آن لنا أن نخرج عمر بن الخطاب من خانة كتب السيرة على رفوف المكتبة ، إلى مسيرتنا اليومية ..إلى حياتنا.. آن لنا أن نخرج فهم عمر بن الخطاب للقرآن ، وللسنة النبوية من كتب التاريخ إلى التطبيق العملي.. الفهم العمري للقرآن والسنة ، في مرحلة دقيقة جدا من التاريخ الإسلامي، هوا لذي مد هذا التاريخ أفقيا وعموديا ،أفقيا في فتوحات البلدان ، عموديا في آفاق العدالة والبناء والنهوض... لا يمكن أن نزعم أن هذا الفهم العمري هو الفهم الوحيد الصحيح للقرآن والسنة..ولكننا نزعم أن هذا الفهم ، الذي ساهم في صنع الحضارة الإسلامية ، هو ما نحتاجه اليوم تحديدا ، من بين كل الأفهام التي قد تكون مناسبة في مراحل تاريخية أخرى.. اليوم ،في هذا الدرك الذي وصلنا له ،في تطلعنا للخروج منه ، نحتاج إلى فهم عمر ،إلى رأس عمر ،إلى رؤية عمر ،للخروج مما نحن فيه نحو مستقبل ناهض...نحو القيام بما خلقنا من أجله.. نحتاج إلى فهم عمر تحديدا ، في هذه المرحلة ، كي نكون ما يجب أن نكونه.. هذا ليس كتابا في السيرة أو التاريخ.. إنه كتاب في المسيرة ، نحو المستقبل..
أحمد خيري العمري باحث وكاتب وروائي مهتم بفكر التجديد والتنوير مع الحفاظ على الثوابت، ولد في بغداد عام 1970 لأسرة موصلية الجذور تخرَّج من كلية طب الأسنان جامعة بغداد عام 1993 متزوِّج وله من الأولاد "زين العابدين"، "آمنة"، "أروى" و"لميس" أصدر كتابه الأول البوصلة القرآنية في عام 2003 له الآن عشرين عنوانًا مطبوعًا غير المقالات المنشورة. أشهر مؤلفاته: اليوصلة القرآنية، شيفرة بلال، ليطمئن عقلي، كريسماس في مكة، استرداد عمر، وسلسلة كيمياء الصلاة صفحته على الفيس بوك: www.facebook.com/Ahmed.Khairi.Alomari كما قدم عدة برامج مرئية مثل " لا نأسف على الإزعاج" و" سبع دقائق لتغيير العالم" و" أنتي إلحاد". أعماله حسب التسلسل الزمني للصدور :
1.البوصلة القرآنية 2003 (عشر طبعات) 2. ليلة سقوط بغداد 2003 ( 5 طبعات). 3.سلسلة ضوء في المجرة (2005) (خمس طبعات) بستة عناوين 4.الفردوس المستعار والفردوس المستعاد 2006 (4 طبعات) 5.أبي اسمه إبراهيم (رواية) 2007 (3 طبعات) 6.سلسلة كيمياء الصلاة 2008 بستة عناوين (20 طبعة) 7. ألواح ودسر : رواية فانتازية ( خمس طبعات ) 8.استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة 2013 (18 طبعة) 9. سيرة خليفة قادم (قراءة عقائدية في بيان الولادة) 2013 5 طبعات 10.طوفان محمد صلى الله عليه وسلم (حزيران 2014) 3 طبعات. 11- القرآن لفجر آخر مارس 2015 (4 طبعات). 12. لا نأسف على الإزعاج 2015 4 طبعات 13. رواية (شيفرة بلال) ديمسبر 2016 40 طبعة 14 السيرة مستمرة 2018 15. ليطمئن عقلي ( الإيمان من جديد بمواجهة إلحاد جديد) 2019 16. كريسماس في مكة ( رواية) 2019 17- القرآن نسخة شخصية 2020 18- بيت خالتي ( رواية ) 2020 19- الخطة السرية لإنقاذ البشرية 2021. ( رواية). 20- لا شيء بالصدفة : العلاقة الممكنة بين الإيمان ونظرية التطور 2021. 21- نقش الحجر: قراءة شخصية في جزء عمّ 2023.
من المخيف حقا ان أقرأ لأحمد خيري العمري ،،، اشعر انه يعرف الوتر الحساس ويجيد العزف عليه ،، كتبه ما هي الا نوتات لعزف منفرد على الوتر الحساس ،، ان تقرأ له يعني ان تجعله يمسكك من اليد التي توجعك ،، يضعك في مواجهة مع نفسك الحقيقية كل ما يدفعني للاستمرار في القراءة هو اني اشعر ان هذا الالم مفيد
الالم لخبر وجود السرطان خير من المتعه المصاحبة لجهلي بوجودة
يعريك من كل ماليس انت ويأتي على جروح روحك الغائرة وبعضها مازال ينزف ،، يصف الجرح ومكانه بالظبط كما يصفه الجراحون يقترب منه يلمسه ويؤكد لك ما وصفه يمرر اصبعه على كل اطراف جرحك يلمس قاع الجرح وكل ما بيدي ان اتألم فقط
بعد ان يفعل ذلك مع كل جرح يمضي ويضع بين يديك بضعة اسطر لتجد فيها ضالتك ، وتتفاجئ ان هذه السطور ما هي الا الخريطة فقط وان الحل والعقد بيدك انت ،، تعترف انه بيدك حتى وان كانت مكبلة ، تعترف انك المسؤول وان كنت مشلولا ، تعترف انك المخطئ والمدان ،، وانه لا عذر لك ابداً
يودعك في الصفحة الاخيرة ويضع بين يديك قلما لتكتب ،، ليته لم يودعني ولم يعطني هذا القلم ليته انهى كتابه بشكل عادي ووضع خاتمة في اخره لكي اتقبل الانتهاء منه وتوديع عمر وقصص بطولاته وتفاصيل اغتياله
وضع في يدي القلم لكي تبقى كل صفحات الكتاب مفتوحة امامي دائما ،، وكل مواقف عمر تصدمني وانا اكتب ،، وتقومني وانا انفذ ما اكتب ،،
انصح كل من اراد ان يستمتع "بحياته" : لا تقرأ هذا الكتاب
استرداد عمر (من السّيرة إلى المسيرة) – د. أحمد خيري العمريّ مراجعة الفَصلين: كلّ الحكاية في نظام التّشغيل و الحضارة صُنِعَ في الإسلام
كلّ الحكاية في نظام التّشغيل: يقول الكاتب في هذا الفصل مُلخِّصًا فِكرته: "عقل عمر بن الخطّاب تعامَل مع القرآن كما لو كان ن��ظام تشغيل. أعادَ برمجةَ عقله، بل قام بمسحِ كلّ شيءٍ، كلّ شيءٍ سابق للقرآن وقام بتنصيب القرآن نِظامًا واحِدًا للتّشغيل، وحذف كلّ ما يُمكن أن يتعارض مع نظام التّشغيل هذا أو يُشوّش عليه". ص89 وكان موقع التّنفيذ هو العقل العمريّ، الّذي يعرض النّظام على الحادثة أو الواقعة فيقوم بالتّعامل معها بِناءً على هذا النّظام المُشَغَّل لديه!! ثمّ يذكر الكاتب المواطن الثّلاث الّتي وافق فيها عقل عمر ذو النّظام القرآني الوَحي، فجاء الوحي مطابِقًا لما قاله عمر بن قبلُ. وقد جمعها عمر نفسُه في حديثٍ يورده الكاتب في صحيح البخاريّ ص91 فيقول: "عن أنسٍ قال: قال عمر: وافقتُ ربّي في ثلاثٍ، فقلتُ: يا رَسول الله لوِ اتّخذنا من مقام إبراهيم مُصلّى، فنزلتْ: (واتَّخِذوا من مقام إبراهيم مُصَلّى). وآية الحجاب؛ قلتُ: يا رسول الله لو أمرتَ نِساءَكَ أن يَحتَجِبْنَ فإنّه يُكلّمهنّ البَرّ والفاجِر؛ فنزلتْ آيةُ الحِجاب. واجتمع نِساءُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الغَيرة عليه؛ فقلت لهنّ: عسى ربُّه إنْ طَلّقَكُنّ أن يُبدِله أزواجًا خيرًا منكُنّ؛ فنزلتْ هذه الآية". ففي الأولى كان تفكير عمر منصبًّا لا على المقام نفسه، بل على سلوك إبراهيم عليه السّلام؛ إبراهيم الّذي كان أمّةً وكان إمامًا، وهو الّذي سمّانا المُسلِمين من قبلُ، وهو الّذي أرسى دعائم التّفكير العقليّ وانطلق يُحطّم الأوثان الجاثِمة في الرّؤوس، والخُلاصة: إنّ قِيامَنا مقام إبراهيم في المكان يجعلنا نقوم مقامه في الفِعل؛ فنكون أئِمّةً لأمّتنا، مُحطّمين لأصنامنا، مُفعّلين لعقولنا كما كان هو عليه السّلام. ويُقارن الكاتب بين المسيرة الّتي اختطّها إبراهيم عليه السّلام لنفسه، وبين الفتوحات الّتي اختطّها عمر عليه السّلام، ويجد بينهما تطابُقًا كبيرًا، وهو يقولص93-94: "لعلّه نظر، وقال: إنّ ذلك الدّرب الّذي مرّ به إبراهيم قبلَ أن يضع البذرة في مكّة، لعلّه قال في نفسه: إنّ ذلك الدّرب يجب أن يُعادَ السّيرُ فيه مُجَدَّدًا، ولكنْ بالاتّجاه المُعاكِس؛ اتّجاه بناء الحضارة البديلة ونَشْرِ قِيَمها، وليس اتّجاه البحث عنها. هل سيكونُ غريبًا بعد هذا كلّه أنّ الفتوحات في عهد عمر قد غَطّتْ سَيْرَ الرّحلة الإبراهيميّة كلّها؟! العراق، الشّام، مصر... أفلا نتّخذ مقام إبراهيم مُصلّى؟!". وأمّا في قصّة الحجاب، فالكاتب يقول: "هل يمكن أن نُلغِي فجور النّاس؟! تلكَ أفكارٌ طيّبةٌ لكنّها غير واقعيّة... مضيعةٌ للوقت، ولن تُؤدّي إلى نتيجة... سيكونُ أمرًا عظيمًا لو أنّ الجميع صاروا أبرارًا لكنّه لن يحدث". فما العمل؟! هل نمنع دخول النّاس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟! لا... الحلّ: "لو أمرتَ نساءَك أن يحتجِبْنَ". ولكنْ ما علاقة هذا بالحضارة؟! يُجيب الكاتب يقول ص95: "علاقته صميمةٌ وأساسيّة.. فالحضارةُ سلوكٌ وقِيَمٌ وعاداتٌ وأعرافٌ قبل أن تكونَ مُنتَجاتٍ وانتصاراتٍ وتطاوُلاً في البنيان". أمّا في مسالة غيرة نساء النّبيّ، فكان نظام التّشغيل القرآني هو الّذي أدّى بعمر إلى منتهى التّجرّد، جعلتْه يُقدّم الرّسول على ابنته، والكاتب يقولص96: "فعلاقته الإنسانيّة بابنته مهمّة.. لكنّها ليستْ أهمّ من القضيّة الّتي يحملها.. هكذا هم مَنْ يبنون نهضةَ الأمّة وحضارتَها". ******** ولقد وافق نِظام التّشغيل القُرآني هذا مواطنَ في الكتاب الكريم جعلتْ من عمر ناطِقًا بالوحي قبل نزوله، ويذكر الكاتب الآية في سورة (المؤمنون): "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ". والكاتب يقولص97: "تراه وقفَ هنا عمر بن الخَطّاب، وتذكّر قِصّة حياته منذ أن كان نُطفةً إلى أن صارَ رجلاً تهابه مكّة.. لعلّه وقف هنا وتذكذر شيئًا... تذكّر أنّ خلقه لم يكتمل حقًّا هناك.. وأنّ ذروته لم تكنْ يومَ (كَسَوْنا العِظامَ لحمًا).. بل يومَ أنشأناه خلقًا آخر.. يومَ أسلَمَ.. يومَ وجدَ قالَبه.. يومَ وُلِدَ من جديد.. لم يتغيّرْ شيءٌ مادّيٌ في عِظامه أو لحمه أو أيٍّ من مواصفاته الظّاهريّة.. لكنّه خُلِقَ من جديدٍ.. خلقًا آخر".
والسّؤال المهمّ الّذي ينبغي على كلّ احدٍ مِنّا أن يسأله لنفسه: ما هو النّظام الّذي اخترتُه لنَفسِك كي تقوم بناءً على تشغيله برؤية الأمور والقدرة على الحُكم عليها؟!
فصل: الحضارة صُنِعَ في الإسلام يُعرّف الكاتب في هذا الفصل الحضارة تعريف ول ديورانت الّذي الّف كتابه المشهور: (قصّة الحضارة) فيقول ناقِلاً ص362: "الحضارة هي مجموعةٌ من الشّروط الّتي تتوفّر في مجتمعٍ ما، وتؤدّي إلى تمكين هذا المجتمع من الإنتاج والتّمايز على كافّة الأصعدة: ثقافيّة؛ مادّيّة، إنسانيّة". ويلخّصها الكاتب عن ديورانت فيقول عن شروط الحضارة: أوّلاً: وجود ما يُوحّد المجتمع. (ولعلّ ذلك ما يؤدّي إلى أن يكون السّلوك ظاهرةً جماعيّة لا سلوكًا فرديًّا. ثانِيًا: وجود نِظام حُكم يُوفّر حَدًّا مُعيّنًا من الأمن والعدل بحيثُ لا يكون الفردُ مُضطرًّا للتذفكير بلقمةِ عيشهِ أو بضريبةٍ في كلّ حركةٍ يقوم بها. ثالِثًا: وجود نِظام تعليميّ متميّز يُساهِم في نَقل القِيَم والتّعاليم إلى أجيال جديدة وتطويرها.
ثمّ يعقّب الكاتب بقوله ص362: "كلّ ما تابعناه من سيرة عمر كان تمثيلاً مُفصًّلاً لهذه الشّروط". ويُفصّل في النّظام التّعليمي وفي الأمّة المُوحَّدة وفي الأفراد القادرين على الإنتاج، ويختم عَرضه هذا بقوله ص363: "خَلْطة الحضارة تلك جَمَعَ عمر بن الخَطّاب مُكوّناتها كما لو كان يتلصّص على ما سيكتبه ول ديورانت بعدَ أكثر من ألف سنة.." ثمّ يستدرك، ليقرّر الحقيقة: "في الحقيقة كان الأمر بالعكس؛ تلصّص ديورانت على ما فعل عمر، وما فعل سِواه في حضاراتٍ أخرى ليصل إلى تلك الخلطة... ربّما ما أنجزه عمر مع الحضارة الإسلاميّة كان يحتاج إلى عشرة أشخاصٍ أو زعماء في حضاراتٍ أخرى.. لكنّ عمر الّذي وُلِدَ عبر القرآن؛ اختصر الكثير؛ اختصر قِصّة الحضارة". ثمّ يتحدّث الكاتب عن (المشترك الإيمانيّ) ويعرف أنّ عمر بن الخطّاب يعرف أنّ الإسلام وفد على أمّةٍ وثنيّة، وأنّ كثيرًا من العقائد الصّحيحة دخلتْها الوثنيّة من بعدُ، فكان عليه أن يجتثّ هذه الوثنيّة من جذورها ليُمحّص وحدانيّة الله في النّفوس وفي الدّولة. ويسوق أمثلةً من توثين بعض العقائد السّابقة على الإسلام بقوله ص364: "والإنسان يميلُ بطبعه إلى إسقاط معتقداته القديمة على ما يعتنقه من دينٍ جديد. كما حدث في الدّيانة المسيحيّة الّتي أخذتْ عندما انتشرتْ الكثير من المعتقدات الدوثنيّة السّابقة في حوض البحر الأبيض المتوسّط؛ فكثيرٌ من الرّموز الدّينيّة المسيحيّة لا تمتّ لدعوة عيسى عليه السّلام بِصِلة؛ بل كانت تنتمي لأوثانٍ تمّ تحويل شخوصها إلى قساوسة ورموز دينيّة مسيحيّة رغم أنّهم لم يكونوا مسيحيّين أصلاً؛ هذا في حال كونهم أشخاصًا حقيقيّة بالأساس". ويستطرد الكاتب في ذكر مواقف عمر الّتي ركّز فيها معنى الوحدانيّة واجتثّ فيها منابع الوثنيّة من جذورها، فهناك: 1. موقف الشّجرة: "عن نافع قال: بلغ عمر بن الخطّاب أن اناسًا يأتون الشّجرةَ الّتي بُويِعَ تحتها قال: فامر بها فقُطِعَت". إنّه الإيمانب البيعة ونُصرة الرّسول لا الإيمان بالشّجرة، حتّى لو جاءكَ من يُبرّر الموقف أنّه ليسَ تعبّدًا لها ولا تبرّكًا بها ولكنّه الذّكرى الجميلة ذكرى سيّد الخلق... ستجد مَنْ يقول ذلك ثمّ سيتطوّر الموقف إلى عبادتها؛ فالموقف الصّحيح قَطعُها من جذورها وإلاّ ستُبح كما أو أنّها: "الشّجرةَ الملعونةَ في القرآن". 2. تقبيل الحجر الأسودص366: "عن زيد بن أسلم قال... 3. محو صور الكعبة ص367 4. العُزّى وأبو سفيان وعمر والرّسول ص367 ويستدرك التّوسّل بالعبّاس ويوضّح الموقف على أنّه من قبيل من يجتزِئون النّصّ كما في قوله تعالى: "ولا تقربوا الصّلاة".!! ثمّ يُبيّن مقوّمات الحضارة من خلال مواقف عمر في سيرته، فلقد كان عمر مرسِيًا لمظاهر حضاريّة ارتقى من خلالها بالأمّة الإسلاميّة مراتبَ متقدّمة في ص376: "النّظافة الشّخصيّة.. ونظافة الشّوارع.. وآداب الطّريق.. والتّعامل مع الأولاد.. والاعتِزاز بالملبس والهُويّة.. ودخول الحَمّام.. وىداب الاغتِسال.. والرّفق بالحيوان.. وعدم التّعالي في البُنيان.. وعدم لِبس ما تلبسه الأمم الهالِكة.. وسلوكيّات الاختِلاط بين الجنسَين..".
لا يمكن لأحد أن يقرأ عن عمر .. ويبقى على ما هو عليه ! شيء ما سيتغير به ... لا بد !
الكتاب ليس سرداً تاريخياً عادياً ... بل إنه أشبه بدراسة مصغرة حول عمر , تفاعله وعقله مع القرآن .. وما نتج عن هذا التفاعل من فهم وتطبيق في حياته نحتاج كثيراً لكتب كهذه النوعية .. كتب عن عظماء أمتنا " الذين ليسو بأنبياء وملائكة " تعرض الأسرار ( أو لعلها ليست بأسرار لمن فقهها ! ) التي أوصلتهم ( وأوصلت الأمة ) إلى ما هي عليه في زمانهم ...
في الكتاب .. كثيرة هي الفقرات التي تهزّك هزاً ... تُبكيك كطفل .. تُربّت على كتفك بحنية .. أو تضربك بدرّة كما درّة عمر تبهرك , لدرجة أنك قد تحادث نفسك : أيعقل أنه كان في هذه الحياة إنسان ليس برسول أو ملك .. فعل كل هذا !!
الكتاب يحتاج عدة قراءات .. مع ورقة وقلم بالتأكيد .. ففي كل مرة ستُخرج أموراً لم تخرجها مسبقاً .. وكأنك تقرأ للمرة الأولى
قرأت أغلب ما كتب عن عمر بن الخطاب ، ولم أكن متحمسا كثيرا للكتاب ، لولا أنه من تأليف العمري الذي لا أخفي اعجابي الكبير بكتبه السابقة ، لكن الكتاب كان مفاجأة ، قدم العمري صورة مختلفة وشائقة ، كل معلوماتنا عن ابن الخطاب سيعاد نظمها وفق رؤية حضارية نهضوية ، كما سيكون هناك كما هائلا من المعلومات التي لا نعرفها ، العمري يضحكنا ويبكينا مع عمر ابن الخطاب ، لكن الأهم أنه يقدم عمر الذي نحتاجه ، عمر الذي يكرس أحمد خيري العمري أهميته في مشروع ا��حضارة البديلة..يدخل العمري المواضيع الشائكة في حياة ابن الخطاب دون وجل ويرد على الاتهامات التي يكيلها الشيعة دون أن يتنازل ليذكرهم بالاسم ... بين كل الكتب التي كتيت عن عمر ، والتي من ضمنها كتاب العقاد المهم "عبقرية عمر" فأن كتاب استرداد عمر ربما يكون الأهم.. قال العمري ضمن ما قاله ، عن قول للعقاد في عبقرية عمر ، أن القول يدل على عبقرية العقاد.. شخصيا اعتقد أن الكتاب ، الذي أنهيته في أقل من يومين ، هو دليل آخر على عبقرية العمري....
في العادة اكتفي بتقييم الكتاب دون كتابة رأيي فيه , اما هذا الكتاب , اذا كان هناك اكثر من 5 نجوم لوضعتها , هذا الكتاب يفترض ان يكون من ضمن مناهجنا المدرسية إن كنا نطمح للحضارة والتقدم ,خاصه وان الكتاب كتب بأسلوب ديني عصري يخاطب هذا الجيل , فمثلا عندما ضرب المثال بنظام التشغيل الخاص بالكمبيوتر وان البرامج تبرمج وتثبت على حسب هذا النظام ,فأن عقل عمر بن الخطاب تعامل مع القرآن وكما لو كان نظام تشغيل , بصراحة , من لم يقرأ الكتاب , سيفوته الكثير
وانا على بعد الاربعة اشهر من لقائي بابني عمر باذن الله ..اهدي له هذا الكتاب..
ابتدأ قراءته الان وهو جنين في شهره الخامس ،وقد بدأت استشعر تحركاته بداخلي وقد بدأ عالمه بالتكشف له والاستماع للاصوات خارجه ايضا،فقررت ان اقرا له السيرة العمرية الان لتحيي له اسمه وكينونته وتعرفه قدوته الذي سميته عليه ولتتشكل هويته على الاساس السليم ضمن نظام التشغيل القرآني الذي كان عليه عمر رضي الله عنه ، فلا يكون استردادا له انما احياء وتشبه بالفاروق من قبل ان ير ابني عمر النور..
قرأتُ هذا كتاب خلال ما يزيد عن شهرين. لا أدري أكان رفيقي أم كنت رفيقته فيهما. و لربما كان سبب تأخرّي في إنهائه أنّه كان يُثقلني مع كل صفحة. كنت اقرأ فصلاً أو فصلين فأشعر و كأن عقلي تمدّد، كأن ما فيه من كلمات أثقلتني بهمومٍ و مسؤوليات لم أكن أراها قبل ذلك.
كانت هذهِ أولى محاولاتي لفهم أسطورة عُمر. و أظن أنّني اخترت الكتاب الأنسب، فأنا لست من هواة التاريخ السردي، و هذا الكتاب ليس سرديّاً حتماً. صُدمت كثيراً بمواقف لم أكن أعرف بوجودها. و صُدمت أكثر بتحليل الكاتب لها و ربطه لها بشخصيّة عُمر. عُمر اللذي يتحدث عنه الكاتب هو عُمر اللذي يحاول العالم محوَه. هو كلُّ واحدٍ منّا إذا ما واجه نفسه و عمِل بما أراد الله. هو من جعل "لا إله إلا الله" تسيّره. هو ليس نبياً و لكنّه فعل ما يفوق الخيال بمجرّد أنّه عاش بالقرآن. هو ليس نحنُ حتماً...للأسف.
كما قال الكاتب..إنّك لا تستطيع أن تدخل قصّة عُمر و تخرج منها كما أنت. و هذا ما حصل معي. أحالني هذا الكتابُ "أنا" أخرى. عندما انتهيت من قراءته كان قد أثقلني كثيراً...لكن ليس بمشاعر الإحباط و الذل! بل بالإيجابية و الإرادة و الإصرار على كتابة الفصل الأخير من قصّة عُمر..فصل تحويل السيرة إلى المسيرة...بإذن الله.
لو لم يكن من إنجازات أبي بكر إلا أنه خلف عمر لكفاه! ولو لم يكن للمؤلف إلا ما كتبه عن عمر لكفاه!
(اكتب عمر) كلمتان ستكونان في ميزان أبي بكر .. ستكونان من أهم منجزاته. اكتب عمر .. وعمر سيكتب الباقي.. سيكتب تاريخ العالم من جديد..
وقد فعل! بمجرد نزوله عن المنبر الذي خطب فيه خطبته الرئاسية نزل إلى الواقع ليطبق ما قال .. وليكون أبو العيال .. وليختصر الحضارة التي ألف فيها ول ديورانت ١١ مجلدا في سيرته !
كتاب يتحدث عن "عمر" يكتبه "العمري" -والذي فاجأني في مقدمته بانحداره من نسل الـ"عمر" الأول-
ماالذي تتوقعه حيال تقييمي له سوى أن ينال الخمس نجمات ؟
ختاما : وأنا أقرأ الكتاب كان هن��لك صوت يتردد في ذهني ، أبيات رائعة وأنشدت بشكل رائع أيضا ارتبطت بعمر -رضي الله عنه- بمجرد ذكره ، أهديك إياها لتجعلها خلفية صوتية لك وأنت تقرأ الكتاب : http://youtu.be/LZ9nxgRD2i4
فكرة مخيفة ان تقرأ لأحمد خيري العمري فهو يجيد ببراعة ان يمسكك من يدك التي توجعك , ان يلمس الجرح ويفعص بأصابعه فيه , يضعك في مواجهة مباشرة مع نفسك تجعلك تعرف قدر نفسك حقاٌ
في عصرنا الذي أنشب فيه كسري مخالبه , نحتاج الي عمر الذي كسر رأس كسري من قبل
لن أقول أنه كتاب رائع او ممتاز بل هو ثورة , ثورة من نوع أخر , ثورة علي نفسك نجح الدكتور أحمد في أن يجعلك تثور ثورة شديدة ثورة علي عقلك وعلي فهمك وعلي ايمانك ثورة علي نفسك ثورة عمرية عمر الذي يسير عقله بنظام تشغيل قرأني استمد قوته وفهمه من القرأن وتشكل بالقرأن وتشعب بالقرأن عمر العادل , عمر الفاتح , عمر أبو العيال , عمر أمير المؤمنين عمر الساجد الراكع مقيم الليل , عمر الحازم الشديد عمر قائد المسلمين وخلفيتهم , عمر مؤسس حضارة الإسلام بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم عمر صاحب أطول تقرير في سجلات نعلمها جيداٌ بعنوان "أول من" عمر الذي فهم ان الإسلام بالتعريف هو بناء الإسلام يعني أنك في حالة هدم وبناء مستمرة هدم لكل منطق جاهلي , لكل أساس يخالف أركانه وبناء لكل أركانه الإسلام الذي لا عز لنا الا به , والذي ما ابتغينا العزة بغيره يوماٌ ما الا وكانت الذلة طريقنا
عمر مؤسس الدواوين وواضع نظام القضاء الأكثر عدلاٌ عمر ممصر الأمصار وصاحب العهدة العمرية عمر فاتح الأمصار ومن كسر قرن الشيطان في بلاد فارس
عمر الذي خضعت للمسلمين تحت قيادته الفرس والروم
عمر الذي علمناٌ أن الدروشة لن تصنع لنا عزاٌ ولن يعود عز للاسلام ولن تتحقق الحضارة فقط بالدعاء في جوف الليل بالنصر والتمكين
"وفي جوف الليل اخرج من تحت رمادك وقل اللهم اجعل يدي تساهمان في رفعة امة محمد وعندما يطلع الفجر اعمل على ذلك!” "
عمر في عهدته العمرية وفى صلحه مع غير المسلمين الذين علمنا ان التسامح ليس استسلاماٌ وقبول الاخر لا يعني وضعه في مكانة متساوية مع المسلمين في كل شئ , المسلمين لهم العز باسلامهم عز مستمد من ايمانهم وثوابتهم وأركان دينهم وعملهم
"التسامح لا يعني أن تسامح في ثوابتك! أن تتنازل عنها! التسامح لايعني أن تخفي هويتك كي لاينزعج منها أحد. على العكس ، أن تكون معتزاً بها، ثابتاً عليها، ولكن تعامل الآخرين بما علمه لك القرآن وما سنه نبيك"
عمر الذي ولدته أيات القران و التي كانت ولادته فتحاٌ ونصراٌ للاسلام والمسلمين معركة ولادة عمر المسلم كانت بين شخصيتين عمر المسلم وعمر الجاهلي التي كان لابد من ان يصرع احدهما فيه الاخر وقد استمر الصراع طويلاٌ ولكن سرعان ما صرع الجاهلي وكان هذا لحظة اعلان عمر للشهادة يوم ان جذبه النبي من قميصه ورفعه وقال له اما ان لك ان تسكن للحق يا ابن الخطاب
كل آيةٍ في القرآن مؤهلة لتحدث ولادة لكل واحد منا .. كل آية مؤهلة لتترك فينا ما يجعلنا نترك بصمة على هذا العالم الذي يحتاج إلى الكثير من البصمات لإصلاحه .. الآيات معدة لإحداث هذا التغيير فينا .. بقي أن نكون نحن مستعدين لتقبل التغيير.. الآيات، الكثير منها تنتظرنا لنولد من جديد .. على أطرافها .. كما ولد عمر.”
عمر ذاك العقل القرأني الذي كان واعظه هو الموت , الموت الذي يذكره بالوقوف للحساب كان مبشراٌ بالجنة ولكنه كان يخاف من الا يدخلها فما هو حالنا الان حرص عمر علي العدل وطاعة الله وحرصن�� اين هي المقارنة لا اعلم ؟ ربما كان هذا هو الفارق بين عقل عمر بنظام تشغيل قرأني وبين عقولنا
“كفى بالموت واعظاً ياعمر، كانت تعني أن اصنع الحياة اصنعها على نحو يجعل حياتك مختلفة عن حياة الآخرين على نحو يجعل موتك لاينهي حياتك بل تبقى مستمرة رغم موتك بأثر يبقى.”
فكفي بالموت واعظاٌ يا كل من كان من أمة عمر
نريد ان نسترد عمر لا عمر الشخص ولكن نظام تشغيل عمر الذي تشكل من القران بالقرآن
استرداد عمر من مجرد سيرة تُروى وعدم الاكتفاء بالانبهار بأعماله وأقواله ودعوة لمحاولة البدء في التطبيق والتغيير ولو على المستوى الفردي عرض لمشاهد ومواقف من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وربطها بالواقع ويركز د أحمد العمري على النقاط الأساسية الواضحة في كتاباته الفهم الصحيح للقرآن والسنة, الثبات على القيم, وتحويل الأفكار والنظريات إلى عمل
يا الله..!! ايه الجمال ده..!! رحلة استمرت معايا لمدة 5 ايام مع كتاب استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة للعبقري احمد خيري العمري في البداية احب اقول ان من وانا صغير دائما كانت سيرة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قريبة إلي قلبي بعد سيرة الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام أجمل ما في الكتاب انه مش مجرد سرد لقصة وسيرة الفاروق فقط بل فيه ربط لشخصية الفاروق بوقت مغاير.. وقت أصبحنا في حاجة لمن يشبهها وهو ما يعني ب"إسترداد عمر" عجبني الأسلوب والتحليل والاستنتاج و دي حاجة مش جديدة علي كاتب متمكن زي العمري! الكتاب بيوضح كيف أن عمر رضي الله مثال لصانع الحضارة بكل ضروبها وما أحدثه من نقلة نوعيه في كيانه ملتزما بالقرآن الكريم والمنهج النبوي الشريف. بعض الاقتباسات التي أعجبتني: " عمر لم يكتب عن الحضارة.... بل كتبها"
" كل آية في القرآن مؤهلة لتحدث ولادة لكل واحد منا.. كل آية مؤهلة لتترك فينا ما يجعلنا نترك بصمة علي هذا العالم الذي يحتاج إلي الكثير من البصمات لإصلاحه.. الآيات معدة لإحداث هذا التغيير فينا، بقي أن نكون نحن مستعدين لتقبل التغيير"
" نولد عدة مرات... مرة عندما نلج هذه الدنيا.. ومرة عندما نجد أنفسنا في هذه الدنيا، نجد موقعنا من الإعراب.. ومرة عندما نستطيع أن نترك أثرا فيها"
في النهاية احب اقول ان الكتاب ده من الكتب اللي كل فترة هحتاج ارجعلها واقرأ فيها من تاني....
لكنه عمر هذا الشخص الذي كان جزءا من معجزة الإسلام المستمرة معجزة أن يتغير الإنسان عندما يتفاعل مع القرآن عمر الذي كان مشركا وكان ضد الإسلام ولكنه تغير ليصير عمودا من أعمدة البناء الإسلامي
تعجبني كتب السيرة التي كتبت بطريقة غير تقليدية فالسيرة ليست سرد فقط بل هي أعمق من ذلك ونحن هنا أمام سيرة الفاروق عمر بن الخطاب الذي كان من أشد أهل قريش عداوة للإسلام وبدأت هدايته عندما دعا له الرسول عليه الصلاة والسلام فقال : اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين عمربن الخطاب وعمرو بن هشام .. ليكسر حواحز العداوة للإسلام ثم يعلن إسلامه ويصبح من أشهر القادة في التاريخ الإسلامي في هذا الكتاب ليس سرد للسيرة فقط بل هو دعوة لاسترداد عمر والفهم العمري في قلوبنا استرداد العدل والمساواة .. استرداد تمسكنا بالقيم والمبادئ ورجوعنا إلي الإسلام الصحيح فدعونا جميعا نسترد الفكر العمري القابع في أعماقنا
أعظم ما في ديننا أن من حملوه لم يكونوا معصومين .. كانوا بشراً مثلنا ..كانوا يخطئون، يغضبون، يسامحون، يغفرون، لم يكونوا ملائكة على الأرض، وكانوا أيضاً يعترفون بأخطائهم، يعترفون بها كي يتعلموا منها .. وكى نتعلم منهم أن لا عصمة لأحد، وأن الخطأ طبيعة بشرية، وأن الرجوع عن الخطأ أهم بكثير من عدم الوقوع فيه.
نعم، أولئك الذين حملوا أعظم رسالة في التاريخ كانوا بشراً مثلنا، وهذا هو أعظم ما فيهم ..ومن أعظم ما في ديننا 🤍
حدِّثوني عن كاتبٍ يحتمّ على القلب أن ينتفض و يستنفرّ كلّ شرايينه ليقرأ متزامناً مع العقل الواعي غير العمري الفخم ، لأهرول و أفرّ إلى كتبه !
استرداد عمر ~ أجزم أنّني كنت أقرأ و أسمع نبضات قلبي .. كنت أقرأ الكتاب بروحي .. حتى لا يفوتني شئ هُنا أو هناك .. و من يقرأ للعُمري يعلم أن " شلفقة " كلمة أو جملة في إحدى الصفحات هو أمرٌ محرّم في دولة الكتاب .. إذ سيسألك عنه بعد عدّة صفحات .. و يقول لك اتذكر ؟! ؟؟ و لا أظنّ أنّ أحدنا قادرٌ على هكذا إحراج مع هكذا عبقريّ و لو بيننا فراسخ أرضيّة عديدة :) !
من الجميل و أنت تقرأ في الاسترداد ، أنّك لا تستردّ مسيرة عمر فيكَ فحسب ! بل تستردّ روحانيّات الكتاب العظيم و السّنة المطّهرة ، تستردّ الشغف الذّي يجعلك عازماً على معرفة المزيد ، الشّغف الذّي يجعلك مهتمّاً بأبسط الأمور .. لتكوّن القصّة .. تماماً مثل كــــونـان
لماذا كونان :D ؟
أرأيت العمري و هو يضع كلّ ما ورد من أحاديث و أقوال عن وفاة عمر ، و ينظر إليها نظرة شاملة متعمّقة قويّة ، و يستنتج الرّابط بينها أجمع ؟ أريته كيف خرج لنا بالقصّة و كأنّنا نسمعها للمرّة الأولى ! أو و كأنّنا نشاهدها بفيلمٍ قصير لا نكاد نغفل عن حيثيّة منه ؟ أرأيته كيف وضعك بجوّ الفتوحات ؟ و كأنك امتطيت الخيل معهم ، و جلست على رمال صحرائهم ، و قطعت معهم البسيطة للوصول إلى الرّوم و الفرس ؟ أرأيته كيف كان يجمّع كل شئ و يربطه ربطاً لم أرَ له مثيل قطّ ، ليعطينا نتاج ذلك ياسميناً و عبيراً في السّرد ؟ أنهيتُ الكتاب و إذ ببالي " كونان " فعلاً .. و الشّبه العظيم بينهما ..
كونان النهضة ، العمري العبقريّ ، استطعت أن تضع فينا أولى الخطوات لنكمل أو نبدأ الدّرب ، لا يهمّ ما دمنا سنشرع فيه ..
أتى الكتاب بكلمات بسيطة سهلة محبّبة و أسلوب خطاب لكّ أنت ، و كأنّ العمري يجالسك و يتحدثك معك .. و هذا ما لم أجده في البوصلة القرآنية الخرافيّة التّي للآن يستعصي أمر كتابة مراجعتها عليّ ..
د. أحمد ، شكراً لك بعدد كلّ خلية انتفضت فيّ و أنا أقرأ .. معكَ على الطّريق .. طريق النّهضة و الحضارة .. استعملنا الله و إياك :")
انتهيت من قرائته قبل يومين إلا أنني لم انقله لرف آخر حتى اليوم، ربما لأن قراءة واحدة لاتكفي، أو لتفكيري بالرد الذي سيرافق التقييم، اعتقد أن التعبير بأنه غير أسلوب تفكيري بصورة لم أكن اتخيلها قد يفي بجزء صغير جداً من حقه.
أفضل ما قرأت على الإطلاق والنجوم الخمس لاتكفي لتقييمه. كتاب يقدم النموذج العمري بصورة متجددة معاصرة وباسقاطات على حياتنا اليومية. تشعر بين دفتي هذا الكتاب باليتم لفقدك لأبو العيال رضي الله عنه. وبالتحفيز الشديد لتواصل المسيرة العمرية وتسترد عمر القابع في داخلك.
يعرض الكتاب لأهم المراحل والمواقف في حياة عمر بن الخطاب في مسيرته قبل الخلافة وبعدها، وكيف كان القرآن باعثاً ومحركاً للحضارة التي بناها عمر بتفاعله معه. ويعرض كيف يحقق القرآن نموذج الأمة القائمة لو أننا تفاعلنا معه كما يجب.
أعجبني في الكتاب تكامل رؤية الكاتب لنموذج الحضارة التي يقدمها في كتابه، وكيف لم يغفل أو يتغاضى عن أي تفصيل.
حقيقة لا أعرف ماينبغي كتابته عن هذا الكتاب، لذا سأكتفي بأن قرائته فرض عين على كل مسلم ومسلمة في عصرنا الحالي، وعلى كل من يبتغي أن يكون جزءاً من استرداد الحضارة الإسلامية الحقة.
يختم العمري كتابه بهذه السطور وأرى أن أختم ردي بها لأنها الأبلغ: " أهم فصل في سيرة عمر هو الفصل الذي لم يكتب بعد رغم كونه فصلاً محوريا .. إنه فصل لن أكتبه أنا ولن يستطيع أي كاتب أن يكتبه أيضاً .. ولكن ستكتبه أنت. وسيكون الفصل الأهم .. فصل انتقال عمر من السيرة .. إلى مسيرتك الشخصية .. بعبارة أخرى فصل استردادك لعمر. "
أستاذي أصدر كتاباً.. ! منذ أشهر..! ولم أكتشف ذلك إلا منذ أسبوع ..!ـ وعن من ..! عن قدوتي الأولى من صحابة الرسول .. والذي منذ سنين أبحث عن غير سيرة تجمع أحاديث متواترة عنه
أبحث عن من يخبرني بسر عمر .. سر من دعا الرسول أن يعز الإسلام بإسلامه..! سر من إن سلك وادي لخاف الشيطان منه و سلك طريقا أخر..! سر العبقري الذي لا أحد يفري فريه..! سر من حكى عنه الحسن البصري فقال لكأنى أرى الإسلام يوم القيامة يمر على المسلمين، يقول يارب هذا نصرني، يارب هذا خذلني، حتى يصل إلى عمر فيأخذ بيد عمر و يرفعها و يقول: يارب كنت غريباً حتى أسلم هذا الرجل..!
وقرأت استرداد عمر .. لم أحتمل أن أنتظر توفر الكتاب والذي أصبح غير متوفر حاليا من دار النشر.. فقمت بتحميل النسخة الالكترونية وبدأت بالتهامه فوراً
أعجز عن وصف روعة ما قرأت .. كتاب يجعلك تنظر لموضوعه بشكل مختلف كما اعتدنا من أستاذي.. تنظر للعالم بشكل مختلف.. لنفسك بشكل مختلف.. فتقرر أن تصنع اختلاف
طبعا نسختي مليئة بالإقتباسات ولكن اخترت مشاركة هذه وهي تحكي السبب
أنصح به كل إنسان .. سيغير فيك شي .. حتى لو لم تشعر به.. فحتماً شئ من عمر سيمسك بكلمات العمريّ
نصيحة أخرى .. بعد قرآئته فلنهديه .. فوالله كثير من حولنا يحتاج أن يتعلم كيف يكون استرداد عمر لي عودة إن أراد الله .. فقراءة واحدة لا تشبعني <3
في هذا الكتاب .. قام الدكتور خيري العمري بسرد مواقف من سيرة الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه و إسقاطها على واقنا لنجعل منها إشارات تساعدنا في إكمال درب الحضارة الذي بدأه هو . من المخاض العمري إلى ولادة عمر الجديد .. مرورا بتشكله بقالب القرآن و هجرته إلى الحضارة و نظام التشغيل القرآني الذي برمج عقله عليه .. إلى غاية صدمة وفاته . كلها محطات يجب أن نمربها و نقف عليها مطولا .. نتأملها و نستفيد منها خلال رحلتنا الدنيوية . ********************
سواء كنت قائد الجيش أو مجرد جندي .. فهذا الكتاب موجه إليك تحديدا .. أنت لتكون خليفة الله على الأرض .
" أهم فصل في سيرة عمر هو الفصل الذي لم يكتب بعد.. إنه فصل لن أكتبه أنا و لن يستطيع أي كاتب أن يكتبه أيضا .. ولكن ستكتبه أنت .. و سيكون الفصل الأهم .. فصل انتقال عمر من السيرة .. إلى مسيرتك الشخصية .. بعبارة أخرى: فصل استردادك لعمر"
********************
ما يؤخد على الكاتب .. إطنابه في الحديث و كثرة تكراراته التي تبعثلى الملل .. بل تكاد تخنقك .. و كما كان يقول أستاذي في اللغة العربية : الإيجاز البلاغة و البلاغة الإيجاز . الدكتور خيري العمري يملك الفكرة لكنه يفتقر إلى الأسلوب .
ببساطة الكتاب مذهل. عمر الذي يقدمه العمري هو عمر الذي غير العالم وصنع الحضارة الإسلامية.سيكون هذا الأمر موجودا عند عمر منذ البداية ، سيقدم لنا العمري ربطا تحليليا مذهلا -ومتقنا -عن شخصية عمر التي أعيد تشكيلها بالقرآن ، وبالذات عن نظام تشغيل "عقله" الذي سيجعل من عمر ما جعله ، جوانب كثيرة كنا نعرفها على نحو متناثر وكما لو كانت "حدوتة" سيقدمها العمري كمنهج واضح ضمن بناء الحضارة ، وسيمرر خلال ذلك إشارات واضحة جدا عن واقعنا المعاصر من خلال هذا يغير العمري فكرتنا عن الإيمان التقليدي وعن المفهوم التقليدي للعبادات وعن التفاعل التقلدي مع القرآن الكريم.. كل فصل في تنافس مع الفصول الأخرى ، لكن فصل استشهاد عمر تحديدا هو الأكثر إبداعا,, في لحظات معينة تشعر أن بطعنات أبو لؤلؤة بين جنبيك...
أما الكاتب أحمد خيري العمري فهو مفكر مبدع.. ومؤلفاته الكبيرة رائعة، واسترداد عمر هو ثالثها.. بعد البوصلة القرآنية و الفردوس المستعار والفردوس المستعاد
وأما سيدنا عمر بن الخطاب .. فآه منك يا عمر بن الخطاب... لعل أعظم ما فيك أنك تجعلنا ننظر في المرآة لنحس بعظمتك تواجه تفاصيل حياتنا فنستسخف همومنا أمام هم الأمة.. هم الجميع.. هم إنسانية كاملة ضائعة.. هم تحقيق العدالة ونصر المظلوم.. هم أن يطبق الإسلام كما هو.. كما أراده رب العالمين عز وجل.. عمر أنجز ما أنجزه وهو إنسان مثلنا بالنهاية
"استرداد عمر" ليس كتاباً قط، إنه زلزال ! أحاول أن أكتب مراجعة وافية، ولا أستطيع.. هذا الكتاب يُعريك أمام نفسك، ماذا فعلت لدينك؟ ماذا فعل دينك بك؟ كتاب مُتعب ، يغوص في تلافيف روحك ، يعيش معك كل تفاصيلك..يجعلك تنظر لنفسك نظرة مغايرة تماماً، فأنت خليفة الله في الأرض مسؤوليتك كبيرة وكبيرة جداً، قراءة واحدة له لا تكفي.. عمر الذي وضع القرآن أمام عينيه وسار! فغيّر وبنى حضارة كاملة عبقرية، نقول دوماً كرد فعل عندما نرى الظلم في أوطاننا : قد مات عمر! ،نعم.. عمر مات في ذاك الفجر الحزين، وحزنتُ على موته رغم كل تلك السنين التي مضت على حادثة لم أحياها أصلاً.. لكننا لم نمت بعد، بإمكاننا أن نكون كما كان، هذا الكتاب لا يروي سيرة عمر وحسب.. بل يُخبرك لم صار عمر، عمر؟ وكيف صار! لو كان عمر حياً لضربنا بدُرته مرات لن نقوى على عدّها أساساً.. "ارفع رأسك وامدد بعنقك، فالإسلام ليس بمريض، لا تمت علينا ديننا أماتك الله! أحي دينك أحياك الله"
الفصل المتعلق بالمرأة جميل جداً جداً ، وبحسب رؤية عمر.. فالكثير من نساء زمننا "شياطين" ، وأعوذ بالله من أن أكون شيطانة! يجدر على كل من ينعت ديننا بالمنغلق الملغي لدور المرأة أن يقرأ ماذا قال عمر !
إنه أبو العيال، .. وإننا أيتام ، جياع، تتكالب الأمم علينا، لأننا لم نكن للدين كما كنت، شعرتُ باليتم الحقيقي حين قالها .. آه يا عمر ، ليت لنا من يخاف الله فينا، من يشعرنا أننا مسؤوليته وأن حقنا محفوظ، يا إلهي.. !!
ونهايةً: "لايمكنك أن تدخل في سيرة عمر وتخرج منها كما دخلت "
في عصرنا هذا حيث الإسلام يكاد يصير مجرد شعائر مفرغة منفصلة عن أية وظيفة اجتماعية نحتاج إلى فهم عمر ، الذي كانت حياته صلاة . وصلاته حياة...
هنا في هذا الكتاب لا يتكلم المؤلف عن قصة تاريخية أبوابها معارك وفصولها تواريخ تكون فقط للسرد الذي تعودنا على قرائته في كتب التاريخ الإسلامي أو سيرة العظماء الذين نهضوا بالإسلام إلى قمة عطائه وتطبيقه ، هنا فصل (عمر ابن الخطاب) الفصل الذي لم يكتب بعد استرداد عمر إلى حياتنا الشخصية ، هو المقصود تحليل المواقف اليومية حسب نظام تشغيل قرأني وليس حسب نظام الأعراف السائدة في القبائل وحقوق الإنسان المخترعة من قبل البشر . هنا نقرأ عمر من الداخل لنجول في عقله في عبقريته الفذة . عمر ذاك الإنسان الذي قال عنه الرسول لو كان من بعدي نبي لكان عمر . يريد لك هذا الكتاب أن لا تقرأ سيرة عمر لمجرد التسلية فقط وهذا ما علينا ان نفعله نعم ، علينا أن نحلل ما قاموا به من أعمال وكيف فعلوا وكيف قام الإسلام ليكون أكبر امبراطوريات الأرض . علينا أن نبرمج عقولنا على منهج النبوة ونظام تشغيل يعمل بكتاب الله .
لن تسطيع أن تكتب مراجعة عن الكتاب لتشمله ، لمن اراد ان يدخل سيرة عمر لن يستطيع ان يخرج منها . علينا ان نترد سيرة الى سيرتنا اليومية ومنهاج حياتنا .
الصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحابته رضوان الله عليهم وعلى الخليفة الفاروق باني حضارة الإسلام .. في سيرة عمر "رضي الله عنه" يضعنا الكاتب أمام أنفسنا، كل خطوة له حِساب لنا على أعمالنا وهو القائل : حاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا .. لهذا د. العمري دائماً يقف بالمرصاد أمام تهربنا وخوفنا وجُبننا ومراوغاتنا وتكاسلنا واعذارنا الواهية، يُخبرنا بكل صراحة عن عيوبنا وخذلاننا لأنفسنا وأمتنا وبالمقابل يستنهض بالأمة ويضع في أيدينا سُبُل النجاة والنهوض بحضارتنا العادلة والاعتزاز بها، والإيمان بما أنزل الله في كتابه ويوعينا بصلاةٍ لم يعلم بها أغلبنا (صلاة الفتح) فتح النهضة ، فتح العز، فتح الكرامة، فتح العدالة، فتح عمر و فتح الرسول عليه السلام نسأل المولى أن يجعلنا من العاملين الناهضين بالأمة والبانين لحضارتها . آمين ، آمين
كتاب رائع وشيق جدا... أسلوب العمرى المميز... رغبته الدائمة فى ايقاظ النائمين.. على الرغم من معرفتنا بسيرة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الا اننا لم نستفد منها بعد بل جعلناها قصة مستحيلة التكرار ....وهو ما يحاول العمرى تغييره، ان تترك سيرة عمر رفوف المكتبة ان تخرج الى التطبيق العملى....فعمر لم يكن نبيا ينزل عليه الوحى لقد كان كافرا مشركا يشرب الخمر فى الجاهلية ثم انقلبت حياته فساهم فى تغيير العالم.
من اجمل عبارات الكتاب: أهم فصل فى سيرة عمر، هو الفصل الذى لم يكتب بعد. إنه فصل لن أكتبه أنا ولن يستطيع أى كاتب أن يكتبه أيضا ولكن ستكتبه انت وسيكون الفصل الاهم. فصل انتقال عمر من السيرة .. إلى مسيرتك الشخصيه . فصل استردادك لعمر
الكتاب الذي يمر عليك، دون أن يمسَّ شيئاً من أعماقك ووعيك ولا وعيك، ويغيرَ فيك، كتاب لا يستحقُّ القراءة حقاً ... بالنسبة لي على الأقل ... ولهذا فإني أفتح المجال أمام كتاب "استرداد عمر" أن يكتب هو عني هذه المرة ... خمس عشرة وقفةً أحب أن أشير لها في مسيرتي مع الكتاب ... 1) لقد كان إسلام عمر عزة للإسلام استجاب الله بها دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام، ودورك هنا أن تفكر ماذا اخترت لنفسك أن تكون؟ ما هي الصفة المميزة فيك أو الحديث النبوي الذي تمثلته وتشعر أنه صلى الله عليه وسلم سيبتسم حين يراك تحيا فيه؟ 2) علاقتنا مع القرآن تنشأ منذ الصغر، فإما أن تتوثق وتتأصل بآياتٍ تصير بمثابة منهج حياةٍ لنا، أو أن يبقى القرآن على الرف، للبركة، لا أكثر ... إن بإمكان القرآن أن يعيد تشكيلنا ويصنعنا من جديد، إن وعينا دوره ذلك حقاً ... 3) القالب الذي تريد أن تتشكل من خ��اله، الحياة التي تقرر أن تعيشها وتؤثر فيها، وتترك بصمتك فيها .. قد تختلف ظروفها وحيثياتها، قد تكون بسيطةً جداً، ولكن إيمانك بأن هذا هو مكان استخلافك عليه أن يدفعك لتقدم أفضل ما ع��دك، لا أن تكتفي بالقعود بانتظار ظروفٍ مثاليةٍ تقوم فيها بعملٍ جيد .. ظروفٍ قد لا تأتي أبداً ... 4) الإيجابية بالنسبة لي، قضية تدريب ... تدريب على رؤية الحياة عملاً مستمراً، وتفسير كل مجرياتها في سياق ذلك ... هي ذلك المبدأ الذي عاشه عمر رضي الله عنه ووعاه وفهم القرآن والدين وشؤون الحياة من خلاله، وأبدع في كل ذلك ... 5) الهجرة إلى الحضارة، سؤال شائك يختلف جوابه اختلاف الظروف التي نمر بها... وجدلية كون ظروفنا السيئة تسمح بالبناء، وما إن كانت الهجرة هروباً منها، أو وعوداً بعودةٍ أفضل إليها لإعمارها ... 6) أن تثق بنفسك لأنك تحترم الذات التي أوجدها رب العالمين فيك، وبالوقت نفسه لا تسمح لهذه الذات أن تتضخم لترى الدنيا من خلالها! ... معادلة صعبةٌ هذه الأيام ومتشابكة ... ولكن عمر فهمها بدرجة عمق وبساطة ذلك الحديث الذي رواه عن النبي عليه الصلاة والسلام حول النية، وجعل الارتباط بين العمل والنية، وبين الشعور بالسلام الداخلي والوضوح في كل تفاصيل الحياة، كلاً متكاملاً لا يتجزأ ... 7) نظام التشغيل القرآني، يعني أن تغذي عقلك بالمنبع الصافي، وتفهم مقاصد الشريعة، وعلى ضوئها تفهم الحياة بحق، وتجيد الاجتهاد في مستجداتها بالبرمجية الصحيحة التي تسير عليها ... 8) أن تواصل الطريق، وتستمر بالحياة ... لا بل أن تستمر ببناء الحياة ... وأداء أمانتك فيها ... 9) الحياة لوحة، لكل إنسانٍ فيها لونٌ معين ... سواءً أعجبتك الألوان أم لم تعجبك، فاللوحة لا تكتمل إلا بهم جميعاً ... عندما تعي ذلك التكامل بين شخصيتي عمر وأبي بكر، بل وبين كل الصحابة رضوان الله عليهم: الجيل الذي تربى على يدي النبي بمختلف صفاته الشخصية وتكويناته النفسية، وبمختلف ميزاته ونقاط ضعفه ... سيختلف فهمك للحياة ... 10) لو لم يكن من اشتداد الرمادة في زمن خلافة عمر حكمةٌ، غير أن نتعلم منها اليوم ... فهذا يكفي ... فقد كان استيعابه لنفوس الناس وحسن إدارته للأزمة، وحمله هم الأمة على جفنيه الذين لم يعرفا النوم، كل ذلك كان قدوةً لنا يعلمنا كيف نعمل ... كيف نراعي تلك النفوس التي فقدت أمنها وعافيتها وقوت يومها، وكيف نحمل أمانتها حقاً ... 11) إنني أعرف اليوم أن السيدة عائشة رضي الله عنها، قد نقلت لنا من تعاليم الدين وتفاصيل حياة النبي صلى الله عليه وسلم ما لم ينقله أي أحد من كبار الصحابة الذين تربوا على يديه ... وأعرف أن بإمكاني أن يكون لي دورٌ في الحياة، هو ما ييسره الله عز وجل لي في الوقت الحالي ... وأن بوسعي الكثير ... وأن هويتي الإسلامية وسط كل ذلك، تتكامل مع كل هذه المسيرة، ولا تناقضها، بل تفتح بصيرتها نحو رسم نموذج المرأة المسلمة كما ينبغي لها أن تكون ... 12) الصلاة، كمحركٍ للحياة ... كدافع نحو بنائها وإعمارها وأداء دورنا فيها ... الصلاة لأن كل حركة وسكنة فيها هي جزء من تفاعلنا مع العالم ... لأن كل كلمة من كتاب الله هي شيفرةٌ تغير ما بداخلنا ... تنهانا عن فحش السلبية والاستسلام واللاشيء ... وتقوم بتقويم حياتنا ... بجعلنا نقوم ... بجعلنا أمةً قائمة ... 13) العدل سمةٌ تؤدي لنمو سوي للجميع، لفرصةٍ مفتوحةٍ للجميع ... ولسلوك سوي يسود بين الجميع، يصفونه بسلوك المدينة الفاضلة (الافتراضية)، ولكن الواقع قد أرانا نموذجاً ناجحاً من حياة عمر وعدله الذي جعل الحياة كلها أفضل ... 14) الصلاة والتدين والسلوكيات الحضارية مهما كانت بسيطةً جميعها جزءٌ من بناء الحضارة الذي لم يغفل عنه عمر رضي الله عنه ... النظافة والإحسان أينما حللت، أمرٌ لا يخصك أنت بل يخص أمتك كلها ... وإن كان الناس قد شوهوا بسلوكياتهم السيئة صورة الحضارة، فإنه لا زال أمامك المجال لتصحيحها ... 15) كتبت هذه الكلمات، لتكون بوصلتي في مرحلتي القادمة ... أن لا يمر عمر في حياتي فيغادر دون أن يترك أثراً ... وأن لا يبقى الأثر أسير السطور التي أكتبها ... بل أن تكون وقفتي مع كل مقطع مميز مررت به بمثابة الوقوف والقيام، وإقامة الحياة وغرس الخير فيها، كرسالةٍ يسر الله لي سبلها، وحمّلني أمانة الاستمرار في غرسها ... وأسأله عز وجل أن يمدني بالقوة والعون على ذلك ...
هو أسلوب العمري ذاته، في قراءة الأفعال والأقوال والأحداث من زاوية بعث الحياة في جسد الأمة المريض. وفي بحثه عن أسرار الفاعلية الحضارية في موروثنا الذي فقد بفعل فاعل قدرته على إحداث التغيير وبسبب قراءتنا له على وجه مغاير. يأخذنا الكاتب هذه المرة إلى شخصية عمر رضوان الله عليه.و يتألق في تتبعه لجوانب حياته ،لا بالأسلوب السردي القصصي بل بأسلوب الوقفات والتأمل بالمعاني . يصلح الكتاب كمرجع مؤصل لغالب مواقف عمر وأقواله وكتبه . وهذا جهد مشكور. أرى أن الكتاب لم يتناول بشكل واف الجانب الروحي الإيماني العميق في حياة عمر رضي الله عنه، وهذا واضح في غالب كتب العمري، و إن أشار إليه في مواطن متعددة على عجل و امتلأت به مقولات عمر وخطبه ورسائله.
الكتاب ده صدمة .... انك تتكلم عن شخصية زى عمر لازم تختار وبمهارة الكاتب اللى هيمشى معاك فالطريق الكتاب لازم يسيب بصمة . تتمنى أن الفاروق يكون موجود معناه احنا محتاجينه اوووووى فى الأيام دى . وساعات تقول خسارة فينا الكتاب صدمنى لدرجه انى قررت أعيد قرأته مره تانيه الفكره دولقتى انه حطك فى مشكله مين الكاتب اللى هتكمل معاه مشوار بن الخطاب .
اللى شدنى فالكتاب انه مش مركز ع صفه العدل فعمر بس .دا ركز ع جوانب كتير لشخصيه عمر مثلا زى طريقه حياته مع الناس معاملاته الاجتماعيه الثقافيه التجاريه الاسلاميه بمعني أصح كل ما تعلق بعمر
الكتاب ركز ع عمر بعد إسلامه . من بدايه إسلامه بعد عن الأصل والنسب ركز ع عمر وقت إسلامه وده لوجود المصادر الموثوقه
ملحوظه. مشكلتى مع الكتاب ودا مش عيب فالكتاب انه كان بيجى فى فقرات يقول نفس الكلام بس بتعبيرات مختلفه. انما الكتاب أضافه كبيره لاي شخص حابب يعرف عن شخصيه الفاروق
استرداد عمر.. وماذا عساي أكتب عن عمر رضي الله عنه واسترداد عمر.. شعور أعاينه لأوّل مرّة في حياتي.. تمنّيت لو أنّي أنا التي كتبت هذا الكتاب.. خنقتني العبرات والدمعات وأنا أقرأ عباراته لا بل أحرفه.. كتاب يجعلك تعيش مع سيدنا عمر كما لو أنّه ماثل أمامك.. تأخذ المواقف الحاسمة معه.. تفكّر في آيي التّنزيل وهي تعمل في تلافيف عقله وقلبه.. ترى النّسخة العمريّة الجديدة وقد حدّثت نظامها وفق نظام التشغيل القرآني فأصبح قرآناً يمشي على الأرض.. ترى وأنت تقرأ في سيرته رضي الله عنه ومواقفه أنّ الأمر يسير.. أن نكون نسخة عمريّة.. ولكن الأمر شاق.. يسير على من عزم الأمر وسار على هدي الله ورسوله.. ونفض عنه الكسل والتعنّت والتّبريرات والتخاذل والتّسويف.. وعسير لأنّ كل ما ذُكر ذلك ليس بالأمر اليسير.. ومع ذلك علينا أن نحاول ونبادر ونسعى قبل أن يعلونا سيدنا عمر بدرّته.. كتاب يجعلك تعيش مع سيدنا عمر لحظة بلحظة.. تكاد تراه وتسمع صوته.. تعيش معه صراعاته الحاسمة الأولى بداية إسلامه.. أو لأقل ساعة الحسم فأمثال عمر لا تطول تلك اللّحظات عندهم.. فصاحب القرار والرأي الحاسم لا يتردّد كثيراً فليس في العمر متّسع.. كنت معه ساعة هجرته.. رأيت تفاعله مع آيات سورة ص عن سيّدنا داود عليه السّلام ساعة تسلّمه الخلافة بعد أبي بكر الصّديق رضي الله عنه.. بكيت وتأثرت وشعرت بعظم المسؤوليّة كما لو أنّها القيت على كاهلي.. أمثال عمر رضي الله عنه لا وجود للمصادفة العشوائيّة في حياتهم.. دعونا نطلق عليها توافقات.. إلهامات ربّانيّة.. توفيق إلهي.. رافقته أثناء فتح القدس الشّريف.. كانت لحظة مهيبة.. غاص في الوحل ليخرج ناقته.. دخل عزيزاً وخرج أعز.. ليقول قولته الشّهيرة: نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام.. الإسلام وحسب.. أعزّنا بالإسلام العملي الذي نجسّده واقعاً في حياتنا.. كما جسّده عمر رضي الله عنه في حياته.. وليس مجرّد عبارة نردّدها ولمّا نكون نسخة عمليّة واقعية عن الإسلام الذي ارتضاه الله لنا وأكرمنا به.. رجل فهم الإسلام كما أراد الله تعالى وارتضى رسوله الكريم فعاش النّاس في كنفه رغد العيش.. شخص مولع بتصويب التّفاصيل الصّغيرة والاهتمام بكمالها قبل الكبيرة.. فهي التي تصنع الفرق.. وهي التي تعكس عمق الرّائي وسعة أفقه.. الأمور العامة الكبيرة مهمة.. ولكن الخيوط الصّغيرة هي المؤثّرة.. كان بحقّ صانع الحضارة بكلّ أبعادها.. دون مبالغة.. الماديّة والمعنويّة والدينيّة والدنيويّة والمعيشيّة.. فدخل باب التّاريخ من أوسع بوّاباته ولن يخرج منه.. فأمثاله يدخل ويبقى.. هي لحظة في حياة الإنسان إن تفاعل معها كما يجب فتحت له من آفاق الخير ما لا يعلم مداه إلّا الله تعالى.. لحظة دخوله بيت أخته فاطمة رضي الله عنه.. كانت ولادته الجديدة.. ليبقى معنا وفينا.. فأمثاله لا يموت ولا يشيخ.. يبقى ما بقي الزّمن والتّاريخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. ولكن.. لا أن يبقى على الورق وفي المجالس يتندّر الناس بسماع قصصه ومواقفه ليعودوا – بعد المجلس- إلى أعمالهم وعاداتهم البالية وكأنّ شيئاً لم يكن.. هذه هي فحوى الكتاب.. دعونا نجسّد الفهم العمري لنصوص التّنزيل والهدي النّبوي واقعاً في حياتنا.. عندها سنسترد عمر رضي الله عنه ونسير على خطاه.. فنأمن وقتها من درّته التي تعلو الرّؤوس لتعلو بها.. لتعزّها بعزّة الإسلام ودين الله عزّ وجلّ.. لو لم يأذن بهؤلاء العلوج بدخول المدينة المنوّرة لكنّا نعمنا بالحياة معه أكثر.. رغم أنّي لا أحبّذ استخدام (لو) التي تفتح عمل الشّيطان، ولكن حزني على فراقه تجعلني أقول: لو لا بل ألف (لو).. كانت لحظات وفاته مهيبة.. حزينة.. قاسية.. مؤلمة.. عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بكل هيبته وجلاله وقوّته ي��طاول عليه صعلوك بغيض حقود أرعن.. ولكنّه الشّهادة التي طلبها ليختم بها حياته المجيدة.. فينال بذلك مجد الدّنيا والآخرة.. فتلك المنزلة تليق بالعظماء.. وعمر بن الخطّاب أنبل العظماء.. ومع ذلك بقي لآخر لحظة وهو يتابع أدقّ التّفاصيل.. فالتّفاصيل الدقيقة هي التي تصنع الفرق.. كنت ومازلت وستبقى أنموذج الرّجل الشّهم الحاذق القوي الرحيم.. فتلك القوّة كانت من الرّحمة التي تسكن قلبك على الرعايا يا أبا العيال.. رحمك الله يا فاروق الأمّة.. وجمعنا بك على حوض النّبي عليه الصّلاة والسّلام.. وأعاننا على اقتفاء أثرك ونهجك.. ومع أمثالك تضيق العبارات.. فحياتك أكبر من أن تسعها الكلمات.. وقد كانت لحظات مغادرتي للكتاب ولبطله قاسية جدّاً.. تمنّيت لو بقيت معه وبقي معنا.. ولكنّه طعن طعنة الغدر.. وفارقنا.. فإلى لقاء قريب بإذن الله.. شكراً للمؤلّف على ما كتب وأجاد.. شكراً للـ د. عيد الذي أعارني الكتاب.. شكراً لكلّ من قرأ وسيقرأ هذا الكتاب ويبادر فوراً لتنزيل نظام التشغيل القرآني في عقله ويجسّده واقعاً في حياته.. وعندها فقط..... التتم��ة عندكم.. وما ذلك على الله بعزيز.. وفاء جمادى الآخرة 1441 شباط 2020