What do you think?
Rate this book
150 pages, Paperback
First published January 1, 2011
إننا نرى تحولاً في السياسة الجماعية النخبوية من أصحاب الثقافة الرفيعة الذين يحتقرون في غرور كل الثقافة الوضيعة او السوقية او الشعبية، الى اصحاب الثقافة الرفيعة الذين يستهلكون في شرهٍ نطاقاً واسعاً من الأشكال الفنية الشعبية والراقية..." ريتشارد بيترسون
تتألف الثقافة اليوم من العروض المغرية لا من التحريمات، إنها من الإقتراحات لا من القواعد
خلاصة القول، ليس لثقافة الحداثة السائلة من "شعب" تنيره وترتقي به، ولكن لها زبائن تغريهم. فالإغراء، على العكس من التنوير والإرتقاء بالنفس، ليس مهمة واحدة ومنفصلة يقوم بها المرء مرة وللأبد، بل هو نشاط مفتوح لا نهاية له. فليست وظيفة الثقافة هي إشباع الحاجات القائمة، بل خلق حاجات جديدة، بينما تحافظ على الحاجات المترسخة بالفعل او غير المتحققة على الدوام
"إن الرغبتين المتعارضتين اللتين نتحدث عنهما هنا هما: رغبة في الإحساس بالانتماء داخل جماعة أو داخل تجمع، ورغبة في التميز عن عامة الناس والإحساس بالفردية والأصالة؛ حلم الانتماء وحلم الاستقلال، الحاجة إلى الدعم الاجتماعي وطلب الاستقلال، أمنية التماثل والبحث عن التفرد.
باختصار، كل هذه التناقضات تتلخص في الصراع بين الحاجة إلى الارتباط طلبًا للأمان، والحاجة إلى الانطلاق طلبًا للحرية. أو إذا نظرنا إلى هذا الصراع من منظور آخر يمكننا القول بأنه الخوف من كون المرء مختلفًا، والخوف من فقدان الفردية، أو الخوف من الشعور بالوحدة، والخوف من انعدام العزلة."