في شقته الصغيرة بالطابق التاسع عشر، اعتاد أن يعيش وحيدًا منذ زمن، وسيبقى كذلك حتى آخر يوم في حياته، لأنه كان يخلط بين الحب والألفة. كان يخلط أيضًا بين أصيص الزهور ومنفضة السجائر عندما يدخن للدرجة التي كاد يفقد معها القليل المتبقي من عقله إذ صار للرماد منظر الزنابق، وعندما بات يخلط بين الجدار والمرآة آمن بقدرته الخارقة على أن يكون لا مرئيًا في بعض الأوقات. في يومه الأخير سيخلط بين السماء والبحر، وستعتريه رغبة عارمة بالذهاب هناك ولكنه للأسف سيخرج من النافذة التي صار يخلط بينها وبين الباب وسيتمزق جسده أمام دهشة المارة الذي سيخلطون بدورهم بين رغبته في السباحة والانتحار.
"تقع أحداث حياته في الحلم أما اليقظة فأحداثها الواهية لا تعنيه أبداً..." عبدالله ناصر..من أنت؟ :) الصراحة كتابه مختلف عن أي حاجة قريتها قبل كدة... الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية أو ممكن نقول عليهم خواطر لا تتعدي كل واحدة منها صفحة واحدة.. في قصص خبلتني و في قصص عادية وقصص مفهمتهاش أوي.. الكتاب محتاج تركيز ..يقرأ علي مهل وأكيد لا يقرأ مرة واحدة... بس بوجه عام كتاب مختلف مكتوب بطريقة مميزة جداً وذكية جداً جداً.. تجربة أولي مع عبدالله ناصر وبالتأكيد لن تكون الأخيرة...:)
هل أحسستم مثلي بالإنجذاب لهذا العنوان الشهي ؟ هذا العنوان الطافح بالغربة, بالألم, بالشقاء, بالقلق, بالهذيان, بالإنكسار, بالأمل, بالشهوة, بالعنف, بالكبرياء, بالجمال, بالهيجان..
هذه المجموعة القصصية البديعة التي قدمها عبدالله ناصر في قالب رمزي, عبثي , وساخر , بأسلوب هذياني خشن , صاخب النبرة , جميل في التعابير , تتغلل في النفس البشرية , تغازل الوحدة, تدق ناقوس القلق , تُبكي وتُضحك, تهشم العبارات على حافة الهاوية , تغرق القاريْ في تفاصيلها , تقاوم ملل النص وتلبي نداء التشويق لفرز حكاية بعد حكاية ونص تلو النص , مخضبة كل القصص بدماء الوحدة والتخلي , جارحة مثل سهم, لاذعة كرصاصة في القلب..
كل حكاية ومعها دهشة جديدة, رغم قصرها إلا إنها دسمة , أستغرقتني أسبوعاً كاملاً وأنا أمنع نفسي من السير فيها ومنح نفسي التمتع بكل قصة فيها على حدة.. لا أقول لكم إلا أنها تستحق القراءة, ولأكثر من مرة أيضاً..
- لا ادري اذا كانت تصح تسميتها بالقصص القصيرة، لكن بالنسبة لي سأعتبرها مشاهد او مواقف، وكانت مشاهد رائعة بغالبيتها.
- النصوص قصيرة، لكنها منمقة بشكل رهيب، توريات وكنايات تتدفق من بعضها بأسلوب ماكر في بعض الأحيان، ساخر في البعض الآخر، سوداوي وكئيب في غيرها وكوميدي اسود.
- البناء المشهدي او المسرحي لم يكن متكلفاً، ورغم الأسطر القليلة الا انها تنسج فكرة ضخمة قد لا تتبلور الا مع آخركلمة او آخر كلمات.
- اعجبتني جداً" أرنستو تشي جيفارا" لما تحويه من سخرية واسقاطات، "عقوق" و "أبوة" كانت مؤلمة، "ميعاد" كانت مميزة، "ثلاثة أهداف نظيفة" كانت عميقة المعنى والربط فيها كان ذكياً جداً.
كانت إيزابيل ألليندي ترد دومًا على أسئلة الصحفيين حول ابتعادها عن كتابة القصة القصيرة قائلةً "القصة القصيرة بالنسبة لي جنس صعب كالشعر، ولست أظن أنني سأعود إلى محاولة كتابتها، اللهم إلا إذا سقطت علي من السماء"
لكن الأصعب من كتابة القصص القصيرة، في رأيي، هو الكتابة عنها. خصوصًا إذا كانت كهذه المجموعة القصصية التي أصابتني بالدهشة، ولم أستطع التخلي عنها قبل أن أنهيها!
تكمن الصعوبة في الكتابة عن القصص القصيرة، بعكس الكتابة عن الروايات، في كونها كالشهب، تومض في ذهن القارئ أثناء قراءتها، وسرعان ما تلبث أن تختفي متى ما انتهى من قراءتها، ولذلك يجد القراء صعوبة في استحضار تفاصيل القصص القصيرة عند محاولة الحديث عنها ويكتفون عوضًا عن ذلك بالحديث عن الأثر الذي أحدثته هذه القصص في أرواحهم.
بالنسبة لي، هنالك عدد قليل جدًا من القصص القصيرة التي قرأتها ولا تزال طازجة في ذاكرتي، منها "الرجل الذي هتف تيريزا" لإيتالو كالفينو، و "رسالة إلى جاري العالم" و"المغفلة" لتشيخوف وعدد آخر قليل.
كنت أظن أن ذاكرتي المثقوبة لن يكون في وسعها الاحتفاظ بتفاصيل قصص أخرى، ولكن جاءت قصص عبدالله ناصر لتؤكد لي بأن هنالك متسع، في الذاكرة، لقصص أخرى من هذه المجموعة المدهشة!
ماذا عن الأثر الذي أحدثته هذه القصص في داخلي إذًا؟
حسنًا، يكفي أن أقول على سبيل المثال بأن لعنة أصابتني بعد قراءة قصة "ديجافو"، وهي واحدة من أروع قصص المجموعة، وبت أتخيل موسيقى تصويرية أو أغنية لكل لحظة من لحظات يومي، تمامًا كما كان يفعل البطل!
لن أبالغ إن قلت بأنني لم أقرأ مجموعة قصصية بهذه الروعة، والجمال، والذكاء منذ فترة طويلة.
بهذه المجموعة ��لفاخرة من القصص القصيرة جداً يدشن الصديق (عبدالله ناصر) مجموعته الأولى، لطالما كان تقييم ومراجعة كتب الأصدقاء مأزقاً حقيقياً، لأنك تقع في حرج ما بين رؤيتك الفنية وذائقتك وما بين رغبتك في دعم صديقك والاحتفاء بعمله، عبدالله يعفيك من هكذا مأزق، مقدماً عملاً أنيقاً، واثقاً، معتنى بكل تفصيل صغير فيه، عمل كتب بروح مثقف، مبدع، عاشق للأدب، تطفر كلماته وقصصه بهذا العشق، هذه قصص لا تقرأ في جلسة واحدة، كل قصة منها يجب أن تقرأ ببطء، يجب أن يستمتع بها كفاكهة صيفية، هكذا كتاب تدخره إلى جانب فراشك لتقرأ منه في الليالي التي تريد فيها أن تتخلص من كآبة عابرة بجمال آسر.
ولكن لماذا تعتمدون على إطرائي؟ دعوا كلمات عبدالله تطريه، إليكم – كذواقة - هذه القصة التي ما زالت تصيبني برعشة ألم في كل مرة اقرؤها فيها:
عقوق
انصب الكمين لوالدي عند الفجر، بتجاهل تحية الجار الطيب، وأقوم باستدراجه بضرب أخي الصغير، والصراخ على ابنته المدللة. يتجاهلني وأتمادى باستفزازه بالخروج إلى الشارع والتعدي على المارة لعله ينهض من الصورة الكبيرة، التي تربض على جدار المجلس، ويوبخني!
هل ثمة داعٍ لوصف متعة قراءة هذا الكتاب بعد أن أقول إنني اخترت منه اثنتي عشرة قصة لتسجيلها بالصوت على ساوندكلاود؟ متعة أضيف إليها بُعد جديد تمامًا وأنا أحاول مشاركة الكاتب الموهوب في التلاعب بقرائه، فأختار أغلفة للقصص، وموسيقى تصويرية، وأحاول المشاركة في همهمة ألحان هذه الأوركسترا بأقل قدر ممكن من النشاز. وسأترك الحكم على ذلك للمايسترو، وللمستمعين. https://soundcloud.com/ahmadeddeeb/se...
مجموعة قصص قصيرة جداً توحي بأن الكاتب لديه قدرة بالوصف والتشبيه ومخزون ثقافي عالي بالأدب والأدباء الأجانب.. لكن عندما بدأت أقرأ قصة بعد قصة وجدت هناك كما هائلاً من الوصف والتشبيه واستعارات الشخصيات سببت التشتت وعدم وصول الفكرة المراد إيصالها بصفاء أو بأقل احتمال بضبابية قليلة, فهذه السطور القليلة تحملت طاقة فوق طاقتها , فكما يقال ( الشيء لا زاد عن حده انقلب ضده ) وأيضا تكرار العناصر المستخدمة في القصص كالقطارات والجدران والمرايا والنوافذ الخ .. ** ..أتمنى أن يجرب عبدالله كتابة الرواية , فالرواية واسعة جدا لتفجير كل هذه العواطف والمشاعر بعكس القصص القصيرة
يواجهني التحدي، في الكتابة عن هذه المجموعة القصصية!. ساورتني الرغبة في قطع القراءة وإتمامها في وقت آخر، فهي كُتبت لوقت خاص يناسب ضربات إيقاعها البطيئة والهادئة. ولكن الفضول لا يدعني وشأني فقد كانت في خطتي القرائية منذ مدة وشعرت أنه طال مكوثها هناك ولا بد من تذوقها وعلى أي مزاج كان.
فن التخلي أو الغربة أو الوحدة أو اجترار الذكريات أو اللامبالاة أو الخوف والضياع .... فن أن تقول كل شيء أو الكثير .. بكلمة عابرة أو نص مقتضب أو استعارة أو تشبيه هو من العبقرية بمحل ومن الدهاء بمكان ..
يحملنا الشعور إلى أبعد مما نظن، فقد نقذف بالعبارات كعلكة مُضغت بسكينة نفس .. ثم حُطَت على ورق زائد فشكلت لوحة لم ندرك حجم جمالها لأننا لا نراها إلا عن قرب، ولكن امتزاج الرؤية والآراء قد ترفع أو تخفض أو تكشف على أي لونٍ تبدو .. فنحن من يشكل الأدب، ومن يفهم الأدب، ويميز مثالبه وثغراته ..
أن تقرأ .. فأنت ترتفع، أو تقع في فخ لا تصحو منه حتى تتذكر كيف كان الوقوع مراً ومؤلمة مزالقه ..
أن تكتب .. فأنت مُحمّلاً بثقل الحبر والدفتر ومحاسباً على كل كلمة أنتجها ذلك الرأس، ولن نرى بعد ذلك أكبر من زوايا القلم وحدوده وحجم اتساع أبعاده وأعماقه.
أن تكتب .. أن تتعرى روحياً من كل الشوائب وتضع نفسك بين الأسطر، إما بشكل صريح، أو غامض. فأما أن تقول أكثر ، أو تود أن تقول .. فيصل ما تريد إيصاله من هذا أو ذاك .. أو قد يصل عكس ما تريد إيصاله، حتى تتشابك الأفكار إلى درجة أن من يقرأها يخرج بالضياع التام ولا يدري متى بدأت رحلته ومتى انتهت بين صفحات الكتاب.
الموهبة واضحة على قلم عبدالله، قدرته الذكية في التشبيه، وا��تورية والهمس بالمعاني كانت طاقة إبداعية لا يُشك فيها .. أعجبتني نصوص أكثر من أخرى، وكان في بعضها الإبداع أوضح وأظهر ..
كما لو أنني قد دلفت من باب غرفة مظلمة ساكنة...تحسستُ خطاي ، وكُسِر الصمت بإضاءة خافتة تنبعث من شاشة عرض صغيرة ، أطلت منها مشاهد متوالية باللونين الأبيض والأسود ، ولا تظن أن ذلك يعلن عن زمنها ..ابداً... بل هى جميعها عالقة بلحظة ممتدة من الزمن ، بمكان منعزلٍ مجهول، وبالرغم من وجود عدد قليل من الفواصل يعترض المشاهد إلا أنها في المُجمل تروي حياة رجل غائب وحيد كانت حياته يوماً طويلاُ ، بلا مفاجآت....
مجموعة قصصية فاخرة جداً تطرب لها الآذان وتسعد بها الأنظار ويخفق لها القلب حقاً أكثر من قصة أحسست أنها تحكى عنى معظم القصص تمثل واقعنا النفسى بكل همومه ومخاوفه أحلامه وآماله فشلنا قبل نجاحنا خوفنا من المستقبل وحرصنا من الصداقات المزيفة وخوفنا على ما تبقى من قوة لم تنكسر وأمل لم يطمر ورجاء لم يُقطع أنصح بها بشدة وقمت بالبحث عن كاتبها بُغية معرفة تفاصيل أكثر عنه لكن لم اجد شيئاً وكنت قد تعجبت من البداية كيف لدار نشر كبيرة كدار التنوير تنشر مجموعة قصصية عدد صفحاتها قليل مقارنة بمنشوراتهم الدسمة ولكن هذه مجموعة قصصية تزن ذهباً.
تدور غالبية القصص حول فلسفة أو عقيدة الخلاص الغارقة في الوعي الوجودي والمطعمة بالسيريالية والفانتازيا.( هي نزعة إنسانية وفكرية تدعو إلى الانعتاق والخروج من خلف جدران الصمت أو التمني أوالحاجة إلى الآخر.) المجموعة عبارة عن خيط فكري أو ثيمة تقوم في وعيها الخفي على المفارقة؛ تيه موت متجدد وميلاد في بنية متعددة الأصوات. كما أن هناك حالة علاقة جدلية بين كل من الذاتي والموضوعي.
أبرز فنيات النصوص : زحام الصورة في المشهد الواحد. -استخدام تقنية أو فن الكولاج في رسم وإخراج المجموعة . - المزاوجة بين الواقعي واللاواقعي. -السير في الزمن ( الناكص) داخل النفس، أثناء تقدم خطى الزمن خارجها. حيث ينقل إلى العالم / القارئ هذا السير الداخلي في صور خارجية.
من أهم المفاهيم المتناولة في المجموعة : -مفهوم التقلب الذاتي. -تناقض الوحدة والتعددية.
ركز على نوعين من الهوية : -الهوية المختلطة -والهويات العائمة ( التي يكون فيها معاش الأنا غير مرتبط بأي موضوع.) . كما نلاحظ أن الشخوص في قصصه تحاول تخطي تفاهة اليومي، والتخلص من كل عبودية وأوامر وانتظارات.(قهر المخاوف.) ، وكذا استماتتها على التحرر من إكراهات الأمكنة والأوقات/ الزمن . فلسفة " الإنسان الإله ." هناك بعض القصص التي تشعر بأن الكاتب يصاب بها بانقباض داخلي كلما جاء على ذكر ( الأب)! ربما هي رغبة دفينة في التحرر من سلطة الأب، ونجد ذلك في اختزاله لصوره في مواقف وحالات مختلفة.
هذا الكتاب القضيّة والآراء المتناقضة، نادرًا ما ترى كتاب ينفصل مقيّميه بين الخمس نجمات ونجمتين أو واحدة! أيام معرض الكتاب في الرياض حين صدر هذا الكتاب اشتعلت حماسًا لقراءته لمعرفتي الطفيفة بعبدالله وأنه قارئ لا يشق له غبار وكاتب ومترجم رائع، لكن مع كثرة الاقتباسات للكتاب والصور التي ضجّت بها وسائل التواصل والمراجعات التي تمدح الكتاب جعلتني أتخذ خطوة للخلف خوفًا. خوفًا من أن يكون الكتاب نوعًا ما، من الكتب التي تجني صيحة عالية لفترة ولكنك تجدها خالية وخاوية عند قراءتك لها.
نأتي للكتاب، تقريبًا يحتوي على ثمانون نصًا/ قصة قصيرة لا يتجاوز طولها الصفحة الواحدة. بعض القصص أدهشتني فعلًا لغة ومضمونًا، لكن غالبية الكتاب وجدته بلا معنى! من القصص التي أدهشتني ووقفت عاجزة إلا عن ترديد الله! "هاتف والده بعد ألف يوم من القطيعة، كان هاتفه مغلقًا كما لو كان حيًا." يوووه! ونص "نرد بلا أرقام." لغة الكاتب وتشبيهاته ووصوفه رائعة، لكن برأيي القصة القصيرة ميزتها بالحدث الذي يهزك وبسرعة ودون إسهاب وفرد عضلات المحسنات اللغوية.. مثلًا في القصة الأولى موسيقى تصويرية قرأت فيها جُمل مُدهشة جدًا لكن نص ككُل مشتت! نصوص أخرى قرأتها وجاءت ردة فعل تلقائية منّي: طيب وبعدين؟ أشعر بأنه يستطبع كتابة رواية مذهلة.
من الأشياء التي لاحظتها عليه أن الكتاب يبدو وكأنه مترجم، وكأنه كتب بلغة أجنبية وعبدالله نقله لنا للعربية.. لم أشعر به، بعربيّته! لكن وبالرغم من ذلك، أحببت الكتاب أم كرهته لا يمكنك أن تتجاهله. بعيدًا عن ذلك كله، كمجمل أسلوبه جيد وأخذ منحى جديد لكتابة القصص القصيرة. النجمتين للأصالة ولللغة جميلة.
لا أقرأ عادة تلك النوعية من القصص القصيرة التي لا تتجاوز الصفحة الواحدة، ربما لأنها فن يصعب على الكثير من الكتاب النجاح فيه، مهما كانت الموهبة لديهم كيف يمكن لكاتب أن يكتب عشرات القصص كل منها تحمل فكرة جديدة مختلفة تدهش القارئ؛ تلك هي الصعوبة التي اتحدث عنها في المجموعة الحالية تفاجئت بعدة نصوص عبقرية حقاً، نصوص تبشر بكاتب موهوب يجيد أدواته ولديه القرة على ابهار القارئ، كما في قصة قارئة، لكنها نصوص لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة، بينما بقية النصوص كانت عادية بالنسبة لي، أو غامضة يصعب فهم المغزى منها تجربة لا بأس بها على أي حال، أتمنى من الكاتب أن يختار قصصه بعناية أكبر في الأعمال القادمة حتى يكون الكتاب باكمله على نفس المستوى من الجودة والتميز
حسناً، ربما كنت ضعيفا أمام الكتب فلا أدري بالخمس نجمات إلا وقد تسللت منزوية تحت عناوين الكتب هنا، وهذا لا يهم بالنسبة إلي؛ فلا أدري للكرم معنى إن لم يكن مع الكتب ! عبدالله ناصر هنا عابث ساحر بكل ما تحمله كلمة العبث من جنون وإبداع (وتلكما صفتان متلازمتان لكل قاص) فعبدالله يعبث هنا باللغة وعقل قارئه وفن القص كذلك! لا تنتظر هنا حكاية تبدأ وتنتصف ثم تنتهي بانتصار البطل أو صعود حبكة السرد أو غير ذلك مما تعودته في القصص القصيرة؛ فدهشة التصوير هنا والتلاعب باللغة هما أساس جنون عبدالله ناصر وسحره في الآن ذاته. أنا لا أدري كيف تمكن عبدالله في انتزاع الكلمات من أماكنها ليرشقها أينما أراد وحيثما أراد (تبا للرتابة التي انتصر عليها هنا) ولكنني على يقين أن الدهشة انتصرت مع كل كلمة ولتذهب تقنيات السرد إلى الجحيم فنحن بحاجة إلى من يذكرنا بين عقل وآخر أن اللغة ليست بحاجة إلا لجنونها شكرًا لعبدالله ناصر ــــــــــــــــــــــــــ قراءتي للمجموعة في مقال منشور مسبقا: ما خفي من "فن التخلّي"
"تلك الحدبة على ظهره هي كل ما تبقّى من الجبل" فن التخلي، 25. كتب الصديق المبدع حجي جابر عن مجموعة عبد الله ناصر القصصية (فن التخلّي) ومدحها، وأنا أثق في رأي حجي لأنّه من صناع السرد اليوم وفنانيه. وإذا كان حديث حجي عن المجموعة حديث قاص وخبير فليس الشأن كذلك بالنسبة لي؛ إذ لست سوى قارئ لا غير. تجمّعت نسخ (فن التخلّي) في المكتبة خارجة عن جيرانها من بقية الكتب، تراكمت بأعدادها المحدودة وكأنها تأبى الانضمام بكل أدب (ورتابة) إلى بقية الصف عل رف علته بكل بلاهة لافتة (قصص وروايات). وما إن شرعت في قراءة المجموعة علمت أنّ جنون الكتب لا يمكن توقع حدوده أو تصوّرها. يبدو أن (زار الكتابة) قد تملّك قلم عبد الله ناصر، وكانت ضربات كلماته وجنونها تشبه أصوات الطبول، فتحولت قراءة (فن التخلي) إلى تخلٍّ تام عن العقل ورزانة الكلمات ورتابة الوصف بل وحتى البخور. ولعله من الغباء حينها أن يبحث أحدنا عن مشاهدة رقصة رزينة ومحسوبة وسط هذا الجنون (المولوي). يبدو أنّ عبدالله جمع الحروف في شوال أشبه بشوال السحرة، وبدأ يهزه حيثما اتفق ثم فتحه متناولا الحروف كيفما تم له، وشرع يرمي بها سهاما (ليست طائشة). كان عبدالله عابثا بعقل قارئه وباللغة تمام العبث؛ فلا تدري أي دهشة ستأتيك في الصفحات المقبلة. هل ستمشي الأفواه مثلا؟ هل ستشاهد النجوم تعانق جدارا صامتا وتغنّي "هل رأى الحب سكارى"؟ أم تتفاجأ بلوي أرمسترونغ يعلق حنجرته لتزداد حشرجة ساكسفون كيني جي؟ توقع أن يدهشك عبد الله وكلماته بكل شيء سوى هذا التعقّل الذي غادر صفحات المجموعة دون أن يترك أثراً يلقي السلام. أتذكر حوارا للعظيم نجيب محفوظ (ربما كان أحد حواراته مع رجاء النقاش) وفيه يبدي انزعاجه بل وعدم فهمه لتيار (الرواية الجديدة)، وافتتان أصحابها بالفرنسي آلان روب غرييه حينها. عجبت حين قرأت رأي النجيب كيف تشيّد المناهج الأدبية فتغدو ضرباً من الجمود، وتساءلت ساعتها: ما الفرق بين استغراب أديبنا الراحل ورفض أمثال الرافعي وغيره للقصة عند بداية تسللها إلى أدبنا المعاصر؟ ولكن ما علاقة هذا الفاصل الصامت بضجيج عبد الله ناصر؟ في (فن التخلّي) لن نجد القصة القصيرة كما تعوّدنا عليها، وليس للحكاية وجه نتعرّف به عليها هنا. لن تحبس أنفاسك خوفا على بطل/بطلة الحكاية أو منهما. لن تجد للسرد ملامحه التي تعوّدت عليها، والتي تجعلك تمزّق الصفحات حال الانتهاء من قصة ما أو تقبيل حروفها (تفعل ذلك مشفوعا بحفنة من الشتائم للراوي في كلا الحالتين). في (فن التخلّي) تظهر اللغة كفاتنة لعوب أكثر الأحيان، ويأتي الوصف في أشد حالات جنونه ودهشته. تجد وصفا مثل "كان على أحدهما أن يجمع الضحك والبكاء من زوايا الفم والعينين"(ص13)، لتشاهد ربما بنت الجيران وهي تلملم الغسيل، ومعها آهاتك ودموعك الصبيانية (وقد أبى عبد الله إلا أن يسحب حبل الغسيل بعد ذلك)، ولا تدري أين أنت وكيف قفزت بك كلمات متمردة ووصف غرائبي ليهشم كل ما كنت تحتمي به من لحظات زمان أو خطوات ظننتها تفي بذكراك. في (فن التخلّي) كثير من الإشارات إلى روايات وموسيقى وسينما وغير ذلك، وربما لن يجد العربي ما يمثله هنا، ولكن على القارئ ألّا يميت الكاتب (طبعا في أغلب الأحيان فقط)، وعلينا القراء أن نستشرف نوع ثقافة عبد الله وجيله، لا أن نحيك الأماني والأحلام بما نريده منهم. وللقراءة نصيب من جنون عبد الله كذلك؛ إذ أنني أظن أنه ينثر مكتبته أمامه ويدلق كل ما في الكتب من: أبطال، فاتنات، تاريخ، ملوك، مومسات، صور، تحف، تماثيل إلى نهاية الكائنات تلك ويتحدث معها ويتعارك ويضحك، ولربما كتب بعض هلوساتها (كما حُكي عن ييتس في بعض جنونه) ثم جمعها كما يجمع الصلصال ليشكلها من جديد ويرشقها في وجه الصفحات التي خلت من سكّانها. وقد كان على عبد الله أن يترك النوافذ مشرعة لعقول القراء (أو جنونهم، لا فرق !) طوال المجموعة. ففي مواقع يسيرة هزم العقل جنون المجموعة الساحر. فلم نكن بحاجة إلى أن نعلم عن مرض الزهايمر في "خزي"(ص16)، فإخفاء ذلك كان سيزيد من تشوقنا إلى القفز من أعلى الكلمات وتحرير أرواحنا من مشانق التفسير. وفي "خاطر سوريالي" (ص76) كان للفم أن يسلك سبيلا غير تلك؛ فرؤية الطريق أتفه من أن يذوقها فم متمرد. في (فن التخلّي) انتصرت الدهشة مع كل كلمة، وذكّرنا عبد الله ناصر هناك أننا بحاجة إلى من يذكرنا بين عقل وآخر أن اللغة ليست بحاجة لشيء سوى جنونها...
أنهيت هذه المجموعة بشعور هائل بالدهشة. هذا ما يجب أن تكون عليه القصة القصيرة. القصة التي تحرك الرمال أمام عينيك هنا وهناك وأنت تتصاعد في داخلك حتى تدهشك النهاية كصفعة لم تكن تتوقعها. هذا -تحديداً- ما يجعل القصة القصيرة فناً ليس بتلك السهولة التي يتصورها البعض. إنها فنّ يغلي، يلهث، يدق، ويمزق. إنها التبرير والرعشة والإصابة، كلها معاً في قضمة واحدة. هذا ما فعله عبدالله ناصر في مجموعته -وأخيراً- "الأولى"! النصوص كانت تفكك "شيئية" العالم، كانت تعيد خلق الكائنات، تخلق الجمادات، بصورة نابضة، دفّاقة ومكثفة. يمكنك أن تشعر بحيوات القطارات، أحجار النرد، الستائر، وپورتريهات الأموات المعلقة على الجدار. الأزمنة تتسابق، والآباء لا يموتون رغم القبور والهواتف المغلقة. بعض النصوص كتبت في حالةٍ فائقة من الصّفاء، وكان ذلك واضحاً بالنسبة لي. شعرت بذلك في نص "آدم" الذي مهد لخليقة الألوان الأولى. نص "المعجزات المنزلية" كان المفضل لدي بلا شك، مدّ الكاتب العالم وفرشه كإلهٍ مستعار. راهنت على الكاتب والصديق عبدالله ناصر منذ سنين. مجموعته هذه دليل قاطع على أن المعجزات لا زالت تحدث رغم كل شيء.
تلك الحدبة على ظهره هي كل ما تبقي من الجبل.... ... مبحبش اوى القصص القصيرة بس المجموعة القصصية دي فعلا بسيطة و مميزة... الأسلوب لطيف و الأفكار مختلفة و حزينة... طلعت منها باقتباسات كتير و باذن الله اقرأ حاجة تانية للكاتب.. من الاقتباس��ت اللى فعلا أثرت فيا : يتقدم في السن بلا حيلة، ويتساقط أثناء ذلك الكثير من شعره وأحلامه. تكبر المرايا بدورها فلا تحتفظ بشبابه مثلما يفعل ألبوم الصور وتشكو عتبة الباب من هشاشة في العظام، أما الباب فيخلط بينه وبين الزوار. يشيخ الطريق فيتوقف حين يجد نفسه قد ابتعد كثيرا عن البيت، وتفقد المنارة بصرها فتغدو مثل نفق. تكبر حتی ألعابه فيغادر - لظروف العمل - قطاره الصغير إلى الأبد، ويصبح مسدسه المائي قادرة على القتل.
لطالما بحثت عن هذا الكتاب، أو علني كنت أبحث في نفسي عن القدرة على التخلي، فها هو عبد الله ناصر يحدثنا عن فن التخلي. إنه فن التخلي عما يعتريك وعن ما مضى ولا بد التخلص منه و عن ذكريات لم تحدث أبدا قط. تدهشني الإسقاطات عندما تكون ذات دلالة، وتأخذني التشبيهات المرهقة للقلب عندما يحدوها المنطق، وتستميل قلبي التعابير التي تحازي الواقع وتشبهني
لطالما عاهدت النفس بأن لا تنجرف وراء أي مجاملة قد تلقي على عاتقي اللوم عن عمل ما ....لكنني هنا ماذا عساني أن أقول ،،،لن أتخلى عن إندهاشي عن كل كلمة قرأتها في فن التخلي ... وأستطيع أن أقولها بكل فخر أن ما كتبه "عبدالله ناصر" مدهش وجميل قصصه العابرة المعبرة سيطرت على النفس ببلاغة المسيطر على نصه ...قرأت الكتاب مرة وهنذا أقرأه للمرة الثانية ....إبداع
ثمة شيء جوهري يفتقده هذا الكتاب. القدرة على التواصل معي بعواطف أكثر تنويعا من الدهشة. القدرة على جعلي أشعر بشيء ما. الحزن. الفرح. الضحك. القلق.
هذه النصوص القصيرة جدا مسبوكة بعناية، بأناقة، ربما حتى بتكلف أحيانا. لكني أشعر أنها تهدف على الأكثر لاحداث صدمة أو انتزاع دهشة. وأنا اريد اكثر من الكتاب.
المجاز عال في النصوص والاحالات لشخصيات واعمال فنية كثيرة وتتطلب الماما من القاريء ليدرك مقاصدها، لذلك فإن عبارة مثل (يتضاعف تصميمه على أن يحسم أمره على طريقة همينغواي وليس فان كوخ) ستصل فقط لأولئك العارفين بمصير همينغواي وفان كوخ.
الاسلوب الواحد لصياغة العبارات والنصوص (الضمير الغائب والشخصيات البلا اسماء) جعلها تبدو وكأنها تتبع قالب تصميم واحد، ولم يكن هذا مفيدا لإثارة الحماس للقراءة.
بعض النصوص لم تعطني طابع حدوث قصة، بل كانت بالتحديد وصفا لحالة. (السفر خارج هوليوود مثلا).
أقرأ هذه المجموعة القصصية منذ أشهر، ستدهشك وسترافقك بعض قصصها طويلًا وتصحبٌ هذا رغبة شديدة لقراءة بعض القصص لمن حولك وحتى ترى استمتاعهم واندهاشهم ما أن تنهي قراءتها لهم.أو على الأقل هذا ما قمت به .. من قصصي المفضلة "حيوات جان فالجان"، " بعد أربعة أيام من الحرب" ، "لا مبالاة"، "حياة على الرف"، "وبراري الجدار" وغيرها الكثير .. مجموعة قصصية ملونة وأنيقة، وغنية بالصور والأصوات، والموسقى والفنون والأدب والاستعارات الذكية .
من الاسم يبدأ السحر "فن التخلي"، ومن هناك يرافقك في كل صفحة . شكرًا عبدالله على هذا الجمال.
فن التخلي مجموعة قصصية تخلت عن كونها قصص.. ولكن بفن وحرفنة فأصبحت كل واحدة منها بضعة سطور.. أو خواطر لا تعدو عدة كلمات يمكن سطرها على خط واحد كتاب لطيف وجميل وخفيف.. وربما يحتاج لإعادة قراءة في مزاج رائق
انتهت بتاريخ ١٥ يوليو ٢٠١٦ الثامنة والنصف صباحا على متن الترام في مدينة شيفيلد البريطانية :) ---- من يعرف عبدالله ناصر على تويتر يعلم كم هو شخص هادئ، قليل الكلام، كثير التأمل،. منذ أن بدأت قراءة هذا العمل الفاخر لم تغب عن ذهني هذه الصورة، صورة هدوئه. بقدر ما يبهرني توصيف الخيال إن جاز لي التعبير بقدر مايرهقني أحيانا كثيرة، ربما لأنني أميل للواقع أكثر من الخيال، والأكيد أنه بسبب افتقاري للملكة القصصية. لطالما كنت ومازلت أعلم جيدا أنني لن أكتب قصة ولن أفكر حتى في كتابة رواية لأن لهذا النوع من الكتابة أهله، وعبدالله ناصر من أهله. لم أذكر ذلك كله؟ لأن تذوّق كل مقطوعة في هذا الكتيب هو مهمة تأمل بحد ذاتها، تفكيك التشبيهات وربطها ومحاولة تخيلها والتي نجحت في بعضها وفشلت في أخرى. برغم ذلك كله، ستظل هذه الصفحات تسكن ذاكرتي، فالشخصيات التي قدّمها لنا عبدالله في هذا العمل من الصّعب أن تُنسَى، وأولها بطل "فنّ التّخلي". اقتبست: أحزان ثقيلة تلك الحدبة على ظهره هي كل ماتبقى من الجبل - أبوة كان يحتفظ بصورة قديمة وغير ملونة لابنه البكر والوحيد-ترافقه أينما ذهب-تم التقاطها قبل عشر سنوات بواسطة السونار - ثقوب قال الإسكافي: "لابد أيضًا من رتق الجورب، والقدمين، والخطى، والطريق". - نبارك لك نشر هذا الجمال، ونتمنى لك كل التوفيق في ماسيأتي
من كان يشاهد برنامج مسابقة الطبخ "توب شيف" سيعرف كيف كان ينطق "شيف بوب" عبارته : ياااااااه! لفرط إعجابه بالطبق (الطعام). سأستعير صوته الذي لن يظهر منه هنا إلا العبارة، لأعبّر عن إعجابي بهذه المجموعة من القصص القصيرة جدًا. إنها شهيّة كطبقٍ لذيذ يعجبك فتصرخ (ياااااه!) ثمّ تتأمّله من جديد بحثًا في "مكوناته" فلا تزداد إلا تلذّذًا. كلّ قصّة كتبها عبدالله ناصر هنا خليطٌ مدهش من أحداث وأشياء وشخصية أو أكثر تمتزج في لوحة من كلمات. تمنيتُ لو لم تنتهِ. إنّها من ذلك النوع من الكتب، تكره تركه وتكره الوصول إلى نهايته! ولا وسط بين الإثنين. كونها مجموعة قصصية فمن المؤكد تفاوت جمالها وإتقانها، إلا أنّ غالبها جميل ومدهش. مأخذي على القصص يتمحور حول الإبهام الذي رافق ورود أسماء شخصيات أدبية أو سينمائية وفنّية. وكان يمكن إزالة هذا الإبهام بخطوتين؛ الأوّلى ذكر تعريف سريع بالشخصية ولو بكلمة واحدة في الهامش (فلان: مخرج سينمائي، مثلاً). والثانية : أن يذكر لنا الكاتب الجانب الذي يريد استثماره في القصة من تلك الشخصية(عُرف بكذا... كان يفعل كذا...الخ)دون إسهاب. لأنّ معلومات الكاتب عن الشخصية والنقطة التي وظّفها من أعماله أو شخصيته قد تغيب حتى عمّن يعرف تلك الشخصية من القرّاء وأنا أحدهم. شكرًا عبد الله ناصر لهذا الجمال، وفي انتظار القادم.
لم يكن كتاب شعر ولا كتاب قصص قصيرة بل كان كتابا سيرياليا يفسره الانسان حسب حالته النفسية في تلك اللحظة. ما أعجبني في الكاتب ان معظم كتاباته مرتبطة بالفنانين والكتاب وقد قرأت له كتابان الى حد الان. بدا اذا لم تكن لك علاقة بالفن فإنك لن تستطيع ان ترى المفارقة التي يذكرها او الحالة المرتبطة ببطل القصة. من الفنانين المذكورين في هذا الكتاب :
وكذلك يذكر بعض الكتاّب. مثلا كاتب موبي ديك. ومن قرأ تلك القصة يعرف تماما ما اقصد لان الكاتب هناك يكتب ما في مكنون صدره
اقتباس: نهاية العالم: جف المحيط الهادي دون حدوث اضطرابات جيولوجية ، وابتلع التنين الصيني دول الشرق الاقصى دون نشوب حرب ، وغرقت القارة الاسترالية بلا طوفان ،واختفت الامريكتان الشمالية والجنوبية بلا قنابل نووية كما لو انها تنوي تكذيب كولومبوس ، واستعمرت افريقيا -بلا ادنى رغبة بالانتقام- قارة اوروبا. وبقى القطب الشمالي على حاله وكذلك القطب الجنوبي ولم يكونا في الخارطة التي كنت اطويها من الضجر
حاولت الحصول على نسخة من الكتاب فور ظهوره على "غوودريدز"، لكنّني لم أجده في مكتبات الحمرا. اليوم وجدته في جناح "التنوير" في المعرض واقتنيته. أتابع دائماً مراجعات وتقييمات عبدالله ناصر. قرأت الكثير من الكتب وأضفت أخرى إلى قائمتي بناءً على تقييماته، هو وفهد الفهد. هناك شيء مغر في القراءة لشخص تعرفه من خلال قراءاته. طالعت القصص على دفعات في الساعات الأربع الماضية. الخلاصة: ساعات قراءة أكثر تعني إنتاجاً كتابياً أفضل. القصص ذكيّة، مليئة بالصور، لتبدو بعضها أشبه بقصائد شعرية. تنقل حالات ومشاعر داخلية باختصارٍ وتكثيف (ربّما كالهايكو الذي يشير إليه ناصر أكثر من مرّة في قصصه)، ويساعد المزج بين الواقع والخيال في ذلك. بعض القصص جميلة جداً وبعضها أقل جمالاً، لكنّها في المجمل جيدة جداً. سأعود لقراءتها في كل مرة أشعر فيها بـ"فارق هائل في التوقيت"، ومع كل ظهور لـ"حدبات لا مرئية"، ومع كل محاولة جديدة لتعلم "فن التخلي" بعد "انفصال" ((: