ـ «رواية كاملة الأوصاف» ـ د. علي الراعي - الأهرام «نموذج جديد للرواية الواقعية» ـ د. شكري عياد - الهلال «رواية نسجها مؤلفها باقتدار كبير» ـ د. جابر عصفور - الحياة «كأنى بهذا المبدع الكبير يريد أن يحفر في وجدان قارئه ما حدث.. حتى لاينساه أبدا» ـ فاروق عبد القادر - روزاليوسف «بهاء طاهر كاتب واضح مسيطر على مادته وأدواته. جديد في رؤيته ومتفرد في نوع أدائه. الصدق هو النبرة الأولى التي تصافحك في سطوره، والتوازن الموضوعي هو العلامة الواضحة التي يقيم عليها بناء نصوصه» -علاء الديب - صباح الخير
See also بهاء طاهر Shortly after graduating from the University of Cairo, he started work in Radio 2, the culture channel of the Egyptian Radio. In 1964, he published his first short story. Bahaa was active in the left-wing and avant-garde literary circles of the 1960s and was one of the writers of the Gallery 68 movement. A storyteller and social commentator Taher lost his job in radio broadcasting and was prevented from publishing in the mid 1970s in Sadat's Egypt. In 1981 he chose to leave for Geneva to work as a translator for the United Nations. After many years of exile in Switzerland, he has returned recently to Egypt and is very active in all cultural circles. He has received much recognition in the last five years. Apart from the translation into English of two of his novels, his collected works were published in Cairo by Dar al Hilal in 1992, and a film was made about him as a leading member of the 60s generation by Jamil 'At iyyat lbrahim in 1995. Quickly becoming one of the most widely read contemporary novelists in the Arab world, Taher has received in 1998 the State's Award of Merit in Literature, the highest honour the Egyptian establishment can confer on a writer. In 2000 he was awarded the prestigious Italian Guiseppe Acerbi prize for his widely acclaimed novel Khalti Safiya wal Dier (My Aunt Safiya and the Monastery) , and He was awarded the inaugural International Prize for Arabic Fiction in 2008 for his novel Sunset Oasis . ' to 'Bahaa Taher(Arabic:بهاء طاهر; also transliterated as Bahaa Tahir, Baha Taher, or Baha Tahir) is an Egyptian novelist. He was awarded the inaugural International Prize for Arabic Fiction in 2008 for his novel Sunset Oasis. Shortly after graduating from the University of Cairo, he started work in Radio 2, the culture channel of the Egyptian Radio. In 1964, he published his first short story. Bahaa was active in the left-wing and avant-garde literary circles of the 1960s and was one of the writers of the Gallery 68 movement. A storyteller and social commentator, Taher lost his job in radio broadcasting and was prevented from publishing in the mid 1970s during Anwar Sadat's government in Egypt. In 1981 he chose to leave for Geneva to work as a translator for the United Nations. After many years of exile in Switzerland, he has returned recently to Egypt and is very active in cultural circles. He has received much recognition in the last five years. Apart from the translation into English of two of his novels, his collected works were published in Cairo by Dar al Hilal in 1992, and a film was made about him as a leading member of the 60s generation by Jamil 'At iyyat lbrahim in 1995. Quickly becoming one of the most widely read contemporary novelists in the Arab world, Taher has received in 1998 the State's Award of Merit in Literature, the highest honour the Egyptian establishment can confer on a writer. In 2000 he was awarded the prestigious Italian Guiseppe Acerbi prize for his widely acclaimed novel Khalti Safiya wal Dier (My Aunt Safiya and the Monastery).
لم اعرف من قبل معنى للمنفى سوى ذلك المكان القصيّ الذى يفصلك عمن تعرف لكن هنا .. تعلمت ان للمنفى معنى اخر ان تنفى بعيدا عن ذاتك عن انسانيتك مااقسى ان تُمعن فى تعذيب نفسك , وتلوم الاخرين لتكتشف بالنهايه ان " من يتعذب يتعذب وحده ومن يموت يموت وحده " حتى الحب لايعنى الكثير عندما ياتى باخر العمر عندما لاتكون انت انت لم تكن قصة حبه ببريجيت كباقى القصص ربما عانى كلاهما مايكفى حتى وجدا بعضهما البعض فكان الحب ملجأ عن الالم محاوله يائسه لا استعاده زمن عرفا به البهجه .. ابراهيم ذاك الصديق .. ربما لم يكن ابدا صديق لكن فى الغربه يصبح الكل اصدقاء مهما اختلفا كم تاثرت بتلك الكلمه " محا الموت اسباب العداوة بيننا " عن اى موت يتحدث ؟؟ لا ادرى الشخص ذوالراى الاخر , المخالف الذي اكتشف بعد كل هذا العمر انه كان على خطأ حين لم يعد هناك معنى لتصحيح الاخطاء يوسف .. الامير .. بيدرو كلهم شركاء بالمنفى عن النفس اختلفت اقدارهم وتوحدت مصائرهم ــــــــ “سيمر الزمن وسيأتى بعدنا من يعرف لم تعذبنا سينسون وجوهنا واصوتنا ولكنهم لن ينسوا لم تعذبنا” صبرا وشتيلا وجع الزمان احيانا عجزت عن مواصله القراءه لاتساءل هل ماكُتب صدقا هل هانت علينا انفسنا لهذا الحد عندها قد يصبح المنفى هو افضل عقاب .. مات البطل , تنفست اخيرا كنت انا من يعانى معه لم يكن لينجو ابدا من المنفى سوى بالموت فالموت قد يصلح الكثير من اخطاء العمر
هذه الرواية مثال جيد لتوضيح إشكالية النقد الأدبي في مصر وأثره السلبي على عملية التذوق للأعمال الأدبية. الرواية في البداية والنهاية عمل فني ولابد وأن يكون هذا هو معيار التقييم الوحيد لقيمة الرواية من وجهة نظري. نقاد الأدب عندنا وبالتبعية كثير من القراء أعتادوا أن يقيموا الأعمال الأدبية سياسياً وإجتماعياً وثقافياً مع إغفال الجانب الفني أو في أحسن الأحوال عدم التركيز عليه. ويمكن متابعة المراجعات والتعليقات على هذه الرواية للتأكد من ذلك. فيكفي الرواية أن تتحدث بوجهة نظر قومية وناصرية - وهو التوجه السياسي لأغلب النقاد الأدبيين والمثقفين في مصر - فيُهلل لها مع إغفال ان الرواية بدائية على مستوى فن السرد ويشوبها العديد من نقاط الضعف في عرض الشخصيات مع لغة حوار متواضعة. أنا لا يهمني موضوع الرواية، أنا على إستعدد لأن أقرأ رواية تمجد النازية أو تدافع عن حق الصهاينة التاريخي في فلسطين بشرط أن تقدم في شكل فني. فالفن هو الخالد والباقي هراء. الرواية الجيدة هي ما تثير الإعجاب في القارىء بغض النظر عن الزمان والمكان والتوجه السياسي. الرواية الجيدة هي التي تمتع القارىء في القرن ال18 والقرن 23، القارىء المصري والروسي والهندي، القارىء اليساري واليميني والكنبي.
عندما تغادرك الروح و أنت لا زلت على قيد الحياة عندما تعجز عن فهم ما يدور حولك أو يحدث في هذا العالم البليد الملئ بالجنون.
عندما يدفعك الغرور لتظن أنك ضحية الظروف و إنما أنت برئ مما ينسبون ، أو عندما تتلذذ بعذاب الضمير و تتفنن في القسوة على ذاتك لتقنع نفسك بطريقة ما انك شهيد !
عندما تنسحب من العالم المحيط بك و تستأثر بعالمك بكل أنانية بحثاً عن سعادة مؤقتة ، بل و تدعي أنك وجدتها!
و لكن... أي منفى هذا الذي يضم كل منا بداخله ! أي منفى هذا الذي يصر الإنسان على التشبث به للنهاية ؟!
لازالت تلك السطور التي قرأتها لتوي عن صبرا و شاتيلا تحرك بداخلي صور الجثث و المذبحة التي ما زلت احتفظ بها مذ كنت طفلة لا تعي ما الحرب . يكفى كلاماً عن صبرا و شاتيلا ، فمهما وصفها بهاء طاهر فهي لا تُوصف !
أو ما وصفه الكاتب عن بشاعة الإحتلال في عين الحلوة و تلك الحروب التي لا تنتهي في أي مكان.
ربما فعلاً هي أفضل ما كتب "بهاء طاهر" على الإطلاق ، أفضل حتى من "واحة الغروب" التي حصلت على البوكر.
أفهم ان يُنفى الانسان عن وطنه,اهله وعشيرته ولكن أن يُنفى الانسان عن ذاته؟ أن تستيقظ يوماً لتكتشف انك تجردت من كل ما يمت لك بصلة...ذلك هو المنفى الحقيقى
يتحدث البعض ان تلك الرواية هى السيرة الذاتية لبهاء طاهر..فى اعتقادى الشخصى هى السيرة الذاتية للجميع.. عن أن يهزمك العالم عن ان تهزمك نفسك عن ان تكون أنت منفاك
ملحوظة:إختار الكاتب ان يخفى اسم بطل الرواية..ربما تفسير ذلك انها حقاً سيرة ذاتية للجميع غير أننى لم اجد لبطل الرواية اسماً انسب من "بهاء" كم انت طاهر أيها البهاء
لا أدري ما السحر الذي يلقيه بهاء طاهر عليّ،هل هي الشخصيات؟؟ الشخصيات التي أرى فيها أشخاص أعرفهم من زمن.. أم هي الأحداث و حبكة القصة التي تأسرني؟؟؟ أم هي تلك اللغة العفوية القريبة من القلب الخالية من أي تصنع؟؟؟
سأكرر قراءته حتماً ، علّني أكشف هذا السر و لأتذوق مجدداً هذا الإبداع
ماذا فعل بي بهاء طاهر؟.. أروع ما قرأت له على الإطلاق.. كما قلت من قبل هذا الرجل متعمق جداً في النفس البشرية. دخل بي لعوالم من السياسة والرومانسية والثورة والبكاء.. مشهد صبرا وشتيلا كان مفزعاً.. في كل فصل كان يجعلني أتقمص الحوار الدائر أتعاطف مع أبطاله وأشعر بإحساسهم، وأنفر مما ينفرون رواية لا ينقصها شيء في رأيي. عجبتني جداً كل الشخصيات اللي في العمل إبراهيم، وبرنار وإيلين ويوسف وبريجيت وبيدرو.. وكالعادة، لأبد أن تكون النهاية حزينة فعلاً.. اللهم أدم بهاء طاهر نعمة.. وأحفظها من الزوال
من أجمل الروايات العربية التي قرأتها كم هو بديع و ساحر بهاء طاهر عندما يحول الأمة و الفرد إلى جسد واحد. عندما ينقل القارىء بكل خفة من أوجاع و هزائم الأمة إلى أوجاع و هزائم الروح. من هزيمة عبدالناصر في السياسة إلى هزيمة بطل الرواية في الحب . من لحظات الفرح و النشوة في ملحمة بورسعيد و البطل في عز شبابه إلى لحظة فرح و نشوة أخرى عندما تقع المرشدة السياحية الأجنبية في حب البطل بعد ان غدا كهلا شارفت شمسه على المغيب
أجزم بأن كل من سيقرأ هذه الرواية، سيتوقف للحظة و يتسائل هل يتحدث بهاء طاهر عن بطل الرواية ام انه يتحدث عني انا قارىء الرواية ؟ السحر الحقيقي لهذه الرواية يتجسد في قدرتها على ملامسة جروح الإنسان و خيباته عندما يرى إنكسارات المبادىء التي آمن بها و عندما ينهزم هو بالفعل في حياته شخصية. ثم بكل إبداع تنتقل من لحظة الإنكسار إلى لحظة الفرح و النصر و إن كانت لحظة خاطفة
مكتوب في اخر صفحة في الكتاب " هذه رواية أساسها الخيال، ولكن هناك مع ذلك اشياء حقيقية"
فعلا لكون البطل صحفي، تُعرض بعض القضايا و أهمها الغزو الإسرائيلي على مخيمات لبنان و الكوارث التي حدثت، فتحتوي الوراية على شواهد وايضا شهادات حقيقية من اصحابها الحقيقين. و في ظل تلك الهموم والقضايا نعايش صحفي نوعا ما كبير في السن يبدوا في مرحلة الكهولة و بدأ المرض يستعصي عليه لذلك كانت الاخبار السيئة (وهي مصدر عمله) دائما سبب في انتكاسته المرضية. و في رحلته تتطور معه قصة حب في الغربة لكنها قصة مظلومة.. هي رواية عن غطرسة الطغاة والامراء وآلام الحب المخذول.. كتاب خفيف لا بأس من قرائته.. . . .
((واذ أرجع من عندك في ليلة الحب تلك وقد اكتملنا واحدا. أسير وسط كتل البيوت الحجرية المظلمة التي تثقبها كوي النور القليلة السهرانة. أسير وأنا أشعر بالبرد فأضع يدي في جيبي معطفي. وأحث الخطي. ولا أريد مع ذلك أن أرجع الي البيت. لا أريد أن يقيدني مكان. اتمني لو أحلق فوق هذا العالم الجداري الأصم الكثيف. وأنت معي الي دنيا أخري ناعمة شفافة لا يحدها الطوب ولا المواعيد ولا الصحف ولا الحروب ولا الجوع ولا الموت ولا هموم الأمس ولا مفاجآت الغد. دنيا نصنعها معا. لا عمر لها حتي ولو كانت قصيرة العمر. هنا والآن. دنيا تصحح كل الماضي وتمحوه. دنيا تصلح كل الحاضر ولا تبقي شيئا غير الفرح. لا شئ غير الفرح. وكأنما كانت تلك الرغبة عدوي أصابتنا معا......
نعم...أنت لا تريدين شيئا غير أن يتركك العالم. وأنا لا أريد شيئا غير أن تكوني هذا العالم. أعرف يابريجيت أني مجرد صفحة في كتاب حياتك. ولكن أنت صفحتي الاخيرة. لو طويتها فسينتهي كل شئ. فدعي هذه الصفحة تطوي نفسها علي مهل.
أنت قلت إننا نجونا بالحب. فلا تدعي العالم يهزمنا لنضيع من جديد ))
وحده الحب هو ما يستحق أن نؤمن به. وسط كل هذا الخراب والجنون. وسط عالم امتلأ بالعبث واللامنطق. لا مبدأ ثابت يحكمه...لا منطق ينجدنا كي نؤمن به.
وحده الحب هو ما يستحق الايمان به. وحدها أنفسنا هي من ستنقذنا في النهاية. حتي وان كان حبا يأتينا كنعمة أخيرة...في آخر العمر وفي غفلة من الزمن.. هو وحده ما يستحق أن نتشبث به بكل أنانية..كي ننجو.
دائما اعادتك لقراءة العمل بتظهر لك إما مزايا أو عيوب غفلت عنها وهذا ما وجدته مع التركيز فى الحب فى المنفى لبهاء طاهر هى ليست افضل ما كتب بهاء طاهر ورغم الفكرة الإنسانيه فى العمل إلا أنى وجدته تقليدى لا يعبر عن تمكن طاهر ولا براعته العمل وجدته يعبر عن جيل قتلته الحرب وما تبعها من سياسات السبعينات المعقده من براعة المؤلف أن ركز قلمه على مأساة إنسانيه تمثلت فى قضية تعذيب تشيلى أو تركيزه على أحداث جنوب لبنان ولكنى (بصراحه ورغم عشقى لبهاء طاهر) وجدت ذكر هذا مرتبط بأساليب تقليديه عن كثير من الكتاب باللعب على أوتار مضمونه عند القارئ. فى المجمل عمل وجدته عادى لبهاء طاهر
ذكرني أسلوبه في هذه الرواية بالكاتب "حنا مينا" . ذلك الربط الرائع بين الحاضر و ذكريات الماضي .كذلك الشخصية المركزية الكهل بمجونه ايضا و شروده و ضياعه و غروره كل هذه الصفات ذكرتني بحنا مينا و رواياته و بالأخص رواية "حمامة زرقاء فوق السحب". لذلك طيلة القراءة لم أستطع التخلص من فكرة أنني أمام رواية شبيهة بروايات حنا مينا بطريقة ما،و ذلك الذي جعلني أحبها لإعجاب بالكاتب حنا مينا و لا أحبها للإحساسي أنها نسخة.
أعترف أن هذه الرواية قد أغضبتني، لإني في الأول كنت أشعر بنفور شديد منها، و لا أراها سوى شكل آخر لنفس النغمة المُكررة في كل أعمال بهاء طاهر التي قرأتها له سابقًا، خصوصًا روايته قالت ضحى، و التي قرأتها مرتين، بهاء طاهر كانت صدمته شديدة، و أعتقد أن عقله لم يستطع إدراكها أو أن يستوعبها، ففاضت نفسه في كتاباته بمشاعره المنكسرة، و عكست لنا في تعبير صادق و متأنٍ، كل الأوجاع التي مرّ بها و هو يرى حلمه...يموت.
أكان حلمه وحده؟ لا، بل كان حلم شعب بأكمله، هذا الجيل كله رأى نكسات كثيرة و ليس نكسة واحدة، و امتدت هذه النكسات حتى عهد الانفتاح، و كأنّ الجرح يأبى أن يلتئم، و لكنه في هذه الرواية لم يصف لنا جرحًا عاديًّا، فأبطال الرواية مصريون حكمت عليهم الأقدار أن يعانوا اشتياقهم لوطنهم و هم في منفاهم البعيد، ثم إن كل شخصية كانت تتخبط في أودية مظلمة، لا تستطيع أن تتبين السبيل الوحيد للنجاة.
بالتأكيد أن كل شخص فينا قد مرّت عليه لحظات بات لا يعلم فيها ما الصواب و ما الخطأ، أين الحقيقة؟ هل أنا بالفعل الوحيد الذي يعرف الحق و الجميع مخطئون؟ هل المال أصبح يحكم كل شيء؟ هذه المبادئ التي تربينا عليها و آمنّا بها، أين هي؟ كل شخصية سترى أن الكاتب سيجعلها تصل لمرحلة التخبط و التساؤل التي لا قرار لها، حتى تتغلغل هذه الحيرة إلى داخلك، و تشك في نفسك و كأنك تعيد التعرّف إلى ذاتك!
بالطبع كل شخصية يمكن أن نستخلص منها رمزًا واضحًا، أو أن كل حيز كان يعطينا معادلًا موضوعيًا جليًّا، فشخصية البطل التي لم تحمل اسمًا، و هذه صنعة محببة إلى كثير من كتاب الرواية التي يعتمدون على أحداث خيالية و لكن هذه الأحداث تتشابك مع عناصر واقعية، مثل رواية الواجهة ليوسف عز الدين عيسى، و الغرف الأخرى لإبراهيم جبرا، فأنت تصنع البطل بلا اسم و لكن تجعله رمزًا شخصيًّا يمثل فكرة معينة في عقل القارئ أو شعورًا غير واضح، و أنا من أول صفحة توقعت ألا يظهر للبطل اسم، و لكن فوجئت حينما جعل الكاتب أساس الرواية خيالي و لكن حديثه عن فلسطين و بيروت و إسرائيل كان حقيقيًّا.
إذن هذا البطل، لا يمثل الكاتب وحده، بل يمثلنا جميعًا! من نحن؟ الشعوب العربية التي أصابها التبلُّد، و أصبحنا في غفلة واضحة، فمن واجهة نحن لا نفعل شيئًا و من جهة أخرى لا نسلم من وخزات ضمائرنا المستمرة، بل نحن غارقون في حروب صغيرة تافهة تشغلنا عن القضية الأكبر، و نتغافل أو نتناسى أو نتواكل، المهم أننا نتصرف في هذه الحياة و كأن هؤلاء الذين يقتلون كل يوم و تشوه بلادهم بكل وحشية و تحت حجج إمبريالية بحتة، لا يعنونا في شيء!!
بهاء طاهر كان بديعًا في خلق الجو المناسب لكل شخصية بما يناسب الرسالة المطلوب منها تأديتها، فشخصيتيّ خالد و يوسف كانتا في غاية الدقة و هما تعكسان التفكير الأصولي الإسلامي بكل سذاجته و تعاملاته السياسية، ثم شخصيتيّ البطل و إبراهيم صديقه، و اللذان كانا يمثلان الميول الاشتراكية المتحررة و التي واجهت الصدمة و أعتقد أنها تعكس شخصية الكاتب نفسه، شخصية بريجييت كانت ضحية قضية العنصرية بكل توجعاتها.
لا أعلم و لكني لم أحبذ كتابة أي مراجعة عن هذه الرواية، و لم أستطع و هربت كثيرًا، ماذا أقول؟ لغة جيدة و حبكة روائية محكمة ؟ نعم كل هذه العناصر توفرت في الرواية، بالرغم من عامية الحوار و لكنّي شاكرة لهذه الرواية أنها أعادت لي إنسانيتي، فبعد وقائع كثيرة شهدتها بعيني، نسيت معنى الحزن أو أن أشعر بالوجع لإن غيري يتوجع، و لكن كل سطر في هذه الرواية كان يصف ما حدث، كان يبكيني، بكيت شيئًا مُضاعًا، شعرت بالفقد الحقيقي و الغضب، لم أستطع شيئًا سوى البكاء...فقط البكاء، و لكن على الأقل هكذا ستظل القضية حية، قرأتها أنا و سيقرأها غيري و يومًا ما...سيتحرك أحد.
تعجبني نهايات بهاء طاهر كثيرا ، عشت تفاصيلها قبل أن أقرئها ، كون بطلها صحفي مغترب ، خرجت بحقيقة واحدة ثابتة أن التاريخ يعاد كما هو بتفاصيله تماما، الحرب على غزة ، الرحب اللبنانية، مجازر إسرائيل ، الثورة السورية والصمت العربي، لا شئ يتغير سوى ذاكرتا التي تهترئ بمرور الزمان وأسماء الشهداء .. الشهداء أيضا بتغيرون :(
هي رواية أخرى لبهاء طاهر تلعب على ثيمة علاقة المثقف بالسلطة والسياسة، وعلاقة الشرق والغرب. تدور أحداث الرواية في بداية الثمانينات وبالأحرى زمن إجتياح إسرائيل لبيروت ومذابح صابرا وشاتيلا وعجز العرب وفي نفس الوقت تحيز الغرب لإسرائيل وممارساتها القمعية الفظيعة. فبطل الرواية صحفي مصري ناصري مازال يعيش على أطلال حكم ناصر وموالياً له، مما دعى إلى أن يستبعد أو ينفى بمعنى آخر إلى بلد أوروبي (لم يتم تحديد البلد في الرواية ولكن من الأحداث والمشاهد نفهم أنها سويسرا) لكي يعمل كمراسل صحفي لجريدته القاهرية التي لم تعد تنشر له أصلاً. هناك يتعرف على بريجيت المرشدة السياحية النمساوية والتي تعتبر منفية أيضاً هناك إختيارياً لهروبها من ماضيها المؤلم، وهنا يلعب بهاء طاهر ثيمته بين البطل المصري وبريجيت الأوروبية وعلاقة الشرق بالغرب، حيث عاش معها قصة حب بعد زواجه الأول الفاشل وطلاقه برغم فارق العمر بينه وبين بريجيت فهو ضعف عمرها! السرد طوال الرواية على لسان البطل من نقد لذاته والأحوال المحيطة السارية وذلك بعرض خيباته الشخصية واسترجاع أحداثها كأفكاره السياسية وزواجه الأول وفشل ذلك الزواج وعلاقته بالنظام السياسي وزملائه في العمل كما سوف يتضح للقارىء. يتخلل الرواية بعض الأحداث الحقيقية حدثت في زمن الرواية ومنها كما أسلفت مذابح صابرا وشاتيلا وما يقدمه الكاتب من شهادات حقيقية لتلك المصيبة الكبرى التي غض العالم الغربي البصر عنها وفي المقابل عجز وفشل العرب في كشفها وفضح الكيان الصهيوني.
أعيب على الرواية أنها تفتقد إلى عنصر التشويق في سرد الأحداث وكثرة ندب البطل لحظه طوال الرواية وجلده لذاته وإحساسه بالعجز والفشل والإحباط بشكل مبالغ فيه
القراءة الثالثة لهذة الرواية. فكرة اعادة قراءة هذة الرواية وليدة اللحظة نتيجة حنين لبهاء طاهر وادبه واسلوبه المميز لكني يجب أن اعترف انني قرأت الرواية الآن بشكل مختلف عن احساسي منذ القراءة الأولى والثانية. ربما هي فرصة لدراسة تأثير الزمن وتراكم الخبرات من القراءات. لاشك ان الحب في المنفى من اهم اعمال بهاء طاهر، رواية جيدة ولا يمل منها، نرى فيها البطل المهزوم الذي يسعى للهرب من هزائمه المتعددة، الشخصيات مرسومة بمنتهى الجودة، جميع الشخصيات لها دور مهم في الرواية ولديها مساحة مناسبة بها، نتعرف من خلالهم على المجتمع الذي كان والمجتمع الذي يتشكل. بهاء طاهر يتحدث عن عيوب الشخصيات بالأساس، عن هزائمهم وانكسارتهم، عن المسحوقين والمظلومين في كل مكان. وعن مآساة جيل كامل. لذلك نجد الرواية تتعمق في النفس البشرية وتصف انتصارتها وانكسارتها والمشاعر المختلفة. يتعمق بهاء طاهر عن الطفل الذي يطاردنا، بأسئلته واوجاعه والحزن الجمعي الذي يتوارثه الناس وثقل العالم على الأفراد، امتزاج العام بالخاص وسطوة الحزن على الفرح. اسلوب بهاء طاهر سلس وسهل ممتنع بلا مغالاة ولا ركاكة ولغته سلسة وبسيطة وبليغة. رواية عن الحب في الأوقات الضائعة، عن الشهداء والمنسحقين في كل مكان، عن المنفى والغربة والفشل. تستحق القراءة
روايه رائعه يحكى من خلالها بهاء طاهر عن جيل اخفق فى تحقيق احلامه ويقف لكى يسال ما مصير الجيل الجديد وهل سيمتلك حظوظا اوفر من حظوظنا ام لا ؟؟؟ كما يؤرخ من خلالها للهوان العربى المعاصر وعن الذين باعوا ضمائرهم مقابل الاموال -وبالطبع الروايه تتحدث عن العلاقه بين الشرق والغربة (كعادة بهاء فى العديد والعديد من اعماله)وتظل تلك الروايه علامه مهمه فى تاريخ الروايه العربيه ملاحظات الشخصيه الوحيده التى لم نعرف اسمها طوال الروايه هى شخصية البطل بينما علمنا اسماء جميع الابطال الاخرين وايضا لم يتم تحديد اسم المدينه الاوروبيه التى دارت بها الاحداث وفى رايى ان السبب فى ذلك لكى يضفى الكاتب نوعا من العموميه على الاحداث فالبطل الشرقى المهزوم على كافة الاصعده ماذا سيحدث له اذا عاش فى اوروبا؟منبت الغرب ايا كانت الدوله او المدينه التى اختارها للحياه
كانت تلك هي الصدفة السعيدة التي قادتني إلى عوالم بهاء طاهر الثرية و التي جعلتني أدين بالامتنان لروايات الهلال إلى الأبد، ذلك الحزن الشفيف الذي ينبثق بين ثنايا السطور و الإحساس المر بالهزيمة كأنها قدر لا يمكن مجابهته و أن كل شيء جميل و رائع يذبل و يتحول إلى رماد، تلك الغربه المزدوجة غربه البدن و الروح و اليقين المتعاظم أنها غربه أبدية لا رجاء في عودة بعدها تلك الرواية النبوءة، و التي استشفت ما سيحدث في مصر و ما حولها من تغيرات لا يمكنني أبداً أن أقيمها تقيماً موضوعياً مهما حاولت فالذي بقي في الذاكرة منها هو عبيرها الفواح حتى الثمالة و خليط من المشاعر لا يمكن الإحساس به إلا عند مقاربة نص باذخ ذلك الإحساس الذي لم يتكرر مع أي من روايات بهاء طاهر اللاحقة على جودتها
أكثر ماأذهلتني شهادة الممرضة النرويجية ومذبحة صبرا وشتيلا نسيت نفسي وأنا أقرأ واغرق في الكلمات ربنا يرحمنا برحمته ،، ويرحم سوريا وأهلها ،، عندما يكون الحكام وبالا على الشعوب وأشد وطأه من العدو نفسه وعونا له كذلك الأمير العربي بالرواية مفارقات الهوى كانت منطقية وكذلك تقييمه وقلقه من أمور كثيرة وصراعها في حياته الشخصية تجربة أولى لي مع بهاء طاهر كانت ممتعة ولله الحمد ولن تكون الاخيرة بإذن الله
إننا نجونا بالحب...فلا تدع العالم يهزمنا لنضيع من جديد الحب في المنفى رواية تدور أحداثها في بداية الثمانينات على لسان صحفي مصري ناصري في الخمسين من عمره، قبل و بعد الإحتلال الإسرائيلي لبيروت .. صدم في ما آلت إليه بلاده بعد رحيل عبد الناصر نفسه، وانتقال البلاد من زعيم إلى قائد. مر بعدة اضطرابات في حياته الزوجية انتهت إلى الطلاق من زوجته منار، سافر بعدها إلى سويسرا حيث عمل مراسلا لصحيفة لم تعد تنشر له أي شيء، لأنه لا يزال مواليا لعبد الناصر تستمر أحداث الرواية فيتعرف إلى المرشدة السياحية النمساوية بريجيت ويحبها. ثم يظهر في حياته أمير خليجي ثري يحاول إقناعه بتحرير جريدة ينوي إنشائها، إلا أنه السارد يكتشف أن هناك نوايا مشبوهة فيبتعد الرواية خيالية ولكن من خلالها ذكر الكاتب عدد من الوقائع الحقيقية.. هي سياسية أكثر من كونها رومانسية .. كان المؤلف مبدعا حينما كان ينقل القارىء بكل خفة من أوجاع و هزائم الأمة إلى أوجاع و هزائم الروح .. من هزيمة عبد الناصر في السياسة إلى هزيمة بطل الرواية في الحب .. من لحظات الفرح و النشوة في ملحمة بورسعيد و البطل في عز شبابه إلى لحظة فرح و نشوة أخرى عندما تقع المرشدة السياحية الأجنبية في حب البطل بعد ان غدا كهلا شارفت شمسه على المغيب .. كانت تهرب إليه لأنها كانت ترى فيه حنين الطفولة فقد كان في مثل سن أبوها .. بريجيت التي لم ترغب من الحياة إلا أن تعيش في اطمئنان و هناء في طفولة لا تنتهي أما هو فكان يهرب إليها ليعيش مرحلة فتوته و شبابه من جديد .. تلك المرحلة من حياته التي ضاعت في السياسة و الصحافة .. غالبا ما يكون في كل قصص الحب ذاك الحب في المنفى و الغربة حبا عابرا كلقاء بين غريب في قطار عابر نحكي له كل ما في قلبنا و تنتهي الحكاية مع انتهاء الرحلة .. ذكرتني برواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي :/
ايه نعمه ان أراها هناك اتيه من اخر الطريق ..تخطو بسرعه كعاتها تطأ الارض بخفه كعادتها . لاتمشى بل تطفو فوق اثير لا يرى وانا معك اهجر ايضا هذه الارض الطافحه بشرورها لالحق بك يرتفع بى حبك الى هذا الاثير الى تلك البراءه لنهرب معا الى السكينه ..لنصنع معا هذا الفرح
المعنى الحقيقى للرواية المتكاملة ولا يغرنك الاسم وتعتقد انها طافحة بالرومانسية ولكن لا كما قلت متكاملة ومجتمع بها الرومانسية الغير عادية والسياسة والغربة -غربة الروح-وأيضا الرسالة والهدف ففى الجزء الاول كانت تناقش مجزرة صبرا وشاتيلا فى لبنان وجرائم الاحتلال فى عين الحلوة من أهم روايات بهاء طاهر من وجهه نظرى وهى أيضا من أفضل مائة رواية عربية
تعرفت على الكاتب بهاء طاهر هذا العام تحديداً منذ خمسة أشهر وهذه الرواية تعد العمل السادس الذي أقرأه له ومع كل تجربة جديدة يزداد إعجابي بقلمه وأسلوبه المميز ولغته السهلة البعيدة عن التعقيد وأفكاره التي تشعر بأنها عادية لكنها في ظل الرواية تكون عبقرية.
رواية إنسانية في المقام الأول سياسية في المقام الثاني تتجسد بها مشاعر الكاتب في الغربة حيث عاش تقريباً نفس ما عاشه بطل روايته من فصل من العمل والسفر للعمل بالخارج والطلاق والحب للمرة الثانية لأجنبية ... إلخ.
رواية جميلة وتستحق -كما هى بالفعل- أن تكون ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية.
لا استطيع أن أوفي تلك الرواية حقها ولا استطيع أن أصف شعوري أثناء قراءتها ونهايتها، لا أعلم أذلك لأنني لا أتقن الكتابة أم أن الكلمات تفر في تلك الأوقات. أحداث الرواية في بداية الثمانينات عن صحفي مصري يتغرب في بلد أجنبي، يحاول بذلك الفرار من ذكريات الطفولة الأليمة والشباب الحزين والحب الضائع، تبدأ الأحداث بلقاء صديقه إبراهيم في مؤتمر أطباء للدفاع عن حقوق الإنسان في سجون تشيلي طالما كان يختلف معه في الآراء السياسية ومناقشاتهم دائماً حادة ولاذعة، لكنه توقف عن السياسة بعد تقدم العمر والغربة ولكن الأمور لا تجري كما خُطط لها. هي رواية عن الحب الذي يفر منا كلما تمكنا منه، عن الذكريات التي تلاحقنا، عن الغربة والوطن، عن مجازر لبنان وفلسطين، عن الإنسانية المفقودة والعروبة الضائعة، عن المعتقلين في جميع أنحاء العالم، عن الظلم والاضطهاد، عن السلطة والمال وما يمكن أن تفعله .. فهل يمكن أن يعزل الإنسان نفسه عن العالم ويعيش في سلام وسكينة بعيداً عن ذلك العالم ؟ وهل سيتركه ضميره في تلك السكينة بينما هناك من يُعذب ويُقتل ويُظلم؟ هل سيتركه ضميره أن لا يحزن لحزن لغيره؟ وهل سيفيد أن تحزن؟ وهل بيدك أن تغير شيئاً والعالم يديره من هم وحوش يستطيعون إنهاء حياتك دون أن تُقتل حقاً فيبقى وجودك دون حياة؟
"صحيفة التقدم! أفانتي! أفانتي! .. <إلى الأمام إلى الأمام> ألا ترى أننا نفعل أشياء رائعة! .. نهاجم بمنتهى الشدة العنصرية في جنوب أفريقيا، وندافع بحرارة عن حقوق النساء في العالم، ونكتب مقالات تفيض عطفاً على بلاد العالم الثالث، ونحن تقدميون بالفعل! ولكن تعال، حاول مرة أن تكتب مقالاً حقيقاً عن دورنا نحن في أزمة هذا العالم الذي نذرف عليه الدموع! .. تعال، حاول أن تعطي لما يحدث في لبنان الاسم الذي يستحقه! .. إسأل كيف تكون هذه المجزرة اليومية حرباً، وكأنه يمكن أن تكون هناك حرب فعلاً بين جيش جرار يملك أحدث الطائرات ويلقى أفتك القنابل من الجو ومن البحر على مدينة يحاصرها ولا تملك طائرة واحدة ولا جيشاً ولا أسطولاً، إسأل، كيف تكون حرباً أن يدافع مئات أو بضعة آلاف عن هذه المدينة بالبنادق والرشاشات أو حتى بالمدفعية والدبابات؟ أين هي الحرب في هذه المذبحة اليومية؟ إسأل!"
دائمًا ما يستوقفني تعبير " تقطَّعت أوصاله" .. الأوصال عزيزي هي ما يربطك بالحياة.
سألت الأديب الكبير مرةً ماذا حدث للبطل في النهاية، فقال اقرئيها مرات ثم عاودي السؤال .. لم احتج لذلك، لأنني أعرف سابقًا مذا حدث له حقيقةً.
البطل في الرواية تقطَّعت أوصاله، بينه وبين أهله،وبلده،وبطله .. البطل مات لموت الناصرية ولتقطُّع أوصالها بالحياة، فانجرف هو لا يعرف للنجاة من السيل سبيلا، فقد انهار عالمه الداخلي والخارجي وتقطعت أوصاله بالحياة .. فمات وحيدًا هناك في المنفى بعد بحثٍ طويل عن الذات.
بهاء طاهر متمكِّن من أدواته بشدة ، لغته لا يضاهيها أحد في جيله، تعبيراته، خياله، أفكاره .. لا أعرف ماذا يجول بخاطر الأديب حينما يهم بالكتابة، ولكني أعرف أن في خاطر بهاء تمرُّ أزهارٌ واشجارٌ وأشواك .. فمنها يصنع ثنائيات الجمال والوجع في الحكاية.
ليست أجمل ما كتب - بالطبع - ولكتها أكثر ما كتب توصيلا للرسالة المُرادة.
لا اريد ان اكتب عن صبرا وشتيلا ولا عن الوجع ولا عن المواقف العربية-الامريكية-الاسرائيلية المعهودة استوقفتني الشخصيات لأبعد مدى " الراوي - ابراهيم - بريجيت - برنار - يوسف - ايلين " هي لم تكن تحكي مثلنا كأشخاص عاديين في حواراتهم اليومية او الثرثرة المعهودة لم يكن اي واحد منهم كذلك بالنسبة لي كل منهم كان يحكي اعمق جزء فيه شعرت كما لو ان ألم كل واحد فيهم هو من نسج علاقته بالآخر جمعهم ارتباكهم وحيرتهم في معرفة من هم وماذا يريدون وماذا حققوا ولم اشك لحظة في صدق نواياهم جميعهم وانسانيتهم حوارهم بالنسبة لي كما لو ان احدهم اطفأ النور وتمدد وبدأ يتحدث مع نفسه بكل صرامة وضعف وواقعية وتساؤل وغضب في كل مرة يجبرني بهاء طاهر ان اشعر بذلك الصفاء وذلك السمو وتلك الانسانية !
وبعد فترة التفتت إلي إبراهيم بتلك النظرة الجادة وقالت: آسفة إن كنت قد أغضبتك .. غير أنها لم تتمالك نفسها فتابعت وهي تضحك: ولكن ماذا أفعل إن كنت جميلا فعلا؟ أنا لا أغازلك ولا شئ، أريد فقط أن أقول إنك جميل!ا