يناقش الكتاب بهدوء عبر السعادة تارة وعبر الخيبة تارات أخرى ما يعترينا جميعا عند الحديث عن مفهوم ( اللغة الأم) في مقابل ( اللغة الثانية), فتتناوب اللغتان على دور المرآة في حالة من الصدق والمكاشفة. عندي الحديث عن اللغة الأم فإننا نتحدث عن أنفسنا بأعمق ما يمكن الوصول إليه. وقد يكون التعرف على الذات في هذا السياق نتيجة للمسافة التي نبتعد فيها عنها, فلربما يجد قارئ عربي ذاته صدفة حين يقرأ لكاتب إفريقي, أو حين يقرأ لآخر أوربي, أو لاتيني. فنحن قد نشبه الكثير ممن يشاركوننا العيش على هذا الكوكب, وقد يلامسنا بشكل عفوي وحميمي كتاب " عبقرية اللغة" أو إحدى مقالاته التي سرد من خلالها كتّابها حكاياتهم متأثرين بالفنون والآداب والأسرة وأنظمة التعليم والسياسة والهجرة وباللغة الأم وعبقريتها. دافع ترجمة هذا الكتاب أن يكون هدية إلى عبقرية اللغة الأم وإلى أولادها من القراء. - المترجم: حمد الشمري -
Wendy Lesser a critic, novelist, and editor based in Berkeley, California.
She is a member of the American Academy of Arts and Sciences, and has received fellowships from the Guggenheim Foundation, National Endowment for the Humanities, and the New York Public Library's Cullman Center for Scholars and Writers.
اللغة الأم هي اللغة التي نبدأ بها رؤية العالم من حولنا تُعبر عن الواقع وترسم معالم وخصوصية كل مجتمع قد يغترب الانسان ويعيش حياته بلغات أخرى, لكن تبقى لغته الأم في وجدانه بمثابة وطن فكرة الكتاب قائمة على دعوة من الكاتبة الأمريكية ويندي ليسر لبعض الكُتاب ثنائيو اللغة للكتابة عن علاقتهم باللغة الأصلية والإنجليزية وتتسع مقالاتهم للحكي عن الوطن, الطفولة, الذكريات, القراءة والكتابة مزيج جميل من حكايات التاريخ والسياسة والثقافة والأدب والترجمة ممتازة لحمد الشمري
"هل تدرك أيها القارئ ما الذي أحاول قوله هنا؟ هل تعلم من أنا؟" هذا هو السؤال الذي نفست عنه ها-يون جونغ التي كانت تحمل ميزة ومعاناة اللغتين، الكورية والإنجليزية، فكانت تشعر بأن كل لغة عالة على الأخرى، كما أن كليهما مشكل لها، مكمل لبعض.
اللغة الفاضحة .. كما أحب تسميتها، فكل لغة تفضح أهلها وتعري ثقافتهم، ففي تعبير بهارتي موكرجي المقارن بين اللغة البنغالية والإنجليزية تقول: "فالأعمام والأخوال، والعمات والخالات ليس لهم ما يميز قرابتهم تجاه الأب أو الأم في الإنجليزية، بل ولا حتى ما يميز أعمارهم، وكأن الأمر يبدو غير مهم" بل حتى الأصوات الموسيقية للأحرف تختلف من لغة لأخرى، تعدد المفردات في التعبير عن حالة ما، أو تعدد المسميات لأمر ما، كلها دلالات تعبر عن أهل اللغة وثقافتهم، مما يبين عبقرية اللغة في التعبير عن أصحابها، في كشف كوامنهم، وتعرية عاداتهم. انظر لعدد أسماء الأسد والسيف في العربية لتعلم اهتمامهم بالقوة وأدوات الحرب والتعبير عن أبطالها، كما أن أسماء الجمل المتعددة بناء على شكله ولونه وحالته دلالة على مكانته عندهم، كما أن كلمات الإسكيمو وقائمتهم اللامتناهية لكلمة "ثلج"، وقدرتهم على إدراك الفوارق في صفاته دليل كذلك. واللغة لا تدرك من خلالها أهم��ة أمر ما بتعدد مسمياته فقط، بل وبطريقة التعبير عنها، فالتعبير عن المرأة لدى العرب يغلب عليه طابع الحرمة والخصوصية، وتسمية الأقارب بمسميات مختلفة على حسب سبب قرابتهم يدل على الاهتمام بروابط القربى والدم، فكل لغة تفضح أهلها، وتعكس فكرهم وثقافتهم.
"يفقد الكثر دوما أثناء الترجمة" هكذا عبرت أيمي تان الصينية عن رأيها، بل وحكت بحكم كونها ثنائية اللغة بالغرابة التي تقع على المعنى حين يترجم، فقد كان والداها حين يناديانها تجيب عليهم بالإنجليزية :"ماذا؟" فكان الأبوان يوبخانها على الاستجابة بسؤال، ولك أن تبحث خلف الدواعي الثقافية للمجتمع الأمريكي التي تعيش فيه لاعتياد الرد بسؤال. تلفت نظرنا أيمي تان إلى كيف أنها أصبحت ترى لون "الموف" بكثرة بعد أن تعلمت المفردة، وقد فتحت هذه العبارة لي بابا من الاستنتاجات، أولها أن هذا يؤكد أهمية القراءة في الشعر والأدب وكل ما يعدلهما من مجال يتسم بالخصوبة والقدرة على التعبير، وذلك لكي نرى الحياة بإدراك أكبر وشعور أعمق، وقد قيل أن الأدب يهذب النفس، ربما لأن شاعرية الأديب وطريقة تعبيره عن الطبيعة من حوله هي ما أكسبته والقارئ بعده هذه السمة بإدراك الجمال، فإدراكه مرتبط بقدرته على التعبير عنه، بل إنك أحيانا تشعر بأن الشعور يحيا فيك حين تجد نصا يجيد التعبير عنه، وكأن هذا النص هو ما جعلك تدرك أنك تشعر، فالمفردات اللغوية ترينا التنوع والتدرج والتفاصيل، معرفتك لدرجات اللون الأزرق تدعوك للاستمتاع برؤية درجاته والتمييز بينها، واللغة الثرية بمفرداتها، أصحابها بلا شك أثرياء العقول والفكر، فكما كان فينغشتاين يقول: “إن حدود لغتي هي حدود عالمي”.
وفي الحديث عن ترجمة الشعر يقول لوك سانت: "إن الشعر الفرنسي حين يترجم إلى الإنجليزية فإن الإصدار الإنجليزي يبدو دوما خاملا، خشنا، لا جاذبية فيه على الإطلاق" لا لترجمة الشعر! هذا ما كنت أقوله دوما، لا أعلم كيف يترجم الشعر وهو قائم على وزن، وقافية، وروح تختص بالشاعر وقومه، ومعان لا تفهم خارج نطاق بلده، فكيف تخرج لنطاق مختلف تماما، إذن تسقط القصيدة بمعانيها!
آيريل دورفمان .. ذلك الإسباني الأمريكي المجنون، أصابته لغتاه بالانفصام، فحتى في محاولته لكتابة المقال كان يشعر بالصراع بأي لغة يتحدث؟ واستمر قرابة التسعة أشهر ليقرر ذلك، إذ إنه لا يملك سوى الكتابة بلغة واحدة، رغم أن لغتيه كانتا تنهالان منه تلقائيا أثناء الكتابة، حينا بالإسبانية وحينا بالإنجليزية، المضحك في الأمر هو إدراجه فجأة جملة بالإسبانية دون ترجمتها، ليبين لك شعور الدخيل على نفسك كما حدث له أول مرة في اقتحام اللغة الإنجليزية عالمه قسرا لظروف اللجوء والهرب، ثم شعر مرة أخرى بذلك الشعور مع الإسبانية بعد أن أتقن الإنجليزية وأصبحت لغته، ليعود للحديث بلغته الأم لكن بغرابة، والآن كلتا اللغتين تتملكانه ولا يملكهما، تتحكمان به وبتعبيراته، حتى حين يكون وحيدا يصيبه التساؤل الغريب بأي لغة سأتحدث مع نفسي؟
الكتاب رائع .. كما هي عادة مجال اللسانيات، وتكمن روعته كذلك في تخصصه في مسألة ثنائيات اللغة، فقد كشف لي أسرارا وجدانية يشعر بها أولئك الحاملون للغتين بما تحملانه من ثقل التاريخ وجذور الكلمات الممتدة للقدم.
شكر خاص أحمله للأستاذ حمد الشمري على الترجمة الرائعة، والإشارات الهامة، فجهده ملموس، وإتقانه محسوس.
لا أدري لماذا تأخرت في كتابة مراجعة لهذا الكتاب البديع، رغم أنه من أوائل قراءات هذا العام! لم يسبق لي أن فكرت بمصطلح اللغة الأم، مع أنه يتردد كثيرًا في المقالات التي تتحدث عن اللغة العربية، وبخاصة إن كان من منطلق الدفاع عنها والتشكي من هجران أهلها لها، لكن هذا الكتاب فتح لي أفاقًا أخرى للتفكير بهذا التعبير. تذكرت الممثلة حنان مطاوع التي قالت في إحدى لقاءاتها إنها لا تتقن الشتم إلا باللغة الفصيحة، وتشعر أنها تعبر أكثر وتفرغ ما في قلبها في لحظة الغضب. وتقول إفيملو إنها تود التحدث بلهجتها الأصلية التي ستتحدث بها لو أيقظها زلزال ما! هل هذا ينصب في معنى اللغة الأم؟! لا شك أنها تلك التي تمكننا من التعبير بسلاسة وبساطة في كل الحالات. أيمكن أن يحظى المرء بأمين؟ يستحيل هذا بيولوجيًا وعلميًا لكنه لا يستحيل على الصعيد النفسي والعاطفي. لا يتحدث الكتاب هنا عن لغاتهم الأم (ولغتهم الأم البديلة، الإنجليزية) من منطلق علمي أو في تفاضل بين اللغات، بل يذكرون وجوه الاختلاف بينها الذي يعزى بالضرورة إلى اختلافات ثقافية ويؤدي إليها. الابتعاد عن اللغة الأصلية جعل كل واحد منهم يقترب منها بطريقة جديدة وبمنظور مغاير. هذا كله ما يجعل اللغة حية وحيوية وقريبة وبعيدة ومكروهة ومحبوبة، وهذا ما يجعلها منتجًا بشريًا، إن صح التعبير، وإنسانيًا إن صح أكثر. الترجمة بديعة وشفيفة للغاية.
. . لقد كانت رحلة ممتعة غنية وثرية وقريبة للقلب ، قرأنا خمسة عشر مقال تحدث بها كل كاتب عن علاقة لغته الأم وتأثرها بالإنجليزية فكلاً من أصحاب هذه المقالات يكتبون باللغة الإنجليزية فكان الحديث في كل مرة مليء بالشجن والحنين للوطن الأم أولاً ولذكريات الطفولة وعالم آخر انفصل عنه صاحب المقال كلياً إما بإختياره أو رغماً عنه ، فأصبح كل مقال سيرة ذاتية إنسانية ساحرة .
وإن تحدثنا عن ترجمة الأستاذ حمد الشمري فلا يمكن وصفها بأقل من " دقيقة ورائعة ".
أتمنى أن أرى عملاً عربياً يحاكي هذا الجمال فنقرأ سير بعض من أعلام الأدب العربي من باب أخر وهو باب اللغة وعبقريتها . . . . #كتاب_أتمنى_لو_أدسه_في_حقيبة_كل_قارئ ❤️ . . شكراً لطائرنا اللطيف على هذا الإهداء 📚
تبقى للكلمات التي نطقت في المهد والتي عبرت بها لوطنك وأمك وحبك وقعاً سحرياً يجول في الخاطر مهما بلغت بك الثقافة وتخطت بك الحروف حدود الأبجديات للغات أخرى وهنا يكمن السر. تحدثوا بلغة ليست لغتهم وأتقنوها ويبقى حنين الحروف الأولى وسحرها طابع خاص تذكرني اللغة بذلك البيت الشعري البليغ للمتنبي نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحـــبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منــــــــزل في الكتاب إذن حروف حن إليها كاتبيها نطقوا شغفاً وحباً لماض أفل وعشق ذبل عبر عنها بلغتها الأم تبقى هي الهاجس ويحتويها الحنين ...ترجمة جميلة وكتاب يستحق القراءة
إن «اللغة ليست نوعًا من الخيال أو ال��هم اللامكاني واللازماني، وإنما هي ظاهرة مكانية وزمانية»—فتجنشتاين
نافذة على اللغة بوصفها هوية، أمّة، و ذاكرة تاريخ.
يسرد الكتاب عبر جمع من الألسن المتفرقة، حكايا عن وجع الأنا؛ وجع الهوية، وجع اللغة، ووجع الذاكرة بوصفها فعل مقاومة. عن عشوائية المآسي حين تحدث فينا وعلينا.
أصنف هذا الكتاب ضمن الكتب المعنية بتاريخ اللسانيات الاجتماعية أو علم الإنسان اللغوي.
سافرتُ السنة الماضية ، وواجهتُ مأزقاً حقيقياً في التفاعل مع الآخر، بأن أكون بكاملي في الحديث مع الناس، فكان هاجسي حينما عدت فكرة حاجز اللغة ، صادفني هذا الكتاب وابتعته وكأنه يجاوب على تساؤلاتي ويخفف علي وطأة تجربتي السابقة
4.5 (edited, as several sentences of the review were somehow cut off)
I very much enjoyed this collection of essays by writers who are either bilingual/multilingual, or who once spoke a language other than English and are now writing in English. For almost all of them (I’d say all, but it’s a while since I read them so I can’t be sure), their childhood language evokes a sense of home and belonging - in some cases, ambivalent feelings about home – each language comprising a whole way of thinking and feeling that is different from those of English. I loved reading the different ways in which each language brings something unique to the human experience, one that can’t be replicated by any other. In some cases, writers felt that different languages expressed very different personal identities – or vice versa, that a particular sense of their selves could only be expressed in a particular language.
The essays inevitably involve interesting accounts of what it is like to grow up in a particular family with a particular language and in the specific culture that meant home for the writer. The essays were on Bangla, Chinese, Czech, Dutch, French, German, Gikuyu, Greek, Italian, Korean, Polish, Russian, Scots, Spanish and Yiddish. I wish I’d written this review up earlier as I can't recall many specific details, but I especially enjoyed the essay on Spanish, which was written as almost a kind of dance between English and Spanish. And as someone who grew up in a family that spoke both English and Yiddish, I found the Yiddish essay particularly interesting as well (despite the fact that some of the Yiddish examples aren’t completely accurate – and its author does admit his sketchy memory of the language). I would expect that in a group of writers some of whom no longer speak their first language much, there would be some errors in some of the examples of the languages discussed. What counts in this collection more than anything are the stories - stories about language that are personal, familial and communal.
Obviously there are some large cultural gaps in this list, with European-based languages predominating, and they do portray a very limited, personal view (which of course is also part of their attraction) but 15 essays still cover a lot of ground. I love reading about language and the connections between language and culture, and although I enjoyed some more than others, I found every single essay fascinating.
كتاب ممتع وعميق الأفكار عبارة عن خمسة عشر كاتبا من مختلف دول العالم يحكون تجاربهم مع لغاتهم الأم وقدرتهم على الكتابة بلغة ثانية، إنها مقالات عما يمكن أن نسميه ازدواج الهوية اللغوية للكاتب وكيف يتعامل معها وعلى أي أساس يختار اللغة التي يفكر ويكتب بها
ربما كان لدي خلفية عن هذا الموضوع من قبل بسبب تناول الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو له في حواراته وكتبه، فهو يكتب باللغتين العربية والفرنسية وأحيانا كان يبدو أنه ليس ثمة سبب محدد للتنقل بين اللغتين في كتاباته، كما أن هذه القضية تشغل باله في كثير من كتبه مثل: لن تتكلم لغتي، أتكلم كل اللغات لكن بالعربية وغيرها
كان الكتاب كاشفا لكثير من إشكاليات الكتابة والعلاقة بين لغة التفكير والكتابة باللغة التي نشأ عليها الكاتب أو التي اكتسبها فيما بعد، كانت هناك مفاجآت في اختيارات هؤلاء الكتاب وانعتاقهم من لغاتهم الأم أحيانا
أظن أن قضيتيْ اللغة والكتابة الإبداعية تشغلانني كثيرا وأود لو استطعت التعمق في القراءة عنهما والتعلم أكثر
*** مراجعة سريعة لكتاب استمتعت به كثيرا وضاق وقتي عن تسجيل خواطري حوله وتعليقاتي عليه منذ قرأته في يوليو الماضي... مراجعة سريعة لمجرد التوثيق والتذكير كما يليق بمراجعات نهايات العام :))
لقد كانت رحلة ممتعة وثرية برفقة هذا الكتاب. خمسة عشرة كاتبا وباحثا من أصول مختلفة يتحدّثون عن لغتهم الأم وعلاقتها باللغة الإنجليزية، هل تكمّلان بعضهما البعض أم تهيمن إحداهما على الأخرى.. من الحديث عن اللغة الأم يحملنا كل كاتب إلى طفولته، يحدثنا عن تاريخ أرضه، عن مسقط رأسه، عن جمال لغته الأولى ومدى تأثيرها فيه وفي شخصيته.
يسافر بنا الكتاب إلى 15 بلد، 15 لغة، إلى ذكريات كثيرة ومحطات هامة في حياة هؤلاء الأدباء 😌
أنصح به لمحبّي المقالات وخاصة ما يتعلق منها بالأدب والكتابة 🌷
خمسة عشر مقالاً لخمسة عشر كاتباً عاشوا بين أحضان لغتهم الأم، لكن الحياة أجبرتهم على الانتقال انتقالاً قسرياً يشتتهم بين ثقافة وأخرى. من بلاد إلى أخرى. قصتهم لا تحكي لنا فقط عن مفهوم اللغة الأم فقط. بل أبعد من ذلك. هي مسألة تمس حياتهم وشعورهم تجاه قضية اللغة الأولى التي نطقوا بها. سنقرأ حكايات أبعد من مفهوم اللغة ولا في حقل اللسانيات أو الأدب بل أوسع أفقاً من كل قضية.
مسالة اختيار اللغة التي سوف تبدأ بها الكتابة سواء أكان سيرة ذاتية لك أم عناوين مختلفة بحكم أنك نشأت في أحضان لغتك الأم وعلى مقاعد الدراسة تتعلم وتقن لغة أخرى. سيحدث نزاع بداخلك شبه أحد الكتاب هذه الحالة ب( أن يكون الشخص متزوج من زوجتين متشاجرتين دائماً) .
ما هي النتيجة: ستصاب بالتأكيد بحالة (ثنائي اللغة) . أم ستحمل خوفاً من ألا تكون مفهوماً حين تستخدم لغة واحدة فقط.
حين تجبر على العيش متنقلاً كما حدث مع الكاتبة (ها-يون جانغ) ستشعر وكأن الأمر بدا أنها نزلت في المكان الخطأ في مكان ��ريب أو في حياة أخرى. كل شيء مختلف لن تعود أنت أنت.
في هذا الشتات بين لغة وأخرى والذي يتطور ليصبح بين هوية وأخرى عليك أن تتواصل مع اللغة نفسها لتنجو بنفسك.
اللغة هي التي تعينك على تجاوز الوحشة التي تشعر بها في الأرض التي تربيت فيها. هي ذاتك المستورة .
هي عالم مسكون بشكل كامل في مخيلتك.
( كانت عبقرية اللغة وحدها ما أبقاني على قيد الحياة لأسرد الحكاية) .
( أن يرمي بك القدر خارج تراب أرض الأجداد يعني أن ترافقك الضراء إلى الأبد ).
لكل من يحمل بين جنبات روحه أو خلايا دمه ثنائية اللغة والعرق هذا الكتاب لكم لأنه سيكشف لنا مدى تأثير اللغة منذ النشأة الأولى للإنسان وبسبب مشروع بادرت به مؤلفة الكتاب تضمن مشاركة خمسة عشر كاتّبا ليتحدثوا عن تجربتهم-كثنائي اللغة-في التواصل عبر الكتابة. فقد وصف جوزيف كونراد اللغة بأنها”(عبقرية)لتمكنها من احتوائنا والقاء رائها علينا “ عبر الكتب،الأفلام،الناس،أو البيئة التي نشأت بها.
إنه كتاب عظيم مليء بتلك القصص هناك اللغة التي ستحررنا من ذواتنا كما تحدثت عنها كاتبة من بنغلاديش
واللغة التي ستعاقبنا المدرسة لممارستها بجلد ظهور طلابها كما حدث في كينيا وسينتج عنها التمرد لاحقا
وهناك لغة ستقسمك لنصفين فلا تشعر بنفسك بالانتماء لكلا اللغتين كما حدث لكاتبة من كوريا
وهناك لغة الفقد والتبني غيرها بسبب الهجرة كحكاية الكاتبة الإيطالية التي هاجرت مع أسرتها أمريكا لتعود لإيطاليا قسرا وتتخلى عن لغتها الأم.
هناك اللغة الهامشية لحياة مزدوجة ستتصالح مع لغتين تصالحا رقيقا،هشا قابلا للكسر في أي لحظة كما هو الحال عند الكاتب التشيلي.—
هذا الكتاب لامسني جدا تذكرت معاناتي لازدواجية العرق وهذا الثقل الذي رافقني لتعلم التركية لأحافظ على لغتي الأم لكن لم أجدي نفسي تميل لها. نعم هي هويتي وبرغم هذا تسللت إلي العربية فكانت ولا زالت تملؤني بالحميمية والارتباط القوي ربما لتلك القصص التي ألقتها خالتي رحمها الله وأنا طفلة وتمسكي كل ليلة وبجرعة من الخيال عبر لسانها العربي الجميل حدث هذا الارتباط الأبدي بها.
بعبقرية اللغة أكون أحرزت هدفي القرائي للعام ٢٠١٩ في اليوم الأخير من هذا العام،، لاشك أن فكرة هذا الكتاب عبقرية جدا فأن تجمع مقالات لتجارب عديد من الكتاب الذين يكتبون باللغة الإنجليزية رغم أنها ليست لغتهم الأم وتطلب منهم أن يتحدثوا عن علاقة ذلك بلغتهم وحياتهم وفكرهم لهو فكرة جميلة ومميزة الأجمل من الفكرة كان عدم تقيد الكتاب بإطار موحد،، فكل ممكنهم حكى عن تجربته بصورة فريدة لا تشبه ما يحكيه الآخر،،
ينتمي الكتاب إلى بلدان مختلفة وبالتالي لغات مختلفة وخلفيات ثقافية مختلفة ودوافع مختلفة جعلتهم يقررون الكتابة بالانجليزية رغم أنها ليست لغتهم الأم،،
بعضهم -وقد كانت مقالاتهم الأقرب إلى قلبي- ينتمون إلى بلدان خضعت للاستعمار الإنجليزي الذي أثر بشكل بالغ على لغاتهم العميقة أصلا والعريقة عمرا ومعنى ومبنى ولكنها لغات لم يعد لها وجود كبير على الخارطة العالمية لأنها خضعت لحكم المستعمر وصارت تحكي بلسانه
آخرون كانت لغتهم الأم اليونانية وهي التي كانت يوما لسان العلم والمعرفة والفلسفة وهي اللغة التي انحدرت منها بالأصل اللغة الانجليزية أو لنقل لغة العلم والمصطلحات لغة ثرية ذات دلالة عالية لا تقبل إلا بإضفاء معنى واضح لكل شيء ولا عجب لذلك أن نرى مصطلحات العلم اللاتنية تنبع منها حتى اليوم ولكن أين هي الآن على الخارطة! وأين أهلوها! حزن وأسى!
بينما تنتمي فئة أخرى من الكتاب إلى دول شرق آسيا تلك البلاد التي نراها هادئة لا تثور حتى في لغتها مؤدبة جدا بخلاف الانجليزية!
تنتمي فئة رابعة لبلدان أوروبية تلا��ق ركب التقدم ما تزال ولكنها لم تصل بعد إلى مصاف اللغة الانجليزية.
أحزنني أن لم يكن من ضمن الكتاب كاتب عربي يستخدم الانجليزية في كتابته،، فقد كان بودي معرفة ماذا يمكن أن يكتب عن لغة الفصاحة التي ربما اغتربت عن نفسها وعن أهلها!
أجمع الكتاب في طيات مقالتهم على أمر واحد هو أن اللغة هي جزء من الوجدان والذاكرة وهي تصنعنا وتعجننا وأن ثنائية اللغة أمر -رغم جماله- مربك وأن الناطق بلغتين إحداهما لغته الأم والأخرى مكتسبة ربما يحنق على لغته أحيانا ويحبها في أحايين كثيرة.
لعلّ أبرز ما يُدهش قارئ هذا الكتاب هو حالة الصدق والمُكاشفة التي تعتري ذاكرة الكُتّاب وكأنّ اللغة تولد وتنمو وتتشكّل عبر مخاض الذاكرة وتنثال مُتدفّقةً على امتداد الزمن والتجربة تدفّقًا موزّعًا بين الذات والوطن والخراب والأشياء والألوان والسماء والأرض والصمت والكلام والناس والشجر والفصول والبلاد. من هنا يكمنُ ذكاء اللغة وعبقريتها، ذكاءً مُتفرّدًّا في الإيهام ببساطة اللغة وعذوبتها، ذكاءً يجعلُ متلقّي ثنائية اللغة في متاهةٍ تضعه أمام تساؤلاتٍ أكبر من اللغة وأعمق من التيه أمام مُفرداتها لكونها ثنائية تقول أشياء وتترك الإنسان يكتشفُ أشياء أخرى لا تُقال فواقعة ثنائية اللغة تدفعُ إلى التواصل وكلّ تواصل هو محاولةٌ إلى ردم الهوّة بين لغتين/ مُجتمعين مُتباعدين وما إن تتواصل لغتان حتى تترك كلّ واحدةٍ منهما بصماتها في الأخرى وعلى هذا الأساس، فإن اللغة ليست مجموعة كلمات مُنقطعة الصلة بالحياة والفكر والطبيعة الإنسانية بل هي أداة التفاعل بين الأفراد والمجتمعات ولولاها لما أمكن للعملية التعليمية/ التعلّمية أن تتحقّق ولبقيت الإنسانية في مهد طفولتها العلمية والمعرفية وهنا تكمن (عبقرية اللغة): العالمُ شاسعٌ سواء أكانت ثنائية اللغة نعمة أم نقمة فلا مفرّ من أن تدفع بالإنسان إلى التواصل والتعارف؛ وهذا التواصل والاندماج هو ما تفرضه كلّ لغةٍ من توليدٍ في اللغة الثانية سعيًا إلى إرساء جسور التواصل والتفاهم.
في رحلة القارئ -أي قارئ- مع هذا الكتاب ربما يقف مطولاً للوصف الملوّن لما أسميه "تجارب العبور اللغوي"؛ بكل ما تشتمل عليه مِن مفارقات، ومقارنات، وذكريات تُلامس كثيراً أوتار الشجن، وسيلحظ توافق معظم الكتّاب على التعبير عن إحساسهم العميق بانقسام الهوية داخل النفس؛ نتيجة هذا الازدواج اللغوي، وأنّ هذه الثنائية اللغوية تُشعرهم في أحيان كثيرة أن نفوسهم تنطوي على شخصيتين، لا شخصية واحدة، وكأنّ اللغة بكلّ حمولاتها الثقافية والاجتماعية والفكرية هي الصانع الحقيقي للشخصية الإنسانية، أو كما عبّرتْ الكاتبة م. ج. فيتزجيرالد: “إنّ الوطن هو الكلمات” .
أساس مشروعية هذا الكتاب يتلخص –كما أوضحتْه المحررة- في أننا يمكن أن نستقي من كتّاب الرواية والمسرحية والنقد والصحافة الذين عايشوا تجربة الازدواج اللغوي الكثير من الأفكار الملهِمة حول طبيعة الثنائية اللغة، والاكتساب اللغوي، والفُروق بين اللغات، وهي الأفكار التي ربما لن نعثر عليها في البحوث المتخصصة عند علماء اللغة واللسانيات؛ وبخاصة تلك الأفكار المرتبطة بالعلاقة بين الأنا واللغة، والدلالات الاجتماعية والثقافية.
موضوع الكتاب شيق و مثير للإهتمام، على الأقل لي شخصياً. تمنيت لو تعمق الكتاب أكثر في آرائهم و مشاعرهم عند مقارنة لغتهم الأم بلغتهم الثانية، مع ئلك يبقى الكتاب ممتع.
مجموعة مقالات وتجارب شخصية ل15 كاتب وكاتبة وعلاقتهم بالكلمات واللغات والهوية. فكرة الكتاب جميلة وإن كنت لا أستطيع أن أنظر ببراءة لغلبة "اليهودية" في الكتاب حيث شعرت بأنها مُقحمة في الكثير من المواضع ومن الواضح أن المحررة اختارت الكتّاب اليهود بوعي وقصد. بموضوعية وبتجرّد كبير، كان من الممكن أن يكون الكتاب أغنى بكثير لو كان هناك تنوع هويات مركبة من القسم الجنوبي من العالم عوضاً عن اختيار رجال بيض من أبناء مهاجرين أوروبيين يرمون في كل فقرة جزئية عن الاضطهاد والمجازر بحق اليهود - ترديد آخر يدعم السردية العالمية المتعاطفة مع اليهود وتصويرهم الدائم كضحايا. النصف نسبة كبيرة ليتم تخصيصها لمكون "ثقافي" خاصة وأننا نتحدث عن تقاطع الإنجليزية مع لغات أخرى. كندا والولايات المتحدة دول مختلطة الأعراق، كان من الممكن التواصل مع كتاب وكاتبات كنساء واختيار عيّنة أكثر تمثيلاً.
النجمة الأولى للمقالات الثلاثة الأولى والنجمة الثانية للترجمة البديعة! النصوص محكمة بشكل مبهر ومثير للإعجاب، سأقرأ بدون تردد أي أعمال أخرى للأستاذ حمد الشمري
كان كتاب عظيم جدًا.. و فكرته مطروحة كتير الفترة دي هل المفروض اننا نستخدم اللغة دايمًا ولا اللغة تتطور علشان تناسب حياتنا دلوقتي؟ ليه أسهل اننا نكتب بلغة تانية ؟
المقالات كانت عظيمة.. بالذات اللي من اليونان و الصين و إيطاليا الألمانية كانت أسخفهم
Wendy Lesser has put together fifteen essays about ESL, that is, about authors who have come to write in English after originally having grown up with different mother tongues. Though these writers have found English liberating (or useful), they inevitably are formed by their first language, and bring something new to their acquired language, in a kind of struggle. As someone who learned Spanish as a teenager. I am fascinated by the creative struggle of two different languages in one speaker.
The mother tongues create a world of their own. Amy Tan examines why Chinese does not have words for “yes” or “no,” a fact which seems to challenge logic. “Ask, ‘Have you stopped beating your wife?’ and the answer refers directly to the proposition being asserted or denied: stopped already, still have not, never beat, have no wife.” Rather than indirection or equivocation, there is precision.
Ha-yun Jung says about Korean, that it avoids use of the first person singular pronoun. The collective “we” is used, or the passive voice (“Mistakes were made.”) or the subjunctive, (“A cookie would be nice.”) Perhaps this shows a healthy deference to the good of society. But Ha-yun Jung says that English was the language in which she first kept a personal diary, and recorded the personal feelings of her “I” in response to a difficult childhood.
Ariel Dorfman, a Chilean writer, speaks of his Spanish self and his English self as having almost independent existences, despite their being the same person. He finds that each language struggles to express things in its own way, and that each one grows independently, with a life of its own. I love the idea that, even when I have not spoken Spanish for a while, it is still growing and living within me. I need to help it grow.
قرأت الكتاب بناءً على توصية بعد نقاش عن الأفراد ثنائيّ اللغة وتأثير اللغة بشكل عام على تصور الأمور. سمعت مرة مقطع في منصة Ted عن How language shapes the way we think .. وكان وقتها تأثير المقطع من ناحية التساؤل المطروح يدغدغ فضولي أحيانًا، لم أتوسع في القراءة عن اللغات وتأثيرها؛ لكني سمعت پودكاست يتكلم أيضًا عن تأثير اللغة وله رأي مشابه للمقطع المقترح أعلاه -نسيت اسمه- بعد نقاش له طابع السواليف أُقترح الكتاب فكانت تصوراتي مضخمة عنه لاسيما أني أحمل معي تساؤلًا لا أعلم إجابته، وكانت الخيبة متمثلة في المقدمة والمقالة الأولى (الكتاب يحتوي على عدة تجارب لكتّاب ثنائيّ اللغة أو أكثر؛ أتحدث عن تجربة كل كاتب بوصفها مقالة تم جمعها في النهاية لتكون كتابًا). للكتّاب آراء متباينة في تأثير اللغة على تصوراتنا ونظرتنا للأمور فالبعض يرى مسؤولية اللغة عن تصوّر الفرد، والبعض يرى أن اللغات لها طبيعتها الخاصة، فمثلًا كاتبة لها أصول صينية ترى أن عدم وجود كلمة (لا) في اللغة الصينية لا يعني أن الفرد الصيني لا يستطيع الرفض؛ فالصينية ترفض بطريقة غير مباشرة ويوجد غيرها من الأمثلة المترامية وعودة على النظرة المسؤولة التي يحملها بعض الكتّاب اللغة في الإسبانية مثلًا يتم التحدث عن فعل الفرد (عن الأخطاء كما أرفق أحد الكتّاب) مبنيًا للمجهول أي لا يتم تحميل الفرد مسؤولية فعله فعبّر الكاتب أن الإسبانية تتيح للأفراد التنصل من مسؤولياتهم بعكس الإنجليزية التي تؤكد مسؤولية الفرد لما يفعل، بعض الكتاب عرض تجربته دون التمسك بفكرة حول اللغة واكتفى بالاندهاش اللطيف وذكر بعض الوقفات اللُغوية. قرأت تجارب ظريفة وفيها فوائد وإن بدت متناثرة، أما تجارب أخرى فلم تكن بالنسبة لي مثيرة للاهتمام. بشكل عام، الكتاب يعتبر خفيف، ويناسب أوقات الضغط بحكم انفصال مواضيعه فكل كاتب له تجربته؛ لم أعجب بالكتاب ولم أره ككتاب مثري من ناحية عرض تجارب الآخرين. خيبة الأمل قد تكون بسبب التصور المسبق عنه، لا أدري!
فكرة الكتاب هي عن مجموعة مقالات كُتبت عن طريق كتَّاب ثنائيي اللغة، كانت ترتبط تلك المقالات في تأثير لغتهم الأم على مرحلة طفولتهم و كيف استمرت تتبعهم حتى في حين محاولتهم للتخلص منها و الحصول على لغة الفرص الذهبية. المقالات متنوعة مابين ممتازة و جيدة و سيئة، فبعضها لم يتطرق إلى تأثير لغة الأم على هويته إنما ذكر رحلة وصوله لتعلم الإنجليزية، و هناك آخرين كتبوا بالتفصيل التأثير العميق للغتيين في تكوينهم و ديونهم تجاهها و معانيها التي أثرت حتى في إنجليزيتهم، رغم فكرة الكتاب الممتازة إلا أنني أعتقد بأنها كانت ستكون أجمل لو تم ��مل مقابلات مع ثنائي اللغة و محاولة ربط تجربتهم لينتج لنا كتاب بحثي. تمنيت وجود كاتب عربي أو أن يكتب المترجم عن رحلته .
كتبت في رأيي عن كتاب عبقرية اللغة مدى احباطي لعدم وجود كاتب عربي يحكي تأثير اللغة العربية و أدبها مع علاقته بالإنجليزية ونظرًا لتقديسي المتطرف لهذه اللغة فصيحها و عاميها وجدتها فرصة لأكتب بشكل شخصي عن اللغة من وجهة نظري عن اللغة العربية:
As a polyglot and lover of languages, I found this book very useful, insightful and wonderful. This book featured different writers and I discovered a lot of new writers which I will be willing to read and explore. Some of the writers who contributed to this book are Amy Tan and Ngugi wo Thiong O, both my favorites. This book is best read when one wants to have some time reading a good informative book because it will give you a lot to learn and discover about languages in general, as well as glimpse a writer's mind, especially non-native writers either writing in English or translated into English. This is a gem worth having!
المقالات في الكتاب ليست بنفس المستوى من قوة الفكرة والأسلوب بعضها كان قوياً وبعضها كان ضعيفاً موضوع الكتاب وفكرته لم تعجبني جدا وأعتقد أنها ثانوية الذي أعجبني أكثر شيء هو التجارب الصعبة التي خاضها معظم المشاركين في الكتاب والذين كانوا في الغالب إما لاجئين أو مهاجرين عاشوا ظروفاً ليست عادية ولكنهم في النهاية تغلبوا عليها
من آيات الله -سبحانه-: اختلاف اللغات واللهجات، {ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم}، الحديث عن اختلاف اللغات وتعلمها حديث ممتع ذو شجون، وهو حديث جدير بالاستماع إليه والإضافة إليه.
في هذا الكتاب يذكر الكُتّاب الذين يكتبون بالإنجليزية كلغة ثانية= مدى تأثير لغتهم الأم على لغتهم الإنجليزية، لتجد أن الكلام عن اللغة الأم مليء بالحنين إلى الأوطان وإلى الذكريات التي تسكن المؤلف، لكن غالبهم يعتز كثيرًا باللغة الإنجليزية بسحرها وسهولتها وكونها لغة الثقافة الغالبة، والتي كانت سببًا في انتشارهم على نطاق واسع.
كتاب ممتع وجميل وفوق هذا كان فيه الكثير من الجرأة لكتّاب ذكروا الكثير من المشاعر تجاه أوطانهم ولغاتهم، فليس الشخص في الإنجليزية هو نفسه في لغته الأم، بل يكاد يكون شخصًا آخر، حتى في آرائه تجاه قضية معينة، كما أثبتت ذلك الدراسات.
كان الكثير من أسلاف العرب يتحاشى أن يتعلم لغة أخرى أو أن يتكلم بها، خشية أن تؤثر الثانية على الأولى فتفسدها، وكان الجاحظ يقول: أن اللغة الثانية تدخل الضيم على الأخرى، ولم يكونوا يعدلون بالعربية شيء.
غاب عن الكتاب اللغة العربية لكاتب عربي يكتب بالإنجليزية، وقد اعتذرت المؤلفة لذلك بأنها لم تكن تستطيع أن تجمع كل اللغات في كتاب صغير استكتبت فيه خمسة عشر كاتبًا.
كتاب عميق لا يتكلم عن اللغة فقط، بل عن السير الذاتية والحنين إلى الأوطان والذكريات والأديان.
ليس كتابًا في اللسانيات وإنما جولة ماتعة في عقول جمعت مع لغتها الأم لغة أخرى، إما أن تكون حرمت من لغتها الأم لظروف اقتصادية أو حرمت قهرًا كما في الاستعمار على اللغة الكينية، أو بدافع الحب للغة الأخرى.. اللغة الأم هي لغة الثقافة والطفولة والذكريات، واللغة الأخر�� هي لغة الاستكشاف والانفتاح على جزء من العالم.. نعم اللغة انفتاح؛ ما زلت أتذكر شعوري عند تعلم القراءة في الطفولة لأول مرة، كنت أشبه بمن للتو فتح عينيه للحياة.. اللغة الأم لغة الثقافة، وهل تؤثر اللغة على ثقافتنا وعاداتنا؟ أزعم نعم؛ فعلاقتنا باللغة أكبر مما نتصور، وشواهد هذا في الكتاب كثيرة، كما في انعدام ضمير نعم ولا في اللغة الصينية، جعل الرفض والموافقة الصريحة أصعب، واحتاج الشخص إلى جملة لطيفة غير مباشرة للتعبير عن الرفض. وكما انعدام الضمير أنا في اللغة الكورية أثر على صعوبة التعبير الفردي للشخص ومعرفة ما يرغب صراحة. ويحضرني هنا مقولة عمر رضي الله عنه بغض النظر عن صحة نسبتها له، "تعلموا العربية؛ فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة". فهي أكبر من مجرد كلمات إذ لو كانت مجرد حروف وكلمات؛ لأمكننا ترجمة الشعر، وفهمت نكت الروسي الساخر في حديثه عن تعلمه للإنجليزية. ما علاقة الكلمات بالمعاني؟ وما علاقة الكمات بالأصوات؟ تجيبنا بهارتي حين حنت للغتها الأم البنجالية، وانطباق ألفاظها مع الأصوات المسموعة، فالصوت يفهمك المعنى أو يزيده. وأذكر حديث شاب كوري عن السبب الذي دفعه لتعلم اللغة العربية هو سماعه لقارئ يقرأ سورة الحاقة، وشده التفخيم في حرف القاف المنبئ عن أمر عظيم، وهذا بدوره دفعه لتعلم اللغة . الكتاب يدفعنا للتأمل في اللغة والمقارنة بين اللغات، فهي مشتقة من بعضها البعض، كما اشتقاق كلمة كارثة من اليونانية disastar والتي تعني عدم توافقك مع النجوم! أو تكون مناقضة لبعضها البعض، فأذكر حين نطقت اسمي في الجامعة أمام الأستاذة الباكستانية انقلب وجهها واحمّر وقالت: إن معناه سيء جدًا في لغتنا، رغم معناه الرقيق عندنا! هناك لغات جامدة ولغات تتحرك مع الكلمات كما اللغة الكورية فكلمة يطرق الباب "تك تك" فهي مطابقة لصوت طرقة الباب. الكتاب ملأني بالمعاني مع افتقاري للكلمات، منذ مدة لم استمتع بكتاب مثل هذا، محاولات تعلمهم للغة الأخرى ذكرني بصعوبة اللغة وتعلمها، فهي ليست أمرًا سهلًا ولا عزاء لأصحاب "تعلم اللغة الإنجليزية في عشر أيام" ه كتاب خفيف لطيف ممتع لكل محبّ لأحاديث اللغة ترجمة حمد الشمري قيّمة وتعليقاته إضافة جميلة للكتاب..