الناشر: "في هذه المجموعة الجديدة على المشهد الشعري العربي بأسره يذهب محمود درويش نحو السيرة: سيرة المكان حين تحتويه الجغرافيا لكى ينبس فيه التاريخ، وسيرة مواقع المكان حين تنقلب إلى محطات للجسد وعلامات للروح، وتصنع - بالتالي - صيغة ملحمية فريدة لسيرة ذاتية كثيفة تتحرك في فضاء، وتمسح الزمان من ارتفاع عين الطير، ثم يختصر عناصرها في رحلة ارتداد نحو قطب صانع ومشارك وضامن هو آدمي تراجيدي، ولكنه ... شاعر في يده غيمة. وللمرء أن يستذكر، هنا تحديدًاأن ماكتبه إدوارد سعيد عن محمود درويش: ((الشعر عند درويش لايقتصر على تأمين أداة للوصول إلى رؤية غير عادية، أو إلى كون قصي من نظام متعارف عليه، بل هو تلاحم عسير للشعر وللذاكرة الجمعية، ولضغط كل منهما على الآخر)). صبحي حديدي
محمود درويش Mahmoud Darwish was a respected Palestinian poet and author who won numerous awards for his literary output and was regarded as the Palestinian national poet. In his work, Palestine became a metaphor for the loss of Eden, birth and resurrection, and the anguish of dispossession and exile.
The Lotus Prize (1969; from the Union of Afro-Asian Writers) Lenin Peace Prize (1983; from the USSR) The Knight of the Order of Arts and Letters (1993; from France) The Lannan Foundation Prize for Cultural Freedom (2001) Prince Claus Awards (2004) "Bosnian stećak" (2007) Golden Wreath of Struga Poetry Evenings (2007) The International Forum for Arabic Poetry prize (2007)
محمود درويش هو شاعرٌ فلسطيني وعضو المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية. ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا, حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعور فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الإتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى. قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.
Tras una juventud dentro de la Palestina ocupada, años salpicados por numerosos arestos, se trasladó a Egipto y después al Líbano para realizar su sueño de renovación poética. Será en su exilio en Paris, tras tener que abandonar forzosamente el Líbano, donde logre su madurez poético y logre un reconocimiento ante los ojos occidentales.
En 1996, tras los acuerdos de Oslo para la autonomía de los territorios de Gaza y Cisjordania, dimite como ministro de Cultura de la Organización para la Liberación de Palestina y regresa a Ramallah. Allí dirige la revista literaria Al Karmel, cuytos archivos fueron destruidos por el ejército israelí durante el asedio a la ciudad en el año 2002.
I don't know the desert But I planted words at its edges
So Mahmoud Darwish plants hope for his country and love in order to see the blossoming possibility of return, of meeting. He plants words in his poems to hide the emptiness of the present and the absence of home snatched by the gust of the wind. He has nothing to offer or expect, that's why the poet himself becomes his dream:
I am my dream. Whenever the earth narrows, I expand it with the wing of a swallow. I expand. I am my dream...
Poetry is the only thing left that you can trust and lean on, it shelters you from yesterday's tragedy and tomorrow's insecurity, it unites two strangers, two chased lovers on the road which leads nowhere, two shadows of what they were, it opens the door to what lies between a between. The reader discovers the poem, falls in love with Darwish's language, his country and ability to love, to become a dream, we as well as the poet inherit the land of the words and possess their precious meaning.
تجربة قراءة هذا الديوان للمرة الثانية مربكة. زعترف زن هذا من أغرب دواوين محمود درويش الشعرية من حيث تركيب الصور الشعرية، والمباشرة التي تشعر بها في القصيدة لكن فوق ذلك لا تنفر منها بالجملة. هو فقط يحتاج قراءة بهدوء وتمعن
- يا أَبي ، خفِّف القولَ عَنِّي! - تركتُ النوافذَ مفتوحةً لهديل الحمامْ تركتُ على حافَّة البئر وجهي تركتُ الكلامْ على حَبْلهِ فوق حبل الخزانةِ يحكى ، تركتُ الظلامْ على ليله يتدثَّرُ صُوفَ انتظاري تركت الغمامْ على شجر التين ينشر سِرْوالَهُ وتركتُ المنامْ يُجدِّدُ في ذاتِهِ ذاتَهُ وتركتُ السلام وحيداً ، هناك على الأرض...
- هل كُنْتَ تحلُمُ في يَقْظتي يا أَبي؟ - قُمْ . سَنَرْجِعُ يا ولدي!
من قال أن الشعر خلق ليقرأ ؟ الشعر خلق ليسمع ومحمود درويش بالذات لتفهمه وتتجلى في ملكوته الشعري يجب عليك أن تنصت له تشتبك أذناك في كلامه الخارج من عبقريته المغوصه في احلامه ودواخله ..... الشعر خلق ليسمع لكل من لا يفهم هذا الشاعر حاول أن تستمع له وستكتشف العبقريه التي حرمت منها
لنا حلمٌ واحدٌ ,أن يمرَ الهواء صديقًاو ينشر رائحة القهوة العربية فوق التلال المحيطة بالصيف و الغرباء **** من قصيدة "مر القطار"
كان الحنين إلى أشياءَ غامضةٍ ينأى و يدنو فلا النسيان يقصينى ولا التذكر يدنينى ** مر القطار سريعًا مر بى , وأنا مثل المحطة لا أدرى أودع أم أستقبل الناس ؟! *** من قصيدة "تعاليم حورية"
أنشأ المنفى لنا لُغتين : دارجةً ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى و فُصحى .. كى أفسّر للظلال ظلالها **
قولى أى شىءٍ لتمنحى الحياةَ دلالها **
كن من أنت حيث تكون. واحملْ عبءَ قلبِكَ وحدَه **** من قصيدة "من سماءٍ إلى أختها يعبر الحالمون"
لا. ليس طيشًا ولا حكمةً حُبُّنا هكذا دائمًا, هكذا .. هكذا من سماءٍ إلى أختها يعبرُ الحالمون.. **
الفراشةُ ماءٌ يحنُ إلى الطيرانِ. ويفلتُ من عرق ِ الفتاياتِ. وينبتُ فى غيمة الذكرياتْ. الفراشةُ ما لا تقولُ القصيدةُ من فرطِ خفتها تكسِرُ الكلماتِ, كما يكسرُ الحُلُمُ الحالمينْ **** من قصيدة "قافيةٌ من أجل المُعلقات"
من أنا؟ هذا... سؤالُ الآخرين ولا جواب له. أنا لغتى و أنا مُعلقةٌ.. مُعلقتان.. عشرٌ, هذه لغتى "أنا لغتى.أنا ما قالت الكلماتُ كُنْ جسدى, فكنتُ لنبرِها جسدًا. أنا ما قلتُ للكلمات: كونى مُلقتى جسدى مع !الأبدية الصحراءِ. كونى كى أكونَ كما أقولُ *** من قصيدة "من ليلٌ يفيضُ من الجسد"
_ يا حبيبى, لو كان لى أن أكونَ صبيًّا.. لكُنتُكَ أنتَ _ولو كانَ لى أن أكونَ فتاةً لكنتُكِ أنتِ ! *** من قصيدة "أيام الحب السبعة"
أمرُ باسمك, إذ أخلو إلى نفسى كما يمرُّ دمشقىُّ بأندلسِ
لم يكن للكواكب دور سوى انها علمتني القراءة لي لغة في السماء وعلى الارض لي لغة من انا من انا صراحة لم افهم ما يقوله لكن المهم هو روح الكتاب. انا احسست انه مزج بين الفلسفة والتاريخ والشعر والاديان والاساطير والقضية الفلسطينية والحب... لكن بشكل رمزي
أطل على ما وراء الطبيعة ماذا سيحدث..ماذا سيحدث بعد الرماد؟ أطل على جسدى خائفًا من بعيد... أطل كشرفة بيت، على ما أريد
لماذا تركت الحصان وحيدًا؟ لكى يؤنس البيت، يا ولدى، فالبيوت تموت إذا غاب سكانها
يا ولدى! كل شىء هنا سوف يشبه شيئًا هناك سنشبه أنفسنا فى الليالى ستحرقنا نجمة الشبه السرمدية يا ولدى!
لو كان لى حاضرٌ آخر لامتلكت مفاتيح أمسى ولو كان أمسى معى لامتلكت غدى كله
لا ليل يكفينا لنحلم مرتين. هناك بابٌ واحد لسمائنا. من أين تأتينا النهاية؟ نحن أحفاد البداية. لا نرى غير البداية، فاتحد بمهب ليلك كاهنًا يعظ الفراغ بما يخلفه الفراغ الآدمى من الصدى الأبدى حولك... أنت منهمٌ بما فينا. وهذا أول الدم من سلالتنا أمامك، فابتعد عن دار قابيل الجديدة مثلما ابتعد السراب عن حبر ريشك يا غراب
كل شىء هادىءٌ فى ملتقى البحرين لا تاريخ للأيام منذ اليوم، لا موتى ولا أحياء. لا هدنة، لا حرب علينا أو سلام وحياتى فى مكان آخر.
أُطلُّ علي صورتي وَهْيَ تهرب من نفسها إلي السُلَّم الحجريّ, وتحمل منديل أُمّي وتخفق في الريح: ماذا سيحدث لو عُدْتُ طفلاً؟ وعدتُ إليكِ ... وعدتِ إليَّ
هل سنبقى ، إذاً ، ههنا يا أبي تحت صفصافة الريح بين السموات ةالبحر؟
لم يَصلْ أَحَدٌ. فاتركيني هناك كما تتركين الخُرافَةَ في أَيِّ شخصٍ يراكِ، فيبكي ويركض في نفسه خائفاً من سعادتِهِ: كم أُحبٌكِ، كم أَنتِ أَنتِ! ومِنْ رُوحِهِ خائفاً: لا أَنا الآن إلاّ هِيَ الآن فيَّ. ولا هِي إلاّ أنا في هشاشتها. كم أَخافُ على حُلُمي أَن يرى حُلُماً غيرَها في نهايةِ هذا الغناءْ...
لم يصل أَحَدٌ ربما أَخطأ الغرباءُ الطريقَ إلى نُزْهَةِ الغرباء!
كان الحنينُ إلى أشياء غامضةٍ يَنْأَى ويَدْنُو، فلا النسيانُ يُقْصِيني، ولا التذكُّرُ يدنيني لو كان لي حاضرٌ آخرٌ لامتلكتُ مفاتيحَ أَمسي ولو كان أَمسي معي لامتلكتُ غدي كُلَّهُ.
علمتني المنفى يا شاعري .. علمتني أن اكون دون أن يعلموا .. وأن لا اكون حينما يعلموا .. كم مرة ينتهي أمرنا:ا
هل تكلمني يا أبي؟ - عقدوا هدنةً في جزيرة رودوس - !يا ابني وما شأننا نحن، ما شأننا يا أبي؟ - وانتهى الأمرُ - كم مرة ينتهي أمرنا يا أبي؟ - إنتهى الأمر. قاموا بواجبهم:ا - حاربوا ببنادق مكسورة طائرات العدو وقمنا بواجبنا وابتعدنا عن الزَنْزَلَخْتِ لئلا نحركَ قبعةَ القائد العسكري وبعنا خواتم زوجاتنا ليصيدوا العصافيرَ يا ولدي!ا هل سنبقى إذا هنا يا أبي - تحت صفصافة الريح بين السماوات والبحر ؟ يا ولدي كل شيء هنا - سوف يشبه شيئا هناك سنشبه أنفسنا في الليالي ستحرقنا نجمة الشبهِ السرمديةُ يا ولدي!ا يا أبي خفف القول عني - تركتُ النوافذ مفتوحةً - لهديل الحمامْ تركتُ على حافة البئر وجهي تركتُ الكلامْ على حبلهِ فوق حبلِ الخزانةِ يحكي، تركت الظلامْ على ليله يتدثرُ صوف انتظاري تركتُ الغمامْ على شجر التين ينشر سروالهُ وتركتُ المنامْ يجدد في ذاتِهِ ذاتَهُ وتركتُ السلاْم وحيداً، هناك على الأرض ..
هل كنت تحلم في يقظتي يا أبي؟ - قمْ، سنرجعُ يا ولدي !ا -
لو كان لي حاضر اخر لامتلكت مفاتيح امسي ولو كان أمسي معي لامتلكت غدي كله
...
كان الحنين الى اشياء غامضة ينأى ويدنو , فلا النسيان يقصيني , ولا التذكر يديني من امرأة ان مسها القمر قالت انا القمر
...
-ياأبي هل تعبت ارى عرقا في عيونك ؟ -ياابني تعبت .. اتحملني ؟ -مثلما كنت تحملني ياأبي , وسأحمل هذا الحنين الى اولي والى اوله وسأقطع هذا الطريق الى اخري .. والى اخره
...
ههنا حاضر لازمان له , لم يجد احد , ههنا , احدا يتذكر كيف خرجنا من الباب , ريحا , وفي اي وقت وقعنا عن الامس فانكسر الامس فوق البلاط شظايا يركبها الاخرون مرايا لصورتهم , بعدنا ..
...
لماذا تركت الحصان وحيدا يا أبي؟- - لكي يؤنس البيت يا ولدي فالبيوت تموت إذا غاب سكانها
I feel this book is one of those pieces that Emily Dickinson best described in a letter to T. W. Higginson: If I read a book and it makes my whole body so cold no fire can warm me I know that is poetry. If I feel physically as if the top of my head were taken off, I know that is poetry. These are the only ways I know it. Is there any other way?
It is felt before it is processed.
«Be my love between two wars on the looking glass — She said — I do not want to retreat now to My father's fort... Take me to you vineyard and unite me With your mother, perfume me with basil-water, sprinkle me On the silver vessels, comb me, and bring me into The prison of your name, kill me with love,»
لم يكن سؤال (لماذا تركت الحصان وحيدا) عنوانا "فلاشيا" لـ قصيدة .. كان سؤالا مدسوسا في نص ٍ شجي، وهو شجي أكثر حين تسمعه بصوت محمود درويش نفسه، سؤال ابنٍ لأبيه وهما يرحلان، وهما يقطعان درباً شائكا، يسأل الابن: - كم مرة ينتهي أمرُنا يا أبي؟
المجموعة توّزعت على قصائد تتحدث عن سيرة المكان / الروح ، ونصوص رقيقة، رقة الهمس:
هَبْني جرسَ الضوء، أهبكَ المنزل المأهولَ بالوقت.
أو
أمرُّ باسمك، إذ أخلو إلى نَفَسي كما يمرُّ دمشقيٌّ بأندلسِ
ـ كُنْ واقعيَّاً كالسماء . ولا تحنّ إلى عباءة جدِّكَ السوداء , أو رَشَوَاتِ جدّتك الكثيرةِ و انطلِقْ كالمُهْرِ في الدنيا . وكُنْ مَنْ أَنت حيثَ تكون . و احَملْ عبء قلبِكَ وَحْدَهُ .. و ارجع إذا اتسَعَتْ بلادُكَ للبلاد وغيَّرتْ أَحوالهَا ..
و مازال هذا السؤال يُطارني كلما قرأت لِدرويش ماذا لو بإمكاني أن اقرأ لهُ وأنا مغمضة العينين ؟!
I am a little bit disappointed with this new translation of Mahmoud Darwish's poems. I'd recommend to read the translation by Jeffrey Sacks https://www.goodreads.com/book/show/1...
But I am happy I've spent some nice time in the company of Darwish poetry, in the memory of the poet, on the eve of his birthday.
In the desert unseen said to me: Write!
So I said: On the mirage is another writing It said: Write to make the mirage green So I said: Absence is lacking me And I said: I have not yet learnt the words So it said to me: Write, that you may know them And know where you were, and where you are And how you came, and who you will be tomorrow, Put your name in my hand and write That you may know who I am, and go cloud-like Into space… So I wrote: Who writes his story inherits The land of words, and owns meaning totally!
وكن من أنت حيث تكون واحمل عبء قلبك وحده وارجع اذا اتسعت بلادك للبلاد وغيرت أحوالها **** الفراشة ماء يحن للطيران و يفلت من عرق الفتيات وينبت في غيمة الذكريات. الفراشة ما لا تقول القصيدة، من فرط خفتها تكسر الكلمات، كما يكسر الحلم الحالمين
محمود درويش فعلا من أعظم الشعراء الفلسطينيين أشعاره مليئة بالحزن والمعاناة
The Middle East of the Canaanite and Lebanon where a father and boy fight a war with an enemy they neither love nor hate women are the folklore in this tale of poetry
** أُمِّي تَعُدُّ أَصابعي العشرينَ عن بُعْد . تُمَشِّطُني بخُصْلَّة شعرها الذَهَبيّ تبحثُ في ثيابي الداخلّيةِ عن نساءٍ أَجنبيَّاتٍ وَتَرْفُو جَوْريي المقطوعَ . لم أَكَبْر على يَدِها كما شئنا : أَنا وَهي , افترقنا عند مُنحَدرِ الرَّخام ... ولوَّحت سُحُبً لنا , ولماعزِ يَرِثُ المَكَانَ . وأَنْشَأَ المنفى لنا لغتين : دارجةُ ... ليفهمَهَا الحمامُ ويحفظَ الذكرى , وفُصْحى ... كي أُفسِّرَ للظلال ظِلالَهَا !
(2) *** ما زلتُ حيَّا في خِضَمَّكِ . لم تَقُول الأُمُّ للوَلَدِ المريضِ مَرِضْتُ من قَمَرِ النحاس على خيامِ البْدوِ . هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنانَ , حَيْثُ نسيتني ونسيتِ كيسَ الخُبْزِ [ كانَ الخبزُ قمحيَّاً ] ولم أَصرخْ لئلاّ أُوقظَ الحُرَّاسَ حَطَّتْني على كَتِفْيكِ رائحةُ الندى . يا ظَبْيَةُ فَقَدَتْ هُناكَ كنَاسَها وغزالها ... عَجَنْت بالحَبَقِ الظهيرةَ كُلَّها . وَخَبَزْتِ للسُّمَّاقِ عُرْفَ الديك . أَعرِفُ ما يُخَرَّبُ قلبَك المَثّقُوبَ بالطاووس , مُنْذُ طُرِدْتِ ثانيةً من الفردوس . عالُنا تَغَيَّر كُّلَّهُ فتغيرتْ أَصواتُنا حتَى التحيَّةُ بَيننا وَقَعَتْ كزرِّ الثَوْبِ فوق قولي أَيَّ شيء لي لتَمنَحني الحياةُ دَلالَها .
**** هي أُختُ هاجَرَ أُختُها من أُمِّها . تبكي مع النايات مَوْتى لم يموتوا . لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تَنْفَتِحَ السماءُ ولا ترى الصحراءَ خلف أَصابعي لترى حديقَتَها على وَجْه السراب , فيركُض الزَّمَنُ القديمُ بها إلى عَبَثٍ ضروريِّ : أَبوها طار مثل الشَرْكَسيِّ على حصان العُرسْ
(3) أَمَّا أُمها فلقد أَعَدَّتْ , دون أن تبكي لِزَوْجَة زَوْجِها حناءَها , وتفحَّصَتْ خلخالها ...
***** لا نلتقي إلاَّ وداعاً عند مُفْتَرَقِ الحديث . تقول لي مثلاً : تزوجَّ أَيَّةَ امرأة مِنَ الغُرباء , أَجملُ من بنات الحيِّ , لكنْ لا تُصَدِّقْ أَيَّةَ امرأة سواي . ولا تُصَدِّقْ ذكرياتِكَ دائماً . لا تَحْتَرِقْ لتضيء أُمَّكَ , تلك مِهْنَتُها الجميلةُ. لا تحنُّ إلى مواعيد الندى . كُنْ واقعيَّاً كالسماء . ولا تحنّ إلى عباءة جدِّكَ السوداء , أَو رَشَوَاتِ جدّتك الكثيرةِ وانطلِقْ كالمُهْرِ في الدنيا . وكُنْ مَنْ أَنت حيثَ تكون . واحَملْ عبء قلبِكَ وَحْدَهُ ...وارجع إذا اتسَعَتْ بلادُكَ للبلاد وغيَّرتْ أَحوالهَا ...
وتركنا طفولتنا للفراشة, حين تركنا على الدرجات قليلا من الزيت، لكننا نسينا تحية نعناعنا حولنا، ونسينا السلام السريع علي غدنا بعدنا... كان حبر الظهيرة أبيض، لولا كتاب الفراشة من حولنا...
يا فراشة! يا أخت نفسك، كوني كما شئت،قبل حنيني وبعد حنيني. ولكن خذيني أخا لجناحك يبق جنوني معي ساخنا! يا فراشة! يا أم نفسك، لا تتركيني لما صمم الحرفيون لي من صناديق... لا تتركيني!
من سماء إلى أختها يعبر الحالمون حاملين مرايا من الماء حاشية للفراشة في وسعنا أن نكون كما ينبغي أن نكون من سماءٍ إلى أختها يعبر الحالمون
ألفراشة تنسج من إبرة الضوء زينة ملهاتها ألفراشة تولد من ذاتها والفراشة ترقص في نار مأساتها
نصف عنقاء. ما مسها مسنا: شبه داكن بين ضوء ونارٍ... وبين طريقين. لا. ليس طيشاً ولا حكمةً حبنا هكذا دائما، هكذا... هكذا من سماءٍ إلى أختها يعبر الحالمون ...
ألفراشة ماء يحن إلي الطيران. ويفلت من عرق الفتيات، وينبت في غيمة الذكريات. الفراشة ما لا تقول القصيدة، من فرط خفتها تكسر الكلمات، كما يكسر الحلم الحالمين... وليكن ... وليكن غدنا حاضراً معنا وليكن حاضراً أمسنا معنا وليكن يومنا حاضراً في وليمة هذا النهار المعد لعيد الفراشة، كي يعبر الحالمون من سماءٍ إلي أختها... سالمين
في كتابه هذا ارى وجه جديد لمحمود درويش .. ملامح فلسطينية و ثورية و اخرى حنينية و عاطفية و حروف من ذكريات قديمة ... ..احببت الكثير من القصائد المعبرة عن الوطن و الشوق و الام و الذكريات القديمة .. بالنسبة لي الدواوين السابقة كانت أجمل ... .. اقتباسات : "و سأحمل هذا الحنين .. الى اولي الى اوله .. و سأقطع هذا الطريق ... الى اخري الى اخره " .. "لنا حلم واحد : أن نجد حلماً يحملنا مثلما تحمل النجمة الميتين" .. "فلا النسيان يقصيني .. ولا التذكر يدنيني" .. "لو كان لي حاضر اخر .. لامتلكت مفاتيح امسي .. و لو كان امسي معي لامتلكت غدي كله" .. " لن تنتهي الحرب مادمتِ الارض فينا تدور على نفسها" ..