إذا وجدتَ نفسك خاملاً متكاسلاً، فأنعش روحك بهذا الكتاب القيّم، وأخرجها من غمرة الوسائل لتبصر حقيقة المقصد وما أنفع كتاب كهذا للقراء ذوي الحماسة، أصحاب الكتب الكثيرة والأعمال القليلة
وهو مجموع وجيز، من درر الأحاديث والآثار، التي تملأ قلب قارئها طاقة نحو العمل بالعلم، والتخلق بأخلاقه، وأن يجُعل العلم وسيلة والعمل غاية
ومما نبّهني إليه، أن العلم رغم أنه شيءٌ محمود، إلا أنّ فيه شهوةً طاغية ( وردت باسم طغيان العلم ) وهذه الشهوة هي من أكثر ما يصدّ عن العمل .. فالواجب أن تُلجم تلك الشهوة الزائدة بلجام، ويؤخذ من وقتها ليُطرحَ في العمل
وقد بدأ الكتاب بمقدمة بديعة لسيدنا الإمام الخطيب البغدادي، ما أحراها بالتدبر الطويل.. وكم في هذه الورقات اليسيرة من كلمات قصيرة تصلح أن تكون وقفة لتصحيح المسار وتقويم النفس
وعلى قلة عدد صفحاته، استغرق مني وقتاً في تأمل آثاره رجاء أن تسكن القلب أما أن تقرأه كقراءة الجريدة، فلن تخرج منه بشيء
الحقيقة هذا الكتاب لا يمكن وصفه إلا أنه ضربة موجعة على الرأس!
الباب الرئيسي في الكتاب باختصار هو التشديد على أن العلم يوجب العمل.. ليس اختيارا ولا ترفا ولكن واجبا.. واستشهد الكاتب الجليل بالكثير من الأحاديث وكذلك كلام السلف الصالح رضوان الله عليهم الذين فقهوا وما فقهنا.. فإنما العلم وسيلة للعمل.. وقد غرقنا نحن في أن نعلم وأن نظهر أننا نعلم ونحن لا نعمل شيئا . . لي ملاحظة واحدة فقط على الكتاب وهو الاستخفاف ببعض العلوم التي ليس في صلب الدين (مثل علم النحو مثلا).. لآن كل علم يُبتغَى به وجه الله ويُبتغَى به إعلاء شأن الأمة هو ضروري ومهم.. ولكن الأهم بالطبع ان يتعلم الانسان ما يحفظ عليه دينه ويعمل به.. والله أعلى وأعلم . . الكتاب جميل وخفيف ومهم.. أنصح به في هذه الوقت المبارك.. وفي كل وقت..
🍂اعمل بعلمك تغنم أيها الرجل لا ينفع العلم اذا لم يحسن العمل 🍂و العلم زين و تقوى الله زينته والمتقون لهم في علمهم نفع 🍂و حجة الله ياذا العلم بالغة لا المكر ينفع فيها لا و لا الحيل 🍂تعلم العلم و اعمل م استطعت به لا يلهينك عنه اللهو و الجدل 🍂و علم الناس و اقصد نفعهم ابدا إياك ان يصيبك الملل 🍂و عظ اخاك برفق عند زلته فالعلم يعلم من يعتاده الزلل
كتاب قيم جداً يتحدث عن ضرورة ربط العلم بالعمل فلا يكون العلم نافعاً إلا بتطبيقه والعمل به..المؤلف هو الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف (الخطيب البغدادي) يبدأ بوصية (اخلاص النية في طلب العلم واجهاد النفس في العمل بموجب هذا العلم) فغاية العلم العمل..فكما أن الأموال لا يمكن الاستفادة منها أو الانتفاع بها إلا بإنفاقها كذلك العلوم لا يمكن الإستفادة منها إلا بالعمل بها.. وقد أورد الكثير من الأحاديث التي تؤكد على العمل بمقتضى العلم ولا قيمة للعلم دون عمل..
قال رسول الله ﷺ: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟"
وكان بعض الأئمة من السلف لا يُعلم مريديه الشيء الجديد حتى يعملوا بما علموا..
كتيب صغير في أهمية العمل بما تعلمناه؛ والحق أن بعض مما جاء به مخيف. إذ ذكر في غير موضع وبالأدلة من السنة المطهرة وما ورد عن السلف الصالح أن العلم حجة على الإنسان يوم القيامة إذا لم يعمل به...
هذا الكتيب كنت قد قرأته بناءً على تكليف بمادة فقه النفس وهي إحدى مواد المستوى الأول بأكاديمية هندسة الأجيال... يُنصح به لكل طالب علم خاصةً الشرعي منه...
علمت كذا، وكذا، وكذا.... فماذا عملت بما علمت؟ 💔 نسابق الأيام جريًا لتحصيل العلم، فإذا جاءت ساعة العمل اختلقنا الأعذار، وهل نُعذر؟ اللهم أرشدنا للصواب، واجعلنا ممن وافق قوله عمله، واختم بالصالحات أعمالنا
أكملت قراءة #كتاب إقتضاء العلم العمل -للخطيب البغدادي من المفترض يدرسه ويذاكره كل من له همة ورغبة في طلب العلم الشرعي! ولقد جاء في إحدي أبوابه: "باب اغتنام الشبيبة والصحة والفراغ" أما أخر باب فعنون بـ" باب ذم التسويف" أما التسويف فهو قول: سوف أعمل كذا أو سوف اقرأ كذا ونحوه! فدع التسويف وبادر بإغتنام شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك! فنعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الفراغ والصحة! إن تعلمت: إذا العلم لم تعمل به كان حجة ** عليك ولم تعذر بما أنت حامل ! -- ومن أعجب ما قرأت في الكتاب قول الأخطل وهو نصراني: وإذا إفتقرت إلي الذخائر لم تجد ** ذخرا يكون كصالح الاعمال!
وأنت تقرأ هذا الكتاب ستمر على عبارات وكلمات أنا متأكد من أنها ستستوقفك لدقائق أو لساعات أو لأيام لتتأملها وتتدبرها كلمات قليلة ستظل تقلبها في عقلك أياماً بل ربما أسابيع اتحدى كائناً من كان أن يقرأ الكتاب ولاتتغير مفاهيمه أو يحدث له تغير في طريقة تفكيره للموضوع الذي يطرحه الكتاب كتاب مذهل من النوع الذي يقرأ مرات ومرات لابد له من الانضمام لمكتبتك ^_^
الكتاب ملئ بالنقولات والأسانيد وقد حققه الإمام الألباني رحمه الله فخرّج الأحاديث وحكم عليها فجزاه الله خيراًً فإن البغدادي أسند والألباني بيّن ضعف الحديث من صحتها رحم الله الإمامين وأسأل الله أن يجعل عملهم هذا قربة لله جل وعز
الكتاب عبارة عن تجميع لاحاديث وحكم من السلف الصالح في قيمة العلم وأهمية فرضيتة والعمل بقتضاه، الكتاب الحقيقة حجة على الواحد اكتر من اي شيئ، ربنا يقدرنا على العمل بما علمنا على النحو الذي يرضيه..
في ظل الرأسمالية والمادية الطاغية على عصرنا الحالي ت��تي هذه الرسالة اللطيفة توعظنا وتنبهنا إلى أنَّ الآخرةَ هي المقصود، وأنَّ المسلم يعلمُ ليعملَ، لا يعلم لمجرد العلم، ولا ليُبَاهِيَ غيرَه من الناس! هذا والعلمُ المقصودُ هنا هو العلمُ الشرعيُّ الدينيُّ؛ فالمؤلِّف -رحمه الله- مثلًا عقدَ بابًا في ذم (التفقُّه لغير العبادة) وكذلك بابًا في (كراهية طلب الحديث للمفاخرة)! فما بالك بمن يُضيِّعون أوقاتهم في علمٍ لا ينفعهم في دنيا أو آخرة! والكتاب مليئ بالأحاديث النبوية وآثار السلف الصالح في أبواب العمل بالعلم وعدم التسويف، وكذلك احتوى على مادة قليلة من الشعر في نفس المعنى.. ومن الأبواب الجميلة التي عقدها المؤلف -رحمه الله- باب: اغتنام الشبيبة والصحة والفراغ والمبادرة إلى الأعمال قبل حدوث ما يقطع عنها.. وذكر فيه هذا الباب أبياتًا لطيفةً لعبد الله بن محمد الأشعري المديني لمحمود، يقول فيها: مضَى أمسُكَ الماضي شهيدًا مُعدَّلا * وأصبحتَ في يومٍ عليكَ شهيدُ فإنْ كُنتَ بالأمسِ اقترفتَ إساءةً * فَثَنِّ بإحسانٍ وأنتَ حميدُ ولا تَرْجُ فعلَ الخيرِ يومًا إلى غَدٍ * لَعلَّ غدًا يأتِي وأنتَ فقيدُ فَيَوْمُك إنْ أعتبتَه عَادَ نفعُهُ * عَلَيكَ وماضِي الأمسِ ليسَ يعودُ وختمَ المؤلف -رحمه الله- كتابه ببابٍ جميل في ذمِّ التسويف ذكر فيه رسالة إلى محمد بن سمرة السائح؛ جاء فيها: «أي أخِي، إيَّاكَ وتأميرَ التسويفِ على نفسِكَ، وإمكانه من قلبِكَ؛ فإنه محلُّ الكلال، وموئِلُ التَّلفِ، وبه تُقطَعُ الآمالُ، وفيه تنقطعُ الآجال، فإنَّك إن فعلتَ ذلكَ أدَلْتَه من عزمتك وهواكَ عليه، فعَلَا واسترجعا من بدنكَ من السآمَةِ ما قَدْ وَلَّى عَنْكَ، فعند مراجعته إياك لا تنتفعُ نفسك من بدنك بنافعة، وبادر يا أخي فإنَّك مُبَادَرٌ بك، وأسرِع فإنَّك مسروعٌ بك، وجِدَّ فإنَّ الأمرَ جدٌّ، وتَيَقَّظْ من رقدَتِكَ وانتَبِه من غفلتِكَ، وتذَكَّر ما أسلَفْتَ وقَصَّرْتَ، وفَرَّطْتَ وجنيتَ وعمِلْتَ، فإنَّه مُثْبَتٌ مُحصًى، فكأنَّكَ بالأمر قد بَغَتَكَ، فاغتَبَطَتَ بما قَدَّمْتَ أو ندِمْتَ ��لى ما فَرَّطْتَ».
- "قال بعض السلف: من خرج إلى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم، ومن خرج إلى العلم يريد العمل نفعه قليل العلم". - العلم إنما هو للعمل عند سلفنا ولهذا ألف الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله هذا الكتيب وما أحوجنا إلى هذه المفاهيم في هذا العصر.. - يدور الكتاب على فكرة أن علمنا مراد لأجل ثمرته على القلب وعلى العمل والسلوك، وأن لا خير في علم لم ينير قلب صاحبه ولا أصلح حاله مع الله ومع عباد الله. - الكتاب خفيف ومحفز أحببت فائدة المحقق، ونحن بحاجة كبيرة لهكذا كتاب يبين لنا غاية العلم والعمل به وأدب العالم والمتعلم. - وأخيراً العلم وسيلة والعمل غاية.
This entire review has been hidden because of spoilers.
من مفاخر ديننا العظيم وثقافتنا الأصيلة رسوخ مبدأ ارتباط العلم بالعمل؛ ويُصدّق ذلك؛ كثرة النصوص الشرعية والتراثية الدالة على هذا المعنى، والسيرة العملية للصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم من التابعين والعلماء الكرام. بينما على الضفة الأخرى نجد في جوهر الحداثة الغربية وعقيدتها؛ فصل قاطع بين العلم والعمل وبين العلم والأخلاق/ القيمة، ومن تأمّل سير الفلاسفة والمثقفين يلحظ فجوة هائلة بين علمهم وسلوكهم الخُلقي والعملي، وما فوكو وألتوسير وغيرهم إلا نماذج حية مبرهنة على القطعية الحداثية بين العلم والعمل.
جموعة #قارئات_بلا_حدود الكتاب الثامن والسبعون اقتضاء العلم العمل، الخطيب البغدادي مكتبة المعارف 2002، 128 صفحة *** كتاب صغير الحجم لكنه شديد الأهمية عظيم النفع أسأل الله أن ينفعنا به، الفكرة الرئيسية للكتاب هي ضرورة ربط العلم بالعمل وأن أي انفصام بينهما يؤدي للخسران في الدنيا والآخرة، ولقد شدد المؤلف على تلك الفكرة وأورد كثيرا من الآثار المؤيدة لها مما كان له أبلغ الأثر في الشعور بضرورتها ووجوب جعلها منهج تفكير وأسلوب حياة نسأل الله أن يعيننا على ذلك. بدأ الكتاب بمجموعة آثار عن الفكرة العامة ثم قسم لأبواب رأيت أنها لم تختلف كثيرا عن بعضها البعض ولا عن فكرة الكتاب العامة لذا سأكتفي بذكر اقتباسا واحدا من كل باب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ماذا عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه" _ "العلم موقوف على العمل، والعمل موقوف على الإخلاص، والإخلاص لله يورث الفهم عن الله عز وجل" ** باب في التغليظ على من ترك العمل بالعلم: "كلما ازددت علما كانت الحجة عليك أوكد". ** باب ذم طلب العلم للمباهاة به والمماراة فيه : "من طلب العلم ابتغاء الآخرة أدركها، ومن طلبه ابتغاء الدنيا فذاك حظه منه" **باب في الوعيد والتهديد والتشديد لمن قرأ القرآن للصيت والذكر ولم يقرأه للعمل به واكتساب الأجر: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لا يغرركم من قرأ القرآن إنما هو كلام نتكلم به ولكن انظروا من يعمل به" ** باب ما قيل في حفظ حروفه وتضييع حدوده: "نزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا، قيل:وكيف العمل به؟، قال: ليحلوا حلاله وليحرموا حرامه وليأتمروا بأوامره وينتهوا بنواهيه ويقفوا عند عج��ئبه" **باب ذم النفقه لغير العبادة: عن الأوزاعي أنه قال:"أنبئت أنه كان يقال: ويل للمتفقهين لغير العبادة والمستحقين الحرمان بالشبهات". ** باب كراهية طلب الحديث للمفاخرة وعقد المجالس: "كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به" ** باب من مره تعلم النحو لما يكسبه من الخيلاء والزهو: "تلقى الرجل وما يلحن حرفا وعمله لحن كله" . ** باب الأخذ بالوثيقة في أمر الآخرة: كتب محمد بن النصر الحارثي إلى أخ له:"أما بعد، فإنك في دار تمهيد وأمامك منزلان لابد من أن تسكن أحدهما ولم يأتك أمان فتطمئن ولا براءة فتقصر، والسلام" **باب في أن الأعمال هي الزاد والذخيرة النافعة يوم المعاد: "يتوسد المؤمن عمله في قبره فإن خيرا فخير وإن شرا فشر فاغتنموا المبادرة رحمكم الله في المهلة" **باب في اغتنام الشبيبة والصحة والفراغ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اغتنم خمسا قبل خمس:شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" **باب ذم التسويف: قيل لرجل من عبدالقيس:أوص، قال"احذروا سوف" .
كتاب بسيط جمع الأحاديث النبوية التي تذكرنا بوجوب العمل بما تعلمناه ، وتحذر من تحصيل العلم من غير العمل به لأنه سيكون وبالاً علينا يوم القيامة ،و يتحدث عن كراهية طلب العلم للمفاخرة واغتنام الأوقات في العمل ،وترك التسويف ،واستشهد أيضاً بأقوال السلف الصالح وبعض الأبيات الشعرية
سيكون الكتاب مفيد جداً للذين يكثرون من القراءة والتعلم من غير أن يدركوا أن هذا العلم هو حجّة عليه إذا لم يعمل به مع بساطة الكتاب إلا أنه قد أثر فيّ وجعلني أعيد النظر بما أنا فيه
كتاب اقتضاء العلم العمل هو من الأجزاء الحديثية حوى مائتي حديثًا وأثرًا حول "اقتضاء العلم العمل" وهي من أحلى وأحكم وأمتع وأوقع أثرا فيما أنت قارئ. يقول الخطيب: والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة. حول هذا المعني في الرؤية الإسلامية أن غاية العلم العمل ليس مقصورا علي العلم الشرعي فحسب بل المراد به كافة العلوم بل كافة حركات وسكنات العقل والجوارح. فمناط الوجود التكليف ومناط التكليف العبادة والعبادة هي العمل. ومن منطق آخر فالعمل يطلب إما درءًا لضرر أو جلبًا لمنفعة وهما أصل كل حركة ومسعي للإنسان في الحياة، ومنفعة كل امرئ وضرره تختلف فنمنهم من يغلب ضرر الحس ومنفعته فيدرء عنه ما يسوء بدنه من جوع وعطش وملل وبائة ويطلب اشباعها ولا ينشط إلا في ذلك ومنهم من يغلب العقل ومقتضى العقل إما قريب أو بعيد فمن ي��لب القريب يأخذ من شبابه لشيخوخته ومن غناه لفقره ومن فراغه لشغله من يغلب البعيد يأخذ من دنياه لآخرته ومما يكره لما يحب. يقول الخطيب على لسان أحد الحكماء: "العلم خادم العمل والعمل غاية العلم فلولا العمل لم يطلب علم ولولا العلم لم يطلب عمل ولأن أدع الحق جهلا به أحب إلى من أن أدعه زاهدا فيه"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وأصل كل فعل وحركة في العالم من الحب والإرادة. (قاعدة في المحبة ص:7) و يقول الإمام ابن حزم في كلام رفيع: (تطلبت غَرضا يَسْتَوِي النَّاس كلهم فِي استحسانه وَفِي طلبه فَلم أَجِدهُ إِلَّا وَاحِدًا وَهُوَ طرد الْهم فَلَمَّا تدبرته علمت أَن ال��َّاس كلهم لم يستووا فِي استحسانه فَقَط وَلَا فِي طلبه فَقَط وَلَكِن رَأَيْتهمْ على اخْتِلَاف أهوائهم ومطالبهم وتباين هممهم وإراداتهم لَا يتحركون حَرَكَة أصلا إِلَّا فِيمَا يرجون بِهِ طرد الْهم وَلَا ينطقون بِكَلِمَة أصلا إِلَّا فِيمَا يعانون بِهِ إزاحته عَن أنفسهم فَمن مُخطئ وَجه سَبيله وَمن مقارب للخطأ وَمن مُصِيب وَهُوَ الْأَقَل من النَّاس فِي الْأَقَل من أُمُوره فطرد الْهم مَذْهَب قد اتّفقت الْأُمَم كلهَا مذ خلق الله تَعَالَى الْعَالم إِلَى أَن يتناهى عَالم الِابْتِدَاء ويعاقبه عَالم الْحساب على أَن لَا يعتمدوا بسعيهم شَيْئا سواهُ وكل غَرَض غَيره فَفِي النَّاس من لَا يستحسنه إِذْ فِي النَّاس من لَا دين لَهُ فَلَا يعْمل للآخرة وَفِي النَّاس من أهل الشَّرّ من لَا يُرِيد الْخَيْر وَلَا الْأَمْن وَلَا الْحق وَفِي النَّاس من يُؤثر الخمول بهواه وإرادته على بعد الصيت وَف��ي النَّاس من لَا يُرِيد المَال ويؤثر عَدمه على وجوده ككثير من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام وَمن تلاهم من الزهاد والفلاسفة وَفِي النَّاس من يبغض اللَّذَّات بطبعه ويستنقص طالبها كمن ذكرنَا من المؤثرين فقد المَال على اقتنائه وَفِي النَّاس من يُؤثر الْجَهْل على الْعلم كأكثر من ترى من الْعَامَّة وَهَذِه هِيَ أغراض النَّاس الَّتِي لَا غَرَض لَهُم سواهَا وَلَيْسَ فِي الْعَالم مذ كَانَ إِلَى أَن يتناهى أحد يستحسن الْهم وَلَا يُرِيد طرده عَن نَفسه فَلَمَّا اسْتَقر فِي نَفسِي هَذَا الْعلم الرفيع وانكشف لي هَذَا السِّرّ العجيب وأنار الله تَعَالَى لفكري هَذَا الْكَنْز الْعَظِيم بحثت عَن سَبِيل موصلة على الْحَقِيقَة إِلَى طرد الْهم الَّذِي هُوَ الْمَطْلُوب للنَّفس الَّذِي اتّفق جَمِيع أَنْوَاع الْإِنْسَان الْجَاهِل مِنْهُم والعالم والصالح والطالح على السَّعْي لَهُ فَلم أَجدهَا إِلَّا التَّوَجُّه إِلَى الله عز وَجل بِالْعَمَلِ للآخرة وَإِلَّا فَإِنَّمَا طلب المَال طلابه ليطردوا بِهِ هم الْفقر عَن أنفسهم وَإِنَّمَا طلب الصَّوْت من طلبه ليطرد بِهِ عَن نَفسه هم الاستعلاء عَلَيْهَا وَإِنَّمَا طلب اللَّذَّات من طلبَهَا ليطرد بهَا عَن نَفسه هم فَوتهَا وَإِنَّمَا طلب الْعلم من طلبه ليطرد بِهِ عَن نَفسه هم الْجَهْل وَإِنَّهَا هش إِلَى سَماع الْأَخْبَار ومحادثة النَّاس من يطْلب ذَلِك ليطرد بهَا عَن نَفسه هم التوحد ومغيب أَحْوَال الْعَالم عَنهُ وَإِنَّمَا أكل من أكل وَشرب من شرب ونكح من نكح وَلبس من لبس وَلعب من لعب واكتن من اكتن وَركب من ركب وَمَشى من مَشى وتودع من تودع ليطردوا عَن أنفسهم أضداد هَذِه الْأَفْعَال وَسَائِر الهموم وَفِي كل مَا ذكرنَا لمن تدبره هموم حَادِثَة لَا بُد لَهَا من عوارض تعرض فِي خلالها وَتعذر مَا يتَعَذَّر مِنْهَا وَذَهَاب مَا يُوجد مِنْهَا وَالْعجز عَنهُ لبَعض الْآفَات الكائنة وايضا نتائج سوء تنْتج بالحصول على مَا حصل عَلَيْهِ من كل ذَلِك من خوف منافس أَو طعن حَاسِد أَو إختلاس رَاغِب أَو اقتناء عَدو مَعَ الذَّم وَالْإِثْم وَغير ذَلِك وَوجدت للْعَمَل للآخرة سالما من كل عيب خَالِصا من كل كدر موصلا إِلَى طرد الْهم على الْحَقِيقَة وَوجدت الْعَامِل للآخرة إِن امتحن بمكروه فِي تِلْكَ السَّبِيل لم يهتم بل يسر إِذْ رجاؤه فِي عاقبه مَا ينَال بِهِ عون لَهُ على مَا يطْلب وزايد فِي الْغَرَض الَّذِي إِيَّاه يقْصد وَوَجَدته إِن عاقه عَمَّا هُوَ بسبيله عائق لم يهتم إِذْ لَيْسَ مؤاخذا بذلك فَهُوَ غير مُؤثر فِي مَا يطْلب ورأيته إِن قصد بالأذى سر وَإِن نكبته نكبة سر وَإِن تَعب فِيمَا سلك فِيهِ سر فَهُوَ فِي سرُور مُتَّصِل أبدا وَغَيره بِخِلَاف ذَلِك أبدا فَاعْلَم أَنه مَطْلُوب وَاحِد وَهُوَ طرد الْهم وَلَيْسَ إِلَيْهِ إِلَّا طَرِيق وَاحِد وَهُوَ الْعَمَل لله تَعَالَى فَمَا عدا هَذَا فضلال وسخف.) (الأخلاق والسير في مداواة النفوس ص:19) رحم الله الخطيب وارضى اللهم عن أئمتنا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب؟ وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما؟ وهل المغرم بحبها إلا ككانزها؟ وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل به�� وراعى واجباتها فلينظر امرؤ لنفسه وليغتنم وقته فإن الثواء قليل والرحيل قريب والطريق مخوف والاغترار غالب والخطر عظيم والناقد بصير والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمعاد (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).
وقال سهل بن مزاحم: الأمر أضيق على العالم من عقد التسعين مع أن الجاهل لا يعذر بجهالته لكن العالم أشد عذاباً إذا ترك ما علم فلم يعمل به.
عن سهل بن عبد الله قال: الدنيا جهل وموات إلا العلم والعلم كله حجة إلا العمل به والعمل كله هباء إلا الإخلاص والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به.
عن محمد بن خالد قال : حدثني علي بن نصر يعني أباه؟؟ قال : رأيت الخليل بن أحمد في النوم فقلت في منامي : لا أرى أحداً أعقل من الخليل فقلت : ما صنع الله بك؟! قال : أرأيت ما كنا فيه فإنه لم يكن شيء أفضل من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا والله أكبر
كتاب ٱقتضاء العلم العمل كتاب يركز على أهمية العمل بالعلم والإخلاص في طلب العلم وخطورة طلب العلم وعدم العمل بالعلم وأيضا يتطرق إلى أحكام تتعلق بطلب العلم منها: حكم طلب العلم للشهرة والتحديث به. ويبين المؤلف رحمه الله قيمة نعمتي الفراغ والشباب وضرورة انتهاز تلك النعمتين العظيمتين للعلم والعمل بالعلم. ويبين أيضاً خطر التسويف وكلمة سوف فهي جند من جنود إبليس. وبين أيضا حكم طلب الحديث للمفاخرة وحكم التفقه لغير العبادة، وحكم تعلم النحو، وحكم تعلم القرآن دون العمل بآياته. وكل هذا عن طريق سرد بعض الأحاديث والآثار الموقوفة وذكر بعض أبيات من الشعر قرضها العلم فيما يتعلق بكل باب. نسأل الله عز وجل العلم النافع والعمل الصالح.
الكتاب، كما يتضح من عنوانه، يتحدث عن العمل بالعلم، ويُزري على العلم بلا عمل، وعلى قصد غير وجه الله بهذا العلم.
يسوق المؤلف الكثير من الآثار التي تؤكد أهمية العمل بالعلم، وعدم نفع العلم دون عمل. الكتاب مليء بالدُّرر والفوائد. أما بالنسبة للأحاديث، ففيه أحاديث ضعيفة كثيرة، لكنه يذكر الأسانيد، إذ كان من المتوقع في زمانه أن يُدرك القارئ من السند ضعف الحديث أو صحته، وهذا ما أوضحه المحقق في المقدمة.
في النهاية، الكتاب جدير بالقراءة، ويمكن إنهاؤه في جلسة واحدة. وهو مناسب لجميع القراء، سواء المتخصصين أو غير المتخصصين، وأسلوبه سهل جدًّا.
هذا كتاب عليه فتيت مسك الأوائل الكرام، فيبتدئ الإمام كتابه بفضل العمل بالعلم، ثم يحشد الآثار والأقوال على ذلك، ثم يحشد الأقوال والأحاديث لذم من لا يعمل بعلمه، ومن يتعلم العلم لغير الله ومن يقرأ القرآن ولا يعمل به ومن يتعلم الحديث بغير عمل به وذم التسويف وغير ذلك، فالكتاب جسد جدا، ولست أنا من يمدح تلك الرسالة وكاتبها، بل أنا ممدوح بقراءتها.