أطرق ابن الهيثم لحظة بدا فيها بهيئة المهموم، وغاب فى غور التفكر ثم استفاق، وقال بأسى العلماء العارفين: يا مطيع، دع عنك الخوض فى دقائق وعموميات المعتقدات المتخالفة، فهذا مخاض لا آخر له، ولا نجاة من الغرق فيه، واعلم أن ما يتخالفون فيه اليوم بدعوى إعلاء رأى الإسلام الحق، وبزعم رفعهم راية الشرع، هو فى معظمه، مما صنعه الأمويون ثم كتبهم من بعدهم العباسيون، لخدمة أغراض أولئك وهؤلاء، فلا عليك من ذلك كله، واحضر المحبرة والأوراق كى أملى عليك بعض مسودات كتابى الكبير فى طبيعة الرؤية والإبصار.. سألته وأنا أهم بالجلوس قبالته لأكتب ما سوف يمليه علي، عن العنوان الذى اختاره لكتابه الكبير هذا، المدهشة للأذهان مسوداته؟ فقال بصوت خفيض: المناظر
الدكتور يوسف زيدان باحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه. له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي. وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة (رواية ظل الأفعى ورواية عزازيل) ، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية. عمل مستشاراً لعدد من المنظمات الدولية الكبرى مثل: منظمة اليونسكو، منظمة الإسكوا، جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات. وقد ساهم وأشرف على مشاريع ميدانية كثيرة تهدف إلى رسم خارطة للتراث العربي المخطوط المشتت بين أرجاء العالم المختلفة. يشغل منصب مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية منذ عام 2001 إلى الآن.
رواية مشوقة كتبت بأسلوب بديع ولغة جميلة، سرد تاريخي عن عهد الفاطميين في مصر، من خلال سرد قصة الحاكم بآمر الله، وأخته ست المُلك. وعن الحسن بن الهيثم. من الروائع.
اقتباسات
“الأحلامُ مريحةٌ للروح الحائرة، وساحرة، مهما كانت جامحةٌ أو مستحيلة”.
“لا يمكن فهم التاريخ الإنساني، إلا بعد دراسة البدايات الأولى والتاريخ القديم جدًا أو ما يمكن أن نسميه: تاريخ ما قبل التاريخ”.
“قليلةٌ بل نادرة، تلك اللحظات التي نحسُّ فيها على نحوٍ مبهم، أننا الآن موجودين بالكامل. فما عدا ذلك من حياتنا، خواءٌ في هواء”.
“لا تكره أي شخص، فالكراهية نارٌ تأكل قلب الكاره ولا تؤذي المكروه، وهي تدفع المرء لاقتراف المساوئ والمخازي، والعاقل ينأى بنفسه عن ذلك”.
“في هذه الأمّة لا يأتي المستقبل إلا بما سبق”.
“لا أحد يعرف أحدًا، لكن المحبين يشعرون ببعضهم البعض، على نحوٍ خفي”.
“ألا في سبيل الحب قلبٌ تقطَّعا وفادحةٌ لم تُبقِ بالعين مدمعا أصَبرًا، وقد حلَّ الثرى مَنْ أودُّه فللهِ هَمٌّ، ما أشدَّ وأوجعا فيا ليتني قد متُّ قبلها وإلا، فلَيْت الموت أذهبنا معا”. الأمير المُسبِّحي.
“إن وجدت كلامًا حسنًا لغيرِكَ فلا تنسبهُ إلى نفسِكَ، فالولد ُلا يصحُّ أن يُلحق إلا بأبيهِ، وكذلك الكلام لصاحبِهِ. وإن نسبتَ إلي نفسِكَ الكلامَ الحسنَ الذي قالهُ غيركَ، نسب َغيرُك إليكَ النقائِصَ والرذائِلَ”. ـ الحسن بن الهيثم.
“حسبما دخلت تجارب الأمم، من الدلائل القوية على أن الحكم السياسي لادين له ولا مذهب، لكنه قد يستعمل الدين والمذهب”.
“رحم الله ابنَ الهيثم.. ورحم الله جميع المسلمين والنصارى واليهود وأهل المِلل والمذاهب والديانات”.
رواية تجمع النقائض وهي رواياتان في رواية يحاول د.زيدان في هذا الرواية دحض الافتراءات التاريخية التي نسبت لشخصية الحاكم بامر الله الخليفة الفاطمي الثاني.
أعتقد أن الكتاب يميل الى السيرة أكثر من الرواية وخاصة ان أحد الروايتين مبتور.
يسلط الكاتب الضوء على شخصية الحاكم بدمويته المفرطة وقراراته المثيرة للجدل ومن جهة أخرى حبه للعلوم والمعرفة والزهد والتصوّف.
كما يسلط الضوء على شخصية إبن الهثيم ذلك العالم الجليل الغارف من بحر علوم الفلك والفيزياء والفلسفة وعلم المناظبر وشخصية المجنون الذي لايدري ماحوله لكي يتهرب بذكائه من كل المناصب التى أوكلت اليه، ليتقي شر السلطان .
أجمل مافي هذا الرواية هي الصداقة الحميمية التي جمعت بين مطيع السهمي السني حفيد عمر ابن العاص والامير منصور الشيعي الذي لقب بالحاكم بامر الله. حاول يوسف زيدان في هذه الرواية أن تكون رسالتها الرئيسية نبذ التعصب والتعايش بين الأديان والمذاهب .
المخطوطة الإفتراضية، التي إجتهد يوسف زيدان في أن يكون إسلوبها الكتابي مقارباً لما كان سائداً في تلك الحقبة بشكل كبير، وقد تم له ما أراد، وذلك لقدرته اللغوية العظيمة ومخزونه التاريخي من كتابة السير في إصداراته السابقة، ورصانته اللغوية، رغم أنها لم تقدم جديد عن ماهو معروف عن تلك الحقبة التاريخية .
في هذه الرواية سترى بهاء القاهرة الفاطمية في ذلك الوقت بصورة مبهرة.
يبقى يوسف زيدان من أمهر الكتاب العرب ، وأذكاهم بمواضيعه الشيقة والرزينة ، بالرغم من كل اراؤه المثيرة للجدل.
الحاكم -جنون ابن الهيثم عنوان جذاب و لكن مضلل في نفس الوقت! لو عاوز تقرأ الكتاب عشان تتعرف أكتر علي ابن الهيثم يبقي الكتاب دة أكيد مش ليك..
الرواية هنا هي رواية تاريخية مقسمة إلي ٣ أقسام القسم الأول الذي يقع في الحاضر حيث نتعرف علي الطالب الذي يأتي من الصعيد ليستكمل دراسته ويعيش قصة حب ثم يعثر علي بعض المخطوطات التي تقودنا إلي الرواية الأساسية..أما هذا الطالب الذي أخذ حيز كبير من الرواية مش حنعرف عنه حاجة بعد كدة و كأن الجزء دة كان ملوش أي لازمة ومجرد مقدمة ضعيفة لبقية الرواية...
يوسف زيدان يلقي الضوء علي حقبة مهمة من تاريخ مصر أثناء حكم الفاطميين و خصوصاً حكم الخليفة المنصور الملقب بالحاكم بأمر الله و كيف تولي الحكم و الصراعات التي كانت تدور في هذا الوقت بين السنة والشيعة و يشير إلي التحول الذي حدث في شخصية هذا الخليفة الذي كان يلجأ إلي القتل وال��نف في تصفية كل معارضيه و علاقته باخته ست الملك و تآمرها عليه في النهاية...
فين بقي ابن الهيثم؟ لا هو بيظهر بعد قراءة ٧٠٪ او أكتر من الرواية حيث أتي الي مصر زمن الفاطميين لغرض علمي و استضافه الخليفة للاستفادة من علمه لكي يحاول أن يبني سد يحمي مصر من الفيضان.. هل كان مجنون فعلاً كما هو موضح في العنوان؟ لا خالص..و أنا شايفة انه مجرد عنوان تجاري لجذب الانتباه مش اكتر!
لغة زيدان روعة ..فبها فذلكة احياناً بس مازلت بحبها ...الرواية فيها معلومات مهمة عن الفاطميين و دة السبب في التقييم ب٣ نجوم لكن هي كرواية مش أحسن حاجة و فيها نقط ضعف كتير سواء في العنوان المضلل،الاطناب في السرد احياناً في حاجات مش مهمة و البداية الضعيفة..
في النهاية هي رواية مهمة و فيها جهد مبذول من الكاتب بس كان ممكن تكون أحلي من كدة....
يتناول يوسف زيدان في روايته حاكم: جنون ابن الهيثم الحقبة الفاطمية في مصر وما كان فيه العالم الإسلامي في تلك الحقبة من فتن مذهبية، والذي يمثل الصراع بين السنة والشيعة أبرزها، ويظهر على نحو خاص تقلبات الحاكم بأمر الله في هذا السياق، إضافة لدور الحسن ابن الهيثم في تلك الفترة في العمل على فكرة مشروع هندسي، يساهم في ضبط تدفق مياه النيل ليقوم الحاكم بأمر الله باستضافته ويقدم له كافة الإمكانيات والتسهيلات اللازمة لبناء سد في جنوب مصر، يعمل على حمايتها من نتائج انخفاض فيضان النيل أو زيادته.
اعتمد يوسف زيدان في روايته على تقنية سردية تدمج ما بين الحداثة والصيغة التاريخية. حيث أن الإطار الروائي يتمثل في حكاية راضي الشاب الذي قدم من الصعيد إلى القاهرة ويلتقي بأمنية التي لا تؤمن بأي مذهب.
تنشأ بين الاثنين علاقة، لا يستطيع راضي أن يفهم الخلفية التي تنطلق منها أمنية في معتقداتها وأفكارها ويحاسبها دوماً انطلاقاً من خلفيته الثقافية ورؤيته هو للأمور. وتمشي الأحداث في هذا الإطار في أول 70 صفحة من العمل دون وجود أي مؤشر على أن ما نتعامل معه هنا هو رواية تاريخية وليست رواية تتناول علاقة اثنين مختلفين في خلفيتهم الثقافية والاجتماعية.
كانت هناك بعض المؤشرات والتي كانت ضعيفة نوعاً ما في كون راضي يمتلك مكتبة لجده في الصعيد تحوي مخطوطات قديمة، يطلع أستاذه في الجامعة عليها لينتهي الأمر بنا في قراءة هذه المخطوطة خلال صفحات الرواية ما بعد السبعين لنتعرف على سيرة الحاكم بأمر الله، أخته ست الملك، صديقه مطيع والعالم الحسن ابن الهيثم.
ميزة هذا العمل أنه أضاء لي على المستوى الشخصي المعرفة حول حقبة الفاطميين وفترة حكم (الحاكم بأمر الله) الذي استبدَّ به جنون السلطة وطغى وبطش من عدة نواحي: كان عقابه القتل لأي مخالفة وكانت حجته في ذلك أن يكون الرادع قوياً حتى لا يتجرأ على حكمه أحد. كما منع النساء من الحروج من بيوتهن وكان القتل أيضاً عقاباً لمن يخالف. ممارساته المجحفة ضد المسيحيين، انتهاء لدعمه جماعة نادت بألوهيته وأحقيته في العبادة بعد الله في الأرض.
لكن بالمقابل هناك بعض المآخذ على هذا العمل من الجانب الروائي:
أولاً: رأيت أن العنوان جاء تجارياً بحتاً ولشد انتباه القارئ، حيث أن ابن الهيثم لم يكن بالمجنون. شاع عنه ذلك في بلاد الشام وخشي الحاكم بأمر الله أن يصيبه الجنون عند رؤيته للأهرامات لذلك منع عنه رؤيتها قبل اتمام مشروع السد. لكن ما كان يمر به ابن الهيثم هو صفنات وكونه كان يشتغل على موضوع الضوء والفلك وغيرها من المواضيع التي تستلزم صفاء الذهن. كما رأيت أنه زج باسم ابن الهيثم في العنوان للجذب في حين أن بداية الحديث عن سيرة ابن الهيثم لم تأت إلا في القسم الأخير. كان مجمل الركيز على سيرة الحاكم بأمر الله وأخته ست الملك وصديق طفولته مطيع وعلاقاته مع زوجته تمني وجده. لذلك أجد أن العنوان لم ينسجم تماماً مع متن النص وتوزيع السرد وثقله بالمطلق لم يكن متناسباً.
ثانياً: توزيع السرد وثقله لأحداث العمل لم تكن متناسقة ولا منطقية، حيث كما ذكرت مسبقاً، استأثرت سيرة الحاكم بأمر الله وصديقه مطيع القسم الأكبر من العمل.
ثالثاً: استخدم يوسف زيدان تقنية الدمج في السرد بين الحداثة والأسلوب التاريخي من خلال استخدامه حكاية الطالب راضي الذي وجد المخطوطة في بيت جده. لأول 70 صفحة من العمل وهو يتحدث عن راضي وعلاقته بأمنية، لدرجة شعرت فيها أنني ربما أقرأ عملاً بعنوان خاطئ، حيث لم يكن هناك مؤشراً أننا بصدد رواية تاريخية إلا في بداية الصفحات ما بعد السبعين.
كان استخدامه لهذا الإطار الحداثي برأيي غير مبرر ولم يخدم العمل، لأنه بعد ذلك يجد القارئ نفسه يقرأ المخطوطة دونما الرجوع لإطارها وهو الطالب راضي الذي تقرر أنه سيعمل مشروع تخرجه على هذه المخطوطة. بعد الصفحات السبعين، يبتر يوسف زيدان إطارها ولا نرى راضي في الرواية مطلقاً.
برأيي لو بدأ الرواية بشكلها التاريخي دونما هذا الإطار لكان أفضل، أو إذا أراد المحافظة على الإطار الروائي، كان لا بد أن يغلق هذا الإطار في نهاية العمل. الطريقة التي استخدمها كانت مبتورة ولم أجدها منطيقة.
لكن كما ذكرت سابقاً، كان هذا العمل إضاءة لي على فترة الحاكم بأمر الله وأضاف لي معلمومات كنت أجهلها عن تلك الحقبة.
رواية رائ��ة ممتعة بطابع فلسفي ولغة بديعة لا يقدر عليها الا كاتب من العيار الثقيل وتدور بين زمنين متقاطعين (الزمن الحالي وزمن الدولة الفاطمية وخصوصا فترة الحاكم بأمر اللة) وان كنت بقلبي اعطيها ٥ نجوم عن جدارة واستحقاق ولكن افتقاد التواصل الزمني المتقاطع والربط بين الشخصيات الحالية و شخصيات الزمن القديم سبب لي بعض التساؤلات عن السبب لدرجه اني تخيلت أن ممكن يكون في جزء ثاني!! ولكن في العموم رواية ممتازة وتستحق القراءة ووجبة أدبية دسمة ومحترمة استمتعت بيها جدا واشكر عليها مولانا المبدع وأرشحها للوصول للقائمة القصيرة لجائزة البوكر علي أقل تقدير
رحلة عبر الماضي والحاضر بكثير من الاسقاطات السياسية والفلسفية والدينية مغلفة بلغة عبقرية تتحول بين الماضي والحاضر مع تغير الأزمان نري فيها ما لم نعلم أو ما استغلق عليها و تم التعمد تجهيلنا فيه مراجعة مرئية آخر إصدار لدكتور #يوسف_زيدان رواية #حاكم #جنون_ابن_الهيثم 2021 #كوكب_الكتب
رواية يوسف زيدان الجديدة عن الحاكم بأمر الله وابن الهيثم
تبدأ الرواية بداية قوية في العصر الحالي بقصة راضي وأمنية وقصة الحب التي نشأت بينهما وقد احتلت تلك المقدمة جزء كبير من احداث الرواية حوالي السبعين صفحة الاولي حتي انني لوهله نسيت ان الرواية عن الحاكم بأمر الله وابن الهيثم واندمجت مع قصة راضي وأمنية
ثم تنتقل الاحداث بشكل سلس الي الماضي الي العصر الفاطمي وقصة مطيع ومحبوبتة تمني وتستمر الرواية في سرد قصة حياة مطيع مرورا بعلاقتة بالحاكم بأمر الله وابن الهيثم وماجري من احداث غريبة في تلك الفترة
الإيجابيات نبدأ بالايجابيات الرواية مشوقة واسلوب يوسف زيدان رائع كالعادة بدون ملل او تطويل في الاحداث وطبعا الكثير من الأفكار المثيرة بين السطور
السلبيات حتي الصفحة ٣٢٠ كان تقييمي للرواية اقرب للخمس نجوم لكن التقييم تأثر قليلا بسبب بعض السلبيات
السلبية الاولي ليس لها علاقة بالرواية نفسها هو جودة الورق السيئة ووجود صفحتين غير مطبوعتين ٣٢٢ و ٣٢٣ و قد استفزني ذلك بشدة بالذات مع سعر الكتاب المرتفع وعدم وجود الرواية بي دي اف حتي الان لأتمكن من معرفة مع حدث في تلك الصفحتين
السلبية الثانية الصفحات الاخيرة من الرواية تشعر انها مكتوبة علي عجل ففترة ادعاء الحاكم بأمر الله الألوهية ونهايتة كانت تستحق عدد صفحات اكتر
تمتد رواية على مستويين زمانيين : الزمن الحالي مع قصة راضي طالب الدراسات العليا في التاريخ و القادم من الصعيد وزمن الحاكم بأمر الله الفاطمي مع مطيع زميل دراسة الحاكم و المستقبل لابن الهيثم أثناء تواجده بمصر . الحكاية الإطار(حكاية راضي) كتبت بلغة تتخللها عبارات بالعامية المصرية و قدمت البطل بشخصيته الخجولة المتحفظة التقليدية و الذي يدخل في علاقة مع فتاة منفتحة على الحياة و على فلسفات مختلفة لا تؤمن بدين محدد مما يسبب صدمة لراضي الذي ينطلق في بحث عن مخطوطات موجودة في ملكية عائلته في إطار بحثه الأكاديمي ليكتشف مخطوطا نادرا عبره نكتشف الحكاية المتن (حكاية طايع) التي قدمت بلغة تحترم ما كان سائدا في مصر في أواخر القرن 9 و بداية القرن 10 ميلادي و عبرها تعرفنا أكثر على البطل؛ طفولته و شبابه و علاقاته العاطفية و على الحاكم بأمر الله أكثر حكام الفاطميين غرابة و على ابن الهيثم وان كان حجم ظهوره محدود مقارنة مع حضور مطيع و الحاكم (لا أدري لماذا تم إقحام اسمه في العنوان؟) ليسترسل العمل مع المتن و ��نتهي أيضا بنهايات مختلفة لمن تم ذكرهم سابقا و لكن لا نجد أي نهاية للحكاية الإطار و هذا بالنسبة لي بتر للعمل في جزئه النهائي و الا ما دور الحكاية الاطار؟؟؟؟ ما يحسب للعمل انه يلقي الضوء على الحكم الفاطمي الشيعي و ان كان في فترة عرفت بالقلاقل و الأوبئة و الفتاوي الغريبة و كذلك اللغة التي كتب بها حكاية المخطوط وهي قيمة مضافة للعمل.
- أدب من العيار الرفيع، بل إن بدايتها وصفحاتها الأولى هي ربما من أجمل ما يمكنك قراءته في ابتداء الروايات بلاغة وطرافة وذكاءً. يعيبها فقط فرط الميل لاستخدام المشتقات (اسم الفاعل والمفعول) وإعمالها في الربط النصي كثيرًا بشكل أكثر من اللازم، خرج به من القص "المبني على الحدث" إلى الثبوت الملازم لاستخدام تلك المشتقات في الوصف. فبين أن تقول (التحرق المستغر بخيالاته) وأن تقول (خيالات حارة تستعر بذهنه) فرق بين الثبوت اللصيق للصيغة الأولى والتجدد النابع من حكي وحدث الذي تصدره الصيغة الثانية، وزيدان قد استخدم الصيغة الأولى بإفراط في مقدمة الحكي، بل ربما نقول أنها عادته إن حاول أن يحبِّر الحروف ويضفي البلاغة على نظمه الروائي وأن يمسح بفرشاة الحسن على بيانه السردي.
انظر إلى بعض جمله (الملوخية الخضراء اللامع سطحها، أخته المتزوجة من ابن عمها، الأيام ثقيلة الوطء عسرة التحمل، العدمية التامة النابعة من انعدام نفعه، المنطوق اسمها امبابة، المصادف في ظن الناس، المشكوك في حدوثه، المختلف في توقيته... ) وهكذا .. وكأن زيدان تعمد تمامًا ألا يستخدم أفعالًا وإنما فقط مشتقات. ما إن ركزت حتى أدركت أن الرجل لا يمكن أن يكون هكذا يكتب عفوًا، بل ربما كل ذلك لقصدٍ ما له أثر دلالي أو وظيفي؟ إنني انتظر أن يكون قصديًا فيكون عبقريا أو تلقائيًّا فيفقد البداية المذهلة بعض روعتها.
- كانت تحمل خلل سخيف في الإلتفات أحيانًا بضمير المتكلم بدلا من ضمير الغائب، وبالتالي يخرج من الراوي العليم نحو تيار الوعي بصيغة المتكلم طويلًا. وهو إلتفات أضعف وظيفة الراوي السردية وصنع ارتباكًا واضطرابًا، ولفت القاريء للنظر وبالتالي أخرجه من انسيابه مع الحكي. كما في أواخر ص ٢٨
- القفزات غير المنطقية في الزمن والحدث، فلقاء راضي وأمنية الأول متسارع ومتعجل، والحب يتطفل أسرع مما ينبغي، فيجعل اللقاء لزجًا وما بعد اللقاء مراهقًا برومانسية نزقة، ناهيك عن قفزات حكي شخصين يتعرفان للمرة الأولى عن الآباء والأمهات والإلحاد!... لم تقنعني تلك القفزة "العضة" والتي يمتليء بها أدب زيدان، حتى تستشعر أن بعض صفحات رواياته كتبها أحد أبنائه المراهقين لا نفس الكاتب الذي كتب الصفحة السابقة، سواء في الحدث أو اللغة السطحية، كما يمكنك أن تلاحظ ما يجري في ذهن راضي ص ٢٩ من تفاهات أشبه بعبث طفولي أو اضطراب مراهق.
أما عن لقائهما التالي فقد جاء أسخف ما يكون، كأحد أفلام السبكي أو سيت كوم للمراهقين، أعذرني يا سيدي لا شيء يدور هكذا بين طلاب الدراسات العليا بعد خمس سنوات من التخرج، يكونون أكثر ثباتًا واستقرارًا من مشهد "درس الأحياء في الثانوية" الذي ذكرته. كما أن المشهد لا يناسب وصف راضي الطويل بالخجل، فلا أرى إلا فتى سريع التعلق نزق شديد الانفعالية ومندفع وسهل الانجراف.
- يمكنك القول أننا أمام روايتين لا رواية الأولى المعاصرة في زمن راضي وأمنية: رواية مختلفة مصنوعة لتدخل بنا للرواية الحقيقية، وبسبب اصطناعها جاءت أحداثها متسارعة وشخصياتها سطحية وحوارها باهت. ولكن ما أن تدلف للرواية الحقيقية، ما أن يظهر مطيع حتى يتحول كل شيء، تجد نفسك قد انتقلت لعالم مذهل سحري أخاذ، يسحبك بشكل غير طبيعي، كثير من التساؤلات، والتشويق والمتعة.
أمتعتنى للغاية المقدمة التاريخية التي بدأ بها مطيع ليمهد المسرح للقصة. يتباهى زيدان بحرفية وذكاء بثقافته وعلومه، فيدهشك بإشارات تاريخية ممتعة للغاية حول الأسماء والأماكن والوقائع، لا تملك إلا أن تتنهد أو تمسك هاتفك لتبحث أكثر، أو تغلق الكتاب لتسمح للاندهاش أن يغمرك لوهلة، فللدهشة سكرتها، وخطيئة هي إهدار لذتها بالاعتياد، لذا فإن أول حق الدهشة علينا هو التوقف ربما لاتقاط الأنفاس وارتشاف رحيق الدهشة أكثر. حين يحدثك عن قصر الشوق، وعن تسمية القاهرة، وعن حكايا الملوك، وعن منشأ الدول، والهجرات والانتقالات، وحين يحدثك عن اختلاف العقائد والفرق والنسيج الاجتماعي... حين يفعل زيدان هذا فلن تجد له منافسًا. لا أدري لماذا يترك منطقته ويذهب للعلاقات العاطفية المعاصرة السمجة فيصير مفضولًا، ولو بقى في موضعه حيث يتميز بشدة فأنا لا أظن أن بإمكان أحد يناظره، وكل مقارنة بسواه سيعلو فيها كعبه وربما تربع على عرش الرواية العربية بلا مكافيء بواقعيته السحرية الخلابة! زيدان يتمكن من أن يصنع من روايته آلة زمن صغيرة، بل ربما أسميها ثقبًا زمنيًّا أو هوة زمنية تبتلعك بأناقة وغواية ودون قدرة منك على كبح السقوط!
روعة الكلمات الحسان في دقة البيان والتبيان ، ما يكتبه يوسف زيدان يرسخ في القلب ويسكن في الحشا. عوده جميله لأدب يوسف زيدان ولغته البديعه ومفراداته الساحره التي باتت علامه مميزه لأدب من النوع الفاخر يغلب عليه السحر والجمال وهو يدور في أفلاك التاريخ ليحكي الحكم المقصوصات والعبرات الساحرات..
رواية حاكم هي فصوص أدبيه بديعه تحكي عن فتره خلافة الحاكم بأمر الله الفاطمي علي لسان الراوي الحكاء مطيع بن عرفه بن خلف السهمي أحد أحفاد فاتح مصر عمرو ��ن العاص بن وائل السهمي ورد ذكرها في مخطوطه نقلها حفيد الحفيد عن جده مطيع سالف الذكر. هي مخطوطه تناقلتها الأيدي المصريه عبر حقب زمنيه طويلة الأمد وتوارثتها أجيالآ متلاحقه حتي رقدت في مكتبه خشبيه قديمه تقطن في أحد بيوت صعيد مصر ليتلقفها راضي طالب الدراسات العليا في في جامعة القاهره في الزمن المعاصر ليفتح ما بين دفتيها المهترئتين ويبدأ في كشف أسرار زمن مضي وشخوص واراها التراب وحكايات لم يرد ذكرها في الأثر.
تدور الحكايات في هذه المخطوطه محور هذه الروايه عن منصور أو الحاكم وأخته الحديديه ست الملك وأميره عز الملك المسبحي صاحب المؤلفات الموؤده والعالم الأش��ر الحسن بن الهيثم والذي له إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسه وطب العيون والفلسفه العلميه والادراك البصري والعلوم بصفة عامة وعن أفعال حكام هذا الزمان وخبايا بلاط الملك والحاشية وما حواها. تتخلل الأحداث مواقف عديده للحسن ابن الهيثم تكشف عبقريته الفذه وتفكيره العلمي الذي جعله من رواد زمنه وعلامات عصره.
الاسلوب سهل وممتع والسرد علي لسان راوي واحد يأخد بدفة الروايه عبر الأزمنه والمواقف والأحداث.
للأسف الشديد هذه الرواية هي من أسوأ ما قرأته لدكتور يوسف زيدان، المشاكل فيها عديدة: - قصة راضي التي بدأت وظلّت مبتورة لم تتم بنهاية الرواية - ظهور ابن الهيثم في مرحلة متأخرة جداً بشكلٍ عام لم أجد هدف مُحدد يُرسم له من البداية ويتم بالنهاية، أعنى أنني لم أفهم ما الغرض من الرواية، وهو شيء عودنا عليه دكتور يوسف، فهمت بالطبع أنه يريد حكاية فترة الحاكم بأمر الله من منظور مُختلف، وهو أمر لا يخفى على مُتابعي الدكتور، أعنى أنه أشار إلى رغبته تلك عديد المرات، لكن، على عكس المتوقع، لم أرى إعادة كتابة للتاريخ جديرة بالذكر، يعني لو أننا ننظر من بعيد لهذه الفترة، فما الأمر الجلل الذي فهِمناه الآن وقد قرأنا الرواية؟ لا شيء، لم تتغير معرفتي بالحاكم بأمر الله ولا بابن الهيثم، وربما حتى أشعر بعد الرواية أنه فترة غيرة هامة!
لو أن هذه الرواية تُستكمل بجزءٍ ثانٍ في عصرِنا الحالي، لكان هذا الجزء أحلى، وأكثر قُرباً للمعاصرين، ولتفاعلنا معه أكثر، بدلاً من مُواجهة الإختلافات المذهبية والدينية في زمن آخر أراه هروباً.
يعني إيه عالم الكائنات الدقيقة؟ - شايف ورقة الشجرة الناشفة دي، إنت فاكرها جماد ساکن، بدون روح ولا حركة، لأنك شايفها بالعين المجردة يعني بالحواس، لكن لو شفتها بميكروسكوب إلكتروني، هتلاقي جواها كائنات دقيقة متحركة حركة سريعة، اسمها دلوقتي «کوارکس» وحركتها ملهاش اتجاهات محددة، وقبل كده بشوية ظهر مبدأ «اللاتحديد»في الفيزيا عند هایزنبرج.
أحب أن أقر للدكتور يوسف زيدان لما في كتبه و رواياته ما هو مبني ليس فقط علي التاريخ و لكن علي المخطوطات الموثقة .. و أيضا بعد ما أعجبني من بعد رواياته السابقة مثل عزازيل و النبطي و غيرها و لكن بداية من رواية نور و اري ان حبقته الدرامية أصبحت غير مكتملة و هو ما جدته في هذه الرواية التي أعجبني فيها الخط الروائي مع راضي و أمنية و تصادم الأفكار و المعتقادات بينهم و لكن لم يستكمل د. يوسف هذا الخط و عرض مقتتفات من فترة الدولة الفاطمية و حياة الحكيم ابن الهيثم و كانت النتيجة بالنسبة لي ان هذا الكتاب لم يكن رواية بالمعنى الحقيقي و لكن هي مجموعة مقتطفات للأحداث تاريخة و ترجمة مجتزئه لحياة ابن الهيثم و ان الاستفادة الحقيقة لها هو السرد لبعض أحوال مصر في فترة حكم الحاكم بأمر الله الفاطمي
عودة الي يوسف زيدان برواية حاكم ...جنون ابن الهيثم ...تشوقي لقراءة زيدان عزازيل والنبطي ... رغبتي في معرفة الكثير عن العالم العربي الذي درسنا اسمه كبريق ضوء في مادة العلوم ..هذا ما دفعني بشدة لشراء الرواية بمجرد صدورها تسير الرواية في خطين زمنيين منفصلين ...خط بطله راضي في زمننا الحالي و خط تاريخي في زمن الدولة الفاطمية و عصر منصور الحاكم بأمر الله حاولت أن أجد اي رابط بين القصتين أو الزمنين فلم اجد الا قصة عادية ليست الا مبررا للدخول في قصة الرواية الحقيقية وهي مخطوطة يجدها راضي في مكتبة جده يحدث عنها استاذه المسئول عن مشروعة البحثي في الجامعة فيبدآ راضي في قراءتها لتبدأ أحداث الرواية الفعلية حكاية مطيع الصبي في عصر الدولة الفاطمية ...مطيع الذي نشا وتربي مع منصور الذي سيصير فيما بعد الحاكم بأمر الله ...حكايات عن الدولة الفاطمية والصراعات بين السنة والشيعة في ذلك الوقت يتخللها محاولات لاظهار منصور الصبي في طفولته بصورة مغايرة تماما عن صورته بعد تولي الحكم من القسوة والعنف والشدة سواء مع المسلمين أو المسيحيين علي حد سواء...ادهشني اظهار الحاكم بأمر الله بالمضطر لهذه القسوة للمحافظة علي أمن و أمان البلاد حتي أنه كان ينزل بنفسه في الليل لمهاجمه السراقين و قطاع الطرق واللصوص ...ست الملك و صدامهما معا و عديد من الاحداث يرويها راضي في مخطوطته عن علاقته بالحاكم وعن الصراعات وحال البلاد والمجاعات والاوبئة خلال هذه الفترة...حكايات يبرع فيها زيدان فتندمج معها علي الرغم من اللغة ليست بنفس قوة ولا جمال عزازيل ولا النبطي ولكن تمكن زيدان من القص التاريخي لأن ده ملعبه يجعل القارئ مستمتع بالاحداث ويكاد ينسي ان الرواية قاربت علي الانتهاء ولم يظهر ابن الهيثم بعد يظهر ابن الهيثم اخيرا في اخر 100 صفحة وحتي وجوده في الرواية هو وجود طيف خفيف لا تكاد تشعر به ... معلومات قليلة عن حياته ونشأته وقدومه الي مصر هربا من العراق والشام و استعانة الحاكم بامر الله به لبناء سد يقي البلاد من طوفان النيل الجالب للدمار والاوبئة ثم غضب الحاكم علي ابن الهيثم وحبسه في داره ثم حالة الاعتداء من اطراف مجهولة علي اهل الفسطاط و الاختفاء الغير مفهوم تاريخيا حتي الان للحاكم بامر الله ثم وفاة ابن الهيثم وانتهاء المخطوطة لم اجد اي علاقة بين القصتين ...لم اعرف ما هي نهاية قصة راضي وامنية ..ما مصير المخطوطة... هل لو لم توجد قصة راضي كان هذه سيؤثر علي مسار القصة التاريخية ؟ لا اعلم سبب وجود قصة راضي ولا الهدف منه الا اظهار المخطوطة والذي لم يكن له داع بهذه القصة والمقدمة الطويلة لكن في المجمل الرواية جيدة عاد بها زيدان الي اسلوبه الجميل في الحكي و السرد وعرض احداث تاريخية لم يحاول هذه المرة فرض اراؤه علي الاحداث وان كان هناك اتجاه ملحوظ لتحسين صورة الحاكم بأمر الله الشنيعة التي نقلتها لنا كتب التاريخ الرواية سعرها مبالغ فيه جدا والطبعة رديئة لا تتناسب مع السعر المرتفع 110 جنيه
أعجبتني غالبية رواية حاكم، وإن كانت تحمل في طياتها تشابه كبير مع اعمال د/يوسف السابقة، امثال روايتي محال وعزازيل.. ف نجد بطل الرواية الأسمر القادم من صعيد البلاد وعشقه لفتاه قاهرية، في تكرار مشابه لما حدث برواية محال، ثم عثوره على مخطوطة قديمة ضمن كتب جده، تحكي قصة تاريخية قديمة، في تكرار لفكرة الأسلوب السردي لرواية عزازيل. الرواية من صفحتها الأولى تحمل بشكل واضح وصريح غالبية الافكار التي طرحها د/يوسف بالسنوات الأخيرة، ولكنه غلفها بإطار روائي ومحاورات بين الشخصيات بدلا من هيئتها المقالية بكتاب منفصل، ولكنها لم تفلت من فخ اللهجة التقريرية المشابهة للاسلوب الوعظي في حوارات بعض مسلسلات رمضان 2021، ولم تفلت الرواية ككل من مقاطع السرد التاريخي المباشر، وإن حاول د/يوسف أن يصيغها بطريقة روائية بقدر الامكان.. الرواية تحمل تأريخًا ممتازًا لفترة الحاكم بأمر الله، مع استغلال جيد لكافة الأحداث والشخصيات والتفاصيل المرتبطة بهذه الفترة، بإدماجها في سيرة شخصية "مطيع" المؤرخ لقصة حياته بالمخطوطة القديمة... شعرت بأن قصة راضي بطل الرواية المعاصر استلزمت مزيدًا من التواجد والتفاصيل، حتى ان نهايته جاءت مقتبضة مبتورة لاتاحة المكان لأحداث قصة مطيع وتفاصيل مخطوطته، ولكن أفضل ما فيها هو التشابه الضمني لبعض أحداث حياة الشخصيتين رغم اختلاف الازمنة.
بالرغم أن العنوان يوحي بأن الرواية تتحدث عن "ابن الهيثم" إلا أن الرواية أكبر وأعمق من ذلك بكثير!
ثلاث قصص، بعدة شخصيات، يفوق كلٌ منهما الآخر من حيث براعة رسمها!
"راضي" شاب صعيدي، يذهب إلى القاهرة ليقو�� بعمل ماجستير عن المخطوطات وحينما يذهب لبلدته للبحث عن مخطوطات جده يكتشف مخطوطة بدون اسم وحينما يبدأ في قراءتها تأخذه لعصر آخر! العصر الفاطمي!!
"مطيع" طفل صغير، يموت أبواه، ويعيش مع جده وابنة عم أبيه الصغيره "تمنِّي" التي توفى أبواها أيضاً وقيل عنها أنها هى من نحستهم وذلك جعل الناس تتجنبها برغم حسنها. يكبر الفتى ويقرر الحاكم أن يأخذه للقاهرة ليدرس مع ابنه الذي سيصبح فيما بعد "الحاكم بأمر الله" وأخته الأميرة "ست الملك"!
يسمع الحاكم بأمر الله عن "ابن الهيثم" العلامة الفذ، صاحب الكتب والرسائل، ويقرر دعوته لزيارة مملكته ويلبي ابن الهيثم الدعوة.
فيا ترى ماذا سيحدث لكل هذه الشخصيات، وما مصيرها؟!
رواية ممتازة! واكتشفت أني أحب روايات "يوسف زيدان" المبنية على شخصيات حقيقية كعزازيل وابن سينا وهذه الرواية. فهو حقاً بارع فيها.
لم تكن الرواية بجودة ما كتبه الدكتور يوسف زيدان سابقاً. طباعة الرواية و جودة الورق سيئة. _ اقحام قصة من الزمن الحالي مع ما دار ايام القرن العاشر فقط لأجل الدلالة على مكان وجود المخطوطة و استهلاك اكثر من ٥٠ صفحة على قصة ليس لها اية علاقة لا بالحاكم ولا بإبن الهيثم، لم تكن موفقة. موضوع الرواية يرتكز على مطيع احد أحفاد عمرو ابن العاص، فكان الواجب تسمية الراوية بإسمه، لأنني لم اجني الكثير لا عن الحاكم بأمر الله و لا عن ابن الهيثم، فالبنسبة للحاكم بأمر الله لم يبين الكاتب حجم مراسلاته من أجل الدعوة و لا هي ماهية الدعوه و خصوصاً عند ذكر الدعاة و ابو العلاء المعري. اما ابن الهيثم فلم أراه الا اخر ١٠٠ صفحة من رواية عدد صفحاتها ٣٥٠ و لا يوجد الا معلومات قليلة عنه عندما كان في بغداد او الشام. يوجد مغالطات تاريخية انحاز الكاتب فيها للرواية الشعبية عن مقتل و موت بعض الأشخاص في الرواية، و لم يتم إعطاء ما يستحق الحاكم بأمر الله من تاريخ او ما تستحق مكتبة دار الحكمة من وصف.
بها من المثالب الكثير ومن المناقب القليل ... "جدا"
ومن الممكن مشاهدة حلقات برنامجه متواليات الذي أعاد صياغة معظم محتواه بين دفتي هذا العمل بلغة فخمة بها من فنون الفصاحة والبلاغة ما كان غير مناسب في بعض المواضع فيظهر كأنه استعراض للمفردات والتراكيب
توضيح شخصية الحاكم وأحكامه ودرء تهمة الجنون عنه في عديد من المواضع ما قلص مساحة الحديث عن ابن الهيثم
أمنية/تمني ... راضي/مطيع، مناورة محبوكة لربط الزمنين ببعضهما البعض لا تخلو من إبداع
هذا باختصار شديد مبعثه غيظي وشدة انفعالي، وعدم تلبية التوقعات
" الأحلام مريحة للروح الحائرة و ساحرة مهما كانت جامحة او مستحيلة "
*ليس من أقوى ما قرأت ليوسف زيدان وخصوصا مع إرتفاع سقف التوقعات لرواية للأديب الكبير.
* الرواية فى زمنين احدهما فى الحاضر و الاخر فى زمان الحاكم بامر الله ولا أعلم لمذا انتهت الرواية بهذا الشكل دون اكتمال الجزء الخاص بالزمن الحاضر وخصوصا انها ليست بالرواية الطويلة وكانت ما تزال تتسع لمزيد من الأحداث.
ينبغى عند القراءة لاحد الكتاب ان نأخذ في الاعتبار جيدا شخصية الكاتب و توجهاته التي لا تخفى على أحد فنحن لا نقرأ عمل درامي او فني بل ما نقرأ ما وصفة الكاتب بنفسه على انه عمل تنويري للأجيال الحديثة عن التاريخ و الأديان... و للأسف فمعظم الأجيال الناشئة تكون أفكارها وعيا او لا وعيا من اعمال الروائيين و السينمائيين... و أقل القليل من يتعمق في داراسات نقدية للتاريخ و الحوادث...... يوسف زيدان حمل على عاتقة شعار التنوير و اعلاء القيم الانسانية و الحضارية بينما تجد جل أعماله تهاجم كل ما له علاقة بالاديان الصالح منها و الطالح ... و يعلي في كل رواياته قيم الاضمحلال و الخلاعة و انحلال الأخلاق...و يتجاهل متعمدا القيم الرفيعة للشخصيات التاريخية التي اجتمع عليها كتاب التاريخ تنقسم الرواية لخيطين زمانيين....الحاضر حيث نجد الشخصية الرئيسية (راضي) شاب مبهور بأضواء القاهرة يهيم في علاقة محرمة مع طالبة جامعية لا تنتسب لاي دين بل اخذ الكاتب على عاتقة تأليف ديانه جديدة لبطلته اسماها الحكمة المتعالية... و أخذ في نشر مبادئها بالتفصيل الشديد... طبعا و بدون ذكر ان اصول هذا المذهب الفلسفي هيا مدارس شيعية للفيلسوف الشيعي الفارسي صدر الدين الشيرازي !! و قد يختفي التعجب اذا ما رجعت للقاءات الكاتب الصحفية التى ادلى فيها بانها بصدد نشر رواية تلقي الضوء على البهائية و الدرزية وغيره من المبتدعات. اما الخيط الثاني للرواية في زمن الحاكم بأمر لله و شخصيتة الرئيسية (مطيع) و بالتأكيد فان استخدام اسامي مترادفة مثل راضي و مطيع ليس من قبيل المصادفة و لكن مسايرة لمعاني الرواية التى نجد فيها الشخصين غير مقتنعين بمذهبهم الديني و غير قادرين على الحجة او الجدال فيما يخص ارائهم الدينية فهم مساقين او مطيعين او راضيين كما يراهم.....و كما هام راضي في الزنا....يهيم مطيع في حب محارمه (عمته) و التى ادرك الكاتب انه اذا استمر في بنائه الدرامي و اكتملت علاقة البطل بعمته فلن تمر هذه الرواية مرور الكرام و قد لا ترى النور....فعدل بعد 100 صفحة تقريبا عن بناءه اللااخلاقي ليخبر القارئ انها ابنه عم ابوه و لكنها يسميها عمته كما اسماه فرويد عقدة اوديب او تأثير ويستر مارك او خلافه.........كأنه انعدمت العلاقات الطبيعية بين الذكر و الانثي و لا يوجد الا الشواذ منها.....بل صرح الكاتب علانية على لسان أمنية بطله روايته استنكارها لكلمة (الزواج رباط مقدس) !!! حقيقة حاولت كثيرا ان اتبين اي نوايا حسنة للمؤلف او اعذار لهذه المواربات و الكنايات و المصارحات فلم أجد ....و لعل تاريخ الكاتب يعضد من هذه الاستنتاجات...
"حاكم جنون ابن الهيثم" ما هي إلا خيبة أمل كبرى، توقعت منها الكثير، أو بالأحرى توقعت من كاتبها المثقف، واسع الإطلاع و المعرفة_ الدكتور يوسف زيدان_ عملًا متقنًا من العيار الثقيل، لكني خُذِلت أمر خذلان. بالطبع لا أحد يجرؤ أن ينكر على كاتبنا سلاسة سرده، وثراء لغته، وبراعته في تصوير الأحداث بطريقة مشوقة تدفع القاريء ليلتهم صفحات كتابه حتى ينتهي منه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا، عمّا تدور هذه الرواية؟! توقعت أن تكون نظرة مختلفة لتاريخ الحاكم بأمر الله، و الغوص في تفاصيل هذه الفترة وبناء شخصية المنصور وكيف انتهت إلى ما وصل إلينا، و لكن الحقيقة أنها مجرد حكايات ما قبل النوم عن الفاطميين و أهل مصر ومطيع صديق الحاكم ، حكايات أشبه بالأساطير جُمعت من مخطوطات أشبه بتلك التي جمعها راضي في بداية الرواية. و هذا هو السؤال الثاني! "راضي" كيف بُترت هذه الشخصية بدون أي مقدمات؟! مثل الراوي في بداية فيلم درامي، يأخذ انتباهك بمقدمة رائعة ثم يتركك لفيلم ركيك لا تدرك ماهيته. و إذا وصلنا ل "ابن الهيثم" نجد أنها شخصية أُقحِمت فجأة، ظهرت من العدم لتلقي بمواعظ وكلمات رنانة تشبه كلمات ابن عربي لكن عقلانية أكثر منها روحانية.
في رأيي_الذب لا قيمة له_ هذه تلرواية أخذت مكانًا لا تستحقه، و تقييمًا مُبالغ فيه.
3.5/5 بين راضي وأمنية ومطيع وتمني قصة بين زمنين نعرف من خلالها قصة الحاكم بأمر الله الفاطمي الشخصية المثيرة للجدل الذي عرف عنه ترويع سكان القاهرة وحكمهم بالسيف.... في بدايج الرواية راضي وأمنية، المؤلف كعادته ذهب بنا إلى الغنوصية تلك الديانة المجهولة... سحبنا إليها سحباََ من خلال قصتهما لينتهي كل شيء وتبدأ قصة مخطوط الحاكم الملقى بإهمال في أحد صناديق عائلة راضي ولا يلقى له أحد بالاََ وربما جاء من يلقيها لولا عثور راضي عليها.... يعود بنا الزمن إلى القرن الرابع الهجري نتعرف إلى مطيع والحاكم ست الملك وتمني... أكد الكاتب أن هذه القصة صحيحة تماماََ وكما وردت في مراجع التاريخ لذلك كانت التفاصيل صادمة؛ كان ذلك الزمن زمن قتل وفتن وهرج ومرج وكل يوم ما هو جديد، الحاكم وجد نفسه طفلاََ حاكماََ عامله الجميع باستهوان لحداثة سنه فلم يجد إلا السيف حلاََ لفرض احترامه وسلطانه، ثم يأتي ابن الهيثم وكان بينهما ما كان و وتمضي بنا القصة حتى يختفي اختفائه الغريب ولا يعلم له مصير وكيف كانت نهايته.... رواية جميلة لولا بعض الإسراف في تفاصيل حميمية ليس لها من داعٍ وكان يمكن تجنب ذكرها بهذا التفصيل لكنها تستحق القراءة....
في الروايات ما زلت افتقد يوسف زيدان صاحب عزازيل وجوانتانمو فاللغة ليست بذات القوة والجمال والأحداث التي تدور في زماننا هذا لا داعي لها ولا تحمل رابطًا حقيقيًا أو متوهم مع الجزء التاريخي بل وتكاد تكون مبتذلة أما مطيع بطل الجزء التاريخي الذي عاصر منصور الحاكم بأمر الله وصاحب آبن الهيثم فقصته طويلة ومملة احيانا ، ولكن تخللتها الاحداث التاريخية المشوقة احيانا وللأمانة فلم يتعسف يوسف زيذان هذه المرة في استخدام حقه كؤلف ووضع اراءه على لسان ابطالها الا في مواضع قليلة
لم يعجبنى الكتاب استبشرت خيرا عندما قرأت الوريقات الأولى من الكتاب الذى سماه المؤلف "رواية!!!". و ما هو برواية. محاولة لانصاف الحاكم بأمر الله و لكنها محاولة بائسة. عقدة عزازيل تسيطر على كتابات يوسف زيدان. قد تكون رواية عزازيل بيضة الديك. لم يعجبنى اقحام قصة راضى و أمنية بالكتاب. بالمناسبة الكتاب سعره غالى اتمنى من د يوسف زيدان ان يتكرم برد و لو نصف ثمن الكتاب. شكرا مقدما.
قصة الباحث و العثور على مخطوط لا لزوم لها على الإطلاق. الرواية طويلة جدا و مملة ...اراء الكاتب مباشرة ... أفضل لو كتب الكاتب سيرة الشخصية المشهورة فى كتاب بدلا من كتابة رواية
- رواية جميلة تأخذنا بالبداية من الحاضر، طالب يستكمل رسالته الماجستير ويعثر على المخطوطات خلال بحوثه إلى الرواية هذه التي تسرد لنا قصة الحاكم بأمر الله وأخته ست الملك أثناء قيام الدولة الفاطمية بالقاهرة و من ثم يظهر لنا الحسن بن الهيثم والشخصية المهمة وصوت الرواية تتمحور فيها "مطيع بن خلف السهمي" - د. يوسف زيدان دائماً يطرح أفكار مثيرة للجدل مما يستدعي القارئ للتفكر والبحث أحياناً - الأسلوب روعة كعادته والتنقل بين الحاضر والماضي جميل لكن توقعت الطالب الذي يُكمل دراسته يظهر من جديد لكن ما ظهر يعني كأن بداية الرواية بُترت ومالها نهاية لكن مرة أخرى استمتعت بهذه الرواية - بعض الاقتباسات: - " لعلني عرفتها روحياً قبل وجود هذا الوجود، عندما كانت الأرواح جنود مجندة من قبل أن يوجد هذا الكون." - " الحب عاطفة ومشاعر روحية الطابع، أما الزواج فهو تنظيم اجتماعي يلبي الاحتياج الغريزي لإشباع الاشتهاء، ولإنجاب الأطفال وتربيتهم. وهذا غير ذاك." - " الله هو المُعين يا مُطيع، وبه -تعالى- نستعين."
هل تختلف الرواية التاريخية عن الادب التاريخي؟ الجواب لا فالرواية التاريخية هي مراة الحقيقة التي تهدف الى تصوير عهد من العهود او شخصية تاريخية ويسمح فيها بخيال الكاتب ان ينطلق فهي ليست سرد تاريخي او سييرة ويجب ان تكون مبنية على وقائع واحداث قد حدثت بالفعل ومعلروفة بالتاريخ وهذا ما أراده الكاتب المصري يوسف زيدان صاحب عزازيل ( يوجد للكاتب اكثر من 75 مؤلف) الناشط في البحث التاريخي والادبي صاحب النظريات العميقة في رصد التاريخ من أوسع ابوابه وكشف الحقائق للقارئ العربي من بينها رواية حاكم التي تتحدث عن عالم البصريات العربي ابن الهيثم في القرن الرابع الهجري عصر الدولة الفاطمية وقد صدرت عن دار فاليو للنشر بعدد صفحات 355 صفحة طبعة أولى سنة 2021.
# تاريخ الرواية
يوجد سؤال راودني وانا اقرا هل تتشابه التواريخ باختلاف الفترات؟ وهل تاريخ الرواية هو نفسه التاريخ الحاضر الذي نعيشه في 2021 القرن الواحد والعشرون او القرن الرابع عشر هجري فنحن الان زمن الحاكم بامر الله الخليفة الفاطمي ويوجد فيها سرد تاريخيي لاخطر فترة في تاريخ مصر وأبدع الكاتب في عملية الدخول الى عالم الرواية من خلال الكتب القديمة والمخطوطات التي نعمد في كثير من الأحيان على اتلافها اوعدم الاهتمام بها ولكن على القارئ ان يعتمد على فهم الحدث او مصطلح السرد التاريخي حيث يعرف بانه: فالسرد التاريخي يعني التأريخ بكل دلالاته التي تولدها الشخصيات وترسمها الأحداث ومن ثَّم ترتبط الأحداث بمنطق البحث ومنهج إعادة كتابة التأريخ إن لم يكن تأويله وفق صياغات سردية تمكن الروائي من أن يجعل من الرواية التاريخية حدث سردياً يحتمل تأويلات الإبداع ومخاشنة وقائع الأحداث التأريخية. وإذ كانت وقائع أحداث التاريخ غير متسلسلة وتسكنها فجوات تمتلك الرواية بسعتها السردية وبتمكن الروائي في سدَّه.
#احداث الراوية
أولا: الخلافة الفاطمية والحاكم بأمر الله
هنا تحدث عن مطيع صاحب المخطوطة مطيع الذي وفقد الاب والام في رحلة الحج وربط الكاتب بالظروف السياسية والغاء الحج الى بيت الله بسبب القرامطة والاعتداءات المتكررة على القوافل وقتل الحجاج وتحدث عن البيت والجد والعمة تمني ومنصور الذي سيصبح الخليفة الفاطمي الحاكم بامر الله وست الحسن وغيرهم من خلال مخطوطة راضي فكان الحديث هنا عن طفولة مطيع ووضع البيت والحياة مع الجد ودعوته للعلم شرح واف عن البيت المصري منذ القدم والاحداث اليومية لهذا البيت من خلال العائلات الممتدة والدعوة الى العلم والعلوم التي كانت متواجدة وكيفية كتابة المخطوطات والكتب طبعا بالتزامن مع الحديث عن منصور صديق الطفولة والحياة معه لكن ما يهم هو اظهار المرحلة الفاطمية بالاستبداد. والظلم وعمليات القتل والحروب التي قادها الحاكم بأمر الله لإشاعة الامن في البلاد وقد دفع المصريون ثمنا باهظا لهذه الحروب وما الت اليه من خلال مخطوطة مطيع ففيوسف زيدان يتقلنا الى القرن الواحد والعشرون بشخصية راضي الناقل للامخذوطة الى شخصية مطيع ايضا الناقل ولكن في العصر الفاطمي. وللغرابة. تتشابه الشخصيتان في كثير من الظروف باختلاف المكان والزمان
# الماضي والحاضر
استغرب من كتابات يوسف زيدان في بعض الاحيان فهو اسلوب غريب يحاول ربط الماضي بالحاضر لا اعرف ان نجح في ذلك. ولكن هل اراد القول ان الظروف لم تتغير ما تغير علىً الشعوب هم الحكام فقط لكن الظروف لم تتغير فما أخبرنا به مطيع عن الاحوال السياسية والاقتصادية. في الفترة الفاطمية لا يختلف عن الاحوال الاجتماعية والاقتصادية في الفترة الحالية ما هي الاختلافات: لا يوجد فقط اختلاف الازمنة كاننا دخلنا في مقارنة بين زمن مطيع وراضي والرابط هو المخطوطة. العالم الاسلامي يعاني في تلك الحقبة من فتن مذهبية، وكذلك الان أبرزها الصراع بين السنة والشيعة، والمراوحة بين التلطف مع المسيحيين واليهود، والتضييق عليهم والتنكيل بهم، ويبرز على نحو خاص تقلبات الحاكم بأمر الله في هذا السياق وهو الذي تحدث عنه المؤرخون انه حاكم غريب الاطوار. #ظهور ابن الهيثم:
هل اراد الكاتب الحديث عن سد النهضة في اثيوبيا وتأثيره على مياه النيل من خلال الحديث عن قدوم ابن الهيثم الى مصر والحرب التي يحاول الجميع عدم خوضها فنحن هنا في مصر حيث استدعى الخليفة الفاطمي ابن الهيثم صاحب النظريات العقيدية التي لا تفرق بين دين ودين مما جعله يدعي الجنون للنجاة من شرور الفتن المذهبية التي دفعته إلى ادعاء الجنون ليتمكن من الخروج من العراق إلى الشام سالماً، ثم السفر إلى مصر تحت ستار أن لديه فكرة مشروع هندسي، كفيل بضبط تدفق مياه النيل. نقل الناس إلى الحاكم بأمر الله قول ابن الهيثم، "لو كنت في مصر لعملت في نيلها عملاً يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة أو نقص، فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال في طرف الإقليم المصري" وهي الفكرة التي تحمس لها الحاكم بأمر الله، حتى أنه قرر أن يستضيف ابن الهيثم ويقدم له كل التسهيلات اللازمة لبناء سد في جنوب مصر، يحميها من تبعات انخفاض فيضان النيل أو زيادته. لكنه في النهاية يبلغ الحاكم بأمر الله أن جغرافية جنوب مصر لا تسمح ببناء السد وأن لا سبيل لإقامته إلا بالسيطرة على أرض تقع في نطاق مملكة نوبية في شمال السودان وهنا يجد ابن الهيثم نفسه مضطرا لادعاء الجنون من جديد، خصوصاً عندما يبدي الحاكم الفاطمي عدم رضاه عما انتهى إليه العالم الجليل بخصوص بناء السد، ويعرض عليه وظيفة حكومية. ابن الهيثم رأى أن ذلك العرض ومرافقة مطيع سيعطله عن التفرغ لأبحاثه، خصوصاً ما يتعلق منها بكتابه "المناظر" الذي سيضع فيه أصول المنهج التجريبي، وركز فيه على تطوير علمي البصريات والفلك الذي اشتهر به.
# واخيرا
دائما يأخذنا يوسف زيدان من خلال الماضي الى الحاضر من خلال زمنين مختلفين زمن راضي ومطيع وقصة الحب والبيئة المصرية التي يبدع زيدان في وصفها
الرواية مليئة بالرموز المبهمة حول الشخصيات والاحداث مثل الحديث عن سد النهضة وغيرها
هذا هو اللقاء الثالث مع الكاتب بعد عزازيل وجوانتانامو
اقتباسات
الأحلامُ مريحةٌ للروح الحائرة، وساحرة، مهما كانت جامحةٌ أو مستحيلة
لا يمكن فهم التاريخ الإنساني، إلا بعد دراسة البدايات الأولى والتاريخ القديم جدًا أو ما يمكن أن نسميه: تاريخ ما قبل التاريخ”.
قليلةٌ بل نادرة، تلك اللحظات التي نحسُّ فيها على نحوٍ مبهم، أننا الآن موجودين بالكامل. فما عدا ذلك من حياتنا، خواءٌ في هواء”.
“لا تكره أي شخص، فالكراهية نارٌ تأكل قلب الكاره ولا تؤذي المكروه، وهي تدفع المرء لاقتراف المساوئ والمخازي، والعاقل ينأى بنفسه عن ذلك”.
رواية رائعة..تشدك من أول صفحة حتى آخر صفحة فلا تقدر أن تتركها حتى تنهيها.. ...........من تلك التي يطلقون عليها (page turner )
تدور القصة بين مرحلتين زمنيتين، مرحلة الحاضر وبطلها راضي، ومرحلة دولة الحاكم بأمر الله وبطلها مطيع......
وبين هذا وذاك يطرح الدكتور عليك آراءه التي يعتنقها ويعتقد فيها على لسان أبطاله، وسط تعريفك بأحداث التاريخ العجيبة في أيام الحاكم بامر الله، ذلك الحاكم العجيب جدًا في أحواله وتصرفاته !
ثم إنك أيضًا تتعرف على العلامة ابن هيثم بداية من الثلث الأخير من الكتاب وتظل معه حتى آخر يوم في عمره وآخر يوم في عمر البطل.....
كما قلت رواية رائعة غير أني أعتقد أنها ينقصها فصل أخير تعود فيه الأحداث إلى راضي فتكتمل الدائرة!
يوسف زيدان ❤ واحد من أفضل كتابي المقربين لقلبي ، أختلف أو أتفق معه فى كثير من الآراء لكن يظل دومًا كاتب يعدك بالكثير بين دفتي كتبه . الرواية عن الفترة الزمنية لحكم الدولة الفاطمية مرتكزًا على نشأة و طفولة "منصور بن العزيز بالله " الملقب بعد تولية الحكم ب "الحاكم لأمر الله ". الكتاب يعرض أحوال البلاد فى فترة حكمة و قراراته المثير للجدل و و دمويته المفرطة و تأرجحة بين الزهد و العلم و البطش و التطرف حتي إختفاءه المريب بجبل المقطم و علاقته بأخته " ست الحكم " من تأييد و محبة حتي العداوة و لربما القتل كما تتناقل الأخبار . حضور الحسن بن الهيثم ل مصر بدعوة من الحاكم بأمر الله لبناء سد لمواجهه فيضان النيل و كيف لم تنجح مهمته و طلبه للإقامه بالفسطاط و اذ يوليه الحاكم ديوان خاص بأموال السارقين فيدعي ابن الهيثم الذهول و الجنون " للمرة الثانية فى حياته " للتهرب من أمر الحاكم دون عقاب قد ينهي حياته معللاً " فليكن الجنون هو سيبله لدرء الجنون، و ليجعل دخولة زمرة المجانين مخرجًا له من سطوة المجانين " و إقامته بمصر و مؤلفاته حتي وفاته . لغه عربية محكمة و جمل بديعة التكوين شىء ممتع يضيف بهجة للكتاب . و ان كنت لم أجد سبب لربط الروايه بشخصيات معاصرة "راضي ، أمينة " بقصة لم تكتمل ! تستحق القراءة ❤