هذه ليست قصتي الشخصية وليست قصة شخص بعينه ، على الرغم من أن جميع أحداثها حقيقية. كل حدث منها أو كل مجموعة من أحداث تخص هذا الفلسطيني أو ذاك. الخيال في هذا العمل هو فقط في تحويله إلى رواية تدور حول أشخاص محددين ليتحقق لها شكل العمل الروائي وشروطه ، وكل ما سوى ذلك حقيقي، عشته وكثير منه سمعته من أفواه من عاشوه هم أهلهم وجيرانهم على مدار عشرات السنوات على أرض فلسطين الحبيبة. أهديه إلى من تعلقت أفئدتهم بأرض الأسراء والمعراج، من المحيط إلى الخليج ، بل من المحيط إلى المحيط.
السلام عليك يا أبا إبراهيم و رحمة الله و بركاته سلاما على روحك الطاهرة الأبية، السلام على قوتك و صبرك ، السلام على جهادك و بسالتك ... وداعا و الوادع مؤقت نحن الأموات و انت الحي ، سلامنا للشهداء وصيتنا إليك
"منذ هذه اللحظات بدأنا نفهم جيدا ان للصراع وجها اخر غير ما كنا نعي و ندرك من قبل ، فالمسألة ليست فقط مسألة أرض و شعب طُرد من هذه الأرض و إنما هي معركة عقيدة و دين ، معركة حضارة و تاريخ و وجود"
" ان مُركّبات المعادلة ليست مُركّبات قوة عسكرية مادية بحتة ، فإسرائيل تدرك ان وراءنا أمة عربية و إسلامية، صحيح أنها مفككة ، و لكنها لو أُستخدمت ضدنا بصورة زائدة فأن موازين الكون ستنقلب ، إسرائيل غير قادرة على سحقنا؛ لأنها تدرك أنها مُحكومة بمعادلات كثيرة ، و كسر أي معادلة منها تعني أنها ستُسحق هي الأخرى كذلك "
" هذا هو حالنا ، أرواح و دماء أبناء شعبنا صارت حقلا لتجارب أوسلو، فأن تنجح بها ، و أن لن تنجح فما المانع ان نبدأ من الصفر "
لقد استطاع يحيى السنوار بروايته - بل بتحفته هذه - ان يأخذنا الى أرض الزيتون و البرتقال بعبقها و سحرها و هو لا يتوقف عن إغضابنا في غير قصدٍ منه و نحن نشاهد السرقة العلنية التي حدثت للأرض المقدسة على مَرْأًىٍ و مسمع من العالم ، فكيف لم يعيْ حُكامنا ذلك و كيف سهونا نحن الشعوب عن فلسطين و ألفنا المصاب الجلل الذي حل بأخوتنا ؟ فما أعظم عارنا و نحن نتعرف حديثا على أبطال كالمهندس الشهيد يحيى عياش و الشهيد عماد عقل و الشهيد عصام مراهمة و غيرهم الكثير ،رحمهم الله جميعا؛ أين كنا من هؤلاء و ماذا صنعنا أمام عظمة صنيعهم و قداسة نصرهم ؟! و ها هو الحال نفسه منذ بدء القضية يتكرر و بصورة أبشع و نحن لا نبارح إمتزاج القرنفل بالشوك ، فقد أصبح كلامنا تافها و تعاطفنا مقيتا و دفاعنا أضحوكة و لا شيء ابدا يُعبر عما يحدث في الواقع لذا هلموا يا أبناء هذا الوطن لتدفعكم غيرتكم على نساء غزة، لتدفعكم شهامتكم على أطفال غزة ، لتدفعكم إنسانيتكم على شهداء غزة و ليدفعكم دينكم نحو مقدسات غزة ... و ان لم يدفعْكم شيئا من ذلك كله فالرحمة عليكم قبل أن تكنْ على شعب غزة !!!
اللهم أنصر فصائل المقاومة الفلسطينية و حطم بجندهم جند العدو ... اللهم أعد على المسلمين حلاوة نصر خيبر إنك سميع مجيب
لم أتوقع أن تكون الرواية بهذا المستوى قبل أن أبدأ بها، لكنها شيقة إلى حد كاف لتجعلك تنهي ال342 صفحة بعدة أيام بسلاسة. تغيرت نظرتي للأمور وبدأت أفهم الكثير من التفاصيل التي لم أكن أفهمها عن الصراع الفلسطيني قبل أن أبدأ بالقراءة. يحاول السنوار أن يكون محايدا في طرحه بجعل الرواية على لسان فتى محايد لا ينتمي لتيار، رغم أن ميل ذلك الفتى للتيار الإسلامي واضح، لكن الحق يقال، فقد رسم السنوار بروايته شخصيات جميلة من تيارات أخرى وربما طغت على شخصيته المفضلة "إبراهيم" دون أن يقصد.
أعتقد أنها رواية مفيدة لشخص مهتم بفهم أوضح للصراع بشكل قصصي لطيف وسهل التناول.
يا الله ما أحلاه وما أنقاه وما أحسنه من قائد ومحارب ومثال، قرأت الرواية في شهر سبتمبر فكان وقع خبر استشهاده في أكتوبر عنيفًا عليّ؛ لأن كل خطوة تقتربها من معرفة إنسانٍ ما هي درجة زيادة في مقياس ألمك لفقده.
تستسشعر بقلبك في هذه الرواية صدقًا غير طبيعي، اهتمامًا وانشغالا كبيرين وصادقين بهموم شعب، وذكاء حاد وهمة متوقدة تتحدان سويًّا لينتج عنهما مُقاوم عسير الهضم أو الهزيمة. تمشي معه في طرقات المخيم، ترى ظروف أهله وأفراحهم وأتراحهم، تعيش في تلك البقعة المباركة وتتساءل: هل خلق هؤلاء الناس من طينةٍ غير الناس؟!
رحم الله المجاهد البطل الأسطورة أبا إبراهيم يحيى السنوار؛ الشيخ المشتبك الجميل الذي لا يُفاوض وإنما يضع مسدسه على الطاولة ويفرض شروطه.
الرواية رائعة بحق! و الي حصل 7 أكتوبر دا كان مجرد نتيجة لتدريب و خطوات ع مدار السنين اشكرك ي سنوار ع عملك الميداني العظيم من جهة وعلى هذه القصة السهلة الي فتحت عنيا ع الانتفاضة بتفاصيلها الي كلها تدعو للفخر والاعتزاز أيّدكم الله ثبتكم الله♥️ خيبر خيبر يا يهود... جيش محمد سوف يعود!
17/10/2024 تمنيتها و نلتها ي سنوار! ي مجاهد ي شهيد مقبل غير مدبر مشتبك لا مختبئ رحمات ربي عليك يا اسد و يجعلنا خلفا لك - بعيدة عن الواقع قريبة من رب العالمين -
" هاتيلي سلاحي يا واقفة على الباب . . هاتيلي سلاحي!"
أقف على أخر صفحة من الرواية ذاهلةً عن الحياة حولي محاولة جَهدي أن استوعب ما قرأته فيها وأن أحاول يائسةً تركيب أحداثها العميقة مع واقعنا المرير الذي نرى فيه ظلم أخوتنا ونعلن بكل صفاقة جزعنا فيتفطر قلبي وأتمنى . . أتمنى لو أنني حجر صغيرٌ مُلقى بإهمال على شواطئ غزّة، أو شجرة برتقالٍ تنادي يا مُسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله!
لكنّ إشكالية التمنّي هذه توقع المرء في فخٍّ أخر، فهل من تمنى لو أنّه ولد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون مُسلمًا؟ أم يهوديًّا؟! أم مشركا ؟ أم منافقًا؟ وهل البرتقال حقًّا برتقال أم غرقدٌ خوّان ؟
وعليه فإننا لا نتجرّد من مسؤوليتنا تجاه فلسطين كوننا مُسلمين وبأن لهم علينا حقّ النصرة والذود عنهم وبذل النفيس في سبيل مشاركتهم هذا الفضل . . فضل الجهاد الذي يعود بإحدى الحسنيين: نصر أو استشهاد. لكننا اسأنا، فابتلينا بتمام الغفلة . . وذلك والله ذلّ الأبد!
الآن جاء الموعد ياأماه فلقد رأيت نفسي أقتحم عليهم مواقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم أستشهد. تحققت النبوءة ياأبا إبراهيم، وأكرمك الله بالشهادة وبحسن الختام. لا تعقتد أن هذا عمل سياسي يحكي عن المجاهدين أو عمل صعب غير مفهوم، بل ببساطة هو رواية إجتماعية وإنسانية أشبه بسيرة ذاتية للكاتب، تحكي قصة أسرة فلسطنية هُجرت من أرضها، وعاشت في مخيم الشاطيء في غزة، يحكي لنا الكاتب عن كيف بدأت المقاومة المسلحة في غزة، ويحكي عن حياة الغزواين التي لم تكن يومًا إلا صعبة، كما يحكي بشيء بالتفصيل عن ما يسمونهم بالعملاء أو الخونة الذين يعملون لصالح العدو، ومحاولات تتبعهم والقضاء عليهم بل وقتل بعضهم. الخط الزمني للرواية بداية من نكسة 1967 وحتي الانتفاضة الفلسطنية الثانية حتي سنة 2000، يسرد الكاتب التطور السياسي ونشأة الحركات السياسية الفلسطينية، نشأة حركة فتح، منظمة التحرير الفلسطينية، ونشأة حركة المقاومة الإسلامية حماس.. ولم ينس الكاتب وهو يحكي بأسلوبه البسيط السهل أن ينقل لحظات إنسانية من الفرح والخوف والأمل والترقب لأفر��د أسرته الكبيرة التي تحاول الاستمتاع بالمسموح به من الحياة مثل باقي الفلسطينين. مراجعة تفصيلية للرواية من هنا https://www.youtube.com/watch?v=B8Cbm...
"الآن جاء الموعد يا أماه، فلقد رأيت نفسي أقتحم عليهم موقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم استشهد، ورأيتني بين يدي رسول الله ﷺ في جنات النعيم، وهو يهتف بي مرحى بك مرحى بك" الآن أنت التقيت الأحبة محمد و آله و صحبه و شهداء الأمة و شيخنا الياسين و رفاقك جميعاً الذين عرفناهم في هذه الرواية، إلي روح و ريحان و رب غير غضبان أيها الشيخ المجاهد الأديب الجليل أحسن الله عزاء الأمة فيك و أحسن ثأرنا و ألحقنا بك.
لا يوجد تقييم بحجم تضحيات و بطولات الشهداء و سيرتهم العطرة .. سلامًا أبا إبراهيم ..رَبِح َالبيع أبا إبراهيم فوق الأرض لا تحتها مشتبك غير مختبئ مقبلًا ليس مدبرًا رَبِحَ البيع أبا إبراهيم .
السلام على روح كل شهيد ..... السلام على روح كل من قاوم لأجل إعلاء كلمة الدين... السلام على كل من استشهد في سبيل الدفاع عن أرض الرباط الأرض المباركة.... أرض الإسراء ... السلام على كل شهيد قاتل بعصاه حتى الرمق الأخير.... السلام على اهل غزة جميعهم..سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ...السلام على خير اجناد الأرض ...السلام على الرجال الأباسل الكرام .... السلام على اهل غزة المنكوبين ...المخذولين.... المرابطين... والخزي والعار على كل كل من خذلهم وتركهم يعانون بمفردهم...يحاربون هذا العدو الغاشم بحجارتهم وزجاجتهم ودم أطفالهم ... لا أملك إلا أن أقول قول أبو عبيدة الشهير عن شهداء غزة..( سلام عليكم....سلام عليكم بما صبرتم ورابطتم وثبتم في وجه الطغيان.... سلام على أرواح شهدائنا وأطفالنا الأبرياء وأهلنا المظلومين...سلام على أرواحكم التي ستحلق يوما في سماء قدسنا وأقصانا المحرر المطهر من دنس قاتليكم ....سلام على دمائكم التي ستلعن كل قاتل مجرم ،وكل متخاذل جبان مدعٍ للإنسانية....سلام عليك يا شعبنا العظيم وأنت تفضح العالم المنافق بقوانينه العرجاء.....) وبعد قول أبو عبيدة لا بعده قول يُقال.......
"يا أولاد، تخيلوا أن السماء تمطر الآن رزا ولحما !! .. حدثت ضوضاء في الصف وقد نسينا البرد والبلل ونحن نسمع ذكر الرز واللحم".
"وبعضهن كن يسمحن لأنفسهن بفتح شباك الغرفة في ساعة محددة حيث يكون حبيب القلب قد مر في نفس اللحظة من جواره فيلقي رسالته إليها من خلاله، كثيرا ما ضُربت العديدات من الفتيات حين يُضبطن أثناء تبادل الرسائل مع الشبان".
"والأخطر من ذلك أن بعض الفدائيين هناك يتصرفون بدون مراعاة لمشاعر الناس وقد يبالغون في تحدي تلك المشاعر، الأمر الذي قد يشكل مبررا لتفجير صراعات بين الثورة والملك حسين".
"ظلت تلك النظرة الفوقية التي امتاز بها أهل المدن على سكان المخيمات رغم أن الاحتلال هو نفسه الذي يجثم الآن على صدور الجميع".
"اتضح أنها لا تمتلك بطاقة شخصية تثبت بأنها في الأساس من أهل الضفة الغربية، وهذا يعني أنها لن تستطيع الإقامة معه في الضفة بعد انتهاء دراسته في الأردن .. فقرر أن يصرف نظره عن ذلك الزواج". -------------------------------------------------------------------------------
الجمل الواردة أعلاه اقتباسات من هذه الرواية، المنشورة عام 2004، المشتملة على 30 فصلا، ضمن 338 صفحة، لمؤلفها/ يحيى إبراهيم حسن السنوار، والتي اختتمها بالإفادة بأنه قد أكملها في ديسمبر عام 2004 في سجن بئر السبع، "ايشل بفلسطين"، ومضيفا بأنه: "لا زالت مأساة كاتبها ورفاقه مستمرة في أقبية سجون الاحتلال"؛ وآمل ملاحظة أن المؤلف كان سجينا منذ مطلع العام 1988.
الرواية من نوع الخيال التاريخي، Historical Fiction; لتشرح عبر شخوص وحكايات ووصف تفصيلي للوقائع والظروف والأماكن والنفوس، كيف تطورت مأساة فلسطين على مدى ثلث قرن يمتد من كارثة هزيمة الجيوش العربية شهر يونيو عام 1967، وحتى الانتفاضة الفلسطينية الثانية، "انتفاضة الأقصى"، التي حصلت حوالي عام 2000، وذلك مع الغوص أحيانا، في الزمن المنصرم منذ إعلان قيام دولة إسرائيل المحتلة، عام 1948.
وهي تتناول ذكريات مؤلفها، وقصة شعبه من الآلام والآمال، في عمل درامي أكد مؤلفه في تقديمه للرواية بأنها ليست قصته الشخصية وليست قصة شخص بعينه، ولكن كل الأحداث حقيقية وقد حصلت متفرقة لمواطنيه، وأن شخصيات الرواية في غالبها خيالية، وبعضها حقيقي.
تبدأ أحداث الرواية في شتاء عام 1967 (قبل حرب يونيو - حزيران)، وذلك بسرد أحداثها على لسان طفل عمره 5 سنوات، يعيش في مخيم للاجئين بغزة بسبب اضطرار أسرته للهجرة إليها من بلدة تقع ضمن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948 .. وتتوالى أحداث الرواية على مدى 37 عاما، لتنتهي حوالي عام 2004، متزامنة مع ذروة الانتفاضة الثانية، أي عند بلوغ سارد الأحداث حوالي 42 عاما من العمر.
تقدم الرواية الفلسطينيين كأي شعب من الشعوب البشرية: طيف متنوع من البشر، له آماله وتطلعاته وميزاته وسلبياته، ونجاحاته وإخفاقاته بعيدا عن شيطنته بالكامل أو تنزيهه بمجمله عن أية سلبيات.
حاولت الرواية إظهار حيادية سارد الأحداث وعدم انتمائه لتيار سياسي معين ولا لأي فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك بغرض عرض كل وجهات النظر المختلفة والاتجاهات المتضادة (علماني، يساري، ماركسي، إسلامي)، بما فيها تلك القائلة بعدم الإيمان بجدوى المقاومة أو إمكانية تحقيق أي فائدة عملية من ورائها، أو تلك القائلة بأن عمليات المقاومة الفلسطينية قد أضرت بالفلسطينيين لتسببها في عرقلة تنفيذ اتفاقيات العملية السلمية التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل في عام 1993 .. (مع تعاطف السارد في الرواية بوضوح مع التيار الإسلامي الرافض لكل أوجه الاعتراف بدولة إسرائيل)؛
هذا وقد نجحت الرواية في التركيز على الجوانب الاجتماعية لمعاناة الفلسطينيين المقسمين بين قطاع غزة والضفة الغربية، وبين معسكرات اللاجئين في الأردن ولبنان وسوريا، وتأثرهم بالأحداث وظروفهم الحياتية التي تلجئهم لاتخاذ خياراتهم، وذلك مع إبراز حجم التناقض الشاسع بين الواقع المرير ومستلزماته ومتطلباته وضروراته، وبين سقف الطموحات الفلسطينية الوطنية، وكذلك توضيح أسلوب المجتمع الفلسطيني مع النساء وأدوارهن في دعم المقاومة ورعاية أسرهن في تلك الظروف القاسية وفقد الآباء والأبناء .. كل ذلك تم مع البعد تماما عن التعليق على أي حدث سياسي تم اتخاذه من قِبل أي دولة عربية فيما يخص فلسطين رغم إيراد الرواية للعديد من تلك الأحداث وذلك في مجال بيان تأثر المجتمع الفلسطيني بها.
وقد استنتجت من الرواية أن رسالتها التأكيد على أن قضية فلسطين - وإن كانت لا تستغن عن البعدين العربي والإسلامي ودعم شعوبهما - إنما هي بالدرجة الأولى مِلك لشعبها وأن عليه أن يبني كيانه بعقله وإرادته.
ورغم بعض الهنات الطفيفة في تماسك سردية الرواية، وكذلك من حيث صحة تسلسل بعض أحداثها (يبدو أن ذلك تم لخدمة رسالة الرواية)، ورغم ما وجدته من بعض الصعوبة في قراءتها لتعدد الأسماء، بل وتكرار بعض تلك الأسماء - إلا إنها كانت خير عون لي لفهم الكثير من التفاصيل، خاصة عن التنافس الذي وصل أحيانا لحد الصراع بين بعض الفصائل الفلسطينية، فقد ورد في الرواية من العديد من الإشارات حول تاريخ وخلفية نشأة حركة تحرير فلسطين (فتح) في دولة الكويت عام 1957، ثم منظمة التحرير الفلسطينية التي انشئت عام 1964، بمبادرة من الجامعة العربية للم شمل فصائل المقاومة الفلسطينية، وكتيبة المقاتلين التي انبثقت عن تلك المنظمة - سُمّيت "بجيش تحرير فلسطين" - ثم كلا من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في ديسمبر 1967، وقوات "التحرير الشعبية" التي شُكلت أيضا في غزة بعد هزيمة العرب عام 1967، وغير ذلك من التفاصيل المهمة.
رواية رائعة اضطررت لقراءتها مرتين لأستوعب تفاصيلها ودقائقها .. وأتمنى أن تكون مراجعتي هذه تشجيعا للاستمتاع بقراءتها علما بأني أخطط لقراءتها للمرة الثالثة بعد فترة من الزمن لترسيخ وتوسعة استفادتي من معلوماتها وربما لإعادة تقييم الرواية بناءا على ما قد يستجد لدي من معلومات أو قراءات لكتب أخرى.
مكنتش متوقع إن الرواية تكون حلوة بالقدر ده الصراحة وكنت بحسب إن الناس مقيمة الرواية من باب العاطفة.
أنا مش مديها 5 نجوم من باب العاطفة إطلاقاً، الرواية تستحق من وجهة نظري ال 5 نجوم عن جدارة.
الرواية بتحكي عن تاريخ المقاومة بكافة طوائفها، من أول منظمة التحرير الفلسطينية لحد حماس وسرايا الأقصى وغيرهم.
بتحكي عن تفاصيل بتتم في العمليات التكتيكية والفدائية والجاسوسية، الراوي مقسم الشخصيات الرئيسية بحيث كل شخصية بتتبع تيار مختلف وبيعرض اتجاهات كل تيار عن طريق نقاشات كل شخصية مع التانية.
في النهاية الرواية دي مش واخدة نفس النمط ال��قليدي الخاص بالروايات الفلسطينية، الرواية مركزة على الجانب السياسي أكتر من الإجتماعي بكتير، وده يخليها فعلاً مميزة.
عملٌ أدبي يتناول الواقع الفلسطيني الاجتماعي، السياسي، والثقافي، وتحديدًا في غزة، خلال الفترة الممتدة من ما بعد النكسة الثانية عام 1967م حتى بداية الألفينيات في 2004.
تسرد الرواية الأحداث على لسان راوٍ شبه محايد، مقدّمةً سردًا تفصيليًا لتاريخ قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي. تستعرض تطوّر المقاومة الفلسطينية ونشوء الفصائل بمختلف توجهاتها، كما تسلط الضوء على العوامل التي شكّلت الهوية النضالية لأهل الضفة وغزة، مع التركيز على غزة.
واليوم، بعد مرور عشرين عامًا على كتابة هذا العمل، لا تزال الأحداث على حالها؛ المقاومة مستمرة، والاحتلال يزداد عنجهية يومًا بعد يوم. كل هذا التاريخ كان تمهيدًا لما شهدناه في السابع من أكتوبر العظيم، يومٌ أعاد صياغة معادلات النضال، وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.
من وجهة نظري، لا يم��ن تقييم مثل هذه الأعمال الأدبية؛ فهي ليست مجرد نصوص، بل هي ألمٌ حقيقي، معاناةٌ متجذرة، ومأساةٌ مستمرة إلى يومنا هذا. نحن مدينون كثيرًا: مدينون لكل الشهداء، للشيخ أحمد ياسين، لعماد عقل، ليحيى عياش، لنضال، وعدنان، وللكثير من الأبطال أمثالهم. كما أننا مدينون كثيرًا وكثيرًا لكاتبنا وشهيدنا “أبو إبراهيم”، يحيى السنوار، شهيدنا المقبل غير مدبر، والرافض للسلام والتطبيع والمفاوضات وغيرها من الترهات التي ينادي بها المطبّعون! ربح البيع يا أبا إبراهيم..
بكيتُ، حزنتُ، اندهشتُ، والكثير من المشاعر. هذا الكتاب ليس فقط أدبًا، بل إرثٌ يحمل رسالة نضالية لا تُنسى، يخبرنا أن فلسطين كانت وستظل حرة، وأن كل تضحيات الأبطال كانت لأجل مستقبلٍ نراه يقترب رغم ظلام الاحتلال.
شرعت في قراءة الرواية بعد أيام من استشهاد كاتبها أبو إبراهيم يحيى السنوار. مشهد استشهاد السنوار ورفضه الاستسلام حتى الرمق الأخير، ومشهده وهو يقذف المسيرة بعصاه وهي كل جهده وقتها .. مشهد لا يفارق خيالي الرواية تحكي قصة أسرة فلسطينية نازحة إلى غزة في مخيمات اللاجئين، تعيش شظف العيش وتتطلع للمستقبل.. وتمر الأحداث بفترات محورية في صلب القضية الفلسطينية مثل انتكاسة عام ٦٧ وحرب اكتوبر والانتفاضة الفلسطينية الاولى واتفاقية أوسلو ثم الانتفاضة الثانية والنزاع بين فتح وحماس وحكم حماس لغزة وانسحاب اسرائيل منها... كل ذلك تراه بعيون الأسرة التي يتبني بعضها الفكر اليساري وحركة فتح وبعضها يميل إلى اليمين الاسلامي وينتسب لحركة حماس وبعضها يقف على الحياد .. وقد أبرز السنوار مدى الاختلاف والخلاف بين الفصائل الفلسطينية حول القضية كما تعرض كثيرا لكيفية التعامل مع جواسيس الإحتلال والخونة الرواية تعتبر رواية تأريخية فالرواية ليست قصيرة وهي مليئة بكم كبير من التفاصيل والوقائع ووصف العمليات الجهادية والمقاومة.
هل نشعر بالفخر لما وصل إليه أم بالحزن على الفراق؟ بالفرح لتحقيقه حلمه أم بالرضا عن النهاية التي كتبها القدر؟ إنها مشاعر متشابكة، تختلط فيها الغبطة بالحسرة، لكن في النهاية، نال ما كان يسعى إليه بكل جوارحه، وحقق أعظم أمنياته، ليترك وراءه إرثًا يشهد على طموحه واصراره.
سلامٌ على روحك الطاهرة يا أبا إبراهيم، يا من حملت على عاتقك قضايا شعبك وأمتك، فأصبحت رمزاً للصمود والمقاومة. يحيى السنوار، القائد الذي قضى حياته في سبيل القضية الفلسطينية، لم يكن مجرد قائدٍ عادي، بل كان رمزاً للتحدي والثبات أمام أعتى العواصف. حين تتحدث عنه، تتحدث عن رجل عاش تفاصيل المعاناة، وخاض في دهاليز النضال، وخرج منها أكثر صلابة وقوة.
سلامٌ على روحك يا أبا إبراهيم، فقد كنت للناس عنواناً للصبر، وللأمل المتجدد في أن الحرية حقٌ لا يمكن التنازل عنه، مهما بلغت التضحيات.
أما هذه الأمة، فإنها ضاربةٌ بجذورها في ترابٍ طاهرٍ، لا يعصف بها ريحٌ ولا يعتريها ذبول، حتى لو حاصرها ليلٌ حالكٌ أو قست عليها السنون. ، عقيدةٌ لا تعرف الذبول، تُنبت السناوير كما تُنبت تلك الأرض المباركة زيتونها، لا يهرمُ عودها، لا ينقطع نسلها،ولا تنثني أمام المحن، فلا انكسار لها ولا تراجع. هذه هي سنّة الأمة، جهادٌ يمضي بلا هوادة،إما نصرٌ أو شهادة.
ألا ترون هذا العالم الظالم ... شعبنا يذبح على مدار ثمانية أشهر متصلة، وجيش الاحتلال يصب على رؤوسنا جهنم أسلحته، ويستخدم ضدنا ترسانة أسلحة متطورة، من طائرات ودبابات وكل ما يخطر بالبال وما لا يخطر من أسلحته، والعالم في حالة من الصم والبكم، وعند أي عملية من طرفنا -الطرف المظلوم المغلوب المقهور الذي يطالب بحقه المشروع من الحياة الكريمة- تتعالى الأصوات -حتى من أبناء أمتنا وحتى من بعض أبناء شعبنا- تشجب وتندد وتستنكر ..
لله در السنوار والضيف وكل الرجال الأحرار المجاهدين، ورحمة الله على الشيخ أحمد ياسين والقائد إسماعيل هنية وكل الشهداء الأبطال.
خمس نجوم للكاتب لصحاب الفكر والمبادئ للرجال الذين صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا .... الرواية كان فيها بعض الإطالة وتشعر ببعض الملل من أسلوب السرد في بعض الأحيان ولكنها رواية مهمة جدا وتستحق القراءة مرجع مهم لبداية المقاومة والفكر القومي الاسلامي في غزة وفلسطين عامة وتناقش قضية مهمة وهي "العميل" او مايطلق عليهم بالخونه وكيفية تعامل الشعب معهم ومدى التأثير السلبي لهؤلاء الخونة ...كُتبت هذه الرواية والسنوار يقبع بين جدران الزنانة لابد انه كان أمر صعب ومرهق ولكن وانت تقرأ في صفحاتها تشعر مدى الانتماء الشديد لهذه القضية والعقيدة...فأنه جهاد نصرا او استشهاد . ...
يحيى السنوار، الكاتب والقيادي في حركة حماس، وُلِد عام 1962 في خان يونس، حيث نشأ في أجواء مليئة بالتحديات والصراع. تميز بمسيرته النضالية كأحد أبرز الشخصيات الفلسطينية، حيث قاد جهود المقاومة وأصبح صوتًا يمثل آلام وآمال شعبه. استشهد بطلاً على يد القوات الصهيونية في رفح، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا ونضاليًا يُعتبر رمزًا للشجاعة والكرامة، ويستمر في إلهام الأجيال القادمة للنضال من أجل الحرية. في رواية "الشوك والقرنفل"، يأخذنا يحيى السنوار في رحلة عاطفية عبر تاريخ فلسطين، حيث تمتزج الآلام بالآمال، وتتشابك القصص الإنسانية لتشكل نسيجًا غنيًا يعكس واقع الشعب الفلسطيني. تبدأ الرواية بسرد ذكريات طفل صغير يعيش في مخيم للاجئين، فتتوالى الأحداث لتروي حكاية معاناة جماعية تمتد عبر عقود، من التهجير والفقر إلى المقاومة والشجاعة. اللغة المستخدمة في الرواية عذبة ومؤثرة، تعكس بوضوح المشاعر المتناقضة التي تعيشها الشخصيات. كل فصل هو نافذة تطل على عالم مليء بالتحديات والأحلام، حيث يسعى الأبطال، رغم الظروف القاسية، للبحث عن بصيص من الأمل. تبرز قدرة الكاتب على تصوير التفاصيل الصغيرة التي تُشعر القارئ بعمق التجربة الإنسانية، حيث تصبح المشاعر كما لو كانت كائنات حية تتنفس وتتحرك. تتناول الرواية قضايا شائكة مثل الخيانة والعملاء، مما يضفي بعدًا إضافيًا على الصراع الداخلي الذي يعاني منه الشعب. كما تسلط الضوء على دور النساء كدعائم للمجتمع، إذ يبرز دورهن الفعال في دعم المقاومة وتحمل الأعباء. تعكس الشخصيات تنوع التجارب الفلسطينية، فتظهر الحياة في ظل الاحتلال وكيف أن الأمل يمكن أن ينبثق حتى من أحلك الظروف. بأسلوب سردي مشوق وواقعي، يمزج السنوار بين الأحداث التاريخية والشخصيات الخيالية، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من تلك الأحداث. الرواية ليست مجرد سرد لمآسي تاريخية، بل هي دعوة للتأمل في مصير أمة، وفي كيفية الخروج من الظلام نحو النور. في الختام، "الشوك والقرنفل" ليست مجرد رواية، بل هي شهادة على صمود الشعب الفلسطيني ونداء للأجيال القادمة لاستذكار تلك المآسي وعدم نسيان التاريخ. إن هذا العمل الأدبي يستحق القراءة والتأمل، ويعد مرجعًا مهمًا لفهم القضية الفلسطينية بشكل أعمق، مؤكدًا على أن الأدب يمكن أن يكون سلاحًا قويًا في مواجهة الظلم.
"وإنه لجِهاد، نصرٌ أو استشهاد." أكثرُ ما أعجبني في الكتاب أنّ القاريء يَكبُرُ مع الشخصية الرئيسية عبر الزمن. تبدأُ قصة بطلنا أحمد ذي السنواتِ الخمس في مخيّمٍ بغزة بعد أن نزح هو وعائلته من الأراضي التي استولى عليها الصهاينة في ١٩٤٨. يكبُرُ هو وتكبرُ قصّة نشأة قطاع غزّة معه. نعيشُ معه فترات تكوّن النظام التعليمي الجامعي في القطاع، بداية تشكّل الأحزا�� السياسية، الإنتفاضات، المقاومة، الإعتقالات والقمع، العمليات الإستشهاديّة، والصراعات السياسية في فلسطين. أحمد لم يكُن ينتمي لأي حزبٍ سياسيّ ولكنه كان يميلُ إلى حركة المقاومة الإسلامية. ولعلّ السنوار أرادنا أن نرى قصّة قِطاع غزة خاصةً، وفلسطين عامةً من وجهة نظر إنسان مُحايد. ومن الجانب اللغوي، لغة السرد عادية. قد يفضّل البعض-ومنهم أنا- القراءة لغسّان كنفاني، أو مُريد البرغوثي، أو إبراهيم نصر الله أو رضوى عاشور، وغيرهم الكثير من الأُدباء ممن تناولوا القضيّة بأسلوب روائي باهر، ولكن قراءة رواية لسياسيّ محنّك مثل السنوار تعد إضافة جيدة للأدب. أخذًا بعين الإعتبار أنّها كُتبت في سجون الإحتلال. بشكلٍ عام الرواية ممتازة لمن يُريد أن يتعرّف على نشأة قطاع غزّة والمقاومة فيه بأسلوبٍ ممتع ومبسّط.