علم النفس والعمليات المعرفية كاظم محسن
علم النفس والعمليات المعرفية كاظم محسن
علم النفس والعمليات المعرفية كاظم محسن
أ
ب
علم النفس
و
العمليات املعرفية
ج
153،4
ك 629الكعيب ،كاظم حمسن
عمم النفس والعمميات املعرفية /كاظم حمسن
بغداد :دار املربد 2021 ،
( )228ص ؛ ( )24سم
-1املعرفة –عمم النفس-أ -العنوان
م.و
2021 / 2035
رقم االيداع يف دار الكتب والوثائق ببغداد ( )2035لسنة 2021
رقم التصنيف:
الطبعة األولى
د
ﭐﱁﱂﱃﱄ
ﱡﭐ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ
ﳒ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘﳙ ﳚ ﳛ ﳜﳝ
ﳑ ﳓ
ﳠﳢﳣﳤﳥﳦ ﱠ
ﳡ ﳞﳟ
أ
ب
االهداء
اىل .........
املؤلف
ج
د
احملتىيات
مقدمة 1:...............................................................
الفصل االوؿ :علم النفس المعرفي..
(نظرة تارٮتية) 5 :....................................................
اىتمامات علم النفس ا١تعريف 9 :.......................................
الفصل الثاني :النظريات المعرفية
نظرية بياجيو التطور كاالرتقاء ا١تعريف 15 :...............................
نظرية بركنر التعلم ا١تعريف 20 :.........................................
نظرية ليفُت اجملاؿ 23 :...............................................
نظرية ديفيد كولب التعلم التجرييب :................................
24
نظرية ستَتنربغ التحكم العقلي 25 :....................................
نظرية بايفيو التمثيل أك الًتميز ا١تزدكج 27 :............................
نظرية الكشطالت التمثيل ا١تعريف كا١تعاٞتة ا١تعرفية الًتابطية 28 :............
الفصل الثالث :االنتباه
مقدمة 33 :.........................................................
نبذة تارٮتية 34 :.....................................................
مفهوـ االنتباه :......................................................
35
ه
تعريفات االنتباه :....................................................
36
اشكاؿ االنتباه :.....................................................
38
طبيعة االنتباه 38 :......................................................
احتماالت االنتباه 39 :..................................................
مكونات االنتباه 40 :...................................................
٤تددات االنتباه 41 :....................................................
كظائف االنتباه 42 :....................................................
خصائص االنتباه :...................................................
43
تصنيف االنتباه 45 :....................................................
العوامل اليت تؤثر يف االنتباه :..........................................
48
تفسَت العبلقة بُت االنتباه كاالحساس كاالدراؾ 55 :........................
نظريات االنتباه 57 :....................................................
الفصل الرابع :االدراؾ
مقدمة 71 :...........................................................
حملة تارٮتية عن االدراؾ :..............................................
72
أ٪تاط اإلدراؾ 74 :......................................................
و
أنواع اإلدراؾ 75 :......................................................
مراحل االدراؾ:......................................................
75
شركط االدراؾ 76 :.....................................................
كيف يغَت التعلم االدراؾ 77 :...........................................
ثبات اإلدراؾ 78 :......................................................
٪تاذج نظرية فسرت اإلدراؾ :..........................................
80
ز
ب .النظرية اٞتشتطالت 104 :........................................
ج .النظرية ا١تعرفية :.............................................
106
إتاه معاٞتة ا١تعلومات106 :.............................................
االفًتاضات الرئيسية لنموذج معاٞتة ا١تعلومات108 :........................
كظائف نظاـ معاٞتة ا١تعلومات109 :.....................................
٪تاذج نظرية يف تفسَت الذاكرة 111 :......................................
الفصل السادس :معالجػة المعلومات
مقدمة 127 :..........................................................
نظريات ك٪تاذج معاٞتة ا١تعلومات 133 :...................................
نظرية ا١ترحلة 133 :.....................................................
أ٪توذج مستويات ٕتهيز كمعاٞتة ا١تعلومات :...........................
137
أ٪توذج ا١تعاٞتة ا١توزعة ا١توازية 139 :.......................................
النماذج النظرية يف اساليب معاٞتة ا١تعلومات 142 :........................
كجهة نظر نيوؿ كسيموف 142 :..........................................
ا٪توذج جانبية يف معاٞتة ا١تعلومات 143 :.................................
ا٪توذج كاركؿ يف معاٞتة ا١تعلومات :..................................
145
ا٪توذج مشك 147 :.....................................................
ح
الفصل السابع :األساليب المعرفية
مقدمة 153 :..........................................................
نشأة األساليب ا١تعرفية كمفهومها :...................................
158
مكونات األساليب ا١تعرفية 165 :........................................
خصائص األساليب ا١تعرفية :........................................
165
٪تاذج نظرية فسرت األساليب ا١تعرفية 167 :...............................
ط
طرائق حل ا١تشكبلت كأساليبها :....................................
197
األسس النظرية ٟتل ا١تشكبلت 201 :....................................
النظرية ا١تعرفية :....................................................
203
٪تاذج ٟتل ا١تشكبلت 208 :.............................................
المصادر والمراجع 217 :..............................................
ي
ك
المقدمة
يعد علم النفس ا١تعريف أحد فركع علم النفس الذم يدرس األسس ا١تعرفية ,إذ
إنو علم تكوين ا١تعلومات كتناك٢تا لدل الفرد ,كغالبان ما تكوف ا١تعرفة ىي موضوع
اىتّماـ ىذا الفرع ,ألف حاجة الفرد للوصوؿ إذل ا٢تدؼ ٕتعلو دائمان يبحث
كيستطلع كيكتشف ككل ذلك يسمى با١تعرفة كىي ا١تظلة ٞتميع العمليات ا١تعرفية
العليا ابتداء من اإلحساس كاإلدراؾ كالذاكرة ,كالعلم الذم يعٌت ّتميع العمليات
العقلية اليت ٯتارسها الفرد عندما يستقبل ا١تعلومات كيعاٞتها كيرمزىا كٮتزهنا مث
يسًتجعها عند اٟتاجة ,ىو علم النفس ا١تعريف الذم يتعامل مع عمليات حصوؿ
الفرد على ا١تعلومات ككيفية ّ٘تثيلها كٖتويلها إذل معرفة ككيفية ٗتزينها كطريقة
استعما٢تا يف توجيو النشاط األنسإين ,لذا فهو يتضمن مدل كاسعان من العمليات
العقلية كاإلحساس كاإلدراؾ كاألنتباه كالتعلّم كالذاكرة كتكوين ا١تفاىيم كالتخيل
كاللغة كالذكاء كعمليات النمو ا١تعريف كغَتىا ,إذ يعرؼ ىذا العلم بعلم معاٞتة
ا١تعلومات ألنو ٯتس ٚتيع جوإنب النشاط األنساين إشكالو ا١تختلفة ,كإف موضوع
علم النفس ا١تعريف ىو الدراسة العلمية للكيفية اليت نكتسب هبا معلوماتنا عن العادل
احمليط بنا ,ككيف تتمثل ىذه ا١تعلومات كتتحوؿ يف النػهايػة إذل علم كمعرفػة ,ككيف
يتم ٗتزين ىذه ا١تعػلومات يف الػذاكػرة كاسًتجاعها عند اٟتاجة إليها ,ككيف ٯتكن
استخػداـ ىذه ا١تعلومات كتوظيفها يف إثارة انتباىػنا كسلوكنا ٔتا ٮتدـ اٟتياة
اإلنسانية.
لذلك جاءت فكرة ىذا الكتاب الذم يصلح لطلبة البكالوريوس ,كيشكل
مرجعان أساسيان لطلبة الدراسات العليا ,كلكل من لو اىتماـ يف ٣تاؿ علم النفس
ا١تعريف بل لكل فئات اجملتمع ا١تهتم ,ك٤تاكالن ايضان إستعراض أكرب عدد ٦تكن من
1
ا١توضوعات ا١تعاصرة يف علم النفس ا١تعريف ,لذلك ٞتأ ا١تؤلف يف كتابو ىذا إذل
عدد كبَت من أمهات الكتب ا١تتخصصة كاٟتديثة ,إضافة إذل اإلطبلع على ما ىو
متوفر يف الدكريات العلمية ا١تتخصصة يف ىذا اجملاؿ ,كتوفَت عدد من ا١تراجع اليت
ٯتكن للطلبة الرجوع إليها لئلستزادة كالتعمق ,كخصوصان ألغراض البحث العلمي.
المؤلف
2
الفصن األوه
عمم الهفس املعزيف
(نظزة تارخيًة)
3
4
الفصل االوؿ
علم النفس المعرفي (نظرة تاريخية)
يعد علم النفس ا١تعريف علمان قدٯتان ّتذكره التارٮتية الصلبة ,كعلمان حديثان
بقضاياه ا١تعاصرة يف الطرح كالتحدم للكثَت من القضايا اليت هتم اإلنساف ,كتعد
كتابات بعض الفبلسفة اليونانيُت أمثاؿ أرسطو كأفبلطوف ٔتثابة األسس الفلسفية
لعلم النفس ا١تعريف ,إذ ناقشوا موضوعات مثل طبيعة ا١تعرفة كأصو٢تا كطرائق
الوصوؿ إليها كما تناكلوا طرؽ االستدالؿ ك٤تتويات العقل كموضوعات أخرل
تشكل جوىر اىتماـ علم النفس ا١تعريف ا١تعاصر مثل اإلدراؾ كالذاكرة كالتعلم.
كيرل أفبلطوف أ َف ا١تعرفة فطرية موجودة يف العقل كليست مكتسبة كدكر
التعلم ىو تسهيل ظهورىا كالكشف عنها ,أما بالنسبة للذاكرة فقد قدـ أفبلطوف
نظرية النسخ أك الشمعية ,إذ شبو ا١تخ بقطعة مشعية ٗتتلف يف حجمها كمركنتها
باختبلؼ األفرادْ ,تيث تنطبع عليها مدركات الفرد ,كانو كلما طاؿ كقت
االحتفاظ هبذه االنطباعات ٖتسن إدراؾ الفرد ٢تا ألف انطباعها على سطح الطبقة
الشمعية يصبح أكثر كضوحان.
كىكذا ٧تد أف ا١تعلومات اليت تكوف مطبوعة بشكل كاضح يتم تذكرىا
بسهولة ,أما ا١تعلومات اليت ٘تحى أثارىا عن الطبقة الشمعية فيمكن نسياهنا ٦تا
يدؿ على أف أفكار أفبلطوف حوؿ ا١تعرفة كمكونات العقل كالذاكرة تشكل نواة
األسس الفلسفية لبلٕتاه ا١تعريف يف علم النفس ,كيرل أرسطو أف ا١تبلحظة
كاستعماؿ اٟتواس ىي السبيل للوصوؿ إذل ا١تعرفة ,حيث تشكل ا١تبلحظة اٟتسية
5
يف نظره األداة ,اليت تستخدـ يف اكتساب ا١تعرفة الصادقة كتطويرىا ,كما ركز على
دكر البيئة كأ٫تية ا٠تربة يف تطوير العقل كزيادة ٤تتوياتو.
كعد العقل مسؤكالن عن
أما ديكارت فقد اىتم ٔتعضلة عبلقة اٞتسد بالنفس َ
عد اٞتسد جهازا فيزيائيا لو كظائف جسدية ٤تددة االحساس كالذاكرة بينما َ
كا٢تضم كالدكرة الدموية كالتنفس ,بينما خالف جوف لوؾ ديكارت عندما أكد أف
ا١تعرفة مصدرىا ا٠تربة كليس الفطرة أل َف عقل اإلنساف يولد كصفحة بيضاء تضاؼ
إليو ا١تعلومات من خبلؿ ا٠تربة كالتفاعل مع البيئة.
كإف البداية التارٮتية اٟتقيقية لعلم النفس ا١تعاصر تعود لعاـ ( )1879عندما
أسس (كليم فونت) أكؿ ٥تترب لعلم النفس التجرييب كقد كاف جل اىتمامو يف
موضوعاتو عن العمليات العقلية ,كقد اقتصرت منهجية دراساتو على منهج
االستبطاف ,كما ٖتمس لدراسة العمليات الشعورية كمبدأ مراقبة الذات ككذلك
(ادكارد تتشنر) الذم عمل مع فونت كاف متحمسا كثَتان إذل منهج االستبطاف
حيث قاـ بدراسات عن الوعي كاإلحساس كالتصورات كا١تشاعر كقد أطلق على
ىذا االٕتاه اسم اٟتركة البنائية ,لكن فيما بعد ظهر علماء نفس انتقدكا منهج
االستبطاف كصاركا ٭تاكلوف دراسة ا١تعرفة كالعمليات ا١تعرفية من خبلؿ إتباع ا١تنهج
التجرييب كمنهم العادل (ابنجهاكس) الذم قاـ بدراسة العمليات العقلية باستخداـ
أساليب موضوعية ,فا١تعرفة لديو ىي ٣تموعة ارتباطات تكتسب عن طريق ا٠تربة,
كقد حاكؿ اكتشاؼ القواعد اليت تتشكل على أساسها ىذه االرتباطات.
أما يف بداية القرف العشرين كنتيجة لعدـ فاعلية االستبطاف يف دراسة العمليات
العقلية كالنتائج ا١تتعارضة اليت مت التوصل إليها ,فقد مهد الطريق إذل ظهور ثورة
سلوكية حدثت عاـ ( )1920إذ ىاجم (كاطسن) كآخركف االستبطاف ككل
6
ا١تفاىيم ا١تتعلقة بالعمليات العقلية فقد ركزكا على دراسة السلوؾ الظاىرم بدكف
ٖتليل للعمليات العقلية الكامنة خلف ىذا السلوؾ ,كقد ألغى االٕتاه السلوكي عدة
مفاىيم كالوعي كاإلحساس كاإلدراؾ كالتصور كالتفكَت كاالنفعاؿ ,كقد استبعدت
ا١تدرسة السلوكية العمليات العقلية لسببُت ٫تا:
األكؿ :إف التنبؤ كالتحكم بالسلوؾ ال٭تتاج إذل كجود عمليات عقلية داخلية
معقدة.
كالثاين :يتمثل بزعم السلوكيُت بأف استعماؿ ا١تعرفيُت للعمليات ا١تعرفية لتفسَت
السلوؾ يعود الستنتاجات خاطئة ألنو يلمح إذل أف العمليات ا١تعرفية ىي
سبب السلوؾ كىذا غَت صحيح ألنَو األمور الفيزيائية كحدىا مثل ا١تثَتات
ا٠تارجية ىي اليت تسبب السلوؾ كاف االعتقاد بأف العمليات ا١تعرفية ىي
أسباب السلوؾ ىو شكل من أشكاؿ االزدكاجية ,لكن ا١تدرسة السلوكية
كاجهت ردكد أفعاؿ معارضة ٘تثلت بتيار اٞتشطلت كمن علماءه كوىلر
ككوفكا ككرثيمر كقد كاف انطبلقهم النظرم من فكرة مبدئية تقوؿ إ َف الكل
أكرب من ٣تموع األجزاء كيتسامى عليها ,كاف خصائص الكل الٯتكن أف
تنحصر أك ٗتتزؿ يف خصائص أجزائو.
كمهما يكن من أمر فأف زيادة االىتماـ باالٕتاه ا١تعريف قد يعود إذل أفكار
(تو١تاف) حوؿ تعلم ا٠ترائط ا١تعرفية على الرغم من انتمائو إذل السلوكيُت اٞتدد فقد
أشار إذل أف التعلم عملية معرفية كليس عملية تعزيز ,كىكذا ٧تد أف العمليات
العقلية تعتمد يف إطار علم النفس ا١تعريف يف جوىرىا على ا١تعرفة ,كإذا كاف علماء
النفس ا١تعريف ٬تمعوف بوضوح بُت جوانب كل من اٟتركة الوظيفية يف علم النفس
بتأكيدىا على العمليات العقلية ,كعلم اٞتشطالت يف تأكيده على عمليات
7
اإلدراؾ كالتفكَت كحل ا١تشكبلت ,كالسلوكية يف تأكيدىا على الطرائق ا١توضوعية
فاف االٕتاه ا١تعريف قد برز ك٘تثل يف البحث فيما يتصوره الناس ,كطريقة تفكَتىم
كأسلوب إدراكهم لؤلشياء ,كالوسيلة اليت يصلوف هبا إذل ذلك كمن ىذا ٧تد أف
الفركؽ بالسلوؾ االجتماعي بُت األفراد يعود للفركؽ يف بنائهم ا١تعريف.
كمنذ ا٠تمسينات من القرف ا١تاضي ٪تا علم النفس ا١تعريف ٪توان سريعان ,ككاف
صدكر كتاب علم النفس ا١تعريف من تأليف (ألريك نيسر )1967حدثان مهمان يف
تطور ىذا العلم كأضفى الشرعية على ىذا االٕتاه ,كتناكؿ فيو مواضيع االنتباه
كاإلدراؾ كاللغة كالذاكرة كالتفكَت كما أف صدكر ٣تلة علم النفس ا١تعريف عاـ
( )1970أعطى تعريفا ٤تددا ٢تذا العلم ,كىكذا ٧تد أف علم النفس ا١تعريف
يتضمن مدل كاسعان من العمليات العقلية ابتداءن من اإلحساس كاإلدراؾ كالتعلم
كالذاكرة كما كرائياهتا كتكوين ا١تفاىيم كالتفكَت كالتخيل كىو بذلك ٯتس ٚتيع أنواع
النشاط اإلنساين ٔتختلف أشكالو كعلى ىذا األساس يكوف موضوع علم النفس
ا١تعريف ىو الدراسة العلمية للكيفية اليت نكتسب هبا معلوماتنا عن العادل احمليط بنا,
ككيف تتمثل ىذه ا١تعلومات كتتحوؿ يف النػهايػة إذل علم كمعرفػة ,ككيف يتم ٗتزين
ىذه ا١تعػلومات يف الػذاكػرة كاسًتجاعها عند اٟتاجة إليها ,ككيف ٯتكن استخػداـ
ىذه ا١تعلومات كتوظيفها يف إثارة انتباىػنا كسلوكنا ٔتا ٮتدـ اٟتياة اإلنسانية ,لذلك
يف علم النفس ا١تعريف الكثَت من العمليات العقلية ا١تتمثلة باالحساس كاالدراؾ
كالتعلم كالتذكر كالذاكرة كعمليات العقلية العليا كالتفكَت كالتخيل كمن ىذه
ا١تنطلقات يدخل علم النفس يف ٚتيع ٣تاالت اٟتياة من خبلؿ الفهم كادراؾ معٌت
اٟتياة كمواقفها.
8
اىتمامات علم النفس المعرفي
يهتم علم النفس ا١تعريف بدراسة كل ىذه العمليات النفسية :االنتباه,
كاإلدراؾ ,كالتخيل ,كالتعرؼ ,كالتذكر ,كتكوين ا١تفاىيم أك صياغتها ,كالتفكَت,
كاللغة ,كالذكاء ,كاالنفعاالت ,كاإلبداع ,كٕتهيز ا١تعلومات ,كالبنية ا١تعرفية ,كما كراء
ا١تعرفة ,كيتناكؿ بالدراسة كالبحث ٥تتلف ٣تاالت السلوؾ اإلنساين.
كأيضان يهتم ٔتحاكلة التعرؼ على اٟتقائق الكافية عن نظاـ الذاكرة ,فالعامل
اٟتاسم يف أم ٧تاح يرتبط بالتعلم ,أك العمل ,أك األنشطة االجتماعية ,ىو الطريقة
اليت نسًتجع هبا ا١تعلومات ,كالعبلقات ,كالعمليات من الذاكرة ,كتطبيق ما يتم
اسًتجاعو كتوظيفو من أجل الوصوؿ إذل أشياء جديدة مبتكرة مبلئمة للحياة ,إذ
أف الذاكرة تلعب دكران حاٝتان كفعاالن يف كل جديد يتوصل إليو الفرد ,كحلولو
للمشكبلت اليت تواجػهو بالصورة اليت يرضى هبا الفػرد عن نفػسو كيػخدـ من خبل٢تا
نفػسو كاآلخرين يف اجملتمع.
كإف االىتماـ بالنشاط ا١تعريف للفرد كالعمليات العقلية كاف مدار ْتث عرب َّ
عصور التاريخ منذ أياـ أفبلطوف كأرسطو حىت عصرنا اٟتاضر ,ال بل يعتقد الكثَت
من علماء النفس أف علم النفس ا١تعريف قد كلد معرفيان من حيث القضايا اليت
تناك٢تا عند استقبللو .كيبحث يف العمليات ا١تعرفية ا١تختلفة كاالنتباه كاإلدراؾ
كالتذكر كالتخزين كالتفكَت كحل ا١تشكبلت كغَتىا ,من حيث كظائفها ,كطبيعتها,
كأسلوب عملها ,لتتكامل معان يف نظاـ معريف معقد.
كقد حاكؿ العلماء أمثاؿ (نيسر Nisserكاندرسوف Andersonكستَتنربغ
)Sternbergعلى مر العصور فهمو كتبسيطو ١تساعدة الناس على فهم بعضهم
9
البعض ,كتوجيو عمليات التعلم كاإل٧تاز ,ال بل مساعدهتم يف ٚتيع ٣تاالت اٟتياة
ا١تختلفة ,لقد ميز اهلل تعاذل اإلنساف على بقية الكائنات اٟتية اليت خلقها بقدرات
معرفية متطورة ,كلغة بشرية خص هبا اإلنساف كحده ,ليضع أمامو ٖتد آخر ليفهم
أخاه االنساف من حيث طرؽ تفكَته كاٗتاذه لقراراتو ,كليساعدنا على تنمية قدراتو
إذل أقصى مستول ٦تكن.
كيعد علم النفس ا١تعريف ذلك اجملاؿ العلمي يف السيكولوجية الذم ينطلق من
فرضية أف التفكَت ىو صَتكرة يف معاٞتة ا١تعلومات ,كيعود أصل تسمية ىذا اجملاؿ
من السيكولوجية إذل مفهوـ ا١تعرفة الذم ٭تيل على آليات النشاط الذىٍت ,كيهتم
ا١تنظور ا١تعريف بدراسة كظيفة الذكاء كأصل ا١تعارؼ كاالسًتاتيجيات ا١تعرفية
ا١تستعملة يف االستيعاب كالتذكر كاستثمار ا١تعارؼ كمعاٞتة ا١تعلومات يف الذاكرة
كاللغة ,كذلك من خبلؿ كظيفة الدماغ كقد نشأ ىذا االٕتاه يف السيكولوجية يف
ظل الثورة ا١تعرفية اليت انطلقت يف منتصف القرف العشرينْ ,تيث ٘تخض عنها
ظهور ٣تموعة من اٟتقوؿ ا١تعرفية اليت أصبحت تتخذ ا١تعرفة موضوعان ٢تا ,كٖتددت
ىذه اٟتقوؿ ا١تعرفية يف الذكاء االصطناعي كاللسانيات كالعلوـ العصبية كفلسفة
العقل فضبلن عن علم النفس ا١تعريف يف ىذا السياؽ إذف برز كمسعى جديد يهتم
بدراسة النشاطات العقلية الداخلية للفرد باألساس ,كذلك يف تقابل مع النشاطات
ا٠تارجية ا٠تاضعة للمبلحظة ا١تباشرة ,كىي النشاطات اليت شكلت كبلسيكيان معٌت
السلوؾ ,حيث انتقلت السيكولوجية مع ا١تنظور ا١تعريف من دراسة السلوؾ القابل
للمبلحظة كالقياس إذل االىتماـ ٔتشكبلت نفسية ٥تتلفة تتعلق أساسان باألنشطة
العقلية كآليات االشتغاؿ الذىٍت.
10
كلقد ٕتاكز علم النفس أ١تعريف االٕتاه السلوكي الذم كاف ينحصر فقط يف
دراسة السلوؾ القابل للمبلحظة كالقياس اعتمادان على ا١تنهج التجرييب ,ذلك أف
ا١تنظور اٞتديد أكجد لنفسو انشغاالت كاىتمامات سيكولوجية أخرل كاف ينظر
إليها يف عرؼ السلوكية من قبيل ا١توضوعات ا١تيتافيزيقية كالغامضة غَت أف ىذه
ا١توضوعات االغامضةا بدأت تناؿ حظها من االىتماـ كالدراسة كالبحث النفسي
مع ا١تنظور ا١تعريف الذم دشن نوعان من االنفتاح سواء على مستول ا١توضوع أك
ا١تنهج فعلم النفس ا١تعريف ايتحدد من خبلؿ اإلشكاليات كالقضايا اليت يعاٞتها,
كا١تتمثلة عمومان يف تلك النشاطات العقلية الداخلية للفرد كاالنتباه كاإلدراؾ كمعاٞتة
ا١تعلومات كٗتزينها ك٘تثلها كالقدرة على اسًتجاعها عند اٟتاجة كاالسًتاتيجيات
ا١تعرفية اليت يستخدمها الفرد عمومان كا١تتعلم بشكل خاص يف صَتكرة تعلمو
كاكتسابو للمعرفة ,إذل غَت ذلك من اآلليات كا١تيكانيزمات اليت يقوـ هبا الفرد
خبلؿ تفاعلو كاحتكاكو مع الوسط ا٠تارجي ,ىذه ا١تناشط الداخلية ٢تا أ٫تية كبَتة
يف ٖتديد سلوؾ الفرد اذلك أف ا١تقاربة ا١تعرفية تنطلق من فكرة تفيد كجوب فاعلية
اٟتاالت الذىنية ,فمن خبلؿ مضامُت ىذه اٟتاالت الشعورية كٕتلياهتا ٯتكن تفسَت
التصرفات اإلنسانية.
كيف مرحلة الحقة عن ا١تدرسة السلوكية أتت ا١تدرسة ا١تعرفية يف التعلم كاليت
ترل أف التعلم ىو عملية عقلية كا١تتمثل يف استخداـ الذاكرة ,كالدافعية كالتفكَت
كاف االنعكاسات تلعب دكر رئيس يف التعلم ,كا١تعرفيوف يركف أف التعلم عملية
داخلية ,كأف ٤تتول التعلم يكوف بقدر سعة كعمق معاٞتة ا١تعلومات لدل ا١تتعلم
كعلى بنية ا١تعلومات لديو كتتميز ا١تدرسة ا١تعرفية يف التعلم با٠تصائص التالية:
11
-التعلم ىو تغَت يف حالة اإلدراؾ كا١تعرفة.
ٖ -تقق ا١تعرفة يوصف بأنو نشاط عقلي يستلزـ الًتميز كالبنية العقلية الداخلية
عند ا١تتعلم.
-ا١تتعلم ينظر إليو كمشارؾ نشط يف عملية التعلم.
-الًتكيز يف بناء قوالب ا١تعرفة (على سبيل ا١تثاؿ التعرؼ على ا١تتطلبات السابقة
للمحتول الذم يتم تعلمو (الًتكيز على البناء كالتنظيم كالًتتيب لتسهيل
ا١تعاٞتة ا١تثلى للمعلومات.
-الًتكيز على كيفية التذكر ,كاالسًتجاع ,كالتخزين للمعلومات يف الذاكرة.
-التعلم يرل على انو عمليو نشطة كاليت تتم من خبلؿ ا١تتعلم كاليت ٯتكن أف
تتأثر با١تتعلم.
٥ -ترجات التعلم ال تعتمد فقط على ما يقدـ ا١تعلم كلكن على ما يفعلو ا١تتعلم
من سلوكيات لغرض معاٞتة ا١تعلومات.
12
الفصن الثانٌ
الهظزيات املعزفًة
13
14
الفصل الثاني
النظريات المعرفية
15
ا١توضوعات تستمر يف كجودىا حىت إف دل تستمر كجودىا كىذا ما يسمى بػ (ثبات
ا١توضوعات) ,إف التطور ا١تعريف يف ىذه ا١ترحلة ينشأ عندما يلعب الطفل يف البيئة
حيث يتعرؼ على البيئة من حولو من خبلؿ حواسو بالدرجة األكذل ,فالطفل اليافع
يبدأ حياتو ٔتجموعة من األرتكاسات ا١توركثة كا١تخططات اليت يتم تطويرىا
كاٖتادىا مع غَتىا لتكوين سلوؾ اكثر تعقيدا ,مع هناية ىذه ا١ترحلة فاف االطفاؿ
يبدأكف باكتساب نظاـ رمزم مثل اللغة ,كلكن اليوجد لديهم إدراؾ لثبات
األشياء.
-2مرحلة ما قبل العمليات ( 7-2سنوات)
كتقسم اذل مرحلتُت ٫تا مرحلة ما قبل ا١تفاىيم ( )4-2سنوات ,كمرحلة
التفكَت اٟتدسي ( )7-4سنوات كيف ىذه ا١ترحلة يبلحظ على تفكَت األطفاؿ انو
تفكَت متمركز حوؿ الذات فهم يركف األشياء من منظورىم ا٠تاص كيعجزكف عن
فهم كجهات النظر األخرل ,كيسيطر على استجابتهم األشياء مظاىرىا ا٠تارجية
كانطباعاهتم البصرية عنها أكثر من اإلدراؾ العقلي.
اما مرحلة التفكَت اٟتدسي اليت ٘تتد من ( )7-4سنوات ,حيث يبدأ الطفل
بتكوين بعض الصور الذىنية ,إال إف عمليات التفكَت الزالت قبل اإلجرائية أم
إهنا التقوـ على أساس استخداـ ا١تعاين الكلية أك األلفاظ اجملردة ,إذ إف الطفل
يدرؾ فيها العبلقات ا١تكانية بُت ا١توضوعات إال انو اليستطيع إدراؾ فكرة العلة
كا١تعلوؿ.
16
-3مرحلة العمليات الحسية (11-7سنة)
اف ىذه ا١ترحلة تتحدد ببداية عمليات التفكَت العملي ,ام اف الطفل
يكتسب خطوات التفكَت ا١تنطقي (العمليات) كاليت ٯتكن تطبيقها على مواقف
حسية ,كيستعمل الطفل يف ىذه ا١ترحلة اللغة بأسلوب موثوؽ بو على الرغم من
استناده اذل احملسوسات كيبدأ التعامل مع ا١تسائل بصورة نظامية كيكتسب مهارات
حفظ االشياء كبقاءىا
-4مرحلة العمليات المجردة ( 12فما فوؽ)
كيطلق عليها ٔترحلة العمليات اجملردة اك الشكلية ()Formal Operations
الف الفرد خبل٢تا يصبح قادر على التفكَت بالعمليات العقلية ا١تنطقية,اذ يفكر الفرد
يف ىذه ا١ترحلة يف اجملردات كيعلل بناء الفرضيات ,كيعزؿ عناصر ا١تشكلة كيعاجل
بانتظاـ كيضع اٟتلوؿ ا١تمكنة كيصبح مهتما باألمور الفرضية كا١تستقبلية
كا١تشكبلت االيديولوجية ,اف قدرات الفرد ا٠تاصة بنوعية التفكَت تصل اذل ذركهتا
عند اكتساب العمليات الشكلية ,فبعد ىذه الفًتة لن تكوف ٙتة ٖتسينات بنيوية
أخرل يف اٞتهاز ا١تعريف (ا١تخططات) فالفرد يف ىذه ا١ترحلة ٯتتلك بشكل عاـ بناءا
معرفيا يتيح لو التفكَت كالراشدين كىذا اليعٍت إف تفكَت ا١تراىق الشكلي ىو
بالضركرة نفس جودة تفكَت الراشد يف ٚتيع اٟتاالت ,كالبد اف ننوه اذل اف
(بياجيو) يشَت إذل إف التغَتات يف قدرات التفكَت تكوف تغَتات كمية ال نوعية,
فبٌت الذكاء التتحسن بعد ىذه الفًتة كلكن ٤تتول ككظيفة الذكاء قد يتحسناف
ألهنما يكوناف بعد ىذه الفًتة أكثر ٖتررا.
17
كيؤكد (بياجيو) اف حدكث االرتقاء ا١تعريف يتم بأربعة مفاىيم أساسية كىي-:
.1التمثيل -:كيشَت مفهوـ التمثيل إذل الطريقة اليت يستعملها الفرد أثناء بناء
قدرتو للتعامل مع مشكلة ما يف البيئة ,كالتمثل عملية عقلية موجبة ٭توؿ
بواسطتها ا١تتعلم ا١تواضيع ا١تدركة اٞتديدة اك األحداث ا١تثَتة إذل ٥تططات أك
٪توذجات سلوكية.
.2المواءمة -:تعٍت عملية خلق ٥تططات جديدة ,أك ٖتوير ا١تخططات
القدٯتة ,كينجم ع ىذه العملية تغيَتا أك ارتقاء يف البٌت ا١تعرفية (ا١تخططات)
كعندما ٖتدث ا١توءامة يصبح ا١تتعلم قادرا على أف يتمثل ا١تثَت ثانية.
.3المخططات -:كىي البٌت ا١تعرفية اليت يتكيف هبا األفراد فكريا كينظموف هبا
بيئاهتم كتكوف ىذه البٌت مقابلة ألساليب التكيف البايلوجية ,أم إهنا تتكيف
كتتغَت كفق االرتقاء العقلي كقد استعمل (بياجيو) ىذا ا١تصطلح لبلستعانة يف
تفسَت سبب ابتداء األطفاؿ كاالفراد استجابات ثابتة نوعا ما إزاء ا١تثَتات.
.4التعادؿ والتوازف -:كيقصد هبا حالة التعادؿ أك التوازف ا١تعريف بُت عملييت
التمثيل كا١تواءمة ,فالتمثيل ىو تغَت كمي يف البٌت ا١تعرفية ,أما ا١تواءمة ىي تغَت
نوعي يف البٌت ا١تعرفية ,ك٫تا عملييت تناسق كتكامل تراكمي يف النمو ا١تعريف
كارتقائو ,كهبذا فاف عملييت التمثيل كا١تواءمة متساكية األ٫تية من االرتقاء
ا١تعريف ,إذ إف أية تفوؽ ألحد٫تا على األخر سيعد مدمرا لنشاط الفرد
الفكرم ,فالتعادؿ ىو ضركرم لتامُت التفاعل بُت الفرد كبيئتو ,أما عدمو تعٍت
فقداف ا١توازنة بينهما ,كعندما ٮتتل التعادؿ يتهيأ للفرد دافع الف ينشد
18
التوازف ,أم انو يتمثل أك يواءـ بدرجة اكرب كينظر إذل التعادؿ على انو حالة
ضركرية يعمل الفرد لبلوغها ّتهد مستمر.
كعلى كفق نظرية (بياجيو) فاف التطور ا١تعريف ٭تدث يف ترتيب منفصل (ترتيب
ذك مراحل منفصلة) أم ٔتعٌت إف طريقة إدراؾ الطفل لؤلشياء أك األحداث يف
مراحل ٤تددة ٗتتلف نوعيا عن طريقتو يف اإلدراؾ اك التفكَت يف مراحل الحقة,
كعليو فاف (بياجيو) الينظر اذل التطور ا١تعريف على انو تراكم تدر٬تي للمعرفة أك
ا١تهارات كإ٪تا ىو سلسلة من التحوالت الًتكيبية أك تغَتات متقطعة كمفاجئة يف
الطريقة اليت ٯتثل هبا الفرد ا١تعرفة ,كخبلؿ ىذا التمثيل يسكن الطفل عا١تُت ٥تتلفُت
نوعيا ٫تا التمييز بُت ما تبدك عليو األشياء كبُت ما ىي عليو يف اٟتقيقة ٦تا يؤدم
إذل تصادـ يف طريقة الطفل يف التفكَت ,مثبل ٭تكم على شيء صغَت انو اخف من
شيء كبَت ,مث من خبلؿ التجربة اك االحتكاؾ مع األشياء فاف رفع األشياء سوؼ
يقوده اذل اف يتفاعل مع خصائص األشياء ,عندىا سوؼ يدرؾ اف كزف األشياء
اليتحدد فقط باٟتجم كلكن با١تادة ا١تصنوع منها ,كيف ىذه اٟتالة يكوف الفرد قد
خضع لتمثيل معريف كتغَت تركييب كتطور تفكَتم اذل مستول جديد كأعلى كأصبح
٥تتلفا نوعيا عن معرفتو ا١تستندة لتمثيل سابق.
كىكذا يرل (بياجيو) اف التطور ا١تعريف ينشأ من صقل كٖتوؿ يف التمثيبلت
الذىنية كىي تعد حسب رأيو قاعدة بيانات معرفية يستعملها الطفل لتفسَت العادل,
كيفًتض كجود ٘تثيبلت ٣تردة عامة ٯتكن ترتيب أفعاؿ عقلية ٥تتلفة فيها .كإضافة
لذلك فاف (بياجيو) يفرؽ بُت نوعُت من التمثيبلت-:
اوالً -:التمثيالت الػػالمعرفية -:كىي اليت تتطور من السنة االكذل من العمر كاليت
تستند اذل ردكد فعل غريزية كتبدأ ردكد األفعاؿ ىذه بالتغَت بصورة بطيئة حا١تا يبدا
19
الطفل بالتعود على االختبلفات ٔتعٌت انو يف دكرة اٟتياة يتحوؿ رد الفعل اذل فعل
ىديف كموجو مثل (إدراؾ الرضاعة).
ثانياً -:التمثيالت المعرفية -:كىي اليت تنشأ من عمر 18شهرا كتتشكل من
التمثيبلت ا١تعرفية عندما يبدأ الطفل باستعماؿ الرموز ,كىو بذلك ٮتطو ا٠تطوة
االكذل بإتاه العمليات اإلدراكية اليت تؤدم اذل بناء الًتكيب ا١تعرفية (اإلدراؾ).
ثانياً -:نظرية برونر – ( Bruner Theoryنظرية التعلم المعرفي)
يعد (بركنر) عا١تا نفسيا كاجتماعيا متخصصا يف ْتوث االدراؾ ,مث انتقل
اذل العمليات ا١تعرفية ٤تاكال الكشف عن طبيعتها كالتعرؼ على طرائق تنميتها,
كقد تاثر بركنر بوجو خاص بالنظرية ا١تعرفية كاىتم بعمليات التفكَت كاالستقصاء
كأعدىا اىداؼ تربوية اكثرأ٫تية من ٣ترد ٕتميع معلومات ك(لربكنر) عبارة مشهورة
أصبحت شبو بالقوؿ ا١تأثور يقوؿ فيها (ٯتكن تدريس أية مادة بفعالية كبدرجة
عالية من االمانة ألية متعلم كيف ام مرحلة من مراحل النمو اذا مت تعليم ىذا
ا١توضوع بطريقة سليمة) ,فضبل عن ذلك يرل (بركنر) اف التغَتات السلوكية
كالتفكَتية الرئيسية ا١ترتبطة بالعمر ىي نتيجة اكتساب انواع جديدة كمرنة كقوية
من التمثيل ا١تعريف .أم إف عملية التمثيل ىي من ا١تفاىيم اليت أكد عليها (بركنر)
يف نظريتوْ ,تيث إهنا تلعب دكرا رئيسا يف عملية النمو ا١تعريف ,كيقصد بالتمثيل
أم الطريقة اليت يًتجم هبا اك يرل الفرد ما ىو موجود حولو يف البيئة.
كقد افًتض (بركنر) ثبلثة أنظمة ١تعاٞتة ا١تعلومات كاليت من خبل٢تا يفهم الفرد
العادل من حولو ,كيرل اف الفرد يستجيب لبيئتو من خبلؿ العمل كاٟتركة كالتصور
كاإلدراؾ ,كأخَتا من خبلؿ اللغة كاالستدالؿ كالتفكَت الرمزم كتشكل ىذه
20
القدرات أساس التمثيبلت ا١تعرفية كاليت ٝتاىا بركنرٔ ,ترحلة التمثيبلت العملية,
كمرحلة التمثيبلت اآليقونية اك الصورية ,كمرحلة التمثيبلت الرمزية كٯتكن عرض
ىذه ا١تراحل كما يايت-:
.1مرحلة التمثيالت العملية -:يشَت التمثيل العملي اذل ٘تثل األحداث ا١تاضية
من خبلؿ استجابات حركية مناسبة فعلى سبيل ا١تثاؿ قد يكوف األطفاؿ غَت
قادرين على كصف الطريق من مناز٢تم إذل مكاف آخر أك ٖتديد االٕتاىات
بدقة كلكنهم يستطيعوف اف يرشدكنك إذل مكاف من خبلؿ طريق سلوكو يف
كقت سابق ,كالتعلم بالعمل يكوف أفضل طريقة لفهم الفرد لبيئتو ١تا يدركو من
اشياء عن طريق التفاعل اٟتسي ا١تباشر معها.
.2مرحلة التمثيل اآليقوني التصوري -:كيف ىذه ا١ترحلة ينمو لدل الطفل إدراؾ
ا٠تربات اليت يتفاعل معها كاليت يواجهها عن طريق التصورات البصرية ا١تكانية,
اذ ٖتل الصورة ٤تل ٘تثيبلت العمل كاٟتركة.
.3مرحلة التمثيالت الرمزية -:كينمو يف ىذا النمط من التعلم ,التفكَت
ا١تصاحب لتطورات اللغة كتعقيداهتا عند الطفل ,فتأخذ الكلمات تدر٬تيا
مكاهنا بدال من التمثيبلت الصورية ,اذ يتم استعماؿ اللغة يف ٤تاكمة األمور
كالتفكَت فيهاْ ,تيث يكوف الفرد قادرا على صياغة خرباتو يف رموز لغوية اك غَت
لغوية ,كمع تقدـ سٍت عمره يصبح قادرا على صياغة معادالت رياضية
كمنطقية ,كىذا يشَت اذل ٘تكنو من تأليف األفكار كٗتزين ا١تعلومات اليت ٘تثل
العادل ا٠تارجي على ٨تو صحيح كاليت ٯتكن استعادهتا بسهولة كيسر.
21
ثالثاً -:نظرية فيجوتسكي–( Vegotsky Theoryنظرية تطور التمثيل المعرفي)
يرل (فيجو تسكي) إف اللغة تفيدنا غالبا يف توجيو األفعاؿ العقبلنية ك٘تر
العبلقة بُت التفكَت كاللغة بعدد من التغَتات يف دكرة التطور ا١تعريف كجعل األداءات
(األفعاؿ) ذاتية من خبلؿ اللغة كالكبلـ ,لذلك فاف مستول التمثيل لبلداء
يرتفع إذل ا١تستول الرمزم.
كيتفق (فيجوتسكي) مع (بياجيو) يف إف العملية الذىنية (التفكَتية) تقوـ
على ٘تثيل أداء (فعل) مبطن ,كلكنو ٮتتلف مع (بياجيو) فيما يتعلق بالدكر الذم
تلعبو اللغة يف جعل الفعل ذاتيا ,يف حُت نرل نرل (فيجوتسكي) يتفق مع (بركنر)
يف اف التعلم ٬تب اف يسبق التطور كليس من مهمة التعليم اف يرافق مستول التطور
اٟتقيقي للتمثيل كلكن مهمتو أف يعاجل ا١تساحة بُت اٟتد األعلى للتمثيل (ام ما
يستطيع الطفل أف يفعلو باستقبللية) كبُت اٟتد األدىن للتمثيل (أم ما يستطيع
الطفل أف يفعلو ٔتساعدة اآلخرين).
كيبُت فيجو تسكي مستويُت للتمثيل ا١تعريف-:
.1مستول التطور اٟتقيقي للتمثيل -:كىو الذم ٭تدده حل ا١تشكبلت أك
ا١تسائل بصورة مستقلة أم بدكف مساعدة اآلخرين.
.2مستول التطور احملتمل للتمثيل -:كىو الذم يتحدد من خبلؿ حل
ا١تشكبلت أك ا١تسائل بإشراؼ البالغُت اك بالتعاكف مع زمبلء قادرين بصورة
اكرب ,كيطلق على ا١تسافة بُت ا١تستويُت بػ(منطقة التطور األقرب) كىي ا١تنطقة
اليت ٖتتوم على الوظائف اليت دل تنضج بعد كلكنها باقية يف عملية اإلنضاج,
كيطلق على ىذه الوظائف مصطلح (براعم اك زىور التطور ا١تعريف) كليست
22
(ٙتار التطور ا١تعريف) ,مثل تطور طفلُت كليهما بعمر 8سنوات يستطيع
احد٫تا كٔتساعدة البالغُت أف ٭تل مسألة ٔتستول طفل عمره 9سنوات ,يف
حُت أف اآلخر كبنفس ا١تساعدة يتعلم أف ٭تل ا١تسالة ٔتستول طفل عمره
12سنة ,أما عن كيفية ٖتديد منطقة التطور األقرب ,فقد ذكر (فيجو
تسكي) اف الكثَت من الباحثُت ٭تددكف ا١تستول ا١تعريف التطورم عن طريقة
إعطاء الطفل مسائل أختبارية بدكف تقدًن مساعدة لو اك تقدًن التوضيحات
كاالفًتاضات على شكل أسئلة ,كاف ما يتم ٖتديده ىنا ىو ا١تستول اٟتقيقي
للتمثيل ا١تعريف كىو ا١تستول الذم يؤمن األداة اليت ٯتكن استخدامها يف
منطقة التطوير األقرب ,كعلى كفق نظرية (فيجو تسكي) ٬تد اف التعلم
ا١تعتمد على ا١تستول اٟتقيقي ىو تعلم غَت فعاؿ من جهة نظر التطور العاـ
للطفل ,اما التعلم اٞتيد كالوحيد ىو أف يكوف سباؽ للتطور اٟتقيقي للعمر
الذىٍت.
رابعاً -:نظرية ليفين – ( Levenنظريات المجاؿ)
يرل (ليفُت) أف التعلم عملية ديناميكية ٖتدث خبلؿ التفاعل بُت ا١تتعلم
كا١توقف التعليمي كيكوف التفاعل بُت القوتُت عن طريق اإلدراؾ ,أم إف عملية
التعلم عملية اكتساب للمعلومات كإدراكها ,لذلك ٧تد يف أم موقف من ا١تواقف
التعليمية يكوف لكل متعلم فيو ٣تاؿ خاص بو ٮتتلف عن اجملاؿ ا٠تاص بأم متعلم
آخر يف الوقت كا١توقف نفسو ,فالطالباف ا١تتجاكراف يف الصف يتلقياف الدرس نفسو
كلكنهما ٮتتلفاف يف فهم الدرس كطريقة استيعابو كيعزل ذلك للمجاؿ اٟتيوم لكل
طالب منهم ,كيشمل اجملاؿ اٟتيوم على رغبات الطالب كاىتماماتو كعبلقتو
23
باآلخرين كتطوير إتاىاتو ا٠تاصة ٕتاه طريقة تعلم ما أك ىدؼ معُت أك ٕتاه
مدرس أك مادة تعليمية معينة.
خامساً -:نظرية ديفيد كولب– ( Dived Kolb theoryالتعلم التجريبي)
Dived تعد نظرية التعلم التجرييب للعادل النفسي األمريكي (ديفيد كولب)
kolbمن النظريات اليت تزكدنا بأ٪توذج مشورل متعدد ا٠تطى يصور كيصف لنا
التطور البالغ للتعلم (كيف ككم يتعلم الفرد) أم إهنا تصف لنا عملية النمو
كالتطور للمعارؼ كالقدرات العقلية كتسمى نظريتو بالتعلم التجرييب أك (التعلم من
ا٠تربة) كذلك لتأكيدىا على الدكر ا١تركزم للخربة (ٕتربة الفرد) يف عملية التعلم
كىذا ما ٯتيزىا عن النظريات األخرل ,كمصطلح (ٕترييب) يستعمل لئلشارة على
٘تييز ىذه النظرية عن نظريات التعلم اإلدراكي التقليدية األخرل اليت تنصرؼ إذل
تأكيدىا ا١تعرفة أك إدراؾ ما كراء ا١تعرفة ,ككذلك تتميز ىذه النظرية عن النظريات
السلوكية اليت تنكر دكر ا١تعرفة كالتجربة الشخصية يف التعلم.
بنيت نظرية التعلم التجرييب على اصل فكرم ٘تتد جذكره الثقافية اذل أعماؿ
(جوف ديوم ,كجاف بياجيو ,ككَتت ليفُت ,ككارؿ يونغ) كتعتمد على الدراسات
اليت ركزت على نصفي الدماغ يف التفاعل بُت ا١تتعلم كالبيئة ,فضبل عن ذلك اف
مفاىيمها األسلوب االستيعايب كاألسلوب التكيفي كاللذاف يعداف جزءا كاردا من
مفاىيم الذكاء يف التطورا١تعريف لػ (بياجيو) الذم أكد على ا١توازنة بُت تكيف العادل
ا٠تارجي ١تفاىيم الفرد (التمثيل) كبُت تكيف مفاىيم الفرد للعادل ا٠تارجي
(ا١تواءمة) ,ككذلك تستند ىذه النظرية على مفهوـ اجملاؿ اٟتيوم لعادل النفس
االجتماعي (ليفُت) كمفاىيم (يونغ) لبلنبساطية كاالنطوائية كاٟتسي كاٟتدسي.
24
سادساً -:نظرية ستيرنبرغ – ( Sternberg theoryنظرية التحكم العقلي)
لقيت نظرية (ستَتنربغ) تدعيما من العديد من علماء علم النفس ا١تعريف ,كلذا
فهي تكتسب أ٫تية خاصة يف اجملاؿ ا١تعريف ,كقد استمر( ستَتنربغ) يف العمل على
نظريتو بالتعديل كالتطوير كالبحث كخرج بتصوير جديد ٢تذه النظرية فيما أطلق عليو
أم (نظرية الذكاء الثبلثي) كما انو ميز (ستَتنربغ – )1980 ,1985بُت ثبلثة
أنواع ٥تتلفة من مكونات ٕتهيز ا١تعلومات كىي-:
.1ما بعد او وراء المكونات -:كىي عملية ٖتكم ذات مرتبة أعلى تستخدـ
يف ٗتطيط كتنفيذ كتقوًن أداء الفرد ١تهمة ما ,كاٝتاىا (براكف) بػ ما كراء
العمليات ا١تعرفية.
.2مكونات األداء -:كىي عملية من ا١تراتب الدنيا تستخدـ يف تنفيذ ٥تتلف
االسًتاتيجات الداء ا١تهاـ مثل الًتميز كاالستدالؿ كالتعميم.
.3مكونات اكتساب المعرفة :كتشَت ىذه ا١تكونات إذل العمليات اليت
تستخدـ يف تعلم ا١تعلومات اٞتديدة كٗتزينها يف الذاكرة كتشمل ثبلث
عمليات ىي-:
−الًتميز االنتقائي -:كاليت من خبل٢تا يتم التميز بُت ا١تعلومات ا١تتعلقة أك
ا١ترتبطة كا١تعلومات غَت ا١تتعلقة أك غَت ا١ترتبطة فيتم ترميز األكذل كٕتاىل
الثانية.
−التوليف االنتقائي -:كاليت من خبل٢تا يتم توليف ما يتم ترميزه من معلومات
مع ا١تعلومات السابق اكتساهبا ,أك ا١تاثلة يف البناء ا١تعريف للفرد.
25
−ا١تقارنة االنتقائية -:كاليت من خبل٢تا يتم مقارنة كإ٬تاد عبلقات دائمة بُت ما
مت ترميزه كتوليفو كا١تعرفة الدائمة يف البناء ا١تعريف للفرد.
كيؤكد ستَتنربغ على كجود نوعُت من التمثيل ا١تعريف ٫تا-:
٘ -1تثيل الصور.
٘ -2تثيل الكلمات أك الرموز ,كيضيف مؤكدا اف ٘تثيل الصور أسهل من ٘تثيل
الرموز ,فعندما يسألك شخص ما عن شكل بيضة الدجاجة ,فانك ٕتد
نفسك ٘تيل إذل الرسم أكثر من الكلمات لتوضيح كجهة نظرؾ ,كمع ذلك
فأف ىذا ينطبق فقط على ا١تثَتات ا١تادية كليس اجملردة حيث انو من الصعب
رسم صورة ١تساعدتك يف شرح معٌت الدٯتقراطية اك العدالة ,كبذلك ٯتكن
إ٬تاز ا٠تصائص اآلتية لتمثيل الصور بشكل عاـ كىي-:
.1الصور العقلية تظهر اقرب إذل مثَتات العادل ا١تادم الواقعي.
.2الصور العقلية تربز صفات مادية للمثَتات كالشكل كاٟتجم بدرجة عالية من
الوضوح.
.3اف ظهور اجزاء الصورة العقلية كافية ١تمارسة االدراؾ كذلك كفق قدرة الفرد
على تكملة الفراغات (قانوف االغبلؽ يف االدراؾ).
كذلك ٯتكن ا٬تاز ا٠تصائص االتية لتمثيل الكلمات كالرموز كىي-:
.1الكلمات تعرب عن ٘تثيل رمزم للمثَتات الف العبلقة بُت الكلمة كما ٘تثلها من
معاين قد يكوف ٥تتلفا من فرد إذل آخر.
26
.2اف ظهور أجزاء الكلمة أك الرمز يف عمليات التمثيل غَت كافية ٟتدكث
اإلدراؾ على كفق قانوف اإلغبلؽ كذلك على عكس الصورة.
.3الكلمات كالرموز أكثر فعالية من الصور يف شرح ا١تفاىيم اجملردة يف حُت تعد
الصور أكثر فعالية من الكلمات أك الرموز يف شرح ا١تفاىيم ا١تادية عند
عمليات التمثيل.
.4استخداـ الكلمات كاٞتمل ٬تب أف ٮتضع جملموعة من القواعد اللغوية
كاالجتماعية خبلؿ عمليات التمثيل.
سابعاً -:نظرية بايفيو – ( Paivio Theoryنظرية التمثيل أو الترميز
المزدوج)
يرل (بايفيو) التمثيل ا١تزدكج ,أف ا١تعلومات يف الذاكرة طويلة ا١تدل ٗتزف
بشكلُت من التمثيل ٫تا-:
.1التمثيل اللغوم أك اللفظي -:كىو ٥تصص ١تعاٞتة ك٘تثيل ا١تعلومات اللفظية
ا١ترتبة بتسلسل معُت.
.2التمثيل الصورم اك التخيلي -:كىو متخصص بتمثيل ا١تعلومات ا١تكانية
كالفراغية.
كيؤكد (بايفيو) إف عملية ٘تثيل ا١تعلومات تعتمد على األسلوب الذم تقدـ
فيو ا١تعلومات للفرد ,اذ يرل إف ا١تعلومات اليت تقدـ لفظا كصورة للفرد يكوف
تذكرىا بشكل أسرع كأسهل مقارنة با١تعلومات اليت مت ٘تثيلها بطريقة كاحدة ,كتؤكد
ىذه النظرية على ضركرة إعطاء تعليمات لؤلفراد لتشكيل صورة ذىنية للمعلومات
ا١تراد حفظها ألهنا تساعد يف عملية االحتفاظ كتسهيل عملية التذكر الحقا ,كعلى
27
مدل أ٫تية ا١تعلومات بالنسبة للفرد أم اف ا١تعلومات كلما كانت مهمة مت ٘تثيلها
على ٨تو رمزم كلفظي ,أما اليت ال تبدك مهمة بالنسبة للفرد فهو ٯتثلها بأسلوب
كاحد أما رمزم أك لفظي.
كقد أجريت دراسات عديدة للتحقق من نظرية (بايفيو) كمنها ما قاـ بو
(بًتسوف) إذ استعمل يف دراستو ثبلث ٣تموعات من االفراد ,طلب من كل كاحدة
فيها أسلوب ٥تتلف يف تعلم ا١تعلومات ,فاجملموعة االكذل عرض عليهم ()12
حرؼ بشكل مرئي (بصرم) ,كاجملموعة الثانية عرض عليهم ( )12حرؼ بشكل
ٝتعي ,اما اجملموعة الثالثة فقد عرض عليهم ( )12حرؼ بشكلُت ٝتعي كبصرم,
مث عرضوا على اختبار التذكر ,كمت رصد األخطاء لكل ٣تموعة كظهر من النتائج
إف أفراد اجملموعتُت األكذل كالثالثة متماثلة يف االخطاء كاليت ٗتتلف بشكل كبَت عن
أخطاء اجملموعة الثانية كىذا ما يدؿ على كجود نظامُت من التمثيل للمعلومات يف
الذاكرة الطويلة ا١تدل.
ثامناً -:نظرية الكشطالت ( Theory Geshtaltالتمثيل المعرفي والمعالجة
المعرفية "الترابطية")
طور كل من (ال٘تر) Latimerك (ستيفينز) Stevensعاـ ( )1997نظاما
مفيدا لبحث القضايا اليت ٖتيط بتعريف كتوضيح الكليات اإلدراكية اٟتسية ,كقد
استعمبل ىذا النظاـ ليعاٞتا بعض الشكوؾ اليت تدكر حوؿ طبيعة التمثبل كا١تعاٞتة
يف الدماغ ,كقد ميزا نوعُت من التمثيل ا١تعريف من اجل الًتكيب ا١تًتابط
للمعلومات-:
28
.1التمثيل الجوىري -:كيقصد بو أف يكوف للتمثيل نفس ا٠تصائص اك
االضطرابات ا١تبلزمة للمعرفة أك ا٠تربة ا١تمثلة.
.2التمثيل العرضي -:كيقصد بو أف يكوف التمثيل اعتباطيا بصورة كاملة كلكن
ارتباطو با١تعرفة أك ا٠تربة ا١تمثلة ليس اعتباطيا ,كمن خبلؿ ىذا التصنيف فقد
اصطدمت نظرية الكل مع كجهيت النظر ,ىل اف التمثيل يف الدماغ جوىرم
أـ عرضي؟.
29
30
الفصن الثالث
االنتباه
31
32
الفصل الثالث
االنتباه
مقدمة
يعد االنتباه من أىم العمليات ا١تعرفية يف علم النفس ا١تعريف حيث ٘تثل عملية
االنتباه ا١تدخل الرئيسي ٞتميع العمليات ا١تعرفية اليت تتم داخل النظاـ مثل عمليات
الفهم القرائي كالفهم اللغوم كاالدراؾ السمعي كالبصرم كالذاكرة كالتعلم كالتفكَت
كحل ا١تشكبلت ,كاف عملية االنتباه من العمليات ا٢تامة يف اتصاؿ الفرد بالبيئة
احمليطة بو كلذلك تعترب عملية كظيفية يف اٟتياة العقلية إذ تقوـ بتوجيو شعور الفرد
٨تو ا١توقف السلوكي ككل إذا كاف ىذا ا١توقف جديدا على الفرد أك توجيو شعور
الفرد ٨تو بعض أجزاء اجملاؿ اإلدراكي اذا كاف ا١توقف مألوفا للفرد أم سبق أف مر
ٓتربتو كٖتدد عملية االنتباه مستول ا١تعاٞتة ,الرتباطها هبدؼ ا١تتعلم ,كيؤكد
أصحاب االٕتاه ا١تعريف أ٫تية االنتباه كونو مفهوـ أساسي يف عملية التعلم ,ألنو
يعاجل اآللية اليت قد يستعملها ا١تتعلم يف اختيار ا١تثَتات كالًتكيز عليها يف عمليات
التعلم كالتعليم.
33
نبذة تاريخية:
يعد االنتباه أحد أركاف ا١تبلحظة ا١تهمة اليت شغلت باؿ الفبلسفة كا١تفكرين
منذ أمد بعيد كتبلور ىذا بشكل خاص خبلؿ ا١تناقشات اليت دارت بُت الفبلسفة
يف عصر الفلسفة اليونانية إذ أكدكا أف اإلنساف كائن عقبلين ينطوم نشاطو على
عدة أنواع من ا١تعرفة اليت تتضمن القدرة على اإلحساس كاالنتباه كالتذكر كالتصور
اتو كسلو ِ
كو كأخَتان االنفعاؿ. كاإلرادة اليت تعٍت أف اإلنساف مسؤكؿ عن خيار ِ
34
اٟترب العا١تية الثانية شهدت حقبة ا٘تييز موضوع االنتباها من حيث درجة
االىتماـ بو كالفهم األفضل ضمن النظريات العامة للسلوؾ.
كما قدـ علماء النفس ا١تعرفيوف جهودان كبَتة لدراسة العمليات العقلية كأعطوا
اىتمامان عاليان لدراسة االنتباه فيما إذا كاف يتجو ٨تو ميل الفرد كأحاسيسو كرغباتو
كمعتقداتو أك أنو يتجو ٨تو البيئة احمليطة بو ٦تا يؤدم إذل حدكث تفاعل بُت احمليط
الذم يعيش فيو كسلوؾ الفرد اليومي.
مفهوـ االنتباه:
أف االنتباه ىو إحدل العمليات األكثر أ٫تية يف نظاـ الذاكرة كيتوقف على
احتماؿ امتصاص ا١تعلومات اليت يف الذاكرة قصَتة ا١تدل بواسطة الذاكرة طويلة
ا١تدل ,إذ على الرغم من قدرة اإلنساف على توجيو انتباىو ٨تو مثَتات معينة إال أف
ىناؾ دالئل ما يوحي بأنو ال يستطيع أف يعاجل إالّ كمية ٤تدكدة يف كقت كاحد,
إذ أ ّف معاٞتة ا١تعلومات تبدأ ٔتثَتات كمدخبلت من البيئة ا٠تارجية كالضوء كاٟترارة,
كلكي تتم عملية معاٞتة ا١تثَتات ٬تب أف تثَت استجابة موجهة كتركز انتباه الفرد
على ا١تثَت ,كيتم ٗتزين ا١تثَت من البيئة بطريقة ٥تتصرة يف ا١تخزف اٟتساس ,ك٭تدد
االنتباه ما ٯتكن أف ٭تدث بعد ذلك ,كإذا دل يتم االنتباه للمعلومات اٞتديدة فإهنا
تنسى كتتبلشى أما إذا انتبو الفرد إليها فإهنا تنتقل من الذاكرة اٟتسية إذل الذاكرة
قصَتة ا١تدل أك الذاكرة العاملة ,إذ إ ّف طاقة التخزينتكوف يف الذاكرة قصَتة ا١تدل,
كإذا مت ترميز ا١تعلومات يف ىذه الذاكرة فإهنا ستحافظ على تركيز االنتباه أك يتم
نقل ىذه ا١تعلومات إذل الذاكرة طويلة ا١تدل.
35
تعريفات االنتباه:
يعد االنتباه من العمليات ا١تعرفية اليت تعددت كتباينت كجهات النظر اليت
اىتمت هبا حيث يتضح ىذا التباين من التعريفات ا١تتباينة ١تفهوـ االنتباه ذاتو إذ
يذكر (جيلفورد) أف االنتباه ىو اعملية معرفية يتم بواسطتها انتقاء ا١تثَتات اليت
يبلحظها الفرد أك يكوف مستعدا ١تبلحظتها عن بقية ا١تثَتات األخرل.ا
كتعرؼ (ا١توسوعة الربيطانية) بأنو اعملية تركيز الوعي على بعض ا١تظاىر
كاستبعاد الظواىر أك ا١تثَتات االخرل كانو بأكرة االنتقاء اك االختيار ٞتزء صغَت
فقط من نطاؽ كاسع للمثَتات ا١تقدمةا.
كيعرؼ (عبلكم) االنتباه بانو ىو االعملية العقلية أك ا١تعرفية اليت توجو كعي
الفرد ٨تو ا١توضوعات ا١تدركة كىو عملية مرتبطة بعملييت االحساس كاالدراؾا
بينما عرفو (كيلوج) بانو ىو االعملية العقلية اليت يتم هبا اختيار مثَتات ٤تددة
من البيئة كالًتكيز عليها كٕتهيزىا معرفيانا.
كيذكر (ا١تليجي) باف االنتباه ىو ااستخداـ الطاقة العقلية يف عملية معرفية
اك ىي توجيو الشعور كتركيزه يف شئ معُت استعدادا ١تبلحظتو أك أدائو أك التفكَت
فيوا.
كا١تبلحظة ىي ٤تاكلة معرفة البيئة بواسطة اٟتواس كاالحساس ىو الشعور اك التفطن
بوجود مثَت اك منبو.
فاالنتباه يسبق االدراؾ كٯتهد لو فكأف االنتباه ىو الذم يتحسس كاالحساس
ىو الذم يكتشف كيعرؼ ٦تا سبق يتضح اف االنتباه عملية عقلية معرفية تستثار
حينما يكوف ىناؾ منبو أك مثَت معُت كطبيعة ىذا ا١تؤثر كدرجة أ٫تيتو قد تكوف من
36
العوامل اليت تساعد على جذب االنتباه كتركيزه كما أف االنتباه ىو حالة من التهيؤ
اك التأىب العقلي ٯتارسها الفرد لكي ٭تس أك يدرؾ أشياء أك ظركؼ ٥تتارة.
فاألـ اليت يلعب طفلها يف الشارع مع األطفاؿ حُت تسمع صراخا ٧تد أهنا
تدقق السمع كٖتصر االنتباه ٨تو ىذا الصراخ دكف غَته من ا١تثَتات االخرل
كالضوضاء ا١توجودة يف الشارع الهنا تضع طفلها موضع االىتماـ يف بؤرة شعورىا
أما أصوات الناس كاألطفاؿ االخرين كالضوضاء الكثَتة ا١توجودة يف الشارع تقع
خارج بؤرة شعورىا كالتلقى ٢تا ام اىتماـ كالتكاد تشعر هبا اال شعوران خافتان
كبالتارل تدرؾ صوت طفلها كيكوف بالنسبة ٢تا اكثر كضوحا من غَته من
االصوات.
كعلى ىذا فاف االنتباه ٯتثل كعي الفرد ٔتوضوع معُت كنقلو يف حالة نشطة يف
بؤرة االنتباه كليس با١توضوعات ا١توجودة يف ىامش االنتباه حيث يكوف الفرد اقل
انتباىا ٢تذه ا١توضوعات كالشك اف االحتفاظ بًتكيز االنتباه ٬تعل الفرد قادران على
اٗتاذ قرارات سليمة كاكتساب مهارات جديدة .
37
أشكاؿ االنتباه
الشكل األكؿ
كىو الذم يكوف فيو االنتباه موزعان بُت عدد من ا١تنبهات اك ا١تثَتات.
الشكل الثاين
كىو الذم يتعلق بعملية توجيو االنتباه كانتقائو ١تنبو اك مثَت معُت من بُت
ا١تنبهات اك ا١تثَتات اليت تقع يف ٣تاؿ كعي الفرد ,كىذه عملية انتقاء االنتباه.
الشكل الثالث
كىو الذم يتعلق بعملية اليقظة حيث يكوف الشخص حادان كيف ىذه اٟتالة
ينتقل االنتباه بسرعة شديدة بُت ا١تنبهات اك ا١تثَتات ا١تختلفة لكي ينتقي منها ا١تنبو
اك ا١تثَت الذم يهتم بو الشخص.
طبيعة االنتباه
يبدأ االنتباه بوعي شامل من الفرد يف البيئة اليت يعيش فيها ٔتجالو االدراكي
فيتحسس مث عن طريق االحساس يكتشف كيعرؼ ا١تنبهات اك ا١تثَتات اليت ٕتذب
انتباىو فيدرؾ خصائصها حيث تكوف الصلة متينة كقوية بُت اال١تاـ ٔتا ىو مدرؾ
كبُت االنتباه ,كٮتتلف االفراد فيما بينهم من حيث مدل االنتباه ام من حيث
قدرهتم على استيعاب اكسع دائرة ٦تكنة من ا١تعلومات اك قدرهتم على االحتفاظ
باكرب عدد من ا١توضوعات يف ٣تا٢تم االدراكي يف كقت معُت.
كاف االنتباه نشاط ذىٍت يتطلب قدرة على التحكم يف النشاط االنفعارل
كتوجيهو كجهة معينة يتوقف على مدل ٖترر الفرد من ا١تنبهات ا٠تارجية ا١تتعددة.
38
أحتماالت االنتباه
.1يتم الوعي باجملاؿ االدراكي بصورة عامة دك٪تا ٖتديد.
.2الًتكيز على اشياء جانبية العلى التحديد.
.3يتم االدراؾ للبيئة بصورة عامة مع الًتكيز على شئ ٤تدكد.
اذف االنتباه كظيفة من كظائف النشاط العقلي كينشأ ٟتقيقة الوضوح اٟتسي
كالعقلي كيأيت الدافع الذم يفضي اذل العملية االنتباىية من العوامل الًتكعية
كاالنفعالية فاف ٣ترد االدراؾ كالوضوح ال يعداف كافياف مادل يصحبها نشاط ذىٍت
يرمي اذل غرض معُت فاالنتباه يف الوقت ذاتو ىو غرض يف طبيعتو كنزعتو النو ينزع
اذل التعرؼ ,لذلك نبلحظ اف الطفل الصغَت اقل قدرة على االنتباه االرادم من
الطفل الكبَت الف االخَت يستطيع اف ينظم سلوكو كنشاطو الذىٍت ككذلك ٧تد اف
الراشد اكثر قدرة على تنظيم سلوكو كنشاطو الذىٍت من الطفل من حيث مدل
االنتباه اك مدتو كىذه القدرة تنمو تدر٬تيان مع ٪تو قدرة الفرد على تنظيمو العقلي
كالسلوكي.
كنبلحظ اف الطفل يف سن السادسة كالسابعة يصعب عليو اف يركز نشاطو يف
عمل كاحد لفًتة طويلة حيث اف قدرتو على التهيؤ الذىٍت كحصر االنتباه اليتعدل
فًتة كجيزة من الزمن بينما تتزايد بسرعة قدرة الطفل على االنتباه االرادم فيما بُت
العاـ السابع كالعاـ اٟتادم عشر.
39
مكونات االنتباه
يتكوف االنتباه من ثبلث مكونات ككااليت:
ا١تكوف االكؿ :البحث
كىي ٤تاكلة ٖتديد ا١تنبو اك ا١تثَت يف اجملاؿ البصرم كيوجد نوعاف من البحث:
.1خارجي ا١تنشأ ك٭تدث ال اراديان مثل االنتباه لصوت مفاجئ اك ضوضاء
مفاجئة اك ضوء مفاجئ.
.2داخلى ا١تنشأ كىو عملية اختيارية ٥تططة ١تثَت اك منبو ذم خصائص معينة
كينقسم ىذا النوع اذل نوعُت ٫تا ا١تتوازم كا١تتسلسل.
ا١تكوف الثاين :التصفية
كىي عملية انتقاء كاختيار ١تنبو اك مثَت معُت من ا١تثَتات اليت تقع يف اجملاؿ
االدراكي للشخص كٕتاىل ا١تنبهات اك ا١تثَتات االخرل اليت توجد يف ٣تاؿ ادراكو
فهي تشَت اذل قدرة الفرد على االحتفاظ اك االستمرار يف االنتباه اذل موضوع
االنتباه يف ظل كجود العديد من ا١تشتتات ,كىذا يعٍت اف االنتباه للمنبهات انتباىان
انتقائيا ٭تكمو العديد من العوامل مثل طبيعة موضوع االنتباه كمدل ارتباطو
ْتاجات الفرد كالسعة االنتباىية ,كىذه العملية تنمو تدر٬تيان بزيادة عمر االطفاؿ.
ا١تكوف الثالث :االستعداد لبلستجابة
كتسمى احيانا بالتهيئة اك توقع ظهور ا٢تدؼ اك ٖتويل االنتباه للهدؼ كىي
عملية استعداد انتباىي لبلستجابة ١تثَت أك ا٢تدؼ ما كفقان للمعلومات السابقة عن
موقعو كعما اذا كانت معو مثَتات مشوشة من عدمو.
40
محددات االنتباه
٧تد اف لبلنتباه ٤تددات ككما يلي:
-1المحددات الحسية العصبية
تؤثر فاعلية اٟتواس كاٞتهاز العصيب ا١تركزم للفرد على سعة عملية االنتباه
كفاعليتها لديو ,فا١تثَتات تستقبلها اٟتواس ٘تر ٔتصفاة اك نوع من الًتشيح الذىٍت
كىذه ا١تصفاة تتحكم عصبيان اك معرفيا اك انفعاليان يف بعض ىذه ا١تثَتات كالتسمح
اال بعدد ٤تدكد من النبضات اك الومضات العصبية اليت تصل اذل ا١تخ اما باقي
ا١تثَتات فتعاجل تباعان اك تظل للحظات قريبة من ىامش الشعور مث التلبث اف
تتبلشى.
-2المحددات العقلية المعرفية
يؤثر مستول ذكاء الفرد كبناؤه ا١تعريف كفاعلية نظاـ ٕتهيز ا١تعلومات لديو على
٪تط انتباىو كسعتو كفاعليتو فاالشخاص االكثر ذكاءن تكوف حساسية استقبا٢تم
للمثَتات اكرب كيكوف انتباىهم ٢تا اكثر دقة بسبب ارتفاع مستول اليقظة العقلية
لديهم كىذا بدكره ٮتفف من الضغط على الذاكرة قصَتة ا١تدل ٦تا يؤثر على ٪تط
ا١تعاٞتة كبيسر تتابع عملية االنتباه ,كما يؤثر البناء ا١تعريف للفرد ك٤تتواه كمان ككيفا
كحسن تنظيمو على زيادة فاعلية االنتباه كسعتو كمداه إذ تكتسب ا١تثَتات موضوع
االنتباه معانيها بسرعة كمن مث يسهل ترميزىا كٕتهيزىا كمعاٞتتها كانتقا٢تا اذل الذاكرة
قصَتة ا١تدل ٦تا يؤدم اذل تتابع انتباه الفرد للمثَتات.
41
-3المحددات االنفعالية الدافعية
تستقطب اىتمامات الفرد كدكافعو كميولو ا١توضوعات اليت تُشبع ىذه
االىتمامات إذ اهنا تعد ٔتثابة موجهات ٢تذا االنتباه كما تعد حاجات الفرد كنسقو
القيمي كإتاىاتو ٤تددات موجهة النتقائو للمثَتات اليت ينتبو اليها كيتأثر االنتباه
من حيث سعتو كمداه ٔتكبوتات الفرد كمصادر القلق لديو حيث تستنفذ ىذه
ا١تكبوتات طاقتو اٞتسمية كالعصبية كالنفسية كاالنفعالية كتؤدم اذل ضعف القدرة
اذل الًتكيز كيصبح جزءان ىامان من الذاكرة كالتفكَت مشغوال هبا ,كيًتتب عليو تقليص
سعة االنتباه كصعوبة متابعة تدفق ا١تثَتات كترميزىا كٕتهيزىا كمعاٞتتها.
وظائف االنتباه
لبلنتباه كظائف عديدة من ا٫تها:
أ .يعد االنتباه من اىم العمليات العقلية اليت تلعب دكرا ىامان يف النمو ا١تعريف
لدل الفرد فهو مكونان من مكونات معاٞتة ا١تعلومات لدل االنساف إذ انو
يستطيع من خبللو اف ينتقي ا١تنبهات اٟتسية ا١تختلفة اليت تساعده على
اكتساب ا١تهارات كتكوين العادات السلوكية الصحيحة ٔتا ٭تقق لو التكيف
مع البيئة احمليطة.
ب .يساعد االنتباه العمليات ا١تعرفية يف الًتكيز اذل ا١تثَتات ا٠تارجية حىت ٯتكن
ٚتع معلومات عنها كٖتديدىا ككيفية التعامل معها.
ج .يساعد االنتباه على تنسيق كتنظيم ا١تعلومات كضبط االداء حىت ٯتكننا من
االداء الذكي.
42
د .يساعد االنتباه على التفكَت إذ ٬تعل االفراد قادرين على انتقاء ا١تعلومات
ا١تناسبة اليت تساعد على التفكَت اك حل ا١تشكبلت.
ق .لبلنتباه أ٫تية بالغة يف تنمية ٖتكم ا١تنبهات فاذا كاف الفرد اليعطي اىتمامان
كانتباىان للعبلقات اليت تستخدـ يف التحكم يف سلوكو فهو لن يتعلم كيفية
ٖتكم ا١تنبهات
خصائص االنتباه:
لبلنتباه خصائص عديدة من ا٫تها:
.1االنتباه عملية ادراكية مبكرة :حيث يهتم االحساس با١تنبهات اك ا١تثَتات
ا٠تاـ كيقع االنتباه بُت االحساس كاالدراؾ كلذا فهو عملية ادراكية مبكرة
حيث يسبق االنتباه االدراؾ كٯتهد لو الف االنتباه ىو الذم يتحسس
كاالحساس ىو الذم يكشف كيعرؼ.
.2االصغاء :يعد االصغاء ا٠تطوة االكذل يف عملية تكوين كتنظيم ا١تعلومات إذ
اف استكشاؼ الفرد لبيئتو احمليطة بو كاليت يعيش فيها يتطلب منو االصغاء
حيث ينتقي الفرد ا١تثَتات اليت يهتم هبا كيهمل ماعدا ذلك ,لذا فاالصغاء
ضركرم لًتكيز االنتباه اذل ا١توضوع الذم يريد الفرد تناكلو.
.3االختيار واالنتقاء :ال يستطيع الفرد اف ينتبو ٞتميع ا١تنبهات اك ا١تثَتات
ا١تختلفة اليت يكتظ هبا العادل ا٠تارجي دفعة كاحدة اك ينتبو ٞتميع ا١تثَتات اليت
يزخر هبا ذىنو حيث ٯتتلىء ٓتواطر كافكار كثَتة ,كلكنو ينتقي منها ما
يتناسب كاشباع حاجاتو ككذلك ٔتا يتناسب مع حالتو النفسية ,كىذا االنتقاء
يتضمن يف العادة استعداد الفرد ككضع نفسو يف حالة من التهيؤ كالتأىب
43
العقلي ١تبلحظة ىذه ا١تثَتات ا١تختارة دكف غَتىا اك التفكَت يف اشياء دكف
اشياء اخرل.
.4االحاطة :كىي قد تكوف ٝتعية اك بصرية كتتمثل يف حركات العينُت خبلؿ
ا١تكاف اك يف االنصات لكل مايصدر من اصوات كٯتكن لبلنساف اف يوجو
انتباىو من جانب اذل اخر ,فمثبلن عن طريق اٟتواس حاسة البصر اك حاسة
السمع مثبلن يستطيع تغيَت انتباىو من شيء اذل شيء آخر ,كاف االنساف
اليستطيع اف ينتبو اذل كل ا١تنبهات اك ا١تثَتات يف كقت كاحد اك دفعة كاحدة
فاف االنتباه يكوف انتقائيان كموجهان اذل االشياء اليت يهتم هبا الفرد اكثر من
غَتىا ,كعلى سبيل ا١تثاؿ ا١تعلم يف فصلو عند شرحو لدرسو يركز دائمان اذل
عملية فهم الطبلب للدرس كليس يف اخطاء بعض الطبلب ,كالتلميذ الذم
يذاكر دركسو دائمان ٧تده يركز على ا١تعلومات كاالفكار كليس على االخطاء
ا١تطبعية كىكذا.
.5التركيز٧ :تد اف الفرد يتجو بفاعلية اك ا٬تابية كاىتماـ اذل تنبيهات حسية
معينة كيهمل منبهات اخرل ام ٬تعل بعض ا١تنبهات يف بؤرة الشعور كيركز
عليها كماعدا ذلك اذل ىامش الشعور فقد يركز الفرد على منبو كاحد اك منبو
منتشر ْتيث يستطيع االحتفاظ ٔتشاىدة مبعثرة عرب كل شئ ٭تدث حولو.
.6التذبذب :قد يتذبذب مستول ا١تثَت الذم ىو يف حقيقة االمر مصدران للتنبيو
فنجد اف انتباه الفرد يتذبذب بُت القوة كالضعف كذلك كفقان لقوة ا١تثَت اك
ضعفو ,فمثبلن عند مشاىدة الفرد مباراة كرة قدـ اك فيلم سينمائي ٧تد اف
44
انتباىو يتذبذب بُت القوة كالضعف كفقان الختبلؼ قوة ا١تباراة اك ضعفها
ككذلك قوة احداث الفيلم كاثارتو من عدمو.
.7التعقيب :يقصد بو االنتباه ا١تتصل ١تنبو اك مثَت معُت حيث تظهر قدرة الفرد
على التفكَت يف فكرتُت يف آف كاحد دكف ا٠تلط بينهما مثل قيادة السيارة
كالتحدث يف نفس الوقت مع صديق.
.8التموج :كيقصد بالتموج ىو انو رغم كجود ا١تثَت اك ا١تنبو الذم ينتبو اليو الفرد
فاف تاثَته ٮتتفي اذا ظهر مثَت آخر جديد كدخيل مث يعود مرة اخرل عندما
ٮتتفي ىذا ا١تثَت اٞتديد.
تصنيف االنتباه
يصنف االنتباه من حيث موقع ا١تثَتات كعددىا كطبيعتها ككاآليت:
اوالً :من حيث موقع المثيرات:
ينقسم االنتباه من حيث موقع ا١تثَتات اذل نوعُت ٫تا:
.1االنتباه الى الذات :كيف ىذا النوع من االنتباه يتم تركيز الفرد على ذاتو
حيث تكوف ىي بؤرة االىتماـ عند الفرد كماعدا ذلك يكوف على ىامش
الشعور.
.2االنتباه الى البيئة :يف ىذا النوع من االنتباه يوجو الفرد تركيزه كشعوره اذل
االىتماـ بالبيئة اليت يعيش فيها ,مثبل ٧تد بعض االفراد يكوف اىتمامو االكؿ
ىو االسرة كيركز كل جهده ككقتو ٢تا دكف غَتىا من ا١تثَتات االخرل ا١توجودة
يف البيئة كقد ٧تد آخر كل اىتمامو بعملو يف ا١تؤسسة اليت يعمل هبا كيركز كل
جهده ٢تا دكف االخرل.
45
ثانياً :من حيث عدد المثيرات
.1االنتباه ١تثَت كاحد :يف ىذا النوع من االنتباه ٧تد اف الفرد يوجو انتباىو ١تثَت
كاحد فقط دكف غَته من ا١تثَتات فيحصر الفرد انتباىو يف الرسم مثبل دكف
غَته أك اللغة العربية دكف غَتىا كىكذا.
.2االنتباه اذل اكثر من مثَت :يف ىذا النوع من االنتباه يوجو الفرد انتباىو
الكثر من مثَت اك منبو من ا١تثَتات اك ا١تنبهات ا١توجودة يف البيئة فينتقي
البعض منها كفقان ال٫تيتها بالنسبة لو ككفقان لسرعة الفرد على معاٞتة
ا١تعلومات.
ثالثاً :وفقاً لطبيعة المنبهات او المثيرات
اشارت الدراسات اذل كجود ثبلثة انواع من االنتباه ىي:
-1االنتباه االرادي االنتقائي
يف ىذا النوع يتم تركيز االنتباه على مثَت اك منبو كاحد من بُت عدة مثَتات
بشكل انتقائي كارادم بسبب ٤تدكدية الطاقة العقلية ك٤تدكدية سعة التخزين كسرعة
ا١تعاٞتة ففي ىذا النوع ٭تصر الفرد انتباىو يف شيء معُت كحصر انتباه الفرد يف
مشاىدة مباراة كرة قدـ اك مذاكرة درس من الدركس ا١تقررة عليو اك مشاىدة حلقة
اجنبية مثَتة كىناؾ يكوف االنتباه ارادم كمقصود كىادؼ يستلزـ من الفرد بذؿ
ا١تزيد من اٞتهد كٯتكن ٖتسُت التوجيو الذايت االرادم لبلنتباه عن طريق ا٠تربة
كالتحفيز كمعرفة مايسعى اليو ا١تتعلم ,فباستطاعة ا١تعلم اف يوجو انتباه طبلبو
كاىتماماهتم اثناء شرحو لدرسو عندما يشَت اذل مظاىره كمواطن بارزة من ا١توقف
التعليمي ,كايضان ىذا النوع من االنتباه ٭تتاج اذل بذؿ اٞتهد كالًتكيز العميق كانتباه
46
التلميذ اذل شرح ا١تدرس اك متابعة ٝتاع ٤تاضرة علمية اك حديث عن موضوع
صعب يتطلب اف يبذؿ الفرد جهدا كبَتان لبلستيعاب كتركيز االنتباه ,كىو جهد قد
يصحبو ٤تاكالت للتغلب على ا١تلل كشركد الذىن ,كيتوقف مقدار اٞتهد الذم
يبذؿ على شدة االنتباه كاٞتدكل كالفائدة من ىذا االنتباه كقد يصعب على
االطفاؿ تركيز اىتمامهم يف ىذا النوع من االنتباه فاالطفاؿ ليس لديهم القدرة
على ا١تثابرة كبذؿ اٞتهد كتركيز االنتباه لذا ٭تسن اف تكوف ا١توضوعات اليت تعطى
لبلطفاؿ كاليت ٯتكن اف تثَت انتباىهم موضوعات سهلة كشيقة كقصَتة ك٦تزكجة
باللعب كالٖتتاج اذل جهد اك تركيز يف االنتباه.
-2االنتباه االنتقائي التلقائي
يف ىذا النوع ينتبو الفرد ١تثَت اك منبو يشبع حاجات الفرد كدكافعو الذاتية
حيث يركز الفرد ك٭تصر انتباىو يف مثَت كاحد من بُت عدة مثَتات بيسر كسهولة
تامة كىنا ينشأ االنتباه كعملية داخلية لتحقيق ىدؼ ما كاشباع حاجة اك دافع
عند الفرد فيتجو االنتباه اذل ا١توضوع الذم يرغب فيو الفرد كيهتم بو ,كبذلك
٭تدث االنتباه بيسر كسهولة كاليبذؿ الفرد يف سبيلو جهدان .كىو ايضان من االنتباه
ال يبذؿ فيو الفرد جهدان كانتباه الفرد اذل موضوع اك شيء ٯتيل اليو اك يهتم بو,
كيف ىذا النوع من االنتباه فيكوف االنتباه ميسران كطبيعيان.
-3االنتباه الالرادي او القسري
يف ىذا النوع يركز الفرد انتباىو على مثَت معُت يفرض نفسو على الفرد بطريق
قسرم كدكف بذؿ جهد عاؿ لبلختيار بُت ا١تثَتات فيتجو الفرد اذل ىذا ا١تثَت رغم
ارادتو فمثبل لو ٝتع الفرد صوت رعد اك برؽ اك صوت مفاجئ فانو يتجو اليو
47
مباشرة كرغم ارادتو كينتبو اليو .كبصورة اخرل من ىذا النوع من االنتباه يتجو فيو
الفرد رغم ارادتو اذل ا١تثَت ا١تسبب لبلنتباه مثل ٝتاع االنساف الرتطاـ جسم باالرض
٭تدث صوتان أك ٝتاع طلقة مدفع أك مسدس أك التعرض لصدمة كهربائية أك كخز
مؤدل يف جسم االنساف كىنا يفرض ا١تنبو نفسو على الفرد فيحدث االنتباه القسرم.
العوامل التي تؤثر في االنتباه:
ىناؾ ٣تموعة من العوامل تؤثر يف حصر اك جذب االنتباه كىناؾ عوامل
اخرل تساعد على تشتت االنتباه سنوجزىا فيما يلي:
أوالً :العوامل التي تؤدي الى جذب االنتباه
تنقسم العوامل اليت تؤدم اذل جذب االنتباه اذل نوعُت ٫تا:
-1العوامل الداخلية:
كيطلق عليها احيانا بالعوامل الشخصية ام ا٠تاصة بالفرد كىي اٟتاجات
العضوية ٣تاؿ اىتماـ الشخص كالدكافع ا٢تامة اليت ٕتعل الفرد مهيأ لبلنتباه لبعض
االشياء.
كتنقسم العوامل الداخلية اذل قسمُت:
أ .العوامل ا١تؤقتة:
كىي عوامل تزكؿ ٔتجرد اشباع حاجات الفرد كدكافعو مثل:
-التهيؤ الذىٍت :حيث يهيؤ الفرد ذىنو الستقباؿ مثَتات اك منبهات معينة دكف
غَتىا فاالـ على سبيل ا١تثاؿ تستيقظ ٟتركات طفلها ليبل كالتستيقظ عند
ٝتاع صوت رعد اك برؽ ككذلك الشخص الذم ينتظر شخص عزيز لو قادـ
48
لزيارتو يف ساعة معينة ٧تده دائما ينصت ٞترس الباب لسماع اصوات االقداـ
على سلم ا١تنزؿ.
-النشاط العضول كالدافع :فالنشاط العضوم ٬تذب االنتباه اذل ذات الفرد
كدائمان الشخص اٞتائع يسًتعي انتباىو رائحة الطعاـ.
-االىتماـ :كيقصد بو ميل الشخص اذل مثَت اك منبو كاالىتماـ بو فاالنتباه
مبلحظة انتقائية كالفرد اليبلحظ اال ا١تثَتات اليت يهتم هبا يف بيئتو كيوجو
شعوره اليها كيركز فيها كبالتارل فاالنتباه كاالىتماـ مظهراف لشيء كاحد
فاالىتماـ عبارة عن انتباه كامن بينما االنتباه ىو اىتماـ ناشط ,ك٨تن ٩تتلف
يف اىتماماتنا ,فمثبل الذم ٬تذب انتباه عادل الفلك غَت ما٬تذب انتباه عادل
النفس.
-اال٭تاءات من االخرين :حيث قد تؤثر القابلية لبل٭تاء يف توجيو االنتباه
١تثَتات اك موضوعات معينة.
ب .العوامل ا١تستدٯتة:
كىي عوامل دائمة مع الفرد كتظل معو عرب الزمن منها:
-مستول االستثارة الداخلية :حيث تلعب االستثارة الداخلية دكران كبَتان يف
جذب االنتباه ١تثَت اك منبو معُت ,ككجد انو كلما زاد مستول االستثارة
الداخلية لدل الفرد كلما زاد انتباىو ١تثَت معُت.
-عادة الفرد الدائمة يف االصغاء كحب االستطبلع :حيث ٧تد اف ىناؾ من
االفراد من لديهم حب االستطبلع كمعرفة كل شئ كدائمُت التطلع اذل كل
ماىو جديد فيوجهوف انتباىهم اليو كيركزكف شعورىم فيو ككذلك من االفراد
49
من لديو صفة االصغاء لكل مايقولو االخركف من موضوعات خاصة ببعض
االفراد اك ا١توضوعات ا٠تاصة بالعمل كغَتىا.
-انتباه االفراد ا١تستمر ١تصادر ا٠تطر كاالذل :يبلحظ اف االفراد دائما ما
ينتبهوف اذل مصادر ا٠تطر كاالذل اليت هتدد بقاءىم اك تلحق هبم الضرر
كاالذل كىذا يتوقف على قوة ا١تثَت اك ا١تنبو كشدتو كسرعتو كإتاىو.
-الراحة اٞتسمية كالنفسية :كلما شعر الفرد بالراحة اٞتسمية كالنفسية كلما ادل
ذلك اذل زيادة انتباىو كتركيزه يف مثَت اك منبو معُت ,كىناؾ بعض االطفاؿ
٭تققوف النفسهم السعادة كالبهجة كالراحة النفسية حينما يستخدموف الصراخ
يف ٤تاكلة جذب انتباه الكبار اليهم اك ادعاء ا١تغص اك غَته من ىذه اٟتركات
حىت يهرع اليهم الكبار ١تعرفة سبب ذلك.
-2العوامل الخارجية:
كيطلق عليها احيانا بالعوامل ا١توضوعية ا٠تاصة با١تنبو اك ا١تثَت كتنحصر ىذه
العوامل فيما يلي:
-طبيعة ا١تثَت اك ا١تنبوٗ :تتلف ا١تثَتات اك ا١تنبهات يف جذب انتباه االفراد فهناؾ
منبهات ٕتذب بعض االفراد كالٕتذب االخرين كىذا يتوقف على طبيعة ا١تنبو
كطبيعة الفرد فا١تثَت اك ا١تنبو غَت ا١تالوؼ قد ٬تذب انتباه االفراد اكثر من غَته
من ا١تنبهات ا١تالوفة لديهم كا١تنبو السمعي ٮتتلف عن ا١تنبو البصرم يف جذب
االنتباه.
-شدة ا١تثَت اك ا١تنبو :قد تتمثل شدة ا١تثَت يف الصوت اك الضوء اك اللوف اك
الضوضاء ككلما كاف ا١تنبو اكثر شدة كلما كاف لو اثر اكرب يف جذب االنتباه
50
اليو فصوت ا١تذياع العارل ٬تذب انتباه االفراد اذا كاف اعلى من ا١تثَتات
االخرل ا١توجودة حولو ككذلك رؤية االلواف الرباقة كايضا الضوضاء الصاخبة
كالركائح النفاذة ٢تا اثر كبَت يف جذب االنتباه.
-تكرار ا١تثَت اك ا١تنبو :تكرار ا١تثَت عامل من عوامل جذب انتباه االفراد حيث
٬تعل االفراد يضعونو يف بؤرة شعورىم فَتكزكف فيو ,فمثبل اذا تكرر صوت
ميكركفوف يعلن عن موضوع يهم ا١تواطنوف ٧تدىم ٭تاكلوف االنصات لسماع
ىذا الصوت كيركزكف فيو ككذلك تكرار كجود ضوء معُت يطفئ كيضئ مرة
اخرل ٬تذب انتباه االفراد كىكذا.
-حركة ا١تثَت اك ا١تنبو :فاالشياء ا١تتحركة تعمل على جذب انتباه االفراد بعكس
االشياء الساكنة فمثبل اٟتركة ا١تستديرة كالدائمة جملموعة من االلواف ٕتذب
انتباه االفراد ككذلك حركة بعض البلعبُت ا١تهرة يف ا١تلعب ٕتذب انتباه
ا١تشاىدين ٢تم.
-تباين اك تضاد ا١تثَت اك ا١تنبو :ام اختبلؼ ا١تثَت عن ا١تثَتات من حولو يعمل
على جذب االنتباه فمثبلن الشخص الذم يايت من بلد اذل بلد آخر كيلبس
لباس بلده ٬تذب االنتباه اليو النو ٮتتلف يف زيو عمن حولو ككذلك الضوء
القوم جدان بُت اضواء خافتة يعمل على جذب االنتباه ككذلك اذا كاف ىناؾ
اعبلف ٕتارم ٭تتول على خطوط بيضاء اك اخرل سواء ٬تذب االنتباه اليو اكثر
من اعبلف اخر ٭تتوم على الواف متشاهبو.
51
-حجم ا١تثَت اك ا١تنبو :كلما زاد حجم ا١تنبو كلما كاف لو اثر كبَت يف جذب
االنتباه اليو فاٟتيواف الضخم مثل الفيل ٬تذب االنتباه اليو اكثر من اٟتيوانات
الصغَتة مثل البقر كا٠تراؼ.
-موقع ا١تثَت اك ا١تنبو :موضع ا١تنبو لو دكر كبَت يف عملية جذب االنتباه
فالشخص الذم يتعود اف يقوـ من نومو مبكران مث يضع ا١تنبو قريبان منو افضل يف
جذب انتباىو لو أك كضع ىذا ا١تنبو يف حجرة ٣تاكرة ككذلك الضوضاء
الصاخبة اجملاكرة تعمل على جذب االنتباه من الضوضاء البعيدة.
-التغَت الفجائي للمثَت اك ا١تنبو :سواء كاف ىذا التغَت يف الصوت أك اللوف أك
اٟتجم أك ا١توضع فمثبلن عندما تزداد االضاءة فجأة فاف ىذا يسًتعي انتباىنا
ككذلك عندما نسمع صوت ا١توسيقى ا٢تادئ من ا١تذياع فاالرتفاع ا١تفاجئ
للصوت يسًتعي انتباىنا كىكذا.
-حداثة ا١تثَت أك ا١تنبو :دائما ا١تثَت اٞتديد ٬تذب انتباىنا فمثبل الطالب ٬تذب
انتباىو ا١ترجع اٟتديث يف ا١تادة ككذلك االفراد ٕتذهبم التكنولوجيا اٟتديثة مثل
الكمبيوتر اٟتديث ,احملموؿ اٞتديد ,نوع حديث من السيارات اك نوع من
ا١توضة اٟتديثة.
ثانياً :العوامل التي تؤدي الى تشتت االنتباه
ىناؾ عوامل مشتتة لبلنتباه كثَتة يرجع بعضها لعوامل اجتماعية كعوامل
نفسية كيرجع البعض االخر اذل عوامل جسمية كعوامل فيزيقية.
كيبلحظ ذلك جيدا عندما نبلحظ بعض الطبلب اثناء ٖتصيلهم الدراسي اك
اثناء مذاكرة دركسهم يعانوف من عدـ القدرة على الًتكيز كحصر االنتباه اثناء
52
مراجعة دركسهم كمذاكرهتا كىذا يرجع اذل عدة عوامل تشتت انتباىهم كتقلل من
قدرهتم على التحصيل اٞتيد بعض ىذه العوامل داخلي خاص بالفرد كبعضها
خارجي يرجع للمؤثرات البيئية.
-1العوامل الداخلية:
٘تثل العوامل الداخلية اليت تؤدم اذل تشتت االنتباه فيما يلي:
أ .العوامل الفسيولوجية:
تتمثل يف االيت:
-االرىاؽ كالتعب اٞتسمي :الذم يؤثر بالسلب على جذب االنتباه ٨تو مثَت اك
منبو معُت فالطالب ا١ترىق جسميا اليستطيع الًتكيز كحصر االنتباه يف
موضوع ما.
-ا٠تلل اٟتادث يف اجهزة اٞتسم :مثل االضطرابات اليت ٖتدث يف اٞتهاز
ا٢تضمي اك اٞتهاز التنفسي اك التناسلي فالطالب الذم تصيبو نوبة برد مثبل
اليستطيع الًتكيز اثناء مذاكرة دركسو كيكوف مشتتا كيقل ٖتصيلو.
-عدـ االنتظاـ يف الغذاء اك سوء التغذية :يؤدم اذل تشتت االنتباه حيث يفقد
الفرد القدرة على الًتكيز لفًتة طويلة كيشعر بالدكار القل ٣تهود يبذؿ.
53
ب .العوامل النفسية:
كتتمثل ىذه العوامل فيما يلي:
-العقد النفسية كالصراعات النفسية :مثل عقدة النقص أك الذنب اك
االضطهاد كل ىذا يستنفذ قدرا كبَتا من الطاقة العصبية البلزمة لعملية
االنتباه.
-القلق كاالفكار الوسواسية كحدة االنفعاالت.
-االسراؼ يف التأمل الذايت كجلب ا١تتاعب كاالالـ كاالستسبلـ الحبلـ
اليقظة.
-انشغاؿ الفرد بامور اخرل غَت موضوع االنتباه.
-2العوامل الخارجية:
كتتمثل ىذه العوامل فيما يلي:
أ .العوامل االجتماعية:
كتتمثل يف ا١تشكبلت العائلية كعدـ االستقرار االجتماعي كالنزاع ا١تستمر بُت
الوالدين اك انفصاؿ احد٫تا عن االخر اك الصعوبات ا١تالية كا١تتاعب اليت تواجو
االسرة كاالمور ا١تعلقة اليت دل ٖتسم بعد كل ىذا يؤدم اذل ىركب الفرد منها
كاليستطيع الًتكيز بل يكوف شارد الذىن يف معظم االكقات.
ب .العوامل الفيزيقية:
تتمثل يف كل ما ٭تيط بالفرد من مؤثرات بيئية كضعف االضاءة اك سوء
توزيعها ,سوء التهوية ,ارتفاع درجة اٟترارة اك الرطوبة ,الضوضاء الصاخبة ,كل ىذه
54
ا١تؤثرات تؤثر على تشتت االنتباه كقلتو ككلما كانت ىذه العوامل غَت مرضية للفرد
كلما ادل ذلك اذل ضعف قدرتو على االنتباه ,لذلك تتوقف العوامل اليت تؤثر
على االنتباه على فاعلية اٟتواس ككفاءة اٞتهاز العصيب الذم يعمل كمرشح
للمنبهات بالتحكم يف مظاىر االنتباه كما يؤثر مستول الذكاء كفاعلية نظاـ ٕتهيز
ا١تعلومات لدل الفرد على جودة انتباىو كسعتو فمرتفعي الذكاء لديهم حساسية
الستقباؿ مثَتات اكثر كيكوف انتباىهم اكثر دقة كسرعة كيقظة ككذلك يؤثر ٤تتول
البناء ا١تعريف كمان ككيفا كتنظيمان على زيادة فاعلية االنتباه بطريقة طردية كتؤثر
شخصية الفرد كذلك على االنتباه فاالفراد االنبساطيوف يكونوف اكثر كعيان
كاستجابة ١تثَتات البيئة ا٠تارجية اما االنطوائيوف يكونوف اكثر كعيان با١تثَتات
الداخلية.
تفسير العالقة بين االنتباه واالحساس واالدراؾ:
اف االنتباه عملية حيوية تكمن أ٫تيتها يف كوهنا احد ا١تتطلبات الرئيسية
للعديد من العمليات العقلية كاإلحساس كاإلدراؾ كالتذكر كالتعلم فمن دكف ىذه
العملية رٔتا ال يكوف إدراؾ الفرد ١تا يدكر حولو كاضحان كجليان كقد يواجو صعوبة يف
عملية التذكر ,كما يعد االنتباه عملية توجيهية كتركيز للوعي يف منبو ما ,أم تركيز
الوعي على منبهات معينة كاستبعاد منبهات أخرل يف اللحظة نفسها لذلك يعد
االنتباه أحد الظواىر ا٢تامة يف السلوؾ اإلنساين بصفة عامة كيف سلوؾ ا١تعلم
كا١تتعلم بصفو خاصة أم عمليات التعلم كالتعليم.
كعليو فاإلنساف ال يدرؾ منبهان أك موقفان إال بعد أف ينتبو إذل كل جزيئاتو,
كمن ىنا فأف االنتباه يسبق اإلدراؾ كيشَت إذل االىتماـ ٔتنبهات أك معلومات ٤تددة
55
ِ
بوصفو عملية انتقالية تتحد يف بؤرة الشعور ,أما اإلدراؾ فيًتكز حوؿ ما يف البيئة
إليو الفرد ٦تا يؤدم إذل كعي كشعور زائد با١تثَت ,كٯتكن القوؿ أف االنتباه ينتبو ِ
يتوسط عملييت اإلحساس كاإلدراؾ فإذا كاف اإلحساس ىو عملية اكتشاؼ
كتسليم ا١تثَتات ا١تختلفة عرب األجهزة اٟتسية كنقلها إذل الدماغ فأف االنتباه يتضمن
كضع ىذه ا١تثَتات (ا١تعلومات) يف مركز الشعور (مركز الوعي) ,أما اإلدراؾ فهو
عملية تفسَت ا١تعٌت كتأكيلو كإضافتو إذل ا١تعلومات ا١تنبو ٢تا ,كإف العمليات الثبلث
اإلدراؾ كاإلحساس كاالنتباه ىي عمليات مًتابطة كمتتابعة فبل ٯتكن االنتباه إذل
شيء ما دل يكن ىناؾ منبو أك مثَت يقوـ باستثارة ا٠تبليا العصبية ا١تتخصصة
ا١توجودة يف األجهزة اٟتسية ا١تختلفة إذ تقوـ باكتشاؼ ا١تثَتات كا١تنبهات عن
طريق عنصر االكتشاؼ أك (ا١تستقبل) كىي ٣تموعة من ا٠تبليا تستجيب لنوع
معُت من ا١تثَتات من دكف غَتىا األمر الذم يؤدم إذل ٖتويل ىذه ا١تثَتات أك
ا١تنبهات إذل إشارات أك نبضات كهرككيميائية ترسل إذل الدماغ ,كتكوف
االستجابات الفسيولوجية ا١تصاحبة لبلنتباه مثل٘ :تدد األكعية الدموية ا١توجودة يف
الرأس ,انقباض األكعية الدموية ا٠تارجية كتقليص بعض العضبلت السيما يف
منطقة الرقبة كاألكتاؼ كاالرتفاع يف معدؿ دقات القلب ,ككثرة التعرؽ يف اٞتسم
كغَتىا كلها تعمل على هتيئة الكائن لبلنتباه إذ تسهم يف تسهيل استقباؿ ا١تثَت
بصورة كفوءة كفعالة ,كهتيئة اإلنساف لبلستجابة بسرعة السيما إذا كانت ىذه
االستجابة مطلوبة ,كاالنتباه يسبق اإلدراؾ كيعدلو أم انو يهيئ الفرد لئلدراؾ فإذا
كاف االنتباه يرتاد كيتحسس ,فأف اإلدراؾ يكشف كٯتيز كما أف لبلنتباه كاإلدراؾ
اٟتسي عبلقة قوية بشخصية الفرد كتوافقو االجتماعي فالعجز يف االنتباه كعن
56
إدراؾ ما يرغب فيو الناس كما يشعركف بو أحيانان كعن اثر سلوكنا فيهم كسلوكهم بنا
مدعاة لسوء الفهم كالتفاىم بيننا كبينهم كسبيل إذل سوء التوافق االجتماعي.
نظريات االنتباه:
شهدت الفًتة اليت اعقبت اٟترب العا١تية الثانية اىتمامان كبَتان ٔتوضوع االنتباه
اذ تركزت البحوث بشكل خاص الكيفية اليت يستطيع فيها الفرد االنتباه اذل مثَت
معُت بُت عدة مثَتات فالذم ٭تدث يف حفبلت االعراس اك الكوكتيل مثبلن ,ىو اف
الفرد يستطيع ٝتاع كلمات ٤تاكرة بوضوح على الرغم من االصوات العالية
كالصخب يف اٟتفلة.
كقاـ شَتم ( )1953 Cherryكالذم يعد رائد دراسات االنتباه من خبلؿ
ٕتربتو االستماع ا١تزدكج كاليت فتحت افاقا علمية كاسعة مهدت لظهور نظريات
ك٪تاذج عديدة ٥تتلفة يف موضوع االنتباه ,اذ قاـ باعطاء ا١تفحوصُت رسالتُت ٝتعتُت
٥تتلفتُت عرب ٝتاعة اذف يف اف كاحد ,كل رسالة اذل اذف كطلب من ا١تفحوص اف
يركز انتباىو اذل احدل الرسالتُت من خبلؿ ترديد ٤تتول الرسالة مع ا٫تاؿ الرسالة
االخرل كتوصل (شَتم) اذل اف ا١تفحوصُت دل يستطيعوا إخباره شيء عن ٤تتول
الرسالة غَت ا١تنت ػػبو ٢تا.
لكنهم ٘تكنوا من معرفة الصوت رجارل كاف اـ نسائي كمعرفة ما اذا كانت
الرسالة قد ٖتولت من صوت انساف ( )Voiceاذل نغمة نقية ( )Pure toneلكنهم
دل يبلحظوا اذا ما كانت الرسالة قد تغَتت م ػػن االنكليزية اذل الفرنسية ,كقد كانت
نتائج ىذه التجربة ظهور العديد من النظريات اليت حاكلت تفسَت االنتباه كىي-:
57
(Broadbentتركزت )1958 )Filterلربكدنت (Theory -1نظرية ا١تصفاة
ىذه النظرية على فكرة اساسية ىي اف انتباه االنساف للمثَتات كا١تعلومات
القادمة عرب القنوات اٟتسية ٤تدد ( )limitedكانتقائي ( )Selectiveكاف
ىناؾ مصفاة ( )filterداخل االنساف يبعد اك ٭تذؼ ا١تنبهات اك ا١تثَتات اك
ا١تعلومات اليت ينتبو ٢تا ,كىذا االنتقاؿ ٭تصل من جانب القنوات اٟتسية اليت
تكوف قناة منفصلة لنقل ا١تعلومات اذل ا١تصفاة كاذا حدث اف استقبل الفرد ُ
تكوف قناتُت منفصلتُت كاحدة
مثَتين ٝتعيُت ٥تتلفيُت يف آف كاحد فاف االذاف ُ
لكل مثَت استنادا اذل ا٠تصائص الفيزيائية ٢تذا ا١تثَت اك ذاؾ.
كيصف بركدبنت نظريتو من خبلؿ تشبيو عملية انتقاء مثَت معُت من ٣تموعة
من ا١تثَتات بأنبوب يشبو حرؼ ( )Yاذ يشَت اذل اف ٪تطان كاحدان من ا١تثَتات فقط
ىو الذم ٯتر عرب األنبوب يف ٟتظة كاحدة كاف دخوؿ مثَتين يف اللحظة نفسها
يعٍت اف احد٫تا سوؼ ٯتر (ينتبو لو) كاالخر سوؼ يهم ػػل.
يؤكد برود بنت على المبادىء االتية في توضيح نظريتو:
–1اف النظاـ االدراكي لبلنساف ال يستطيع استيعاب الكم ا٢تائل من ا١تنبهات
كا١تعلومات القادمة عرب اٟتواس يف كل ٟتظة فهو ذك سعة ٤تدكدة كمن مث
٭تتاج اذل نوع من التصفية كالتقنُت كاالنتقاء للمنبهات.
–2اف ا١تستقببلت اٟتسية تستلم ا١تثَتات ا١تختلفة (ٝتعية ,بصرية ,جلدية,
مشية .... ,اذل آخره ) مث ٖتللها بصورة اكلية كترسلها اذل ٥تزف الذاكرة قصَتة
ا١تدل اذ تبقى ١تدة قصَتة مث تنتقل اذل جهاز ا١تصفاة االنتقائية اليت تعمل
ٔتثابة مصد كقيت للمعلومات.
58
–3تقوـ ا١تصفاة االنتقائية بسلسلة من عمليات التحليل ا١تركزم ٢تذه ا١تعلومات
اذ يتم انتقاء معلومات ٤تددة ٭تتاجها الفرد كإ٫تاؿ معلومات اخرل غَت
مقيدة فهو:
– يعمل على فرز ا١تعلومات ا١تفيدة من غَت ا١تفيدة.
-يعمل بنظاـ الكل اك البلشيء ,اما اف ينتبو اذل ا١تعلومة اك هتمل ٘تامان.
–4تنتقل ا١تعلومات من ا١تصفاة االنتقالية (ال ٘تر اكثر من معلومة كاحدة يف آف
كاحد) اذل جهاز النظاـ االدراكي ذم السعة اك القابلية احملدكدة ,اذ ٖتدث
عمليات التفسَت اك التأكيل كاضفاء ا١تعاين كالدالالت كالتشفَت كيشبو
بركدبنت ىذا اٞتهاز ٔتعاجل كومبيوتر مركزم اذ ٖتدث فيو عمليات التنظيم
كا١تعاٞتة ا١تعلوماتية.
كيرل بركد بنت اف العمليات ا٠تاصة يف كل من ٥تزف الذاكرة قصَتة ا١تدل
كا١تصفاة االنتقائية كجهاز السعة اك القابلية احملدكدة ٖتدث يف آف كاحد كبصورة
متزامنة اذ يتم التحليل األكرل للمعلومات (ا١تنبهات) يف الذاكرة قصَتة ا١تدل مث تتم
عملية انتقاء ا١تعلومات ا١تهمة من ا١تصفاة االنتقائية كبعدىا تضفى ا١تعاين
كالتفسَتات كالتشفَت يف جهاز القابلية احملدكدة حيث ٖتدث عملية التعرؼ ,ك١تا
كاف جهاز القابلية احملدكدة ال يستوعب اكثر من معلومة كاحدة من قناة كاحدة
يف آف كاحد فأف ا١تصفاة االنتقائية الواقعة بُت ٥تزف الذاكرة القصَتة ا١تدل كبُت
جهاز احملدكدة يسمح باالنتباه فقط ١تصدر كاحد من ا١تعلومات ,فمثبل ما ٭تدث
يف ا١تناسبات اك حفلة الكوكتيل ىو اف تقوـ االحساسات باستقباؿ العديد من
ا١تثَتات السمعية كالبصرية كترسلها اذل ٥تزف الذاكرة قصَتة ا١تدل اذ ٗتزف ١تدة
59
قصَتة (بضعة ثواف يف االغلب) لكن االنتباه يتم ١تثَت كاحد فقط حيث يسحب
من ا١تخزف اذل ا١تصفاة االنتقائية كمن مث اذل جهاز القابلية ذم السعة احملدكدة لتتم
عملية التعرؼ.
– 2نظرية تريزماف ( ) Treisman Theory 1960
دل تستطع نظرية ا١تصفاة لربكد بنت اف تفسر حقيقة اف بعض ا١تعاين
كا١تعلومات قد ٘تر من ا١تصفاة عرب القناة غَت ا١تنتبو ٢تا فعلى الرغم من اف ا١تفحوص
ال ينتبو اذل القناة اك الرسالة غَت ا١تنتبو ٢تا اال اف ىناؾ بعض ا١تعلومات ٯتكن اف
تتسرب يف الوعي (الشعور) ,اذ ُبُت (مورام )Morayعاـ ( )1959اف
ا١تفحوصُت يف ا١تهمات الثنائية يبلحظوف اف اٝتاءىم ا٠تاصة قد ذكرت يف القناة
غَت ا١تنتبو ٢تا ,كاشػػارت (تريزماف )Treismanاذل اف ىناؾ احتمالية عالية الف
يردد ا١تفحوص الكلمات الواردة يف الرسالة غَت ا١تنتبو ٢تا ال سيما اذا كاف ٤تتول
كلماهتا مشابو حملتول الكلمات الواردة يف الرسالة ا١تنتبو ٢تا كاليت يرددىا ا١تفحوص.
اف كجهة النظر اليت تقوؿ اف بعض ا١تعلومات كليس كلها ٘تر من خبلؿ كل
القنوات ادت اذل تقدًن تريزماف أ٪توذج التخفيف اك االضعاؼ اذ افًتضت:
-اف ا١تصفاة االنتقائية ال تعمل بطريقة الكل اك البلشيء أم اما اف ٭تصل
انتباه كانتقاء للمعلومة اك ا١تثَت اك اف هتمل كٗتتفي ,كما اقًتح بركدبنت ا٪تا
ىناؾ احتماؿ قائم يف اف بعض ا١تعلومات غَت ا١تنتبو ٢تا ٯتكن اف ٘تر عرب
ا١تصفاة.
-اف مفهوـ التخفيف اك االضعاؼ يفًتض اف الرسالة غَت ا١تنتبػو ٢تا (ٗتفف
اك تضعف) كلكن ال هتمل اك تبعد ابدا ,كىكذا فاف ا١تصفاة على كفق ىذه
60
النظرية ال تقلل من كمية ا١تعلومات ا١تتوافرة يف القناة غَت ا١تنتبو ٢تا كا٪تا ال
تسمح ٢تذه ا١تعلومات من اف ٖتلل بصورة كاملة ,كعندما ينتبو الفرد اذل
موضوع ٤تدد فانو يقوـ بتحليل مفردات ىذا ا١توضوع كلها ,اما ا١تعلومات
القادمة من القناة االخرل فانو يف اٟتقيقة ال يعاجل اكثر من ( )%10منها
كىي نسبة كافية لكي يستطيع الفرد ٝتاع اٝتو اك أم معلومة مهمة بالنسػ ػػبة
لو.
ترل تريزماف اف االنتباه يعمل على مستويُت االكؿ ىو اف االنتباه ٯتكن اف
٭تدث عرب القنوات اٟتسية (كما ىو يف ا٪توذج بركد بنت) اذ اف ا١تصفاة تنتقي
صوتان معينان من بُت اصوات متعددة من خبلؿ ٖتليل ا٠تصائص الفيزيائية للصوت
فتكوف قناة خاصة هبا.
ُ
اما ا١تستول الثاين فهو مستول ا١تعاين ,اذ ينبغي للمفحوص اف يتعرؼ على
ا١تثَتات قبل اف يرفضها اك ينتقيها ,فمثبلن لو اعطيت قائمة من الكلمات جملموعة
من االفراد كدربوا على تذكر كلمات ٤تددة من بُت الكلمات ا١تكتوبة يف القائمة
فاهنم سوؼ يتعرفوف على كل كلمة قبل اف يقرركا فيما اذا كاف عليهم اعادهتا مرة
ثانية ,ك٨تن يف العادة نتذكر ا١تعاين كاالفكار من دكف اف تعرؼ ىوية مصدرىا.
كىذا النوع من االنتباه يسمى ا٪توذج االنتقاء ا١تبكر ,الف اٞتزء ا١تهم
كاحملدد من ا١تعلومات االتية (كليس كلها) يعمل اتصاالن مباشران مع الذاكرة ,اما
ا١تعلومات غَت ا١تهمة فاهنا ٗتفف ٘تاما.
61
-4نظرية نورماف(Norman Theory 1968) :
ترل ىذه النظرية اف كل ا١تعلومات (ا١تدخبلت) يتم التعرؼ عليها حىت تلك
اليت جاءت من القناة غَت ا١تنتبو ٢تا ,كاف ا١تفحوصُت يعرفوف الكلمات اليت ٝتعوىا
يف االذف غَت ا١تنتبو ٢تا غَت اهنم ال يستطيعوف معاٞتة تلك ا١تعلومات باكثر من
عملية التعرؼ الف انتباىهم يكوف قد ركز على ا١تعلومات الواردة يف الرسالة ا١تنتبو
٢تا كتؤكد ىذه النظرية اف ا١تعلومات يتم التعرؼ عليها قبل حدكث عملية االنتباه
اذ تتلقى معاٞتة ادراكية (ٖتليل) من خبلؿ اثارة دالئلها ك٘تثيبلهتا يف الذاكرة ,كاف
عملية االنتباه ٖتصل من خبلؿ انتقاء ا١تعلومات اليت يتم التعرؼ عليها كاليت تلقت
معاٞتات ٖتليلية يف الذاكرة ,كيشَت نورماف اف ا١تدخبلت اليت تستقبل ترسل اذل
الذاكرة حيث ٖتصل عملية التعرؼ من خبلؿ ٖتليل كتأكيل دالالهتا ك٘تثيبلهتا كبعد
اف تتم عملية التعرؼ ٖتصل عملية االنتباه ١تعلومات منتقاة كىكذا فاف االنتباه يلي
عملية التعرؼ.
كٯتكن القوؿ أف اإلنساف يقوـ باستقباؿ ا١تثَت كالتعرؼ عليو من خبلؿ
االستفادة من معطيات الذاكرة كبعد ذلك يقوـ بانتقاء ا١تعلومات اليت سوؼ ينتبو
٢تا من خبلؿ ا١تصفاة االنتقائية اليت تنتقي ا١تعلومات ا١تهمة فقط كليس أ٪توذج
نورماف أيضا (ا٪توذج االنتقاء ا١تتأخر) اذ اف ا١تعلومات تتلقى معاٞتة ادراكية
كٖتليلية ,كمن مث تتم عملية االنتباه االنتقائػػي.
62
–5نظرية بوزنر وشنايدر )(Posner and Snyder 1975
طور كل من بوزنر كشنايدر مفهوـ التفريق بُت العملية الذاتية (التقائية)
لبلنتباه كبُت االنتباه الشعورم ,كاقًتحا اف ىناؾ ثبلث معايَت عملية يتم من خبل٢تا
عد عملية االنتباه تلقػائية كىو -:
– ٬تب اف ٭تصل االنتباه من دكف قصد.
– ٬تب اف ال ٖتصل اية اثارة للوعي الشعورم.
– ٬تب اف ال ٭تدث تداخل مع أم فعالية اك عملية عقلية.
كقد ربط بوزنر العمليات التلقائية لبلنتباه مع مفهوـ ا١تس ػ ػ ػػلك النفسي الذم
يعرفو بانو ٪تط الًتميز الداخلي كارتباطاتو اك عبلقاتو اليت تنشط بصورة تلقائية من
خبلؿ عرض ا١تثَتات كايضا افًتض بوزنر ايضا اف الفعالية التلقائية ٖتصل نتيجة
للتعلم األكرل .كبا١تقابل فاف االنتباه الشعورم ٯتكن اف يستعمل بطريقة مرنة ٘تامان
يف بعض مراحل معاٞتة ا١تعلومات ,كاف االنتباه الشعورم ٯتكن اف يستعمل لعمل
استجابة معرفية مهمة كاالسًتجاع من الذاكرة اك افًتاض ا١تفاىيم كٯتكن ايضا اف
يطبق يف العمليات التلقائية بصورة اقل ٧تاحان كٔتوجب ىذه النظرية فاف االنتباه
يكوف على مستويُت االكؿ مستول العملية التلقائية اذ يقسم االداء فيها بالسرعة
بسبب كجود ما يشاهبها يف الذاكرة كمستول االنتباه الشعػػورم الذم يتسم فيو
االداء بالبطىء النسبػػي مقارنة با١تستػػول االكؿ.
ك٦تا تقدـ نستنتج اف النظريات ا١تبكرة يف االنتباه اكدت على اف ا١تعلومات
اليت يستطيع الفرد معاٞتتها يف كقت كاحد تكوف ٤تدكدة اذل حد بعيد ,كاف ا١تفهوـ
ا١تشًتؾ بُت ىذه النظريات ىو ما يسمى (عنق الزجاجة) كالذم يكوف على شكل
63
اٟترؼ ( )Yكالذم يسمح بعبور كمية ٤تدكدة من ا١تعلومات اذل الدماغ على الرغم
من تعرض الفرد اذل عدد كبَت من ا١تثَتات.
-6انموذج القنوات المستقلة (شيفرين وآخروف )Shffrin et.al.) :1974
فسر شيفرين كزمبلئو نتائج دراساهتم كدراسة سوركن كبو١تاف ليسندكا كيدعموا
ا٪توذج القنوات ا١تستقلة كيسمى ايضا ا٪توذج القنوات ا١تتوازية كفيو تدخل ا١تعلومات
اذل جهاز التحكم اٟتسي من خبلؿ قنوات متعددة كفيو ال ٭تصل أم ٗتفيض اك
اضعاؼ انتباىي عند مستول الذاكرة قصَتة ا١تدل.
ليس ىناؾ اثر إدراكي يف أ٪توذج القنوات ا١تستقلة (ا١تتوازية) على اإلطبلؽ,
إ٪تا كل ا١تعلومات ٘تر يف ذاكرة قصَتة ا١تدل كٖتلل بواسطة جهاز التعرؼ.
كما اف انتقاء ا١تعلومات يتم يف مستول الذاكرة قصَتة ا١تدل ,بعض
ا١تعلومات يتم ٖتليلها كتفسَتىا كإضفاء ا١تعاين كالرموز عليها كربطها ٔتعلومات
كأفكار اخرل موجودة يف ٥تزف الذاكرة طويلة ا١تدل.
لدينا اآلف ٪تاذج متناقضة يف تفسَت عملية االنتباه كلدينا ايضا نتائج متناقضة
بشكل كاضح ,فلو أخذنا أ٪توذج لتفسَت نتائج دراسة شيفرين كزمبلئو ,فاهنا ٬تب
اف تفًتض اننا نستطيع التعامل مع اصوات متناغمة ٥تفية اك مطمورة يف الضوضاء
عندما نقسم انتباىنا بالتساكم بُت قناتُت (٢تذا يكوف االضعاؼ يف كل قناة ْتدكد
)%50مثلما ننتبو بشكل كامل لقناة كاحدة.
كما اننا لو اعتمدنا أ٪توذج القنوات ا١تستقلة لشيفرين كزمبلئو لتفسَت نتائج
دراسة تريزماف كجيفن كاليت كانت نتائجها اف ( )%90من الكلمات ا١تستهدفة قد
اكتشفت يف القناة الرئيسية كحوارل ( )%9فقط من الكلمات قد ٝتُعت يف القناة
64
غَت ا١تنبهة٬ ,تب اف نفًتض اف الكلمة يف االذف غَت احملجوبة قد لوحظت
كأدخلت إذل ٥تزف الذاكرة قصَتة ا١تدل ,كبعد ذلك نسيت ,كل ىذا حصل قبل اف
يتمكن ا١تفحوص من عمل استجابة صر٭تة (الطباعة على اآللة الكاتبة) ,كىذا
بالضبط ما افًتضو شيفرين كزمبلئ ػ ػ ػػو.
-7نظرية شنايدر وشيفرين ()Schneider & Shiffrin 1977
& Walter Schneider قدـ كل مػن (كالًت شنايدر كريتشارد شيفرين
) Richard Shiffrinمستويُت من العمليات ذات الصلة باالنتباه ٫تا:
أ -العملية الذاتية أك التلقائية ( (Automatic Processكىذه تستعمل يف ا١تهاـ
السهلة كاليت تتضمن مفردات مألوفة بشكل كبَت .سائق السيارة مثبل ال
٭تتاج إذل طاقة انتباىية تستلزـ تركيزان عاليان عندما يرل الضوء األٛتر عند
إشارة ا١تركر ككل الفعاليات اٟتركية اٟتاصلة بعد ذلك (الضغط على عتلة
الوقوؼ كغَتىا) ٘تثل اداءن اعتياديان مكرران ال ٭تتاج إذل جهد كطاقة كبَتة
كتكوف العملية التلقائية سريعة نسبيان.
ب -عملية التحكم أك السيطرة ( (Controlled Processكاليت تستعمل يف
ا١تهاـ الصعبة كاألداء على مستول عملية السيطرة ك٭تتاج اذل جهد انتباىي
عاؿ النو يتعامل اساسان مع مهمات غَت مألوفة ( )Unfamiliarتنطوم
على مثَتات كمتشعبة كتكوف ىذه العمػػلية بطيئة نسبيان.
اف العملية الذاتية اك التلقائية تكوف متوازية ,كىذا يعٍت اف الفرد يستطيع
التعامل مع مثَتين اك اكثر يف آف كاحد ,اما عملية التحكم اك السيطرة فتكوف
متوالية كىذا يعٍت اف الفرد يستطيع التعامل مع مثَت كاحد فقط يف كل مرة.
65
كحسب شنايدر كشيفرين فانو عند تقسيم االنتباه على مهمُت اك مثَتين يف
آف كاحد ,فاف الفرد يستخدـ العملية الذاتية اك التلقائية لبلنتباه كذلك لبلستجابة
لكليت ا١تهمتُت اك ا١تثَتين ,كما اف ىناؾ عبلقة بُت التدريب كالعملية الذاتية اك
التلقائية لبلنتباه ,إذ اف الفرد ا١تدرب على مهمات تتطلب تقسيم انتباىو على اكثر
من مثَت كتكوف العملية التلقائية لديو سهلة ك٦تكنة ال٧تاز ىذه ا١تهمات بشكل
جيد.
حاكلت نظرية شنايدر كشيفرين اف ٕتمع بصورة نظرية كٕتريبية بُت االنتباه
التلقائي كالذاكرة قصَتة ا١تدل ,كمع اف االفكار الرئيسية ٢تذه النظرية تشبو ما
طرحو (بوزنر )Posnerاال اف (سًتنربؾ )Sternbergقدـ عاـ ( )1975طريقة
مبسطة لفحص الذاكرة قصَتة ا١تدل من خبلؿ عرض ٣تموعة من ا١تثَتات كادخا٢تا
اذل الذاكرة قصَتة ا١تدل ,فوجد اف زمن الرجع أم الزمن ا١تطلوب لبلستجابة
باالعتماد على ا١تعلومات ا١تخزكنة يف الذاكرة قصَتة ا١تدل يزداد ْتدكد ( 40ملمي
ثانية) بعد كل فقرة جديدة ,ككاف من نتائج ْتوث شنايدر كشيفرين اف ظهرت
نظرية عامة للذاكرة كاالنتباه ,إذ عد ٥تزف الذاكرة طويلة ا١تدل ٔتثابة ٕتميع
للتفصيبلت ا١تتعلقة با١تفاىيم كعبلقاهتا البينية ,كاف لكل من الذاكرة طويلة ا١تدل
كالذاكرة قصَتة ا١تدل٥ ,تزنا خاصا هبا ,كقد ٘تخض عن ىذا ظهور أ٪توذج
اتكنسوف كشيفرين للذاكػرة كاالنتباه ( )Atkenson & Shiffrinالذم يؤكد على اف
بناء ا١تعلومات اليت يتلقاىا الفرد عرب االجهزة اٟتسية يف الذاكرة يعتمد على:
.1االنتباه للمعلومات اآلتية من خبلؿ األجهزة اٟتسية.
.2الكيفية اليت يتم من خبل٢تا التعامل مع تلك ا١تعلومات.
66
اذف اإلنساف يتعرض يف كل ٟتظة إذل كمية كبَتة من ا١تثَتات كا١تنبهات
كا١تعلومات إال انو يتعامل مع ا١تعلومات من خبلؿ اٟتواس إذ تدخل إذل جهاز
الذاكرة اٟتسية أك ا١تخزف اٟتسي على شكل انطباع حسي أك اثر عابر كىذا
االنطباع أك األثر العابر سوؼ ٮتتفي بعد جزء من الثانية ما دل ينتبو إليو ,إذ اف
االنتباه ٢تذه ا١تعلومات اٟتسية سوؼ ٬تعلها تنتقل إذل جهاز الذاكرة قصَتة ا١تدل
الذم ٮتتزف كل ا١تعلومات كا٠تربات اليت ينتبو اليها الفرد يف كقت ٤تدد ,كيقوـ
ٓتزهنا ١تدة مؤقتة تًتاكح ْتدكد ( 15ثانية) ,اما اذا دل ينتبو الفرد اذل ىذه ا١تعلومات
فاهنا سوؼ تنسى بعد جزء من الثانية ,كتعتمد عملية انتقاؿ ا١تعلومات اذل جهاز
الذاكرة طويلة ا١تدل على الطريقة اليت تتم هبا معاٞتة ا١تعلومات من حيث ٖتليلها
كتفسَتىا كاضفاء ا١تعاين كالرموز عليها كربطها ٔتعلومات كافكار اخرل موجودة يف
٥تزف الذاكرة طويلة ا١تدلٔ ,تعٌت آخر اف ا١تعلومات يف الذاكرة قصَتة ا١تدل يتم
التعرؼ عليها كمن مث تنتقل اذل جهػػاز الذاكرة طويل ػ ػػة ا١تدل.
.9نظرية تريزماف وجاليد ()Treisman & Gelade 1981
تسمى ىذه النظرية بنظرية تكامل الصورة أك ا١تعادل كىي تشبو يف خطوطها
العامة نظرييت بوزنر ( )Posnerكشنايدر كشيفرين .Schnider & Shiffrin
ميزت تريزماف بُت نوعُت من العمليات االدراكية اف الفرد (حسب نظرية
تكامل ا١تعادل لًتيزماف) يستطيع معاٞتة ا١تنظر اك ا١تشهد بصورة تلقائية ْتيث يعاجل
كل أجزاء ا١تشهد يف نفس الوقت ,كبقية ا١تشاىد تتطلب انتباىان مركزان ْتيث يعاجل
الفرد كل مفردة من ا١تشهد على حدة ,كتشَت نظرية تكامل الصور اك ا١تعادل اذل
كجود مرحلتُت ,االكذل تسمى ٔترحلة معاٞتة ا١تعلومات ما قبل االنتباه كاليت تتضمن
تسجيل ا١تعادل كالصور بصورة تلقائية مستخدمة عملية ا١تعاٞتةا١تتوازية خػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلؿ
67
اجملاؿ ,كاف عملية معاٞتة ا١تعلومات ما قبل االنتباه تكوف نسبيا ٔتستول كاطئ من
ا١تعاٞتة ٢تذا فهي مساكية تقريبا للعملية التلقائية كما اف ىذا النوع من ا١تعاٞتة (ما
قبل االنتباه) ٖتدث بدكف جهد يذكر كال يعي الفرد هبذه العملية عندما ٖتدث,
كا١ترحلة الثانية من نظرية تريزماف ىي االنتباه ا١تركز كاليت تتضمن معاٞتة ا١تعلومات
بصورة متوالية اك متسلسلة كفيها تُشخص األشياء كل على حدة .كعملية تركيز
االنتباه ٖتتاج اذل حهد اكرب كلما كانت االشياء اكثر تعقيدا .كما اف االنتباه ا١تركز
يكوف مساكم تقريبا لعملية السيطػرة اك التحكم عند شنايدر كشيفرين
(.)Schnider & Shiffrin
68
الفصن الزابع
االدراك
69
70
الفصل الرابع
االدراؾ
مقدمة
اف موضوع االدراؾ من ا١تواضيع ذات األ٫تية لدل علماء النفس ا١تعرفيُت
بشكل خاص فهو ٯتثل العملية الرئيسة اليت من خبل٢تا ٘تثل األشياء يف العادل
ا٠تارجي كاعطاؤىا ا١تعاين ا٠تاصة هبا ك٘تكن األفراد من فهم العادل ا٠تارجي احمليط
هبم كالتكيف معو من خبلؿ اختيار األ٪تاط السلوكية ا١تناسبة يف ضوء ا١تعاين
كالتغَتات اليت يتم تكوينها لؤلشياء ,كيتفق علماء النفس اف االدراؾ ىو ٤تاكلة فهم
العادل من حولنا من خبلؿ تفسَت ا١تعلومات القادمة من اٟتواس إذل الدماغ
االنساين ,كالفهم ىنا ينطوم على التفسَت كالًتميز كالتحليل كالتخزين كاالستجابة
ا٠تارجية عند اٟتاجة ,كمن ىنا يرتبط االدراؾ بقدرة االنساف على تنظيم
االحساسات اليت تزكدنا هبا اٟتواس أك العملية اليت عن طريقها ينسق عمل اٟتواس
ك٬تعلها ذات معٌت ,كبناءان على ذلك فاف االحساس ىو ا١تصدر األساسي الذم
يغذم عمليات االدراؾ فضبلن عن ا١تعلومات ا١تستقاة من ا٠تربات السابقة ,كاف
كظيفة اٟتواس ىي نقل ٚتيع التغَتات اليت ٖتدث يف البيئة ليقوـ الدماغ بتحليلها
كفهمها كٗتزينها ضمن خربة الفرد كاالستجابة ٢تا عند اٟتاجة ,كىذه ا١تفاىيم
تنسجم مع رأم بياجيو الذم عد االدراؾ كسيلة للتكيف مع البيئة كمثَتاهتا
ا١تختلفة ,يرتبط االدراؾ إرتباطان كثيقان باالحساس لذا ال ٯتكن اٟتديث عن عملية
االدراؾ ٔتعزؿ عن عملية االحساس كلكنهما ليسا عملية كاحدة ٳذ توجد فركؽ بُت
العمليتُت فاالحساس عملية فسيولوجية تتمثل يف استقباؿ االثارة اٟتسية من العادل
71
ا٠تارجي كٖتويلها إذل نبضات كهركعصبية يف النظاـ العصيب ,يف حُت اف االدراؾ
ىو عملية تفسَت ٢تذه النبضات كإعطاءىا ا١تعاين ا٠تاصة هبا كىو عملية نفسية
ذات بعد حسي يرتبط باالحساس من جهة كبعد معريف يرتبط بالتفكَت كالتذكر من
جهة أخرل ,إذ اف تفسَت االنطباعات اٟتسية يعتمد على ا٠تربات ا١تخزنة يف
الذاكرة ,كىكذا ٯتكن القوؿ باف االحساس ىو الوعي أك الشعور بوجود الشيء من
خبلؿ االثارة القادمة عرب اجملسات اٟتسية يف حُت اف االدراؾ ىو ا١تعٌت أك التفسَت
الذم يعطى ١تثل االثارة إعتمادان على ا٠تربة السابقة ,كبالرغم من ارتباط االدراؾ
باالحساس يف الكثَت من اٟتاالت اال انو يف حاالت أخرل ال يرتبط ادراكنا
لؤلشياء بعملية االحساس هبا ,أم ال يعتمد االدراؾ على االحساس دائمان
فاالحساس ىو ٔتثابة تشكيل تصور أك انطباع حسي يف حُت اف االدراؾ ىو
تفسَت ٢تذا االنطباع كاعطاءه ا١تعٌت ا٠تاص بو.
لمحة تاريخية عن االدراؾ:
إف ١توضوع اإلدراؾ تاريخ طويل يف الفكر االنساين ,فقد كاف موضع خبلؼ
بُت الفبلسفة كعلماء النفس ,كقد انقسم الفبلسفة ازاءه على مدرستُت كبَتتُت
التجريبيُت الذين يعتمدكف على اٟتواس على إعتبار إهنا أساس ا١تعرفة اليقينية,
كالعقليُت الذين اليؤمنوف باٟتواس كما فيها من خداع ,كيعدكف اإلدراؾ العقلي ىو
أساس ا١تعرفة اليقينية ,كيف علم النفس يعد االدراؾ اٟتسي ا١توضوع األكؿ يف علم
النفس التجرييب الذم أسسو (فونت يف أكؿ ٥تترب لعلم النفس التجرييب عاـ
)1876يف ا١تانيا ككانت معظم التجارب تدكر حوؿ االحساسات كاإلدراؾ
خاصة يف ميداف الرؤية كأيضان يف ميادين السمع كاللمس كا١تذاؽ ,كإدراؾ الزمن
كعملية اإلدراؾ من القضايا األساسية إذ إنو موضوع كاسع كيشمل عمليات عقلية
72
كثَتة ,كلذلك جاءت دراسات اإلدراؾ متنوعة منها ما ٮتص اإلدراكات اٟتسية
كخاصة البصرية كمنها ما ٮتص إدراؾ الذات ,كإدراؾ سلوؾ اآلخرين ,كإدراؾ
اٟتوادث كالظواىر ا١تختلفة ,كاالدراؾ عند األسوياء كغَت األسوياء كإف االحساس
عند االنساف ىو ليس نتاج النمو البيولوجي لكنو ايضان نتاج التاريخ االجتماعي
لبلنسانية إذا كاف االنساف يتعرض لكثَت من ا١تثَتات فليس كل ا١تنبهات تستدعي
إحساسات فنحن النرل كل النجوـ يف السماء ليبلن على الرغم ٦تا يصدر من
شعاع كالنستطيع ٝتاع كل األصوات على الرغم من اف موجات األصوات
ا١تنخفضة تصل إذل جهازنا السمعي ,كصف الفيلسوؼ افبلطوف قبل حوارل
( 2400سنة) اإلدراؾ بقولو (باننا ندرؾ األشياء من خبلؿ االحساس كٔتساعدة
العقل من أجل أف نبٍت العادل يف ذىننا) ٬تب أف نستكشف القوة الفيزيائية من
البيئة ك٨تو٢تا لرموز ٤تايدة كاليت تدعى باالحساس٬ ,تب علينا أف ٩تتار كننظم
ك٨توؿ مشاعرنا كىذا ما ندعوه باالدراؾ فنحن لسنا نتحسس االشارات كاألصوات
اجملردة فنحن نستذكقها كنستنشقها كىذا يعٍت اننا ندرؾ اف االنساف ٭تتاج اف
يتكيف مع بيئتو إذل معرفة ماذا ٭تدث يف العادل من حولو ,فتقوـ اٟتواس باخباره
عن كجود ا١توضوعات خارج ذاتو ,كمن مث يقوـ االدراؾ بتفسَت ا١توضوعات,
كتعرؼ ماىية الشيء كمكانو كماذا يعمل كمن خبلؿ عملية التكامل بُت اٟتواس
كاالدراؾ معان يتم االتصاؿ مع الدماغ لتشكيل التمثيبلت العقلية.
كىكذا ٧تد إف دراسة اإلدراؾ ترتبط ارتباطان كثيقان بدراسة العمليات ا١تعرفية
كالتذكر ,كالتفكَت ,كاالنتباه ,لذا من الصعب كضع خط فاصل ب ػ ػ ػ ػػُت االحس ػ ػػاس
كاالدراؾ كا١تعرفة ذلك أل ّف االدراؾ قدرة معرفية متعددة اٞتوانب ,فالوعي يؤثر يف
االدراؾ من خبلؿ التفسَت لؤلشياء احمليطة تبعان للحالة اليت يكوف فيها الفرد كما
73
٭تدث ٕتهيز ا١تعلومات يف أثناء االدراؾ ,فنحن نقرر أم معلومات سوؼ ننتبو
اليها بعد ذلك كنوازف ا١تواقف ا١تاضية باٟتاضرة لنصل اذل تفسَتات ,كذلك الذاكرة
تدخل يف اإلدراؾ بفك رموز ا١تعاين فيوازف األصوات كاألحاسيس ٓتربات ٦تاثلة يف
الذاكرة ,كاختبار الفرض الذم يعد مكونان رئيسان من مكونات ٕتهيز ا١تعلومات يف
االدراؾ ,كٔتا إف العمليات ا١تعرفية ٚتيعها متشابكة ,فإننا نبدأ باإلدراؾ ألنو نقطة
التقاء ا١تعرفة بالواقع كلكونو أكثر األنشطة ا١تعرفية ,أما عن عبلقة التفكَت باالدراؾ
فاف دم بونو يرل انو عندما نعلم التبلميذ التفكَت فإننا نعلمهم االدراؾ.
أما يف عبلقة االدراؾ بالتعلم ,فيعد االدراؾ أحد أىم مفاتيح التعلم ككسائلو
الفعالة ٳذ اف التعلم الفعاؿ يتطلب إدراؾ فعاؿ للمثَتات اليت يستقبلها ا١تتعلم من
البيئة احمليطة كاعطائها قيمة كمعٌت يسهل عملية اسًتجاعها يف ا١تستقبل ,ألف التعلم
ىو تغَت يف السلوؾ ناتج عن تغَت يف ظركؼ البيئة احمليطة لذلك يكمن دكر
االدراؾ يف تفسَت تغَتات البيئة كد٣تها مع خربات الفرد السابقة بطريقة تساعد
على تنمية البنية ا١تعرفية للفرد.
أنماط اإلدراؾ:
من أىم األ٪تاط االدراكية اليت توصلت اليها الكثَت من البحوث النفسية كىي:
.1النمط الًتكييب مقابل النمط التحليلي :يتميز النمط الًتكييب بادراؾ األشياء
ككل متكامل ,أما التحليلي فيتميز با١تيل إذل إدراؾ التفاصيل أك األجزاء أكثر
من إدراؾ األشياء ككل متكامل.
74
.2النمط ا١توضوعي مقابل النمط الذايت :يتميز النمط ا١توضوعي بالًتكيز على
الدقة كالنوعية فيما يدرؾ من أشياء يف حُت يركز النمط الذايت على الكم دكف
العناية بالنوع أك الدقة أك بصحة ما يدركو.
٪ .3تط الشخصية ا١تستقلة ك٪تط الشخصية ا١تعتمدة أك االتكالية :يضع الشخص
ا١تستقل أحكامو من دكف تأثَت كبَت با١تثَتات االدراكية ا٠تارجية ,أما الشخص
ا١تعتمد فيضع أحكامو ْتي ػػث يستج ػػيب ب ػػسرعة ل ػػما يطػ ػرأ على األشي ػػاء من
تغيػ ػ ػرات خارجيػ ػ ػ ػػة إدراكية.
أنواع اإلدراؾ:
.1اإلدراؾ ا١تتميز ا١تفضل :كأف ندرؾ الشيء ذاتو فندرؾ ا١تاء للشرب.
.2إدراؾ ينطوم على ا١تعاين كالدالالتٔ :تعٌت أف ندرؾ األشياء لغَتىا ,فوجود
كفيت ا١تيزاف يف احملكمة بشكل متساك داللة على العدؿ.
مراحل االدراؾ:
.1مرحلة حدكث االحساس :تتكوف ىذه ا١ترحلة عند كجود ا١تثَتات اٟتسية
كتقبل ا١تستقببلت اٟتسية عند استبلمها .
.2مرحلة توجيو ا١تثَتات :بعد حدكث الفعاليات اٟتسية كاستبلـ ا١تثَتات
اٟتسية ,تنتقى ا١تثَتات لغرض توجيهها كتنظيمها كتوصيلها إذل ا١تراكز
اٟتسية يف الدماغ عرب ا١تمرات العصبية كالدكرة العصبية.
.3مرحلة االستجابة :ٳف تكوين كتصدير االستجابة يعتمد على نوع ا١تثَت
اٟتسي كا١تركز اٟتسي ا١تستقبل كا١تصدر عرب الدكرة العصبية ا١تنظمة كىذه
75
االستجابة ٘تثل عملية االدراؾ ا١تتك ػػونة على كفػ ػػق تسل ػػسل كقواعػد
كمتػطلبات ا١تراحل الػمكونة ٢تا.
شروط االدراؾ:
.1ا١تثَتات ا٠تارجية :كىذه ا١تثَتات ىي مستقلة (بيئية) أم مثَتات فيزيائية.
.2اٟتواس :إف إدراؾ العامل ا٠تارجي يعتمد كليان على األعضاء اٟتسية يف
االنساف ,ككلػما كان ػػت ى ػػذه األعض ػػاء سلي ػػمة كػلما زاد إدراؾ ال ػػفرد للعػادل
ا٠تارجي.
الخداعات والهالوس:
الخداع االدراكي :ىو سوء إدراؾ اٟتقيقة أك عدـ إدراؾ الشيء ا١تدرؾ كما ىو,
كيتضمن رؤية شيء يف غَت مكانو أك رؤية أك احساس بشيء غَت موجود فالذرة
الصغَتة إف دخلت العُت أدركػها الػفرد كأنػها كبػ ػػَتة .كػما نػ ػػسمع صػوت اغبلؽ
البػاب فنح ػػسبو صرخة.
أنواع الخداع:
.1ا٠تداع الطبيعي :مثل :السراب ,إنكسار العصا يف ا١تاء ,رؤية االٝتاؾ يف
البحار أقرب من بعدىا اٟتقيقي.
.2ا٠تداع النفسي :كىذا يتبع التوقع كالتهيؤ .كأف يظن شخص ما بأ ّف كل
أثنُت يتهامساف اهنما يتهامساف عنو كإذا يبحث عن قطعة نقود ,يرل إ ّف
كل قطعة معدنية مستديرة يلمحها على األرض إهنا قطعة نقود كيرجع
76
ا٠تداع اذل إ ّف االنساف ال ٯتيل إذل ٖتليل األشياء بل اذل إدراكها إٚتاليان
كالدليل على ذلك إنك لو بدأت بالتحليل زاؿ ا٠تداع.
الهالوس :ىي مدركات ال أساس ٢تا من الصحة ,كتنشا عن ٗتيبلت كصور ذىنية
غَت كاقعية تسيطر على الفرد كيستجيب ٢تا الفرد كما لو كانت كاقعية كمن
أنواعها:
.1ىبلكس بصرية :رؤية أشباح هتدد الفرد.
.2ىبلكس ٝتعية :أم يسمع الفرد أصوات تناديو.
.3ىبلكس ١تسية :أم يتخيل الفرد كأف أحدان يلمسو.
كيف يغير التعلم االدراؾ:
يتفق اٞتميع على إ ّف اإلدراؾ يتوقف على ا٠تربة السابقة ,لكن السؤاؿ ا١تهم
ىو عن اٞتزء أك األجزاء من ا٠تربة ا١تاضية اليت تؤثر يف اإلدراؾ من جهة كعن كيفية
إثبات ذلك كإف احملاكالت الكثَتة اليت أجريت يف ىذا الصدد درست اآلثار الواسعة
للخربات اٟتضارية كما درست العادات اإلدراكية العامة كأنواع التدريب ا١تختلفة
ك٣تموعات التعليمات كغَت ذلك من األمور كىي:
.1أثر الحضارة :ىناؾ ٙتة فركؽ بُت إدراكات الناس ا١تختلفُت ا١تنتمُت إذل
حضارة متباينة ,كمثل ىذه الفركؽ تتجلى يف طرؽ إدراكهم لؤلكىاـ كقد دلت
دراسات كثَتة على ذلك.
.2الفروؽ في التدريب :تؤثر الفركؽ يف التدريب ,حىت كلو كانت طفيفة يف
إدراكاتنا ,كقد برىن العلماء على ذلك بتجارب كثَتة.
77
.3التهيؤ :ىو االستعداد أك االستجابة بطريقة معينة .كالتهيؤ ٯتكن أف يكوف مبنيان
على توقعات نإتة عن ا٠تربة ا١تاضية أك على تعليمات يعطيها اجملرب .كالتهيؤ
قد يكوف قصَت األمد أك طويل األمد.
ثبات اإلدراؾ:
يلحظ إ ّف مدركات العادل ا٠تارجي اليت تثَتىا االحساسات تتمتع غالبان
بالثبات إ ّف حجم شخص ما يبقى على مسافة مًت -يبقى نفسو -عندما يصبح
على مسافة مًتين كاليصبح الضعف على الرغم من اف صورتو الشبكية ٗتتلف
باختبلؼ ا١تسافة كذلك يظل شكل طاكلة مستديرة مستديران على الرغم من صورهتا
الشبكية ا١تتشكلة عندما ينظر اليها من زكايا ٥تتلفة ,كعموما تبقى صفات ا١توضوع
ثابتة تقريبا˝يف االدراؾ مع اف التنبيو الشبكي يتغَت باستمرار كتعرؼ ىذه الظاىرة
بظاىرة (الثبات االدراكي) كىي تشَت إذل اف خصائص األشياء ا١تدركة التتعلق كليان
بالصورة الشبكية اليت ال ٯتكن االعتماد عليها كحدىا بل تتعلق باألشياء ذاهتا ,ىذا
كتعد ظاىرة الثبات مثاالن لفعالية الطبيعة اإلدراكية ,كتوضح اف ىناؾ عوامل متعددة
تتفاعل كتتحكم يف الظاىرة االدراكية تتعلق بالصفات الفيزيائية كبالصورة الشبكية
كباجملاؿ البصرم كبالسمات الذاتية كالشك ايضا اف ظاىرة الثبات تساعد الكائن
اٟتي على التكيف مع البيئة ,ألف إدراؾ التغَت ا١تستمر لص ػػفات صػػورة البيػػئة
الشبكػػية يسػػبب تشوشان .ىذا ماىو حاصػػل يف حالػ ػػة رؤيػ ػ ػ ػ ػ ػػة السحاب مثبلن.
ا١تظاىر العامة لعملية اإلدراؾ:
78
ٯتكن إٚتاؿ ا١تظاىر العامة لعملية االدراؾ باآليت:
.1اإلدراؾ يرتبط با١تعرفة كيعتمد عليها :اإلدراؾ يعتمد على ا٠تربات كا١تواقف
ألهنا تشكل اإلطار ا١ترجعي الذم على أساسو تفسر ا١تدخبلت السابقة ّ
اٟتسية.
.2اإلدراؾ عملية إستداللية :Inferential :ٯتتاز النظاـ االدراكي االنساين
بقدرتو على عمل االستدالالت كاالستنتاجات حوؿ ا١تثَتات كاٟتوادث البيئية
على الرغم من عدـ توفَت معلومات كافية حو٢تا أك لوجود معلومات مشوىة
عنها كىذا يعٍت إ ّف النظاـ االدراكي يستخدـ ا١تتوفر من ا١تعلومات اٟتسية عن
ا١تثَتات يف إدراكها ك٘تييزىا.
.3اإلدراؾ عملية تصنيفية :تتيح عملية اإلدراؾ إمكانية تصنيف كتبويب
ا١تدخبلت اٟتسية يف النظاـ ا١تعريف ٳذ من خبل٢تا ٯتكن ٕتميع االحساسات
ا١تتعلقة با١تثَتات ا١تختلفة يف فئات بناءان على كجود ا٠تصائص ا١تشًتكة بينها,
فالفرد الذم دل ير طائر الكنارم من قبل ٯتكنو إدراكو على إنو ينتمي إذل فئة
الطيورلوجود عناصر التشابو مع الطيور مثل كجود الريش ,كالذيل ,كا١تنقار,
كاٞتناحُت.
.4اإلدراؾ عملية عبلئقية (إرتباطية) :إ ّف كجود خصائص مشًتكة بُت ا١تثَتات
غَت كاؼ إلدراؾ أكجو الشبو كاالختبلؼ فيما بينها ,إذ البد من توفر آلية
لربط كفهم طبيعة العبلقات القائمة بُت تلك ا٠تصائص ,كعليو يوفر اإلدراؾ
معلومات إضافية تساعد يف التعرؼ على األشياء ك٘تييزىا.
79
.5اإلدراؾ عملية تكيفية :ٯتتاز النظاـ اإلدراكي با١تركنة كالقدرة على التكيف
مع ا١تثَتات ا١تختلفة كاألكضاع اليت تستخدمها ,فهو يتيح لنا امكانية اختيار
بعض ا١تثَتات دكف غَتىا أك اختيار خصائص ٤تددة من دكف ا١تثَتات
كاالنتباه كالًتكيز عليها يف أثناء عملية معاٞتة ا١تعلومات .فا١تركنة كالقدرة
التكيفية لئلدراؾ ٘تكننا من اٗتاذ ردكد الفعل السريعة حياؿ الكثَت من ا١تواقف
كالسيما ا٠تطرة أك ا١تفاجئة منها.
.6ىناؾ بعض العمليات االدراكية تتم على ٨تو اتوماتيكي :كى ػػنا اليػػمكن
الشعور هبا كا٪تا ٯتكن الشعور أك االحساس بنتائجػػها ا١تًتتبػ ػػة عليها.
نماذج نظرية فسرت اإلدراؾ:
-1النظريتاف الخبريتاف:
ٙتة نظريتاف تعلبلف اإلدراؾ با٠تربة كأكذل ىاتُت النظريتُت ىي النظرية التعاملية
اليت جاء هبا اٯتز عاـ ( )1951كما جاء هبا سواه من علماء النفس كترل
ىذه النظرية إ ّف كل فرد من خبلؿ تعاملو مع ٤تيطو ا٠تاص كالوحيد من نوعو,
ينمي ٣تموعة ٤تددة من اإلدراكات يعاجل هبا التنوع البلمتناىي من الصور
الشبكية ا١تمكنة كاليت يتلقاىا باستمرار ,كعلى أساس من خربتو ٬ترم
افًتاضات عن كيفية بناء الواقع كىذه االفًتاضات ىي اليت ٖتدد ما سوؼ
تدركو ,كىكذا فإف اإلدراؾ اليصبح عمبلن متعلمان من أعماؿ بناء الواقع ,أما
النظرية الثانية فهي النظرية الوظيفية األحتمالية اليت جاء هبا بركنزكيك عاـ
( )1956كىي تقوؿ إ ّف اإلدراؾ يشتمل على البحث عن األشارات ا١تنبهة
ا٠تاصة اليت ٯتكن األعتماد عليها لقيادة السلوؾ ,كيوجد يف احمليط الطبيعي
80
بعض األشارات ا١تنبهة بكل نوع من ا١تخلوقات اليت تساعد على التكيف
أكثر من سواىا ,كعلى ا١تدرؾ أف يتعلم كيف يعػُت قي ػػمة كػل اشػارة منب ػػهة
لكػػي ٭تػدد أ٫تيتػها اإلدراكيػػة ف ػػي ٤تػيطػو.
-2الربطية البريطانية:
منذ القرف التاسع عشر قدـ الفبلسفة الربطيوف الربيطانيوف أمثاؿ (لوؾ)
ك(بركلي) ك(ىيوـ) نظرية عامة عن ا١تعرفة كاإلدراؾ تركت آثارىا يف علم
النفس منذ ذلك اٟتُت ,لقد قالوا باف معرفة الواقع ال ٯتكن أف تتأتى إالّ عن
االنطباعات اليت تقع على جهاز اٟتس ,كلقد كانوا يركف اف األفكار البسيطة
ىي عناصر أكلية للخربة اٟتسية ,أما االفكار ا١تركبة (ا١تعقدة) فهي تبٌت عن
طريق االرتباطات ا١تتعلمة بُت ىذه العناصر البسيطة كىكذا فأف ٤تتويات
النفس ٯتكن ٖتليلها إذل ىذه الوحدات األساسية اليت ىي اٟتجارة اليت يبٌت
منها االحساس ,كبسبب تشديدىم على ا٠تربة اٟتسية أكثر من تشديدىم
على أساس فطرم للمعرفة فاهنم ٝتوا با٠تربيُت الربيطانيُت ,كإهنم دل يكونوا
يهتموف بكيفية حدكث اإلدراؾ كا٪تا بدكر اإلدراؾ يف معرفتنا للواقع كمن
ا١تعركؼ اف (لوؾ) كاف يعد النفس لوحة بيضاء حُت الوالدة كاف التعلم
بالًتابط ىو الذم يزكدىا با١تعرفة.
-3نظرية البيانات الحسية:
يرل جبسوف اف االدراؾ مباشر ألف ىناؾ معلومات كافية يف بيئتنا لصنع ىذا
االحساس بالعادل على كفق جبسوف فأنو الحاجة للمعاٞتة -أم معاٞتة
البيانات اٟتسية (التفسَت) -ألف ا١تعلومات اليت نستقبلها حوؿ اٟتجم,
81
الشكل ,ا١تسافة ....اخل تفضيبلت كافية لنا للتفاعل مع البيئة كىناؾ ثبلثة
مبادئ لئلدراؾ ا١تباشر:
المبدأ االوؿ :ينص على إ ّف البيئة ٖتتوم على ا١تعلومات اٟتسية اليت ٨تتاج لتكوين
إدراؾ دقيق.
أما المبدأ الثاني :فينص على اف االدراؾ مباشر كعفوم ,ك٢تذا اليستخدـ أم
استنتاجات ال شعورية.
والمبدأ الثالث :ينص على اف االدراؾ كالسلوؾ مرتبطاف إرتباطان اليفك أك ٭تل
كىذا يعٍت اف االدراؾ يستخدـ لتوجيو السػ ػػلوؾ كى ػػذا الس ػػلوؾ يزكدن ػػا برم ػػوز
اض ػػافية لتع ػػاجل العمل ػػية عػػن طريق النظػ ػػاـ االدراكي.
كيشَت جبسوف اذل اف اإلدراؾ عملية معاٞتة أسفل -أعلى ىي اليت تعٍت اف
ا١تعلومات اٟتسية ٖتلل بإتاه كاحد من التحليل البسيط للبيانات اٟتسية ا٠تاـ إذل
التحليل ا١تعقد ا١تتزايد من خبلؿ النظاـ البصرم.
إ ّف تنظيم ا١تعلومات الواصلة إذل مستقببلتنا اٟتسية تتضمن السياؽ اٟتسي
كىذا كل ما ٨تتاج إلدراؾ أم شيء ٔتعٌت آخر إننا ال٨تتاج إذل العمليات ا١تعرفية
العليا أك أم شيء آخر يتوسط بُت خرباتنا اٟتسية كإدراكاتنا ككجود ا١تعتقدات أك
عمليات التفكَت ذات ا١تستويات العليا ليست ضركرية لعملية اإلدراؾ ,كْتسب
جبسوف إ ّف يف العادل الواقعي معلومات سياقية كافية موجودة عادة لصنع أحكاـ
إدراكية كإنو ال توجد حاجة لئلحتكاـ لعمليات الذكاء ذات ا١تستويات العليا
لتفسَت اإلدراؾ ,إذ يعتقد جبسوف إننا نستخدـ ىذه ا١تعلومات السياقية مباشرة
جوىريان ٨تن ٪تلك تناغمان بيولوجيان لبلستجابة لو ككفقان ٞتبسوف كلدل مبلحظتنا
82
لتلميحات العمق كدرجة ميل بنية الشيء يف اإلدراؾ ا١تباشر تسعفنا عبلقات
التقارب أك التباعد يف ا١توضوعات كأجزاء من ا١توضوعات قائمة على ٖتليبلتنا
للعبلقات الثابتة بُت ٣تموع عناصر ا١توضوع كاحمليط يف العادل ا٠تارجي (الواقعػي)
أم ن ػػدرؾ بي ػػئتنا مباشرنة دكف أف تسػعفنا عم ػػليات التػػفكَت العليػا كإلف ىكذا
معلومات سياقية رٔتا التكوف ذات ضبط أصبلن يف ا١تخترب التجرييب لكنها تكوف
متاحة يف ٤تيط العادل الواقعي.
كيسعى جبسوف إذل كضع نظرية عامة يف اإلدراؾ البصرم ,ككانت نقطة
البداية من فكرة أف أ٪تاط الضوء الواصلة إذل العُت ٯتكن التفسَت على اهنا منظومة
بصرية ٤تتوية كل ا١تعلومات البصرية ا١تتاحة على الشبكية كىذه ا١تنظومة البصرية
تزكدنا با١تعلومات غَت الغامضة حوؿ ٗتطيط أك تصميم ا١توضوعات يف اجملاؿ كىذه
ا١تعلومات تأيت بأشكاؿ كثَتة ,متضمنة أ٪تاطا بصرية إنسيابية (متتابعة) كتراكيب
متباينة كيشتمل اإلدراؾ التقاط ا١تعلومات الغنية اليت نتزكد هبا عن طريق ا١تنظومة
البصرية يف األ٪توذج ا١تباشر مع معاٞتة معلومات بسيطة أك التستلزـ العملية ا١تعاٞتة
أبدان.
كمن اٞتوانب ذات األ٫تية ا٠تاصة يف نظرية جبسوف تكمن يف افًتاضو إ ّف
ىناؾ عبلقة ٛتيمة بُت اإلدراؾ كالسلوؾ كٯتكن للمبلحظ اٟتصوؿ على ا١تعلومات
ا١تتاحة حوؿ البيئة عن طريق التحرؾ حو٢تا على سبيل ا١تثاؿ :األ٪تاط البصرية
االنسيابية موجودة فقط عندما يكوف األفراد يف حالة حركة كاألْتاث السابقة يف
االدراؾ البصرم كانت قد قللت من أ٫تية اٟتركة بسبب اف دراسات التجريب
االصطناعي كشفتها رٔتا أحد أكثر االسهامات أ٫تية يف نظرية جبسوف ىو مفهوـ
83
األحتمالية إذ أشار إذل أ ّف احتمالية استعماؿ البيئة يكوف بػ (ما الشيء ا١تقدـ إذل
اٟتيواف) ,أما الشيء ا١تزكد بو أك اجملهز بو ,أك الشيء جيد أك الشيء سيء.
كقد عرؼ مارؾ ( )1987األحتمالية باهنا:
اا١تنفعة الوظيفية للموضوعات البيئية ا١تؤكدة أك أخذ تعقيدات ا١توضوع
بالرجوع إذل األفراد كقابليتهم السلوكيةا كقد أعطى جبسوف أمثلة ٥تتلفة لؤلحتمالية
عن السطوح مثل( :القدرة على الوقوؼ)( ,القدرة على التسلق)( ,القدرة على
اٞتلوس) كأشار إذل اف السيكولوجيُت يفًتضوف ا ّف ا١توضوع مكوف من خصائصو,
لكنّو اقًتح أ ّف ماىية الشيء الذم ندركو عندما ننظر إذل ا١توضوعات تكوف يف
احتماالت استعماالتو كليس خصائصو ,كإف أساس األحتمالية من البيئة تكوف يف
قدرة ا١تدرؾ كعادة قدرة ا١تدرؾ ا١تباشرة من دكف كم مفرط من التعلم ,كا٠تصائص
الرئيسة للبيئة اليت تصنع اإلحتماالت كاليت تكوف ٤تددة يف البناء احمليط باإلنارة
كمن ىنا فإف اإلحتماالت بذاهتا تكوف ٤تددة باحمليط ا١تضيء فضبلن عن ذلك اف
متغَتات الثبات ا١تتناسبة مع جسم ا١تبلحظ نفسو تكوف سهولة التقاطها أكثر من
األخرل اليت تكوف غَت متناسبة مع جسمو.
إ ّف مفتاح اإلدراؾ البصرم يتضمن الوصوؿ إذل معٌت للمعلومات البصرية اليت
تُزكد هبا العيوف كيفًتض عادة اننا كي ندرؾ معٌت البيئة ٬تب أف تشتمل العملية
على ا١تعرفة ذات العبلقة ا١تخزنة يف الذاكرة الطويلة ا١تدل إالّ ا ّف جبسوف اليتفق مع
ىذه الفرضية ,إذ أشار إذل اف كل االستعماالت الكامنة للموضوعات اليت أٝتاىا
األحتماالت ذات قدرة إدراكية مباشرة كعلى سبيل ا١تثاؿ السبلدل احتماؿ
استعما٢تا للصعود أكالن كالكراسي ألجل اٞتلوس ...اخل ,كاف أغلب ا١توضوعات
تزيد عن أكثر من احتماؿ كاحد ,كعمليان إ ّف احتمالية مؤثرة يف السلوؾ لكوهنا
84
للمدرؾ ,كا ّف ىذا ا١تفهوـ يشكل جزءا˝من ٤تاكالت
تتحدد عن طريق اٟتالة اٟتالية ُ
جبسوف يف االشارة إذل إ ّف كل ا١تعلومات اليت ٨تتاج لصنع االحساس بالبيئة البصرية
تقدـ مباشرنة من ا١تدخبلت البصرية.
كقد ركزت النظرية على موضوعُت أساسيُت ٫تا :اٟتركة كا١تظهر ا٠تارجي إذ
تؤكد ا ّف بعض أجزاء البيئة ٗتفي أجزاء أخرل ,أم إهنا تنظر إذل ا١توضوع اٞتزئي
كهتمل الكلي ,كإ ّف إدراؾ البيئة يكوف عن طريقها اٟتركة إذ تتغَت األشكاؿ من
خبل٢تا كتعد اٟتواس ا٠تمس أنظمة إدراكية كليست قنوات لئلحساس كتؤكد النظرية
أ٫تية ا٠تربة اٟتسية لكنها تعدىا نإتا˝ ثانويان منها كوحدات لبناء اإلدراؾ.
لقد كاف جبسوف ( )1966معارضا˝كبشدة للفكرة القائمة على إ ّف االدراؾ
يتضمن معاٞتة أعلى -أسفل ككاف ينتقد نظرية كريكورم حوؿ األكىاـ البصرية
على اعتبار اهنا أمثلة اصطناعية كليست بصورموجودة داخل البيئة البصرية الطبيعية
ا٠تاصة بنا ,كىذا ما يعد حالة حاٝتة بالنسبة لكريكورم ألنو يسلم باف عدـ
االدراؾ ىو حالة استثنائية بدالن من كوهنا قاعدة ,كاف األكىاـ ظاىرة ٦تتعة إال اهنا
ليست بعامل حاسم للنزاع كتقضي دراسة جبسوف ( )1966باف األدراؾ مباشر
كال ٮتضع لبوتقة الفرضيات ككما أقًتحو كريكورم ,كتوجػ ػػد الك ػػثَت مػ ػػن ا١تعلوم ػػات
داخػ ػػل بيئػ ػػتنا لئلحسػػاس بالعػػادل بطريقػ ػػة مباشرة ,فيما ٮتص جبسوف ()1966
ا ّف اإلدراؾ ىو اإلحساس أم ما نراه ىو ما نفهمو كال توجد ىناؾ حاجة للمعاٞتة
(التفسَت) إذا ما كانت ا١تعلومات اليت نستلمها عن اٟتجم كالشكل كا١تسافة ...
اخل كافية عندنا للتفاعل مباشرنة مع البيئة فمثبلن مايدعم الرأم القائل :بأف اإلدراؾ
مباشر ىو التفسَت الظاىرم يف اٟتركة فكلما نتحرؾ داخل بيئتنا ٘تر األشياء احمليطة
85
بنا بشكل أسرع من تلك البعيدة عنا ,كا ّف السرعة النسبية ٢تذه األشياء تشَت إذل
بعدىا عنا ,كىذا ماىو كاضح عند تنقلنا (داخل القطار السريع).
تقضي دراسة جبسوف ( )1988-1972بأ ّف اإلدراؾ عملية أسفل -أعلى
كاليت تقوـ على ٖتليل ا١تعلومات اٟتسية بإتاه كاحد من التحليل البسيط للبيانات
اٟتسية األكلية إذل التحليل ا١تعقد كا١تتزايد عرب النظاـ البصرم ,كقد حاكؿ جبسوف
تدريب الطيارين على اإلدراؾ العميق خبلؿ اٟترب العا١تية الثانية كقد قاد عملو ىذا
٨تو الفكرة القائمة على ا ّف إدراكنا للسطوح أكثر أ٫تية من إدراكنا للعمق كا١تساحة
كا ّف السطوح تشتمل على السمات الكافية للتفريق بُت األشياء ,كما إ ّف اإلدراؾ
يشتمل على ٖتديد كظيفة الشيء ,كسواء كاف ذلك الذم ٯتكن رميو أك اإلمساؾ
بو أك يتم اٞتلوس عليو كما شابو ,كلقد كاف يعمل خبلؿ اٟترب العا١تية الثانية على
اٟتاالت ا٠تاصة باختيار كإجراء االختبارات على الطيارين ,كلقد توصل اذل إنو
خبلؿ عملو األكؿ حوؿ ا١تبلحة أكتشف ٔتا كاف يسميو بػا األ٪تاط ا١تنسابة بصريان
سَت الطيار
ا فعندما يصل الطياركف إذل نقطة ا٢تبوط كىي النقطة اليت يظهر خبل٢تا ّ
ببل حركة تبدك بقية األشياء ا١توجودة ضمن البيئة البصرية تتحرؾ بعيدا˝عن تلك
النقطة ,كحسب مايقولو جبسوف با ّف األ٪تاط ا١تنسابة بصريان تعطي معلومات
كاضحة عن إٕتاىهم كسرعتهم كإرتفاعهم.
86
المكونات المهمة الثالثة لنظرية جبسوف:
.1األ٪تاط ا١تنسابة بصريان.
.2السمات الثابتة.
.3العوامل ا١ترشدة.
-1الضوء كالبيئة -األ٪تاط ا١تنسابة بصريان:
إ ّف التغَتات اٟتاصلة يف إنسيابية اجملموعة البصرية ٖتتوم على معلومات مهمة
عن ماىية نوع اٟتركة اٟتاصلة فمثبلن :إ ّف أم إنسيابية يف اجملموعة البصرية يعٍت إ ّف
ا١تدرؾ يتحرؾ ,كإذا دل تكن ىناؾ أية إنسيابية فهذا يعٍت إ ّف ا١تدرؾ ثابت ,كستكوف
إنسيابية اجملموعة البصرية أما من نقطة ٤تددة أك التحرؾ ٨تو كاحدة أخرل ,كإ ّف
منتصف تلك اٟتركة يدؿ على اإلٕتاه الذم يسَت ٨تو ا١تدرؾ فإذا ماظهرت
االنسيابية من نقطة ٤تددة فهذا يعٍت إ ّف ا١تدرؾ يسَت بإتاه تلك النقطة كلكن إذا
ظهرت االنسيابية متحركة ٨تو تلك النقطة فهذا يعٍت بأ ّف ا١تػػدرؾ ينػػتقل بع ػػيدا˝
عنػ ػػها ,كالنػػظر لؤلعػػلى للتحرؾ ٨تو الشيء ,كلؤلسفل معناه االنتق ػػاؿ بعيدا ,كإ ّف
ا١تنبهات اليت تصدر عن األشياء تصل اذل اٟتواس بنظاـ متك ػػامل ال٭تت ػػاج م ػػعو
االنس ػػاف إذل أي ػػة مس ػػاعدة عػ ػػلى االطػ ػػبلؽ لتكويػ ػ ػػن اإلدراؾ.
دور الثوابت في اإلدراؾ
قلما نشاىد منظران ثابتا لشيء أك حدث ,فعندما نقوـ بتحريك رأسنا كعيوننا
أك عندما ٪تشي داخل بيئتنا ,تقوـ األشياء بالتحرؾ كٗترج من نطاؽ مدل رؤيتنا
كتتوسع تراكيب الشيء كلما نقًتب منو كتتقلص كلما أبتعدنا عنو ,كيوجد ٪تط أك
تراكيب متوفرة يف تدرجات مادة الشيء كاليت تعد مصدران من ا١تعلومات حوؿ البيئة
87
كتكوف إنسيابية مادة الشيء ىذه ثابتة ,أم ٔتعٌت ٖتدث دائمان يف الطريقة نفسها
كلما تقدمنا كٖتركنا يف بيئتنا كحسب جبسوف تعد العبلمة ا١تباشرة ا١تهمة للعمق.
-العوامل ا١ترشدة:
كىي عبارة عن عبلمات داخل البيئة تساعد اإلدراؾ كتشتمل ىذه العبلمات
على:
-اجملموعة الشبكية :كىي أنواع من االضاءة اليت تصل إذل العُت من البيئة.
-السطوع النسيب :يتم إدراؾ األشياء ذات الصور األكثر سطوعان كإشراقان.
-تدرجات ا١تادة :تصغر مكونات ا١تادة كلما ابتعد ذلك الشيء كىذا ما
يعطي صوران صغَتة كلما مت االبتعاد أكثر.
-الوضع الفوقي :اذا ماعملت صورة كشيء كاحد على منع صورة الشيء
اآلخر يتم رؤية الشيء األكؿ بشكل أقرب.
-االرتفاع يف ٣تاؿ الرؤية :ع ػػادة˝ما ت ػػكوف األشػ ػػياء األك ػػثر بُعػػدان أعلى يف
٣ت ػ ػ ػػاؿ الرؤية.
88
.4النظرية الجشتالية:
تعد ا١تدرسة اٞتشتالتية األ١تانية من ا١تدارس األساسية كا١تسا٫تة يف ميداف
التعرؼ على ظاىرة إدراؾ الشكل كالصيغ اليت ٖتيط بنا.
أما معٌت اٞتشتالت فهي كلمة أ١تانية يقصد هبا الشكل ,أك الصيغة ,أك الكل
ا١تنظم كيعرؼ اٞتشتالت بانو كل متسق أك منتظم تضفى عليو ٝتة الكل ك٘تيزه عن
٣تم ػ ػػوع أجزائو كإ ّف سبب ىذه التسمية يعود إذل دراسات أساتذة ىذه ا١تدرسة
األ١تاف كمن أبرزىم (فرهتيمر ,ككوفكا ,ككوىلرالذين) ْتثوا يف االدراؾ اٟتسي مع
الًتكيز على إدراؾ األشكاؿ ككليات كليس كأجزاء منفصلة فاٟتقيقة الرئيسة يف
ا١تدرؾ اٟتسي كما يركف ,ليست ىي العناصرأكاألجزاء اليت يتكوف منها ا١تدرؾ ,كا٪تا
الشكل أك البناء العاـ ككل ,كمثاؿ على ذلك إذا رأينا صورة ٚتيلة فإننا ندركها
كوحدة ذات معٌت كنعجب هبا ككل فبل ندرؾ اللوف كحده مث الشكل كحده مث
اٟتجم كحده ,بل ندرؾ كل ىذه األمور ٣تتمعة معان.
درس علم النفس اٞتشتالت جانب التعلم اإلدراكي مشَتان اذل إنّو ٬تب
معاملة بعض ا١تثَتات ككليات كال ٯتكن ٕتزئتها إذل أجزاء (عناصر) من دكف أ ْف
تفقد معناىا كقد كضع اٞتشتالتيوف بعد ذلك مفهوـ االستبصار ٔتعٌت اٟتل ا١تفاجػئ
للمش ػػكلة بدالن مػن التدرج.
٧تد ا ّف ا١تقاالت التفسَتية اليت يعتمد عليها اٞتشتالت يف تفسَتىم للظواىر
السيكولوجية ىي قوانُت تنظيم اجملاؿ اإلدراكي ألف ا١تبدأ العاـ الذم يقرره علماء
ىذه ا١تدرسة ىو إ ّف اإلدراؾ ىو الوسيلة األكذل التصاؿ الكائن اٟتي بالبيئة
ا٠تارجية ,كإذا انعدمت ىذه الوسيلة ألنتفت كل الظواىر النفسية ك٧تد ا ّف اجملاؿ
89
الذم يباشر فيو الكائن العضوم سلوكو يسمى باجملاؿ السػػلوكي كىو يف ح ػػالة
الت ػػفاعل ال ٮت ػػرج عن كونػ ػػو ا١ت ػػجاؿ اإلدراكي ,كمن أكائل قوانُت التنظيم للمجاؿ
اإلدراكي ىو إ ّف الكل أكرب من ٣تموعة األجزاء كذلك بفضل العبلقة الديناميكية
اليت توجد بُت األجزاء كبعضها يف ىذا الكل فجزء يف كل غَت ىذا اٞتزء منعزؿ
بنفسو أك يف كل أمر كذلك على كفق الوظيفة اليت ٭تتلها ىذا اٞتزء يف كل حالة من
ىذه اٟتاالت ,كيرتبط هبذا ا١تبدأ العاـ مبدأ آخر ىو اف كل إدراؾ شكل على
أرضية فالعناصر السائدة ا٪تا تتمايز عن طريق كوهنا شكبلن كالعناصر التابعة إ٪تا
تندرج يف األرضية كالشكل ٮتضع يف إدراك ػػو جمل ػػموعة من القواع ػػد كالقوان ػػُت اليت
تبػػُت العبلقػ ػػات الدي ػػناميكية بي ػػن أطرافو ,إ ّف الكائن اٟتي يف موقف جديد إ٪تا
ٮتضع يف اجملاؿ ا٠تارجي كالشك إ ّف أىم قانوف ٮتضع لو اجملاؿ االدراكي ىو قانوف
التنظيم الذم يسمى أحيانان بقانوف الشكل اٞتيد كىذا القانوف يف الواقع ماىو إالّ
تلخيص للمبدأين السابقُت ك٫تا إ ّف الكل أكرب من األجزاء كإ ّف إدراؾ الكل سابق
على إدراؾ األجزاء ا١تكونة لو ,كالتعلم عند اٞتشتالت ىو فهم حقيقة للعبلقات
القائمة بُت األجزاء ْتيث يصبح ٢تا معٌت كىو أيضان عملية حيوية نشطة تقوـ على
إعادة تنظيم ا١توقف كليس عملية آلية تقوـ على التكرار أك تقوية بالتعزيز كما يرل
السلوكيوف كلذلك يكتسب ا١تتعلم بتعليمو خربة يصعب نسياهنا كٯتكن أف
يستثمرىا يف ا١تواقف ا١تشاهبة.
كتوصلت النظرية إذل ثبات اإلدراؾ ,أم إ ّف الشيء الذم تدركو كليان يظل ثابتان
يف أذىاننا على الرغم من تغَت احساسنا لو مثبلن عندما نقف أماـ النافذة فإ ّف صورة
النافذة على شبكية العُت أم اٟتس البصرم بانو شكل مستطيل كإذا نظرنا اليو من
أحد اٞتوانب أم صورة النافذة اليت تسقط على شبكية العُت تبدك على ىيئة شبو
90
منحرؼ ,على الرغم من تغَت االحساس يف كلتا اٟتالتُت فإف إدراكنا للنافذة يظل
كما ىو يف شكلو ا١تستطيل ,كإ ّف ثبات اإلدراؾ اليتوقف فقط على الشكل كلكن
أيضان فيما ٮتص حجم الشيء فإف إدراكنا يظل ثابتا˝بالنسبة للحجم اٟتقيقي
مهما كرب أك صغر.
ىكذا أثبتت اٞتشتالت إف ىناؾ فرقان بُت األحساس كاالدراؾ أم أف ىناؾ
فرقا˝بُت ا١تثَتات اٟتسػػية كبػػُت ما تػدركو بالػػفعل .كىػذا األمر ينط ػػبق على كػػل
ا١تثػَتات اٟتسػية لدينا.
كتُعد النظرية اٞتشتالتية من أكثر النظريات ا١تعرفية ٖتديدان كأكثرىا اعتمادان
على البيانات التجريبية كينصب اىتمامها الرئيس على سيكولوجية التفكَت ا١تتمثلة
بعمليات اإلدراؾ ,كالتنظيم ا١تعريف كحل ا١تشكبلت كأمتد اىتمامها ليشمل مواضيع
كالشخصية ,كعلم النفس االجتم ػػاعي ,كدينامػ ػػيات اٞتماعػ ػػة ,كنتيجة ١تساى ػػمات
ليفػػُت يف ىذا اجملػاؿ ,فعلى الرغم من اف موضوع التعلم دل يكن ٤تور مدرسة
اٞتشتالت الرئيس إالّ إ ّف ما قدمتو من مسا٫تات حوؿ طبيعة اإلدراؾ كخصائصو,
كأسلوب حل ا١تشكلة ساىم بشكل فاعل يف فهم عملية التعلم االنساين ,تؤكد
نظرية اٞتشتالت ا ّف ىناؾ بنية متأصلة خاصة بالكل أك اٞتشتالت ْتيث ٘تيزه عن
غَته كٕتعل منو شيئان ٦تيزان ذا معٌت أك كظيفة خاصة ,كترل إ ّف األنواع ا١تختلفة من
اٞتشتالت (الكل) تشتمل على قوانُت داخلية ٖتكم عناصرىا ,إذ إ ّف تغيَت أم جزء
من أجزائها يؤدم إذل تغَت البنية أك الوظيفة أك ا١تعٌت ,فعلى سبيل ا١تثاؿ ٘تثل
ا١تقطوعة ا١توسيقية ٣تموعة نغمات متناسقة كمتكاملة كتعكس بنية ٢تا كظيفة معينة,
فإذا تغَتت إحدل النغمات ,فإف ىذه ا١تقطوعة تفقد بنيتها أك كظيفتها.
91
عند التفكَت يف حل ا١تشكبلت ٯتكن االفادة من النظرية الكلية ,عن طريق
االىتماـ ْتصر اجملاؿ الكلي للمشكلة ْتيث ينظر اليها مرة كاحدة فهذا يساعد
على إدراؾ العبلقات الىت توصل إذل اٟتل إذا ما أغفلنا بعض أجزاء ا١تشكلة أك
نظرنا اليها من زاكية كاحدة من غَت أف نستػػوعب ك ػػل ج ػػزء فيػػها .فإف ى ػػذا
سي ػػؤدم إذل إعاقػ ػػة عمليػة الوصػوؿ إذل اٟتػل السليم.
يعد علماء اٞتشتالت من أىم من ْتثوا االدراؾ اٟتسي فقد قامت ىذه
ا١تدرسة عندما كاف التفريق بشكل حاد بُت االحساس كاإلدراؾ اٟتسي ككاف يظن
اف اإلحساس ظاىرة بسيطة أكلية ,كتعتمد ا٠تربة اإلدراكية كما يصاحبها من قيم
كمن كجداف على ا١تدرؾ اٟتسي لنفسو.
كال يقتصر اإلدراؾ على نقل صورة بصرية أك ٝتعية أك غَتىا إذل العقل ,كإ٪تا
اإلدراؾ مسػتول أعل ػػى من ذلػػك كىػو إعطػػاء ا١تعػػٌت الدالرل أك الرم ػػزم ال ػػذم
تتضمنو ا١تدركات ,كٯتر اإلدراؾ اٟتسي بأطوار ٥تتلفة حيث بدأ بالنظرة الكلية
االٚتالية كبعد ذلك يبدأ ا١ترء يف ٖتليل ا١تواقف كإدراؾ العناصر ا١تكونة لو
كالعبلقات القائمة بُت أجزائو ا١تختلفة .أما الطور الثالث كاألخَت فهو إعادة تأليف
األجزاء يف كل موحد كالعودة إذل النظرة الكلية مرة ثانية ,فالنظرة االٚتالية تسبق
النظرة التفصيلية التحليلية كذلك الٯتكن أف يدرؾ ا١ترء العبلقات بُت العناصر قبل
أف يدرؾ الشيء بأكملو ,كيندر أف يكوف لؤلجزاء معٌت مستقل بل أهنا تستمد
معناىا من الكل الذم ٭تتويها.
لذلك ىناؾ الكثَت من النظريات اليت حاكلت تفسَت اإلدراؾ من خبلؿ:
92
إ ّف الفرد من خبلؿ تعاملو مع ٤تيطو ا٠تاص ينمي ٣تموعة ٤تدكدة من
االدراكات يعاجل هبا التنوع البلمتناىي من الصور الشبكية اليت يتلقاىا باستمرار
كمن ركاد ىذا التنظَت (آٯتز).
كمنهم من يرل إ ّف اإلدراؾ يشتمل على البحث عن االشارات ا١تنبهة ا١توجودة
عند كل ٥تلوؽ ٯتكن االعتماد عليها لقيادة السلوؾ كعلى ا١تدرؾ أف يتعلم كيف
ّيعُت قيمة كل اشارة منبهة لكي ٭تدد أ٫تيتها اإلدراكية يف ٤تيطو ,كقد جاء هبذا
التنظَت بركنزكيك .كمنهم من أكد على أ٫تية دكر ا٠تربة اٟتسية يف االدراؾ ٳذ يركف
إ ّف الطفل يولد كىو صفحة بيضاء حُت الوالدة كإ ّف التعلم بالًتابط ىو الذم
يزكدىا با١تعرفة كمن أمثاؿ من أكد ىذا التنظَت (لوؾ ,كبركلي ,كىيوـ) كايضا˝ يرل
جبسوف إ ّف اإلدراؾ مباشر ألف ىناؾ معلومات كافية يف بيئتنا لصنع ىذا اإلحساس
بالعادل ,أم كجود بيانات حسية للتفاعل مع البيئة كالحاجة لعملية ا١تعاٞتة
(التفسَت) ,أم ٨تن نقوـ باستقباؿ البيانات اٟتسية كٖتليلها بإتاه كاحد من
التحليل البسيط للبيانات ا٠تاـ إذل التحليل ا١تعقد من خبلؿ النظاـ البصرم كيرل
جبسوف إف تنظيم ا١تعلومات الواصلة إذل مستقببلتنا اٟتسية متضمن السياؽ اٟتسي
كىذا كل ما ٨تتاج إلدراؾ أم شيء أم إننا ال ٨تتاج إذل العمليات ا١تعرفية العليا أك
عمليات التفكَت أك ا١تعتقدات ألجل ذلك كقد عارض كبشدة فكرة كريكورم يف
خضوع اإلدراؾ لبوتقة الفرضيات كا٪تا يعتقد إ ّف اإلدراؾ ىو اإلحساس أم عملية
أسفل -أعلى بعكس كريكورم أعلى -أسفل .كىناؾ من يركز على إدراؾ
األشكاؿ ككليات كليس أجزاء منفصلة فاٟتقيقة يف ا١تدرؾ اٟتسي ليست العناصر
أك األجزاء اليت يتكوف منها ا١تدرؾ ,كإ٪تا الشكل أك البناء العاـ ككل كأكدت
النظرية على ثبات اإلدراؾ ,أم إ ّف الشيء الذم تدركو كليان يظل ثابتان يف أذىاننا
93
على الرغم تغَت احساسنا لو كتعد ىذه النظرية ذات أ٫تية يف حل ا١تشكبلت ,ٳذ
ٯتكن عن طريقها االىتماـ ْتصر اجملاؿ الكلي للمشكلة فينظر اليها مرة كاحدة
فيساعد على إدراؾ العبلقات اليت توصل إذل اٟتل فإذا ما أغفلنا بعض أجزاء
ا١تشكلة أك نظرنا اليها من زاكية كاحدة ,من غَت أف نستوعب كل جزء فيها فإف
ىذا سيؤدم إذل إعاقة عملية الوصوؿ للحل السليم كقد فرؽ منظرك النظرية الكلية
كىم (فرهتيمر ,ككوفكا ,ككوىلر) بُت اإلحساس كاإلدراؾ إذ إ ّف اإلحساس ظاىرة
بسيطة أكلية ,أما اإلدراؾ فهو اعطاء ا١تعٌت الدالرل أك الرمزم الذم تتضمنو
ا١تدركات إذ ال يقتصر على نقل صورة بصرية أك ٝتعية أك غَتىا إذل العقل ,كا٪تا ىو
مستول أعلى من ذلك.
94
الفصن اخلاوس
الذاكزة
95
96
الفصل الخامس
الذاكرة
ُمػ ػػقدِّمة
ٖتتل الذاكرة منذ القدـ مكانة مهمة لدل االنساف ,كتعود األساطَت اليونانية
هبذا ا٠تصوص اذل القرف ا٠تامس قبل ا١تيبلد ككلمة ذاكرة تعود اذل كلمة امنموزينا
كىو أحد آ٢تة اليوناف القدٯتة ,كيزخر التاريخ اليوناين بفبلسفة أكلوا اىتمامان كبَتان
ٔتوضوع الذاكرة ,كعلى رأسهم افبلطوف ( )347 – 428قبل ا١تيبلد ,الذم ع ّد
الفكر ٔتثابة كسيلة لفهم ما يدكر حوؿ الفرد من أحداث ككقائع ككانت آراه بشأف
الذاكرة تتمحور لكوهنا اٞتسر الرابط بُت العادل الذم يدركو الفرد كالعادل اٟتقيقي
اجملرد .كمن بعده تتابعت اآلراء كتطورت على يد عدد من الفبلسفة ا١تثارل ك ّ
أشهرىم رينيو ديكارت ( )1650–1596ميبلدم كامانويل كانت (–1724
)1804ميبلدم كاستمرت اآلراء بالتطور حىت حدكث انتقاؿ نوعي على يد
داركين يف طرحو شرحان عن الذاكرة البشرية بصورة علمية ,كالتحق كراءه عدد غَت
قليل من منظّرم الذاكرة على أساس فكرة مفادىا أف عمليات الذاكرة نشأت من
خبلؿ التطور كانتقلت اذل معاٞتة السمات الرئيسة للبيئة كأداء بعض ا١تهمات
األساسية يف اٟتياة االنسانية .كما رّكزكا على مسألة أف تش ّكل العقل يتأثر بالوراثة
كعن طريق اٟتامض النوكم ( )DNAكمن مث فإف عمليات الذاكرة ال تتم إال
بواسطة ىذا اٟتامض كتكوف ٝتتها موركثة ,كىذا ال يعٍت أنوُ مسؤكؿ عن ٚتيع
ا١تعلومات اليت ُٗتزف يف الذاكرة البشرية لكن ما كاف سائدان سابقان قد تغَت ٨تو
الدراسة األكثر علمية كضبطان ٔتركر الوقت ,كمن أشهر العلماء الذين أحدثوا فارقان
97
على مستول دراسة الذاكرة ىو العادل ىَتماف ابكنهاكس ()1909–1850
ميبلدم ,كالذم بدأ بدراستو ٢تا معتمدان على ا١تنهج التجرييب كالنظرم معان كبعيدان
صػ ػ ٍّػم (ال معٌت ٢تا) ليتمكن من
عن ا١تعرفة القدٯتة حو٢تا مبتكران بذلك مقاطع ُ
خاؿ من شوائب األفكار السابقة عنو كٯتكن القوؿ إف دراسة الذاكرة كمفهوـ ٍ
الثورة ا١تعرفية يف ٣تاؿ الذاكرة قد حدثت يف ٜتسينيات القرف ا١تاضي ,بعد تراكم
اإلحباطات من دراسات ا١تدرسة السلوكية ,ليتأتى لبلفراد من بعدىا مبلحظة التغَت
يف دراسة الذاكرة كعلى يد جورج ميللر عاـ 1956الذم أشار اذل القدرات
كمػ ػػشبهان إياىا بنظاـ اٟتاسوب ككيفية معاٞتتو
ا١توجودة يف الذاكرة قصَتة ا١تدل ُ
ػوضحان كيفية تصنيف ىذه ا١تعلومات بناءن على أ٫تيتها كمػ ػ ّ
ا١تعلومات الواردة اليو ُ
لدل الفرد ا١تػ ػػتسلم ٢تا.
ُ
أما يف الوقت الراىن فتُػ ػع ّد الذاكرة مركزان ٞتميع العمليات كاألنشطة ا١تعرفية
للفرد ,كىي من أ٫تها كأكثرىا تأثَتان يف نظاـ ٕتهيز كمعاٞتة ا١تعلومات كاالحتفاظ
هبا ,كاستعما٢تا يف األنشطة البلحقة كافةن اليت تتطلب اسًتجاع ا١تعلومات ا١تخزكنة
كاإلفادة منها يف أداء ىذه األنشطة مهما كانت طبيعتها فضبلن عن أف ٚتيع
العمليات ا١تعرفيو األخرل (كاإلدراؾ كاالنتباه كالتفكَت) كغَتىا من العمليات
األخرل تتأثر بالذاكرة بناءن على ٥تزكهنا ا١تعريف كقد استقطب ذلك اىتماـ العديد
من العلماء كالباحثُت يف ٣تاؿ علم النفس ا١تعريف لوصف الذاكرة كمكوناهتا
كالعوامل ا١تؤثرة فيها ,كطبيعة أدائها من استقباؿ كتنظيم كٗتزين ا١تعلومات كمعاٞتتها
رحػ ػػت ,كارتبطت دراسة الذاكرة بنظاـكذلك من خبلؿ النماذج ا١تتعددة اليت طُ َ
معاٞتة ا١تعلومات فيها كأك ّد العلماء أف ىنالك ثبلث مراحل يف الذاكرة االنسانية:
98
ٍ
.1مرحلة الترميز :كتتمثل باعطاء معاف للمثَتات ّ
اٟتسية اٞتديدة من خبلؿ
عمليات التسميع كالتكرار كالتنظيم كالتلخيص كغَتىا.
.2مرحلة التخزين :كتتمثل بنظاـ ٗتزين مؤقت يف الذاكرة القصَتة كنظاـ آخر
دائمي يف الذاكرة بعيدة ا١تدل ,كتصبح فيو ا١تعلومات جاىزة كمنظّمة
لبلستعماؿ كقت اٟتاجة اليها.
.3مرحلة االستعادة :كتتمثل ٔتحاكلة استدعاء كاسًتجاع ا١تعلومات كا٠تربات
السابقة اليت سبق ترميزىا كخزهنا يف الذاكرة.
كتتميز الذاكرة ٔتكانة مهمة يف اجملاؿ ا١تعريف بسبب دكرىا اٟتيوم يف اٟتياة
النفسية للفرد ,كٯتكن ٖتديد دكرىا ْتفظ ا١تعلومات عن االشارات القادمة من البيئة
كا١تتواصلة مع اجملاؿ االدراكي للفرد ,كتستمر ْتفظ ىذه ا١تعلومات كخزهنا حىت بعد
الفعاؿ ٢تا من إعادة استعماؿ اختفاء كزكاؿ ىذه اإلشارات ,كٯتكن بواسطة الدكر ّ
ا١تعلومات ا١تختزنة من دكف االخبلؿ ٓتصائصها كطبيعتها اليت تراكمت ٔتركر الزمن
كما بينها من ترابطات كصبلت كىنا تقوـ الذاكرة بدكر توجيهي للنشاط االنساين
من خبلؿ توجيو كٖتديد مسار الفرد كسلوكو يف ا١تواقف ا١تختلفة اآلنية كا١تستقبلية.
كدل تتوقف الدراسات اٞتارية على نشاط الذاكرة االنسانية يف ٣تاؿ تذكر
ا١تواقف ا١تاضية ,بل تعدَّهتا اذل دراسة قدرة الذاكرة يف ُمساعدة الفرد على التخطيط
للمواقف ا١تستقبلية ككيفية إ٧تازىا كالسيّما مع حدكث حالة من التدىور يف قدرات
األفراد ٔتركر الزمن كما أشارت اذل ذلك االحصائيات هبذا الشأف ,إذ قاـ مارش,
كىيكس كالنداك عاـ ( )1998بتتبع ٣تموعة من األفراد ١تراقبة كيفية تذكرىم
أعما٢تم اليومية ,كاكتشفوا اف ىناؾ الكثَت من اال٧تازات الواجب تنفيذىا يوميان
99
ػؤجػل كٔتا يعادؿ ( )%25من معدؿ االعماؿ ا١تنجزة أسبوعيان ,كعػػاد نة ما يقػػوـ تُ َّ
األفػراد يف ىذه اٟتالة بإعادة جدكلتها كتنظيمها بدالن من نسياهنا عػ ػػلى أف ىناؾ مػا
ي ػعػادؿ ( )%3من معدؿ اال٧تازات اليت تتعرض للنسياف من أصحاهبا
أسبوعيان.
عاـ ,)2010أف ا١تهمة األساس Klein et.al. كافًتض (كلُت كزمبلؤه
للذاكرة االنسانية تتعدل ا٠تزف كاالسًتجاع لتمتد اذل مهمة أخرل تشمل ا١تراقبة,
كاستعماؿ ا١تعلومات هبدؼ التخطيط للمواقف القادمة باالستناد اذل خربات الفرد
عن تلك ا١تواقف أك ما يػُ ػػشاهبها.
اف النوع الذم يُعٌت بدراسة تذكر القياـ باالعماؿ مستقببلن ىو ما يُعرؼ
بالذاكرة ا١تستقبلية ,كاليت زاد االىتماـ بدراستها مؤخران نتيجة الضغوط العصرية
كتعدد الوسائل ا١تشتتة لبلنتباه كزيادة اٟتاجات ا١تطلوب تنفيذىا كىي ٚتيعها تقع
ٖتت كطأة التق ّدـ الذم تشهده اٟتضارة االنسانية منذ عقود.
نظريات تفسير الذاكرة:
تعد النظرية العلمية قمة االطار الفكرم الذم يربط بُت الواقع كا١تفاىيم
كالظركؼ يف نظاـ متناسق متكامل ,كما اهنا ٖتدد ىوية كل علم من العلوـ فهي
تقوـ بتفسَت االحداث كما بينها من عبلقات للتنبؤ باحداث غَت معركفة الف الغاية
النهائية للعلم ىي التطبيق كالعبلقة بُت النظرية العلمية كالتطبيق عبلقة متبادلة ,إذ
اف ٤تك صدؽ النظرية ىو ٧تاح ما تشَت اليو من تطبيقات علمية ٔتا يدعو إذل
استكماؿ اك تعديل تلك النظرية ,ك٦تا الشك فيو اف تفسَت الظواىر كالوقائع على
كفق اسس علمية منطقية سيؤدم بالتاكيد إذل تطور العلم.
100
بعض النظريات اليت تناكلت الذاكرة بالتفسَت كصنفت ىذه النظريات على
كفق إتاىُت:
االكؿ :االٕتاه الفسيولوجي كالذم يشتمل على ثبلث نظريات ىي النظرية
التشر٭تية كالنظرية الكيميائية كنظرية الدارات العصبية.
الثاين :فيشتمل على النظريات النفسية كا١تتمثلة بالنظرية السلوكية ,كالنظرية
الكشطالتية ,كالنظرية ا١تعرفة مث يستعرض اىم النماذج النظرية اٟتديثة ,ا١ترتبطة
بالنظرية ا١تعرفية ككاآليت:
اوالً :النظريات الفيسولوجية:
يضم ىذا االٕتاه عددا من النظريات اليت تفسر الذاكرة على اساس تكوين
تغَتات تركيبية أك كظيفية أك تشر٭تية يف تشابكات اٞتهاز العصيب ,كمنها ما يؤكد
على تولد مواد كيميائية جديدة يف الطرؽ العصبية اليت ٖتفظ الذكريات ,كاف
التفسَت الفسيولوجي بكل ابعاده كصوره يعٍت إتاىان ٯتثل العديد من النظريات
لتفسَت الذاكرة بوصفها متغَت كسيطان كظاىرة عقلية معرفية معقدة.
كمن ىذه النظريات:
أ -النظرية التشريحية:
تشَت ىذه النظرية إذل اف ىناؾ مناطق معينة يف قشرة ا١تخ تؤدم زيادة تنبيهها
إذل زيادة ٝتكها كالعكس إذا ما قل تنبيهها يقل تبعان لذلك ٝتكها ,كتعد منطقة
القشرة االمامية من ا١تخ منطقة حاٝتة يف اداء الذاكرة القصَتة ا١تدل فيما يتعلق
بعمليات ا٠تزف كاالسًتجاع كمعاٞتة ا١تعلومات من اجل عمل استجابة ما ,كاف أم
ضرر أك تلف يصيب ىذه القشرة يؤدم إذل ضعف كقصور كاضح يف عمليات
101
الذاكرة كالسيما الذاكرة العاملة ,كتقسم القشرة االمامية للدماغ على مناطق مركزية
كمناطق كسطية كمناطق ٤تيطة ,كعلى الرغم من اف ىذه التقسيمات لقشرة الدماغ
فاف معظم التجارب كالدراسات اليت اعتمدت يف اجراءاهتا على احداث تعطيل
لعمل ىذه ا١تنطقة باستخداـ التيار الكهربائي أك الًتدد الشعاعي تعاملت مع قشرة
الدماغ اهنا منطقة كاحدة كاف تلفها يؤثر كثَتان يف العمليات االدراكية ا١تتضمنة يف
الذاكرة ,كقد كجد من التجارب التشر٭تية اف عدد النهايات العصبية كالعقد
االشتباكية يف قشرة ا١تخ يزداد بتقدـ العمر ك٨تو ا٠تربة ,على اساس ذلك فاف تثبت
الذكريات يف ا١تخ يؤدم إذل بعض التغَتات التشر٭تية كالًتكيبة يف هنايات االعصاب
أك يف تشابكات اٞتهاز العصيب.
كقد ٭تدث يف ىذه ا١تناطق تغَت كيميائي يؤدم إذل زيادة يف قابليتها على
التنبيو٦ ,تا يؤدم إذل سهولة انسياب االشارات العصيبة اليت تنتقل اشارات الذاكرة
إذل ا١تناطق ا١تسؤكلة عنها يف قشرة ا١تخ
ب -النظرية الكيميائية:
تؤكد ىذه النظرية على اف الذكريات ال ٘تحى ابدان من اٞتهاز العصيب مىت ما
مت تثبيتها فيو سواء بالرجات الكهربائية أك التخدير الطويل أك ٗتفيض درجة حرارة
الدماغ ١تدة طويلة ,إذ اف ىذه ا١تشاىدات ادت إذل التخمُت باف الذكريات قد
ٖتفظ يف اٞتهاز العصيب على شكل تغَتات كيميائية يف حجَتاتو العصبية ,كاف
مادة RNAاٟتامض الرابو النوكم تعمل على حفظ الذكريات ا٠تاصة على شكل
شفرة كيميائية فيها أك يف ا١تواد الربكتينية اليت تولدىا.
102
ج -نظرية الدارات العصبية:
تؤكد ىذه النظرية على اف التاثَتات اٟتسية الواردة للمخ تولد ٪تطان من
النبضات العصبية يف دكائر عصيبة مكونة من عصيبات عدة ٖتتفظ هبذا النمط
من الفعالية ١تدة طويلة ككلما نبهت ىذه الدرات العصبية ٔتنبو يرتبط مع الفكرة
ا١تخزكنة برباط كظيفي تزايدت فعاليتها ٟتد يوصلها إذل مناطق القشرة ا١تخية
االخرل فتصل لدرجة الوعي فيتذكرىا الفرد.
فا٠تبليا العصبية ترتبط ببعضها يف منطقة تسمى الوصبلت العصبية كتكوف
جهازان لبلتصاؿ على شبكة تتيح للحواس أف ترسل للمخ ايعازان كهربائيان كما
ٖتدث يف البيئة كتسمح ١تنطقة ا١تخ اف تتصل ٔتنطقة اخرل حىت تتوصل إذل تفسَت
ا١تواقف كاٗتاذ القرارات ,ككذلك فاف خزف ا١تعلومات يتم يف الوصبلت العصبية
كىي نسيج ٣تهرم بُت كل ٣تموعتُت عصبيتُت كما اف بعض التفاعبلت الكيميائية
اليت ٕترم يف الوصلة العصبية تؤدم إذل منع الباعث العصيب من ا١تركر من خلية
عصبية إذل اخرل كاف بعض التفاعبلت تسهل مركر التيار.
ثانياً :النظريات النفسية
أ -النظريات السلوكية:
بدات كجهة النظر السلوكية يف تفسَت الذاكرة االنسانية بدراسة عادل النفس
اال١تاين (ابنجهاكس) الذم يعد اكؿ من درس الذاكرة دراسة علمية كالذم اجراىا
على نفسو ,إذ تعد البحوث اليت اجراىا من اكذل البحوث ا١تيدانية يف ٣تاؿ الذاكرة
البشرية معتمدان على مسلمات منها (اف العقل ٮتتزف افكاران حوؿ ا٠تربات اٟتسية
ا١تاضية) كانو يعد اكؿ من رسم منحٍت االحتفاظ كالتذكر ,كاعتقد (ابنجهاكس) اليت
103
تتواذل كراء بعضها البعض يف اكقات متقاربة أك يف اماكن متجاكرة ترتبط مع
بعضها ,فالذاكرة ٖتتوم على االؼ االنطباعات اٟتسية ا١ترتبطة ,كىكذا فاف ىذه
ا١تسلمات كاالراء جعلت من ا١تمكن دراسة الذاكرة من ناحية االفكار ا١تتداعية
كا١تًتابطة ,كاف كجهة النظر السلوكية يف تفسَت الذاكرة تؤكد على اهنا عملية نإتة
أك تابعة للتعلم كتفسرىا على كفق ا١تفهومات االتية :ا١تتغَتات أك ا١تثَتات
ا١تدخبلت كالتخزين كاالستجابات أك ا١تخرجات ,إذ اهنا هتتم بشكل كبَت بعملية
التخزين ,كعلى الرغم من اختبلؼ كجهات نظر السلوكيُت القدامى كاٞتدد يف
تفسَت حدكث عملية التخزين ,أك ما ٭تصل بُت ا١تنبو كاالستجابة فقد اعطى اغلب
منظركىا ا٫تية للزمن يف ٗتزين ا١تعلومات كاثره يف االنطفاء أك اال٨تبلؿ أك تداخل
ىذا التخزين من خبلؿ عملتيي التأكل كالتداخل كما اف ا٪توذج الذاكرة ْتسب
النظرية السلوكية ىو حدكث ارتباط بُت ا١تثَتات كاالستجابات ,كاف ىذا االرتباط
ٮتتلف باختبلؼ النظريات ,فنظرية (ثورندايك) تؤكد على انو ارتباط فسيولوجي
يف الوصلة العصبية ,اما عند (بافلوؼ) فهو اقًتاف يف القشرة الدماغية ,بينما ذىب
(سكنر) إذل نفي حدكث أم شيء داخل الكائن النو يرفض ا١تتغَتات الوسيطة
كالتكوين الفرضي.
ب -النظرية الجشتطالت:
اكدت ىذه النظرية يف تفسَت الذاكرة على اساس تكوين الكليات ا١تركبة
(الكشطالت) اليت تنشأ يف اجملاؿ االدراكي لفرد باالستبصار كتنظيم ذايت تلقائي
١توضوع االدراؾ على كفق قوانُت التشابو كالتقارب كاالغبلؽ كاالستمرار ,كبالرغم
من اف النظرية الكشطالتية –اجملالية ال تعطي ا٠تربة السابقة دكرا حاٝتا يف تنظيم
السلوؾ الراىن للفرد ,كتعد اف اثار ا١توقف اٟتاضر اىم بكثَت من اثار ا١تاضي,
104
كيعزم اليها الفضل يف ربط االداءات الفعلية للفرد بنظاـ اٟتاجات كالدكافع ,حيث
تقرر اف الفرد يتذكر االداءات ,كا١تهاـ ا١تبتورة كما ٗتلقو من توتر اكرب ,كبدرجة
اكرب من االداءات كا١تهاـ ا١تستكملة اليت تؤدم إذل تفريغ أك ٗتفيض الشحنة
االنفعالية ا١ترتبطة باٟتاجة.
كعرضت ا١تدرسة الكشطالتية رأيها الذم يتمثل يف التفسَت ا١تعريف ا١تعاصر
لتفسَت الذاكرة باعتبارىا عملية ادراكية هتتم باستقباؿ ا١تعلومات قبل ٗتزينها كقد
اشار تولفنك )1972( Tulvingإذل اف الذاكرة االنسانية ٯتكن تفسَتىا من
خبلؿ عملية االدراؾ اٟتسي بوصفها ظاىرة عقلية ٘تثل نقطة التقاء ا١تعرفة بالواقع.
كفسرت ىذه النظرية الذاكرة االنسانية بوصفها عملية ادراكية باستقباؿ
ا١تعلومات قبل ٗتزينها مؤكدة على عمليات االحساس كاالنتباه كالوعي كاالىتماـ
باستقباؿ ا١تعلومات من عملييت ٫تا :الًتميز كالتنظيم كيتمثل الًتميز باستقباؿ
ا١تعلومات كتغَتىا لكي تسمح بتشكيلها كمن مث ٗتزينها اف استخداـ الصور
البحرية كاسًتاتيجية الًتميز اكدهتا دراسات عدة منها دراسة بركنر كبافيو
( Byuner & Pavio )1971إذ فسرت عملية الًتميز اهنا عملية فسيولوٞتية كاف
االنظمة اٟتسية تعمل على تغَت ا١تعلومات البيئية إذل طاقة عصبية كمن مث ٖتويلها
إذل رمز عصيب كمن مث تكوف عملية ترميز ا١تعلومات.
اما التنظيم فيتمثل يف تسجيل عملية خزف ا١تعلومات أك اٟتقائق كمن مث
سهولة استعادهتا كاقًتح كانيو )1970( Gagneاف ا٠تطوة االكذل يف أم تنظيم
للمادة تتطلب توضيح االىداؼ النهائية اليت ينبغي الوصوؿ اليها مث ا١تهارات
ا١تباشرة أك ا١تهارات الوسيطة كصوال إذل تلك االىداؼ ,كما اكد على ٖتليل كل
مهارة من ا١تهارات إذل جزيئاهتا ,كذلك كضع كل من اكزبل كركبنسوف Ausuble
105
)1969( &Robinsonطريقة التنظيم ا١تسبق ,كاف ا١تبدا الرئيس يف التنظيم
ا١تسبق يتخلص بتقدًن فكرة اكلية بتبٍت نظاما للمعرفة اٞتديدة قبل تقدًن ا١تادة
ا١تتعلقة هبا ,فالتنظيم ا١تسبق ىو ٣تموعة من االفكار تقوـ بوظيفتُت ٫تا :ربط ا١تعرفة
اٞتديدة با١تعرفة اليت سبق اكتساهبا ,كمساعدة ا١تتعلم اضفاء النظاـ على ا١تادة
اٞتديدة.
ج -النظرية ا١تعرفية
إتاه معاٞتة ا١تعلومات
ظهرت العديد من احملاكالت لبناء ٪تاذج كنظريات يف ميداف علم النفس ا١تعريف
إذ كاف جوىر اىتماماهتا النظر إذل االنساف بوصفو ٥تلوقا عاقبلن مفكرا ك٣تهزا
كمبتكرا للمعلومات ,كىكذا يكوف ميداف علم النفس ا١تعريف دراسة االنساف
كاالىتماـ بطريقتو يف احراز ا١تعرفة كٖتصيلها كحفظها كاستخدامها يف اصدار كاٗتاذ
القرار يف اداء النشاط العقلي ,أم االىتماـ بالكيفية اليت يتمثل هبا ا١تعرفة أك ما
يطلق عليو التمثيل ا١تعريف الداخلي أك التشفَت كيف بشفر أك يرمز ا١تعلومات؟
كيف تعاجل كتركب كتصور االفكار كاالحداث يف الذاكرة كيف يكتسب ا١تعلومات
بالنقاط االشارات اٟتسية؟ ككيف يرمزىا كٮتزهنا ك٭تو٢تا إذل ابنية معرفية تضم إذل
ذخَتتو ا١تعرفية؟ كاليت تقوده بدكرىا إذل ىاديات جديدة للبدء يف دكرة معرفية
اخرل.
كيعد إتاه معاٞتة ا١تعلومات احد النظريات ا١تعرفية اٟتديثة اليت تشكل ثورة
علمية يف ٣تاؿ دراسة الذاكرة كعلميات التعلم االنساين فضبل عن دراسة اللغة
كالتفكَت فهي ٗتتلف عن النظريات ا١تعرفية القدٯتة من حيث اهنا دل تكتف بوصف
106
العلميات ا١تعرفية اليت ٖتدث داخل االنساف فحسب ,كا٪تا حاكلت توضيح كتفسَت
الية حدكث ىذه العمليات كدكرىا يف معاٞتة ا١تعلومات كانتاج السلوؾ ,كيرل
اصحاب ىذا االٕتاه اف السلوؾ ليس ٣ترد ٣تموعة استجابات ترتبط على ٨تو ارل
ٔتثَتات ٖتدثها كما ىو اٟتاؿ عند النظريات االرتباطية كا٪تا ىو بثابت نتاج لسلسلة
من العمليات ا١تعرفية اليت تتوسط بُت استقباؿ ا١تثَتات كانتاج االستجابة ا١تناسبة
لو ,كمثل ىذه العمليات تستغرؽ زمنان من الفرد لتنفيذىا إذا ما نا زمن الرجع بُت
استقباؿ ا١تثَتات كانتاج االستجابة ا١تناسبة لو يعتمد على طبيعة ا١تعاٞتات ا١تعرفية
كنوعيها ,كقد بدا االىتماـ بنظرية معاٞتة ا١تعلومات يف اكاخر ا٠تمسينيات من
القرف ا١تاضي مستفيدا من التطورات اليت حدثت يف ٣تاؿ ىندسة االتصاالت
كاٟتاسوب االلكًتكين فقد عمد اصحاب ىذا االٕتاه إذل تفسَت ما ٭تدث داخل
نظاـ معاٞتة ا١تعلومات لدل االنساف على ٨تو مناظر ١تا ٭تدث يف اجهزة ٭تدث
داخل النظاـ معاٞتة ا١تعلومات لدل االنساف على ٨تو مناظر ١تا ٭تدث يف اجهزة
االتصاالت من حيث عملها كٖتويل الطاقة من شكل اذل اخر إذ يتم استقباؿ
ا١تدخبلت يف اٟتاسوب لينتج يف كحدة معاٞتة ا١تعلومات على كفق اكامر كتعليمات
٥تزنة ليتم انتاج ٥ترجات معينة ( (Tكحسب ىذه النظرية فاف الدماغ البشرم يعمل
باسلوب ٦تاثل ١تا ٭تدث يف اٟتاسوب االلكًتكين إذ اف ا١تعلومات يف اثناء معاٞتة
٘تر يف مراحل تتمثل يف االستقباؿ ,كالًتميز ,كالتخزين ,كانتاج االستجابة يف كل
مرحلة من ىذه ا١تراحل تنفذ عددان من العمليات ا١تعرفة ,كما فسرت نظرية معاٞتة
ا١تعلومات الذاكرة االنسانية على اهنا سرياف ا١تعلومات على كفق ثبلثة جوانب ىي:
الًتميز كالتخزين كاالستعادة أك االسًتداد كيتم ٖتديد سبل استعادة ا١تعلومات من
عمليات االسًتجاع كالتعرؼ كاعادة التعلم.
107
االفتراضات الرئيسية لنموذج معالجة المعلومات:
ينظر ا٪توذج معاٞتة ا١تعلومات إذل االنساف على انو نظاـ معقد كفريد يف
معاٞتة ا١تعلومات كينطلق يف تفسَته ٢تذا النظاـ من العدد من الفرضيات اليت
جعلت منو توجها جديدا يف دراسة عمليات االدراؾ كالتعلم كالذاكرة البشرية كيف
ىذه االفًتاضات:
أ .1
ف االنساف كائن نشط كفعاؿ يف اثناء عملية التعلم ,حيث الينظر كصوؿ
ا١تعلومات اليو ,كا٪تا يسعى إذل البحث عنها كيعمل على معاٞتتها
كاستخبلص ا١تناسب منها بعد اجراء العديد من ا١تعاٞتات ا١تعرفية مستفيدا
يف ذلك خرباتو السابقة.
ا .2
لتأكيد على العمليات ا١تعرفية اكثر من االستجابة ,اف يفًتض اف االستجابة
٭تدث على ٨تو أم اذل ا١تثَت ,كا٪تا ىي لنتاج لسلسلة من العلميات
كا١تعاٞتات ا١تعرفية اليت تتم عرب مراحل متسلسلة من ا١تعاٞتات.
ي .3
فًتض ىذا االٕتاه اف السلوؾ ا١تعريف ىو منظومة اك نسق مؤلف من سلسلة
من ا١تكونات ,فاالستجابة اليت تصدر عن الفرد ىي نتاج ىذه السلسة
الطويلة من العمليات ككل مرحلة يف ا١تنظومة تتلقى مدخبلت ٖتوؿ تبعا
لنظاـ شفرم معُت مث ٮترج عليها ٣تموعة من العلميات تسٌت ا١تعاٞتة مثل
االحتصار ,كالتجريد كاعادة التسجيل كالتفصيل كالتنظيم ...كغَتىا ,كبعد
ذلك ينتقل اذل ا١ترحلة الثانية من ا١تعاٞتة حيث فقداف ا١تعلومات اذل داخل
108
الكائن العضوم اليت تعَت احملتول الذم سيتعامل معو ىذا ا١تدخل ,فهذه
ا١تعلومات ىي اليت يتنبو اليها االنساف كٮتتارىا كيتعلمها كيستوعبها داخليا
يف ذاكرة كيستخدمها يف حل ا١تشكبلت كمعاٞتة ا١تعلومات كاٗتاذ القرارات
كتوجيو السلوؾ.
ٯت .4
تاز نظاـ معاٞتة ا١تعلومات لدل االنساف بسعتو احملدكدة على معاٞتة ٗتزين
ا١تعلومات خبلؿ مراحل ا١تعاٞتة فهناؾ سعة ٤تدكدة ٢تذا النظاـ من حيث
قدرتو على تناكؿ بعض ا١تعلومات كمعاٞتتها كيرجع سبب ذلك اذل ٤تدكدية
سعة الذاكرة العاملة يف ٗتزين ا١تعلومات من جهة كاذل عدـ قدرة االجهزة
اٟتسية (ا١تستقببلت اٟتسية) على الًتكيز يف عدد ا١تَتاث كاالحتفاظ هبا ١تدة
طويلة من جهة اخرل.
ت .5
عتمد عمليات ا١تعاٞتة اليت ٖتدث على ا١تعلومات عرب ا١تراحل ا١تتعددة على
طبيعة كخصائص انظمة الذاكرة الثبلث (اٟتسية كالقصَتة ,كالطويلة االمد)
كما تؤدم عوامل من االنتباه كالتنظيم كالتخزين كقدرة الفرد على اسًتجاع
ا٠تربات السابقة ذات العبلقة دكرا بارزا يف تنفيذ عمليات ا١تعاٞتة.
وظائف نظاـ معالجة المعلومات:
يرل اصحاب نظرية معاٞتة ا١تعلومات من دكر معاٞتة ا١تعلومات ا١ترتبطة
با١تثَتات اليت يتفاعل معها االنساف ٘تر يف ثبلث مراحل رئيسة ىي :الًتميز,
كالتخزين كاالسًتجاع.
109
كتتطلب ا١تعاٞتات خبلؿ ىذه ا١ترحلة تنفيذ عدد من العمليات ا١تعرفية عرب
اجهزة الذاكرة كمن اىم كظائف نظاـ معاٞتة ا١تعلومات ىي:
ا .1
ستقباؿ ا١تعلومات ا٠تارجية اك ما يسمى با١تدخبلت اٟتسية من العادل
ا٠تارجي كالعمل على ٖتويلها اذل ٘تثيبلت معينة ,االمر الذم ٯتكن ىذا
النظاـ من معاٞتتها الحقا ,كتسمى ىذه ا١ترحلة ٔترحلة االستقباؿ كالًتميز.
ا .2
ٗتاذ بعض القرارات حوؿ ا٫تية بعض ا١تعلومات كمدل اٟتاجة اليها ْتيث
٨تتفظ ببعضا بعد اف مت معاملتها كٖتويلها اذل ٘تثيبلت عقلية معينة يتم
ٗتزينها يف الذاكرة (مرحلة التخزين).
ا .3
لتعرؼ على التمثيبلت ا١تعرفية كاسًتجاعها عند اٟتاجة لبلستفادة منها يف
التعامل مع ا١تواقف كا١تثَتات ا١تختلفة ,كٖتديد ا٪تاط الفعل السلوكي ا١تناسب
(مرحلة االسًتجاع).
ىذا كترتبط بالنظرية ا١تعرفية الكثَت من النماذج النظرية ا١تعاصرة لتفسَت
الذاكرة ,كاف ىذه النماذج ىي ليس مرادفة للنظرية بل ىي ٘تثل شكبل مفسرا ٢تا
بتشبيو الصورة العقلية ا١تعرفية اليت تساعد على فهم ماال تستطيع رؤيتو كادراكو
مباشرة ,فهي تعد فئة فرعية من النظرية ,كعادة ما تكوف اكثق اتصاال ٔتستول
ا١تعطيات التجريبية (األمربيفية) كالتحقيق التجرييب ,كٖتاكؿ ىذه النماذج تبسيط
كتنظيم عمل الذاكرة ككضعها يف انساؽ تساعد يف الكشف عن ا١تكونات اليت يتم
110
تناك٢تا ,اذ تظهر قيمة ىذه النماذج من نتائج الدراسات كالبحوث ا١تهتمة هبا,
كذلك القيمة التنبئوية ٢تذه النماذج كدقة التفسَتات اليت قدمتها كاتساقها مع
غَتىا من ا١تتغَتات ذات العبلقة ٔتوضوع الذاكرة كاالدراؾ كاالنتباه.
111
نركز انتباىنا ١تا كاف يقاؿ ,كمع ىذا قمت ا١تعتذر تذكر ا١تعلومة نفسها يف كقت
الحق مادل نتمرف عليها من خبلؿ اجراء بعض السًتاتيجيات مثل التسميع أك
التكرار ٞتعلها متوافرة من خبلؿ الذاكرة الثانوية.
112
جديدة ْتيث ٖتل ا١تعلومات اٞتديدة ٤تل ا١تعلومات السابقة ,لذلك فاف معلومات
الذاكرة اٟتسية تكوف عرضة للنسياف السريع مادل تنتقل ىذه ا١تعلومات إذل ا١تخزف
قصَت االمد ,إذ تدخل ا١تعلومات الواردة ٢تذا ا١تستودع كٗتتفي بسرعة لكن ليس
بسرعة اختفائها من ا١تستودع اٟتسي ,كقد تتخذ ا١تعلومات يف ا١تستودع قصَت
االمد شكبل ٮتتلف عن الشكل اٟتسي االصلي ,فعلى سبيل ا١تثاؿ قد ٘تثل كلمة
معينة تعرض عرضا بصريا على ٨تو ٝتعي يف ا١تستودع قصَت االمد ,كقد عد كل من
اتكنسوف كشفرف ا١تستودع قصَت االمد ٔتثابة ذاكرة عاملة ,كمن ا١تفاىيم االساسية
كا١تهمة ٢تذا اال٪توذج ىو عمليات التحكم أك التنظيم ,فما اف تدخل ا١تعلومات
ا١تستودع قصَت االمد حىت ٗتضع لعمليات التحكم كالتنظيم ,كىذه العمليات ىي:
ٖ -تليل ا١تنبهات.
-تنشيط التمرف ,كىي من اىم كظائف التحكم ,إذ يقوـ التمرف بوظيفيت ٫تا
حفظ ا١تعلومات يف ا١تستودع قصَت االمد كٖتويل ا١تعلومات إذل ا١تستودع
طويل االمد.
-تعديل جرياف ا١تعلومات من ا١تستلمات اٟتسية إذل ا١تستودع قصَت االمد.
-تشفَت ا١تعلومات كٖتويلها من ا١تستودع قصَت االمد إذل ا١تستودع طويل االمد
إذ يشمل التشفَت ربط ا١تعلومات ا١تناسبة ا١تأخوذة من ا١تستودع طويل االمد
مع ا١تعلومات يف ا١تستودع قصَت االمد.
-بدء البحث يف ا١تستودع طويل االمد أك تعديلو (اسًتداد ا١تعلومات يف الذاكرة
طويلة االمد).
-العمليات ا١تساعدة ٠تزف ا١تعلومات (العمليات اليت تنشط الذاكرة).
113
-البدء بتوليد االستجابات.
كمفهوـ ا١تستودع قصَت األمد يعٍت اكثر بكثَت من ٣ترد ذاكرة لتذكر ا١تعلومات
عقب مدة زمنية معينة ,كنظرا حملدكدية سعة كمدة االحتفاظ با١تعلومات يف ىذه
الذاكرة ,فقد ٭تدث نسياف أك ا٫تاؿ للمعلومات لغياب الًتميز قبل مدة الثبلثُت
ثانية أك لكثرة ا١تعلومات ,إذ ٯتكن ٢تذه الذاكرة كعن طريق بعض االسًتاتيجيات
مثل( :التكرار ,كالتنظيم ,كاالنتباه ,كالتجميع ,)... ,اف ٖتتفظ با١تعلومات الجل
غَت مسمى لتبلشي النسياف ,أما ا١تستودع طويل االمد فقد افًتض كل من
اتكنسوف كشفرف اف ا١تعلومات فيو دائمة نسبيا على الرغم من اف الوصوؿ اليها قد
يكوف صعب بسبب التداخل ,إذ ٘تكن كظيفة ا١تستودع طويل االمد يف مراقبة
ا١تنبهات يف ا١تستودع اٟتسي ,كذلك توافر مكاف ٠تزف ا١تعلومات القادمة من
ا١تستودع قصَت االمد ,كاذا كصلت ا١تعلومات إذل ٥تزف الذاكرة الطويلة فاهنا ترمز
حسب معانيها كتصبح جاىزة للخزف كاالحتفاظ لفًتات زمنية طويلة كبدكف حدكد
للسعة كالزمن ,كمع ذلك ٯتكن ١تعلومات مستودع الذاكرة الطويلة اف تتعرض
للنسياف كذلك ميز كل من اتكنسوف كشفرف ٘تيزا مهما بُت الذاكرة كمستودعات
الذاكرة ,فهما يستخدماف مصطلح الذاكرة لبلشارة إذل البيانات اليت ٭تتفظ هبا,
بينما يستخدماف مصطلح مستودع لبلشارة إذل العنصر البنيوم الذم ٭تتوم على
ا١تعلومات.
ثالثاً :انموذج مستويات لمعالجة لكريك ولوكهارت ()1972
Zinchenko تعود اٞتذكر االكذل ٢تذا اال٪توذج للعادل الركسي زينشينكو
( )1962الذم طرح مستويات االسًتجاع ,إذ اف للتجربة كلبل٫تية النظرية ١تفهوـ
مستويات االسًتجاع االثر الكبَت يف علم النفس ا١تعريف كالدكر ا١تهم يف تشكيل
114
مفهومنا حوؿ الذاكرة االنسانية كالفكرة االساسية ٢تذا اال٪توذج ىي اف ا١تواد اليت
شفرت بواسطة كسائل اعمق من الذاكرة الثانوية يكوف االحتفاظ هبا على ٨تو
افضل من ا١تعلومات اليت شفرت بوساطة كسائل سطحية ,مث بعد ذلك جاء كريك
كلوكهارت ( )1972با٪توذج مستويات ا١تعاٞتة كمرحلة متقدمة لنماذج الذاكرة,
كيستند ىذا االٕتاه إذل فكرة اف لكل فرد يف معاٞتة ا١تعلومات مستويات عدة
للتجهيز كا١تعاٞتة كىذه ا١تستويات ىي :السطحي أك ا٢تامشي كا١تستول ا١تتوسط
كا١تستول العميق كا١تستول االكثر عمقا ,أم خضوع ٚتيع ا١تنبهات الواردة إذل
سلسلة من التحليبلت ابتداء من التحليبلت السطحية ,كانتهاء بالتحليبلت
االعمق أك االثكر تعقيدا كالتحليبلت التجريدية كالتحليبلت الداللية ,كتعتمد
معاٞتة ا١تبنو سواء كاف يف مرحلة السطحية أك العميقة على طبيعة ا١تنبو أك الوقت
البلزـ ١تعاٞتتو فاحتماؿ نسياف ا١تفردة اليت عوٞتت يف ا١تستول العميق اقل من
احتماؿ نسياهنا يف ا١تستول السطحي على كفق ىذا اال٪توذج تتعرض ا١تبنهات
الواردة إذل ٖتليبلت حسية كٖتليبلت مظهرية خصائص أم ٖتليل اٞتوانب ا١تلموسة
ا١تادية كاٟتسية مثل :الوسط كالسياؽ كا٠تطوط كالزكايا كغَتىا كيف ا١تستول االعمق
ٯتكن ٘تييز ا١تفردة بوساطة التميز النمطي ,كاستخبلص ا١تعٌت ,كقد يدخل ضمن
ىذه ا١ترحلة العميقة االرتباط طويلة االمد مطابقة ا١تنبهات با١تعلومات ا١تخزكنة كيف
حالة ا١تعاٞتة االعمق سوؼ ٩تضع ا١تبنهات لدرجة عالية من التحليل الدالرل
كاالدراكي كمستول ا١تعاٞتة يكوف اسرع مع ا١تنبهات ا١تالوفة يف ا١تستويات العميقة
قياسا با١تنبهات االقل الفو أك ليس ٢تا معٌت كما يرفض ا٪توذج مستويات ا١تعاٞتة
فكرة ا١تراحل ا١تنفصلة للذاكرة أم انو ال يشَت إذل نظامي ذاكرة ٥تتلفُت بعضها عن
بعض بل يركز على انواع العمليات اليت ترتبط ٔتستويات ٥تتلفة من مستويات
115
اٟتفظ فا٢تدؼ ىنا ىو تفسر حقائق اٟتفظ دكف اقًتاح انظمة ٥تتلفة كيقوـ ىذا
اال٪توذج على افًتاضُت اساسيُت ٫تا:
-تتطلب مستول التحليل كا١تعاٞتة العميقة قدرات خاصة من الفرد حىت
نستطيع ٦تارستها بعد كل فعاؿ مقل القدرة على ٘تيز ا١تثَتات كالقدرة على
ادراؾ التفاصيل الدقيقة لضماف ا١تعاٞتة كالًتميز العميق للمعلومات يف
الذاكرة القصَتة كمن مث قدرة اكرب على االسًتجاع اٞتيد.
-اف ا١تعاٞتة الداللية تتسبب يف انتاج ذاكرة افضل من الذاكرة اليت تنتجها
ا١تعاٞتة غَت الداللية فاذا كاف ما نبلحظو نشفره ىو عبارة عن جانب من
جوانب ا١تعٌت مانك سنذكر اٟتديث بصورة افضل من تذكرؾ اياه يف حالة
صبلحتك اٞتوانب السطحية من اٟتديث.
رابعاً :انموذج (ميلر وجونسوف )1976
يرل كل من ميلر كجونسن أف نظاـ الذاكرة البشرم يتكوف من ثبلثة مكونات
رئيسة ىي :الذاكرة ا١تصد كالذاكرة االكلية كالذاكرة الثانوية ففي ا١ترحلة األكذل نشط
ا١تنبهات ا١توجودة يف اجملاؿ اٟتسي ا١تستلمات اٟتسية ا١تناسبة كىذه ا١تعلومات
ا١تستلمة سوؼ ٖتوؿ (تًتجم) إذل معلومات عصبية ٗتزف ١تدة قصَتة جدا اجزاء من
الثانية قبل ٖتو٢تا إذل الذاكرة االكلية فوظفية الذاكرة ا١تصد ىي ٖتويل ا١تعلومات
اٟتسية إذل معلومات عصبيةم مت ٖتويلها إذل ذاكرة االكلية إذ ٗتزف ىذه ا١تعلومات
يف ذاكرة االكلية ١تدة زمنية أطوؿ ( )30-10ثانية كتعاجل بصورة افضل فمن
ا١تمكن أف يستخدـ الفرد عدد من االسًتاتيجيات التكرار كالتنظيم كغَتىا على
ىذه ا١تعلومات يف الذاكرة االكلية بتقنها قبل ٖتويلها إذل الذاكرة الثانوية أكاف كلكي
116
ٗتزف ا١تعلومات يف الذاكرة الثانوية ٬تب أف تًتجم إذل شكل مناسب كىذه الًتٚتة
ىي ما يطلق عليها التشفَت كتتصف الذاكرة الثانوية بسعة غَت ٤تددة كاستقرار عاؿ
١تدة زمنية أطوؿ كعلى كفق ىذا اال٪توذج فمن ا١تمكن أف تعطي االكامر إذل اعضاء
االستجابة يف مرحلة الذاكرة االكلية أك ٖتوؿ ا١تعلومات إذل الذاكرة الثانوية لكي
تعطي االكامر إذل اعضاء االستجابة.
خامساً :انموذج عمليات التوزيع المتوازي
يرتبط ىذا اال٪توذج يف معاٞتة ا١تعلومات كتفسَت نظاـ الذاكرة ٔتفاىيم
الشبكات العصبية Neural Networksيف دراسات علم النفس االعصاب
كاالٕتاه ا١تعاصر يف دراسة الظواىر ا١تعرفية كالذم عرفت باالرتباط ,إذا حاكؿ كل
من ركملهات كماكببلند ) (Rumel Hart & Mcell: 1986ربط النشاط الدماغي
١تناطق معينة بانواع الذاكرة ,إذ حاكؿ ىذاف الباحثاف أف يصفا الذاكرة من منطلق
ٖتليل ادؽ لوحدات ا١تعاٞتة ,تشبو ا٠تبليا العصبية إذ يفًتض ىذا اال٪توذج أف
معاٞتة ا١تعلومات تاخذ دكرىا عن طريق تفاعل عدد كبَت من عناصر معاٞتة بسيطة
تدعى الوحدات ككل كحدة ترسل اشارات هتيجأك تثبك (كبح) إذل الوحدة
األخرل كتكوف مرتبطة مع بعضها كٯتكن تشبيو الوحدات بالذرات إذ أف كليهما
عبارة عن الواح تستخدـ لبناء بٌت (ىيكل) اكثر تعقيد أك ترتبط بالواح اخرل من
النوع نفسو لتشكيل شبكات اكرب ,كتعد ا٠تلية العصبية يف الدماغ نوعا من
الوحدات ترتبط مع العصيات األخرل بشكل متواز ١تعاٞتة كذلك لتشكيل انظمة
اكرب.
كأكد ركملهارت كماكليبلند من خبلؿ دراستهما على أف العمليات ا١تعرفية
تتم عن طريق شبكة من الًتابطات بُت االعصاب بشكل متوازم كليس متسلسل,
117
فكل عنصر معريف يرتبط مع عدد كبَت من النَتكنات اليت تتوزع يف مناطق كاسعة
من دماغ اإلنساف كمن مث فاف ىناؾ مبليُت النيورنات اليت ترتبط مع بقية العناصر
ا١تعرفية يف شبكة عصبية متكاملة.
كعلى كفق ىذا اال٪توذج تتمثل ا١تعلومات يف الذاكرة من حيث الركابط
ا١تتعددة اليت تربطها بالوحدات األخرل ,فاذا كانت صفة تعد جزءان من ٣تموعة من
الصفات اليت ٗتص ذكرل معينة ,كاف ىذه الصفة تتعرض للتنشيط مثل (السؤاؿ
عن التدريسي ٤تمد) فاهنا تؤدم إذل هنج (تنشيط الركابط اٚتع) ا١تعلومات ا١تتعلقة
ٚتيعها بكل تدريسي أك طلبة الدراسات العليا الذين يعرفهم ٔتا فيها ا١تعلومات
ا١تتعلقة بتوجهاهتم ,كميو٢تم ,كامكاف سكناىم ,كغَتىا من ا١تعلومات ذات العبلقة,
كما تكبح الصفات (الركابط) اليت تتعارض مع ىذه الذكرل فاف كاف التدريسي
٤تمد يسكن بغداد فانك تستبعد كل التدريسييُت من خارج بغداد (تكبح) فاذا
كانت الركابط قوية كا١تعلومات متكاملة فاننا نستطيع أف نصل إذل ا١تعلومات
ا١تخزكنة كاذا كانت ىناؾ رابطة ضعيفة أك غَت متكاملة فسوؼ تعمل باالٕتاه
ا٠تاطئ كتكونت النتائج ضعيفة.
سادساً :أنموذج الذاكرة العاملة لبادلي وىيتش ()1994-1974
أكد كل من بادرل كىتش على الوظائف ا١تختلفة اليت يؤديها ا١تستودعات
(القصَت كالطويل كاالمد) فقد بدت ٢تما الذاكرة قصَتة االمد كذاكرة عاملة ,كىي
نوع من انواع امكنة العمل الذىٍت ٕترم فيها انواع من عمليات التحليل كا١تعاٞتة
على كل من الذكريات القدٯتة كاٞتديدة ,كعلى النقيض من ذلك بدت ٢تما
الذاكرة الطويلة االمد ذاكرة خزف ٖتفظ فيها ا١تعومات يف حالة كامنة ٟتُت
اسًتدادىا احملتمل يف ا١تستقبل ,كاظهر كل من بادرل كىتش أف قدرة ا١تعاٞتة للذاكرة
118
العاملة ٤تدكدة ,إذ كجد أف االداء يف مهمة تدخل يف عملها الذاكرة العاملة يف
تعطل تعطيبل حاد عند تأدية مهمة اخرل مشاهبة يف الوقت نفسو ,الف كليت
ا١تهمتُت كانتا تتنافساف للحصوؿ على قدرة معاٞتة ٤تدكدة مع ذلك دل ٬تدا سول
تعارضا بسيطا بُت مهمتُت يدخل يف عملها مدخبلت حسية ٥تتلفة فاستنتج بادرل
كىيتش أف على الذاكرة العاملة أف ٘تلك مستودعُت منفصلُت لكل منهما كسيلة
حسية ٥تتلفة ,لذلك فافًتضنا ا٪توذجا جديدان للذاكرة العاملة ٝتي باال٪توذج الثبلثي
االبعاد ,فهو يرل أف الذاكرة تتالف من ثبلثة مكونات رئيسة تشًتؾ معا لبلبقاء
ا١تعلومات كالعمليات العقلية نشطة ريثما مت تنفيذ ا١تهمة ا١تطلوبة.
كيرل ىذا اال٪توذج أف كل مكوف من ىذه ا١تكونات الثبلث مسؤكؿ عنو
تنفيذ كمعاٞتة بعض ا١تعلومات كلكنها يف احملصلة النهائية تعمل معا لتنفيذ ا١تهاـ,
كىذه ا١تكونات الثبلثة ىي معاجل ٖتكم كنظاماف فرعياف على درجة عالية من
التخصص كىذاف النوعاف:
.1حاجز التسميع اللفظي أك ذاكرة التنشيط اللفظي أك عقدة االصوات
الكبلمية.
.2لوح ا١تعاٞتة البصرم ا١تكاين (ذاكرة التنشيط البصرم)
.3نظاـ التحكم التنفيذم أك ا١تنفذ ا١تركزم (الذاكرة التنفيذية ا١تركزية)
كالنظاـ الثالث ىو الذم يسَت على االنتباه كينسق بُت نشاطات االجزاء
األخرل ككالتارل:
اوالً :حاجز التسميع اللفظي
119
إف ىذا اٞتزء عبارة عن نظاـ فرعي يف الذاكرة العاملة ك٭تتوم على نظامُت
٫تا :مستودع االصوات الكبلمية ٗتزف فيو ا١تعلومات الصوتية أك اللفظي كاذا دل يتم
ترميزىا ٝتعيا أك صوتيا ٭تدث ٢تا تداخل مع بعضها كتكوف اكثر عرضة للنسياف
اما النظاـ الثاين فهو التحكم بالنطق (معاجل التحكم بالنطق) كىو الذم يصدر
الكبلـ الداخلي الذم نسمعو يف داخلنا أم ٔتثابة احدل االدكات اٟتديث
الداخلي اليت تعمل على ٦تارسة ا١تعلومات اللفظية البقاءىا نشطة يف نظاـ معاٞتة
ا١تعلومات ,فهو ٯتكننا من التمرف على ا١تعلومات دكف اصوات ,كيساعد على ابقاء
ا١تعلومات متيسرة كذلك بانعاش مستودع االصوات الكبلمية ,ككاف االفًتاض األكؿ
لبادرل كىيتش أف حاجز التسميع اللفظي ضركرم الستيعاب اللغة ,أم قد يساعد
ىذا النظاـ الفرعي يف جعل الكبلـ متيسران كي نفهم ما الذم يقاؿ بصورة افضل
كذلك عن طريق االستنتاجات ,كربط الكلمات كالضمائر كا١توضوعات اليت تشَت
السها الضمائر ,كىذا االقًتاح دل يلق دعما ,لذا فقد كضع بادرل كىيتش قد يكوف
ىذا النظاـ مهما كداعم حُت تصبح ظركؼ معاٞتة اللغة جديدة كيبدك حاجز
التسميع الصويت عالية ترزخ ٖتتها مهاـ كاتساع االرقاىم كاتساع الكلمات.
ككاف االعتماد أف ٢تذه االلية حدان يبلغ سبع مفردات كمع ذلك كجد بادرل
كىيتش أف حد اتساع الكلمات بالنسبة للكلمات القصَتة اكرب منو بالنسبة
للكلمات الطويلة ,كتعرؼ ىذه اٟتالة بتاثَته طوؿ الكلمة ,كتوصبل إذل أف حاجز
التسميع اللفظي ال ٭تده عدد ا١تفردات اليت يستطيع ٖتميلها ,بل الذم ٭تدده طوؿ
الوقت ا١تستغرؽ ٟتفظها كما يرل بادرل كىيتش أف كظيفة ىذا اٟتاجز ىي
التمسك ّتملة معلينة لوقت يكفي لتحليلها من حيث ا١تنطق كترتيب الكلمات
كا١تسمى العاـ.
120
ثانياً :اللبادة البصرية المكانية
كىي النظاـ ا٠تدمي الثاين يف ا٪توذج بادرل كىي مكلفة باحملافظة على
ا١تعلومات البصرية كا١تكانية يف الذاكرة العاملة ,كذلك ٢تا الدكر يف ٗتطيط ا١تهاـ
كتنفيذىا تعمل بصورة منفصلة عن حاجز التسميع الصويت إذ يتعارض استعماؿ
اللبادة مع ا١تهاـ البصرية (التذكر البصرم قصَت االمد تعطلو تادية مهمة بصرية
اخرل تؤدم يف الوقت نفسو) لكنو ال يتعارض مع ا١تهاـ الشفوية (التذكر البصرم
قصَت االمد اليتعطل بسبب مهمة غَت بصرية) كيتعارض حاجز التسميع اللفظي
مع ا١تهاـ الشفوية لكنها ال تتعارض مع ا١تهاـ البصرية ,كىناؾ براىُت على احتواء
الذاكرة العاملة البصرية ا١تكانية على مستودعُت منفصلُت احد٫تا للذاكرة العاملة
ا١تكانية كاخرل للذاكرة العا١تة البصرية ,إذ تدخل الذاكرة العاملة ا١تكانية يف إدراؾ
اٟتسي للحركة كالسيطرة على الفعاليات اٟتركية ,اما الذاكرة العاملة البصرية فتعٌت
بتمييز اال٪تاط البصرية ككذلك اٟتاؿ مع الذاكرة العاملة الصوات الكبلـ إذ اهنا قد
ٖتتوم على ذاكرة عاملة للتلفظ كذاكرة عاملة ٝتعية.
ثالثاً :نظاـ التحكم التنفيذي أو المنفذ المركزي
يعٍت ا١تنفذ ا١تركزم أك ما يسمى نظاـ التحكم التنفيذم ,بالتنسيق بُت
االنظمة الفرعية للذاكرة العاملة كالتنسيق ضمن النظاـ الواحد كىو ٥تزف ا١تصادر
العقلية ا١تركزية الذم يتوذل إدارة انشطة الذاكرة كاٗتاذ القرارات ا١تتعلقة بتوزيعها على
االجهزة ا١تختلفة ,كيتوذل عمليات ا١تعاٞتة كالتفكَت كاحملاكمة العقلية كاالستيعاب
كاٗتاذا القرارات كحل ا١تشكبلت ,كرسم ا٠تطط كاالشراؼ على عمليات نقل
ا١تعلومات إذل الذاكرة طويلة االمد ,كيتحكم ا١تنسق ا١تركزم با١تكونُت ا٠تدميُت
االخرين (االنظمة التابعة) إذ يقوـ كل نظاـ با١تعاٞتة كاالحتفاظ ا١تؤقت نوع معُت
121
من ا١تعلومات اللفظية كالسمعية ,بينما يقوـ النظاـ البصرم ٔتعاٞتة ا١تعلومات
البصرية ا١تكانية ,كيؤدم دكرا مهمان يف االنتباه كالتخطيط كضبط السلوؾ كالتحكم
فيو ,كٯتكن تلخيص كظائف ا١تنسق ا١تركزم فيما يلي:
يعمل منسق جدكلة كضابط االيقاع تدفق ا١تعلومات أم موازنة االداء على
مهمتُت منفصلتُت من خبلؿ سعة تنفيذ قابلة لبلنفصاؿ كتوزيع االنتباه على
مهمتُت يف أف كاحد.
.1اختيار أك انتقاء االسًتاتيجيات ا١تبلئمة اليت تضطلع ْتل ا١تشكبلت.
ٚ .2تع ا١تعلومات كتنسيقها كضبط تزامنها كتعاقبها من ٥تتلف ا١تصادر
ا٠تارجية كالداخلية ا١تمكنة ا١تتمثلة بالذاكرة طويلة االمد كما كراء ا١تعرفة.
.3تركيب توليف ا١تعلومات من ا١تكونُت ا١تساعدين االخرين كمن ا١تخزف طويل
االمد.
كاضاؼ بادرل ) (Baddeley: 2000مكونان اخر للذاكرة العاملة ,كىو اٟتاجز
اٟتدثي أك مصد االحداث ,كىذا ا١تكوف ىو نظاـ ٤تدكد السعة ,يقوـ بالربط
كالتنسيق بُت االنظمة التابعة (اللوح البصرم ا١تكاين ,كاٟتاجز اللفظي) ,كالذاكرة
طويلة االمد ,يشكل ٘تثيبل حديثا متكامبل أم يدمج ىذا اٟتاجز ا١تعلومات من
اجزاء ٥تتلفة من الذاكرة لتصبح ذات معٌت.
كٯتثل نظاـ ٗتزين ذك شفرة متعددة ا١تكونات بتجميع االحداث ا١تًتابطة أك
ا١تشاىد ا١تًتابطة ,أم انو يقوـ بتنشيط مصادر عديدة للمعلومات يف الوقت نفسو
٦تا يساعد على تكوين ا٪توذج كاضح للمهمة كمن مث معاٞتتها باالضافة إذل معاٞتة
122
ا١تعلومات يف ا١تنظومتُت الفرعيتُت كالذاكرة طويلة االمد ,كيقوـ بتجزيل ا١تعلومات
يف جزؿ كبَت ذات عدد صغَت يناسب سعة الذاكرة العاملة.
كلعل ىذه الوظيفة جعلت بادرل Baddeleyيقًتحو بوصفو مكوف رابع
للذاكرة العاملة ,كيتحوؿ ا٪توذجو إذل ا٪توذج رباعي ا١تكونات ,كٮتتلف ىذا
اال٪توذج عن اال٪توذج السابق يف عاملُت ٫تا:
األوؿ :كجود ركباط كاضحة بُت ا١تنظومتُت الفرعيتُت كالذاكرة طويلة االمد اللفظية
-البصرية إذ توجد رابطة بُت دائرة التوظيف الصويت كاللغة ,كتوجد رابطة ٦تاثلة بُت
مسودة ا١تعاٞتة البصرية ا١تكانية كا١تعاين البصرية.
اما العامل الثاني :فهو مصدر االحداث أك حاجز االحداث اٟتياتية ,إذ يفًتض
انو يربط أك يدمج ا١تعلومات من الذاكرة طويلة االمد مع تلك ا١تعلومات القادمة
من ٥تازف الذاكرة العاملة ,كيعتمد ذلك على ا١تنفذ ا١تركزم لذلك ال توجد ركابط
بُت مصد االحداث كا١تنظومة الفرعية الدائرة التوظيف الصويت أك ا١تنظومة الفرعية
للمعاٞتة البصرية ا١تكانية.
كىذا اٟتاجز ىو ا١تسؤكؿ عن اضفاء ا١تعٌت على ا١تعلومات قيد ا١تعاٞتة ,كيرل
ىَتماف كزمبلؤه ضمن ىذا التوجو أف جهاز الذاكرة البشرية يتألف من اربعة
مكونات كظيفية ىي ا١تدخبلت اٟتسية (ا١تتحسسات) ,كالذاكرة العاملة كالذاكرة
طويلة االمد كا١تعاجل ا١تركزم إذا تنتقل ا١تعلومات بُت الذاكرة العاملة كا١تتحسسات
كبُت الذاكرة العاملة كا١تعاجل ا١تركزم كيف اثناء استيعاب ا١تعلومات تنقل من الذاكرة
العاملة إذل الذاكرة الطويلة االمد حيث يتم تسجيل ىذه ا١تعلومات ,كتتضمن
123
عملية ظهور ا١تعلومات (اسًتجاعها) تذكر ا١تعلومات يف الذاكرة طويلة االمد كمن
مث ٖتويلها الذاكرة العاملة.
124
125
الفصن السادس
وعاجلـة املعمىوات
126
127
الفصل السادس
معالجػة المعلومات
مقدمة
ظهر إتاه معاٞتة ا١تعلومات يف هناية األربعينيات من القرف ا١تاضي حُت قدـ
(شانوف )Shanon 1949نظرية معاٞتة ا١تعلومات كانعكاس لآلراء ا١تضادة
لبلٕتاه السلوكي بعد هناية اٟترب العا١تية الثانية ,كقد اٗتذ العلماء معاٞتة ا١تعلومات
إتاه التحليل ا١تفصل الذم بدأه علماء (اٞتشتالت) ,كلكن بصورة أكثر دقة
كتنظيمان ,مفًتضُت أف معاٞتة ا١تعلومات تتم يف سلسلة من ا١تراحل ا١تتتابعة ْتيث
تؤدم كل مرحلة إذل ا١ترحلة اليت تليها ,لذلك ٧تد أف منحى معاٞتة ا١تعلومات يهتم
يف ْتث كتوضيح ا٠تطوات اليت يعتمدىا األفراد يف ٚتع ا١تعلومات كتنظيمها
كتذكرىا ,كيفًتض باف األفراد يبحثوف عن ا١تعرفة كيستخلصوف منها ما يركنو
مناسبان ,كما يفًتض أف ا٠تربة السابقة كا١تهارات ا١تعرفية تؤثر يف التعلم كما يعٌت
بنمط التفكَت البشرم على غرار أ٪توذج اٟتاسوب اٟتديث من حيث انو يركز
اىتمامو على ا١تدخبلت كطريقة ا٠تزف كطريقػة االسًتجػاع.
كالبحوث اليت جرت يف قضايا العوامل اإلنسانية ا١تًتتبة على نتائج اٟترب
العا١تية الثانية كالتطور السريع الذم حدث على أنظمة اٟتاسوب منذ بداية
الستينيات يف ٣تاؿ االتصاؿ فقد أثَتت ضجة كبَتة حوؿ قدرة أجهزة االتصاؿ
على نقل الرسائل الصوتية ٦تا أثار تفكَت علماء النفس أمثاؿ ميللر (Miller
)1956لدراسة اثر الطاقة االستيعابية احملدكدة لقنوات اٟتس على الذاكرة القصَتة
128
كتبٌت افًتاض ٤تدكدية عدد الوحدات ا١تعرفية اليت تستطيع الذاكرة قصَتة ا١تدل
معاٞتتها.
كما يعتمد أصحاب منحى معاٞتة ا١تعلومات يف كصفهم لتطور القدرات
العقلية على الكيفية اليت يستقبل هبا الناس ا١تعلومات كطريقة خزهنا كتذكرىا ,كما
يركزكف يف ْتثهم لتطور ىذه القدرات على التغَتات الكمية للقدرات العقلية
الطفلية ال على التطور الكيفي.
كٮتتلف علماء النفس يف نوعية العناصر اليت يعتقدكهنا ٘تثل أ٪توذج معاٞتة
ا١تعلومات ,لكنهم على العموـ يضمنوف عمليات عقلية كقواعد عامة ١تعاٞتة
ا١تعلومات اٞتديدة ,كيتفقوف على أف الذكاء مستخلػص من الطػريقة اليت يتمثل بػها
الػناس ا١تعلومات كيتناكلوهنا عقليػا.
كعلى الرغم من اختبلؼ الباحثُت يف نظريات معاٞتة ا١تعلومات إال أهنم
يتفقوف يف االفًتاضات العامة آالتية:
.1النظر إذل اإلنساف على انو كائن نشط كفعاؿ خبلؿ عملية التعلم ,كونو ال
ينتظر كصوؿ ا١تعلومات إليو كإ٪تا يسعى ىو إذل البحث عنها ,كيعمل على
معاٞتتها كاستخبلص ا١تناسب منها باستخداـ العديد من ا١تعاٞتات ا١تعرفية
عليها كتوظيف خرباتو السابقة لينتج ٘تثيبلت معرفية ٖتػدد سلوكياتو حػياؿ
ا١تواقف أك ا١تثَتات اليت يواجهها.
ٖ .2تدث عملية معاٞتة ا١تعلومات يف مراحل تتوسط بُت استقباؿ ا١تثَت كإنتاج
االستجابة ,كبناء علػػى ذلك فاف شكل ا١تعلومات أك الطرؽ اليت يتم ٘تثيلها
عقليان ٗتتلف من مرحلة إذل أخرل.
129
.3التماثل بُت معاٞتة ا١تعلومات اليت يقوـ هبا اإلنساف كتلك اليت يقوـ هبا
اٟتاسب اآلرل ,إذ انو يستقبل ا١تعلومات كٮتزهنا يف الذاكرة كيقوـ باسًتجاعها
عند الضركرة.
.4تتم عملية معاٞتة ا١تعلومات يف ٚتيع األنشطة ا١تعرفية اليت يقوـ هبا اإلنسػاف
كاإلدراؾ كالتكػرار كالتفكَت كالتخيل كالتذكر كالنسياف كحل ا١تشكبلت.
.5ٯتتاز نظاـ معاٞتة ا١تعلومات لدل اإلنساف ٔتحدكدية سعتو
Limited Capacityعلى معاٞتػة كٗتزين ا١تعلومات خبلؿ مراحل ا١تعاٞتة
بسبب سعة الذاكرة قصَتة ا١تػدل احملػدكدة يف ٗتزيػن ا١تعلومات من جهة كاذل
ضعف قدرة األجهزة اٟتسية على الًتكيز يف عدد من ا١تثَتات كاالحتفاظ هبا
١تدة طويلة.
كفيها ينظر إذل السلوؾ الناتج عن ا١تنظومة البشرية لتجهيز ا١تعلومات على انو
من ٥ترجات متتاليات كمتتابعات من ىذه العمليات األكلية كتسمى أكلية ٔتعٌت إهنا
ال ٖتلل إذل ما ىو ابسط منها من عمليات كىذه ىي اليت ينفذىا النسق أك
ا١تنظومة كإف منحى معاٞتة ا١تعلومات يرل أف عقل اإلنساف نظاـ معقد تتدفق من
خبللو ا١تعلومات كانو ال توجد نظرية موحدة يف ىذا اإلطار كلكن معظم التوجهات
النظرية اليت تتبٌت ىذا ا١تنحى تقًتح ثبلثة مكونات على األقل للنظاـ العقلي يشَت
ا١تكوف األكؿ إذل استقباؿ ا١تعلومات من البيئة كترميزىا يف صورة معينة يف حُت يعرب
ا١تكوف الثاين عن العمليات الداخلية ا١تتنوعة كتخزين ا١تعلومات كاستخداـ
اسًتاتيجيات حل ا١تشكبلت كربط ا١تعلومات اٞتديدة با١تعرفة ا١توجودة كالعمل
على ا١تعلومات من اجل ٖتويلها إذل أشكاؿ ٯتكن استيعاهبا أما ا١تكوف األخَت
فيشَت إذل قدرة الفرد على تغيَت بنيتو ا١تعرفية للتعامل مع ا١تعلومات كمعاٞتتها.
130
ك٭تدد ستَتنربغ ( )Sternberg: 2003ثبلثة مستويات ١تعاٞتة ا١تعلومات من
خبلؿ ترميزىا كٗتزينها كاسًتجاعها كىي:
.1المعالجة المادية :كيتم يف ىذا ا١تستول معاٞتة ا١تثَتات البصرية فقط
كالصور كا١تادة ا١تكتوبة.
.2المعالجة السمعية :كيتم يف ىذا ا١تستول معاٞتة ا١تثَتات الصوتية ا١ترتبطة
باٟتركؼ كالكلمات ا١تسموعة كإيقاعها فقط.
.3معالجة المعاني :كيتم يف ىذا ا١تستول معاٞتة معاين ا١تثَتات البصرية
كالسمعية معا.
كيعرب لندسام كنورماف Lindsay&Normanعن اعتقاد٫تا بإمكانية
استخداـ أ٪توذج معاٞتة ا١تعلومات يف دراسة ٚتيع جوانب الوجود اإلنساين ,إذ انو
يوفر لنا إطاران مرجعيان ٯتكن أف تدرس على أساسو العمليات ا١تعرفية ا١تركبة على ٨تو
موضوعي ,كما انو يشجع على التأليف بُت كثَت من ا٠تصائص اإلنسانية كدراستها
بشكل متكامػل.
إف التجهيز كا١تعاٞتة األعمق للمادة ا١تتعلمة معناه توظيف طاقة اكرب من
اٞتهد العقلي كاستخداـ شبكة اكرب من الًتابطات بُت مكونات ا١تادة ا١تتعلمة من
ناحية كبُت احملتول ا١تعريف القائم يف الذاكرة بعيدة ا١تدل من ناحية أخرل ٦تا يؤدم
إذل تعلم أكثر دٯتومة كفعالية
كتعد نظرية ا١تعاٞتة ا١تعلوماتية من أفضل النماذج ا١تعرفية اليت تقدـ تفسَتات
جديدة كمقنعة للتعلم ا١تعريف ك٤تدداتو تقوـ على الدكر الذم تلعبو العمليات
ا١تعرفية الداخلية اليت ٖتكم عملها من ناحية كعلى احملتول ا١تعريف الذم تعاٞتو ىذه
131
العمليات من ناحية أخرل كمن اٞتدير بالذكر أف العمليات ا١تعرفية ال يعمل أم
منها منعزلة عن باقي العمليات األخرل كإ٪تا يرتبط كل منها باألخر كما تعتمد
على التكامل كالتناسق يف أداء كظائفها.
كقد أسهم التطور ا١تذىل لعلوـ اٟتاسبات اآللية كالذكاء االصطناعي على
تصور كبناء كتطوير العديد من ٪تاذج ٕتهيز كمعاٞتة ا١تعلومات كقد كانت عمليات
٤تاكاة اٟتاسبات اآللية من حيث استقباؿ ا١تعلومات كترميزىا كٕتهيزىا كمعاٞتتها
كإخراجها فضبل عن تصورات علم النفس ا١تعريف عنها أىم األسس اليت قامت
عليها عمليات بناء كتطوير ا١تناىج ,كيتضح ذلك من مقارنة مراحل أك أكجو ٕتهيز
كمعاٞتة ا١تعلومات يف اٟتاسبات اآللية هبذه ا١تراحل أك األكجو لدل اإلنساف.
كمن ا١تفاىيم األساسية اليت تناك٢تا إتاه معاٞتة ا١تعلومات :التعلم ا١تعريف,
كالعمليات ا١تعرفية ,إذ أصبح علماء النفس ا١تعريف مهتمُت بفهم طبيعة ىذه
العمليات ككيفية عملها ,كخصائصها ,كالعوامل اليت تؤثر فيها ,كأصبح اٟتديث عن
مفاىيم مثل االنتباه ,كالتفكَت ,كاإلدراؾ ,كالذاكرة ,كحل ا١تشكبلت ,كٕتهيز
كمعاٞتة ا١تعلومات ,كالبنية ا١تعرفية ,كا١تعرفة ,كما كراء ا١تعرفة ,كاالسًتاتيجيات
ا١تعرفية ,كغَتىا من ا١تفاىيم اليت تفرض نفسها لتشكل ٤تاكر التعلم ا١تعريف ا١تعاصر.
ك٘تثل البنية ا١تعرفية ٤تددان ٤توريان مهمان من احملددات األساسية اليت يقوـ عليها
التعلم ا١تعريف كما أف ٢تا دكران أكثر أ٫تية من دكر العمليات ا١تعرفية يف إحداث
التغَتات ا١تعرفية لدل الفرد فالعمليات أيا كانت كفاءهتا كعمليات التجهيز كا١تعاٞتة
أيا كانت خصائصها يتعُت أف ٕتد ٤تتول معرفيان تتعامل معها كتقوـ ٔتعاٞتتو كىذا
احملتول ا١تعريف كما ينطوم عليو من خصائص ٘تيزه أشبو ما يكوف بالربنامج
132
Softwareبالنسبة للحاسبات اآللية ,كال تكفي مكونات اٞتهاز (العمليات
ا١تعرفية) إل٘تاـ عملية التجهيز كا١تعاٞتة.
كاحملدد األساسي للبنية ا١تعرفية ىو مستول العمليات نادران ما نستدؿ على
البنية ا١تعرفية من خبلؿ احملتول بل من خبلؿ العبلقات القائمة بُت ىذا احملتول,
كعندما تكوف عناصر احملتول ا١تعريف ٤تددة أك نوعية كما يف بعض التخصصات
الدقيقة ال تكوف ىناؾ صعوبة يف ٖتديد أك قياس البنية ا١تعرفية بدقة كلكن ينشأ
غموض يف البنية ا١تعرفية كصعوبة قياسها عندما يتعلق األمر با١تدل الواسع
للوحدات مثل اجملموع الكلي لؤلفكار كا١تعلومات ا١تتضمنة فيها كخاصة تلك
الوحدات ا١تعرفية (أفكار كمعلومات) ا١تشتقة أك ا١تستنتجة نتيجة العمليات ا١تستمرة
للتجهيز كا١تعاٞتة.
كيرل أصحاب ىذا ا١تنحى إف سلوؾ الفرد ٤تكوـ با١تعرفة ا١تكتسبة أك ا١تشتقة
ا١تمثلة لبنائو ا١تعريف كما تنطوم عليو من خصائص ,كانو يسلك سلوكان انطبلقان من
معرفتو كاسًتاتيجياتو ا١تعرفية ,كاف تنظيم ا١تعرفة كمستول ٕتهيز كمعاٞتة ا١تعلومات
كاسًتاتيجياتو ا١تعرفية اليت تقود السلوؾ إذل اٗتاذ القرار تشكل أىم أسس التعلم
ا١تعريف كاالسًتاتيجيات ا١تعرفية ٘تثل نواتج لكل من البنية ا١تعرفية للفرد كخصائصها
من ناحية كمهارات ما كراء ا١تعرفة من ناحية أخرل ,كتشَت الدراسات إذل أف الطلبة
ا١تتفوقُت يتميزكف بفاعلية االسًتاتيجيات ا١تعرفية كاسًتاتيجيات التعلم ,فهم قادركف
على ا١توائمة بُت متطلبات ا١توقف ا١تشكل كاالسًتاتيجيات ا١تناسبة ,كىم يعتمدكف
على ما ينتجو أك يشتقو بناؤىم ا١تعريف ,كا١تعرفة لديهم ٗتتلف يف خصائصها عن
خصائص مدخبلهتا ,كما إهنم ا٬تابيوف كفعالوف يف اشتقاؽ ألواف ٥تتلفة من
االسًتاتيجيات كفقان لطبيعة ا١تهاـ اليت يتناكلوهنا ,كىذه االسًتاتيجيات ا١تشتقة تعود
133
مرة أخرل لتدعم البناء ا١تعريف لديهم بنواتج معرفية قد ال تتيحها ا١تدخبلت ا١تعرفية
ا٠تاـ.
كما انو من خبلؿ االسًتاتيجيات يف ا١تهارات يتعلم الفرد كيف يوظف
عملياتو العقلية ا١تعرفية الداخلية يف التعلم كالتذكر كالتفكَت كحل ا١تشكبلت إذ إف
احملور الرئيس الذم تقوـ عليو أساليب معاٞتة ا١تعلومات يف الذاكرة يتمثل يف تنظيم
ا١تعلومات أك ا١تادة ا١تتعلمة ,كبذلك فاف فهم السلوؾ ككيفية حدكثو يستدعي
ٖتديد طبيعة العمليات اليت ٖتدث على ا١تعلومات كا١تثَتات أثناء مراحل معاٞتتها
كوف الفعل السلوكي ىو نتيجة ١تثل ىذه العمليات كليس ٔتثابة استجابة آلية ٢تذه
ا١تثَتات ,كتعد ىذه الرؤيا من أىم نقاط االختبلؼ بُت ا١تعرفيُت كالسلوكيُت يف
تفسَت السلوؾ.
كيتضمن منحى معاٞتة ا١تعلومات ٪تاذج كنظريات عده أكثرىا انتشاران كقبوالن
.1نظرية المرحلة ((Stage Theory
اذ اقًتح (أتكنسوف ,كشفرين) ك ( )Atkinson & Shifrrin: 1968نظرية
متعددة ا١تراحل أم أف ا١تعلومات ٘تر بسلسلة من التحوالت بدءان من استقباؿ نظاـ
التجهيز حىت ٯتكن ٗتزينها يف الذاكرة ,كٯتكن إرجاع معظم ٪تاذج معاٞتة ا١تعلومات
إليهما كيفًتض أصحاب ىذا ا١تنحى أف أكتساب السلوؾ ٯتكن ٖتليلو إذل سلسلة
من ا١تراحل يتم خبل٢تا ٖتويل ا١تعلومات كخزهنا مث اسًتجاعها ,اذ ينظركف إذل
الذاكرة البشرية على إهنا نظاـ معقد ١تعاٞتة ا١تعلومات ,ككما موضح يف الشكل
(.)1
134
التشفيز الذاكزة االنتباه الذاكزة
المدخالث
الذاكزة قصيزة الحسيت
الحسيت
طويلت المدى تعزف المثيز
االستزجاع
بصزيت
التجزبت
سمعيت
التدريب
االستجاباث
الشكل ()1
انسياب ا١تعلومات طبقان لنظرية ا١ترحلة
135
كما قد ٭تدث قبل الًتميز يف الذاكرة اٟتسية ,أك ٭تدث أثناء كجود ا١تعلومات فيها
كأثناء كجودىا يف الذاكرة القصَتة ا١تدل ,كمىت مت االنتباه للمعلومات كمت التعرؼ
عليها بكػػوف أف ٢تا معنػى ذا أ٫تية فإهنا تنتقل إذل الذاكرة قصَتة ا١تدل كاليت تعد
حلقة الوصل بُت اإلدراؾ اٟتسي كالذاكرة طويلة األمد.
حيث تظهر ا١تعطيات اإلكلينيكية كالتجريبية أف الذاكرة قصَتة ا١تدل تتشكل
من حيز زماين ال يتعدل بضع مئات جزء من الثانية ,كىي تكوف سجبلن تذكريان
يتميز ٔتعلومات ىشة كسريعة االندثار كالنسياف كتبقى سعة الذاكرة القصَتة ا١تدل
كما ىي بغض النظر عن ا١تادة ذاهتا أم أف ىذه العناصر ٯتكن أف تكوف حركفان أك
كلمات ,كتذكر معظم الدراسات أف سعتها ( )7كحدات مع زيادة أك نقصاف
( )2كحػدة كٮتتلف مفػهوـ الوحػدة باختبلؼ تعػريفها أك الطػريقة ا١تتبعػة.
كىذا يشَت إذل أف ما ٗتتزنو الذاكرة قصَتة ا١تدل ىي كحدات ذات معٌت من
ا١تعلومات كليست اٞتزئيات اليت تتألف منها ىذه الوحدات كا١تعلومات الواردة ٢تذه
الذاكرة تتعرض للنسياف بسرعة يف غيبة التناكؿ كا١تعاٞتة األبعد ٢تا ,لذلك تقوـ
إسًتاتيجية معاٞتة ا١تعلومات اليت تتبعها الذاكرة القصَتة ا١تدل على طريقتُت ٫تا:
االولى :التكػرار :كيتم ٔتمارسة نشاط ما بصورة متكررة سواء كاف نشاطا ذىنيا أك
بدنيا ,كٯتيز ا١تعرفيوف نوعُت من التكرار ,األكؿ إعادة السرد للحفظ ,كغرضو
اٟتفاظ على ا١تعلومات يف الذاكرة القصَتة ,كالثاين إعادة السرد للتطوير أك التمرف
ا١تطور كغرضو تيسَت انتقاؿ ا١تعلومات إذل الذاكرة طويلة األمد.
الثانية :التصوير السمعي :فا١تعلومات الداخلة للذاكرة قصَتة ا١تدل بشكل صور
بصرية أك ١تسية أك ٝتعية تًتجم أك ٖتوؿ إذل صور ٝتعية إذا كانت قابلة أك سهلة
136
التحوؿ إذل ذلك .كىذا يرجع إذل أف كل خربات اإلنساف تتحوؿ إذل كبلـ كيدعم
ىذا الرأم بعض الدراسات اليت ترل آف التداخل بُت العناصر ا١تتشاهبة مػن حيث
الصوت أكثر من ا٠تلػط أك التػداخل بُت الصػػور ,كيشَت (توماس) Thomas
(كجاٞتر) Gallagherإذل أف الكفاءة يف العمليات العقلية تزداد بزيادة العمر كلكن
حجم العمليات يصبح ثابتان يف كل األحواؿ ,فالذاكرة قصَتة ا١تدل تزداد كفاءهتا
بزيادة العمر كبعد ذلك تتم معاٞتة ا١تعلومات كا٠تربات اليت ٮتتزهنا اإلنساف يف
الذاكرة الطويلة األمد كبواسطة البحث كاالسًتجاع .
كتشكل الذاكرة طويلة ا١تدل أىم مكونات نظاـ ٕتهيز كمعاٞتة ا١تعلومات
لدل اإلنساف كتعد أىم مصادر ا١تعرفة ا١تسبقة كأ٪تاط التعلم كالتفكَت ا١تعاد
كصياغتو كٕتهيزه كمعاٞتتو كىي تقف خلف عمليات اٟتفظ كاالحتفاظ كالتذكر
كاالسًتاتيجيات ا١تعرفية كحل ا١تشكبلت كافة ,كما أهنا ذات اإلنساف كماضيو
كسَتتو الذاتية كتؤثر يف حاضره كمستقبلو كإدراكو.
إف الذاكرة طويلة ا١تدل ٗتضع لقوانُت التفكَت كتعمل على كفق ىذه القوانُت
كىي بدكرىا تساعد التفكَت ذلك الف كل ا١تعلومات كا١تهارات ا١توجودة يف أساس
القدرات العقلية لدل اإلنساف ٤تفوظة يف ىذه الذاكرة اليت ٖتتوم على قدر ىائل
من ا١تعلومات.
كبذلك الذاكرة كفقان ١تنظور معاٞتة ا١تعلومات ىي نتاج لتجهيز كمعاٞتة
ا١تعلومات ,كاآلثار الدائمة اليت تعد دالة أك كظيفة مباشرة لعمق ا١تعاٞتة,
فالتحليبلت العميقة ىي تلك اليت تقوـ على الًتابطات الدقيقة كا١تعقدة كاليت
تعكس السعة كالفاعلية كا١تدل البعيد للذاكرة.
137
كيذكر (لوفتس) Loftsأف ليس كل شئ يتم ٗتزينو يف الذاكرة طويلة ا١تدل
يكوف دائمان كال يفقد ,كإ٪تا يرل أف بعض ا١تعلومات تفقد من الذاكرة طويلة ا١تدل
كيتم إحبلؿ معلومات أخرل ٤تلو كبعضها اآلخر يفقد عن طريق التنظيم ,كإعادة
التنظيم كمن مث تتحوؿ صورتو ,أك بنيتو ,أك تركيبو ,أك يتم إدماجو ,أك معاٞتتو أك
حذفو ..اخل.
.2أنموذج مستويات تجهيز ومعالجة المعلومات
يرل أصحاب ىذا األ٪توذج أف الناس يستخدموف مستويات ٥تتلفة من
التوسع عند معاٞتتهم للمعلومات ,كتكمن النقطة الرئيسة يف أف ٚتيع ا١تثَتات اليت
تنشط ا١تستقببلت اٟتسية ٗتزف بشكل دائم يف الذاكرة ,كلكن ا١تستويات ا١تختلفة
من ا١تعاٞتة ىي اليت تسهم يف استدخاؿ ا١تعلومات كاسًتجاعها.
كيدعم ىذا األ٪توذج فكر ا١تنادين بأحادية الذاكرة كنظاـ كاليت تشكل متصبلن
من الفعالية ,كمن ابرز الداعُت لذلك كريك كلوكهارت Craik & Lockhart
,1972إذ يشَتاف إذل أف القدرة على تذكر ا١تعلومات تعتمد على عمق ا١تعاٞتة
فكلما كانت معاٞتتها بعمق فإهنا ٗتتزف كتسًتجع بشكل فعاؿ أم انو يستند اذل
فكرة أف لكل فرد يف معاٞتة ا١تعلومات عدة مستويات للتجهيز كا١تعاٞتة ,كىذه
ا١تستويات ىي ا١تستول السطحي أك ا٢تامشي ,كا١تستول ا١تتوسط,كا١تستول
العميق ,كا١تستول األكثر عمقان ,كفيما يتعلق با١تستويات ا٢تامشية أك السطحية
فالًتكيز يف التعامل مع ا١تعلومات يعتمد على خصائصها ا١تادية أك الشكلية أك
الوسط كالسياؽ الذم ترد فيو ا١تعلومات ,كفيها يكوف التسميع لبلحتفاظ
با١تعلومات من خبلؿ تكرارىا لضماف ٗتزينها ,يف حُت تقوـ فكرة معاٞتة
ا١تعلومات يف ا١تستويات العميقة على إدراؾ كٖتليل معاين ا١تعلومات اليت يتعامل
138
معها الفرد ك٤تاكلة الربط بُت ىذه ا١تعاين مستخدمان قدرتو العقلية بشكل فعاؿ,
كيكوف التسميع ىنا ٖتليليان حىت يتمكن الفرد من اشتقاؽ ا١تعاين كمن مث االحتفاظ
بأكرب عدد من ا١تعلومات كمعانيها.
كقد طور ىذا األ٪توذج (براندسفورد) 1979 Brandsfordالذم اعتقد أف
العربة ليست فقط يف كيفية معاٞتة ا١تعلومات ,بل يف كيفية الوصوؿ إليها ,فعندما
تتماثل طريقة الدخوؿ إذل ا١تعلومات مع تلك اليت استخدمت يف تعلمها ,فاف
فرصة تعلمها كتذكرىا تصبح اكرب.
االفتراضات التي يقوـ عليها أنموذج مستويات التجهيز والمعالجة.
.1يتمايز ٕتهيز الفرد كمعاٞتتو للمعلومات يف مستويات متعددة للتجهيز
كا١تعاٞتة ,كىي ا١تستول السطحي أك ا٢تامشي ,كا١تستول ا١تتوسط كا١تستول
العميق ,كا١تستول األكثر عمقا.
.2إف معاٞتة ا١تعلومات كٕتهيزىا عند ا١تستول األعمق القائم على ا١تعٌت ينتج
احتفاظان أكثر استمرارية ٢تذه ا١تعلومات عند ا١تستول السطحي أك ا٢تامشي
القائم على التجهيز أك ا١تعاٞتة اٟتاسة ٢تا.
.3كلما كاف اعتماد الفرد عند ٕتهيزه كمعاٞتتو للمعلومات على اشتقاؽ ا١تعٌت
كالدالالت كالًتابطات بُت مكونات ا١تادة موضوع ا١تعاٞتة كلما كاف ٕتهيزه ٢تا
أعمق كاسًتجاعو ٢تا أيسر.
.4يتميز الفرد ٔتستول معاٞتة عميقة عندما يقوـ بإ٬تاد نوع من العبلقات بُت
عناصر أك مكونات ا١تادة موضوع التعلم كإطاره ا١ترجعي الشخصي ,فنحن
غالبا ما هنتم با١تعلومات اٞتديدة من خبلؿ ربطها بذكاتنا ,أم أف التجهيز
139
القائم على ا١ترجع الذايت للمهاـ يشجع أعماؿ التجهيز األعمق للمعلومات
منتجا فعالية اكرب للذاكرة كوهنا تشجع على التنظيم األفضل ١تفردات كعناصػر
ا١تعلومػات ,كتعترب الذات ىنا مصدران ثريان للًتابطات كالتداعيات ,كيعتقد
(كريك كلوكهارت) أف مستويات التجهيز كا١تعاٞتة األعمق تيسر االسًتجاع
نتيجة لعاملُت ٫تا التمييزية كالتفاصيل كيقصد بالتمييزية أف ا١تثَت الداخل
يكوف ٥تتلفان عن كل ما ىو ماثل يف الذاكرة أما التفاصيل فمن خبل٢تا ٭تدث
إثراء كمعاٞتة قائمة على ا١تعاين كمن اإلسهامات ا٢تامة ١تدخل مستويات
ٕتهيز كمعاٞتة ا١تعلومات ىي تأكيده على أ٫تية العمليات العقلية اليت تعمل
عند تعلم ا١تادة ا١تتعلمة.
.3أنموذج المعالجة الموزعة الموازية
& McClelland يف عاـ 1986قدـ (ماكليبلند كركميلهارت)
Rumellhartكطبلهبما ّتامعة كاليفورنيا كتابا أٝتياه (التجهيز ا١توزع ا١توازم)
مؤكدين فيو على أف العمليات ا١تعرفية ليست متمركزة يف منطقة أك نقطة ٤تددة
اٟتجم بأجزاء معينة من ا١تخ ,كمن مث قياـ النشاط العصيب بعملية معرفية معينة
كلكن يغلب عليو أف يكوف موزعا أك منتشرا عرب جزء أك مساحة من ا١تخ.
كقد كجد ىذا ا١تدخل بعض التدعيمات النظرية ,حيث يرل بعضهم انو
مرتبط بالوظيفة العصبية التشر٭تية للمخ ,لكن طبيعة الدكرة العصبية تضع قيودان
على سرعة معاٞتة ا١تعلومات ,فا١تخ يعاجل ا١تعلومات البصرية كما ىو اٟتاؿ عند
معاٞتتو أية منبهات أخرل عن طريق كسائل التوازم اٞتماعية القوية ,كاف الذاكرة
ليست ٥تتزنة يف خلية عصبية بعينها كال حىت يف موضع ٣تموعة من ا٠تبليا
العصبية ,كلكن ا١تخ ٭تددىا يف ٣تموعات كاملة من ا٠تبليا العصبية ا١توزعة عرب
140
أجزاء عديدة منؤ ,تعٌت أف ا١تعاٞتة التوزيعية ا١تتوازية ىي معاٞتة تتم من خبلؿ
شبكة من نقاط االرتباط ترتبط كل منها بالنقطة األخرل بطريقة استثارية أك كفية
بركابط ٥تتلفة القوة كبذلك فاف العديد من العمليات ا١تعرفية تقوـ على توازم
ا١تعاٞتات كليس على تتابع أك تسلسل ا١تعاٞتات ,كاليت تتم بشكل متزايد من عػدة
أجزاء يف نظاـ الذاكػرة كتضاؼ ا٠تربات اٞتديدة إذل أبنيتنا ا١تعرفية أك ٖتدث تغيَتان
فيها كوهنا ليست خربات منعزلة أك منفصلة عن غَتىا كتسمح لنا شبكات ا١تعاٞتة
ا١توزعة ا١تتوازية بتكوين استنتاجات أك تعميمات عما ٭تيط بنا ,كقد كضع الكثَت
من الباحثُت كالعلماء طركحات نظرية متعددة ٘تثل منحى التجهيز ا١توزع ا١توازم,
حيث يذكر (ألن كولينز) ( Allen Collinsكاليزابيث لوفتس) Elizabeth Loftus
أ٪توذج التنشيط للمعاٞتة الداللية ا١تبٍت على أساس شبكة من الًتابطات ا١تعقدة اليت
تتوزع خبل٢تا أ٪تاط الذاكرة ا١تختلفة يف حيز إدراكي من ا١تفاىيم ا١ترتبطة كاليت تتصل
معا ٔتجموعة من االرتباطات ,كذلك ينظر (أندرسوف كبارك) إذل ٘تثيل ا١تعلومات
يف إطار شبكة من الًتابطات الداللية أطلق عليها اسم الذاكرة الًتابطية لئلنساف
٤تاكلُت التوصل إذل الكيفية اليت يتم هبا التمثيل النظرم للمعلومات اليت ٯتتلكها
اإلنساف ,ككيف تًتابط معان ؟ ككيف يتم تسلسلها كإدراكها يف أبنية معلوماتية
اكرب؟ ْتيث ٯتكن الوصوؿ إذل ملف ا١تعلومات كاستخدامو كْتثو كاستثماره يف حل
ما ٬تاهبو الفرد يف حياتو اليومية.
141
الخصائص الرئيسة لمدخل التجهيز الموزع الموازي:
.1إف شبكة الًتابطات (الوصبلت) تشتمل على نَتكنات أساسية ٘تثل كحدات
توصيل مرتبط بعضها ببعض ,لذلك فاف أية كحدة ٯتكن أف تنشط الكثَت من
الوصبلت ا١ترتبطة ببعضها ,كمن ىنا جاءت التسمية البديلة للنظرية كىي
الوصلية.
.2أية كحدة ٯتكن أف تؤثر على الوحدات األخرل أما باالستثارة أك بالكف
كاإلعاقة.
.3العمليات ا١تعرفية ٘تيل إذل العمل بشكل موازم أكثر من العمل التسلسلي أك
ا١تتتابع.
.4يقًتح ىذا ا١تدخل أف ا١تعرفة موزعة عرب كحدات متعددة يف مناطق ٥تتلفة
داخل الدماغ.
.5ا١تعرفة اٞتديدة تغَت يف قوة الوصبلت عرب الوحدات ا١تتعلقة هبذه األ٪تاط من
ا١تعرفة ,لذلك نستجيب بطريقة ٥تتلفة للموقف الواحد من حالة إذل حالة
أخرل.
.6يف بعض األحياف تعمل السعة ا١تخية على إمداد الذاكرة اٞتزئية ببعض
ا١تعلومات أكثر من التذكر الكلي كمن ذلك ظاىرة زلت اللساف ,كما ٯتكن
استخداـ ا١تعلومات احملدكدة يف توليد معلومات إضافية ,ككفقا ١تدخل التجهيز
ا١توزع ا١توازم فاف العقل البشرم يعكس قدرا الهنائيا من ا١تركنة كال ٭تتاج
بالضركرة إذل كل ا١تعلومات الدقيقة أك خصائصها كي يتم تنشيطو بل يكفي
بعض دالالهتا.
142
كيأمل الكثَت من علماء النفس أف البحث يف مدخل التجهيز ا١توزع ا١توازم
رٔتا يكوف ىو حلقة الوصل بُت علم النفس ا١تعريف كالعلوـ العصبية.
النماذج النظرية في اساليب معالجة المعلومات:
أوالً :وجهة نظر نيوؿ وسيموف ()1956
دل تكن نظرية نيوؿ سيموف نظرية متكاملة ا١تعادل كاالٕتاىات يف عملية التعلم
كتناكؿ ا١تعلومات إال اهنا قدمت ٤تاكاة للحاسب االرل يف معاٞتة ا١تعلومات ,إذ
صورا اإلنساف كمعاجل للمعلومات يظهر تعلمو كيظهر سلوكو اثارا مًتابطة
للمعلومات اليت تناك٢تا ,كيظهر انواع ا١تعلومات اليت اسًتجعها كاستخدمها ٦تا خزنو
يف الذاكرة ,كيفًتضاف أف اإلنساف لديو ٣تموعة من الصور عن البيئات اٟتالية
كالسابقة ا٠تارجية كالداخلية ,كىذه الصور ليست نسخان مطابقة للخربات ا٠تارجية
كالداخلية ,لكنها تتضمن انواعا ٥تتلفة من التحويبلت كالتمثيبلت كمن ترميز
احساسات الفرد كاالنطباع الشخصي -الداخلي الذم يضيفو عليها.
اما ا١تعلومات فاهنا تتألف من توصيف كٖتديد ١تبلمح ىذه ا٠تربات يضاؼ
إليها ا١تشكبلت كاالعماؿ اليت يواجهها الفرد كحالتو النفسية كالعقلية الراىنة
كاالىداؼ اليت يطمح إليها ,كمن ىنا فهم ينظركف إذل الذاكرة البشرية على اهنا تتالف من
تراكيب كابنية مؤلفة من مفردات تراكمية كقوائم فرعية معقدة تشتمل على معلومات مستمدة
من اشكاؿ حسية ٥تتلفة كىذه ا١تعلومات تستخدـ يف انتاج اسًتاتيجيات متنوعة من
اشكاؿ الًتمبز على ا١تستول ا١تعريف كما يقدماف ىذين ا١تنظرين ا٠تصائص االكلية
لنظاـ معاٞتة ا١تعلومات لدل اإلنساف كنظاـ ذاكرتو ا١تركب من الذاكرة قصَتة االمد
كالذاكرة طويلة االمد ,كعمليات حفظ كاسًتجاع كٗتزين كعمليات النسياف ,كل
143
ذلك يؤثر يف مستويات معاٞتة ا١تعلومات ,ككذلك البنية ا٠تارجية تؤثر يف اإلنساف
يف معاٞتة ا١تعلومات على الرغم من القدرات كالقابليات اليت ٯتتلكها ,كىكذا
فاهنما يتصوراف أف تسق كسياؽ معاٞتة ا١تعلومات عند اإلنساف لو خصائص
اساسية ثابتة من عمل إذل اخر كمن شخص إذل اخر أم اهناـ مسلماف بوجود
خصائص اساسية قليلة جدا ٯتكن أف ٧تدىا لدل الناس ٚتيعان فيما يتصل بالطريقة
اليت يعاٞتوف ا١تعلومات من خبل٢تا.
ثانياً :انموذج جانبية في معالجة المعلومات
قدـ جانيو ( )Ganneا٪توذجا نظريا يف معاٞتة ا١تعلومات يرل فيو أف ا١تثَتات
كاحملفزات ا٠تارجية تؤثر يف حواس الفرد كتستقبل الصورة انتقائية منظمة ,كتتحوؿ
إذل رسائل عصبية تصل إذل اٞتهاز العصيب مث ٗتزف حىت يتم اسًتجاعها كعند
اسًتجاعها ٭تو٢تا اٞتهاز العصيب إذل استجابات تظهر يف صور لفظية أك حركية أك
ادائية منظمة ,فالتعلم يف ىذه اٟتالة عبارة عن سلسلة من العمليات اليت ٕترم
داخل اإلنساف بُت تلقي ا١تثَتات (ا١تدخبلت) كبُت اٟتصوؿ على االستجابات
(ا١تخرجات) كبُت اٟتصوؿ على االستجابات (ا١تخرجات) كتكوف خطوات ىذه
العملية كما يأيت:
.1تؤثر ا١تثَتات البيئية يف اٟتواس اليت ىي اعضاء االستقباؿ اٟتسي كىذه
االعضاء تنقل ا١تثَتات إذل اٞتهاز العصيب ا١تركزم ,حيث ٘تر ّتهاز تضيف
كتسجيل كىو ا١تسجل اٟتسي.
144
.2إف ا١تسجل اٟتسي ىو ا١تسؤكؿ عن العمليات االكلية أم إدراؾ ا١تثَتات
البصرية كالسمعية اليت تتلقاىا اٟتواس مث يقوـ ا١تسجل اٟتسي بتحويل الرسالة
إذل رموز قياسية ,كىذه العملية تتم بسرعة كبَتة.
.3تدخل الرسائل إذل الذاكرة قصَتة االمد أك العاملة ,فيتم تنظيمها يف ضوء
مفاىيم معينة.
.4إذا اراد الفرد حفظ ا١تعلومات فاهنا تسجل بطريقة مناسبة كتنقل إذل مستودع
ا١تعلومات ا١توجودة يف الذاكرة طويلة االمد ,يف عملية االستجابة ,كلكي تفعل
ىذا البد أف تصل مولد االستجابة الذم يفحص ىذه الرسالة كيرسل رسالة
عصبية ١تركز التنفيذ كهبذا يتفاعل الفرد مع البيئة ,كيقوـ جانيو مفهومُت ٯتثبلف
ضوابط سَت العمليات ٫تا:
أ .مركز التوقعات الذم يتعلق بعملية إدراؾ ا١تثَتات الواردة من اٟتواس
كتفسَتىا كتصنيفها كتسجيلها يف الذاكرة.
ب .الضبط التنفيذم الذم يعاجل عملية خزف ا١تعلومات يف الذاكرة طويلة
االمد لو صلة باستدعائها لتشكيل االستجابة كىذاف ا١تكوناف يؤلفاف
االسًتاتيجية ا١تعرفية.
145
ثالثاً :انموذج كاروؿ في معالجة المعلومات ()1976
لقد اشار كاركؿ إذل ٣تموعتُت من العناصر ا١تعرفية األساسية يف نظاـ منطقي
لعمليات االداء ا١تعريف ,اليت يقوـ االنساف يف معاٞتة العناصر ا١تعرفية ,إذ ير ىذا
النموذج أف االداء على االختبارات العقلية ٯتكن تفسَته عن طريق عدد قليل نسبيا
من ا١تكونات األساسية ١تعاٞتة ا١تعلومات ,كتبدأ كجهة نظر كاركؿ من مسلمتُت
٫تا:
.1إف ا١تهاـ ا١تعرفية (االختبارات) اليت استعملت يف ْتوث التحليل العاملي
على درجة كبَتة من الًتكيب ,كالتعقيد من كجهة نظر معاٞتة ا١تعلومات.
.2إف العوامل اليت توصل إليها علماء التحليل العاملي تربز جوانب معينة من
معاٞتة ا١تعلومات تظهر فيها فركؽ فردية كاضحة.
كقد حددت كاركؿ عشرة انواع من ا١تكونات ا١تعرفية ا١تستعملة يف االستجابة
على اسئلة االختبارت ىي:
.1عملية ا١تراقبة الذاتية كىي عملية ٖتديد ا١تيل كٖتسُت ا١تعاٞتة كمراقبة فعالية
االداء بشكل افضل ,كىي أيضان عملية إدراؾ ا١تتعلم ١تا يريد أف يفعل كمعرفة
نتائج معاٞتتو كادائو كفهم كمراجعة اخطاء التعامل مع ا١تعلومات كمراجعتها
كفحصها كٕتهيزىا.
.2االنتباه ىو العملية اليت يبلحظ عن طريقها الفرد ,لنوع كعدد ا١تثَتات اليت
يتلقاىا يف اثناء ا١تهمة ,كذلك بسبب فيض ا١تعلومات اليت تلقاىا من قبل
انظمة اٟتسية كلذلك توجب كجود تقنية كاختيار مصادر ا١تعلومات
146
ا١تختلفة ,كاف االنتباه يكوف حقيقة االطار ا١تركزم لبلدراؾ النفسي كما يف
الشكل (.)2
انعنايت واالنتباه
انذاكزة
الشكل ()2
االطار ا١تركزم لبلدراؾ النفسي
.3الفهم ,كىي العملية اليت يستخدمها الفرد يف تسجيل ا١تثَتات يف ا١تسجل
اٟتسي.
.4التكامل االدراكي ,كىي العملية اليت يتم عن طريقها عملية إدراؾ ا١تثَتات
كالغلق االدراكي للمثَتات كمطابقتها مع أم ٘تثيبلت سابقة ٥تزكنة يف
الذاكرة.
.5الًتميز ,كىي عملية تشكيل ٘تثيبلت ذىنية للمثَتات لغرض تفسَتىا
اعتمادا على مكوناهتا ,كخصائصها كمعانيها على كفق ا١تعلومات اليت ٗتزف
ك٘تثل كتسًتجع.
147
.6ا١توازنة ,ىي العملية اليت تستعمل يف ٖتديد إذا كانت ا١تثَتات متشاهبة اك
٥تتلفة (ا١تثَتات ا١تتداخلة ,كا١تثَتات ا١تخزكنة) كخربة ذاتية سابقة كٖتديد
امكانية كصفها ا١تصدر نفسو.
.7تكوين ٘تثيلي ادماجي كتستخدـ ىذه العملية يف ا٬تاد ٘تثيل جديد من
الذاكرة عن طريق ربطو بالتمثيبلت ا١توجودة مسبقا لدل الفرد.
.8اسًتجاع التمثيل ا١تدمج ,كتستخدـ ىذه العملية يف ا٬تاد ٘تثيل ٤تدد يف
الذاكرة مع ٘تثل اخر على اسس من الًتابط كقواعد.
.9التحويل تستخدـ ىذه العملية لتحويل أك تغَت التمثيل الذىٍت على اساس
٤تدد مسبقا.
.10تنفيذ االستجابة ,تستخدـ ىذه العملية لتعمل مع بعض التمثيبلت
الذىنية للوصوؿ إذل استجابة معينة يف الوقت نفسو ترل كاركؿ إف ىذه
العناصر كالعمليات ال ٯتكن أف تغطي كل العمليات ا١تعرفية اليت تدخل
يف اداء الفرد للمهمة ا١تعرفية ,كلكنها تغَت ٯتكن أف يغطي العمليات اليت
ٯتكن عدىا داخل انظمة ا١تعاٞتة لدل الفرد.
رابعاً :نموذج شمك ()1977
جاءت اْتاث مشك يف ٣تاؿ ا١تعلومات البشرية كالذاكرة ا١تتمثلة بالتصور,
كالتنظيم ,كعمق ا١تعاٞتة ,كاسًتاتيجيات االسًتجاع ,كالنتيجة اليت ٘تخضت عنها
تلك االْتاث ىي:
.1إف الناس يتذكركف ا١تعلومات بشكل افضل عندما يعاٞتوىا بعمق ,كاليت
تتضمن تكريس االنتباه للمعٌت كتصنيف الفكرة اليت يدؿ عليها ذلك الرمز.
148
.2تشَت ا١تعاٞتة ا١تفصلة كا١توسعة إذل طريقة معاٞتة ا١تعلومات ْتيث ٬تعلها اكثر
اغناء.
كبعد ذلك قاـ كل من مشك كركمانية ( )Sckmeck & Romanaiahبتطوير
قائمة اساليب التعلم باستخداـ نتائج التحليل العا١تي لبلجابات على فقرات
القائمة كاليت تتعلق با٪تاط سلوكية يقوـ هبا الطالب.
إف قائمة مشك احتوت على ( )62فقرة مصنفة إذل اربعة اساليب لتقدير
اسلوب التعليم كشكل من اشكاؿ معاٞتة ا١تعلومات اليت يتصف هبا الطلبة ,ىذه
الفقرات تتعلق بأ٪تاط سلوكية يقوـ هبا الطلبة يف اثناء االستماع إذل احملاضرات ,أك
مشاىدة االشرطة العلمية ,أك يف اثناء كتابة ا١تبلحظات أك تقارير ,أك استعداد
لبلمتحانات االكادٯتية ,كاف ىذه السلوكيات تتعلق لسًتاتيجيات معينة تنطبق على
اكثر من موقف تعليمي ,كٖتتوم ىذه االسًتاتيجيات على ا٪تاط معينة يف معاٞتة
ا١تعلومات مرتبطة بعمل يستدعي نشاطا يف الذاكرة ,كىذه النشاط يرتبط يف اثناء
التذكر ٔتفهومات اساسية يف معاٞتة ا١تعلومات ,مثل الًتميز ,كا٠تزف كاالسًتجاع.
كعرضت الفقرات على عدد من الطلبة يف اختصاصات ٥تتلفة١ ,تعرفة فيما إذا
كانوا يتبعوف أك ال يتبعوف السلوكيات ا١تدرجة يف القائمة اثناء دراستهم ,عن طريق
ٖتليل استجباهتم باسلوب التحليل العاملي ,نتوصل إذل اثناف ابعاد للسلوؾ
الدراسي أك معاٞتة ا١تعلومات الدراسية ا١تعاٞتة ا١تعمقة للمعلومات:
العمق يف ا١تعاٞتة مفهوـ يقيس جوانب التعامل مع ا١تعلومات ,كيتكوف ىذا
االسلوب من ( )18فقرة تقيس العمليات التنظيمية ا١تتعلقة باستيعاب ا١تادة
العلمية كتقوٯتها كٖتليلها كتوليفها مرة اخرل لتكوين افكار جديدة.
149
.1ا١تعاٞتة ا١تفضلة كا١توسعة:
.2يقيس جوانب التعامل مع ا١تعلومات الدراسية كيتالف من ( )14فقرة تًتكز
حوؿ استعماؿ ا١تلخصات ,كالربط ا١تنطقي ,كتطبيق ا١تعلومات يف حياتو,
كٖتوير ا١تعلومات العلمية عن طريق إضافات شخصية خاصة بالطالب ,أم
اعطاء امثلة من ٕتارهبم الشخصية.
150
151
الفصن السابع
األسالًب املعزفًة
152
153
الفصل السابع
األساليب المعرفية
مقدمة
٘تركزت الفركؽ الفردية بُت البشر يف ا١تاضي يف ٣تاؿ االدراؾ بصفة خاصة
بعده مؤشران للقياس العقلي فجاء جالتوف بالتمييز اٟتسي كدالة على ذكاء
اإلنساف ,أيضان تضمنت اختبارات كاتل للذكاء أبعادان لؤلساليب اٟتسية كاألساليب
ا١تعرفية ,كاآلف أصبحت األساليب ا١تعرفية ٤توران مهمان لدراسة الفركؽ الفردية يف
٣تاؿ االدراؾ حىت صار يطلق عليها أحيانان األساليب اإلدراكية ,كألف االدراؾ ليس
تنظيما منفصبل عن األبعاد األخرل للشخصية ,فاف األساليب ا١تعرفية ىي متغَت
ٯتكن النظر من خبللو اذل أبعػػاد متعددة للشخصية سواء كانػػت ىػذه األبعػاد
معرفيػ ػػة أـ كجداني ػػة أـ إجتػماعية.
كىناؾ مداخل كإٕتاىات عديدة (سلوكية ,معرفية ,إنسانية) حاكلت كما-
تزاؿ -تفسَت السلوؾ االنساين كامكانية ضبطو كتوجيهو ,كيعد ا١تدخل أك االٕتاه
ا١تعريف من أىم ىذه ا١تداخل على اإلطبلؽ كمصطلح ا١تعرفة يشَت اذل ٚتيع
العمليات النفسية اليت بواسطتها يتغَت ا١تدخل أك ا١تعطي اٟتسي أثر خضوعو
للمعاٞتة اذل أف يستدعي استخدامو يف ا١تواقف ا١تختلفة (كاالدراؾ ,كالتفكَت ,
كالتحويل ,كالتخزين ,كاالستدعاء ,كا١تعرفة) كتدخل يف ٚتيع ما ٯتكن اف يعقلو
اإلنساف كٯتارسو يف حياتو بصفة عامة ,كعد االٕتاه ا١تعريف أحدث كأفضل
االٕتاىات ا١تعاصرة يف فهم كتفسَت النشاط العقلي ا١ترتبط بالسلوؾ االنساين,
154
كتبلور ىذا االٕتاه نتيجة تفاعلو كتبادلو مع االٕتاىات االخرل اليت تناكلت السلوؾ
االنساين كاليت تنضوم يف نقاط مشًتكة أك ٥تتلفة عنو ,حىت أصبح مدرسة تعرؼ
با١تدرسة ا١تعرفية مهدت اذل ظهور علم النفس ا١تعريف الذم يركز ٤تور إىتمامو
بالكيفية اليت يبٍت هبا الناس خرباهتم كبواسطتها يضفوف ا١تعٌت عن طريق ٖتويل ا١تثَت
البيئي اذل معلومة يتم يف ضوئها اٟتكم على االشياء.
كتعد االساليب ا١تعرفية من أىم ٤تددات السلوؾ االنساين ,إذ تعد عوامل
منظمة للسلوؾ كمؤثرة فيو ,فاف النظرية الكلية الشاملة للشخصية عند ا١تعرفيُت ىي
السائدة يف الوسط العلمي فبل ينظر اذل اٞتوانب ا١تعرفية كاإلنفعالية كبلن على حدة
كأساليب التوافق كفهم الذات بصورة ٣تزأة كا٪تا ينظر اليها ٚتيعان على اهنا كل
متكامل االجزاء ,كىكذا فقػػد استخدمػت ىذه األسال ػػيب أساس ػان للتمييز بُت
االفراد عند تفاعلػهم مع مواقػف اٟتيػػاة,كإف االٕتاه ا١تعريف كاف كاف من االٕتاىات
اٞتديدة يف دراسة السلوؾ اإلنساين اال انو دل يكن حديث النشأة يف أدبيات علم
النفس اال اف مفهوـ ا١تعرفة ككيفية اكتساهبا قد ظهر مع ا١تدرسة ا١تعرفية كيف ىذا
الصدد بُت لوؾ اف قدرات االنساف على التوافق كالتعلم مكنتو من التقدـ على
الكائنات اٟتية االخرل كتطور االنساف نتيجة إكتسابو ا٠تربات من البيئة ا٠تارجية,
كما عقل الطفل الوليد اال صفحة خالية من األفكار كا١تعاين ا١تتقدمة ,كتًتؾ
االحاسيس كا٠تربات كاالرتباطػػات التػي يتعرض لػها الطػفل تأثَتاتػها علػى ىػذه
الصفػحػة ,بينما أكضح ليبنتز اف العقل ليس سلبيا بل مدفوع بشكل ذايت كنشط يف
تعاملو مع االشياء اليت يدركها ,كا٠تربات اليت ٯتر هبا على كفق الطبيعة الكامنة فيو,
كينبغي اال ننظر اذل الفرد ىو ٣تموعة أك تشكيلة من االفعاؿ ,كاالنشطة اليت
ٯتارسها ىي استجابة ١تثَتات بل ىي انشطة غرضػػية عل ػػى كفق ا١تدرسة اٞتشػتالتية
155
كىو مػا أكػده أيض ػػا االتػجػاه ا١تػعريف ,كإذا كانت الدراسات العلمية قد رفضت
كجهات نظر (انشتاين كبوىر ,كىيزنربغ ,كإ٪توذج غاليلو ,كميكانيكية نيوتن)
كأكدت تقارب عا١تي ا٠تربة كا١تادة كالوعي فأف ا١تعرفة فػي أساسها معرفػة شخصػية
مػػع أ٫تية ا٠تربة يف اٟتصوؿ عليػها من العػادل ا٠تارجي.
كىكذا فقد أٚتع علماء النفس ا١تعرفيوف على اف ا١تعرفة تشمل العمليات
النفسية اليت ٖتوؿ بواسطتها ا١تدخل اٟتسي ليفسر كٮتتصر كٮتتزف اذل أف يستدعى
ليستخدـ يف ا١تواقف ا١تختلفة ,كتدخل ا١تعرفة حىت عند غياب ا١تثَت ا١ترتبط
بالعمليات ا١تعرفية ,فأهنا تدخل يف ماٯتكن لؤلنساف أف يفعلو أك ٯتارسو يف حياتو
بصفة عامة ,فكل ظاىرة نفسية ا٪تا ىي ظاىرة معرفية.
كبُت جيلفورد ( )1968إف ا١تعرفة تشمل الوعي با١تعلومات كإكتشافها
مباشرة كإعادة تشكيلها أك تعرفها ,كتشمل كل العمليات العقلية كما اف ىذه
ا١تعلومات تفسر يف اطار معاٞتة ا١تعلومات الذم يستوعب كل األنشطة كالعمليات
العقلية اليت تبدأ من ٟتظة ٘تثيل ا١تثَت حىت حدكث االستجابة اليت تتناسب مع
ا١تواقف اليت يتعرض ٢تا االنساف ,فعملية معاٞتة ا١تعلومات تعٍت كل ا١تراحل العقلية
اليت ٘تر هبا ا١تعلومات كاالنتباه ,كاالدراؾ ,كالتفكَت ,كالتخيل ,كالتذكر اليت ٘تثل
متغَتات كسيطة تتوسط بُت مثَتات البيئة كاالستجابة ٢تا ,كاليت تبدك يف مظاىر
سلوكية ,أك ٥ترجات ٯتكن التعامل معها بالقياس كا١تبلحظة ,كعندما نشأت
ا١تدرسة الًتابطية يف انكلًتا يف مطلع القرف التاسع عشر على يد جوف لوؾ
( )1754 -1632سعت اذل تبٍت فكرة ترابط األفكار يف تفسَت ا٠تربة الشعورية
كاٟتوادث الفنية ,كعدت كل العمليات العقلية ,على اهنا ٖتدث نتيجة لًتابط
156
األحساسات اليت ىي عناصر العقل كذراتو ,ٳذ تنتظم فيػما بينها استنػادان اذل قوانػُت
الت ػػشابو كالتػضادكاالقتػراف الزماين كا١تكاين.
كقد ظهر االىتماـ باٞتوانب العقلية كا١تعرفية أك ما يسمى بعلم النفس ا١تعريف
بوصفو اليعتمد على االرتباطات العصبية بُت ا١تثَت -االستجابة كما يرل
السلوكيوف ,كالعلى الشعور كالبلشعور ,كما يرل علماء التحليل النفسي كإ٪تا
يعتمد على سلوؾ االنساف الذم ينتج عن العمليات االدراكية يف نظرة كلية شاملة
لعناصر ا١توقف.
كيف أثناء ا١تدة ( )1960 -1930كاف العلماء كالباحثوف يتحدثوف ْتذر
عن العمليات العقلية بسبب سلوكية كاطسن ,ألهنا كانت ال تعطي إىتمامان ١تا يف
ذاكرة ا١تتعلم يف عملياتو العقلية ,على حُت ركزت ا١تدرسة ا١تعرفية على ذاكرة
ا١تتعلم ,كتنظر اليو ٔتا ٯتتاز من استقبللية يف التفكَت ,ككنتيجة ٢تذا التحوؿ إبتكرت
٪تاذج كنظريات من قبل علماء النفس ا١تعرفيُت ,ٳذ أكدت ضركرة أخذ ا١تتعلم دكران
أكثر فعالية يف توظيف عقلو يف أثناء عملية تعلمو ,مؤكدين ضركرة دراسة العمليات
العقلية لبلنساف مثل (التفكَت ,االدراؾ ,االنتباه) كدراسة العمليات اليت يتم هبا
إكتساب ا١تعرفة بصورة دقيقة ,كتفسر كيفية تطبيقها يف اٟتياة اليومية ,كىكذا فإف
علماء النفس ا١تعرفيُت ٬تمعوف بُت جوانب اٟتركة الوظيفية يف علم النفس بتأكيدىا
على العمليات العقلية كعلم النفس اٞتشتاليت يف تأكيده االدراؾ كالتفكػَت كاالنػػتباه,
كعلػى منهجية السلوكػػية فػي الطرائق ا١توضػوعيػة ا١تتػبػػعة.
كال شك اف فكرة االساليب ا١تعرفية تشَت اذل طريقة الفرد يف التعامل من
حيث أسلوبو يف التفكَت كطريقتو يف الفهم كالتذكر ,كقد ذكر ربُت يف ىذا الصدد
عاـ ( )1987اف األساليب ا١تعرفية طرائق يلجأ اليها االفراد يف حصو٢تم على
157
ا١تعلومات من البيئة ,كاهنا توضح أيضا اف التعامل مع ا١تعلومات يعتمد على صيغ
كثَتة منها تصنيف ا١تعلومات كتركيبها كٖتليلها كخزهنا كاستدعاؤىا عند الضركرة,
ك٢تذا فاف ٣تموعةن من العمليات اليت ٯتارسها الفرد من خبلؿ مواقفو التعليمية
كتفاعلها اليومي تسهم بدكر كاضح يف النػمو العقلػي مػن ناحيػػة كتوسيػػع مدارؾ
الػفرد كمهاراتو ا١تعرفية من ناحيػػة اخرل ,كبُت ميسك ( )1976اف مفهوـ
األساليب ا١تعرفية يشَت اذل االختبلفات الفردية يف أساليب االدراؾ ,كالتذكر,
كالتخيل ,كالتفكَت كاهنا ترتبط بالطرؽ اليت يستخدمها األفراد يف الفهم ,كاٟتفظ,
كاستخداـ ا١تعلومات.
كقد ذكر راش اف األساليب ا١تعرفية تعد من ا١تفاىيم ا١ترتبطة ٔتشاعر االفراد
كسلوكهم يف ٥تتلف ا١تواقف اٟتياتية اليت ٬تاهبوهنا كما أشار باكراخ 1992على
اهنا تعد من الطرؽ كاألساليب ا١تميزة يف كيفية أدائهم للعمليات ا١تعرفية كٖتقيق
غاياهتم كأىدافهم الفكرية.
كقد طرحت باربارا ( )1983قضية تتعلق ٔتدل العبلقة بُت أساليب التعلم
كاألساليب ا١تعرفية لذلك قامت بدراسة ٕتريبية ٘تركزت حوؿ إجراء ٖتليل عاملي
ألربع أدكات لقياس أساليب التعلم ,فوجدت اف من بُت التشبعات للعوامل ا١تعرفية
مايشَت اذل تعلقها بأبعاد تعرب عن أساليب معرفية ,كقد فسرت ىذه النتيجة على
أساس تضمُت أسلوب التعلم ٔتتغَتات ثبلث كىي :متغَتات معرفيػة ,كمتغَتات
كجدانيػػة ,كمتغَتات فيزيق ػ ػػية (بيئية) ,لػذا أقػرت باف االسػلوب ا١تعرفػ ػػي ىو نف ػػسو
أسلوب التػعلم يف اجملاؿ ا١تعريف ,كإذا كاف اٞتهد الذم بذلو ا١تختصوف يف ٣تاؿ
األساليب ا١تعرفية كالدراسات اليت ٘تت فيها تعود معظمها اذل مدة الستينيات على
يد (كاجاف ,1964ككتكن , 1965كميسك ,1970كدريك ,1970
158
كميسر ,)1970إذ ٘تكن ىؤالء الباحثوف كآخركف أمثاؿ ا٬تيبلند 1974من
ٖتديد ٣تموعة لؤلساليب ا١تعرفية اليت ٘تيز بُت األفراد يف ٣تاؿ الفركؽ الفردية بُت
ا١تتعلمُت باعتبار اف التعرؼ عليها كٖتديدىا لدل ا١تتعلم قد يسهم بدرجة كبَتة يف
توفَت ظركؼ تعليمية أفضل بالنسبة للفرد أك ٣تموعة من األفراد ,فضبلن عن
تأكيدىا على اف التعامل مع ا١تعلومات يعتمد على صيغ كثَتة منها تصنيف ىذه
ا١تعلومات كتركيبها كٖتليلها كخزهنا ككذلك استدعائها ,كتشَت الدراسات يف علم
النفس ا١تعريف اذل اف الناس يظهركف فركقا فردية يف آليات معاٞتة ا١تعلومات خبلؿ
٤تاكلتهم حل مشكبلهتم كاٗتاذ قراراهتم أك ٣ترد ٤تاكلة تفسَت ا١تثَتات ,أك
االستجابة ٢تا .كتعد األساليب ا١تعرفية إحدل أىم ىذه العوامل اليت تفسر مثل
ىذه الفركؽ الكمية كالنوعية بُت األفراد كأيضان اٞتماعات على الرغم من ظهور
تفسَتات كتصورات متعددة لؤلساليب ا١تعرفية اال اف مصطلح األسلوب ا١تعريف يعد
من ا١تصطلحات اٟتديثة نسبيان يف علم النفس كال سيما يف ٣تاؿ علم النػفػػس
ا١تعريف.
نشأة األساليب المعرفية مفهومها ،ومكوناتها ،وخصائصها:
إف مصطلح األسلوب ا١تعريف كاف كاف حديثان نسبيان يف علم النفس ,فأنو
يكوف إحياءان لفكرة النمط Typeاليت ٪تت كأزدىرت خبلؿ القرنُت الثامن عشر
كالتاسع عشر على يد علماء النفس الفرنسيُت كاأل١تاف كاإليطاليُت كتطور ىذا
ا١تصطلح لدل كرتشمر ,كشيلدكف ليشكل علم األ٪تاط الذم صنف الشخصية
على كفق بعدين أك أكثر .كدل يكتفي كرتشمر كشيلدكف يف كصف األفراد تبعان
لذلك ,بل يف ضوء فركقهم يف اإلدراؾ ,كيف ضوء انتباىهم التحليلي أك ا١تنفصل,
يستعمل مفهوـ النمط عند التعامل مع ا١تعرفة ,كالشخصية ,كاإلتصاؿ كالدافعية
159
كاالدراؾ ,كالتعلم كيستعمل مصطلح أسلوب ليصف عددان من األنشطة كا٠تصائص
كالسلوكيات الفردية اليت تظهر بشكل ثابت ١تدة من الزمن كمع زيادة كعي الفرد
بأسلوبو فانو يتوقع أف يؤدم اذل ٖتسُت أدائو ٕتاه مواقف اٟتياة ا١تختلفة,كذلك
أشار (البورت )1937اذل كجود فركؽ يف عادات األفراد يف مواقف التذكر,
كاالدراؾ ,كاٗتاذ القرارات ,كحل ا١تشكبلت.
فأف األسلوب قد أشتق من كلمة التينية األصل تعٍت خاصية ٦تيزة ترتبط
باالنساف ك٢تا صفة الثبػ ػػات النسيب كتتضح بنية األسلوب عند ارتباطها ٔتفاىيم
أخرل لتشكل مايعرؼ با١تفاىيم ا١تركبة سواء كاف اقًتانا أك تبلزما يف تفسَت اٟتدث
احملدد .فعند اقًتاف األسلوب بالظاىرة اإلدراكية فإنو يعرؼ باألسلوب ا١تعريف
كعندما يقًتف بظاىرة كجدانية يعرؼ باألسلوب الوجداين ,كيسمى باألسلوب
ا١تعريف -الوجداين ,كما عرؼ باألسلوب اإلبستمولوجي إذا اقًتف ٔتحك سواء
كاف أسلوبان أك كيفية ٦تيزة يف تفاعل الفرد مع البيئة ,التػي ٖتػدد عػند
(ركيػس )1973بوجهػات نظػر ٕتريبػية ,كعقبلنػية ,ك٣تازيػة أيضان كذلك فقد اقًتنت
بنية األسلوب بعدد من ا١تفاىيم األخرل بوصفو أسلوب حياة عند أدلر كأسلوب
سلوؾ عند ميسك كأسلوب تعلم عند فلويد كيضم عمليات التفكَت ,كحل
ا١تشكبلت ,كاألساليب ا١تعرفية .كأسلوب معاٞتة معلومات ,عند انتوسػيل كأسلوب
تفػػكَت عند ساتررل ,كإف األساليب ا١تعرفية كإف كانت قد حددت بطرائق إحراز
الفرد للمعلومات كتضمينها يف ٪تاذج متصلة لوظائف العمليات العقلية ,كأمكن
ٖتديد خصائصها الرئيسة فإهنا تشَت إذل الفركؽ الفردية يف بنية األشخاص ا١تعرفية,
أم ٔتثابة النظاـ ا١تعريف ا١تميز للفرد يف تفسَته كإدراكو للعادل احمليط بو ,كالسيما
مايرتبط منها باٞتوانب ا١تعرفية يف اإلدراؾ ,كالتفكَت ,كالذاكرة ,كاالنتباه ,كحل
160
ا١تشكبلت ,كتناكؿ ا١تعلومات .كما ٘تثل تفضيبلت الفرد ا١تعرفية من خبلؿ ٘تثل
أشكاؿ األداء ا١تفضلة لديو كا١تميزة لو يف تصوره كإدراكو ,كتنظيمو للمثَتات اليت
يتعرض ٢تا ,كال هتتم ٔتحتول أك مضموف النشاط الذم ٯتارسو ذلك الفرد .كىي
ثابتة نسبيا يف السلوؾ ,ك٭تقق ىذا الثبات النسيب فائدة تنبؤية على ا١تدل البعيد يف
٣تاالت علم النفس ا١تختلفة كثنائية القطب لتتميز عن الذكاء كالقدرات العقلية,
كلكل قطب قيمة ٦تيزة ك٢تا أبعاد مستعرضة تنظر للشخصية بطريقة كلية .كال
تقتصر األدكات اليت تقيسها على اٞتوانب ا١تعرفية فحسب بل تقيس جوانب غَت
معرفية للشخصية .كتعرب يف أبعادىا عن أ٪تاط من التمايز كالتعقيد ,كالتخصص,
كالتكامل ,لتعطي يف النهاية ماٯتيز فردان عن فرد آخر
كلؤلساليب ا١تعرفية قابلية التعديل كالتغَت على كفق طريقتُت األكذل تأجيل
االستجابات ,كالثانية :استخداـ النمذجة يف تعديل االستجابات .كأثبتت ىاتاف
الطريقتاف فاعليتهما يف تعديل بعض األساليب ا١تعرفية مع تأكػيد االستمػرار يف
ا١تتابػ ػػعة كالتكرار لؤلسػلوب الذم عدؿ لدٯتومة ىذا التغَت أكثباتو.
كإذا كانت الدراسات العلمية قد أثبتت توافر تداخل بُت األساليب ا١تعرفية
كبعض ا١تفاىيم ,كتداخل أبعاد بعض األساليب نفسها ,كترابطها مع بعض
ا١تتغَتات النفسية ,كالدٯتوغرافية ,كاالجتماعية ,فإف بعض ا١تفاىيم تستخدـ بدالن
عن األساليب ا١تعرفية بصفتها ٝتات شخصية كأشار (سانتو ستيفانو )1969
لتحديد كمية كتنظيم ا١تعلومات اليت تعود بالفائدة على الفرد يف ٟتظة قيامو
بالسلوؾ ,فيفعل األسلوب ا١تعريف من خبلؿ بعض ا١تعلومات كيقوـ األسلوب
ا١تعريف بعملية التوسط كالتعديل لتأثَت ٝتات الشخصية كالدافعية على الوظيفة
العقلية كانساؽ (فَتنوف )1973مع ىذا ا١تنظور فاألساليب ا١تعرفية ٝتات تظهر
161
تاثَتاهتا ا١تتناسقة يف ا١تنهج الذم ٖتدث بو العملية االدراكية أك الوجدانية منطلقا
من نظرة (البورت )1973اليت أكضحت إف اتساؽ السلوؾ انعكاس التساؽ
داخلي منظم بشكل فريػ ػػد كفػػردم لسػمات متع ػػددة كمتداخػلة ,كىو الػذم ٭تػدد
توافقو مع البيػػئة كىناؾ فركؽ بُت األسلوب كالسمة يتجلى اف األكؿ متغَت مستمر
يف حُت ٳف الثاين متغَت متقطع ,كإ ّف األسلوب ينظ ػػم العملي ػػات ا١تعرف ػػية فػي
حيػػن تنظػم السم ػػات االبنيػػة الوجدانية.
ككصف (بركميب 1972كتايلر 1978كد٬تر )1980األساليب ا١تعرفية
بربكفيل للقدرات العقلية اليت ٯتتلكها الفرد ,كتسبب الفركؽ بُت األفراد كتشغل حيزان
من القدرة العقلية العامة ,كٯتثل األداء على مقاييس األساليب ا١تعرفية بعدان متصبلن
من القدرة العقلية العامة بيد اف نتائج التحليل العاملي ١تقاييس األساليب ا١تعرفية
بينت اختبلفان بينها كبُت القدرة العقلية العامة كالقدرات ا١تكانية ,كاستخدـ ردنج
كراينر مصطلح أساليب تعلم اشارة إذل األساليب ا١تعرفية لًتابط أداء الػفرد على
مهمػات مشاهبة للمهمات اليت تستخدـ يف اجملػاؿ ا١تدرسي كأكد (شيمك
)1983استخداـ ىذا ا١تفهوـ لكونو أعم كأمشل كألف أساليب التعلم نتاج
٠تصائص الشخصية كاألساليب ا١تعرفية ,كذكر (ميسك )1984إف األساليب
ا١تعرفية ليست عادات بسيطة الًتكيب على كفق ما تتناكلو نظريات التعلم ,إذ ال
ٗتضع ١تبادئ الكف أك االنطفاء ا٪تا ىي طرائق تفكَت تتصف بالعمومية كتتميز
بالثبات النسيب.
كأكدت دراسة (ساٯتوف كآخركف) 1986اف األساليب ا١تعرفية طرائق ١تعاٞتة
ا١تعلومات إذ ترجع الفركؽ الفردية يف النتاج ا١تعريف إذل طريقة الفرد يف معاٞتة
ا١تعلومات كبشكل مستقل عن ا١تعرفة كلكن كاجو ىذا االفًتاض اعًتاضان من
162
(ميسك )1984فطبيعة األساليب ا١تعرفية كاف كانت ضمن ا٪توذج معاٞتة
ا١تعلومات ,اال إف ترابطهما أبعد ما يكوف عن االرتباط الكامل ألف األساليب
تظهر نتاج لتأثَتات ا١تتوالية لعمليات متعددة ١تعاٞتة ا١تعلومات كىكذا ٧تد اف
٣تموعة من باحثي معهد ( )Flesقد تبنوا كصف األساليب ا١تعرفية باسًتاتيجات
معرفية لًتابط خصائصهما فقد تصور (بركنر ككودناك كاكسنت )1956باهنا تشَت
اذل الفركؽ يف اسًتاتيجيات تنظيم ا١تثَتات كتصنيفها.
كبُت (شيبماف كشيبماف )1985إف األساليب ا١تعرفية فركؽ يف اسًتاتيجيات
األداء ا١تميز لؤلفراد يف االنتباه ,كاالدراؾ ,كالتفكَت ,كالتذكر كمع كل ماتقدـ فقد
ميز ميسك بينهما فاألساليب ا١تعرفية تستخدـ كتطبق من دكف أف تاخذ بنظر
االعتبار جانب الوعي ,كٗتترب أنواعان كاسعة كمستعرضة من مواقف اٟتياة ,كأكثر
ثباتان كأقل ميبلن للتغَت كالسيما التغَتات ا١تفاجئة ٦تا ٬تعلها كسيلة للتنبؤ بسلوؾ
األفراد يف مواجهة ا١تواقف .أما االسًتاتيجيات فيدخل جانب الوعي بشكل ٤تدد
كمنظم ك٥تطط للفرد يف معاٞتة ا١تعلومات الٗتاذ القرار ا١تطلوب من عدة بدائل,
كتتغَت كتتعدؿ يف ظل ا١تواقف اليت يتعرض ٢تا األفراد ,كصنف (ىيث )1965
األساليب ا١تعرفية بصفتها تفضيبلت معرفية ٦تيزة يفضلها الفرد يف تصوره كتنظيمو
للمثَتات اليت يتعرض ٢تا على كفق أربعة أ٪تاط معرفية ىي ٪تط االسًتجاع كيتمثلو
الفرد عندما يتقبل ا١تعلومات على عبلهتا ك٪تط الناقد كيتمثلو عندما يشك يف صحة
ا١تعلومات ك٪تط ا١تبادئ كيتمثلو عندما يتقبل معلومات تلقي الضوء على مبدأ
أساسي أك على شيء بشيء آخر ك٪تط التطبيقات كيتمثلو عندما تكوف ا١تعلومات
ذات قيمة كٯتكن استخدامها يف ٣تاؿ اجتماعي أك معريف معُت ,بيد أف (كوجاف
163
,1971كميسك )1984قد أكدا اف األسلوب ا١تعريف اليتحدد بالنمط ا١تعريف
ا١تفضل ,بل بطرائق تنظيم ا١تدركات كا٠تربة.
كلقد اقًتب مفهوـ األسلوب ا١تعريف من مفهوـ الضوابط ا١تعرفية الهنما يشَتاف
إذل مدل االتساؽ ا١تعريف يف الشكل كالطريقة كيقوماف على التنظيم كالتحكم
ٔتتغَتات متعددة داخل الفرد كأكدت الدراسات النفسية ىذا التقارب بُت
ا١تفهومُت فهما يصفاف طبيعة النشاط ا١تعريف ا١تمارس ,كاجملاؿ الذم ٯتارس فيو الفرد
ىذا النشاط كاليتعلق األداء يف األساليب كالضوابط يف جانب الكم فحسب ,بل
يأخذ صفتو ٔتا يتناسب مع طبيعة ا١توقف كخصائصو كينتمي اذل ميوؿ الفرد كليس
كفايتو ككبل ا١تفهومُت ٯتثل أبعادان للتحكم كالضبط ا١تتعلق بالنشاط كلكن ظهر
بعض االختبلؼ بُت مفهوـ األساليب ا١تعرفية ,كمفهوـ الضوابط ا١تعرفية فاألكذل
ثنائية القطب كتتميز بكوهنا أبعادان مستعرضة كشاملة يف الشخصية ,كهتتم بتباين
القيمة لقطبُت كٗتضع لؤلداء ا١تميز ,كتشكل أ٪تاطان كظيفية تنظم كتتحكم يف
الضوابط ا١تعرفية بينما الثانية أحادية القطب ك٘تثل ٣تاالن للمقارنة يف كظائف نوعية
متخصصة يف ذاهتا ,كهتتم بالقيمة التوجيهية كالكمية لقطب كاحد كىي أقرب إذل
القدرات االسلوبية كٗتضع لؤلداء األقصى على كفق ما أشار اليو (كركنباخ
)1970كأشار (جاردنر )1961اهنا إتساؽ معريف لتنظيم ا١تدركات كبُت (كتكن
)1962إف األساليب ا١تعرفية طريقة ٘تيز أداء الفرد يف األنشطة العقلية كتعكس
فركقان يف نظاـ الشخصية يف أثناء معاٞتة ا١توضوعات كأكضح (كاجاف كموس
)1963باهنا طرائػق لتنظيم مدركػات األفػراد كبػُت (كوب كسيجل )1971إذل
إهنا اتساؽ معريف ٯتيز األفراد يف توظيفهم للمعلومات يف مواقف سلوكية معينة
164
كأشار (كوجاف )1971إهنػػا طرائػق ٦تيزة فػػي االستيعػػاب كالػخزف كالتحويػل
كاستػخداـ ا١تعلومات.
كما انطلق (فَتنوف )1973يف تتبع ظهور األسلوب ا١تعريف من فكرة اف
الفركؽ بُت األفراد ناٚتة عن اختبلفهم يف السلوؾ ككذلك اختبلفاهتم يف
العمليات العقلية أيضا كأشار جركس إف الفكرة بدأت عند تصنيف التفكَت اذل
٪تطُت ٫تا التفكَت العريض الضحل ا١تتحرؾ كالتفكَت العميق الضيق الدؤكب ,كمػػيز
ميسػػمر بُت االدراؾ الًتكييب كاالدراؾ التحليلي كميز ميوماف بُت االنتباه ا١تنتشر
كاالنتباه ا١تركز ,كبُت جولد شتاين كشَتر بُت ٪تطي التفكَت العياين كالتجريدم,
كأكضػػح ىانفمػاف إف ىنػػاؾ أسػلوب تصػورم يقابلػو أسػلوب معرفػػي حسػي ,كإف
بوادر ظهور األسلوب ا١تعريف كاف كاف قد ظهر يف كتابات يونج عندما طرح مفهوـ
األ٪تاط األكلية ,كيف مقالة كبلين عادل الفرد من خبلؿ إدراكو ,كفػػي كتابػػات
(بػػبلؾ ,كرامسػي) عػػند تنػاكؿ االدراؾ مدخػبلن لفػػهم الشخصية فأف مصطػلح
األسلوب ا١تعريف قد ظػهر أيضان لدل (جاردنر) بػعػده ,ىػو طريقػة يتم بواسط ػػتو
تنظي ػػم كبر٣تػػة ا١تعلوم ػػات كاألحػداث ,ككصف كبلين األسلوب ا١تعرفػػي يف صػور
متعػػددة ,كتعػرؼ عليػو الباحػ ػثػػوف مػػن خػبلؿ التحل ػػيل العامػ ػ ػػلي فضبلن عن إف
(رككيش) بينو يف كتاب (العقل ا١تفتوح ا١تغلق) ليشَت إذل الطريقة أك الكيفية اليت يتم
فيها تنظيم ا١تعلومات .كبُت كتكن إنو الطريقة ا١تميزة يف أداء الفرد كأكد زاجونػك
كبػركدم إنػو حالػة كسػيطة بػُت ا١تدخػبلت البيػئية كا١تدخػبلت العقلية ,إذ عدىا
(فَتنوفٝ )1973تات عالية الرتبة تتضمن الكثَت من العمليات ا١تختلفة كتسبب
الفركؽ الفردية.
165
كبُت (جولدشتاين كببلؾ ماف )1978إهنا طرائق ٘تيز الفرد يف تنظيمو للبيئة
كما فيها من موضوعات مدركة كأكد ميسك 1984إهنا فركؽ فردية ثابتة نسبيان
يف طرائق تنظيم ا١تدركات ككذلك يف معاٞتة معلومات البيئة اليت يتعرضوف ٢تا
كأشار (انتوسيل )1985إهنا طرائق يقوـ هبا األفراد يف أثناء معاٞتتهم للمعلومات
كأكضح (ساتررل )1985إهنا طرائق يتعلم كيفكر هبا الصغار كالكبار.
مكونات األساليب المعرفية:
إف األسلوب ا١تعريف مثل غَته من ا١تتغَتات النفسية يتكوف من ثبلثة مكونات
ٖتدد معان أسلوب الفرد يف التفكَت كىي:
ا١تكوف االنفعارل:
كتنطوم على ا١تشاعر اليت تصاحب الفرد عند التعامل مع ا١تواقف ا١تختلفة.
ا١تكوف السلوكي:
كتتعلق بالسلوكيات اليت تصاحب األسلوب ا١تعريف أك تنتج عنو.
ا١تكوف ا١تعريف:
كتتعلق ٔتعرفة الفرد ككعيو باسلوبو ا١تعريف
خصائص األساليب المعرفية:
اتفق معظم الباحثُت يف ٣تاؿ األساليب ا١تعرفية على خصائص عامة ٢تذه
األساليب أكضحها (كتكن كزمبلؤه )1977كىي:
166
.1األساليب ا١تعرفية تتعلق بشكل النشاط ا١تعريف لبلنساف كليس ٤تتواه ,أم
يستطيع األسلوب ا١تعريف أف ٬تيب عن الكيفية اليت يفكر هبا االنساف كليس
عما يفكر فيو.
.2األسلوب ا١تعريف يتصف بالثبات النسيب كىو ينمو كيصبح أكثر ٘تايزان لدل
االنساف مع الوقت كا٠تربة ,كبالتارل يصبح أكثر ثباتان أك على االقل يتصف
بعدـ التغَت اٟتاد من موقف آلخر.
.3تعد األساليب ا١تعرفية أبعادان ثنائية القطب كيصنف األفراد على كفق ذلك
متصل يبدأ ببعد ما (كبعد االندفاع مثبلن) كينتهي ببعد آخر (كبعد التأمل),
كىذا يعٍت إف التصنيف ياخذ شكل ا١تنحٌت االعتدارل فيما ٮتص األسلوب
الواحد .كعلى الرغم من إف األسلوب ا١تعريف ثنائي القطب إال إف لكل قطب
قيمتو كأ٫تيتو يف ظل شركط معينة ترتبط با١توقف.
.4التقتصر األساليب ا١تعرفية يف مفهومها على اٞتانب ا١تعريف فقط من
الشخصية ,كلكنها تعد مؤشران مهمان يف النظر إذل الشخصية نظرة كلية
تتضمن ٚتيع أبعادىا ,كلعل ىذا ما ٬تعل الباحثوف ينظركف إذل ىذه
األساليب كأبعاد مستعرضة للشخصية.
كمن جانب آخر فقد دارت مناقشات كثَتة يف الكتابات النفسية حوؿ ماىية
األسلوب ا١تعريف مقارنةن بالقدرة العقلية نذكر منها رأم (ميسك )1976الذم يرل
بأف القدرة العقلية تتحدد يف ضوء سعة االستجابة على النحو الذم يسمى باألداء
األقصى ,أما األسلوب ا١تعريف فيتضمن قياس نوع االستجابة ك٘تيزىا عند الفرد على
النحو ا١تسمى باألداء ا١تميز ,كيضيف بانو على الرغم من اف القدرات أحادية
167
القطب كاألسلوب ا١تعريف ثنائي القطب اال انو ٯتكن توزيع األفراد تبعان لكل منهما
على متصل ,ذلك مع احتفاظ كل منهما ٓتصائصو ,أيضا إذا كاف األسلوب
ا١تعريف يتعلق بشكل النشاط ا١تعريف ,فاف القدرة العقلية تشَت إذل ٤تتول أك مكوف
العمليات كمستول ا١تعرفة كذلك لبلجابة عن ا١تعلومات ككمها كالعملية اليت
تستخدـ يف ٕتهيزىا أك تناك٢تا.
نماذج نظرية فسرت األساليب المعرفية:
حاكؿ بعض الباحثُت عرض ٪تاذج نظرية لتفسَت مفهوـ األساليب ا١تعرفية
لتعرؼ خصائصها ,كطبيعتها ,كأبعادىا ا١تتعددة على كفق االيت:
.1منظور كوجاف :1976
ينظر (كوجاف )1976اذل األساليب ا١تعرفية من منظور داللة األداء
كاحملكات ا١تستخدمة للحكم على ىذه األساليب فَتل األساليب ا١تعرفية تندرج يف
ثبلثة أ٪تاط:
النمط االوؿ :ٯتثل األساليب ا١تعرفية األكثر تعلقان بإتاه القدرة كيف ىذه اٟتالة فاف
٤تك صحة األداء ٯتثل معيارا˝ للحكم على األسلوب ا١تعريف .كذلك من حيث
مدل مبلئمة األسلوب ا١تعريف لؤلداء ا١تتطلب من الشخص يف ا١توقفٔ ,تعٌت إف
األداء يوصف يف ضوء الدرجة أك ا١تستول الذم ٯتلك فيو الفرد ا١تسببات اليت
ٔتقتضاىا ينزع إذل طرؼ كاسًتاتيجيات خاصة باألداء فليست األساليب ىي اليت
تفرض نفسها على ا١توقف.
النمط الثاني :تتمثل األساليب ا١تعرفية اليت ال تستدعي استخداـ ٤تك صحة
األداء أك عدـ صحتو ,كلكن ينظر اليها على أساس إهنا تقع على بعد مستمر
168
(متصل) ثنائي القطب ٭تمل أحد قطبيو القيمة األكرب ,بينما ٭تمل القطب الثاين
القيمة األقل.
النمط الثالثٖ :تمل خصائص التصور األكؿ كالثاين من حيث تأكيد العبلقة بُت
األساليب ا١تعرفية كالقدرات من جهة ,كتأكيد القيمة األكرب لقطب معُت من
القطبُت من جهة أخرل كىذا النمط يثَتقضية مهمة ىوانو الٯتكن استعمالو مع
األعمار الزمنية ا١ترتفعة ,كخاصة ا١تهاـ اليت تتعلق بقياس أساليب معرفية كأسلوب
تفضيل الصورالذىنية.
.2منظور جولدشتاين وبالكماف (:)1978
أشار جولدشتاين كببلكماف 1978اف التسلطية أكؿ ا١تفاىيم اليت تكمن
كرائها كثَت من ا١تفاىيم ا١ترتبطة ٓتصائص األساليب ا١تعرفية كأىتم ادكرنو كآخركف
1950بدراسة األفراد من ٪تط التفكَت اٞتامد كيتصفوف بالتصلب كضعف ٖتمل
الغموض ك٫تا جذكر تفرعت عنها أبعاد األساليب ا١تعرفية
.3منظور بروفرماف وفيبر:
انطلق بركفرماف كفيرب 1978يف تفسَت٫تا من منظور بايوكيميائي يستند إذل
تأثَت ىرموين االندركجُت كاالسًتكجُت يف كظيفة األداء ا١تعريف للفرد ,كمنها
األساليب ا١تعرفية.
.4منظورىارتنت :1980
قدمت ىارتنت 1980دليبلن علميان يبُت أ٫تية نصفي الدماغ يف ٖتديد
الفركؽ الفردية لبناء الفرد ا١تعريف ,كطريقتو يف معاٞتة ا١تعلومات ,إذ ٮتتصاف
بوظيفتُت عقليتُت منفصلتُت نسبيان (ايسركاٯتن) كبدرجة متمايزة على كفق ثنائية
169
التصنيف ,فنصف الدماغ األيسر لو السيادة يف اجملاؿ التحليلي بينما نصف الدماغ
األٯتن لو السيادة يف اجملػ ػػاؿ الشمورل.
.5منظور جيلفورد :1980
قدـ جيلفورد 1980تصوران نظريان عن ماىية األساليب ا١تعرفية كطبيعتها,
كصلتها با٪توذجو (بنية العقل) ,إذ عدىا كظائف أك طرائق عقلية تعرب عن
العمليات العقلية ,فضبلن عن كوهنا ٝتات عالية الرتبة تعرب عن اٞتوانب ا١تزاجية
لؤلفراد.
.6منظور ميسك :1984
قدـ (ميسك )1984تصوران عن األساليب ا١تعرفية يوضح خصائصها
كتضمينات مهمة تكشف عن أنتماءات منطقية ٢تا يف اطار بناء نظرية تتسم
باالتساؽ كالتكامل بُت أبعاد األساليب ا١تعرفية ا١تختلفة ,كتقدـ مربرات كمؤشرات
تفسر نتائج الدراسات اليت توصلت اليها ,كتتعلق ٓتصائص النظاـ الذم ٭تدد
األسلوب ا١تعريف للفرد ,كىي تفضيبلت إدراكية يف النظر إذل ا١تثَتات ,كٯتكن عدىا
٪تاذج لبلتساؽ الذايت يف العمليات العقلية كالنظر اليها كأ٪تاط للضوابط ا١تعرفية
كاشارة إذل آليات توافق الفرد مع البيئة ك٤تكان للفركؽ يف تفضيل بعد أكثر من
آخر ,كأشكاالن تفضيلية يف تناكؿ الفرد للمعلومات ,كأ٪تاطان منظمة من القدرات,
كمؤشران ١تدل ارتباط ا١تيوؿ باٞتوانب ا١تعرفية يف االنساف.
لذلك التوجد نظرية كاحدة عامة كمتكاملة كشاملة تفسر األساليب ا١تعرفية
ٚتيعها ,إذ قد تفسر نظرية جانب من األساليب ا١تعرفية كتفسر أخرل جانبان آخر
منطلقة من األطر الفكرية ا١تستندة اليها .كاألسلوب ا١تعريف التأمل -االندفاع كاحد
170
من تلك ا١توضوعات اليت تناكلت ٪تاذج نظرية متعددة ,من بُت تلك النماذج من
يؤكد داللة األداء كاحملكات ا١تستخدمة للحكم على ىذه األساليب فَتل إهنا
تندرج يف ثبلثة أ٪تاط ,األكؿ :يتعلق بالدرجة أك ا١تستول الذم ٯتلك فيو الفرد
ا١تسببات اليت ٔتقتضاىا ينزع إذل طرؽ كاسًتاتيجيات خاصة باألداء .كالثاين :ينظر
اليها على أساس اهنا تقع على بعد مستمر (متصل) ثنائي القطب ٭تمل أحد
قطبيو القيمة األكرب ,بينما ٭تمل القطب الثاين القيمة األقل ,كالثالث :٭تمل
خصائص التصور األكؿ كالثاين لكنو يثَت قضية مهمة كىي انو ال ٯتكن استخدامو
مع األعمار الزمنية ا١ترتفعة كمن ركاد ىذا ا١تنظور كوجاف كىناؾ من يرل اف
التسلطية أكؿ ا١تفاىيم اليت تكمن كرائها كثَت من ا١تفاىيم ا١ترتبطة ٓتصائص
األساليب ا١تعرفية كأىم ركاد ىذه النظرية جولدشتاين كببلكماف كمنهم من يفسره
من منظور بايوكيميائي يسند إذل تأثَت ىرموين االندركجُت كاالسًتكجُت يف كظيفة
األداء ا١تعريف للفرد كما يف رأم بركفرماف كفيرب .تتفق نظرية ىارتنت من اٞتانب
الطيب مع نظرية بركفرماف كفيربٳذ بينّت االخَتة أ٫تية نصفي الدماغ يف ٖتديد
الفركؽ الفردية لبناء الفرد ا١تعريف كطريقتو يف معاٞتة ا١تعلومات فنصف الدماغ
األيسر لو السيادة يف اجملاؿ التحليلي كنصف الدماغ األٯتن لو السيادة يف اجملاؿ
الشمورل ,كىناؾ من قدـ تصوران نظريا عن ماىية األساليب العرفية كطبيعتها,
كصلتها با٪توذجو (بنية العقل) ,إذ ع ّدىا طرائق عقلية تعرب عن العمليات العقلية,
كىناؾ من ينظر لؤلساليب ا١تعرفية بكوهنا تفضيبلت إدراكية يف النظر للمثَتات
ك٤تكان للفركؽ يف تفضيل بعد أكثر من آخر ,كأشكاالن تفضيلية يف تناكؿ الفرد
للمعلومات.
171
الفصن الثاوو
التفكري
172
173
الفصل الثامن
التفكير
مقدمة
التفكَت أمر مألوؼ لدل ٥تتلف الناس ,ٯتارسو الكثَت منهم ,كىو أكثر
ا١تفاىيم غموضا كأشدىا استعصاءن على التعريف ,كلعل مرد ذلك اذل اف التفكَت ال
يقتصر أمره على ٣ترد فهم اإللية اليت ٭تصل هبا ,بل ىو عملية معقدة متعددة
ا٠تطوات ,تتداخل فيها عوامل كثَتة تتأثر هبا كتؤثر فيها ,فالتفكَت نشاط ٭تصل يف
الدماغ بعد اإلحساس بوضع معُت ,األمر الذم يؤدم اذل نشوء تفاعل ذىٍت ما
بُت قدرات الذكاء كاإلحساس كا٠تربات ا١توجودة لدل الشخص ا١تفكر ,كىو اعقد
أنواع السلوؾ اإلنساين ,فهو يأيت يف أعلى مستويات النشاط العقلي ,كما يعد من
أىم ا٠تصائص اليت ميزت اإلنساف عن غَته من ا١تخلوقات ,كىذا السلوؾ ناتج عن
تركيب الدماغ لديو كتعقيده مقارنة بًتكيبو البسيط عند اٟتيواف ,كالذم من خبللو
٘تكن اإلنساف من ٖتديد ا٢تدؼ من سلوكو.
كاىتم العديد من الباحثُت كا١تربُت حىت بات من أكثر ا١توضوعات دراسة
كْتثا يف ٣تاؿ علم النفس الًتبوم ,كلقد عنيت ٚتيع ا١تدارس الفلسفية كالفكرية
كالًتبوية بتنمية الفكر كالتفكَت لكي يصبح الفرد أكثر قدرة على مواجهة
الصعوبات كا١تشكبلت اليت تعًتض طريقو يف ٥تتلف جوانب اٟتياة ,كٖتدث عملية
التفكَت عندما تكوف ىناؾ مشكلة ما تدفع الفرد للتفكَت كالبحث عن اٟتل ٢تا,
كاف اكتساب ا١تعرفة كحدىا ال يغٍت عن التفكَت كال ٯتكن االستفادة من ا١تعارؼ
دكف تفكَت يدعمها يف القدرة على التمييز كاالكتشاؼ السريع ألكجو الشبو كأكجو
174
االختبلؼ بُت األشياء ,كيدعمها يف القدرة على التحليل كالتنظيم كاالكتشاؼ
السريع للقوانُت اليت ٖتكم األشياء كأصالة التفسَت كاالستنتاجات ,كال تزاؿ ماىية
عملية التفكَت من الظواىر النفسية غَت ا١تقطوع هبا يف علم النفس ,فهناؾ من يراه
فعالية عقلية رمزية ,يف حُت يراه آخركف انو فعالية عقلية تصورية ,كيراه اخركف على
انو حركة عضلية تقوـ هبا أعضاء النطق ْتيث يبدك التفكَت أشبو ما يكوف بلغة
صامتة ,كيشبو آخركف بعملية االختزاؿ ,غَت اف ا١تعرفيوف يشبهوف ما يقوـ بو
الدماغ عند التفكَت بالعمليات اليت يقوـ هبا اٟتاسوب عند معاٞتة ا١تعلومات.
التفكير ومهارات التفكير
ىناؾ فرؽ بُت التفكَت كمهارات التفكَت ,حيث اف التفكَت ٯتثل عملية كلية
يقوـ الفرد عن طريقها ٔتعاٞتة عقلية للمدخبلت اليت تأيت من البيئة عن طريق
اٟتواس ا٠تمسة ,كٯتكن استخدامها لتكوين بعض األفكار اك ا١تواقف اك
االستدالؿ اك اٟتكم عليها ,كتتضمن اإلدراؾ كا٠تربة السابقة كا١تعاٞتة الواعية
كاالحتضاف كاٟتدس ,كما يتم من خبل٢تا اكتساب ا٠تربة كتعديل ا١تواقف الطارئة,
اما مهارات التفكَت فهي عمليات متكونة من ا١تهارات األساسية ا١تتطورة كا١تتقدمة
كا١تهارات الثانوية اليت تسيطر على العمليات العقلية للفرد كتقودىا ,فهي عمليات
٤تددة مرتبطة بطبيعة ا١توقف ,حيث ٪تارسها عن قصد ١تعاٞتة ا١تعلومات مثل مهارة
ٖتديد ا١تشكلة كتقييم الدليل كاالدعاءات ,فمهارات التفكَت ٯتكن تطبيقها بشكل
كاسع كاستجابة لعدد من الواجبات اك التحديات مثل األشياء الغريبة ,كا١تعضبلت
الصعبة ,كاألمور ا١تتفرعة اٞتوانب كالقضايا الغامضة ,كاأللغاز كاالحجيات ا١تتنوعة,
كالقضايا ا١تتنازع عليها ,كالصعوبات كالعقبات ا١تختلفة اليت ال تظهر ٢تا بوادر اٟتل
اك اٟتلوؿ ا١تختلفة.
175
عمليات ومهارات التفكير
يشَت ماركزانو كآخركف ( )Marzono et.al: 1989اذل اف عمليات التفكَت,
ما ىي اال إجراءات معقدة تتطلب عادة كقتا كنشاطا اكرب كتنسيقا كتركيبا للعديد
من ا١تهارات ,كعليو فاف التمييز بُت العملية كا١تهارة يكوف صعبا ,كتلك الصعوبة
تنشأ بدرجة ما من اف طريقة الناس يف استخداـ ا١تهارات تعتمد على العملية كعلى
احملتول الذم تستخدـ بو ا١تهارة فعلى سبيل ا١تثاؿ ,مهارة التلخيص رٔتا تكوف
بسيطة كتتطلب ٖتديد الفكرة الرئيسية اليت تكوف موجودة بوضوح لكنها يف أحياف
أخرل رٔتا تتضمن تركيبا معقدا من ا١تهارات.
اف مهارة التفكَت ٯتكن اف تستخدـ يف ام عملية من عمليات التفكَت,
كنفس ا١تهارة ٯتكن اف تستخدـ أكثر من مرة ,فمهارات التفكَت ىي مكونات
عمليات التفكَت.
كتنتظم مهارات كعمليات التفكَت يف مستويات متدرجة تبدأ ٔتهارات التفكَت
األساسية مثل ا١تبلحظة كا١تقارنة كالتلخيص اخل ,مث تتدرج اذل عمليات التفكَت
ا١تركب كالتفكَت الناقد كالتفكَت اإلبداعي كحل ا١تشكبلت كاٗتاذ القرار ,كتتكوف
كل عملية من العمليات من عدد من ا١تهارات كاالسًتاتيجيات ,كعليو فاف ىذه
العمليات كا١تهارات كاالسًتاتيجيات ليست منفصلة عن بعضها البعض ,فبينها قدر
كبَت من التداخل كالًتادؼ يف استخداـ ا١تصطلحات ,كلكنها تكوف يف ٣تموعها
خريطة التفكَت اليت ٯتكن استخدامها ألغراض تعليم التفكَت كمكوناتو كمهاراتو.
176
خصائص التفكير
.1التفكَت سلوؾ ىادؼ ,فهو ال ٭تدث يف فراغ اك ببل ىدؼ ,كإ٪تا ىو نتيجة
١تواقف معينة.
.2انو سلوؾ تطورم يتغَت تغَتا كميا كنوعيا تبعا لنمو الفرد كتراكم ا٠تربات.
.3انو مفهوـ نسيب فبل ٯتكن للفرد اف يصل اذل درجة الكماؿ يف التفكَت اك اف
ٯتارس ٚتيع أنواع كأ٪تاط التفكَت.
.4التفكَت الفعاؿ ىو الذم يرتكز على أفضل ا١تعاين كا١تعلومات اليت ٯتكن
استخبلصها.
.5يتكوف التفكَت من تداخل عناصر احمليط اك البيئة اليت تضم الزماف كا١تكاف.
.6٭تدث بأشكاؿ كأ٪تاط ٥تتلفة (لفظية ,رمزية ,كمية ,منطقية ,مكانية ,شكلية)
كلكل منها خصوصية.
.7التفكَت اإلنساين جزء عضوم كظيفي يف بنية الشخصية فنظاـ اٟتاجات
كالدكافع كاالنفعاالت كاالٕتاىات كا١تيوؿ لدل الفرد ينعكس على تفكَت الفرد
بواعث التفكير وأسبابو
.1الدىشة كاالستغراب -:كثَتا ما يتساءؿ الفرد يف ام مرحلة عمرية كاف فيها,
بلماذا؟ فالفرد عندما يكوف إماـ موقف مدىش دل يسبق اف مر بو ,فانو
يندىش كيتساءؿ ,فيبدأ يفكر يف األسباب كيبقي كذلك حىت ٬تد السبب.
.2كجود مشكلة -:يشعر الفرد باإلرتباؾ عندما تواجو مشكلة ما ال يستطيع
حلها ,فيبدأ بالتفكَت من اجل حلها.
177
.3اٗتاذ القرار -:إذا أردنا اٗتاذ القرارات ا١تناسبة فبل بد من االستعانة بأعماؿ
الفكر كالتفكَت.
.4الفضوؿ -:اف حب الفضوؿ (االستطبلع) كاستكشاؼ اجملهوؿ ىو احد
األسباب اليت تقف كراء التفكَت.
.5اٟتاجة إذل االخًتاع كالشعور بالتحدم -:فاإلنساف لديو حاجات متعددة,
كىذه اٟتاجات ْتاجة اذل اإلشباع حىت يشحذ اإلنساف عقلو كتفكَته لبقائو
كتطوره.
.6الطبيعة البشرية بذاهتا -:اف اإلنساف مفكر بطبعو ,كىو دائم التفكَت يف
األحداث اليت ٖتدث يف ا١تاضي كاٟتاضر كما سوؼ ٭تدث يف ا١تستقبل.
.7ا١تتعة -:يستمتع ا١تفكر بفكره خاصة إذا ما تشارؾ مع أفكار اآلخرين.
عناصر (أدوات) التفكير
تتنوع عناصر التفكَت كأدكاتو اليت يستخدمها الفرد يف عمليات التفكَت كتتمثل
أ٫تها بااليت-:
.1التصور :ىي صور األشياء ا١تادية اليت تطبع كتسجل يف ذاكرة الفرد ,حيث
اف الصورة اٟتسية عبارة عن عدد كبَت من العناصر اليت توجد يف عبلقة ٤تددة
من التشابو كاالتساؽ كتتميز بعمومية مبدأ انتظامها الزمٍت كا١تكاين ,كتظهر يف
كعي الفرد كموضوعات للمعرفة
.2المفاىيم :ا١تفهوـ فكرة عامة نكوهنا من خبلؿ خرباتنا مع األشياء اليت
نتعامل معها ,اك تكوف يف إطار تفكَتنا كبيئتنا.
178
.3الرموز :ىي أٝتاء مقررة تعرؼ هبا األشياء كالظواىر كأٝتاء األشياء كاألرقاـ,
اف الرمز طريقة أكجدىا اإلنساف لتحل إشارة ما ٤تل حدث اك كاقعة ما ,كىي
تستخدـ يف عملية تكوين ا١تفاىيم.
.4اللغة :اللغة عبارة عن عملية رمزية كثيفة ,كالكثَت من تفكَتنا يقوـ على
استخداـ اللغة كذلك يف أطار الصورة الذىنية ا١ترسومة يف ذاكرتنا ,فاللغة ىي
كسيلة للتخاطب مع غَتنا من البشر كىي أداة التفكَت .
.5النشاطات العضلية :يؤدم التفكَت يف كثَت من اٟتاالت اذل ٖتريك ٣تموعة
من عضبلت اٞتسم ,تشبو اذل حد كبَت اٟتركات اليت ٭تدثها الفرد عندما
ينطق بصوت مرتفع ,كيف ىذا اجملاؿ اشار ما٧تل ( )Mangal: 2004اذل اف
الدراسات أشارت اذل كجود عبلقة كثيقة مابُت التفكَت كاألنشطة العضلية
للشخص الذم يفكر فكلما انغمس يف التفكَت كلما زادت التقلصات
العضلية لديو كالعكس صحيح.
نظريات التفكير
اىتمت ا١تدارس كاالٕتاىات ا١تختلفة يف علم النفس ٔتوضوع التفكَت ,بعده
موضوعا يستحق البحث كالدراسة ,كقد تباين العلماء كالباحثُت يف تفسَتىم لو,
كرٔتا يعود سبب ذلك اذل تباين األطر النظرية كا١تسلمات اليت اعتمدكا عليها,
فضبل عن أساليب البحث كا١تنهجية كاألدكات اليت استقصوا بواسطتها ا١تعلومات
كاليت يف ضوئها كضعوا تصوراهتم كأرائهم حوؿ ا١تفهوـ ككما يلي:
179
أوالً :المدرسة السلوكية
تعٌت السلوكية بدراسة ا١تعطيات القابلة للمبلحظة من خبلؿ السلوؾ ا٠تارجي
بالتحديد ,فهي ال تستعُت باالستبطاف اك العمليات الفيزيولوجية ,فالسلوكية تقوـ
على الدراسة العملية للسلوؾ كعلى دراسة ا١تنعكسات الشرطية ,كاف السلوكية دل
تتطرؽ اذل موضوع التفكَت بشكل مباشر ,كإ٪تا اعتربت ا٠تربة اك التعلم الذم
يتشكل نتيجة العبلقة بُت ا١تثَت كاالستجابة ىي ٔتثابة التفكَت ,كىي تتضمن عدة
نظريات منها األيت-:
.1نظرية االشتراط الكالسيكي (بافلوؼ)-:
اف سيكولوجية االشًتاط ٘تثل حالة تسود العضو عندما يستجيب فيها ١تثَت
شرطي ارتبط ٔتثَت طبيعي ,لديو القدرة على استدعاء تلك االستجابة اليت تكوف
يف البداية استجابة طبيعية ,اف التفكَت ٯتكن اف يكوف سلوكا ,كيكوف كذلك حُت
يتم اعتبار اف السلوؾ استجابة ١تثَت ما ,اك رد فعل لفعل ,كطا١تا اف الفرد يستجيب
ألم مثَت يواجهو ,كطا١تا اف ام شيء يواجهو الفرد يستثَت لديو خربات ,ك٬تتهد
الفرد يف استحضار ىذه ا٠تربات ,فاف ىذه العملية ىي ٤تتول عملية التفكَت ,عليو
فاف التفكَت من كجهة نظر بافلوؼ ٯتثل سلوؾ يتكوف من عمليات تتضمن ٗتطيط
كإعداد كتوقع كتغَتات يف فسيولوجية اإلنساف ,كالتفكَت يكوف سلوؾ ظاىرم اك
داخلي ,كقد أشار بافلوؼ اذل اف ىناؾ عدد من اآلليات التفكَت االشراطي اليت
تسهم يف التدريب كتعليم التفكَت كا١تتمثلة بالية التكرار كالتعميم كالتمييز.
180
.2نظرية المحاولة والخطاء او الربط (ثورندايك)-:
يتكوف التفكَت الًتابطي عن طريق احملاكالت اليت يقوـ هبا الفرد ,فاحملاكالت
الصائبة ,ىي ٤تاكالت ٯتكن تعلمها ,كاحملاكالت ا٠تطأ يتعلم منها على اهنا ٤تاكالت
ال ٖتقق ا٢تدؼ ,ك٣تموع ىذه احملاكالت الصحيحة تتجمع لتشكل كحدات التفكَت
اليت تستعمل ٟتل مشكبلت مشاهبة ,يتعرض ٢تا الفرد يف مواقف ٥تتلفة ,كعليو فاف
تفكَت احملاكالت كاألخطاء يفسر التفكَت الًتابطي ,كاف التفكَت الًتابطي يقوـ على
أسلويب احملاكلة كا٠تطاء كىرـ عائلة العادات ,كىرـ عائلة العادة يسجل كل
احملاكالت اليت يقوـ هبا الفرد كاليت تعد من السلوكيات اليت توصل اذل مواجهة
موقف اك إجابة عن سؤاؿ اك حل مشكلة.
.3نظرية االشتراط اإلجرائي(سكنر)-:
يرل سكنر اف التفكَت اإلجرائي ٯتثل حلقة كصل مابُت ٣تموعتُت من ا١تؤثرات
اليت تسبق السلوؾ كا١تؤثرات اليت تعقبو ,لذلك التفكَت عملية إجرائية ذىنية يقوـ هبا
الفرد فيبلقي استجابة قد تكوف مرتبطة ْتالة ذىنية اك ْتل مشكلة ,كيتعزز تكرار
ىذه االستجابة يف ضوء ما القاه من تعزيز كتصحيح مرتبط بتشجيع خارجي مث
أصبح ذاتيا.
كيشَت سكنر اذل انو ليس ىناؾ من سبب ٯتنع ٖتليل طرؽ التفكَت كتعلمها
األمر الذم ٬تعلها أكثر فاعلية ,كاف أىم النقاط اليت تستنتج من تفسَت السلوكية
لعملية التفكَت تتمثل بااليت-:
.1على الرغم من اف النظرية اكدت على ا٫تية التعلم من خبلؿ ا١تمارسة
كالتمرين ,غَت اهنا دل تنكر التفكَت اك اٞتانب ا١تعريف.
181
.2اف تركيزىا على ا٠تربة ٯتثل اعًتافا منها بالتفكَت الف ا٠تربة ال ٖتدث اال اذا مت
ٗتزينها يف الذاكرة.
.3تتضح ا٫تية التفكَت من خبلؿ تركيزىا على التخلص من احملوالت ا٠تاطئة
كالًتكيز على االستجابات الصحيحة.
ثانياً :المدرسة المعرفية
كتتضمن عدة نظريات منها االيت-:
.1نظرية بياجيو
تعد نظرية بياجيو من أكائل النظريات يف ٣تاؿ النمو ا١تعريف ,فهي من أكثر
النظريات مشولية يف تفسَت النمو العقلي عند األطفاؿ ,كينظر بياجيو اذل التطور
ا١تعريف من زاكيتُت ٫تا البنية العقلية كالوظائف العقلية ,كيؤكد على اف التطور ا١تعريف
ال يتم اال ٔتعرفتهما ,كيؤكد بياجيو اذل اف ىناؾ أربعة عوامل تؤثر يف النمو ا١تعريف
كٗتتلف يف درجة أ٫تيتها كىي-:
.1ا٠تربات الطبيعية باألشياء.
.2ا٠تربات االجتماعية النابعة عن تفاعل الفرد مع البيئة.
.3النضج كالنمو العصيب.
.4التوازف الذم ٭تدث بُت العمليات الفكرية ,كيتكوف ىذا العامل من ٕتميع
العوامل السابقة.
182
يرل بياجيو باف الطفل يف اية بيئة البد من اف ٯتر ٔتراحل اربع بالًتتيب ذاتو,
كٗتتلف نوعية التفكَت يف كل مرحلة من ىذه ا١تراحل حىت يصل اذل قمة النضج
ا١تعريف كذلك يف ا١ترحلة األخَتة .
ويمكن إيجاز المراحل التي أكد عليها باالتي-:
.1المرحلة الحسية الحركية :كٖتتل السنتُت األكليتُت من العمر ,كخبلؿ ىذه
الفًتة يتطور لدل الطفل ٥تططات للتفكَت يف العادل الطبيعي اك ا١تادم ,
ك٭تدث التعلم كالتطور ا١تعريف بشكل رئيسي من خبلؿ اٟتواس كالنشاطات
اٟتركية.
.2مرحلة ما قبل العمليات :تبدأ من سن الثانية اذل سن السابعة ,كفيها ٯتكن
للطفل اف ينخرط يف تفكَت داخلي عن العادل ,كيكوف التفكَت عن طريق
الرموز كالعبلمات ,كالتمركز حوؿ الذات ,كٚتود الفكر كالتفكَت ا١تنطقي
اٞتزئي.
.3مرحلة العمليات المادية :ك٘تتد ما بُت السابعة كاٟتادية عشرة ,كيف ىذه
الفًتة ينمو كيتطور لدل الطفل نظاـ من العمليات العقلية ٘تكنو من التعامل
مع العادل الطبيعي اك ا١تادم بطريقة منتظمة.
.4مرحلة العملية المجردة٘ :تتد من اٟتادية عشرة اذل ا٠تامسة عشرة ,كبعد
ا١تركر هبذه ا١ترحلة يصبح الطفل راشدا با١تفهوـ كقادرا على القياـ باالستنتاج
العملي ,كٯتكن تشبيو الفكر العلمي العملي بالطريقة العلمية ,كما يتمكن
ا١تراىق من التعامل مع اٟتقائق كليس مع األشياء.
183
-2نظرية برونر
يعترب بركنر احد علماء النفس ا١تعرفيُت الذين ركزكا على فرضية االعتماد على
البيئة كا٠تربات ا١توجهة كمدخل لتنمية التفكَت كتطويره ,كيرل اف النمو ا١تعريف يتأثر
بدرجة كبَتة بالتطورات االجتماعية كالتكنولوجية ,لذا فالنمو ا١تعريف ما ىو اال نتاج
للتأثَت ا١تتبادؿ بُت ا٠تربات كالنضج التطورم.
اف أكثر ما ركز عليو بركنر يف نظريتو ىو البناء الذم يستقبل فيو الطفل اك
الفرد ا٠تربة ,كالذم أطلق عليو مفهوـ التمثيبلت ا١تعرفية ,ك٘تثل التمثيبلت الطرؽ
اليت يتمثل فيها الفرد ا٠تربة اليت يواجهها ,كالطريقة اليت ٮتزف هبا ا١تعرفة اليت يتفاعل
معها.
يرل بركنر اف ىناؾ ثبلثة أ٪تاط من عمليات التمثيل كىي مراحل النمو ا١تعريف
كفيما يأيت توضيح ٢تذه ا١تراحل:
.1مرحلة التمثيل العملي :ىي أكؿ ٪تط من التفكَت يتطور عند الطفل ,كيف
ىذه ا١ترحلة ٭تدث النمو ا١تعريف من خبلؿ العمل كالفعلْ ,تيث يتعرؼ
الطفل على األشياء كا١توضوعات احمليطة بو من خبلؿ ما يقوـ بو من أفعاؿ
ازائها.
.2مرحلة التمثيل التصوري :يتمكن الطفل يف ىذه ا١ترحلة من إدراؾ ا٠تربات
اليت يتفاعل معها ,كاليت يواجها من خبلؿ التصورات البصرية كا٠تياالت,
فالصورة ٖتل ٤تل ٘تثيبلت العمل كاٟتركة
184
.3مرحلة التمثيل الرمزي :كفيها ٭تدث النمو ا١تعريف عرب الرموز كاألشكاؿ,
كيتم خبل٢تا ٘تثيل العادل ا٠تارجي عن طريق اللغة ,حيث تستخدـ الرموز
اللغوية يف التفكَت.
كيتمثل ا٢تدؼ الرئيسي يف ىذه ا١ترحلة بالوصوؿ اذل درجة ٯتكن معها
استخداـ الرموز اللغوية كصور تفكَت ٥تزنة ينقلها الفرد اذل اآلخرين عرب كلمات
مذكتة ,كأىم النقاط اليت تستنتج من النظرية ا١تعرفية حوؿ عملية التفكَت تتمثل
بااليت-:
.1اعتمدت على البناء ا١تعريف يف عملية تشكيل ا١تفاىيم كاالستيعاب كالتمثل
كالتكيف كالتوازف ,كىي اليت تعد من ٤تتويات التفكَت ,كما أهنا أكدت على
أ٫تية تطور التفكَت كفقا ١تراحل معينة.
.2ألقت الضوء حوؿ كيفية اكتساب ا١تعارؼ سواء بصورة كمية اك نوعية,
فتفكَت الطفل ٮتتلف عرب مراحل ٪توه ,كبالتارل يرتبط تفكَت الطفل ٔتقدار
ا١تعلومات اليت ٭تصل عليها.
فالتفكَت اذف من كجهة النظر ا١تعرفية يُعد سلسلة من النشاطات العقلية اليت
يقوـ هبا الدماغ عندما يتعرض ١تثَت يتم استقبالو عن طريق كاحدة أك أكثر من
اٟتواس ا٠تمس ,كىو عملية ْتث عن معٌت يف ا١توقف أك ا٠تربة.
ثالثاً :نظرية فيجوتسكي (النظرية المعرفية االجتماعية)
تنسب ىذه النظرية اذل العادل الركسي فيجوتسكي ,الذم حدد االٕتاىات
كاآلراء حوؿ مفهوـ التفكَت ,كقد أكد على أ٫تية التفاعل االجتماعي الزمٍت يف
تشكيل عملية التفكَت ,حيث يؤكد على اف للتفكَت اصل اجتماعي ,حيث ينمو
185
أشكاؿ التفكَت اإلنساين ٘ترر مع التطور النفسي كاالجتماعي ,لذلك فاف أفضل
بُت األشخاص األكثر كفاءة من جيل اذل جيل من خبلؿ التفاعبلت الداخلية
األطفاؿ ,كتأثر بنظرية بياجيو مثل اآلباء كا١تدرسُت كاألشخاص األقل كفاءة مثل
أربعة مراحل ىي على النحو يف بناء نظريتو كتشكيلها ,كقد تكونت نظريتو من
األيت-:
.1المرحلة العقلية األولى :اليت تستند اذل مرحلة الطفولة ا١تبكرة ,كفيها
يكتسب الطفل معارفو من خبلؿ أسرتو.
.2المرحلة العقلية الثانية :تستند اذل خصائص الطفولة ا١تتوسطة ,كفيها
يكتسب الطفل معارفو من خبلؿ األسرة كا١تدرسة كيكوف خصائصو ا١تعرفية.
.3المرحلة العقلية الثالثة :تستند اذل مرحلة الطفولة ا١تتأخرة ,حيث يستمد
معارفو كافكاره كبناء ا١تعرفة من اآلخرين كيشكل شخصيتو.
.4المرحلة العقلية الرابعة :تستند اذل مرحلة ا١تراىقة ,حيث يتعلم الفرد
االٕتاىات كالقيم من اآلخرين كمن القراءة اليت يكتسبها ,كيشكل بناءا
متكامبل من القيم كاالٕتاىات كاآلراء كاألفكار.
رابعاً :نظرية الجشطالت
تستمد ىذه النظرية بعض قوانينها كإتاىاهتا من النظرية السلوكية ككذلك
النظرية ا١تعرفية ,فاعتمدت االٕتاه التوفيقي بُت النظريتُت ,غَت اف أتباعها ىاٚتوا
مفهوـ الباعث كاالستجابة على أساس اف اإلدراؾ كالتفكَت ,ال ٯتكن إخضاعهما
لًتاكمات اإلحساس اك االرتباطات الفردية ,بل أهنا تتحدد يف ضوء الًتكيب الكلي
كالذم يسميو كوفكا باجملاؿ اك اٟتقل النفسي ,فالتفكَت ٬تب اف يتم بصورة كلية,
186
من خبلؿ النظرة الكلية للموقف ,كإدراؾ العبلقات القائمة بُت عناصر ا١توقف,
كىذا ما يعرؼ بالتعلم باالستبصار ,كاف التفكَت االستبصارم ىو التفكَت الذم
يصل فيو الفرد اذل اٟتل فجأة ,كحىت يتم ذلك فانو البد من اف يقوـ الفرد بالتفكَت
با١تسألة كاف يدرؾ العناصر ا١تتضمنة فيها ,كيضعها يف سياؽ ٯتكن إدراكو بصورة
٣تتمعة كلية ,كإدراؾ العبلقة بُت العناصر اجملتمعة مث االبتعاد عن ا١تشكلة قليبل,
كمن مث الوصوؿ اذل ما يسمى بومضة االستبصار اليت تؤدم اذل اٟتل فجأة .
خامساً :نظرية جيلفورد (بنية العقل)
استطاع عادل النفس األمريكي جيلفورد ( )Guilfordمن خبلؿ البحوث اليت
أجراىا ,اف يقدـ يف عاـ (٪ )1959توذجو عن التكوين العقلي باسم (بنية
العقل) ,ا١تكعب الشكل ذم الثبلثة إبعاد ,كالذم يتضمن العديد من القدرات
العقلية اليت صنفت استنادا اذل ىذا النظاـ كاأليت-:
.1احملتول :ام ا١تادة اليت ٬ترل تناك٢تا.
.2العمليات :كىي اليت تؤدم اذل احملتول.
.3النواتج :ام ما ينتج عن أداء العمليات على احملتول اك صيغة الفكر الناتج.
كقد قسم كل من ىذه اإلبعاد اك األكجو بعد ٖتليلها اذل أقساـ فرعية ,أربعة
للمحتول ,كٜتسة للعمليات كستة للنواتج كبذلك يصبح العدد الكلي لؤلقساـ
120=6×5×4قسما ,كالشكل ( )2يوضح أ٪توذج جيلفورد ذا اإلبعاد الثبلثة
187
شكل ()2
أ٪توذج جيلفورد لتكوين بنية العقل
188
.1احملتول البصرم :كيتعلق باألشياء احملسوسة اليت تستقبل بصريا كاألشكاؿ
كالرسومات كاأللواف ....اخل .
.2احملتول السمعي :يتمثل با١تثَتات اليت ٯتكن استقبا٢تا ٝتعيا .
.3احملتول الرمزم :يتعلق بالرموز كاٟتركؼ كاألرقاـ اك ام صيغة أخرل .
٤ .4تتول ا١تعاين :يتمثل بأم ٤تتول تأخذه ا١تعاين اللفظية اك األفكار.
٤ .5تتول السلوكي :ٯتثل الذكاء الوجداين ,كيتعلق بالقدرة على استقباؿ كتفسَت
أفكار كمشاعر كمواقف اآلخرين يف التفاعبلت االجتماعية.
البعد الثاين :العمليات /ىي أساليب النشاط العقلي اليت يفًتض إجراؤىا على
٤تتول اك معلومات معينة كتشتمل العمليات على ست قدرات رئيسية ىي-:
.1اإلدراؾ ا١تعريف :يتعلق باألنشطة العقلية ا١تعرفية ,مثل الفهم ,كاالستيعاب,
كاكتشاؼ ا١تعلومات ٔتختلف أنواعها ,كإعادة اكتشافها اك التعرؼ عليها.
.2الذاكرة :تتعلق باالحتفاظ با١تعلومات ا١تتعلمة ,اليت ٯتكن اسًتجاعها عند
اٟتاجة إليها.
.3التسجيل الذاكرم ا١تؤقت :كيتعلق بالقدرة اآلنية على تسجيل ا١تعلومات
كاالستدعاء ا١تباشر ٢تا.
.4التفكَت ا١تتقارب :يتمثل يف القدرة على استخداـ حل معُت من خبلؿ
معلومات معركفة.
.5التفكَت ا١تتشعب :كيشَت على الطبلقة كا١تركنة الفكرية كالقدرة على انتاج اك
ابتكار حلوؿ جديدة.
189
.6التقوًن :يعٌت القدرة على إصدار أحكاـ قيمية على ا٠تربات كا١تعارؼ كاٗتاذ
القرارات ا١تناسبة حيا٢تا.
البعد الثالث :النواتج /ىي الصيغ اليت تأخذىا ا١تعلومات اك احملتول كناتج لعملية
التجهيز كا١تعاٞتة ,فهي ٘تثل ٥ترجات النشاط العقلي ,كيتضمن األيت-:
.1الوحدات :تتعلق بالعناصر ا١تنفصلة من ا١تعلومات.
.2الفئات :تتضمن العناصر اليت ٕتمع على أساس ا٠تصائص ا١تشًتكة.
.3العبلقات :تكوف الركابط بُت العناصر يف ضوء ا٠تصائص اليت ٯتكن اف
تتغَت.
.4النظم :ىي عناصر ا١تعلومات اليت تكوف مرتبة يف بنية معينة.
.5التحويبلت :تتعلق بالتغَتات يف ا١تعلومات ا١توجودة اك كظيفتها.
.6التضمينات٘ :تثل تنبؤات اك نتائج متوقعة ,اك عواقب معينة للمعلومات.
كٔتا انو من بُت أىداؼ البحث معرفة اثر الربنامج يف تنمية بعض مهارات
التفكَت كاليت ٘تثلت (ٔتهارات التفكَت الناقد,كمهارات التفكَت اإلبداعي ,كمهارات
حل ا١تشكبلت) لذا سيتم عرض القدرات كا١تهارات بشكل تفصيلي ٢تذه األبعاد.
كفيما ٮتص التفكَت الناقد فَتل جيلفورد ,انو عملية تقوٯتية يتمثل فيها اٞتانباف
اٟتاسم كا٠تتامي يف عملية التفكَت ,كهبذا ا١تعٌت يعد خا٘تة لعمليات الذاكرة,
ا١تعرفة ,اكالفهم ,كاالستنتاج ,كىو بوصفو عملية تقوٯتية تتم يف ضوء ٤تكات معينة,
كقد كجد جيلفورد مبلءمة التقسيم الثنائي الذم كضعو بلوـ للتمييز بُت التقوًن
الذم يستند اذل ٤تكات داخلية ,كالتقوًن الذم يستند اذل ٤تكات خارجية.
190
اما ما ٮتص التفكَت اإلبداعي فقد اعترب جيلفورد التفكَت التباعدم ,اىم
عملية ٢تا األثر ا١تباشر يف التفكَت اإلبداعي ,التفكَت أالبتكارم يف صميمو تفكَت
تباعدم ,كالعكس غَت صحيح ,ام اف التفكَت ألتباعدم ليس بالضركرة تفكَتا
ابتكاريا,ام ٔتعٌت اف الطبلقة كا١تركنة كعمليتُت تباعديتُت تلعباف دكرا رئيسيا يف
االبتكار ,حيث اف الطبلقة تتحدد كميا اما ا١تركنة فتعتمد على نوع األفكار ,كاف
العوامل الثبلثة ا٠تاصة باإلنتاج ألتباعدم لوحدات األشكاؿ اك الرموز اك ا١تعاين
فهي عوامل طبلقة ْتتة ,اما العوامل التباعدية األخرل فتتدخل فيها ا١تركنة بدرجات
متفاكتة تصل اذل قمتها يف عوامل اإلنتاج ألتباعدم التحويبلت ,حيث يعترب
جليفورد (التحويبلت) العامل اٟتاسم يف فعالية االبتكار ,كتشتمل قدرات التفكَت
ألتباعدم على ثبلثة أبعاد ىي:
أكال :البعد ا١تعريف -:كىو ا١تسئوؿ عن اكتشاؼ معلومات جديدة اك التعرؼ على
ا١تعلومات السابقة اليت ٯتتلكها الفرد ,كمن مهاراتو (اإلحساس با١تشكلة,
التفاصيل ,االحتفاظ باالٕتاه ,النفاذ).
ثانيا :البعد اإلنتاجي :كيرل جيلفورد اف ىذه القدرات ىي أساس اٟتكم على
التفكَت أالبتكارم كيتضمن مهارات (الطبلقة ,ا١تركنة).
ثالثا :البعد التقوٯتي -:حدد احد معاكين جليفورد عوامل التقوًن ,كيشَت اذل قدرة
الفرد على اٟتساسية العالية للعبلقات ا١تنطقية ,كتقييمو ا١تستمر إلنتاجو,
ضمن نظريتو ٪توذجا
كالسرعة يف إصدار األحكاـ على تناسق أفكاره ,ككما َ
مبسطا ٟتل ا١تشكبلت٘ ,تكن فيو من ٖتديد ٝتات اك قدرات فرعية كقدرة
عامة ترتبط با١تشكلة ىي-:
191
.1القدرة على ا١تعاٞتة السريعة جملموعة من الصفات ا١تميزة للشيء ا١ترتبط
با١تشكلة.
.2القدرة على تصنيف العناصر كاألفكار الرئيسية ا١تتضمنة يف ا١توقف ا١تشكل
باالعتماد على معايَت ٤تددة.
.3القدرة على ا٬تاد عناصر كعبلقات مشًتكة بُت مكونات ا١توقف ا١تشكل.
.4القدرة على التفكَت يف النواتج البديلة ١تشكلة معينة اك موقف معُت.
.5القدرة على تشكيل قائمة تتضمن الصفات ا١ترتبطة هبدؼ حل ا١تشكلة.
.6القدرة على استنباط القدرات السابقة ا١تطلوبة يف ا١توقف ا١تشكل.
.7القدرة العامة على حل ا١تشكبلت.
192
193
الفصن التاسع
حن املشكالت
194
195
الفصل التاسع
Problem Solving حل المشكالت
مقدمة
إ ّف ا١تشكلة ىي موقف ٬تابو الفرد كيتطلب حبلن ,أك ٯتتاز الطريق الذم يؤدم
إذل اٟتل بأنّو ال ٯتكن معرفتو بصورة مباشرة ,كإ ّف ا١تشكلة حالة من التناقض بُت
الوضع اٟتارل كالوضع ا١تنشود ,إذ ٗتلق حالة من التوتر كالقلق تدفع بالفرد إذل
كإهنا حالة من االختبلؼ بُت البحث عن اٟتلوؿ ا١تناسبة ٢تا إلعادة حالة االتزافّ ,
الوضع القائم أك ا١تدرؾ للفرد كبُت الوضع الذم يسعى للوصوؿ أليو ,كاٟتل ىو
استجابة تتناسب مع مقتضيات ا١توقف أك ا١تشكلة كيسمى حبلن عندما يستطيع أف
يتخلص من ا١تشكلة ذاهتا أك عندما يغَت البيئة ْتيث ال تستمر ا١تشكلة كإ ّف درجة
تعقيد ا١تشكلة ٗتتلف من شخص إذل آخر كمن موقف إذل آخر ,إذ إ ّف ما يعد
مشكلة ألحد األفراد ليس بالضركرة أف ٯتثل مشكلة لفرد آخر كبالعكس ,كعلى
الرغم من التفاكت يف أحجاـ ا١تشكلة إال أف ٚتيعها ٖتتاج إذل حل كبطريقة
مرضية ,ٯتكن التوصل إذل اٟتل أما بإتباع طرائق تقليدية كاحملاكلة كا٠تطأ كالتقليد
كاالستيعاب كاٟتدس أك من طريق استعماؿ إسًتاتيجيات التفكَت للتوصل إذل حل
للمشكلة أم أ ّف حل ا١تشكلة سلوؾ منظم يسعى لتحقيق ىدؼ معُت من طريق
التفكَت ,كاستعماؿ اسًتاتيجيات كطرائق تساعد على التخلص من ا١تشكلة ,إذ
توصل ا١تعرفيوف إذل الدكر الذم تؤديو العمليات العقلية يف حل ا١تشكبلت بشكل
عاـ كإ٬تاد اٟتلوؿ كبذلك أصبحت دراسة التفكَت ا١تعريف كحل ا١تشكبلت
كالعمليات ا١تعرفية ٘تثل ٤تور اىتماـ علم النفس كبذلك فأف حل ا١تشكلة تفكَت
196
موجو ٨تو حل مشكلة بعينها ,مع القياـ بنوعُت من النشاط العقلي ٫تا التوصل إذل
استجابة ٤تددة كصياغتها ,كيتضمن اإلجراءات كاألنشطة اليت يؤديها الفرد يف أثناء
حلو للمشكلة كالوصوؿ إذل اٟتل الصحيح ,كأ ّف حل ا١تشكلة حالة يسعى من
طريقها الفرد للوصوؿ إذل ىدؼ يصعب الوصوؿ إليو ,بسبب عدـ كضوح أسلوب
أٟتل أك صعوبة ٖتديد كسائل كطرائق ٖتديد ا٢تدؼ ,أك بسبب عقبات تعًتض ىذا
اٟتل ,كٖتوؿ دكف كصوؿ الفرد إذل ما يريد ,كإ ّف حل ا١تشكلة نوع من األداء ٮتضع
للمؤثرات نفسها ,اليت تؤثر يف أ٪تاط أخرل من السلوؾ ,كالدليل على ذلك إ ّف
متغَتات كالدافعية كا٠تربة السابقة تؤثر يف مستول األداء يف حل ا١تشكلة ,كعلى
ىذا األساس ٯتكن عد حل ا١تشكلة أحد االىتمامات الرئيسة يف ألتعلم إذ إ ّف
أسلوب حل ا١تشكلة يضع أ١تتعلم يف موقف حقيقي يثَت فيو اٟتَتة كالشك هبدؼ
الوصوؿ إذل حالة اتزاف معريف ,كتعد حالة االتزاف ا١تعريف حالة دافعية يسعى ا١تتعلم
إذل ٖتقيقها كتتم ىذه اٟتالة عند الوصوؿ إذل اٟتل أك اإلجابة أك االكتشاؼ لذا
فأ ّف التدريب على حل ا١تشكلة يعد عملية أساسية ضمن العملية التعليمية ,إذ
يستعمل كسيلة للتعلم كذلك من طريق استكشاؼ ا١تعلومات السابقة كتعلم أشياء
جديدة با١تمارسة ,كاكتساب ا١تهارات الضركرية ,لذا تتطلب عمليات ذىنية
ٔتستويات ٥تتلفة كتوافر خربات مبلئمة للتعلم كفرص للتفاعل بُت الطلبة كا١تواقف
التعليمية ,كيرل كينشتاين ( )Robinstien: 1986أف الفرد يدرؾ ا١تشكلة من
طريق ثبلثة عناصر ىي-:
.1حالة ابتدائية أك الوضع الراىن -:كيعٍت أف الوضع غَت مرغوب فيو بالنسبة
للفرد ٦تا يدفعو إذل التخلص منو.
197
.2ىدؼ يرغب يف ٖتقيقو أك اٟتالة النهائية :أم اٟتالة اليت يسعى الفرد إذل
الوصوؿ إليها.
٣ .3تموعة اسًتاتيجيات :يقصد هبا الوسائل كاإلجراءات اليت يلجأ إليها الفرد
لبلنتقاؿ من الوضع الراىن إذل الوضع ا١تنشود.
كٯتكن عد حل ا١تشكلة عملية معرفية فكرية ,تتضمن االنتقاؿ من مرحلة
بداية ا١تشكلة إذل مرحلة ا٢تدؼ ,كتتأثر بقدرات الفرد كخرباتو كمعارفو السابقة
كٖتتاج إذل خطوات منظمة كاسًتاتيجيات ٤تددة تبعا لنوع ا١تشكلة كطبيعتها
كدافعية كرغبة الفرد يف ٖتقيق اٟتل أك الوصوؿ إذل ا٢تدؼ.
طرائق حل المشكالت وأساليبها
قسم الًتبويوف حل ا١تشكبلت من حيث تناك٢تا للموضوعات كالقضايا
ا١تطركحة على ا١تتعلم على طريقتُت قد تتفقاف يف بعض العناصر كلكن ٗتتلفاف يف
كثَت منها كالطريقتاف ٫تا-:
-1طريقة حل المشكالت باألسلوب العادي
تكوف ىذه الطريقة اقرب إذل أسلوب الفرد يف التفكَت بطريقة عملية عندما
تواجو مشكلة كتعرؼ بأهنا نشاط عقلي ىادؼ مرف يتصرؼ فيو الفرد
بشكل منظم يف ٤تاكلة ٟتل ا١تشكلة من طريق-:
أ .أثارة ا١تشكلة كالشعور هبا.
بٖ .تديد ا١تشكلة.
جٚ .تع ا١تعلومات كالبيانات ا١تتصلة با١تشكلة.
198
د .فرض الفركض احملتملة.
ق .اختبار صحة الفركض كاختيار األكثر احتماال ليكوف حل ا١تشكلة.
-2طريقة حل المشكالت باألسلوب أالبتكاري
ترتبط ىذه الطريقة ٔتهارات التفكَت العليا كمهارات التفكَت الناقد
كاإلبداعي ,كتتطلب من ا١تتعلم أف يكوف-:
أ .على درجة عالية من اٟتساسية للمشكلة من طريق ٖ :تديد أبعادىا ,إذ ال
يستطيع أف يدركها العاديوف من الطلبة لذلك أطلق عليها اٟتساسية
للمشكبلت.
ب .على درجة عالية من استنتاج العبلقات ,كاستنتاج الفركض أك التوصل إذل
الناتج أالبتكارم ,كيرل غناـ أف ىناؾ ثبلثة أساليب ٟتل ا١تشكبلت
ىي-:
أسلوب سليب -:من طريق ا٢تركب من ا١تشكلة
.1أسلوب التجربة كا٠تطأ -:يستعمل من خبلؿ استدعاء بعض ا٠تربات
للمساعدة يف اٟتل.
.2أسلوب التجزئة -:كذلك من طريق إ٬تاد احتماالت تدخل يف أجزاء
متتالية ْتيث يؤدم االنتهاء من جزء أك مرحلة إذل االنتقاؿ للمرحلة
البلحقة حيث يتم اٗتاذ القرار ا١تبلئم للحل.
199
كٔتا أنّو مت ٖتديد طرائق كأساليب للحل فهذا يعٍت أف تتوافر عناصر يف
ا١تشكلة تدفع الفرد لبلختيار أم من األساليب كالطرائق اليت تبلئم تفكَته يف
التوصل للحل كىذه العناصر ىي:
-معرفة ا١تعطيات (ا١تعلومات) حوؿ ا١تشكلة أك ا١توقف.
-معرفة األىداؼ اليت ينبغي الوصوؿ إليها.
ٖ -تديد ألعقبات اليت تفصل بُت األىداؼ كا١تعطيات (ا١تشكلة).
كعلى ىذا األساس حدد ريتماف )ٜ (Reitman, 1965تسة أنواع
للمشكبلت حسب درجة كضوح ا١تعطيات كاألىداؼ كانعكاس ذلك على
إمكانية اٟتل-:
200
كمستول االستثارة كقد أٟتق كثَت من علماء النفس مصطلح االنتقاؿ
ا١توصى على أثر ا٠تربات السابقة يف التعلم كحل ا١تشكبلت ,كمع استمرار
ا١تمارسة تتحسن دقة الفرد يف االنتقاء فضبلن عن تنمية بعض ا١تهارات
األساسية مثل تركيز االنتباه ككيفية التوصل إذل مبادئ كمفاىيم ا١تشكلة
كإتباعها.
كيرل (الزيات )1995 ,أف ىناؾ عوامل ٖتكم النشاط العقلي عند حل
ا١تشكبلت كىي-:
.1مدل قابلية ا١تشكلة للحل -:فيجب أف تكوف ا١تشكلة قابلة للحل
باستعماؿ إسًتاتيجية ال تتوقف على ٤تدكدية السعة التجهيزية للمعلومات.
٤.2تدكدية السعة -:قد يواجو األفراد عند حلهم للمشكبلت صعوبات
متعددة كمتباينة بسبب ٤تدكدية السعة اليت تتمثل يف الفشل يف استعماؿ
ا١تعلومات ا١تتعلقة با١توقف ا١تشكل كنسياف احملاكالت ا١تبكرة للوصوؿ إذل
اٟتل ,كقد تكوف ىذه الصعوبات نابعة من الفرد ذاتو مثل نقص التوافق
الذىٍت كاالجتماعي للشخصية ,كنقص القدرة العقلية كاستعماؿ حلوؿ
قدٯتة يف حل ا١تشكبلت اٞتديدة كمنها ما يتعلق بطبيعة ا١تشكلة من حيث
عدـ كضوحها أك تعدد األىداؼ اليت يسعى إليها الفرد كتناقضها.
.3مستول ا٠تربة كدرجة ا١تعرفة :إ ّف األفراد ذكم ا٠تربة كا١تعرفة يكوف استيعاهبم
للمشكبلت اليت تواجههم أيسر بسبب مهاراهتم اليت تكونت بفعل ا٠تربة
تسمح ٢تم ْتل ا١تشكلة.
201
.4الذاكرة العاملة ا١تتاحة :تتوقف على السعة التذكرية ا١تتاحة للذاكرة العاملة
كالقدرة على اسًتجاع ا١تعلومات منها عند القياـ ْتل ا١تشكلة.
األسس النظرية لحل المشكالت-:
ىناؾ كثَت من النظريات اليت تناكلت تفسَت حل ا١تشكبلت كمن ىذه
النظريات:
-النظرية السلوكية-:
رّكزت ىذه النظرية يف آلية اختيار أك انتقاء استجابة حل ا١تشكبلت كمفتاح
ىذه النظرية ىو أف ا١تثَت سَتتبط بدرجات متفاكتة من الشدة مع ٣تموعة من
االستجابات كقوة كل استجابة يف اجملموعة تعتمد على مبادئ االشًتاط أم
من االستجابات اليت غالبان ما تعزز تكوف أقول ارتباطان با١تشكلة كعلى ىذا
األساس فأف ا١تشكلة ىنا ٘تثل ا١تثَت ك٤تاكلة حلها تكوف االستجابة ,ىذا يعٍت
أف الفرد عندما يواجو مشكلة (مثَت) ما فأنو ٭تاكؿ حلها (االستجابة) مستعينان
ٔتا عنده من معلومات كخربات كمفاىيم سبق لو أف تعلمها فَتتبها بشكل
ىرمي ْتسب قوة ارتباطها با١توقف أك ا١تشكلة أك ا١تثَت كفقان ١تبدأ احملاكلة
كا٠تطأ الذم اقًتحو (ثورندايك) حيث ينتقل تدر٬تيان من العادات كا١تعلومات
كا٠تربات اليسَتة إذل األكثر تعقيدان يف ٤تاكلة إل٬تاد اٟتل األنسب كيف حالة
الفشل فأنو يسعى إذل البحث عن حل جديد أك ارتباط جديد.
يرل (سكنر) أ ّف حل ا١تشكلة عملية إجرائية ذىنية يبادرىا الفرد فيبلقي
استجابة مرتبطة ْتل مشكلة ما ,كيعزز تكرار ىذه االستجابة ١تا القاه الفرد من
تعزيز كتصحيح مصحوب بتشجيع خارجي مث يصبح تشجيعان ذاتيا كمن ا١تبلحظ
202
على ىذه النظرية إهنا ركزت على تنظيم سلوؾ حل ا١تشكبلت على ىيئة ارتباطات
أك عادات متعلمة تتفاكت يف درجات صعوبتها كتركيبها ك أغفلت جانبان كبَتان كىو
دكر العمليات ا١تعرفية كالفهم كالتفكَت يف سلوؾ حل ا١تشكبلت بسبب االىتماـ
بالتعلم البسيط.
-النظرية المعرفية-:
يرل ا١تعرفيوف أ ّف حل ا١تشكلة عملية ذىنية معرفية ترتبط بعملية التنظيم اليت
ٯتيل فيها الفرد تنظيم معارفو كخرباتو كاألشياء اليت يتعامل معها بغرض تنظيمها
كترتبط هبا عملية اإلدراؾ اليت ٭تاكؿ فيها الفرد استيعاب ا٠تربة كا١تعرفة بإحدل
الوسائل ا١تعرفية اليت ٯتيل إذل استعما٢تا كأف كل من عملييت اإلدراؾ كالتنظيم
تعمبلف على ٖتديد األسلوب الذم يستعملو يف معاٞتة ا١تعلومات اليت ىو
بصددىا ,كينظر علماء النفس اٞتشتالت إذل حل ا١تشكلة من طريق مفهوـ
االستبصار الذم ٭تدث منو اٟتل ا١تفاجئ للمشكلة كأداء االستجابة
الصحيحة ,كقد يسبقو قليل من ا٠تطأ أك ال يسبقو أم خطأ ,كيعتقدكف أف
اٟتل ا١تفاجئ ٭تدث عندما يقوـ ا١تفحوص بعملية أعادة تنظيم إدراكي
للمثَتات ا١توجودة يف ا١توقف ,كقد افًتضوا ثبلثة أنواع من االستبصار ا١تعُت
ْتل ا١تشكبلت-:
.1االستبصار يف اختيار ا١تعلومات ا١تركزة ذات العبلقة ا١تباشرة با١تشكلة من
بُت الكم ا٢تائل من ا١تعلومات ا١تتوافرة.
.2االستبصار يف اختيار ا١تقارنة -:تتضمن استبصارا كإدراكا جديدا متميزا يف
كيفية ربط ا١تعلومات اٞتديدة بالقدٯتة.
203
.3االستبصار يف االرتباطات ا١تختارة -:ربط ا١تعلومات اليت ٢تا عبلقة بشكل
مبدع يساعد يف الوصوؿ إذل اٟتل ا١تناسب ,كقد يكوف االستبصار حالة من
حاالت األ٪توذج ا١تعريف الذم يفسر نشاط حل ا١تشكلة عند ا١تتعلم كىو
حالة ا٨تراؼ يف أدراؾ (فهم) ا١تتعلم بدرجة عالية عن النمط الذم كاف
يسود النشاط الذىٍت قبل ذلك (أم قبل االستبصار) إذل أدراؾ مفاجئ
كجديد كىو الوصوؿ إذل حل.
كمن كجهة نظر بياجيو أ ّف أسلوب حل ا١تشكلة ناتج متوقع كمنطقي لتعلم
ا١تفاىيم كا١تبادئ كتعلم عمليات متتالية كمتتابعة تعتمد على ا١تخزكف البلزـ من
ا١تعارؼ كا١تهارات ,اليت تعد متطلبات مسبقة لتعلم ما ىو أكثر تعقيدا كصعوبة
فعندما يواجو الفرد مشكلة يسَتة يستدعي ا١تفاىيم كا١تبادئ اليت تساعد على ذلك
كيضعها ضمن ترتيب معُت يؤدم إذل اٟتل كىكذا يكوف قد استفاد من تعلم
ا١تبادئ السابقة استطاع تكوين نسق جديد من ىذه ا١تبادئ يؤدم إذل حل
ا١تشكلة.
كبذلك فأف عملية حل ا١تشكلة تتأثر بالنمو ا١تعريف الذم ٭تدث من طريق
أربع مراحل متتالية ككل مرحلة تعد نقلة نوعية إذل األماـ يف قدرات الفرد ٟتل
مشكبلتو كيتم ذلك من تفاعل الفرد مع البيئة اليت يعيش فيها فمن خبلؿ ىذا
التفاعل ال يكتسب ا٠تربات ا١تباشرة فقط كإ٪تا يتعلم كيفية التعامل مع البيئة من
طريق توظيف ا٠تربات اليت يعيش فيها ضمن ىذه ا٠تربات اليت اكتسبها كيتم ىذا
التفاعل من طريق عمليتُت متكاملتُت ٫تا-:
-التمثيل -:يف ىذه العملية ينزع الفرد أك ا١تتعلم إذل فهم األشياء اٞتديدة من
طريق مبلءمتها مع ا١تعارؼ السابقة كاستعماؿ الصور الذىنية اليت ٯتتلكها من
204
أجل فهم األحداثٔ ,تعٌت تعديل ا١تعلومات اٞتديدة ٔتا يناسب األبنية ا١تعرفية
عند الفرد.
-ا١تواءمة -:تعديل أك تغيَت البٍت ا١تعرفية عند الفرد ٔتا يبلئم ا١تعلومات اٞتديدة
اليت ال يستطيع تفسَتىا يف ضوء ما يعرفو فيضطر إذل تغيَت الصور الذىنية
السائدة لبلستجابة للموقف اٞتديد كاف ا١ترحلة ا١تعرفية تعٍت ٪تطان من الًتاكيب
ا١تعرفية كالعمليات العقلية كا١تفاىيم اليت تظهر عند الطفل يف مرحلة عمرية
اليت ٗتتلف عنها عند األطفاؿ يف مرحلة عمرية أخرل ,كالبد من التتابع
فالطفل ال ينتقل إذل مرحلة دكف أف ٯتر با١ترحلة اليت تسبقها ,كالدليل على
تكيف الفرد مع البيئة كتفاعلو معها يظهر من انتقالو عرب ا١تراحل األربع اليت
حددىا بياجيو ,كىذه ا١تراحل ىي بسبب التطور العمرم-:
.1ا١ترحلة اٟتسية اٟتركية ( )2–0يكوف الطفل يف ىذه ا١ترحلة مستكشفا
للمحيط من حولو كيعتمد على حواسو كأدكات أكلية للحصوؿ على ا١تعرفة
ك٭تاكؿ التخلص من مشكبلتو باستعماؿ األفعاؿ ا١تنعكسة البسيطة
كالصراخ عند شعوره باٞتوع كالضيق.
.2مرحلة ما قبل العمليات ( )7–2سنوات يستطيع الطفل يف ىذه ا١ترحلة
أجراء عمليات عقلية بإتاه كاحد كتصنيف األشياء بناء على بعد كاحد
كأف يصنفها بناء على حجمها ,كاف نظرتو إذل األمور تكوف سطحية
حيث أف التقيمات ا١تدركة تسطَت على التقييم ا١تعريف.
.3مرحلة العمليات اٟتسية ( )11–7يستطيع الطفل تصنيف األشياء على
كفق أبعاد ٥تتلفة كتتطور عنده العمليات الفكرية اليت ٯتكن تطبيقها يف حل
205
ا١تسائل اٟتياتية ,كتظهر العمليات ا١تنطقية كٯتيلوف إذل حل ا١تشكبلت
باحملاكلة كا٠تطأ.
.4مرحلة التفكَت اجملرد ( –11فما فوؽ) -:يف ىذه ا١ترحلة يتطور التفكَت
عند الفرد كيستمر بالتطور كيصبح قادرا على استعماؿ الرموز كحل
ا١تشكبلت اجملردة كفرض الفركض كاٟتلوؿ ا١تمكنة للمشكبلت اليت
يواجهها كقد كضحت ىذه ا١تراحل بشكل أكسع ضمن اإلطار النظرم
للتفكَت ا١تنطقي.
كبذلك فأف بياجيو ينظر ٟتل ا١تشكلة بأهنا عملية تكوين بٌت معرفية نتيجة
ٟتالة عدـ التوازف ا١تعريف اليت يثَتىا ا١توقف ا١تشكل عند الفرد كلتحقيق حالة التوازف
يلجأ الفرد اذل استعماؿ ا٠تربات أك البٍت ا١تعرفية ا١توجودة عنده من طريق عملية
التمثيل كيف حالة فشل يف ٖتقيق التوازف يلجأ إذل عملية التبلؤـ ,كيرل (أكزيل,
)1978أف أسلوب حل ا١تشكلة يضم أم نشاط أك فعالية عقلية يتم فيها التمثيل
ا١تعريف ٠تربة سابقة مع عناصر موقف ا١تشكلة كيتم تنظيمها ٚتيعا ,لتحقيق ىدؼ
معُت ,فالنشاط يف ىذا ا١تستول يضم أجراء عمليات عقلية متعددة ٭تددىا عدد
من البدائل ا١تتوفرة كمستول التفكَت ,الذم ٯتارسو الفرد هبدؼ تكوين مبدأ أك
اكتشاؼ نظاـ ْتكم العبلقات الداخلية للعناصر ا١تكونة للمشكلة للتوصل إذل
اٟتل ,كيرل (جانيو )Gagneإ ّف حل ا١تشكلة عملية تفكَت يتمكن ا١تتعلم من
طريقها اكتشاؼ الرابط بُت قوانُت مت تعلمها مسبقا كٯتكن تطبيقها ٟتل مشكلة
جديدة ,فهي تؤدم إذل تعلم جديد أم أ ّف التفكَت يف حل ا١تشكلة يعد من
العمليات العقلية العليا اليت تتضمن قدرات مثل تنظيم كٖتليل كتركيب ا١تعرفة
كاستدعائها كبذلك ٧تد أنّو كضع حل ا١تشكلة يف قمة التفكَت اإلنساين ,كنلحظ
206
من الًتتيب ا٢ترمي ١تراحل عملية التعلم عند (جانيو) أنّو كضع حل ا١تشكلة يف قمة
ا٢ترـ أيضا ,كبذلك يعد التفكَت يف اٟتل من كجهة نظرهِ مقدرات ٗتضع للتعلم يف
داخل الًتتيب ا٢ترمي ,كإذا ما أراد الفرد حل مشكلة ما فما عليو أال أف ٭تدد
متطلبات حل ىذه ا١تشكلة مث ٭تدد ما يعرفو من ىذه ا١تتطلبات للوصوؿ إذل اٟتل
كقد تبُت من ذلك أ ّف مواجهة ا١تشكلة مقدرة مركبة ذات نسق من القدرات اليت
تسبقو يف النسق ا٢ترمي ,فعند ٤تاكلة الفرد أ٬تاد اٟتل يستعُت ٓتطوات تفكَتية
كًتتيب ا١توقف حملاكلة الوصوؿ إذل اٟتل ,مثّ القدرة على اسًتجاع بعض القواعد
كالقوانُت اليت سبق تعلمها ,أف النظرية ا١تعرفية مرتبطة بنحو عاـ بالعمليات العقلية
كىذا يعٍت أهنا تتطور كتظهر فيها أفكار تقوـ على أسسها ,إذ ازداد االىتماـ يف
اآلكنة األخَتة بالبحوث كالدراسات اليت تناكلت العمليات العقلية اليت تتضمن
الذاكرة كالتفكَت كالتنظيم كحل ا١تشكبلت كساعدت ىذه البحوث على انبثاؽ
نظرية معاٞتة ا١تعلومات أك (ٕتهيز ا١تعلومات) ,كفكرة ىذه النظرية ىو تشبيو العقل
البشرم بعمل اٟتاسوب اآلرل من حيث استقباؿ ا١تعلومات كمعاٞتتها كٗتزينها
كإخراجها عند الضركرة ,كتعد نظرية معاٞتة ا١تعلومات من النظريات اٟتديثة اليت
قدمها ا(كبلكد شانوف )1949 ,إذ تقوـ على أساس تكميم ا١تعلومات الواردة
ككيف ٯتكن معاٞتتها كىي داخل الذىن يف الستينيات من القرف العشرين قاـ نيوؿ
كسيموف ( )Newoll & Simonبسلسلة من البحوث النفسية كقد توصلوا إذل
نظرية معاٞتة ا١تعلومات على أهنا أساليب حل ا١تشكبلت كقد تضمنت ْتوثهم
أ٬تاد برنامج حاسوب أطلق عليو (القائم ْتل ا١تشكلة) كقد فسرت نظرية معاٞتة
ا١تعلومات حل ا١تشكلة من طريق مبدأ الشبو بُت النشاط العقلي ا١توجود عند الفرد
كعملية معاٞتة ا١تعلومات اليت ٖتدث يف اٟتاسوب ,حيث أف قدرة الفرد على حل
207
ا١تشكلة تعتمد على قدرتو على التعرؼ على ا١تعلومات كترميزىا كتفسَتىا كأدراؾ
العبلقات القائمة بُت العناصر يف ا١توقف كقدرتو على اسًتجاع مقدرات سابقة من
الذاكرة كربطها با١توقف للوصوؿ إذل اٟتل ا١تناسب فالذاكرة تتألف من تراكيب
كأبنية تتألف من مفردات تراكمية كقوائم فرعية معقدة تشتمل على معلومات
مستمدة من إشكاؿ حسية ٥تتلفة ,كىذه ا١تعلومات تستعمل يف استخراج
اسًتاتيجيات متنوعة من أشكاؿ الًتميز على ا١تستول ا١تعريف ْتيث أف ىذه
العمليات من الًتميز كاإلنتاج تتم بسرعة فائقة جدان ,لذلك ٧تد أف ما ٭تدث عند
الكائن اإلنساين أشبو ٔتا ٭تدث باٟتاسب اآلرل ,كذلك من استقباؿ ا١تعلومات من
طريق األبنية اٟتسية (اٟتواس) ,كنقلها إذل البناء ا١تعريف عرب قنوات عصبية ,كىناؾ
ٖتدث العمليات العقلية ضمن الذاكرتُت قصَتة األمد كطويلة األمد ,كىذا ما
٭تدث يف اٟتاسب اآلرل آذ توجد فيو :ا١تدخبلت (تشبو باٟتواس) ,العمليات
(تشبو البناء العقلي) ,ا١تخرجات (اإلدراؾ ا١تعريف) أم إ ّف ا١تخزكف ا١تعريف يف الذاكرة
طويلة األمد ينتظم على شكل صور ك٥تططات إدراكية كخرائط مفاىيمية,
ا١تخططات اإلدراكية لتوضيح األفكار الرئيسة اليت ينبغي الًتكيز عليها عند تعلم
مهمة تعليمية.
208
نماذج لحل المشكالت-:
ىناؾ عدد من النماذج اليت انطلقت من أفكار (جوف دكم) إذ يرل أ ّف
ا١تشكلة اليت تستحق الدراسة كاٟتل ىي اليت تتحدد ٔتعيارين ٫تا :مدل قدرة
ا١تشكلة على أثارة الشك عند ا١تتعلم كحثو على البحث كاالستكشاؼ للوصوؿ
إذل اٟتلوؿ ا١تمكنة ,كمدل أ٫تية ا١تشكلة بالنسبة للمجتمع كا١تتعلم معا كيعتقد
(جوف دكم) انّو ٯتكننا التوصل إذل اٟتلوؿ من البحث يف األفكار كمعاٞتة
ا١تعلومات ,كمن مث ٕتريب األفكار عمليا بعد ذلك اٗتاذ القرار ا١تناسب يف ٖتديد
أم اٟتلوؿ قادره على النجاح يف التخلص من ا١تشكلة.
أوالً -:أنموذج جوف دوي
يستند األ٪توذج إذل ٣تموعة من ا٠تطوات اليت يتبعها الفرد عندما يواجو
مشكلة من ا١تشكبلت كإ ّف ىذا األ٪توذج كالنماذج البلحقة ٯتكن ع ّدىا من الطرائق
اليسَتة ٟتل ا١تشكبلت باألسلوب العادم ,كمن ا٠تطوات اليت كضعها جوف دكم
ٟتل ا١تشكلة ىي-:
.1الشعور با١تشكلة :إ ّف الفرد عندما يتعرض ١توقف صعب أك يواجهو عائقا ما
يقف يف طريق ٖتقيق أىدافو فانو يشعر بالقلق كعدـ االستقرار بسبب ا١توقف
أك العائق الذم يواجهو.
ٖ.2تديد ا١تشكلة :عند شعور الفرد بالقلق كعدـ الراحة يذىب عادة إذل أف
يعرؼ حدكد ا١تشكلة كأبعادىا ك٤تاكلة فهمها من طريق ٚتع معلومات أكلية
عنها.
209
.3فرض الفركض ا١تناسبة :بعد أف حدد الفرد ا١تشكلة ٭تاكؿ أف يفًتض العوامل
كاألسباب اليت أدت إذل ظهورىا معتمدا على ا١تعلومات األكلية كخرباتو
كتصوراتو.
.4امتحاف الفركض :يبدأ الفرد بتحليل كمقارنة كل فرض افًتضو ك٬تمع
ا١تعلومات اليت قد تؤيد أك قد ترفضو ,فيبعد الفرض الذم ظهر ضعفو
كيتمسك بالذم عززتو الوقائع كعن طريقو ٭تصل اٟتل.
.5حل ا١تشكلة :عندما تؤكد صحة احد الفركض فانو يعتمده ٟتل ا١تشكلة كيف
حالة دل يصل الفرض إذل اٟتل أك النتيجة ا١تطلوبة يعتمد فركض أخرل
جديدة.
ثانياً -:أنموذج بايػر
يسَت ىذا النموذج كقف خطوات متسلسلة ٟتل ا١تشكلة كيظهر ىذا النموذج
مهارات التفكَت يف حل ا١تشكلة كىي-:
.1تعريف ا١تشكلة.
ٖ.2تديد ا١تشكلة.
.3كضع خطة ٟتل ا١تشكلة كاختيار اٟتل ا١تناسب.
ٕ.4تريب /تنفيذ ا٠تطة.
.5تقييم اٟتل كتقييم ا٠تطة.
210
ثالثاً -:أنموذج براند سفورد وشتاين.
أف عملية حل ا١تشكلة تتضمن عناصر متعددة كقد ركز براند سفورد كشتاين
على ٜتس عناصر مت تلخيصها يف كلمة ( )idealكىي:
.1اعرؼ ا١تشكلة أك ا١تشكبلت احملتملة.
.2حدد ا١تشكلة
.3اكتشف خيارات أك طرؽ ٟتل ا١تشكلة.
.4انقد أنشطة اٟتل ا١ترب٣تة
.5انظر إذل النتائج كقيم اٟتل
رابعاً -:أنموذج ويكفيلد
حدد خطوات حل ا١تشكلة بػ.
.1الشعور با١تشكلة.
ٖ.2تديد ا١تشكلة.
ٚ.3تع معلومات ذات العبلقة با١تشكلة.
ٕ.4تريب اٟتلوؿ كتقوٯتها.
.5تعميم اٟتلوؿ.
كيرل كثَت من الًتبويُت أف ٖتديد خطوات حل ا١تشكلة يف عدد ٤تدد امر غَت
متفق عليو كبذلك كضعوا خطوات حل ا١تشكلة كاآليت-:
211
ٖ .1تديد ا١تشكلة ا١تراد دراستها كحلها :كيتم ٖتديد ا١تشكلة من طريق صياغتها
صياغة دقيقة ك٤تددة كاستعماؿ كلمات سهلة كمفهومة كأثناء الصياغة
البد أف تتضمن كل عناصر ا١توقف كإيضاح العبلقة بُت العناصر كذلك
بوضعها على صورة عبلقة ,على أف تكوف ٣تموع العبلقات بسيطة كسهلة
كقابلة للفهم.
.2الربط بُت عناصر ا١تشكلة كخربات ا١تتعلم السابقة :أف ربط عناصر ا١تشكلة
عمل ذىٍت يتطلب من ا١تتعلم اف ٭تدد العناصر هبدؼ جعلها أكثر كضوحا
كبذلك نستطيع ربط ما ىو جديد ٔتا لديو من خربات سابقة.
.3ذكر اٟتلوؿ (الفركض) ا١تمكنة للمشكلة :ٯتكن توضيح اٟتلوؿ بأهنا صور
للحل االفًتاضي ,كيستند إذل بعض األدلة ا١تنطقية الظاىرة أك ا١تتضمنة يف
ا١تشكلة كترتبط قيمة اٟتلوؿ بقيمة ا١تعرفة كا٠تربة عندىم ككضوح ا١تخزكف
ا١تعريف الذم يسهل استدعاؤه كاستعمالو كتوظيفو للوصوؿ إذل اٟتل.
.4أ٬تاد اٟتلوؿ ا١تمكنة للمشكلة :تتوسط ىذه ا١ترحلة بُت العملية الذىنية
ا١تتضمنة أعطاء عدد كبَت من اٟتلوؿ دكف معايَت ,كمرحلة االنتقاؿ إذل
عملية انتقاء كتصفية اٟتلوؿ على كفق معايَت كتتم ىذه العملية من طريق
بناء ٥تطط إل٬تاد اٟتلوؿ كذلك ببذؿ جهدا ذىنيا متقدما الٗتاذ قرار بشاف
البديل أك اٟتل ا١تناسب أك اٟتلوؿ اليت ٖتتاج إذل التجريب.
ٕ .5تريب اٟتلوؿ (الفركض) ا١تمكنة للمشكلة٘ :تتاز ىذه ا١ترحلة باختبار ما مت
صياغتو من فركض كحلوؿ يف سبيل ٖتقيق ا٢تدؼ كاف الفركض عند
اختبارىا ٬تب أف تكوف:
212
-قابلة لبلختبار.
-مرتبطة با١تشكلة.
٤ -تددة ٔتوقف كاحد كغَت متشعبة بأكثر من ٣تاؿ.
-دقيقة الصياغة كمبلئمة لظركؼ اجملاؿ كا٠تربة كمن كجهة نظر عملية أكلية.
كلكي تكوف عملية التجريب ناجحة البد من كضوح ا١تنهجية كتوفر ا١تواد
كا٠تربات كا١تعرفة البلزمة ألجراء اٟتل كتطبيق الفرض كاختباره.
.6تعميم النتائج :يتم تعميم النتائج اليت توصل إليها من طريق االختبار
كالتجريب على اٟتاالت ا١تشاهبة أك القريبة ٢تا يف ا١تتغَتات أك ا١تشاهبة يف
العبلقات أك ا١تتضمنة نفس الفركض أك ا١تتغَتات.
خطوات أك مراحل حل ا١تشكبلت يف ضوء النظرية ا١تعرفية كالنماذج حيث عرفت
حل ا١تشكلة يف ضوء النظرية كالنماذج بأنو-:
نشاط عقلي ىادؼ مرف يتصرؼ فيو الفرد بنحو منتظم يف ٤تاكلة ٟتل
ا١تشكلة كذلك ضمن خطوات متسلسلة تتضمن الشعور با١تشكلة كٖتديدىا ككضع
الفركض كا٠تطط ا١تناسبة ٟتل ا١تشكلة كٕتريب ىذه الفركض كاٟتلوؿ كأخَتا تقدٯتها
للتعرؼ على مدل قدرة الفرد على حل ا١تشكلة كىي-:
.1الشعور با١تشكلة :ىو إدراؾ الفرد إف ىنالك معوؽ أك عقبة ٖتوؿ دكف
الوصوؿ إذل ا٢تدؼ.
213
ٖ.2تديد ا١تشكلة :كصف ا١تشكلة بدقة ٦تا يتيح لنا رسم حدكدىا كما ٯتيزىا
عن سواىا من خبلؿ ٖتديدىا بأسئلة ٤تددة للب ا١تشكلة (جوىر
ا١تشكلة).
.3كضع خطة ٟتل ا١تشكلة كاختيار اٟتل ا١تناسب :أم ٖتديد عدد من
الفركض ٟتل ا١تشكلة ما ,كاختيار اقرب الفركض للحل.
ٕ.4تريب اٟتلوؿ /تنفيذ ا٠تطة :اختبار الفركض كاٟتلوؿ ا١تقًتحة يف سبيل
ٖتقيق ا٢تدؼ كىو التوصل إذل الفرض الناجح يف حل ا١تشكلة.
.5تقييم اٟتل كا٠تطة :تقييم اٟتل الذم حققو الفرد كالتعرؼ على مدل قدرتو
يف إزالة العوائق اليت كانت تواجهو قبل اٟتل ,كأف ىذه ا٠تطوات تتفق
عليها اغلب النماذج باإلضافة إذل أهنا مستمدة من أسس النظرية ا١تعرفية
اليت تؤكد على أف حل ا١تشكلة عملية ذىنية معرفية ترتبط ٔتا عند الفرد من
معلومات كخربات سابقة يعمل على تنظيمها لكي يستطيع استثمارىا يف
ا١تكاف ا١تناسب.
214
215
املصادر
216
217
المصادر والمراجع
.1أبو حويج ,مركاف كأبو مغليٝ ,تَت ( :)2004ا١تدخل إذل علم النفس
الًتبوم ,دار اليازكرم العلمية ,عماف ,األردف.
.2أبو رياش ,حسُت ٤تمد ( .)2007التعلم ا١تعريف ,عماف دار ا١تسَتة للنشر
كالتوزيع.
.3ابو صويج ,مركاف ( :)2000البحث الًتبوم ا١تعاصر ,دار اليازكردم
للنشر ,عماف – االردف.
.4أبو عبلـ ,رجاء ٤تمود ( :)1989مدخل إذل مناىج البحث الًتبوم,
الطبعة االكذل ,الكويت ,مكتبة الفبلح للنشر كالتوزيع.
.5اٛتد سليماف عودة كفتحي حسن ملكاكم ( )1992اساسيات البحث
العلمي يف الًتبية كالعلوـ االنسانية عناصره كمناىجو كالتحليل االحصائي
لبياناتو ,اربد ,مكتبة الكناين.
.6أٛتد ,السيد علي سيد كفائقة ٤تمد بدر ( :)2001اضطراب االنتباه
لدل األطفاؿ ,الطبعة االكذل ,مكتبة النهضة ا١تصرية ,القاىرة.
.7أٛتد ,أمل ( :)2001األساليب ا١تعرفية كعبلقتها ببعض ا١تتغَتات
الشخصية٣ ,تلة ا١تعلم /الطالب يصدرىا معهد الًتبية التابع لبلنركاػ
اليونسكو عماف األردف.
218
.8األٛتد ,أمل ( :)2001سيكولوجية اإلدراؾ ,منشورات جامعة دمشق,
كلية الًتبية ,مطبعة طربُت ,دمشق ,سوريا.
.9بدكم ,زينب عبد العليم ( :)2002أثر سعة الذاكرة العاملة كنوع
ا١تعلومات يف اسًتاتيجيات التشفَت ككفاءة التذكر طويلة ا١تدل٣ ,تلة كلية
الًتبية ,جامعة الزقاقيق ,العدد ( )40مصر.
.10بركات ,زياد ( :)2004تأثَت التنشيط الذايت للذاكرة على التحصيل
العلمي دراسة ٕتريبية لدل الطلبة باستخداـ مساعدات التذكر كقادحات
الذاكرة٣ .تلة شبكة العلوـ النفسية العربية ,شبكة ا١تعلومات.
.11البلداكم ,عبد اٟتميد عبد اجمليد ( :)1997اإلحصاء للعلوـ اإلدارية
كالتطبيقية ,دار الشركؽ ,عماف ,األردف.
.12تشيلد ,ديدينس ( :)1983علم النفس كا١تعلم ,ترٚتة عبد اٟتليم٤ ,تمود
السيد ,مؤسسة األىراـ ,القاىرة.
.13جابر ,عبد اٟتميد جابر ( :)1994علم النفس الًتبوم ,الطبعة الثالثة,
دار النهضة العربية.
.14جابر ,جودت كآخركف ( :)2002ا١تدخل إذل علم النفس ,ط ,1دار
الثقافة للنشر كالتوزيع ,عماف ,األردف.
.15جبل ,فوزم ٤تمد ( :)2001علم النفس العاـ ,ا١تكتب اٞتامعي
اٟتديث 14 ,شارع دينو قراط ,االزاريطة.
219
.16اٞتسماين ,عبد علي ( :)1998القرآف كعلم النفس (اإلدراؾ اإلنساين),
الدار العربية للعلوـ ,لبناف.
ٚ .17تيل ,بيداء ىاشم ( :)2008تأثَت بعض ا١تتغَتات يف اإلدراؾ البنائي,
أطركحة دكتوراه غَت منشورة ,كلية اآلداب ,جامعة بغداد.
.18اٞتنايب ,٭تِت داكد ( :)2003أثر االرشاد اٞتماعي يف تقوية التذكر لدل
طبلب ا١ترحلة االعدادية٣ ,تلة كلية الًتبية ,اٞتامعة ا١تستنصرية ,العدد
االكؿ.
.19جينس ,ايرؾ ( :)2007التعلم ا١تبٍت على العقل العلم اٞتديد للتعليم
كالتدريب ,ترٚتة مكتبة جرير ,الطبعة االكذل :مكتبة جرير ,مصر.
.20حسن ,سيد ٤تمد ٛتيدة ( :)2006اسًتاتيجيات التذكر كمدل التطرؼ
باالستجابة لدل الطبلب ذكم الفئات ا١تختلفة من الذكاء الشخصي,
رسالة ماجستَت غَت منشورة ,كلية الًتبية ,جامعة بنها ,مصر.
.21خَت اهلل ,سيد ٤تمد كالكناين٦ ,تدكح ( :)1983سيكولوجية التعلم ,دار
النهضة العربية ,بَتكت – لبناف.
.22ا٠تَتم ,أركه ٤تمد ( :)2012علم النفس ا١تعريف ,ط ,1دار أفكار
للدراسات كالنشر ,دمشق ,سوريا.
.23دافيدكؼ ,ليندا فاؿ ( :)1983مدخل علم النفس ,ترٚتة سيد الطواب
كآخركف ,منشورات مكتبة التحرير.
220
.24دركزة ,أفناف نظَت ( :)1994إسًتاتيجية يف النظاـ التعليمي ا١تعتمد على
ا١تعلم مقابل النظاـ التعليمي ا١تعتمد على ا١تتعلم كأثرىا على مستول
التذكر -االستيعاب -كالتعلم العاـ ٣ ,تلة النجاح لؤلْتاث ,اجمللد الثاين,
العدد الثامن ,جامعة النجاح.
.25الدليمي ,سوسن حسن ( :)2008اإلدراؾ اٟتسي اٟتركي لدل الطلبة
ا١تتفوقُت كا١تتأخرين دراسيا˝يف ا١تدارس اإلعدادية ,رسالة ماجستَت ,غَت
منشورة ,كلية الًتبية للبنات ,جامعة بغداد.
.26راجح ,أٛتد عزت ( :)1970أصوؿ علم النفس ,ط ,8ا١تكتب ا١تصرم
اٟتديث للطباعة كالنشر ,اإلسكندرية.
.27الزغوؿ ,رافع النصَت كعماد عبد الرحيم الزغوؿ ( :)2003علم النفس
ا١تعريف ,ط ,1دار الشركؽ للنشر كالتوزيع ,عماف ,األردف.
.28الزغوؿ ,عماد عبد الرحيم ( :)2012مبادئ علم النفس الًتبوم ,ط,4
دار ا١تسَتة للنشر كالتوزيع كالطباعة ,عماف ,األردف.
.29الزيات ,فتحي مصطفى (٪ :)1985تذجة العبلقات السببية بُت السن
كالذاكرة كا١تستول التعليمي كمستول االداء يف حل ا١تشكبلت٣ ,تلة الًتبية
با١تنصورة العدد السادس ,اٞتزء الرابع ,مصر.
.30سبلمة ,عادؿ أبو العز ( :)2002طرائق تدريس العلوـ كدكرىا يف تنمية
التفكَت ,الطبعة االكذل ,دار الفكر ,عماف ,األردف.
.31السلوـ ,عبد اٟتكيم ( ,)2000الذاكرة كالتعلم٣ ,تلة النبأ ,العدد (.)52
ا١تستقبل للثقافة كاألعبلـ ,بَتكت ,لبناف.
221
.32السيد ,فؤاد هبي ( )2000الذكاء ,الطبعة ا٠تامسة ,مكتبة األ٧تلو,
القاىرة ا١تصرية.
.33السيد ,عبد اٟتليم ٤تمود ( :)1990علم النفس العاـ ,الطبعة الثالثة,
مكتبة الغريب ,القاىرة.
.34الشرقاكم ,أنور ٤تمد ( :)1992علم النفس ا١تعريف ا١تعاصر ,مكتبة
اال٧تلو ا١تصرية ,القاىرة.
.35الشرقاكم ,أنور ٤تمد ( :)1997االدراؾ يف ٪تاذج تكوين ا١تعلومات٣ ,تلة
علم النفس ,العدداف (.)41 ,40
.36الشرقاكم ,أنور ٤تمد ( :)2006األساليب ا١تعرفية يف علم النفس
كالًتبية ,مكتبة اال٧تلو ا١تصرية ,مصر.
.37شريف ,نادية ( :)1982االساليب ا١تعرفية االدراكية كعبلقتها ٔتفهوـ
التمايز النفسي٣ ,تلة عادل الفكر ,اجمللد الثالث عشر ,العدد الثاين.
.38شريف ,نادية ٤تمود ( :)1982األساليب ا١تعرفية اإلدراكية كعبلقتها
ٔتفهوـ التمايز النفسي٣ ,تلة عادل الفكر ,جامعة الكويت ,اجمللد (,)13
العدد (.)2
.39صاحل ,قاسم حسُت ( :)1982سيكولوجية إدراؾ الشكل كاللوف ,دار
الرشيد للنشر ,بغداد.
.40عبد ا٠تالق ,أٛتد ٤تمد ( :)1999أسس علم النفس ,دار ا١تعارؼ
اٞتامعية ,اإلسكندرية.
222
.41عبد الفتاح ,فوقية ( ,)2005علم النفس ا١تعريف بُت النظرية كالتطبيق,
تقدًن جابر عبد اٟتميد جابر ,ط ,1دار الفكر العريب ,القاىرة.
.42عبد الفتاح ,فوقية ( )2005علم النفس ا١تعريف بُت النظرية كالتطبيق,
الطبعة االكذل ,دار الفكر العريب للنشر ,القاىرة ,مصر.
.43عبد اجمليد ,حزٯتة كماؿ ( :)2011األسلوب ا١تعريف (اجملازفة -اٟتذر)
كعبلقتو بالذاكرة اٟتسية ,ط ,1دار صفاء للطباعة كالنشر كالتوزيع,
عماف ,األردف.
.44العتوـ ,عدناف يوسف ( :)2004علم النفس ا١تعريف بُت النظرية كالتطبيق,
ط ,1دار ا١تسَتة للنشر كالتوزيع كالطباعة ,عماف العبدرل.
.45عثماف ,سيد أٛتد كأبو حطب ,فؤاد ( :)1978التفكَت ,دراسات
نفسية ,ط ,2مكتبة األ٧تلو ا١تصرية ,القاىرة.
.46عدس ,عبد الرٛتن ,كقطامي ,يوسف ( :)2003علم النفس العاـ,
الطبعة االكذل ,عماف االردف ,دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع.
.47العدؿ ,عادؿ ٤تمد ( :)1992دراسة عامليو لبعض اٞتوانب ا١تعرفية يف
إطار نظرية ٕتهيز ا١تعلومات٣ ,تلة كلية الًتبية جامعة الزقازيق ,عدد
(.)12
.48عطية ,سحر السيد األٛتدم ( :)2002اسًتاتيجيات تشفَت ا١تعلومات
يف الذاكرة لدل عينة من طالبات جامعيت األزىر كعُت مشس ,رسالة
ماجستَت غَت منشورة ,كلية الدراسات اإلنسانية ,جامعة األزىر.
223
.49غنيمٛ ,تدم علي ( :)2009األساليب ا١تعرفية (بُت النظرية كالتطبيق),
ط ,1دار الصفاء للنشر كالتوزيع ,عماف ,األردف.
.50غنيم٤ ,تمد أٛتد ٤تمد إبراىيم ( :)2002اسًتاتيجيات أداء مهاـ حل
ا١تشكبلت لدل الطبلب ذكم األسلوب ا١تعريف (الًتكم -االندفاع)٣ ,تلة
العلوـ الًتبوية ,العدد األكؿ ,كلية الًتبية ,جامعة قطر.
.51فرير ,فاطمة ( :)1986التأمل كاالندفاع كعبلقتو ببعض ا١تتغَتات ا١تعرفية,
أطركحة دكتوراه غَت منشورة ,كلية الًتبية ,جامعة الزقازيق.
.52قطامي ,يوسف ,كقطامي ,نايفة ( )2000سيكولوجية التعلم الصفي,
عماف :دار الشركؽ.
.53الكعيب ,كاظم ٤تسن ( :)2008التفضيبلت البيئية لدل طلبة ا١ترحلة
االعدادية ,رسالة دبلوـ عارل يف االرشاد النفسي كالتوجيو الًتبوم غَت
منشورة ,كلية الًتبية ,اٞتامعة ا١تستنصرية.
٤ .54تمد٤ ,تمد جاسم ( :)2004ا١تدخل إذل علم النفس العاـ ,دار الثقافة
للنشر كالتوزيع ,األردف.
.55مراد ,يوسف ( :)1966مبادئ علم النفس العاـ ,دار ا١تعارؼ ,القاىرة.
.56ا١تعايطة ,عبد العزيز كآخركف ( :)2004ا١تدخل إذل علم النفس ,مكتبة
دار الثقافة للنشر كالتوزيع كالدار العلمية الدكلية ,عماف.
224
.57ا١تكصوصي ,عدناف مارد جرب ( :)2008اثر تنشيط الذاكرة يف أساليب
معاٞتة ا١تعلومات لدل طبلب ا١ترحلة اإلعدادية ,رسالة ماجستَت غَت
منشورة ,جامعة بغداد ,كلية الًتبية ابن رشد.
.58منسي٤ ,تمود عبد اٟتليم كآخركف ( :)2007مدخل يف علم النفس
التعليمي ,مركز اإلسكندرية للكتاب ,مصر.
.59منصور ,علي ( :)1988علم النفس الًتبوم ,اٞتزء الثاين ,منشورات
جامعة دمشق ,سوريا.
.60منصور ,علي كاالٛتد ,أمل ( :)1996سيكولوجية االدراؾ ,منشورات
جامعة دمشق ,سوريا -دمشق.
.61موسى ,عبد اهلل عبد اٟتي ( :)2008ا١تدخل اذل علم النفس ,ط,3
قسم علم النفس التعليمي ,كلية الًتبية ,جامعة الزقازيق.
.62نشوايت ,عبد اجمليد ( :)1996علم النفس الًتبوم ,الطبعة الثامنة,
بَتكت ,موئسة الرسالة.
.63الوقفي ,راضي :)1998( ,مقدمة يف علم النفس ,الطبعة الثالثة دار
الشركؽ للنشر ,عماف – االردف.
.64كيتيج ,أرنوؼ ( :)1971مقدمة يف علم النفس ,ترٚتة عادؿ عز الدين
األشوؿ كآخركف دار ماكجركىيل ,القاىرة.
225
65. Allen.B. A& Arour Tnomas, E (1979): construct validity
metacognition. journal of psychohogy.
66. Anastasi, A. (1982): psychological testing, New york,
maccmillow publishing company.
67. Anderson, J. (1985): Cognitive Psychology and its
Implications,4th Edition W. H. Frreeman and Company
New York.
68. Ashcraft. M. (1989): Human Memory and Cognition.
Harper Collins Publisher. New York.
69. Atkinson, Rita L. & et al (1996): Hilgard’s Introduction to
Psychology, Twelfth Edition, New York, Harcourt Brace
College Publishers.
70. Baron, A. R. & others (1980): Psychology Understanding
Behavior. 2ed. Halt – Sannders, U.S.A.
71. Blaney.P.H. (1986): Affect and Memory, A Review of
Psychological Bulletins (99).
72. Broadbent (1957): A mechanical of Human Attention and
Immediate Memory. Psychology Review (64).
73. Broadbent, D. E., Cooper, P. F., Fitzgerald, P., & Parkes,
L. R. (1982): The Cognitive Failures Questionnaire (CFQ)
and its correlates, British Journal of Clinical Psychology.
74. Carlson, E. B., & Putnam, F. W. (1993): An update on the
Dissociative Experiences Scale. Dissociation, 6, 16–27.
75. Craik and Lockhart, R.S.(1972): Levels of Processing :A
76. David, L. Linda (1977): Introduction to Psychology
McGraw – Hill book Co., new York, U.S.A.
77. Dominic, W. Massaro (1975): Experiment Psychology and
information processing. Chicago, U.S.A.
78. DyKeman, B.F. (1998). Historical and contemporary
models of attention processes with implications for
learning. Education, vol. 119, Issue 2,.
226
79. Elliot,C.L & Green, R.L.(1992): Clinical depression and
implicit memory .J. of abnormal psychology ,Vol.101,No 3.
80. Ellis, H & Hunt, R. (1993): Fundamental of Psychology,
MC. Grawhill, Boston.
81. Ellis, H. C. (1978): Fundamentals of Human Learning,
Memory and Cognition, 2nded. Wm. C. Brown company.
Publishers. Lawa.
82. Ericsson, K.& et.al.(1980):Acquisition of Memory Skill
,New York.
83. Green, J. M. (1987): Cognitive Psychology, Methuen,
London.
84. Gruenfeld, L.w. (1975): Across - National Study of
Cognitive Style Among Mangers and Technicians,
International J. Psychology ,Vol .(10) ,No. (1).
85. Guenther, R.K. (1998): Human Cognitive. Prentice-Hall,
Inc.
86. Guilford, J .P. (1980): Cognitive styles: what are they ?
Educational and psychological measurement , No. (40).
87. Haber Landt, K.(1993): Human Memory . Allyn and Bacon
88. Harris, J. E. & Wilkins, A. J. (1982): Remembering to do
things: A rheoretical framework and an illustrative
experiment. Human Learning.
89. Hartnett (1983): What is Called Thinking ? New York,
Academic Press.
90. Hassison, G. & Bird (1983): Examination Nots in
Psychiatry, John Wright and Sons.
91. Hatch, E. (1983): psycholinguistics: A second Language
perspective, New Bury: House publishers.
92. Heinemen, J., (1995): Educational psychology. Wiley
Eastern Limited: New Delhi, India.
227
93. Jack E; Jerry L. (1974): cognitive style as a variable in
school leaning, Journal of Educational psychology, Vol.
(66) (5).
94. Jains, land Loon, N. (1977): Decision Making, New York,
U.S.A.
95. kagan, J., and etal (1965): Information processing in the
child, psychological monographs, Vol .(73).
96. kagan, Jerome (1971): change and continuity in Infancy,
Jone willey and sons, U. S. A
97. Kagan, Jerome, etal (1966): modifiability of an impulsive
tempo, Journal of educational psychology, Vol. (57), No (6)
98. Ker linger, F., (1973): Foundation of Behavioral Research-
New York: Holt, Rinehart and Winston.
99. Kirby, J.R& Das, J.P.(1984): Information Processing and
human abilities .Journal of Educational Psychology, Vol
(10) No (1).
100. Klein, G.S. (1951): the Personal world through Perception,
In R.R. Blake and G.V. Ramsey (Eds.), Perception: An
approach to personality, New York: Ronald press.
101. kogan, N. (1976): cognitive styles in fancy and Early child
hood. New Jersey: John Wiley and sons.
102. Merckelbach, T et al (1996): Memory and Cognitive
Failure, Fishr Books.
103. Mites, G (1988): cognitive learning strategies implication
for collage practice in wenstein c, eta (ceds) learning and
study strategies issues in assessment in struetion and
evaluation academic press ,inc sandiego calironic.
104. Neisser, U. (1967): Cognitive Psychology, New York,
Appleton-Century-Crofts.
105. Nunnally, J. C. (1978): Psychometric Theory. New York,
McGraw-Hill.
228
106. Reason, J. (1988): Stress and cognitive failure. In S. Fisher
& J. Reason (Eds), Handbook of life stress, cognition, and
health, New York.
107. Robertson, I. H., Manly, T., Andrade, J., Baddeley, B. T., &
Yiend, J. (1997): performance correlates of everyday
attentional failures in traumatic brain injured and normal
subjects. Neuro psychologia.
108. Treisman, A.M (1960): Contextual cues in selective
Listening Quarterly. Journal Experimental Psychology.
(12), P. 242.
109. Vernon, P. (1973): Multivariate Approaches to the Study of
cognitive styles in Joseph R., Royce (ed.): multivariate
Analysis psychological Research. New York: Academy
press.
110. widiger, N. (1980): styles of categorization in Elementary
school children, paper read at the meeting of the society
for research in child development .
111. Witkin, H. A. (1967): A cognitive style approach to cross-
cultural research. International Journal of Psychology, (2)
(4), cross Ref.
112. witkin , M ., A., and etal (1975) : A cognitive style and the
Teaching Learning Process, A paper Presented at the
annual meeting of the A.E.R.A , Chicago.
113. witkin, M., A., and Goodenough, D.R. (1981):
Psychological Differentiation and Cognitive Styles, J.
Person. and Soc . Psychology, vol. (67), No. (15).
114. Zelinker, B., and etal (1974): Relationship among cognitive
complexity, sex and spatial task performance college
students, Journal of Psychology, vol. (78), no. (54)
229
230
بغداد :جماور اجلاوعة املستهصزية
07901147111 - 07702979252
231