرر الاستيلاء على اثيوبيا، ثم كان من الممكن إيقاف هتلر عندما قرر إعادة تسليح الجيش الألماني وعدم الانصياع لمعاهدة فرساي. كان من الممكن إيقافه أيضًا حين قرر احتلال الراينلاند (المنطقة منزوعة السلاح)، وحين قرر ضم النمسا وتشيكوسلوفاكيا إلى الأراضي الألمانية.
لكن ما حدث قد حدث، وسياسة إرضاء هتلر التي اتبعها الحلفاء في محاولة تجنّب حرب عالمية جديدة. اندلعت الحرب العالمية الثانية بعد احتلال ألمانيا النازية لبولندا، الحرب التي ستستمر لسنوات طويلة وستحصد ملايين الأرواح وستكون هي الحدث الأكثر بشاعة وقسوة في التاريخ البشري.

عاصر الصحفي الأمريكي "وليام شايرر" هذه الحرب ورأى بنفسه الأحداث التي أدّت إليها والأثر المدمر الذي تركته.
وبالاعتماد على ملاحظاته (في سنوات عمله كمراسل في برلين)، وعلى آلاف من الوثائق السرية التي تم الكشف عنها بعد الحرب، قدّم إلينا أحد أشمل وأهم ما كُتب عن صعود ألمانيا النازية ثم سقوطها السريع والمروّع.
استمتعت بكل لحظة قضيتها مع هذا الكتاب، وأنصح به بشدة للمهتمين بهذه الفترة الساخنة من التاريخ الحديث.