صاعد .. نحو ” العتبات ” ..! حينما شرعت هديل - رحمها الله – تنشئ ( مدونتها ) ، اختارت أن تضع لها اسماً هو Heavens Steps : .. ” عتبات للسماء ” . المصمم .. الذي ساعدها في وضع القالب ، رغم معرفته الجيدة باللغة الانجليزية ، ترجمه إلى : ” باب الجنة ” . ثمة مفارقة عجيبة .. هنا ..!
هديل أرادت لحروفها أن تكون سبباً .. و ( وسيلة ) ، لتتخذها عتبات ، تصعد بها للسماء .. فتبلغ جنة تاقت لها ، وظلت تلح برجاء ، بلغة متدفقة سماوية .. تطلبها . المصمم تجاوز الوسيلة ، نحو ( الغاية ) ، فقصد بنا إلى الجنة مباشرة ، وجعلنا إزاء بابها .
هذا التماهي بين الغاية والوسيلة ، بين الباب والعتبات ، لم يكن نتاج ( تواطؤ ) مقصود ، بين هديل والمصمم . بل حالة من حالات العرفان النادرة ، التي ( يشف ) بها الغيب .. فيتجلى لنا ، حتى نكاد نراه .. رأي عين ، فنتخطى الوسائل ، لنعبر إلى النهايات مباشرة . هناك سر ..! لم تــبح به هديل ، ولم يكتشفه المصمم .
هناك سر وقدر ، في هذا التوافق . في اختيار هديل ، لاسم مدونتها ، وفي ( انتقاء ) المصمم، تلك الترجمة له .. بالذات ..وهناك ( لغة ) مذهلة وشفافة .. لها حَدْسٌ ( النبوءات ) ، ظلت هديل تتحدث بها . لغة صاعدة .. تترقى ، جمعت بين الغيب ، والقدر .. والحقيقة . لغة .. كنت أتلوها ، ولم أشعر باتصالها بالملكوت الأعلى ، حتى حلقت وتركتني .. وتركتنا .
تركتنا هديل نقرأ حــــــــــرفها ، ونمد للسماء أعناقاً .. ترقبها ، وهي توغل عالياً .. وبعيداً ، نحو ( باب الجنة ) . على ( عتباتها للسماء ) ، سكبت هديل لغة علوية ، وحكت عن قدر رسم قبل 25 عاماً . عدت ( للجنة ) ، صاعداً العتبات ، أرقى .. أتهجى ، حتى وقفت أمام ( الـــــباب ) . ولجــــت ( غرفة خلفية ) ، واستمعت بخشوع عميق لتراتيل ( اليمامة ). سمعتها تتلو ” رسالةٌ إلى الله ” ، وتسلم على ” مريم ” البتول ، وتبكي بغداد .. وترسم لغة رحيل .
السلام عليك هديل : يوم ولدت ، ويوم تموتين .. ويوم تبعثين حية ، برفقة مريم العذراء .. التي أحببَتِها .))
قاصة ومدونة سعودية حاصلة على بكالوريوس (رياض أطفال) من كلية التربية، بجامعة الملك سعود. كان لها أثرٌ ملموس في عالم التدوين والقصة في السعودية في حين لم يتجاوز عمرها الخامسة والعشرين عاماً، واعتبرها كثير من المدونين في السعودية إحدى أبرز رائداته، كما كان لها الدور البارز في حملة المطالبة بالإفراج عن المدون فؤاد الفرحان ومن جهودها في ذلك إنشاء مجموعة freefouad على الفيس بوك، ودخلت هديل في الغيبوبة قبيل الإفراج عن الفرحان بعدة أيام.
شاركت هديل الحضيف في العديد من البرامج التلفزيونية في قنوات عدة. وأصدرت مجموعة قصصية بعنوان "ظلالهم لا تتبعهم" من إصدارات مؤسسة وهج الحياة الإعلامية في العام 2005، كما عرضت مسرحية من تأليفها بعنوان "من يخشى الأبواب" على مسرح جامعة الملك سعود بالرياض، وفازت بالمركز الأول في مسابقة النص المسرحي، ضمن فعاليات النشاط الثقافي عام 2006.
بعد وفاتها رحمها الله تم وضع جائزة تحمل اسمها ، تحت مسمى جائزة هديل العالمية اللإعلام الجديد . موقع الجائزة http://www.hadeelprize.org/
من بين كل ما قرأت ب ٢٠١٤ هذا الكتيب كان الأكثر إيلاماً علي الإطلاق
آلمني لدرجة أني لم أضفه إلي قائمة قرائاتي إلا بعد انتهائي منه بأسبوع أو اثنين..
"هديل" تُشبهني إلي حدٍ مرعب، إلي حدٍ أصابني بالذعر ثم بالطُمأنينة..
لم أقوي علي كتابة شئ عن غرفتها الخلفية..لم أقوي علي شئ أكثر من دعاء صادق لروحها الكسيرة.
أفهمك كثيراً هديل، أفهم لما اخترتِ الرحيل..أفهمكِ و ليس بوسعي لومك و لا لعن الظلمة بداخلك لأني لست عنها ببعيد. فقط يبدو أني قررت السقوط في هاوية غير التي اخترتِها، و في وقتٍ لاحق :)
الكتاب الذي يستغرقني أياماً لأشفى منه و أعود انا .. الذي يستنزف فكري و دمعي و وقتي ويسكنني واقعه وأسكنه خيالي هو الذي يحدث في روحي تغييراً لا يعلمه الآخرون و أستشعر أنا الاختلاف وأشير إليه همساً في كل مناسبة غرفة خلفية كان من فصيلة الكتب تلك التي تحوي روحاً أكثر من كونها تسطر أحرف تشبهني كثيراً هديل الحضيف بعشقها للحرف وانسجامه هو معها ! تشبهني وهي تحب ذاتها بذات الطريقة التي أحبني بها و هي تعشق اسمها وتفخر بتغني درويش به وهي تحمل هم الدنيا حتى تمرضها تشبهني للحد الذي لا استطيع معه أن أوصفها أو أوصفني فتلك أسرار تكتيكية وتشبهني للحد الذي تكون فيه هي هديل و انا حنين كل المترادفات تلك جعلتني أقبل على الحياة اقبال الملهوف اكتب اوراقاً لمن بعدي و أعد عدة الرحيل , فـ هديل ماتت في سن 25 !! أربع سنين و أقل تفصلنا عن إثبات صحة نظرية التشابه أو طعنها .
مع هذا الكتاب و في كل كلمةٍ فيه تَشعرُ أن هُناك أحداً يَشعر بِك يُحادثك و يَفهمك كأن هديل - رحمها الله - زرعت روحها العطرة بين أحرفها مع كلماتها لن تشعر بالوحدة أو الغربة ستكون مرتاحاً لأن أحداً من هذا العالم يُشبهك و شعراً يوماً بما تشعر بِه
الكتَاب :: غرفة خلفية .. النوع :: أشبه بخواطر الكَاتب ::هديل الحضيف – رحمها الله و اسكنها فسيح جناته دَار النشر :وهج الحياة عدد الصفحات ::٢٨٤ عدد أيام القراءة :: يومان التقيم من خمسة ::٤
يقول نجيب الزامل ( هديل الحضيف – ظاهرة فكرية ثقافية ، من بناتنا السعوديات و هي فارقة لامعة في رأس الصنعة الثقافية العصرية . عصر الانترنت و المدونات .. من وراء هديل تثقفت و تمرنت آلاف البنات و الأولاد .. هديل فتاة بفجر العمر صنعت تاريخها الصغير ، هذا التاريخ الصغير ، قاطرة تجري على سكة من الآمال و الطموح و المعرفة و البحث و الدأب )
هديل رحمها الله لم تَكن شيئًا عاديًا حتى لا أقف عند اصداراتها .. إنها الفتاة التي ولجت إلى عالم التدوين بقوة وَ أعطت من وقتها لتناهض من أجل طرح أدب وَ فكر و اصلاح .. لذا أقف وقفة احترام لهديل و أمثال هديل .. اللذين يسعون للمساهمة في تَكوين عقليات نَاضجة قارئه ..
كتابها هذا رحمها الله عبارة عن خواطر كانت تكتبها في مدونتها تحت عنوان غرفة خلفية تقول ( فقط ،، لأني كدتُ أفقدني في صخب الشارع الأمامي .. آثرت أن تكون لي غرفتي البعيدة التي آوي إليها كلما ران علي التعب أو نال مني الموت ) كانت تأتي بسيرة الموت و يبطن كلامها كثيرًا أشبه باحساس مخفي لما سيحصل لها رحمها الله
دون على الغلاف الخلفي للكتاب .. ٢١- ابريل – ٢٠٠٨
صباح الاثنين كان و كانت هديل في فراشها قد دخلت غيبوبة لم يعرف سببها و تم نقلها إلى المستشفى لتستقر على السرير رقم ١٤ في وحدة العناية المركزة
١٦- مايو – ٢٠٠٨ في صبيحة يوم الجمعة .. رحلت هديل إلى الرفيق الأعلى بعد غيبوبة استمرت ٢٥ يوما .. مثل سنوات عمرها الذي عاشته في هذه الحياة و ملأته ابداعًا و انجازات و خلقًا جميلًا و صيتًا حسنًا .. رحمها الله رحمة واسعه رحم الله كاتبنا القديرة و أنزل على قبرها الفسحة و الضياء و السرور و جعلها في جنّات النعيم مع الأنبياء و الشهداء و الصالحين ..
مقتبسات من الكتاب ::
( لا تنسوا الرفاق القدامى في خضم بهجاتكم .. لا تديروا لهم وجهًا أسودًا لأنهم ما زالوا يستجيدون سماواتهم في حين أن سماءكم أمطرت و أخرجت لكم الأرض من خيراتها يا أصدقاء : لا نريد منكم أن تقسموا أفراحكم أو تقتطعوا منها لتعطونا .. لا نريد أن تبخسوا من ضحكاتكم شيئًا إن كان وجودنا يغمز خاصرة بهجتكم لنا في الحياة متسع بعيدًا عنكم و إن كان سيعترينا ألم لن تشعروا به .. يا أصدقاء هذه الوحدة التي خلفتموها لنا .. و الأحلام الشحيحة التي ما زلنا نقتات منها بعد رحيلكم و بقايا الذاكرة التي اقتسمناها فيما مضى ستكفينا لكن أرجوكم لا تسلبونا صوركم الجميلة القديمة لا تسلبونا بهجة أن نذكركم بخير لا تنزعوا منا أحزاننا الصغيرة التي لا تطيقونها لأنها تذكركم بماضيكم و إن أردتم يومًا أن تأبهوا بنا ستجدونا بانتظاركم .. على ذات الرصيف ، نبتسم لكم كما لو أنكم لم ترحلوا أبدًا )
( أحيانًا ليس ثمة بيت في العالم نريد أن نعود إليه )
كل المعلومات عن هديل – رحمها الله – تستطيعون رؤيتها هنا
” غرفة خلفية ” إصدار هديل الحضيف الأخير رحمها المولى . فتحت الغلاف كان هناك حزناً مسطراً كتبه والدها الجميل محمد الحضيف : ” العزيز طاهر.. هذا قبس من روح هديل التي لم تفارقنا .. مودتي ودعائي .. ” غرفة خلفية .. كان لهذا الكتاب ابتسامة لا تنقطع من المنزل ! ذاك أن صورة هديل كانت تزين غلاف الكتاب الخلفي ، كنت كلما مررت على الرف أجدها تبتسم ! وأقول : إن ابتسامة الأموات ، تبعث في النفس أشياء غريبة ! وبصراحة هذه الابتسامة هي التي حثتني أن أكتب هنا ! حقيقة عندما قرأت ” ظلالهم لا تتبعهم ” والإصدار الأخير شعرت أن هناك فرقاً وجدانياً بين العملين فالأول أخرجته هديل لكي نقرأه ، نتأمل نصوصه على شكل كتاب ، وهي مراعية في الوقت ذاته العلاقة الحميمة بين القارئ والكتاب ، بينما في الإصدار الأخير لا تشعر بذاك الشيء لأن الإصدار إنما كان نوعاً من ( لمّ الأثر ) إن صح التعبير ! لذا من يقرأ “ظلالهم لا تتبعهم” يشعر بدفء الحرف ويتحسس الرحيل بنوع من الدهشة . سيحدث أن يوقد الليل عتمة وأن يغادر الأصحاب وعلى ظهورهم الأحلام مضخة بالضوء سيحدث أن تبحث عنهم فلا تجد سوى حبال تعلقك بالموت وبالغياب ! أما الرحيل فهو كائن حي ولكن لا يعتريه ما يعتري الأحياء ! هو الرحيل لم يتعظ ! مازال يوقد الليل بالأسى ويقتل الضوء الشحيح تاركاً الظلمة تموج في القحل هنا يكمن الفرق الذي بين العملين ! أخيراً : بعد عدة أسابيع سيكون قد مرت سنة على موت هديل رحمها الله ، التي رحلت وتركت أثراً جميلاً وبارزاً سواء على مستوى التدوين الإلكتروني أو التدوين التقليدي ، يستحق أن نقف معه كثيراً . في رحيل هديل وغيرها يحكي اليقين أنه في كل يوم تطير أرواح غضة طرية إلى السماء وعلى الأرض يترك الموت توقيعاً هائلاً أنه لا يتوانى عن قطف الزهور وإن كانت يانعة !!
هذا الكتاب عبارة عن مدونة، أو يوميات تكتبها على شكل خواطر أحياناً، زرعت بين السطور أريج حروفها بعفوية، في كلماتها رقة ولمسة لطيفة من حزن دفين أظهرته في حروفها، تغلغلت كلماتها في نفسي دون ضجة، كنت أشعر برقة قلبها ونقاء روحها، كانت تبوح بمكنونها وتصف شعورها بشفافية، وبالهدوء ذاته رسمت في قلبي لمسة من حزن، فكثيراً ما وجدت نفسي بين حروفها، أو عبرت عما لم استطع التعبير عنه .. وكثيراً ما كنت أشعر بأن روحها متعبة. . وقد اتسمت حروفها بطابع البساطة والعفوية والحزن ..
لكن هديل فارقت الحياة بعد ثلاث أيام من ذكرى ميلادها الخامس والعشرين دخلت في غيبوبة على مدى خمس وعشرون يوماً .. ثم انتقلت روحها إلى الرفيق الأعلى ..
كنت أتسائل هل كانت هديل تعلم بأن موعد رحيلها قد أزف؟! .. لنرى ملامح الحزن متجلٍ في حروفه�� إلى هذا الحد، لتتحدث عن الموت وكأنها مستعدة له.. أم أن أباها انتقى تلك النصوص من مدونتها بحكم أن الكتاب نشر بعد وفاتها؟!
قد يقول البعض أن أسلوبها سهل، سأقول صحيح ولكنه سهل ممتنع .. كل ما استطيع قوله الآن .. أوجعتني يا هديل .. رحمك الله يا هديل وأسكنك فسيح جناته ..
الموت يضفي على الأشخاص بهاءً، لا تمنحهم الحياة إياه إلّا قليلًا.. لم أقرأ هذا الكتاب، إلّا لأن صاحبته قد ماتت.. وعندما قرأت تلك النصوص، لم أستغرب أن تموت هديل عند الخامسة والعشرين؛ فقد رأيتها في غالب نصوصها تحادث الموت، وكأنها اتخذته صديقًا مذ بدأت الحياة.. "لا أدري كم تبقى في الطريق، لكنه ضئيل بما يكفي لأن أملأه ببهجة حقيقية وإن كانت مبتسرة.." كثير من النصوص عادية، وبعضها غير مفهوم، لكنني قرأتها بقلبي، ولم أسمح لعقلي بالتمنطق كثيرًا.. بفضل تلك النصوص؛ أنا الآن أكثر رغبة في الكتابة، وأكثر إرادة للحياة بشكل أفضل.. رحم اللّه هديل، وفرّج عن أبيها!
لأوّل مرة في حياتي أشتري كتاباً وأقرأهُ في نفس الليلة لم أستطع تركه من يدي هديل .. كانت تتحدّث عنّي وعن آخرين أعرفهم صدقها جعل الكلام ملموساً من الكتب القليلة التي يمكن قراءته مرة واثنين وعشر وقد مارست هوايتي المفضّلة في أثناء قراءته بتصوير الاقتباسات التي تعجبني بكاميرا الهاتف كي أقرأها من آنٍ لآخر كلّما أحسست أنها " مناسبة " للموقف الخلاصة: رائع
ازاى اثرتى فيا كده ... يمكن عشان كنت عارفه مسبقا قبل ما اقراها بوفاتك .. فكنت حاسه انك بتكتبى مشاعرك وكانها وصيه قبل موتك .. لما قريت كلام 2008 قبل وفاتك بشهور .. وكلامك يوم ميلادك وانتى بتكملى 25 سنه وبعدها بيومين بتدخلى ف غيبوبه لمدة 25 يوم وتروحى بعدها للرفيق الاعلى كانت دموعى بتنزل وكانى ببكى واحده عرفتها و حسيت بيها اوى من خلال 280 صفحه تحمل مذكرات سنتين ليكى .. الله يرحمك يا هديل كنتى مبدعه ... وهيفضل اسمك وعملك موجود وشاهد على اد ايه انتى كنتى حد جميل
تمنيت أن أقرأ كتبها من لما انهالت الدعوات الصادقة لها بالشفاء ومن لما رأيت جمهرة من الكتاب والقراء يبدون تاثرهم بعد ايام لرحيلها-رحمة الله عليها- وما حانت الفرصة أن أقتني كتابا لها وقبل أيام حملت كتابها(غرفة خلفية) وقرأت عن مسيرتها وتفاجأت بأنها توفيت وعمرها خمسة وعشرون عاما فما سمعته عنها جعلها تبدو أمامي بعمر أكبر ولكن من متى يقاس العمر بعدد الأيام؟؟؟!!!1 إنه الأثر الذي خلفته برحيلها والذي تركته وراءها ليظل الناس يتذكرونها وتتواصل دعواتهم لها
من الكتاب
لا أعرفني مؤخراً لا أستطيع التأكد، ما إن كانت هذه الملامح تخصني .. أم تعود إلى .. من أصبحتها! اعتدت على أصدقاء ذاكرتي، الذين يمضون ولا يعودون.. والعتمة التي اكتنفتني طويلاً. فجأة، أصبحت أقرأني كثيراً وأسمعني كثيراً ولا أتعرف عليّ أبداً.."
” لم أراد أهلي أن يؤرخوا أعوامي الأولى .. تاركين عمري الأخير بلا ذاكرة ؟!! ”
،،، ،،، ،،،
اليوم أكمل العشرين .. و هل نبأ كهذا يستحق الالتفات ، في غمرة الأخبار المنكهة بالدم و رائحة البارود ؟!!
،،، ،،، ،،،
لا نبدل وجوهنا كثيرا .. فقط نستبدلنا بوجه آخر ، حين يهترئ القديم من أثر الترقيع ! يحمل فوق رأسه .. ليلاً تأكل الظلمة منه ..
من يصن�� الأشياء الصغيرة التي توقد الدهشة؟ من يلمس التفاصيل الغائبة وسط سطور رواية بليدة؟ من يكتشف الوجوه التي أخفتها تجاعيد زمن طويل؟ من الذي يقتل ملل هذا اليوم المتناسل؟
هديل الحضيف - رحمها الله – التي تمنتها الجنَّة، صاحبة مدونة "باب الجنة" تركتنا نقرأ أحرفُها، و نحن نمد أعناقنا وأيدينا و كل ما فينا إلي السماء، ندعو لها دومًا.. يوم قرأت هذه الرواية، كنت اتخيل إني سأقرأها مرات و مرات والحقيقة إني حفظتها من فرط جمالها من المرة الأولي، ربما للتشابه بيننا ! لم يحدث يومًا أن تشبث بتلك الحياة الزائفة؛ كانت تكتب من البداية بطريقة من يعلم و تَعلَّم أن هذة الحياة ليست كما يجب لها أن تكون ! الموت يتربص بها و هي لا تريد الفرار، هي تنتظره بلهفة تخاف فقط أن يخطف الموت أحبتها. ظلّت تحكي وتحكي وتحكي .. حتي تركت ما يشبه المُسجل الذي سيُعيد علي مسامعنّا حكايا "زاهدة" في الحياة :))
شرعتٌ باب (غرفة خلفية) بروحٍ تظن أنها تطير. خرجت منها بذاكرة مثقوبة و روحٍ مفقودة للتو، -تكلمت مع شخص من العالم الأخر - ليصلني الكلام دون أي تشويش. من النادر أن تقدِّم على قراءة رواية ما و انتَ علي يقين أنك ستجد نفسك بداخلها، بين أحرفها وأحداثها وخيباتها و وجعها وحزنها العميق، تعيش كل تقلباتها. وكأنها إعادة لشريط حياتك. كلماتك لا توصف شديدة الجمال انتِ يا هديل رحمكِ الله رحمةً واسعة. اتذكر اليوم الذي عاهدتٌ نفسي فيه أنا أدعو لكِ دوماً ،و ما كُنت أعرف إني سأَوفَي بالوعد! سلامٌ على روحك الطيّبة..
كم شعرتٌّ بالشبه بيني وبينها حتي في ما لم تبوح بِهِ ... كم أفتقدتها، وأفتقدها كلّ يوم أكثر إحدي رواياتي المفضلة ❤
هديل.. عندما غادرتنا نحن كمدونين سعودين منذ سنوات (2007م) تركت حزنًا عميقًا ولا أعلم هل الحزن بوفاتها أم بطريقة الموت التي عايشنا أحداثها بقلم والدها ومعاناته.. رحمها الله رحمة واسعة .. في الكتاب الكثير من روحها التي عرفناها فيما مضى أعتقد أن اسم هديل سيبقى علامة في عالم التدوين السعودي.. تلك الفترة التي انتشرت منذ 2005 الفيس بوك الوليد الجديد في عالم المواقع والصفحات الاجتماعية..
تأثرت لـ حياة الكتابه نفسها لموتها الصغير لحياتها العظيمه شدني لكتابها عدد القلوب التي تحن لها و عدد الألسن التي تدعو لها و عدد القنوات و الصحف و المنتديات و المواقع و الكلمات التي راحت تعزيها بكيت كثيراً حين تمنت أمنيآآآآآت في عامها الخامس و العشرين و لم تلبث إلا أن فارقت الدنيا بـ أقل من نصف ما تمنت ::
من قلبي كل يوم و كل ليله و كلما ذكرتها أدعو لها بـ الفردوس الأعلى و أن تقطف ثمار الجنه و أن تنسى الاسى و ليالي الحزن التي توسدتها وحيدة في غرفتها لأنها شاركتنا إحساسها بالوحدة و الألم فـ سأشارك من يحبها الدعاء لها كل حين
:""""""""( رحمك الله ياهديل خمس نجوم لأجل تأثيرك .. نعم نسيت الان أحرف هذا الكتاب فقد قرأته قددديما لكن حبي الشديد وتأثري بشخصيتك وكتاباتك لم تزل حتى الان مما جعلني أضع الخمس أنجم بلا تفكير ()
أسلوب هديل جميل، وتراكيبها كذلك، لكن القاعدة الجماهيريّة رفعتها لمستوى عالٍ جدًا. ربما وفاتها في وقتِ مبكّر رفعت من شأنها، أيضًا أذكر أحدهم يقول: الموت يُغلق باب الحسد ويفتح باب الشّهرة.
تجربة جيّدة، خصوصًا وأنها من كاتبات المملكة، ولابد أن أعرّج على الصناعة الوطنية :)
أظنّ لو قرأت مجموعتها القصصية [ظلالهم لا تتبعهم]، ستكون لي نظرةُ أخرى. خصوصًا وأن غرفة خلفية؛ نصوص من مدوّنتها، كتبتها هديل -رحمها الله - لأجل (الفضفضة)ـ
رغم قراءتي لأغلب خواطرها عن طريق المدونة ولكني أعدت قراءتها في كتابها (غرفة خلفية) هديل رحمها الله كانت ترى ما وراء الأشياء، تصادف موتها الذي يمر من أمامها بخفة غير مبالية، تتحسّس الضوء المنبعث من الغياب، وتبتسم بحزن. الكتاب يحرّك شيء خفيّ في القلب !
أحببته يا هديل ..حرف رقيق,صادق,قريب من القلب .. "حكت الحمامة فكانت أنا" قالت هديل عن نفسها .. هديل المدونة الشابة التي رحلت,الإلهام .. هذا الكتاب يحتوي كتابات هديل في قسم "غرفة خلفية" من مدونتها ( http://www.hdeel.org/blog/) .. لكن مما يستفاد من شراء هذا الكتاب أن ريعه يعود لصالح وقف هديل رحمها الله .. كتبت هديل مبرر:"فقط,لأني كدت أفقدني في صخب الشارع الأمامي..آثرت أن تكوني لي غرفتي البعيدة,التي آوي إليها كلما ران علي التعب ,أو نال مني الموت ".
مررتُ على ما يقارب العامين من عمرها,بين بياض وقعتها بأفكارها,وكأنني أعيد ترتيب غرفتها الخلفية وأقول هنا فرحت وهنا كان الحزن يقضم من روحها وهنا سخرت من مدينة العمى وهنا تعلق الإنتظار على "شماعة ملابسها "وهنا إنتصرت هنا فازت وهنا.....وأصمت كي لا أتذكر , حروفها في غرفتها الخلفية مررت بها إلكترونياً سابقاً حينما كنت أمر بصمت حتى لا أجرح هديل الحمامة , ياصديقة الحرف والتدوين شيء كنت أريد ان أبعث به إليك سابقاً والآن يقولون أن الموتى لايستقبلون البريد لكنني أعرف أنك ســتعرفينه واثقه بأنك ستعرفين :
أحبك بالله يا هديل , رحمك الله وأسكنك فسيح الجنان وأدام ذكرك بيننا بحروفك ورسالتك من التدوين سنكملها , وستكون البداية حرف الحمامة !
توقفتُ قليلاً في يوميات هديل ماقبل الأخيرة كانت تتمنى بأن تقف في عمر الستين ويخطفها الموت بعدها ولكن بعد عيد ميلادها الذي كان في ١٨ إبريل سقطت في مرض غيرمعروف وغيبوبة دامت أكثر من خمسة وعشرين يومًا ثم المقبرة هديل نادرة أدبية وتتميز كتابتها بالرمزية فلايمكنك معرفة مماتحدثُ ��نه إلا عند قراءة بطيئة ومُتفكرة رحمها الله وجعل الجنة مأؤها وبالفعل نَحْنُ نحتاج إلى خير يبقى عندما نموت ، أتمنى أن تكون مُراجعاتي هُنَا تفيدُ مُحتاجًا وكذلك الحال مع مدونتي سماءُ رماديّة المتواجد رابطها في البروفيل
ماذا عساني أن أقول عن الكتاب؟ ماذا عساني أن أقيم من أثرت بكلماتها بي تأثيرا جعلني خلال القراءة أترحم عليها عشرات المرات؟ كيف أبوح بوجهة نظر من المشاعر المتداخلة التي أشعرها الأن؟ أنهيته في جلسة واحدة.فكلماتها تحتم عليك ألا تقوم من مجلسك قبل أن تكمل الإبحار معها .تغمدها الله برحمته قدر ما وسع قلبها العالم ووسعت كلماتها المشاعر.
حديثها عن الأمل الذي يلوح في الأفق، النور الذي قد يدخل من الهوّة الصغيرة، الأحلام والأماني لحياة ستأتي، كل هذه الأحاديث التي من المفترض أن نقرأها وتجعلنا نأمل بقادم أبيض وأجمل، وحده الموت من يقلب المعادلة ويصبغ الألوان بسواده، مخرجاً لسانه لنا. الله يرحمها.
تعرفت على هديل عبر مدونتها بعد وفاتها رحمها الله رحمة واسعة أعتبرها أكبر دليل على أن الكلمة الهادفة السامية تبقى للأبد ...غرفة خلفية كانت كيان لملم جمل وحروف متناثرة رسمت من نور مهيب ...قرأتها عدة مرات وعندما يفيض بى الكيل أعود اليها لا أعلم لما ربما لأن حروفها تسمو بروحى وصياغتها المنفردة العميقة تنفذ لربوع كيانى وخاصة عندما علمت قصة هديل فإقترنت ذكراها بحروفها بذاكرتى ....أكثر ما حفر بوجدانى .. رسالة إلى الله .. 25 إبريل 2006
هذه رسالة إليك يا الله .. لن يحملها سُعاة بريد ، ولن يوصلها إليك الرسل المنتشرين بين السماء والأرض .. هذه رسالة إليك مباشرة .. بلا وسطاء !
يا الله .. لم تكن المرة الأولى التي أشعر بك قريباً إلى حد أن تحيط بي ، وأن أكون في عينك ، وما استغربت أن تفتح الأبواب لصلواتي ، التي ما فتئتُ أرفها إليك منذ أن تشعبت بي الطرق ، وغدا اختيار أحدها موتاً لا مهرب منه . كلما حذفتُ من أمامي خياراً ، و قلصتُ مساحات الحيرة المترامية ، آمنتُ بك أكثر، وآمنتُ بأن دربي الذي أسير فيه صحيح ، لأن لا أحد غيرك يستطيع أن يتدخل في اللحظات الأخيرة ، ليحول بيني وبين ملك الموت .
اليوم كنتُ أبكي ، وكانت عشرات الوجوه في المرايا الصغيرة الموزعة على جدار السلّم المهجور .. تبكي معي .. ساكبة دمعها في قلبي ، وبينما أنا أحاول صُنع دعوات تليق ، لأرفعها إليك ، مضت تلك الوجوه الكثيرة تتوسل إليك يا الله أن تلهمني نوراً أسترشد به قبل أن يحيق بي الظلام .
كنتُ أعرف يا الله أنك لن تتركني ، وأنك ستكون معي كما تفعل دائماً ، لكن أن تقف بعتبة بابي ، وتغمر روحي بالماء دون سابق إلهام ، فهذا لم أخطط له ، ولم تكن سجادتي المكرسة للدعاء تطلبه ، أو تطمح إليه ..
أنا هنا يالله ، مجردة من كل شيء .. إلا من مطر ينهمر من سمائك ، ومن شكر لا يليق إلا بك ، ولا أفيك رغم كل ذلك . شكراً لك يا الله .. لأني في كل مرة أحاول الصعود إليك .. تنزل إليَّ ، وتهمس في أذني : " لستِ وحدك " .. وما كنتُ يوماً وحدي يا الله .. وأنت معي ()
***********
الزمن لا يمر .. الزمن يدوم .. مايمرٌّ همْ الناس ************************ حواسي تضمر .. ينهش من أطرافها ليل خلى منك .. و رسائل لا يعود ساعي البريد بـــ ( جواباتها ) ! رحمك الله ياهديل حقاً كنتِ فخر ليس لوالديكِ فقط بل لنا جميعاً..... ...