Academia.eduAcademia.edu

Moroccan-Algerian Relations: The Geostrategic Complex

2014, Siyasat Arabiya

‫‪31‬‬ ‫وليد عبد الحي‬ ‫*‬ ‫العالقات المغربية الجزائرية‪:‬‬ ‫العقدة الجيوستراتيجية‬ ‫تناقش هذه الورقة التنافس الجزائري المغربي على موقع الدولة المركزية في إقليم المغرب‬ ‫أن التنافس بين‬ ‫العربــي‪ ،‬وتعــرض إلى مراحــل تاريخ الصــراع الجزائري المغربــي‪ .‬وترى الورقــة ّ‬ ‫هذيــن البلديــن العربييــن الجارين حول موقع "الدولــة المركزية" هو المتغيــر الرئيس (وليس‬ ‫الوحيد)‪ ،‬لتفســير توتُّر العاقات بين البلدين وانعكاســه على مســيرة اتحاد المغرب العربي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وترى الورقة أن ّ‬ ‫مختلفة يختفي كلها وراء‬ ‫تعبيرات‬ ‫كل مظاهر الصراع بين البلدين ليست إال‬ ‫ٍ‬ ‫أن التوازن النسبي في موازين القوى بين البلدين هو‬ ‫هذا المتغير الرئيس‪ .‬يضاف إلى ذلك ّ‬ ‫العامــل الذي يفســر تمركز الخاف بيــن هاتين الدولتين من دون بق َّيــة دول المغرب العربي؛‬ ‫أن ك ً ّلا منها ال تمتلك مؤهات احتال موقع "الدولة‬ ‫إن تونــس وليبيــا وموريتانيا تدرك ً‬ ‫جيدا ّ‬ ‫إذ ّ‬ ‫المركزية"‪.‬‬ ‫*‬ ‫أستاذ العالقات الدولية يف جامعة الريموك ‪ -‬األردن‪.‬‬ ‫العدد ‪6‬‬ ‫‪32‬‬ ‫اإلطار النظري‬ ‫كانون الثاني ‪ /‬يناير ‪2014‬‬ ‫الكيل بني طرفني‬ ‫من ناحية أخرى‪ .‬وعليه فإ ّن توازن القوى النسبي أو ِّ‬ ‫معني‪ ،‬هو الذي يح ِّدد قاعدة الرصاع بينهام‪.‬‬ ‫يف إقليم جيوسيايس َّ‬ ‫يخربنا علامء الجيوسرتاتيجية بأ ّن إحدى مشكالت األقاليم السياسية يف‬ ‫كل إقليم عىل احتالل موقع "الدولة وإذا عددنا ميزا َن القوى مجموع َة املتغريات املادية واملعنوية وف ّن‬ ‫العامل هي التنافس الحا ّد بني دول ّ‬ ‫كل من الجزائر واملغرب يف هذه‬ ‫املركزية" ‪ Core state‬يف اإلقليم‪ ،‬نظ ًرا إىل أ ّن الوصول إىل موقع هذه إدارة هذه املتغريات‪ ،‬فإ ّن املقارنة بني ّ‬ ‫عرب إرادتها‪ ،‬وميكِّنها الجوانب تشري إىل توازن نسبي تتّضح مالمحه يف املؤرشات التالية‪:‬‬ ‫الدولة يجعل ّ‬ ‫كل تفاعالت العامل مع اإلقليم مت ّر ْ‬ ‫كل تلك التفاعالت ملصلحتها‪ .‬وكلام كان التفاوت يف‬ ‫من تكييف ّ‬ ‫موازين القوى بني وحدات اإلقليم السيايس أكرب‪َ ،‬خبَا التنافس ملصلحة مؤشرات المتغيرات المادية‬ ‫القوة الكربى‪ ،‬يف حني يشتد أُ َوار التنافس كلام كانت موازين القوى للقوة في الدولتين‬ ‫بني تلك الوحدات أكرث تقاربًا‪.‬‬ ‫تدل أغلب املؤرشات املادية من خالل الجدول (‪ (1‬عىل توازن نسبي‬ ‫وتتغذَّى مظاهر هذا التنافس ‪ -‬عىل الدولة املركزية بني القوى اإلقليمية مييل‪ ،‬إىل ح ّد ما‪ ،‬إىل مصلحة الجزائر‪ ،‬وهذا األمر يع ّزز نزعة هذه‬ ‫املتقاربة ‪ -‬عىل مجموعة من املتغريات ذات الصبغة التاريخية أحيانًا‪ ،‬الدولة إىل أن تكون هي "الدولة املركزية"‪ ،‬يف الوقت الذي يرى فيه‬ ‫ٍ‬ ‫أو املعارصة واملتج ِّددة أحيانًا أخرى‪ ،‬فتبدو تلك املتغريات‬ ‫تباينات يف املغرب أ ّن اإلرث التاريخي ملنطقة املغرب ك َّرس مركزيتها عىل حساب‬ ‫لكل من أطراف املنافسة‪.‬‬ ‫االختيارات اإلسرتاتيجية ّ‬ ‫الوحدات اإلقليمية األخرى‪.‬‬ ‫وت ُع ُّد منطقة املغرب العريب (ليبيا‪ ،‬وتونس‪ ،‬والجزائر‪ ،‬واملغرب‪،‬‬ ‫عرب قرون‬ ‫وموريتانيا(‬ ‫ً‬ ‫إقليام جيوسياس ًّيا بهوية تاريخية تك َّرست ْ‬ ‫عرب مراحله التاريخية املختلفة "دول مركزية" تنقلت‬ ‫طويلة‪ ،‬وظهرت ْ‬ ‫كل مرحلة‪ ،‬عىل‬ ‫بني الوحدات‪ ،‬طبقًا للبنية الجيوسياسية لإلقليم يف ّ‬ ‫أ ّن املغرب األقىص كان األكرث ُحظو ًة مبوقع املركزية يف أغلب الفرتات‬ ‫التاريخية‪.‬‬ ‫مؤشرات المتغيرات المعنوية‬ ‫تحتل مرتب ًة متأخر ًة‬ ‫ُّ‬ ‫نتبني من الجدول (‪ (2‬أ ّن كلتا الدولتني‬ ‫َّ‬ ‫((‪ 11‬و‪ (115‬يف املؤرش العا ّم للدميقراطية‪ ،‬وأ ّن الفوارق النسبية‬ ‫بينهام يف مؤرشات الفعالية الحكومية‪ ،‬والح ِّريات املدنية‪ ،‬والثقافة‪،‬‬ ‫كل دولة تتق َّدم عىل األخرى‬ ‫واملشاركة السياسية‪ ،‬ليست كبريةً‪ ،‬وأ ّن ّ‬ ‫ومع استقالل دول املغرب العريب وانحسار الوجود االستعامري يف بعض املؤرشات‪ ،‬وتتخلف عنها يف مؤرشات أخرى؛ ما يع ّزز التوازن‬ ‫املبارش‪ ،‬بدأت تظهر دعوات وحدوية‪ ،‬أو تكاملية بني هذه الدول‪ ،‬النسبي بني الدولتني‪.‬‬ ‫لكن مشكالت الحدود السياسية‪ ،‬وتباين التوجهات والخيارات‬ ‫لكل وحدة من وحدات إقليم مؤشرات إدارة متغيرات القوة‬ ‫اإلسرتاتيجية‪ ،‬وتبعات اإلرث التاريخي ّ‬ ‫املغرب العريب‪ ،‬شكَّلت عوائق تحقيق النزوع الوحدوي أو التكاميل‪ .‬إذا عددنا مقياس العوملة تعب ًريا عن ف ّن إدارة متغريات القوة املادية‬ ‫وقد متركزت أبعاد هذه العوائق يف العالقات املغربية الجزائرية‪ ،‬من واملعنوية للدولة يف نطاق البيئة الدولية‪ ،‬فإ ّن النتائج ت ُع ِّزز فكرة‬ ‫دون أن َ‬ ‫ننفي َدور عوائق أخرى مساعدة‪ ،‬سنشري إليها عىل عجلٍ يف التوازن النسبي بينهام‪ ،‬عىل نحو ما يتضح ذلك من خالل الجدول (‪.(3‬‬ ‫ثنايا هذا البحث‪.‬‬ ‫وعىل ال ّرغم من أ ّن يف الجدول إشار ًة إىل فارق يف الرتتيب الدويل‪ ،‬يف‬ ‫لكل من الدولتني (‪ 103‬و‪ ،(65‬فإ ّن كلتيهام تقع ضمن‬ ‫مؤرش العوملة‪ّ ،‬‬ ‫الكيل أو املؤرشات الفرعية‪،‬‬ ‫مجموعة الدول الضعيفة العوملة يف املؤرش ِّ‬ ‫قاعدة الصراع‬ ‫مؤرش العوملة‬ ‫بخاصة االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬ولكنهام متقدمتان يف ّ‬ ‫على «الدولة المركزية»‬ ‫السياسية؛ ما يؤكِّد ثاني ًة التوازن بينهام‪ ،‬فهام – االثنتني ‪ -‬متخلِّفتان يف‬ ‫املؤرشات نفسها‪ ،‬ومتقدمتان م ًعا يف املؤرش السيايس نفسه‪.‬‬ ‫أرشنا سابقا إىل أ ّن التوازن النسبي بني البلدين يف موازين القوى يجعل‬ ‫أي منهام مبوقع "أعىل" من الدولة األخرى أم ًرا متعذ ًرا يف ّ‬ ‫السابقة أ ّن الجزائر متقدمة عىل املغرب يف أغلب‬ ‫قبول ٍّ‬ ‫ظل وتوضح املؤرشات َّ‬ ‫طبيعة ال ُّنظم السياسية وبنية ال ُّنخب الحاكمة من ناحية‪ ،‬والصورة املؤرشات املادية للقوة‪ ،‬يف حني أ ّن املغرب يتقدم عىل الجزائر يف‬ ‫كل من الدولتني عن ذاتها وعن الدولة األخرى أغلب املتغريات املعنوية‪ ،‬ويف مؤرشات العوملة أيضً ا‪.‬‬ ‫التاريخية التي تختزنها ّ‬ ‫دراسات وأوراق تحليليّة‬ ‫‪33‬‬ ‫العالقات المغربية الجزائرية‪ :‬العقدة الجيوستراتيجية‬ ‫الجدول (‪)1‬‬ ‫مؤرشات املتغريات املادية للجزائر واملغرب عام ‪2012‬‬ ‫(*)‬ ‫املؤرش‬ ‫ِّ‬ ‫الدولة‬ ‫إ‪ .‬الناتج املحيل‬ ‫عدد السكان‬ ‫الدخل الفردي‬ ‫الجزائر‬ ‫(‪ 20‬مليارات دوالر‬ ‫‪ 3(,5‬مليونًا‬ ‫‪ 5404‬دوالرات‬ ‫املغرب‬ ‫‪ 100,345‬مليار دوالر ‪ 32,9‬مليونًا‬ ‫مؤرش التنمية معدل الدين العا ّم من‬ ‫اإلنفاق الدفاعي‬ ‫البرشية(**( البطالة الناتج املحيل(‪(%‬‬ ‫املساحة‬ ‫‪ 2,3(1‬مليون كم‪ 9,( 2‬مليارات دوالر‬ ‫(‪0,69‬‬ ‫‪%9,7‬‬ ‫‪%(,9‬‬ ‫‪ 3‬مليارات دوالر‬ ‫‪0,5(2‬‬ ‫‪%(,9‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪ 2924‬دوال ًرا‬ ‫‪446,55‬كم‪2‬‬ ‫الجدول (‪)2‬‬ ‫مقارنة املستوى الدميقراطي والح ِّريات بني املغرب والجزائر عام ‪2012‬‬ ‫(***)‬ ‫التعدّدية‬ ‫واالنتخابات‬ ‫فعالية‬ ‫الحكومة‬ ‫املشاركة السياسية‬ ‫الثقافة‬ ‫السياسية‬ ‫الح ِّريات املدنية‬ ‫الدميقراطية بحسب‬ ‫معدل الدميقراطية‬ ‫الرتتيب الدويل‬ ‫الجزائر‬ ‫‪3,(3‬‬ ‫(‪11‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2,21‬‬ ‫‪3,(9‬‬ ‫‪5,63‬‬ ‫‪4,41‬‬ ‫املغرب‬ ‫‪4,07‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪3,50‬‬ ‫‪4,64‬‬ ‫(‪2,7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,41‬‬ ‫الجدول (‪)3‬‬ ‫مؤرشات العوملة عام ‪ 2013‬للجزائر واملغرب‬ ‫(****)‬ ‫املؤرش‬ ‫ِّ‬ ‫الرتتيب الدويل‬ ‫مؤرش العوملة الكيل‬ ‫العوملة االقتصادية‬ ‫العوملة االجتامعية‬ ‫العوملة السياسية‬ ‫الجزائر‬ ‫‪103‬‬ ‫‪52,37‬‬ ‫‪47,13‬‬ ‫(‪35,2‬‬ ‫‪(3,94‬‬ ‫املغرب‬ ‫‪65‬‬ ‫(‪61,3‬‬ ‫‪51,61‬‬ ‫‪50,77‬‬ ‫‪90,03‬‬ ‫الدولة‬ ‫انظر عىل الرابطني‪:‬‬ ‫انظر عىل الرابط‪:‬‬ ‫انظر عىل الرابط‪:‬‬ ‫انظر عىل الرابط‪:‬‬ ‫;‪http://sahara-question.com/en/content/algerian-moroccan-arms-race‬‬ ‫‪http://www. gfmag.com/gdp-data-country-reports/332-algeria-gdp-country-report.html#axzz2kF0ynS3f‬‬ ‫‪http://hdr.undp.org/en/media/HDR_2011_EN_Tables.pdf‬‬ ‫‪https://portoncv.gov.cv/dhub/porton.por_global.open_file?p_doc_id=1034‬‬ ‫‪http://globalization. kof. ethz. ch/media/filer_public/2013/03/25/rankings_2013. pdf‬‬ ‫‪34‬‬ ‫العدد ‪6‬‬ ‫كانون الثاني ‪ /‬يناير ‪2014‬‬ ‫إدارة الصراع على "الدولة المركزية" قائال‪" :‬النفط يفرز عــادةً‪ ،‬ما نسميه يف علم االجتامع "املجتمع‬ ‫النفطي"‪ .‬وهذا املجتمع [‪ ]...‬كث ًريا ما يُحدث نو ًعا من الشيزوفرينيا‬ ‫بين الجزائر والمغرب‬ ‫السيكولوجية فتصاب القيادة السياسية بجنون العظمة‪ ،‬وتنظر خارج‬ ‫تتمثَّل قاعدة إدارة ال ـرصاع بالعمل عىل توظيف عنارص القوة حدود بالدها أل ّن لها التمويل الالزم إلدارة النفوذ الوهمي"(‪.(3‬‬ ‫لطرف ما؛ من أجل تحقيق أكرب قدر من املكاسب أو ّ‬ ‫أقل قدر من ومن الرضوري اإلشارة إىل الصورة الذهنية التي تشكَّلت تاريخ ًّيا‪،‬‬ ‫كل من طريف العالقة بجانب سلبي يف مالمحها‬ ‫الخسائر‪ ،‬والعمل عىل زيادة عنارص القوة الذاتية من ناحية‪ ،‬وتعميق والتي يحتفظ فيها ّ‬ ‫ثغرات الضعف لدى الخصم املقابل من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫العا َّمة تجاه اآلخر‪ ،‬بد ًءا من اتهام بعض الجزائريني للمغرب بتسليم‬ ‫وعند النظر يف طبيعة الرصاع بني الجزائر واملغرب‪ ،‬فإ ّن ًّ‬ ‫كال منهام األمري عبد القادر الجزائري‪ ،‬مرو ًرا بصورة الجزائريني الذين كانوا‬ ‫(يف ّ‬ ‫السابقة( يسعى لتعزيز قدراته الذاتية وتحالفاته يف املغرب وتعاونوا مع فرنسا خالل فرتة السلطان املغريب موالي‬ ‫ظل فرضيتنا َّ‬ ‫ُقل قادة‬ ‫اإلقليمية والدولية‪ ،‬ليكرس مؤهالته املطلوبة للدولة املركزية من عبد الرحمن وبعدها‪ ،‬ث ّم اختطاف الطائرة التي كانت ت ّ‬ ‫جهة‪ ،‬ونقاط ضعف اآلخر يف االتجاهات ِ‬ ‫املغرب باالضطالع بدور يف‬ ‫نفسها من جهة أخرى؛ من الثورة الجزائرية عام ‪ ،1956‬وات ِّهام الجزائر‬ ‫َ‬ ‫أجل تقليص فُرص فوز الخصم مبكانة الدولة املركزية‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬ث ّم وقوع الحرب بني الطرفني عام ‪ ،1963‬بعد استقالل الجزائر‬ ‫وعىل هذا األساس سنعمل عىل تحليل شبكة العالقات الجزائرية بفرتة قصرية‪ ،‬ث ّم بروز أزمة الصحراء‪ ،‬وصوالً إىل اتهام املغرب مبساندة‬ ‫حركات إسالمية تعمل ض ّد الحكومة الجزائرية يف العقد األخري من‬ ‫املغربية عىل النحو التايل‪:‬‬ ‫القرن املايض‪ ،‬وانتها ًء بتج ُّدد االتهامات املتبادلة بني الطرفني‪ ،‬املتعلقة‬ ‫مالبسات العالقات التاريخية‬ ‫مبوضوع الصحراء‪ ،‬عالو ًة عىل انقطاع العالقات الدبلوماسية بني‬ ‫عقدة الصحراء الغربية‬ ‫و ُ‬ ‫الطرفني من ‪.(4(19(( - 1975‬‬ ‫من دون العودة إىل فرتات التاريخ املختلفة‪ ،‬يستشعر املتأمل يف‬ ‫لكل من الدولتني أ ّن املغرب لديه إحساس‬ ‫أدبيات التاريخ السيايس ّ‬ ‫(بغض النظر عن مدى صحة هذا اإلحساس تاريخيًّا(‬ ‫عميق‬ ‫ِّ‬ ‫بأنه من الناحية التاريخية كان مرك ًزا ملعظم الدول التي عرفها‬ ‫بقي نحو خمسة قرون‪ ،‬حتى‬ ‫اإلقليم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا اإلسالمية منها‪ ،‬وأنه َ‬ ‫ً‬ ‫بداية القرن العرشين يف منأى عن السيطرة العثامنية واألوروبية‬ ‫(ماعدا جيوبًا ساحلي ًة سيطر عليها الربتغاليون واإلسبان(‪ .‬يف حني ترى‬ ‫الجزائر نفسها منوذ ًجا للدولة الثورية األكرث تجذ ًرا يف املغرب العريب‬ ‫والقارة اإلفريقية‪ ،‬وال ترى يف املغرب إال تعب ًريا عن الدولة التقليدية‬ ‫وعىل ال ّرغم من تراجع بعض موضوعات الخالف‪ ،‬ومحاوالت تطوير‬ ‫التي هي يف طريقها إىل االنقراض‪.‬‬ ‫اتحاد املغرب العريب منذ ‪ ،19(9‬وتكرار اللقاءات الدبلوماسية بني‬ ‫ذلك يعني أ ّن املغرب يستند إىل التقاليد التاريخية‪ ،‬يف حني أ ّن الجزائر الطرفني‪ ،‬فإ ّن موضوع الصحراء أعاد خالل أواخر عام ‪ 2013‬العالقات‬ ‫تستند إىل التاريخ املعارص؛ ليثبت ّ‬ ‫كل منهام رشعية حقِّه يف "الدولة إىل نقطة الصفر تقري ًبا‪ .‬وهذا األمر يستدعي التوقف عند موضوع‬ ‫املركزية"‪ ،‬وهو الهاجس الذي َّ‬ ‫عرب عنه بكل وضوح ملك املغرب الصحراء لتحديد أبرز أبعادها وموقف الطرفني منها‪ ،‬حتى نؤكِّد‬ ‫َّ‬ ‫السابق الحسن الثاين بقوله‪" :‬إ ّن تحركات الجز(‪(1‬ائر يف املنطقة تشري إىل م َّر ًة أخرى أ ّن األمر ليس إال مظه ًرا من مظاهر التنافس عىل "الدولة‬ ‫الثاين‬ ‫الحسن‬ ‫ويكرر‬ ‫‪،‬‬ ‫العريب"‬ ‫املغرب‬ ‫يف‬ ‫بروسيا‬ ‫دور‬ ‫للعب‬ ‫نزوعها‬ ‫املركزية" يف اإلقليم‪.‬‬ ‫املضمون نفسه بقوله "مل أكن أسعى ملزاحمة الجزائر‪ ،‬ولكني مل أكن‬ ‫(‪(2‬‬ ‫أقبل أن تزاحمني" ‪ ،‬ويضيف يف معرض مقارنته بني املغرب والجزائر ‪ 3‬املرجع نفسه‪.‬‬ ‫بل إ ّن الشاذيل بن جديد (الذي حكم من ‪ 1979‬إىل ‪ (1992‬يرى أ ّن‬ ‫هناك بع ًدا شخصيًّا يف خلفيات الرصاع املغريب الجزائري‪ ،‬ويشري يف‬ ‫مذكراته إىل "أ ّن العالقة بني هواري بومدين والحسن الثاين كانت‬ ‫متصلِّبةً‪ ،‬وكأمنا بني الرجلني حساب قديم يجب تصفيته‪ِ ،‬‬ ‫وحقد دفني‬ ‫مل يستطيعا تجاوزه‪ ،‬وخلق هذا كلّه ج ًّوا من الشك وانعدام الثقة‪،‬‬ ‫كل محاوالت إرساء قواعد تعاون ُمثم ٍر يصون‬ ‫انعكس سلبيًّا عىل ّ‬ ‫(‪(5‬‬ ‫تطلعات الشعبني إىل التحرر واالستقرار" ‪.‬‬ ‫نصا‪ ،‬يف املحارضة التي ألقاها الصحفي الفرنيس املعروف بول بالتا يف الجزائر‬ ‫‪ 1‬ورد ذلك‪ًّ ،‬‬ ‫العاصمة بتاريخ ‪ ،19((/4/13‬انظر جريدة الشعب الجزائرية‪.19((/4/14 ،‬‬ ‫‪ 2‬الحسن الثاين‪ ،‬ذاكرة ملك (الرياض‪ :‬الرشكة السعودية لألبحاث والنرش‪.(( - 50 (1993 ،‬‬ ‫‪ 4‬ملزيد من التفاصيل املتعلّقة بهذه الوقائع‪ ،‬انظر‪ :‬زيك مبارك‪ ،‬أصول األزمة يف العالقات‬ ‫املغربية الجزائرية‪ ،‬ط ‪( 1‬الرباط‪ :‬دار أيب رقراق للطباعة والنرش‪.(2007 ،‬‬ ‫‪ 5‬مذكرات الشاذيل بن جديد‪ ،‬انظر عىل الرابط‪:‬‬ ‫‪http://www.echoroukonline.com/ara/articles/145529.html‬‬ ‫دراسات وأوراق تحليليّة‬ ‫العالقات المغربية الجزائرية‪ :‬العقدة الجيوستراتيجية‬ ‫اإلطار التاريخي لمشكلة الصحراء‬ ‫المرحلة األولى‬ ‫يف إطار التوسع االستعامري األورويب‪ ،‬وصلت طالئع اإلسبان إىل‬ ‫منطقة املغرب العريب مع بدايات القرن الخامس عرش‪ ،‬وكانت‬ ‫مدفوع ًة بدوافع إسرتاتيجية لتأمني حركة النقل البحري املتجهة من‬ ‫أوروبا إىل القارة اإلفريقية من ناحية‪ ،‬وإىل الهند من ناحية أخرى‪ .‬ومل‬ ‫يكن الوجود اإلسباين قد تجذَّر إال مع بدايات القرن العرشين بعد‬ ‫أن تقاسمت فرنسا وإسبانيا النفو َذ يف املنطقة‪ ،‬من خالل اتفاقيات‬ ‫أربع (من ‪ 1900‬إىل ‪ .(1912‬وقد كان آخرها معاهدة فاس التي جرى‬ ‫مبوجبها ف ْرض الحامية عىل املغرب‪.‬‬ ‫ونتيج ًة لتنوع القوى االستعامرية يف املنطقة برزت حركتا مقاومة؛‬ ‫إحداها يف الشامل يقودها عبد الكريم الخطايب‪ ،‬واألخرى يف الجنوب‬ ‫يقودها ماء العينني‪ ،‬وأ َّدى هذا األمر مع الزمن إىل انفصام يف حركة‬ ‫املقاومة؛ أحدهام "بنيوي" واآلخر "وظيفي"‪.‬‬ ‫وتع ّزز االنفصام مع إعالن إسبانيا ض ّم منطقة الصحراء يف أواخر‬ ‫الثالثينيات‪ ،‬كجزء من توجهات الديكتاتورية اإلسبانية يف تلك املرحلة‪،‬‬ ‫وهذا األمر أ َّجج املقاومة خالل الفرتة املمت ّدة بــني ‪ 1934‬و‪.1956‬‬ ‫وازداد األمر تعقي ًدا بعد إعالن استقالل املغرب عام ‪ ،1956‬من‬ ‫دون إشارة إىل منطقة الصحراء‪ ،‬كام أ ّن اتفاقية سنرتا بني املغرب‬ ‫ُرش إىل منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب‬ ‫وإسبانيا عام (‪ 195‬مل ت ِ ْ‬ ‫(الصحراء(‪ ،‬عىل ال ّرغم من اإلشارة إىل حدود املغرب واالستقالل الذايت‬ ‫ملوريتانيا‪.‬‬ ‫نتيج ًة لذلك كلِّه‪ ،‬عقدت الحركة الوطنية يف الصحراء عد ًدا من‬ ‫املؤمترات‪ ،‬بــد ًءا من مؤمتر "أم الشكاك" الذي مل يحرض فيه إال‬ ‫الصحراويون تقري ًبا‪ ،‬ومؤمتر "بوخشيبة" الذي غلب عليه الطابع‬ ‫املغاريب عام (‪.196‬‬ ‫‪35‬‬ ‫(أي قبل استقالل املغرب( إىل ع ّد املنطقة املمتدة من "أغادير إىل‬ ‫ضفة نهر السنغال‪ ،‬إىل املغرب األقىص‪ ،‬وحد ًة واحدةً‪ ،‬وهو تو ُّج ٌه‬ ‫سانده القرص أيضً ا‪ ،‬وال سيام مع لجوء الزعيم املوريتاين أحمد ولد‬ ‫حرمة ببانا إىل القاهرة‪ ،‬ث ّم إىل املغرب عام ‪ ،1956‬وتأسيس جيش‬ ‫لتحرير موريتانيا‪ .‬ث ّم تاله األمري محمد فال ولد عمري (أمري منطقة‬ ‫الرتازة يف جنوب موريتانيا( ومعه اثنان من وزراء الحكومة املوريتانية‬ ‫يف عهد االستقالل الذايت(‪.(7‬‬ ‫ومع استقالل الجزائر عام ‪ ،1962‬ازداد األمر تعقي ًدا‪ ،‬إذ ات َّسعت‬ ‫املطالب املغربية ت ُجاه الجزائر إىل جانب مطالبها يف موريتانيا؛ فلقد‬ ‫طالب املغرب الجزائر بتطبيق ما اتفق عليه خالل الثورة‪ ،‬يف ما يتعلَّق‬ ‫مبساندة املغرب للثورة الجزائرية مقابل إعادة النظر يف أر ٍ‬ ‫اض مغربية‬ ‫ض َّمتها فرنسا إىل الجزائر‪َّ .‬إال أ ّن الجزائر ‪ -‬بعد االستقالل ‪ -‬ع َّدت األمر‬ ‫مؤسسة‬ ‫اتفاقًا "ت ّم يف ظروف غري مواتية لها‪ ،‬كام أ ّن املغرب دول ًة ِّ‬ ‫ملنظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬عليها أن تطبِّق مبدأ القبول بالحدود‬ ‫االستعامرية املوروثة الذي أق َّرته املنظمة‪ ،‬وهو ما دفع ملواجهات‬ ‫عسكرية أُطلق عليها حرب الرمال عام ‪.((("1963‬‬ ‫أ َّما يف منطقة الصحراء (الساقية الحمراء ووادي الذهب(‪ ،‬فقد برز‬ ‫تياران(‪:(9‬‬ ‫التيار االندماجي‪ :‬هو التيار الذي انخرط ممثلوه يف التنظيامت‬ ‫اإلداريــة اإلسبانية (مثل مجلس األربعني عام ‪ ،1960‬والجامعة‬ ‫الصحراوية عام ‪ ،1967‬تلك التي شكَّلت نو ًعا من التنظيم املحيل‬ ‫لتمثيل السكان يف اإلدارة اإلسبانية‪ ،‬و ِمثل دخول ستة أعضاء يف‬ ‫"الكوريتس" اإلسباين "الربملان" عام ‪ ،1971‬لكنهم تراجعوا عام ‪،1975‬‬ ‫تأيي ًدا للموقف املغريب(‪ ،‬وذلك بعد أن أعلنت إسبانيا عام ‪ 1973‬عن‬ ‫فرتة انتقالية ُم َّدت ُها عرشون عا ًما لتهيئة منطقة الصحراء لالستقالل‪،‬‬ ‫وقامت بإجراء إحصاء سكاين عام ‪ّ 1974‬‬ ‫دل عىل أ ّن عدد السكان يف‬ ‫الصحراء هو ‪ 74‬ألف نسمة تقريبًا‪.‬‬ ‫وتداخل املوضوع املوريتاين مع موضوع الصحراء‪ ،‬عندما رفض املغرب‬ ‫االعرتاف باستقالل موريتانيا عام ‪ ،1960‬فر َّدت إسبانيا عام ‪1961‬‬ ‫مؤكِّد ًة أ ّن الصحراء جزء من األرايض اإلسبانية‪ ،‬وتع ّزز التوجه اإلسباين‬ ‫مع اكتشاف الفوسفات يف الصحراء عام ‪.(6(1963‬‬ ‫التيار الوطني‪ :‬اتخذ هذا التيار شكلني من املقاومة للمشاريع‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬منها املقاومة السلمية والدعوة إىل املقاومة العسكرية‪،‬‬ ‫ومتثّل ذلك باألحزاب؛ مثل حزب املسلم‪ ،‬وحركة تحرير الصحراء‪،‬‬ ‫وقد اتخذت القوى السياسية املغربية موقفًا مسان ًدا للقرص يف‬ ‫مطالبه‪ ،‬بل إ ّن حزب االستقالل بقيادة عالل الفايس دعا منذ ‪1955‬‬ ‫‪ 7‬ملزيد من التفاصيل التاريخية‪ ،‬انظر‪ :‬ولد آية وآخرون‪ ،‬موريتانيا‪ :‬الثقافة والدولة‬ ‫واملجتمع (بريوت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،(1995 ،‬ص ‪.134 - 91‬‬ ‫‪ 8‬انظر‪:‬‬ ‫ محمد املاليك‪" ،‬إشكالية وحدة املغرب العريب"‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬الرباط ‪ -‬املغرب‪،19(5 ،‬‬‫ص ‪.299‬‬ ‫ موقف محي الدين عميمور‪ ،‬مجلة أطياف املغربية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬متوز‪ /‬يوليو‪ ،200( ،‬ص ‪.15‬‬‫‪9 Claude Bontems, "The Government of the Sahara Arab Democratic‬‬ ‫‪Republic", Third World Quarterly, Jan. 1987. pp. 168-186.‬‬ ‫‪ 6‬لالطالع عىل التفاصيل الدقيقة للجانب التاريخي للموضوع‪ ،‬انظر‪ :‬عيل الشامي‪،‬‬ ‫"الصحراء الغربية‪ ،‬عقدة التجزئة يف املغرب العريب"‪ ،‬الحوار املتمدن‪ ،‬عدد (‪،316‬‬ ‫(‪ ،2010/10/2‬عىل الرابط‪:‬‬ ‫‪www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=%20233374‬‬ ‫العدد ‪6‬‬ ‫‪36‬‬ ‫والتجمع الشعبي‪ ،‬وجبهة تحرير الساقية الحمراء‪ .‬وقد تداعى بعض‬ ‫هذه القوى عام ‪ 1973‬لتشكيل الجبهة الشعبية وتحرير الساقية‬ ‫الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو(‪ ((10‬بالقوة العسكرية‪.‬‬ ‫المرحلة الثانية‬ ‫وكل من‬ ‫تبدأ هذه املرحلة باتفاقية مدريد عام ‪ 1975‬بني إسبانيا ٍّ‬ ‫نصت عىل‪:‬‬ ‫املغرب وموريتانيا‪ .‬وقد َّ‬ ‫تسليم األرايض الصحراوية لقوات الدولتني خالل فرتة انتقالية متت ّد‬ ‫من نوفمرب ‪ 1975‬إىل فرباير ‪( 1976‬أعلنت إسبانيا موعد انسحابها‬ ‫يف ‪ 26‬فرباير ‪.(1976‬‬ ‫تقديم تنازالت مغربية يف ما يتعلق مبدينتي سبتة ومليلة‪.‬‬ ‫السامح إلسبانيا بالصيد قبالة السواحل املغربية والصحراوية‪.‬‬ ‫كانون الثاني ‪ /‬يناير ‪2014‬‬ ‫ومع اشتداد هجامت البوليساريو عىل القوات املوريتانية التي وصلت‬ ‫يف بعض األحيان إىل مشارف العاصمة نواكشوط‪ ،‬بدأت مالمح عدم‬ ‫استقرا ٍر يف موريتانيا؛ ما ع َّزز ارتباطها باملغرب وفرنسا‪ ،‬عىل أمل تلقي‬ ‫املزيد من املساعدات‪ ،‬وتصاعد عدد القوات املوريتانية من ‪2000‬‬ ‫فرد إىل (‪ 1‬ألف فرد‪ .‬وارتفعت النفقات الدفاعية إىل ‪ 60‬يف املئة من‬ ‫امليزانية الوطنية(‪.(12‬‬ ‫ويف ‪ 10‬يوليو (‪ ،197‬وقع انقالب عسكري يف موريتانيا‪ ،‬وتشكلت‬ ‫اللجنة العسكرية لإلنقاذ الوطني التي أعلنت أ ّن أه ّم بنود برنامجها‬ ‫وقْف الحرب الصحراوية‪ ،‬وجرى توقيع اتفاقية سالم بني موريتانيا‬ ‫والبوليساريو‪ ،‬يف ‪ 15‬أغسطس ‪ ،1979‬تقهقرت مبقتضاها موريتانيا‬ ‫من الصحراء‪ ،‬واعرتفت بالجمهورية العربية الصحراوية يف ‪ 27‬فرباير‬ ‫‪ ،19(4‬لك ّن القوات املغربية احتلت األجزاء التي تراجعت منها‬ ‫القوات املوريتانية‪.‬‬ ‫االحتفاظ بنصيب ‪ 35‬يف املئة من منطقة بوكراع‪ ،‬حيث مناجم‬ ‫الفوسفات‪ ،‬وتعويض املغرب عن ‪ 65‬يف املئة الباقية‪.‬‬ ‫وكانت محكمة العدل الدولية قد قضَ ت قبل ذلك بأ َّن اإلقليم‬ ‫الصحراوي "مستعمرة" وليس أرضً ا إسبانية‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫دفع الحكومة املغربية إىل تنظيم ما ُعرف باملسرية الخرضاء‬ ‫عرب فيها ‪ 350‬ألف مغريب الحدود الصحراوية إىل الصحراء‪.‬‬ ‫التي َ‬ ‫أ ّما الجزائر فقد أعلنت عن تأييدها لوجود الجمهورية العربية‬ ‫الصحراوية الدميقراطية‪ ،‬وذلك بعد يوم واحد من موعد انسحاب‬ ‫القوات اإلسبانية‪.‬‬ ‫وخالل هذه الفرتة‪ ،‬عرف النزاع تطو ًرا آخر‪ ،‬وهو تخيل موريتانيا عن‬ ‫يستحق التوقُّف عنده؛‬ ‫مطالباتها بأجزاء من الصحراء‪ .‬وهذا األمر‬ ‫ّ‬ ‫فمن املعروف أ ّن دولتي موريتانيا واملغرب ُم ِنحتَا ‪ -‬مبقتىض اتفاقية‬ ‫حق السيطرة عىل اإلقليم الصحراوي‪ .‬فأخذت موريتانيا‬ ‫مدريد ‪َّ -‬‬ ‫إقليم وادي الذهب؛ ما أ َّدى إىل تكثيف البوليساريو هجامتِها عىل‬ ‫الكيل من الجزائر التي‬ ‫موريتانيا‪ ،‬مستند ًة يف حملتها هذه إىل الدعم ِّ‬ ‫(‪(11‬‬ ‫قطعت عالقاتها الدبلوماسية مبوريتانيا يف مارس عام ‪. 1976‬‬ ‫‪ 10‬البوليساريو‪ ،‬باللغة اإلسبانية‪ ،‬هي الحروف األوىل من اسم الجبهة الشعبية لتحرير‬ ‫الساقية الحمراء ووادي الذهب‪.‬‬ ‫رسا عىل‬ ‫يعمالن‬ ‫كانا‬ ‫[‪]...‬‬ ‫وموريتانيا‬ ‫املغرب‬ ‫ن‬ ‫"لك‬ ‫اته‪:‬‬ ‫ر‬ ‫مذك‬ ‫يف‬ ‫‪ 11‬يقول الشاذيل بن جديد‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫اقتسام اإلقليم الصحراوي‪ ،‬فقد وقَّع الحسن الثاين ومختار ولد داده اتفاقًا رسيًّا يف أكتوبر‬ ‫‪ ]...[ 1974‬يقتسامن مبوجبه الصحراء الغربية‪ .‬ثم اجتمعا بعد ذلك يف الرباط لرتسيم الحدود‬ ‫وأحست الجزائر أ ّن هذا كله مو َّجه ضدّنا؛‬ ‫بينهام‪ ،‬وبعد ذلك وقَّعا ِح َ‬ ‫لف دفاع مشرتك [‪َّ ]...‬‬ ‫فالحسن يسعى لعزل موريتانيا عن الجزائر [‪ ]...‬أ َّما ولد داده فقد أراد وضْ ع ح ٍّد ألطامع‬ ‫املغرب يف تراب بالده"‪ ،‬بن جديد‪ ،‬املرجع نفسه‪.‬‬ ‫وهنا ال ب َّد من تسجيل املالحظات التالية‪:‬‬ ‫السابق الذي شغل‬ ‫يقول قاصدي مرباح رئيس الوزراء الجزائري َّ‬ ‫عد ًدا من املناصب السياسية واألمنية‪" :‬إنني أنطلق من تاريخ‬ ‫‪ 10‬يوليو (‪ ،197‬وهو يصادف وصول ولد السالك إىل الحكم يف‬ ‫موريتانيا‪ ،‬وهو االنقالب الذي ك َّنا عىل علمٍ به كجهاز قبل وقوعه‬ ‫بأسبوع"(‪ ،(13‬كام يؤكِّد الشاذيل بن جديد د ْعم الجزائر للمعارضة‬ ‫املوريتانية بأمر مبارش من هواري بومدين(‪.(14‬‬ ‫إ ّن ذلك يعني أ ّن تغري النظام السيايس يف موريتانيا – املتمثّل بشخْص‬ ‫تغري يف توجه الدولة من ناحية‪ ،‬ولكنه يدل عىل‬ ‫الحاكم ‪ -‬أ َّدى إىل ُّ‬ ‫أي مكاسب مع موريتانيا من‬ ‫أ ّن الجزائر كانت تسعى لسلب املغرب ّ‬ ‫خالل دورها يف تدبري االنقالب من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫‪ 12‬ولد آية‪ ،‬ص ‪.117 - 116‬‬ ‫‪" 13‬قاصدي مرباح يفتح ملف موت بومدين"‪ ،‬جريدة الشعب الجزائرية‪.1990/12/2( ،‬‬ ‫‪ 14‬بن جديد‪ ،‬املرجع نفسه‪.‬‬ ‫دراسات وأوراق تحليليّة‬ ‫العالقات المغربية الجزائرية‪ :‬العقدة الجيوستراتيجية‬ ‫‪37‬‬ ‫قطعت العالقات الدبلوماسية بني املغرب وموريتانيا منذ مارس وقد بدأ املغرب يف جلْب هؤالء األف ـراد من أراضيه ونقلهم إىل‬ ‫‪ ،19(1‬وعرفت هذه الفرتة محورين يف املغرب العريب أ ّولهام االتحاد الصحراء (يف مناطق العيون‪ ،‬والداخلة‪ ،‬وسامرة(؛ ليكونوا ضمن الذين‬ ‫املغريب الليبي الذي أعلن يف ‪ ،19(3‬والثاين معاهدة اإلخاء والوئام سيشاركون يف االستفتاء‪.‬‬ ‫التي عقدت يف ‪ 19(3‬بني الجزائر وتونس‪ ،‬وانضمت إليهام موريتانيا‬ ‫موقف البوليساريو‪ :‬تستند البوليساريو إىل اإلحصاء اإلسباين عام‬ ‫بعد نحو مثانية شهور‪.‬‬ ‫‪ ،1974‬وترى إمكانية إضافة ما بني ‪ 10‬و‪ 15‬يف املئة من العدد م َّمن‬ ‫وأ َّدت هذه التطورات إىل بقاء املغرب والبوليساريو (املدعومة كلِّيًّا ُولدوا يف الصحراء منذ اإلحصاء اإلسباين‪.‬‬ ‫من الجزائر( يف ميدان القتال‪ .‬وبدأ املغرب يف إقامة األسالك املكهربة‬ ‫االقرتاح الوسط‪ :‬وهو الذي قدمته األمم املتحدة‪ ،‬ويقوم عىل أساس‪:‬‬ ‫والسواتر الرملية عىل امتداد آالف الكيلومرتات‪ .‬ونجح مقاتلو‬ ‫البوليساريو يف كثري من األحيان يف إلحاق خسائر كبرية بالقوات •اعتامد اإلحصاء اإلسباين قاعدةً‪.‬‬ ‫املغربية‪ .‬لك ّن هذه القوات بقيت تسيطر عىل الجزء األكرب من •اعتامد املنحدرين ممن هم مسجلون يف اإلحصاء اإلسباين‪.‬‬ ‫الصحراء (‪ % (5‬من أرايض الصحراء(‪.‬‬ ‫ست‬ ‫•اعتامد أفراد العائالت الصحراوية التي أقامت يف الصحراء َّ‬ ‫عىل أ ّن تزايد االعرتاف الدويل بالجمهورية العربية الصحراوية ((‪ 6‬سنوات متصلة أو ‪ 12‬سن ًة غري متصلة‪.‬‬ ‫دولة حتى عام ‪ ،(19(7‬وقرار منظمة الوحدة اإلفريقية املتعلِّق‬ ‫باالعرتاف بها (‪ (19(0‬دفعا املغرب إىل القبول بفكرة إجراء استفتاء •تتضمن لجان تحديد الهوية ممثلني عن األفخاذ القبلية يف منطقتي‬ ‫َ‬ ‫تندوف والعني‪ ،‬لك ّن ممثيل البوليساريو يف هذه اللجان تغيبوا عن‬ ‫شعبي لتحديد مصري الصحراء‪.‬‬ ‫االجتامعات عىل أساس أ ّن ذلك يخدم املصالح املغربية‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،19(7‬قامت بعثة من األمم املتحدة بزيارة الصحراء‪ ،‬وقدمت‬ ‫وقد أبدت األمم املتحدة يف عام ‪ 1996‬نو ًعا من اليأس يف هذا الجانب‬ ‫تقري ًرا أ َّدى إىل تقديم األمني العام لألمم املتحدة عام ((‪ 19‬مبادر ًة‬ ‫عندما مل َّحت إىل احتامل تخليها عن متابعة املوضوع عىل نح ٍو‬ ‫تدعو إىل إجراء استفتاء يف مصري الصحراء‪ ،‬وقابل ملك املغرب للمرة‬ ‫تدريجي‪ ،‬ما مل ت ُعد األطراف املعن ّية النظ َر يف مواقفها‪.‬‬ ‫األوىل وف ًدا من جبهة البوليساريو يف مطلع عام ‪.19(9‬‬ ‫بقي املوضوع مطرو ًحا‪ ،‬ودعا املغرب إىل‬ ‫نتيج ًة ّ‬ ‫لكل هذه الخالفات‪َ ،‬‬ ‫غري أ ّن األزمة الجزائرية املتمثّلة بعدم االستقرار الداخيل‪ ،‬نتيجة تنامي‬ ‫حكام ذات ًّيا‪ .‬وهذا األمر مل تقبله البوليساريو أو حكومة‬ ‫م ْنح الصحراء ً‬ ‫دور الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ‪ ،‬بدأت مالمحها تلوح يف األفق؛ ما دفع‬ ‫الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة؛ ما أبقى التوتر قامئًا‪.‬‬ ‫املغرب إىل التباطؤ يف عملية التسوية وتأجيج القتال من جديد‪ ،‬لكن‬ ‫األطراف عادت إىل وقْف إطالق النار يف سبتمرب ‪ /‬أيلول ‪1991‬؛ من‬ ‫تحليل األزمة‬ ‫أجل إفساح املجال لألمم املتحدة لتنظيم االستفتاء يف يناير ‪ .1992‬إالَّ‬ ‫أ ّن ذلك مل يَ ْجر‪ ِ،‬وبقيت عمليات التأجيل متواصل ًة لسبب جوهري هو ُميكن أن نبدأ التحليل بفرضيتني‪:‬‬ ‫تحديد األفراد الذين لهم ّ‬ ‫الحق يف املشاركة يف االستفتاء؛ إذ تباينت لو مل يكن هواري بومدين هو رئيس الجزائري يف لحظة حدوث‬ ‫آراء طريف النزاع املتعلقة بتحديد من له ّ‬ ‫حق املشاركة يف االستفتاء األزمة‪ ،‬هل كان النزاع سيحدث بالرضورة؟‬ ‫عىل النحو التايل‪:‬‬ ‫لو مل تساند الجزائر حركة البوليساريو‪ ،‬هل كان النزاع سينشب‬ ‫كل هذه املدة؟‬ ‫تنطلق قاعدة النقاش يف هذا املوضوع من اإلحصاء السكاين الذي بالرضورة ويستم ّر ّ‬ ‫تبني منه أ ّن‬ ‫أجرته إسبانيا‪ ،‬عام ‪ ،1974‬عىل سكان الصحراء‪ ،‬الذي يُ َّ‬ ‫السابق اإلشارة إىل النقاط التالية‪:‬‬ ‫يستدعي التحليل َّ‬ ‫عدد السكان هو نحو ‪ 74‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫املوقف املغريب‪ :‬يشكك املغرب يف هذا اإلحصاء ويقول إنّه يف عام‬ ‫(‪ ،195‬أثناء الحملة التي قامت بها إسبانيا وفرنسا يف ما ُعرف بعملية‬ ‫املكنسة غادر آالف الصحراويني إىل خارج املنطقة هربًا من العمليات‬ ‫العسكرية‪ ،‬وتوجهوا إىل شامل املغرب؛ ولذلك فإ ّن اإلحصاء مل يشملهم‪.‬‬ ‫ويُق ِّدر املغرب عددهم الحايل بنحو ‪ 120‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫إ ّن الفرتة التي تشكلت فيها األزمة من ‪ 1973‬إىل (‪( 197‬ظهور‬ ‫البوليساريو – موت بومدين( هي الفرتة التي عرفت االرتفاع الكبري‬ ‫ٍ‬ ‫إمكانات مالي ًة كبريةً‪ ،‬ع َّززت بقدراتها‬ ‫يف أسعار النفط؛ ما م َنح الجزائر‬ ‫سلطتها السياسة؛ فقد ارتفع إجاميل دخل الجزائر من مبيعاتها‬ ‫النفطية يف املرحلة األوىل‪ ،‬من سنة ‪ 1973‬إىل سنة ‪ ،1974‬من مليار‬ ‫‪38‬‬ ‫العدد ‪6‬‬ ‫كانون الثاني ‪ /‬يناير ‪2014‬‬ ‫دوالر إىل ‪ 6‬مليارات دوالر(‪ ،(15‬ث ّم عرفت سنة ‪ 1979‬القفزة الثانية يُرشف عىل تسليح هذه املعارضة وتدريبها‪ ،‬أما اإلرشاف اللوجستي‬ ‫يف أسعار البرتول؛ إذ بلغ سعر الربميل ‪ 30‬دوال ًرا‪ .‬وأ َّدى هذا األمر إىل والسيايس فكان من صالحيات جبهة التحرير الوطنية"((‪.(1‬‬ ‫انخفاض قيمة الديون الخارجية من ‪ 12,6‬مليار دوالر عام ‪ 1973‬إىل‬ ‫املؤسسة العسكرية يف الجزائر يف عملية صنع القرار السيايس‪،‬‬ ‫مركزية ّ‬ ‫‪ (,7‬مليار دوالر عام ‪ ،1975‬وانخفاض مستوى البطالة‪ ،‬واتساع دائرة‬ ‫بخاصة يف فرتة هواري بومدين‪ .‬فقد أ َّدى نزاع الصحراء إىل تعزيز‬ ‫اإلنفاق الحكومي عىل السكن والتعليم(‪.(16‬‬ ‫هذه املكانة‪ ،‬وإىل التجاوب مع النزعة العسكرية التي طغت عىل‬ ‫ولعل ذلك ما جعل الجزائر تستشعر القدرة عىل تحديد املكانة البنية السيكولوجية لهواري بومدين(‪.(19‬‬ ‫املغربية يف اإلقليم؛ نتيجة الشعور باإلمكانات التي بدأ النفط يحقِّقها‪ ،‬استخدام املغرب قضية الصحراء أدا ًة لتعزيز االلتفاف الشعبي بشأن‬ ‫مبا يف ذلك القدرات العسكرية‪ .‬ويؤكِّد الشاذيل بن جديد يف مذكراته‬ ‫مؤسسة العرش‪ ،‬ومن املعلوم أ ّن جميع األحزاب املغربية املركزية‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫أنه ناقش احتامالت ب ْدء الجزائر‬ ‫عمليات عسكري ًة ض ّد املغرب يف املعارضة تساند املوقف الرسمي يف القضية الصحراوية‪ ،‬يف حني أ ّن‬ ‫فرتات سابقة‪ .‬لكنه أقنع الرئيس بومدين بأ ّن اإلمكانات املتوافرة القضية الصحراوية ال تحظى مبثل هذا التأييد لدى األحزاب الجزائرية‪،‬‬ ‫للجيش‪ ،‬يف ذلك الوقت‪ ،‬مل تكن مالمئةً‪ ،‬ما دفعه إىل القول لوزير‬ ‫املؤسسة العسكرية الجزائرية‪ .‬وهذا‬ ‫إذا استبعدنا التأييد الكبري يف ّ‬ ‫مركزي‪ :‬ما هو السبب الرئيس لنزاع الصحراء؟‬ ‫خارجيته عبد العزيز بوتفليقة حينئذ إنّه يستعد للعمل؛ أي للتحول األمر يدفعنا إىل تساؤ ٍل‬ ‫ٍّ‬ ‫بدال من العمل العسكري الذي تج َّدد يف‬ ‫نحو العمل الدبلومايس‪ً ،‬‬ ‫(‪(17‬‬ ‫إ ّن تحليل بنية النزاعات الدولية تدل عىل مستويني من النزاعات هام‬ ‫مراحل الحقة يف السبعينات ‪.‬‬ ‫املستوى الدويل؛ بالنظر إىل التناحر بني القوى املركزية عىل احتالل‬ ‫مواقع عليا يف بنية االستقطاب الدويل (سواء كان النظام الدويل‬ ‫بغض النظر عن مدى‬ ‫أحادي القطبية أو ثنائ ّيها‪ ،‬أو متع ّدد األقطاب‪ِّ ،‬‬ ‫متاسك البنية الداخلية للنظام الدويل طبقًا للنامذج املعروفة لدى‬ ‫مورتون كابالن((‪.(20‬‬ ‫أما املستوى الثاين فهو املستوى اإلقليمي؛ إذ يبدو لنا أ ّن املجتمع‬ ‫الدويل مقسم بفعل تقاليد التفاعل التاريخية إىل أقاليم جغرافية‬ ‫تعرف تاريخيًّا نو ًعا من التنافس عىل مركز اإلقليم‪ .‬وهذا يعني أن‬ ‫كال من الجزائر واملغرب يسعيان لتأكيد مركزيتهام اإلقليمية بهدف‬ ‫ًّ‬ ‫التحول إىل "قطب إقليمي"؛ من أجل حصاد سلسلة من املكاسب‪،‬‬ ‫أي ترتيبات إقليمية يف املغرب العريب‬ ‫أبرزها إقرار القوى الدولية بأ ّن ّ‬ ‫عرب أخْذ مصالح "القطب اإلقليمي"‪ ،‬أو الدولة املركزية‬ ‫ال ب َّد أن مت َّر ْ‬ ‫بحسبان‪ .‬وهكذا تتنافس الدول الكربى عىل اسرتضاء هذا القطب‬ ‫اإلقليمي لتوظيف مكانته يف رصاعها الدويل األوسع‪ ،‬فتعمل عىل‬ ‫تقويته من ناحية‪ ،‬وعىل ضامن استقراره من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫اآلثار النفسية واملعنوية التي تركها الخالف الحدودي بني الجزائر‬ ‫واملغرب عام ‪ 1963‬الذي استمر حتى عام ‪ ،1969‬والذي تخلَّلته‬ ‫اشتباكات مسلحة‪ ،‬إضاف ًة إىل عبو ٍر متباد ٍل للحدود‪ ،‬ومحاوالت‬ ‫كل طرف ملساندة املعارضة السياسية لدى الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫متبادلة من ّ‬ ‫ويؤكِّد الشاذيل بن جديد يف مذكراته أ ّن "املعارضة املغربية املوجودة‬ ‫يف بالدنا التي ورثناها عن حكم بن بلّه‪ ،‬تشكِّل عقب ًة يف طريق ن ْزع‬ ‫حل هذه‬ ‫رص عىل ّ‬ ‫التوتر بني البلدين‪ ،‬وكان امللك الحسن الثاين يُ ُّ‬ ‫املعارضة عا ًّدا ذلك رشطًا أول ًّيا إلعادة ب ْعث الدفء يف العالقة بيننا‪.‬‬ ‫وكان يتَّهم الجزائر بدعم غرميه السيايس املهدي بن بركة؛ إذ كانت ويشكِّل توازن القوى قاعدة التنافس كام ذكرنا سابقًا‪ ،‬ولك ّن وجود‬ ‫القيادة السياسية للمعارضة املغربية يف الجزائر العاصمة‪ .‬أ َّما تنظيمها قيادات لديها نزوع إىل تعظيم القوة‪ ،‬استنا ًدا إىل سيكولوجياتها‪ ،‬أو إىل‬ ‫كل من الدولتني‪ ،‬يع ّزز دميومة النزاع‪.‬‬ ‫املسلح فكان يف مركزين بغرب البالد [‪ ]...‬وكان الجيش الجزائري تقاليد تاريخية يف ّ‬ ‫‪15 Rachid Tlemcani, State and Revolution in Algeria( Colorado: Westview‬‬ ‫‪Press, 1986(, p. 145.‬‬ ‫‪16 Richard O'brien, "Oil Markets and the Developing Countries", Third‬‬ ‫‪World Quarterly (October 1986(, pp. 1309 - 1324.‬‬ ‫‪ 17‬بن جديد‪ ،‬املرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪ 18‬املرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪ 19‬أحمد بن مرسيل‪" ،‬مفهوم االشرتاكية يف التجربة التنموية الجزائرية"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬ ‫جامعة الجزائر‪.1995 ،‬‬ ‫‪ 20‬جيمس دوريت وروبرت بالتسغراف‪ ،‬النظريات املتضاربة يف العالقات الدولية‪ ،‬وليد‬ ‫عبد الحي (مرتجم(‪( ،‬الكويت‪ :‬دار كاظمة‪ ،(19(5 ،‬ص ‪.133 - 125‬‬ ‫دراسات وأوراق تحليليّة‬ ‫‪39‬‬ ‫العالقات المغربية الجزائرية‪ :‬العقدة الجيوستراتيجية‬ ‫وذلك يعني أ ّن ميل األطراف إىل تسوية النزاع مرهونة مبتغريات القوة‬ ‫كل منها‪ ،‬ولعل أحد ترصيحات بومدين تكشف عن هذه‬ ‫والضعف يف ّ‬ ‫يشري تاريخ النزاع الصحراوي عىل نح ٍو خاص‪ ،‬واضطراب العالقات‬ ‫املعادلة؛ إذ قال‪" :‬لو كنت أعرف أ ّن املغرب سيصمد يف حرب الصحراء‬ ‫املغربية الجزائرية بوج ٍه عا ّم‪ ،‬إىل أ ّن تطور متغريات القوة (املادية‪،‬‬ ‫ثالث سنوات لغريت موقفي قبل اندالع الرصاع"(‪.(21‬‬ ‫أي من الطرفني‪ ،‬يدفع إىل محاولة‬ ‫واملعنوية‪ ،‬وف ّن إدارتهام(‪ ،‬لدى ٍّ‬ ‫تحقيق مكانة "الدولة املركزية"‪ ،‬ويتضح ذلك يف املؤرشات التالية‪:‬‬ ‫البعد الدولي في األزمة‬ ‫تراجع الحامس الجزائري بشأن قضية الصحراء خالل الفرتة املمت َّدة‬ ‫من دون العودة إىل اإلرث االستعامري ودوره يف نشوء املشكلة‪ ،‬بني ‪ 19(9‬و‪ ،2000‬تقري ًبا‪ ،‬بسبب انخفاض معدل دخْل الدولة نتيجة‬ ‫شكَّلت العالقات األمريكية الجزائرية البعد الالفت للنظر منذ البداية؛ انخفاض أسعار البرتول؛ األمر الذي أث َّر يف النفقات الدفاعية والقدرة‬ ‫عىل توافر حاجات جبهة البوليساريو(‪ .(25‬وقد انعكس ذلك عىل انخفاض‬ ‫إذ سعى بومدين إىل خلْق توازن مع العالقات املغربية الفرنسية (عىل‬ ‫معدل دخْل الفرد الجزائري من ‪ 2(00‬دوالر إىل ‪ 1300‬دوالر(‪ ،(26‬إضاف ًة‬ ‫ال ّرغم من بعض التوتر يف فرتات سابقة(‪ ،‬وقد لوحظ تنامٍ يف العالقات إىل أ ّن انهيار البنية السياسية الحاكمة يف املجتمع الجزائري من خالل‬ ‫التجارية الجزائرية األمريكية خالل فرتة تنامي مشكلة الصحراء‪ ،‬بل إ ّن تفكُّك جبهة التحرير الوطني‪ ،‬واعتزال عدد من كوادرها القيادية‪،‬‬ ‫نسبة الصادرات النفطية الجزائرية إىل الواليات املتحدة قد ارتفعت وهروب ال ُّنخب السياسية والعلمية للخارج‪ ،‬ع َّزز متغريات ضُ عف‬ ‫وتجىل ذلك كلُّه يف أ ّن الحكومة الجزائرية تغريت‬ ‫السلطة الجزائرية‪َّ ،‬‬ ‫خمسة أضعاف بني سنتي ‪ 1974‬و(‪.(22(197‬‬ ‫خالل الفرتة املمت َّدة بني ‪ 1979‬و‪ 19(9‬سبع مرات(‪.(27‬‬ ‫إال أ ّن املوقف األمرييك من موضوع الصحراء مازال أقرب إىل املوقف‬ ‫انعكس الرتاجع الجزائري يف تلك الفرتة عىل جبهة البوليساريو‪ ،‬وامت ّد‬ ‫املغريب الداعي إىل م ْنح الصحراء ً‬ ‫حكام ذاتيًّا موس ًعا‪ ،‬وهو موقف إىل بعض أعضاء البوليساريو يف املكتب السيايس‪ ،‬مثل إبراهيم حكيم‪،‬‬ ‫مخالف ملوقف األمم املتحدة والجزائر اللتني تنظران إىل موضوع وعمر حرضمي‪ ،‬وكجمولة أيب؛ ما جعل عدد املنسحبني من املكتب‬ ‫حق تقرير املصري‪ ،‬وإىل أ ّن املوضوع السيايس يصل إىل سبعة أعضاء‪ ،‬وهو ما يعادل ربع املكتب السيايس‪.‬‬ ‫الصحراء عىل أنه ضمن سياسات ّ‬ ‫جزء من الظاهرة االستعامرية‪ .‬ولعل هذا املوقف األمرييك يتضح من وتواصل األمر‪ ،‬يف مرحلة الحقة‪ ،‬مع بعض الوزراء‪ ،‬عىل غرار ما وقع مع‬ ‫خالل رفْض واشنطن أن تشتمل اتفاقية التجارة الحرة عىل منطقة أحمد ولد بركال وزير التعاون يف الحكومة الصحراوية‪ .‬وهذه الظاهرة‬ ‫َّ‬ ‫(أي انعكاس التغريات يف الجزائر عىل القوى السياسية الصحراوية(‬ ‫الصحراء(‪ .(23‬وهذا يعني أ ّن مشكلة الصحراء ال تؤث ِّر يف شبكة عالقات‬ ‫عرفتها سابقًا حركة الرجال الزرق (موريهوب( ذات التوجه اليساري‬ ‫حاسام‪.‬‬ ‫دول املغرب العريب الدولية تأث ًريا‬ ‫ً‬ ‫التي تزعمها إدوارد موحا((‪.(2‬‬ ‫االستنتاجات‬ ‫كل من املغرب والجزائر تعاونًا مع الدول الغربية (اتفاقيات‬ ‫ويُبدي ٌّ‬ ‫مع الناتو‪ ،‬أو عىل نح ٍو ثنايئ‪ ،‬أو من خالل الحوار والتعاون مع االتحاد‬ ‫األورويب( يف مجال ضبط الحركات اإلسالمية املتطرفة‪ .‬وهام مدفوعان‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬نظ ًرا إىل أسباب داخلية أمن َّية من ناحية‪ ،‬ومن أجل ضامن‬ ‫تدعيم عوامل مساندة القوى الدولية‪ ،‬يف نطاق املنافسة اإلقليمية من‬ ‫ناحية أخرى(‪.(24‬‬ ‫‪ 21‬محمد األشهب‪" ،‬قضية الصحراء ومقولة بومدين"‪ ،‬الحياة‪.1997/7/3 ،‬‬ ‫‪ 22‬وليد عبد الحي‪ ،‬تصور النخب الجزائرية ملستقبل الجزائر‪ ،‬يف‪ :‬ندوة االستقالل القومي‬ ‫واالندماج اإلقليمي يف العقد األخري من القرن العرشين‪( ،‬األردن‪ :‬جامعة آل البيت‪،(1995 ،‬‬ ‫ص ‪.111‬‬ ‫‪23 Abdennour Benanter, "Nato, Maghreb and Europe", Mediterranean‬‬ ‫‪Politics, vol. 11, no. 2,( july 2006(, p. 175.‬‬ ‫‪24 ibid.‬‬ ‫رصا جاذبًا‪ ،‬إال أ ّن إلقاء‬ ‫يبدو أ ّن موارد الصحراء (كالفوسفات( ليست عن ً‬ ‫نظرة عىل خريطة الصحراء (مساحتها ‪ 266‬ألف كم‪ (2‬يشري إىل وجود‬ ‫نفوذ جزائري فيها يشكِّل تطويقًا للمغرب من الغرب والجنوب؛ ما‬ ‫يجعل التواصل الربي للمغرب مع الخارج غري ممكن‪ ،‬إذ إ ّن الصحراء‬ ‫تعزله عن موريتانيا‪ ،‬وعن القارة األفريقية من الجنوب‪ .‬يف حني تعزله‬ ‫الجزائر عن بق َّية دول املغرب العريب‪ ،‬فال يبقى له إال املنافذ البحرية‪.‬‬ ‫‪ 25‬مجموعة من الباحثني‪ ،‬األزمــة الجزائرية‪ ،‬ط ‪( 2‬بــريوت‪ :‬مركز دراســات الوحدة‬ ‫العربية ‪ ،(1996‬ص ‪.399 - 377‬‬ ‫‪ 26‬الحياة‪.199(/1/27 ،‬‬ ‫‪ 27‬جريدة الحقيقة الجزائرية‪.1995/11/15 ،‬‬ ‫‪28 T. Hodges, Historical Dictionary of the Westarn Sahara, the Scarescrow‬‬ ‫‪Press, 1992. p. 248.‬‬ ‫وانظر أيضً ا‪" :‬مقابلة بشري فقيقة مع عضو املكتب السيايس للبوليساريو"‪ ،‬مجلة املشاهد‪،‬‬ ‫‪.199(/4/4‬‬ ‫‪40‬‬ ‫العدد ‪6‬‬ ‫كانون الثاني ‪ /‬يناير ‪2014‬‬ ‫كل التيارات السياسية املغربية والنظام‪ ،‬وهذا يساعده عىل استثامر‬ ‫ّ‬ ‫االحتماالت المستقبلية‬ ‫املشكلة داخل ًّيا لحشد املجتمع خلفه يف فرتة الخوف من امتدادات‬ ‫منذ أن أعادت الجزائر عالقاتها الدبلوماسية باملغرب عام ((‪ ،19‬مل الربيع العريب‪ .‬ولعل ترصيحات زعيم حزب االستقالل املغريب ت ُؤكد‬ ‫تتمكن الدولتان من تطوير العالقات الثنائية من خالل تفعيل اتحاد ذلك؛ إذ قال يف متوز ‪ /‬يوليو ‪ 2013‬إ ّن "تندوف جزء من األريض‬ ‫صعب‬ ‫املغرب العريب‪ .‬وعىل ال ّرغم من بعض الزيارات املتبادلة بني مسؤويل املغربية وعليها استعادتها"(‪ .(32‬أما ضبط الحدود بينهام فأم ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫رشا داالًّ للغاية‪ ،‬وال سيام أنها متتد أكرث من ‪ 1600‬كيلومرت‪.‬‬ ‫البلدين‪ ،‬فإ ّن العودة إىل إقفال الحدود عام ‪ 1994‬كانت مؤ ً‬ ‫عىل أ ّن التنافس بني البلدين مل يَ ُز ْل‪ ،‬بل كان يخبو‪ .‬فبعد أن ألغى‬ ‫ولعل استدعاء السفري املغريب من الجزائر‪ ،‬يف ديسمرب ‪ ،2013‬يشري إىل‬ ‫املغرب تأشرية دخول الجزائريني إليها عام ‪ ،2004‬وبادلته الجزائر‬ ‫خطوة تجاه التصعيد‪.‬‬ ‫اإلجراء نفسه عام ‪ ،2006‬أعلنت الجزائر أنها عىل استعداد لتزويد‬ ‫املغرب بالغاز عام ‪ ،2011‬إالَّ أ ّن رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى وتصب املشكلة املتجددة بني الطرفني (مثل االتهامات األخرية‬ ‫أعلن عام ‪ 2012‬أ ّن فتح الحدود بني البلدين ليس أولوي ًة للجزائر‪ ،‬عىل للمغرب بتهريب املخدرات إىل الجزائر(‪ ،‬وتبادل الحمالت اإلعالمية‬ ‫عرب حدودهام‪ ،‬تتجاوز ثالثة بني الطرفني خالل عام ‪ 2013‬يف تأزيم العالقات م َّر ًة أخرى بينهام‪،‬‬ ‫ال ّرغم من أ ّن نسبة التهريب بني البلدين‪ْ ،‬‬ ‫أضعاف نسبة التبادل التجاري الرسمي؛ وهو‪ 1,2‬مليار دوالر‪ ،‬مقابل مع األخذ بحسبان أ ّن األوضاع الداخلية للدولتني ليست مستقرةً؛‬ ‫فطبقًا ملقياس كوفامن عام ‪ 2011‬كان معدل استقرار املغرب هو‬ ‫نحو أربعة مليارات دوالر يف تجارة التهريب(‪.(29‬‬ ‫‪ 31,1‬يف املئة‪ ،‬وهو يساوي عىل املقياس ‪ ،-0,47‬يف حني كان معدل‬ ‫وإ ّن البعثة الدولية التي رشعت يف عملها منذ ‪ 1991‬من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫استقرار الجزائر ‪ 9,4‬يف املئة‪ ،‬وهو يساوي ‪ .(33(-1,35‬أ ّما عىل مقياس‬ ‫م َّددت عملها يف الصحراء إىل عام ‪ 2014‬للعمل عىل ضامن استمرار‬ ‫جيني الذي يقيس الفروق يف توزيع الرثوة‪ ،‬فقد متثَّل يف الجزائر‬ ‫وقْف إطالق النار‪ ،‬واإلرشاف عىل تنظيم االستفتاء املقرتح‪ ،‬إضاف ًة إىل‬ ‫بـ ‪ ،65,6‬وبـ ‪ 79,6‬يف املغرب(‪ ،(34‬وهام مؤرشان قد يدفعان الدولتني‬ ‫أنها تتابع ‪ ،‬من طريف النزاع‪ ،‬التقارير املتضاربة بشأن حقوق اإلنسان‬ ‫إىل امتصاص أزماتهام الداخلية من خالل أزمة خارجية‪.‬‬ ‫للسكان الصحراويني‪ ،‬وال سيام الذين ف ُّروا من مناطق النزاع ت ُجاه‬ ‫إ ّن تراجع ح َّدة التنافس بني الدولتني مرهون مبدى تط ُّور البعد‬ ‫األرايض الجزائرية يف تندوف وغريها(‪.(30‬‬ ‫التكاميل لدول املغرب العريب‪ ،‬األمر الذي سيح ِّول العالقات من‬ ‫لكل من البلدين تتصاعد‬ ‫ومام يثري القلق‪ ،‬أ ّن نسبة اإلنفاق الدفاعي ّ‬ ‫َّ‬ ‫منظورها الصفري كام هو الحال حاليًّا‪ ،‬إىل منظور غري صفري؛ ما‬ ‫تصاع ًدا يوحي بأنهام يستعدان لجولة رصاعية‪ ،‬فقد ارتفع معدل إنفاق‬ ‫يضيِّق الخناق عىل موضوع الصحراء‪ ،‬لك ّن األزمــات الداخلية يف‬ ‫الجزائر من ‪ 3,6‬مليارات دوالر عام ‪ 2006‬إىل (‪ 9,‬مليارات عام ‪،2012‬‬ ‫كل من ليبيا وتونس نتيجة تداعيات الربيع العريب‪ ،‬وتنامي النزعة‬ ‫ّ‬ ‫(‪(31‬‬ ‫يف حني ارتفع اإلنفاق يف املغرب من ‪ 2,4‬مليار إىل ‪ 3‬مليارات‪.‬‬ ‫كل من املغرب والجزائر‪ ،‬ال تيش إال بسيناريو استمرار‬ ‫العسكرية يف ّ‬ ‫ٍ‬ ‫تصعيد‬ ‫املؤسسة العسكرية الجزائرية متيل إىل‬ ‫ٍ‬ ‫محسوب؛ األزمة‪ ،‬تأكي ًدا لتواصل التنافس عىل "الدولة املركزية"‪ ،‬وتوظيف بعض‬ ‫ويبدو أ ّن ّ‬ ‫ليبقى القرار السيايس رهني إرادتها‪ ،‬بخاصة أ ّن غياب الرئيس الحايل القضايا (مثل قضية الصحراء(؛ لتحسني موقع الدولة يف هذا التنافس‬ ‫(بوتفليقة( أمر محتمل‪ ،‬نظ ًرا إىل تق ُّدمه يف السن ومرضه‪ .‬يف حني أ ّن من ناحية‪ ،‬وامتصاص األزمات الداخلية بتوظيف التأزيم الخارجي يف‬ ‫النظام املغريب مييل إىل التصعيد؛ أل ّن الصحراء متثّل نقطة تالقٍ بني ذلك من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫‪ 29‬انظر عىل الرابط‪:‬‬ ‫‪http://www.al-monitor.com/pulse/politics/2013/07/reconciliation-between‬‬‫‪morocco-and-algeria-possible. html#‬‬ ‫‪ 30‬انظر عىل الرابط‪:‬‬ ‫‪http://www.globalpost.com/dispatches/globalpost-blogs/commentary/‬‬ ‫‪western-sahara-geopolitical-stalemate#1‬‬ ‫‪ 31‬انظر عىل الرابط‪:‬‬ ‫‪http://sahara-question.com/en/content/algerian-moroccan-arms-race‬‬ ‫‪ 32‬انظر عىل الرابط‪:‬‬ ‫‪http://www.dailystar.com.lb/News/Middle-East/2013/Jul-06/222748-ties‬‬‫‪between-algeria-and-morocco-hit-new-low.ashx#axzz2nI2RyTLA‬‬ ‫‪ 33‬انظر عىل الرابط‪:‬‬ ‫‪https://csis.org/files/publication/130821_MENA_Stability.pdf‬‬ ‫‪ 34‬متثِّل القيمة صفر عىل مقياس جيني التساوي املطلق يف معدل دخل األفراد‪ ،‬أي إ ّن‬ ‫الفرق بني فرد وآخر صفر‪ ،‬بينام تعني القيمة ‪ 100‬أ ّن كل الدخل بيد شخص واحد(؛ فكلام كان‬ ‫الرقم أعىل كانت نسبة سوء التوزيع كذلك‪ ،‬املرجع نفسه‪.‬‬