ضد المكتبة

من لا يقرأ يعش حياة واحدة حتى لو اجتاز السبعين عاماً. أما من يقرأ، فيعيش خمسة آلاف عام. القراءة أبدية أزلية

"فكرة "اللامكتبة" تعني في المقام الأول الغاء الشكل الفلكلوري للمكتبة كمظهر استعلائي، لا يختلف كصورة رمزية عن فاترينة الكريستال، وتالياً، ضرورة إطاحة عناوين تسللت الى الواجهة بقوة دفع إيديولوجية طوراً وسطوة أسماء مرموقة تارةً، أكثر منها حاجة روحية او معرفية."

ولكن ماذا بخصوص حالات الجذام التي غزت شبكة الإنترنت بوصفها شعراً، ورأى أصحابها انها تستحق الطباعة ورقياً، كضرب من تعميم البلاهة، الا ينبغي تنظيف المكتبة من هذه الطحالب والبثور ووحيدات الخلية؟

ان التقاط الشذرات العرجاء من المواقع الإلكترونية كدليل على المخزون المعرفي لصاحبها لا يصنع قارئاً أصيلاً، إذا لم يكن قارئاً نهماً في الأصل. ان تضع عبارة لفيلسوف مثل نيتشه على حائطك الإفتراضي لا يعني انك تمتلك ثقل شاربيه في العدمية.

كتب "البيست سيلر"، أغلبها، محارم ورقية تصلح للإستعمال لمرة واحدة.

الكتابة، لفرط الركاكة العمومية التي تخبط بنا، باتت بلا أسوار او حراس. منطقة مستباحة بفائض اللغة الاستعمالية التي لا ترقى الى عتبة البلاغة في طبقتها الاولى، وهو ما شجّع بعض هواة القراءة على اقتحام حقل الكتابة ببذور فاسدة، وبعض الأسمدة الزراعية وهتافات الأصدقاء، لكن فحصاً سريعاً لهذه النباتات الطفيلية يكشف عن سبخ صريح في نوعية التربة.

يستنكر عبد الفتاح كيليطو عمى القارئ وهو يسأل عن اسرار النص، في حين ان المفتاح موجود في الإستهلال!

لا أثق بمن يقولون ان المرء يكتب لنفسه. هناك شيء واحد تكتبه لنفسك وذلك هو قائمة المشتريات. انها تساعدك على تذكّر ما تود شراءه، وحين تنجز شراء كل شيء بمقدورك إتلاف القائمة لأنها لا تفيد احداً. كل شيء آخر تكتبه، انما تكتبه لقول شيء لشخص ما" أمبرتو إيكو

الحياة هزيمة محتومة، وعلينا محاولة فهمها. وهنا يكمن سبب وجود فن الرواية" كونديرا

تلك المهنة البائسة التي احتكرها بعض النقاد في تقديم كتب الشاعرات - على نحو خاص - ذلك الإطناب بالمديح، بما لا نجده فعلياً في متن النصوص.
شاعرات ونقاد ام ذئاب منفردة وفرائس؟