Papers by Abdel-Raouf Sinno
لاءات ثلاث إلى الشيخ نعيم قاسم لا ضمان لسلاحكم لا لتحريف اتفاق الطائف لا رئيس جمهورية على قياس حزبكم, 2024
المقال هو رد من المؤلف على طرح الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم حول ثلاث مسائل رئيسية جاءت في كلم... more المقال هو رد من المؤلف على طرح الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم حول ثلاث مسائل رئيسية جاءت في كلمته في 20 نوفمبر 2024، وهي وجوب أن يضمن اتفاق وقف النار مع إسرائيل سيادة لبنان، وأن يُجرى الاستحقاق الرئاسي بعد وقف إطلاق النار، وأخيرا أن حزبه متمسك باتفاق الطائف.
وبين المؤلف أن سيادة لبنان التي يتحدث عنها نعيم قاسم، لم يحترمها يوما منذ تأسيسه أو الخضوع لها، بل عمل على انتهاكها، وسواء في الداخل على صعيد المؤسسات، واحترام الدستور اللبناني، أو بالنسبة إلى خرقها في علاقات لبنان مع الخارج، وفوق كل شيء، حمل السلاح من دون وخوض حروب خارجية من دون الحصول على أذن الدولة اللبنانية، وآخرها اسناد غوة منذ اندلاه طوفان الأقصى.
وبين المقال، أن الحزب تلاعب سابقا في مواقفه تجاه الاستحقاق الرئاسية، مصرا على مرشحه ميشال عون بين العامين 2104 و2016، وعلى سليمان فرنجية منذ العام 2022، وأن يتم التوافق على الأخير، في اللقاءات خارج مجلس النواب اللبناني، وهذا مخالف للدستور. فضلا عن خلق أعراف سياسية غريبا على لبنان الذي اشتهر بديمقراطيته ومؤسساته الدستورية.
أما النقطة الثالثة، فهي ادعاء الحزب تمسكه باتفاق الطائف، وإعلانه في الوقت ذاته، تمسكه بسلاحه على أساس الثلاثية القاتلة: جيش وشعب ومقاومة" التي كانت وراء فلتان سلاحه في لبنان. فاتفاق الطائف، نص على نزع أسلحة كل اللبنانيين وغير اللبنانيين، ولم يستقن أحدا، فيما الذي سمح له بحمل سلاحه هو الاحتلال السوري الذي كان يهيمن على لبنان، بشكل مخالف لاتفاق الطائف.
جريدة الحرة برلين بروكسل, 2024
يتناول المقال تبعية حزب الله المطلقة لإيران، سياسيا وأيديولوجيا، وتغليف ذلك بتحرير لبنان من الاحت... more يتناول المقال تبعية حزب الله المطلقة لإيران، سياسيا وأيديولوجيا، وتغليف ذلك بتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي حتى العام 2000، ثم بعد ذلك بالهيمنة على القرار اللبناني بعد الحلول محل الاحتلال السوري منذ العام 2005. كذلك، تلطى الحزب وراء مقولة تحرير القدس للإخفاء أهدافه في تنفيذ استراتيجية إيران في المنطقة، وبعد الثورة في سورية العام 2012، أدعى الدفاع عن الشيعة في القصير وعن مقام السيدة زينب، فيما كان يحمي نظام الأسد، لأهمية بقائه في السلطنة للحافظ على تواصله مع إيران. ووصلت تدخلاته إلى العراق واليمن.
ويضيء المقال على إسناد الحزب غزة من جنوب لبنان وتوريط الدولة اللبنانية في الصراع العسكري مع إسرائيل من دون قرار للحكومة اللبنانية أو للبنانيين. وقد أفسح ذلك المجال أمام إسرائيل لبدء حرب رسمية تدميرية للبنان منذ أيلول/سبتمبر لا تزال مستمرة ويتصاعد عنفها يوما بعد يوم. وبغطرسة بأنه يمحو إسرائيل في دقائق، وبأنها "بيت عنكبوت" واه، لم يدرك الحزب قدراته وقدرات إيران العسكرية والتقنية في مقابل تماسك إسرائيل في وقت الشدائد، وتفوقها عسكرية وعلميا وتقنيا واستخباراتيا واقتصادا، ودعم أميركا المفتوح لها، وبأنها تعلمت دروسا من حرب العام 2006.
كانت وظيفة حزب الله من نشأته الرسمية في العام 1985 القضاء على الدولة اللبنانية تدريجيا وسلبها قرارها السيادي وتهميش جيشها وسيادتها على أراضيها وحدودها، وتدمير اقتصادها وإقامة اقتصاده الخاص وجيشه الميليشياوي. فضلا عن ذلك، أغرى قسم كبير من بيئته بالولاء لإيران ونبذ الهوية اللبنانية إلى أخرى إسلامية بالرشى المادية والنشاطات الاجتماعية والصحية. وخلص المؤلف إلى أن في ظل الظروف والأوضاع والمواقف الراهنة للحزب، ليس هناك إشارات أو دلائل على إمكان عودته إلى حضن الدولة اللبنانية والتخلي عن سلاح أو عن تبيعته لإيران. لهذا يكرر المؤلف بأن خلاص لبنان لا يكون إلا بنزع سلاح الحزب وإعلان حياده، ووضعه تحت رعاية الأمم المتحدة.
Academia, 2024
The article raises critical questions about Hezbollah's future role in Lebanon, particularly in l... more The article raises critical questions about Hezbollah's future role in Lebanon, particularly in light of the destruction of Lebanese infrastructure and the need for Hezbollah's disarmament in favor of strengthening the Lebanese state and benefiting its people. It suggests that Hezbollah's refusal to reintegrate into the state structure is directly influenced by Iranian interests. It emphasizes that true stability and peace in Lebanon and the wider region remain unattainable under these circumstances.
Iran's creation of Hezbollah for its own interests, and the party role in Lebanon and the region, has further complicated the situation to the point of explosion. Since the assassination of Rafik Hariri in 2005, Lebanon has been under Hezbollah’s influence, which becoming even more deeply involved following its intervention in Syria in 2012. In late February 2010, a trilateral meeting between Nasrallah, Assad, and Ahmadinejad was held to discuss Israeli threats against Iran. Notably, Lebanon was deliberately absent from this meeting, reduced to being represented solely by Nasrallah.
The article underscores two possible paths for Hezbollah: either it continues to stubbornly remain subordinate to Iran and carry out its orders, or it chooses to free itself from Iran’s destructive influence. If Hezbollah opts for the first path, Israel will likely continue its deadly operations in Lebanon. Gaza is an example of this. At present, however, it does not seem that Hezbollah has decided to pursue the second option.
Die Welt des Islams, 1984
لبنان الفدرالي: نعمة أم نقمة؟ في: عاطف قيصر مرعي، لبنان الأدباء والمؤرخين، تقديم هنري زغيب، دائر سائر المشرق، جل الديب، 2023, 2023
هل بني لبنان على خطأ تاريخي جعله نظامه الطائفي وطائفيته المجتمعية في دائرة الأزمات الداخلية والخا... more هل بني لبنان على خطأ تاريخي جعله نظامه الطائفي وطائفيته المجتمعية في دائرة الأزمات الداخلية والخارجية، وبالتالي مطالبة البعض بالوحدة العربية وبتني القضايا العربية، والبعض الآخر التهديد بالتقسيم، ومؤخرا بعد الطائف، المطالبة بالنظام الفدرالي أو بحياد لبنان؟ وهل نفوذ حزب الله وسلاحه على الدولة ومؤسساتها منذ تحرير الجنوب، وتحديدا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 هو المسؤول عن جنوح مسيحيين موارنة إلى الفدرالية، أم أنه ضعف الطوائف من الداخل وتقسخها وانقساماتها جعلها تفضل الهروب إلى الفدرالة، بدلا من المواجهة مع الحزب التي يمكن أن تدمر لبنان؟ وطالما أن الوضع على هذا الحال، فلماذا لم يطور اللبنانيون نظامهم الطائفي وميثاقهم "الوطني" إلى نظام مدني حقيقي؟
هذه الأسئلة يجيب عليها المقال، ويخلص إلى أن الفدرالية ستكون نقمة على لبنان وليس نعنة، لأن اللبنانيين لم يتعلموا ثقافة العيش معا، ولن يتعلموا ثقافة العيش بالقرب من بعضهم البعض الذي تتطلبه الفدرالية، فضلا عن صغر حجم لبنان وضعف ثرواته الطبيعة (النفط والغاز الللذان لم يستثمرا بعد) التي ستفسح المجال للخلاف على تقاسمها وتوزيعها، واحتفاظ حزب الله بسلاحه، والنمو الديمغرافي المستقبلي للأقليات في الأقاليم المختلطة، وكيف ستكون العلاقات مع الخارج والسياسة الدفاعية
موضوع نزاع دائم في لبنان الموحد،وانتقاله غلى الفدرالية المزعومة...
لن يستطيع اللبنانيون في لبنان الفدرالي تجاوز كل هذه العقبات والعوائق، لذا، سيذهبون إلى التقسم، وحروب داخلية مدمرة
Academia, 2023
The ongoing 'Flood of the Aqsa' since October 7, 2023, raises three pertinent questions: 1-Does t... more The ongoing 'Flood of the Aqsa' since October 7, 2023, raises three pertinent questions: 1-Does the release of Palestinian detainees merit the value of sacrifices made by Gaza and the West Bank so far, in terms of human lives, properties, production centers, the Palestinian cause, in terms of the future, and as an entity? 2-Has Hamas, through its operation, provided a golden opportunity for Netanyahu's government and the extreme-right Israeli faction to directly end the Palestinian issue, in Gaza and in the West Bank, thereby displacing Palestinians? 3-Did Hamas intend to reaffirm its resilience, resistance, and leadership on the Palestinian scene by compelling Israel to accede to its conditions through the exchange of its captives for Palestinian detainees?
It concludes with a fundamental question based on the long military conflict between PLO and Israel which ended in a compromise, even if it failed: will the current war pave the way for peace in the region? The long intermittent ceasefires over the last decade between Israel and Hamas suggest the possibility of coexistence between the two peoples. However, achieving this necessitates there is need for a sincere will and a rational and just approach focused on sovereignty and independence. Realpolitik on both sides is essential for such a solution, but it is currently lacking amid the smoke of battles and mass destruction.
The American Historical Review, Feb 1, 1990
The book review deals with the Prussian/German interests in Syria and Palestine, which began as m... more The book review deals with the Prussian/German interests in Syria and Palestine, which began as missionary, educational, orphanages, medicine, and hospitalization, and ended as commercial and political since the reign of Emperor William II according to the policy of 'Drang nach dem Orient' policy, and his historic visit to Istanbul, Syria, and Lebanon in 1898.
صحيفة اللواء (بيروت), 2023
يطرح المقال ويحلل ثلاثة أسئلة تتعلق بعملية "طوفان الأقصى" لحماس وحلفائها، في السابع من أكتوبر 202... more يطرح المقال ويحلل ثلاثة أسئلة تتعلق بعملية "طوفان الأقصى" لحماس وحلفائها، في السابع من أكتوبر 2023 وهي: هل العملية لأطلاق سراح أسرى فلسطينيين تستحق قيمة التضحيات التي سقطت وتدمير القطاع؟ وهل قدمت حماس بعمليتها الذريعة لإسرائيل لتنفيذ مشروع القضاء على القضية الفلسطينية؟ وأخيرا، هل
كانت حماس تتوقع رضوخ إسرائيل لها لتبادل أسراها بالأسرى الفلسطينيين؟
ويحلل المقال إيجابيات العملية وسلبياتها على الشعب الفلسطيني من كل النواحي، ويرفض إعطاء حكم عليها وعلى نتائجها، تاركا ذلك للشعب الفلسطيني
The article presents and analyzes three questions related to the "Al-Aqsa Flood" operation by Hamas and its allies on October 7, 2023. These questions are:
1- Did the operation aim at releasing Palestinian captives, justify the value of the -sacrifices made and the destruction of Gaza Strip?
2- Did Hamas provide a credible pretext to Israel for carrying out its project to eliminate the Palestinian cause through its operation?
3- Did Hamas expect Israel to respond to its requirements for the exchange of captives?
The article examines the positives and negatives sides of the operation on the Palestinian people from all perspectives, refraining from passing judgment on it or its outcomes, leaving that to the Palestinian people.
مهرجانات بعلبك الدولية, 1998
حاءت الرحلة في العام 1898 في سياق نساعي ألمانيا للحصول على مركز متقدم في شؤون الشرق الأدنى، وعلى ... more حاءت الرحلة في العام 1898 في سياق نساعي ألمانيا للحصول على مركز متقدم في شؤون الشرق الأدنى، وعلى كلمة مسموعة في في السمألة الشرقية.. وقد أعلن الإمبراطور في أثنائها عن دعم بلاده السلطنة بخبراتها العسكرية والفنية، كذلك الاعتراف بالسلطان عبد الحميد الثاني خليفة على مسلمي العالم.
وقد هيأت السلطات العثمانية للزيارةلوجستيًا وبروتوكوليا ورسميًا وشعبيًا، وأقامة الزينات على طول الطرق التي سلكها العاهل الألماني من بيروت إلى دمشق، ومن ثم إلى بعبلك وبيروت.
وصل الإمبراطور إلى ميناء بيروت على متن يخته قادما من استانبول حيث قضى هناك بضعة أيام حل ضيفًا على السلطان العثمانية. وفي بيروت استقبل بحفاوة رسمية وشعبية وقام بزيارة نؤسسات ألمانيى تعليمية وصحية، ثم انطلق إلى عاليه وبحمدون وإلى البقاع ومنها إلى دمشق، حيث زار ضريح صلاح الدين.
وفي أثناء عودته إلى بيروت عرج على بعلبك وبات في قلعتها، ووضع لوحة عند معابدها تذكارًا لزيارته السلطان عبد الحميد.وعند عودته إلى ألمانيا، أمر العاهل الإلماني بإرسال بعثة آثار ألمانية للكشف عن آثار أخرى لقلعة بعلبك..
صحيفة اللواء , 2023
في ظل الحديث المتصاعد لدى موارنة في لبنان عن الفدرالية كحل لأزمته المستفحلة في الوقت الراهن، يتنا... more في ظل الحديث المتصاعد لدى موارنة في لبنان عن الفدرالية كحل لأزمته المستفحلة في الوقت الراهن، يتناول المقال الإشكالية التي تأسست عليها دولة لبنان الكبير في العام 1920: رفض المسلمين الدولة الناشئة، لأنها أخرجتهم من فضائهم العربي-الإسلامي وحجمت هويتهم الواسعة، وتمسك الموارنة بالكيان الجديد، بعدما تحققت أمنياتهم التاريخية في الحصول على دولة مستقلة عن محيطها. وقد أمكن اتجاوز اللبنانيين الكثير من الهزات بفضل التحالفات السياسية العابرة للطوائف، وتشابك مصالح البرجوازيتين المسيحية والإسلامية، ما أنتج الميثاق الوطني في العام 1943 الذي ضمن سلمًا أهليًا مقبولًا، وتجاوز الحرب الداخلية القصيرة الأمد في العام 1958، وصولًا إلى اندلاع حرب لبنان في العام 1975.
وفي "وثيقة الوفاق الوطني" للعام 1989، حصل اللبنانيون على عقد اجتماعي جديد؛ فتعايشوا تحت الاحتلال السوري، بالرغم من سياسته في تعميق الشرخ بينهم، وعدم تطبيق "اتفاق الطائف" إلا بصورة استنسابية وفق مصالحه. وبخروجه من لبنان قسرًا في نيسان 2005 بفضل "ثورة الأرز" والتضافر الدولي، حل حزب الله محل السوري في حكم البلاد، ما أدى إلى أزمات لا تزال تتفاقم وتتردى. فاحتفاظ الحزب بسلاحه بعد تحرير الجنوب وتحالف علنًا مع إيران وتنفيذ سياساتها في لبنان أولًا ثم في المنطقة. وبوساطة سيكولوجية سلاحه بعد اغتيال الحريري في العام 2005، تمكن الحزب تدريجيًا من فرض إرادته على المؤسسات اللبنانية وعلى اللبنانيين، وترويض الطوائف أو عقد التوافقات معها، أو تعطيل الاستحقاقات الرئاسية، فضلًا عن تكبيل سياسة لبنان الخارجية وجيش الوطني. بناء على ذلك، ازدادت مطالبات موارنة لتحويل لبنان إلى دولة فيدرالية، بدلً من البقاء موحدًا تحت سلطة حزب الله.
يبين المقال الأسباب الكامنة وراء مطالبة موارنة بالفدرالية، وفي مقدمها سلاح حزب الله إلى جانب سلاح الجيش اللبناني الشرعي، واضمحلال الدولة اللبنانية نتيجة ذلك وبالتالي مركزهم في البلاد ومؤسساتها، وتدخلات الحزب في السياستين اللبنانية الداخلية والخارجية، وسيطرته على المرافق والموانئ وعلى الحدود البرية، والتهريب منها وإليها، والإضرار بالتالي بالمالية والاقتصاد اللبنانيين، كذلك دعم فساد الطبقة الحاكمة التي هو جزء أساسي منها، في مقابل غض الطرف عن سلاحه. كذلك، يشكو الموارنة من خرق الحزب لطائفتهم عبر تحالفه مع التيار الوطني الحر، و"اتفاق مار مخايل" في العام 2006، واجتياح بيروت في العام 2008، وتدخله في الثورة السورية وفي بلدان عربية. ويعيش تحت هاجس استحواذ الرأسمال الشيعي على أراضيهم، وثقافة الخروج على القانون في بيئته، والاستقواء الاجتماعي والسياسي.
ويرى الباحث أن الفدرالية مشروعًا ناجحًا اعتمدته دول كثيرة، لكنه سيكون فاشلاً في ضوء ثقافة اللبنانيين في عدم التعايش مع بعضهم البعض، ولا إلى جانب بعضهم البعض، فضلًا عن خلافاتهم على السياستين الدفاعية والخارجية، حيث ستكون، كما في لبنان الموحد، تحت إشراف الحكومة المركزية للفدرالية. يُضاف إلى ذلك، الخلاف على الثروات والمنافذ. يتساءل المؤلف حول مصير الفدرالية، عندما تتشكل حكومتها وجيشها من رؤساء الطوائف (الأقاليم) وأبنائها. أخيرا، إن الاعتقاد بأن الحزب سينزع سلاحه في الفدرالية هو أمل زائف، لأن الحزب لن يفعل ذلك لسبب بسيط: إن الولي الفقيه هو الذي يتحكم في سلاحه، وليس هو.
Mon Liban, 2023
يتناول المؤلف مسألة هوية لبنان كمحدّد أساسي في النزاعات بين اللبنانيين، وفي تطلعاتهم نحو الخارج، ... more يتناول المؤلف مسألة هوية لبنان كمحدّد أساسي في النزاعات بين اللبنانيين، وفي تطلعاتهم نحو الخارج، وذلك منذ تأسيس دولة لبنان الكبير إلى اليوم. فتضافر بذلك عاملان لتخريب التعايش بين الطوائف، وهما الهوية المنشودة، وعلاقة كل طائفة بخارج على قياسها. وإن تمكن "الميثاق الوطني" من تحقيق سلم أهلي مقبول، إلا أنه لم يجر تطويره لتجاوز المنحى الطائفي فيه أو تحويله إلى دولة مدنية تقوم على المواطنية. وعند كل أزمة، كانت كل طائفة تعمل على تنفيذ استراتيجية استقوائية لإقصاء الآخر.
فيما تمسك المسيحيون الموارنة بهوية قومية لبنانية دافعوا عنها في وجه قومية وحدوية عربية للمسلمين، عمل المسلمون على تجسيد عروبتهم بمشاريع وحدوية (سورية وناصرية)، وانحازوا إلى المقاومة الفلسطينية في لبنان لنزع امتيازات من الموارنة، أطل عشية حرب لبنان ومطلعها مشروع ماروني لفدرلة لبنان أو تقسيمه.
يطرح البروفسور سنّو خيارين أمام اللبنانيين: الفدرالية وأسباب جنوح المسيحيين علنًا إلى الفدرالية وفي مقدمها سلاح حزب الله الذي يعطيه تفوقًا على اللبنانيين الآخرين وفي الإمساك بالدولة اللبنانية ومؤسساتها وجيشها، وكذلك الأسباب الموضوعية التي تعيق تحقيق الحل الفدرالي، ما يتعلق بثقافة اللبنانيين وعدم قدرتهم على التعايش في دولة فدرالية، اسوة بفدراليات نجحت في ذلك. أما خيار الدولة المدنية، فيراه المؤلف غير قابل للتنفيذ، في ظل رفضه من قبل السياسيين والجمهور الطائفية، وفوق كل شيء، من المؤسسات الدينية.
لذا، يرى المؤلف أنه في ضوء استعصاء تطبيق الفدرالية أو المدنية في الوقت الراهن، سيبقى لبنان معرّضًا للانهيار، وقد يكون على مشارف ذلك.
النهار العربي, 2023
في مقابلة مزدوجة مع المؤرخ الدكتور عبد الرؤوف سنو وأستاذة العلوم السياسية الدكتورة غريس الياس مع ... more في مقابلة مزدوجة مع المؤرخ الدكتور عبد الرؤوف سنو وأستاذة العلوم السياسية الدكتورة غريس الياس مع الإعلامية روزيت فاضل حول اتفاق ما مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله في 6 شباط 2006، رأى سنو أن الاتفاق لم يلغ رسميًا، وإن ترنح بسبب تدهور العلاقات بينهما، لرغبة الفريقين الموقعين عليه. واعتبر أن خروج التيار من الاتفاق سيجعله وحيدًا على الساحة اللبنانية من دون حليف قوي، لا من السنّة والدروز، ولا من القوات والكتائب وغيرهم كذلك. وتابع يقول: إن فرنجية زعيم محلي في شمال لبنان حيث غالبية سنيّة، فيما باسيل زعيم مسيحي قوي، لكن حزب الله يستطيع أن يشتغل على بناء زعامة مسيحية لمرشحه غير المعلن فرنجية، وجعله لا يقل قوة عن ميشال عون.
ورأى سنّو أنه في حال انتخب فرنجية رئيسًا للجمهورية، فمعنى ذلك الطلاق بين التيار والحزب، وعودة الأول إلى حجمه الطبيعي. وإن الحديث عن الفدرالية في الجانب الماروني أصبح علنيًا، وعليها يلتقي باسيل والجميل وجعجع وفرنجية (تصريح طوني سليمان فرنجية) على رفض سليمان فرنجية، والسعي إلى مشروع الفدرلة، ما قد يؤدي إلى قيام جبهة مارونية تعمل من أجلها، وقد يكون ذلك رعاية بكركي. وختم أن انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسًا للبلاد قد يقطع الطريق على مشروع الفدرلة، خاصة أن الدول الكبرى لا تؤدي مشروعًا قد يصل بلبنان إلى التقسيم، فيما قد تدعم إسرائيل مشروعه الموارنة ويتكرر ما حصل في العام 1982، خصوصًا من رائح الحرب في المنطقة.
جريدة النهار, 2023
يتناول المقال الأوضاع المأساوية في لبنان منذ العام 2019، وفي العالم منذ جائحة كورونا والحرب ا... more يتناول المقال الأوضاع المأساوية في لبنان منذ العام 2019، وفي العالم منذ جائحة كورونا والحرب الروسية-الأوكرانية ومعاناة الإنسان على الأرض. ويتساءل عن العدالة الإلهة على الأرض التي تركت البشر يعربدون قتلًا وإجرامًا كما يشاؤون عليها فيما هي من صنع الله ويجب أن تُشمل بعدالته .
ويشكو المؤلف من أنه لم يعد هو وغيره يتحملون الظلم والقهر على الأرض بانتظار عدالة الله في السماء. ويعتبر أن الله مسؤول عن عباده على أرض خلقها من أجلهم، طالما أنهم على صورته ومثاله. ويرى الكاتب أنه منذ أن بعث الله المرسلين والأنبياء تتزايد الشرور على الأرض، فتمس الإنسان في كرامته وعزته ووجوده. ويشبّه معاناة الإنسان على الأرض بجحيم لا يُحتمل، ويتساءل هل الأرض هي جهنم غير جهنم "الآخرة"؟ ويعتقد المؤلف أنه كلما ازداد الشر والظلم في العالم، ولم تتدخل مشيئة الله، فإن الناس قد تفقد إيمانها .
ويطالب المؤلف باستخدام سلطة العقل لتطوير المجتمعات، ويخلص إلى أن الإنسان إذا كان مسيّرًا، فلا مجال لمعارضة مشيئة الله في تصرفاته. أما إذا كان مخيّرًا، فيطالب الله بتنفيذ عدالته على الأرض ومحاسبة الفاسدين والمفسدين عليها.
Academia, 2022
يتناول المقال زيارة الرئيس الصيني شي بينغ الرياض خلال شهر كانون الأول 2022، وعقده ثلاث قمم مع الس... more يتناول المقال زيارة الرئيس الصيني شي بينغ الرياض خلال شهر كانون الأول 2022، وعقده ثلاث قمم مع السعودية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبعض البلدان العربية. وتتزامن الزيارة مع توتر متصاعد ورسائل بين أميركا والصين حول تايوان والتنافس التجاري، وبين واشنطن والسعودية ودول منظمة أوبيك التي رفضت الانصياع للتهديدات الأميركية بزيادة انتاجها من النفط لخفض أسعاره وتلبية حاجات الأسواق الأوروبية منه، وكذلك توجيه ضربة قاصمة إلى الاقتصاد الروسي بحرمانه من عائدات ضخمة تعيق مواصلة موسكو الحرب بنجاح على أوكرانيا.
ويسرد المقال تاريخ العلاقات السعودية-الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قامت المملكة بإمداد أميركا بالنفط مقابل حماية الأخيرة أمنها، ويبين أن العلاقات بين الجانبين سارت بشكل حسن وتعاون، بالرغم من دعم واشنطن قيام دولة إسرائيل وعمل الأخيرة على تصفية القضية الفلسطينية، باستثناء موقف الولايات المتحدة من العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956.
ويحدد المقال عدة أسباب للفتور في العلاقات السعودية-الأميركية، وهي: عدم التزام أميركا بحل الصراع العربي-الإسرائيلي، ودعمها عمليًا سياسة إسرائيل في تصفية عروبة فلسطين، عبر الاستيطان المتمادي واستعمالها القوة الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وتحويل السلطة الفلسطينية إلى واهية. يُضاف إلى ذلك، اعتبار الولايات المتحدة عمليا عرب الخليج برميل نفط لا حلفاء أو شركاء، والاتفاق النووي بين أميركا وإيران في عهد الرئيس أوباما الذي لم يحاك مخاوف العرب، والخليجيين تحديدًا وهواجسهم، وهذا سمح لإيران أن تتدخل في المنطقة، بالتزامن مع مشروع قنبلتها النووية، وترك واشنطن الساحة السورية ملعبًا لإيران وروسيا وتركيا، وأخيرًا وليس آخرً، الحرب الروسية-الأوكرانية التي جعلت أميركا تضغط على أوبيك لزيادة انتاج النفط، وبالتالي خفض سعره العالمي لضرب الاقتصاد الحربي الروسي.
أوراق دجامعية, 2011
يتناول المقال أعمال القرصنة لنيابات شمال إفريقيا العثمانيّة في الحوض الغربي من البحر المتوسّط بي... more يتناول المقال أعمال القرصنة لنيابات شمال إفريقيا العثمانيّة في الحوض الغربي من البحر المتوسّط بين العامين 1761 و1830، وتأثيرها السلبي في التجارة الأوروبيّة، وكيف أنّ دول أوروبا الرئيسية استخدمت اساطيلها الحربيّة لحماية تجارتها البحرية في المنطقة، فيما عجزت دول أخرى عن ذلك، ودفعت الأتاوات لتسهيل حركة تجارتها أما دويلات ألمانيا، التي لم تتوصّل إلى اتفاقات مع دويلات القرصنة، فوقعت في المأزق ذاته.
أنّ أسباب فشل الدويلات الألمانيّة في حماية تجارتها في المتوسّط يعود إلى تأخّر صناعتها وتمزّق سوقها الداخليّة وتشرذمها السياسي، وعدم إمكان تخصيص أسطول حربي لذلك، في الوقت الذي فشلت فيه في دفع الأتاوات إلى دويلات القرصنة عبر المفاوضات المباشرة، أو بوساطة الدولة العثمانيّة. ولهذا السبب، فضلت دول الهنزا التجارة غير مباشرة عبر أساطيل تجارية لدول غربية، لكن برسوم عالية. لذا، لم تستطيع سلعها أن تنافس مثيلاتها الغربيّة.
وخلال حروب نابوليون في أوروبا تعثّرت التجارة الألمانيّة لدول الهنزا وبروسيا، ووصلت إلى حالة الشلل. وبعد مؤتمر فينّا في العام 1815، سرى الاعتقاد في ألمانيا بإمكان تعزيز التجارة مع المتوسّط، لكن أعمال القرصنة لم تشكل تهديدًا لتجارتها قبالة ساحل إفريقيا الشمالي فحسب، بل أمام السواحل الإسبانيّة كذلك. ولم تُحلّ مشكلة التجارة الألمانيّة إلا بعد احتلال فرنسا للجزائر في العام 1830، والقضاء على القرصنة هناك.
Monliban http://www..monliban.org/monliban/ui/topic.php?id=9879 , 2022
ينتقد المؤلف طروحات المتخصّصين والقوى السياسيّة والمهتمّين في تشخيص أسباب أزمات لبنان المستعصيّة ... more ينتقد المؤلف طروحات المتخصّصين والقوى السياسيّة والمهتمّين في تشخيص أسباب أزمات لبنان المستعصيّة والدعوات إلى الحوار، من دون طرح حلول لتلك الأسباب والمسبّبات، عبر وضع آليّات تطبيقيّة لكيفية استعادة الدولة اللبنانية القويّة، واحترام دستورها كمقدّس، في ظلّ مرجعيّة سلاح جيشها وحده في الأمن الوطنيّ، واستقلاليّة سلطتها القضائيّة وفعاليتها، والوصول إلى مواطنيّة جامعة تلغي الطائفيّتين السياسيّة والمجتمعية. ويرى سنّو تعذّر حلول الفدراليّة وديمقراطيّة الأكثريّة لغياب ثقافة التعايش مع "الآخر" أو الاستقواء عليه. أمّا الدولة المدنيّة، فيراها بعيدة المنال في الوقت الراهن. ويرى أنّ تبعيّة القوى السياسيّة اللبنانيّة للخارج شهدت نقلة نوعيّة، حين كانت الطوائف تستعين في الماضي بالخارج للاستقواء بعضها على بعض، في حين أصبح الخارج اليوم في داخل لبنان يتحكّم بأزماته، وخصوصًا بمسألة عدم تمكين اللبنانيّين من الاتفاق على هويّة لبنانيّة جامعة أو على نظام سياسيّ. فنتج من ذلك، وجود هويتين اليوم: لبنانيّة تجمع أطيافًا واسعة من الطوائف، وهويّة فارسيّة ممثّلة بحزب الله وأتباعه. أخيرًا يرى الكاتب أنّ على اللبنانيّين انتاج منظومة حكم نظيفة عبر قانون انتخاب عادل.
ويضع سنّو شروطًا لحوار لبنانيّ-لبنانيّ يقوم على قواعد دقيقة: القبول بالحوار، وبالآخر واحترام رأيه، والتضحية بالمصالح الذاتيّة والفئويّة لمصلحة الدولة والكيان، والتصريح المسبق بقبول نتائج الحوار.
Die Welt des Islams, 1988
Die Studie bewies, dass Pan-Slawismus als politisches Instrument zur Destabiliisierung des Osman... more Die Studie bewies, dass Pan-Slawismus als politisches Instrument zur Destabiliisierung des Osmanischen Reiches keine dominante Rolle bei der russischen Politik vor dem Krimkrieg gespielt hatte. Pan-Orthodoxie war mehr wirksam für die Mobiliseirug der slawischen Völker des Osmanischen Reiches. Der Grunde für die Umwandlung von Pan-Orthodoxie zum Pan-Slawismus, dass Russland nach seiner Niederlage im Krimkrieg 1856 machte es notwendig, den ethnischen und nationalen Faktoren ein gröβeres Gewicht in seiner Balkanpolitik beizumesen. Das ‘Jahrhundert des Nationalismus’ wirkte sich hier aus. Die Abtrennung der bulgarischen von der griechischen Kirche markierte den Beginn einer eigenständigen slawischen Orthodoxie, die von Russland gefördert wurde.
Das Programm des Pan-Slawismus Russlands; d.h. die Schaffung eines Grossbulgarischen Staats gemäss des Vertrags von St. Stefano 1878, und gleichzeitig die Errichtung anderer unabhängiger Balkanstaaten, sowie die Schrumpfung der Hoheitsgebiete des Osmanischen Reiches in Europa auf einige zersplitterte Territorien, bedeutete eine Verletzung des Gleichgewichtes im Balkan und eine Schädung der Interessen anderer europäischen Mächten.
Auf dem Berliner Kongreβ, April 1878, hoben deswegen die europäischen Staaten den Vertrag von St. Stefano wieder auf und entwarfen eine neue politische Balkanlandkarte. Dadurch verlor Russland die beabsichtigte Hegemonie über die orthodoxen und slawischen Nationen, sowohl wurde das Prestige des Pan-Slawismus geschwächt. Die ideologischen Stützen des russischen Balkanpolitik des 19. Jahrhunderts hatten seitdem ihre Tragfähigkeit verloren.
صحيفة اللواء, 2022
تتناول البروفسورة تغاريد بيضون البروفسور عبد الرؤوف سنّو في ناحيتين رئيسيتين: شخصيته الخلوقة وشغف... more تتناول البروفسورة تغاريد بيضون البروفسور عبد الرؤوف سنّو في ناحيتين رئيسيتين: شخصيته الخلوقة وشغفه وحبه للبنان. فتراه وطنيًا ثابتًا ومتميّزًا، تتملكه أحاسيس فائقة الصدق والإصالة. هواجسه ثقافيّة وسياسية مدعومة بتجارب طويلة في الشأن العام والنتاج البحثي العالمي.
Academia, 2022
Since its founding as an independent state in 1920, ‘Greater Lebanon’ is facing many internal cri... more Since its founding as an independent state in 1920, ‘Greater Lebanon’ is facing many internal crises over its identity: Arab identity or Lebanese one, combined with external interventions. This hindered the transformation of Lebanon into a ‘homeland’ with an integrating identity, which caused dangerous disputes even internal wars.
Since the establishment of Hezbollāh a third identity influenced by Iranian culture emerged, so the Lebanese are divided today into two groups: Christians and many Muslims adhering to Lebanese identity and Hezbollāh with its environment see themselves as affiliated with Persian culture. The current political and identity crisis in Lebanon and the deterioration of the Lebanese economy and society are today accompanied by regional and international disputes that might lead to a conflict over Lebanon. Anyway, Lebanon will not be the same again: both federation or Hezbollāh's hegemony over the Lebanese state and society will be destructive.
Uploads
Papers by Abdel-Raouf Sinno
وبين المؤلف أن سيادة لبنان التي يتحدث عنها نعيم قاسم، لم يحترمها يوما منذ تأسيسه أو الخضوع لها، بل عمل على انتهاكها، وسواء في الداخل على صعيد المؤسسات، واحترام الدستور اللبناني، أو بالنسبة إلى خرقها في علاقات لبنان مع الخارج، وفوق كل شيء، حمل السلاح من دون وخوض حروب خارجية من دون الحصول على أذن الدولة اللبنانية، وآخرها اسناد غوة منذ اندلاه طوفان الأقصى.
وبين المقال، أن الحزب تلاعب سابقا في مواقفه تجاه الاستحقاق الرئاسية، مصرا على مرشحه ميشال عون بين العامين 2104 و2016، وعلى سليمان فرنجية منذ العام 2022، وأن يتم التوافق على الأخير، في اللقاءات خارج مجلس النواب اللبناني، وهذا مخالف للدستور. فضلا عن خلق أعراف سياسية غريبا على لبنان الذي اشتهر بديمقراطيته ومؤسساته الدستورية.
أما النقطة الثالثة، فهي ادعاء الحزب تمسكه باتفاق الطائف، وإعلانه في الوقت ذاته، تمسكه بسلاحه على أساس الثلاثية القاتلة: جيش وشعب ومقاومة" التي كانت وراء فلتان سلاحه في لبنان. فاتفاق الطائف، نص على نزع أسلحة كل اللبنانيين وغير اللبنانيين، ولم يستقن أحدا، فيما الذي سمح له بحمل سلاحه هو الاحتلال السوري الذي كان يهيمن على لبنان، بشكل مخالف لاتفاق الطائف.
ويضيء المقال على إسناد الحزب غزة من جنوب لبنان وتوريط الدولة اللبنانية في الصراع العسكري مع إسرائيل من دون قرار للحكومة اللبنانية أو للبنانيين. وقد أفسح ذلك المجال أمام إسرائيل لبدء حرب رسمية تدميرية للبنان منذ أيلول/سبتمبر لا تزال مستمرة ويتصاعد عنفها يوما بعد يوم. وبغطرسة بأنه يمحو إسرائيل في دقائق، وبأنها "بيت عنكبوت" واه، لم يدرك الحزب قدراته وقدرات إيران العسكرية والتقنية في مقابل تماسك إسرائيل في وقت الشدائد، وتفوقها عسكرية وعلميا وتقنيا واستخباراتيا واقتصادا، ودعم أميركا المفتوح لها، وبأنها تعلمت دروسا من حرب العام 2006.
كانت وظيفة حزب الله من نشأته الرسمية في العام 1985 القضاء على الدولة اللبنانية تدريجيا وسلبها قرارها السيادي وتهميش جيشها وسيادتها على أراضيها وحدودها، وتدمير اقتصادها وإقامة اقتصاده الخاص وجيشه الميليشياوي. فضلا عن ذلك، أغرى قسم كبير من بيئته بالولاء لإيران ونبذ الهوية اللبنانية إلى أخرى إسلامية بالرشى المادية والنشاطات الاجتماعية والصحية. وخلص المؤلف إلى أن في ظل الظروف والأوضاع والمواقف الراهنة للحزب، ليس هناك إشارات أو دلائل على إمكان عودته إلى حضن الدولة اللبنانية والتخلي عن سلاح أو عن تبيعته لإيران. لهذا يكرر المؤلف بأن خلاص لبنان لا يكون إلا بنزع سلاح الحزب وإعلان حياده، ووضعه تحت رعاية الأمم المتحدة.
Iran's creation of Hezbollah for its own interests, and the party role in Lebanon and the region, has further complicated the situation to the point of explosion. Since the assassination of Rafik Hariri in 2005, Lebanon has been under Hezbollah’s influence, which becoming even more deeply involved following its intervention in Syria in 2012. In late February 2010, a trilateral meeting between Nasrallah, Assad, and Ahmadinejad was held to discuss Israeli threats against Iran. Notably, Lebanon was deliberately absent from this meeting, reduced to being represented solely by Nasrallah.
The article underscores two possible paths for Hezbollah: either it continues to stubbornly remain subordinate to Iran and carry out its orders, or it chooses to free itself from Iran’s destructive influence. If Hezbollah opts for the first path, Israel will likely continue its deadly operations in Lebanon. Gaza is an example of this. At present, however, it does not seem that Hezbollah has decided to pursue the second option.
هذه الأسئلة يجيب عليها المقال، ويخلص إلى أن الفدرالية ستكون نقمة على لبنان وليس نعنة، لأن اللبنانيين لم يتعلموا ثقافة العيش معا، ولن يتعلموا ثقافة العيش بالقرب من بعضهم البعض الذي تتطلبه الفدرالية، فضلا عن صغر حجم لبنان وضعف ثرواته الطبيعة (النفط والغاز الللذان لم يستثمرا بعد) التي ستفسح المجال للخلاف على تقاسمها وتوزيعها، واحتفاظ حزب الله بسلاحه، والنمو الديمغرافي المستقبلي للأقليات في الأقاليم المختلطة، وكيف ستكون العلاقات مع الخارج والسياسة الدفاعية
موضوع نزاع دائم في لبنان الموحد،وانتقاله غلى الفدرالية المزعومة...
لن يستطيع اللبنانيون في لبنان الفدرالي تجاوز كل هذه العقبات والعوائق، لذا، سيذهبون إلى التقسم، وحروب داخلية مدمرة
It concludes with a fundamental question based on the long military conflict between PLO and Israel which ended in a compromise, even if it failed: will the current war pave the way for peace in the region? The long intermittent ceasefires over the last decade between Israel and Hamas suggest the possibility of coexistence between the two peoples. However, achieving this necessitates there is need for a sincere will and a rational and just approach focused on sovereignty and independence. Realpolitik on both sides is essential for such a solution, but it is currently lacking amid the smoke of battles and mass destruction.
كانت حماس تتوقع رضوخ إسرائيل لها لتبادل أسراها بالأسرى الفلسطينيين؟
ويحلل المقال إيجابيات العملية وسلبياتها على الشعب الفلسطيني من كل النواحي، ويرفض إعطاء حكم عليها وعلى نتائجها، تاركا ذلك للشعب الفلسطيني
The article presents and analyzes three questions related to the "Al-Aqsa Flood" operation by Hamas and its allies on October 7, 2023. These questions are:
1- Did the operation aim at releasing Palestinian captives, justify the value of the -sacrifices made and the destruction of Gaza Strip?
2- Did Hamas provide a credible pretext to Israel for carrying out its project to eliminate the Palestinian cause through its operation?
3- Did Hamas expect Israel to respond to its requirements for the exchange of captives?
The article examines the positives and negatives sides of the operation on the Palestinian people from all perspectives, refraining from passing judgment on it or its outcomes, leaving that to the Palestinian people.
وقد هيأت السلطات العثمانية للزيارةلوجستيًا وبروتوكوليا ورسميًا وشعبيًا، وأقامة الزينات على طول الطرق التي سلكها العاهل الألماني من بيروت إلى دمشق، ومن ثم إلى بعبلك وبيروت.
وصل الإمبراطور إلى ميناء بيروت على متن يخته قادما من استانبول حيث قضى هناك بضعة أيام حل ضيفًا على السلطان العثمانية. وفي بيروت استقبل بحفاوة رسمية وشعبية وقام بزيارة نؤسسات ألمانيى تعليمية وصحية، ثم انطلق إلى عاليه وبحمدون وإلى البقاع ومنها إلى دمشق، حيث زار ضريح صلاح الدين.
وفي أثناء عودته إلى بيروت عرج على بعلبك وبات في قلعتها، ووضع لوحة عند معابدها تذكارًا لزيارته السلطان عبد الحميد.وعند عودته إلى ألمانيا، أمر العاهل الإلماني بإرسال بعثة آثار ألمانية للكشف عن آثار أخرى لقلعة بعلبك..
وفي "وثيقة الوفاق الوطني" للعام 1989، حصل اللبنانيون على عقد اجتماعي جديد؛ فتعايشوا تحت الاحتلال السوري، بالرغم من سياسته في تعميق الشرخ بينهم، وعدم تطبيق "اتفاق الطائف" إلا بصورة استنسابية وفق مصالحه. وبخروجه من لبنان قسرًا في نيسان 2005 بفضل "ثورة الأرز" والتضافر الدولي، حل حزب الله محل السوري في حكم البلاد، ما أدى إلى أزمات لا تزال تتفاقم وتتردى. فاحتفاظ الحزب بسلاحه بعد تحرير الجنوب وتحالف علنًا مع إيران وتنفيذ سياساتها في لبنان أولًا ثم في المنطقة. وبوساطة سيكولوجية سلاحه بعد اغتيال الحريري في العام 2005، تمكن الحزب تدريجيًا من فرض إرادته على المؤسسات اللبنانية وعلى اللبنانيين، وترويض الطوائف أو عقد التوافقات معها، أو تعطيل الاستحقاقات الرئاسية، فضلًا عن تكبيل سياسة لبنان الخارجية وجيش الوطني. بناء على ذلك، ازدادت مطالبات موارنة لتحويل لبنان إلى دولة فيدرالية، بدلً من البقاء موحدًا تحت سلطة حزب الله.
يبين المقال الأسباب الكامنة وراء مطالبة موارنة بالفدرالية، وفي مقدمها سلاح حزب الله إلى جانب سلاح الجيش اللبناني الشرعي، واضمحلال الدولة اللبنانية نتيجة ذلك وبالتالي مركزهم في البلاد ومؤسساتها، وتدخلات الحزب في السياستين اللبنانية الداخلية والخارجية، وسيطرته على المرافق والموانئ وعلى الحدود البرية، والتهريب منها وإليها، والإضرار بالتالي بالمالية والاقتصاد اللبنانيين، كذلك دعم فساد الطبقة الحاكمة التي هو جزء أساسي منها، في مقابل غض الطرف عن سلاحه. كذلك، يشكو الموارنة من خرق الحزب لطائفتهم عبر تحالفه مع التيار الوطني الحر، و"اتفاق مار مخايل" في العام 2006، واجتياح بيروت في العام 2008، وتدخله في الثورة السورية وفي بلدان عربية. ويعيش تحت هاجس استحواذ الرأسمال الشيعي على أراضيهم، وثقافة الخروج على القانون في بيئته، والاستقواء الاجتماعي والسياسي.
ويرى الباحث أن الفدرالية مشروعًا ناجحًا اعتمدته دول كثيرة، لكنه سيكون فاشلاً في ضوء ثقافة اللبنانيين في عدم التعايش مع بعضهم البعض، ولا إلى جانب بعضهم البعض، فضلًا عن خلافاتهم على السياستين الدفاعية والخارجية، حيث ستكون، كما في لبنان الموحد، تحت إشراف الحكومة المركزية للفدرالية. يُضاف إلى ذلك، الخلاف على الثروات والمنافذ. يتساءل المؤلف حول مصير الفدرالية، عندما تتشكل حكومتها وجيشها من رؤساء الطوائف (الأقاليم) وأبنائها. أخيرا، إن الاعتقاد بأن الحزب سينزع سلاحه في الفدرالية هو أمل زائف، لأن الحزب لن يفعل ذلك لسبب بسيط: إن الولي الفقيه هو الذي يتحكم في سلاحه، وليس هو.
فيما تمسك المسيحيون الموارنة بهوية قومية لبنانية دافعوا عنها في وجه قومية وحدوية عربية للمسلمين، عمل المسلمون على تجسيد عروبتهم بمشاريع وحدوية (سورية وناصرية)، وانحازوا إلى المقاومة الفلسطينية في لبنان لنزع امتيازات من الموارنة، أطل عشية حرب لبنان ومطلعها مشروع ماروني لفدرلة لبنان أو تقسيمه.
يطرح البروفسور سنّو خيارين أمام اللبنانيين: الفدرالية وأسباب جنوح المسيحيين علنًا إلى الفدرالية وفي مقدمها سلاح حزب الله الذي يعطيه تفوقًا على اللبنانيين الآخرين وفي الإمساك بالدولة اللبنانية ومؤسساتها وجيشها، وكذلك الأسباب الموضوعية التي تعيق تحقيق الحل الفدرالي، ما يتعلق بثقافة اللبنانيين وعدم قدرتهم على التعايش في دولة فدرالية، اسوة بفدراليات نجحت في ذلك. أما خيار الدولة المدنية، فيراه المؤلف غير قابل للتنفيذ، في ظل رفضه من قبل السياسيين والجمهور الطائفية، وفوق كل شيء، من المؤسسات الدينية.
لذا، يرى المؤلف أنه في ضوء استعصاء تطبيق الفدرالية أو المدنية في الوقت الراهن، سيبقى لبنان معرّضًا للانهيار، وقد يكون على مشارف ذلك.
ورأى سنّو أنه في حال انتخب فرنجية رئيسًا للجمهورية، فمعنى ذلك الطلاق بين التيار والحزب، وعودة الأول إلى حجمه الطبيعي. وإن الحديث عن الفدرالية في الجانب الماروني أصبح علنيًا، وعليها يلتقي باسيل والجميل وجعجع وفرنجية (تصريح طوني سليمان فرنجية) على رفض سليمان فرنجية، والسعي إلى مشروع الفدرلة، ما قد يؤدي إلى قيام جبهة مارونية تعمل من أجلها، وقد يكون ذلك رعاية بكركي. وختم أن انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسًا للبلاد قد يقطع الطريق على مشروع الفدرلة، خاصة أن الدول الكبرى لا تؤدي مشروعًا قد يصل بلبنان إلى التقسيم، فيما قد تدعم إسرائيل مشروعه الموارنة ويتكرر ما حصل في العام 1982، خصوصًا من رائح الحرب في المنطقة.
ويشكو المؤلف من أنه لم يعد هو وغيره يتحملون الظلم والقهر على الأرض بانتظار عدالة الله في السماء. ويعتبر أن الله مسؤول عن عباده على أرض خلقها من أجلهم، طالما أنهم على صورته ومثاله. ويرى الكاتب أنه منذ أن بعث الله المرسلين والأنبياء تتزايد الشرور على الأرض، فتمس الإنسان في كرامته وعزته ووجوده. ويشبّه معاناة الإنسان على الأرض بجحيم لا يُحتمل، ويتساءل هل الأرض هي جهنم غير جهنم "الآخرة"؟ ويعتقد المؤلف أنه كلما ازداد الشر والظلم في العالم، ولم تتدخل مشيئة الله، فإن الناس قد تفقد إيمانها .
ويطالب المؤلف باستخدام سلطة العقل لتطوير المجتمعات، ويخلص إلى أن الإنسان إذا كان مسيّرًا، فلا مجال لمعارضة مشيئة الله في تصرفاته. أما إذا كان مخيّرًا، فيطالب الله بتنفيذ عدالته على الأرض ومحاسبة الفاسدين والمفسدين عليها.
ويسرد المقال تاريخ العلاقات السعودية-الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قامت المملكة بإمداد أميركا بالنفط مقابل حماية الأخيرة أمنها، ويبين أن العلاقات بين الجانبين سارت بشكل حسن وتعاون، بالرغم من دعم واشنطن قيام دولة إسرائيل وعمل الأخيرة على تصفية القضية الفلسطينية، باستثناء موقف الولايات المتحدة من العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956.
ويحدد المقال عدة أسباب للفتور في العلاقات السعودية-الأميركية، وهي: عدم التزام أميركا بحل الصراع العربي-الإسرائيلي، ودعمها عمليًا سياسة إسرائيل في تصفية عروبة فلسطين، عبر الاستيطان المتمادي واستعمالها القوة الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وتحويل السلطة الفلسطينية إلى واهية. يُضاف إلى ذلك، اعتبار الولايات المتحدة عمليا عرب الخليج برميل نفط لا حلفاء أو شركاء، والاتفاق النووي بين أميركا وإيران في عهد الرئيس أوباما الذي لم يحاك مخاوف العرب، والخليجيين تحديدًا وهواجسهم، وهذا سمح لإيران أن تتدخل في المنطقة، بالتزامن مع مشروع قنبلتها النووية، وترك واشنطن الساحة السورية ملعبًا لإيران وروسيا وتركيا، وأخيرًا وليس آخرً، الحرب الروسية-الأوكرانية التي جعلت أميركا تضغط على أوبيك لزيادة انتاج النفط، وبالتالي خفض سعره العالمي لضرب الاقتصاد الحربي الروسي.
أنّ أسباب فشل الدويلات الألمانيّة في حماية تجارتها في المتوسّط يعود إلى تأخّر صناعتها وتمزّق سوقها الداخليّة وتشرذمها السياسي، وعدم إمكان تخصيص أسطول حربي لذلك، في الوقت الذي فشلت فيه في دفع الأتاوات إلى دويلات القرصنة عبر المفاوضات المباشرة، أو بوساطة الدولة العثمانيّة. ولهذا السبب، فضلت دول الهنزا التجارة غير مباشرة عبر أساطيل تجارية لدول غربية، لكن برسوم عالية. لذا، لم تستطيع سلعها أن تنافس مثيلاتها الغربيّة.
وخلال حروب نابوليون في أوروبا تعثّرت التجارة الألمانيّة لدول الهنزا وبروسيا، ووصلت إلى حالة الشلل. وبعد مؤتمر فينّا في العام 1815، سرى الاعتقاد في ألمانيا بإمكان تعزيز التجارة مع المتوسّط، لكن أعمال القرصنة لم تشكل تهديدًا لتجارتها قبالة ساحل إفريقيا الشمالي فحسب، بل أمام السواحل الإسبانيّة كذلك. ولم تُحلّ مشكلة التجارة الألمانيّة إلا بعد احتلال فرنسا للجزائر في العام 1830، والقضاء على القرصنة هناك.
ويضع سنّو شروطًا لحوار لبنانيّ-لبنانيّ يقوم على قواعد دقيقة: القبول بالحوار، وبالآخر واحترام رأيه، والتضحية بالمصالح الذاتيّة والفئويّة لمصلحة الدولة والكيان، والتصريح المسبق بقبول نتائج الحوار.
Das Programm des Pan-Slawismus Russlands; d.h. die Schaffung eines Grossbulgarischen Staats gemäss des Vertrags von St. Stefano 1878, und gleichzeitig die Errichtung anderer unabhängiger Balkanstaaten, sowie die Schrumpfung der Hoheitsgebiete des Osmanischen Reiches in Europa auf einige zersplitterte Territorien, bedeutete eine Verletzung des Gleichgewichtes im Balkan und eine Schädung der Interessen anderer europäischen Mächten.
Auf dem Berliner Kongreβ, April 1878, hoben deswegen die europäischen Staaten den Vertrag von St. Stefano wieder auf und entwarfen eine neue politische Balkanlandkarte. Dadurch verlor Russland die beabsichtigte Hegemonie über die orthodoxen und slawischen Nationen, sowohl wurde das Prestige des Pan-Slawismus geschwächt. Die ideologischen Stützen des russischen Balkanpolitik des 19. Jahrhunderts hatten seitdem ihre Tragfähigkeit verloren.
Since the establishment of Hezbollāh a third identity influenced by Iranian culture emerged, so the Lebanese are divided today into two groups: Christians and many Muslims adhering to Lebanese identity and Hezbollāh with its environment see themselves as affiliated with Persian culture. The current political and identity crisis in Lebanon and the deterioration of the Lebanese economy and society are today accompanied by regional and international disputes that might lead to a conflict over Lebanon. Anyway, Lebanon will not be the same again: both federation or Hezbollāh's hegemony over the Lebanese state and society will be destructive.
وبين المؤلف أن سيادة لبنان التي يتحدث عنها نعيم قاسم، لم يحترمها يوما منذ تأسيسه أو الخضوع لها، بل عمل على انتهاكها، وسواء في الداخل على صعيد المؤسسات، واحترام الدستور اللبناني، أو بالنسبة إلى خرقها في علاقات لبنان مع الخارج، وفوق كل شيء، حمل السلاح من دون وخوض حروب خارجية من دون الحصول على أذن الدولة اللبنانية، وآخرها اسناد غوة منذ اندلاه طوفان الأقصى.
وبين المقال، أن الحزب تلاعب سابقا في مواقفه تجاه الاستحقاق الرئاسية، مصرا على مرشحه ميشال عون بين العامين 2104 و2016، وعلى سليمان فرنجية منذ العام 2022، وأن يتم التوافق على الأخير، في اللقاءات خارج مجلس النواب اللبناني، وهذا مخالف للدستور. فضلا عن خلق أعراف سياسية غريبا على لبنان الذي اشتهر بديمقراطيته ومؤسساته الدستورية.
أما النقطة الثالثة، فهي ادعاء الحزب تمسكه باتفاق الطائف، وإعلانه في الوقت ذاته، تمسكه بسلاحه على أساس الثلاثية القاتلة: جيش وشعب ومقاومة" التي كانت وراء فلتان سلاحه في لبنان. فاتفاق الطائف، نص على نزع أسلحة كل اللبنانيين وغير اللبنانيين، ولم يستقن أحدا، فيما الذي سمح له بحمل سلاحه هو الاحتلال السوري الذي كان يهيمن على لبنان، بشكل مخالف لاتفاق الطائف.
ويضيء المقال على إسناد الحزب غزة من جنوب لبنان وتوريط الدولة اللبنانية في الصراع العسكري مع إسرائيل من دون قرار للحكومة اللبنانية أو للبنانيين. وقد أفسح ذلك المجال أمام إسرائيل لبدء حرب رسمية تدميرية للبنان منذ أيلول/سبتمبر لا تزال مستمرة ويتصاعد عنفها يوما بعد يوم. وبغطرسة بأنه يمحو إسرائيل في دقائق، وبأنها "بيت عنكبوت" واه، لم يدرك الحزب قدراته وقدرات إيران العسكرية والتقنية في مقابل تماسك إسرائيل في وقت الشدائد، وتفوقها عسكرية وعلميا وتقنيا واستخباراتيا واقتصادا، ودعم أميركا المفتوح لها، وبأنها تعلمت دروسا من حرب العام 2006.
كانت وظيفة حزب الله من نشأته الرسمية في العام 1985 القضاء على الدولة اللبنانية تدريجيا وسلبها قرارها السيادي وتهميش جيشها وسيادتها على أراضيها وحدودها، وتدمير اقتصادها وإقامة اقتصاده الخاص وجيشه الميليشياوي. فضلا عن ذلك، أغرى قسم كبير من بيئته بالولاء لإيران ونبذ الهوية اللبنانية إلى أخرى إسلامية بالرشى المادية والنشاطات الاجتماعية والصحية. وخلص المؤلف إلى أن في ظل الظروف والأوضاع والمواقف الراهنة للحزب، ليس هناك إشارات أو دلائل على إمكان عودته إلى حضن الدولة اللبنانية والتخلي عن سلاح أو عن تبيعته لإيران. لهذا يكرر المؤلف بأن خلاص لبنان لا يكون إلا بنزع سلاح الحزب وإعلان حياده، ووضعه تحت رعاية الأمم المتحدة.
Iran's creation of Hezbollah for its own interests, and the party role in Lebanon and the region, has further complicated the situation to the point of explosion. Since the assassination of Rafik Hariri in 2005, Lebanon has been under Hezbollah’s influence, which becoming even more deeply involved following its intervention in Syria in 2012. In late February 2010, a trilateral meeting between Nasrallah, Assad, and Ahmadinejad was held to discuss Israeli threats against Iran. Notably, Lebanon was deliberately absent from this meeting, reduced to being represented solely by Nasrallah.
The article underscores two possible paths for Hezbollah: either it continues to stubbornly remain subordinate to Iran and carry out its orders, or it chooses to free itself from Iran’s destructive influence. If Hezbollah opts for the first path, Israel will likely continue its deadly operations in Lebanon. Gaza is an example of this. At present, however, it does not seem that Hezbollah has decided to pursue the second option.
هذه الأسئلة يجيب عليها المقال، ويخلص إلى أن الفدرالية ستكون نقمة على لبنان وليس نعنة، لأن اللبنانيين لم يتعلموا ثقافة العيش معا، ولن يتعلموا ثقافة العيش بالقرب من بعضهم البعض الذي تتطلبه الفدرالية، فضلا عن صغر حجم لبنان وضعف ثرواته الطبيعة (النفط والغاز الللذان لم يستثمرا بعد) التي ستفسح المجال للخلاف على تقاسمها وتوزيعها، واحتفاظ حزب الله بسلاحه، والنمو الديمغرافي المستقبلي للأقليات في الأقاليم المختلطة، وكيف ستكون العلاقات مع الخارج والسياسة الدفاعية
موضوع نزاع دائم في لبنان الموحد،وانتقاله غلى الفدرالية المزعومة...
لن يستطيع اللبنانيون في لبنان الفدرالي تجاوز كل هذه العقبات والعوائق، لذا، سيذهبون إلى التقسم، وحروب داخلية مدمرة
It concludes with a fundamental question based on the long military conflict between PLO and Israel which ended in a compromise, even if it failed: will the current war pave the way for peace in the region? The long intermittent ceasefires over the last decade between Israel and Hamas suggest the possibility of coexistence between the two peoples. However, achieving this necessitates there is need for a sincere will and a rational and just approach focused on sovereignty and independence. Realpolitik on both sides is essential for such a solution, but it is currently lacking amid the smoke of battles and mass destruction.
كانت حماس تتوقع رضوخ إسرائيل لها لتبادل أسراها بالأسرى الفلسطينيين؟
ويحلل المقال إيجابيات العملية وسلبياتها على الشعب الفلسطيني من كل النواحي، ويرفض إعطاء حكم عليها وعلى نتائجها، تاركا ذلك للشعب الفلسطيني
The article presents and analyzes three questions related to the "Al-Aqsa Flood" operation by Hamas and its allies on October 7, 2023. These questions are:
1- Did the operation aim at releasing Palestinian captives, justify the value of the -sacrifices made and the destruction of Gaza Strip?
2- Did Hamas provide a credible pretext to Israel for carrying out its project to eliminate the Palestinian cause through its operation?
3- Did Hamas expect Israel to respond to its requirements for the exchange of captives?
The article examines the positives and negatives sides of the operation on the Palestinian people from all perspectives, refraining from passing judgment on it or its outcomes, leaving that to the Palestinian people.
وقد هيأت السلطات العثمانية للزيارةلوجستيًا وبروتوكوليا ورسميًا وشعبيًا، وأقامة الزينات على طول الطرق التي سلكها العاهل الألماني من بيروت إلى دمشق، ومن ثم إلى بعبلك وبيروت.
وصل الإمبراطور إلى ميناء بيروت على متن يخته قادما من استانبول حيث قضى هناك بضعة أيام حل ضيفًا على السلطان العثمانية. وفي بيروت استقبل بحفاوة رسمية وشعبية وقام بزيارة نؤسسات ألمانيى تعليمية وصحية، ثم انطلق إلى عاليه وبحمدون وإلى البقاع ومنها إلى دمشق، حيث زار ضريح صلاح الدين.
وفي أثناء عودته إلى بيروت عرج على بعلبك وبات في قلعتها، ووضع لوحة عند معابدها تذكارًا لزيارته السلطان عبد الحميد.وعند عودته إلى ألمانيا، أمر العاهل الإلماني بإرسال بعثة آثار ألمانية للكشف عن آثار أخرى لقلعة بعلبك..
وفي "وثيقة الوفاق الوطني" للعام 1989، حصل اللبنانيون على عقد اجتماعي جديد؛ فتعايشوا تحت الاحتلال السوري، بالرغم من سياسته في تعميق الشرخ بينهم، وعدم تطبيق "اتفاق الطائف" إلا بصورة استنسابية وفق مصالحه. وبخروجه من لبنان قسرًا في نيسان 2005 بفضل "ثورة الأرز" والتضافر الدولي، حل حزب الله محل السوري في حكم البلاد، ما أدى إلى أزمات لا تزال تتفاقم وتتردى. فاحتفاظ الحزب بسلاحه بعد تحرير الجنوب وتحالف علنًا مع إيران وتنفيذ سياساتها في لبنان أولًا ثم في المنطقة. وبوساطة سيكولوجية سلاحه بعد اغتيال الحريري في العام 2005، تمكن الحزب تدريجيًا من فرض إرادته على المؤسسات اللبنانية وعلى اللبنانيين، وترويض الطوائف أو عقد التوافقات معها، أو تعطيل الاستحقاقات الرئاسية، فضلًا عن تكبيل سياسة لبنان الخارجية وجيش الوطني. بناء على ذلك، ازدادت مطالبات موارنة لتحويل لبنان إلى دولة فيدرالية، بدلً من البقاء موحدًا تحت سلطة حزب الله.
يبين المقال الأسباب الكامنة وراء مطالبة موارنة بالفدرالية، وفي مقدمها سلاح حزب الله إلى جانب سلاح الجيش اللبناني الشرعي، واضمحلال الدولة اللبنانية نتيجة ذلك وبالتالي مركزهم في البلاد ومؤسساتها، وتدخلات الحزب في السياستين اللبنانية الداخلية والخارجية، وسيطرته على المرافق والموانئ وعلى الحدود البرية، والتهريب منها وإليها، والإضرار بالتالي بالمالية والاقتصاد اللبنانيين، كذلك دعم فساد الطبقة الحاكمة التي هو جزء أساسي منها، في مقابل غض الطرف عن سلاحه. كذلك، يشكو الموارنة من خرق الحزب لطائفتهم عبر تحالفه مع التيار الوطني الحر، و"اتفاق مار مخايل" في العام 2006، واجتياح بيروت في العام 2008، وتدخله في الثورة السورية وفي بلدان عربية. ويعيش تحت هاجس استحواذ الرأسمال الشيعي على أراضيهم، وثقافة الخروج على القانون في بيئته، والاستقواء الاجتماعي والسياسي.
ويرى الباحث أن الفدرالية مشروعًا ناجحًا اعتمدته دول كثيرة، لكنه سيكون فاشلاً في ضوء ثقافة اللبنانيين في عدم التعايش مع بعضهم البعض، ولا إلى جانب بعضهم البعض، فضلًا عن خلافاتهم على السياستين الدفاعية والخارجية، حيث ستكون، كما في لبنان الموحد، تحت إشراف الحكومة المركزية للفدرالية. يُضاف إلى ذلك، الخلاف على الثروات والمنافذ. يتساءل المؤلف حول مصير الفدرالية، عندما تتشكل حكومتها وجيشها من رؤساء الطوائف (الأقاليم) وأبنائها. أخيرا، إن الاعتقاد بأن الحزب سينزع سلاحه في الفدرالية هو أمل زائف، لأن الحزب لن يفعل ذلك لسبب بسيط: إن الولي الفقيه هو الذي يتحكم في سلاحه، وليس هو.
فيما تمسك المسيحيون الموارنة بهوية قومية لبنانية دافعوا عنها في وجه قومية وحدوية عربية للمسلمين، عمل المسلمون على تجسيد عروبتهم بمشاريع وحدوية (سورية وناصرية)، وانحازوا إلى المقاومة الفلسطينية في لبنان لنزع امتيازات من الموارنة، أطل عشية حرب لبنان ومطلعها مشروع ماروني لفدرلة لبنان أو تقسيمه.
يطرح البروفسور سنّو خيارين أمام اللبنانيين: الفدرالية وأسباب جنوح المسيحيين علنًا إلى الفدرالية وفي مقدمها سلاح حزب الله الذي يعطيه تفوقًا على اللبنانيين الآخرين وفي الإمساك بالدولة اللبنانية ومؤسساتها وجيشها، وكذلك الأسباب الموضوعية التي تعيق تحقيق الحل الفدرالي، ما يتعلق بثقافة اللبنانيين وعدم قدرتهم على التعايش في دولة فدرالية، اسوة بفدراليات نجحت في ذلك. أما خيار الدولة المدنية، فيراه المؤلف غير قابل للتنفيذ، في ظل رفضه من قبل السياسيين والجمهور الطائفية، وفوق كل شيء، من المؤسسات الدينية.
لذا، يرى المؤلف أنه في ضوء استعصاء تطبيق الفدرالية أو المدنية في الوقت الراهن، سيبقى لبنان معرّضًا للانهيار، وقد يكون على مشارف ذلك.
ورأى سنّو أنه في حال انتخب فرنجية رئيسًا للجمهورية، فمعنى ذلك الطلاق بين التيار والحزب، وعودة الأول إلى حجمه الطبيعي. وإن الحديث عن الفدرالية في الجانب الماروني أصبح علنيًا، وعليها يلتقي باسيل والجميل وجعجع وفرنجية (تصريح طوني سليمان فرنجية) على رفض سليمان فرنجية، والسعي إلى مشروع الفدرلة، ما قد يؤدي إلى قيام جبهة مارونية تعمل من أجلها، وقد يكون ذلك رعاية بكركي. وختم أن انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسًا للبلاد قد يقطع الطريق على مشروع الفدرلة، خاصة أن الدول الكبرى لا تؤدي مشروعًا قد يصل بلبنان إلى التقسيم، فيما قد تدعم إسرائيل مشروعه الموارنة ويتكرر ما حصل في العام 1982، خصوصًا من رائح الحرب في المنطقة.
ويشكو المؤلف من أنه لم يعد هو وغيره يتحملون الظلم والقهر على الأرض بانتظار عدالة الله في السماء. ويعتبر أن الله مسؤول عن عباده على أرض خلقها من أجلهم، طالما أنهم على صورته ومثاله. ويرى الكاتب أنه منذ أن بعث الله المرسلين والأنبياء تتزايد الشرور على الأرض، فتمس الإنسان في كرامته وعزته ووجوده. ويشبّه معاناة الإنسان على الأرض بجحيم لا يُحتمل، ويتساءل هل الأرض هي جهنم غير جهنم "الآخرة"؟ ويعتقد المؤلف أنه كلما ازداد الشر والظلم في العالم، ولم تتدخل مشيئة الله، فإن الناس قد تفقد إيمانها .
ويطالب المؤلف باستخدام سلطة العقل لتطوير المجتمعات، ويخلص إلى أن الإنسان إذا كان مسيّرًا، فلا مجال لمعارضة مشيئة الله في تصرفاته. أما إذا كان مخيّرًا، فيطالب الله بتنفيذ عدالته على الأرض ومحاسبة الفاسدين والمفسدين عليها.
ويسرد المقال تاريخ العلاقات السعودية-الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قامت المملكة بإمداد أميركا بالنفط مقابل حماية الأخيرة أمنها، ويبين أن العلاقات بين الجانبين سارت بشكل حسن وتعاون، بالرغم من دعم واشنطن قيام دولة إسرائيل وعمل الأخيرة على تصفية القضية الفلسطينية، باستثناء موقف الولايات المتحدة من العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956.
ويحدد المقال عدة أسباب للفتور في العلاقات السعودية-الأميركية، وهي: عدم التزام أميركا بحل الصراع العربي-الإسرائيلي، ودعمها عمليًا سياسة إسرائيل في تصفية عروبة فلسطين، عبر الاستيطان المتمادي واستعمالها القوة الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وتحويل السلطة الفلسطينية إلى واهية. يُضاف إلى ذلك، اعتبار الولايات المتحدة عمليا عرب الخليج برميل نفط لا حلفاء أو شركاء، والاتفاق النووي بين أميركا وإيران في عهد الرئيس أوباما الذي لم يحاك مخاوف العرب، والخليجيين تحديدًا وهواجسهم، وهذا سمح لإيران أن تتدخل في المنطقة، بالتزامن مع مشروع قنبلتها النووية، وترك واشنطن الساحة السورية ملعبًا لإيران وروسيا وتركيا، وأخيرًا وليس آخرً، الحرب الروسية-الأوكرانية التي جعلت أميركا تضغط على أوبيك لزيادة انتاج النفط، وبالتالي خفض سعره العالمي لضرب الاقتصاد الحربي الروسي.
أنّ أسباب فشل الدويلات الألمانيّة في حماية تجارتها في المتوسّط يعود إلى تأخّر صناعتها وتمزّق سوقها الداخليّة وتشرذمها السياسي، وعدم إمكان تخصيص أسطول حربي لذلك، في الوقت الذي فشلت فيه في دفع الأتاوات إلى دويلات القرصنة عبر المفاوضات المباشرة، أو بوساطة الدولة العثمانيّة. ولهذا السبب، فضلت دول الهنزا التجارة غير مباشرة عبر أساطيل تجارية لدول غربية، لكن برسوم عالية. لذا، لم تستطيع سلعها أن تنافس مثيلاتها الغربيّة.
وخلال حروب نابوليون في أوروبا تعثّرت التجارة الألمانيّة لدول الهنزا وبروسيا، ووصلت إلى حالة الشلل. وبعد مؤتمر فينّا في العام 1815، سرى الاعتقاد في ألمانيا بإمكان تعزيز التجارة مع المتوسّط، لكن أعمال القرصنة لم تشكل تهديدًا لتجارتها قبالة ساحل إفريقيا الشمالي فحسب، بل أمام السواحل الإسبانيّة كذلك. ولم تُحلّ مشكلة التجارة الألمانيّة إلا بعد احتلال فرنسا للجزائر في العام 1830، والقضاء على القرصنة هناك.
ويضع سنّو شروطًا لحوار لبنانيّ-لبنانيّ يقوم على قواعد دقيقة: القبول بالحوار، وبالآخر واحترام رأيه، والتضحية بالمصالح الذاتيّة والفئويّة لمصلحة الدولة والكيان، والتصريح المسبق بقبول نتائج الحوار.
Das Programm des Pan-Slawismus Russlands; d.h. die Schaffung eines Grossbulgarischen Staats gemäss des Vertrags von St. Stefano 1878, und gleichzeitig die Errichtung anderer unabhängiger Balkanstaaten, sowie die Schrumpfung der Hoheitsgebiete des Osmanischen Reiches in Europa auf einige zersplitterte Territorien, bedeutete eine Verletzung des Gleichgewichtes im Balkan und eine Schädung der Interessen anderer europäischen Mächten.
Auf dem Berliner Kongreβ, April 1878, hoben deswegen die europäischen Staaten den Vertrag von St. Stefano wieder auf und entwarfen eine neue politische Balkanlandkarte. Dadurch verlor Russland die beabsichtigte Hegemonie über die orthodoxen und slawischen Nationen, sowohl wurde das Prestige des Pan-Slawismus geschwächt. Die ideologischen Stützen des russischen Balkanpolitik des 19. Jahrhunderts hatten seitdem ihre Tragfähigkeit verloren.
Since the establishment of Hezbollāh a third identity influenced by Iranian culture emerged, so the Lebanese are divided today into two groups: Christians and many Muslims adhering to Lebanese identity and Hezbollāh with its environment see themselves as affiliated with Persian culture. The current political and identity crisis in Lebanon and the deterioration of the Lebanese economy and society are today accompanied by regional and international disputes that might lead to a conflict over Lebanon. Anyway, Lebanon will not be the same again: both federation or Hezbollāh's hegemony over the Lebanese state and society will be destructive.
وأنا أقلّبُ في خيارات العنوان الأمثل لكتابي هذا ليحاكي إشكاليّاته ومضامينه، انسابت دمعة على خدّي، ما أنْ وصلت إلى كلمة "المصير"، أي مصير لبنان. فشعرتُ بالأسى والحزن، وكأني أسطّر بيدي ورقة نعيه، في ضوء الانهيار العامّ الحاصل واستمرار منظومته الحاكمة متمسّكة بالسلطة في آن. لكني لم أجد بديلًا من ذلك العنوان لأستبدله بآخر أقلّ صدمة ووقعًا على القارئ، لأنّ لبنان قد وصل، واقعًا ملموسًا، إلى مأزق كارثيّ في السنتين المنصرمتين، وإنْ كانت جذور الانهيار واضحة لبعضهم منذ زمن بعيد، أو غير ظاهرة عند بعضهم الآخر.
يهدف الكتاب، في ثمانية فصول وملاحق وجداول ورسوم بيانية، إلى تتبع كيفيّة وصول لبنان منهكًا ومترنّحًا إلى نهاية مئويّته الأولى، نتيجة: نظامه الطائفيّ وطائفيّته المجتمعيّة والخلافِ على هويته، واستهدافه من قبل الجيوسياسات الإقليميّة، وافتقاره الدولة التي تُمسك بشعبها وتدافع عن سيادتها. وهو يمتاز بتوجّهه إلى النخُب وبتسمية القيادات السياسية والحزبية المسؤولة عن الانهيار بأسمائها وأدوارها بموضوعية ومن دون محاباة.
يبحث الكتاب التعايش المأزوم لطوائف لبنان فيما بينها، واستتباع بعضها للخارج منذ تأسيسه حتى تاريخه، وذلك في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة ومشروع "حزب الله" لإلحاق لبنان بإيران؛ في مقابل تعثّر دعوة البطريرك الراعي إلى حياده. والواقع أنه لا يتوافر للبنانييّن فرص حقيقيّة لإيجاد حلول لمشكلاتهم بقدراتهم الذاتيّة، فيما يؤدّي تدخّل الخارج في شؤونهم إلى المزيد من انقساماتهم.
يعزو المؤلف الانهيارات الكارثية الحاصلة اليوم في لبنان على الأصعدة كافة إلى:
1- نظام لبنان الطائفيّ والخلاف على البديل (الفدراليّة، ديمقراطيّة الأكثريّة، المثالثة، الدولة المدنيّة).
2- المنظومة الحاكمة التي استباحة الدولة وأفشلتها وأفلست البلد، وتعيد انتاج نفسها في الانتخابات متحالفة مع سلطة المال.
3- خرقُ الدستور وشلُّ القضاء العادل وتغييب الدولة.
4- وجود سلاحٍ "حزب الله" غير الشرعي إلى جانب سلاح الجيش الوطنيّ.
5- تقديس الزعيم الطائفيّ وتلقي المحازيب والأتباع الرشى منه.
6- توريطُ لبنان في ملفّات المنطقة الملتهبة وتدهور علاقاته مع العرب.
7- إجهاض "الانتفاضة اللبنانية"، وجائحة كورونا، وكارثة تفجير مرفأ بيروت التي شكّلت سهمًا في قلب الجمهوريّة اللبنانيّة.
8- الانقسامات في داخل الطوائف وبين الطوائف، واختراقها من قبل "حزب الله" (اتفاق مار مخايل 2006، واتفاق الدوحة 2008، و"التسوية الرئاسية" في العام 2016، ما عطّل قيام مشروع تضافر وطني لإنقاذ لبنان من أزماته في ظلّ إمساك "الثنائي الشيعي" بالمؤسسات الدستورية.
ويتمحور الاستنتاج العام، في المجال السياسي، حول دعم السعودية استقلال لبنان وتحييده عن الأحلاف وصراعات المنطقة؛ لكنها جمعت بين نقيضين، وهما مباركتها النشاط الفدائي الفلسطيني انطلاقًا من لبنان، وانتقاد المقاومة الفلسطينية بعد تحوّلها إلى مؤثّر سيء في التوازنات اللبنانية الداخلية. وإتخذت الرياض موقفين متناقضين من الوجود السوري في لبنان: الترحيب به العام 1976، لتثبيت الأوضاع المتدهورة بين الطوائف اللبنانية المتحاربة، والتنديد به، بعدما تحوّل إلى احتلال يُمسك بالطوائف اللبنانية أو يضربها بعضها ببعض لترسيخ احتلاله وديمومته. وتجلي ذلك في عدّة محاولات لإخراج السوريين من لبنان بعد العام 1982، ومنذ "اتفاق 17 أيار" 1983، وخلال مداولات اتفاق الطائف، من دون أن يكتب لدبلوماسيتها النجاح.
ومن جهتها، تركت دمشق للرياض هامشًا من التحرّك الدبلوماسي على الساحة اللبنانية، طالما أنه لا يتعارض مع مصالحها وتستفيد منه كغطاء لسياستها على أرض لبنان والمنطقة. من هنا، كانت السعودية تتراجع وتنكفئ عن الساحة اللبنانية، دبلوماسيًا واقتصاديًا، كلما شعرت بوهن مواجهتها، أو أنها مغلولة اليدين، أو تترك نفسها عرضة للابتزاز في أحيان أخرى. ويعود السبب الرئيس في ذلك، إلى اعتمادها الدبلوماسية الوسطية والوفاقية، وعدم وجود ميليشيات تابعة لها في لبنان تستطيع من خلالها الضغط في الداخل.
أما بالنسبة إلى إيران وإسرائيل، لم تستطع السعودية أن تقارع سياسة الدولة الأولى في لبنان والمنطقة، وقد سبقتها طهران بأشواط في مجالات التكنولوجيا والقدرات العسكرية، كما بوجود حزب الله في لبنان الذي اتخذ موقفًا مناوئًا للسعودية بعد العام 2005، وعمل على أنْ يكون متطابقًا مع المصالح والسياسات الإيرانية. فعطّل دبلوماسية الرياض في كثير من الملفات اللبنانية بين الأعوام 2006 و2011. وبالنسبة إلى موقف المملكة من تلّ أبيب، فقد عملت على مناوئة سياسة إسرائيل في لبنان؛ لكنها كانت مع "اتفاق 17 أيار" 1983 ضمنًا الذي كان هدفه الرئيسي انسحاب الجيشين الإسرائيلي والسوري من البلاد؛ من دون أن يكتب لدبلوماسيتها النجاح. إلا أنّ العام 1989، حمل معه "اتفاق الطائف"، حيث تضافرت جهودها مع الجهدين العربي والأميركي، ولا يزال الاتفاق صامدًا إلى اليوم، كتسوية وحيدة متوافرة.
وفي الجانب الاقتصادي، تدعّمت العلاقات التجارية والاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وتعزّزت السياحة السعودية إلى لبنان، وفرص عمل اللبنانيين في المملكة، كما نصيب لبنان من أعداد الحجاج إلى الأماكن المقدسة في الحجاز. وأخيرًا، قدّمت المملكة مساعدات مالية وتنموية للبنان، لإعادة إعمار وسطه التجاري بعد الحرب، كما القروض لمشاريع البنى التحتية؛ من جامعات ومدارس وطرقات ومستشفيات...، ولما كانت تدمره إسرائيل في اعتداءاتها عليه.
ويطرح الكتاب موضوعاته جديدة، تقوم على الربط بين النصّ والمستند (النافذة) والصورة واللقطة، مع تخصيص مدينة بيروت بقدر أكبر من المعالجة، بوصفها عاصمة الوطن ومرآة المجتمع اللبناني وثقافته، ولعلاقاتها الوطيدة بباقي المدن الأقطاب، أي بكلّ لبنان. كما نالت الثقافة، بمفهومها الشامل، حيّزًا مهمّا من المعالجة
وقد أثبت الكتاب الفرضيات الآتية:
- راكمت الدول والشعوب التي تعاقبت على لبنان منذ العصور القديمة وحتى الانتداب الفرنسي عليه، الكثير من التأثيرات الحضارية فيه،ـ وأسهمت بالتالي في انبثاق "الثقافة اللبنانية".
- إنّ المعالم الأثرية، في المدن الأقطاب، هي شواهد حيّة على مكانتها في تاريخ الدول والإمبراطوريات التي حكمتها على مرّ العصور
- تأثرت النهضة العلمية والثقافية والفنية في المدن الأقطاب، بدرجة أو بأخرى، بالنهضة الأوروبية؛ فنقل اللبنانيون الذين تفاعلوا معها إلى وطنهم كلّ ما تعلموه واختزنوه
- حفاظت بيروت، العاصمة القطب، طوال تاريخ لبنان الحديث والمعاصر، على مركزيتها الخدماتية والثقافية، على الرغم مما مرّ عليها من ويلات حرب لبنان، فيما تمكّنت المدن الأقطاب الأخرى، كلّ على حدة من بناء شخصيتها الثقافية المحلية، واقتصاد يتناسب مع خصائصها الطبيعية والجغرافية
- باستثناء توحّدهم ضدّ فرنسا خلال معركة الاستقلال العام 1943، فقد حافظ اللبنانيون على تطلّعهم نحو الخارج للإستقواء على بعضهم بعضًا
- إنّ "التعددية الثقافية" القائمة على الاعتتراف المتبادل بين "الأنا" و"الآخر"، والقبول به وبخصوصيته والعيش معه، غير متوافرة في تاريخ لبنان المعاصر
- ينحو اللبنانيون إلى التسوية بعد كلّ أزمة أو حرب داخلية تعصف بهم: "الميثاق الوطني"، و"اتفاق الطائف"، و"اتفاق الدوحة"، وانتخاب الجنرال ميشال عون رئيسًا للجمهورية العام 2016؛ لكنهم لم يتوصّلوا، ولو لمرّة واحدة، إلى وضع تسوية تؤدي إلى إرساء سلام دائم في ما بينهم، وبناء دولة قوية ذات سيادة
وبدورهم، امتلك رجال الدين السعوديون "أسلحة فتاكة" تفوقت في بعض الأحيان على قدرات حكامهم: الأرث الفقهي والفتاوى والتدخل في مناهج التعليم والتعليم الديني، والخطب النارية من على المنابر، ما أسهم إلى حدٍ بعيد في بروز ظاهرة التطرّف وبالتالي الإرهاب في المجتمع السعودي
وعلى الصعيد السياسي، وجد الملك عبد الله نفسه في مواجهة مشاريع إيران في المنطقة، ما جعله يتدخل في البحرين وسورية ولبنان
والكتاب هو في الوقت ذاته، تأريخ للبنان منذ استقلاله، بمواكبة سعودية لأزماته الداخلية ومساعيها لوأدها، واستعادة سلمه الأهلي برعايتها بعد حربه الداخلية، وفق "اتفاق الطائف" منذ العام 1989. كما يبحث الكتاب في مدى نجاح الدبلوماسية السعودية تجاه لبنان وإخفاقها، في ضوء اعتداءات إسرائيل والهيمنة السورية عليها والنفوذ الإيراني فيه
ويضيء الكتاب، كذلك، على "الاتفاق الثلاثي" 1985، وعلى دور الرئيس رفيق الحريري فيه، ومساعي الأمير الوليد بن طلال للاستحواذ على رئاسة الوزراء منه. ويبرز تحرّك المملكة خلال الفراغ في الرئاسة الأولى، وموقفها من الإرهاب في لبنان، ومن "اتفاق الدوحة" العام 2008، الذي أعقبه التنسيق السعودي-السوري لتخفيف الاحتقان الداخلي الذي تسبّب به إنشاء المحكمة الدولية الخاصّة باغتيال الحريري العام 2005. ويحلّ المؤلّف أسباب انهيار التنسيق المذكور وظروفه، عقب سقوط حكومة سعد الحريري مطلع العام 2011، ما جعل السعودية تنكفئ عن لبنان.
وقد أثبت الكتاب الفرضيات الآتية:
- لم تستطع السعودية مقارعة سياسات إسرائيل حيال لبنان، ولا نفوذ كلّ من سورية وإيران فيه، بسبب غياب استراتيجية ثابتة لها، وعدم وجود ميليشيات تابعة لها تستطيع من خلال أنْ تفرض "دبلوماسيتها" التي بدت وكأنها متناقضة في بعض الأحيان
- ترك النظام السوري للمملكة هامشًا من التحرّك الدبلوماسي على الساحة اللبنانية، طالما أنه لا يتعارض مع مصالحه، وكان يستفيد من الغطاء الدبلوماسي السعودي
- اتخذ حزب الله موقفًا مناوئًا للسياسة السعودية في لبنان بعد اغتيال الحريري العام 2005، وعمل على أنْ يكون متطابقًا مع المصالح والسياسات الإيرانية.
- كانت السعودية، تتراجع وتنكفئ دبلوماسيًا واقتصاديًا عن الساحة اللبنانية، ما أنْ تشعر بأنها مهدّدة أو مغلولة اليدين، أو تترك نفسها عرضة للابتزاز في بعض الأحيان
- من خلال تقديماتها السخية للبنان لإعاده إعماره ودعم اقتصاده وماليته، عملت السعودية للحصول على الاعتراف بها كمرجعية في لبنان
وينطلق الكتاب من ثلاث إشكاليات:
- التعايش الطوائفي الذي يدّعي اللبنانيون أنهم يعيشونه، وواقعهم المُعاش المعاكس على أرض الواقع.
- السيادة التي اعتقدت الدولة اللبنانية أنها استعادتها بموجب "اتفاق الطائف"، والعوامل الفعلية التي منعتها من ممارستها ومن أنْ تكون سيدة قراراها، وهي الاحتلال السوري للبنان، ودخول قادة الميليشيات إلى مجلسي النواب والوزراء، واحتفاظ حزب الله بسلاحه، على عكس ما نصّ عليه اتفاق الطائف
- التشابك بين نزاعات الداخل وتدخّلات الخارج، بفعل الجيو-سياسة الإقليمية والدولية والنظام الطائفي السياسي المجتمعي الذي يجعل اللبنانيين يتطلعون إلى خارج حدود بلدهم
وقد حاول المؤلّف أن} يُثبت فرضيات ثلاث رئيسية: الأولى، إنّ لبنان لا يستطيع الانتقال إلى مصاف الدول الحديثة، في ظلّ طائفيته المجتمعية ونظامه الطائفي السياسي، ومن دون اعتماد نظام مدني أو علماني. الفرضية الثانية: إنّ موقع لبنان الجغرافي في مهب الجيو سياسة الإقليمية والدولية، هو قدره، لكن تطلّع اللبنانيين إلى الخارج واستجلابهم إياه إلى الداخل بسبب صراعاتهم، كان على الدوام خيارًا بملء إراداتهم. والفرضة الثالثة: إنّ "الديمقراطية التوافقية" التي تتداولها ألسنة السياسيين اللبنانيين كلّ يوم، قد وصلت إلى طريق مسدود، في مقابل عدم صلاحية "ديمقراطية الأكثرية" التي تتيح للمسلمين السيطرة على القرار في لبنان، وكذلك "الفدرالية" التي يطالب بها بعض المسيحيين كحلّ لأزمات لبنان
ينقسم الكتاب إلى مجلدين. ويهتم المجلد الأول بالتطوّرات السياسية التي سبقت حرب لبنان، والعوامل الداخلية والخارجية التي جعلت اللبنانيين يدخلون في أطول صراع دموي استمرا خمسة عشر عامًا. وفي الفصلين 3 و4، يجري التركيز على محطّات الانتحار العسكرية طوال الحرب، وحروب الميليشيات للسيطرة على الحيّز الجغرافي الخاص بطائفتها أو مذهبها، وأو التنافس المسلح في ما بينها. وقد أدّت الأحداث الدموية التراجيدية ‘إلى سقوط "الميثاق الوطني" الذي أمّن سلمًا أهليًا مقبولًا لعقود ثلاثة، في السنة الثانية من حرب لبنان. وعلى الرغم من أنّ المسيحيين والمسلمين نعوا الميثاق على حدّ سواء، إلا أنهم لم يتوصّلوا إلى تسوية بديلة إلا العام 1989، وهو "اتفاق الطائف"، وبذلك بجهد عربي ودولي.، ولم يتعايشةا إلا تحت إشراف سورية التي احتلت قواتها لبنان بين الأعوام 1976و2005
ويتناول المجلد الثاني الشؤون الاقتصادية والاجتماعيىة والثقافية. ومنذ "حرب السنتين" تضعضع الاقتصاد اللبناني وتحوّل إلى اقتصاد طرفي بعيدًا عن جبهات القتال (مصارف، تجارة، أسواق، وصناعة)؛ فخسرت بيروت مكانتها السابقة كمحور للاقتصاد والمالية، ليس في لبنان فحسب، بل على صعيد الشرق الأوسط، وأضحت مقولة "لبنان سويسرا الشرق" التي كان يرددها اللبنانيون بفخر كلمة جوفاء. كما انقطع التواصل بين قطاعي بيروت المسيحي والمسلم بفعل المتاريس وخطوط التماس، ونتج من ذلك تفريع إدارات الدولة ومؤسّساتها. وبسبب اضعاف الدولة اللبنانية من قبل الميليشيات وقوى الأمر الواقع، وتلاشي عملية صناعة القرار، فرضت الميليشيات "قوانينها" في أماكن سيطرتها، وجباياتها ورسومها وضرائبها على المرافق والمرافئ والشركات والمحال، وأقامة مرافئها غير الشرعية، متسبّبة بنتيجتين: ترهيب الناس والتعدّي على حقوقهم، والاستيلاء على موارد الدولة. ومنذ ذلك الحين، بدأ العجز يصيب ماليتها وترتفع معدّلات التضخم، فيما انهار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام العملات الأجنبية
وفي مناخ التحارب والانهيار الاقتصادي وفقدان القيمة الشرائية لرواتب الموظفين والأجراء، تعلّم الناس التكيف معها. واضطرّت الأسرة اللبنانية إلى العيش من التحويلات التي كانت تصلها من ذويها في الخارج. وبالتوازي، تأثرت الثقافة والأفكار لدى كلّ طوائف لبنان، حيث ساد "الأنا" والآخر" نظريًا وعمليًا. وبعدما كان لبنان الأول في الشرق الأوسط بنظامه التعليمي، أضحى في مؤخرة الدول
كما أدّى التقاتل والتخويف إلى نزوح أسر من أماكن إقاماتها إلى مناطق أكثر أمنًا، حيث تنتمي إليها طائفيًا أو مذهبيًا، أو الهجرة. وحيث حلّوا في لبنان، أو في الخارج، حمل اللبنانيون معهم قيمهم وثقافاتهم، حتى أنهم تصارعوا في بلاد المهجر على خلفيبات طائفية -سياسية
ويخصّص الكتاب فصلًا طويلًا عن عسكرة المجتمع اللبناني، ودور الميليشيات في ترهيب مجتمعاتها وتفكيك
والاقتصاد الدولة اللبنانية بالاستيلاء على عائداتها ومواردها. من هنا، يلقي الفصل الضوء على الاقتصاد الميليشياوي الأسود وتجارة المخدرات والسلاح والمصادرت وفرض الخوّات إلح.. وفي ضوء ذلك، لم يتكمن "المجتمع المدني" من وضع حدٍ للحرب بقواه الذاتية
أخيرًا، يتضمن المجلدان نحو 200 رسم بيانيًا وجداول لمواضيع تتعلق بالثقافة والاقتصاد والأوضاع الاجتماعية، تستند إلى مئات الوثائق والمصادر والمراجع، كما المقابلات
يطرح الكتاب إشكاليات ثلاث: كيفية تمكّن ألمانيا من التوفيق بين سياستها الاستعمارية ومصالحها القومية، وبين دعمها البلدان الإسلامية ضدّ أطماع الدول الاستعمارية الأخرى؛ واستخدام ألمانيا خطابًا داعمًا للأسلام، فيما كانت تعمل، في الوقت ذاته، على تحويل الدولة العثمانية وممتلكاتها الآسيوية إلى ما يُشبه مستعمرة مخترقة تجارة واقتصادًا؛ حفاظ ألمانيا على علاقات حسنة مع البلدان العربية خلال الحرب الباردة، فيما كانت تقوم بدعم إسرائيل، ماليًا وعسكريًا، لتحرير نفسها من "عقدة الذنب" التاريخية تجاه اليهود
وانطلاقًا من تلك الإشكاليات، يجيب الكتاب على فرضيتين مركزيتين؛ الأولى، وهي أنّ أهداف ألمانيا تجاه الدولة العثمانية والبلدان الإسلامية، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، لم تختلف عن تلك التي مارستها الدول الإمبريالية الأخرى، سوى في الأسلوب والوسائل المستخدمة لتحقيقها. أما الفرضية الثانية، فهي أنّ الاعتبارات الداخلية لألمانيا الاتحادية، بعد الحرب العالمية الثانية (عقدة الذنب تجاه اليهود)، وعلاقاتها مع الغرب، ومصالحها السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط، هي التي فرضت عليها، خلال الحرب الباردة، ممارسة سياسة مزدوجة تجاه الدول العربية وإسرائيل، لكنها وصلت إلى طريق مسدود العام 1965، بفضل مكائد ألمانيا الديمقراطية وإسرائيل. لكن الإرث التاريخي للعلاقات العربية-الألمانية، فضلًا عن أنّ ألمانيا لم تمارس سياسة استعمارية مباشرة تجاه البلدان العربية، والمصالح الاقتصادية المشتركة بين الطرفين، وحاجة العرب إلى مساعدات التنمية والخبرات لألمانيا الاتحادية، جعل تدهور العلاقات بين الأخيرة والدول العربية مرحليًّا وغير مؤثّر في تاريخ العلاقات بين الجانبين
السياسة الألمانية في الشرق الأدنى. فيتم التطرّق في الفصل الأول إلى المشروع البروسي-البريطاني لإنشاء مطرانية القدس الإنجيلية التي كانت البداية والأساس للنشاطات الإرسالية البروتستانتية الألمانية. وفي الفصول (2-8)، يجري تناول بإسهاب أنشطة الجمعيات البروتستانتية والكاثوليكية الألمانية وأهدافها المعلنة والخفية، والارتباط الحميم بين تلك الأهداف والمصالح السياسية والاقتصادية في سياق سياسة ألمانيا العليا
يلقي الكتاب الضوء على السياسة الاستعمارية الألمانية، وربط التبشير بالاستعمار، وردود الفعل العثمانية والمحلية على ذلك. ويُخصص الفصلان (9 و10) لبحث العلاقات التجارية والاقتصادية بين ألمانيا وبلاد الشام: العقبات التي اعترضت تطوير تلك العلاقات في المرحلة الأولى، ومن ثم، في المرحلة التالية، توطيدها بعد توحيد ألمانيا، وذلك من خلال التبادل التجاري وتأسيس الجمعيات والمؤسّسات والشركات التجارية والاقتصادية والنقل والمصارف. وفي الفصل (11)، يجري بحث أهمية سورية وفلسطين بالنسبة إلى السياسة الألمانية ضمن برنامج "الزحف نحو الشرق" الذي تمحور حول التدخل المباشر في الشؤون السورية والفلسطينية من خلال التنافس الإمبريالي مع الدول الأخرى: مع بريطانيا في سياستها الإسلامية، ومع فرنسا في نفوذها العتيد في سورية، فضلًا عن زيارة عاهل ألمانيا بلاد الشام العام 1898
ويتطرّق الكتيب إلى هيئات الجامعة ولجانها، منذ تأسيسها، حتى العام 2000. ويبرز الكوادر العلمية والثقافية والاقتصادية والمهنية، والحائزين على لوائح الشرف، ويختم المعالجة باستنتاج
Die aktuelle Diskussion nach den libanesischen Parlamentswahlen vom September 2000 machen deutlich, wie offen viele Fragen noch immer offen sind: Kann der Libanon einen eigenständigen Weg in die Zukunft finden? Werden die alten Bilder von rechts und links, von christlich –nicht christlich, von muslimischer oder arabischer Identität der Wirklichkeit des neuen Jahrhundert noch gerecht? Sind die tiefen Wunden des Bürgerkrieges schon vernarbt genug, um offen miteinander und mit allen Mächten und Gruppen im und aus dem Libanon über eine gemeisame Zukunft zu streiten?
وفي الكتاب، يتم رصد تحركات "القوميات" الإسلامية في بلاد الشام والحجاز وكردستان وألبانيا التي تزامنت مع الحرب المذكورة. فيجري استكشاف أهدافها ومحرّكاتها ونقاط الالتقاء والاختلاف في ما بينها، وطرح إشكالية ولائها للسلطنة (الرابطة العثمانية) ومشاعرها الوطنية ونزعاتها الكيانية، من خلال المناخ الذي أشاعته "التنظيمات العثمانية" والحرب الروسية-العثمانية، وفي ضوء الأوضاع الاجتماعية-الاقتصادية والتهديد والتدخل الخارجيين
يستنتج المؤلف أنّ "معاهدة برلين" التي ضمنت سلامة السلطنة، هدّأت من مخاوف المسلمين على مصير بلدهم، وأدّت بالتالي إلى تلاشي مشروع "كيانية سورية" والعودة مجدّدا إلى (الرابطة العثمانية). على عكس ذلك، فجرت المعاهدة النزعات الاستقلالية في كردستان وألبانيا. إنّ الخوف من كيان أرمني مستقلّ في الأناضول، وويلات الحرب، جعل الأكرد ينتفضون لإنشاء كيان خاص بهم. كذلك، فإنّ اقتطاع معاهدة برلين أراضٍ ألبانية لمصلحة إعادة تشكيل الكيانات المسيحية المجاورة في البلقان، كان وراء انبعاث النزعة الكيانية الألبانية. أما في الحجاز، فقد كان تحرّك أشراف مكّة مشروعًا بريطانيا مبكرًا لاستبدال خلافة عثمانية بخلافة عربية، وتأمين بريطانيا مصالحها مع الهند
The first chapter deals with the Prussian-British project to establish an Evangelical Bishopric in Jerusalem; that was the first bond in launching the activities of the German missionaries in the region.
Chapters 2-8 are a survey of the activities of the German Evangelical and Catholic Missions and the goals of their activities as well as the close relationship between those goals and the German economic and political aims, and hence, the link established between missionary activities and colonization. The chapters also analyze the ensuing local and Ottoman reactions.
Chapters 9 and 10 ,in particular, discuss the economic and commercial relations between Germany on the one hand and Syria and Palestine on the other. The survey also includes the obstacles that stood in the way of establishing solid relations in the first phase, and then strengthening them after the proclamation of the German Union in 1871, through commercial transactions, the establishment of associations, economic and commercial firms.
Chapter 11 analyzes the importance of Syria and Palestine with respect to the German politics within the project known as the “ Drang nach Osten” that was based on the direct intervention in the Syrian and Palestinian affairs through the imperial competition with the other European states: with Great Britain in its Islamic politics, and with France in its prospective influence in Syria.
بعد ذلك التاريخ، ورث "حزب الله" نفوذ سورية في البلاد، ملحقًا لبنان ملحقًا بولاية الفقيه ومشاريع إيران في المنطقة. ومنذ تورطه في الحرب في سورية في العام 2012، بدأ يمارس نفوذه بوضوح على الدولة ومؤسّساتها، كما الإمساك بمفاصل الاقتصاد والمنافذ اللبنانيّة وعمليات التهريب الحدودية والبحرية والجوية. ومن ناحية أخرى، عمل الحزب على الإمساك بالطوائف، تعاقديًا أو بقوّة سلاحه. فعقد "تفاهم مار مخايل" مع "التيار الوطني الحرّ" في العام 2006، الذي شقّ، حتى اليوم، الصفين المسيحي والوطني". ثم اجتاح بيروت في العام 2008 وقضي على النفوذ السياسي للُسنّة. وقام الحزب بإقفال مجلسي النواب بين العامين 2007 و2008، وعطل استحقاقين رئاسيّين بين العامين 2007 و2016.، بحيث أصبح تنصيب الرؤساء الثلاثة قرارًا في يده. كذلك ورّط الحزب لبنان في حرب ضد إسرائيل في العام 2006. ونتج من ذلك تآكل الطوائف اللبنانية من الداخل بصراعاتها العبثية، ومنع في الوقت ذاته ظهور مشروع وطني عابر للطوائف للتصدي له. حتى أنّ دعوات البطريرك الراعي لحياد لبنان، أو عرض مشكلته على مؤتمر دولي جرى تعطيلهما على يد الحزب وأتباعه..
فضلًا عن ذلك، تدهورت علاقات لبنان بمحيطه العربي، وتصاعدت الخلافات المستجدّة حول نظامه البديل المنشود، وحقوقه البحريّة في الخطّ 29، حتى الانقسام على الحرب في أوكرانيا.
ويضيء الكتاب على الانتفاضة اللبنانيّة في العام 2019 وفشها في إحداث أي تغيير؛ فبقيت المنظومة الحاكمة الفاسدة تمسك بالبلاد تحت إشراف "حزب الله"، وتنهب البلاد والعباد، ما أفلس الدولة اللبنانيّة وأوصل الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة والنقديّة والمعيشيّة إلى الحضيض، فضلًا عن إفقار اللبنانيين. كل ذلك جعل البعض يفكر في الفدراليّة لصعوبة التعايش الطوائفي في لبنان الكبير، بينما انحصرت طروحات "الثنائي الشيعي" (أمل والحزب) في فرض "ديمقراطية الأكثريّة" أو المثالثة" التي باتت تطبيق في التعامل بين المؤسّسات الدستوريّة الثلاث. أما طروحات "الدولة المدنية" فلا تجد لها صدى بين "الطوائف.
أخيرا، وضع المؤلف رسمًا بيانيّا فريدًا في مقدمة الفصل الأول يختصر فيه مسيرة دولة لبنان الكبير من إنشائها في العام 1920 حتى وصولها إلى مرتبة الدولة الفاشلة في نهاية العام 2021.
يستخدم المؤلف الرسم البياني بشكلٍ لافتٍ للتأشير على محطّات تاريخية حول عدم الاستقرار السياسي في لبنان، وشلّ سلطة الدولة والافتقاد إلى السلم الأهلي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية مؤخرًا، وتراجع خدمات الدولية الأساسية للمواطنين
ويرى صعوبة خروج اللبنانيين من أزمتهم الطائفية والمذهبية وإنشاء نظام فدرالي أو دولة مدنية لغياب ثقافة الاعتراف بالأخر والعيش معه أو بقربه، وخلافات اللبنانيين على السياستين الدفاعية والخارجية. ويرى أنّ الدولة المدنية بعيدة المنال، لأنّ الطوائف اللبنانية لا تجمع عليها
ويخلص المؤلف، استنادًا إلى الرسم البياني وتحليل الوقائع: إنَّ الأوطان، كي تتقدّم وتزدهر ويكون مؤشّر مسيرتها وتقدّمها مستقيمًا أو تصاعديًّا، وبالتالي تحقيق الرفاهية لشعوبها، تحتاج إلى الاستقرار والسلم الأهلي، والحفاظ على السيادة باعتبارها مقدّسة. وهذا لا يؤشّر إليه الرسم البياني وتطوّر الأحداث في لبنان. ويضيف: ما من دولة في العالم تظلّ في حالة عدم استقرار وتحارب داخلي وسلب سيادة على مدى قرن كامل، ما يعني أنّ أكثر من ثلاثة أجيال لبنانية عاشت أو تعيش حالة عدم الاستقرار وانعدام السلم الأهلي وفقدان مقوّمات الدولة التي تمسك بشعبها وتدافع عن سيادتها. من هنا، يرى المؤلّف أنّ على اللبنانيين أنْ يبتدعوا حلًا لمشكلات بلدهم قبل فوات الأوان.
رأى السكاكيني أن التربية والتعليم هما الوسيلة الوحيدة التي تخرج الأمم من كبواتها. فطالب بتأسيس مدارس على الطراز الأوروبي، والتعلم مباشرة من الغرب. وفي الشأن الاجتماعي، أشار إلى آفة الطائفية في المجتمع الفلسطيني، منتقدًا المسلمين بأن سعيهم للاستقلال بفلسطين هو من أجل حكمها. وقد فضل السكاكيني الاقتصاد الزراعي عن الصناعي، وهاجسه المنافسة اليهودية للصناعات الفلسطينية، معتبرًا أنّ المجتمعات الصناعية تقوم على التنافس.
وللسكاكيني مواقف رائدة تجاه المرأة الفلسطينية؛ فدافع عن حقوقها، وفدعا إلى تحريرها، ورفع السلطة البطريركية عنها المتمثلة بالزوج وبالأب أو الأخ، وإدعاؤهما بالدفاع عن شرفها. فينتقد هذا بالقول: "يجب أنّ يكون للمرأة شرف شخصي، ويجب أن تكون هي المسؤولة عنه، وإذا كانت كذلك، فلها الحق المطلق أن تكون حرة لا أن تنفي نفسها في زوجها أو في أبيها أو أخيها". هذا القول التقدمي لمربي وناقد اجتماعي يعتبر جريئاً في مجتمع شرقي محافظ، وربما لم يسبقه إليه سوى رفاعة الطهطاوي، وقاسم أمين الذي تكلم بإسهاب في الموضوع نفسه وتعرض إلى النقد الشديد والتهجم بعد إصداره كتاب "تحرير المرأة".
ولخليل السكاكيني مواقف من الكنيسة الأرثوذكسية، راوحت ما بين الإصلاح والالحاد. فأعلن "حربه" على الإكليروس اليوناني الذين يهمنون على الكنيسة الأرثوذكسية الوطنية، وصولًا إلى إعلان خروجه من الكنيسة. كما وقف ضد الصهيونية في مشروع تهويد فلسطين، ووصفها بأنها استعمار، منقدًا الغرب بقسوة، بأن فلسطين تدفع ثمن اضطهاد أوروبا لليهود.
وفي قفزة إلى الحرب العالمية الثانية وما بعدها، بيّنت إحدى المداخلات مساعي ألمانيا للاستفادة من الملك فاروق العام 1942 خلال زحف جيشها من ليبيا إلى مصر، وفي الوقت ذاته، رغبة بريطانيا في عزله لعدم وثوقها فيه. وكشف أحد الباحثين عن دور ألمانيا الديمقراطية لإقامة علاقات دبلوماسية مع مصر بين العامين 1965 و1967، حيث شكلت زيارة فالتر أولبرشت، رئيس جمهوريتها لمصر ذروة العلاقات بين البلدين. وتناولت إحدى الورقات علاقات برلين (الشرقية) بمصر؛ من عبد الناصر إلى عهد مبارك، وتفضيل الريس عبد الناصر الحزب الاشتراكي الألماني الديمقراطي؛ لكن هذه العلاقات تدهورت في عهد السادات الذي سار في سياسة منفتحة على الغرب، ثم عادت العلاقات بين برلين (الشرقية) ومصر إلى الانتعاش في عهد مبارك، وغلبت عليها المصالح التجارية. وبالنسبة إلى العلاقات المصرية- الأميركية ابانت مداخلة أنّ الرئيسين أيزنهاور وكنيدي تعايشا مع عبد الناصر، لكن بعد العام 1965، جرى تحوّل في سياسة الرئيس جونسون تجاه مصر. وأبانت المداخلة الختامية عدم وجود صراع حضارات في ألمانيا، استنادًا إلى تصريح رئيس الاتحاد الألماني رومان هرتشوغ، ودور علماء إسلاميات ألمان في تغيير صورة الإسلام لدى الرأي العام الألماني والدعوة إلى الفصل بين الإرهاب والإسلام كدين
وانطلاقًا من موقفه المتسامح هذا، يرفض شتبات الحرب على الإسلام تحت شعار "الحرب على الإرهاب". ويعزو "العدوانية" الإسلامية إلى التجرية السيئة مع دول الاستعمار، وإلى النظام العالمي الظالم، الذي يدعم إسرائيل التي تأسّست على العدوان على أرض فلسطين وسلبت شعبها حقوقه المشروعة في العيش في دولة قومية مستقلة
ويحدّد شتبات العوامل الداخلية لإحباط العرب، وهي قيام الغرب بدعم أنظمة عربية فاسدة، وغياب الديمقراطية والعدالة، كما فشل "موديلات" القومية والليبرالية والاشتراكية المستوردة في حلّ مشكلات العالم العربي الاقتصادية والاجتماعية
ويأخذ العالم شتبات موقفًا صريحًا، من أنّ إنشاء دولة إسرائيل كان على حساب العرب ولمصلحة دول الاستعمار، وبخاصّة بريطانيا وأميركا، مع أنّ المسألة اليهودية هي في الأساس مسألة أوروبية. ويبدي اعجابه بسياسة عبد الناصر الداخلية وإحداثه نقلة اقتصادية واجتماعية في مصر، وبأنّ إسرائيل هاجمت مصر مرتين خلال العامين 1956 و1967، وأنّ العرب، بعدما يئسوا من استرجاع أراضيهم المحتلة، شنّوا الحرب على إسرائيل العام 1973
للإجابة على تلك التساؤلت، انعقدة ندوة موسّعة في "دار اللواء للصحافة والنشر" بمشاركة عدد من الأكاديميين والمثقفين. وبعدما أجمعوا على الجريمة التي يتعرّض لها العراق في تاريخه وآثاره وثقافته وذاكرات أبنائه، رفض سنّو وصف تسمية ما تعرّض له العراق بـ النكبة"، معتبرًا أنه مصطلح يُستعمل دومًا لإعطاء الانطباع أنّ قدرة إلهية أوخارقة للطبيعة هي المسؤولية عمّا حصل، أي كما حصل في فلسطين العام 1948، عندما تخاذل الزعماء العرب عن الدفاع عنها، وما حصل العام 1967، عندما أطلق عليه الرئيس عبد الناصر على الهزيمة مصطلح النكسة، مع أنها أشرت الى تفوّق إسرائيل. وأضاف سنّو: لم نتربى على الوطنية أو التضامن القومي، حتى العروبة الثقافية افتقدناها. وإنّ التشديد على عمق الثقافة العربية، لم يؤد إلى توحيد العرب، حيث يتقاتلون ويتآمرون على بعضهم بعضًا، فيما الثقافة الأميركية مستجدة والدولة الأميركية عمرها 300 عام، تمكنت أن تصنع قوة عسكرية وتجتاح العراق. وأضاف، أنه بعد أحداث العام 2001 في الولايات المتحدة، وضع المثقفون والأكاديميون الأميركيون خطابًا ثقافيًا لتشخيص ما تعرّض له بلدهم، بينما لا نرى خطابًا ثقافيًا عربيًا موحدًا للرد على اجتياح الأميركيين للعالم العربي
ْوقال سنّو: عندما يكدّس الزعماء العرب أموالهم في البنوك أو في منازلهم، ماذا ننتظر من العربي الفقير أن يفعل: ألا يسرق وينهب عندما تتاح له الفرصة؟ ونحن في لبنان سرقنا أسواقنا التجارية ومحالنا وبعنا آثارنا... المسألة إنّ أنظمتنا لا تعمل على بناء الإنسان. وقال سنّو: إنّ الأميركيين لم يدخلوا بيوتنا، إلا عندما وجدوا أبوابنا ونوافذنا مفتوحة، والغرب يقوم بنسبة 90% بدراسة تاريخنا ونشره. وخلص إلى أنّ العرب يغتالون تاريخهم بأيديهم وليس القوى الخارجية وحدها. ورأى وجوب القيام بعملية استنهاض في كلّ المجالات، مع بقاء السؤال الكبير: من يقوم بذلك؟
وأشاد المنتدون باستهداف الكتاب شريحة واسعة من القراء والمهتمين، وعدم دخوله في التفاصيل، وتقديمه إجابات مقنعة وموجزة وموثقة عن وقائع تاريخية معينة، إنسانية وسياسية واجتماعية واقتصادية وعمرانية
وفي ختام جلسات المؤتمر، قدّم البروفسور عبد الرؤوف سنّو مداخلة حول أستاذه عالم الإسلاميات فريتس شتبات (كتبت خطأ من قبل الصحيفة)، الذي أولى اهتمامًا ملحوظًا بالدراسات الإسلامية والأوضاع السياسية بغية إعطاء الغرب المسيحي صورة واضحة عن شريكه القابع في الشرق، والذي ينتمي إلى عقيدة وحضارة مختلفتين
رحّب دكتور زريق بالحاضرين، وكشف عن سبب رعايته الكتاب، وهو أنّ المؤلّف يفرد حيّزًا مهمًا لطرابلس، ويتسم عمله بالشمولية وتنوّع موضوعاته. ثم قدّمت البروفسورة زهيدة درويش جبور للندوة وأدراتها؛ ووصفت الكتاب بالشيّق والفريد، وجمعه التحليل والعرض والتوثيق في كتاب واحد. وتناول البروفسور قاسم الصمد أهم محطأت الكتاب، مركزًا على بعض الإشكاليات التي طرحها المؤلف التي تضغط على الحياة الوطنية وتحول دون استتباب النظام السياسي. واعتبر الفنان التشكيلي البروفسور عدنان خوجة الكتاب تجربة جديدة في كتابة التاريخ، تقوم على سرد مبسط للحدث مع تكثيف للدرس وتوظيف التاريخ لخدمة الحاضر والواقع السياسي. ومن جهته، نوّه البروفسور جان توما باشارة المؤلّف بالمفاصل الأساسية لتاريخ طرابلس، وإلى الناحي الثقافية، وحضور الفنون التشكيلية بقوة في الكتاب.
وفي الختام، ذكر سنّو في كلمته إنه انبهر بعروبة سابا زريق الصافية وشغفه باللغة العربية، وتمنى للموسّسة شاعر الفيحاء الثقافية المزيد من التقدّم والازدهار. ثم كان درع بلدية طرابلس من رئيسها المهندس أحمد قمر الدين، ورسمًا زيتيًا له تقدمة من الفنان عمران ياسين.
وبعدما أدلى كلّ من المنتدين بدلوه حول الموضوع، انتقد الأكاديمي د. سنّو القمّة التي يغيب عنها 12 قائدًا عربيًا، ومن ضمنهم الرئيس عرفات، فيما تمعن إسرائيل في إرهابها ضد الفلسطنيين للقضاء على انتفاضتهم، وتستعد الولايات المتحدة لغزو العراق. وأضاف، في ضوء تجارب القمم العربية السابقة، واعتراف الأنظمة العربية بعجزها عن التصدي لإسرائيل ومحاربتها، فإنّ خيار السلام الذي يتحدّث عنه العرب هو استسلام بنظر تل أبيب والخضوع لشروطها. ولفت إلى قول الرئيس الراحل عبد الناصر عقب هزيمة العام 1967: "ما أُخذ بالقوّة لا يُسترد بغير القوة". ورأى أنّ هناك طريقًا واحدة أمام العرب، وهي إظهار عزمهم لمرّة واحدة ضد إسرتيل، وعندما ستدرك الأخيرة أنّ خيار الحرب مكلف لها. وعلى العرب، برأي سنّو، إظهار قوتهم تجاه الولايات المتحدة، أو أنْ يعترفوا ويدعمون المقاومة الفلسطينية. وقال سنّو: إنّ قرارات القمم العربية لم تنفذ في السابق، فكيف ستنفذ اليوم بغياب 12 زعيمًا عن قمّة بيروت؟
مهد العطروني للندوة بطرح أسئلة عديدة على المنتدين. وقال سنّو، إنّ تضخيم أرقام ضحايا المحرقة هو لعبة تقوم بها الصهيونية العالمية، حتى أنّ هناك ألمانًا يشككون في صحة ما يورده الإسرائيليون عن المحرقة. لكن الصهيونية تعمل على إبقاء "عقدة الذنب" عند الألمان، من جيل إلى آخر، للحصول على دعم ألمانيا (الأسلحة والتعويضات بعد الحرب العالمية الثانية)؛ كافتتاح جناح في متحف في شرق برلين ثلاثة أرباعه عن المحرقة بحقّ اليهود. وقد تعاونت الصهيونية في ألمانيا مع الحكم النازي لترهيب الألمان الاندماجيين وبالتالي دفعهم للهجرة إلى فلسطين. وهناك مسألة معروفة، وهي موافقة ألمانيا، على دفع جزء كبير من التعويضات ضحايا النازية من اليهود إلى إسرائيل واعتبارها الوريث الشرعي لهم
وفي فرنسا استُغلت حادثة دريفوس لترويج عدم قدرة اليهود الفرنسيين الاندماج حيث هم. واعتبر سنّو أنّ هناك إيجابية من محاكمة غارودي ولمصلحة العرب والمسلمين وتحركاتهم الشعبية في قليل من البلدان العربية، وهي طرح المحرقة والحريات العامة أمام الرأي العام الدولي. وعندما كتب ألكسندر شولش، أستاذ الاجتماعيات الراحل، مقالًا ضد إسرائيل عقب دخول جيشها إلى بيروت العام 1982، منعته تلّ أبيب من الدخول إلى أرضها. كذلك، عندما دافعت عالمة الإسلاميات أنّا ماري شيمل عن الإيرانيين بتحليل هدر دم سلمان رشدي على ما قاله حول النبي محمد وزوجاته، لاعتقادها أنّ ذلك يمس معتقدات المسلمين، قامت الأصوات الصهيونية بالهجوم عليها
وفي نهاية مداخليته، أسف سنّو على الخطاب السياسي العربي والإعلام العربي الغبيين تجاه الرأي العام الدولي، حيث ينظر الأوروبي بعين العطف إلى الإسرائيلي الذي يزعم أنّ العرب يريدون رميه في البحر
طرح المحاضر سؤالًا جوهريًا حول إمكانية اعتبار الأفكار التي تضمنتها الرسالة نموذجًا للفكر السياسي الإسلامي في حينه. فأجاب إنّ قوة ألمانيا السياسية ودعمها للسلطنة العثمانية، وانتصار اليابان على روسيا العام 1904/1905، حركت عند علماء ورجال دعوة مسلمين الرغبة في أسلمة عاهليهما وبالتالي استقواء المسلميبن بشعبيهما ومناهضة مخططات الاستعمار ضدّ الإسلام. وفي المقابل، رأى البروفسور سنّو، إنّ من كان على معرفة بالغرب وسياساته، من مفكرين ومصلحين، لم يأتوا على ذكر أسلمة ألمانيا واليابان، بل التعلّم منهم والاقتداء بهما
وختم سنّو بالقول: إنّ المجتمعات الإسلامية كانت في شبه غيبوبة تجاه توسّل السبل التي تجعلها تتقدّم وتواجه الاستعمار. فاعتقد البعض أنّ توسيع "دار الإسلام" عن طريق الدعوة، واختصار الطريق بالاستقواء بالمتفوقين وعدم التعلّم من نهضتهم، هو الحل الساذج لإعادة الإسلام إلى أمجاده الغابرة
وقال سنّو: إنّ الحكومة اللبنانية نهجت سياسة متوازنة تجاه الصراع؛ فقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع بون، من دون أنْ ترفع من تمثيل برلين (الشرقية) إلى درجة القنصلية، وذلك من أجل التسوية مع عبد الناصر والحفاظ على استقرار البلاد الداخلي. وختم المحاضر بالقول: إنّ ألمانيا الديمقراطية لم تشكل تهديدًا لمركز ألمانيا الاتحادية في لبنان، بل عامل أزعاج
المقال إلى أنّ إرادة التوحيد لدى الألمان في تاريخهم كانت أقوى من التشرذم والانقسام. لكن بعد التوحيد الأول العام 1870/1871، خرجت ألمانيا إلى النسق العالمي، واصطدمت بالدول الكبرى؛ فكانت الحرب العالمية الأولى. وللخروج من "الاجحاف" الذي لحق بها بمعاهدة فرساي، ومشروعها للسيطرة على "المجال الحيوي" الأوروبي بأيديولوجية تفوّق الجنس الآري ومكوّناتها العنصرية والإمبريالية، تسبّبت ألمانيا باندلاع الحرب العالمية الثانية. لكن الاندماج في الغرب بعد الحرب المذكورة، تطلّب "اندماج" ألمانيا، كذلك، بالديمقراطيات الغربية. من هنا، شكّلت هذه العوامل مجتمعة قوّة مؤثّرة في تمكين ألمانيا الاتحادية من إعادة ضمّ الجزء إلى الأصل، في مناخ انتهاء "الحرب الباردة". وأنْ كانت تكلفة توحيد ألمانيا الديمقراطية بألمانيا الاتحادية مرتفعة جدًا، فإنّ ذلك لا يُقاس بأهمية وحدة الشعب الألماني تحت مظلّة دولة واحدة ونظام سياسي واحد
ومن جهته، رصد الدكتور سنّو عدم اندماج عدد كبير من اليهود في مجتمعاتهم الأوروبية بعد فرارهم إلى إسبانيا. فتقوقعوا في أحيائهم وزادهم عنصرية تمسكهم بالتطبيق الحرفي للتوارة، بأنّ فلسطين هي أرض الميعاد. وعندما حصل "الترانسفير" من ألمانيا إلى فلسطين على يد النازية بالاتفاق مع المنظمة الصهيونية بين الأعوام 1933 و1941، كان الهدف منه فكّ ارتباط اليهود الإندماجيين بمجتمعهم الألماني، حيث كانوا يعتقدون أنّ اليهودية هي عقيدة وليست قومية، وترحيلهم إلى أرض الميعاد
وعن حجم الهولوكوست، سجل سنّو أنّ الصهيونية وإسرائيل تبالغان في حجم ضحاياها، ولكن المحرقة حصلت، وما تضخيمها إلا لابتزاز ألمانيا والمجتمع الدولي. وختم، بأنّ إسرائيل هي نتاج أيديولوجيا الحركة السياسية الصهيونية، والعنصرية واضحة في كتب العقيدة اليهودية، سواء في النظرية أم في التطبيق والتعامل مع كلّ ما هو غير يهودي
اعتبر زيادة أنّ سنّو أراد من كتابه أنْ يقرأه العالِم والقارئ غير المتخصص، كما الطلاب من المرحلتين المتوسطة والثانوية. ونوه بالجهد المبذول لتقديم مادة مصوّرة عائدة للشخصيات ومبانً تاريخية ومعالم وآثار.. فيتعرفوّن إلى مدن لبنانية رئيسية. ومن ناحيته، قال سراج إنّ المؤلِّف مارس حرفيته الكتابية بدراية موصوفة، ليخبر القراء بأسلوب سهل ومأنوس، أنّ لفحات التغيير والتمدين أدركتنا وأدركت منطقتنا واستتباعًا مدننا. أربعًا منها، بيروت وطرابلس وزحلة وصيدا، كانت أم أكثر بكثير. وفي الكتاب غلّب الباحث ما هو اجتماعي وإثنوغرافي على السياسي الخلافي، لكنه ما اسقطه من الحسبان، وهو متمكّن وحجاجي في هذا الميدان، كما تشهد مؤلفاته. وأعقب كلمة سراج مداخلة لمؤلّف الكتاب الذي سوّغ انتقاء المدن الأربع لا غيرها كمواضيع لمؤلّفه. واعتبر أنّ بيروت أدّت دور الحاضنة لثقافات اللبنانيين، وإليها تسرّب الفكر والثقافة الغربيان منذ القرن التاسع عشر؛ فأضحت مدينة العلم والثقافة المتفرنجة لكثرة الإرساليات والقنصليات والشركات والمؤسّسات والمدارس والجامعات والمراكز الثقافية الأجنبية التي يستفيض في الحدث عنها وشرحها
بداية، وصف القطار سنّو بأنه "الجامعي والعالم المميّز" الذي "اتصف بالصدق في البحث وبالفطنة وحسن التدبير في انتاجه التاريخي"، وبأنه "باحث عقلاني، مخلص في وطنيته، ناقد جريء لما لا يلامس قناعاته". واعتبر القطار الكتاب تكملة لكتاب سنّو السابق: حرب لبنان: تفكك الدولة وتصدّع المجتمع".
وتناوب على الكلام بعد القطار البروفسورة دعد بو ملهب التي وصفت كتاب سنّو بأنه أربعة فصول متقاطعة متكاملة تحكي وتفسّر وتضبط؛ فتجعل القارئ الباحث عن المعرفة يستزيد علمَا وفهمًا لمجريات ما يدور حوله. وامتدحت بوملهب الكم الوفير من المعلومات التي تمتد على مساحة 550 صفحة، وتعتمد أقصى درجات التقميش لمئات المراجع والملفات والمقالات، كما التدقيق والتحليل والمقارنة، وصولًا إلى الصياغة الفضلى للاستنتاج. وأضافت بوملهب، إنّ سنّو فنّد بالشرح والتفصيل علاقة الأفرقاء اللبنانيين بالقوى الخارجية. وختمت بالقول بإنّ كتاب سنّو هو كتاب "لا نقع دومًا على ما يشبهه دومًا بحثًا ودقّة وعلمًا في الفهم والاستنتاج القويم عمومًا. ووصفت المولف بأنه المحلّل الذي يُسمي الأشياء بأسمائها، غالبًا ما يُستهاب البحث الموضوعي فيها".
وفي مداخلته ذكر الإعلامي يوسف دياب أنه قرأ في كتاب سنّو حلم الوطن الذي لم يرق إلى مشروع وطن، ولا يزال صندوق بريد للرسائل الإقليمية والدولية. وأضاف إنّ المؤلف وفّق في الإضاءة على الرعاية السورية للأزمة اللبنانية وسهرها الدائم على توسيع الشرخ بين أبناء البلد الواحد، بين الطوائف وداخل كلّ طائفة. واستخدم دياب عبارة لسنّو، جاء فيها: "لن يرسخ سلم أهلي للأزمة في لبنان، ولن يتحقق أي استقرار سياسي أو أمني...، ولن ينعم هذا البلد بأي سلم أهلي أو استقلال حقيقي أو ازدهار اقتصادي... ما لم يحدّد اللبنانيون خيارهم الوطني... وما لم يجدوا بأنفسهم حلولًا لمشاكلهم... ويتجهوا إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية... وقبل كلّ هذا وذاك، ما لم يتصالحوا مع وطنهم"
في موضوع "بيروت جدل الهوية والحداثة" (1)، يقوم كتاب سراج على منهجية تضيق في سعيها للتنقيب الدؤوب والمضن في سرديات الحياة اليومية البيروتية الصغيرة منها والكبيرة. فيغوص الباحث بدقة وعمق في السالنامات العثمانية والمصادر والمستندات والبيانات والرسائل والصور والمشاهدات، بالاستناد إلى علوم اللسانيات والتاريخ والاجتماع والثقافة والانثروبولوجيا وعلم النفس، وتفاعلها كلها معًا، ليقدم للقارئ حكاية بيروت، هوية وحداثة، في زمن الانتداب الفرنسي، وهو موضوع شائك يتجنبه عادة الباحثون المسلمون، أو يعالجونه بسلبية، إنطلاقا من وجهة نظر إسلامية تعتبر الانتداب جزءا من حقبة استعمارية.
على العكس من ذلك، رصد الباحث البروفسور سراج هوية بيروت وحداثتها والخروج من تاريخها العثماني الطويل الغابر في فترة الانتداب التي يسميها "السلم الفرنسي"، عبر الوثيقة والصورة الفوتوغرافية والرسالة و"الفيزيت كارت" واللباس والطربوش والبرنيطة، والكوفية والعقال والثوب العربي، وربطة العنق الفراشية، والموسيقى والبيانو والتسلية والترفيهي. وقد هيأ الانتداب لـ "فرنسة" المجتمع وتغريب متدرج وتساكن للهويات وتداخل للثقافات وتفاعل للحضارات، من دون أن تتخلى بيروت العاصمة عن أصالتها وثقافتها العربية-الإسلامية.
يُطلق المؤلف على مرحلة الصعود "الحقبة المضيئة" التي اتسمت بالتألق الحضاري والتماسك الرائع اللذين بصما عصرها في قرونه الثلاثة الأولى، وفق شروط وظروف سياسية تاريخية وحضارية، أسهمت فيها ازدواجية الحفاظ على الأصالة العربية، وإضافة التجديد إليها (الإسلامي وربما غير الإسلامي)، لتوفير مقومات التحول الحضاري التصاعدي: التوسع والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك، الآداب والفنون والعلوم. ويرى البروفسور شيّا التقهقر أو التراجع أمام التحديات الداخلية والخارجية، بأنه من جراء الحكم الاستبدادي، والترف والبذخ، والفوارق الطبقية، وإفقار الشعب، واستعباد الفلاح، والتحالف العسكري-الإقطاعي مع المراكز الدينية، الذي تبعه انهيار الرخاء الاقتصادي والمجتمع، وقيام الثورات، والحركات الرافضة، والشعوبية، بالرغم من بقاء المؤثرات الثقافية للحضارة العباسية إلى ما بعد التراجع.
ويرى زهر الدين أن ساسة لبنان غالوا بالطائفية والمذهبية لتثبيت أوضاعهم على الساحة السياسية، وأنهم مسؤولون عن رفع متاريس الطائفية والمذهبية بين أبناء الشعب الواحد.
واعتبر زهر الدين أن التعددية الطوائفية في لبنان هي غنى له إذا أُحسن استعمالها، ونقمة إذا أسيء استخدامها.. وهو يمتدح زهر الدين المؤشر البياني الذي وضعه سنو لصعود لبنان وتراجعه.
ويتساءل: لماذا على شعب لبنان أن يعيش في ظل ثقافىة الموت، ولا يحق له أن يعيش كغيره من الشعوب الأخرى التي تتمتع بالأمن والاستقرار؟ وهل يمكن لعصابة من السياسيين اللبنانيين أن تسرق وطنًا وتتنصل من جريمتها؟ وهل بقيت عدالة في البلاد، فيما أموال الدولة اللبنانية والشعب اللبناني منهوبة.
ويتناول المؤلف تداعيات اجتياح بيروت من قبل حزب الله وحلفائه في العام 2008 على العلاقات بين الطائفتين السنية والشيعية، والصعوبات التي واجهتها قوى 14 آذار في أن تحكم.
كذلك، يضيء على الربيع العربي، في تونس ومصر وليبيا وسورية، وعلى الاحتلال الأميركي للعراق . وكيف أن لم يؤد إلى التغيير المنشود، وأن المنطقة تقاسمتها قوى إقليمية ودولية؛ إيران وإسرائيل وتركيا والولايات المتحدة، ثم أخيرا روسيا منذ العام 2015.
وفي موضوع القضية الفلسطينية يشير المؤلف إلى مساعي إسرائيل لإنهاء القضية الفلسطينية عبر الاستيطان وقضم الأراضي، مستفيدة من ضعف الأنظمة العربية وتخاذلها، ومنافسة إيران العرب بحملها لواء تحرير فلسطين، فيما هي تحيك القوس الشيعي الذي يمتد من العراق إلى لبنان.
أخيرًا، لا يرى خوجة أملًا لخروج العرب من مأزقهم، فتتحول خيبته من أنظمتهم إلى خيبات لا تنتهي.
ويضيء البروفسور شيّا على إشكاليات إنشاء دولة لبنان الكبير، بأن معظم مسلمي لبنان لم يكونوا على دراية بما يجري في باريس من مفاوضات مارونية-فرنسية لإقامة كيان لبناني مستقل عن محيطه العروبي السوري. ويضيف إلى أن الفصول الأخيرة من الكتاب تناولت الانهيار الشامل في لبنان، وظهور خيارات نظام جديد لدى الطوائف، راوحت بين الغلبة العددية للشيعية السياسية وطرح اللامركزية والفدرالية للموارنة، وفكرة البطريرك الراعي بحياد لبنان النشط.
واعتبرت الياس أنّ ما يدفع القارئ إلى كتاب سنّو هو وضع علامات تقويميّة بيانيّة للبنان في كلّ مرحلة طوال مئويته الأولى، لتبيان عدم الاستقرار في مساره. ولفتت الدكتورة الياس إلى أنّ سبب ذلك وفق المؤلّف هو موقعه الجيوسياسي ونظامه الطائفة السياسي وطائفيته المجتمعيّة وتدخّل الخارج في شؤونه الداخليّة، وبالتالي عدم تحوّله إلى وطن. واعتبرت الكتورة أنّ سنّو أضاف لمسة من الإبداع والجرأة على النصّ وبخاصّة في المجال التاريخي، حيث إنه لا يتمّ استخدام هذه التقنيّات. هذا بالإضافة إلى العديد من الجداول التي تسهل فهم الأحداث التاريخيّة. وأشارت إلى نزاعات الطوائف مع بعضها البعض وتدخلات الخارج لصالح بعضها، أجّج جدليّات الصراعات بين الطوائف.
وأضاءت الدكتورة الياس على رأي سنّو في ثقافة "الأنا" ضدّ "الآخر" والاستقواء عليه، وغياب ثقافة التعدّد، وعدم وجود مخرج سوى بالدولة المدنيّة المرفوضة في ظلّ الأوضاع الاجتماعيّة والسياسيّة. وختمت باقتباس عن سنّو قوله: "إن الأوطان كي تتقدّم تحتاج إلى الاستقرار والسلم الأهلي والحافظ على السيادة باعتبارها مقدّسة. فما من دولة في العالم تبقى في حالة عدم استقرار وتحارب داخلي وسلب سيادة على مدى قرن كامل ...".
أعتبر الصيّاح أن الفصل السابع يقدّم قراءة لمسارات لبنان المستقبل، ومنها الفدراليّة و"ديمقراطيّة الأكثريّة" و"المثالثة". ويرى أنّ الثلاثة وجوه مخرّبة للبنان الكيان والتعايش بين الطوائف. في حين اعتبر أنّ الدولة المدنيّة بعيد المنال في الظروف الموضوعيّة الراهنة.
وأضاء العميد الصيّاح في تناوله الفصل الثامن على هواجس الطوائف من تحوّل الشيعيّة السياسيّة إلى الرقم الصعب في المعادلة اللبنانيّة، ومحطّات هيمنة "حزب الله" على مفاصل الدولة اللبنانيّة التي أضحت فاشلة أو اللادولة. ثم عالج مسألة تآكل الطوائف من الداخل، وفشل مشروع وطني عابر للطوائف للتخلص من سيطرة الحزب على البلاد.
ثم ربط الدكتور الصيّاح بين الأحداث الداخليّة الواردة في كتاب سنّو والتدخلات الخارجيّة للتعقيب عليها: "الامتيازات الأجنبيّة" في الدولة العثمانية كنوع من الاختراق الغربي للسلطنة؛ والحملة المصريّة على بلاد الشام في الثلاثينيّات من القرن التاسع عشر وأبعادها الدوليّة، والحرب الاجتماعيّة في لبنان العام 1860 ونظام المتصرّفية؛ والتآمر الاستعماري على المشرق العربي خلال الحرب العالميّة الأولى وخلالها وفي أعقابها؛ وولادة لبنان الكبير والمطامع الصهيونية فيه؛ وحر الإلغاء في لبنان العام 1990 وموقف الولايات المتحدة؛ ووثيقة التفاهم بين "التيّار الوطني الحرّ" و"حزب الله". وعزا الصيّاح فشل دولة لبنان الكبير إلى ثقافة اللبنانيّين.
وأشار أبو نهرا إلى عرض البروفسور سنّو في الفصل الخامس لصعوبة تطبيق حياد لبنان الذي طالب به البطريرك الماروني، بسبب النظام الطائفي وانقسامات الداخل حول الخارج، كذلك الأوضاع الاقتصاديّة والماليّة الخانقة التي تسببت فيها الطبقة الفاسدة الحاكمة وأدّت إلى انهيار لبنان، وصولًا إلى تفجير مرفأ بيروت. وفي الفصل السابع لا يجد المؤرّخ سنّو مخرجًا في المشاريع المطروحة لإنقاذ لبنان، كالفدراليّة و"ديمقراطيّة الأكثريّة" أو في "المثالثة". حتى أنّ الدولة المدنيّة لا تلقى صدى عند المسلمين. ولفت البروفسور أبو نهرا إلى أنّ المؤلّف وضع طوائف لبنان وزعمائه أمام مسؤوليّاتها عن انهيار الدولة والمجتمع ومواجهة مشروع "حزب الله" لفرسنته، طالما ظلّوا طوائف متآكلة من الداخل، ولا يوحدهم مشروع وطني عابر للطوائف للإنقاذ.
أخيرًا، امتدح أبو نهرا طروحات سنّو الوطنيّة الجريئة التي تتخطى الولاءات الطائفيّة، وترفض الاستزلام السياسي والاصطفاف التبعي للزعيم.
وأشار البروفسور أبي فاضل إلى فصول الكتاب الثمانية والملاحق، وقد خلصت جميعها إلى وصول لبنان مترنّحًا إلى نهاية مئويته الأولى، وتحوّلّه إلى دولة فاشلة، وأنّ العيش المشترك الذي يدعيه اللبنانيّون يناقض الواقع المعاش، بسبب خلافاتهم حول هويّة بلدهم وطائفيتهم المجتمعيّة والسياسيّة.
وتحت مظلّة الاحتلال السوري للبنان جرى التلاعب بالتوازنات الطائفيّة والإبقاء على الشرخ بين الطوائف، ثم ورث "حزب الله" نفوذ سورية في لبنان منذ العام 2005، وفرض "الثلث المعطّل" على الحياة السياسيّة. ووصل نفوذ الحزب باجتياح بيروت في العام 2008، وتدخله في الثورة السوريّة في العام 2012. هذه التطوّرات جعلت بطريرك الموارنة الراعي يدعو إلى حياد لبنان. فشكل الحياد عقبة أمام إلحاق "حزب الله" لبنان بولاية الفقيه؛ فأجهضه.
وتناول أبي فاضل الخيارات المتاحة لخروج لبنان من أزماته، ووجد أنّ المنظومة الحاكمة متراصّة ومتمسّكة بالسلطة، فيما التحوّل إلى النظام الفدرالي أو إلى "ديمقراطيّة الأكثريّة" أو "المثالثة" مدمّرًا لوحدة لبنان. وينقل خيار الدولة المدنية لسنّو كحلّ مستحيل لعدم الإجماع عليه. ثم ينتقل إلى الفصل الأخير، ويرى أن تآكل الطوائف من الداخل وصراعات زعمائها أعاق قيام جبهة طائفية تتصدّى لمشروع "حزب الله"، فيما غاب مشروع وطني عابر للطوائف لتحقيق هذه المهمة.
أخيرًا نوّه البروفسور أبي فاضل بأنّ سنّو "نجح في كتابة تاريخ معاصر للبنان من دون الوقوع في فخ التحيّز الطائفي أو الإيديولوجي. فالتجرّد المنهجي ودقّة التوثيق وغزارته أسبغت على الكتاب طابعًا علميًا".
بعد ذلك التاريخ، ورث "حزب الله" نفوذ سورية في البلاد، جاعلًا من لبنان ملحقًا بولاية الفقيه ومشاريع إيران في المنطقة. ومنذ تورطه في الحرب في سورية في العام 2012، بدأ يظهر بوضوح نفوذه على الدولة ومؤسساتها، كما الإمساك بمفاصل الاقتصاد والمنافذ اللبنانية وعمليات التهريب عبر المنافذ الحدودية والبحرية والجوية. ومن ناحية أخرى، عمل الحزب على الإمساك بالطوائف، تعاقديًا أو بقوة سلاحه. فعقد "تفاهم مار مخايل" مع "التيار الوطني الحرّ" في العام 2006، الذي شقّ، حتى اليوم، الصفين المسيحي والوطني". ثم اجتاح بيروت في العام 2008 وقضي على النفوذ السياسي للسنة. وقام الحزب بإقفال مجلسي النواب بين العامين 2007 و2008، وعطل استحقاقين رئاسيين بين العامين 2007 و2016.، بحيث أصبح تنصيب الرؤساء الثلاثة قرارا يتخذه الحزب. كذلك ورط الحزب لبنان في حرب ضد إسرائيل في العام 2006. ونتج من ذلك تآكل الطوائف اللبنانية من الداخل بصراعاتها العبثية، ومنع في الوقت ذاته ظهور مشروع وطني عابر للطوائف للتصدي له.
ويضيء الكتاب على الانتفاضة اللبنانية في العام 2019 وفشها في إحداث أي تغيير، بحيث بقيت المنظومة الحاكمة تمسك بالبلاد تحت إشراف "حزب الله"، وتنهب البلاد والعباد، ما أفلس الدولة اللبنانية وأوصل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنقدية والمعيشية إلى الحضيض وإفقار اللبنانيين. كل ذلك جعل البعض يفكر في الفدرالية لصعوبة التعايش في لبنان الكبير، بينما انحصرت طروحات "الثنائي الشيعي" (أمل والحزب) في فرض ديمقراطية الأكثرية أو المثالثة التي باتت تطبيق في التعامل بين المؤسسات الدستورية الثلاث. أما طروحات "الدولة المدنية" فلا تجد لها تأييدا بين الطوائف.
أخيرا، وضع المؤلف رسمًا بيانيا في مقدمة الفصل الأول يختصر فيه مسيرة دولة لبنان الكبير من إنشائها في العام 1920 حتى وصولها إلى مرتبة الدولة الفاشلة في نهاية العام 2021.
وقد خصّ المؤلف بيروت بحيّز كبير وبفقرات مسهبة وموثّقة تناولت معالم عمرانها ونهضتها وفنونها وصحافتها؛ فحلّ، بذلك، المكوّن الثقافي في صدارة المشهد في كلّ من المدن الأربع. وبذلك تمكّن سنّو بجدارة من أنْ ينشّط ذأكرة اللبنانيين الوطنية بجرعات معرفية؛ بمهارة موصوفة بجماليات الأمس المنصرم وإنجازات أهله الذين ناضلوا وواجهوا وأسّسوا واستثمروا واستقطبوا، وبنوا صورة مشرّفة في الماضي البعيد أو القريب بفضل الأسلاف، قبل أنْ يقع لبنان في حاضر مأزوم،؛ ألوانه باهتة أو مدمّرة بفعل حرب لبنان التي أثبتت جهل اللبنانيين بالجغرافيا السياسية وبمميّزات تعايشهم. وأضاف سراج، أنّ سنّو قد ذكّرنا بواقعنا المعاش وبحلم دولة القانون والعدالة والمساواة بين اللبنانيين، وبأن لبنان لا يُبنى إلا على أساس ديمقراطي وعروبي وإنساني.
وقال البروفسور الفنان التشكيلي عدنان خوجة إنّ سنّو جمع المعرفة مع المتعة بأسلوب سلس بسيط وواضح، فيما وصف البروفسور محمد مراد زميله سنّو بأنه جمع تعدّدية المناهج في توليفية غير مسبوقة. وقال البروفسور جان جبور إنّ المؤلّف أبرز تجربة مدن أقطاب تستشف من خلالها تاريخ لبنان. وشعر المستشار الدكتور نادر غزال أنّ الكتاب نقله إلى ذلك الماضي الجميل. وقال البروفسور قاسم الصمد: "هنيئًا لنا سِفر البروفسور سنّو "... الذي يكلّم اللبنانيين في مهد تاريخهم، مرورًا بحاضرهم واستشرافًا لمستقبلهم". واعتبر العميد الركن الدكتور رؤوف الصيّاح أنّ الكتاب هو مادة علمية تجعل منه مرجعًا لكتابة تاريخ لبنان. وبالنسبة إلى البروفسور أنطوان الحكيّم، فإنّ قراءة المدن الأقطاب تجعل القارئ يجد نفسه أمام مؤرّخ شامخ عملاق
ومن جهته، اعتبر الأستاذ الجامعي العميد البروفسور محمد أمين فرشوخ أنّ الكتاب رسم صورة مشرقة للحياة الثقافية في المدن الأقطاب. ورأى الفنان التشكيلي زاهر البزري أنّ الكتاب شمل أهم كوادر الحركة التشكيلية اللبنانية؛ من الرعيل المؤسّس إلى المعاصر. وقال إيلي غنطوس، المدير المالي لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع إنّ الكتاب مرجع تستفيد منه الأجيال
ويعتقد البروفسور سراج أنّ الشعارات أدّت، مجتمعة أو منفردة، دوراً فاعلًا في تشكيل وعي جديد وقنوات تواصل بين الجماهير في الساحات العامة والميادين المِصرية، وفي وسائل الإعلام، وعلى الشبكة العنكبوتية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا التطوّر في التعبير الشعبي، يراه جديدًا في العمل الاجتماعي-السياسي في العالم العربي، ذلك أنّ الأنظمة القمعية والشمولية، حتى "الربيع العربي"، كانت تُمسك بقوة بمكوّنات مجتمعاتها المدنية وشبابِها، عبر التجويع والبطالة والقهر والقمع والإذلال وإقفال الأفواه
وقد حدّد الباحث الشعارات السياسية في أشكالِها وصيغها ووظائفها ورموزها الوطنية والقيمية والأخلاقية والدينية، فهي تارةٌ لافتات وعرائض وجدرانيات ورسوم غرافيتية وملصقات ساخرة رفُعت أو علّقت تعبّر عن السخط على مشكلات سياسية ومعيشية مزمنة، وتارة أخرى شعر وغناء وهتاف ومسرح شعبي، وكلُّها تغرف من الموروثِ الثقافي المِصري
يبحث الفصل الأول في مسألة انسداد الطريق أمام لبنان للوصول إلى الدولة الحديثة، بسبب الطائفية المجتمعية والطائفية السياسية اللتين تتغذيان من بعضهما بعضًا منذ العام 1843، وتحديدًا منذ بروتوكولات جبل لبنان العام 1861، مرورًا بالميثاق الوطني العام 1943، وصولًا إلى "اتفاق الطائف" العام 1989. وكلّ ذلك جعل تعايش اللبنانيين يراوح بين حدّي النزاع والوفاق. وفي الفصل الثاني، يجري الحديث عن نفوذ سورية في لبنان بين الأعوام 1976 و2005، ومكامن ضعف سياستها في لبنان، وكيفية تعاملها مع القوى والمؤسّسات الدستورية اللبنانية، واتباع سياسة "فرّق تسد" بين الطوائف، ومصّ اقتصاد البلاد.مع أتباعها من المافيات اللبنانية. ويضيء الفصل الثالث على الحرب الإسرائيلية على لبنان العام 2006، في سياق الوضعين الإقليمي والدولي، وسياستي كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل للقضاء على حزب الله. وفي الفصل الرابع، تتم دراسة لبنان الطائفي في سياق الأوضاع الجيوسياسية الإقليمية، وبخاصّة بعد أحداث نيويورك العام 2011 واحتلال العراق من قبل الأميركيين العام 2003، واغتيال الرئيس رفيق الحريري العام 2005
وفي الكتاب نتعرّف إلى سويد خصمًا عنيدًا للطائفية-السياسية التي خرّبت التعايش في لبنان. فهو يقترح نظامًا علمانيًا وحكم الأكثرية. وهو وإنْ يقرّ بصعوبة تحقيق حكم الأكثرية لغياب ثقافة المواطنة، والخشية من أنْ يتسلّط المسلمون عليه. ويطالب سويد بالقضاء على المذهبية، وتحديدًا بين السنّة والشيعة، والغاء المجالس الدينية للطائفتين واعتماد مجلس إسلامي موحّد. وبالنسبة إلى الشريك المسيحي، يتحدّث سويد عنه بانفتاح، ويعتبره ملح الأرض وقنديل نور لأمتنا. وإنْ انتقد سويد استعمال سلاح المقاومة الإسلامية في الداخل العام 2008، إلا أنه يعلن صراحة انحيازه إلى المقاومة الإسلامية ضدّ إسرائيل، واعتبار سلاحها مقدّسًا، ويطالب بالتنسيق بين سلاحها وسلاح الدولة
وعلى الصعيد القومي، وقف سويد مع عروبة فلسطين، ويعتقد أنه مهما حاول العدو الصهيوني التطبيع مع العرب، فسيظل منبوذًا، لكراهية الشعوب العربية للمشروع الإسرائيل في فلسطين، وفي الوقت ذاته، للأنظمة العربية المتخاذلة. ويعتبر التصدّي للغزو الأميركي لأفغانستان والعراق مقاومة، فيما "الإرهاب" ما تقوم به أميركا في البلدين الأخيرين، وإسرائيل في فلسطين. وفي النهاية، وصف اللواء المؤرّخ سويد العالم العربي، بأنه منطقة تغيب عنها الديمقراطية، فيما تحرس جيوشها الأنظمة العربية المستبدة، ّوسورية محاصرة ومعزولة، والعراق محتل.
كتاب العميد لبكي ليس بعمل عادي يطلع عليه القارئ ويمشي، بل هو موسوعة معمّقة مهمّة تنشر للمرّة الأولى، وجرى إخراجها بمواصفات فنية راقية، يحتاج لها القارئ العادي والأكاديمي والباحث المتخصّص في كلّ الأوقت. فهي تؤرّخ لتاريخ الموارنة في المهجر، التي أدّت أدوارًا مهمة في حياة لبنان السياسية والاجتماعية والثقافية، ونشطت كصلة وصل بين لبنان والغرب
يتألف الكتاب من ستة فصول، وتتبعها ملاحق؛ من صور وخارطات وجداول ورسوم بيانية وإحصاءات دقيقة، وقائمة مصادر ومراجع ووثائق غير منشورة باللغات العربية والأجنبية. من هنا، فإنّ كتاب البروفسور لبكي هو عمل يستحق عليه الثناء والتقدير. فهو يقدّم عبرة مركزية، بأنّ لبنان لا يستطيع أنْ يعيش إلا بجناحيه المقيم والمغترب، وأنْ قدره أنْ يكون "رسالة" حضارية إلى العالم، لكن ليس على حساب لبنان الوطن.
يخلص المؤلّف إلى أنّ أهداف ألمانيا تجاه البلدان الإسلامية والدولة العثمانية لم تختلف في المرحلة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، عن أهداف باقي الدول الإمبريالية، وإنما بالوسائل المستخدمة فقط. وبالنسبة إلى علاقات ألمانيا الاتحادية بإسرائيل، فكانت "عقدة الذنب" لألمانيا تجاه ما حلّ باليهود على يد النازية، والعلاقات بينها وبين الغرب، ومصالحها الاقتصادية مع الشرق الأوسط، وراء اتباعها سياسة مزدوجة تجاه الدول العربية والكيان الصهيوني؛ لكنها هذه السياسة وصلت إلى طريق مسدود بين الأعوام 1965 و1969. فكانت مكائد إسرائيل وألمانيا الديمقراطية وراء "تخريب" العلاقات بين العرب وألمانيا الاتحادية
وفي الختام، ذكر دكتور دوّام، أنّ كتاب سنّو يقوم على مجموعة من المعايير العلمية التي لا بد من توافرها في أي بحث؛ ومنها: تقميش العلوم الموصلة، والنقد والموضوعية، والضبط، وتركيب الصيغة العامة، والعرض التاريخي. يضاف ذلك، اعتماده بغزارة على الوثائق الألمانية، واستخدامها بكلّ دقة، والإحاطة بشكلٍ جيد بكلّ المصادر والمراجع المنشورة وغير المنشورة، سواء أكانت عربية أم ألمانية أم إنكليزية، ووضع لوحات إحصائية لإضفاء وضوح أكثر على المعلومات الاقتصادية. من هنا، فدراسة الأستاذ سنّو هي من الدراسات الجديدة التي تتكامل فيها السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والاجتماع في سفر واحد، معروضة بطريقة منهجية بعيدة عن الأحكام المسبقة والعواطف السياسية
ورأى سنّو أن لبنان بدأ منقسمًا حول الهوية: مسيحيون يتشبثون بهوية لبنانية، ومسلمون يرفضون إخراجهم من فضائهم العربي-الإسلامي. وبالرغم من التوافق المسيحي-الإسلامي في العام 1943، إلا أن الهوية والتأثيرات الخارجية على الداخل، جعل الطوائف في مهب الصراعات الإقليمية: الناصرية والمقاومة الفلسطينية، والصراع العربي-الإسرائيل. وبعد "اتفاق الطائف" كانت المنظومة الميليشياوية لحرب لبنان تحكم مع الأحزاب الأخرى وفق محاصصة وتقاسم للغائم والمكاسب السياسية، في سياق تبعية كل فريق للخارج.
وتوقع سنّو ألا تقوم قائمة لسيادة لبنانية بوجود حزب الله الذي ربط مصير لبنان بإيران. ولهذا السبب، عاد بعض الموارنة إلى نغمة الفدرالية التي يعتقد المؤلف أنها لا تأتي بالحلول للمشكلات التي يتخبط فيها لبنان، بسبب صغر حجمه، والخلاف المتوقع على السياستين الدفاعية والخارجية، وثقافة اللبنانيين القائمة على عدم احترام الآخر والأقلية، كما الاستتباع للخارج، وبالتالي عدم وجود ضمانات بأن حزب الله سينزع سلاحه في الدولة الفدرالية لمصلحة الحكومة المركزية.
واعتبر أن خلافات الطوائف من الداخل، وفيما بينها، عبدت الطريق أمام حزب الله للهيمنة على المؤسسات اللبنانية والتحول تاليًا إلى دولة على حساب الدولة اللبنانية المنهارة، فيما يغيب مشروع وطني لإنقاذ لبنان، ويفشل مشروع البطريرك الراعي لإعلان حياد لبنان وعرض أزمته على مؤتمر دولي.
.
ويشيدرئيس الجامعة الدكتور عبد الرؤوف سنّو على انفتاح كلية الدراسات الإسلامية على تدريس مقررات تتعلق بالمقارنة بين الأديان السماوية، والاستعانة باساتذة من الطائفة المسيحية، فيما تتعاون كلية التمريض مع مؤسّسات صحية مسيحية. كما يثمّن مكتبتها الغنية بكتب التراث والمخطوطات.
ويرى أن جمعية المقاصد "تحمل رسالة لتعميم قيم الإسلام، وأخرى وطنية وهي الالتزام بلبنان وطناً للعيش المشترك
ويختم بالإشارة ‘لى أن الأقساط المعمدة للسنة الجامعة الحالية، لا تزال كما كانت العام 2019 وبالليرة اللبنانية، وذلك تحسّسًا أوضاع الطلاب.
وبُعيد اندلاع الحرب، فرضت ألمانيا على الدولة العثمانية إعلان "الجهاد الإسلامي" ضد أعدائها من القوى المسيحية، بريطانيا وفرنسا وروسيا، لتأليب العالم الإسلامي ضدها .
وفي هذا السياق، سارت دعاية ألمانيا جنبًا إلى جنب جبهاتها العسكرية، فادعت تعاطفها مع أماني الشعوب الإسلامية التي كانت خاضعت لدول الوفاق الودي". وأظهرت نفسها حليفة للمسلمين ولسلطانهم الخليفة العثماني. وقامت بتجنيد الجنود المسلمين في جيوشها، واستخدمتهم ضد قوات الوفاق.
ولهذا السبب، أنشأت ألمانيا في ناحية زوسن في بوتسدام مركزًا لتدريب الجنود المسلمين ورعايتهم
وبأنها الداعم لهم ولامانيهم.
لكن "الجهاد" الذي صنع في ألمانيا، لم يحقثق غاياته، لعدم اقتناع المسلمين بالخروج من تحت حكم دول الاستعمار للخضوع للسلطنة العثمانية.
.
وبالنسبة إلى مداخلات الدكتور عبد الرؤوف سنّو، فقد شدد على مساوىء المادتين 9 و95 من الدستور اللبناني، وعلى أن نظام لبنان الطائفي كان عامل فرقة لا جمع، باستثناء معركة الاستقلال ضد فرنسا العام 1943 والتوافق على الميثاق الوطني في العام ذاته. وباستثناء ذلك، فتاريخ لبنان هو تاريخ تصارع الطوائف وتقاتلها وتدخل الخارج في الشؤون اللبنانية. واعتبر أن المسلمون السنّة اندمجوا بلبنان الكبير منذ العشرينيات، وإن كان ذلك بشكل بطيء. لكن منذ مؤتمر الساحل العام 1936، برزت مواقف إسلامية مؤيدة للبنان الكبير كوطن نهائي، سرعان ما تطورّت وأدّت إلى الميثاق الوطني.
وعلى عكس ما هو شائع، أشار سنّو إلى اهتمام الانتداب الفرنسي بالبنى التحتية في لبنان الكبير، كما بالتعليم ومحاولة دمج الطوائف، الإسلامية خاصة، بالدولة الناشئة. ولهذا السبب، كان الأرثوذكسي شارل دباس أول رئيس جمهورية وليس مارونيًا. ثم عرّج سنّو على وضع لبنان الجيوسياسي في ظلّ الحرب الباردة والأحلف في المنطقة والناصرية وسياسة الرئيس شمعون الموالية للغرب، والانقسامات الطائفية التي تسبّب بها. وختم بالحديث عن دور لبنان الخدماتي والمالي قبل حرب لبنان العام 1975، وما تحقق على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ومع ولادة دولة لبنان الكبير العام 1920 ووضع دستور طائفي لها، تعزّزت الطائفية السياسيّة. لكن لبنان تمكّن من تحقيق سلم أهلي مقبولًا خلال عهد الاستقلال؛ لكن تيارات العروبة والناصريّة والاحلاف التي ضربت الشرق الأوسط، ودور إسرائيل المزعزع لاستقرار المنطقة، ثم ظهور المقاومة الفلسطينية على الساحة اللبنانية، أدّت كلها إلى اندلاع حرب داخليّة بين الأعوام 1975 و1989، انتهت باتفاق الطائف الذي لم ينقل لبنان إلى مصاف دولة حديثة؛ فبقي النظام الطائفي على حاله، فيما تعزّزت الطائفيّة والمذهبيّة والفساد في ظلّ الاحتلال السوري للبنان.
ومن أهم نتائج حرب لبنان التي أشار البروفسور سنّو إليها، هي ظهور الشيعيّة السياسيّة، ودعوات حزب الله لدولة إسلامية أو نظام إسلامي أو هيمنة إسلاميّة تستند إلى الولاء لملالي إيران، كما تراجع دور الطوائف المسيحية في إدارة البلاد. وقد تقوّى وضع حزب الله منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتراجع السُنيّة السياسيّة، وجعله لبنان من أدوات سياسة إيران الشرق أوسطيّة. وفي المقابل، تجدّد الدعوات المارونية اليوم لقيام نظام فدرالي تحت مسمّيات مختلفة.
وعمّا إذا كان تاريخ لبنان زائفًا، رأى سنّو أنه لم يكن كذلك. فالزعيم لا يزال، منا في السابق، يستقطب جمهوره ويحشده خلفه، على أساس العلاقات الطائفيّة أو المذهبيّة، وهذا ظهر خلال حرب لبناون الانتفاضة اللبنانيّة منذ تشرين الأول العام 2019، حيث وقفت ميليشيات حركة أمل وحزب الله ضدّ الثوار الذين يشبهونهم في الظروف الاجتماعية والمعيشية. فلبنان يتخبّط، في الوقت الراهن، بين مطرقة الطائفيّة والمذهبيّة وبين سندان ، حزب الله والدعوات إلى الفدرلة، في ظلّ تفشي الفساد ونهب الماليّة العامّة وتهريب الأموال والاستتباع للخارج..
قدّم زغيب للندوة بالإشكالية التي سبّبها ولا يزال يسبّبها حتى اليوم إعلان 1 أيلول 1920، بين مرحّب بها لإنقاذ لبنان من عصور الظلم العثماني، ومناهض إيّاها لأنه يعتبر فرنسا دولة مستعمرة تهيمن على لبنان وتخرجه من محيطه العربي والإسلامي.
وجد مسعود ظاهر أنّ لبنان يبقى كله كما نشأ في الأول من أيلول من دون أنْ يخسر شبرًا واحدًا من أراضيه، وذلك بفضل تضافر أبنائه وتماسكهم خارج كلّ اصطفاف فئوي وطائفي ومذهبي. ورأى الدكتور سنّو عكس مقولة ضاهر، وهي أنّ لبنان لم يتبق له شيء من السيادة على أراضيه وعلى شعبه ومكوناته، كما على علاقاته الخارجية وسياسته الداخلية التي أصبحت رهينة حزب الله وإيران. وأضاف: إنّ لبنان يجد نفسه اليوم مفلسًا ماليًا، واقتصاده منهارًا.
وفيما نفى ضاهر وجود طائفية مجتمعية في لبنان، وأنّ الأمر يقتصر على الطائفية السياسية التي تؤخر تقدم البلاد، رأى سنّو أنّ الطائفية المجتمعة وجدت في لبنان منذ النزوح الماروني إلى جنوبي جبل لبنان في أواخر القرن الثامن عشر، وأنّ هذه الطائفية المجتمعية قامت على خصوصية كلّ طائفية في معتقدها وثقافتها وتجاربها التاريخية، في حين لم يعرف جبل لبنان الطائفية السياسية، إذ كانت التحالفات حتى العام 1840 حزبية ولا علاقة لها بالانتماء الطائفي. ثم دخلت جرثومة الطائفية إلى المنطقة منذ اعتماد نظام القائمقاميتين ثم المتصرفية العام 1861. فذاق مسيحيو الجبل من خلال النظام الأخير طعم الاستقلال الذاتي والحماية الأجنبية.
ولهذا، عندما خسرت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى، وجد موارنة لبنان الفرصة سانحة لإنشاء كيان لبناني مستقل عن محيطه العربي، وهو "دولة لبنان الكبير"، التي ضمّت مسلمي ولايتي بيروت وسورية العثمانيتين. من هنا، أسرّ إنشاء لبنان الكبير موارنة لبنان، لكنه أغضب مسلمي لبنان، لأنه انتزعهم من فضائهم العربي – السوري. لذا، انطلق لبنان الكبير وهل يحمل نزاعًا على الهوية والانتماء يتصاعد ويخمد، استمر إلى ما بعد حرب لبنان، على الرغم من التوافق الظرفي بين المسلمين والمسيحيين خلال معركة الاستقلال وعلى "الميثاق الوطني" و"الصيغة" العام 1943 مرورًا باتفاق الطائف العام 1989.
وتناقضاتها. وقد استفادت سورية وإسرائيل من هذا الضعف لتوطيد مركزهما في لبنان خلال حربه الداخلية
وبعد "اتفاق الطائف، ترك النظام السوري للسعوديين هامشًا من التحرّك
الدبلوماسي، طالما أنهم يخدمون أهدافه. أما إسرائيل فقد تقاسمت النفوذ في لبنان مع سورية، وشنّت حروب ثلاث مدمرة عليه خلال الأعوام 1978 و1982 و2006، وإيران التي أوجدت لها فيه حزب الله كحصان طروادة ينفذ سياستها في البلاد. من هنا، كانت المملكة تنكفئ دبلوماسيًا وسياسيًا واقتصاديًا، كلما شعرت أنها مغلولة اليدين على الساحة اللبنانية بفعل الدولة الثلاث. وترجم ذلك بشكل واضح جدًا، عبر "انسحابها" من دبلوماسية "سين-سين" مطلع العام 2011، بعدما جرى إسقاط رجلها في لبنان سعد الحريري وحكومته. مع ذلك، للمملكة نجاحًا مميّزًا في لبنان اتسم باتفاق الطائف العام 1989 الذي وضع حدًا للاقتتال، من دون أنْ يُرسي سلامًا دائمًا
وتضيء المقابلة على جوانب مختلفة من العلاقات بين السعودية ولبنان؛ من التاريخية والاجتماعية والاقتصادية، وما يتصل بعمل اللبنانيين في المملكة والحج اللبناني، واصطياف السعوديين في لبنان واستثمار أموالهم في مشاريعه، وبخاصّة في قطاع العقار. وقد حاولت الرياض مطلع حرب لبنان التدخل لحلّ الأزمة اللبنانية من دون نجاح، لوجود قوى سبقتها إلى النفوذ فيه، كسورية وإسرائيل، وفي ما بعد إيران. من هنا، لم يكتب لدبلوماسيتها النجاح سوى في "اتفاق الطائف" الذي حصل على دعم دولي لإنجاحه، من دون أنْ ننسى مساعداتها وهباتها للبنان، وبخاصّة في عهد الملك فهد وعبد الله بن عبد العزيز، وليًّا للعهد وملكًا
وفي مرحلة ما بعد اغتيال الحريري العام 2005، وهُنَ مركز المملكة على الساحة اللبنانية بتصاعد نفوذ حزب الله-إيران، وتفوق قوى 8 آذار المدعومة إيرانيًا على قوى 14 آذار المحسوبة على السعودية، وتجلّى ذلك باتفاق الدوحة في أيار 2008، الذي تلا "اجتياح" حزب الله لمواقع تيار المستقبل في غرب بيروت، وحصول الحزب وأتباعه على "الثلث الضامن" في مجلس الوزراء. ونتج من ذلك، اضمحلال قوى 14 آذار بخروج جنبلاط منها، فيما سبقه إلى ذلك ميشال عون منذ الانتخابات النيابية في لبنان عقب عودته إلى البلاد من المنفى العام 2005. حتى الانتخابات النيابية التي كانت قوى 14 آذار تحقّق تفوقًا فيها على المعارضة (2005 و2009) لم تمكنها من أن تحكم بسبب هيمنة حزب الله وسلاحه على القرار السياسي
.
وفي ختام المقابلة، يرى سنّو أنّ "لغة السلاح" لحزب الله تفوّقت على "لغة المال" للسعودية؛ فالسوري كان يحصل على المال من السعودية، وينفذ سياسته الخاصّة به، بينما إيران كانت سخية مع حزب الل، كما السعودية مع الموالاة، في ضوء ارتفاع أسعار النفط حتى العام من 2014، لدعم سياستها على الساحة اللبنانية
ولفت سنّو إلى الاعتقاد الخاطئ بإمكان انتقال لبنان إلى دولة حديثة بعد "اتفاق الطائف"، في ظلّ الإبقاء على نظامه الطائفي بعد الطائف. وربط سنو فشل ذلك لارتباط الطائفية السياسية بالطائفية المجتمعية، ولشعور اللبنانيين إنهم لا يزالون يعشيون في حيّز جغرافي-طائفي أو مذهبي، وليس في وطن. وأضاف، إنّ من مصلحة الخارج أنْ يبقى لبنان ساحة صراع لتنفيذ مآربه ومصالحه. فالإسرائيلي والسوري ثم الإيراني، كان يهمه أنْ يتعمّق الشرخ الطائفي والمذهبي في لبنان؛ فلو أُلغيت الطائفية-السياسية، لزالت عقبة رئيسية من أمام اللبنانيين للتوحّد، وانحسر بالتالي تأثير الخارج فيهم
ورفض سنّو مقولة إنّ نظام لبنان ديمقراطي، معتبرًا أنّ "الديمقراطية التوافقية" تقوم على تقاسم السلطة والقرارات على أساس توافقي، ما يحمل إمكانية الخلاف والصراع. وأشار إلى أنّ تعطّل المجلس النيابي بين أيلول 2007 وأيأر 2008، لا يدلّ على ديمقراطية حقيقة في لبنان، بل إلى أنه ساحة صراع خارجية، انعكست في الانتخابات الرئاسية. وحدّد سنّو ثلاث مسارات أمام لبنان المستقبل: أنْ يبقى على حالة، ويكون مستعدّا لحرب جديدة، أو التحوّل إلى دولة فدرالية، وشعبه غير مستعد لها لغياب ثقافة العيش مع "الآخر" أو تعامل الأقاليم مع دولة مركزية. وأخيرًا حلّ الدولة المدنية التي يصعب تشكيلها في ظلّ عدم الاجماع عليها. وفي ظلّ لبنان الدولة المركزية الحالية، يتدخل حزب الله في الحرب في سورية، ويتنكر لتوقيعه على "اتفاق بعبدا" (حزيران 2008) للنأي بالنفس، لأنه ينفذ أوامر الولي الفقيه في إيران
واعتبر سنّو أنه، في ضوء الأحداث التي يشهدها لبنان بين الأعوام 2005 و2014، لا يرى له سوى مستقبلًا قائمًا؛ فلا أحد يعرف ما الذي تريده الطوائف: لبنان الموحد أو المقسّم أو الفدرالي أو لبنان الإسلامي الأصولي أو لبنان المسيحي الصغير. والانقسام الحاصل اليوم بين القوى السياسية، كان يجب أنْ يُنتج نظامًا حزبيًا على أساس كلتين متنافستين سياسيًا، لكن بقاء الطائفية في داخل الكتلتين، يُضاف إليها المذهبية أفشلا ذلك. وأضاف، إنّ التعايش بين الطوائف وصل إلى طريق مسدود، حتى في داخل الطوائف. فالجنرال عون يحتكر التمثيل المسيحي ويرفض غيره، وتيار المستقبل يحتكر التمثيل السُنّي بشكلٍ كبير، فيما حزب الله وأمل يهيمنان على القرار الشيعي بنسبة مئة بالمئة
ويحمّل سنّو المؤرخين والباحثين مسؤولية عدم الإسهام في كشف الحقائق، عن أسباب وصول لبنان إلى ما هو عليه. ويرى أنّ على الباحث ألا يسرد التاريخ، بل أنْ يفسّره ْويدخل في عمق المشكلة بتحليلها عموديًا وليس أفقيًا، ويضع أصبعه على الجرح، وأن يقترح حلولًا للأزمات. وهذا لم يحصل يومًا في لبنان، ذلك بسبب غلبة التأريخ الطائفي والمذهبي والمناطقي.
ويضيف الأستاذ حدشيتي متسائلًا حول كيفية تعلّم أبناء المسلمين من خارج ما جاء في الشرع والقرآن والسنّة والأحاديث، ليخلص إلى أنّ المجتمع الإسلامي في لبنان له منهجه القائم على القرآن. ويعترف حدشيتي باستئثار المسيحيين بالسلطة قبل "اتفاق الطائف"، لكن هذا الاستئثار انقلب لصالح المسلمين بعد الاتفاق المذكور، ما يستدعي برأيه التحوّل إلى النظام الفدرالي، ويعطي نجاج الفدرالية في النمسا كمثال يُحتذى للبنان
ويدحض البروفسور سنّو مقولة السيد حدشيتي بأنّ لبنان دولة مدنية، استنادًا إلى أنّ ليس لها دين، ويرى سنّو إنّ عدم اعتماد الدولة اللبنانية الدين في التشريع، لا يعني أنها مدنية، فدستورها وميثاقها الوطني يقومان على تقاسم السلطة بين الطوائف، في حين يتساوى المواطنون في الحقوق والواجبات وأمام القانون في الدولة المدنية، وتتحقق الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، فيما تغيب هذه المساواة والعدالة في النظام الطائفي اللبناني، حيث يشكل الانتماء الديني عائقاً أمام المواطن وكفاءته وطموحاته لتبوء وظيفة معينة. كما يؤدي النظام الطائفي إلى التنافس بين الطوائف للحصول على المغانم من الدولة...وإنّ حصول الانتخابات البرلمانية والرئاسية بصورة دورية، لا يعني أنّ لبنان دولة ديمقراطية. وفي لبنان يحصل النواب الطائفيون والأحزاب الطائفية على أصوات ناخبيهم بالرشوة وشراء الأصوات، وتحريك العصبية الطائفية والمذهبية وخلافهما، ولا ننسى التعديلات التي تحدث في الدوائر الانتخابية على قياس المصالح والمذاهب منذ الطائف، خلاقًا للدستور
ويضيف سنّو: الاستاذ حدشيتي يرى أنّ وجود الطائفية المجتمعية اليوم، وظهور سنيّة سياسية وشيعية سياسية يستلزمان التحوّل إلى النظام الفدرالي، من دون أنْ يدري أنّ المجموعات اللبنانية عاشت قبل العام 1840 في ظلّ طائفية مجتمعية تقوم على الخصوصية، ونظام سياسي بعيد عن الطائفية السياسية، يجمع الأحزاب والقوى السياسية على أساس القيسية واليمنية، وفي كلاهما خليط من مختلف الطوائف. ثم يتسرّع حدشيتي في أنّ المسلمين يصرون على تربية أبنائهم على الشرع والقرآن والسنّة، فيما يدحض البروفسور سنّو ذلك، بأنّ أكثر من 36% من التلامذة المسلمين يتعلمون في المدارس الكاثوليكية وحدها؛ كما أنّ هناك قسمًا آخرا منهم يدرس في مدارس وجامعات مسيحية
أما عن مساوئ الفدرالية فيتغاضى حدشيتي عن كيفية الاتفاق على السياستين الدفاعية والخارجية في لبنان الفدرالي، بينما اللبنانيون مختلفون عليهما في لبنان الموحد. ولا يحدثنا الأستاذ حدشيتي حول كيفية توفيق المجلس الرئاسي الفدرالي بين مصالح مختلف الأقاليم الفدرالية، كونه يتكون من رؤساء الطوائف الطائفيين بامتياز في تلك الأقاليم. ولا يعطي حدشيتي أي دليل على أنّ هؤلاء الرؤساء لن ينقلوا خلافاتهم السابقة في لبنان الموحد إلى لبنان الفدرالي
ويخلص البروفسور سنّو بتوجيه الكلام إلى حدشيتي بأنه، أي سنّو، لبناني مسلم ويريد أنْ يعيش مع المسيحيين مع غيره من مسلمين آخرين، وإنّ طرح مقولة "لبنان أولًا" من قبل مسلمين يعني أنهم يؤمنون بلبنان الواحد الموحّد، من دون التخلي عن عروبتهم الثقافية. ويعبّر سنّو عن إصراره على العيش مع شريكه المسيحي، في ظلّ لبنان مدني مركزي موحد يقوم على العدالة والحرية والمساواة. ثم يقول: إذا كان لديك، أي حدشيتي، إسلام فوبيا، فأنا لدي المحبة والتقدير لإخوتي المسيحيين في الوطن، وسوف أحافظ على العيش معهم، وأعمل معهم من أجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية العادلة
ذكر سنّو أنّ ضخامة كتابه تعود إلى تدوينه كلّ تفاصيل الحرب بشكلٍ يغطّي السياسة والتقاتل والاقتصاد والمجتمع والثقافة والإعلام، والمعارف، والميليشيات، والمجتمع المدني، وعلاقة القوى الداخلية بالخارج... كما رغبته بأنْ يكون كتابه مرجعًا أساسيًا عن تاريخ حرب لبنان. وأضاف، إنّ تطلع القوى اللبنانية إلى الخارج للحصول على دعمه، يعود إلى جهلها بالجغرافيا-السياسية، وكون لبنان "دولة حاجر"، بين سورية وإسرائيل، فقد تأثرّ كثيرًا من صراعاتهما أو من توافقهما. وإلى جانب المقاومة الفلسطينية، تدخلت دول عربية في الأزمة اللبنانية؛ لكن سورية كانت الأسرع في إرسال جيشها لاحتلال لبنان، بعد التوافق بينها وبين إسرائيل برعاية أميركية. كما تدخلت السعودية لحلّ الأزمة اللبنانية، لكن قدراتها ظلت محدودة، لقوّة كلّ من سورية وإسرائيل، ومن ثم إيران على الساحة اللبنانية. ولولا الرعاية الدولية بين العامين 1988 و1989، لما أمكن التوصل إلى اتفاق الطائف
وعن الاقتصاد والمجتمع اللبنانيين، فقد تباطأ الأول بفعل التقاتل في وسط بيروت وتدميره، واستيلاء الميليشيات على المرافق وإقامة مرافئها غير الشرعية، كما على مالية الدولة وجباياتها، وانقطاع التواصل بين مناطق البلاد. أما المجتمع، فأبدى صمودًا رائعًا، وخصوصًا الأسرة اللبنانية، بالرغم من انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدّلات التضخّم وأكلاف المعيشة؛ فعاشت على التحويلات الخارجية. وعن التعليم، فقد انهار بدوره، فيما أنتجت الحرب ثقافتها وقيمها الهدّامة. في المقابل، لم يتمكن المجتمع المدني من إيقاف الحرب، لافتقاره إلى برنامج سياسي، وما كان يهمه سوى وقف التقاتل. وختم سنّو، بأنّ على اللبنانيين نبذ نظامهم واجتماعهم الطائفيين، وإرساء ديمقراطية حقيقة، لا الديمقراطية التوافقية، وعدم جعل الخارج يتدخل في شؤونهم الداخلية
وأبلغ سنّو جريدة "السياسة" أنّ الرهانات على السلم الأهلي كانت قوية جدّا بعد "اتفاق الطائف"؛ لكن تلاعب سورية بالملفّ اللبناني، سياسيين وأحزاب وقوى فاعلة، أدّى إلى انحراف المسار. فلا "اتفاق الطائف" طبّق بالشكل الصحيح، وسط تغاضي الدولة العربية والقوى الدولية عن متابعته، ولا الطوائف اللبنانية تعايشت على أسس وطنية. ولهذا السبب، ظلّت شرعية الكيان اللبناني والولاء له مسألة غير محسومة بالنسبة إلى الكثيرين. فلا تحوّل لبنان إلى دولة حديثة لعدم إمكان الانتقال إلى الدولة المدنية التي تفصل الدين عن الدولة في ظل نظام طائفي وطائفية مجتمعية، ولا ظهرت الدولة اللبنانية التي تصنع قراراتها بنفسها على أساس أنها دولة ذات سيادة، في ظلّ قوى ميليشياوية استولت عليها في مرحلة ما بعد الطائف، فيما حافظ الخارج على سياساته السابقة بجعل لبنان ساحة لصراعاته. من هنا، خابت توقّعات المؤرّخ سنّو في ظهور لبنان الجديد، بعدما توسع سقف الانقسامات بين الأعوام 2005 2009
وحول منهجيته، قال سنّو إنه وضع معايير أكاديمية للتعاطي الحيادي مع الحدث، وعدم الانزلاق نحو مواقف انفعالية ضيقة أو محاباة أو أهواء شخصية. ومن ضمن هذه المعايير: التعمّق في العوامل الاجتماعية والاقتصادية، كأساس لفهم التطوّر السياسي والثقافي والنفسي. ومن أهم التحوّلات التي لحظها: سقوط "الميثاق الوطني"، واحتكام اللبنانيين إلى لغة السلاح، وانهيار سلطة الدولة وقيام الميليشيات بالإستيلاء على قرارها ومرافقها، كما انهيار خدمات الدولة والثقافة والتعليم والقيم، فضلًا عن الانقسام الإعلامي الخطير والهجرة والتهجير وتغيّر العادات الاجتماعية والسلوكيات، وتضعضع الاقتصاد الشرعي وارتفاع معدّلات التضخّم، ومعاناة الأسرة اللبنانية، وقيام المنظّمات الأهلية ببلسمة الجراح
وأسف سنّو لعدم تعلم اللبنانيين دروسًا من الحرب، خصوصًا بعد "اتفاق الطائف". لذا، رأى وجوب تربية اللبنانيين على الديمقراطية والاعتراف بالآخر للوصول إلى إلغاء الطائفية السياسية. لكنه لفت إلى تدخلات الخارج التي تتسبّب في اختلاف اللبنانيين وتقاتلهم. وكما بعد العام 1943، حين لم يستفد اللبنانيون من الفسحة الزمنية التي أعطاهم لهم "الميثاق الوطني" للعمل على تحسين نظام تعايشهم، كذلك ارتكبوا الخطأ ذاته بعد الطائف بعدم التوافق على إلغاء الطائفية السياسية وتصحيح التوازنات والمشاركات. فالقوى الميليشاوية التي كسبت خلال الحرب أكثر من 50 مليار دولار أميركي، جدّدت نفسها بعد الطائف بالدخول إلى الحكومات والبرلمانات اللبنانية تحت شعارات طناّنة، التغيير والإصلاح وإلغاء الطائفلية السياسية. فكان اللبنانيون هم الأكثر انقيادًا لزعمائهم الطائفيين والميليشياويين. وختم سنّو بأنّ المجتمع اللبناني لم يتحوّل إلى قوّة تغييرية لإنقاذ الوطن، فكان تحركه "فشّة الخلق" على الوضع السائد خلال الحرب
الجائزة بأنها مستقلة ومحايدة تهدف إلى الارتقاء بالبحث العلمي الإبداعي لمفكرين وباحثين؛ ّفيكرّم الأفضل من بينهم لعطاءاته وإبداعه وتأثير بحثه في الثقافة العربية. وأضاف سنّو، إن الجانب المعنوي للجائزة يفوق بكثير قيمتها المالية، وإنّ تعدّي نطاق الجائزة الباحثين الإماراتيين أو الخليجيين، ليشمل باحثين عرب وأجانب، هو شيء مشكور من قبل المشرفين على الجائزة. وفي الوقت ذاته، انتقد البروفسور سنّو، الحاصل على أوسمة وتنويهات دولية، عدم حصول أعماله البحثية المميّزة على تقدير السلطات الرسمية، باستثناء وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة وبعض الهيئات الثقافية الخاصّة
Auf Zenith Frage, verneinte Prof. Sinno, dass es eine Möglichkeit besteht, Hisbollah mit Gewalt zu entwaffnen. Man hofft, dass sie endlich nationale Interessen vertritt. Über Michael Aoun, sagte er: Aoun sei unzuverlässig, seine Ambitionen nach der Präsidentschaft während des libanesischen Krieges und danach, wären katastrophal für den Libanon. .
الدراسات العليا، والأستاذة فاديا حسين باسم طلاب مرحلة الليسانس
وقد أشاد المنتدون بمناقبية الدكتور سنّو ومهنيته، ونوّهوا بأبحاثه العديدة التي تطلّ على تاريخ لبنان المعاصر والعالم العربي بشكلٍ معمّقٍ، كما الإضاءة على العلاقات الدولية في الشرق الأوسط خلال المرحلة الراهنة
أعقب لبكي إدلاء زملاء سنّو بشهاداتهم عنه. فوصف بالمؤرّخ العلامة وبالصديق الذي قامت بينه وبين الوسط الألماني علاقات ودّ وتقدير؛ فكان جسرًا ثقافيًا بين ألمانيا والعالم العربي. وقد أسهم في تخريج أجيال من حملة الإجازة والماجستير والدكتوراه. كما كان مجلّا ومعطاءًا في مجال التدريس والتعليم، وفق سياسة "لا للتهاون البحثي الأكاديمي"، و"لا للمحاباة والتملّق والتهاون". واستطاع سنّو بنتاجه العلمي أنْ يجذب انتباه علماء الغرب والشرق على السواء؛ فنال وسام الشرف الألماني، وفاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب. وفي مجال كتاباته عن لبنان، وصُف بأنه من المؤتمنين على صدقية التاريخ في لبنان. وفي الختام، أدلت كريمة المحتفى به، سمر سنّو، بشهادتها، عدّدت فيها خصال والدها: الأب الصالح الحنون والمتواضع والزاهد في المال والمنفتح على الأديان والباحث الذي لا يعرف طعم الراحة
وقد أثنت السفيرة الألمانية على مسيرة سنوّ البحثية طوال العقود الثلاثة الماضية، في مجال العلاقات بين ألمانيا والشرق الأوسط. وأكدت على دور المحتفى به في تعميق العلاقات الألمانية-اللبنانية، من خلال شرح التاريخ الألماني للقراء اللبنانيين باللغات العربية والألمانية والإنكليزية. ومن جهته، ثمّن البروفسور ليدر دور سنّو في نشر العلم والثقافة، وتخصّصه في الشؤون اللبنانية وتأريخه للعلاقات بين ألمانيا والشرق الأوسط. ثم كانت كلمة شكر للبروفسور سنّو لرئيس ألمانيا الاتحادية على منحه الوسام
وقد اعتبر البروفسور عبد الرؤوف سنّو أنّ الجائزة نافذة عالمية يطلّ من خلالها العالم على تجربة الشيخ زائد الذي عمل تحت شعار بناء الإنسان. ووفق لجنة الجائزة، امتاز كتاب البروفسور سنّو حرب لبنان 1975-1990: تفكّك الدولة وتصدّع المجتمع، مجلدان، بيروت، 2008/2015، بالتوثيق الدقيق للمرحلة التاريخية التي تناولها بالدرس التي تمتد من العام 1975 إلى العام 1990، ولما عرضه من تشخيص علمي دقيق يكشف الأسباب العميقة لتفكّك بُنى الدولة بفعل آثار التمزّق الاجتماعي، وما يتبعه من انحلال التركيبة الاقتصادية والثقافية
وألقى سنّو كلمة في المناسبة، جاء فيها أنّ هاجسه كان تقديم قراءة أكاديمية معمّقة ووطنية لحرب لبنان واستخلاص العبر والدروس منها، وخاصّة لشبّاتنا وشبابنا الذين لم يعيشوها ويكتووا بنيرانها. ثم قدّم الوزير منيمنة لسنّو درع وزارته تكريمًا
ويسجل منذ العام 2000، خلافات بين الطوائف على المرحلة ما بعد تحرير لبنان على يد حزب الله من الاحتلال الإسرائيلي، واستمراره بالاحتفاظ بسلاحه، وتبعيته المطلقة لإيران. من هنا، يطرح الموارنة الفدرالية من أجل العودة إلى "لبنان الصغير" الذي قد يكون تقسيمًا للبنان، فيما حل الدولة المدنية غير متوافر في الوقت الراهن لرفضه من قبل المؤسستيتن الدينيتين الإسلامية والمسيحية.
ورفض زهر الدين أن تكون المنظومة الحاكمة قادرة على إحداث إصلاحات تنقل لبنان إلى دولة الوطن، وهي التي تعتاش من النظام الطائفي، معتبرًا أن حكام لبنان أدخلوا الشعب في ثقافة الموت. وختم بأنّ ما يروج له من فدراليّة، أو ديمقراطيّة الأكثرية، أو نظام إسلامي، أو مسيحي صرف، لأنها مشاريع مستقبليّة قاتلة للوطن.