بلغته الشاعرية الخاصة والمميزة، يسرد المؤلف السوداني أحداث هذه الرواية المشوقة. ويقدم فكرة شاملة عن الثقافات المتعددة التي استوطنت السودان، وشكّلت تاريخها وحضارتها، ويخص بالذكر دارفور وتاريخها في القرن الثامن عشر، من خلال شخصية إبن صانع الطبول الفقير "آدم نظر"، النابضة بالحياة والغنية والفّذة، والمليئة بالأسرار.
تتشابك حياة آدم مع الشخصيات الأخرى، داخل إطار مركّب، يحتوي مزيجاً من الواقع والخيال وعالم الأساطير، ليخفي وراءه رسالة ورمزاً، مما يحفّز القارئ على متابعة التفاصيل والشوق لمعرفة المصير الذي سيؤول إليه بطل الرواية.
القصة مستوحاة من كتاب ألفّه "رحالة عربي قام برحلة إلى بلاد السودان في القرن السابع عشر"، حسب ما يقول المؤلف في بداية كتابه الغني بالمعلومات والأجواء التاريخية.
"الأخبار لا تندس أبداً.. في القصور المرفهة أو أحياء الفقر أو الأسواق والطرقات، النصوص المكتوبة قد تعاد كما هي أو قد تكتب بأحبار أخرى، وتروى من جديد.."، وقد نجح المؤلف في ذلك مكوناً أسلوبه الشاعري الخاص والمحبب.
روائي وطبيب سوداني بدأ ممارسة الكتابة في مراحل مبكرة جداً من حياته، ففي المرحلة الابتدائية كان يكتب القصص البوليسية تقليداً لما كان يقرؤه أثناء الطفولة، وفي المرحلة المتوسطة بدأ يكتب الشعر بالعامية، وتغنى المطربون فيما بعد بالكثير من أشعاره. واستمرت كتابة الشعر حتى خلال دراسته للطب، وأصدر دواوين شعر بالعامية السودانية، وفي عام 1985 بدأ يكتب الشعر بالفصحى ووصل لمراحل متقدمة وكانت قصائده تنشر في مجلات كبيرة ومزدهرة في ذلك الوقت مثل “القاهرة” و”إبداع” و”المجلة” و”الشرق الأوسط” وكان يتوقع الكثير من أصدقائه أن يظل مستمراً في كتابة الشعر، لكنه في العام 1997 كتب رواية اسمها “كرماكول”، وكان حينها أنهى دراسته في جمهورية مصر العربية ويستعد للعودة، ورغم كونها رواية صغيرة فوجئ بأنها أحدثت أصداء كبيرة في القاهرة، الأمر الذي شجعه لمواصلة الكتابة، لكن بعد عودته للسودان بدأ ممارسة الطب، وعمل في أماكن بعيدة، ولكثرة التنقل والانشغال بتكوين الذات في مجال العمل، انقطع عن الكتابة لسنوات طويلة، حتى انتقل في عام 1993 للعمل في الدوحة.
في عام 1996 كتب روايته الثانية “سماء بلون الياقوت” بعد انقطاع عن الكتابة دام عشر سنوات، وهي مستوحاة من بيئة شمال السودان، ثم تلاها رواية “نار الزغاريد” ثم “مرايا ساحلية” وهي الرواية التي أحدثت نقلة في تجربته الروائية، وكانت عبارة عن سيرة عن منطقة “بورسودان”، كما كتب “سيرة الوجع” والتي نشرت على حلقات في جريدة “الوطن” القطرية، وكانت عن ذكريات متنوعة من البلدة البعيدة التي كان يعمل بها “طوكر”، ثم كتب “صيد الحضرمية” و”عيون المهاجر”.
أما البداية الحقيقية والتي تمثل مرحلة الانطلاق والانتشار الواسع النطاق، كانت في عام 2002 عندما كتب د. تاج السر روايته الأشهر “مهر الصياح” و هي رواية ضخمة ذات طابع تاريخي، وهي التي حققت انتشارا كبيرا وأصداء بعيدة، وترجمت منها عدة فصول بالفعل، ، وتلتها رواية “زحف النمل” التي انتشرت بشكل كبير، وحققت أكبر شهرة، وصادف صدورها مع افتتاح معرض القاهرة للكتاب، وحققت حينها أعلى مبيعات، وانتشرت بشدة، وبعد ذلك تواصلت التجربة مروراً بتوترات القبطي والعطر الفرنسي، وصولا لـ صائد اليرقات.
ترجمت أعماله للغات عدة منها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية والفارسية، ووصلت روايته العطر الفرنسي للقائمة الطويلة لجائزة الأدب العالمي المترجم ٢٠١٦، وحصل على جائزة كتارا ٢٠١٦، ووصلت أعماله للقائمة الطويلة والقصيرة لجائزة البوكر عدة مرات.
حسنًا .. انتهت إذَا .. هذه الـ رواية الملحمة! ماذا يمكنك أن تقول عن هذه الرواية؟!! عن هذا العالم الغريب المليء بالتفاصيل الذي أتقن "أمير تاج السر" صوغه وكتابته، كلما بعدت عنه عدت إليه وكلما اقتربت منه تشتت أكثر .. ربما لا أميل بطبعي إلى هذا النوع من الروايات متعدد الشخصيات والأحداث المزحم المتخم الذي يقترب فعليًا من الملحمة، ولكني لا أستطيع أن أنكر تلك القدرة الفائقة على الإلمام بالتفاصيل والدخول إلى دهاليز عديدة ورسم شخصيات غريبة ومواقف وأحداث .. عالم متخيل حر يقترب من الواقع بحذر، ويبتعد عنه ويغترف من الفانتازيا كثيرًا بارتياح وبساطة .. . . . الرواية التي تتحدث عن عالم، كما يتم تعريفه من البداية تعريف أرى أنه قاصر جدًا وغير معبَّر عمَّا تموج وتحفل به هذه الرواية من أنها (مستوحى من التاريخ القديم لسلطات كانت سائدة في السودان ردحا من الزمان، وقد استوحى الكاتب أحداث هذه الرواية من كتاب ألفه رحالة عربي قام برحلة إلى بلاد السودان في القرن السابع عشر) ماهذا الإيجاز المخل؟!! هل هذا هو الأمر كله؟! أم هي الإشارة التي طرحها "أمير تاج السر" كنوع من الدخول إلى هذا العالم فحسب .. فالرواية ليست تاريخية بالمعنى المفهوم، بل إنها متخيلة بالكامل، وإن اعتمدت على وجود أشياء كانت تحدث قديمًا، ولكنها تدخل في عوالم خاصة ومتخيلة ببراعة، مجلس (الكوراك) وسلطان أنسابة، وآدم نظر وأخته الرزينة، وحبيبها "جبروتي" بالإضافة إلى السلطان رغد الرشيد .. وغيرهم كثير كيف يمكن أن نتحدث عن هذا كله؟! كيف يمكن إجماله في مراجعة أو تعليق .. . ولأن الرواية قديمة (مكتوبة من 2003) فقد كان من حسن الحظ أنه كتب عنها مقالاً وافيًا كتبه باسم الياسري، أنصح القراء بالعودة إليه أمير تاج السر في مهر الصياح وأعتقد أنه من واجب النقاد أن يدوروا حول هذا النص كثيرًا :) .
هناك نوعان من القرّاء؛ نوع ينتبه إلى الشيء الجميل فى العمل الأدبى، ينظر إلى نصف الكوب الملآن منه، فيمنحه تقييم عالى ويخرج من غلافه مبتسماً ومنشرحاً، هذا النوع ينمّى عنده ملكة الشعور بالجمال والتفاؤل، أما النوع الثانى فيتعقب عثرات الكاتب، يتوقف عندها، يحللها، وينظر مليّا إلى مساويء العمل، هذا النوع من القراء ينمّى عنده ملكة النقد والتحليل، غالبا هذا النوع جاد وصارم، وغير حالم.. القاريء المحظوظ الجيد هو من يمتلك الملكتين معاً.. ــــ كانت لدىّ دائما فكرة لطيفة أطرحها على نفسى بين الحين والآخر علّها تصبح ذات يوم مشروع يتنفس، هذه الفكرة كانت أن أعرف كل شعوب الأرض عن طريق الأدب بعيداً عن العلوم الإنسانية، أن أقرأ قصص لكل البشر ليس فقط الروس أو الإنجليز أو اللاتين (عُصبة الأدب العالمى) لكن ما المانع من أن أقرأ على سبيل المثال أدب أندونيسى أو جنوب أفريقى أو باكستانى حتى تلك الدول الفقيرة التى لاتسمع عنها إلا من أخبار المعاناة(هذا إن توفرت ترجماتهم أصلاً).. اقرأ أدبهم تعرفم، والمعرفة هى زروة العلم كما عند الصوفية، العلم يأتى من كتب الإنسانيات أما المعرفة فتأتى من دواخلهم.. من أدبهم..
بعد قراءة هذه الرواية اتضحت مدى صعوبة الفكرة ليست علىّ فحسب بل على الكاتب أيضاً، فهو مُطالب أن يتخطى حدود العلم إلى المعرفة، مُطالب بوصف عالم لا أعرفه، مُطالب بكل التفاصيل التى تُقنعنى بعالمه، وتجعلنى أخرج منها كخروجى من رحلة لطيفة بعيدا عن عالمى الواقع. وهذا أمر إن حدث فإن هذا العمل الأدبى بطبيعة الحال ينضم سريعا إلى عصبة الأدب العالمى لأنه حوى كل الصفات المطلوبة فى الأدب الموسوم بالعالمى، ونحن لا نقرأ من الشعوب الأجنبية إلا أدبهم العالمى، الأمر أشبه بالدوارن فى دائرة مفرغة! ففى النهاية لن نقرأ إلا الأدب العالمى، حتى أننى بعد هذه الرواية أخذت أفكر بجدية أن أقلل من قراءة الأدب وإتاحة الفرصة للعلوم الإنسانية، وإن قرأت الأدب فلا أقرأ إلا العالمى..
فى هذه الرواية بالذات ينقصها الشعور باللون الأسود، ينقصها البشرة السمراء، ينقصها النيل والشمس، باختصار، ينقصها روح السودان! ــــ لو قرأت هذه الرواية فحتما ستشدك اللغة، حتى أنى فكرت فى بعض الأحيان ألا أكمل قراءتها لكن رواية بتلك اللغة لا يجب أن تكون تلك نهايتها. وعند الحديث عن اللغة يحضرنى رأى لتوفيق الحكيم أورده فى كتابه "التعادلية مع الإسلام" فى معرض حديثه عن الأدب وهو أن هناك تعادل يجب الانتباه إليه فى الأعمال الأدبية حتى لا تهبط إلى درك الانحطاط والابتذال، وهو أن اللغة والأسلوب لا يجب أن يتعاليا على الفكرة فلا تكون ثوبا فضفاضا على جسدٍ ضامر، ولا أن تكون اللغة والأسلوب متواضعان بالنسبة لفكرة تحتاج إلى مجهود. اللغة هنا رنانة جدا ومتكلفة أحيانا، مثل فتاه أسرفت فى وضع مساحيق التجميل على وجهها، فبدلا من أن تصير أجمل صار وجهها مشوها.. الحشو: أكثر ما يعيب هذه الرواية هو الحشو الزائد، حتى أنى قد أفتح صفحة عشوائية من الكتاب الآن ولا أتذكر بعض الأحداث المكتوبة، فأغلبها حشو، ولى بعض الملاحظات على هذا "الحشو": - من قرأ الحرافيش لنجيب محفوظ سيلاحظ فى بداية كل فصل مقدمة لاتزيد عن خمسة أسطر على لسان الراوى (الكاتب) يعطى فى هذه المقدمة نبذة فلسفية سريعة، تشريحاً نفسياً، ثم بمجرد أن ينتهى هذا التدخل من الكاتب حتى تبدأ الأحداث فى الحركة وتبدأ الشخصيات فى التفاعل، هذا التدخل أشبه ب(ملح) الرواية، هذا التدخل من الكاتب مطلوب كما الملح بالنسبة للطعام، فى الحرافيش كانت نسبة التدخل هذا ضئيلة جدا بالنسبة لأحداث الرواية، ففى حالة زيادته تصير القراءة مملة، رواية مهر الصياح مكتوبة بلغة (الملح) هذه ( حيث تصبح الرواية أشبه بفيلم سينمائى تتوقف مشاهده بين الحين والآخر ليخرج علينا الكاتب وهو فى ثوب الناقد المُتعاطف ليشرح ماحدث وما يتفاعل داخلهم متأثراً بمعاناتهم، فيبتعد عن جوهر الأحداث، وحينها تصبح الأحداث عاجزة عن وصف نفسها بعد أن تولى أمرها تدخل الكاتب) - تقنية الحوار تُستخدم لإبراز ما يفتعل داخل الشخصيات من عواطف ومشاحنات، إلا أن الكاتب لا يفعل هذا، بل يضطر إلى أن يذيل كل حوار بتدخله حتى يشرح لماذا قال وكيف قال.. حتى أنه فى أحد الحوارات كان هناك سؤال من أحد الشخصيات، أتت إجابته (المفترض أن تكون مباشرة) بعد ثلاثة عشر سطرا من التدخل المحشوّ، لك أن تتخيل أنك مضطر لتذوق كل هذا الملح! غالبا هذه هى مشكلة الروايات؛ أن الكاتب مضطر لكتابة فكرة لمعت فى ذهنه فيما يزيد عن الثلاثمائة صفحة، فيضطر إلى الحشو لملأ الفراغات! ـــــ من الشخصيات الغريبة فى الرواية، شخصية حلحلوك المجنون: كانت أمانيه أمام سلسة الكوراك سخيفة بعيدة عن الجنون، كأنه شاعر حداثىّ متمرس يكتب قصائده المطلسمة العصية على الفهم، كأن يطلب مثلا من السلطان بيتا ليس فى الأرض أو جارية بلا ثديين.. ذكرتنى بقصة كتبتها كانت فيها مجنون وكان يشحذ العملات المعدنية ليصنع منها قمرا كبيراً، وبمراجعة ما كتبته فيما بعد شعرت بسخافة الأمنية (يصنع من العملات المعدنية قمراً كبيراً)، فعدلتها لتصبح أعقل جنوناً! - رغم لغة الكاتب القوية إلا أن هناك بعض القصور فى الوصف، كأن يصور هبوط قافلة محملة بالبضائع بإنسان يتقيأ! أو يصور استقبال نوافذ القصر لهبات النسيم بطفل يرضع، وغيرها من الصور التى استوقفتنى كصور ناقصة.. ــــــــــــــــــــ فى الختام: فإن القاريء ينتقد للوصول بالعمل الأدبى لحالة الكمال، وهذا أمر قد يكون محال، وهذه خسة أتلذذ بها، إلا أنها خسّة تتميز بالشرف والنقاء. ـــ إلا أن هذ العمل يتميز ببعض الإنسانية التى خففت من بعض مساوئه، فأمنية آدم التى أغضبت السلطان وعاقبه بتحويره وانضمامه إلى الرعاع البؤساء، حينها انتهت حياته الحالمة إلى حياة شبه ميتة، فى نهاية الرواية وبنهاية غير متوقعة تتحقق أمنيته التى لم يحلم بغيرها..
* لا يستطيع أن يفهم السلاطين، و لا يستطيع أن يقدر ساعات استيقاظ ضمائرهم و ساعات نومها . أحيانا يظنهم وحوشاً شرسة ، أحياناً آباء عظيمين للغاية، و أحياناً لا هذا و لا ذاك.
لأن اسم أمير تاج السر أول من يظهر على قائمة ( كتّاب الواقعية السحرية العرب) اخترت أن ابدأ معه بهذه الرواية الخلاقة في فكرتها، ولطالما من بعد الطيب صالح شغفني الأدب السوداني، فلنطلع عليه سوياً يا أصدقاء
لأمير تاج السر خصوصية لعالمه المنسوج بعناية شديدة ، عالم الغرائبيات الذي تحتار في الفصل بين غرائبيته وواقعيته ، حسنا لا شيء غريب عموما في حياة لبشر هو فقط تسليط الضوء على حدث قديم مع تضخيمذلك الحدث ، قد تبدو حوادث التعذيب مثلافي تلك الرواية غرائبية ولكن مع قراءة مستفيضة في التاريخ تجد أشباه كثيرة لتلك الحوادث ، لا غرائب في عالم البشر ، البشر هم من يصنعون الغرابة وهم من يستغربونها بعد ذلك .
الرواية جيدة في المجمل وأمير تاج السر كلما تقرأ له تنغرز أكثر في عوالمه المتخيلة .
كرهت الرواية جداً جداً جداً في البداية.. ثم تقبلتها.. ثم أحببتها.. لا أدري ان كان أمير تاج السر دائماً يكتب بنفس الأسلوب لكن أرى أنه يستخدم لغة غريبة من اختراعه.. لا هي فصحى ولا عامية.. لغة شعرية كما هو مذكور.. يمتزج فيها الحوار مع الوصف مع حديث النفس مع الحاضر مع الماضي بشكل متناغم مع تكرار لبعض العبارات يشبه خلفية موسيقية صاخبة أو هادئة لمشاهد الرواية.. الرواية تحتاج صفاء ذهني لاستيعاب المجاز والتلميحات وتداخل الجمل.. الرواية بطلها مجتمع تخيلي في دولة تخيلية صغيرة قديمة في السودان شخصيات متعددة تتناولها الأحداث.. ذكرتني بأسلوب مدن الملح وزمن الخيول البيضاء باستثناء أن الشخصيات قليلة في هذه الرواية.. في بداية قراءتي قلت لنفسي لا جديد حكم متسلط وشعب خاضع فقير مذلول مثل غيرها من الروايات السياسية إلى جانب لغتها المزعجة!! لكن لم أملك بعد ذلك إلا أن أندمج وألاحظ وأعجب بما تتضمنه من تصوير عبقري لهذا الظلم وهذا الذل والتفنن في الذل كل شيء مكتوب بذكاء وسخرية مريرة.. والوصف يشبع خيال القارئ بروح المجتمع وروح الشخصيات وكأنه يعايشهم.. أتمنى فقط أن أعرف ما هو الحقيقي وما هو الخيال في الرواية.. "لم يضحك أحد لأن لا أحد كان بوسعه أن يضحك، لم يبكِ أحد لأن لا أحد كان بوسعه أن يبكي" "لا يستطيع دمدوم أن يفهم السلاطين، ولا يستطيع أن يقدّر ساعات استيقاظ ضمائرهم وساعات نومها. أحياناً يظنهم وحوشاً شرسة، أحياناً آباء عظيمين للغاية، وأحياناً لا هذا ولا ذاك، والآن هو بالضبط في لحظة اللاهذا ولا ذاك."
العمل الأول الذي أقرأه لأمير تاج السر. الرواية استوحت أحداثها من كتاب لرحالة عربي قديم عن ممالك كانت سائدة ردحاً من الزمن في السودان. نسج أمير تاج السر عالماً يكاد يكون سحرياً في تفصيلاته و شخصياته و الجو النفسي الذي تدور فيه الأحداث. لم تخلو الرواية من بعض التطويل لكنه لم يجتز جزءاً من متعتها. بالرواية رموزاً عديدة وضعها تاج السر ببراعة و خفة.
الحقيقة أني أحاول الآن أن ألخص الرواية في سطور قليلة، لكن أعتقد أن الرواية لا يمكن تلخيصها على الإطلاق. عامة أنا احب الروايات التي تستلهم التاريخ.
قرأت الثلث الأخير من الرواية قبل إجرائي لعملية ازالة الزائدة بدقائق و بعد إفاقتي من التخدير.
رواية مذهلة في خلق المكان والشخوص، والثقافات البائدة، تفصايل غريبة، عادات وتقاليد، شرائع وطقوس، أحداث محبوكة، من أجمل ما كتب المبدع تاج السر. مع تحفظ يسير حول اللغة والنهاية.
روايات د. تاج السر تتناول العقل الجمعي بما يليق بثقافة البلد.. الثقافة الشرقية عموما مقابل تناول شخصية الفرد في الأدب الغربي تناوله هذا يجعلني أتبين بعدي عن هويتي بحكم ولادتي و نشأتي في الغربة و تقوقع الأسر المغتربة على ذاتها لتعيش، و انعزالي بإرادتي في غرفتي الصغيرة و العيش رفقة عقلي الفردي يكاد تأثري بفكر الغرب يحيلني لأهمية الفرد المبثوثة في مجتمعهم و هكذا أجدني و أنا اقرأ أدبا ينتمي لبلادي بعيدة و غريبة عني يحز ذلك في نفسي قليلا و لا أستطيع أن أنتمي لأي من الشخصيات الحزينة في رواياته.. أنا الفتاة ذات الهوية الكوزموبوليتانية و رغم ذلك يبدو أن رواياته هي التي تعرفني على شيء من هوية مبتورة، و إن كان بقسوة لم يتعمدها الكاتب مطلقا
أسلوب السرد الذي يتخلله الكثير من التكرار يصبح بمرور الوقت كخلفية موسيقية و أنت تقرأ، ثم تأتي تلك الاختلافات الطفيفة في التكرار كالنقر المنتظم على الطبول فيوقظ الخدر اللذيذ في القارئة فيني و هكذا حتى يختم الرواية بالنقرة العالية التي هي مصير آدم نظر هكذا بدت لي كإيقاع افريقي ترقص فيه الشخصيات على أنغام حزنها المقيم و فرحها الهارب، قلقها و سكونها الساهي، بؤسها و أحلامها، نعيم شعبها و شقاء حاكمها في تناغم حيث الراوي هو الكوريوجرافر مصمم الرقصات الصياح بذاته به دلالة على تجذر الموسيقى في الثقافة الافريقية حتى يكون لها دور مهم كهذا المجلس
وُفِّقَ الكاتب في اختيار أسماء شخصياته فــ آدم نظر حامل لذنوبه و شقائه و يمتلك نظرة مستقبلية هي كالرؤية انسان لا يسعى لتحقيق حلمه فهو موجود لكنه يكيِّف البيئة حتى تستقبل حلمه بما يليق.. في عالم حيث الإنسان هامش يصبح السعي و التضحية لأجل حلم ما هو ما يمنح هذا الانسان أهميته الرزينة.. كانت رزينة حتى في سيرة الغياب رغد الرشيد.. الذي استدعى لدي لا شعوريا صورة حكم هارون الرشيد
أعجبني حج صانع الطبول إلى الموت بسلام كما أعجبتني فكرة الاكسير و العطور، إشراك الحواس في القلق النفسي الداخلي أحببت المجنون أو لنقل فتنني حبه للاختلاف و التفرد في طلباته.. الوحيد الذي يعاف أن يكون ضمن القطيع و يفضل قلق الوحدة.. هذا الكائن الــ هرماني (هرمان هيس)
تاريخ السودان بما فيه من أوجاع تجارة الرقيق و غير ذلك حافل بحكايا أسطورية تواسي حاضرنا الذي يلتقي معه تحت مسميات أخرى للقمع و الظلم تعلمت انه حتى و إن تحسن حالك سيظل الانطباع الاول عنك عصيا على المسح و يظل مكتوبا في تعاملهم معك فامضِ لما أنت موجود هنا لأجله.. امضِ لرسالتك
و ختاما، إن أحببت سماع النقرة الأخيرة عليك بقراءة الرواية
رواية "مهر الصياح"، رواية رائعة حقًا، وإن كانت عليها بعض المآخذ القليلة؛ لكنها -مآخذ- كافية بحق لإثارة الحديث حول الكتابة كصنعة! ومن تلك المآخذ التي تثير الأسئل�� في رأيي: 1- الإطالة، 2- عشوائية الإيقاع؛ إيقاع الحكي غير منضبط ويتحول من السيولة إلى التكثيف المفاجئ في أكثر من موضع وأوضح دليل على ذلك يتجل في نهاية الفصل 25 قبل حين جُن يوسف كرا. 3- اللغة والزمن، هل تحديد الزمن بالقرن السابع عشر كان مطلوبًا؟ في القرن السابع عشر وفي قرية بعيدة كل البعد عن النهضة الصناعية في العالم لماذا يستخدم المؤلف ألفاظ مثل "الرجيم والروماتيزم والسيلوفان" ومصطلح حقوق الإنسان! بلدة زراعية كتلك، كيف يصير الأكل فيها مجرد وجبتان فقط هما الحميض والدخن! حتى في قصور الكبار! هل هذا يعكس فقر تلك السلطنة أم أن الكاتب لا يعرف غير هاتين الوجبتين؟ 4- رواية بلا أمل! أما الصديق فهو متواجد لدى شخصية وحيدة وهي "الرزينة" وصديقها الخصي الذي قتل الأمير مساعد، بينما الصداقات الأخرى مجرد صداقات صيغت بشكل مكثف كشبرق وقلوب، فكيف يعيش أبطالها ويتحملوا كل هذه الظروف الصعبة، خاصة وأن النبوءة تقول أن أدم نظر سيكبر ثم ينحني ظهره ثم يسقط منه شيء عزيز ولا حديث فيها عن غير ذلك! الاستمرارية في استخدام ألفاظ بعينها طوال الرواية صار أقرب إلى كلاشيه صنعته الرواية لنفسها، الحديث عن الخصيان كمثال والهرمونات والضد وضده...الخ! ---------------------------- هذه رواية رائعة والكاتب يملك لغة رائعة لكنها في رأي لغته الخاصة في الكتابة وليست لغة الرواية الخاصة بها، فاللغة التي ابتكرتها الرواية لنفسها فقيرة مقارنة باللغة التي يملكها الكاتب، وهنا تطرح الرواية إجابة أخشى أن أكون مصيبًا فيها، هي إن الكاتب -مؤلف الرواية- محترف بالمعنى المباشر للكلمة، لكنه لم يستطع تخليق لغة خاصة لروايته....... والكلام كثير عن مواضع أخرى في الرواية
عمل ممتعة كالـعادة والحكبة القصصية رائعة فانا تروقنى الحكايات التاريخة كثير وتشدنى جدا
بالرغم من التكرار الممل للاحداث والنهاية الباهتة التى فى ظنى جات على عجل واستجعال شديدين نهاية تشبه نهاية فلم هندى نهاية مملة وباهتة لعمل يستحق الخمسين نجمة وليس الخمسة فمن الصعب ان تسرد احداث تاريخة كعمل روائى صعب جدا
ولكن احداث الرواية بصورة عامة تكاد تشبه الواقع السودانى الان برغم الاختلافات القليلة فى الاحداث فالحاكم السلطان رغد يكاد يطابق الرئس البشير فى الظلم والفساد الحكم الشمولى الاستبدادى الذى يقبض بيد من حديد واقع قديم يشبه واقع جديد
بلغة شعرية شديد الخصوصية والتعقيد والغرابة أحياناً ، جاء هذا النص محيراً ومربكاً ، بعالم متماهي الحدود تماماً بين الواقعي والمُتَخيَّل ، نص يحتاج لقاريء متأنِ طويل النفَس ، ليخوض غمار رحلة في عالم سلطنة أنسابة العريقة ، ومغامراتها و وقائعها وأحداثها المفعمة بأحاديث الحب والحرب ، والعزف الهاديء على ثنائية الإنسان والقدر ، لتأتي النهاية على غير التوقع ، سريعة ومبتسرة وتفتقد للكشف في عدة مواضع ، عموماً هي رحلة قرائية قد نختلف على درجة الاستمتاع بها ، لكنها حتماً مختلفة ومميزة وتستحق الاهتمام .
امير تاج السر و هو من محاسن الصدف طبيب و خريج نفس كلية الطب التى تخرجت منها (طب طنطا) بفارق ٢٥ سنة ..امير هو ماركيز سودانى بدل قرية ماكوندوا بيحكى عن مملكة (أنسابة) رواية مذهلة اعتقد انى ماقريتش حاجة مماثلة للعالم الغرائبى ده فى الادب العربى قبل كدة ...الاسلوب صعب شوية و ممكن تحتاج تقرا الصفحة مرتين عشان تفهم بس الناتج النهائى ممتع جدا جدا... نشوف الراجل ده كتب ايه تانى بقى
رواية تعلق بالذاكره ! تحفة أدبية بقلم جبار، كتاب لا يمكن ان تتركه حال بدأته ، رواية لا تقاوم احداث مشوقه وجهة نظر غير عاديه من الكاتب يجد القارئ نفسه ممتلئ بمشاعر شخصيات الروايه كما يحسونها ويجد نفسه متجولا في أنسابه يلهبه حر صيفها ويوجعه وجع أهلها دراما بصوره فذه تصور امكانيات أدبيه عاليه للمؤلف لا تنفك رائحة جبروتي القصديريه من ذاكرتي ابدا
This entire review has been hidden because of spoilers.
يغرف أمير تاج السرّ في رواياته من معين بيئته السودانية تاريخاً وتراثاً وأساطير وحياة لا تنضب. وهو في عكوفه المتأني على عمق تلك البيئة يأخذك إلى أجواء مفعمة بالسحر والغرائب والتساؤلات، وربما أيضاً يعبث بمشاعرك وينتحي بك نحو سخرية مبطنة بالوجع الإنساني أو وجع مبطن بسخرية لاذعة حدّ المرارة. في (مهر الصّياح) الضحك الساخر سوف يتقلّص وينزوي على نفسه ، وقد يترائى في تلميحات وطُرف أشبه بالشفقة منها بالسخرية ، وربما يأخذك إلى ما هو (ضحكٌ كالبكا) ، وذلك حين تتأمل في الضيم الإنساني والدركات السفلى الذي يأخذك إليها السرد . يقول تاج السرّ في تقديمه للرواية بأنها مستوحاة من كتاب ألفه رحالة عربي قام برحلة إلى بلاد السودان في القرن السابع عشر . وأن النص مستوحى من التاريخ القديم لسلطنات كانت سائدة في السودان ردحاً من الزمن . ثم يستدرك قائلاً : " إن تصادف وتشابهت بعض أحداثه وشخصياته وأسمائه مع أحداث أو شخصيات أو أسماء حاضرة الآن ... فهذا محض صدفة ولا أساس له من الصحة " . وهي عبارة اعتاد الكتّاب الروائيون عن إيرادها ربما لإثبات العكس ، والتذكير بإن ما يروونه من مشاهد التاريخ ماهو إلا إسقاط على الحاضر الراهن . يتلامح أمامنا (آدم نظر) منذ افتتاحية الرواية مواطناً في سلطنة (أنسابة) ، متسربلاً بشخصية الفتى اليافع الطموح الممتليء رجولة وعنفواناً رغم صغر سنه. ولعله ذلك الطموح المتحفّز هو الذي قاده إلى مصير غامض اختلطت به الرفعة بالذل والمكانة الجليلة بتنازلات مهلكة ذات ثمن باهظ . لم يكن يدرك (آدم نظر) وهو بصدد الصياح بأمنية غالية في مجلس السلطان، وهي أن يكون (أباً شيخاً)، أي الرجل الثاني في السلطنة ذات يوم، ولم يكن يدري حينها أن التدرجات التي يمرّ بها (الأب الشيخ) ستكون أمرّ من الحنظل وأشقى من الشقاء. تبدأ بالتأديب عبر الالتحاق بكتيبة (الرعاع) ، ثم بتحويله إلى دابة تُركب على المستوى الواقعي، تبدأ بحمار ثم فرس ثم ناقة، حيث يربط بالرسن ويوطأ ظهره حتى يتقرّح. ثم في مرحلة لاحقة من المذلة يخضع للإخصاء صاغراً، ليصبح من زمرة الخصيان الذين يخدمون حريم السلطان ويُضمّون إلى الحاشية السلطانية. وهكذا تحوّل (آدم) إلى (دمدوم) والرجولة المتحفّزة إلى خنوثة ولين وهرمونات طاغية لا يستطيع لها دفعاً ! حينها يكتشف دمدوم، وبعد رحلة مضنية من الذل والهوان وفقدان الأهل والعزوة، بأن (الأب الشيخ) ومستشار السلطان ويده اليمنى لا بد وأن يكون خصيّاً، ليطمئن السلطان إلى بقائه الأبدي دون مخاوف من خيانة أو إطاحة. وهكذا يتحقق حلم (آدم نظر) بأن يصبح (أباً شيخاً)، وإنْ عبر أوجاع إنسانية وأهوال نفسية باهظة. إن سلطنة (أنسابة) التي هي محور الرواية وفضاؤها المكاني والزماني، لا تختلف عن أي جمهورية من جمهوريات الفاقة والخوف والقهر الإنساني والديمقراطية المقنّعة في زماننا. والرعية المعفّرة بالضعة والاستسلام والركون إلى القدر والنصيب هي هي عبر أزمنة هذه البقعة الجغرافية. أما سطوة الحاكم وتفرده وعبثه بمقدرات شعبه وتحويره لكراماتهم وإنسانيتهم فلا تبدو خارجة عن سياقات الزمن الراهن. أما ما يمتّ بصلة للقرون الخوالي كنظام الرّقّ وجرائم الإخصاء وشتى صنوف الإ��لال الإنساني فلها ما يضارعها على المستوى المجازي والكنائي مما هو ضمن المتشابهات من أحوال البشر ومصائرهم في الحياة الراهنة. أعتقد بأن أمير تاج السرّ نجح في بلورة مشروعه الروائي عبر سلسلة من إصداراته المميزة التي لم تؤسس له قاعدة من القراء المخلصين فقط ، وإنما جعلت من رواياته مرجعية تاريخية واجتماعية أصيلة يُعتدّ بها.
#مُهر_الصياح #أمير_تاج_سر الرواية الثالثة للكاتب أمير تاج سر ، هي من نوع آخر من الروايات الذي يستخرجها من كتاب لرحالة كان متواجد في القرن السابع عشر ، يضيف عليها الشخصيات من خياله للاسماء مثل (آدم نظر ) (ولد الحوري ) ، (الرزينة) وغيرها من الأسماء، تدور أحداثها في سلطنة من أحد مناطق السودان القديم اسمها (أنسابة) وعاصمتها(جوا جوا) ، تتحول قصة شاب مراهق ، ذو أصل معروف وأهل بعدين المسكن ابن صانع الطبول ا��راهيم ، الذي مات ولم يحصل على مبتغاه من الحج ، لمرض كان الرشيد (رغد الرشيد ) سُلطان انسابة منع حاملي الأمراض من الحج . أرووك أرووك اريد ان اصبح الاب الشيخ ، هكذا نادى الابن بعد وفاة والدة ، الذي مات من حصرة عدم الحج ، مجلس الجمعة الذي يعقده الرشيد للصياح من خلال سلسلة بشرية تنقل له طلب المحتاج ، هنا تنقلب على الولد المراهق ، الذي يبحث عن عزة والده الذي مات قبل الحصول على مراده ،ينتظر وينتظر إلى أن تأتي الأوامر بتحولية إلى كتيبة الرعاع يرأسها ابن الرشيد (مساعد) ، يصبح حماراً ، فرساً يمتطيها الأمير متى شاء .يصور الكاتب مدى الظلم الواقع على الشعب جراء الأحكام الدك��اتورية من حكام لا رحمة في قلوبهم . بعد ذلك إلى خصي يخدم داخل القصور الفاخرة، التي بنيت من عرق و ضرائب تفرض على الفلاحين والمزارعين و تأخذ عنوه. روايه في صفحاتها ٣٣٤ ،تجذب وتاخذك إلى عالم الخيال وتصور إنسان على شكل دابة يركبها الامير ، تنفر منها المماطلة والتكرار التي أصبحت علامة على الكاتب . تنتهي ان آدم نظر يحصل على ما أراد ، ولكن بعد أن فقد الأخت(الرزينة) و الأم والاصدقاء ، والرجولة ليصبح (مخصي) . أحداث الرواية تأخذك إلى أبعد من قصة تسلية ، تأخذك إلى التفكير كيف بدأ مشوار الحكم الدكتاتوري يمارس في البلاد جراء الصمت 🤐🤐🤐 ... #رائف
- ما وظائفكم هنا يا رفاق؟ - خدم وطهاة وحراس للتمرد، منسقون حدائق، جليسون للاطفال، مضفرون للشعر، عاجنو حناء لزينات الملكات، ابناء كلب، ملاعين، مصفوعون على الخدود، عالمون بالاسرار، مشاهدون للعورات، كل شىء، نحن كل شىء ونحن جاريات فاخرات اذا اقتضى الامر.
لم يكن الصبى، الذى لم يصل عمره مجموع اصابع يديه وقدميه، يعلم بان يوم صياحه فى الجمعة الظليلة لمجلس الكوراك بطريقة الاستجداء المعروفة سيكون يومه الاخير كادم نظر، وبعدها سيحور الى دمدوم الذى له وجه ابيه واستدارة ورقة امه واخته. دمدوم الرجل وضده. لينضم الى سيل الخارجين من قاموس جرائم الطمع والاقامة الابدية؛ الجرائم التى ارتكبت وما زالت ترتكب فى حق البشرية منذ اخترع لقب حاكم، الجرائم التى من ابرزها عالم الخصيان.
الرواية جميلة وبدايتها قوية واسقاطاتها رغم وضوحها الا انها جميلة وغير مبتذلة بالمرة، لكن النهاية مشوشة ومبتورة بشكل قسري الجميل في الحكي السوداني انه له حميمية الجدات التي تعودت ان تحكي للصغار، وان هذا الحكي يعيد الجدات مرة اخرى برائحتهم المحببة التي تغرقنا في الحنين لا بجو ايامنا نحن ولا بروائح اليوم حتى لو حكت عن هذا الاخير،
أعتقد أن الروائي عاد لتراث بلده حيث الغموض والخرافات المكتنفة في عادات الشعوب، ليمتطيها ويكتب رواية على مدرسة الواقعية السحرية، عالم نصف متخيل، حيث الظلم منذ قديم الزمان يدفع فيه الأبرياء ثمن ترف السلاطين، ولا تخلوا قصورهم من هموم لا تراها الشعوب. لو كانت صفحاتها أقل عددًا لكانت أكثر أصالة.
البداية جميلة جدا والخاتمة توقعتها وقد كان أأن حقق ماصاح به وأصبح الاب الشيخ ولكن عبر مشوار صعب جدا الرواية جميلة كفكرة وكأسلوب لكن الملل والتطويل في اجزاء كثيرة فيها وخاصة في منتصفها جعلني أقيمها لثلاث نجوم فقط اعتقد لو كانت ٢٥٠ صفحة فقط لاصبحت اكثر متعة وتشويقا رواية مختلفة ولاتنسي