إنك تأبى إلا أن تقف وراء سدود التقاليد والفوارق المهمومة... تتطلع من ورائها إلى أيديك الساحرة.. تطلع ابن الجنايني من كوخه إلى أسوار القصر العالية... إنك تفكر بعقلية القرون الوسطى... وكذلك هي.. إنها ما زالت تنتظرك حبيسة في أبراج القصر... حتى تتخطى الأسوار وتحملها فوق جدارك... وتصره أباها وأخاها.. اللذين يقفان بنبالهما ليحرساها من ابن الجنايني". وانطلقت من شفتيه ضحكة خافه ملؤها المرارة والسخرية.
إلى أى حد قد تحقق قول أخيه؟.. وإلى أي مدى تبدو مقارنته الساخرة قريبة من الواقع؟ إنه يقف وراء أسوار القصر فعلاً.. يتطلع إليها تطلعه إلى سد منيع وهو مهما كانت مهمته ومهما كانت الظروف التي تحيط به، لا يستطيع أن ينزع من نفسه إحساس الطفولة.. إحساس "ابن الجنايني" يتطلع من كوخه إلى أسوار القصر العالية حيث تقبع أميرة أحلامه الساحرة.
لإنجي وعلي قصة طويلة أحداثها واقعية حدثت في أرياف مصر إبان حكم الباشوات والإقطاعيون للأراضى وتسلطهم على صغار الفلاحين والفقراء، فإنجي ابنة الأمير الإقطاعي الكبير رضت لما لم يرضه والدها وأخاها ووافقت على الزواج من ابن الحارس الفقير المعدم الذي يعتبر بحسب أعراف هؤلاء الباشوات حقير مرتبته لا يجب أن تتخطى حدوداً معينة، هذه الحدود يجب أن لا تصل أبداً ومهما بلغ مقام الولد المثابر علي من مراتب في الدولة إلى أغنى الغنية الإقطاعية. قصة صراع الطبقات تسرد في هذه الرواية التي لا بد للقلب أن ينتصر فيها ولا بد للشر يوماً أن يزول.
أحد الكتاب المصريين المشهورين وفارس الرومانسية عرف السباعي ككاتب وضابط ووزير فعلى الرغم من انضمامه إلى كلية حربية صقلت شخصيته بالصارمة في عمله العسكري إلا أنه كان يمتلك قلباً رقيقاً تمكن من أن يصيغ به أروع القصص الاجتماعية والرومانسية وينسج خيوط شخصياتها لتصبح في النهاية رواية عظيمة تقدم للجمهور سواء كان قارئاً أو مشاهداً للأعمال السينمائية، وبالإضافة لهذا كله كان دبلوماسياً ووزيراً متميزاً. لقب بفارس الرومانسية نظراً لأعماله الأدبية العديدة التي نكتشف من خلالها عشقه للحب والرومانسية فجسد من خلال أعماله العديد من الشخصيات والأحداث مما جعل الجمهور يتفاعل معها ويتعاطف لها، ونظراً للتميز العالي لأعماله فقد تم تقديم العديد منها في شكل أعمال سينمائية حظيت بإقبال جماهيري عالي.
تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام1952م عمل كمديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها: سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
حصل السباعي على عدد من التكريمات والجوائز منها : جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، وفي عام 1970 حصل على جائزة لينين للسلام، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي من جمهورية مصر العربية، وفي عام 1976 فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي " رد قلبي" و"جميلة الجزائرية"، وأحسن حوار لفيلم رد قلبي وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة" مما قاله السباعي " بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي .. فما أظن جسدي الواهن بقادر على أن يخطو إليه .. أيها الموت العزيز اقترب .. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي". تم اغتياله على أيدي رجلين فلسطينيين بالعاصمة القبرصية نيقوسيا أثناء ذهابه على رأس وفد مصري لحضور مؤتمر.
قد يكون من حسن حظى انى لم أشاهد الا مشاهد قليلة من فيلم رد قلبى" حتى يتسنى لى قراءة الرواية بلهفة قصة حب "انجى و على" هى موضوع الرواية على ابن جناينى الأمير اسماعيل, أحد أفراد عائلة محمد على. و لك أن تتخيل عزيزى القارىء مدى الترفه و النعيم الذى كانت تعيشه هذة العائلة فى تلك الحقبة. فكان نتيجة طبيعية ظهور شخصيات عنيفة و متعجرفة مثل "علاء" شقيق انجى و والده الأمير اسماعيل.على النقيض تماما تعيش أسرة عبد الواحد المكونة من أب و أم و شابين هما "على" و "حسين". منذ نعومة أظافره و الحب مهيمن على قلب على. فى بداية ظهور عائلة عبد الواحد, ندرك مدى اتساع الهوة بين العائلتين, و هى احدى مظاهر الملكية الشائعة فى مصر فى ذلك الوقت. قصة الحب لم تحرك مشاعرى, لم أتفاعل معها. ربما لكونها طفولية بعض الشىء, ربما لما غلب عليها من رتابة. يوجد هناك تشابه كبير فى ملامح حب البطلين فى هذة الرواية و بطلى رواية " بين الأطلال" الأندفاع فى الحب دون اعتبار أى قيود أو عوائق منذ منتصف الرواية تقريبا, ركز الكاتب على تناول الأحداث السياسية . فى وصف سريع يطلعك الكاتب على استعدادات ما قبل الحرب العالمية الأولى و تأخر دخول مصر الحرب لتأخر اعلان ايطاليا الحرب. و تتابع الوزارات و عجزها عن حل مختلف المشكلات و بين تلك الأحداث, نلاحظ عداء الكاتب لحزب الوفد, متهما اياه بانه موال للقصر, و انه اتفق مع الانجليز على أحداث 1942. أسهب الكاتب فى وصف انغماس البلاد فى الانحدار و تفشى الفساد. و كيف تم تضليل الملك بتأليهه عن رؤية حقيقة الوضع.دأب الكاتب على ذكر عوامل قيام الثورة منذ صفحات الرواية الاولى حتى نهايتها. يستكمل الكاتب قص الأحداث السياسية بذكر أزمة حرب 1948 "وانقضت المرحلة الأستعراضية الأولى.. و تناثرت القوات المصرية بحالتها التى وصفها على لسليمان فى أراضى فلسطين..بلا تدريب و لا أسلحة و لا ذخائر.. و لم يكن هناك من سبيل الى امدادها بالأسلحة و الذخائر بعد الحظر الذى فرض عليها.. و انطلق سماسرة الأسلحة و الذخائر يجمعونها من البقايا و المخلفات المبعثرة فى الصحارى, و من الأسواق السوداء فى أوروبا, و كانت الحاجة ملحة عاجلة, و كان لابد من رفع القيود المالية المفروضة على وسائل الشراء.. فقد كانت السرعة و الضرورة تطغيان على الممارسة و التخير فى الاسعار و الاصناف, و تركل كل وسائل الثراء الحكومىة ببطئها المأمون.. و كان الهدف الأول هو اعطاء القوات التى تكاد تهلك ظما الى الأسلحة و الذخائر ما يلزمها بأى و ايه وسيلة, و فتح هذا الباب طريق العبث لأصحاب النفوذ الضعيفة.. و أصبح لمعركة فلسطين وجهان: وجه يقطر دما و مرارة و سخطا, وجه وجه يقطر مالا و رضاء و نعيما و انتهت المعركة بالهزيمة كنتيجة حتمية لاندفاع طائش لا يستند على أسس" يقص الكاتب روايته من زواية و منظور الجيش كأنعكاس طبيعى للشعب. يرى الكاتب ان الجيش كان محاصر من غضب الشعب, خاصة مع قرب انتهاء حكم فاروق باعتباره جيش الحفلات و القمار و الخمر و محاصر من جهة أخرى من الحكومة التى ورطت الجيش فى هذا الوضع. ثم يصف الكاتب مدى الفخامة و الابهة الذى كان يعيش فيه الملك مقارنة بفقراء شعبه. أبدع الكاتب فى ربط وجه التشابه بيبن على و انجى كأميرة و هو ابن جناينى من ناحية و بين الملك و حال بقية الشعب من جهة أخرى. كم كان صعب التقاء الطرفين. مر الكاتب بقص أحداث حريق القاهرة ثم عزل الملك و تحديد الملكية, حيث تم عقاب الخائن و تكريم الأصيل الرواية أقرب لملحمة, لقصة من قصص ألف ليلة و ليلة بكثرة الصدف "المبالغ فيها". أسلوب الكاتب رائع و الفكرة أكثر من رائعة و لم ينل تنفيذ الرواية هذا القدر الكبير. يؤخذ على الكاتب التطويل الشديد فى الأحداث أعتقد الكاتب ان سبب كل السلبيات الموجودة فى مصر بسبب الملكية, كان هذا جزئيا صحيح بلاشك. منذ عام 1952, شهدت مصر ثلاث ثورات و حكم مصر فصائل متعددة و متنوعة. زاد الفساد و الظلم زيادة ملحوظة. أظننا نحتاج ثورة على كل شىء و لنبدأ بانفسنا
رواية رائعة .. أسلوب ممتع كما تعودنا من يوسف السباعي كان هناك شعور بالملل أحياناً ولكنه ما يفتأ إلا أن يذهب ليحل محله الشوق لإتمام الرواية ومعرفة الأحداث
في البداية .. أحببت علي جداً ووجدت فيه الرجل الذي قلَّ ما نجده في هذا الزمن .. "رجل والرجالُ قليلُ" .. وما زال .. أحببتُ فيهِ عزة كرامتِه وكبرياؤه وثقته في نفسه، هو ابن الجنايني كان يحلم دائماً بالوصول إلى القمة ليحصل على الأميرة .. رغم كل الصعوبات التي مرت بهم .. رغم كل السنين التي فرقت بينهم إلا أن قلبيهما اجتمعا في النهاية .. حبهما لم يخف .. كان إيمانهما ببعضهما رائعاً بالرغم من أن لمحات من اليأس والخذلان قد مرت بهما ولكن ما أن يحصلا على نظرة حتى يعود الإيمان أقوى وأقوى ربما لم أحب ضعف علي من هذه الناحية .. لقد كان ضابطاً مقداماً وصل إلى الأعالي بجهده وبإثبات نفسه وقدرته فتمت ترقيته وكانت سمعته وأخلاقه الطيبة دافعاً لكل من عرفه حتى يستطيع الاعتماد عليه كنتُ أرى علي مؤمناً جداً لا يخطئ .. لا أقصد الأخطاء العادية إنما المعاصي .. كان لا يسهر لا يشرب لا يقرب النساء، ولكن كريمة غيرته .. بسبب إحراقها للرسالة التي كانت ستساعد علياً في صيامه وانتظاره لأميرته الصغيرة، فقد ذهب إلى كريمة بغمرة يأسه .. كان على وشك تشويه سمعته إن لم تكن قد شوهت قليلاً بسبب اللغط الذي كان يتكلم فيه الضباط عنه من إيوائه لراقصة في جناحه، ربما هو أحب كريمة فقط للحاجة كان يحب حبها له، كان يرى فيها تنفيساً عن يأسه وكان يعطف عليها، ولكن نعود لأن هذه هي طبيعة البشر .. الرواية جد واقعية .. واقعية بكل احداثها كريمة هذه الشخصية تعاطفت معها ولكني لم أحبها، كان بمقدورها أن تغير من مصيرها عندما رأت نظرات علي لأول مرة مشمئزة من طريقة عيشها، ولكنها استمرت واستمرت وتنقلت بين الرجال وأصبحت من أشهر الراقصات وتنزهت عن كل هذا عندما حصلت على علي، اشمئززتُ منها لأنها لم تحاول أن تجد طريقاً آخر للعيش إلا ببيع نفسها حسين .. أخو علي، لا أنكر هو شخصية محببة خفيف الظل، ولكني اشمززتُ منه أيضاً فقد كان يتنقل بين النساء كثيراً ولم يرتدِع من حادثة مرضه، ولكن الحمدلله في النهاية عرف قدر والدته و"بهية" الشابة التي انتظرته طويلاً حتى حصلت عليه أخيراً علاء .. شخصية كريهة لأبعد حد وروحه في مناخيره، لم أستسغها ونهايته كانت مرضية جداً إنجي .. فتاة مرهفة الأحاسيس أحببتها جداً .. كانت متواضعة جداً لم تتغلى على أحد أي كان موضعه
الرواية رائعة .. بما فيها من أمل بأن الوصول إلى القمة ممكن وبأن لا أحد يعلو على أحد مهما كان .. ربما هذا لا يعترف به الكثير من الناس إلا أنه واقع .. فلا فرق بين غني وفقير عند الله إلا بالتقوى
اهمم .. وأسلوب يوسف السباعي دوماً ممتع بكل ما يقدمه سعيدة لقرائتي هذه الرواية
حكاية: إنجي وعلي إبن الجنايني. والفوارق الطبقية التي اندلعت ثورة 52 يوليو للقضاء عليها. قصة رومانسية ولكنها طويلة حد الملل.. كان مِن الممكن أن تُختصر في جزء واحد. كنت أسأل نفسي طول مدة قراءتي لهذه الرواية: أأنا أحببت كريمة أم أشفقت عليها؟! غريبٌ هو ما كانت تفعله, وعلى الرغم من استنكاري وعدم تبريري لأفعالها, فإنني لم أكرهها بل كرهت " علي" حينها.. أيمكن لرجل هائم القلب بأخرى أن يفعل هذا؟! أهذا مُبرر لأنه يود أن ينسى حبيبته؟! أين الرجال!! كأن الأحداث التي تسببت في قيام هذه الثورة تُعاد مرة أخرى والفارق الوحيد هو التواريخ. لكِ الله ياوطني.. كم قاسيتِ ومازلتِ! الأسلوب رائع واللغة سلسة كما اعتدتها في كل قراءاتي لفارس الرومانسية. من أجمل ما علق في ذهني:
دع الأمور تجري بأيسر من هذا.. لا تغلق نفسك في هذا القالب الحديدي.. وتفرض عليها إحساسًا معينًا تأبى الفكاك منه.. لا تشيد حياتك على أمنية.. بغيرها تصبح في عداد العدم. حطم أسوار سجنك, وانطلق خارجه تجد الحياة مازلت بخير, وتجد بها من النعم المتعددة ما يغني كل منها عن الأخرى.. إذا استعصت هذه.. أغنت عنها تلك.. إن الحياة التي أظلمت من حولك.. مازالت تضيء حول الناس.
أساس رواية رد قلبى هى قصة الحب التى تحيطها الاستحالة بين قمة هرم وقاع هرم مجتمعى.. بنت الأمير وابن الجناينى وكيف أن هذا الحب رغم استحالته استمر لسنوات طوال محاربا اليأس والتقاليد وفرق الطبقات حتى كانت ثورة 1952 التى بدا وكأنها ساوت بين الطبقات وأعطت لكل ذى حق حقه وجعلت هذا الحب يعبر ممر الاستحالة إلى ممر الممكن والمفروض.. ولكنى فى قراءتى هذه المرة للرواية لم أتطلع إلى جانبها الرومانسى الشاعرى قرأت قصة الحب نعم وتأثرت بها ولكننى أيضا ركزت هذه المرة على الواقع السياسى الذى جاءت هذه القصة معبرة عنه شارحة له فى صورة رقيقة أحيانا وصادمة أحيانا أخرى وجاءت الصفحات الاخيرة والفصول الأخي��ة من هذه الرواية موضحةهذاالواقع السياسى وجاءت تعبيرات المؤلف الواصفة له ولسان حالى يقول " ما أشبه الليلة بالبارحة".. فالكاتب عرض للأزمة السياسية التى مرت بها مصر وحجم الفساد الذى كان سببا مباشرا لقيام ثورة يوليو التى قامت ضد فساد الطبقات العليا وعلى رأسها الملك.. وجاء على لسان أبطاله من وصف لهذا الفساد ما لو وضعته اليوم تعليقا على ما تمر به مصر وما كان سببا لقيام ثورة 25 يناير مكم��ا لها ثورة 30 يونيو لما وجدت أبلغ من هذا الوصف ولا أدق منه.. فكلمات حسين فى خطابه لعلى حينما قال : " إن الاستبداد وهم تخلقه القوى المنساقة بلا تفكير وليس فى العالم قوة فرد مستبد.. تعادل مجموعة القوى المستبد بها أبدا.. إنما الطغيان خدعة يفرضها الفرد على المجموع، ويلبسها المجموع للفرد." وصدق حسين فيما قاله أو صدق يوسف السباعى فيما وصفه فحقا لا تبلغ أبدا قوة المستبد ولا تعادل قوة المستبد بهم ولكنها وهم ما أن يستيقظ منه المستبد بهم حتى يأتون على هذا الوهم ويقطعون دابره نهائيا كما حدث منذ 2011.. وأيضا رأى على الذى أبلغة لسليمان ألا يتعجلوا قطف ثمار التقدير لقيامه بمثل تلك الثورة كانت ذات معنى سواء لثورة يوليو 1952 وثورة 25 يناير التى تعجل القائمين بها ثمرتها فأنبتت مساوئها التى دفعت بالجمع الأكبر من الشعب إلى الخروج فى 30 يونيو 2013 وجعلت الصراع يدب بين أعضاء مجلس قيادة الثورة.. إن رواية رد قلبى هى فى جوهرها وثيقة سياسية حقيقية على رأى الكاتب فيما مر فى تلك الفترة من أحداث جسام فى تاريخ مصر.. رأى من عاصر تلك الفترة وشارك فى صنعها باعتباره أحد رجالات الجيش المصرى الذى ثار ورفض الطغيان.. إن يوسف عندما تحدث عن مشاعر الجيش تحدث عما كان يعتمل فى نفسه وفى نفس زملائه فى تلك الفترة وعرض ما تمنى لثورة يوليو من أن تكون قد صنعته بالنفوس والقلوب المصرية فى أن تثأر للظلم وتكسر قيود الظلام وتتساوى النفوس إلا من أتى الله بقلب سليم.. فهل ترى هذا ما صنعته الثورة وما أستطاعت جنيه؟؟!
شاهدت الفيلم ولم يكن مفضلا عندي شاهدت المسلسل وكرهته كرها تاما وقررت أن أقرأ الرواية فربما تغير رأيي وتنضم الى كتيبة الروايات التي شوهتها وقللت منها الاعمال الفنية لكن في حقيقة الامر لم اجد ذلك في هذه الحالة بل على العكس انا ارى ان الفيلم ربما كان افضل من الرواية المملة الطويلة بلا اى داعي والمبالغة في مثالية الثورة وكل الاجراءات التي أتخذتها وكأنها لم تخطأ ابدا كما ان الشخصيات في الرواية اكثر حدة من الفيلم فعلي في الرواية شخص ممل سلبي ولم يكن فاضلا كما حاول الكاتب تصويره وحسين كان حيوانا مثيرا للأشمئزاز في الرواية فلم يظهره الفيلم بكل هذه الحيوانية ربما الشخصيات التي تعاطفت معها حقا كانت انجي وبالطبع الاب القصة الرومانسية في هذه الرواية مستخدمة لهدف واحد هو اظهار مدى الطبقية الفظيعة التي كانت في المجتمع والتي جاءت الثورة وازالتها وهذا ليس صحيح تماما كما نعلم جميعا صحيح ان ايام الملكية كان هناك طبقية بشعة لكن تلك الطبقية لم تنتهي بقيام الثورة كل ما تغير هو استبدال للاشخاص فإذا كان افراد العائلة المالكة واسرة محمد علي كانوا الطبقة العليا الحاكمةالتي تعلو كل الشعب في عهد الملكية فبعد الثورة اصبح مجلس قيادة الثورة وكل اتباعهم هم الطبقة العليا التي تعلو كل الشعب ثم مع تطور الزمن اصبحت الطبقة العليا تتكون من الحكام والمسئولين الكبار وبالطبع رجال الاعمال لكنه كما قلت اظهر الكاتب الثورة بالمثالية التي بلا اى اخطاء ولا اعتقد ان ذلك كان مقصودا بل كان مدفوعا بحماسته للثورة والشعارات والمبادئ التي نادت بها كما انه كان ظابط جيش سابق الله اعلم اخيرا اكثر ما امتعني في الرواية ليس الجزء الرومانسي او الثوري او الانساني ولكن رحلة علي في الكلية الحربية وصراعه من اجل النجاح والمراكز الاولي ونشاطات الكلية ورياضاتها بصراحة امتعني كثيرا هذا الجزء
يكفى أننى عند نهايتها كنت أود الا تنتهى صفحاتها.. عمق الشخصيات يجعلك تتنبأ بأفعالهم.. ترتبط بهم بصورة غريبة لا أصدق أنها غير حقيقية ..محكمة للغاية ..مليئة بالعواطف والشجون والاحاسيس من أفضل روايات يوسف السباعى على الاطلاق .. ولا أظن أننى فى المستقبل سأقرأ له ما هو أفضل منها ..
من أفضل روايات السباعى على الاطلاق رواية كلاسيكية رومانسية تحكي صراع الطبقات قبل الثورة، جاءت النهاية كما كنت اتمنى..انتصار الحب و الحرية ابدع السباعي فى تصوير الشخصيات و ووصف الاحداث
قصه كلاسيكيه رائعه تحكي صراع الطبقه الاستقراطيه والطبقه الفقيرة وقصة الحب التي جمعت بين انجي بنت الآمر وعلي ابن المأمور وطرفي الشر شقيق انجي والراقصه التي احبت علي واقبل عليها علي ظناً منه ان انجي التي وافقت على خطوبتها من احد الامراء على مضض خشيه بطش ابيها على علي وعائلته قد تخلت عنه ! \ النهايه ككل النهايات الكلاسيكيه .. ينتصر الحب وتتنصر الحريه تتحول الأحوال فيسقط الامير والد انجي بعد انتصار ثورة الضباط الاحرار وتصادر املاكه وتتنصر الفضيله باعتراف الراقصه بحرق رسالة انجي ..
شيء رائع. احاسيس جميله. سلاسه وحبكه وواقعيه. شيء لاتجده في اي مكان. مشاعر جميله قد تدمع منها العين احيانا. اعجبني ربط يوسف السباعي الخيال بالواقع والتاريخ. عرفت اشياء كثيره كنت اجهلها من قبل. اعجبني انتصار الخير على الشر. اعجبني الاصرار والوفاء وتحقق الاحلام. قراءه جميله لم استمتع بمثلها منذ زمن.
الرواية دي خلتني أقول: هاتولي راجل!! الرومانسية الزيادة والسهوكة من الستات ماشي ممكن نعديها ، أهم فاضيين مش وراهم حاجة ، لكن يبقي "علي عبد الواحد" الضابط في سلاح السواري كمان كده يبقي عليه العوض في الرجالة
رد قلبي.. هذه الرواية التي حملت في طياتها قصة حب شائكة بطلاها إنجي وعلي... بين الحبيبين آلاف من السدود التي شكلتها العادات والفروقات الاجتماعية والطبقية... عانى الحبيبان من الفراق لسنين طوال لم يتغير حبهما خلال تلك السنين ومازالا حين يلتقيان كأنهما في أولى لحظات الشوق واللهفة والمحبة... في الجزء الأول كانت القصة بها تفاصيل كثيرة أدت إلى الملل ولكن الجزء الثاني كان غنيا بالأحداث المثيرة أكثر.. الجزء الأهم في الحكاية هو تصوير فترة زمنية مهمة في تاريخ مصر الحديث وهو قيام الثورة وقصة الحب التي عبر فيها الكاتب عن الفروقات التي كان يعاني منها الناس واستحالة تلاقي الطبقة الغنية بالفقيرة لم أرى الفيلم إلا بعد انتهائي من الرواية ومن الجيد أني فعلت ذلك الفيلم أنقص من قيمة الرواية في نظري وكان متواضعا جدا في عرضه ربما نتيجة الفترة الزمنية التي أنتج فيها الفيلم. اقتباسات من الرواية: الملابس لا تمنح النفوس شيئا الأصل كذلك لايمنحها شيئا.. النفوس هي التي تمنح كل شيء.. النفوس أثبت وأقوى من الملابس والأصول.. وكل أصل يبدأ من الأرض ويعلو إلى السماء.. ثم تسقط بذرته إلى الأرض لنبدأ من الطين مرة أخرى. بل ليس ��ناك مستحيل أمام الرغبة والحظ..كثيرون لديهم الرغبة والإيمان..لكنهم يقضون عمرهم في جلد مستمر وصبر متواصل..لا ينالون بعده شيئا ..إن الإنسان قد يملك كل مقومات النجاح ولكنه مع ذلك قد يضيع حياته وهو منه قاب قوسين, وبينه وبين الحصول على مايريد شعرة من شعرة الحظ.. وقد يقضي وشعرة الحظ مازالت حائلى بينه وبين قضاء حاجته.. إننا في حياتنا هذه نتمنى ثم نعمل على أن تدرك الأمنية ولانملك بعد ذلك إلا أن نسأل الله, وننتظر هبته ولشد ما أحس الآن برغبتي في حمد الله على مامنحني إياه. عجيبة هذه الدنيا..وعجيب ذلك التناقض في الصور التي نراها بها في كل ساعة بل في كل لحظة, وأعجب من هذا وذاك, ذلك العجز الذي يصيبنا فيجعلنا لا نرى ما بها من جمال إلا بعين أخرى تشارك عيوننا, وإحساس آخر يعاون إحساسنا.. هذه السماء الجميلة, وهذا البحر الرائع, بل كل مظاهر الطبيعة الأخرى.. لم يعد لي إحساس بما فيها من جمال إلا عن طريقك. ليست لها قيمة إلا وهي مقرونة بك.. أو بذكراك. الإنسان مجموعة من مركبات الخير والشر, والسمو والسخط, والأحداث التي يمر بها الإنسان هي التي تدفع هذه المركبات المتناقضة إلى الظهور, وإلى أن يغلب أحدهما الآخر فيدبو في أجلى مظاهره وأوضح صوره, والشعوب وهي مجموعة آدميين تمر بها موجات من الأحداث والظروف التي تظهر أجمل عناصرها أو تكشف أسوأ سوءاتها.
لم أكن أعلم عن طول هذه الرواية إلا بعد أن قطعت فيها شوطاً، لم أتفاجأ حقيقة بذلك لأن الكاتب نوه أنه استغرق وقته فيها و أراد أن يعبر عما في خلجات نفسه .. أحسست و أنا أقرأها أنها قصة واقعية و سرد حقيقي لقصة حدثت في ذلك الوقت خاصة أن السباعي كان ضابطاً و من الضباط الأحرار أيضاً، ليس ذلك فحسب بل إن الإهداء في بداية الكتاب لسلاح الفرسان.. الرواية تتكون من جزأين، تشدك في بدايتها بوصف الحياة في مصر أيام الملكية العثمانية و الطبقية من خلال "ابن الجنايني" علي -بطل القصة-، لا أنكر أن الملل يتخللها قليلا مع وجود زيادة في وصف المشاعر أحيانا، و لكنها ما تلبث أن تشدك مرة أخرى في الجزء الثاني. شعرت أن الكتاب كان سيصبح أفضل لو كان أقصر قليلا، لكن و بكلمات يوسف السباعي نفسه: "ما يدريك؟" لعل الكاتب أراد أن يعطي ما حصل حقه بكل تفاصيله.. القصة بمجملها رائعة و جميلة، ما بين قصص الحب المستحيلة المتأرجحة، و ما بين البحث عن الذات و ما يمكن للزمن أن يفعل و يغير.. خرجت منها بأن الاستحالة حالة مؤقتة، و أن يوسف السباعي أديب رائع و و أسلوبه و مفرداته سلسة، و هذا باعتقادي يندر وجوده.. طبعا الرواية حولت لفيلم جمع بين ممثلين قديرين مثل رشدي أباظة و أحمد مظهر و مريم فخرالدين و هند رستم، و أعتقد ان فيه مسلسل حديث نوعا ما له.
الكتاب جميل جدا زى الفيلم ما كان جميل جدا برضو على الرغم من انى حبيت الفيلم اكتر شويه جمال الروايه فى انها كان فيها كلام اكتر وتوضيح لحاجات اكتر وتفاصيل صغيره
كنت بتخيل .. كل شخصيه زى الفيلم بالظبط .. شكرى سرحان فى شخصية على .. ومريم فخر الدين فى دور انجى .. وصلاح ذو الفقار فى دور حسين
المشاهد مماثله كتير للمشاهد الموجوده فى الروايه .. على عكس روايات كتير بتختلف بشكل مش مريح فى الافلام او بعض الروايات بتبقى اسوأ من الافلام او المسلسلات المقتبسه منها