كل ما بيدي وأنا أكبر هو أن أعي كيف ينحتني هذا الكبر. ما الذي يأخذه مني؟ وما الذي يضفيه علي؟ وأين سأجد نفسي عندما ينتهي الدرب، وترف الملائكة بأجنحتها من حولي، ويصير ما أعيه خارج الكلمات وأكبر منها؟ وكم سأخسر حينها أنا التي آمنت أن الحياة خسران طويل؟
إنني أكبر .. ومع ذلك فإنَّ كتابتي هذه ليست عدّاً لأعوامي ولا إحصاءً لها .. لقد أدركتُ – غيرَ متأخرةٍ على ما يبدو – أن قيمة وقتي فيما عرفتُه وأعرفه وسأعرفه عني وعن العالم من حولي وأنَّ انشغالي بإحصاء السنين سيحرمني فرصة أن أعرف جديداً .. وكلُّ ما أحياه الآن هو : نَهمُ أن أعرف . لم أعد أريد شيئاً غير أن أعرف أكثر كي أعيَ مبلغَ جهلي الفادح .. فأحزنَ أكثر مما حزنتُ ! إن الذي يعرف ينأى كثيراً عن صخب السطح وضجيجه .. يغور وحيداً .. وقد يفزع .. وقد يتوحش .. وقد يألم .. بل إنه سيألم لكنه أبداً لا ولن يؤذي ! أجل ، من يعرف لا يؤذي لأن الإيذاء خسارة في الروح والوقت ولأن الإيذاء ضعف ولأن الإيذاء هزيمة متأخرة ومن يعرف لا يحب أن يخسر ، ولا أن يُهزَم ! إن الذي يعرف كذلك قادر على اصطناع بهجته الخاصة فوق رملٍ يرتعب من الحياة حين تتوق إلى التعبير عن نفسها . قادر على أن يعذر ، وأن يمضي إلى الأمام ، فإن التفتَ فإنه سيلتفتُ لأن الحنين ينمو مع الوقت ، ولأن التفاتةً إلى الوراء لا تعني – حينئذٍ- أكثر من سلامِ العابرِ للعابر ؛ وجُلُّ الحياة – حينما أتأملها – عابرٌ يُحَيّي عابراً .. وأنا لا أريد أن أعبر دون أن أعرفَ كل ما يمكنني أن أعرفه !
تخصصها في اللغة الانجليزية والتربية ووسائل التعليم منحها سعة أفق لقراءة الادب الانجليزي والدربة على لم شتات التفاصيل الصغيرة وتشكيل عوالمها القصصية والروائية منها . تميزت بالجرأة في طرح مواضيع وقضايا تتحسس جُلُّ النساء من مجرد الاقتراب منها .
ولدت ليلى الجهني عام 1969م في تبوك بالمملكة العربية السعودية حصلت على بكالوريوس في اللغة الانجليزية من كلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة 1995م . وماجستير من نفس الكلية في الوسائل التعليمية 2000م . تعمل حالياً في مجال التعليم .
اشتهرت ليلى الجهني بالجرأة في الطرح والمقدرة على الخوض في التفاصيل الانثوية ونسج حبكتها الروائية باسلوب متماسك جذاب . تحدثت عن المسكوت عنه في عالم المرأة بحساسية فنية مرهفة .
أشهر أعمال ليلى الجهني روايتها الفردوس اليباب 1998. والتي طبعت مرتين إضافة لرواية غير منشورة دائماً يبقى الحب والعديد من القصص المنشورة في الصحف المحلية إضافة للأبحاث والمقالات عن تاريخ المدينة المنورة . وهي تتناول الهم الأنثوي بشكل خاص والانساني بشكل عام بأسلوب رقيق يمزج بين السرد والشاعرية لتشكيل الافق القصصي والفضاء الروائي .
حصلت على المركز الثالث في مسابقة القصة القصيرة بنادي الطائف الأدبي 1991
حصلت على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة بنادي المدينة المنورة الأدبي 1993
حصلت روايتها دائماً يبقى الحب على المركز الثاني في جائزة أبها للثقافة 1995
حصلت روايتها الفردوس اليباب على المركز الأول في جائزة الشارقة
إَّ نني أكبر ، وهذه هي حياتي : طويلة وثقيلة وغير مكتملة ألِّ ني لم أمت بعد لامست ليلى وتر الكهل بداخلي باقتدار، ليلى تكبر وأنا أكبر معها، ولا يسعني سوى أن أشيخ وأتعجب كيف تتقاطع الحيوات بهذا الشكل الصارخ؟
إن الحياة غير عادلة، ولكن الله عادل أقول هذا منذ سنين ، من قبل أن أعرف ليلى أو الكتاب!
قلما تتاح لنا فرصة أن نتوقف قليلا عن لهاثنا وراء كل شئ في الحياة، وننفصل عمن حولنا، ونختلي بأنفسنا لنفكر -ثم نخط على الأوراق- قصة أعوام مضت من عمرنا. ليس الأمر مجرد سرد ساذج لأحداثنا اليومية، بل نظرة فوقية لتسجيل النقاط الفارقة في حياتنا. ربما لو أتيحت لنا تلك الفرصة بالفعل لفررنا منها، إما خوفًا من ألا نجد بحياتنا ما يستحق التسجيل، أو هربًا من مواجهة تلك الحقيقة المرّة؛ أننا كبرنا!
تنظر الكاتبة خلفها لتسجل هوامش عريضة لأربعين سنة مرت من عمرها، الآن أصبحَت أكثر صمتا، أكثر وحدة وسكينة. تحكي عن صداقات نضجت لدرجة الذبول، تزايد مقتها لنهم الناس بالتدخل في شئونها الخاصة.
تعرض وجهة نظرها إزاء الإنجاب والأمومة، ولكني لن أختلف معها لأنني أفهمها. أفهم أن أتجنب الأمومة ليس كرهًا للأطفال بل خوفًا من مسئولية قد لا أكون جديرة بها، واشفاقًا على طفل لم يؤخذ رأيه إذا كان يرغب بالمجئ للحياة أم لا، وقلقًا من أن تزداد تنازلاتي وتتميع قراراتي لأن أطفالي يلوون عنقي! ربما فسّر البعض رغبتها تلك أنها قسوة، لكني أراها خوفًا وقلقًا من تلك المسئولية الجسيمة بكل تبعاتها، ومتعاطفة مع موقفها كليةً.
حالة من الرعب خيمت علي و أنا أقرأ الكتاب ... رحُُت أعيث في غرفتي وكتبي عن قصاصاتي تلك التي آكتبها من حين لآ خر ...كآني أضعتها ووجدتها هنا
وكآن ليلى كانت تكتبني ...و تقرآني الان ...بيني وبين نفسي .
سطراً بعد سطر أقرأ حواراتي الداخلية التي طالما ضجت بي من حين لآخر ...
تذكرت حينها يوماً آخذت بيدي آخي الصغير وأنا فكر فيما يخوضه الان من معاناة المرحلة الانتقالية مابين الطفولة والشباب وتلك الافكار التي تعصف به كما عصفت بنا يوما ما والتي لم نكن لنجرء على البوح بها .
فقلت له : اعلم ان اي فكرة تخطر على بالك فقد خطرت في بال احدهم على الجهة الآخرى من كوكب الأرض . واعلم ان آي موقف حصل لك فهو قد حصل لآحد ما في الماضي ... ويحصل الآن لاحد ما حاضراً ...وسيحصل لآحدهم في المستقبل
شكرا ليلي وقفتِ اليوم مع نفسي عظيمة ....
-----------------------------------------------
آكثر الوقفات انهاكاً في الكتاب :
أحلامي صارت ثقيلة وغريبة ومليئة بالتفاصيل والألوان والحرارة والحروب والملامس المتباينة ، وبعضها يشبه لوحات فنية ضخمة . عيناي غائرتان لطول ما قرأت وأوجعتني المعرفة . َنَفسي أبطأ وأبرد مثل َنَفس حيوان بر ي في سباته الشتوي ! يدخر طاقته لأيام من خديعة الأمل . – سيحتاج فيها لكل ما لديه .
صرت أقل حزنا وقلقا ، وأكثر سكينة ، ربما لأنني نجوت كما أظن -وجهي صار أجمل مما كان عليه قبل أعوام ! عَلته تلك الهالة الغامضة التي تعلو الأشياء عند بلوغها نقطة تمامها ، أو اقترابها منها . صر ُ ت خارج أشياء كثيرة ظننت أني لن أصير مرة خارجها ، أولها : الانتظار . ما عدت أنتظر ، وقد ربحت بهذا نفسي ووقتي وطاقة بددتها من قبل على أمور وأناس لا تستحق .
إنني أكبر و وأبلغ أربعيني دون طفل و ومع ذلك فإن اسمي لن يمحي كما تظن ُنسوة كثر حولي ، وحياتي لن تفضي إلى خواء . ما أنجبته عصي على الموت ، وكل ما أعرفه عن الحياة جعلني أدرك أن الخلود حلية من يعي لا من يتكاثر وفوق هذا فإن حياتي ملأى ، أجل ملأى حتى لو ظنت نسوة ، أو أردن أن يعزين أنفسهن بأنها غير ذلك . كنت قد انشغلت فترة بأن أبرر لهن ولغيرهن سبب عزوفي عن الإنجاب ، ثم أدركت أني كمن يسبح في ماء بارد ، أبذل مجهو دا جبا را كي أبلغ ضفة غير أكيدة ، وأن هؤلاء النسوة ومن يفكر بطريقتهن لا يعين أنفسهن كما أعي نفسي ، ولا يرين العالم من زاويتي ، فقررت أن أبتسم فحسب ، وأن أحاول أن أفهم كيف تعي النسوة أن الإنجاب شيء جاد ، ثم يتعاملن معه بخفة ؟
إنني أكبر ، وسأؤول إلى موت بطيء ، سأتحلل رويدا رويدا ، إن واظبت على العيش أكثر . كان واحدا من آمالي الكبرى أن أموت في الثلاثين ، أردت وأريد دائما أن أموت تامة ، لا أريد أن أحيا حتى أرذل العمر ، ولا أن أذوي شيئا فشيئًا ، ترعبني تكاليف الكبر .
يا لوجه محمود درويش في صوره الأخيرة ، شائخا إلى الحد الذي تدمع معه عيناي وأنا أفكر في وقع الزمن الثقيل على جسدي ، وفي أن وجهي بعد أعوام سيشيخ كوجه درويش ، وإن لم أمت الآن ، وفي أني سأفكر حينها في كل خيباتي وهواجسي وما قلته وما لم أقله ، وما فعلته وما لم أفعله ، فلا أتعزى عن شيء أو أحد و لأن ما خسرته سيكون دائما أكثر !
إنني أكبر ، وأميل إلى الصمت أكثر فأكثر . صارت تمرضني فكرة الكلام كلها . لم يكن الكلام سلواي في يوم من الأيام ، وقد عرفت مبكرة أن بإمكاني أن أحيا أياما طويلة دون أن أقول شيئا ، ودون أن أشعر بأن شيئا ما ينقصني . إن الصمت نعمة هائلة مسلوبة منا . أحيانا عندما أستيقظ من النوم ، ثم أطفئ المكيف ، أغمض عيني ، وأستسلم لصمت غرفتي ، وأشعر كما لو كنت لم أع بعد . أشعر كما لو كنت أسبح في محيط من عماء أبدي.
العنف الذي له شكل كلمة ، أو سكين ، أو مسدس ، أو مبيد حشري ، أو قيد ، أو مقطع بلوتوث ، أو مكيدة أو قنبلة ، أو بقعة نفط ، أو آلة عسكرية ضخمة تسحق بشرا لا حول لهم ولا قوة ؟ ما قيمة الحياة إزاء هذا العنف ؟ ما قيمتها والعنف يضحك بالليل والنهار ، ومن أشداقه تسيل حيوات كان كل ذنبها أن طرقها تقاطعت لمرة واحدة وأخيرة مع طريقه ؟
إنني أكبر ، وأتورط في سحر الكتب والقراءة أكثر فأكثر . لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة بل غريزة كالجوع تماما ،ومنذ وقت بعيد أدركت أن لا شي يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب . دائ ما ، عندما ادخل أي مكتبة ، أشعر بأنها مكان آمن كي أحيا فيه طويلا ، أو حتى أُنسى . لن أخسر أحدا أو شيئًا ، ولن يخسرني أحد أو شيء ، ولن أكون مضطرة لتمحيص كل الأفكار التي سأقرؤها قبل أن أسلِّم بها ، سأقرؤها على الورق ، وستبقى على الورق ، ولن أشعر بالخبية إزاء الوعي أو اليقين أو الخوف من الفشل ، سيكون كل شيء آمنا كما ينبغي لنعيم أن يكون . يا إلهي لعل أسوأ ما في وعيي أن أعي خرابي ، وأن أعي رغبتي في أن يكون تاما لا شية فيه ! لكنني لا أستطيع ، ولا أرغب في أن أكون غير ما أنا عليه هكذا خلقت و وهذا ما أصلح له : أن أعي العالم وأتعامل معه من خلال كتاب .
إنني أكبر ، وأزداد مرضا بخصوصيتي . لم أعد أطيق أن أُقتحم بفجاجة ، ولأسباب أشد فجاجة .
عندما أرسلت لصديقة أخبرها : " لا أنام " ردت علي : " أر ُ ق إدوارد سعيد .... " وها قد مضى إدوارد سعيد إلى نومه الطويل ، فهل علي أن أنتظر أن أموت كي أنام بعمق ؟توقظني أحلامي وكوابيسي أحياًنا ، وفي أحيان أخرى توقظني أفكاري ، ويوقظني أن أهجس بمصيري ومصائر أحبتي ، وكم يرعبني أن أفكر بمصائر من أحبهم ، في الموت الذي قد يأخذهم ، في المرض الذي قد يلحق بهم ، في الخيبة التيقد تفتت قلوبهم ، في العجز الذي قد يقعدهم . وأعرف ليس بيدي أن أمنع عني وعنهم ما ينتظرنا ، لكن ليس بيدي أن لا أهجس بكل ذلك فلا أنام .
إنني أكبر ، وأفكر في أنني قد حصلت على أشياء كثيرة ، غير أن ذلك لا يعني أنني حصلت على كل ما أردته ، أو أن كل ما حصلت عليه كان مما أردته . َثم أشياء أردتها بشدة ، غير أنني لم أنلها فحاولت أن أتصبر عنها
إنَّني أكبر ، وأميل إلى الوحدة أكثر من ذي قبل ، و أفكر دائما في أنَّني كنًُت سأكون من أهل الصوامع والِبيع ، لو أ ن الزمان تقدم بي . الوحدة لا تؤذيني ، و معها يمكن أن أعي هشاشتي فلا أحزن ، لأنِّي سأكون غير مضطرة لتبريرها ، وغير مضطرة للاعتذار عنها ، وغير مضطرة حتى لأن أرتبك إزاء رد فعل الآخرين تجاهها . في حياتي اليومية يمكن لي أن أكون مع الناس لبعض الوقت ، لكن الذي ينهك روحي أن أكون مع الناس طوال الوقت ،
إنَّني أكبر ، وأحاول قدر ما يسعني أن أُدجن مخاوفي التي عجز ُت عن أن أبرأ منها . مخاوفي الصغيرة والعظيمة ، مخاوفي المضحكة أحياًنا ، وغير المفهومة ، وربما غير المبررة أحياًنا أخرى ..... وأن أخاف من حدة وعيي التي قد تقودني إلى الجنون ، وأن أخاف من أن أفكر في كل احتمالات الحياة التي تفوتني كل يوم بسبب غفلتي أو جهلي أو كسلي ، وأن أخاف من أن ... أن تموت عّني بغتة ، قبل أن أشبع و قبل أن تكتب عنِّي – كما أخبرتني – و لو صفحة واحدة ، وقبل أن ألتفت مرة أخيرة إلى حياتي – كل حياتي التي مضت – و أقول ، دون تشفٍّ أو حقد و أنا أحيا سعادتي معك : أنِّي اكتشفت – متأخرة مثلما يحد ُ ث دائما – أن السعادة هي ما كانت تنقصني ، وأنِّي أستحقها ، أستحقها ، أستحقها ، حتى لو نغصها الخوف والوعي .
إنَّني أكبر ، و أتخيل أحياًنا أن حياتي- كلّ حياتي – مشهد قصير في فيلم طويل ، تعرضه صالة عرض شبه خيالية ، ويشاهده إنسان وحيد مرة ثم يمضي عنه . مشهد يبدأ وينتهي في دقائق ، لكنَّه يبقى في الذهن طويًلا ، لأ ن قيمته ليست في امتداده ؛ بل فيما يقترحه ، وفي المعنى الذي يحمله . مشهد لا حوار فيه ؛ لأن الكلمات تقصر عن أن تحكيه ، أو لأنَّها – بصورة ما – تفسده .
إنَّني أكبر ، وأدافع الشك الممض أكثر من ذي قبل . أحياًنا – عندما أتأمل حياتي – تبدو لي شكا يتناسل إثر شك ، أما اليقين فيها فيبدو لي متضائًلا ، ولا أخاف من شي ء قدر خوفي من يو ٍم أفيق قيه وقد ابتلعني الشك ؛ ستكون خسارتي فادحة حينئذ.
تأثرت بها وقرأت ماكتب عنها من تعليقات تصفها بالحزن والاحباط والاكتئاب وايضآ بالشفافية والنضج والحميمية. كله صحيح ومرجعه واحد، من تصيبه يصبح يحمل كل هذه الاعراض ويستطيع ان يميز بسهولة غيره من المصابين بنفس المتلازمة
أنها متلازمة الوعي الحاد وقراءة الغير مكتوب في الكون والناس والاشياء، ليس اختياريآ وقد يصبح خانقآ لكن ما باليد حيلة ولايستطيع ان يحيا بدونه
لاادري ان كان لحسن الحظ ..او سؤه، انه لايصيب الكثيرين، فالناس تأتي وترحل ولاتكاد تدرك كيف ولماذا والى أين! أما تلك القلة فأنهم كالارواح ��لهائمة لامكان لها بين الاحياء ولا الاموات، يغلبها الصمت وتنحشر الكلمات في حلقها ولاتهدأ ... ليس لانها تكره الكلام والمرح والشيطنة ... ولكنها تبصر ما لا يبصرون وتحس بما لايشعرون .. وتتألم
فيتحول الالم الى كلمات ليست ككل الكلمات لانها لم تكتب بقلم ولكن بروح .. ولايعلم الروح الا خالقها
لا أستطيع التعبير سوى ان الكتاب هو لسان حالى فى الكثير مما ورد فيه وان كانت هى ترصد ما رصدته فى سن ال 40.. اذن ما بال سن 28 الذى أعيشه ان اشعر بنفس المشاعر
هل يدعو ذلك الى الحزن أم الى الفخر؟ لا أدرى
--------------------------------------------------------------------------------- 16 ديسمبر 2011
انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ... انهاك الادراك .. تتكثف التجارب وتتمايز الأفكار .. تصبح أكثر تعقيداً وشمولية ,, يمضينى حدة الوعى وأبكى لأنى اعتدت على التأثير والمواجهة، ولأن زيادة النضوج أعيتنى عن التبلد فى مواجهة ضلالات الحياة.. لأن وعيى أصبح يتطلب مناشدة أكثر للتفهم أصبحت عاجزة عن ايجاده
انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ... انهاك الخصوصية والتفرد بالذات.. الصراع بين الرغبة فى الانطلاق وخشية الانتهاك.. أصبح أكثر تحفظاً وأبكى لأنى اعتدت الشجاعة والاقبال،، ولأنى أعجز عن الانزواء والاكتفاء بالصمت.. لأن اقدامى أصبح أكثر مدعاة للايذاء، أصبحت أكثر حرصاً على سلامى الداخلى من الخدش أو الاتلاف
انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ... انهاك الحياة بكل خيباتها ومرارتها.. حلمى المتجدد كل يوم بأفضلية الغد.. صدامى ما بين الممكن والمستحيل أصبح أكثر انتظاراً وأبكى لأنى اعتدت أن اتفائل ولأنى أعجز عن التسامح مع خيبات القدر لأنى أخشى أن يعمينى طول الأمل عن الأخذ باحتمالات الحياة،، أصبحت أكثر خوفاً من فداحة الخسارة حد الألم
انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ... انهاك الاحتياج.. الرغبة فى السكن والشعور بالأمان.. أصبح أكثر قلقاً وأبكى لأنى أحمل بداخلى عطاءاً لا حدود له، وأجبن من ان أطالب بمثله.. لأن سقف طموحى يحده كبريائى،، ولأن رغم قوتى فى مواجهة الصعاب أصبح أكثر ضعفاً أصبحت أنشد عطفاً دون ان أصرح به.. عطفاً غير متوقع أو مشروط
انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ... انهاك الحنين.. أكبر وتكبر أشيائى معى.. أمارس لعبة الذكريات وأبكى لأنى أمضى.. تغادرنى أيامى وأعجز عن الاحتفاظ بها لأنى اعتدت الامتنان الى لحظات الماضى .. أفراحه وأشجانه يوجعنى مرور الوقت وتدمينى فكرة الزمن لأن عمراً طويلاً مضى.. أتساءل ما حل به وما حل بى أشعر بالانهاك.. وأبكى
"إنني أكبر، وأتورط في سحر الكتب والقراءة أكثر من ذي قبل. لم تعُد القراءة بالنسبة لي متعة بل غريزة كالجوع تمامًا، ومنذ وقتٍ بعيد أدركتُ أن لا شيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب"
إنني أكبر وسأؤول إلى موت بطيء سأتحلل رويدا رويدا إن واظبت على العيش أكثر كان واحداً من آمالي الكبرى أن أموت في الثلاثين أردت وأريد دائما أن أموت تامة لا أريد أن أحيا إلى أرذل العمر ولا أن أذوى شيئا فشيئاً ترعبني تكاليف الكبر الآن وقد فاتني أن أموت في الثلاثين فإن الأربعين تبدو تماما مثلما قالت أرندوهاتي روي : ليست سناً متقدمة وليست سناً صغيرة لكنها سن صالحة للحياة وصالحة للموت .. إنني أكبر وأفكر أحيانا عندما أحزن في أيامي الغابرات يا لأيامي الغابرات يالبسمة أبي التي لم تعد ما كانته منذ أعوام فيها من الأسى ما يقتلني في كل مرة أراها فيها أكثر من قبل يالصداقات تحللت يالكتبي التي تتراكم فيغدو خرابي الجميل معها واسعاً رمل الأعوام التي عبرت وتلك التي ستعبر علىّ أو دوني للشفاء يالوجه محمود درويش في صوره الأخيرة شائخا إلى الحد الذي تدمع معه عيناي وأنا أفكر في وقع الزمن الثقيل على جسدي وفي أن وجهي بعد أعوام سيشيخ كوجه درويش وإن لم أمت الأن وفي أني سأفكر حينها في كل خيباتي وهواجسي وما قلته وما لم أقله وما فعلته وما لم أفعله فلا أتعزى عن شيء أو أحد ولأن ما خسرته سيكون دائما أكثر ..
يوم ما سألتقي بليلى و أسر لها بأمر وسيكون هذا اليوم قريبا جداً أدرك ذلك ..
شكراً على هذا الكتاب الذي نود لو نقرأه بصوت مرتفع جداً ونباعد ما بين شفاهنا ليكون النطق أوضح فيذكره عقلناالوعي ويجتره اللاوعي في مناماتنا ,
ماذا يعني أن نبلغ عمرما يا ليلى دون أن ننضح بالقدر الذي يستحقه ؟ ما شعرت في مرة أني عشت عمري الذي هوَ عليه في حينه دائما كان متأخراً عني ! كنت أشده خلفي ليركض بطئ جداً ليناسب هيئتي هذا العمر الذي أسبقه كثيراً بوعيّ
أشاركك هم الوعي كثيراً لو تعرفي أني كتبت اليوم "أتعبنا الوعي " حتى قبل أن أفكر أني سأبدأ بقراءه هذا الكتاب , كل يوم يزيد إيماني بقوانين الجذب المجنونة هذه أحب أني قرأتكُ اليوم وأحب أني سأقابلكُ كثيراً وسيكون قريباً أربعون في معنى أن تكبري هوَ أن تكوني بهذا القرب من كل ما لا تعتقدي !
لا أدري كيف تتشابه الأرواح هكذا .. أحسست بأن الكاتبة تخطني في أسطرها ! نفس الأفكار التي كانت تراودني و أكتب عنها .. لكن الإختلاف أني لا زلت في العشرين ..
يا للهول كم ترعبنا فكرة كوننا نتشابه في ضعفنا من الداخل، و كم من نقاط قوة نضعها نصب أعيننا فتعجز عن إغاثتنا في اللحظة الحاسمة..ليس هناك في قاموس الحياة نقاط قوة مشتركة .. هي غير عادلة حتى في هذا التوزيع كما لم تكن في سواه.. لنبحث عن تسلية أخرى إذاً و نترك أقدارنا و شأنها..
يجب أن تدخل قراءة هذا الكتاب ضمن اجراءات -البعض- الملحة لمواجهة و قهر تقدم السنين بنا، خصوصًا تلك السنين المصممة لكبح ثقتنا بالحياة، هذا الكتاب يدعونا للتحلي بالثقة و منحها متسع لأنجاح المستقبل، هذا الكتاب لمن خاصم المرايا مبكرًا و خاصم الاعتراف بالعمر كذلك.
مما أعجبني .. - كل ما أحياه الآن هو نَهم أن أعرف..
-الخلود حلية من يعي لا من يتكاثر..
-كل حياة معقدة بطريقتها الخاصة..
-ترعبني تكاليف الكِبَر..
- لا أتعزى عن شيء أو أحد، لأن ما خسرته سيكون دائمًا أكثر ..
- الصمت نعمة هائلة مسلوبة منا..
- يا إلهي، لعلّ أسوأ ما في وعيي هو أن أعي خرابي ..
- أنا أعي العالم و أتعامل معه من خلال كتاب ..
- الحياة ليست مكانًا للعدل، بل لاختبار حِسّنا تجاهه..
- إنني أكبر، وليس بيدي ألا أفعل..
- إنني أكبر و أغدو أكثر هشاشة من قبل.. إنني أكبر و هشاشتي كذلك تكبر معي..
- فهم الهشاشة لا يجعلها أخف وطأة ..
- يوجعني أن أتساءل طوال الوقت: أين تذهب الأيام الجميلة؟..
- أقول دون تشفٍ أو حقد و أنا أحيا سعادتي معك: اني اكتشفت - متأخرة مثلما يحدث دائمًا- ان السعادة هي ما كانت تنقصني، و إني أستحقها، أستحقها، أستحقها، حتى لو نغّصها الخوف و الوعي.
- هذه الكتابة ليست في مديح ما مضى، بل لفهم معناه، ولن يفهم معناه أحد سواي ..
الكتاب مكتوب بصدق شديد و أسلوب رقيق و فكر عميق مقطع من مقاطع الكتاب يتحدث عن فكرة واحدة و لكن بعمق و تركيز شديد , و بألم أشد هذا هو أول قراءاتي لليلى الجهني و لن يكون آخرها
=====================
صرت أقل حزنا وقلقا ، وأكثر سكينة ، ربما لأنني نجوت كما أظن من خديعة الأمل ___________________________
معظم الناس لا تفهم إلا ما تعرف , و يربكها الاختلاف ___________________________
إنني أكبر ، وسأؤول إلى موت بطيء ، سأتحلل رويدا رويدا ، إن واظبت على العيش أكثر ___________________________
“إنني أكبر ، وتكبر معي أشياء كثيرة أولها : الألم . كلما كبرت صار الألم أكبر ، وأبطأ رحيلاً ! ظننت مرات أني موعودة بالألم ، وحاولت أن أفهم لم كان علي أن أكبر في ظله ، لكنني أدركت فيما بعد أن الألم شرط إنساني ، وأن مامن إنسان إلا وهو مخلوق في كبد ، وسينال حظه من الألم ، كبر ـ ذلك النصيب ـ أم صغر ، وأن حظي ـ ياللأسى ـ سيكون دائمًا كبيرًا ; لأن قدر الواعي أن يألم مرتين : مرة لأنه يعي ، والأخرى لأنه وحيد ! وأغرب ما أدركته أنني ـ رغم ألمي ـ فإني لا أرغب في أن أستبدل حياةً أخرى بحياتي.” ___________________________
إننا نولد من الصمت ونؤول إلى صمت لكننا لا نفهم إلا متأخرين أن ضجيجنا وصخبنا ليس أكثر من رفة جناحٍ عابرة ___________________________
إنَّني أكبر. وأنغمس أكثر من ذي قبل في تأمل حياتي ، وكلّ الحيوات التي تقاطعت وتتقاطع معها . تدهشني فكرة تقاطع الحيوات والمصائر هذه . يدهشني أن يتقاطع معي أناس في كل مكان ، في الشوارع ، في الأسواق ، في أمكنة العمل أو الدراسة ، أو المستشفيات ، أو المطارات أو غيرها . وأفكِّر كثيرا في كيف أن كل هذه الحيوات تتقاط�� بكلّ هذه الدقة ، و هذا التقدير ؟ و أتساءل عندما تتقاطع مع أحدهم فهل يعني ذلك أن قدر أحدنا سبب في خلق قدر الآخر ؟ و أي القدرين أسبق إن كان الأمر كذلك أم أن الأقدار تتوازى في خلقها ثم تتقاطع في حدوثها ؟ و أفكِّر في كيف أن ملايين الحيوات ظلَّت تتقاطع طوال آماد مضتْ ، فيقود تقاطعها إلى أوضاع جديدة ، فيما تكتفي حيوات أخرى بالعبور فحسب مثلما يحدث في صالة انتظار مطار ما ، تتقاطع لأنَّه قدر لها أن تتقاطع. ___________________________
إنَّني أكبر. وأنفق جلَّ وقتي كي أفهم الزمن ، فلا أفهمه ؛ لذا أشعر أنَّه عدوي الخفي الذي يضرب دون أن يكون باستطاعتي درء ضرباته عنِّي . لاأعرف كيف يمضي ؟ و لم يمضي ؟ وكيف أنَّنا نحيا فيه و نعجز عن أن ندركه كما ينبغي له ؟ أهو شيء يمرنا و نمره، أم حالٌ تعترينا ؟ و إذا مضى فإلى أين نمضي ؟ أين تذهب كلّ أعوامنا التي تغادرنا ؟ أين تذهب ؟ و لِم لا يمكن أن نحتفظ بها في مكان ما كثيابنا و أشيائنا العتيقة ؟ إنَّني أكبر ، ويوجعني أن أتساءل طوال الوقت : أين تذهب الأيام الجميلة ؟ كيف تبدأ ؟ وكيف تجفُّ كأن لم تغْن بالأمس ؟ و كيف يمضني الحنين إذ يعيدني إليها ولا يعيدها إلي ؟ أحياًنا أمد يدي – في غمرة انفعالي – فأتحسسني كي أصدق أّني ما زلت هنا ، حتى وإن ذهبت أيامي الجميلة ، وأفكر في أن أياما جميلة أخرى ستأتي – ربما – وستذهب دوني ، وأّنها ستظل دائما شيئًا قريبا بقدر ما هو عصي على إدراكي معهما حاولت؛ فأتألم. ___________________________
أحيانا – عندما أتأمل حياتي – تبدو لي شكا يتناسل إثر شك ، أما اليقين فيها فيبدو لي متضائًلا ، ولا أخاف من شي ء قدر خوفي من يوم أفيق فيه وقد ابتلعني الشك.
من الكتب التي لا أمل الرجوع إليها من حين لآخر، 28 خاطرة أو تأملات أو سمها أي شيء آخر، المهم أنها شيء مميز جداً جداً أحببتها كثيراً، عميقة وحزينة، ومميزة.. أنصح بقراءتها والتأمل في ما جاءت به.
إنني أكبر ومع ذلك كتابتي هذه ليست عدا لأعوامي ولا إحصاء لها . لقد أدركت – غير متأخرة على ما يبدو – أن قيمة وقتي فيما عرفته وأعرفه وسأعرفه عني وعن العالم من حولي ، وأن انشغالي بإحصاء السنين سيحرمني فرصة أن أعرف جديدا ، وكل ما أحياه الآن هو نهم أن أعر . ف لم أعد أريد شيئًا غير أن أعرف أكثر ، كي أعي مبلغ جهلي الفادح ، فأحزن أكثر مما حزنتُ . إن الذي يعرف ينأي أكثر فأكثر عن صخب السطح وضجيجه ، يغور وحيد ، ا وقد يفزع أجل من يعرف لا يؤذ ، لأن الإيذاء خسارة في الروح . ، وقد يتوحش ، وقد يألم ، بل إنه سيألم ، لكنه أبدا لا ولن يؤذي والوقت ، ولأن الإيذاء ضعف ، ولأن الإيذاء هزيمة متأخرة ، ومن يعرف لا يحب أن يخسر ، ولا أن يهزم . إن الذي يعرف كذلك قادر على اصطناع بهجته الخاصة فوق رمل يرتعب من الحياة حين تتوق إلى التعبير عن نفسها . قادر على أن يعذر ، وأن يمضي إلى الأمام ، فإن التفت فإنه سيلتفتُ لأن الحنين ينمو مع الوقت ، ولأن التفاتة إلى الوراء لا تعني وأنا لا أريد أن أعبر دون أن - حينئذ – أكثر من سلام العابر للعابر ؛ وجل الحياة – حينما أتأملها – عابر يحيي عابرا ؛ أعرف كل ما يمكنني أن أعرفه . -2-
إنني أكبر وأميل إلى الصمت أكثر فأكثر، صارت تمرضني فكرة الكلام كلها، لم يكن الكلام سلواي في يوم من الأيام، وقد عرفت مبكرة أن بإمكاني أن أحيا أيامًا طويلة دون أن أقول شيئًا، ودون أن أشعر بأن شيئًا ما ينقصني، إن الصمت نعمة هائلة مسلوبة منَّا. أحيانًا عندما أستيقظ من النوم ثم أطفئ المكيف أغمض عينيّ وأستسلم لصمت غرفتي، وأشعر كما لو كنت لم أعِ بعد، أشعر كما لو كنت أسبح في محيط من عماء أبدي، حيث لا شيء يرف حولي غير الماء ومن فوقه العرش. أفكر في أننا نولد من الصمت ونؤول إلى صمت لكننا لا نفهم إلا متأخرين أن ضجيجنا وصخبنا ليس أكثر من رفة جناحٍ عابرة، وأنا ما عادت تغريني رفة الجناح! ما عدت أريد غير الصمت، الصمت الذي ربضت في كنفه الخليقة دهورًا قبل أن يخلق الله آدم وحواء، الصمت الذي تسبح فيه دون قلق كل الأرواح التي انعتقت من قيد أجسادها فغدت خفيفة لينة غير عابئة بأن تُرى أو تُجرح أو تمرض أو تعذب أو تحترق أو تهان، تمضي حرة موقنة بأنها لم تعد قابلة لأن تُمس! ولم يعد ثمَّ ما يجعلها عرضة للألم.تلاشى الجسد وانطلقت هي إلى صمتها القديم، إلى جنةٍ غادرتها وتعذبت طويلاً قبل أن تعود إليها" .
إنني أكبرُ وأنفقُ جُلّ وقتِي ،كي افهم الزّمن،؟فلا افهم ؛لذا أشعرْ أنهُ عدوّي الخفِي،الذي يضربُ دونَ أنْ يكُون بإستطاعتي درءُ ضرباتهِ عنّي،لا أعرف كيف يمضي؟ولم يمضي؟ وكيفَ أننا نحيَا فيه ونعجز أن ندركهُ كما ينبغي له! -------------------------------------- بما أنّ اليوم هو اليومُ العالمي للغةِ العربية فقررتُ أن أتحدث العربية الفصحة ليومٍ كاملٍ ولا بأس في قراءة كتابٍ أيضاً نصوص قصيرة سوداوية بشكل رهيب جداً مملؤة بحزن غريب خانق كُل عامٍ وأحباء لُغتنا الجميلة بألف خير💜💜
شعور نوع جديد من الحلوى او اكتشاف قريب لطعام او وجبة معينة فتأكلها في وقت قصير وتحدث نفسك وقت الأكل انك تريد اطالة الوقت او تأجيل اكل البقية لاحقا لكنك لن تستطيع
اقرأ كتاب ليلى وأشعر بشيء نادر ليس فيه فلسفة الكتب الجديدة ولا استعراضات المؤلفين مؤخرا حين يحشر مقولات وأسماء وأنماط حياة ليقنعك بعظم شأنه
ليلى بسيطة واضحة ومعقدة ومحبطة مثل الحياة نفسها تماما الحياة التي اشغلتها حد التوجع والكتابة
في الكتاب لغة لينة ليست شاعرية ولا حالمة وليست حزينة ولا سوداء
لغة شفافة جدا وليس لها متعلقات وحدود تدخل مباشرة في القلب
قرأت الكتاب وليس لي أمنية سوى أن اكتب مثلها يوما ما
بطريقتها السهلة جدا والمقنعة التي تدخل وتحفز القلب والتنفس ومجرى الدمع
احببت الكتاب جدا ومؤلفته
وتذكرت شعوري في عام 2005 تقريبا حين قرأت روايتها الفردوس اليباب
قلت في نفسي في ذاك الوقت ليلى كاتبة مختلفة تكتب بكبرياء وجرح مختلف تكتب وهي تعلم ان ليس جميع قرائها بمستوى وعيها لكنها تحبهم لذا هذا مايتسلل اليهم منها
الهشاشة , الوعي , الخوف , العمر , الكتابة , القراءة .. مصطلحات عاشت كهاجس لدى ليلى حتى بلغت الأربعين ..
الحياة أجمل مما نتوهم يا ليلى , وأبسط مما نرى , وهي حتما أسعد من أن نرى جوانب الضعف لدينا فقط .. لست أدري إن كنت بعيدا عن الـ40 , لذا فأنا أتحدث هكذا ,, لكنني - للآن على الأقل - قد أسير خائفاً متلفتاً .. لكنني أظن أن بإمكاني أن أسير واثقا , ! فاعذريني .. ما استطعت أن أعيش معك جوك في كتابكِ ..
لكنني أعدك أن أبذل ما أستطيع لأصل الأربعين وهي جديرة بي ,, ; )
أعلم أن الحديث في هذا الكتاب يأتي على لسان إمرأه وأنا كرجل من المفترض أن لا يؤرقني هاجس الكِبر , إلا أنه يترصد ليّ في مخيلتي .. يعذبني في كونيّ أنني أكبر دون أن أحقق شيئاً يذكر , شيئاً يبقى كأثر بعد الرحيل , كعلامة شاهدة على العبور من هنا , من نفق الحياة إلى برزخ الموت . لن أنكر أبداً أنني رأيت أن "ليلى" تعيد كتابة الأرق الذي يصحبني منذ أن أتممتُ العشرين عاماً , تعيد تسطيره كعلامة فارقة على الوجع والنحول , وأنَّ المسير إلى الأمام ما هو إلا هلاك محقق , وأنَّ السعادة التي صادفتني في أول الطريق سأسدد ثمنها حزناً وخيبة في نهاية الدرب . أعلم أن هناك من سيرى في نظرتيّ هذة من السوداوية الشيء الكثير لكنني لا أبالي بكم .. فأنتم تتخفون خلف الكذبات التي تصنعونها في حياتكم لتُداروا بها الحقيقة المرة التي تنتظركم في نهاية العمر . أنني أتعجب حقاً كيف إستطاعت في ستون صفحة أن تختصر كل حكاية الخوف من القادم مع العمر , من السير في طريق لا ضمانات فيه من المواجع والمصائب والحفر العميقة , أوشك أن أصدق أنها لمّا كتبت كانت تكتب على حافة قبر , وتندب كل حياتها التي أرسلتها مع الأقدار الضائعة , أنا موقن أنني لم أقرأ فيما سبق مثل ما قرأت بين كلماتها , شعرت وأنا أقلب الصفحات أنها تروي سيرة الحياة والموت , وتعيد ترتيب المواقف , وتحضر الجنائز الملقاه في طريق الوقت لِموسم التشيّع الكبير . ياالله , كم هي متعبة كلماتها , وكم هي محشوة بالخيبة والوجع المحقق .
لا أرى في (ليلى) سوى امرأة تخاف كل شئ ، تخاف أن تصبح أماً فيموت لها طفل أو يصبح عاق ، و تخاف أن تعطي له وقتها و إهتمامها ، كما قالت فهي أنانية لا مفر .
امرأة تنظر للخلف بأعين دامعة ، لا ترى أن لحياتها معنى فهي تتمنى الموت في الأربعين كما كانت تتمناه في الثلاثين.
و هي تتفن الهروب من واقعنا ، عن طريق انغماسها في القراءة و تدفن عقلها بين الكتب ، الكتب بلا شك وسيلة لإرتقاء الإنسان ، و لكن الحياة تجارب و أفكار نكتسبها بأنفسنا ، لا عن طريق كلام الكتب . و هي لا تشعر بالأمان إلا في المكتبة و بين الورق ، أي هراء هذا !!
و كأنني أقرأ لفتاة في مرحلة المراهقة تهرب من عالمها ، و ليس لامرأة تجاوزت الأربعين ، إن لم تشعر بالأمان ، فعليها أن تبحث عنه و الصدمة الكبرى أنها إنطوائية إلى حد لا يُطاق ، ما زال نومها مضطرباً مذ كانت في العاشرة من عمرها ، أي نحو 30 عاماً ، أهو مرض نفسي أم ماذا ؟؟
و ليلى تبرر أفكارها و وحدتها بأنها استطاعت أن تفهم نفسها ، و حتى هؤلاء الأمهات ذوات الحيوات المستقرة إلى حد ما ، لن يستطعن أن يفهمن حيواتهن مثلها ... أغرور هذا أم عِند مستفز ؟
ربما هؤلاء الأمهات لا يقرأن مثلها ، و لا يمتلكن الوقت لكي يشعرن بالوحدة مثلها ، و لكن من قال أن نور البصيرة لا يأتي إلا من الكتب ، فكم من أمي لا يق��أ أنار الله له بصيرته .
أعتقد أن (ليلى) لم تنضج و لم تتجاوز مراهقتها بعد ، على عكس عنوان الكتاب (في معنى أن أكبر) ، فالنضج لا يرتبط بسن معين .
و أسلوبها ركيك إلى حد ما .
ذكرتني بفيلم MonaLisa smile عندما صرحت معلمة - بفخر- لتلميذتها أنها تذكرها بنفسها عندما كانت بعمرها ، فإذا بالتلميذة تُصدم و تقرر أن تفعل ما بوسعها حتى لا تصير مثل تلك المعلمة ، و هو نفس الحال معي بعد قراءة أفكار (ليلى) ، أخشى أن أبلغ الأربعين و أصبح مثلها .
أنا واقعة في حب الخواطر التي تتدفق من القلب وتنهمر على الورق بلا تردد معبرة عن صاحبها بصدق وتلقائية.. وهذة الكتابة هي ما أتمنى يوماً أن أكتبها بلا وجل من الروح إلى الورق.. أفرغ فيه مكنون صدري وخلاصة عمري وخوفي ويقيني وحتى شكي.. بهذة الدرجة من الجمال والأناقة والشفافية فأبين عن نفسي وعن آخرين فيجدوا أنفسهم كما وجدت نفسي هنا!
إنني أكبر و وأبلغ أربعيني دون طفل و ومع ذلك فإن اسمي "- لن يمحي كما تظن ُنسوة كثر حولي ، وحياتي لن تفضي إلى خواء . ما أنجبته عصي على الموت ، وكل ما أعرفه عن الحياة جعلني أدرك أن الخلود حلية من يعي لا من يتكاثر."
-"أن معظم الناس لا تفهم إلا ما تعرف ، ويربكها الاختلاف ."
-" إنني أكبر ، وتكبر معي أشياء كثيرة أولها : الألم . كلما كبرت صار الألم أكبر وأبطأ رحيلا ! ظننت مرات أني موعودة بالألم ، وحاولت أن أفهم لم كان علي أن أكبر في ظله ، لكني أدركت فيما بعد أن الألم شرط إنساني ، وأ ن ما من إنسان إلا وهو مخلوق في َ كبد ، وأن حظي – يا للأسى – سيكون دائما كبيرا لأن قدر الواعي أن يألم مرتين "
-"لكن الموت لا يقترب لأننا نكبر ولا يبتعد لأننا صغار . الموت موجود ، ونحن لا نذهب إليه ولا نعود منه ."
-"هل علي أن أنتظر أن أموت كي أنام بعمق ؟"
-"وإذا كنا نعي دون جدل أن الابتلاء ثقيل ، فإن قلة يعون أن النعمة - كالابتلاء – ثقيييلة ، وأن شكرها أثقل من الصبر على ضدها ! "
************************************************************** كتاب أكثر من رائع .. اكتشفته صدفة .. لكنى سأرشحه بكل ثقة لجميع من اعرفهم .. عشقت و ادركت كل حرف فيه .. و انحنى لفلسفته .. او بمعنى ادق كشفه لحقيقة الحياة ..
لم أعتد القراءة للكاتبات العربيات لارتباط لغتهن بالمأساوية والعاطفة الزائدة عن الحد والثيمة المعروفة لكل قصصهن حب, خيانة, بكاء ورثاء ومونولوج طوييييل جدا يمتد عبر صفحات رواياتهن مابين 200-300 صفحة فقط ليثبتن للعالم أنهن يستحقن لقب ثرثارات ... لا يختلف الأمر كثيرا هنا إلا بعدة أشياء 1- عدد الصفحات قليل لذلك تشجعت للقراءة 2- هذه ليست رواية لحسن الحظ 3- النص ليس نصا طويلا بل هو عدة مقصوصات تحكي بلوغ الكاتبة الأربعين بشكل رثائي لطيف 4- راقت لي بعض الأقصوصات لذلك اخترت الثلاث نجمات لأنها تحمل معنى I like it =)
أعلم أنه لامجال للمقارنة ولا أستطيع أن أقول أن ليلي كانت تكتب عنّي لكن ربما وربما فقط أنها فعلت .. هل يعقل أن أعي أني أكبر وأنا في العشرين؟ هل للجسد عمر بينما للروح أقوال أخرى؟ إنني أعي أني أكبر وليس بيدي أن لا أفعل ،كتبت قبل عامين عن بعض الأفكار والمشاعر لم يكن لي بعض اسلوب ليلي لكن كانت ذات الافكار! هل تتقاطع الافكار ايضاً كما تتقاطع الاقدار؟ كنت اخشى كثيراً بعض افكاري لكنها الان ابسط وأوضح وأقل إرباكاً. شكراً ليلي ،كتبتِ عني ومني وفيّ ولي . سيبقى "في معنى أن أكبر" صديقي الذي أعود إليه دائماً لأتأكد أني هنا وأني أكبر ولست وحدي
" وأنا لا أحب أن أكون سهلا" مفتوحا" , وأحب أن أكون الغابة التي يزورها المرء بين وقت وآخر فيجد في كل مرة جديدا" . تجربة الحياة كلها – كما أرى – تكمن في التآلف مع الوحدة , لأننا نخوض حيواتنا فرادى مذ نولد وحتى نموت و أعظم تجاربنا تجارب تتبدى فيها الوحدة بأوضح صورها مهما شاركنا فيها الآخرون : الولادة , والمرض , و الخوف , والفرح , و الألم و الحمل , .. و الموت , الوحدة إذن مآلنا الأخير "
ربما فهمت أكثر مما تتصور ولكن قد أعترض و أناقش هنا أو هناك و لا أقتنع ..
من يعرف يناى كثيرا عن صخب السطح وضجيجه يغور وحيدا وقد يفزع وقد يتوحش وقد يالم بل انه سيالم لكنه ابدا لا ولن يؤذي اجل من يعرف لا يؤذي لان الايذاء خسارة في الوقت والروح. من يعرف قادر على ان يعذر وان يمضي الى الامام. انني اكبر صرت اقل حزنا وقلقا واكثر سكينة ما عدت انتظر احدا او شيئا وبهذا ربحت طاقة بددتها من قبل على امور واناس لا تستحق. اما الخلود حيلة من يعي ليس من يتكاثر. انني ارى العالم من زاويتي فاصبحت اكثر شجاعة ولم اعد انتظر من احد ان يفهم اختلافي لان الناس لا تفهم الا ما تعرف. اما الالم فهو شرط انساني وما من انسان الا وهو مخلوق في كبد اقتباس من الكتاب بتصرف
إنني أكبر, وأتورط في سحر الكتب و القراءة أكثر فأكثر . لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة بل غريزة كالجوع تمامًا ,و منذ وقت بعيد أدركت أن لا شيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب.”
من اكثر الكلمات التي مستني شخصيا الكتاب ممتع يحكي شعور الكاتبة عن حياتها وحياتنا كلنا
أربعون! لم أبلغها .. لكني أوشك على ذلك ..وانا أردد (ما أطولها حياتي!) ... نحن لا نبذل مجهود كي نبلغ عمراً ما .. بل نبلغه لأننا نبلغه .. وهذا هو ما يحدث لكننا مسؤولون عن أن نبلغه بما يليق به.. أو على الأقل بذخيرة تليق به .. فهل أملك من الذخيرة ما يكفي ؟
حينما كان والدي يحدّثني عن عسر سن الاربعين . كانت تهمة " المبالغة " جاهزة على الدوام .. و أظن أن نصوص ليلى ، أسقطت نصف التهمة و ما تبقى منها ، سيُثبته عدّاد عمري لي ..
يشبه الكتاب تجربة أن تجد القصاصات المتطايرة في عقلك منظومة في كلمات، أن يفتح أحدهم غطاء قلبك فتنساب رؤاه في هدوء. الكتاب على بساطته عميق للغاية وعلى جوه الكئيب فهو صادق للغاية, يعكس انكشاف الحياة مع تقدم العمر وازديادها غموضا في ذات الوقت، هو رحلة في ذاتٍ معذبة بمعرفتها العميقة، كالفراشة تطير نحو النور الذي يئد حياتها لكنها لا تملك يدا على نفسها. هو تجربة إنسانية بسيطة وجميلة تستحق القراءة ------- بعض اقتباسات: * لم أعد أريد أن أعرف شيئاً غير أن أعرف أكثر، كي أعي مبلغ جهلي الفادح، فأحزن أكثر مما حزنت، إن الذي يعرف ينأى أكثر فأكثر عن صخب السطح وضجيجه، يغور وحيداً..
*جل الحياة حين أتأملها، عابرٌ يحيي عابراً..
*كل ما أعرفه عن الحياة أن الخلود حلية من يعي لا من يتكاثر..
*أفكر أننا نولد من صمت ونؤول إلى صمت، لكننا لا نفهم إلا متأخرين أن ضجيجنا وصخبنا ليس أكثر من رفة جناح عابرة، ما عدت أريد غير الصمت..
*الموت لا يقترب منا لأننا نكبر ولا يبتعد لأننا صغار، الموت موجود ، ونحن لا نذهب إليه ولا نعود منه..
*لعل أسوأ ما في وعيي أن أعي خرابي، وأن أعي رغبتي في أن يكون تاماً لا شية فيه، لكنني لا أستطيع ولا أرغب في أن أكون غير ما أنا عليه، هكذا خلقت وهذا ما أصلح له، أن أعي العالم وأن أتعامل معه من خلال كتاب.
*يوقظني أن أهجس بمصيري ومصائر أحبتي، وكم يرعبني أن أفكر بمصائر من أحبهم، في الموت الذي قد يأخذهم، في المرض الذي قد يلحق بهم، في الخيبة التي قد تفتت قلوبهم.
*الله عادل، لكن الحياة غير عادلة، الحياة ليست مكاناً للعدل،بل لاختبار حسّنا تجاهه..
*إنني أكبر وليس بيدي إلا أن أفعل، كل ما بيدي وأنا أكبر أن أعي كيف ينحتني هذا الكبر..
*أحياناً أتساءل: كيف خطرت لله - جل شأنه - فكرة الحياة؟
*أليست الهشاشة عطباً في الروح؟عطبٌ لا يصلحه أن نفهمه.. لأن فهم الهشاشة لا يجعلها أخف وطأة..
* في حياتي اليومية يمكن لي أن أكون مع الناس لبعض الوقت، لكن الذي ينهك روحي أن أكون مع الناس طول الوقت أو لفترات طويلة، طول الحضور يجعل المرء- بالنسبة لي - باهتاً مثل قماشة تركت تحت الشمس طويلاً، فغابت بهجة ألوانها، وغاب حتى وقع ملمسها الحقيقي، فلم تعد أكثر من شئٍ كان..
"ما عدت أنتظر، وقد ربحت بهذا نفسي ووقتي وطاقة بددتها من قبل على أمور وأناس لا تستحق" ~`~`~`~`~`~ "الخلود حلية من يعي لا من يتكاثر" ~`~`~`~`~`~ "أن نموت لا يعني أبدا أن لا نبقى .. وفي الوقت نفسه فأن نبقى لا يعني أبدا أن نكون موجودين" ~`~`~`~`~`~ "أدركت أن لا شيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب.دائما، عندما أدخل أي مكتبة، أشعر بأنها مكان آمن كي أحيا فيها طويلا أو حتى أن أنسى..لن أخسر أحدا أو شيئا" ~`~`~`~`~`~ "العالم الآن يتهتك أكثر فأكثر! عالم يمكن للمرء أن يعرف كثيرا عن أي حدث حوله، ومع ذلك فإنه قد يجدنفسه حائرا في نهاية المطاف ومتشظيا؛ لم تعد المعلومة شحيحة، بل فائضة إلى حد يثير البلبلة!"