عرس قانا
عرس قانا الجليل في الدين المسيحي يُعد من أولى معجزات يسوع المسيح،[2] حيث وفقاً للإنجيل قام يسوع بتحويل الماء إلى خمر خلال مناسبة زواج في قرية قانا.[3] في رواية الإنجيل، دُعي يسوع وأمه مريم وتلاميذه إلى حفل زفاف، وعندما نفد النبيذ، قام يسوع بمعجزة تحويل الماء إلى خمر.
وقد خضع موقع قانا لنقاش مسيحي بين علماء الكتاب المقدس وعلماء الآثار، حيث يدور نقاش حول القرية التي شهدت العرس، ما إذا كانت قانا، القرية اللبنانية جنوب بيروت في قضاء صور، أو كفر كنا، البلدة العربية في منطقة الجليل بشمال فلسطين التي تقع على بعد 18 كم غرب بحيرة طبريا و9 كم شمالي مدينة الناصرة. كما بات مناسبة للاحتفال السنوي.
رواية الحدث
عدلفي الإنجيل
عدلوهي أول معجزة أجراها المسيح كما ترد في يوحنا 2: 1-11، هي تحويل الماء إلى نبيذ في عرس قانا الجليل؛[4][5] وتحكي القصة، التي يوردها إنجيل يوحنا بالتفصيل،[2] دعوة يسوع ووالدته مريم العذراء إلى عرس في قرية قريبة من الناصرة، وحضر برفقة يسوع تلامذته الخمسة: بطرس وأخوه أندراوس، ويوحنا، وفيلبس، وبرثولماوس. خلال الحفل، نفذ الخمر، فطلبت مريم من ابنها حلاً ينقذ أهل العرس من الحرج، فأمر المسيح الخدم أن يحضروا له ستة أجران يملؤونها بالماء، قبل أن يحولها إلى خمر.
في التقاليد المسيحية
عدلويدور النقاش حول القرية التي شهدت العرس، ما إذا كانت قانا، القرية اللبنانية جنوب بيروت في قضاء صور، أو كفر كنا، البلدة العربية في منطقة الجليل بشمال فلسطين التي تقع على بعد 18 كم غرب بحيرة طبريا و9 كم شمالي مدينة الناصرة.[6]
وبحسب العقائد المسيحية اشترك يسوع في أفراح عرس قانا الجليل ليقدِّس الزواج المسيحي بحضوره، ويرفعه من درجة عَقْدٍ طبيعي بين الرجل والمرأة إلى مقام سرٍّ إلهيّ ويكون مجلبةً للنِعَمِ التي يحتاج إليها المتزوِّجون طَوال أيام حياتهم، وأنشأت الكنيسة مجموعة صلواتٍ وأدعية تسأل بها الله أن يباركَ الزَوْجَين ويغمُرَهما بنعمه الغزيرة ويثبِّت حبّهما المتبادَل مدى حياتهما.
الواقعية التاريخية
عدلرواية تحويل الماء إلى نبيذ لا توجد في أي من الأناجيل الإزائية ولا توجد إلا في إنجيل يوحنا،[7] مما يشير إلى أن مؤلف الإنجيل الرابع ربما قد ابتكرها.[7][8][9] وفقاً لويليس هيدلي سالير تحمل القصة تشابهاً مع بعض القصص التي كانت تحكى عن إله الخمر الإغريقي ديونيسوس.[10]
التأويل
عدلكان للقصة أهمية كبيرة في تطور اللاهوت الرعوي المسيحي. بحسب الباحث تاونر، لرواية تحول الماء إلى نبيذ أهمية رمزية حيث تٌعتبر أول العلامات السبعة في إنجيل يوحنا التي يشهد بها وضع يسوع الإلهي، والتي يتمحور حولها الإنجيل.[11] بحسب فولتون ج. شين، فإنه من المحتمل جداً أن يكون العرس لأحد أقارب مريم العذراء.[12] هذا يعني أن مريم العذارء وأقاربيها سيكونون محرجين إذا بدوا غير مضيافين، مما أعطى مريم سبباً لطلب يسوع بالتوسط.[12] إن الرواية الإنجيلية التي تذكر دعوة يسوع إلى حفل الزواج، وحضوره، واستخدامه لقوته الإلهية لإنقاذ الاحتفالات من الكارثة، تؤخذ كدليل على موافقته على الزواج والاحتفالات الأرضية، على عكس وجهات نظر بولس الرسول الأكثر تشددًا كما وجدت، على سبيل المثال، في 1 كورنثوس 7.[13] كما تم استخدامها كحجة ضد الامتناع عن شرب المسكرات.[14]
وفقًا لبيل داي، يمكن أيضًا تفسير المعجزة على أنها تشابه أول معجزة عامة لموسى وهي تغيير المياه (نهر النيل) إلى دم. هذا من شأنه أن ينشئ صلة رمزية بين موسى باعتباره المنقذ الأول لليهود من خلال هروبهم من مصر ويسوع باعتباره المنقذ الروحي لجميع الناس.[15] وقد تكهن بعض المعلقين حول هوية العريس الذي لم يكشف عن اسمه. أحد التقاليد، ويمثلها توما الأكويني وغيرها، تقول أن العريس هو يوحنا الإنجيلي نفسه. يقترح الأسقف جون سبونج في كتابه «ولد من امرأة» أن الحدث كان في الواقع زفاف يسوع نفسه لمريم المجدلية.[16]
في الثقافة المسيحية
عدلويحتفل المسيحيون في مصر بعيد عرس قانا الجليل ضمن الأعياد السيدية السبعة الصغرى، وهي: عيد الختان، ودخول السيد المسيح إلى الهيكل، ومجيئه إلى أرض مصر، والتجلي، وخميس العهد، وعيد تجديد توما.[17] وأخذت المعجزة بحسب المعتقدات المسيحية طريقها إلى الفن عبر لوحات تشكيلية منذ القرون الأولى، كما تستعاد حتى اليوم ليس باعتبارها واقعة إنجيلية فحسب، بل قصة تحمل أهدافاً أسمى ومعانٍ أعمق، تتضمن، بحسب مفسرين إنجيليين،[18] إثبات رسالة يسوع خاصة بين تلامذته، والرفع من قدر أمه مريم، وتقديس الزواج المسيحي.
معرض صور
عدلمراجع
عدل- ^ Planet, Lonely; Robinson, Daniel; Crowcroft, Orlando; Maxwell, Virginia; Walker, Jenny (1 Jun 2015). Lonely Planet Israel & the Palestinian Territories (بالإنجليزية). Lonely Planet. ISBN:9781743605479. Archived from the original on 2016-12-23.
- ^ ا ب إنجيل يوحنا. نسخة محفوظة 20 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ H. Van der Loos, 1965 The Miracles of Jesus, E.J. Brill Press, s of Christ (ردمك 0-88141-193-0) page 71
- ^ عرس قانا الجليل، يسوعيون، 9 نوفمبر 2012. نسخة محفوظة 26 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- ^ عرس قانا الجليل، كنيسة القديسة تريزا بحلب، 9 نوفمبر 2012. نسخة محفوظة 24 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- ^ "Catholic encyclopedia: Cana". Newadvent.org. 1 نوفمبر 1908. مؤرشف من الأصل في 2018-07-31. اطلع عليه بتاريخ 2012-05-16.
- ^ ا ب Shorroch 2011، صفحة 57.
- ^ Kierspel 2006، صفحة 202.
- ^ Stibbe 1994، صفحة 132.
- ^ Salier 2004، صفحة 66.
- ^ , Towner, W. S. (1996), Wedding, in P. J. Achtermeier (Ed.), Harper Collins Bible Dictionary (pp. 1205-1206), San Francisco: Harper
- ^ ا ب Sheen, Fulton J., The World's first Love (1952) نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ 1 Corinthians 7
- ^ e.g. Geisler, N. L. (1982), A Christian Perspective on Wine-Drinking, Bibliotheca Sacra, 49
- ^ Day, Bill, The Moses Connection in John's Gospel, Mariner Publishing (1997) (ردمك 0-9662080-0-5)
- ^ John Shelby Spong, Born of a Woman (Harper, 1992) pages 187-199.
- ^ الموسوعة العربية، دمشق. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ Jesus and archaeology by James H. Charlesworth 2006 ISBN 0-8028-4880-X pages 540-541
- Shorrock، Robert (2011)، The Myth of Paganism: Nonnus, Dionysus and the World of Late Antiquity، Bloomsbury Academic، ISBN:978-1-4725-1966-5، مؤرشف من الأصل في 2020-01-25
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - Stibbe، Mark W. G. (1994) [1992]، John as Storyteller: Narrative Criticism and the Fourth Gospel، Cambridge, England: Cambridge University Press، ISBN:0-521-47765-4، مؤرشف من الأصل في 2020-01-25
- Kierspel، Lars (2006)، "Meaning and context of "the World""، The Jews and the World in the Fourth Gospel: Parallelism, Function, and Context، Tübingen, Germany: Mohr Siebeck، ISBN:978-3-16-149069-9، مؤرشف من الأصل في 2020-01-25
- Salier، Willis Hedley (2004)، The Rhetorical Impact of the Sēmeia in the Gospel of John، Tübingen, Germany: Mohr Siebeck، ISBN:3-16-148407-X، مؤرشف من الأصل في 2020-01-25