انتقل إلى المحتوى

أخلاق العمل البروتستانتية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.

أخلاق العمل البروتستانتية هو مفهوم في علم الاقتصاد وعلم الاجتماع والتاريخ، يعزى إلى أعمال ماكس فيبر. تستند إلى فكرة أن تركيز الكالفينيين على ضرورة العمل الجاد كعنصر من عناصر النجاح الدنيوي وكعلامة مرئية أو نتيجة للخلاص الشخصي.

يرى أن البروتستانتية بدأت مع مارتن لوثر الذي كان يركز على الأعمال الدنيوية ويعتبر العمل كواجب يستفيد منه كل من الفرد والمجتمع ككل، وبالتالي شجعت البروتستانتية على تراكم الثروات واعتبرتها نعمة من عند الله متأثرة في ذلك في العهد القديم.[1] وهكذا، تحولت فكرة الكاثوليكية من أعمال الرب إلى الالتزام بالعمل الجاد كدليل على نعمة.

واستنادًا إلى ماكس فيبر فأخلاق العمل البروتستانتية، خاصًة المذهب الكالفيني، من انضباط وعمل شاق وإخلاص، كانت وراء ظهور العقلية الرأسمالية في أوروبا،[2]: وذلك لقولها بأن النجاح على الصعيد المادي هو دلالة على نعمة إلهية واختيار مسبق للخلاص.[3] فقد حثت تعاليمهم بان يكونوا منتجين بدلاً من مستهلكين ويستثمروا أرباحهم لخلق المزيد من فرص العمل لمن يحتاج وبذلك تمكنهم في المساهمة في بناء مجتمع منتج وحيوي.[4] ومن الآثار المهمة للحركة الكالفينية، بسبب تأكيدها حرية الفرد، ظهور برجوازية جديدة، فالحرية الفردية وما رافقها من نجاح في مجال الصناعة، جعل أتباع الكالفينية يهتمون بالثروة والمتعة وحب التملك بدلاً من البحث عن خيرات الأرض بالسعي والجد.[5]

كذلك كان لأخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة الثورة الصناعية.[6]

في دراسة معروفة قام بها عدد من الباحثين في مطلع الألفية ويمكن اختصار اسمها كالتالي: (CMRP) وجد عدد من الباحثين أن المجتمعات التي تسيطر عليها الثقافة البروتستانتية تشمل الولايات المتحدة، والدول الإسكندنافية، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وهولندا، وسويسرا، وكندا، وأستراليا ونيوزيلندا تميل إلى العمل والاجتهاد والإنجاز والابتكار أكثر من المجتمعات التي تسيطر عليها ثقافات دينية أخرى مثل الكاثوليكية والإسلام والبوذية والهندوسية.[7] ووفقًا للدراسة فالدول ذات الثقافة والأغلبية البروتستانتية لديها مؤشر التنمية البشرية والناتج المحلي مرتفع، كما وتتربع العديد من الدول البروتستانتية قائمة أغنى دول العالم،[8] والدول الأقل فساداً في العالم.[9] ولدى العديد من المجتمعات البروتستانتية في دول غير بروتستانتية نفوذ اقتصادي كبير لا يتناسب مع وزنهم العددي يظهر ذلك على سبيل المثال في فرنسا حيث للبروتستانت نفوذ كبير في الصناعة والاقتصاد والشركات المالية والبنوك[10] وكوريا الجنوبية حيث معظم الشركات الكبرى بالبلاد يديرها مسيحيون بروتستانت.[بحاجة لمصدر] واستنادًا إلى نموذج بارو وماكليري، فإن أخلاق العمل البروتستانتية قد لعبت دورًا رئيسيًا في نجاح كوريا الجنوبية في المجال الاقتصادي.[11][12]

تعرضت الأطروحة إلى بعض الانتقادات من عدد من علماء الاجتماع، منهم الخبير الاقتصادي جوزيف شومبيتر الذي يرى أن الرأسمالية بدأت في إيطاليا في القرن الرابع عشر، وليس في المناطق البروتستانتية في أوروبا.[13] ومن العوامل الأخرى التي تزيد من تطوير اقتصاد السوق الأوروبية شملت تعزيز حقوق الملكية وتخفيض تكاليف المعاملات مع تراجع وتسييل الإقطاع، والزيادة في الأجور الحقيقية بعد أوبئة طاعون دبلي.[14]

مراجع

  1. ^ Herrick، Cheesman Abiah (1917). History of commerce and industry. Macmillan Co. ص. 95. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08. {{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  2. ^ Weber, Max "The Protestant Ethic and The Spirit of Capitalism" (Penguin Books, 2002) translated by Peter Baehr and Gordon C. Wells
  3. ^ Calvin's position is expressed in a letter to a friend quoted in Le Van Baumer، Franklin, editor (1978). Main Currents of Western Thought: Readings in Western Europe Intellectual History from the Middle Ages to the Present. New Haven: Yale University Press. {{استشهاد بكتاب}}: |الأول= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  4. ^ Wilmore، Gayraud S. (1989). African American religious studies: an interdisciplinary anthology. Duke University Press. ص. 12. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08. {{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  5. ^ Sheldon Wolin, Tocqueville Between Two Worlds (2001), p. 234.
  6. ^ Kiely, Ray (Nov 2011). "Industrialization and Development: A Comparative Analysis". UGL Press Limited: 25-26.
  7. ^ The Central Liberal Truth نسخة محفوظة 01 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ The World's Richest Countries نسخة محفوظة 31 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Corruption Perceptions Index 2012. Full table and rankings. Transparency International. Retrieved: 4 February 2013. نسخة محفوظة 24 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ تاريخ البروتستانت في فرنسا. نسخة محفوظة 24 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ "Religion linked to economic growth". Taipei Times. 4 فبراير 2012. مؤرشف من الأصل في 2017-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-10.
  12. ^ Lee، Felicia R. (31 يناير 2004). "Faith Can Enrich More Than the Soul". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2007-05-14.
  13. ^ Schumpeter، Joseph A.، "Part II From the Beginning to the First Classical Situation (to about 1790), chapter 2 The scholastic Doctors and the Philosophers of Natural Law"، History of Economic Analysis، ص. 74–75، ISBN:0-415-10888-8، OCLC:269819. In the footnote, Schumpeter refers to Usher، Abbott Payson (1943). The Early History of Deposit Banking in Mediterranean Europe. مؤرشف من الأصل في 2019-07-21. and de Roover، Raymond (ديسمبر 1942)، "Money, Banking, and Credit in Medieval Bruges"، Journal of Economic History, supplement S1، ج. 2، ص. 52–65، مؤرشف من الأصل في 2016-08-20
  14. ^ Nico Voigtlaender نسخة محفوظة 13 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.

انظر أيضاً

المراجع

  • الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية/ماكس فيبر/ترجمة محمد علي مقداد/مركز الإنماء القومي