Papers by Ibrahim bouzidani
الشخصية، والدين، والثقافة، والحضارة، والتنشئة الاجتماعية، مجموعة من المفاهيم الحديثة في ظاهرها، ا... more الشخصية، والدين، والثقافة، والحضارة، والتنشئة الاجتماعية، مجموعة من المفاهيم الحديثة في ظاهرها، الضاربة في عمق التاريخ بحركتها ووظيفيتها. هذه المفاهيم التي قد تبدوا للوهلة الأولى مفككة، أو تنتمي لفروع علمية ومعرفية مختلفة، كعلم النفس والاجتماع، والأنثربولوجيا، والتربية وغيرها، هي في حقيقة الأمر مفاهيم مترابطة وظيفياً لدرجة التمازج الكلّي الذي تنعدم فيه روح التمايز. هذا التكامل والترابط الوظيفي والمفاهيمي، كان من بين أهم أهداف المشروع الخلدوني للبناء والإحياء الحضاريين. حيث سعى المقال لتوضيح آلية الترابط بين المفاهيم سابقة الذكر من خلال مقدمة ابن خلدون، وما دُوِّنَ حولها من أعمال معرفية. وكانت خلاصة هذا العمل هو أن ابن خلدون دوَّن مقدمته وفقاً لمنهجية تكاملية وعملية واضحة المعالم. حيث جاءت فصول وأبواب المقدمة متربطة ترابطاً تكاملياً. حيث ترتسم معالم البناء والإحياء الحضاريين، بداية من الإنسان والدين، ومروراً بالتنشئة الاجتماعية والأخلاق، ووصول إلى الثقافة ومنتهياً بالانبعاث الحضاري المنشود.
تتضمن عبارة (رمضان وبناء العادات الإيجابية) على قصرها العديد من المعاني الفلسفية والنفسية، والإجر... more تتضمن عبارة (رمضان وبناء العادات الإيجابية) على قصرها العديد من المعاني الفلسفية والنفسية، والإجرائية، حيث تشير بالتَّضمن –بلغة المناطقة- إلى مفهوم الزمان، والروحانية، والحركة، فرمضان بلغة الفيزياء وكما وصفه الله سبحانه وتعالى هو مجال زمنيٌ، قال تعالى في سورة البقرة: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ، فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: 184] وتتضمن معاني الروحانية أيضاً من خلال الوصف القرآني لهذا الشهر الكريم، يقول الله تعالى واصفاً هذا الشهر بلغة الفعل الإيماني: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185]، أما المعنى الثالث فيشمل العادات، لأنها لا تتشكل إلا من خلال الحركة المستمرة الدؤوبة، فلا وجود للعادة بدون وجود استمرارية وحركة منتظمة في الزمان والمكان، وتمتزج كل تلك المعاني السابقة في بوتقة الإنسان، ذلك المخلوق الذي شرّفه الله تعالى ببعده الروحيِّ الأصيل الذي يزداد سمواً ورفعة كلما ارتبط بشرف حمل الأمانة التي خُصَّ بها دون سائر الخلائق.
ومن خلال العناصر السابقة وما تتضمنه من معانٍ، صممت هذه المقالة للإجابة على عدد من التساؤلات، متمثِّلة في الآتي:
ما علاقة الزمان بالإنسان؟
فيم تتمثَّل معادلة الفعل والإنسان؟
ما عناصر الفعل حسب التنصيف القرآني؟
ما مبدأ السلوك البشري، "الاتجاه" أو "الخاطرة"؟
كيف يساعدنا رمضان على بناء العادات الإيجابية؟
هل يساعدنا رمضان على كسر الروتين أو بناء عادات جديدة؟
الصفوة للدراسات الحضارية, 2023
منظومة القيم الحضارية في مشروع السننية الشاملة الذي طرحه المفكر الطيب برغوث –حفظه الله تعالى-، له... more منظومة القيم الحضارية في مشروع السننية الشاملة الذي طرحه المفكر الطيب برغوث –حفظه الله تعالى-، لها عمقها الفلسفي في الحياة الفكرية والعاطفية والسلوكية للفرد والمجتمع. حيث تتشكل هذه المنظومة من خلال التفاعلات التي تحصل بين الإنسان وسنن الوعي الاستخلافي، وما مدى تمثله لسنن الوعي الغائي اعتقاداً وسلوكاً، وإلى أي حدٍ وصل وعيه بسنن الوعي التسخيري، والاستفادة منها عملياً. وما مقدار التزامه بسنن الوعي الوقائي خلال إنجاز دورته الحضارية.
كل هذه التفاعلات الحاصلة بين الإنسان والمنظومات الأربع المُشَكِّلة لمنظور السننية الشاملة[1]، ستشكل معالم العالم الشعوري واللاشعوري، الواعي واللاواعي للفرد والمجتمع، الذي سينعكس في أفكار الإنسان ومشاعره واعتقاده وحركته في مختلف المجالات وضمن مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية .. إلخ؛ وهي التي يصطلح على تسميتها بـــــــ "الشخصية" على المستوى الفردي، و "الثقافة" على المستوى الإجتماعي.
لذلك، فبالنسبة للطيب برغوث فإن أي عملية استنئاف حضاري، يجب أن تنطلق من خلال تجديد العالم الثقافي للمجتمع وعالم الشخصية بالنسبة للفرد، من خلال التربية على مختلف المستويات، لتنسجم مع الطموحات الرسالية، وتتناغم مع سنن الله التسخيرية.
أثناء وبعد عملية تبادل الأسرى التي تمت بين المقاومة الإسلامية في غزة «حماس» والحكومة الإسرائيلية،... more أثناء وبعد عملية تبادل الأسرى التي تمت بين المقاومة الإسلامية في غزة «حماس» والحكومة الإسرائيلية، ظهرت العديد من التفاعلات الإنسانية بين الأسرى الإسرائيلين من مختلف الفئات العمرية وأفراد المقاومة المرافقين لهم. حيث أظهر الأسرى تفاعلاً عاطفياً-اجتماعياً إيجابياً جداً. هذه التفاعلات النفس-عاطفية بين "المختَطَفين" و "الخاطفين"، جعلت كثيراً من الناس يبحثون لها عن تفسير. لذلك نجد أن بعض المختصين في علم النفس اعتمدوا على ظاهرة نفسية يصطلح عليها بــ (متلازمة ستوكهولم Stockholm Syndrome) أو "رابطة الأَسْر أو الخطف". وتُعْرَف هذه الظاهرة النفسية بأنها تعاطف أو تعاون الإنسان مع عدوه، أو مَن أساء إليه بشكل من الأشكال، أو إظهار بعض علامات الانسجام والمشاعر الإيجابية والولاء من المُختَطَف تجاه الخاطف أو الآسر، حيث قد تصل هذه المماهات والتعاطف لدرجة الدفاع عن الخاطف أو الآسر، والتضامن معه. فهو بهذا ترابطٌ عاطفيٌ قويٌ يتكون بين شخصين؛ أحدهما يضايق الآخر، ويعتدي عليه، ويهدده، ويضربه، ويخيفه بشكل متقطع ومتناوب.
الصفوة للدراسات الحضارية, 2024
إنَّ المقاربة التي سنلقي الضوء عليها في هذا المقال، تعتمد على الطرح القرآني من خلال قضايا علم الن... more إنَّ المقاربة التي سنلقي الضوء عليها في هذا المقال، تعتمد على الطرح القرآني من خلال قضايا علم النفس؛ لنعطي قراءةً للبُعد التعبُّدي ودوره في بناء شخصيَّة الإنسان، وكيف يمكن أن يكون له محورٌ أساسيٌّ في تشكيل شخصيَّة الإنسان؛ بل ويتعدَّاه إلى بناء العمق الإنساني.
الهدف من ذلك هو أن نعطيَ معنىً عميقاً لمفهوم العبادة؛ إذ العبادة ليست مجرَّد ما يقوم به الإنسان مِن أداءٍ للفرائض بتنوُّع التكاليف المفروضة عليه، لذا يجب أن يُنظَر إلى العمق الذي يؤسِّس سلوكه، ويبني شخصيَّته إنْ هو أدرك هذه الأبعاد.
المحور الأول: هل ثمَّة علاقةٌ بين العبادات وبناء الشخصيَّة؟
مجلة الأصالة للدراسات والبجوت Al Assala Journal for studies & Researches, 2022
الشخصية، والدين، والثقافة، والحضارة، والتنشئة الاجتماعية، مجموعة من المفاهيم الحديثة في
ظاهرها، ا... more الشخصية، والدين، والثقافة، والحضارة، والتنشئة الاجتماعية، مجموعة من المفاهيم الحديثة في
ظاهرها، الضاربة في عمق التاريخ بحركتها ووظيفيتها. هذه المفاهيم التي قد تبدوا للوهلة
الأولى مفككة، أو تنتمي لفروع علمية ومعرفية مختلفة، كعلم النفس والاجتماع، والأنثربولوجيا،
والتربية وغيرها، هي في حقيقة الأمر مفاهيم مترابطة وظيفياً لدرجة التمازج الكلي الذي تنعدم
فيه روح التمايز. هذا التكامل والترابط الوظيفي والمفاهيمي، كان من بين أهم أهداف المشروع
الخلدوني للبناء والإحياء الحضاريين. حيث سعى المقال لتوضيح آلية الترابط بين المفاهيم سابقة
الذكر من خلال مقدمة ابن خلدون، وما دون حولها من أعمال معرفية. وكانت خلاصة هذا
العمل هو أن ابن خلدون د َّون مقدمته وفقاً لمنهجية تكاملية وعملية واضحة المعالم. حيث جاءت
فصول وأبواب المقدمة متربطة ترابطاً تكامليا. حيث ترتسم معالم البناء والإحياء الحضاريين،
بداية من الإنسان والدين، ومروراً بالتنشئة الاجتماعية والأخلاق، ووصولا إلى الثقافة ومنتهياً
بالإنبعاث الحضاري المنشود
المجلـة العربيـة » نفسانيــات Nafssaniat, 2021
Behavior Modification between Abū Isḥāq al-Shīrāzī and Fred Luthans
المجلـة العربيـة » نفسانيــا... more Behavior Modification between Abū Isḥāq al-Shīrāzī and Fred Luthans
المجلـة العربيـة » نفسانيــات «: الـعـدد 72ربيع « Nafssaniat »: N° 72 Spring 2021
İş'te Davranış Dergisi, 2017
the study is to understnde the issue of underemployment among postgraduate students in Turkey thr... more the study is to understnde the issue of underemployment among postgraduate students in Turkey through higlighting its main causes, characterizing which of the underemployment causes are affecting more, identifying its consequences on life, and understanding and learning the tactics that the participants use to handle the negative consequences of underemployment. Method: A qualitative research method using semi-structured interviews was adopted to collect data from five postgraduate Turkish students. Results: The results showed that, there are four main causes of underemployments, which are: income, skill, status and time-income unbalance. Originality: This is the one of the pionner studies considering underemployment phenomenon deeply using a qualitative method in Turkish context.
Pressacademia, Dec 30, 2019
Purpose-The present study aimed to explore the contributions of underemployment and careerism to ... more Purpose-The present study aimed to explore the contributions of underemployment and careerism to organizational trust and creativity; and to examine the moderating effects of agreeableness, openness to experience, and organizational collectivism on these relationships. Methodology-The study was conducted in the province of Istanbul/Turkey, among a convenient sample of 156 participants from private organizations. For testing the hypotheses of the present study, simple regression and multiple regression analyses were utilized. Findings-All underemployment and careerism dimensions were interrelated. Besides, the two dimensions of underemployment were found to be significantly related to the two dimensions of creativity. Also, underemployment and organizational trust, on the one hand, and careerism and creativity, on the other hand, displayed significant relationships. The moderating role was only found for agreeableness on the relationship between behavioral careerism and trust in supervisors. Conclusion-The impacts of underemployment and careerism on creativity and organizational trust need to be explored further. In addition to that, the moderating roles of other personality traits on these relationships need to be looked at as well.
Pressacademia, Dec 30, 2019
Purpose-The present study aimed to explore the contributions of underemployment and careerism to ... more Purpose-The present study aimed to explore the contributions of underemployment and careerism to organizational trust and creativity; and to examine the moderating effects of agreeableness, openness to experience, and organizational collectivism on these relationships. Methodology-The study was conducted in the province of Istanbul/Turkey, among a convenient sample of 156 participants from private organizations. For testing the hypotheses of the present study, simple regression and multiple regression analyses were utilized. Findings-All underemployment and careerism dimensions were interrelated. Besides, the two dimensions of underemployment were found to be significantly related to the two dimensions of creativity. Also, underemployment and organizational trust, on the one hand, and careerism and creativity, on the other hand, displayed significant relationships. The moderating role was only found for agreeableness on the relationship between behavioral careerism and trust in supervisors. Conclusion-The impacts of underemployment and careerism on creativity and organizational trust need to be explored further. In addition to that, the moderating roles of other personality traits on these relationships need to be looked at as well.
Conference Presentations by Ibrahim bouzidani
The 6 th International Postgraduate Research Colloquium IPRC Proceedings
This research examined the difference of self esteem between two collectivist cultures, that is, ... more This research examined the difference of self esteem between two collectivist cultures, that is, Malay and Arab, among undergraduate students of the International Islamic University Malaysia. The 10-Item Rosenberg self esteem scale was used to collect the data from 102 Undergraduate students in the International Islamic University Malaysia, (Malay,n=54,M= 15.3 , SD=1.9, & Arab ,n=48, M=15.5 ,SD=2.9. All the participants comprised of Male students. Data Obtained were analysed with the use of Independent t-test and ANOVA statistics. Results revealed as hypothesised which showed no significant differences between Malay and Arab undergraduate students. However, the mean results showed that both samples expressed a high self esteem.
Uploads
Papers by Ibrahim bouzidani
ومن خلال العناصر السابقة وما تتضمنه من معانٍ، صممت هذه المقالة للإجابة على عدد من التساؤلات، متمثِّلة في الآتي:
ما علاقة الزمان بالإنسان؟
فيم تتمثَّل معادلة الفعل والإنسان؟
ما عناصر الفعل حسب التنصيف القرآني؟
ما مبدأ السلوك البشري، "الاتجاه" أو "الخاطرة"؟
كيف يساعدنا رمضان على بناء العادات الإيجابية؟
هل يساعدنا رمضان على كسر الروتين أو بناء عادات جديدة؟
كل هذه التفاعلات الحاصلة بين الإنسان والمنظومات الأربع المُشَكِّلة لمنظور السننية الشاملة[1]، ستشكل معالم العالم الشعوري واللاشعوري، الواعي واللاواعي للفرد والمجتمع، الذي سينعكس في أفكار الإنسان ومشاعره واعتقاده وحركته في مختلف المجالات وضمن مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية .. إلخ؛ وهي التي يصطلح على تسميتها بـــــــ "الشخصية" على المستوى الفردي، و "الثقافة" على المستوى الإجتماعي.
لذلك، فبالنسبة للطيب برغوث فإن أي عملية استنئاف حضاري، يجب أن تنطلق من خلال تجديد العالم الثقافي للمجتمع وعالم الشخصية بالنسبة للفرد، من خلال التربية على مختلف المستويات، لتنسجم مع الطموحات الرسالية، وتتناغم مع سنن الله التسخيرية.
الهدف من ذلك هو أن نعطيَ معنىً عميقاً لمفهوم العبادة؛ إذ العبادة ليست مجرَّد ما يقوم به الإنسان مِن أداءٍ للفرائض بتنوُّع التكاليف المفروضة عليه، لذا يجب أن يُنظَر إلى العمق الذي يؤسِّس سلوكه، ويبني شخصيَّته إنْ هو أدرك هذه الأبعاد.
المحور الأول: هل ثمَّة علاقةٌ بين العبادات وبناء الشخصيَّة؟
ظاهرها، الضاربة في عمق التاريخ بحركتها ووظيفيتها. هذه المفاهيم التي قد تبدوا للوهلة
الأولى مفككة، أو تنتمي لفروع علمية ومعرفية مختلفة، كعلم النفس والاجتماع، والأنثربولوجيا،
والتربية وغيرها، هي في حقيقة الأمر مفاهيم مترابطة وظيفياً لدرجة التمازج الكلي الذي تنعدم
فيه روح التمايز. هذا التكامل والترابط الوظيفي والمفاهيمي، كان من بين أهم أهداف المشروع
الخلدوني للبناء والإحياء الحضاريين. حيث سعى المقال لتوضيح آلية الترابط بين المفاهيم سابقة
الذكر من خلال مقدمة ابن خلدون، وما دون حولها من أعمال معرفية. وكانت خلاصة هذا
العمل هو أن ابن خلدون د َّون مقدمته وفقاً لمنهجية تكاملية وعملية واضحة المعالم. حيث جاءت
فصول وأبواب المقدمة متربطة ترابطاً تكامليا. حيث ترتسم معالم البناء والإحياء الحضاريين،
بداية من الإنسان والدين، ومروراً بالتنشئة الاجتماعية والأخلاق، ووصولا إلى الثقافة ومنتهياً
بالإنبعاث الحضاري المنشود
المجلـة العربيـة » نفسانيــات «: الـعـدد 72ربيع « Nafssaniat »: N° 72 Spring 2021
Conference Presentations by Ibrahim bouzidani
ومن خلال العناصر السابقة وما تتضمنه من معانٍ، صممت هذه المقالة للإجابة على عدد من التساؤلات، متمثِّلة في الآتي:
ما علاقة الزمان بالإنسان؟
فيم تتمثَّل معادلة الفعل والإنسان؟
ما عناصر الفعل حسب التنصيف القرآني؟
ما مبدأ السلوك البشري، "الاتجاه" أو "الخاطرة"؟
كيف يساعدنا رمضان على بناء العادات الإيجابية؟
هل يساعدنا رمضان على كسر الروتين أو بناء عادات جديدة؟
كل هذه التفاعلات الحاصلة بين الإنسان والمنظومات الأربع المُشَكِّلة لمنظور السننية الشاملة[1]، ستشكل معالم العالم الشعوري واللاشعوري، الواعي واللاواعي للفرد والمجتمع، الذي سينعكس في أفكار الإنسان ومشاعره واعتقاده وحركته في مختلف المجالات وضمن مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية .. إلخ؛ وهي التي يصطلح على تسميتها بـــــــ "الشخصية" على المستوى الفردي، و "الثقافة" على المستوى الإجتماعي.
لذلك، فبالنسبة للطيب برغوث فإن أي عملية استنئاف حضاري، يجب أن تنطلق من خلال تجديد العالم الثقافي للمجتمع وعالم الشخصية بالنسبة للفرد، من خلال التربية على مختلف المستويات، لتنسجم مع الطموحات الرسالية، وتتناغم مع سنن الله التسخيرية.
الهدف من ذلك هو أن نعطيَ معنىً عميقاً لمفهوم العبادة؛ إذ العبادة ليست مجرَّد ما يقوم به الإنسان مِن أداءٍ للفرائض بتنوُّع التكاليف المفروضة عليه، لذا يجب أن يُنظَر إلى العمق الذي يؤسِّس سلوكه، ويبني شخصيَّته إنْ هو أدرك هذه الأبعاد.
المحور الأول: هل ثمَّة علاقةٌ بين العبادات وبناء الشخصيَّة؟
ظاهرها، الضاربة في عمق التاريخ بحركتها ووظيفيتها. هذه المفاهيم التي قد تبدوا للوهلة
الأولى مفككة، أو تنتمي لفروع علمية ومعرفية مختلفة، كعلم النفس والاجتماع، والأنثربولوجيا،
والتربية وغيرها، هي في حقيقة الأمر مفاهيم مترابطة وظيفياً لدرجة التمازج الكلي الذي تنعدم
فيه روح التمايز. هذا التكامل والترابط الوظيفي والمفاهيمي، كان من بين أهم أهداف المشروع
الخلدوني للبناء والإحياء الحضاريين. حيث سعى المقال لتوضيح آلية الترابط بين المفاهيم سابقة
الذكر من خلال مقدمة ابن خلدون، وما دون حولها من أعمال معرفية. وكانت خلاصة هذا
العمل هو أن ابن خلدون د َّون مقدمته وفقاً لمنهجية تكاملية وعملية واضحة المعالم. حيث جاءت
فصول وأبواب المقدمة متربطة ترابطاً تكامليا. حيث ترتسم معالم البناء والإحياء الحضاريين،
بداية من الإنسان والدين، ومروراً بالتنشئة الاجتماعية والأخلاق، ووصولا إلى الثقافة ومنتهياً
بالإنبعاث الحضاري المنشود
المجلـة العربيـة » نفسانيــات «: الـعـدد 72ربيع « Nafssaniat »: N° 72 Spring 2021