Jump to ratings and reviews
Rate this book

رأيت رام الله

Rate this book
"رأيت رام الله" كتاب فاز بجائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي (1997) هل هي رام الله سرّ الإبداع المحقق!! أم أنها الثلاثون عاماً من الغربة أشعلت في القلب الحنين والاشتياق إلى ساكني رام الله!! أم أنه الوطن المحرم المنتظر على مشارف جسر العبور... جسر العودة ذاك الذي سكن في ذاكرة مريد البرغوثي بصرير خشبة، وبضيق مساحته وقصر طوله. هو ذاك الجسر القصير مشت عبره الذاكرة إلى ذاك الأفق الرحب المشبع برائحة الأهل والمترع بالصور القديمة الساكنة في الوجدان.

مريد البرغوثي فاز بجائزة عبوره ذلك الجسر الخشبي الصغير وكأنه بتجاوزه تمكن من المثول أمام أيامه، وجعل أيامه تمثل أمامه، يلمس تفاصيل منها بلا سبب مهملاً منها تفاصيل أخرى بلا سبب، مثرثراً لنفسه عمراً كاملاً، في يوم عودته ومن حوله يحسبون أنه في صمت عبر الجسر المحرم عليه بعد ثلاثين عاماً، وفجأة انحنى ليلملم شتاته، كما يلمّ جهتي معطفه إلى بعضها في يوم من الصقيع والتلهف. أو كما يلملم تلميذ أوراقه التي بعثرها هواء الحقل وهو عائد من بعيد.

وعلى مخدعه في تلك الليلة، ليلة العودة-لملم النهارات والليالي ذات الضحك، ذات الغضب، ذات الدموع، ذات العبث، وذات الشواهد الرخامية التي لا يكفيه عمر واحد لزيارتها جميعاً، من أجل تقديم الصمت والاحترام، وفي غمرة كل ذلك الروح شاحبة، والنفس ذابلة، وسؤال يقفز، ما الذي يسلب الروح ألوانها والنفس أنغامها؟!! وما الذي، غير قصف الغزاة أصاب الجسر؟. لملم مريد البرغوثي كل ذلك ليحكي في كتابه هذا رحلة عذاب فلسطين من خلال أسلوب قصصي شاعري رائع، جسد صدقه الإنساني المعذب والجميل.

263 pages, Paperback

First published January 1, 1997

Loading interface...
Loading interface...

About the author

Mourid Barghouti

25 books702 followers
Mourid Barghouti is a Palestinian poet and writer. He has published 12 books of poetry, the last of which is Muntasaf al-Lail (Midnight). His Collected Works came out in Beirut in 1997. In 2000 he was awarded the Palestine Award for Poetry. His autobiographical narrative Ra'ytu Ramallah (I Saw Ramallah), won the Naguib Mahfouz Award for Literature (1997) and was translated into several languages.
He lives in Cairo.

https://www.goodreads.com/author/show...

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
7,990 (44%)
4 stars
6,556 (36%)
3 stars
2,686 (14%)
2 stars
555 (3%)
1 star
204 (1%)
Displaying 1 - 30 of 3,310 reviews
Profile Image for Tasneem.
Author 3 books869 followers
December 29, 2010


عند البدء في كتــاب .. أستطيع أن أتبين كم سأمنحه في النهاية. و لكني دوما ما أُرجيء حكمي لآخر صفحة.. فأحيانا كثيرة ينقلب عليك الكتاب و الكاتب و يجبرك على تغيير تقييمك الأول.

أما رأيتُ رام الله ، و بالرغم من أني لا أستطيع أن اُصنفه تحت مسمى واحد, فهو سيرة ذاتية يتخللها تجلٍ أدبيّ و يُصنف كأدب إنساني

إلا أن الخمس نجمات التي أجبرتني على أن أضعها قبل الإنتهاء منه .. لم تكن بسبب حكم عاطفيّ بل كانت لأن الكتاب و بحق.. تحفة أدبية/فنية من حيث اللغة و بساطة انتقال المشهد بين الماضي و الحاضر و لأنه تحفة متكاملة الوجع.

و أيضا .. لأن العزيز مريد لم يهاجم العرب و لم يجعل من الفلسطينين أنصاف آلهة أو قرابين في معبد الصمت العربي.. بل تحدث عن إنسانيتهم .. و بكل ما تحمله الإنسانية من نقائص و صفات لا نُحمد عليها نحنُ بنو البشــر

Profile Image for Dalia Nourelden.
641 reviews1,007 followers
April 6, 2024
تقييمي ٤.٥

" الغربة كالموت ، المرء يشعر أن الموت هو الشي الذي يحدث للآخرين . منذ ذلك الصيف أصبحت ذلك الغريب الذي كنت أظنه دائما سواي"

description

على جسر نهر الاردن ، في طريقنا للعبور إلى رام الله .
هل سيسمحوا لنا بالعبور ؟ هل سنستطيع ان نعبر إلى الضفة الأخرى؟ ام سيتم منعنا من دخول أرضنا ؟
نعم أعلم أن مريد هو الذي كان يفكر في هذا ، هو من كان يتهيأ للعبور . لكن هل وحده فعلا من يفعل ذلك ! هل هو وحده من مُنع من دخول رام الله لثلاثين عاما ! هل هو فقط من يحلم بالذهاب لرام الله وفلسطين وزيارة القدس !
"فيروز تسميه جسر العودة . الأردنيون يسمونه جسر الملك حسين . السلطة الفلسطينية تسميه معبر الكرامة . عامة الناس وسائقو الباص والتاكسي يسمونه جسر اللنبي .امي وقبلها جدتي وأبي وامرأة عمي ام طلال يسمونه ببساطة الجسر"

نعم كان مريد من يعبر ، ويكتب، ويتحدث لكن مريد بأسلوبه القصصي الرائع جعلني أشعر انى كنت هناك معه . وكان معه الكثيرون ممن تم منعهم من دخول بلادهم ومعه بقوة أيضا اخيه منيف . ( وساعود للحديث عن منيف مرة اخرى )

" آخر ما أتذكره من هذا الجسر أنني عبرتُهُ في طريقي من رام الله الى عمان قبل ثلاثين سنة، ومنها الى مصر ، لاستئناف دراستي في جامعة القاهرة . إنه العام الدراسي الرابع والاخير ١٩٦٦/٦٧ عام تخرجي المنتظر


description

خرج يومها وهو يظن انها شهور وسيعود لبلدته ، سيعود لرام الله . لم يكن يعلم ان في يوم أحد ايام امتحاناته الاخيره واثناء ترقبه واستعداده للعودة ستحدث النكسة

" من هنا ، من إذاعة صوت العرب ، قال لي أحمد سعيد إن رام الله لم تعد لي وإنني لن أعود إليها . المدينة سقطت "

انتهت الامتحانات وحصل مريد على شهادته اخيرا " نجحت وتخرجت. حصلت على ليسانس من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها. وفشلت في العثور على جدار أعلق عليه شهادتي "


كل من تصادف وجوده خارج الوطن عندما قامت الحرب ، يحاولون الحصول على تصريح ( لم الشمل) بكل الوسائل، عن طريق أقربائهم من الدرجة الاولى في فلسطين أو عن طريق الصليب الاحمر
إسرائيل تسمح لمئات من كبار السن وتمنع مئات الآلاف من الشبان من العودة . وصار العالم يسمينا 《نازحين》!


كيف يتم منعي من دخول بلادى !! هل احتاج لتصريح من عدوي للذهاب الى وطني ؟ هل أحتاج الى دعوة لزيارة اهلى ، في موطني ؟؟!! كيف أصبحت غريبا بالنسبة لوطني ؟؟ كيف يقف جندي يحمي بلدي مني ؟؟!!

" الغريب هو الشخص الذي يجدد تصريح إقامته . هو الذي يملأ النماذج ويشتري الدمغات والطوابع . هو الذي عليه أن يقدم البراهين والإثباتات."

الغريب هو الذي يقول له اللطفاء من القوم ( أنت هنا في وطنك الثاني وبين أهلك ) هو الذي يحتقرونه لأنه غريب . او يتعاطفون معه لانه غريب . والثانية أقسي من الأولى "


نعم منذ الهزيمة في يونيو ٦٧ تغير كل شئ

" منذ ال ٦٧ والنقلة الاخيرة في الشطرنج العربي نقلة خاسرة ! نقلة الى وراء. نقلة سلبية تنتكس بالمقدمات مهما كانت المقدمات إيجابية. "

" دائما نتكيف مع شروط الاعداء . منذ ال ٦٧ ونحن نتأقلم ونتكيف ! "

" منذ ال ٦٧ وكل ما نفعله مؤقت و( الى ان تتضح الامور )


بعد ثلاثين عاما نعود للجسر مرة أخرى، الكثير حدث خلال هذه السنوات ، فقدنا الكثير ، تغيرنا ، منا من تزوج وانجب ، ومنا من مات ، ومنا من قُتل سواء داخل فلسطين أو تم إغتياله خارجها . نعم حدث الكثير .
ومريد الذي عبر منذ ثلاثين عام فى طريقه الى القاهرة ليس هو مريد الذي يقف الان على الجسر تملاه الرغبة في العودة والخوف من حدوث شئ يمنعه من العودة .
نعم ارتجف قلبى معه .

" المرور على هذا الجسر ظل متاحا دائما للمقيمين تحت الاحتلال ، وللمغتربين الذين يحملون تصاريح الزيارة او لم الشمل . طوال السنوات الثلاثين ، فشلت في الحصول على اى من التصريحين .

المرة السابقة مباشرة كنت ولدا . هذه المرة انا والِد . والد لولد هو الآن في عمري عندما مررت من هنا لآخر مرة ! "


يروي لنا مريد دخوله رام الله ورؤيته لها بعد ثلاثين عاما . يروى لنا لقاءه بالكثير من الاصدقاء والاقارب القدامي ، يحكى لنا تفاصيل كثيرة عن زيارته ولقاءاته وعن التغييرات التي حدثت والتغيرات التى لم تحدث . ويستعيد معنا الماضي .

" عجيبة رام الله.
متعددة الثقافات ، متعددة الأوجه. لم تكن مدينة ذكورية ولا متجهمة . دائما سباقة الى اللحاق بكل ترف جديد .


لكن ماذا فعل بها الاحتلال ؟ كيف تأثرت احوالها !


الاحتلال تركنا على صورتنا القديمة. وهذه هي جريمته.
إنه لم يسلبنا طوابين الأمس الواضحة بل حرمنا من الغموض الجميل الذي سنحققه في الغد.”


كأن اسرائيل تريد ان تجعل الجماعة الفلسطينية كلها ريفا لمدينة اسرائيل، بل انها تخطط لرد المدن العربية كلها إلى ريف مؤبد للدولة العبرية !”


description


"لم تكن الحياة نعيما قبل الإحتلال الإسرائيلى
- كنا نتدبر أمورنا على طريقتنا.
- لكن الإحتلال...!
الإحتلال يمنعك من تدبر أمورك على طريقتك .إنه يتدخل في الحياة كلها وفي الموت كله . يتدخل في السهر والشوق والغضب والشهوة والمشي في الطرقات. يتدخل في الذهاب الى الأماكن ويتدخل في العودة منها ."


كما تحدث عن القدس ، التي لم يستطيع زيارتها لانه لا يملك تصريحا بزيارتها فالقدس لا يستطيع زيارتها الا اصحاب التصاريح الإسرائيلية او من يملكون ما يثبت انهم
V.I.P

" لا يعرف العالم من القدس الا قوة الرمز . قبة الصخرة تحديدا هي التي تراها العين فترى القدس وتكتفي .

لكن العالم ليس معنياً بقدسنا، قدس الناس.
قدس البيوت والشوارع المبلطة والأسواق الشعبية حيث التوابل والمخللات.
‏قدس العتالين ومترجمي السياح الذين يعرفون من كل لغة ما يكفل لهم ثلاث وجبات معقولة في اليوم.

‏هي القدس التي نسير فيها غافلين عن "قداستها" لأننا فيها ، لأنها نحن.
‏هذه القدس العادية ، قدس أوقاتنا الصغيرة التي ننساها بسرعة لأننا لا نحتاج إلى تذكرها، ولأنها عادية كما ان الماء ماء والبرق برق ، كلما ضاعت من ايدينا صعدت الى الرمز . الى السماء
ان قدس السماء ستحيا دائما. اما حياتنا فيها مهددة بالزوال .

نحن لا نستطيع دخولها سائحين ولا طلابا ولا عجائز.
الآن لا نقيم فيها ولا نرحل .
الآن لا يستبد بنا السأم فيها فنهاجر منها الى نابلس أو الشام او بغداد او القاهرة او امريكا
الآن لانستطيع ان نكرهها بسبب غلاء الإيجارات مثلا.
الان لا نستطيع أن نتذمر منها كما يتذمر الناس من مدنهم وعواصمهم المملة المُرهقة.
أسوأ ما فى المدن المحتلة أن ابناءها لا يستطيعون السخرية منها. من يستطيع أن يسخر من مدينة القدس؟"


description

لم يتحدث مريد فقط عن رام الله ، تحدث عما حدث له خلال الثلاثين عاما ، تحدث عن شخصيات معروفة ، تحدث مثلا عن موت ناجي العلى وغسان كنفاني . تحدث عن عائلته عن أبيه وامه واخوته لكن اكثر من تواجد في هذه السيرة روحا وقلبا كان اخيه الكبير منيف

“إن كتباً كثير يجب أن تكتب حول دور الشقيق الأكبر في العائلة الفلسطينية، منذ مراهقته يصاب بدور الأخ والأب والأم ورب الأسرة وواهب النصائح والطفل الذي يبتلى بإيثار الآخرين وعدم الاستئثار بأي شيء الطفل الذي يعطي ولا يقتني الطفل الذي يتفقد رعية تكبره سنا وتصغره سنا فيتقن الانتباه.”

منيف الذي رأيته يعبر مع مريد الجسر رغم انه توفي منذ سنوات ، توفي دون ان يستطيع العبور بنفسه ، منعه الاحتلال من العبور . الاحتلال منع جسده لكنه لن يستطيع ان يمنع روحه من العبور . توفي منيف كالكثيرون في الغربة ، توفى وكل شخص من عائلته في الغربة . موت منيف وغربته كان مثالا لموت الكثيرين مثله بالغربة ، وليس هو فقط المغترب فكل فرد من أفراد عائلته في بلد وغربه مختلفة . العائلة مشتتة كل فرد منها في بلد .

"موتانا ما زالوا في مقابر الآخرين وآحياؤنا ما زالوا عالقين على حدود الآخرين."

احزنني مريد في كثير من كلماته وحكاياته وأرائه وأحزانه لكنه أبكاني حين تحدث عن وفاة منيف ، أبكاني في حكايته عن كيفية نقل خبر الموت الى والدته . مريد طلب من الجميع ان لايخبروا امه بوفاة مريد ، كان يشعر أنها لن تتحمل وستموت بعده . كان يريد ان يحميها من الموت المفاجئ لمعرفتها بهذا الخبر . أخذ معه رضوى وذهب لها ، رضوى عاشور الروائية المعروفة ، التي عاملتها امه كانها ابنتها منذ عرفتها .

اقتربت منها معانقا وأنا مرتاب في قدرتي على التماسك حتى النهاية .
- قل لي يمة شو اللى صار لاخوك ؟ لابسات اسود وبيقولن انه فيه نفس . انه عايش في المستشفى ويمكن يطيب. شو بتقول لي يمة . لا تكذب علي ياحبيبي .
كنت اريد أن أصرخ عمري كله حتي أموت هنا . عند هذه اللحظة .
‏لم اعرف كيف أجيبها .
‏وجدتني أقول لها وأنا أضع رأسها على صدري ويداي تطوقانها بشدة : بدن�� اياك تظلي عايشة . اوعديني تظلي عايشة . البسي أسود يمة .

‏بكيت وانا اقرأ هذا الجزء وبكيت مرة أخرى وانا اكتبه الآن. رحمك الله يامريد اوجعت قلبى .

وبالطبع حين نتحدث عن مريد وحياته لابد ان نذكر زوج��ه رضوى عاشور وقصة حبهما منذ الجامعة وأن نذكر أيضا ابنه تميم البرغوثي .

لم اكن أعلم ان مريد تم ترحيله من مصر وكان عمر تميم حينها ٥ شهور ، لم اكن اعلم انه ظل طوال ١٧ عاما لا يستطيع دخول مصر وأن رضوى وتميم ظلوا بمصر لايرونه الا فترات محدودة خارج مصر ، وكأنه كتبت عليه الغربة دائما .

اوجع قلبى موقف حدث في اول لقاء بين مريد وتميم

عندما تم ترحيلي من مصر كان عمره خمسة أشهر. وعندما أحضرته رضوى معها للقاء بي فى شقة مفروشة في بودابست كان عمره ثلاثة عشر شهرا.
وصار يناديني :
-عمو
أضحك وأحاول ان اصحح له الأمر:
-أنا مش عمو يا تميم . أنا بابا
فيناديني :
-عمو بابا".


description

وتحدث مريد عن رغبته ان يزور تميم رام الله . كان يحاول ان يحصل له على تصريح لزيارة رام الله.
" لم يكن أحد يجادلني في حقي في رام الله ، الآن أتساءل عن دوري في حفظ حقه في رؤيتها . وهل سأخرجه من سجلات اللاجئين والنازحين وهو لم يلجأ ولم ينزح وكل مافعله أنه ولد في الغربة ؟"

تميم مثل الكثيرين من الفلسطينين الذين لم يروها ولم يعيشوا فيها ولا يعرفوا من الوطن إلا قصته وأخباره . واحد من أجيالا بوسعها أن تعرف كل زقاق من أزقة المنافي البعيدة وتجهل بلادها .اجيال وُلدت مغتربة دون ذنب لها .
الإحتلال خلق منا أجيالا عليها أن تحب الحبيب المجهول . النائي . العسير. المحاط بالحراسة ، وبالاسوار ، وبالرؤوس النووية ، وبالرعب الأملس .
الاحتلال الطويل أستطاع أن يحولنا من ابناء فلسطين الى ابناء فكرة فلسطين ."



حسنا فلنكتفي بهذا القدر لقد تحدثت كثيرا ، لكن مريد هو السبب فلقد ملأني بالكثير من الاحداث والحكايات والآراء والاوجاع . مريد تحدث عن الكثير من القلب فوصل كلامه الى القلب . نعم تحدثت عن الكثير لكن لايزال هناك الكثير من الاراء والمشاعر والأفكار والحكايات والاوجاع.


كعادتي حين الانتهاء من كتاب حاولت كتابة المراجعة فورا لكن لم أستطع ان اكتب كلمة واحدة. تركته قليلا وعادوت المحاولة فكتبت بضع جمل باهتة وغير مترابطة لم تعجبني وقمت بمسحها .

اليوم قبل ان اقوم بإضافة وتقييم الكتاب قلت لنفسى فلنحاول مرة اخرى ربما كتابة كلمات بسيطة . وكانت هذه هى النتيجة مراجعة طوييلة ( سامحوني على الإطالة )لم اكن انوى كتابتها لكن حين بدأت الكتابة اخذت الكثير من الافكار تتراكض في رأسى ترغب في الخروج. حين بدأت الكتابة لم استطع التوقف حتى انى قمت بتأجيل القيام بأشياء كنت أنوي فعلها لاني لم استطع ان اتوقف عن الكتابة . بداخلى الكثير جدا مما ارغب في الحديث عنه . نعم رغم كل ما كتبته لازال بداخلى الكثير ، وربما كان هذا السبب في عجزي في البداية عن الكتابة .

كانت قراءة ممتعة وجميلة حقا ، استمتعت بها بشدة ، بالحكايات والاسلوب وكل شئ بها كان رائع حقا . لم اشعر للحظه مع بالملل .

١٩ / ١٢ / ٢٠٢١
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,619 reviews4,125 followers
May 27, 2023

النكسة
من هنا. من إذاعة صوت العرب. قال لي أحمد سعيد إن رام الله لم تعد لي و انني لن أعود إليها. المدينة سقطت.
توقفت الإمتحانات لأسابيع. استؤنفت الإمتحانات. نجحت و تخرجت. حصلت على ليسانس من قسم اللغة الإنجليزية و آدابها. و فشلت في الحصول على جدار أعلق عليه شهادتي.
الحسرة
أخيرا ها أنا أمشي بحقيبتي الصغيرة على الجسر. الذي لا يزيد طوله عن بضعة أمتار من الخشب. و ثلاثين عاما من الغربة.
كيف استطاعت هذه القطعة الخشبية الداكنة أن تقصي أمة بأكملها عن أحلامها؟! أن تمنع أجيالا بأكملها من تناول قهوتها في بيوت كانت لها؟!
كيف رمتنا إلى كل هذا الصبر و كل ذلك الموت؟! كيف استطاعت أن توزعنا على المنابذ و الخيام و أحزاب الوشوشة الخائفة
العودة
عندما تختفي فلسطين كسلسال على ثوب السهرة. كحلية. أو كذكرى أو كمصحف ذهبي. أي عندما نمشي بأحذيتنا على ترابها. و نمسح غبارها عن ياقات قمصاننا و عن خطانا المستعجلة إلى قضاء شئوننا اليومية العابرة العادية المضجرة. عندما نتذمر من حرها و من بردها و من رتابة البقاء فيها طويلا. عندئذٍ نكون قد اقتربنا منها حقا.
وضعنا مؤقت و خبزنا مؤقت
منذ السبعه و ستين و كل ما نفعله مؤقت و إلى أن تتضح الأمور. و الأمور لم تتضح الأن بعد ثلاثين سنة!. في نكبة الثمانية و أربعين لجأ اللاجئون إلى البلاد المجاورة كترتيب مؤقت. تركوا طبيخهم على النار آملين العودة بعد ساعات. انتشروا في الخيام و مخيمات الزنك و الصفيح و القش مؤقتا. حمل الفدائيون السلاح و حاربوا من عمان مؤقتا ثم من بيروت مؤقتا ثم أقاموا في تونس و الشام مؤقتا. وضعنا برامج مرحلية للتحرير مؤقتا و قالوا لنا أنهم قبلوا اتفاقي أوسلو مؤقتا إلخ إلخ.
و موتنا هو فقط الحقيقي
بعد كم ��لاثين سنة أخرى سيعود الذين لم يعودوا؟ ما معنى أن أعود أنا أم غيري من الأفراد؟
عودتهم هم. عودة الملايين. هي العودة. موتانا ما زالوا في مقابر الآخرين. و أحياؤنا ما زالوا عالقين على حدود الآخرين.
شتات
منيف يتحدث من قطر معي في أمريكا عن استشهاد فهيم في بيروت و دفنه في الكويت و ضرورة تبليغ ستي أم عطا في دير غسانة و جدته لأمه في نابلس و أمي في الأردن و رضوى و أنا نؤكد حجزنا للعودة عبر روما إلى القاهرة.

وجد بين يديه جوازات سفر من كل حدب و صوب. أردنية و سورية و أمريكية و جزائرية و بريطانية و من دولة بيليز أيضا و بأسماء تدل على أن أصحابها من عائلة واحدة فالكل برغوثي. بالإضافة إلى جواز سفر رضوى المصري و جواز سفر إميل حبيبي الإسرائيلي. طلب الضابط أن يشرح له أحدنا هذا الكوكتيل من جوازات السفر و عندما بدأ أحدهم بشرح الأمر قاطعه ضاحكا: لا أريد أي شرح! لا أريد أن أفهم!
Profile Image for Nayra.Hassan.
1,259 reviews6,271 followers
August 1, 2022
ألسنا شعبًا معجزة؟شعبًا مختلفًا؟وطنًا مختلفًا
نعم؛بمعجزة ما فلسطين قادرة علي قهرنا يوميا؛بمعجزة ما يتحول الشهد لعلقم بتوالي تفاصيل التغريبة الفلسطينية
ستظل فلسطين المسلوبة تؤكد لنا يوميا انها الاصل و اذا ضاعت؛تتلف الفروع و تجف
و ان اليهود تسربوا فعلا من عيوبنا

بسرد يقارب البوح؛ يحكي لنا مريد عن الغربة و أوجاعها؛ عن الاخ و فقدانه و الاغتيالات و مرارتها و الشهداء و اقاصيصهم
استعمل مريد لكل عقد من عقود الرواية لغة تليق به؛ فسنوات تجريم رفع العلم الفلسطيني تختلف عن سنوات ما بعد أوسلو

الوضع مأساوي لكن المأساة مشوبة دائما بالملهاة، لأنها بلا جلال إننا* نسقط على السكت. بدون ذلك الدويّ المصاحب لسقوط البطل المأساوي
الماكينة الإعلامية الجهنمية تطمس معنى السقوط وتصوره لنا انتصارات ونهوضًا.*

باسلوب جاذب يخلو من نبرة الرثاء يخبرنا مريد عن شعور خاص جدا :الا يكون لك وطنا تعود اليه؛ يخبرنا عن حقيبته و اشواقه التي يحملها مراراً ليعود بها مخذولاً
يحدثنا ببساطة عن الوشايات و الخيانات؛ عن السجون و التشرد؛ عن مذاق القهوة مع حبايبك؛ عن ثمار لذيذة سرقتها في طفولتك؛
اشجار تسلقتها و اختفت لتوضح لك ان كل شيء مؤقت؛ عن التأقيت التأقيت المقيت
(حتى تتضح الأمور

عن شبه حياة في ظل الانتظار؛ عن سرقة الأعمار في ظل الانتظار
عن ابن لم ير من فلسطين إلا غيابها الكامل وقصتها الكاملة و والدين تم اقتلاعك من بينهما ف بقيا كالحسرة في ثنايا العقل و القلب

علّمنا التاريخ درسين اثنين: أولهما، أن تصوير الفواجع والخسارات بوصفها انتصارًا هو... أمر ممكن. والدرس الثاني، هو أن ذلك لا يدوم

مريد كان غريبا بقدر ما كان حراً؛ صراحة البرغوثي في تقييم مسيرته المشتتة منحت كلماته رونق فريد مضيء قد يبهرك ضيائه

أما عيبي الشخصي فكان أنني أستسهل الانسحاب عندما أرى ما لا يسر. أدير ظهري. وقد أثبتت لي الأيام أنه كان من الأفضل لو تحملت قليلًا"ا
يخبرنا عن رعب رنين الهاتف. رنة للفرح
رنة للحزن.. ورنة للشوق. حتى المشاجرات والعتب واللوم والاعتذار بين الفلسطينيين " لم نعشق رنينًا مثله أبدًا ولم يرعبنا رنين مثله أبدًا..  من يحميك من «إرهاب التلفون؟

ليخبرنا رحمه الله في النهاية نحن رفاق القراءة الجماعية الأخيرة لعام وفاته ٢٠٢١
أن رزنامتُنا أصيبتْ بالعطب وبتراكم الأوجاع و ان السعادة تكذب أن الأمان يكذب. أن الوسامة تكذب. أن الحب يكذب وأن الهواء الذي يحيط بالفلسطيني هواءٌ مُهدَّد؛ مسمم: بالغربة


لمراجعة تاريخية متكاملة للكتاب اليكم مراجعة مرشح الرواية :شهاب
https://www.goodreads.com/review/show...
Profile Image for ياسمين ثابت.
Author 7 books3,249 followers
June 12, 2013




description
انا ايضا رأيت رام الله في كتابك يا مريد
رأيتها بالرغم اني لم ازرها قط ولم اعش آلام اهلها قط ولم افقد لي ولدا قط ولم يمت لي احد المعارف برصاصة او شظية قط....لم اشتم رائحة الهواء ولم المس البيوت ولم استمتع بحسن الضيافة ولم اجلس بين الامهات والاطفال

لم اكن نازحة ولم تكن ارضي محتلة ولم اكن مغتربة

في كتابك عشت كل هذا وبكيت

بكيت المواقف المذكورة في سطور
المؤلمة لسنوات

تلك المرأة التي كانت ستطرد من بيت اهل زوجها لولا انها انجبت ولدا
وهي بالأصل جارتهم بينها وبين بيته�� صف اشجار فقط!!

امه حين كان لديها الامل في ان ابنها ما يزال على قيد الحياة ولم ترتدي السواد بعد وكل النساء حولها ارتدوه منتظرة اشارة منه اي مريد
ليؤكد لها ما تخاف ان تواجه
فيقول لها البسي السواد
بكيت كثيرا معها وكأنه ابني

ذاك القريب الذي حاولوا تخفيف خبر موت قريبه عليه فاخبروه انه في المستشفى وان شاء الله يكون بخير فاجاب بهدوء وين دفنتوه!!!

تميم الذي لم يستوعب غياب ابيه فالتقاه قائلا عمو
وحين صحح له مريد بانه اباه
ناداه عمو بابا!!!

ماهذا الألم؟ ماهذه الحياة؟؟ ألهذه الدرجة قبيحة حياة الغربة؟؟؟
ألهذه الدرجة كنا مجرمين في اتفاقية السلام؟

كنت ضدها من البداية ولكن هذه الرواية اشعرتني بالخزي حقيقة

من الصعب اختيار مقتطفات لان كل سطر مؤلم وكل سطر حياة وحزن وجرح كامل
برأيي هي ليست رواية بقدر ماهي هو بوح شخصي الم شخصي يواجه به نفسه قبل ان يواجه الاخرين
ربما لهذا كانت اكثر وجعا
لو انه صورها ببطل من خياله لخفف علينا وطأة الحزن او اشعرنا انه خيال الكتاب
ولكنه كان وجع الكاتب في امة كاملة

يصعب علي حقا كتابة ريفيو للرواية وانا مازل�� اتألم
مازلت انزف
مازلت اعيش فيها
في رام الله

قطعا انصح بقراءتها
Profile Image for شهاب الدين.
182 reviews202 followers
October 9, 2024


32335334-SX540

يوم ميلاد فلسطين: 3200 ق.م
يوم سقوط فلسطين: 1948-1967
يوم وفاة فلسطين: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ ال��أَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ.
.....

14-02-21-662083432

مريد البرغوثي - شاعر وروائي فلسطيني -
يوم ميلاده: 8 يوليو 1944
يوم وفاته: 14 فبراير 2021
الموتة الأولى: 5 يونيو- 1967


’’ من هنا. من إذاعة صوت العرب. قال لي أحمد سعيد إن رام الله لم تعد لي و انني لن أعود إليها. المدينة سقطت.
توقفت الإمتحانات لأسابيع. استؤنفت الإمتحانات. نجحت و تخرجت. حصلت على ليسانس من قسم اللغة الإنجليزية و آدابها. و فشلت في الحصول على جدار أعلق عليه شهادتي.’’

’’نعم إن الـ 67، هي الانطباع المستمر في البال منذ أن عشتها في مقتبل العمر، أعلم أنني لا أصلح للعمل السياسي المحترف، ربما لهذا السبب، إنني أستقبل العالم بالمشاعر والحدس، وهذا لا يتماشى مع تدابير الضرورة السياسية’’



أيا فلسطين، يا ألف أبجديتنا، وياء لغتنا. يا أول أمة الضاد، وأخر أهل البلاد.
فلسطين في مقدمة صحراء العرب، وعلى صدر بلاد الشام، هي قضيتنا ومن ليس فلسطين قضيته فما له من خلاق. القدس قلادتنا المفقودة في خضب الصحراء، يبحث عنها بدوي أوحد في عتمة القمر، ولا تشرق عليها شمس السماء ابداً، أيا سماء أتركتينا في أرض خارج الارضٍ، ألست تلك أرضنا وأنتي سماءنا؟ أيا سماء أين الوعد وأين النصر. ولو عصيتك في الماضي، يعاقبني الله بظلمتك الأبدية؟ قلادتنا مفقودة، مسروقة، مسلوبة، قدسنا مغصوبة على أرضها، ونحن دونها في ضلالٍ بعيد.

يا فلسطين، أيتها السيف المتبلد،المحمول على ذراع جندي مدمى في عامه التسعين على حصان أعرج في معركته الأخيرة، وكل العرب من الشهود والجمهور والمصفقين لعرجة حصانة؟ فأين حصانكم؟ وأين سيفكم؟ فأين شرفكم بعزة دينكم، بالله عليكم ألا تدركون شجاعة بن الوليد وإيمان الفاروق، وحصان صلاح الدين؟ أو لو كان فينا رجل رشيد لسرقت مننا عذرية أرضنا؟
أو لو كان فينا رجلٍ نُكرم لأجله لتركتنا فلسطين ورحلت عننا؟

يا أرض كنعان، يا قدس الجنتان يادرة المدائن وبلاد الزيتون والزيت، نحن لك أسفين، آملين بأقل ما نملك من قوة، لا أملك غير الكلام، لا أملك غير صورك في عز تألقك، وانتي خضراء كالسندس خالية من المستوطنات البيضاء، لم أعتد على شكلك بعد تشوهك، ولم أكن أعرفك في عزة حياتك، لكنني سأموت، وأغادرها وأنتي حية لا تموتين ابداً.

image

أحفظوا صور فلسطين في صدر مجلسكم، أبحثوا عن صورة القدس في رفوف مكتبتكم، ضع صورة عرفات على سطح مكتبكم. وعلق كلمات درويش وأحرف البرغوثي، ورسائل غسان في أول صفحاتكم. حفظوها لأولادكم، أتركوها وصية حية لأحفادكم، أجعلوها صورة من حياتكم، إن ماتت فينا قدسنا، فأنتهت حياتنا وعروبتنا ولو كنا نملك مفاتيح السماوات والأرض. إن لم تترك أثر فلسطين في حياتك، فأي أثر ستترك؟ تحدثوا عنها بلا أسباب، أبحثوا عن تاريخها بلا سؤال وجواب، دون دراسة، دون مدارس ومذاكرة، فلسطين تاريخ يحفظ مع الألقاب، يتكلمونه بلغة الضاد. فلسطين أسم لا يجب أن ينسى حتى يأتي الغزو والطوارئ. لن تنتظر قصف القطاع لتعلم أن غزة واقعنا، ففلسطين كلها ملكنا وهي أرضنا من الخليل إلى غزة، من رام الله لبيت لحم، فإن كنت لا تحملها في قل��ك، فأنقش قبرك الأن بنفسك.

[image error]

في السادس من يناير عام 1969، تم إعلان ذلك اليوم كيوم الشهيد الفلسطيني، وأكثر المتشائمين حينها، وأقسى المناضلين يومها لم يتوقعوا ذات يوم أن في السادس من يناير بعام 2021، سيُعلن أن عدد شهداء النكبة الفلسطينية تجاوز المائة ألف، نعم المائة ألف!!!
و11 ألف منهم بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتلك الأرقام فضلاً عن أحداث القصف الأخيرة، وأحداث الشيخ جراح في مدينة القدس الشريفة، وليالي قصف غزة الكئيبة، تلك الليالي السوداء لم يعرف جسدي لأيام النوم لأجلها.


’’ يقول مريد البرغوثي بعد ٦٧ وسقوط رام الله:
الغربة كالموت، المرءُ يشعر أن الموت هو الشيء الذي يحدث للآخرين، منذ ذلك الصيف أصبحتُ ذلك الغريب الذي كنت أظنه دائما سِواي!’’


حسناً، رواية رأيت رام الله، هي سيرة ذاتية للشاعر الفلسطيني الشهير مريد البرغوثي، يعود بذاكرته وذاكرتنا إلى زيارته لرام الله الأولى بعد تشتيته في الأرض لثلاثين عام، بين بودابست وباريس وعمًان والقاهرة والمغرب وبيروت، ولم تصل قدمه أبداً إلى رام، عاش غريباً مشتتاً، مؤقتاً في كل مكان، مهما طالت إقامته فهو في غربة، سيرحل حتماً ذات يوم.

’’المرة السابقة كنت ولداً، هذة المرة أنا والد. والد لولِد هو الآن في مثل عمري عندما مررت من هنا لآخر مرة..’’


تمثل تلك الرواية تجربة رائعة من السير الذاتية الوجدانية، هي سيرة ذاتية لصوت فلسطين المكسور، لصوت رام الله، ولا سيما لصوت ريف دير غسانة، القرية الصغيرة التي كانت تمثل مسكن ومجمع عائلة البرغوثيين جميعاً.

لا وصف يأتِ بعد وصف مريد البرغوثي لفلسطين، ولا كلام يُكتب تعقيباً على كلامه، تلك الرواية ستحملها في قلبك، ستحفظها حتى حين، ستقرأها مرتان على الأقل أستطيع أن أعدك بذلك، تلك الرواية ربما تقتبس أكثر من نصفها، بأسلوب شاعري خلاب، وأسلوب سياسي بسيط وسلس وواقعي لأقصى درجة، كتب لنا مريد البرغوثي رواية تعد واحدة من العلامات الفارقة في القضية الفلسطينية.

32340017-SY540

يحكي لنا مريد البرغوثي فيها سنين حياته المشتتة، وغربته المضطربة إلى اقصى درجة، والعقبات المتتالية، وذلك من خلال شباك غرفته في رام الله، في ليلته الأخيرة في بيته المؤقت - مرة أخرى - بجانب نافذه تطل على مستوطنة بيضاء جديدة! وكأن رام الله كانت باب الماضي الحي، وقبر المستقبل المقتول، وجنازة الحاضر الشهيد. رام الله ستحملك لماضيها لأنها لم يمر الوقت عليها، ففلسطين جميعاً لا تواكب العالم في أي تقدم ولا يمر عليها الزمان، وفي رام الله لا يعرف المستقبل سبيل إليها، وفي حاضرهم بكاء وعويل لا ينتهي، فالجنائز في فلسطين مبتدأ كل الأمور، ومنتهى المصير الأوحد لهم.


’’ الغريب هو الشخص الذي يجدد تصريح إقامته. هو الذي يملأ النماذج ويشتري الدمغات والطوابع، هو الذي عليه أن يقدم البراهين والإثباتات. هو الذي يسألونه دائما: ( من وين الأخ؟) او يسألونه وهل الصيف عندكم حار؟

لا تعنيه التفاصيل الصغيرة في شؤون القوم أو سياستهم الداخلية، لكنه أول من تقع عليه عواقبها.. لا يفرحه ما يفرحهم لكنه دائماً يخاف عندما يخافون. هو دائما العنصر المندس في المظاهرة إذا تظاهروا، حتى ولو لم يغادر بيته.
هو الذي يقول له اللطفاء من القوم ( أنت هنا في وطنك الثاني وبين أهلك ) هو الذي يحتقرونه لأنه غريب أو يتعاطفون معه لأنه غريب. والثانية أقسى من الأولى..
في الخامس من حزيران ١٩٦٧ أصابتني الغربة.’’


img-0614912609

أكثر ما كان يميز مريد البرغوثي في السيرة بالنسبة لي، هو وصفة السلس والبسيط والبعيد تماماً عن المبالغات والتعاطف الساذج مع القضية الفلسطينية، كان واقعي لأقصى درجة ممكنة، واقعي مع هزيمتنا مع النكبة، واقعي مع النكسة، واقعي بشأن إتفاقية أوسلو، واتفاقيات السادات الملعونة، واقعي في مصير فلسطين وماضيها وحاضرها، واقعي مع أرض كنعان ولأي فئة تستحق أن تكون، واقعي حتى مع مصير اليهود في الماضي، فلسطين قضية الإنسانية الأولى، لاتحتاج أن تكون شاعراً ولا كاتباً أو صحفياً لتجذب تعاطف الناس إليها، يكفي أن تكون إنساناً وستحملك فطرتك إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
القدس; قدس الإنسانية أجمع

’’
لا يعرف العالم من القدس إلا قوة الرمز، قبة الصخرة تحديداً هي التي تراها العين فترى القدس وتكتفى. القدس الديانات، القدس السياسة، قدس الصراع هي قدس العالم.
لكن العالم ليس معنياً بقدسنا، قدس الناس.
قدس البيوت والشوارع المبلطة والأسواق الشعبية.’’

يمنعك الإحتلال من إدارة شؤونك الخاصة على طريقتك، لم تكن فلسطين جنة الفردوس، ولا أرض الميعاد، كانت دولة مثل أي دولة، يكفي أن يموت الرجال فيها وتبكي النساء عليهم في أرضهم، ويكفي أن يشعر الصغير بأن له دولة يعيش فيها أبداً. إذا لم يتقبله العالم، يكفي أن يعود لرحم أمه الأول، فلن تلفظه خارجها بتاتاً مهما ضاقت الأرض.


لم تكن الحياة نعيما قبل الإحتلال الإسرائيلى
- كنا نتدبر أمورنا على طريقتنا.
- لكن الإحتلال...!
الإحتلال يمنعك من تدبر أمورك على طريقتك .إنه يتدخل في الحياة كلها وفي الموت كله . يتدخل في السهر والشوق والغضب والشهوة والمشي في الطرقات. يتدخل في الذهاب الى الأماكن ويتدخل في العودة منها .

الامور هنا مؤقتة . الشعور بالأمان مؤقت.

’’ أسوأ ما في المدن المحتلة ان أبناءها لا يستطيعون السخرية منها . من يستطيع أن يسخر من مدينة القدس؟ ’’


32335421-SX540

من يبيع لي وطناً؟ أشتروا لي اللبن بكل صباح والجرائد في المساء، وأكثروا من طير المراسيل وأنشدوا نشيج العاشقين، بيعوا لي سكناً وأحملوني على ضفاف دجلة، أغرقوني في نيل القاهرة وأرسلوني إلى خرطوم السمراء، وأغرقوني في رمال ليبيا، أدخلوني إلى بيروت الشعراء ولكن من يبيع لي وطنا؟
من يرجعني إلى هدوء أمي في صباحها، وشجار رفاقي في مدرستنا، وصخب أصدقاء أبي في مجالسهم، فمن يعيد لي وطنني؟ فمن يبيع لي وطناً؟
فهل تُباع الأوطان؟


’’ كيف غنيت لبلادي وأنا لا أعرفها؟ هل أستحق الشكر أم اللوم على أغاني؟ هل كنت كنت أكذب قليلاً؟ كثيراً؟ على نفسي؟ على الآخرين..
أي حُب ونحن لا نعرف المحبوب؟ ثم لماذا لم نستطع الحفاظ على الأغنية؟ الأن تراب الواقع أقوى من سراب النشيد؟ أم لأن الأسطورة هبطت من قممها إلى الزقاق الواقعي؟



كان لمنيف البرغوثي، الأخ الأكبر لمريد، النصيب الأكثر من حب أمه، والنصيب الأكثر من بكائنا عليه في تلك الرواية، تعلقت بمنيف دون أن ألقاه، بل اقرأ عنه لأول مرة، تجد بصمته وأثره في عائلة مريد جميعاً إلى حتفهم الأخير. في أمه وأخوته الثلاث. وحديث مريد عنه آية في الجمال والروعة، بكيت في وصف وفاة منيف في الغربة، وكأنه أخي الأكبر، حزنت لأجله ولأجل أمه، منيف البرغوثي أحد شهداء فلسطين في الغربة، رحمك الله


’’ يقول مريد عن وفاة أخيه منيف البرغوثي بعد منعه من دخول رام الله

منذ قدمت أوراقي لسلطات الجسر، ووجهه يلح علي.
هذا المشهد مشهده هو.. مشهد منيف
هنا أنتظر..هنا خاف.. هنا تفاءل واستبشر.. هنا حققوا معه.. هنا سمحوا لأمي بالدخول ومنعوه.

هنا كان عليها أن يفترقا.. هي مُكرهة على إكمال رحلتها غرباً إلى رام الله وهو شرقاً إلى عمّان، ومنها إلى منفاه الفرنسي، حيث مات بعد ستة أشهر وهو لم يتجاوز الثانية والخمسين عام.’’


المنفى، الغربة، الموت، الاحتلال، المخيمات، اللاجئين،باريس، بودابست وعمان وبيروت والقاهرة والخرطوم وطرابلس والرياض والدوحة، جميعهم سواء، جميعهم صورة للموت الفلسطيني، جميعهم صورة للمنفى، صورة للشتات ال��دسي في العالم أجمع، بأي حق أصبح الغريب مالك الدار، وأصبح المالك شريداً خارج القرى، شريداً متسولاً لا يقبله مساكن البلاد الأخرى، ولا أرصفة طرقات الثلج. لن تقبلنا حتى تلك الأراضي الخالية.

’’
نعم الاحتلال خلق أجيالاً بلا مكان تتذكر ألوانه ورائحته وأصواته. بلا مكانٍ أولٍ خاص بها تتذكره وهي في إقامتها الملفقة ولا تتذكر فيه سريراً كانت الطفولة تبلله هناك. ولم ينسوا على ملاءته دمية من القطن الملون الطري."
وماذا تفعل أجيال كاملة ولدت في الغربة أصلاً؟ ولا تعرف حتى القليل الذي عرفه جيلي عن فلسطين؟
خلص انتهى الامر. الاحتلال الطويل الذي خلق أجيالاً إسرائيلية ولدت في إسرائيل ولا تعرف لها (وطنا) سواها. خلق في الوقت نفسه أجيالاً من (الفلسطينين الغرباء عن فلسطين) ولدتْ في المنفى ولا تعرف من وطنها إلا قصته وأخباره.’’


فلسطيني، قدسنا، رغم مصريتي، أنا في غربة عنك، أرضنا، أرض العالم العربي الإسلامي أجمع، رغم غربتي الإجبارية، أنا في اشتياق إليك، فهل من لقاء وحيد؟


’’ في المنفى لا تنتهي الغصة، إنها تُستأنف.
في المنفى لا نتخلص من الذعر، إنه يتحول خوفٍ من الذعر.
ولأن اللمفوظ من بلده محبط، والهارب من بلده محبط، فإن المجموعات المنفية لا تستطيعأن تتجنب التوتر والنرفزة في التعامل اليومي فيما بين أفرادها. ’


أترككم مع بعض صور دير غسانة من رام الله.

22007633-1693124780761955-1049372136805875652-n

22007519-1693124787428621-6733088502205849708-n


21768106-1693124857428614-5212972143355874064-n

21765256-1693124964095270-7201654803545880637-n

21765152-1693124564095310-256171999179076727-n

21687983-1693125144095252-2994994621082216524-n

فهل تعود دير غسانة؟

“لا غائب يعود كاملاً.لاشيئ يستعاد كما هو.”


شكرا لجميع أصدقاء القراءة الجماعية، وتلك أول رواية اقرأها ما بين الكيندل والورقي، ولذلك ستكون مميزة لي دائماً.

تمت 26/12/2021
Profile Image for Mohamed Shady.
627 reviews6,919 followers
April 9, 2015
Image and video hosting by TinyPic


تلك الكلمات القليلة تكفى..
إنه الشتـات .. وأى شتات!
الأم فى دولة والأبناء كل منهم فى دولة والأعمام كل منهم فى دولة .. ولكن لا تقلق ستعتاد الأمر إلى لدرجة أن اللقاء سيكون هو الأمر غيـر المعتاد!

يعيشون فى وطن غيـر الوطن وأرض غيـر الأرض وذكريات غير الذكريات .. إنها لعنة كل فلسطينى وأمله.. أمل أن تعود هو ما يبقيك حيا ..
متى تعود إلى بيتك , أرضك , زيتونتك ؟ .. سيأذن الله يوما ما.

روايـة مؤلمة ومرهقة .. مؤلمة لما تصف به حالنـا.. مرهقة لما ترهقك فى تتبعها واستقصاء احداثها.

“كيف تنعس أمة بأكملها؟ كيف غفلنا إلى ذلك الحدّ.. إلى هذا الحدّ.. بحيث أصبح وطننا وطنهم؟” يقول الكاتب.


لن أتحدث عن جمال الأسلوب أو نقاء التصوير .. لك أنت أن تتخيـل رواية عن
الشتات والألم كُتبت بيد شاعـر ك " مريد البرغوثـى"

حفظ الله أرض فلسطين .. وحفظ أهلها.
Profile Image for Issa Deerbany.
374 reviews601 followers
June 14, 2017
منذ ٦٧ وكل ما نفعله مؤقت "حتى تتضح الأمور" والأمور لم تتضح منذ ٣٠ سنة.
هل من الممكن اعفاء الخاسر والمقهور من السياسة؟ هل من الممكن ابعاده عنها؟"
بأحاسيس راقية وشفافة يصبنا مريد البرغوثي في عودته الى رام الله بعد مغادرته لها منذ ٣٥ عاما.
يعرج مريد الى طفولته في رام الله وحياته هناك كطفل ومراهق قبل ان يغادر الى مصر للدراسة وفِي عام تخرجه يسرق منه وطنه، احضر الشهادة ولكن خسر الجدار الذي سيعلق عليها الشهادة.
ذكرياته في مصر وفِي الغربة في جميع الدول التي اضطر للعيش فيها خاصة بعد كامل ديفيد ومنعه من التواجد في مصر ورفاقه عن ابنه تميم وزوجته رضوى عاشور.
ويتعرض للسياسة العربية والاسرائيلية بشكل شفاف وحيادي أيضا بين الحكومات والفصائل الفلسطينية.
ويصف غربته وغربة غيره من الفلسطينيين او العرب، بدون ان يحتقر هذه البلدان بل يصف الايجابيات من هذه الدول وحبه لها.
أسرته مشتته بين عمان وقطر ومصر والمجر وباريس ولندن والكويت ورام الله.
التلفون هو وسيلتهم الوحيدة للالتقاء.
ممتعه جدا
Profile Image for أحمد أبازيد Ahmad Abazeid.
351 reviews1,995 followers
April 9, 2011
" وهل تسع الأرض قسوة أن تصنع الأم فنجان قهوتها مفرداً في صباح الشتات ؟! "
قاتل أنت يا مريد .. كتاب يتخلّلك و تمتزج حروفه بدمك إذ تقرؤه ... هنا تفهم معنىى الغياب\الغربة\الأرض\الاحتلال\الحرب\القضيّة\الحياة لا يكتبها خطيب أو ملقي شعارات و إنّما إنسان !
و هنا سرّ الكتاب
فاقرؤوه ...
Profile Image for Ahmed Kamal.
648 reviews1,806 followers
June 5, 2024
رغم الدموع التي كانت تغالبني فأغلبها مرة وتغلبني مرات، إلا أن هذه الكتابة ليست منكسرة، أو هي كما يقول إدوارد سعيد في المقدمة: كتابة تخلو من المرارة.

وهذا -في رأيي- مبلغ العظمة والجمال.
Profile Image for Nada Elshabrawy.
Author 2 books9,016 followers
July 19, 2022
المخدة سجل حياتنا. المسودة الأولية لروايتنا التى كل مساء جديد نكتبها بلا حبر و نحكيها بلا صوت. ولا يسمع بها أحد إلا نحن.
Profile Image for Ahmed Ibrahim.
1,198 reviews1,793 followers
November 22, 2018
" الليلة، وكل من في البيت نائم، والصباح وشيك، أسأل سؤالًا لم تجد لي الأيام جوابًا عليه حتى هذا المساء.
ما الذي يسلب الروح ألوانها؟
ما الذي، غير قصف الغزاة، أصاب الجسد؟ "

مريد البرغوثي شخص لطيف ووديع للغاية، ذاق طعم الفقد والمنفى والشتات والتغرب عن العائلة والأسرة والوطن.. بعد كل هذه المآسي الذي اثقلت روحه والكفيلة بتغيير الأشخاص لم ألمس في كتابه سوى مريد الطفل/الشاب الفلسطيني الذي حكى عنه، لكنه أزداد حيرة وغُربة.

السيرة الذاتية تكشف لك من شخص كاتبها ما خفى عن الجميع، تظهر لك الإنسانية الكامنة في الكاتب وتكشف لك ضعفه، يضع كاتبها خبراته وحياته وآلامه وأفراحه وأغترابه أمامك، أنا أحب كتب السيرة وخاصة لو كنت أحب كاتبها مسبقًا، وأنا أحب مريد البرغوثي وأحببته أكثر بعد قراءة هذا الكتاب.

السيرة الذاتية تندرج تحت أنواع الرواية، والأكاديميون عللوا إدراجها في أنواع الرواية لأن فيها راوي، وهو الكاتب.. ربما كانت هناك سير تكون في شكل قصص ومواقف قصيرة كما هي في "خلوة الغلبان لإبراهيم أصلان" أو "الفاجومي لأحمد فؤاد نجم".. ولكنها تتخذ شكل الرواية كما في "عشت لأروي لماركيز" أو كما فعل مريد البرغوثي هنا. لكنها في النهاية تُعد أدبًا.

يبدأ مريد روايته من انتظاره عند الجسر المؤدي إلى فلسطين على حدود الأردن للدخول إلى وطنه بعد أن سمحوا له بالعودة بعد ثلاثين سنة في المنافي المختلفة منذ 1967 إلى 1996.. عندما قامت حرب 5 يونيه كان في القاهرة لتأدية الأمتحانات ومن وقتها وهو في القاهرة إلى أن تم نفيه منها عام 1972.
في ظل رحلة مريد في فلسطين وصولًا إلى رام الله يعود بنا بأسلوب الفلاش باك إلى طفولته وشبابه ويحدثنا أكثر عن الماضي مع بعض تأملاته في الحاضر.. يحكي عن آبائه وأجداده وخاله وأقاربه وعن فلسطين، وروضى وتميم، وحياته في المنافي المختلفة من القاهرة إلى عمان إلى المجر، عن غسان كنفاني وناجي العلى... والكثيرين مما تفيض بهم ذاكرته.
أكثر جزء تأثيرًا في الكتاب جزء موت أخيه منيف، وكلامه عن منيف عمومًا كان صادق للغاية.

أنا أحب الأدب الفلسطيني عمومًا، لكن لمريد البرغوثي ومحمود درويش مكانة أكبر في قلبي.. وهذا الكتاب من أكثر الكتب صدقًا مما قرأت.
" عندما تم ترحيلي من مصر كان عمره خمسة أشهر.
وعندما أحضرته رضوى معها للقاء بي في شقة مفروشة في بودابست كان عمره ثلاثة عشر شهرًا. وصار يناديني:
-عمو
أضحك وأحاول أن أصحح له الأمر:
-أنا مش عمّو يا تميم. أنا بابا.
فيناديني:
-عمّو بابا. "



Profile Image for Nawal Al-Qussyer.
167 reviews2,393 followers
November 4, 2010
روعة اللغة.. سهولة العبارة.. غصة المنفى.. ألم الذكريات.. بتلك الكلمات أُقدم " رأيت رام الله ".
لا أحد يعرف معنى الغربة الحقيقة.. المعنى النفسي و الطرد و الشتات غير المنفي حقا.. المنفي جسدا.. المنفي جغرافيا. الذي عاش حياته لايلتقي بابنه وزوجته الا ٣ أشهر بالصيف و ٣ أسابيع في الشتاء.. الذي يتعلم كيف يبني علاقة مع ابنه باستخدام التلفون.. الذي يتلقى الأخبار السعيدة والمحزنة.. الأليمة والعادية عبر الهاتف.. الذي يدخل ويرى المستوطنات اليهودية ويتسائل عن مايدور بداخلها.. الذي يصدمه منظر الخضرة التي تغير لونها.. الذي يصدمه النهر حين بدأ يجف ماءه.. حين يعبر معبر الكرامة.. حين يتذكر الشاورما والمكتبة التي لم تعد هنالك بعد..

هذه الرواية من الروايات" صعبة الشعور " أحيانا أقرأ صفحة وأقف كثيرا.. لأن الشعور صعب. صعب حتى أن أفهمه .. صعب أن أقرأه مجرد قراءة..
في هذه الفترة بات يستهويني كثيرا معرفة شعور اللاجئين - المطرودين وأظن هذا الشعور بسبب رواية ثلاثية غرناطة وما خلفته فيني من انطباع حزين..

يتحدث هنا مريد البرغوثي الشاعر الفلسطيني المنفي عن أيامه القديمة في فلسطين ودير غسانة ورام الله.. عن الهزائم والنكبات.. عن جمال العيش ثم الانتقال إلى الغربة مباشرة.. عن العالئلات الفلسطينية وبطولاتها الصغيرة الكبيرة.. عن الأخ الأكبر الفلسطيني.. عن الأم الفلسطينية..
يتحدث عن سفره للدراسة وعودته لرام الله بعد أن تجاوزته تلك السنين عوضا عن أن يتجاوزها هو.. يصف غربته خارج بلاده.. يتحدث عن بعض الأوضاع السياسية . أيضا يولي الكاتب الكثير من الأهمية للشعور الانساني للغريب والمنفي.. لم يتناوله من جوانب سياسية أو اجتماعية.. هو حديث إنساني بحت لاتحتاج أصلا لأن تكون مناهض للقضية الفلسطينية حتى تتعاطف.. أعتقد أن أي انسان لايعرف القضية الفلسطينية - الغرب مثلا - سيشعل هذا الكتاب فيهم الرغبة للقراءة ومعرفة الحقيقة المغيبة أكثر وأكثر.. هذا الكتاب كفيل بجلب انتباههم وتعميقهم داخل النفس الانسانية المسلوبة الحقوق.. تقديم الشعور الانساني البحت لهم..


هي أشبه بمذكرات غير مرتبة ربما ..منسوجة في حبكة رائعة.. وتنقلات زمنية مشوقة..
عندما أقرا حديث الماضي عند أغلب الكتاب أشعر بالغبطة.. التفاصيل الصغيرة التي يكتبونها وتذكرهم لها بحد ذاته يشعرني بالغبطة.. المواقف الصغيرة التي تصنع الذكريات الكبيرة..

حينما تحدث عن مصر ومظاهرات الشعب والطلبة.. والأوراق المرسلة للجميع كتب فيها " اصحي يامصر" شعرت لوهلة بأن من ينتمي لتلك الأرض سيشعر بالفخر.. تاريخ كبير.. وثورات.. ومظاهرات.. شعرت أنه كان لمصر الحديثه "تاريخ" كبير.. لم أشعر بهذا أبدا في حياتي ..

آخر فصل.. كان قاتل بكل بساطة..
أنصح بقراءة الرواية كمدخل للتعرف على الشعور الفلسطيني..
Profile Image for Aya Khairy.
277 reviews88 followers
March 13, 2024
تعديل٢: للتوثيق - ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ اليوم الأول في طوفان الأقصى، اللهم نصرك الذي وعدت
عاشت فلسطين حرّة عربية 💚🇵🇸✌️


FB-IMG-1696746430442

FB-IMG-1696746604970

FB-IMG-1696746576557

تعديل١: للتوثيق - ١١ مايو ٢٠٢٢ كان صوت الصحفية والمراسلة شيرين أبو عاقلة هو ما ينقل ويغطي أخبار استشهاد الموجودين في تلك القائمة بالأسفل، واليوم يُضاف اسمها إليهم، في جنة الخلد يا صوت الحق والحرية.
شيرين أبو عاقلة - 11 مايو 2022 - اغتيال من قوات الاحتلال برصاص حي

FB-IMG-1652269566470

المراجعة:

"ما يخطر ببالي الآن، أن الشهداء أيضاً جزء من الواقع وأن دم المنتفضين والفدائيين واقعي، ليسوا خيالاً كأفلام الكارتون وليسوا من اختراع والت ديزني ولا من تهويمات المنفلوطي. وإذا كان الأحياء يشيخون فإن الشهداء يزدادون شباباً"

7
محمد الدرة - 2000 - 12 سنة
إيمان حجّو - 2001 - 4 أشهر
وفاء إدريس - 2002 - 28 سنة (عملية استشهادية)
آيات الأخرس - 2002 - 18 سنة (عملية استشهادية)
دارين أبو عيشة - 2002 - 22 سنة (عملية استشهادية)
الشيخ أحمد يس - 2004 - 68 سنة (اغتيال بطائرة آباتشي)
الدكتور عبد العزيز الرنتيسي - 2004 - 56 سنة (اغتيال بطائرة آباتشي)

أسماء لا تخرج من ذاكرتي أبداً، عاصرت استشهادهم جميعاً وأنا طفلة، بكيت عليهم وأذعت أسمائهم وأنشدت من أجلهم في الإذاعة المدرسية، أحفظ أشكالهم جميعاً منذ سنوات الانتفاضة إلى الآن ولن يمحيهم الزمن من الذاكرة إلى الأبد..
كانوا هؤلاء بالنسبة لي حينها هم فلسطين، وكانت هذه تقريباً هي بدايتي، لم يكن الأمر مجرد سياسة أو أخبار وأحداث جارية، فقد كان أبي رحمة الله عليه حريصاً منذ صغرنا على أن نكون على دراية كافية بالقضية الفلسطينية في شكلها الصحيح، وكان دوماً ما يشرح لي بالتفصيل كل ما أتساءل عنه.. حتى كبرت ولا زلت إلى الآن أتساءل، أتساءل لماذا وكيف وإلى متى، ولا أجد من يعطيني إجابة تُشفي غليل صدري.


"يكفي أن يواجه المرء تجربة الاقتلاع الأولى حتى يصبح مقتلعاً من هنا إلى الأبدية"

كم أود خطابكِ يا فلسطين وجهاً لوجه ولكني أخجل من نفسي ومن عجزي ومن عروبتي ومن إنسانيتي، أناديكِ أنتِ.. يا وطني يا موطني، يا أمني يا أماني فلا تجيبين، أناديكِ أنتِ.. يا وجع في قلب أمتّي، يا لحن خالد حزين في أنشودتي، يا مسجدي الأقصى ويا قُبّة صخرتي، فلا تجيبين، أناديكِ أنت ِ يا أرض البرتقال والزيتون، يا أرض التين وزهر الليمون، فلا تجيبين.. أغاضبة أنتِ مني يا فلسطين؟! يا له من سؤال ساذج حقاً، فأنت غاضبة من الأرض وما عليها لأبد الآبدين، ولكِ ومعكِ كل الحق يا محبوبتي...

إنها المكان الذي لنا وقد جعلوه لهم.. المستوطنات هي كتابهم، شكلهم الأول، هي الميعاد اليهودي على هذه الأرض.. هي غيابنا، المستوطنات هي التيه الفلسطيني ذاته"

resize

هذه المرة لا نرى فلسطين الشهداء والمجازر والمذابح، ولا فلسطين الانتفاضة والقصف والمقاومة، لكننا نرى بعين مريد وبعين كل فلسطيني فلسطين الغربة والشتات، فلسطين الهوية المفقودة والأرض المسلوبة، فلسطين المستوطنات والمخيمات.. سنتوقف مراراً وتكراراً لنسأل أنفسنا هل فكرنا من قبل في معنى أن نكون "بلا وطن"؟!

"قد يخنقك المجرم بشال من الحرير وقد يهشم رأسك بفأس من الحديد.. وسيضمن مصرعك في الحالتين"

رأيت رام الله كما لم أرَ من قبل، وكأني كنت أصحب مريد طوال رحلته بكل ما فيها، في دراسته وتخرجه وحبه لرضوى وزواجه منها، في أشعاره وفنّه وعمله، في ترحيله وفي نفيه وفي تغريبه، في زيارته لرام الله بعد ثلاثين عاماً وفي عبوره للجسر.

"الآن أمر من غربتي إلى.. وطنهم؟ وطني؟ الضفة وغزة؟ الأراضي المحتلة؟ المناطق؟ يهودا والسامرة؟ الحكم الذاتي؟ إسرائيل؟ فلسطين؟ هل في هذا العالم كله بلد واحد يحار الناس في تسميته هكذا؟"

"أخيراً.. ها أنا أمشي بحقيبتي الصغيرة على الجسر الذي لا يزيد طوله عن بضعة أمتار من الخشب، وثلاثون عاماً من الغربة، كيف استطاعت هذه القطعة الخشبية الداكنة أن تقصي أمة بأكملها عن أحلامها؟ أن تمنع أجيالاً بأكملها من تناول قهوتها في بيوت كانت لها؟ كيف رمتنا إلى كل هذا الصبر وكل ذلك الموت؟ كيف استطاعت أن توزعنا على المنابذ والخيام وأحزاب الوشوشة الخائفة؟"

1602856-1051672554

رأيت مريد ورأيت كل مريد، وكل منيف وكل غسان وكل ناجي وكل درويش، وبالطبع رأيت الشبل كما يجب للشبل أن يكون، ابن الأكرمين رضوى ومريد.. الشاعر المبدع تميم البرغوثي..،تميم.. الذي اختطف كل حواسي منذ ١٠ سنوات في عام ٢٠١١ عندما سمعته لأول مرة بالصدفة البحتة أثناء مروري من أمام التلفاز يصدح بعلو حنجرته:
٢٥ من شهر واحد
عشرين وعشرة وزادوا واحد
كنا ملايين وكنا واحد..
يا شعب ياللي دفع تمن الشوارع دم
احفظ أسامي اللي ماتوا في الشوارع صَم
الشارع اللي اصطفى وقصر الإمارة لَم
ملوك قليلة الرباية ركبوا واتركبوا..
لتصبح قصيدته "يا شعب مصر" بالنسبة لي أيقونة يناير المجيدة التي لا يضاهيها شئ جمالاً وتعبيراً.


"هذا الولد الذي رأى النور لأول مرة في حي المنيل بالقاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية، والذي يخاطبنا في البيت باللهجة المصرية، والذي لم ير من فلسطين شيئاً طوال سنواته العشرين، يتحرّق لرؤيتها كأنه لاجئ اكتهل في مخيم بعيد"

269617418-253429003562791-1614341685642602005-n

لم أكن أعلم حينها بالضبط ما الذي قاساه وعاناه تميم من تشتت وغربة وأسرة فرقها الزمن لسنوات وسنوات، لم أكن أعلم أن حُرقته وهو ينشد أشعاره تلك ليست وليدة ثورة يناير فقط، وإنما هي جراح زمن وويلات طويلة لسنوات عددها من سنوات عمره جميعها، لم أكن أعلم أنه والده تم إجباره على الرحيل من مصر وتميم لا زال 6 أشهر، ولم يجتمع شملهم مرة أخرى إلا وهو شاب ذو ثمانية عشر عاماً!

وآهٍ يا رضوى! يا لقوتك وصمودك يا رضوى! لقد ازددت حباً على حب واحتراماً على احترام وتبجيلاً على تبجيل للخالدة دائما وأبداً رضوى عاشور، وتمنيت لو أن هذه الأسرة عاشت سعيدة لسنوات أطول، ولم يفرقهم القدر ثانية، ولكن هذه المرة بالموت.. فراق لا رجعة منه، فكم لدينا من مريد ومن رضوى ومن تميم؟!.


"إن واقعنا المأساوي لا ينتج كتابة مأساوية بحتة، نحن في هزل تاريخي وجغرافي أصيل"

.وجدت أن من أكثر الأشياء التي تتجلّى فيها الملهاة والمأساة الفلسطينية معاً هو مصطلح "لم الشمل" المتكرر في مواضع عديدة بالكتاب، وهو المصطلح الذي تطلقه الحكومة الاسرائيلية على التراخيص التي "قد" يسمحون بها لبعض أفراد الأسر بدخول "أرضهم" للقاء "عائلاتهم"، فأي لم وأي شمل تتحدثون عنه؟!.

"هذه هي الهوية إذا، هوية لم الشمل، غلاف من البلاستيك الأخضر اللون يضم اسمي واسم رام الله، وكلمة متزوج، وكلمة تميم، وختم فلسطيني"

"ليس الغريب وحده هو الذي يشقى على الحدود الغريبة، المواطنون يرون نجوم الظهر أحياناً على حدود أوطانهم"

أحببت منيف الأخ الأكبر لمريد وبكيت عليه بحرقة كأنه من دمي، فما حدث له أثناء موته يدمي القلب بحق، أيا غريباً هرب مجبراً من الموت بأرضه فلاقاه وحيداً في أرض جاحدة لا رحمة بها ولا أهل ولا ونس!!.

"موته ليس هو الذي منعه من العودة، بل منعه من العودة هو الذي أماته فيما بعد."

.أما وفاة لؤي المريرة في غربته أيضاً، فلم أستوعب لماذا يحدث ذلك؟! لماذا؟ أداة الاستفهام اللعينة التي أكرهها أشد الكره لأنني ما من مرة وجدت لها جواب، كل هؤلاء رحلو على أمل العودة، على أمل أن الوضع مؤقت، فما وجدوا من عودة ولا من حياة.!.

"الناس يا عمي زي العصافير، كثير منهم بيشوفوا الطّعم وما بيشوفوا الفخ”

"المؤكد أن الكل ينتظر، وأن ابتعاد جندي الاحتلال عن بيوتهم ولو لمئات الأمتار، يعطيهم أملأ مباغتاً بابتعاده أكثر في المستقبل، كأن العيون في هذه الأيام تحدق في الجغرافيا أكثر من تحديقها في التاريخ"

Bf-e-JHz-Ig-AAW8xs

طعّم مريد سيرته بذكر أسماء شخصيات معروفة في مواقف وحكايات عديدة مثل غسان كنفاني وناجي العلي ومحمود درويش ووديع حداد وفدوى طوقان ولطيفة الزيات ونجيب سرور، وجدت في ذلك الكثير من الونس والكثير من الحب، ولكن.. بالطبع الكثير من الألم أيضاً خاصة مع غسان وناجي ووديع، فكأن آلام الأرض ليست كافية لك يا مريد، ليستشهد أيضاً صديقك الحميم غسان كنفاني في يوم عيد ميلادك، وبعدها بأعوام يستشهد صديقك ناجي العلي في ذكرى عيد زواجك!.

"أطل من النافذة على مَسعى العمر الوحيد الذي منحته لي أمي، ومسعى الذين غابوا إلى أقصى درجات الغياب، وإلى عزاء النفس بـ {ولا تحسبنّ}، ولماذا في نافذة البهجة تداهمني ذاكرة المراثي؟"

وعن كيفية تأثير نكسة 67 على فلسطين والوطن العربي ككل، وعن الويلات التي نلاقيها منذ تلك اللعنة إلى الآن، فسأكتفي في ذلك بكلام مريد:

منذ الـ ١٩٦٧ والنقلة الأخيرة في الشطرنج العربي نقلة خاسرة، نقلة إلى الوراء، نقلة سلبية تنتكس بالمقدمات مهما كانت تلك المقدمات إيجابية، بعد معركة الكرامة التي خاضها الفلسطينيون والأردنيون معاً ضد العدو.. ذهبنا إلى أيلول ضد أنفسنا.
بعد حرب ٧٣ وعبور القناة.. ذهبنا إلى كامب ديفيد.
بعد مناهضتنا في كامب ديفيد.. عربناها وعممناها وقبلنا ما هو أقل منها فائدة وأكثر منها فضيحة.
بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.. خرجت منظمة التحرير من الصمود البطولي إلى الاقتتال والاعتدال والتكيف مع شروط أعدائها.
بعد الانتفاضة الشعبية على أرض فلسطين.. ذهبنا إلى أوسلو.
دائماً نتكيف مع شروط الأعداء، منذ الـ ٦٧ ونحن فقط نتأقلم ونتكيف


"كم موهبة انكسرت منذ النكبة في هذه البلاد؟ كم مدينة ذبلت؟ كم داراً لم يصُنها أحد؟ كم مكتبة كان يمكن أن تتأسس في رام الله؟ كم مسرحاً؟ الاحتلال أبقى القرية الفلسطينية على حالها وخسف مدننا إلى قرى"!

كتابة مريد في هذه السيرة كتابة "عزيزة وشامخة" كتابة مختلفة عن كل ما ممكن أن تقرأه عن القضية، ليست رثاء وليست ندب وليست انكسار وليست متاجرة، كتابة على رغم ما بها من إبداع وجمال وعظمة في التعبير ولكنها بسيطة وقريبة وليّنة تصل لك الصورة وتعيشها وتشعر بها بدون أي تكلّف، ترى الحقيقة والواقع كما هو، فلا يحتاج لأي مبالغة ليصف واقعاً هو أغرب وأقسى من كل مبالغات الدنيا

"الاحتلال يمنعك من تدبر أمورك على طريقتك، إنه يتدخل في الحياة كلها وفي الموت كله، يتدخل في السهر والشوق والغضب والشهوة والمشي في الطرقات. يتدخل في الذهاب إلى الأماكن ويتدخل في العودة منها"

ولا يوجد أي تعليق من الناحية الأدبية على هذه التحفة الفنية، فهي تجربة وجدانية إبداعية كاملة مكتملة بذاتها، تؤخذ كما هي، نحبها ونقرأها ونرشحها لغيرنا أيضاً مرات ومرات...

"من أين جاء أبو الحبايب؟ أين أهله؟ الكل يعرفه ولا أحد يعرفه، أبو الحبايب أصابته الشظية بعد أن أصابته الغربة في رام الله التي لم يغادرها في حياته إلى أي مكان آخر، هل هو المواطن أم الغريب؟ من يشرح لك الفرق بينهما يا بيّاع الجرائد؟ ومن قتلك يا رجل؟ هل قتلتك الشظية، أم قتلتك العناوين؟"!

رأيت رام الله هي بالنسبة لي أجمل قراءات العام وأكثرها تميّزاً وأهمية ولذلك شكر خاص لأصدقاء هذه القراءة الجماعية الاستثنائية، هي ليست رواية المرة الواحدة أبداً، وهو أكثر كتاب في حياتي أخرجت منه اقتباسات بقدر لا أظن أنه سيتكرر مع أي قراءة أخرى، وما تركته كان أكثر، فالرواية كلها اقتباس كبير.

"إن قدس السماء ستحيا دائماً، أما حياتنا فيها فهي مهددة بالزوال"

image

حدثوا كل طفل تعرفونه عن القضية، وعلموه أن اسمها فلسطين لا إسرائيل، وأنها ليست فقط قضية الفلسطينيين، وليست فقط قضية العرب وليست فقط قضية المسلمين، إنها قضية الإنسانية جمعاء على كل المستويات، إنها قضية وطن وهوية وحق تم سلبه بكل خسّة، تلك القضية التي تأبى إلا أن تغلي وتزداد شراستها مع كل هجوم غاشم ورغم كل المحاولات الخبيثة المستمرة لطمسها..

نحن لفلسطين وفلسطين لنا، بكل ما فيها لنا، بمقدساتها وبقِبلتها الأولى، بأرضها وأهلها وبشهدائها الأبرار، بالبرتقال والتين والزيتون، كلها لنا وكلها نحن، في الماضي والآن وبعد ألف عام، هي لنا..
لنا الأرضُ والشجر،، لنا الطَير والحجَر،، وهُنا باقون.. إلى الأبد.


تمت
26 ديسمبر 2021
Profile Image for آلاء.
395 reviews515 followers
September 29, 2023
كيف لمثل هذه الحكاية الموجعة أن تظهر بهذا الجمال.. لا توجد كلمات في ذهني تصف ما أشعر به تجاهها.
أضحكني مريد بحكاياته ورجع بكّاني بعد ما كنت نسيت الدموع المصاحبة للقراءات الحزينة..
كنت عادةً أتأمل وجه مريد البرغوثي وأحبه وأسمع صوته وأسأل كيف يكتب هذا الرجل هادئ الوجه..
هكذا إذن تكون الرواية عندما يكتبها شاعر، رقيق حتى في غضبه وحسرته..

لا أعرف إن كان مريد تمكن من اصطحاب تميم لرام الله أم لا، ولكني لن أبحث عن الأمر وسآمل أنه حدث..

"عندما تختفي فلسطين كسلسال على ثوب السهرة، كحلية، أو كذكرى أو كمصحف ذهبي، أي عندما نمشي بأحذيتنا على ترابها، ونمسح غبارها عن ياقات قمصاننا، وعن خطانا المستعجلة إلى قضاء شئوننا اليومية العابرة العادية المضجرة، عندما نتذمر من حرها ومن بردها، ومن رتابة البقاء فيها طويلاً، عندئذ نكون قد اقتربنا منها حقًا.."
Sun, Jul 31, 2022♥️📚
Profile Image for Ahmed Oraby.
1,014 reviews3,108 followers
August 12, 2016
يا الله!
ما هذا الجمال يا رب
روعة وجمال وعبقرية وبالإضافة لكل ذلك، متعة.
مريد البرغوثي، حيث تجتمع العبقرية، حيث جمال فلسطين ما بين السطور، ح��ث ترى البؤس ممزوجًا بالفرح، حيث كل تلك التناقضات العجيبة مجتمعة.
هل يمكن أن تعبِّر الكلماتُ حقًا عن المشاعر؟ هل يمكن لمجموعة من الصفحات أن تفصح عمّا في دواخلنا وما يختلج في صدورنا من أحاسيس؟ هل يمكن أن نعبر بالكلمات عن الحزن أو الفرح؟ هل يمكن وصف هذا الكتاب الرائع جدًا بمجرد كلمات سوف تبدو- مهما حاولت- فارغة من أي معنى؟
استطاع مريد أن يصور لنا فلسطين، لا، بل عالمنا العربي كله، بكل مآسيه، بكل نكباته ومصائبه، بكل أحزانه وجراحه، بكل صورة ومعنى وشكل للمواطن العربي
هنا، في فلسطين، حيث الألم، والحزن، والجراح، والشتات والغربة، حيث الفقد، والفقر، والذل، والجرح المنتهك، وحيث كل ما يناقض هذا أيضًا.
يا الله يا مريد، هل يمكن لشخص واحد أن يحتمل كل هاتيك الجراح، وأن يكون مع ذلك إنسانًا؟ هل يمكن لوطن، لأرض، أن تحتمل هذه المصائب وتصتبر مع ذلك؟ هل يمكن لوطن تجرع الحزن من كل كأس، أن تراه، إلى الآن، مقاومًا لهذه الدرجة؟
هل يمكن لوطن تجد أطفاله يحملون من العزة والإباء والكرامة أن ينهزم؟
هل يمكن لوطن ترى فيه أمهات الشهداء يحملن مثل هذا الجلد والصبر، بحيث يسمعن خبر وفاة أبنائهن وشهدائهن ومع ذلك يتقبلنه بكل حزن، وألم، وقوة كذلك؟
هي فلسطين، حيث تجتمع كل هذه الصفات، في وطن واحد
كتاب مليء بالآسى والفرح، كتاب ينقل لك تاريخ وطن بأكمله، وتاريخ أمة مشتتة مفرقة، كتاب يغنيك عن قراءة كتب المحللين السياسيين، والصحافيين والمؤرخين، كتاب يحمل بداخله شتات الوطن، ومأساته وكل أفراحه وأتراحه، كتاب هو رحلة نضال لرجل، وعائلة، وتاريخ كامل.
رحمك الله يا رضوى، وليبارك الله في عمرك يا مريد، ويا تميم.
Profile Image for Youmna Fathy.
258 reviews35 followers
January 15, 2023
لا أعلم كيف لإنسان أن يتخطى رواية كهذه, مليئة بالمشاعر الصادقة فقط ,
فهذا لييس مجرد كتاب انها قطعة من قلب مريد قدمها لنا, وما أعذبها ❤

▪︎مريد الذي توقفت حياته كلها بعد ال 67 بعد هذه الهزيمة التي لم يستطع تجاوزها أبدا
" من هنا ، من إذاعة صوت العرب ، قال لي أحمد سعيد إن رام الله لم تعد لي وإنني لن أعود إليها . المدينة سقطت "

"منذ ال ١٩٦٧ وكل ما نفعله مؤقت و《إلى أن تتضح الأمور》 والأمور لم تتضح حتى الآن بعد ثلاثين سنة! حتى ما أفعله الآن ليس واضحا لي.!"

" منذ ال ١٩٦٧ والنقلة الأخيرة في الشطرنج العربي نقلة خاسرة! نقلة إلى الوراء. نقلة سلبية تنتكس بالمقدمات مهما كانت تلك المقدمات إيجابية."

"دائما نتكيف مع شروك الأعداء. من ال67 ونحن نتأقلم ونتكيف"
"بعد ال67 كان اكتشافي أن عليّ أن اشتري زيت الزيتون أمرا مؤلما حقا"

▪︎مريد الذي فقد أخوه (منيف) وآه من الكلام عن منيف, خبر موته ونقله خبر موته لأمه حزييين تذكره لمنيف طوال رحلته مؤلم , ومحزن
موته المباغت هو الدوي الأعظم في حياة الأسرة كلها, كان وصل إلى هذه البوابة الأخيرة لكنها لم تنفتح له ابدا,
هنا أنا أخطو على بقعة من التراب لن تصلها قدماه
بدنا إياك تظلي عايشة. أوعديني تظلي عايشة البس السواد يمّة
تحدث عن منيف كما تحث عن نفسه وتذكره بكل خير في كل خطوة يخطوها كان يرى أثر منيف ومساهماته تعلقه به رهيب جدا.
رجل رؤوم
وهو الذي ظلت أمومته تظلل أمه
ليرى ابتسامتها
ويفزع أن يكون بصوف كنزتها
ولو خيط حزين



▪︎ومريد الذي طرد من مصر وتميم ابن خمسة شهور فقط, ليلقاه بعدها وهو ابن الثامنة عشر !
“هذا الذي ولد على نهر النيل في مستشفى الدكتور شريف جوهر في القاهرة لأب فلسطيني بجواز سفر أردني و أم مصرية , لم يرى من فلسطين إلا غيابها الكامل و قصتها الكاملة .
عندما تم ترحيلي من مصر كان عمره خمسة أشهر .
و عندما أحضرته رضوى معها للقاء بي في شقة مفروشة في بودابست كان عمره ثلاثة عشر شهراً . و صار يناديني :
- عمّو
أضحك و أحاول أن أصحح له الأمر :
- أنا مش عمّو يا تميم . أنا بابا .
فيناديني :
- عمّو بابا .”

مريد الذي ترك رام الله 30 عاما قسريا تركها ليعود اليها متذكرا كل ما مر به, ويسرد ذاكرة كل فلسطيني في الشتات ,

بعد كم ثلاثين سنة أخرى سيعود الذين لم يعودوا؟ ما معنى أن أعود أنا أو غيري من الأفراد؟
عودتهم هم, عودة الملايين, هي العودة.
موتانا مازالوا في مقابر الآخرين, وأحياؤنا ما زالوا عالقين على حدود الآخرين.

لا حدود للأسئلة لا حدود للوطن, الآنأريد له حدودا وسأكرهها لاحقا

خلص. انتهى الامر. الاحتلال الطويل الذي خلق أجيالا إسرائيلية ولدت في اسرائيل ولاتعرف لها وطنا سواها
خلق في الوقت نفسه أجيالا من الفلسطينيين الغرباء عن فلسطين ولدت في المنفى ولا تعرف من وطنها إلا قصته وأخباره, أجيالا بوسعها أن تعرف زقاق من أزقة المنافي البعيدة وتجهل بلادها, أجيالا لم تزرع ولم تصنع ولم ترتكب الاخطاء الادمية البسيطة في بلادها


“عندما تختفي فلسطين كسلسال على ثوب السهرة ، كحلية ، أو كذكرى أو كمضحف ذهبي ، أي عندما نمشي بأحذيتنا على ترابها ، ونمسح غبارها عن ياقات قمصاننا وعن خطانا المستعجلة إلى قضاء شؤوننا اليومية العابرة ، العادية ، المضجرة ، عندما نتذمر من حرها ومن بردها ومن رتابة البقاء فيها طويلا ، عندئذ نكون قد اقتربنا منها حقا .”

▪︎مريد الذي استمتعت لقراءة قصصه الأصلية لأشعاره
▪︎مريد الفلسطيني الشاعر الأب والأخ الأصغر والمهاجر المشتت.
“روضت نفسي على ذلك الشعور
بأن بكرج القهوة ليس لي
فناجين قهوتي من ممتلكات المالك
و من مخلفات المستأجر السابق
حتى كسر فنجان منها ، يتخذ معنى آخر
، الصدفة العقارية وحدها هى التى تختار لى شكل ملاءات سريرى
حجم مخدتى ، ستائر نوافذى ، طنجرة الطبخ ، ملعقة الشاى
كلها هناك كما شاءت أو كما شاء الآخر ،
لا كما تشاء أصابعى
.. لا أنتقى
.. الصدفة تنتقى”


▪︎مريد الذي تحدث عن رضوى وتميم وعلاقتهم ومريد الذي تحدث عن ارائه السياسية بكل بساطة وعذوبة
تحدث مريد عن كل هذا تحدث مريد عن نفسه وعن كل فلسطيني أخر مشتت بأسلوب عذب
“لقد تبعثر موتانا في كل أرض، و في أحيان لم نكن ندري أين نذهب بجثثهم.. و العواصم ترفض استقبالنا جثثا كما ترفض استقبالنا أحياء”

▪︎مريد الذي يرى جبروت اسرائيل بنفسه وكيف وهو الفلسطيني التائه عن وطنه ل ٣٠ عاماً تقول عنه اسرائيل أنه المجرم!!!
“من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة: ابدأ حكايتك من ُثانيا!”


كم رأيت وتأكد أن مريد ورضوى شخصا واحدا شعرت كأني أقرأ لرضوى ومريد في نفس الوقت شعرت بروح رضوى تحلق في المكان, وأعتقج أن هذا أكبر دليل على حبهم لبعض البعض
كنت قرأت الطنطورية من فترة واشعر بتكاملهم مع بعضهم كأنهم عمل واحد
Profile Image for Asmaa Elhelw.
223 reviews159 followers
June 10, 2022
سلامًا لروحك يا مُريد لقد أبدعت وأوجعت..
Profile Image for نبال قندس.
Author 2 books6,908 followers
February 26, 2013
حقاً رأيت رام الله بعين مريد
تماما. كما رآها
شَعرت بكل كلمة كتبها في هذا النص

مريد الذي عاش بعيداً عن أرض الميعاد ثلاثين عاما.
"فتحت لنا بوابة المنفى العجيبة من الجهة التي تفضي إلى البلد وليس إلا البلاد ... بلاد الآخرين"
رأي رام الله بعد ثلاثين عاماً من الغربات
"الغربة لا تكون غربة واحدة إنها دائماً غُربات"
غربات تجتمع على صاحبها وتغلق عليه الدائرة
يركض والدائرة تطوقه
عند الوقوع فيها يغترب المرء في أماكنه وعن أماكنه
أقصد في نفس الوقت


تحفة فنية
Profile Image for Haytham ⚜️.
159 reviews36 followers
May 11, 2022
هي سيرة ذاتية عذبة تمتزج بها تلقائية النثر وعذوبة وسحر الشعر، في سلاسة متناهية وحميمية السرد عبر كلمات الكتاب من أول صفحة لآخر صفحة، كأن الكاتب يجلس معك ويحدثك بكل تفاني وصدق حديث الأصدقاء الحميم.

هي مشاعر جياشة ينضح بها الكتاب؛ يصف من خلالها عودته لزيارة رام الله بعد غياب وشتات دام لمدة 30 سنة، حيث خرج منها لتلقي العلم في القاهرة ومنع من دخولها بعد النكسة، وتلك كانت بداية الشتات عبر البلاد البعيدة عن الوطن المحاصر.

يحدثك مريد بذكريات ومكنونات بلدته دير غسانة، فتشعر بأنك ولدت هناك أيضاً وتشعر بطعم الزعتر وزيت الزيتون في فمك مجتمعة مع مرارة النكبة والشتات والفقدان، وأمل العودة مرة أخرى. أعجبت بأسلوب مريد في عرض القضية بشكل جميل جذاب، خالي من كليشهات معظم الكتاب المعتادة ومرارة الحديث، من لعن العرب وأنهم باعوا القضية، والفلسطينيين ملائكة والكل متآمر عليهم؛ ولكن بكل صراحة وصدق الحديث قال مريد ما لهم وما عليهم، فهم في النهاية بشر منهم الملائكة ومنهم الشياطين أيضاً، ومنهم من عمل للقضية ومنهم من خانها أيضاً.

طوال قراءتك الكتاب يشاركك الكاتب أفكاره ومعتقداته، من خلال أسئلة ومناقشات وحوارات مع من يلتقيهم بعيداً عن المزايدة والمبالغات السقيمة. في النهاية أقول هي رحلة مريرة وطويلة وشاقة عاشها الكاتب مشتتاً بين بلاد العالم بعيداً عن أسرته الصغيرة وعن عائلته الكبيرة [البراغثة] فيها من العذاب والألم، كما فيها أيضاً السعادة بطعم مرارة خلفها المحتل في الحلوق، مع الأمل في الزيارة مرة أخرى بصحبة ولده تميم. وأخيراً، يسأل مريد نفسه كل ليلة قبل الذهاب إلى النوم "هل الوطن حقاً هو الدواء لكل الأحزان؟ وهل المقيمون هناك أقل حزناً".
Profile Image for نور محمود.
55 reviews73 followers
January 16, 2014
رأيت رام الله...
لايسعني سوى الابتسامة العميق
والتنفس بشدة حينما أمُر من جان��
أسم مدينتّي
موطنّي
حيث أصلي ..

حيثُ أنا


وكلما أطرقت السمع لكاتب فلسطيني..
أيقنت كم هم غزيرون بما لم نراه يوماً..ولن نراه سوى بالاطلاعِ على حروفهم العطرة
ليجمعوا ذلك الجمال..
ويضعُوه في موطنّي



Author 3 books951 followers
December 1, 2017
لغة مريد البرغوثي رفيعة...لستُ من أقيّمها. بل لا أقيّم حتّى أقلام أسرة البرغوثي كلّها (مريد البرغوثي، ورضوى عاشور، وتميم البرغوثي) التي سخّروها لخدمة القضية الفلسطينية. عشتُ في صفحات الكتاب وجع المغتربين وألم المنهزمين وقهر المستضعفين. قضيّة فلسطين بحاجة أن تكون حاضرة عند الجميع: الكبير والصغير، الغني والفقير، والرجل والمرأة. تقييمي يعود إلى خطأ في التقدير من طرفي.

كنتُ أظنّ الكتاب رواية. لكنّها كانت أقرب ما تكون إلى مذكّرات. هدفها نبيل لكن لا وجود لحبكة روائية فيها.

أعتقد أن "رأيت رام الله" كتاب مهم لمن يريد أن يتجرّع ولو رشفة من بحر القضيّة الفلسطينية. ليفهم معنى الشتات والغربة والظلم. ليفهم أن القضية قضيّة كل مسلم، بل كل إنسان حُر.
Profile Image for ᥫ᭡ مَـريَم زهـرة.
263 reviews16 followers
December 28, 2021
كنت دائما اجد نفسي أُحاول ان اتجنب قراءة الروايات التي من هذا النوع لانها تذكرني كم نحن عاجزين!! ، كيف يكون الحق بَين و يضِيع بالتخاذل و الخنوع 😓 ..

بهذا الروايه تمكنت من المثول أمام الحقيقه التي دائماً ما نتناساها أو ننشغل عنها ، هي وجع في القلب نهرب منه بالاسئله التي لا حصر لها لنهون الهزيمه ..

هي سطور من الألم 💔 ، من المعاناه ، سيره ذاتيه لوطن بأكمله تفتح الجرح عن آخره .. تدميك غربه و تيه ..

كلما قلبت في صفحاتها .. شعرت بمراره الإقتلاع .. كيف يُنتزع من الإنسان إنتماءه للام و الوطن دفعه واحده .. كيف ينتزع منه شعور الآمان ، شعور الاستناد علي تراب الارض و ايدي العائله ..
حتي بعد موته .. لن تضمه ارض الوطن لانه بالنسبه لها ملفوظ .. مشرد لحين اشعار آخر ..

اظنني لفتره طويله لن أستطيع تجاوز كميه المشاعر التي انزوت في قلبي مع كل سطر منها 😓 ،
فقد حدث ان بعثرتني، فلم استطع ان ألملم شتاتي .. آلمتني حد البكاء و لم تزل😥 ..

جعلتني اتسألك كمريد : ما الذي يسلب الروح ألوانها ؟
ما الذي، غيرَ قَصف الغُزاة ، أصاب الجسد ؟!

-الغربة كالموت ، المرء يشعر أن الموت هو الشيء الوحيد الذي يحدث للآخرين.. منذ ذلك الصيف أصبحت ذلك الغريب الذي كنت أظنة سواي ..

-"هذا الجندي.. بندقيتة هي تاريخي الشخصي.. هي تاريخ غربتي .. بندقيتة هي التي أخدت منا أرض القصيدة و تركت لنا قصيدة الارض ... في قبضته تراب.. و في قبضتنا سراب..

-لا غائب يعود كاملاً. لاشيء يستعاد كما هو!!

-غرفة حراسة عادية.. الحارس فيها يحرس وطننا. مِنا!..

-لكنني أعلم أن أسهل نشاط بشري هو التحديق في أخطاء الآخرين ...
إن الذي يفتش عن أخطاءك لن يجد سواها

-علمتني الحيـاة أن علينا أن نُـحب النـاس بالـطريقة التي يُـحبون أن نُـحبهم بهـا ...

-هل تسع الأرض قسوة ان تصنع الأم فنجان قهوتها وحدها مفرداً في صباح الشتات؟!

-الناس يا عمي زي العصافير.. كثير منهم بيشوفوا الطعم و ما بيشوفوا الفخ!

-أماكننا المشتهاة ليست إلا أوقاتاً ..

-القيادات دائم تتقاسم الصفات ذاتها : الخلود في الموقع، الضيق بالنقد ، و تحريم المساءله أياً كان مصدرها ، و التيقن المطلق انهم دائما علي حق.. مبدعون علماء ظرفاء مناسبون جديرون كما هم و حيث هم..

-ان السعادة تـكذب .. أن الأمان يـكذب و أن الوسـامة تـكذب و أن الـحب يـكذب و أن الـهواء الذي يحيط بنا هواء مُهــدد!!

-إسرائيل الضحية، تُضفي علي سِكينها الساخن الملون وميض الصفح! و حتي يكتمل الوجع، قالت ذلك و صورته ببيان مبهر و إن من البيان لسحراً ..

-المخدة هي مساء المسعي.. سؤال الصواب الذي لم نهتد إليه في حينه، و الغلط الذي إرتكبناه و حسبناه صواباً ..

-كم ادعي المهزوم نصراً و صدقه و لكنه يضع رأسه علي مخدته الصغيرة فتأتي له بالخبر اليقين حتي و إن أنكره.. " لم أنتصر "

17/12/2021
Profile Image for Asem Alnabih.
47 reviews205 followers
June 21, 2012
غربة الفلسطيني ليست في المنفى, الفلسطيني غريب حتى في الوطن !!

قصة مريد واحدة من آلاف القصص التي تعرض غربتنا, ولن أتكلف الحديث عن هذا الكتاب فليس بمقدوري أن أزيد حرفا عما يقوله الفلسطينيون الذين عاشوا كل التفاصيل التي تحدّث عنها مريد, وغيره.

أنا مثلا عبرت من الأردن عبر الجسر ولكن لم أدخل الضفة المحتلة, ولم أر القدس ( لم أرها في حياتي أبدا بالمناسبة ) كنت أرى اللافتات فقط ولا أرى ما بعدها.. كلنا غرباء !

أبكاني هذا الكتاب, هزّني, أشجاني, أرهقني, هل لأنني فلسطيني ؟ هل لأنني شعرت بتلك المرارة التي يحاول كل واحد منّا أن يعزلها ؟ لا أدري ! ما أعلمه أن هذا الكتاب يستحق القراءة !


ملاحظة:
- روعة الكتاب تكمن في النصف الأول !
- هذا الكتاب دليل على أن المؤلف ليس بالضروري أن يشبه كتابه !
Profile Image for VivaPalestina.
27 reviews6 followers
May 1, 2011
I had wished to be able to review the book impartially, to review it as others would read it, but I couldn't. Written by a poet, translated by an artist, was it any wonder that I wished I could quote the whole book were it in my own hands?

'Displacement is like death'

A more painful story I haven't read, one that resounded strongly within and made me shed scorching hot bitter tears for what I had lost through no fault of mine. A sharp sense of acute hurt, betrayal by forefathers who walked away from Ramallah and other cities blessing us with the name 'displaced ones', betrayal at the countries that tried to save us and yet were defeated in humility.

'..tells me that Ramallah is no longer mine and I will not return to it. The city has fallen.'

It was no longer him leaving Palestine; it was me, me that had crossed the bridge to Amman, me that was locked out, me that was sweltering in Cairo's stifling heat, me that was waiting at Jordan’s check point, staring at the dried river. I felt transported through time as though this was my own shore of memories I was walking upon, my own pages of emotions I'm flicking through. The writer’s narration has you transfixed, there with him, and the journey back to your current place and seat is long and wearisome.

'The stranger is told by kind people: "You are in your second home here and among your kin." He is despised for being a stranger, or sympathized with for being a stranger. The second is harder to bear than the first.'

I've always been fond of the English verb 'to yearn'. I felt no other language could sum up my emotions so beautifully in one word, I have a yearning to learn French, I had a yearning to walk barefoot upon the shores of Jaffa. Reading this book has made my word pale beyond comparison. If before I yearned to visit Palestine, now I'm left with a yearn-shaped hole needing to be filled with Palestine.

'I do not say thank you little bridge. Should I be ashamed in front of you? Or should you be ashamed in front of me?'

'Being forbidden to return killed him'

'For the Palestinian, olive oil is the gift of the traveller, the comfort of the bride, the reward of autumn, the boast of the storeroom, the wealth of the family across centuries'

'The Occupation has created generations of us that have to adore an unknown beloved; distant, difficult, surrounded by guards, by walls, by nuclear missiles, by sheer terror'

'All those who have been destined to exile share the same features. For an exile, the habitual place and status of a person is lost'

'We cannot grumble about it as people grumble about their tiresome capitals. Perhaps the worst thing about occupied cities is that their children cannot make fun of them'

Who would dare to affectionately complain about Palestine? Londoners can generally agree to complain about three things, the weather, the public transport and the government's taxes. When busses go on strike we are all united in ranting against TFL, people that have never spoken two words together will suddenly be united in their morning grumpiness, facebook status' are updated from around the country through phones all sharing one common theme. Palestinians have been deprived from that. Reproach is only for the beloved we say in arabic, Palestine our beloved we cannot reproach or complain because we're too busy struggling to keep it between our hands.

This boy...who has seen nothing of Palestine throughout his twenty years, burns to see it like a refugee grown old in a distant camp

'Some Palestinians wronged Lebanon. The children of the camps pay the price for this everyday. If only all who had wronged Palestine would pay the price too.'

The unjustice of it all came crashing down upon me while reading this book. My french and russian Jewish friends may wax lyrical about the beauty of 'Israel' while I, supposedly a Palestine, have never set sight on it. Arabic countries like Lebanon and Jordan are preserving our 'Right of Return' by making sure our stay is only temporary. Children born and brought up in Lebanon, marrying in Lebanon, bringing children into Lebanon, they are stamped as 'temporary'. We are still living in this state of temporariness, waiting.

'"Should we leave it to the settlers? Everyone should come back from abroad who can"'

'The fish
Even in the fisherman's net
Still carries
The smell of the sea'


Reading this book has only confirmed my memories of Palestine. Do not ask me where they came from, but they are there. I remember Palestine, it's ingrained in every cell in my body that breathes, every atom that makes me. For Palestine is no longer merely a land. It lives and breathes in us, she is us and we are her.

The pillow is the register of our lives. The first draft of our story that, each night, we write without ink and tell without a sound'

The journey that I started with Mourid started and ended on my pillow. It was a witness to the laughs I laughed, to the grins I made. It held my tears and wiped them away promising me a return. It shared my angst and frustration, my love and joy. Do not bother telling me that I'm not a Palestinian as my memory and existance denies otherwise. Do not bother telling me that Palestine will come back to me, for Palestine was never lost to us and never will be. I only hope that we will soon be reunited.

For those of you that have managed to reach the end, I only say, 'a must read'.
Profile Image for Ahmad Sakr.
380 reviews405 followers
December 26, 2021
(السعيد هو السعيد ليلًا.. والشقي هو الشقي ليلًا.. أما النهار فيشغل أهله)
ياه يا مريد.. لو تعلم كم أصبحت أهلك نفسي في النهار حتى إذا ما أتيت ليلا لا أطيل البكاء على أخوتي.. أصحابي.. وطني.. عالمي المنكوب والمبتلى بالظلم والظالمين.. أن تئن عظام جسدي أرحم مئة مرة من شعور العجز وضعف الحيلة!
.
.
(منذ الهزيمة في 1967 لم يعد ممكنا لي أن أرى رقم 67 هذا إلا مرتبطا بالهزيمة.. أراه في جزء من أرقام هاتف أحد الاقرباء أو الأصدقاء.. على باب غرفة فندق.. على اللوحة المعدنية لسيارة مارة في ا��شارع. على تذكرة سينما أو مسرح.. على صفحة كتاب أو مجلة على على على ..)
وأنا مثلك يا مريد.. رقم (814) يظهر لي كل مرة ومن العدم!
.
.
أتعلم يا مريد.. رغم ان كتابك هذا عن قضيتنا الأهم.. إلا أنك كتابتك لها بطابعك الشخصي جعلها قضية كل شخص.. حتى لو نحينا فلسطين تماما من المعادلة تماما.. أليس من حقنا جميعا وطن نهنأ فيه.. أماكن اللهو والصبا.. أماكن تعلمنا ولعبنا وجدنا.. الخطيئة الأولى والبراءة الأولى.. حزننا عندما نرى برعما في حديقتنا يزوى.. الصلاة لكي ينزل المطر!.. تشابهت أحلامنا جميعا يا مريد.. أحلامنا وحقنا.. أحلامنا وحقنا.. أحلامنا وحقنا!
.
.
رحمة الله عليك يا مريد.. كنت أحب تميم لأنه أول من سمعت به من عائلتكم الرائعة.. ثم ذبت في حب رضوى الجميلة بعد قراءة ثلاثية غرناطة وبعد معرفة ملمح من سيرتها.. والآن أنت يا مريد.. كنت أحب كتاباتك المنفصلة.. وكنت أحبك أكثر بسبب حبي لعائلتك.. الآن أنت يا مريد.. كيف أصف حبي لك؟!
رحمة الله عليك.. أسأل الله أن يرزقك الفردوس الأعلى وأن يلحقنا بك على خير

أنصحكم بمراجعة شهاب ومراجعة داليا ففيهما جمال ما بعده جمال.. وأنصحكم طبعا ولا شك بقراءة الكتاب.. مرات ومرات!
مراجعة شهاب
https://www.goodreads.com/review/show...
مراجعة داليا
https://www.goodreads.com/review/show...


(814)
اختصارا لـ
14
أغسطس
2013
.
.
منهكٌ أنا!
Profile Image for Amani.
60 reviews83 followers
March 16, 2019
يا الله! ما هذا الجمال سيدي!! ما هذه الروعة أستاذي!!!

أدمعت عيني وأدميت قلبي وزلزلت وجداني.

أحقاً ضاعت فلسطين؟!! أحقاً ذهبت رام الله بلا عودة؟!!

أتخيلُك وكأنك تقول: ذهبت لأرى رام الله، فلم أجدها! بحثت عنها، فشاهدتُها ولم أرها.

ما أصعب أن يُبعد الإنسان عن وطنه قسراً وجبراً. ولكن صدقني فالأدهى والأمر أن يبحث المرء عن وطنه على أرضه فلا يجده. أن يشعر بالغربة بين جنبات مسقط رأسه ويظل يأمل في ذلك اليوم الذي يعثر فيه على ضالته.

لا أدري حقاً من أين أبدأ. أمِن روعة الأسلوب، أم طلاقة اللغة، أم دقة الوصف والتخيل أم صلابة الفكرة وجلاء المغزى.

لقد رافقتك خلال رحلتك إلى رام الله، خطوة بخطوة وشعوراً بشعورٍ. وصلت معك إلى حدود "الأرض المحتلة"، وانتظرت كثيراً قليلاً - أقصد في نفس الوقت، كثيراً في عمر الإحتلال قليلاً في عمر الوطن - على معبر "الكرامة" حتى يأذن لي "الآخرون" بدخول أرضي والسير فوقها! عاينت معك الطرقات والشوارع قديمها وحديثها، ماضيها وحاضرها، وربما أيضاً مستقبلها!! أصاب عيني مشهد المستوطنات البغيض بأعلامه الإسرائيلية القبيحة التي تحجب ضوء الشمس ونور السماء. وصلت معك إلى رام الله، رأيت منازلها وبرنداتها، أزقتها وطوابينها، شيوخها وأطفالها، بل وحتى "مستعمراتها"!

وصلت معك إلى دير غسانة وقراها، أقمت في دار رعد. رأيت الشجرة! نعم، رأيتها بأم عينى على الخريطة، اسمها فلسطين ويدعونها إسرائيل!!

ارتحلت بمرافقتك إلى القاهرة، بودابست، أمريكا، عمّان، قطر، الرباط، فرنسا، لندن، وأخيراً وأبداً فلسطين.

تجاوز وصفك لمرحلة العبور من ضفة النهر الشرقية إلى ضفته الغربية الصفحات الخمسين، ومع ذلك لم أشعر بلحظة ملل أو ضجر. تسرب إلى وجداني كل شعور أردت إيصاله بين السطور ومن وراء الأحرف والكلمات.

كثير من الأحداث التي وصفتها ابكتني كما لم أبك من قبل، موت والدك وأنت في الغربة بعيد عنه، قرار ترحيلك من مصر وإبعادك رغماً عنك عن أسرتك حتى يكبر ولدك الوحيد ويقول لك أول ما يقول "عمو!"، وغيرها الكثير. إلا أنه رغم ذلك، يظل مشهد موت شقيقك الأكبر "منيف" متربعاً على عرش الهزات الوجدانية التي أدمعت قلبي قبل عيني.

لم أقابل حتى الآن في حياتي من يعتز بعائلته هكذا، حقاً. من لا يفوت فرصة كي يقر بجميل لكل أفراد عائلته، كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونسائهم.

الأخ الأكبر "منيف" والذي احتل مركز الصدارة في لوحة شرف العائلة. لا تكاد تخلو صفحة من ذكره، إما جلياً أو خفياً حتى أكاد أجزم أن الكاتب كان من الأحرى به أن يسمي الكتاب "منيف وأنا رأينا رام الله". أُجِلُّ هذا الحبَّ الأخوي جداً وأشعر بالامتنان حقاً لهذه الرابطة الأخوية المتينة.

أما عن علاقة الأستاذ مريد بأسرته، أقصد زوجته الدكتورة رضوى وابنه الأستاذ تميم، فحدث ولا حرج. ما هذه الروعة بحق السماء!! أيوجد على هذه الأرض التي نعيش عليها من يحترم زوجته ويقدرها هكذا! وفي الشرق! دعني أقر بأنني لأول مرة طوال سنوات عمري التي تزيد عن الربع قرن بعام، لم أر مثل هذا النموذج للزوج المخلص المحب، الذي لا يذكر زوجته إلا بكل خير، ولا يأتي باسمها إلا سابقاً اسمه، أبداً. نعم، لم أشاهد حتى الآن في حياتي كلها من يجل زوجته ويقر لها بكل جميل ومعروف هكذا. تحياتي أستاذي ورحمة الله على كاتبتنا العزيزة رضوى عاشور.

فيما يخص علاقة الكاتب بابنه فإنها حقاً تستحق أن تكون مضرب الأمثال في الصفاء والنقاء. فكلما ذكر تميم ترى التأثر واضحاً في لغته، وكأنما يريد أن يعتذر له عن كل شئ خاطئ. عن الاحتلال، عن التهجير القسري، عن الترحيل والتشتت الأسري، عن كل شئ حدث رغماً عن الأب الحنون الذي يمثل جذور الشعب الفلسطيني في أرضه والذي يرغب في التشبث بها والمجئ بثمرة فؤاده ليعيش فيها وينتزع حقه في الإقامة بها من براثن احتلال غاشم.

من المفارقات التي ذكرها الكاتب أن ذكرى ميلاده توافقت مع ذكرى استشهاد المناضل غسان كنفاني! كما تصادفت ذكرى زواجه مع يوم استشهاد ناجي العلي! يا له من نصيب. الحياة تستعصي على التبسيط كما ترون.

من أكثر العبارات التي أثرت في:
- من هنا، من إذاعة صوت العرب، قال لي أحمد سعيد إن "رام الله" لم تعد لي وإنني لن أعود إليها، المدينة سقطت.
- العلم الأردني هنا بألوان الثورة العربية. بعد أمتار قليلة، هناك العلم الإسرائيلي باللون الأزرق للنيل والفرات وبينهما نجمة داود. هبة هواء واحدة تحركمها، بيض صنائعنا، سود وقائعنا، خضر مرابعنا. الشعر في البال. لكن المشهد نثري كفاتورة الحساب.
- نسيج السجادة هو المستوطنات. عليها بعض النقوش متناثرة هنا وهناك هي كل "ما تبقى لنا" من فلسطين."
- لم أجد من يصطحبني إلى القدس.
- أسهل نشاط بشري هو التحديق في أخطاء الآخرين. إن الذي يفتش عن أخطائك لن يجد سواها!
- علمتني الحياة أن علينا أن نحب الناس بالطريقة التي يحبون أن نحبهم بها.
- هنا في هذه ��لغرفة ولدت، قبل مولد دولة إسرائيل بأربع سنوات.
- الاحتلال الطويل استطاع أن يحولنا من أبناء "فلسطين" إلى أبناء "فكرة فلسطين".
- اسوأ ما في المدن المحتلة أن ابناءها لا يستطيعون السخرية منها. من يستطيع أن يسخر من القدس؟
- الاحتلال ابقى القرية الفلسطينية على حالها وخسف مدننا إلى قرى.
- إن قصص الأوطان المجروحة كقصص المنافي الآمنة، لا شئ في الجهتين يتم على هوى الضحايا.
- ورغم ذلك كله فلم أكن ذات يوم مغرماً بالجدال النظري حول من له الحق في فلسطين. فنحن لم نخسر فلسطين في مباراة للمنطق. لقد خسرناها بالإكراه وبالقوة.
- منذ الهزيمة في حزيران ١٩٦٧ لم يعد ممكنا�� لي أن أرى رقم ال٦٧ هذا إلا مرتبطاً بالهزيمة.
- منذ ال١٩٦٧ والنقلة الأخيرة في الشطرنج العربي نقلة خاسرة! نقلة إلى الوراء. نقلة سلبية تنتكس بالمقدمات مهما كانت تلك المقدمات إيجابية.
- من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة: ابدأ حكايتك من "ثانياً"!

من مفضلاتي وبلا أدنى شك. يستحق الخمس نجوم عن جدارة. انتوي قراءته مرات عديدة، وكلي يقين بأن كل مرة ستختلف كثيراً عن سابقتها.

أرشحه وبقوة لكل إنسان على وجه هذه البسيطة، محباً للسلام راجياً الحقيقة.

أكتب مراجعتي هذه، والاحتلال الإسرائيلي يمنع رفع الأذان وإقامة الصلاة في أقصانا منذ عشرة أيام!! أكتبها ومسجدنا يدنس وقدسنا تنتهك حرمتها. أكتبها والعرب صامتون، بل متواطئون خائنون.

ألا لعنة الله على الظالمين ومن عاونهم.

الإسكندرية - ٢٣ يوليو تموز ٢٠١٧.
Profile Image for Menna Ali.
174 reviews538 followers
December 10, 2023
سيرة شديدة الصدق والحزن معا ، مليئة بوحشة الغربة ، يحاول فهم الحياه كل مرة ولكن يفشل ويؤكد لك أن الحياه تستعصى على التبسيط دائما.

٦ مشاهد أثروا انتباهى فى حياته
المشهد الأول: فى نكبة ١٩٨٤ لجأ اللاجئون إلى البلدان المجاورة كترتيب " مؤقت" ، تركوا طبيخهم على النار آملين العودة بعد ساعات قال كل من لنفسه ولغيره " إلى أن تتضح الأمور"

🍁
إنه الأمل الذى لا نستطيع الحياة بدونه.

المشهد الثانى : وهو عند استشهاد فهيم ابن خاله فى بيروت وكيف أخبروا خاله بالخبر فقالو له : يا خالى أنا بتصل من شان أطمنك على فهيم ، صابته رصاصة طايشة امبارح بس الحمد الله الدكاترة طمنونا وان شاء الله يقوم بالسلامه .فإذا بخالى يقول بهدوء : وين بدكم تدفنوه !!

🍁
فيعطينا خاله درس فى الصبر

المشهد الثالث : كان منيف يحول نقود لأخوه مريد أثناء دراسته ويشترط على مريد أن لا يحول النقود إلا البنوك الرسمية المصرية وقال : إذا علمت يوما إنك تحول نقودك فى السوق السوداء فستعود إلى رام الله فورا ، انك الآن فى أول شبابك وإذا بدأت حياتك بالالتواء فلن تستقيم أبدا .

🍁
فيعطينا اخوه منيف درس فى الأخلاق.

المشهد الرابع : كان من المفترض أن أكره حياه الفنادق لما فيها من معانى تؤكد مؤقتية الحال والاستعداد الوشيك للرحيل مرة أخرى ، لكن ارتحت لحياه الفنادق الفندق علمنى عدم التشبث بالمطرح ، روضنى على قبول فكرة المغادرة . 💔

🍁
فيعطينا درس فى التأقلم على اى حال تضعنا الظروف فيه.

المشهد الخامس : يبدى الجندى الاسرائيلى دهشته من أمر يتكرر على امتداد سنوات الانتفاضة وهو عندما ترى النساء شابا مقبوضا عليه من الجندى الاسرائيلى يهاجمن الجندى وتصيح أكثر من واحدة منهم : ابنى ابنى اتركوا ابنى .

🍁
فتعطينا الأم الفلسطينية درس فى الحنان .

المشهد السادس : عندما تحدث رابين عن مأساة الاسرائيلين بصفتهم الضحية المطلقة ، وسط رغرغة عيون المستمعين فى حديقة البيت الأبيض ، أدركت إننى لن أنسى والوقت طويل كلمته : نحن ضحايا الحرب والعنف ، لم نعرف عاماً واحداً ولا شهراً واحداً لم تبكِ فيه أمهاتنا أبنائهن .
وسرت فى بدنى قشعريرة التى أعرفها جيداً كلما قصرت فى جهد أو فشلت فى مهمة : رابين سلبنا كل شئ ، حتى روايتنا لموتانا !

🍁
فنرى معه تزوير التاريخ وروايته ونشعر معه بالانكسار والهزيمة.

فى النهاية أكثر ما أعجبني فى هذه السيرة رغم كمية الحزن والألم التى تشعر بها ألا إنه رغم ذلك لا يستسلم للحياه والغربة بل يتحداها ويحاول التأقلم معاها ولا يشكى منها بل يتذكر دائما جمالها وقبحها ويعطيك سر الحياه ويقول لك :

الحياه لا يعجبها تذمر الأحياء ، إنها ترشوهم بأشكال مختلفة ومتفاوتة من الرضى ومن القبول بالظروف الاستثنائية ، يحدث هذا للمنفى والغريب والسجين ، ويحدث شئ مثله الخاسر والمهزوم والمهجور ، وكما تتعود العين شيئا فشيئا على العتمة المفاجئة يتعود هؤلاء على السياق الاستثنائى الذى فرضته عليهم الظروف ، وإذا تعود الواحد منهم على الاستثناء فإنه يراه طبيعياً بشكل من الأشكال.
Profile Image for Chaimaa .
129 reviews27 followers
October 21, 2023
"ها هم الإسرائيليون يحتلون دورنا كضحية ! و يقدموننا بصفتنا قتلة ! .."
🇵🇸🇵🇸🇵🇸
4.5⭐️
Profile Image for Ayman Zaaqoq.
39 reviews112 followers
November 2, 2010
هذا الكتاب هو "كتاب الغربة": "في ظهيرة ذلك الاثنين، الخامس من حزيران 1967، أصابتني الغربة".
يظل مريد يقرع ناقوسها من أول صفحات الكتاب إلى آخرها. يقرعها بيد الشاعر، فتصدح برنين شجي باكٍ ينكأ الجروح ويجدد الألم الذي قد يخف أحيانا، لكنه لم يختف أبدا. و لا يشعر بهذا الألم و لا يغص بهذه المرارة إلا من سُجن في الغربة و سَكَنَ في المنفى، لا يختص بذلك الفلسطينيون وحسب:
"كل من كتب عليهم المنفى يتقاسمون الصفات ذاتها. ففي المنافي تختل المكانة المعهودة للشخص. المعروف يصبح مجهولا و نكرة. الكريم يبخل. خفيف الظل ينظر ساهما"
"الغريب يفضل العلاقة الهشة، و يضطرب من متانتها. المشرد لا يتشبث. يخاف أن يتشبث، لأنه لا يستطيع. المكسور الإرادة يعيش في إيقاعه الداخلي الخاص. الأماكن بالنسبة له وسائل انتقال تحمله إلى أماكن أخرى، إلى حالات أخرى، كأنها خمر أو حذاء"
"موته ليس هو الذي مَنَعَهُ من العودة، بل مَنْعُهُ من العودة هو الذي أماته فيما بعد"
وعندما داهمتني فكرة معينة أثناء القراءة، وجدت مريد يطرحها بكل وضوح: "هل الوطن هو الدواء حقا لكل الأحزان؟ و هل المقيمون فيه أقل حزنا؟"، حقا، كم من مغترب في وطنه، من منا لم يشعر يوما بالغربة في وطنه، وبين أهله و أحبابه؟ وهل هناك غربة أقسى؟ أليس الغريب في وطنه هو "أغرب الغرباء" كما فال التوحيدي؟. ومع ذلك فمريد لا يصرخ ولا يصخب، هو فقط يُذَكِرُنا بخسارة الأجيال التي لم نشهد بداياتها لكنها تجثم بظلامها على حياتنا:
"هذا الجندي ذو القبعة ليس غامضا على الإطلاق، على الأقل بندقيته شديدة اللمعان، بندقيته هي تاريخي الشخصي، هي تاريخ غربتي، بندقيته هي التي أخذت منا أرض القصيدة و تركت لنا قصيدة الأرض، في قبضته تراب، وفي قبضتنا سراب"
"الاحتلال الطويل استطاع أن يحولنا من أبناء (فلسطين) إلى أبناء (فكرة فلسطين)"
و مريد البرغوثي في هذا الكتاب معتدل وعادل، فلا عويل ولا نحيب ولا استجداء، يصف المأساة من منظور إنساني أكثر منه قومي:
"عانينا و قدمنا تضحيات بلا حد، لكننا لسنا أفضل و لا أسوأ من الآخرين. بلادنا جميلة و كذلك بلدان الآخرين. علاقة الناس بأوطانهم هي التي تصنع الفروق. فإذا كانت علاقات نهب و رشوة و فساد تأثرت بذلك صورة الوطن"
"وجعي كفلسطيني هو جزء من كل، وتعلمت ألا أبالغ فيه"
وهو ينبهنا ويوقظنا من غفلتنا، و يبدد الضلالات التي تُرَوَجُ سياسيا و إعلاميا لتسكين آلامنا دون علاجها، بل تُرَوَجُ لتخديرنا أثناء اغتيالنا، اقرأ:
"إذا سمعتَ من خطيب على منبر كلمة تفكيك المستوطنات فاضحك و اضحك كما تشتهي. إنها ليست قلاعا من الليجو أو الميكانو التي يلهو بها الأطفال، إنها إسرائيل ذاتها، إنها إسرائيل الفكرة و الأيديولوجيا و الجغرافيا، والحيلة والذريعة، إنها المكان الذي لنا و قد جعلوه لهم، المستوطنات هي كتابهم، شكلهم الأول ..هي الميعاد اليهودي على هذه الأرض، هي غيابنا..المستوطنات هي التيه الفلسطيني ذاته"
"الإسرائيلي قد يتعاطف معنا، غير أنه يجد صعوبة عظيمة في التعاطف مع "قضيتنا" و مع روايتنا. إنه يمارس رأفة الغالب بالمغلوب"
"لم أكن ذات يوم مغرما بالجدال النظري حول من له الحق في فلسطين. فنحن لم نخسر فلسطين في مباراة للمنطق! لقد خسرناها بالإكراه و بالقوة"
ويرسم مريد في هذا الكتاب صورة مغايرة لمعضلة القدس، صورة تشمل الحياة اليومية البسيطة للمقدسيين، هذه الحياة التي لم تُأخَذْ يوما في الحسبان: "العالم معني "بوضع" القدس، بفكرتها و أسطورتها. أما حياتنا في القدس و قدس حياتنا، فلا تعنيه. إن قدس السماء ستح��ا دائما، أما حياتنا فيها فمهددة بالزوال"، فهذه المشكلة تسوق إعلاميا و سياسيا على أنها مشكلة "أديان و مقدسات"، لا مشكلة جذور و أوطان و حيوات و ذكريات.
هذا الكتاب جميل، ثقيل ودسم رغم صغر حجمه. أما لغته فلن أصفها بأكثر من أنها شعر كتب نثرا.
Displaying 1 - 30 of 3,310 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.