نجح أنس سمحان في مجموعته القصصيّة غرفة ١٣ الصادرة عن دار مرفأ- طبعة أولى ٢٠٢٤ أن يمنح هويتين لنصّه: الأولى كلاسيكيّة قائمة على الحبكة وعناصرها( قصص كلنجح أنس سمحان في مجموعته القصصيّة غرفة ١٣ الصادرة عن دار مرفأ- طبعة أولى ٢٠٢٤ أن يمنح هويتين لنصّه: الأولى كلاسيكيّة قائمة على الحبكة وعناصرها( قصص كلارينت/ شيكيل/ غرفة ١٣ /صندوق الرمل نماذج) والثانية حديثة قائمة على تحرّر الأنا من منطق القصّ وهروبها نحو فضاءات التعبير ( قصص الهاوية/ حوار/ أرق نماذج). موضوعاتيّا قدّم سمحان رؤية شاملة بانوراميّة إلى العالم بدءًا من الثالوث الذي طبّقه لوسيان غولدمان في كتابه "الاله الخفي" الله/ الإنسان/العالم وصولًا إلى رؤية الذات والتوجّه نحو التدوين اليومي اللحظوي للأشياء. جهد سمحان في نقل ما يدور في ذاكرته من تأثرات وانطباعات وتساؤلات وصاغها في لغة يخلو سردها من الشاعريّة ويتّسم بالمباشرة والتماسك وقلّة الحوارات٬ وعروجه الموضوعاتي على الواقع القاتم في غزّة بشكل مباشر أعطى المجموعة طابعًا اشكاليّا يترجم عبر السؤال التالي: كيف أثّر المكان على لغة سمحان وما هي انعكاسات الغربة النفسية والاجتماعيّة عليه؟
إنطباعيًّا: مجموعة أنس سمحان تقرأ اكثر من مرّة لأنها سلّة تضمّ موضوعات ملحّة تلاحق الجيل الشابّ من جهة وتعكس جرأة الكاتب في السماح لأناه بالتكلم بوضوح مع المتلقّي٬ أنصح بها وبشدّة...كونها ألف باء القصّ الغزّي الحديث.
نقطة ضعف رواية قناع بلون السماء لباسم خندقجي الصادرة عن دار الآداب- طبعة أولى ٢٠٢٤ والفائزة بالجائزة العربيّة للرواية عام ٢٠٢٤ هي اللاوضوح موضوعاتيًّانقطة ضعف رواية قناع بلون السماء لباسم خندقجي الصادرة عن دار الآداب- طبعة أولى ٢٠٢٤ والفائزة بالجائزة العربيّة للرواية عام ٢٠٢٤ هي اللاوضوح موضوعاتيًّا٬ حتى لو عدنا إلى منطق "الفنّ للفن" فلن نجد أيّ مؤشّر يدلّ على مجانيّة الفنيّة فيها٬ أنانيّة الراوي تتحكّم به من خلال إسقاط كلّ ما في لاوعيه دون أن يخطّ منطقًا حكائيًّا أو حتّى يتحرّر بسلاسة من الحكاية الواحدة نحو حكايات عدّة ما جعل عنصر الحركة باهتًا فضلًا عن غياب عنصر التشويق وصولًا إلى غياب رؤية الكاتب تجاه مجتمعه وتجاه الإنسان. فعلى الصعيد الاجتماعي اجترّ خندقجي المشكلات نفسها التي تواجه اللاجئ في وطنه/ الشاب خلال فترة عزوبته/ الأسير والتواصل مع العالم الخارجي دون أن يترك إضافة أو بصمة تظهر قراءة الكاتب للواقع أو صوته الأدبي الخاص إنسانيًّا٬ غابت الرؤية إلى الفرد أو بالأحرى كانت ضبابيّة ف "نور" الذي يسرد ما يحصل معه وما يدور في داخله من أفكار وطموحات وحوارات داخليّة تقوقع في ذاته دون أن يظهر لنا رد الفعل أو السلوك الحيّ للشخصيّات الأخرى وهو ما أثر تقنيا على طبيعة الحوارات ووظائفها المعياريّة٬ حيث كان الحوار مجرّد جزء من سياق يلي ما أتى من سرد قبله.
إنطباعيًّا الرواية التي لم أستطع اكمال آخر ١٠٠ صفحة منها تفتقد للوحدة والجديد وفوزها بجائزة الرواية العربيّة لا يسوّغ إطلاقًا ما يتخبطها من اتباع واجترار وإدخال سياقات دينية تاريخية تظهر روحًا استعراضيّة لدى الكاتب بقدر ما تخدم السياق الروائي.
بدأ يلاحقني سؤال واحد بعد إنهائي قراءة هذا الكتاب: من استعار آلة القتل من الآخر؟ نظام آل الأسد أم إسرا.ئيل؟ من تعلّم محو الإنسانيّة من الآخر حافظ الأسبدأ يلاحقني سؤال واحد بعد إنهائي قراءة هذا الكتاب: من استعار آلة القتل من الآخر؟ نظام آل الأسد أم إسرا.ئيل؟ من تعلّم محو الإنسانيّة من الآخر حافظ الأسد آرييل شارون؟ بشّار الأسد أم بنيامين نتنياهو؟
قوّة الكتاب أنّ الباحث استطاع التحرر من الزمن ومن الحدود الموضوعاتيّة ملخّصا حقبة آل الأسد أوّلًا ليتفرّغ لعمليّة التأريخ لإنطلاقة الثورة السوريّة والشوائب التي تعرّضت لها فضلًا عن نقده الموضوعي للمعارضة وحلفائها لا سيّما حالة التفكك والتشرذم.
استطاع زياد ماجد أن يوثّق أهم مرحلة عاشتها سوريا وهي التي تسوّغ التسويات القائمة حاليا سواء بين أنقرة ودمشق أو عودة الإنفتاح العربي...كتاب يمكن أن يقرأ إلى الأبد لأنّه جهد معرفي بحت يقوم على المشاركة بين القارئ والباحث
شكرًا د.زياد على جعلك هذا الكتاب جسر صداقة يصل مدينة صور بباريس.