يطرح كتاب الإسلاميون للمؤلف بشير موسى نافع مسألة في غاية التعقيد والأهمية وخصوصاً في عالمنا المعاصر، ألا وهي قضية "الإسلام السياسي" وتجلياته وتأثيراته في مختلف الصعد –على الدول والأفراد وفي مختلف أنماط الحياة، والثقافة والسلوك.
ففي عصر سقوط أيديولوجيات كبرى، كالنازية والفاشية والشيوعية، فإن طاقة فعل الإسلام السياسي ما تزال تشهد تعاظماً وقوة، حتى أن البعض اعتبر العقود الأخيرة للقرن العشرين ومطلع الحادي والعشرين حقبة قوة الإسلام.
يعالج بشير موسى نافع هذه المسألة بموضوعية وبعقل الناقد والمفكر، وبشكل منهجي ومتسلسل المراحل الأولى، لتشكل هذه الظاهرة الاجتماعية–السياسية وأسباب صعودها والظروف التي مرت بها واستقطابها لأعداد كبيرة من فئات المجتمع، سواء أكانوا أفراداً أم جمعيات أم حكومات تتبنى طروحات الإسلام السياسي. ويعطي كاتبنا أمثلة من عدة دول، وكيفية صعود هذه القوى وأسبابه وهو ما سمي بـ (الصحوة الإسلامية) وأهمها جاءت من خلال حركات النضال الوطني ضد السيطرة الأجنبية، والدفاع عن الهوية الإسلامية في مواجهة حركة التحديث التي اتخذت من القيم الغربية نموذجاً لها. ويدلّل على ذلك بأمثلة مختلفة من عدة دول، تبدأ من مصر وباكستان إلى الخرطوم، الجزائر... إلخ.
ولا يغيب عن ذهنه أيضاً تأثيراتها في الحياة الاجتماعية والثقافية وذلك من خلال تغيير أنماط لباس الرجل والمرأة في معظم الدول الإسلامية.
وكيف أن الإسلاميون ألبسوا الحداثة عباءة إسلامية. أما أهم تأثيرات هذه الظاهرة فيتجلى في حال من التوتر وعدم الاستقرار وغياب اليقين السياسي، وانقسام المسلمون على موقع الدين في الاجتماع والدولة، على القيم الحاكمة لحياتهم، على رؤيتهم لتاريخهم، على علاقتهم بالخارج الثقافي والحضاري، وعلى فهمهم لكليات الإسلام ذاته.
دراسة قيمة، تكشف قراءتها الزيف الذي علق في أذهاننا عهوداً طويلة في فهم مسألة أساسية تهم كل مسلم بالدرجة الأولى ليتسلح بسلاح المعرفة والعلم قبل أي سلاح آخر.
أكاديمي وباحث، يعتبر من أهم المفكرين الإسلاميين الذين ظهروا في العالم الإسلامي والعربي في العقدين الأخرين. والذين أسهموا بشكل فعال وجلي في الحركة الفكرية والسياسية فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا بل وعالميًا.
= أهم المحطات والنشاطات في حياته العلمية والفكرية: - ولد بعد النكبة في التاسع من إكتوبر من عام ١٩٥٢م، في رفح إبان الإدارة المصرية، لذا فهو يحمل الجنسيتين المصرية والإيرلندية (نظرًا إلى كون زوجته إيرلندية الأصل). - من عام 1976-1979: عمل كمفتش أول للصحة العامة والطب الوقائي، في وزارة الصحة العامة، في أبو ظبي. - من عام 1979-1981: كان عضوًا في مجلس تحرير لمجلة "المختار الإسلامي" الصادرة في القاهرة. - من عام ١٩٧٩-١٩٨٢: كان معيدًا في جامعة القاهرة. - انتقل بعد تلك المدة إلى بريطانيا، وعمل عضوًا في هيئة تحرير مجلة "الطليعة الإسلامية"، وهى مجلة شهرية تصدر في لندن، وكان عضوًا في مجلس إدارتها حتى عام 1986. - من عام 1983-1987: كان مدرس في كلية كنغز كوليج في جامعة لندن. - من عام 1990-1994: كان مديرا قسم الدراسات والبحوث في "مركز دراسات الإسلام والعالم" World and Islam Studies Enterprise (WISE), Tampa, Florida, USA وعرف المركز مختصرًا بـ"وايز"، تيمنًا بكلمة "وايز" الإنجليزية التي تعني "الحكمة" بالعربية. وهو مؤسسة فكرية ضمن المراكز والمعاهد البحثية التابعة لجامعة جنوب فلوريدا في ولاية فلوريدا الأمريكية، وعرف المركز بإقامة الندوات ونشر الدراسات، وإصدار دورية علمية متميزة (وكان د. نافع رئيس تحريرها) تحت عنوان:"قراءات سياسية" وتوقفت عن الصدور في نهاية 1995م. في عام ١٩٩٦م رجع إلى بريطانيا التي يقيم فيها حتى يومنا هذا. - باحث في التاريخ الإسلامي في الكلية الإسلامية في لندن Muslim College - أستاذ الدراسات الإسلامية في كلية بيركبك بجامعة لندن Birkbeck College - أستاذ محاضر في قسم الدراسات الإسلامية في كلية الحجاز الإسلامية في نونيتون في إنجلترا Hijaz College, Nuneaton - 1994-1996: مدير قسم الدراسات والبحوث في المعهد العالمي للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية
= أهم مؤهلاته العلمية * 1991-1996م: دكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة ريدينغ لندن - إنجلترا.. وموضوعها: "السياسة والعروبة والإسلام والقضية الفلسطينية ما بين 1908-1941م"، والتي نشرت في كتاب لاحقًا. * 1991: دورة في فلسفة العلوم من المعهد الإسلامي في لندن * 1988-1989: زميل باحث (ما بعد الدكتوراه) في مستشفى القديس جورج
يندر أن تقرأ كتابا يتعلّق بالإسلاميّين بمثل هذا الإنصاف و الموضوعيّة و الدقّة في تحرّي جوانب نشأة الظاهرة و ردود أفعالها تاريخيّا رغم اختصاره و قلة صحائفه كهذا الكتاب , هذا الاختصار كان مقصودا طبعا لغرض السلسلة الوثائقيّة التي ستبنى عليه من جهة و لغرض أنّه لم يُكتب ليكون موسوعة تاريخية تحليلية مسحيّة لتيّارات الإسلاميّين و توجّهاتهم و إنّما كُتب ليضع رؤوس الأقلام - فقط - لفهم الظاهرة الإسلاميّة و ظروف نشأتها , الكتاب أفادني كثيرا , وكذلك السلسلة طبعا .
كتاب قيم من الممكن ان يكون كمرجع للاسلام السياسي كاحزاب او جماعات بداية من جمال الدين الافغاني وصولا الى العدالة والتنمية فى تركيا واخذ يتحدث فى كل فصل عن حزب اسلامي او جماعة او حتي شخصية اسلامية فى العديد من الدول الاسلامية والعربية. والمميز فى هذا الكتاب انه عندما يريد الكاتب ان يتكلم عن جماعة معينة فأنه يعطيك موجزا عن بداية تأسيس الجماعة وتاريخ الدولة فى نفس الوقت حتي يعطيك معلومة عن الظروف السياسية والاجتماعية للدولة فى ذلك الوقت.
اختصار الفصول : 1- بدأ الكاتب بالحديث عن الاباء الإصلاحيون جمال الدين الافغاني ومحمد عبده ورشيد رضا 2- الفصل الثانى والثالث عن حسن البنا وجماعة الاخوان المسلمون وعلاقتها بثورة يوليو وتكلم عن الاخوان فى عدة فصول اخري 3- النبهاني وحزب التحرير 4- أبو العلي المودودي والجماعة الاسلامية فى باكستان 5- سيد قطب 6- الخميني وثورة إيران 7- الجهيمان وأزمة المسجد الحرام بمكة 1979
8 – فصل بعنوان انتشار العنف وتكلم به عن سوريا ومصر والجزائر ولكن الغريب انه تكلم قليل جدا عن احداث الجزائر مع أنها احداث استمرت عقد من الزمن , وعلى الرغم من انه ذكر الاخوان فى مصر وعدة دول فى فصول كثيرة ولكنه لم يتحدث عن دور الاخوان فى انتخابات الجزائر ولا ذكر دور محفوظ نحناح فهو تكلم عن جبهة الانقاذ فقط.
9- المقاومون الاسلاميون متمثل فى مقاومة احتلال الاتحاد السوفيتي ومقاومة اسرائيل فى لبنان وفلسطين عن طريق حزب الله وفتح 10 – السودان والحديث عن الترابي والنميري واخيرا عمر البشير 11 –احداث سبتمبر 2011 والقاعدة , جماعة الجهاد والجماعة الاسلامية فى مصر 12 – صعود الاسلاميين الاصلاحيين واعطي مثال بطارق البشري ومحمد سليم العوا ومنير شفيق وفهمي هويدي وراشد الغنوشي 13 – أزمة التيار الإصلاحي فى السعودية ومصر 14- تركيا من اتاتورك مرورا بعدنان مندريس ونجم الدين اربكان ووصولا الى اردوغان والعدالة والتنمية والغريب ايضا ان لم يتحدث عن غولن
كتاب يحتاج الى قرأته مرة أخري حتي تتذكر كل المعلومات المذكورة فيه انصح به
ريشة ترسم لك ملامح مواجهات وأبرز حركات الاسلام السياسي في مختلف البلدان الاسلامية فمن إيران إلى مصر الى تركيا إلى السودان وسوريا وغيرها من البلدان التي نشأ فيها حركات اصلاح سياسي جهادي أو سلمي. كتاب ضروري في مكتبة اي شخص وأسلوب الكاتب بسيط وشيق
مرجع تاريخي هام عن الحركات الإسلامية و المتبنون للإسلام السياسي و هو ما يقصد به ( الإسلاميون ) في هذا الكتاب و إن لم يكن مسحا كاملاً لجميع الحركات بهياكلها التنظيمية و لوائحها الإدارية ، لا بد و أنت تجد في الكتاب حادثة أو ظاهرة إسلامية سياسية لا تعرفها أو لا تعرف ملابساتها . هو مادة البرنامج الوثائقي الذي أنتجته الجزيرة حاملاً نفس اسم الكتاب و لكن البرنامج يزيد عليه بالمادة البصرية ( الفيديو ) و المقابلات الشخصية و آراء المفكرين . هذا الأسلوب من الكتابة ( كتابة مادة سيتم قراءتها شفهيا ) أحبه شخصيا جدا إلى جانب أن المؤلف أبدع فيه حيث إنه من الضروري أن يكون سلساً لينا بخلاف ما سيتم كتابته في كتاب لن يتم التعامل معه إلا مقروئاً فيمكن التغاضي عن ليونة الأسلوب لصالح توضيح الأفكار . المؤلف منصف إلى حد كبير لم يُفْرط و لم يفرّط
الكتاب إلي حدٍ ما موضوعي، الكتاب تأريخ وقائعي للأحداث وفقط،وليس للأفكار،تعرض للأفكار الرئيسية لمختلف التيارات الاسلامية ولكنه ليس كتاباً تأريخياً للأفكار..
الكتاب يبدء من جمال الدين الأفغاني ،مروراً بالاصلاحيين،محمد عبده ورشيد رضا رحمهم الله. مروراً بحسن البنا وجماعة الاخوان المسلمين،بالمودودي في باكستان وتجربة الجماعة الاسلامية،بحسن الترابي والانقلاب الاسلامي العسكري في السودان..مروراً بأربكان واردوغان(الكتاب جامع للتيار الاسلامي بأكمله منذ الأفغاني وحتي أبو العلا ماضي وأردوغان)..أعطيه أربع نجوم
بالنسبة لي وشخصياً أستطيعُ أن أقول بعد هذه الجولة في وقائع وأحداث التيارات الاسلامية المختلفة "الناس دي كانت طيبة أوي!!" يتحركونَ عبر مثالْ،ولا يرونَ الواقع،رحمَ اللهُ من مات منهم وهدي من تبقي .
تعجز الكلمات عن وصف هذا الكتاب او تلخيصه...هذا الكتاب بل قل هذا مرجع هام للاسلام السياسي في العصر الحديث كتبه د بشير موسى نافع ليكون المادة الوثائقيه التي تستخدمها قناة الجزيره لتعرض افلامها الوثائقيه عن الحركات الاسلام السياسي يأخذك هذا الكتاب في رحله عبر التاريخ الي معرفة الحركات الاسلامية و تطوراتها منذ القرن الثامن عشر و حتي الآن و في جميع بلاد الاسلام من اندونسيا و ماليزيا شرقا الي المغرب غربا تحدث في البدايه عن الاباء الاصلاحيون و ابرزهم جمال الدين الافغاني و محمد عبده و رشيد رضا ثم انتقل الي فصل آخر تحدث عن حسن البنا و الاخوان المسلمو عن و سيد قطب في مصر و ما واجهوه منذ نشأتهم و حتي عصر مبارك تحدث ايضا في فصل من الفصول عن النبهاني و حزب التحرير...و كذلك تحدث في فصل آخر عن ابو الاعلي المودودي و التحديات التي واجهته في الهند و الجماعة الاسلاميه التي اسسها و استقرت بباكستان و صراعها مع العسكر تحدث ايضا في فصل آخر عن ايران و ثورتها علي الشاه وولاية الفقيه...و كذلك افرد فصلا عن ازمة مملكة الرفاه و الحادثة الشهيره التي حدث بالمملكة العربيه السعودية عندما قام جهيمان بن سيف العتيبي ابن قبيلة عتيبه و مجموعته بالسيطره علي الحرم المكي و مكبرات صوته و اعتصامهم في الحرم بالقوة...تحدثايضا في فصل اخر عن العنف الذي برز كاداه للتعبير في ظل تعامل الامن مع الاسلاميين بالقمع و القوة المفرطة خاصه في نهاية السبعينات و حتي التسعينات و الذي امتد من دمشق و حماة الي القاهره و اسيوط و من الجزائر و المدية الي الرياض و الخبر تحدث في فصل آخر عن الاسلاميين و دورهم في المقاومه الافغانيه ضد الغزو السوفيتي و تحدث عن حزب الله و مقاومته للاسرائيل في لبنان و عن حماس الجهاد و فتح و الانتفاضه الفلسطينيه
ايضا تحدث عن السودان و الصارعات التي انهكتها و انقلابات العسكريه بها تحت فصل بعنوان انقلاب الاسلاميين العسكري ..ثم انتقل للحديث في فصل آخر عن القاعدة منذ نشأها ووولادتها و ابرز الشخصيات بها و الصراع العنيف بينها و بين الغرب و علي رأسهم الولايات المتحده الامريكيه
و تحدث ايضا في فصل معنون باسم صعود الاسلاميين الاصلاحيين عن بعض الشخصيات ساهمت في تطور الاتجاه الاسلامي الاصلاحي و خطابة اسماهم الاصلاحيين الجدد مثل يوسف القرضاوي و طارق البشري و فهمي هويدي و راشد الغنوشي و محمد سليم العوا و منير شفيق مشيرا الي نبذه مختصره لكل منهم و فكره و في نفس الفصل تحدث عن منهج الاسلاميين الاصلاحيين في تعاملهم مع الدوله و الحكومه ضاربا بأمثله من الاخوان المسلمون بالاردن و كذلك الاخوان المسلمون باليمن و حزب العداله و التنميه بالمغرب و حزب باس بماليزيا ثم انتقل الي فصل آخر بعنوان ازمة التيار الاصلاحي حيث ضرب بمثالين في هذا الموضوع الاول من السعوديه تحدث فيه عن اصطدام هذا التيار والذي كان من ابرز دعاته السعوديين هم سلمان بن فهد العودة و سفر بن عبدالرحمن الحوالي و ناصربن سليمان العمر بالسلطة الحاكمه السعوديه و اما المثال الثاني فكان مصر حيث الاخوان المسلمون و الدولة بعد ذلك انتقل الي فصل جديد تحدث فيه عن الاسلاميين في تركيا و التحديات التي قابلتهم و الصراعات بينهم و بين مؤسسة الجيش العلمانيه و في النهايه ختم الكتاب بفصل معنون بالاسلاميون و المستقبل فتحدث فيه عن التحديات المستقبليه التي تقابلها الاحزاب السياسيه الاسلاميه سواء داخل بلادها (في ظل السماح لها ببعض المتنفس في بعض البلدان في الفتره الحاليه)او في تعاملها مع العالم الغربي
و مما اعجبني ايضا و اضاف ميزه للكتاب ان لكل فصل له مصادره و مراجعه عربيه او أجنبيه الخاصه به كما ان اسبويه سهل و بعيد عن التعقيد
هناك بلاشك تأثير قويُّ لممارسات الدولة الحديثة وأيديولوجيتها في تنامي وظهور وتصاعد " الإسلاميين" إلى مجال الفضاء السياسي؛ فالصراع في حقيقته ليس صراعًا على السلطة، وإن كان هذا صحيحًا في أحد جوانبه، لكن الجانب الأكثر مصداقية هو أنَّه صراع على المرجعية، وبمقدار تمسُّك الإسلاميين بهذه المرجعية بمقدار تنامي وحشيَّة الدولة الحديثة في الدفاع عن وجودها وأيديولوجيتها العلمانية، وهذه المرجعية لم تكن شيئًا جامدًا عند كل الإسلاميين، فقد تنوَّع مقدار تمسُّكَهم بهذه المرجعية، ومن هنا يُمكن القول أنَّ الإسلاميين ليسوا كيانًا ولا فكرًا واحدًا سواء في تفسيرهم للنصوص الدينية أو في تعا��لهم مع الدولة الحديثة.
هذا الكتاب المهم للدكتور "بشير موسى نافع" الذي كتبه كأصل للحلقات الوثائقية لقناة الجزيرة لرصد تاريخ الإسلاميين وتناميهم وتصاعدهم يؤكِّد على هذه القسمة الثنائية عبر صفحات الكتاب الكثيرة، فالإسلاميون عبر العرض التاريخي الممتع والشيق في هذا الكتاب هم إما إسلاميون ينتهجون العنف وإما إسلاميون إصلاحيون ينخرطون في بنية الدولة الحديثة ويحاولون التغيير عبر مؤسساتها القانونية، لكن تبدو النتيجة المؤسفة في النهاية واحدة = وهي رفض الدولة الحديثة لأي شكل من أشكال سيطرة المرجعية الإسلامية على السلطة سواء عبر العمل الانقلابي و العنف أو عبر التغيير بالطرق القانونية التي تُقرَّها الدولة الحديثة، فالكتاب كله هو عرض تاريخي لتجربة الإسلاميين من العمل الثوري العنيف إلى العمل الدستوري القانوني ، والحقيقة أنَّ عرض الكتاب اتَّسم بالموضوعية، أما الجانب التحليلي لم يكن يذهب بعيدًا في إدانة الظاهرة الإسلاموية في مجملها، فالكتاب يُدين بشكل واضح العمل الثوري العنيف لجماعات العنف مثل القاعدة ويُشيد بالتجربة الإصلاحية الإسلامية وإن كان هو يدرك أنها لم تأت ثمارها بعد، وفي نفس الوقت يُدين القسوة والوحشية التي أنتهجتها الدولة الحديثة الوطنية في التعامل مع الإسلاميين كما حدث في الجزائر.
يطوف الكتاب في أقطار عديدة لرصد الظاهرة الإسلاموية، ولكنه في البداية يربط هذه الظاهر بظهور الآباء الإصلاحيين مثل الأفغاني وعبده و رشيد رضا، فهو يرى أنَّ الفكر الإصلاحي – من حيث نشأته- نتاج موقف متأزِّم بسبب الإحساس بالانحطاط وعدم القدرة على رد الغزو الغربي، ويرى خطأ هؤلاء في كونهم تجاهلوا حركة الأساطيل الغربية وظنوا أنَّ قوة الغرب هي نتاج للإصلاح الديني والعقلانية، وكانت جماعة الإخوان المسلمين هي أولى الحركات الإسلامية التي أفرزتها أزمة الهوية والإصلاح والتي أسسها " حسن البنا" أحد تلاميذ ومريدي الشيخ محمد رشيد رضا، ومن ثم سيعرض الكتاب لتاريخ الإخوان قبل انقلاب يوليو ثم علاقتهم بثوار يوليو، وفي هذا السرد يؤكِّد الكتاب على نقطة مهمة وهي أنَّ خطأ الإخوان الإستراتيجي في أزمة مارس 1954م هو سحب مشاركتهم في حركة التظاهر الشعبية المطالبة بالدستور والانتخابات؛ مما أدى لانهيار الضغط الشعبي على مجلس قيادة الثورة وبما أتاح الفرصة لناصر للتنكيل بالجميع وعلى رأسهم الإخوان.
يرصد الكتاب صعود حزب التحرير الذي أسسه "محمد تقي الدين النبهاني" المدرس والقاضي الفلسطيني الشرعي تحت وطأة حدث النكبة الفلسطينية، وكيف حاربت السلطات الأردنية الحزب، ويصف الكتاب تجربة الحزب في الأردن بأنَّها تجربة مخفقة في مجملها، فقد كان عيب هذا الحزب هو افتقاده المرونة الفكرية وعجزه عن رؤية متغيرات الواقع من حوله، لكن وإن كانت تجربة الإسلاميين العرب تبدو في طريقها إلى الفشل كانت تصعد على الساحة قوة " الجماعة الإسلامية" ولكن في مكان آخر، في شبه القارة الهندية، هذه الجماعة الإسلامية أو " جماعة إسلامي" بالأردية تضاهي سياسيًا حركة الإخوان المسلمين شهرة وقد ارتبطت هذه الجماعة بالمفكر الشهير " أبو الأعلى المودودي"، والمهم في هذا السرد التاريخي بتصوري هو رصده تحولات المودودي من القومية إلى الفكرة الإسلامية التي تُقاطِع فكرة الدولة الحديثة ومنتجاتها الدستورية إلى قبول المودودي بالدستور وخوض "جماعة إسلامي" الانتخابات" ، والواقع أنَّ الجماعة الإسلامية رغم ذلك وبسبب الانقلابات العسكرية الباكستانية لم تحقق إنجازات سياسية ملموسة، لكن هناك أيضًا سبب مهم ذكره الكتاب وهو أنَّ الجماعة الإسلامية ظلت أقرب إلى التنظيم النخبوي منها إلى القوة الشعبية، ويظل دور العسكر الباكستاني من الأمور المحورية في السيطرة على الدولة ومنع الجماعة الإسلامية من السيطرة عليها.
في تناول المؤلف لسيد قطب يرى أنَّ أحكامه أقرب إلى أحكام ولغة الخوارج ولكنه لم يقل بتكفير الناس ولا تكفير الحكام، ويؤكد الكتاب أنّ عبد الناصر قرأ كتاب "معالم في الطريق" وسمح بنشره، وهو لا ينفي وجود تنظيم 1965 ولكنه في نفس الوقت يقول أنّ قطب لم يكن يفضل توجيه عمل عنيف للنظام الناصري، وأنَّ العنف الوحيد الذي وافق عليه الرجل هو إمكانية الرد على النظام بالسلاح إن حاولت أجهزته الاعتداء على الإخوان من جديد، لكن كان رد النظام الناصري قاسيًا ووحشيًا إلى أقصى درجة تنوعت بين التعذيب و الإعدام.
لم يكن تأثير الإخوان من الضعف بحيث تقضي عليها وحشية النظام الناصري، فقد ولدت "فتح " في نهاية الخمسينيات من صفوف الإخوان المسلمين الفلسطينين، وكان ياسر عرفات وثيق الصلة بالإخوان، وظهرت بوادر العنف مرة أخرى في مصر فيما عُرف بحادثة الفنية العسكرية، ويرى الكتاب أنَّ نشر الهضيبي لكتابه " دعاة لا قضاة" عمل على كسر حدة تيارات التكفير مثل "جماعة المسلمين" التي تزعَّمها شكري مصطفى، ورغم هذا الاحتقان السياسي الإسلامي في مصر إلا أنَّ أول إنجاز للإسلاميين تحقق لم يكن في مصر بل في إيران حيث حدثت الثورة الإيرانية التي صعد الخميني بعدها لسدة الحكم هناك بعد استحضاره نظرية " ولاية الفقيه"، والحقيقة أنَّ الكتاب لم يُقدِّم نقدًا قويًا لتجربة الثورة الإيرانية وتأثيرها على الحريات والدولة الإيرانية في شتى المجالات مما أعدَّه نقصًا في هذا المبحث.
لم تكن الدولة السعودية ذات الحكم الإسلامي الوهابي خالية من الأزمات، فقد استولى جهيمان العتيبي على الحرم ورأى في الدولة السعودية دولة غير شرعية وإن لم يكفِّر حكامها، وبشكل عام يرى الكتاب أنَّ فترة نهاية السبعينيات وحتى نهاية التسعينيات برز فيها العنف كأداة تعبير أساسية بل ووحيدة أحيانًا لعدد من القوى الإسلامية، هذا العنف أدى إلى تعميق الانقسامات مثل ما حدث في حماة السورية حيث كان الإخوان هم القوة الرئيسة في المعارضة الإسلامية لحكم الأسد، لكن ممارسات العنف قد حصلت بشكل قوى من فئات منشقَّة مثل " الطليعة المقاتلة" ودورها في مجزرة مدرسة المدفعية بسوريا، وفي مصر تم اغتيال السادات على يد جماعات الجهاد، وفي الجزائر حدث صدام مروِّع بين الدولة والإسلاميين، ويرى الكتاب أنَّ العنف نتاج لانغلاق الأفق السياسي.
يعرض الكتاب للمقاومة الإسلامية الأفغانية وكيف انفسمت الجبهة الإسلامية المقاتلة في أفغانستان بعد رحيل السوفيت ثم ظهور حركة طالبان، وعلى الجبهة اللبنانية يتكلم عن حزب الله ومقاومته للإسرائليين دون تقييمه تقييمًا مجملًا، وعلى الجبهة الفلسطينية يتكلم عن حركة حماس. والنتيجة التي يريد أن يصل لها أنَّ ظهور الإسلاميين المقاومين عزَّز من نفوذ التيار الإسلامي، وعلى الجبهة السودانية وصل الإسلاميون إلى الحكم بانقلاب عسكري يقوده " عمر حسن البشير"، وكان الدكتور " حسن الترابي" مُلهِم لهم، قبل أن ينقلب عليه الانقلابيون، ويُقيِّم الكتاب هذه التجربة بأنَّها تم فيها مصادرة الحريات وارتكاب عدد لا يُحصى من الأخطاء السياسية، لكن المهم هنا رصده تطور فكر الدكتور حسن الترابي الذي وصل بالنهاية إلى المطالبة بالمصالحة بين الإسلاميين والقوميين العرب.
يُدين الكتاب بشكل عام تجارب العنف، ولا ينظر إلى أسامة بن لادن نظرة إيجابية وينفي تأثره بالأخوين قطب وينفي صلته بالاستخبارات الأمريكية أيام الجهاد الأفغاني، ويقلِّل من تأثير وسيطرة بن لادن قائلًا أنَّه لم يكن لديه لا المخطط ولا الخبرة لتأسيس تنظيم إرهابي عالمي، ويصف تنظيمه بالعشوائية، ويرى الكتاب أنَّه يجب إحاطة هذا العنف ودعاته بعزلة ملموسة عن الجسم الإسلامي، وهذا لا يمكن تحقيقه في ظل السياسة الغربية الحالية.
الحقيقة أنَّ الكتاب غني بسرده وتحليلاته للظاهرة الإسلاموية، ورغم إدانته العنف واحتفاءه بالتجربة الإصلاحية إلا أنَّه لم يُقدِّم في نفس الوقت ما يجعل هناك أملًا لهذه التجربة الإصلاحية من واقع السياق التاريخي في الجزائر ومصر وتونس بل وفي تركيا أيام مندريس وأربكان، وهو يرى أنَّ الأغلبية الساحقة اليوم من القوى الإسلامية هي قوى إصلاحية لا تمارس العنف ولا تدعو إليه، ومع ذلك فأمام التغوُّل الهائل للدولة و موقف الإسلاميين العدائي للدولة العبرية، كل ذلك يجعل النخب الحاكمة العلمانية هي الخيار الأفضل للقوى الغربية مهما كانت مستبدِّة ومهما كانت فاسدة.
لا يريد الكتاب بطبيعة الحال القول أنَّ الإسلاميين هم الخيار الأفضل، لا أظن أن هذا أصلًا هدف من أهداف الكتاب، بل الكتاب يقول صراحة " إن ادعي الإسلاميون أنَّ المرجعية الإسلامية توفِّر حصانة ما لهم، فسينتهون إلى بناء استبداد جديد"، هو بالنهاية تأريخ جيد وممتع لتاريخ الإسلاميين.
"تعددت الجماعات والأصوات الناطقة بالإسلام تعدداً غير مسبوق وتعددت بالتالي المناهج والبرامج السياسة" بداية بجماعة الإخوان المسلمين مرورا بحزب التحرير وجماعة إسلامي للمودودي ثم الخميني والثورة الايرانية وصولاً إلي حزب العدالة والتنمية التركي وجماعات أخرى لم أذكرها يستعرض الكاتب الفترات التي مرت بها كل جماعة ورؤيتها الإصلاحية ومحاولاتها لتنفيذ هذه الرؤية.
أحد أكثر الكتب حيادية بدون مغالاة لطرف من الاطراف او ضد جهة معينة، ولكن لإظهار دور الحركات الإسلامية في العصر الحديث والاسلام ال��ياسي وأزمة التجديد في الربع الاخير من القرن التاسع عشر، بداية من محمد عبده حتي عصر ما قبل "الربيع العربي". الكاتب اكاديمي في مصادره وفي طريقة سرده للأحداث، وغير نمطي ولغة الكتاب سهلة جدا ومفهومة جدا ولا تتسم بالتعقيد والمصطلحات التي من الممكن أن يكون الكثير من عوام الناس علي عدم دراية بها. الكاتب نجح أن يعطي القراء بداية سهلة جدا وموضوعية لتحديد ماهية الاسلام السياسي في العالم الاسلامي والعربي ككل. مصادره جيدة جدا وغزيرة واصيلة باللغتين العربية والانجليزية. ارجح جدا مشاهدة الفيلم الوثائقي الذي يحمل نفس العنوان ومن إنتاج الجزيرة الوثائقية في ١٧ حلقة. توضيحه لموقف الاصلاحيين من فقهاء إلي مفكرين الي سياسيين وفلاسفة وأدباء, منهم المسلم ومنهم القبطي واليساري، يقفون جنب إلي جنب لميراثهم الحضاري، وبضرورة عدم الانسياق وراء كلمات او مصطلحات بدون الوقوف علي حقيقتها وعلي ما تستند إليه من مبادئ وأنه يجب أن تكون هناك مرجعية فكرية ننطلق منها ونستند إليها، ادركوا واعلنوا أن هناك إشكالية محورية اصابت العقل والفكر الاسلامي، لكن هذا لا يعني اننا بلا أساس وان الاسلام قد فشل وان الحل الوحيد هو أن نعلن فشل الاسلام وان نعلن هيمنة الحداثة الغربية باعتبارها مطلقة النجاح، بدون الوقوف علي إشكالياتها المحورية والاساسية في تفكيك الانسان وإذابته وقولبته وتوجيهه. طبعا الكتاب لايتناول كل شئ بالتفصيل، وإن كنت اتمني أن تكون بشكل من التفصيل وفي اكثر من جزء، من الممكن أن الكاتب اراد جعل الكتاب بسيط لإتاحة الفرصة لعدد كبير من القراء لمطالعة الكتاب والرجوع إلي المصادر للإستزادة إن ارادوا. اعتقد أن الكاتب يلعب نوعا من مواجهة الذات والوقوف علي مشكلتها والذات هنا هي الأمة بما تحمله من طوائف وقوميات مختلفة، لكن تبقي الاخلاقيات والمبادئ أساس يجب الرجوع إليها، وبدون "شخصنة" وعقل راجح متفتح لا متسيب ولا مغالي "لا إفراط ولا تفريط". يجب أن نضع اصابعنا علي الاخطاء، ليس من خلال إهالة التراب او التعامل علي انه لا مشكلة من الاساس، وان الإشكالية هي ببساطة تتمثل انه يوجد مؤامرة تحاك ضدنا واننا مستضعفين، في الحقيقة تجدوا أن المؤامرة الحقيقة هي النخب الحاكمة وشعوب ترضخ تحت حكم الفرد والاستبداد، الذي ادي بدوره الي العنف المسلح، وبزوغ نجم الجماعات الجهادية كحل لفرض توجه معين، وبسبب فقر وتسييس المؤسسات الدينية، القضائية.
هذه خمسة نجوم كاملة، واعتراف مني بأن هذا الكتاب هو أفضل ما قرأت حتى تاريخ اليوم، الرابع عشر من أيلول 2015.
الكتاب بشكل مبسط يتتبع الإسلاميين وأعمالهم وحركاتهم الاصلاحية من القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، وإذ صدر الكتاب في عام 2009، صعد الإسلاميون إلى الأضواء بشكل لافت في 2011 مع انطلاقة "الربيع العربي"، في تأكيد لكثير من كلام الكتاب عن مبادرات الاسلاميين وتحملهم الصراع المسلح وارتكابهم الكثير من الأخطاء في العمل السياسي سابقاً، الأخطاء ذاتها ارتكبت بعد 2011 !
الجميل في الكتاب صراحة وموضوعية الدكتور بشير، فإذا أراد أن يقول عن أحدهم أنه كان مؤسساً للعمل الإرهابي، لم ينكر أنه كان ذكياً أو عملياً أو صاحب كلمة بين أصحابه، يصف الأمور كما هي، يفصل الأمور ويضعها أمامك، بعيداً عن رأيه الشخصي أو العقل الجمعي للأمم أو المجتمعات في حكمها على الأشياء. ومن هذا المنبر، فإني أدعو جميع الحركات الإسلامية، أن تتخذ من هذا الكتاب منطلقاً لتصويب مسارها، والتعلم من دروس التاريخ وأخطائها. سأعود كثيراً إلى هذا الكتاب، قارئاً ومتعلماً، ومتعظاً
الإسلام هو دين اكثر من مليار شخص من سكان المعمورة ولكن الأثر الذي أثار ويثير أوسع الجدل اليوم هو أثر الأسلام السياسي ! هذا الكتاب يقدم صورة كُلية للظروف التي ولدت فيها الظاهرة الإسلامية السياسية ، وللمرحلة الاولى من تاريخها ، يُبين الكاتب ولادة التنظيمات الاسلامية الأم وتبلور هوية هذه التنظيمات وتوجهاتها الفكرية السياسية . حيث ان في مصر وباكستان يعتبر الاسلاميون منذ منتصف الخمسينات أحد ثوابت الحياة السياسية ، حتى عندما يمنعوا من ممارسة العمل السياسي الشرعي ! اما في اليمن والردن والمغرب فان الاسلاميون يحتلون موقعاً اساسياً في الخارطة السياسية ! يمُر الكاتب ببداية الأخوان المسلمين ، ومن ثم ينتقل الى حسن البنا ويشرح سبب أغتياله ، ويصف الصراع الذي قام بين الهضيبي وعبد الناصر ، والخلاف في قيادة الأخوان على الموقف من قيادة الثورة المصرية ، الذي أدى الى خلاف وبلبلة في صفوف الجماعة واخذ في اضعاف وحدة قرارها..وصولاً الى القضية الفلسطينية وموقف الجماعة الاسلامية ويقدم شرح عن التحرُكات الاسلامية في الكثير من الدول ، السودان ، الجزائر ، تركيا .. الكاتب يشرح ظاهرة غاية في الأهمية ! ظاهرة العنف الاسلامي .. مالئة العالم وشاغلة الناس ! بصراحة كتاب جداً ثري بالمعلومات ! ويحتاج أكثر من قراءة .. أنصح بقرائته ☺️☺️
الكتاب نور لى حاجات كتير ما كنتش عارفها.. حسيت إن الإعلام كان بيوجه تهم كده من غير أى دليل، وبينسب كل بلاوى للإخوان المسلمين مع منهجهم وتفكيرهم غير كده خالص.. الفصل بتاع تركيا عصبنى جدااااااا.. يخرب بيت كده! معاداة للإسلام بشكل علنى سافر يعنى، إيه ده! ربنا يحرق أتاتورك وينتقم منه...
تسجيل رائع محترف - على صغر حجمه مقارنة بموضوعه - لتطور حركات الإصلاح السياسي الإسلامي ورواده وقادته، وتطور حركات الإسلام السياسي بعد مرورها بفترات عديدة عاصفة من العنف في مقاومة الاستعمار في العالم الاسلامي، والتحول للعنف السياسي أيضا امام تعنت الأنظمة واستبدادها، ومرورا بتجارب الثورات، وغيرها من المحاور المختلفة المؤثرة في تطور الفكر الإصلاحي للإسلاميين.
ربما المزية الأولى للكتاب - في وجهة نظري - هو إشعاري الحقيقي بالرابطة الإسلامية بين المسلمين من أبناء العالم المعاصر، والرغبة التي لم تنقطع على مر السنين في تعبير الإسلام عن دوره في الفكر السياسي والإصلاحي في الشعوب، يأتي بعدها إدراك بعض أبعاد العمل السياسي في إطار العوامل المؤثرة عليه، وتحول المسارات ما بين الانطلاق من المبادىء والاستجابة للواقع.
الكاتب بنطلق من مصر ومن الآباء الإصلاحيين كالأفغاني ومحمد عبده وتلاميذهم، وبالطبع الإخوان المسلمين والبنا، ثم يأخذك إلى الهند وباكستان والمودودي، ثم يعود إلى مصر حيث انتقام المفكر - سيد قطب - ثم يعود لإيران الثورة، ثم المملكة العربية السعودية، وسوريا، ثم يلقي الضوء على فترة انتشار العنف في أوساط الإسلاميين، ثم يتعرض لحركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان، والجهاد الأفغاني، و يتعرض لتجربة الترابي في السودان، والجبهة الإسلامية في الجزائر، والغنوشي في تونس، ويتعرض لمنشأ القاعدة وتداعيات الغزو الأمريكي لأفغانستان، ويتعرض للتجربة التركية، وأخيرا يلقي الضوء على الإصلاحيين المعاصرين وحدود أزماتهم، وتوصيات هامة في سبيل التطور السياسي المنشود للإسلاميين.
مجموعة مقالات متسلسلة تتناول صراعات الإسلاميين مع السلطة والبيئة التي ولدت فيها هذه الصراعات وعواملها .. يتناول تاريخهم مع العنف الذي بدا لي أسوداً في صفحاتٍ شتى .. الكتاب يطرح موضوعه باختصار ووضوح ، يشيرُ إلى أهم الجماعات الإسلامية السياسية والإصلاحية .. يمر عليها مروراً موفقاً ويتطرق لمشاكلها ضمناً وصراحةً ، ثم يختتم بمقالة عن الإسلاميين والمستقبل والتي ناقشت بعض الأسئلة مجيبةً عنها وطرحت أسئلة جديدة ومدت أفقاً للتفكير في الغد ، ليس غد الإسلاميين عيناً ولكن غدنا كعالمٍ إسلاميّ يرجو تحصينَ قيمه ومبادئه ويحاول التحكم في تأثير تقلبات العالم من حوله .
الكتاب جدير بالقراة لمن يهمه تصفح تاريخ الإسلاميين باختصار، إلا أن المقالتين الأخيرتين أو المقالة الأخيرة والخاتمة جديرتان بالقراءة لكل ساعٍ نحو التثقف .
كتاب رائع، أضاف لي الكثير في فهم السياق الذي ولدت به الحركات الإسلامية، كما أنه رتب الأحداث والأفكار أيضا بالسياق الذي ولدت به أولا، ومن ثم كيفية انتقالها.
رغم تطرق الكاتب للحالة السعودية بعمق، وهو جزء غني بالمعلومات، إلا أن الكاتب تجاهل أو لا يرى أهمية طرح شيء عن الإسلاميين في دول الخليج الأخرى. لم يتطرق الكاتب لقطر، عمان، البحرين والإمارات أبدا، وكأن هذه الدول ليست في الخارطة الإسلامية. وهذا أمر مريب، قد أتقبله في تلفزيون الجزيرة، أما في أبحاثها فلا.
يغطي الكتاب دراسة مسحية ان جاز التعبير عن القوى الاسلامية السياسية محاولا وضعها على خارطة زمنية... م��يرا بذلك الى الظروف التي ولدت تلك الظواهر الاسلامية المسيسة تتطرق الكاتب للعديد من الدول كمصر وباكستان وايران وسوريا والعراق واندونسيا والمغرب والسعودية وكل منهم بفترة الذروة لتلك التيارات الاسلامية خاتما حديثه بظاهرة العنف الاسلامي وظاهرة الاسلاموفوبيا وخصوصا بعد احداث 11 سبتمبر وبروز القاعدة كحاملة للواء العنف الاممي
الحمد لله الذي يسر لي قراءة هذا الكتاب الشارح بموضوعية وانصاف وضع الاسلاميين وتشكلهم كحدث تاريخي معقد جداً , هذا الكتاب هو الافضل لاي شخص يريد ان يتعرف عن منطلقات الاسلاميين ووضعهم ورؤيتهم ومشاكلهم ومخاوفهم .
الاسلاميون وعلاقة الدولة بالدين والدولة الاسلامية والكثير من القضايا التي لم يجيب عنها الاسلاميين بوضوح قرر الكاتب انها قد تكون مشكلات كبرى تواجههم عندما يحكمون...وكأنه يقرأ الفنجان :)
في بحث طويل المدى يستخدم السيد بشير بن موسى نافع منهجًا وصفيا لذكر الحالة الإسلامية في العصر الحديث فينتقل من جيل الرواد إلى دراسة مستقبل الإسلاميين. يخصص الكتاب كل فترة وحدها فجيل الرواد من محمد عبده وجمال الدين الأفغاني والسيد محمد رشيد رضا الذين يطلق عليهم الاصلاحيون الأوائل فجيل آخر متشعب من السيد حسن البنا والمودودي وأعضاء حزب التحرير مرورا بالحالة الاسلامية في مصر وسوريا والجزائر في الستينات والسبعينات والثمانينات وانتهاء بالتكوينات الإسلامية الحديثة مثل جماعة الاخوان في مصر وغيرها في بلاد المغرب العربي! الكتاب بلغة أهل الطب يعتمد التشريح بدلا من الفسيولوجي أي أنه يجيب على سؤال ماذا بدلا من سؤال لماذا، والذي اعتقد يحتاج لمزيد من القراءة الاستقصائية لعل كتاب الاصلاح السياسي في الفكر الاسلامي لمحمد أبو رمان يصلح كمزيد من الامتداد للكتاب! ومن الممكن القول أنه عند التشريح لا يمكن أن لا تكون حياديا لأن بمنتهى البساطة اغفال الجزء من الحادثة أو الواقعة يوقعك في مغالطة النقص المنهجي ويضيع المعرفة التامة للموضوع التي يستهدفها الكاتب لذلك كان الكاتب في غاية من الدقة والموضوعية في ذكر كافة التفاصيل، اللهم إلا اغفالا بسيطا لبعض الوقائع التي لا تغير من وصول الحقيقة لذهن القارىء! إن وصف التجربة الإسلامية التي لم تنقطع تاريخيا في أي فترة من فترات الزمان حتى في أشد مراحل الزمان نكاية بالمسلمين هو أمر غاية في الصعوبة ولكنه شيء يستحق أن تتمحور حوله الفهارس وربما من الممكن أن يتم اصدار جزء ثاني من الكتاب لفترة ما بعد العام 2011 لسرد التجربة الكاملة لم حدث للاسلاميين في الواقع العربي! تظل التيارات الفكرية لا تنقطع من عموم المسلمين بل أنه في بعض الأحيان يخرج في قطرين متباعدين نفس الفكر مثل ماحدث ما بين ابو الاعلى المودودي وحسن البنا فبرغم أنهما لم يلتقيان إلا أنهم أنتجا نفس الفكر واحدا في الهند والآخر في مصر ! اعتقد أنه كتاب يستحق القراءة ويستحق الترجمة أيضا لكي يعلم هذا العالم حقيقة المسلمين !
الكتاب به استعراض بانورامي لنشأة وتطور الحركات الإسلامية بمختلف أشكالها، وهو إن لم يكن تحليليا بالأساس فإنه لا يخلو من تحليل وافٍ للسياقات ذات الدلالة في تاريخ الإسلام السياسي. أسلوب الكتاب سلس للغاية ولا يُغرق القارئ بالمعلومات ولا تفاصيل الأفكار والبرامج السياسية، وبذلك يساعد على تسكين كل حركة أو مفكر أو تيار في الإطار التاريخي والفكري للإسلام السياسي وتصور العلاقات فيما بينها. وتحتوي الخاتمة على إشارات مفيدة حول البيئة المحلية والدولية المحيطة بالإسلام السياسي، والاستجابة التي تتعين على الحركات الإسلامية إزاءها.
نظرة عامة توثيقية لتاريخ الحركات الإسلامية في الوطن العربي خلال القرن الماضي، وأثرها على الحياة السياسية والمجتمع العربي. ما بين تجارب متشابهة بنفس النتائج، وتجارب فريدة، تجارب جريئة وتجارب متحفظة، وتجارب وديعة وتجارب عنيفة، يطرح الكتاب ذلك، وأزمات تلك التجارب وما آلت إليه مجتمعاتها نتيجة القرارات سواء من الدولة أو الحركة الإسلامية أو كرد فعل بينهما معًا .
الكتاب جميل جداً وهو مقدمة جميلة لقراءة تاريخ "الإسلاميون" من غير تعرض يذكر للتيارات السلفية والتي لم تشتغل بالسياسة في القرن الماضي بالقدر الذي يجعلها تدرج في هذا الكتاب. الكتاب تاريخي فكري مع نظرة نقدية غير متحاملة في المجمل للتيار الإسلامي في مختلف بلدان العالم المؤثرة في المشهد
يأخذك الكاتب في رحلة عبر معظم الدول الإسلامية ليرسم لك الخريطة السياسية و الاجتماعية و الفكرية لهذه البلدان و خاصة الخريطة المتعلقة بالإسلاميين . صراحة قبل هذا الكتاب كنت عاجزاً عن فهم الخارطة السياسية المتعلقة بالإسلاميين في البدان العربية ، و أشعر أن .الكتاب يحتاج إلى قراءة ثانية أهم فكرة لدى الكاتب جاءت في آخر الكتاب: من السذاجة الحديث عن نظرية إسلامية موروثة، أو جوهر أسلامي ، لتسويغ العنف و الإرهاب . الإسلاميون الذين حملوا السلاح جاءوا من خلفيات فكرية مختلفة ، وبل و متباينة أحياناً . ما يجمع بينهم أنهم وجدوا أنفسهم في ظروف مولدة للعنف ، و أنهم تصوروا أن العنف هو الطريق الأقصر أو الوحيد لتحقيق الحق كما يتصورونه . و لا يمكن بأية حال من الأحوال وضع العنف باعتباره وسيلة لمقاومة المحتل الأجنبي ، و العنف كأداة للتغيير السياسي ، في كفة واحدة . بل إن توظيف العنف كأداة سياسية يهدد بمزيد من الانقسام الداخلي ، و يؤدي إلى مزيد من تقويض علاقة المسلمين بالعالم .
هذا الكتاب من البداية لا يدعي إلماله بهذه الظاهرة بكاملها أو استيعابه لكل متغيراتها ومتغيرات حركاتها وجماعاتها وليس هو بكتاب يؤرخ لهذه الجماعات جميعا
إنما هو دراسة مُختصرة للظاهرة التي إلى الآن تبدو الأبرز على الساحة السياسية العربية والإسلامية وحتى العالمية
كيف تولدت؟ والمتغيرات التي طرأت عليها ؟ والمآلات الحالية ؟ واختلاف التجارب باختلاف الظروف والموروث التاريخي والعوامل الجيوبوليتيكة عليها والعوامل العالمية
بكل هذا يرسم الدكتور بشير نافع هذه اللوحة " نعم لوحة فنية" لخارطة هذه الحركات ومنطلقاتها الفكرية ومآلاتها الحالية
كتاب مميز جدا، يقدم تلخيصا لتجربة الإسلاميين في المئة عام الأخيرة ... أبرز ما يميز الكتاب هو ربطه الجذاب بين التجارب المختلفة، مع اختلاف وسائلها ومآلاتها، وبالرغم من معلوماته الغزيرة، إلا أن الكاتب استطاع أن يكون طرف محايد ويعرض التجارب بقدر كبير من التجرد.
الكتاب بداية مهمة لكل من يريد دراسة تاريخ الحركة الإسلامية و أرى أنه من الواجب على كل أبناء الحركة الإسلامية المتصدين للشأن العام قراءه قراءة هذا الكتاب.
رأيت أن الكتاب موضوعي أكثر من اللازم في أكثر المواضع (أي: موضوعي بطريقة باردة)، وفي مواضع أخرى أقل موضوعية. الكتاب جيد، أعجبني تنظيمه وترتيبه، وسأعيد قراءته مع رسم خطوط زمانية لكل بلد لأتوسع لاحقا في تاريخه. الكتاب مليء بالأسماء، وكذلك بالمعلومات الجديدة المثيرة. انزعجت من عدم ذكره لأي شيء يتعلق بالإسلاميين في الكويت، الإمارات، قطر، سلطنة عمان. تحديدا انتظرت -باهتمام بالغ- شيئا عن الإسلاميين في الإمارات وقطر.